الكتاب: فضيلة الشكر لله
المؤلف: محمد بن جعفر السامري
الجزء:
الوفاة: ٣٢٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: محمد مطيع الحافظ وعبد الكريم اليافي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٢
المطبعة:
الناشر: دار الفكر - دمشق
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
فضيلة الشكر لله على نعمته
وما يجب من الشكر للمنعم عليه
1

كتاب
فضيلة الشكر لله على نعمته
وما يجب من الشكر للمنعم عليه
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري
المعروف بالخرائطي
المتوفى سنة 327 ه‍
تحقيق
محمد مطيع الحافظ
قدم له
الدكتور عبد الكريم اليافي
دار الفكر
3

الطبعة الأولى 1402 ه‍ - 1982 م
جميع الحقوق محفوظة
يمنع طبع هذا الكتاب، أو جزء منه بأية طريقة من طرق الطبع
أو التصوير، كما يمنع الاقتباس منه أو التمثيل أو الترجمة لأية لغة
أخرى إلا بإذن خطي من دار الفكر بدمشق.
طبع بأجهزة الصف التصويري والأوفست في
دار الفكر * هاتف (111166)، برقيا (فكر)
ص. ب (962)، دمشق - سورية
4

تقديم الكتاب
للأستاذ الدكتور عبد الكريم اليافي
بسم الله الرحمن الرحيم
ينشأ فرسان الخيل بين مقانبها وعلى ظهورها، يسوسونها ويدركون حسن
شياتها وألوانها، ويتعرفون مزاياها الخليفة والخليفة ويلمون بأنسابها.
كذلك ينشأ فرسان الكتابة والتحقيق بين رفوف الكتب وصفوفها ينعتون
مخطوطاتها ويصفون مطبوعاتها ويصنفون موضوعاتها، ويلمون بسير مؤلفيها
وعصورهم ومذاهبهم.
والسيد محمد مطيع الحافظ، أمين مكتبة مجمع اللغة العربية بدمشق، من
هؤلاء الفرسان الذين سلكوا سبل التنقيب والتنقير عن كتب التراث، وجعلوها
وكدهم وصرفوا إليها كدهم، وبذلوا في تمييزها جهدهم وأولوها نور أبصارهم وزكانة
بصائرهم.
وهو اليوم يقدم لنا كتاب (فضيلة الشكر) للإمام محمد بن جعفر الخرائطي
المحدث والأديب الذي عاش في القرن الثالث الهجري وأوائل القرن الرابع، وعمر
نحوا من تسعين سنة، وتنقل من (سر من رأى) التي نشأبها إلى بغداد ودمشق
ويافا حيث توفي سنة 327 ه‍.
ورغبة مؤلف الكتاب في تحديد موضوعه جعلته يقتصر على تناول هذا
5

الموضوع وحده، وهو فضيلة الشكر فيما ورد بها من الآثار، دون أن يلم بالألفاظ
التي تدل على معان قريبة من الشكر.
بيد أن المؤلفين القدماء من لغويين ومحدثين ومفسري التنزيل عرضوا لألفاظ
تدل على معان متقاربة أو مترادفة، وميزوا ما بينها من فروق، وهي الشكر والحمد
والمدح والثناء والرضا. وهي ألفاظ قد يقع بعضها في مواقع بعض، وقد تختلف
مواقعها فتخلف الدلالة. ومن المناسب أن نجلو هذه الفروق في شتى المجالات كما
وردت في التراث العربي نفسه استكمالا للموضوع:
يرى الزمخشري في الكشاف: أن الشكر هو الثناء على النعمة خاصة، وهو
بالقلب واللسان والجوارح ويستشهد بقول الشاعر:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة * يدي ولساني والضمير المحجبا
فالشكر هنا في البيت قد أطلق على أفعال الموارد الثلاثة وهي اللسان واليد
والضمير أو القلب، وجعل بإزاء النعمة جزاء لها متفرعا عليها، وكل ما هو جزاء
النعمة عرفا يطلق عليه الشكر لغة. قال الشريف الجرجاني في حاشيته على
الكشاف: " فإن قلت: الشاعر جعل المجموع بإزاء النعمة، فالشكر يجب أن
يطلق عليه، وأما على كل واحد من الثلاثة فلا، قلت: لا شبهة في أن الشكر
يطلق على فعل اللسان اتفاقا. وإنما الاشتباه في إطلاقه على فعل القلب
والجوارح، حتى توهم كثير من الناس أن الشكر في اللغة فعل اللسان وحده. ولما
جمع الشاعر الأول مع الأخيرين وجعلها ثلاثة، علم أن كل واحد شكر للنعمة على
حدة، كأنه أراد أن نعماكم كثرت عندي وعظمت، فاقتضت استيفاء أنواع الشكر،
وبالغ في ذلك حتى جعل مواردها واقعة في مقابلة النعماء ملكا لأصحابها مستفادا
منها كأنه قال: يدي ولساني وقلبي لكم فليس في القلب إلا نصحكم ومحبتكم، ولا في
اللسان إلا ثناؤكم ومحمدتكم، ولا في اليد والجوارح إلا مكافأتكم وخدمتكم. وفي وصف
الضمير بالمحجب إشارة إلى أنهم ملكوا ظاهره وباطنه ".
6

أما الحمد فباللسان كما جاء في الكشاف " فهو إحدى شعب الشكر، ومنه قوله
عليه الصلاة والسلام: " الحمد رأس الشكر، ما شكر الله عبد لم يحمده " وإنما جعله
رأس الشكر لان ذكر النعمة باللسان والثناء على موليها أشيع لها، وأدل على مكانها
من الاعتقاد وآداب الجوارح، لخفاء عمل القلب وما في عمل الجوارح من الاحتمال،
بخلاف عمل اللسان وهو النطق الذي يفصح عن كل خفي ويجلي كل مشتبه ".
ويعقب الجرجاني على قول صاحب الكشاف إن الحمد إحدى شعب الشكر
" أي باعتبار المورد (اللسان واليد والقلب) وإن كان الشكر باعتبار المتعلق
إحدى شعب الايمان ": ذلك الحمد هو الثناء والنداء على الجميل من نعمة وغيرها.
تقول: حمدت الرجل على إنعامه، وحمدته على حسبه وشجاعته. كما في الكشاف. والحمد والمدح أخوان عند صاحب الكشاف، أي هما مترادفان، وقيل: أراد
أنهما أخوان في الاشتقاق الكبير، ويشهد له وجهان ينقلهما الجرجاني:
الأول: أن الشائع في كتب المصنف استعمال الأخوة فيما بين لفظين يتلاقيان
في الاشتقاق الكبير أو الأكبر، أما الكبير فبأن يشتركا في الحروف الأصول من غير
ترتيب مع اتحاد في المعنى أو تناسب فيه كالجذب والجبذ، وكالحمد والمدح، وأما
الأكبر فبأن يشتركا في أكثر تلك الحروف فقط، ويتناسبا في الباقي مع الاتحاد أو
التناسب في المعنى كاله ووله، وكالفلق والفلج.
الثاني أن الحمد مخصوص بالجميل الاختياري، والمدح يعمه وغيره، يقال:
مدحت اللؤلؤة على صفائها، ولا يقال: حمتها. هذا رأي التفتازاني أي في تخريج
كلام الزمخشري الذي ورد في الكشاف وفي الفائق أيضا.
ولكن الجرجاني يذهب إلى أن المدح والحمد مترادفان عند الزمخشري " إما بعدم
قيد الاختيار في الحمد أو باعتبار فيهما " كما كتب أبو البقاء في كلياته.
7

هذا والثناء هو الذكر بالخير، وقد عقبه صاحب الكشاف بالنداء وهو رفع
الصوت إظهارا لما ادعاه من اختصاصه باللسان وكونه أشيع وأدل.
ونقيض الحمد والمدح الذم. ونقيض الشكر الكفران. ولكن المدح كما يطلق
على الثناء الخاص، أي الوصف بالجميل قد يخص بعد الماثر، وعندئذ يقابله الهجو
أي عد المثالب.
هذا وذكر القرطبي: أن الحمد ثناء على الممدوح بصفاته من غير سبق إحسان،
والشكر ثناء على المشكور بما أدلى من إحسان. وبهذا الاعتبار يكون الحمد أعم من الشكر، وهذا يتفق ما سبق من أن
الشكر باعتبار المتعلق إحدى شعب الحمد.
وقد جاء في القرطبي: " ويذكر الحمد بمعنى الرضا، يقال: بلوته فحمدته أي
رضيته، ومنه قوله تعالى: * (مقاما محمود) *.
وفي القرطبي: " الحمد في كلام العرب معناه الثناء الكامل
وأبهج محمود الثناء خصصته * بأفضل أقوالي وأفضل أحمدي
وفي القرطبي أيضا: " ذهب أبو جعفر الطبري وأبو العباس المبرد إلى أن الحمد
والشكر بمعنى واحد سواء. وليس بمرضي. وحكاه أبو عبد الرحمن السلمي في
(كتاب الحقائق) له عن جعفر الصادق وابن عطاء. قال ابن عطاء معناه (معنى
الحمد لله) الشكر لله إذ كان منه الامتنان على تعليمنا إياه حتى حمدناه. واستدل
الطبري على أنها بمعنى، بصحة قولك: الحمد لله شكرا. قال ابن عطية: وهو في
الحقيقة دليل على اختلاف ما ذهب إليه. لان قولك شكرا إنما خصصت به الحمد
لأنه على نعمة من النعم "
8

ثم يعرج القرطبي على مثل ما جاء في قول الزمخشري فيورد: " وقال بعض
العلماء: إن الشكر أعم من الحمد لأنه باللسان وبالجوارح والقلب، والحمد إنما يكون
باللسان ".
هذا وفي اللغة جاء مصدر شكر يشكر شكرا وشكورا وشكرانا، ويقال:
شكر له وشكره وتشكر له بمعنى.
إن هذه الألفاظ المتقاربة المعاني قد ينوب بعضها عن بعض كما سلف وإن كان
بينها بعض الفروق التي اتضحت. وأكثر العلماء في التراث العربي الاسلامي
يتناولون معاني هذه الألفاظ عند الحمد والشكر لله.
نعود إلى الحديث الذي سلف ذكره " ما شكر الله عبد لم يحمد " يعقب
الجرجاني عليه بقوله: " فإنه إذا لم يعترف بإنعام المولى ولم يثن عليه بما يدل على
تعظيمه وإكرامه لم يظهر منه شكر ظهورا كاملا، وإن اعتقد وعمل فلم يعد شاكرا،
لان حقيقة الشكر إظهار النعمة والكشف عنها، كما أن كفرانها إخفاؤها وسترها.
والاعتقاد أمر خفي في نفسه، وعمل الجوارح وإن كان ظاهرا إلا أنه يحتمل خلاف
ما قصد به. فإنك إذا قمت تعظيما لأحد احتمل القيام أمرا آخر، إذ لم يتعين للتعظيم
بخلاف النطق، فإنه ظاهر في نفسه ومعين لما أريد به وضعا... "
فالحمد وهو النطق والثناء باللسان كما سبق " أظهر أنواع الشكر وأشهرها
وأشملها على حقيقة الشكر والإبانة عن النعمة حتى لو فقد كان ما عداه بمنزلة
العدم ".
هذا عندنا يدل على شرف الحرف، وصدق النطق به في الحضارة العربية
الاسلامية، لان النطق شاهد على التصديق مبدئيا، وتصديق القلب يستلزم
العمل بمقتضاه وهو من دلالات التوحيد.
وقد عمد السيد الشريف الجرجاني في تعريفاته إلى قسمة الشكر شكرا لغويا:
9

" وهو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل على النعمة من اللسان والجنان
والأركان "، وهو لا يختلف عما سلف شرحه. وشكرا عرفيا: " وهو صرف العبد
جميع ما أنعم الله عليه من السمع والبصر وغيرهما إلى ما خلق لأجله ".
كما قسم الحمد أقساما عدة:
" فالحمد هو الثناء على الجميل من جهة التعظيم من نعمة وغيرها.
الحمد القولي: هو حمد اللسان وثناؤه على الحق بما أثنى به على نفسه على لسان
أنبيائه.
الحمد الفعلي: هو الاتيان بالأعمال البدنية ابتغاء لوجه الله تعالى.
الحمد الحالي: هو الذي يكون بحسب الروح والقلب كالاتصاف بالكمالات
العلمية والعملية والتخلق بالأخلاق الإلهية.
الحمد اللغوي: هو الوصف بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل باللسان
وحده.
الحمد العرفي: فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما أعم من أن يكون
فعل اللسان أو الأركان ".
وقد ألم أبو البقاء في كلياته بهذه الأقسام، وأعادها بيسير من التغيير، وعرض
لما في قضية الشكر والحمد من علاقة بعلم الكلام:
جاء في الكليات أن " الشكر العرفي هو المراد بعدم وجوب شكر المنعم عقلا إذ
لو وجب عقلا لوجب قبل البعثة، ولو وجب قبلها لعذب تاركه، ولا تعذيب
قبل الشرع لقوله تعالى: * (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) * هذا عند
الأشاعرة القائلين بعدم وجوب الايمان قبل البعثة، إذ لا يعرف حكم من أحكام الله
10

تعالى إلا بعد بعثة نبي. فمن مات ولم تبلغه دعوة رسول فهو ليس من أهل النار
عندهم. وأما أبو منصور الماتريدي وأتباعه وعامة مشايخ سمرقند فإنهم قائلون بأن
بعض الأحكام قد يعرف قبل البعثة بخلق الله تعالى العلم به، إما بلا سبب كوجوب
تصديق النبي وحرمة الكذب الضار، وإما مع سبب بالنظر وترتيب المقدمات،
وقد لا يعرف إلا بالكتاب كأكثر الاحكام، فيجب الايمان بالله تعالى قبل البعثة
عقلا حتى قال أبو حنيفة: لو لم يبعث الله رسولا لوجب على الخلق معرفته بعقولهم
لما يرى في الآفاق والأنفس ".
ولما عرض أبو البقاء أقسام الحمد، كما جاء في تعريفات الشريف الجرجاني دون
أن يذكره كما هي عادته، أضاف في بحث الحمد الحالي لله: " فحمد الله عبارة عن
تعريفه وتوصيفه بنعوت جلاله وصفات جماله، وسمات كماله الجامع لها سواء كان
بالحال أو بالمقال. وهو معنى يعم الثناء بأسمائه فهي جليلة، والشكر على نعمائه
فهي جزيلة، والرضى بأقضيته فهي حميدة، والمدح بأفعاله فهي جملة. وذلك
لان صفات الكمال أعم من صفات الذات والأفعال، والتعريف بها أعم منه باللسان
أو بالجنان أو بالأركان ".
ثم يردف أبو البقاء: " وأما الحمد الذاتي فهو، على ألسنة المكملين، ظهور
الذات في ذاته لذاته.
والحمد الحالي: اتصافه بصفات الكمال.
والحمد الفعلي: إيجاد الأكوان بصفاتها حسبما يقتضيها في كل زمان ومكان.
ونفس الأكوان أيضا محامد دالة على صفات مبدعها، سوابقها ولواحقها، مثل
الأقوال ".
11

وقد عمد الصوفية إلى الشكر فأدخلوه في عباراتهم واعتباراتهم وجعلوه سمة
لنصيب من السلوك الانساني الاجتماعي فقد ورد في كلامهم: " شكر العينين أن
تستر عيبا تراه بصاحبك، وشكر الأذنين أن تستر عيبا تسمعه فيه ". وهذا شأو
عال في السلوك والأخلاق. قال الجنيد: " كان السري السقطي، (أي خال
الجنيد)، إذا أراد أن ينفعني يسألني فقال لي يوما: يا أبا القاسم، أيش الشكر؟
فقلت: ألا يستعان بشئ من نعم الله تعالى على معاصيه، فقال: من أين لك
هذا؟ فقلت: من مجالستك ".
وفرقوا بين موقع الحمد وموقع الشكر فقالوا: " الحمد على الأنفاس والشكر
على نعم الحواس " كما قالوا: " الحمد على ما دفع والشكر على ما صنع ".
كذلك ميزواهم والمفسرون شكر العبد من شكر الحق، " فشكر العبد لله
تعالى ثناؤه عليه بذكر إحسانه إليه، وشكر الحق سبحانه للعبد ثناؤه عليه بذكر
إحسانه له. وشكر العبد على الحقيقة إنما هو نطق اللسان وإقرار القلب بإنعام
الرب تعالى ".
وكأنهم يتذكرون بيت الشعر الذي استشهد به الزمخشري فيفصلون أقسام
الشكر فهو: " ينقسم إلى شكر باللسان وهو اعترافه بالنعمة بنعت الاستكانة،
وشكر بالبدن والأركان وهو اتصاف بالوفاق والخدمة، وشكر بالقلب وهو
اعتكاف على بساط الشهود بإدامة حفظ الحرمة. ويقال: شكر هو شكر العالمين
يكون من جملة أقوالهم، ومشكر هو نعت العابدين يكون نوعا من أفعالهم، وشكر
هو شكر العارفين يكون باستقامتهم له في عموم أحوالهم ".
ولهم في باب الشكر وفي غيره نبذ لطيفه.
وقد فرقوا بين الشاكر والشكور. والشكور صيغة مبالغة لاسم الفاعل
12

يستوي فيها المذكر والمؤنث: " الشاكر الذي يشكر على الموجود، والشكور
الذي يشكر على المفقود، ويقال: الشاكر الذي يشكر على الرفد، والشكور الذي
يشكر على الرد، ويقال: الشاكر الذي يشكر على النفع، والشكور الذي يشكر
على المنع، ويقال: الشاكر الذي يشكر على العطاء، والشكور الذي يشكر على
البلاء، ويقال: الشاكر الذي يشكر عند البذل، والشكور الذي يشكر عند
المطل ".
ويشعر مطالع هذه الأقوال إلى أي حد بلغ هؤلاء في السيطرة على نوازع
نفوسهم وسبل تصرفهم.
من مزايا الحضارة العربية الاسلامية هذا التواصل بين الانسان وربه، فكما أن
الانسان يشكر ربه على إحسانه إليه، كذلك في المقابل يشكر الرب عبده لطاعته
له ولسعيه الصالح في خدمة الآخرين وابتغاء مصالحهم: * (ومن تطوع خيرا فإن
الله شاكر عليم) * أي مجاز على القليل كثيرا. * (كان الله شاكرا عليما) *
ووصف نفسه جل وعلا: * (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا، إن الله غفور
شكورا) *.
قال الإمام القشيري: " حقيقة الشكر عند أهل التحقيق الاعتراف بنعمة
المنعم على وجه الخضوع، وعلى هذا القول يوصف الحق سبحانه بأنه شكور
توسعا، ومعناه أنه يجازي العباد على الشكر فسمي جزاء الشكر شكرا، كما قال:
* (وجزاء سيئة مثلها) وقيل: شكره إعطاؤه الكثير من الثواب على العمل
اليسير ".
وجاء في تاج العروس: " وأما الشكور في صفات الله عز وجل فمعناه أنه
13

يزكو عنده القليل من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، وشكره لعباده مغفرته
لهم.
وقال شيخنا: الشكور في أسمائه هو معطي الثواب الجزيل بالعمل القليل
لاستحالة حقيقته فيه تعالى. أو الشكر في حقه تعالى بمعنى الرضا. والإثابة لازمة
للرضا. فهو مجاز في الرضا ثم تجوز به إلى الإثابة. وقولهم: شكر الله سعيه،
بمعنى أثابه ".
ومهما يرد من تفسير شكر الحق للانسان فإنه يكفي الانسان شرفا وعلوا أن
الحق يشكر له سعيه الصالح الحسن * (ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها فأولئك
كان سعيهم مشكورا) *.
والشكر زيادة على الجزاء * (إن هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا) *
وليس فوق هذا حث على السعي الصالح والعمل الفاضل في المجتمع الانساني.
إن الحضارة العربية الاسلامية حضارة اجتماعية تقصد إلى رفعة الانسان
وتعظيم شأنه، وغالبية العبادات إن لم نقل كلها تتعلق بتحسين المجتمع وتجويد
العلاقات الانسانية والتعاون والتضامن بين بني الانسان. وقد ورد في الجزء الذي
ينشره السيد محمد مطيع الحافظ رواية الأثر: " لم يشكر الله من لم يشكر الناس ".
ومعناه عندنا أن الخير إنما يأتي بتعاون الناس، فإذا تعاونوا شكر بعضهم لبعض
سعيهم في الخير، وكان ذلك شكرا لله على هذا التعاون. وقد ورد الحديث في
كشاف اصطلاحات الفنون نقلا عن أسرار الفاتحة: " من لم يحمد الناس لم يحمد
الله ".
14

على أن الصوفية قد فرقوا أيضا بين الشكر والرضا وتناقشوا في الرضا، هل
هو من الأحوال أو من المقامات؟
" فأهل خراسان قالوا: الرضا من جملة المقامات، وهو نهاية التوكل،
ومعناه يؤول إلى أنه مما يتوصل إليه العبد باكتسابه. وأما العراقيون فإنهم قالوا:
الرضا من جملة الأحوال، وليس ذلك كسبا للعبد، بل هو نازلة تحل بالقلب
كسائر الأحوال ".
ويوفق القشيري بين القولين فيري أنه: " يمكن الجمع بين اللسانين فيقال:
بداية الرضا مكتسبة للعبد وهي من المقامات ونهايته من جملة الأحوال وليست
بمكتسبة ".
وقد فرقوا بين نوعين من الرضا فرفضوا أحدهما ونوهوا بالثاني، ذلك أن
الواجب على العبد أن يرضى بالقضاء الذي أمر بالرضا به إذا ليس كل ما هو بقضائه
يجوز للعبد، أو يجب عليه الرضا به كالمعاصي وفنون محن المسلمين.
هذا وقد قصر الغزالي في سفره الواسع (إحياء علوم الدين) كتابا على الصبر
والشكر، خصص الشطر الثاني من هذا الكتاب لبحث الشكر. وجمعه للشكر
والصبر في باب يدل على ما بينهما من علاقة، وقد سبق في كلامنا على معنى الشكور
ما يتضمن ذلك. والقارئ لما يكتبه مؤلف الاحياء لابد له من أن يعجب ببيانه
السهل وتحليله الدقيق، ويدرك في الوقت نفسه مدى إفادته من رسائل من سبقه
كأبي طالب المكي والمحاسبي والقشيري وغيرهم. ولاغرو في ذلك فإن العلم يزداد وينمو
ويزكو بالمراجعة والمحاورة. وإضافة المتأخر على ما سبق إليه المتقدم.
ويجد الباحث غني في هذا المجال في كتب المفسرين والمحدثين وكلام علماء
الصوفية والفقهاء، اقتصرنا على تلخيص ما سنح منها لنا.
هذا وثمة بحوث نحوية في الكلام على حمد الله يجدها القارئ الكريم في كتب
15

التفسير خاصة، وهي معروفة ومتداولة، كما أن ثمة خلافا في لام التعريف التي في
الحمد حين تتلو * (الحمد لله) *، أللجنس هي كما يقطع بذلك الزمخشري أم
للاستغراق بمعنى كل حمد في الدنيا والآخرة يرجع إليه تعالى كما يرى مفسرون
آخرون كالنسفي.
والخلاصة أن الشكر لله يتضمن عرفان آلائه ونعمه السابغة ظاهرة وباطنة.
والحمد لله يعم الشكر له ويتعرف صفاته وأسماءه الحسنى، ويشتمل على الثقة به
خالق الحياة والموت ومالك الدنيا والآخرة. وكل ذلك يستلزم وجود التضامن بين
الانسان والكون، ولزوم أداء المسؤولية الكبرى التي تقع على الانسان في سلوكه
السوي، وتعاونه هو وأبناء نوعه في سبيل العلم والفن التقدم والرقي والتماس
أسباب المعالي.
و " كتاب فضيلة الشكر " الذي يقدمه السيد محمد مطيع الحافظ في ثوب
جديد مطبوع محقق بعد أن كان مخطوطا يثوي متواريا في زفوف المكتبات يزيد
عناصر الموضوع لدى الباحث الحديث ثراء وغنى، كما يحفزه على الرجوع إلى ذخائر
التراث العربي الاسلامي وكنوزه الثمينة السنية.
دمشق في 8 رجب 1402 ه‍
1 أيار 1982 م
الدكتور عبد الكريم اليافي
16

مقدمة المحقق
ترجمة المؤلف
هو أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل بن شاكر الخرائطي السامري.
لقبه:
اكتفى من ترجم له بذكر لقبه دون بيان السبب في تلقيبه بهذا اللقب،
واكتفى ابن ماكولا بضبطه فقال: " الخرائطي: أوله خاء معجمة وبعد الألف
ياء معجمة باثنتين من تحتها "، غير أن كتب اللغة أشارت إلى هذا اللقب لغة
واصطلاحا، ففي اللسان والتاج: الخرائطي نسبة إلى الخرائط، جمع خريطة،
وهي شبه الكيس، يكون من الخرق أو الجلد، ويغلق على ما فيه، وهذه النسبة
إلى عمل هذه الخرائط أو بيعها.
موطنه:
اتفق من ترجم له أنه من أهل (سر من رأى)، ولذلك تكون نسبته
سامري: بفتح السين المشددة والميم والراء المشددة أيضا.
نشأته:
يشير المؤرخون على أن وفاة الخرائطي كانت في سنة 327 ه‍، وقد قارب
التسعين سنة، فتكون ولادته في حدود سنة 237 ه‍، ولم تذكر لنا كتب التراجم
بداية طفولة الخرائطي ونشأته، غير أنه أكثر من التلقي عن علماء عصره وخاصة
علماء (سر من رأى) وبغداد، ونستطيع من خلال كتبه التي جمعها عن شيوخه أن
17

نعرف مقدار تلقيه عن كبار علماء عصره: محدثين وأدباء ونحويين كالمبرد
وصالح بن أحمد بن حنبل، والأصمعي وإبراهيم بن جنيد وغيرهم.
تنقلاته:
أشار الخطيب البغدادي وابن عساكر وغيرهما إلى قدومه إلى دمشق مرتين
وإقامته بها مدة سنة وأكثر، وكان ذلك سنة 325 ه‍ أي قبل وفاته بسنتين،
وكذلك يخبر هو عن نفسه أنه تلقى عن عبد الرحمن بن معاوية العتبي بمصر، ولم
تذكر لنا مظان ترجمته عن قدومه مصر هذا. كما أنه تلقى بعض رواياته مكاتبة كما
هو شأن المحدثين مثل معاوية العتبي وغيره...
أشهر شيوخه:
الأصمعي، إبراهيم بن الجنيد، أحمد بن منصور الرمادي، الحسن بن عرفة
العبدي، حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق البصري، سعدان بن يزيد البزاز،
صالح بن أحمد بن حنبل، عباد بن الوليد الغبري، العباس بن عبد الله
الترقفي، العباس بن الفضل الربعي، عباس بن محمد الدوري، عبد الله بن أحمد
الدورقي، علي بن حرب الطائي، عمر بن شبة، عمران بن موسى المؤدب،
محمد بن مصعب الدمشقي، محمد بن يزيد المبرد، نصر بن داود الصاصاغاني،
يعقوب بن إسحاق القلوسي وغيرهم.
صفاته:
تميز الخرائطي بصفات جليلة من كبار العلماء والأدباء فقد اتسعت مدة نشاطه
العلمي إذ قاربت التسعين عاما، ونتج عن ذلك كثرة مشيخته، واتساع روايته،
وغزارة إنتاجه، لقد أدرك طوال حياته الواسعة مشيخة عظيمة، فكان عدد
المعروفين من شيوخه الذين روى عنهم يزيد على مئة شيخ. وهي تتميز بعلو
الاسناد واتساع الرواية.
18

وذكر من وصفه بأنه: " صاحب التصانيف، المحدث الثقة، الإمام الحافظ،
الصدوق، كان حسن التصنيف، ومن الأعيان الثقات، حسن الاخبار، متفننا
أخباريا، جمع الملح والنوادر وكان مكثرا منها، أجمعوا على ثقته وفضله ".
والناظر في مصنفاته تبدو له في معظمها أنها تجمع بين الحديث والأدب
والتاريخ.
شعره:
كان الخرائطي من المقلين في نظم الشعر. ذكر له بعض من ترجم له بعض
الأبيات، منها ما في الوافي بالوفيات للصفدي 2 / 296 قال:
دخل [الخرائطي] يوما داره فسمع بكاء ولد له رضيع فقال: ما له؟
فقالوا: فطمناه فكتب على مهده:
منعوه أحب شئ إليه * من جميع الورى ومن والديه
منعوه غذاءه ولقد كا * ن مباحا له وبين يديه
عجبا منه ذا على صغر السن * ن هوى فاهتدى الفراق إليه
وأورد الصفدي أيضا ما كتبه على قبر والده:
آنس الله وحشتك * رحم الله وحدتك
أنت في صحبة البلى * أحسن الله صحبتك
أخوه:
أما أخوه أحمد بن جعفر فقد أثنى عليه من ترجمه ووصفوه بصفات العلم
والتقوى والرواية.
تلقى عنه محمد بن جعفر الرواية والعلم.
19

تلاميذه:
أخذ عن الخرائطي خلق كثير في بلاد متعددة منهم: الحسن بن رجاء، أبو
الحسين الرازي، أحمد بن عبد الله الواعظ، أبو بكر أحمد بن محمد النحوي، أبو
هاشم المؤدب، أبو سليمان بن زبر، أبو علي بن مهنا الداراني، محمد وأحمد ابنا
موسى السمسار، محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي حديد السلمي، القاسم بن درستويه
وغيرهم.
مؤلفاته:
مكارم الأخلاق ومعاليها ومحمود طرائقها ومرضيها:
منه نسخة في القاهرة ثاني 1 / 151. وفي مكتبة عاشر أفندي رئيس
مصطفى رقم 267، ونشر بالقاهرة سنة 1350 ه‍ وفيه نقص وتصحيف.
ومنه الجزء الثامن في الظاهرية حديث رقم 164 (ق 224 - 235)
وذكر الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في فهرس الظاهرية (منتخب
مخطوطات الحديث): أن المطبوع من هذا الكتاب جزء آخر غير هذا.
2 - مساوئ الأخلاق ومذمومها:
منه نسخة في مكتبة الأسكوريال ثاني 2 / 783، وفي المكتبة
الظاهرية الجزء الثاني منه بخط الحافظ ضياء الدين المقدسي، مجموع 20
(1 - 15)، وجزء منه أيضا في المكتبة الظاهرية مجموع 20 (217 - 235)
مسموعة من الشيخ عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد سنة
451 ه‍.
3 - اعتلال القلوب في أحاديث المحبة والمحبين:
20

منه نسخة في القاهرة ثاني 3 / 16، وفي مكتبة بروسه أولو جامع 3
تصوف، ويوجد الجزء الثاني منه في جوتا 627.
4 - هواتف الجان وعجيب ما يحكى عن الكهان:
منه نسخة في الظاهرية مجموع 59 (72 - 97).
فضيلة الشكر لله على نعمته وما يجب من الشكر للمنعم عليه:
في الظاهرية نسختان قيمتان الأولى في المجموع 98 (126 - 140)
والثانية في المجموع 105 (1 - 13).
تعاليق لابن عيسى المقدسي:
الظاهرية 2 / 76 (انظر تاريخ الأدب العربي العربي لبروكلمان
3 / 138).
7 - قمع الحرص بالقناعة:
ذكره في معجم الأدباء وهدية العارفين.
وفاته:
اتفق من ترجم له أن وفاته كانت في أوائل سنة 327 ه‍، ويذكر بعضهم أنها
كانت في في شهر ربيع الأول. أما مكان وفاته فأكثر المؤرخين على أنه في مدينة يافا
في فلسطين، والبعض الآخر على أنها في عسقلان.
مصادر ترجمته:
المخطوطات: تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر 15 / 92 - 93، سير
أعلام النبلاء 10 / 128، عيون التواريخ 12 / 49. كتاب في التراجم في
الظاهرية 4616 الورقة 9.
21

المطبوعات: تاريخ بغداد 2 / 139 - 140، الأنساب 5 / 71، 7 / 14،
المنتظم 6 / 298، 299، البداية والنهاية 11 / 190، معجم الأدباء 18 / 98،
الكامل 8 / 116، اللباب 1 / 116، اللباب 1 / 352، تذكرة الحفاظ 3 / 48، النجوم الزاهرة
3 / 265، المختصر 2 / 91 - 92، مرآة الجنان 2 / 289، الوافي بالوفيات
2 / 296، شذرات الذهب 2 / 309، كشف الظنون 119، 1166، إيضاح
المكنون 2 / 549، 729، اعلام 6 / 297، معجم المؤلفين 9 / 154، هدية
العارفين 2 / 34، فهرس مخطوطات الظاهرية (منتخب مخطوطات الحديث
للألباني ص 264)، تاريخ الأدب العربي لبروكلمان (الطبعة العربية 3 / 138،
فهرس دار الكتب المصرية 7 / 91).
دراسة الكتاب ومخطوطتيه:
أبوابه:
قسم المؤلف كتاب فضيلة الشكر إلى ستة أبواب:
1 - الشكر وفضائله وطرقه.
2 - ذكر إغفال العبد الشكر الله على نعمه.
3 - سجود الشكر عند البشارة وعند رؤية صاحب بلاء.
4 - في الانحراف عن شكر نعمة الله بالإقامة على ما يكره الله عز وجل.
5 - ما يجب على الناس من الشكر للمنعم عليه.
6 - ما ذكره من كفر الصنيعة.
منهج المؤلف:
الخرائطي محدث أديب أخباري، جمع في كتابه ما بين طريقة المحدثين
22

والأدباء، فكتابه فضيلة الشكر جزء حديثي مشفوع بأخبار أديبة ولغوية. فهو
يورد الاخبار مروية بسنده إلى أصحابها، ثم يردفها بشرح لبعض الألفاظ اللغوية
إن احتاج الخبر ذلك مسندا ذلك إلى أصحابها بحق روايته لها عن شيوخه،
ويستشهد بأبيات شعرية ينقل ذلك عن كبار العلماء كالمبرد والقاسم بن سلام وابن
أبي الدنيا وغيرهم.
مقارنة بين كتاب الشكر عند الخرائطي وابن أبي الدنيا:
ألف ابن أبي الدنيا كتابا في الشكر، وكذلك الخرائطي، ومع أنهما عاشا في
فترة متقاربة - إذ ولد ابن أبي الدنيا سنة 208 ه‍ وتوفي سنة 281 ه‍ أما الخرائطي
فقد ولد على وجه التقريب سنة 237 ه‍ وتوفي سنة 327 ه‍ - لا نجد ما يدل على
سبب واضح في اختيار هذا الموضوع في هذه الفترة.
ويعود الفضل في السبق لابن أبي الدنيا العالم الأديب المحدث الاخباري،
ويظهر التبويب في الاخبار وترتيبها عند الخرائطي، وتكاد مصادرهما في إيراد
الاخبار أن تكون متقاربة. وقد سارا في كتابيهما بطريقة واحدة هي طريقة
المحدثين في مجالسهم، وأجزائهم الحديثية من حيث إيراد الاخبار بالسند المتصل
والاستشهاد بالأبيات الشعرية، ولا بد من الإشارة إلى أن المؤلفين قد اشتركا في
إيراد أخبار متماثلة في أحيان كثيرة أشرت إليها في هامش الكتاب.
أهمية الكتاب:
كتاب الشكر للخرائطي من الكتب النادرة التي ألفت في بابها، والمتتبع
للمصنفات الحديثية لا يجد من نهج في هذه الطريقة وهذا النوع من التأليف إلا ابن
أبي الدنيا والخرائطي.
وتعود أهمية الكتاب إلى تلك الطريقة التي نهجها المؤلف في الجمع بين طريقة
المحدثين والأدباء واللغويين في إيراد الاخبار.
23

يضاف إلى ذلك تلقي كثير من العلماء هذا الكتاب وجعلوه من مصادرهم في
تأليفهم كالخطيب البغدادي وابن عساكر.
مخطوطتا الكتاب:
تضم المكتبة الظاهرية بدمشق ضمن مجاميعها النادرة مخطوطتين نفيستين من
الكتاب اعتمدت عليهما في إخراج الكتاب وتحقيقه:
النسخة الأولى:
رمزت لها بالحرف (ق) نسبة لكاتبها العالم الجليل عبد الغني المقدسي الحافظ
المحدث الفقيه المتوفى سنة 600 ه‍.
وهذه النسخة في المجموع رقم 98 وتبدأ بالورقة 126 وتنتهي بالورقة 142 ه‍
طول الصفحة 5، 17 سم وعرضها 5، 13 سم في كل صفحة 18 سطرا تقريبا. تمتاز
هذه النسخة بحسن الضبط والدقة في النقل وعليها سماعات كثيرة، أوردتها في نهاية
الكتاب منها:
- سماع منقول على الاختصار عن النسخة المنقول عنها وهو بخط الحافظ عبد
الغني المقدسي وهو سماع ابن أبي الصقر والخشوعي والسلمي على الأكفاني سنة
520 ه‍.
- سماعات على الخشوعي في تواريخ متعددة منها سنة 570 ه‍ و 590 ه‍.
- سماع على الشيخ الإمام أحمد بن عبد الدائم المقدسي سنة 653 ه‍.
- سماع على الشيخ علي بن إسماعيل سنة 655 ه‍.
24

النسخة الثانية
رمزت لها بالحرف (ك) لأنها نسخة قرئت على الشيخ ذاكر بن كامل بن أبي
غالب محمد الخطاف ومنقولة عن نسخة. وهو شيخ جليل محدث توفي سنة
591 ه‍ واعتمد ناسخها أيضا على نسخة قرئت على الشيخ بركات الخشوعي، ومن
تتبع السماعات ودراستها يبدو أن هذه النسخة كانت في كانت في بغداد ثم انتقلت إلى
دمشق.
وهذه النسخة من مجامع الظاهرية بدمشق برقم مجموع 105 وتبدأ بالورقة 1
وتنتهي بالورقة 13 في كل صفحة 18 سطرا، ويظهر فيها بعض التصحيفات
أشرت إلى ذلك في هامش الكتاب.
وعلى النسخة سماعات كثيرة أوردتها في نهاية الكتاب منها:
- صورة سماع في الأصل المنقول من خط ابن كامل مختصرا، وهو سماع ابن
كامل وإخوته وغيره على الشيخ عبد الله السمرقندي سنة 512 ه‍.
- سماع على الشيخ ذاكر بن كامل الخفاف بجامع القصر بحلقة الحديث ببغداد
سنة 597 ه‍.
- صورة سماع في الأصل منقول باختصار على الشيخ بركات بن إبراهيم
الخشوعي سنة 590 ه‍.
- سماع على الشيخ إسماعيل بن بهاء الدين التنوخي سنة 665 ه‍ تحت قبة
النسر في جامع دمشق.
- قراءة على الشيخ أحمد بن عبد الدائم المقدسي سنة 665 ه‍.
- قراءة على الشيخ إسماعيل بن إبراهيم التنوخي سنة 671 ه‍.
25

وعلى النسخة وقفية مقرها الضيائية بقاسيون نسبة للحافظ ضياء الدين
المقدسي.
عملي في الكتاب:
من دراسة السماعات المثبتة على النسختين نجد أنهما تلتقيان عند الخشوعي فهما
شقيقتان لأصل واحد، لذا وجدت الاعتماد على النسختين معا ضروريا لاخراج
نص سليم، إلا أن ندرة التصحيف في نسخة (ق) جعلتني أعتمدها أصلا والإشارة
إلى خلافات نسخة (ك) في الهامش إلا إذا كان ما في نسخة (ك) هو الصحيح
فقد اعتمدته وأشرت إلى الخلاف في الهامش.
ثم عمدت إلى ضبط الاخبار وما أشكل لفظه من السند، وترجمت لأصحاب
الاخبار التي رويت عنهم عدا المشاهير، وخرجت الآيات وشرح الكلمات الغامضة
التي تحتاج إلى شرح أو إيضاح، وأشرت إلى الاخبار التي تشترك مع كتاب الشكر
لابن أبي الدنيا. ثم عمدت في نهاية الكتاب إلى اثبات جميع السماعات الواردة في
النسختين للفائدة العظيمة التي تجنى في توثيق النسختين. ولا بد من عمل فهارس
فنية تفيد الباحث فكان في هذا الكتاب فهارس: للآيات الكريمة، والأحاديث
النبوية، والشعر، وفهرس لشيوخ المؤلف وفهرس للمترجمين في الهوامش.
وإني لأتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ أحمد راتب حموش لإشرافه على طباعة
الكتاب وصنع الفهارس الفنية له.
وأرجو من الله أن أكون قد وفقت في عملي الذي أرجو منه رضى الله وتوفيقه
وأن يكون خالصا لوجهه تعالى.
والحمد لله رب العالمين
دمشق 1 رجب 1402 ه‍
24 نيسان 1982 م
المحقق
محمد مطيع الحافظ
26

الورقة الأولى من نسخة ق
27

الورقة الأخيرة من نسخة ق
28

الورقة الأولى من نسخة ك
29

الورقة الأخيرة من نسخة ك
30

فضيلة الشكر لله على نعمته
وما يجب من الشكر للمنعم عليه
تأليف
الإمام الحافظ أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري
المعروف بالخرائطي
رواية
الشيخ الجليل أبي الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي
الحديد.
في نسخة ق: رواية أبي بكر محمد بن أحمد بن عثمان بن أبي الحديد عنه.
رواه عنه
ابن ابنه أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد وأبو عبد الله محمد بن
عقيل بن أحمد بن بندار الخراساني.
رواية
الشيخ الأمين أبي محمد هبة الله بن أحمد بن محمد بن الأكفاني.
أخبرنا به
الشيخ أبو عبد الله محمد بن حمزة بن محمد بن أبي جميل القرشي المعروف بابن أبي
الصقر عنه.
سماع
لعبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور المقدسي نفعه الله به.
31

بسم الله الرحمن الرحيم
فضيلة الشكر لله عز وجل على نعمه وما يجب على المرء من
الشكر للمنعم عليه في الشكر لله عز وجل على نعمه وما في ذلك من
الثواب.
قرئ على الشيخ الصالح أبي القاسم ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف وأنا
حاضر أسمع قيل له أخبركم الشيخ الحافظ أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عمر
السمرقندي؟ فأقر به وذلك في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتي عشرة وخمسمئة
قال: أخبرنا الشيخ الجليل أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد
السلمي قال: أنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان السلمي في شهر المحرم من
سنة خمس وأربعمئة قال: أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد السامري قراءة
عليه قال:
32

1 - حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري وأحمد بن عبد الخالق الضبعي
بكرخ (سر من رأى) قالا: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد عن شبيب بن
بشر عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة فقال: الحمد لله إلا كان الحمد أكثر من
النعمة.
2 - حدثنا محمد بن جابر الضرير قال: حدثنا مسدد وعبيد الله بن عمر قالا:
حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن سالم عن ابن عمر عن عمر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير
ممن خلق تفضيلا إلا عوفي من ذلك البلاء.
3 - حدثنا عباس بن محمد الدوري قال: حدثنا أبو مصعب المدني.
قال: وحدثنا نصر بن داود ومحمد بن جابر قالا: حدثنا أبو بكر العوفي
قال: حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
33

من رأى رجلا به بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على
كثير ممن خلق تفضيلا إلا كان شكر تلك النعمة.
قال نصر ومحمد بن جابر إلا عوفي من ذلك البلاء.
4 - حدثنا محمد بن جابر قال حدثنا أبو سلمة التبوذكي قال: حدثنا سلام
عن قتادة:
في قوله [تعالى]: * (إن ربنا لغفور شكور) * قال: غفر لهم الذنب
العظيم وشكر لهم اليسير.
5 - حدثنا أبو موسى عمران بن موسى قال: حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى
قال: حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: قال
شداد بن أوس:
احفظوا عني ما أقول لكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنزوا هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك
الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد وأسألك شكر نعمتك وأسألك حسن
عبادتك وأسألك قلبا سليما ولسانا صادقا وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك
من شر ما تعلم وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب.
34

6 - حدثنا أحمد بن يحيى بن مالك السوسي قال: حدثنا زيد بن الحباب قال:
أخبرني المبارك بن فضالة أنه سمع الحسن يقول:
كان أيوب عليه السلام إذا أتاه آت فقال له: ذهب لك كذا فيقول: مهما
تبقي نفسي أحمدك على حسن بلائك.
7 - حدثنا عباس الدوري قال حدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال: حدثنا
موسى بن بشر الأنصاري عن طلحة بن خراش الأنصاري قال: سمعت
جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
أفضل الذكر: لا إله إلا الله وأفضل الشكر: الحمد لله.
8 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين
قال: حدثنا عبد الله بن لاحق عن ابن شهاب قال:
قال داود عليه السلام الحمد لله كما ينبغي لكريم وجهه وعز جلاله فأوحى
الله إليه: قد أتعبت الكتبة.
35

9 - حدثنا أبو حفص عمر بن محمد النسائي قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري
قال: سمعت أبا سليمان الداراني يقول:
حج رجل فلما أراد الانصراف إلى بلده وقف على باب الكعبة فقال: الحمد
لله بجميع محامد الله ما علمنا منها وما لم نعلم على جميع نعم الله ما علمنا منها
وما لم نعلم ثم انصرف إلى بلده فلما كان من قابل حج فلما أراد الانصراف إلى
بلده وقف على باب الكعبة قال مثل قوله الأول فقيل له أو نودي: لقد أتعبت
الحفظة فما كتبوا ثواب ما قلت إلى هذا اليوم.
10 - حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي
قال: حدثنا صدقة بن بشير مولى العمريين قال: سمعت
قدامة بن إبراهيم الجمحي يحدث عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم:
أن عبدا من عبيد الله قال: يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم
شأنك فأعضلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء فقال الله
لهما: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها.
حدثنا نصر بن داود قال: قال أبو عبيد في معنى أعضلت. قال:
قال الأموي: هو من العضال وهو الأمر الشديد الذي لا يقوم له صاحبه
يقال: قد أعضل الأمر فهو معضل.
36

11 - حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي قال: حدثنا أحمد بن خالد الشيباني عن
عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
قال جبريل ألا أعلمك الكلمات التي قالها موسى صلى الله عليه وسلم حين انفلق البحر لبني
إسرائيل؟ قلت: بلى بأبي وأمي. قال: قل: اللهم لك الحمد وإليك المشتكى
وأنت المستغاث ولا حول ولا قوة إلا بالله.
قال عبد الله: فما تركتهن مذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أبو وائل: ما تركتهن مذ سمعتهن من عبد الله.
وقال الأعمش: ما تركتهن مذ سمعتهن من أبي وائل.
12 - حدثنا أبو حفص عمر بن محمد النسائي قال: حدثنا سويد بن سعيد
الأنباري قال: حدثنا رزين الأنماطي قال: حدثنا علي بن المغيرة العامري
عن بشر بن غالب عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
قال لي جبريل عن ربه عز وجل: يا محمد إن سرك أن تعبد الله يوما
وليلة حق عبادته فقل: الحمد لله حمدا دائما مع خلوده والحمد لله حمدا دائما
لا منتهى له دون مشيئته والحمد لله حمدا دائما لا يوالي قائلها إلا رضاه والحمد لله
حمدا دائما كل طرفة عين ونفس نفس.
13 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا يحيى بن حاتم الذمي قال: حدثنا
عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد قال حدثتني أمي قالت:
37

كان بمرو امرأة تلد البنات فولدت تسع بنات فلما حملت العاشرة قال لها
النساء: يا فلانة إن ولدت هذه المرة ابنة فاحمدي الله قالت: إن ولدت ابنة
لم أحمد الله قالت: فولدت خنزيرة.
قالت أمي: فأتيتها فنظرت إلى الخنزيرة تحت ثيابها فعاشت ثلاثة أيام
ثم ماتت.
14 - حدثنا أحمد بن محمد بن غالب قال: حدثنا هدبة بن خالد قال: حدثنا
عمارة بن زاذان قال: حدثنا زياد النميري عن أنس بن مالك قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد أكمة أو نشزا من الأرض قال: اللهم لك الشرف
على كل شرف ولك الحمد على كل حال.
15 - حدثنا العباس الترقفي قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال:
حدثنا سفيان الثوري عن منصور بن صفية قال:
مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يقول: الحمد لله الذي هداني للإسلام وجعلني من
أمة محمد. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد شكرت عظيما.
16 - حدثنا أبو قلابة قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا أبو جعفر
الرازي عن أبي عبد الله عن هبيرة بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن غنم
عن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد (لله) يملأ الميزان.
17 - حدثنا الترقفي قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثنا
الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
38

كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع.
18 - حدثنا الترقفي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا العلاء بن
خالد بن وردان قال: حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الإيمان نصفان: فنصف في الصبر ونصف في الشكر.
19 - حدثنا علي بن داود القنطري قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال:
حدثنا معاوية بن صالح عن يزيد بن ميسرة قال: سمعت أم الدرداء تقول:
سمعت أبا الدرداء يقول: سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم وما سمعته يكنيه قبلها
ولا بعدها - قال:
إن الله تبارك وتعالى قال: يا عيسى إني باعث بعدك أمة إن أصابهم
ما يحبون حمدوا وشكروا وإن أصابهم ما يكرهون احتسبوا وصبروا ولا حلم
ولا علم قال: يا رب كيف يكون هذا لهم ولا علم ولا حلم؟ قال: أعطيهم
من حلمي وعلمي.
20 - حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا يحيى بن بكير عن ابن لهيعة
عن عطاء بن دينار الهذلي عن سعيد بن جبير:
في قول الله: * (لئن شكرتم لأزيدنكم) * قال: من طاعتي.
39

21 - حدثنا أبو بدر الغبري قال: حدثنا شاذ بن فياض اليشكري قال:
حدثنا الحارث بن شبل قال: حدثتنا أم النعمان الكندية أن عائشة حدثتها أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن نوحا كبير الأنبياء لم يقم عن خلاء قط إلا قال الحمد لله الذي أذاقني
طعمه وأبقى منفعته في جسدي وأخرج عني أذاه.
22 - حدثنا أحمد بن بديل الإيامي قال: حدثنا عيسى بن راشد عن أبي سعد
الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: في قوله:
* (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) * قال: سبيل الغائط والبول.
23 - حدثنا علي بن حرب قال حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا علي بن
المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي يعقوب عن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:
سبق المفردون قالوا يا رسول الله من المفردون؟ قال: الذين يذكرون
الله على كل حال.
24 - حدثنا أبو علي أحمد بن إبراهيم القوهستاني قال: حدثنا عتيق بن يعقوب
40

الزبيري قال: حدثنا الدراوردي عن محمد بن عجلان عن أبي هريرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كان يشرب من ثلاثة أنفاس إذا أدنى الإناء إلى فيه سمى الله وإذا نحاه
حمد الله.
25 - حدثنا أحمد بن بديل قال: حدثنا عبد الله بن محمد المحاربي عن ابن أبي
خالد عن أبي عمرو الشيباني قال:
بلغنا أن موسى صلى الله عليه وسلم سأل ربه أي عبادك أحب إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكرا.
26 - حدثنا حماد بن الحسن بن عنبسة الوراق قال: حدثنا عبد الله بن رجاء
قال: حدثنا إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من عجز منكم عن الليل أن يكابده وبالمال أن ينفقه وجبن عن العدو أن
يجاهده فليكثر ذكر الله عز وجل.
27 - حدثنا علي بن داود القنطري قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال:
حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن عبدي المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين
جنبيه.
41

28 - حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: حدثنا يوسف بن مهران قال
حدثنا عبد الله بن المبارك عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن
سليمان عن أبي بحرية عن معاذ بن جبل قال:
ما من عمل ينجي العبد من عذاب الله عز وجل أكثر من ذكر الله.
29 - حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا
سلام قال: حدثنا كعب بن شبيب العصري عن خليد العصري قال:
إن لكل بيت زينة وزينة المساجد الرجال على ذكر الله عز وجل.
30 - حدثنا الترقفي قال: حدثنا أبو يزيد الفيض بن إسحاق عن
الفضيل بن عياض قال:
إن الله عز وجل ليشكر العبد إذا قال: الحمد لله وإن كان على فراش
وطئ وعنده شابة حسناء.
31 - حدثنا عباد بن الوليد قال: حدثنا مسدد قال: حدثنا أمية بن خالد
قال: حدثنا شعبة عن ابن إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله قال:
قلت يا رسول الله إن الله قد قتل أبا جهل [بن هشام] فقال: الحمد لله
الذي صدق وعده ونصر عبده.
32 - حدثنا حماد بن الحسن الوراق قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال:
حدثنا قيس بن الربيع عن حبيب بن أبي ثابت.
42

ح وحدثنا الترقفي قال: حدثنا الفريابي عن الثوري عن حبيب بن
أبي ثابت قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الأمر يعجبه أو يحبه قال: الحمد لله المنعم
المفضل اللهم بنعمتك تتم الصالحات وإذا أتاه الأمر يكرهه قال: الحمد لله على
كل حال.
33 - حدثنا حماد بن الحسن الوراق قال حدثنا حجاج بن محمد الأعور قال:
حدثنا المسعودي عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال:
أول من يدخل الجنة يوم القيامة الذين يحمدون الله [عز وجل] في
السراء والضراء.
34 - أنشدني عبد الله بن أبان العسقلاني لمحمود الوراق:
[من الوافر]
عطيته إذا أعطى سرور * وإن أخذ الذي أعطى أثابا
فأي النعمتين أحق شكرا * وأحمد عند منقلب إيابا
أنعمته التي أهدت سرورا * أم الأخرى التي أهدت ثوابا
بل الأخرى وإن نزلت بكره * أعم لصابر فيه احتسابا
43

35 - حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا يحيى بن بكير عن ابن لهيعة
عن أبي صخر عن محمد بن كعب القرظي قال:
يا هؤلاء احفظوا اثنتين: شكر النعم وإخلاص الإيمان.
36 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا علي بن بحر بن بري قال: حدثنا
محمد بن المعلى الكوفي عن زياد بن خيثمة عن أبي داود عن عبد الله بن
شجيرة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من ابتلي فصبر وأعطي فشكر وظلم فغفر وظلم فاستغفر. ثم سكت.
قيل ماله يا رسول الله؟ قال أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.
37 - حدثنا علي بن حرب قال حدثنا يحيى الحماني قال: حدثنا أبو
معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
إذا نظر أهل الجنة إلى منازلهم من النار قالوا: لولا أن الله هدانا فيكون
قولهم شكرا وإذا نظر أهل النار إلى منازلهم من الجنة يقولون: لو أن الله
هدانا فيكون حسرة.
44

38 - حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: حدثنا أبو خالد يزيد بن مهران
قال: حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
يا حسرتنا قال: إذا نظر أهل النار إلى منازلهم من الجنة فهي الحسرة.
39 - حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا
إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني قال:
قال موسى يوم الطور: يا رب إن أنا صليت فمن قبلك وإن أنا تصدقت
فمن قبلك وإن بلغت رسالاتك فمن قبلك. فكيف أشكرك؟ قال: يا موسى
الآن شكرتني.
40 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري قال: حدثنا
هشام بن زياد أبو المقدام عن ابن أبي الحسن عن القاسم عن عائشة رضي الله
عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما مست عبدا نعمة يعلم أنها من الله إلا قد أدى شكرها وإن لم
يحمده.
41 - حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال:
أخبرنا معمر عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال:
45

لأن أعافي فأشكر أحب إلي من (أن) ابتلى فأصبر. قال: ونظرت في
الخير الذي لا شر فيه فلم أر مثل المعافاة والشكر.
42 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا
معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال:
لما وقعت فتنة عثمان بن عفان قال رجل لأهله: قيدوني فإني مجنون فلما
قتل عثمان قال: حلوا عني القيد الحمد لله الذي عافاني من الجنون ونجاني من فتنة عثمان.
43 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا سليمان بن حرب قال:
حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن يسار:
أن عمر بن الخطاب مر بشعب بين مكة والمدينة فقال: الحمد
لله لقد رأيتني أرعى في هذا الشعب على الخطاب وكان ما علمت فظا غليظا
ثم أصبحت خليفة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم يجوز أمري فيهم ثم قال:
لا شئ فيما ترى إلا بشاشته * يبقى الإله ويودي الأهل والمال.
44 - حدثنا فضلك بن العباس الرازي قال: حدثنا علي بن جعفر الأحمر قال
46

حدثنا عبد العزيز الدراوردي عن محمد بن عبدة بن أبي حرة عن عمه عن
سنان بن سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
للطاعم الشاكر أجر الصائم القائم.
45 - وأنشدونا لمحمود الوراق:
إذا كان شكري نعمة الله نعمة * علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله * وإن طالت الأيام واتصل العمر
46 - أنشدني المبرد ليزيد بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة:
إلهي لا تفتنا منك رحمة * وعافية وتوفيقا وعصمه
فما زلنا نعرف منك خيرا * ويحسد حاسد فيطيل رغمه
وكم أذنبت من ذنب عظيم * فلم تفضح ولم تعجل بنقمه
وكيف بشكر ذي نعم إذا ما * شكرت له فشكري منه نعمه
47 - حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا علي بن عيسى عن محمد بن الحسين
قال: حدثني حكيم بن جعفر قال: حدثني أبو عبد الله البراثي قال:
47

قدم علينا عابد من أهل الشام فكلمني والله بشئ فهمته والله زوجتي جوهر
وكانت من العابدات قبل أن أفهمه فغشي عليها فقلت:
وما قال؟ قالت: قال ذهبت المعرفة بالمنعم بجميع هموم القلب واشتغالها به
قال: فغشي والله عليها فجلست عند رأسها وأنا مفكر في مقالتها. فلما فهمتها
قلت في نفسي: حق لك والله يا جوهر أن يذهب عندها عقلك فأفاقت بعد
طويل وهي تقول: وعزتك لولا معرفة الراجين لك لضاقت عليهم الدنيا خوفا
من حلول سخطك.
48 - حدثنا سعدان بن نصر ببغداد قال: حدثنا عبد الله بن واقد الحراني
عن مسعر عن علي بن الأقمر عن أبي جحيفة قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تفطر قدماه فقيل له أليس قد غفر
(الله) لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
49 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا عبد الله بن عون عن محمد بن بشر
عن مسعر عن قتادة عن أنس بن مالك قال:
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه أو قال: ساقاه فقيل له أليس
قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
50 - حدثنا الترقفي قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا
سفيان بن عيينة عن زياد بن علاقة عن المغيرة بن شعبة قال:
48

قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى تفطرت قدماه دما فقيل له: قد غفر الله لك
ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
51 - حدثنا محمد بن ديسم قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا
مسعر عن زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول:
إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقوم حتى ترم قدماه فيقال له فيقول: أفلا أكون
عبدا شكورا.
52 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا شاذ بن الفياض واسمه هلال قال:
حدثنا الحارث بن شبل عن أم النعمان الكندية عن عائشة قالت:
لما نزلت هذه الآية: * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) * اجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في
العبادة فقيل له: يا رسول الله ما هذا الاجتهاد؟ أليس قد غفر (الله) لك
ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا.
53 - حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم حتى تورم قدماه فقيل له: أي رسول الله أتفعل
هذا وقد جاءك من الله أنه قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا
أكون عبدا شكورا.
49

ذكر إغفال العبد شكر الله على نعمه.
54 - حدثنا عباس الدوري قال: حدثنا شبابة بن سوار عن عبد الله بن
العلاء بن زبر قال: حدثنا الضحاك بن عرزم قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن أول ما يسأل عنه العبد من النعم أن يقال له: ألم أصح جسمك
ونروك من الماء البارد!؟
55 - حدثنا الحسن بن ناصح القطان بكرخ (سر من رأى) قال: حدثنا
مكي بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن ابن
عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.
56 - حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا حليس بن محمد قال: حدثنا ابن
جريج عن عطاء قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
ما أنعم الله على عبد نعمة إلا كثرت مؤنة الناس عليه فإن لم يتحمل
مؤنتهم فقد عرض تلك النعمة لزوالها.
50

57 - حدثنا العباس (الدوري) قال: حدثنا عبد الله بن عون قال: حدثنا
أبو عبيدة الحداد قال: حدثنا سعيد بن فلان قال: حدثني حماد بن جعفر
(العبدي) قال: حدثني عكرمة بن خالد عن عبد الله بن عمرو عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
يجاء بعبد من عبيد الله فيوقف بين يدي الله عز وجل فيقول الله: أي
عبدي هات حقي قبلك أجزك بحقك قبلي بأدائك حقي عليك قال: فينظر
في ذلك فلا يستطيع أن يحير جوابا. فيقول لملائكته: يا ملائكتي انظروا في
عمل عبدي ونعمتي عليه أظنه قال: فينظرون فيقولون: ولا بقدر نعمة واحدة
من نعمك عليه قال: فيقول يا ملائكتي انظروا في عمل عبدي سيئه وصالحه
فينظرون فيجدونه كفافا فيقول: عبدي قد قبلت حسناتك وغفرت لك
سيئاتك وقد وهبت لك نعمتي ما بين ذلك.
58 - حدثنا عباس بن محمد الدوري قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال:
حدثنا مبارك بن حسان عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن الله عز وجل يقول: يا بن آدم اثنتان لم تكن لك واحدة منهما: جعلت
لك نصيبا في مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك وأزكيك وصلاة عبادي عليك
بعد انقضاء أجلك.
59 - حدثنا أحمد بن منصور وعلي بن داود القنطري قالا: حدثنا عبد الله بن
صالح قال: حدثني سليمان بن هرم القرشي عن محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله قال:
خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: خرج من عندي خليلي جبريل آنفا
51

فقال: يا محمد والذي بعثك بالحق إن لله عبدا من عباده عبد الله خمس مئة عام
على رأس جبل عرضه وطوله ثلاثون ذراعا في ثلاثين ذراعا والبحر محيط به
أربعة آلاف فرسخ من كل ناحية وأخرج الله له عينا بعرض الأصبع تفيض بماء
عذب فتستنقع في أسفل الجبل وشجرة رمان تخرج له كل يوم رمانة فتغذيه
يومه فإذا أمسى أصاب من الوضوء وأخذ تلك الرمانة فأكلها ثم قام لصلاته
فسأل ربه عند وقت الأجل أن يقبضه ساجدا ولا يجعل للأرض ولا لشئ
يفسده عليه سبيلا ثم يبعثه وهو ساجد ففعل فنحن نمر عليه إذا هبطنا وإذا
عرجنا فنجد في العلم أنه يبعث يوم القيامة فيقف بين يدي الله عز وجل فيقول
الرب: أدخلوا عبدي الجنة برحمتي فيقول: بل بعملي فيقول: أدخلوا عبدي
الجنة برحمتي. فيقول: بل بعملي فيقول الله لملائكته: قايسوا عبدي
بنعمتي عليه وبعمله. قال: فتوجد نعمة البصر قد أحاطت بعبادته خمسمئة عام
وبقيت نعمة الجسد فضلا عليه فيقول: أدخلوا عبدي النار. قال: فيجر إلى
النار فينادي: رب برحمتك أدخل الجنة. فيقول: ردوه فيوقف بين
يديه فيقول: يا عبدي من خلقك ولم تك شيئا؟ فيقول: أنت يا رب
فيقول: أكان ذلك من قبلك أم برحمتي؟ فيقول: بل برحمتك. فيقول: من
قواك على عبادة خمسمئة عام فيقول: أنت يا رب. فيقول من أنزلك في جبل في
وسط اللجة وأخرج لك الماء العذب من الماء المالح وأخرج لك كل يوم رمانة
وإنما تخرج في السنة وسألتني أن أقبضك ساجدا ففعلت ذلك بك؟ فيقول: أنت
يا رب فيقول: فذلك برحمتي وبرحمتي أدخلك الجنة أدخلوا عبدي الجنة
52

برحمتي فنعم العبد كنت يا عبدي فيدخله الجنة. فقال جبريل: إنما الأشياء
برحمة الله يا محمد.
53

في سجود الشكر لله عز وجل عند البشارة.
60 - حدثنا أبو يوسف يعقوب بن إسحاق القلوسي قال: حدثنا إبراهيم بن
المنذر الحزامي قال: حدثنا معن بن عيسى قال: حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن الجمحي عن ابن شهاب عن ابن لكعب بن مالك قال:
لما أتى كعب بن مالك الذي بشره بتوبته سجد وأعطى الذي بشره
ثوبيه.
61 - حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أنبأنا
معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه قال:
سمعت نداء من ذروة سلع أن أبشر يا كعب قال: فخررت
ساجدا وعرفت أن الله قد جاء بالفرج ثم ذكر مثل حديث القلوسي.
62 - حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: حدثنا أبو عاصم النبيل قال: حدثنا
بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جده:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أتاه الأمر يسره خر ساجدا. [شكرا لله].
63 - حدثنا محمد بن جابر الضرير قال: حدثنا محمد بن السكن الشمشاطي قال:
54

حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الحلبي عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن
أبيه عن جده:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى صاحب بلاء خر ساجدا.
64 - حدثنا القلوسي قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثنا معن بن
عيسى قال: حدثنا شعيب بن طلحة التيمي عن أبيه عن أسماء بنة أبي بكر:
أنها لما قتل ابنها عبد الله بن الزبير كان عندها شئ أعطاها النبي صلى الله عليه وسلم في
سفط فأمرت طارقا بطلبه فلما جاءها به سجدت.
65 - حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي قال: حدثنا
سفيان بن سعيد الثوري عن محمد بن قيس الهمداني قال: سمعت أبا موسى
الهمداني
رأيت عليا وهم يطلبون المخدج وهو يعرق ويقول: ما كذبت ولا
كذبت فلما وجده خر ساجدا.
55

66 - حدثنا حماد بن الحسن الوراق قال: حدثنا سيار بن حاتم العتري قال:
حدثنا عثمان بن عثمان القرشي قال: حدثنا علي بن زيد بن جدعان قال:
كنا عند الحسن البصري وهو متوار في منزل أبي خليفة العبدي فجاء رجل
فقال: يا أبا سعيد توفي الحجاج فخر ساجدا.
67 - حدثنا الرمادي قال حدثنا عبد الله بن صالح وابن بكير أن الليث حدثهما
قال: حدثني عقيل عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم بن
عبد الله أن كعب الأحبار قال لعمر بن الخطاب:
إنا لنجد: ويل لسلطان الأرض من سلطان السماء. قال عمر: إلا من
حاسب نفسه. قال كعب: إلا من حاسب نفسه. فكبر عمر وخر ساجدا.
56

في الانحراف عن شكر نعم الله بالإقامة
على ما يكره الله عز وجل.
68 - حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي قال: حدثنا آدم بن أبي إياس قال:
حدثنا القاسم بن غصن عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا عائشة أحسني جوار نعم الله فإنها قلما زالت عن قوم فعادت إليهم.
69 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن كليب قال:
حدثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني يزيد بن أيهم عن الهيثم بن مالك
الطائي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول على المنبر:
إن للشيطان مصالي وفخوخا وإن من مصالي الشيطان وفخوخه البطر
بأنعم الله والفخر بإعطاء الله والكبرياء على عباد الله واتباع الهوى في غير ذات الله (عز وجل).
70 - حدثنا علي بن داود القنطري قال: حدثنا عبد الله بن صالح قال
حدثني حرملة بن عمران عن عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر الجهني عن
57

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
إذا رأيت الله يعطي العبد كل ما أحب وهو مقيم على معاصيه فإنما ذلك
استدراج منه له ثم فرغ بهذه الآية * (فلما نسو ما ذكروا به فتحنا
عليهم أبواب كل شئ حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون) *.
71 - حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثنا أبو
عمر الضرير قال: حدثنا أبو سلمة مولى لعتيك قال: قالت هند:
إذا رأيتم النعم مستدرة فبادروا بتعجيل الشكر قبل حلول الزوال.
72 - أنشدني بعض أصحابنا:
بدا حين أثرى بإخوانه * ففلل عنهم شباة العدم
58

وذكره الحزم غب الأمور * فبادر قبل انتقال النعم
73 - حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا يحيى ين معين قال: حدثنا أبو
إسحاق الطالقاني عن داود بن عبد الرحمن المكي عن عمر بن سعيد بن أبي
حسين عن أبي حازم.
إذا رأيت الله يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره.
74 - حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري من ولد عبد الرحمن بن عوف
قال: يروى عن أبي بكر الهذلي قال:
كنا عند الحسن البصري إذ أقبل وكيع بن أبي سود فقال: يا أبا سعيد
ما تقول في دم البراغيث يصيب الثوب أيصلي فيه؟ فقال الحسن: يا عجبا ممن
يلغ في دماء المسلمين كأنه كلب ثم يسأل عن دم البراغيث؟! فقام وكيع
ينخلج قبل في مشيته تخلج المجنون. فقال الحسن: لله في كل عضو منك نعمة
اللهم لا تجعلنا ممن يتقوى بنعمتك على معصيتك.
59

75 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد قال: حدثنا يحيى بن معين قال:
حدثني محمد بن كثير الصنعاني عن بعض أهل الحجاز قال: قال أبو حازم:
كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية.
76 - حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي قال: حدثنا سلمة بن شبيب قال:
حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا موسى بن عبيدة قال: سمعت محمد بن
كعب القرظي يقول:
إن الله يسأل أهل النار عن النعمة فلم يردوا إليه منها شيئا فأدخلهم
النار فقال: * (إن عذابها كان غراما) *.
77 - حدثنا إبراهيم بن الجنيد قال: حدثنا محمد بن الحسين قال:
مر ديراني من الرهبان فقلنا: أين تريد؟ قال أجول أطلب صلاح قلبي.
قلت: فمن أين أقبلت؟ فبكى ثم قال: أقبلت من عند قوم ملوا نعم الله
عندهم فخفت أن يسلبهم إياها عندما رأيت من تضييعهم شكرها فهربت عند
ذلك فهل من مرشد يرشد إلى خير أو يدل عليه؟
60

ما يجب على الناس من الشكر للمنعم عليه.
78 - حدثنا الحسن بن عرفة بن يزيد قال: حدثنا المطلب بن زياد قال:
ابن أبي ليلى عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
79 - حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا عبد الله بن إدريس الأودي ومحمد بن
فضيل عن ابن شبرمة عن أبي معشر عن الأشعث بن قيس.
وحدثنا نصر بن داود قال: حدثنا محمد بن الصلت الأسدي
قال: حدثنا محمد بن طلحة الإيامي عن عبد الله بن شريك عن عبد
الرحمن بن عدي الكندي عن الأشعث بن قيس.
ح قال: وحدثنا العباس الترقفي قال: حدثنا محمد بن يوسف الفريابي
عن سفيان الثوري عن سالم بن عبد الرحمن عن زياد بن كليب عن
الأشعث بن قيس كلهم قالوا: عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أشكر الناس لله أشكرهم للناس.
80 - حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا علي بن القاسم
61

قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم:
ح وحدثنا أبو الأحوص محمد بن نصر ببغداد قال: حدثنا عفان بن مسلم
عن محمد بن زياد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
81 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد وأبو قلابة الرقاشي ونصر بن داود
قالوا: حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري قال: حدثنا أبو وكيع عن أبي عبد
الرحمن عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يشكر الله من لا يشكر الناس ولا يشكر الكثير من لا يشكر القليل.
82 - حدثنا الحسن بن ناصح قال: حدثنا إسحاق بن عيسى قال: حدثنا
وكيع الرؤاسي عن أبي عبد الرحمن الشامي عن الشعبي عن النعمان
ابن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
التحدث بنعمة الله شكر وتركها كفر ومن لم يشكر اليسير لم يشكر
الكثير ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل [والجماعة بركة والفرقة عذاب].
83 - حدثنا علي بن زيد الفرائضي قال: حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع قال
حدثنا عيسى بن يونس.
62

ح وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري جميعا عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن عائشة
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أولى معروفا فليكافئ عليه فمن لم يفعل فليذكره فإن من ذكره فقد
شكره.
84 - أنشدني محرز بن الفضل:
علامة شكر المرء إعلان شكره * ومن شكر المعروف منه فما كفر
85 - حدثنا الوليد بن مضاء الموصلي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار
قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق عن أبي عوانة عن الأعمش عن مجاهد عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تقدروا فادعوا له حتى تعلموا أنكم قد
كافيتموه.
86 - أنشدني علي بن الحسين قال: أنشدني ابن أبي الدنيا:
لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة * أعلى من الشكر عند الله في الثمن
إذا منحتكها مني مهذبة * حذوا على حذو ما أوليت من حسن
87 - حدثنا علي بن يزيد الحراني قال: حدثنا عثمان بن الخرزاذ قال: حدثني
63

ابن أبي السري العسقلاني قال: حدثنا مؤمل بن عبد الله الثقفي قال:
حدثنا سهل مولى المغيرة الزهري عن حسين بن رستم الأيلي وكان من العباد
روى عنه مالك بن أنس عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قال:
يا عائشة ردي علي البيتين اللذين قالهما اليهودي قلت: قال فلان اليهودي
ارفع ضعيفك لا يحر بك ضعفه * يوما فتدركه العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإن من * أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قاتله الله ما أحسن ما قال! ولقد أتاني جبريل
برسالة من الله فقال: يا محمد من فعل به معروف فلم يجد إلا الدعاء والثناء
فقد كافأ.
88 - حدثنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي قال: حدثنا سليمان بن
أيوب بن حرب بن سليمان بن عيسى بن موسى بن طلحة بن عبيد الله قال:
حدثني أبي عن جدي عن موسى بن طلحة عن أبيه قال:
64

من أولى معروفا فلم يجد إلا الثناء فأثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد
كفره.
89 - حدثنا أحمد بن محمد بن غالب النضري قال: حدثنا أحمد بن محمد المدني
عن الحسين بن عبد الله (بن) ضميرة عن أبيه عن جده عن علي بن أبي
طالب رضوان الله عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من أنعم عليه أحد بنعمة فليكافئه بها إن كان يجد ذلك فإن لم يجد فثناء
حسن [138 ب] ودعاء له.
90 - حدثنا سعدان بن يزيد البزاز قال: حدثنا يزيد بن هارون قال:
أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال:
قال المهاجرون: يا رسول الله ما رأينا مثل قوم قدمنا عليهم أحسن مواساة
في قليل ولا أحسن بذلا من كثير كفونا المؤنة وأشركونا في المهنى حتى لقد
خشينا أن قد ذهبوا بالأجر كله. قال: لا ما أثنيتم عليهم ودعوتم لهم.
91 - قال أبو بكر: وأنشدونا [الطويل].
فلو كان يستغني عن الشكر ماجد * لعزة ملك أو علو مكان
لما أمر الله العباد بشكره * فقال: اشكروا لي أيها الثقلان
92 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا القاسم بن سلام قال: حدثنا يحيى بن
سعيد عن السائب بن عمر عن يحيى بن عبيد الله بن صيفي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال:
من أزلت إليه نعمة فليشكرها.
65

قال أبو منصور: قال أبو عبيد يقول: أسديت إليه واصطنعت عنده.
يقال منه: أزللت إلى فلان نعمة فأنا أزلها إزلالا.
قال أبو عبيد: وأنشد أبو عبيدة معمر بن المثنى لكثير عزة:
فإني وإن صدت لمثن وصادق * عليها بما كانت إلينا أزلت.
93 - حدثنا أبو الحارث محمد بن مصعب الدمشقي قال: حدثنا هشام بن عمار
قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا ابن جابر قال: حدثني سليم بن
عامر قال: سمعت عبد الله بن قرط الأزدي وكان من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول في يوم أضحى ورأي على الناس أنواع الثياب:
يا لها من نعمة ما أسبغها ويا لها من كرامة ما أظهرها إنه ما زال عن
جادة قوم شئ أشد عليهم من نعمة لا يستطيعون ردها وإنما تثبت النعم
بشكر المنعم عليه للمنعم.
94 - سمعت أبا موسى المؤدب يقول: يروي عن جعفر بن محمد بن علي بن
حسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه قال لجليس له يوما:
66

أشكر المنعم عليك وأنعم على الشاكر لك فإنه لا نفاد للنعم إذا شكرت ولا بقاء لها إذا كفرت والشكر زيادة في النعم وأمان من الغير.
95 - أنشدني عمران بن موسى المؤدب:
فإنك إن ذوقتني ثمر الغنى * حمدت الذي أجنيك من ثمر الشكر
وإن يفن ما أعطيت في اليوم أو غد * فإن الذي أعطيك يبقى على الدهر
96 - أنشدني محرز بن الفضل الرازي:
لأشكرنك معروفا هممت به * إن اهتمامك بالمعروف معروف
ولا ألومك إذ لم يمضه قدر * فالشئ بالقدر المحتوم مصروف
97 - حدثنا العباس بن الفضل الربعي قال: حدثنا عبيد الله بن العبشي
قال رجل لسفيان بن عيينة:
يا أبا محمد ما حديث تحدثونه؟ قال: ما هو يا بن أخي؟ قال
تقولون إن الله يقول: أيما عبد كانت له إلي حاجة فشغله شاغل عن مسألتي
حاجته أعطيته فوق أمنيته. فقال: وما تنكر من هذا؟ أما سمعت
قول أمية بن أبي الصلت:
إذا أثنى عليه المرء يوما * كفاه من تعرضه الثناء
67

98 - قال: سمعت أبا جعفر العبدي يقول:
كتب محمد بن عبد الملك الزيات كتابا عن المعتصم بالله إلى عبد الله بن
طاهر فكان في فصل منه:
لو لم يكن من فضل الشكر إلا أنه لا يرى إلا بين نعمة مقصورة عليه أو
زيادة منتظرة منه.
99 - قال حدثنا الترقفي قال: حدثنا أبو يزيد الفيض بن إسحاق قال:
قال: الفضيل بن عياض
خلتان لا أبيع إحداهما بشئ: قول الناس قد أحسنت. لو أعطيت رجلا
ألف دينار فقال لك: أحسنت جزاك الله خيرا كان الذي أعطاك خيرا من الذي
أخذ. والأخرى لا تشتريها بشئ قول الناس: قد أسأت.
100 - سمعت أبا العباس المبرد يقول:
قال أعرابي لعبد الله بن جعفر: لا ابتلاك الله ببلاء يعجز عنه صبرك
68

وأنعم عليك نعمة يقصر عنها شكرك.
101 - حدثنا علي بن داود القنطري قال: حدثنا آدم بن أبي إياس قال: حدثنا
عيسى بن ميمون عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كفى بها نعمه أن يتجاور بين المتجاوران أو يصطحبا أو يتخالطا فيتفرقا
وكل واحد منهما يقول لصاحبه جزاك الله خيرا.
69

ما ذكره من كفر الصنيعة.
102 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا خالد بن خداش قال: حدثنا عبد
الله بن وهب قال: أنبأنا يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن
معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من العباد عباد لا يكلمهم الله يوم القيامة قيل: من أولئك؟ قال
المتبرئ من والديه رغبة عنهما والمتبرئ من ولده ورجل أنعم عليه قوم فكفر
نعمتهم وتبرأ منهم.
103 - حدثنا أبو يوسف يعقوب بن عيسى الزهري قال: حدثنا جعفر بن عبد
الواحد القاضي قال: حدثنا أبو عتاب الدلال قال: حدثنا أبو بكر الهذلي
عن أبي جعفر المنصور عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من كانت له عند رجل نعمة فلم يشكرها فدعا عليه استجيب له.
104 - حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا المعتمر بن سليمان عن عوف بن أبي
جميلة قال: حدثنا خالد الربعي قال: كان يقال:
إن من أجدر الأعمال أن لا تؤخر عقوبته أو تعجل عقوبته
الأمانة تخان والرحم تقطع والإحسان يكفر.
105 - حدثنا نصر بن داود قال: حدثنا أبو عبيد قال: حدثنا علي بن عاصم
عن الجريري عن عبد الله بن شقيق عن كعب الأحبار قال:
70

شر الحديث التجديف.
قال نصر: قال أبو عبيد: قال الأصمعي: التجديف: هو الكفر بالنعم
يقال منه: جدف الرجل تجديفا وقال الأموي: هو استقلال ما أعطاه الله (عز وجل).
106 - حدثنا أحمد بن إبراهيم القوهستاني قال: حدثنا عقبة يعني ابن مكرم
قال: حدثنا يونس بن بكير قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن حكيم بن
حكيم عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت:
مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي نسوة من بني عبد الأشهل وكنت امرأة وكن
جواري فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسن وتقبض بعضهن إلى بعض قال
ويحك يا بنت السكن إياكن وكفر المنعم. قلت: بأبي أنت وأمي
وما كفر المنعم؟ قال: يأتي الرجل بماله إلى إحداكن فيستخرجها من سترها ثم
لعلها ترزق منه رجلا فتغضب الغضبة فتقول: والله ما رأيت منك خيرا قط
فإياكن وكفر المنعم.
تم كتاب الشكر والحمد لله والمنة وصلى الله على محمد وعلى آل محمد.
71