الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ١٣
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان 13
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1414 ه‍ - 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة
هاتف: 603243 - 815112 - ص. ب: 7460 برقيا: بيوشران
2

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفى سنة 739 ه‍
الجلد الثالث عشر
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

8 - باب
ما يكره من الكلام وما لا يكره
ذكر تخوف المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
قلة حفظهم ألسنتهم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي بعسقلان حدثنا
حرملة حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن محمد بن
أبي سويد
أن جده سفيان بن عبد الله الثقفي قال يا رسول الله حدثني
بأمر أعتصم به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ربي الله ثم استقم
قال يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي قال هذا وأشار
إلى لسانه
5

ذكر البيان بأن لسان المرء من أخوف
ما يخاف عليه منه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن
ماعز
عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله
حدثني بأمر اعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم قلت
يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي قال فأخذ بلسان نفسه ثم
قال هذا
6

قال أبو حاتم المعنى في أخذ النبي صلى الله عليه وسلم لسانه بيده وقال
هذا وقد أمكنه أن يقول اللسان من غير أن يأخذ لسانه أنه صلى الله عليه وسلم
كان عالما بالعلم الذي كان يعلم الناس فأراد ان يسبق نفسه إلى
العمل بالعلم الذي استعلم فعلم بأنه أخبر السائل بأن أخوف
ما يخاف عليه ان يورد صاحبه الموارد وأمره ان يقبض عليه
ولا يطلقه فعمل صلى الله عليه وسلم بما كان يعلمه أولا حتى يفصل مواضع
العلم والتعليم
ذكر البيان بأن اختلفوا المرء من أخوف ما يخاف
عليه عصمنا الله وكل مسلم من شره
أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا أحمد بن أبان القرشي
حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز
عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله
حدثني بأمر اعتصم به قال قل ربي الله ثم استقم قال
قلت يا رسول الله ما أشد ما تخاف علي فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
بلسان نفسه
7

ذكر إيجاب دخول الجنة لمن حفظ لسانه عما لا يحل
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا عمر بن علي المقدمي عن أبي حازم
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتوكل لي ما بين
لحييه أتوكل له الجنة
8

ذكر الاخبار عما يجب على المرء من حفظ لسانه
لأن تعاهد اللسان أول مطية العباد
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص قال
حدثنا عمرو بن عثمان قال أخبرنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن
الزهري عن ماعز بن عبد الرحمن العامري
ان سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله
حدثني بأمر اعتصم به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل ربي الله ثم
استقم قلت يا رسول الله ما أكثر ما تخاف علي فأخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بلسان نفسه ثم قال هذا
ماعز بن عبد الرحمن قاله الزبيدي وهو متقن
ذكر البيان بأن من عصم من فتنة فمه وفرجه
رجي له دخول الجنة
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو كريب
قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وقي شر ما بين لحييه
9

ورجليه دخل الجنة
ذكر الزجر عن استعمال المرء البذاء في أسبابه
إذ البذاء من الجفاء
أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال أخبرنا
إسماعيل بن موسى ها قال حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن
عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البذاء من الجفاء
والجفاء في النار والحياء من الإيمان والإيمان في الجنة
10

ذكر الأمر بالصدقة لمن قال هجرا في كلامه
أخبرنا ابن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن
11

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف باللات
والعزى فليقل لا إله إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك
فليتصدق بشئ
12

ذكر البيان بأن المرء يهوي في النار نعوذ بالله
منها بالشئ اليسير الذي يقوله
وليس لله فيه رضا
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد
ابن عثمان بن بحر العقيلي قال حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن عيسى بن طلحة قال
سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الرجل ليتكلم بالكلمة ما يرى بها بأسا يهوي بها في النار
سبعين خريفا
13

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به
ابن إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن
عيسى بن طلحة
عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد
ليتكلم بالكلمة ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب
15

ذكر البيان بأن القائل ما وصفنا قد يهوي في النار به
مثل ما بين المشرق والمغرب
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
بن وهب قال حدثنا حياة عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن
عيسى بن طلحة
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم
بالكلمة ما يتثبت فيها ينزل بها في النار أبعد ما بين المشرق
والمغرب
ذكر الاخبار عن نفي جواز التنابز بالألقاب
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال حدثنا
حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي
عن الضحاك بن أبي جبيرة قال كانت لهم ألقاب في
الجاهلية فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا بلقبه فقيل يا رسول الله إنه
يكرهه فأنزل الله ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد
الإيمان قال وكانت الأنصار يتصدقون ويعطون
ما شاء الله حتى أصابتهم سنة فأمسكوا فأنزل الله وأنفقوا في
سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب
16

المحسنين
17

ذكر الزجر عن قول المرء لأخيه
قبح الله وجهك
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار
قال حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم
قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك فإن الله خلق آدم
على صورته
18

قال أبو حاتم يريد به على صورة الذي قيل له قبح الله
وجهك من ولده والدليل على أن الخطاب لبني آدم دون غيرهم
قوله صلى الله عليه وسلم ووجه من أشبه وجهك لأن وجه آدم في الصورة تشبه
صورة ولده
ذكر الخبر الدال على أن قول المرء لا يغفر الله لك
مما قد يخاف عليه العقوبة به
أخبرنا أبو يعلى حدثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا
المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي يحدث عن أبي عمران الجوني
عن جندب بن عبد الله الأسماء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
رجل والله لا يغفر الله لفلان فقال الله تبارك وتعالى قد غفرت
لفلان وأحبطت عملك
19

ذكر وصف هذين الرجلين اللذين قال
أحدهما لصاحبه ما قال
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا
عكرمة بن عمار حدثنا ضمضم بن جوس قال
دخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بشيخ مصفر رأسه براق
الثنايا معه رجل أدعج جميل الوجه شاب فقال الشيخ
يا يمامي تعال لا تقولن لرجل أبدا لا يغفر الله لك والله
لا يدخلك الله الجنة ابدا قلت ومن أنت يرحمك الله قال
أنا أبو هريرة قلت إن هذه لكلمة يقولها أحدنا لبعض أهله
أو لخادمه إذا غضب عليها قال فلا تقلها إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول كان رجلان من بني إسرائيل متواخيين أحدهما مجتهد في
العبادة والآخر مذنب فأبصر المجتهد المذنب على ذنب
فقال له اقصر فقال له خلني وربي قال وكان يعيد ذلك عليه
ويقول خلني وربي حتى وجده يوما على ذنب فاستعظمه فقال
ويحك أقصر قال خلني وربي أبعثت علي رقيبا فقال والله
20

لا يغفر الله لك أبدا أو قال لا يدخلك الله الجنة أبدا فبعث
إليهما ملك فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده جل وعلا فقال ربنا
للمجتهد أكنت عالما أم كنت قادرا على ما في يدي أم تحظر
رحمتي على عبدي اذهب إلى الجنة يريد المذنب وقال للآخر
اذهبوا به إلى النار فوالذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه
وآخرته
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من إضافة الأمور
إلى الباري جل وعلا دون التشكي من دهره
أخبرنا الحسين بن عبد الله لقطان قال حدثنا إسحاق
بن موسى الأنصاري قال حدثنا معن بن عيسى عن مالك عن أبي الزناد
عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم
وا خيبة الدهر فان الله هو الدهر
21

ذكر الاخبار عن السبب الذي من أجله
قال صلى الله عليه وسلم إن الله هو الدهر
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا ابن وهب
22

قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن
قال
قال أبو هريرة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله يسب
ابن آدم الدهر وانا الدهر بيدي الليل والنهار
ذكر خبر ثان يصرح بأن الدهر ينسب إلى الله جل
وعلا حسب الخلق دون أن يكون ذلك
من صفاته جل ربنا وتعالى عنه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا سفيان بن عيينة قال كان أهل الجاهلية يقولون إنما
يهلكنا الليل والنهار هو الذي يهلكنا ويميتنا ويحيينا قال الله وما هي الا
حياتنا الدنيا الآية قال الزهري عن سعيد بن المسيب
23

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل وعلا
يؤذيني بن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدي الأمر أقلب ليله
ونهاره فإذا شئت قبضتهما
ذكر ما يجب على المرء من تحفظ اللسان
عن ما يضحك به جلساؤه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا
عبد الوارث بن عبيد الله العتكي عن عبد الله قال أخبرنا الزبير بن سعيد
عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكلم
بالكلمة يضحك بها جلساءه يهوي بها من أبعد من الثريا
24

ذكر الزجر عن أن يقول المرء بلسانه
ما عليه دون الذي يكون له
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزاز البغدادي بالبصرة
قال حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي
عن الأعمش عن خيثمة
عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيمن امرئ
وأشأمه ما بين لحييه قال وهب يعني لسانه
ذكر الزجر عن تشقيق الكلام في الألفاظ
إذا قصد به غير الدين
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
25

إبراهيم قال أخبرنا أبو عامر العقدي قال حدثنا زهير بن محمد التميمي
عن زيد بن أسلم قال
سمعت بن عمر يقول قام رجلان من المشرق خطيبين
فتكلما ثم قعدا فقام ثابت بن قيس خطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتكلم فعجبوا من كلامه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب فقال أيها
الناس قولوا بقولكم فإنما تشقيق الكلام من الشيطان فإن من
البيان سحرا
26

ذكر الاخبار عما يجب على المرء من مجانبة
الكلام الكثير وتضييع المال
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أحمد بن
منيع قال حدثنا بن علية عن خالد الحذاء قال حدثني بن أشوع
عن الشعبي قال حدثني غالبا المغيرة بن شعبة قال
كتب معاوية إلى المغيرة ان اكتب إلي بشئ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه اني سمعته يقول إن الله كره لكم
ثلاثا قيل وقال وإضاعة المال وكثرة السؤال
قال بن علية إضاعة المال إنفاقه في غير حقه
27

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به الشعبي
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بن سالم حدثنا نصر بن علي
قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد
المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله كره لكم
قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال
ذكر الزجر عن أن يستعمل المرء في أسبابه اللو
دون الانقياد بحكم الله جل وعلا فيها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الحسين بن
حريث قال حدثنا سفيان بن عيينة عن بن عجلان عن الأعرج
عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن القوي
أحب إلى الله من المؤمن الضعيف وكل على خير احرص على
ما ينفعك ولا تعجز فإن غلبك شئ فقل قدر الله وما شاء وإياك
واللو فإن اللو تفتح عمل الشيطان
28

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن خبر
بن عجلان منقطع لم يسمعه من الأعرج
أخبرنا محمد بن خالد الفارسي بدارا من ديار ربيعة حدثنا
علي بن حرب الطائي حدثنا بن إدريس عن ربيعة بن عثمان عن
محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي
خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل الخير
فاحرص على ما تنتفع به واستعن بالله ولا تعجز فان أصابك
شئ فلا تقل لو اني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء
فعل فان اللو تفتح عمل الشيطان
29

قال أبو حاتم يشبه أن يكون بن عجلان سمع هذا الخبر
من الأعرج وسمعه من محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج
فمرة كان يحدث به عن الأعرج مفردا وتارة يرويه عن رجل عن
الأعرج مفردا
ذكر الزجر عن قول المرء لما حرث زرعت
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مسلم بن أبي مسلم الجرمي
قال حدثنا مخلد بن حسين عن هشام بن حسان عن بن سيرين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم
زرعت ولكن ليقل حرثت قال أبو هريرة ألم تسمع إلى قول
الله تبارك وتعالى أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه أم نحن
الزارعون
30

ذكر الزجر عن أن يقول المرء خبثت نفسي
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي حدثنا محمد بن
يحيى الذهلي حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا سفيان عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم
خبثت نفسي ولكن ليقل لقست
31

ذكر الزجر عن أن يقول المرء في أموره
ما شاء الله وشاء محمد
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال حدثنا
الحسن بن علي بن بحر بن البري قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن
يوسف قال حدثنا معمر عن عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال رأى رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في
النوم انه لقي قوما من اليهود فأعجبته هيئتهم فقال إنكم لقوم
لولا انكم تقولون عزير بن الله فقالوا التجارة قوم لولا انكم
تقولون ما شاء الله وشاء محمد قال ولقي قوما من النصارى
فأعجبته هيئتهم فقال إنكم قوم لولا انكم تقولون المسيح
بن الله فقالوا التجارة قوم لولا انكم تقولون ما شاء الله وشاء
محمد فلما مطرف قص ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
كنت اسمعها منكم فتؤذونني فلا تقولوا ما شاء الله
32

وشاء محمد
33

ذكر الاخبار عن وصف المستبين اللذين
يكذبان في سبابهما
أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قال حدثنا علي بن
المديني قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن أبي عروبة عن
قتادة عن مطرف
عن عياض بن حمار قال قلت يا نبي الله الرجل من قومي
يشتمني وهو دوني أفأنتقم منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم المستبان
شيطانان يتهاتران ويتكاذبان
34

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن
مطرف بن عبد الله
عن عياض بن حمار قال قلت يا رسول الله الرجل يشتمني
من قومي وهو دوني أعلي من بأس أن أنتصر منه قال المستبان
شيطانان يتهاتران ويتكاذبان
قال أبو حاتم اطلق صلى الله عليه وسلم على المستب على
سبيل المجاورة إذ الشيطان دله على ذلك الفعل حتى تهاتر
وتكاذب لا أن المستبين يكونان شيطانين
35

ذكر الاخبار عما يجب على المرء من ترك مجاوبة
أخيه عند سباب يكون بينهما
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال
حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستبان ما قالا
فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم
ذكر البيان بأن المستبين ما قالا كان
على البادئ منهما
أخبرنا أبو خليفة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المستبين ما قالا فهو
على البادئ ما لم يعتد المظلوم
36

ذكر الزجر عن سب المحدودين إذا حدا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم
المروزي قال حدثنا أبو ضمرة أنس بن عياض قال حدثني يزيد بن
عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بشارب فقال
اضربوه فمنا الضارب بيده ومنا الضارب بنعله فقال بعض
القوم أخزاك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا هكذا
لا تعينوا الشيطان عليه
ذكر الزجر عن سب المرء الديكة لأنها
تحث المسلمين على الصلاة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
37

قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي
سلمة عن صالح بن جلس عن عبيد الله بن عبد الله
عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا
الديك فإنه يدعو إلى الصلاة
ذكر الزجر عن سب الرياح إذ الرياح
ربما أتت بالرحمة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني الزهري قال أخبرني ثابت الزرقي قال
38

سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الريح من روح الله تأتى بالرحمة وتأتى بالعذاب فلا تسبوها
وسلوا الله من خيرها واستعيذوا بالله من شرها
39

9 - باب
الكذب
حدثنا أبو حاتم رضي الله عنه قال أخبرنا عمر بن
محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث قال حدثني أبي
عن جدي عن يحيى بن أيوب عن مالك بن أنس عن
بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف
عن أمه أم كلثوم بنت عقبة وثلاثمائة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فيمنى خيرا
أو يقول خيرا
40

ذكر الزجر عن تعود المرء الكذب في كلامه
إذ الكذب من الفجور
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني
قال حدثنا روح بن عبادة حدثنا شعبة قال حدثني يزيد بن خمير قال
سمعت سليم بن عامر يحدث
عن أوسط بن إسماعيل قال سمعت أبا بكر الصديق يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم بالصدق فإنه مع البر وهما في الجنة
وإياكم والكذب فإنه مع الفجور وهما في النار
43

ذكر البيان بأن الكذب يسود وجه
صاحبه في الدارين
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عقبة بن مكرم قال حدثنا
يونس بن بكير قال حدثنا زياد بن المنذر عن نافع بن الحارث
عن أبي برزة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا ان
الكذب يسود الوجه والنميمة من عذاب القبر
ذكر البيان بأن الكذب كان من أبغض الأخلاق
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
عبد الملك بن زنجويه أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن
بن أبي مليكة
44

عن عائشة قالت ما كان خلق أبغض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الكذب ولقد كان الرجل يكذب عنده الكذبة فما تزال في نفسه
حتى يعلم أنه قد حالا منها توبة
ذكر الخبر الدال على إباحة قول المرء الكذب في
المعاريض يريد به صيانة دينه ودنياه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا هشام بن حسان عن محمد
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكذب إبراهيم
قط إلا ثلاثا اثنتين في ذات الله قوله اني سقيم
وقوله بل فعله كبيرهم هذا
قال ومر على جبار من الجبابرة ومعه امرأته سارة فقيل له ان
45

رجلا ها هنا معه امرأة من أحسن الناس قال فأرسل إليه فاتاه
فدخل عليه فسأله فقال هذه أختي قال فأتاها فقال لها إن
هذا قد سألني عنك وإني أنبأته انك أختي وانك أختي في كتاب
الله فلا تكذبيني قال فلما رآها ذهب ليأتيها فدعت الله
فأخذ فقال أدعي الله لي ولك على أن لا أعود فدعت له ثم
ذهب ليأتيها فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأولى فقال
ادعى الله لي ولك على أن لا أعود فدعت له فذهب ليأتيها
فدعت فأخذ أخذة هي أشد من الأوليين فقال أدعي الله لي
ولك على أن لا أعود فدعت له فأرسل فقال لأدني حجبته
عنده انك لم تأتي بإنسان إنما أتيتني بشيطان وأخدمها هاجر
فلما رآها إبراهيم قال مهيم قالت كفى الله كيد الكافر الفاجر
وأخدمها هاجر قال فكان أبو هريرة إذا حدث بهذا الحديث
قال تلك أمكم يا بنى ماء السماء قال ومد النضر صوته
46

قال أبو حاتم كل من كان من ولد هاجر يقال له ولد ماء
السماء لأن إسماعيل من هاجر وقد ربي بماء زمزم وهو ماء
السماء الذي أكرم الله به إسماعيل حيث ولدته أمه هاجر فأولادها
أولاد ماء من السماء
47

ذكر الاخبار عن وصف المتشبعة من زوجها
ما لم يعطها
أخبرنا محمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
محمد بن خازم حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر
عن أسماء بنت أبي بكر قالت أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة
فقالت يا رسول الله أن لي ضمرة فهل علي جناح ان أتشبع من
زوجي ما لم يعطني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبع بما لم يعط
كلابس ثوبي زور
48

ذكر الاخبار عن نفي جواز تشبع المارة عند
ضرتها بما لم يعطها زوجها
أخبرنا عبد الله بن قحطبه قال حدثنا أحمد بن المقداد
قال حدثنا الطفاوي قال حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر
عن أسماء بنت أبي بكر قالت جاءت امرأة إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان لي ضرة فهل علي جناح ان
استكثرت من زوجي بما لم يعطني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
المتشبع بما لم يعط كلابس ثوب زور
49

10 - باب اللعن
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال
حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو قلابة عن عمه
عن عمران بن حصين قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
وامرأة على ناقة لها فضجرت فلعنتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خذوا متاعكم عنها وأرسلوها فإنها ملعونة قال ففعلوا فكأني
انظر إليها ناقة ورقاء
قال أبو حاتم رضي الله عنه عم أبى قلابة هذا
هو عمرو بن معاوية بن زيد الجرمي كنيته أبو المهلب وهم
الأوزاعي في كنيته فقال أبو المهاجر إذ الجواد يعثر
50

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به يحيى بن أبي كثير
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن
أبي المهلب
عن عمران بن حصين قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض
أسفاره إذ سمع لعنة فقال من هذا فقيل هذه فلانة لعنت
راحلتها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعوا عنها فإنها ملعونة قال
فوضع عنها قال عمران فكأني انظر إليها ناقة ورقاء
ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن زرارة قال
حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة عن
عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت
عن جابر بن عبد الله قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يطلب
51

نقيات بن عمرو الجهني وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة
والستة والسبعة فدنا عقبة رجل من الأنصار على ناضح له
فأناخه فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال شا لعنك
الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيرة قال انا
يا رسول الله قال انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على
أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم
لا توافقوا من الساعة فيستجيب لكم
52

ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر عمران بن الحصين
بأن لعنة هذه اللاعنة قد استجيب لها في ناقتها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان
عن أبي برزة ان جارية بينا هي على بعير أو راحلة عليها
متاع القوم بين جبلين فتضايق بها الجبل واتى عليها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أبصرته جعلت تقول حل اللهم العنه
اللهم العنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصحبنا راحلة عليها لعنة
من الله
قال أبو حاتم رضي الله عنه أمر المصطفى بتسييب
الراحلة التي لعنت أمر أضمر فيه سببه وهو حقيقة استجابة الدعاء
للاعن فمتى عمل استجابة الدعاء من لاعن ما راحلة له أمرناه
53

بتسييبها ولا سبيل إلى علم هذا لانقطاع الوحي فلا يجوز
استعمال هذا الفعل لاحد ابدا
ذكر الزجر للنساء عن اكثار اللعن
واكفار العشير
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن يحيى الذهلي
حدثنا بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير أخبرني زيد بن
أسلم عن عياض بن عبد الله
عن أبي سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أضحى أو فطر إلى المصلى فصلى ثم انصرف فقام فوعظ
الناس وأمرهم بالصدقة قال أيها الناس تصدقوا ثم انصرف
فمر علي النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أراكن أكثر
أهل النار فقلن ولم ذلك يا رسول الله قال تكثرون اللعن
وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين اذهب للب
الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء فقلن له ما نقصان
ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف
شهادة الرجل قلن بلى قال فذاك نقصان عقلها أو ليست إذا
حاضت المرأة لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذاك نقصان
دينها ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما صار إلى منزله جاءت
زينت امرأة عبد الله بن مسعود تستأذن عليه فقيل يا رسول الله
هذه زينت تستأذن عليك فقال أي الزيانب قيل امرأة
54

عبد الله بن مسعود قال نعم ائذنوا لها فأذن لها فقالت
يا نبي الله انك امرتنا اليوم بالصدقة وكان عندي حلي فأردت أن
أتصدق فزعم بن مسعود أنه وولده أحق من تصدقت به عليهم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق زوجك وولدك أحق من تصدقت
به عليهم
ذكر الزجر عن لعن المرء الرياح لأنها
مأمورة تأتي بالخير والشر معا
أخبرنا الحسين بن سفيان قال حدثنا أبو قدامة قال حدثنا بشر بن عمر قال
حدثنا أبان بن يزيد عن قتادة عن أبي العالية
55

عن بن عباس ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس
له باهل الا رجعت عليه اللعنة
ذكر الزجر عن أن يلعن المرء أخاه المسلم دون ان
يأتي بمعصية تستوجب منه إياها
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا
مخلد بن مالك قال حدثنا حفص بن ميسرة
عن زيد بن أسلم قال كان عبد الملك يرسل إلى أم الدرداء
قال وربما باتت عنده قال فدعا عبد الملك خادما فأبطأ عليه
فقال اللهم العنه فقالت لا تلعنه فإني سمعت أبا الدرداء يحدث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء
يوم القيامة
56

ذكر ما يستحب للمرء ترك اللعن على المنافقين
في قنوته إذا كان ممن يفعل ذلك
أخبرنا قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم
عن بن عمر انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الفجر حين
رفع رأسه من الركوع ربنا ولك الحمد في الركعة الآخرة ثم
قال اللهم العن فلانا وفلانا ودعا على أناس من المنافقين
فأنزل الله جل وعلى ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم
أو يعذبهم فإنهم ظالمون
57

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المرء بالمعصية
لا يجب ان يلعن
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن
مسرهد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله السارق
يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده
58

قال أبو حاتم يشبه أن يكون أراد به صلى الله عليه وسلم بخطابه هذا بيضة
الحديد أو بيضة النعامة التي قيمتها تبلغ ربع دينار فصاعدا
وكذلك الحبل أراد به الحبال الكبار التي تكون للآبار العميقة
القعر أو للمراكب العمالة في البحر وذلك أن أهل الحجاز
59

الغالب عليهم الأبار العميقة القعر وعليها بكرات لهم بحبال الدلاء
تدور فتترك صارت على حالها وهكذا حبال المراكب لان
المركب إذ رسى ربما طرحت المراسي بحالها برا فتمر به
السابلة فزجر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الخطاب مس شئ منها على
سبيل الاستحلال دون الانتفاع بها
ذكر لعن المصطفى مع سائر الأنبياء أقواما
من أجل أعمال ارتكبوها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال
حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن
موهب عن عمرة
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستة لعنتهم ولعنهم الله
وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله
والمسلط بالجبروت ليذل بذلك من عز الله وليعز به من أذل
الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله
والتارك لسنتي
60

ذكر لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المذكرات
والمخنثين معا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
61

عبد الرحمن العلاف قال حدثنا محمد بن سواء عن سعيد عن قتادة
عن عكرمة
عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن المذكرات من النساء
والمخنثين من الرجال
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المتشبهين من النساء
بالرجال أو الرجال بالنساء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
62

أبو عامر العقدي عن سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسه
المرأة والمرأة تلبس لبسة الرجل
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المتشبهين والمتشبهات
أخبرنا الخليل بن أحمد بواسط قال حدثنا جابر بن
الكردي قال حدثنا منصور بن سلمة الهدي وسأله أحمد بن حنبل
قال حدثنا سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يلبس لبسه
المرأة والمرأة تلبس لبسه الرجل
63

ذكر الاخبار عن وصف النساء اللاتي
يستحققن اللعن بأفعالهن
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا عبد الله بن عياش بن عباس قال
سمعت أبي يقول سمعت عيسى بن هلال الصدفي وأبا عبد الرحمن
الحبلي يقولان
سمعنا عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
سيكون في أخر أمتي رجال يركبون على سروج كأشباه الرجال
ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على
رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف إلعنوهن فإنهن ملعونات
لو كان وراءكم أمة من الأمم خدمهن نساؤكم كما خدمكم نساء
الأمم قبلكم
64

11 - باب
ذي الوجهين
ذكر الزجر عن أن يأتي المرء في الأسباب
أقواما بضد ما يأتي غيرهم فيها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك
عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر
الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه
66

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم إن شر الناس
ذو الوجهين أراد به من شر الناس
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شر الناس
ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه
67

ذكر وصف عقوبة ذي الوجهين
في النار نعوذ بالله منها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا شريك عن الركين بن الربيع عن نعيم بن حنظلة
عن عمار بن ياسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان ذا وجهين
في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة
68

ذكر الاخبار بأن ذا الوجهين من الناس يكون
من شرار الناس في يوم القيامة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال
حدثني سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجدون الناس
معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا
وتجدون خير الناس في هذا الأمر أكرههم له قبل ان يقع فيه
وتجدون من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه
وهؤلاء بوجه
69

12 - باب
الغيبة
ذكر الاخبار عن الفصل بين الغيبة والبهتان
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا بندار قال
حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الغيبة
قالوا الله ورسوله اعلم قال إن تذكر أخاك بما فيه قال أرأيت
إن كان في أخي ما ذكرت قال إن كان فيه ما ذكرت فقد
اغتبته وان لم يكن فيه ما ذكرت فقد بهته
71

ذكر الاخبار عما يعجب على المرء من صيانة أخيه
المسلم بتحفظ لسانه عن الوقيعة فيه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الغيبة قالوا
الله ورسوله اعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قال أرأيت إن كان
في أخي ما أقول قال فإن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم
يكن فيه فقد بهته
ذكر الاخبار عن نفي جواز ذكر تتبع المرء
عيوب أخيه المسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
إسحاق بن منصور ومحمد بن سهل عن عسكر قالا حدثنا محمد بن
يوسف عن سفيان عن ثور بن يزيد عن راشد بن سعد
عن معاوية قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك ان اتبعت
72

عورات الناس أفسدتهم أو كدت ان تفسدهم قال يقول
أبو الدرداء كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعه الله بها
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من تفقد عيوب
نفسه دون طلب معايب الناس
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا
محمد بن حمير عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبصر أحدكم
73

القذاة في عين أخيه وينسى الجذع في عينه
ذكر البيان بأن المزدري غيره من الناس
كان هو الهالك دونهم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعت الرجل
يقول هلك الناس فهو أهلكهم
74

ذكر الزجر عن طلب عثرات المسلمين وتعييرهم
أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد
ومحمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قالا حدثنا محمود بن آدم حدثنا
الفضل بن موسى حدثنا الحسين بن حكى عن أوفى بن دلهم عن نافع
عن بن عمر قال صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذ المنبر فنادى
بصوت رفيع وقال يا معشر من أسلم بلسانه ولم يدخل
الإيمان قلبه لا تؤذوا المسلمين ولا تعيروهم ولا تطلبوا
75

عثراتهم فإنه من يطلب عورة المسلم يطلب الله عورته ومن
يطلب الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته
ونظر بن عمر يوما إلى البيت فقال ما أعظمك وأعظم
حرمتك وللمؤمن أعظم عند الله حرمة منك
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من ترك
الوقيعة في المسلمين وإن كان تشميره
في الطاعات كثيرا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا
محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الأعمش قال
حدثنا أبو يعلى مولى جعدة بن هبيرة
76

عن أبي هريرة ان رجلا قال يا رسول الله ان فلانة ذكر من
كثرة صلاتها غير وثلاثمائة تؤذي بلسانها قال في النار قال
يا رسول الله ان فلانة ذكر من قلة صلاتها وصيامها وانها تصدقت
باثوار أقط غير وثلاثمائة لا تؤذى جيرانها قال هي في الجنة
77

13 - باب
النميمة
ذكر نفي دخول الجنة عن النمام
من المسلمين
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم
عن همام بن الحارث قال كان رجل ينقل الحديث إلى
السلطان فكنا جلوسا مع حذيفة فمر ذلك الرجل قيل
هو هذا فقال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل
الجنة قتات
78

14 - باب
المدح
أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي
بن المديني حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن
عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه قال مدح رجل رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ويلك قطعت عنق صاحبك مرارا ثم قال إذا كان
أحدكم مادحا أخاه فليقل احسب فلانا والله حسيبه إن كان يعلم
ذلك كذا وكذا
80

ذكر العلة التي من اجلها زجر
عن هذا الفعل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة
حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه قال مدح رجل رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك مرارا ثم قال إن كان
أحدكم مادحا أخاه لا محالة فليقل احسب فلانا ولا أزكي على
الله أحدا
81

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن مدح الناس المرء
على الطاعة وسروره به ضرب من الرياء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال
حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله الرجل يعمل من الخير يحمده
الناس قال تلك عاجل بشرى المؤمن
ذكر الأمر بترك الإغتراء عند المدح
إذا مدح المرء به
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الله بن
أحمد بن ذكوان الدمشقي قال حدثنا مروان بن محمد قال حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم قال
سمعت بن عمر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول احثوا
في أفواه المداحين التراب
82

ذكر الأمر بترك اغترار المرء بما يمدح به
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن الحكم
83

عن عطاء بن أبي رباح ان رجلا مدح رجلا عند بن عمر
فجعل بن عمر يرفع التراب نحوه وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
رأيتم المداحيين فاحثوا في وجوههم التراب
ذكر الإباحة للمرء ان يمدح نفسه بشئ من الخير
إذا أراد بذلك انتفاع الناس به
وامن العجب على نفسه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا
سفيان الثوري عن أبي إسحاق قال
سمعت البراء يقول وجاءه رجل فقال يا أبا عمارة وليت
يوم حنين فقال اما انا فاشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لم يول
ولكن عجل سرعان القوم فرشقتهم هوازن وأبو سفيان بن
الحارث أخذ برأس بغلته البيضاء وهو يقول
84

انا النبي لا كذب انا عبد المطلب
ذكر البيان بأن المرء جائز له ان يمدح نفسه ببعض
ما أنعم الله عليه إذا أراد بذلك قصد الخير بالمستعين
له دون إعطاء النفس شهواتها منه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى
حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني عمر بن محمد بن
جبير بن مطعم عن أبيه محمد بن جبير
85

ان أباه أخبره انه بينا هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقفلة
من حنين علقت الأعراب يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اضطروه
إلى سمرة وخطف رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
اعطوني ردائي لو كان لي عدد
هذه العضاة نعما لقسمتها بينكم
ثم لا تجدوني كذابا ولا جبانا
ذكر الاخبار عما يستحب للمرء من قبول العذر والقيام
عند المدح بحيث يوجب الحق ذلك
أخبرنا محمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري قال حدثنا أبو عوانة عن عبد الملك بن عمير عن وراد
غالبا المغيرة بن شعبة
عن المغيرة بن شعبة قال قال سعد بن عبادة لو رأيت
رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح عنه فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الا تعجبون من غيرة سعد فوالله لأنا أغير
منه والله أغير مني ومن أجل غيره الله حرم الفواحش ما ظهر
منها وما بطن ولا شخص أحب إليه العذر من الله ومن أجل ذلك
86

بعث الله المرسلين مبشرين ومنذرين ولا شخص أحب إليه المدح
من الله من أجل ذلك وعد الله الجنة
87

15 - باب
التفاخر
ذكر إطلاق اسم الفخر على أهل الوبر
مع إطلاق السكينة على أهل الغنم
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن
محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الإيمان يمان والكفر
قبل المشرق والسكينة في أهل الغنم والفخر والرياء في الفدادين
أهل الخير والوبر يأتي المسيح حتى إذا جاوز أحدا صرفت
الملائكة وجهه قبل الشام وهنالك يهلك
89

ذكر الزجر عن افتخار المرء باهل الجاهلية
وإن كانوا له أقرب القرابة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا هارون بن عبد الله الحمال قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا
هشام عن أيوب عن عكرمة
عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تفتخروا بابائكم في
الجاهلية فوالذي نفس محمد بيده لما يدهده الجعل بمنخريه خير
من ابائكم الذين ماتوا في الجاهلية
91

ذكر الخبر الدال على أن افتخار المرء بالكرم
يجب أن يكون بالدين لا بالدنيا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو نصر التمار
حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الكريم
بن الكريم بن الكريم بن الكريم يوسف بن يعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم
92

16 - باب
الشعر والسجع
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن
مسرهد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يمتلئ جوف
أحدكم قيحا حتى يريه خير من أن يمتلئ شعرا
93

ذكر البيان بأن عموم هذا الخطاب في خبر أبي هريرة
أريد به بعض ذلك العموم لا الكل
أخبرنا هارون بن عيسى بن السكين ببلد الموصل حدثنا
علي بن حرب الطائي حدثنا بن إدريس عن أبيه عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن من الشعر حكمة
94

ذكر الزجر عن أن يغلب على المرء الشعر حتى
يقطعه عن الفرائض وبعض النوافل
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا بشر بن خالد قال حدثنا
محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأن يمتلئ جوف
أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلئ شعرا
95

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الاشعار
بكليتها لا يحب ان يشتغل بها
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة أبو الطيب قال
حدثنا بن أبي الشوارب قال حدثنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس ان أعرابيا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلام
بين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان سحرا وان من الشعر
حكما
ذكر الإباحة للمرء ان ينشد الاشعار ما لم
يكن فيها خنا ولا فحش
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا علي بن
96

حجر السعدي قال حدثنا شريك عن سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة قال جالست رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من مائة
مرة فكان أصحابه يتناشدون الشعر ويتذاكرون أشياء من أمر
الجاهلية وهو ساكن وربما تبسم معهم صلى الله عليه وسلم
ذكر إباحة إنشاد المرء الشعر الذي لا يكون فيه
هجاء مسلم ولا ماله يوجبه الدين
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن
97

مسرهد عن سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد
عن أبيه قال اردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فقال هل معك من
شعر أمية بن أبي الصلت فقلت نعم قال هيه فأنشدته بيتا
فقال هيه ثم أنشدته فلم يزل يقول هيه وانشده حتى أتممت
مائة بيت
98

ذكر الاخبار عن جواز انشاد المرء الاشعار التي
تؤدي إلى سلوك الآخرة
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا
علي بن حجر السعدي قال حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشعر كلمة تكلمت بها
العرب لبيد
الا كل شئ ما خلا الله باطل
99

ذكر البيان بأن قوله أشعر كلمة
أراد به أشعر بيت
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا الملائي قال حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير
عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اشعر بيت قالته
العرب كلمة لبيد
الا كل شئ ما خلا الله باطل
وكاد أمية بن أبي الصلت ان يسلم
100

ذكر البيان بأن هجاء المرء القبيلة
من أعظم الفرية
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي
شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن يوسف
بن ماهك عن عبيد بن عمير
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعظم الناس فرية
اثنان شاعر يهجو القبيلة بأسرها ورجل انتفى من أبيه
ذكر البيان بأن وقيعة المسلم في المشركين
من أهل دار الحرب من الإيمان
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن
مالك
عن أبيه قال قلت يا رسول الله قد انزل في الشعر ما قد
102

انزل فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي
نفسي بيده لكان ما ترمونهم نضح النبل
ذكر الأخبار عن إباحة هجاء المسلم المشركين
إذا لم يطمع في إسلامهم أو طمع فيه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن إسحاق
قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت استأذن حسان بن ثابت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
هجاء المشركين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بنسبتي فقال
حسان لأسلنك منهم كسل الشعرة من العجين
103

ذكر إباحة تحريض المشركين بالشعر
الذي يشق عليهم انشاده
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن أبي بكر المقدمي أخو
محمد قال حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال حدثنا ثابت
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة قام أهل
مكة سماطين قال وعبد الله بن رواحة يمشي ويقول
خلو بني الكفار عن سبيله
اليوم نضر بكم على تنزيله
ضربا يزل الهام عن مقيلة
ويذهل الخليل عن خليله
يا رب اني مؤمن بقيلة
فقال له عمر يا بن رواحة أتقول الشعر بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال صلى الله عليه وسلم مه يا عمر لهذا أشد عليهم من وقع النبل
104

ذكر الإباحة للمرء ان يسجع في كلامه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن
الجعد قال أخبرنا شعبة عن حميد
عن أنس بن مالك قال قالت الأنصار يوم الخندق
نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا ابدا
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم
لا عيش الا عيش الآخرة فأكرم الأنصار والمهاجرين
105

17 - باب
المزاح والضحك
ذكر الإباحة للمرء أن يمزح مع أخيه المسلم
بما لا يحرمه الكتاب والسنة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق
بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت البناني
106

عن أنس بن مالك ان رجلا من أهل البادية يقال له
زاهر بن حرام كان يهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم الهدية فيجهزه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد ان يخرج فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان زاهرا
بادينا ونحن حاضروه قال فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه
فاحتضنه من خلفه والرجل لا يبصره فقال أرسلني من هذا
فالتفت إليه فلما عرف انه النبي صلى الله عليه وسلم جعل يلزق ظهره بصدره
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتري هذا العبد فقال زاهر تجدني
يا رسول الله كاسدا قال لكنك عند الله لست بكاسد أو قال
صلى الله عليه وسلم بل أنت عند الله غال
107

ذكر إباحة المزاح لمن وثق بدينه وإن كان
ظاهر قوله بشعا في الذكر
أخبرنا بن قتيبة حدثنا مؤمل بن اهاب حدثنا النضر بن
محمد حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك قال أجرة نبي الله صلى الله عليه وسلم جارية يتيمة عند
أم سليم وهي أم أنس بن مالك فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم لقد شبت
لا أشب الله قرنك فقالت أم سليم لقد دعوت يا رسول الله على
يتيمتي ان لا يشب الله قرنها فوالله لا تشب ابدا فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم أو ما علمت أني اتخذت عند ربي عهدا
أيما أحد من أمتي دعوت عليه ليس من أهلها ان يجعلها له طهورا
أو قربه يقربه بها يوم القيامة
108

ذكر الأمر بقله الضحك وكثرة البكاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن خلاد
قال حدثنا يحيى القطان عن شعبة عن قتادة وموسى بن أنس
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعلمون ما اعلم
لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
109

ذكر الزجر عن افراط المرء في الضحك
إذ كثرته لا تحمد عاقبته
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام قال حدثنا يوسف
بن سعيد قال حدثنا حجاج بن محمد قال حدثنا ليث بن سعد عن
عقيل عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تعملون ما اعلم
لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
ذكر الزجر عن ضحك المرء عند خروج
الصوت من أخيه المسلم
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا يعقوب
بن حميد قال حدثنا بن أبي حازم عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عبد الله بن زمعة انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته
110

وهو يذكر الناقة ومن عقرها فقال إذ انبعث أشقاها
انبعث لها رجل عارم عزيز منيع في رهطه مثل
أبى زمعة ثم ذكر النساء فقال ألا لم يجلد أحدكم امرأته جلد
العبد ولعله يضاجعها في أخر يومه ثم وعظهم في الضحك من
الضرطة فقال ألا لم يضحك أحدكم مما يفعل
111

18 - فصل
ذكر الاخبار عما يستحب للمرء لزوم
البيان في كلامه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن زيد بن أسلم
عن بن عمر قال قدم رجلان من المشرق فخطبا فعجب
الناس لبيانهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا أو ان
بعض البيان سحر
112

ذكر وصف البيان في الكلام الذي هو محمود
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا موسى
بن سهل الرملي قال حدثنا عتبة بن السكن قال حدثنا الأوزاعي عن
إسماعيل بن عبيد الله عن أم الدرداء
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول البيان
من الله والعي من الشيطان وليس البيان كثرة الكلام ولكن البيان
الفصل في الحق وليس العي قلة الكلام ولكن من سفه
الحق
ذكر الإباحة للمرء التمثيل للأشياء بالأشياء في كلامه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا إبراهيم
بن حمزة الزبيري قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن
سالم بن عبد الله
113

عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الناس كالإبل المئة
ولا يكاد أن يوجد فيها راحلة
114

ذكر الإباحة للمرء استعمال الكنايات في الألفاظ
على سبيل التشبيه وإن لم تكن
تلك الأشياء في الحقيقة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك قال كان بالمدينة فزع فاستعار
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا لأبي طلحة يقال له مندوب فركبه
فرجع وقال ما رأينا من فزع وان وجدناه لبحرا
115

ذكر الخبر الدال على إباحة استعمال المرء الكنايات
في كلامه وان لم يكن بقاصد لحقائقها
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا كثير بن عبيد المذحجي قال حدثنا محمد بن حرب عن
الزبيدي عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت استأذن علي أفلح أخو أبي قعيس بعدما
نزل الحجاب فقلت والله لا اذن له حتى استأذن فيه رسول
الله صلى الله عليه وسلم قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله
ان أفلح أخا أبي قعيس استأذن علي فأبيت ان اذن له حتى
استأذنك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يمنعك ان تأذني لعمك
قالت قلت يا رسول الله إن الرجل ليس هو الذي أرضعني إنما
أرضعتني امرأته قال صلى الله عليه وسلم هو عمك إإذني له تربت يمينك
116

قال عروة فلذلك كانت عائشة تقول حرموا من الرضاع
ما تحرمون من النسب
117

ذكر الإباحة للمرء استعمال الكناية في كلامه
إذا لم يكن فيه سخط الله
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
عن أبي عدي عن سليمان التيمي
عن أنس بن مالك قال كانت أم سليم مع نساء النبي صلى الله عليه وسلم
وسائق يسوق فاتي عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا انجشة رويدا
سوقك بالقوارير
118

ذكر البيان بأن انجشه السائق كان هو
الذي يحدو بهن في السير
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال
حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة
عن أنس بن مالك قال كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له
انجشه وكان حسن الصوت فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم رويدك
يا انجشة لا تكسر القوارير
قال قتادة يعنى ضعفه النساء
ذكر البيان بأن انشجة كان يسوق نساء النبي صلى الله عليه وسلم
في ذلك السفر
أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق قال حدثنا أبو نعيم
عبيد بن هشام الحلبي قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه
عن أنس بن مالك قال كانت أم سليم مع أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم في مسير وكان سائق يسوق بهن فقال صلى الله عليه وسلم رويدا سوقك
بالقوارير
119

ذكر البيان بأن انشجة كان غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن
حساب قال أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس وأيوب عن أبي
قلابة
عن أنس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في مسير له ومعه غلام له
اسود يقال له انجشة وهو يحدو فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا انجشة رويدا سوقك القوارير يعني النساء
ذكر الإباحة للمرء استعمال التكرار في الكلام
إذا قصد بذلك التأكيد
أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حبان بن موسى
120

قال أخبرنا عبد الله عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة
عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بين كل
أذانين صلاة لمن شاء وكان بن بريدة يصلي قبل
المغرب ركعتين
ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذكرنا ان العرب
إذا أرادت وصف شيئين وإن كان بينهما تباين
تصفهما بلفظ أحدهما
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن داود بن فراهيج
قال
سمعت أبا هريرة يقول ما كان لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
طعام الا الأسودين التمر والماء
121

19 - باب
الاستئذان
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن
هشام البزاز قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن
عبد الله بن أبي سلمة
ان أبا موسى استأذن على عمر ثلاث مرات فلم يؤذن له
فرجع فبلغ ذلك عمر فقال ما ردك فقال إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استأذن أحدكم ثلاث مرات فلم يؤذن
له فليرجع فقال لتجئني على هذا ببينه والا قال حماد
توعده قال فانصرف فدخل المسجد فاتي مجلس الأنصار
فقص عليهم القصة ما قال لعمر وما قال له عمر فقالوا لا يقوم
معك الا أصغرنا فقام معه أبو سعيد الخدري فشهد فقال له عمر
انا لا نتهمك ولكن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد
قال أبو حاتم رضي الله عنه الأمر بالرجوع للمستأذن إذا كان
الشرط موجودا وهو عدم يأمر واجب ومتى وجد الشرط
وهو يأمر بطل الأمر بالرجوع
122

ذكر البيان بأن بعض السنن قد تخفى على العالم
وقد يحفظها من هو دونه في العلم والدين
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
معمر قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا بن جريج قال أخبرني
عطاء عن عبيد بن عمير
ان أبا موسى استأذن على عمر ثلاثا فلم يؤذن له وكأنه كان
مشغولا فرجع أبو موسى ففرغ عمر فقال ألم اسمع صوت
عبد الله بن قيس ائذنوا له قيل إنه قد رجع فدعا به فقال كنا نؤمر
بذلك فقال لتأتيني على ذلك بالبينة فانطلق إلى مجلس الأنصار
فسألهم فقالوا لا يشهد لك على ذلك إلا أصغرنا أبو سعيد
الخدري فانطلق معبد سعيد فشهد له فقال خفي على هذا من
أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ألهاني الصفق بالأسواق ولكن سلم
ما شئت
123

ذكر الزجر عن قول المستأذن عند استئذانه
انا دون السلام على القوم
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن محمد بن المنكدر قال
سمعت جابر بن عبد الله يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فدققت
الباب فقال من ذا فقلت انا فقال انا انا مرتين
كأنه كرهه
125

ذكر الزجر عن أن ينظر المرء في دار أخيه المسلم بغير اذنه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي
عن الزهري
عن سهل بن سعد قال اطلع رجل من حجر في حجرة
النبي صلى الله عليه وسلم وبيده مدرى يحك به رأسه فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فقال لو
اعلم انك تنظر لطعنت به في عينك إنما جعل يأمر من أجل
البصر
126

ذكر الاخبار عما يجب على المرء من وصف
الاستئذان إذا أراد ذلك على أقوام
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
أبو وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بكيرا حدثه ان بسر بن سعيد حدثه
انه سمع أبا سعيد الخدري يقول كنا في مجلس عند أبي
بن كعب فاتى أبو موسى الأشعري بعصا حتى وقف فقال
أنشدكم بالله هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الاستئذان
ثلاث فان اذن لك والا فارجع قال أبى وما ذاك قال
استأذنت على عمر بن الخطاب أمس ثلاث مرات فلم يؤذن لي
فرجعت ثم جئته فدخلت عليه فأخبرته إني جئته أمس
فسلمت ثلاثا ثم انصرفت فقال قد سمعناك ونحن حينئذ على
شغل فلو استأذنت حتى يؤذن لك قال استأذنت كما سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فوالله لأوجعن ظهرك أو لتأتيني بمن يشهد لك
على هذا قال فقال أبي والله لا يقوم معك الا أحدثنا سنا قم
يا أبا سعيد فقمت حتى أتيت عمر فقلت قد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا
127

ذكر الإباحة للمرء دخول بيت الداعي
بغير اذنه إذا كان معه رسوله
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن
سلمة عن أيوب وحبيب بن الشهيد عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الرجل إلى
الرجل اذنه
128

20 - باب
الأسماء والكنى
حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة بن شريح قال حدثني
أبو يونس
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تسموا باسمي
129

ولا تكنوا بكنيتي
ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل
حدثنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال
130

حدثنا زهير بن معاوية عن حميد الطويل
عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم كان قائما بالبقيع فنادى
رجل آخر يا أبا القاسم فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لم أعنك
يا رسول الله إنما دعوت فلانا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تسموا باسمي
ولا تكنوا بكنيتي
131

ذكر البيان بأن القصد في هذا الزجر
إنما هو الجمع بينهما
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تجمعوا
بين اسمي وكنيتي
132

ذكر البيان بأن هذا الفعل إنما زجر عنه إذا جمع
بينهما في انسان لا انفراد كل واحد منهما فيه
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا
عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهي أن يجمع أحد
اسمه وكنيته فيسمى محمدا وأبا القاسم
ذكر خبر ثان يصرح بأن هذا الزجر وقع على
الجمع بينهما في شخص واحد لا انفراد
كل واحد منهما فيه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن حكى
عن أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنيتم فلا تسموا
بي وإذا سميتم بي فلا تكنوا بي
133

ذكر خبر ثالث يصرح ما ذكرناه
أخبرنا الخليل بن محمد البزاز بواسط قال حدثنا جدي
تميم بن المنتصر قال حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن بن عجلان
عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجمعوا بين
اسمي وكنيتي أنا أبو القاسم الله يعطي وانا أقسم
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر بن عجلان عن المقبري
وأبيه وهما ثقتان والطريقان جميعا محفوظان
134

ذكر الأمر للمرء أن يحسن أسامي أولاده لنداء
الملائكة في القيامة إياهم بها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي
قال حدثنا هشيم قال حدثنا داود بن عمرو عن عبد الله بن أبي زكريا
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم تدعون يوم
القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فحسنوا أسماءكم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد
ابن حنبل قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم غير اسم عاصية وقال أنت
جميلة
135

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
قال حدثنا حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لعاصية أنت جميلة
قال أبو حاتم رضي الله عنه استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم هذا
الفعل لم يكن تطيرا بعاصية ولكن تفاؤلا بجميلة وكذلك ما يشبه
هذا الجنس من الأسماء لأنه صلى الله عليه وسلم نهى عن الطيرة في غير خبر
ذكر خبر ثان يصرح باستعمال هذا
الفعل الذي ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير قال حدثنا عبدة بن سليمان بن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأرض تسمى غدرة
فسماها خضرة
136

ذكر خبر ثالث يصرح بإباحة استعمال هذا
الفعل الذي ذكرناه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا ابن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
سعيد بن المسيب
عن أبيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لجده ما اسمك قال حزن
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل أنت سهل قال لا أغير اسما سمانيه أبي
قال سعيد فما زالت فينا حزونة بعد
137

ذكر خبر رابع يدل على إباحة استعمال ما وصفنا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم حدثنا
أبو داود حدثنا عمران القطان عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن
هشام
عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول يا شهاب قال
أنت هشام
138

ذكر العلة التي من أجلها كان يغير صلى الله عليه وسلم
الأسماء التي ذكرناها
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال حدثنا داود بن
عمرو الضبي قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن
مسروق عن يوسف بن أبي بردة
عن أبي بردة قال أتيت عائشة فقلت يا أماه حدثيني
بشئ سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الطير يجري بقدر وكان يعجبه الفال الحسن
ذكر خبر ثان يصرح بذكر العلة التي ذكرناها قبل
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا
جرير بن عبد الحميد عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن عكرمة
139

عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاءل ويعجبه
الاسم الحسن
140

ذكر البيان بأن قصد المصطفى صلى الله عليه وسلم في تغيير الأسماء
التي ذكرناها لم يكن التطير بتلك الأسماء
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يوسف بن
موسى قال حدثنا جرير عن هشام بن حسان عن بن سيرين
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا عدوى ولا طيرة
وأحب الفال الصالح
141

ذكر خبر ثان يصرح بأن استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم
ما وصفناه كان على سبيل التفاؤل لا التطير
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أبى إسرائيل قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام بن أبي
عبد الله عن قتادة
عن بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير
من شئ غير أنه كان إذا أراد أن يأتي أرضا سأل عن اسمها فإن كان
حسنا رؤي البشر في وجهه وإن كان قبيحا رؤي ذلك في
وجهه
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم انه
مضاد في القصد لما ذكرنا من الاخبار قبل
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال أخبرنا
سفيان عن أبي إسحاق
142

عن خيثمة قال كان اسم أبي عزيزا فسماه النبي صلى الله عليه وسلم
عبد الرحمن
ذكر خبر ثان قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم انه
مضاد للأخبار التي ذكرناها قبل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو عبيدة بن أبي
السفر حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة عن
محمد بن عبد الرحمن قال سمعت كريبا يحدث
عن بن عباس قال كان اسم جويرية بنت الحارث برة
فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جويرية
143

ذكر العلة التي من أجلها كان يغير صلى الله عليه وسلم
هذا الجنس من الأسماء
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة قال أخبرنا
عطاء بن أبي ميمونة قال سمعت أبا رافع يحدث
عن أبي هريرة قال كان اسم زينب برة فقالوا تزكى
نفسها فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب
ذكر الزجر عن أن يسمى المرء العنب الكرم
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن
معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك سمع
علقمة بن وائل
144

عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا الكرم ولكن قولوا
الحبلة أو العنب
ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا العنب
الكرم إنما الكرم الرجل المسلم
145

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم الكرم الرجل المسلم أراد به قلبه
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا عبد الجبار بن
العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن سعيد بن المسيب
146

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقولون والكرم وإنما
الكرم قلب المؤمن
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه
اللفظة تفرد بها سفيان
أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق قال حدثنا أبو سعيد
الأشج قال حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن
الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقولن أحدكم
الكرم فإن الكرم قلب المؤمن
ذكر الزجر عن أن يسمى المرء نفسه إذا كان في
شئ من أمور الدنيا ملك الاملاك
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا
سفيان قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج
147

عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أخنع الأسماء عند
الله رجل تسمى بملك الأملاك يعني شاهان شاها
ذكر الزجر عن أن يسمى الرقيق
بأسامي معلومة أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت الركين بن الربيع
يحدث عن أبيه
148

عن سمرة بن جندب قال نهانا نبي الله صلى الله عليه وسلم أن نسمي رقيقنا
بأربعة أسماء أفلح ورباح ويسار ونافع
ذكر الزجر عن أن يسمى المرء مماليكه
أسامي معلومة
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
قال أخبرنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يساف
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسم عبدك
أفلح ولا نجيحا ولا رباحا ولا يسارا وانظروا ان لا تزيدوا
عليه
149

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وانظروا ان لا تزيدوا
عليه أراد به أن لا تزيدوا على هذا
العدد الذي هو الأربع
أخبرنا تثبت قال حدثنا أحمد بن عبد الرحمن
الكزبراني قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا أبي
قال حدثنا محمد بن جحادة عن منصور عن عمارة بن عمير عن
الربيع بن عميلة
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسمين
غلامك رباحا ولا نجيحا ولا يسارا ولا أفلح إنما هي أربع
فلا تزيدوا عليه
150

قال الشيخ أبو حاتم يشبه أن تكون العلة في الزجر عن
تسمية الغلمان بالأسامي الأربع التي ذكرت في الخبر هي ان القوم
كان عهدهم بالشرك قريبا وكانوا يسمون الرقيق بهذه الأسامي
ويرون الربح من رباح والنجح من نجاح واليسر من يسار
وفلاحا من أفلح لا من الله تعالى جل وعلا فمن أجل هذا نهى
عما نهى عنه
ذكر الأخبار عن إرادته صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن
يسمى المرء بأسامي معلومة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن الصباح البزاز
حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن
أبيه عن وهب بن منبه
أخبرني جابر بن عبد الله انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن
عشت إن شاء الله زجرت ان يسمى بركة ونافعا وافلح فلا أدري
قال أفلح أم لا فقبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يزجر عن ذلك فأراد عمر
ان يزجر عن ذلك ثم تركه
151

ذكر إرادته صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن يسمى المرء يسارا
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم حدثنا
محمد بن معمر حدثنا أبو عاصم عن بن جريج أخبرني أبو الزبير انه
سمع جابر بن عبد الله يقول أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن
يسمى ببركة وأفلح ويسار ونافع ونحو ذلك ثم رايته سكت عنها
بعد فلم يقل شيئا وقبض صلى الله عليه وسلم ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك
فتركه
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن
يسمى أحد برباح ونجيح
أخبرنا أبو عروبة حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا أبو أحمد
حدثنا سفيان عن أبي الزبير
عن جابر قال قال عمر أداء عشت لأخرجن اليهود من
جزيرة العرب قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن عشت لأنهين ان
152

يسمى برباح ونجيح وافلح ويسار
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم الزجر عن أن
يسمى أحد أحدا ممشقة
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا المفضل بن
فضالة عن بن جريج عن أبي الزبير
انه سمع جابر بن عبد الله يقول هم النبي صلى الله عليه وسلم أن يزجر ان
يسمى ميمون وبركة وافلح وهذا النحو ثم تركه
153

21 - باب
الصور والمصورين
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يونس بن
عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني أسامة بن زيد المؤذن عن
عبد الرحمن بن القاسم عن أمه أسماء بنت عبد الرحمن وكانت في
حجر عائشة
عن عائشة قالت قدم النبي صلى الله عليه وسلم من سفر وعندي نمط فيه
صورة فوضعته على سهوتي قال فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتبذه
وقال أتسترين الجدار فجعلته وسادتين فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرتفق عليهما
154

ذكر الزجر عن اتخاذ الصور على الأرض والجدر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا يعقوب
الدورقي قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير
انه سمع جابر بن عبد الله يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن
الصور في البيت
ذكر العلة التي من اجلها زجر عن
الصور في البيوت
أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن نافع عن القاسم بن محمد
155

عن عائشة وثلاثمائة اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها
رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه
الكراهية فقالت يا رسول الله أتوب إلى الله والى رسوله فماذا
أذنبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فما بال هذه النمرقة فقالت
اشتريتها لك تقعد عليها وتوسدها فقال إن أصحاب هذه الصور
يعذبون يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم ثم قال إن
البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة
قال أبو حاتم يشبه أن يكون هذا البيت الذي يوحى فيه على
النبي صلى الله عليه وسلم إذ محال أن يكون رجل في بيت وفيه صورة من غير أن
يكون حافظاه معه وهما من الملائكة وكذلك معنى قوله
156

لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس يريد به رفقة فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ محال أن يخرج الحاج والعمار من أقاصي المدن
والأقطار يؤمون البيت العتيق على نعم وعيس بأجراس
وكلاب ثم لا تصحبها الملائكة وهم وفد الله
ذكر تعذيب الله جل وعلا المصورين
الذين يصورون الصور
أخبرنا بن مكرم قال حدثنا محمد بن الحسين بن
إشكاب قال حدثنا قراد أبو نوح قال حدثنا شعبة عن عوف عن
سعيد بن أبي الحسن
عن بن عباس قال جاءه رجل فقال إني عملت هذه
التصاوير قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله يعذب المصورين لما
صوروا قال فذهب الرجل وزعم أن له عيالا
قال بن عباس لا تصور شيئا فيه روح
157

ذكر البيان بأن المصورين يكونون في
القيامة من أشد خلق الله عذابا
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا
بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن القاسم بن محمد ان عائشة أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل
عليها وهي مستترة بقرام فيه تماثيل فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأهوى إلى القرام فهتكه بيده ثم قال إن أشد الناس عذابا يوم
القيامة الذين يشبهون بخلق الله
158

ذكر وصف العذاب
الذي يعذب به المصورون
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
قال حدثنا يحيى عن عوف قال حدثني سعيد بن أبي الحسن قال
كنت عند بن عباس فأتاه رجل فقال إني رجل معيشتي من
هذه التصاوير فقال بن عباس سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول من
صور صورة فإن الله يعذبه حتى ينفخ فيه الروح وليس
نافخ فاصفر لونه فقال إن كنت لا بد فعليك بالشجر وما ليس
فيه روح
159

ذكر نفي دخول الملائكة البيت الذي فيه الصور
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
ان رافع بن إسحاق مولى آل الشفاء أخبره قال دخلت انا
وعبد الله بن أبي طلحة على أبي سعيد الخدري نعوده قال فقال
لنا أبو سعيد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه
تماثيل أو صورة
يشك إسحاق أيهما قال أبو سعيد
ذكر البيان بأن الملائكة قد تدخل البيت الذي
فيه الشئ اليسير من الصور
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني
الليث بن سعد عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد عن
زيد بن خالد
عن أبي طلحة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن
160

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة قال بسر
ثم اشتكى فعدناه فإذا على بابه ستر وإذا فيه صورة فقلت
لعبيد الله الخولاني ألم يخبرنا ويدع الثوب قال عبيد الله ألم
تسمعه قال إلا رقما في ثوب
161

ذكر البيان بأن هذه اللفظة إلا رقما في ثوب من كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا من كلام زيد بن خالد
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
انه دخل على أبي طلحة الأنصاري يعوده قال فوجدنا عنده
سهل بن حنيف قال فدعا أبو طلحة إنسانا فنزع نمطا تحته فقال
له سهل بن حنيف لم تنزعه فقال إن فيه تصاوير وقد قال فيها
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد علمت فقال سهل ألم يقل إلا ما كان رقما
في ثوب قال بلى ولكنه أطيب لنفسي
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم الذين يصورون الأشياء
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا
شعبة قال حدثنا عون بن أبي جحيفة قال
رأيت أبي اشترى حجاما فأتى بمحاجمه فكسرت فسألته
162

عن ذلك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن ثمن الدم وثمن
الكلب وكسب البغي ولعن الواشمة والمستوشمة وآكل الربا
وموكله ولعن المصور
163

ذكر الاخبار بأن الملائكة لا تدخل البيوت
التي فيها التماثيل
أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة
حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي
إسحاق السبيعي عن مجاهد
عن أبي هريرة ان جبريل عليه السلام اتي النبي صلى الله عليه وسلم فسلم
عليه وفي بيت نبي الله صلى الله عليه وسلم ستر مصور فيه تماثيل فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم ادخل فقال انا لا ندخل بيتا فيه تماثيل فان
كنت لا بد جاعلا في بيتك فاقطع رؤوسها أو اقطعها وسائد
واجعلها بسطا
164

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن مجاهدا
لم يسمع من أبي هريرة شيئا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي أخبرنا النضر بن شميل حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال
سمعت مجاهدا يقول
حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاني جبريل
فقال إني كنت اتيتك البارحة فلم يمنعني ان ادخل البيت الذي
كنت فيه الا انه كان في البيت تمثال رجل وكان في البيت ستر فيه
تماثيل وكان في البيت كلب فأمر برأس التمثال ان يقطع وامر
بالستر الذي فيه التمثال ان يقطع رأس التمثال وجعل منه
وسادتان وامر بالكلب فاخرج وكان الكلب جروا للحسن
والحسين تحت نضد لهم قال ثم أتاني جبريل فما زال يوصيني بالجار
حتى ظننت انه سيورثه
ذكر نفي دخول الملائكة المواضع التي
فيها الصور والكلاب
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب
165

حدثنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله انه سمع بن عباس
يقول
سمعت أبا طلحة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا
تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة
ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم لا تدخل الملائكة
بيتا فيه صورة ولا كلب أراد به بيتا
يوحى فيه لا كل البيوت
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى
حدثنا بن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن بن السباق ان
عبد الله بن عباس قال
166

أخبرتني ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرف يوما
واجما قالت ميمونة يا رسول الله استنكرت هيئتك منذ اليوم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان جبريل كان وعدني ان يلقاني الليلة فلم يلقني
اما والله ما اخلفني قال فظل رسول الله صلى الله عليه وسلم يومه ذلك على
ذلك ثم وقع في نفسه جرو كلب تحت فسطاط له فأمر به
فاخرج ثم أخذ بيده ماء فنضح مكانه فلما أمسى لقيه جبريل
فقال قد كنت وعدتني ان تلقاني البارحة قال أجل ولكنا
لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة
167

قال أبو حاتم هذا هو عبيد بن السباق
ذكر خبر ثان يدل على أن هذه الأخبار التي ذكرناها
قصد بها المواضع التي فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم
دون غيرها من المواضع
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن الصباح البزار
حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم أخبرني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه
عن وهب بن منبه
حدثنا جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب
رضي الله عنه زمن الفتح وهو بالبطحاء ان يأتي الكعبة فيمحو كل
صورة فيها فلم يدخلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى محيت كل صورة فيها
ذكر الاخبار عن نفي دخول الملائكة البيوت
التي فيها الصور
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بكيرا
حدثه عن كريب مولى بن عباس
عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل البيت وجد فيه
168

صورة إبراهيم وصورة مريم قال اما هم لقد سمعوا ان الملائكة
لا تدخل بيتا فيه صورة هذا إبراهيم مصور فما باله يستقسم
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من ترك التصوير
في هذه الدنيا على شئ من الأشياء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير
عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
قال دخلت انا وأبو هريرة دارا لسعيد أو لمروان فرأى مصور يصور
في الجدار فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى من أظلم
169

ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا حبة أو ليخلقوا ذرة
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم فليخلقوا حبة
أو ليخلقوا ذرة من ألفاظ الأوامر التي مرادها التعجيز
ذكر ما يستحب للمرء ترك الدخول في البيوت
التي فيها ستور عليها تماثيل
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بكيرا حدثه ان
عبد الرحمن بن القاسم حدثه ان أباه حدثه
عن عائشة وثلاثمائة نصبت سترا فيه تصاوير فدخل النبي صلى الله عليه وسلم
فنزعه قالت فقطعته وسادتين فقال رجل في المجلس يقال له
ربيعة بن عطاء مولى بنى زهرة اما سمعت أبا محمد يذكر ان
170

عائشة قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرتفق عليهما قال بن
القاسم لا قال لكني قد سمعته يريد القاسم بن محمد
ذكر ما يستحب للمرء ان لا يدخل بيتا فيه صورة وإن كان
ذلك البيت مما يتقرب به إلى الله جل وعلا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن عكرمة
عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم لما رأى الصور في البيت يعنى
171

الكعبة لم يدخل وامر بها فمحيت ورأي إبراهيم وإسماعيل
باديهم الأزلام فقال قاتلهم الله والله ما استقسما بالأزلام
قط
ذكر وصف عدد الأصنام التي كانت حول
الكعبة ذلك اليوم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر
عن عبد الله قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد وحوله ثلاث مائة
وستون صنما فجعل يطعنها بعود كان معه ويقول جاء الحق
وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا
172

22 - باب
اللعب واللهو
ذكر جواز لعب المرأة إذا كان لها زوج
وهي غير مدركة باللعب
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة عن أبيه
173

عن عائشة قالت كنت ألعب بالبنات على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فكن يأتيني صواحبي فكن إذا رأين
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقمعن فكان صلى الله عليه وسلم يسربهن إلي يلعبن معي
ذكر الإباحة لصغار النساء اللعب
باللعب وإن كان لها صور
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى
قال حدثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية
عن أبي النضر عن عروة
عن عائشة وثلاثمائة قالت دخل علي صلى الله عليه وسلم وانا العب باللعب
174

فرفع الستر وقال ما هذا يا عائشة فقلت لعب يا رسول الله
قال ما هذا الذي أري بينهن قلت فرس يا رسول الله قال
فرس من رقاع له جناح قالت فقلت ألم يكن لسليمان بن
داود خيل لها أجنحة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن عائشة كانت تسمى لعبها البنات
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا
كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حمير عن سفيان الثوري عن
هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل علي وانا العب
بالبنات
175

ذكر الإباحة أن تجتمع مع أمثالها للعب الذي وصفناه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد الله بن
نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كنت العب بالبنات وتجئ صواحبي
فيلعبن معي فإذا رأين النبي صلى الله عليه وسلم قمن منه فكان يدخلهن إلى
فيلعبن معي
ذكر الإباحة للمرء النظر إلى لعب الحبشة الذي
لا يشوبه شئ مما يكره الله جل وعلا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال بينما الحبشة يلعبون بحرابهم إذ دخل
عمر فاهوى إلى الحصا فحصبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهم
176

يا عمر
ذكر الإباحة للحرة إلى لعب الحبشة الذي
وصفناه وإن كان لها زوج
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث ان بن شهاب
حدثه عن عروة بن الزبير
عن عائشة ان أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى
تغنيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف
رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه وقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد قالت
ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني بردائة وانا انظر إلى الحبشة وهم
يلعبون وانا جارية فاقدروا قدر الجارية العربة الحديثة السن
177

ذكر البيان بأن أبا بكر خرق دفوفها في ذلك اليوم
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن سهل بن
عسكر حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي حدثنا عبيد الله بن عمرو عن
إسحاق بن راشد عن الزهري عن عروة
178

عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها في أيام التشريق وعندها جاريتان
تغنيان وتضربان بالدف فسبهما وخرق دفيهما فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهما فإنها أيام
ذكر بعض ما كانت الحبشة تقول
في لعبهم ذلك
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس بن مالك أن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتكلمون بكلام لا يفهمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما يقولون قالوا محمد عبد صالح
179

ذكر إباحة القول إذا لم يكن بغزل في أيام العيد
وكذلك اللعب في المسجد
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن
سعد عن عقيل عن الزهري عن عروة
عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها في أيام عيد وعندها جاريتان
تغنيان وتدففان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما
أبو بكر فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وقال دعهن يا أبا بكر
فإنها أيام عيد وتلك أيام منى قالت عائشة ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسترني بردائه وانا انظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المجسد
وانا جارية
قال أبو حاتم فهذا آخر جوامع الإباحات عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
أمليناها بفصولها وقد بقي في هذا القسم أحاديث بددناها في سائر
الأقسام كما بددنا منها في هذا القسم على ما أصلنا الكتاب
عليه وإنما نملي بعد هذا القسم القسم الخامس من أقسام السنن
180

التي هي أفعال المصطفى صلى الله عليه وسلم بفصولها وأنواعها ان الله قضى ذلك
وشاءه جعلنا الله ممن هدي السبيل الرشاد ووفق لسلوك السداد
وشمر في جمع السنن والأخبار وتفقه في صحيح الآثار وأثر
ما يقرب إلى الباري جل وعلا من الأعمال على ما يباعد منه في
الأصول انه خير مسؤول
ذكر اثبات اسم العصيان لله ورسوله صلى الله عليه وسلم
باللاعب بالنرد في الدنيا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن موسى بن ميسرة عن سعيد بن أبي هند
عن أبي موسى الأشعري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لعب
بالنرد فقد عصى الله ورسوله
181

ذكر الاخبار عن وصف اللاعب بالنرد
في التمثيل
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني حدثنا أبو الطاهر حدثنا
182

ابن وهب قال سمعت الثوري يحدث عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن
بريدة
عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من لعب بالنرد فكأنما
غمس يده في لحم خنزير ودمه
ذكر الزجر عن اشتغال المرء بالحمام
وسائر الطيور عبثا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الرحمن بن سلام
الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يتبع حمامة فقال
شيطان يتبع شيطانه
183

قال أبو حاتم اللاعب بالحمام لا يتعدى لعبة من أن يتعقبه
بما يكره الله جل وعلا والمرتكب لما يكره الله عاص
وأنبيائك يجوز ان يقال له شيطان وإن كان من أولاد آدم قال
الله تعالى شياطين الإنس والجن فسمي
العصاة منهما شياطين واطلاقه صلى الله عليه وسلم اسم الشيطان على الحمامة
للمجاورة ولأن الفعل من العاصي بلعبها تعداه إليها
184

23 - فصل
في السماع
ذكر خبر قد يوهم في الاجتماع به من لم يتفقه
في صحيح الآثار ولا أبلغ المجهود
في طرق الأخبار
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عبيد الله بن
سعيد الزهري قال حدثنا عمي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن إسحاق بن سهل بن أبي حثمة
عن أبيه
عن عائشة قالت كان في حجري جارية من الأنصار
فزوجتها قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرسها فلم يسمع
غناء ولا لعبا فقال يا عائشة هل غنيتم عليها أو لا تغنون عليها
ثم قال إن هذا الحي من الأنصار يحبون الغناء
185

ذكر خبر ثان تعلق به غير المتبحر في صناعة العلم
فأباح الغناء الذي يبعد عن الله جل وعلا
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي عن الزهري عن عروة
عن عائشة ان أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان تغنيان
بدفين وتغنيان في أيامهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم مستتر بثوبه فانتهرهما
أبو بكر فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه وقال دعهما يا أبا بكر
فإنها أيام عيد قالت عائشة ولما قدم وفد الحبشة على رسول
الله صلى الله عليه وسلم قاموا يلعبون في المسجد فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسترني
بردائه وانا انظر إليهم وهم يلعبون في المسجد حتى أكون انا الذي
186

أسام فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة على اللهو
قال الزهري وأخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال
دخل عمر والحبشة يلعبون في المسجد فزجرهم عمر فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهم يا عمر فإنهم هم بنوا أرفدة
ذكر البيان بأن الغناء الذي وصفناه إنما كان ذلك أشعارا
قيلت في أيام الجاهلية فكانوا ينشدونها ويذكرون
تلك الأيام دون الغناء الذي يكون بغزل
يقرب سخط الله جل وعلا من قائله
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا عبيد بن
إسماعيل الهباري قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من
187

جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت الأنصار يوم بعاث فقال أبو بكر
أمزمار الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ان لكل قوم عيدا وهذا عيدنا
188

ذكر البيان بأن الغناء الذي كان الأنصار يغنون
به لم يكن بغزل لا يحل ذكره
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بشر بن معاذ العقدي قال
حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا خالد بن ذكوان
عن الربيع بنت معوذ قالت جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل
على صبيحة عرسي فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت
جويريات لنا يضربن بدف لهن ويندبن من قتل من ابائي يوم بدر
إلى أن قالت إحداهن
وفينا نبي يعلم ما في غد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعي هذا وقولي ما كنت تقولين
189

45 - كتاب
الصيد
ذكر الأخبار عن أكل ما يجوز استعماله
مما حبس الكلاب على أربابها
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة بن شريح قال سمعت
ربيعة بن يزيد الدمشقي يقول سمعت أبا إدريس الخولاني
انه سمع أبا ثعلبة الخشني يقول أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت يا رسول الله انا بأرض من أهل كتاب نأكل في آنيتهم
وان أرضنا أرض صيد أصيد بقوسي وبالكلب المكلب وبالكلب
الذي ليس بمكلب فأخبرني ماذا يحل لنا مما يحرم علي من ذلك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما ما ذكرت انكم بأرض أهل كتاب
تأكلون في نيتهم فان وجدتم غير آنيتهم فلا تأكلوا فيها وان لم
تجدوا غير آنيتهم فاغسلوها وكلوا فيها
واما ما ذكرت من الصيد فما صدت بقوسك فكل منه واذكر
اسم الله عليه واما ما أصاب كلبك المكلب فكل مما أمسك
عليك واذكر اسم الله عليه واما ما أصاب كلبك الذي ليس
190

بمكلب فان أدركت ذكاته فكل وما لم تدرك ذكاته فلا تأكل
191

ذكر الإخبار عما لا يجوز أكله من الصيد الذي
صيد بالقسي والكلاب المعلمة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري قال حدثنا عباد بن عباد قال حدثنا عاصم عن الشعبي
ان عدي بن حاتم سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال ارمي بسهمي
فأصيب فلا أقدر عليه الا بعد يوم أو اثنين قال إن قدرت
عليه وليس به أثر ولا خدش الا رميتك فكل وان وجدت به
اثرا غير رميتك فلا تأكل وان أرسلت كلبك وذكرت اسم الله
عليه فأدركته قبل ان يقتله فذكه وان أدركته قد قتله ولم يأكل
192

منه شيئا فكله وإن أدركته وقد أكل منه فلا تأكل فإنه إنما
أمسك على نفسه
قال عدي فإني أرسل كلابي وأذكر اسم الله فتختلط
بكلاب غيري فيأخذ فيأخذن الصيد فيقتلنه قال فلا تأكل فإنك
لا تدري كلابك قتلته أم كلاب غيرك
193

ذكر الإباحة للمرء أكل ما حبس عليه كلبه
المعلم إذا ذكر اسم الله عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
194

إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن همام بن
الحارث
عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إني أرسل
الكلاب المعلمة فيمسكن علي وأذكر اسم الله عليه قال إذا
أرسلت كلبك المعلم وذكرت اسم الله عليه فكل قلت وإن
قتلن قال وإن قتلن ما لم يشركها كلب ليس معها قلت له
فإني ارمي بالمعراض الصيد فأصيب قال إذا رميت بالمعراض
فخزق فكله وإن أصابه بعرضه فلا تأكله
195

ذكر ما يحكم لمن اصطاد الصيد فانفلت منه
بشبكته فظفر به آخر غيره
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن عباد المكي
حدثنا محمد بن سليمان بن مسمول قال سمعت القاسم بن مخول
البهزي ثم السلمي
قال سمعت أبي وكان قد أدرك الجاهلية والإسلام
يقول نصبت حبائل لي بالأبواء فوقع في حبلي منها ظبي
فأفلت به فخرجت في إثره فوجدت رجلا قد أخذه فتنازعنا فيه
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدناه نازلا بالأبواء تحت شجرة يستظل
بنطع فاختصمنا عليه فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا شطرين قلت
يا رسول نلقي الإبل وبها لبون وهي مصراة وهم محتاجون
قال فناد صاحب الإبل ثلاثا فإن جاء وإلا فاحلل صرارها ثم
196

اشرب ثم صر وابق للبن دواعيه قلت يا رسول الله الضوال ترد
علينا هل لنا أجر أن نسقيها قال نعم في كل ذات كبد حري
أجر ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا قال سيأتي على الناس
زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين تأكل من الشجر وترد
الماء يأكل المؤلف من رسلها ويشرب من لبانها ويلبس من
أصوافها أو قال من اشعارها والفتن ترتكس بين جراثيم
العرب والله قلت يا رسول الله أوصني قال أقم الصلاة
وآت الزكاة وصم رمضان وحج البيت واعتمر وبر والديك
وصل رحمك وأقر الضيف ومر بالمعروف وانه عن المنكر
وزل مع الحق حيث زال
197

46 - كتاب الذبائح
ذكر الأمر بحد الشفار والإحسان في الذبح لمن أراده
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن خالد بن عبد الله
عن خالد عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني
عن شداد بن أوس قال ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا
ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته
199

ذكر الأمر بإحداد الشفرة لمن أراد الذبح وإحسان الذبح بالرفق
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة حدثنا الفضيل بن
الحسين الجحدري حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن أبي
قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني
عن شداد بن أوس قال ثنتان حفظتهما عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله كتب الإحسان على كل شئ فإذا قتلتم
فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم
شفرته وليرح ذبيحته
قال أبو حاتم رحمه الله أراد بقوله أحسنوا القتلة في
القصاص
ذكر الأمر بأكل ما ذبح بالمروة من ذوات الأرواح
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس السامي حدثنا
أحمد بن حنبل حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت
200

حاضر بن المهاجر أبا عيسى الباهلي قال سمعت سليمان بن يسار يحدث
عن زيد بن ثابت أن ذئبا نيب في شاة فذبحوها بمروة
فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم بأكلها فأكلوا
ذكر البيان بأن أكل ما ذبح بغير الحديد وذكر اسم
الله عليه جائز أكله خلا السن والظفر
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا
201

أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج
عن جده رافع بن خديج قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بذي
الحليفة فأصاب الناس جوع وأصبنا إبلا وغنما وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخريات الناس فعجلوا فذبحوا ونصبوا
القدور فرجع إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بالقدور فأكفئت ثم
قسم فعدل عشرا من الغنم ببعير فند منها بعير وكان في القوم
خيل يسيرة فطلبوه فأعياهم فأهوى إليه رجل بسهم فحبسه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه البهائم لها أوابد كأوابد الوحوش
فما ند عليكم منها فاصنعوا به هكذا وقال جدي إنا نرجو ان
نلقى غدا عدوا وليس معنا مدى فنذبح بالقضب فقال صلى الله عليه وسلم
ما أنهر الدم وذكر اسم الله عليه فكل ليس السن والظفر
وسأحدثكم عن ذلك أما السن فعظم وأما الظفر
فمدى الحبشة
202

في هذا الخبر كالدليل على أن البدنة تقوم عن عشرة عند
النحر قاله الشيخ
ذكر الإخبار عن جواز أكل الذبيح بغير حديد
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن حماد بن زيد عن عاصم الأحول عن الشعبي
عن محمد بن صفوان الأنصاري انه صاد أرنبين فذبحهما
بمروة فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره بأكلهما
204

ذكر الزجر عن ترك قطع الودج عند الذبح
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
205

إبراهيم قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا بن المبارك عن معمر
عن عمرو بن عبد الله عن عكرمة
عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شريطة
الشيطان
قال عكرمة كانوا يقطعون منها الشئ اليسير ثم يدعونها
حتى تموت ولا يقطعون الودج نهى عن ذلك
ذكر البيان بأن الجنين إذا ذكيت أمه حل أكله
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
206

علي بن أنس العسكري حدثنا أبو عبيدة الحداد عن يونس بن أبي
إسحاق عن أبي الوداك
عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذكاة الجنين
ذكاة أمه
207

ذكر الزجر عن استعمال المسلم ذبائح الرجبية وأول
النتاج الذي كان يذبحهما أهل الجاهلية
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
قال حدثنا عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا فرع ولا عتيرة
208

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال حدثنا
أبو كامل الجحدري قال حدثنا أبو عوانة عن يعلى بن عطاء عن
وكيع بن عدس
عن عمه أبي رزين انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنا كنا
210

نذبح ذبائح فنأكل منها ونطعم من جاءنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا بأس بذلك
قال أبو حاتم هذه الذبائح التي أباح رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان
بالصلاة أهل الجاهلية إنما هي غير الفرع والعتيرة المنهي عنهما في
الإسلام
ذكر الإباحة للمرء أكل ما ذبح بالمروة
دون الحديد
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال
الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا صخر بن جويرية عن
نافع
عن بن عمر أن خادما لكعب بن مالك كانت ترعى غنمه
بسلع فأرادت شاة منها أن تموت فلم تجد حديدة تذكيها فذكتها
بمروة فسئل عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فأمر بأكلها
211

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث
ان الخبر الذي ذكرناه موهوم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر
عن نافع انه سمع بن كعب بن مالك يخبر عبد الله بن عمر
ان أباه أخبره ان جاريه لهم كانت ترعى بسلع فرات بشاة من
غنمها موتا فكسرت حجرا فذبحتها به فقال لأهله لا تأكلوا منه
حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسأله فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن
ذلك فقال يا رسول الله إن جارية لنا كانت ترعى بسلع
فأبصرت بشاة من غنمها موتا فكسرت حجرا فذبحتها به فأمره
النبي صلى الله عليه وسلم بأكلها
212

قال أبو حاتم رضي الله عنه الخبر عن نافع عن بن عمر
وعن نافع عن بن كعب بن مالك عن أبيه جميعا محفوظان
213

ذكر الزجر عن ذبح المرء شيئا من الطيور عبثا
دون القصد في الانتفاع به
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا أحمد بن
حنبل قال حدثنا أبو عبيدة الحداد عن خلف بن مهران قال حدثنا عامر
الأحول عن صالح بن دينار عن عمرو بن الشريد قال
سمعت الشريد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قتل
عصفورا عبثا عج إلى الله يوم القيامة يقول يا رب ان فلانا قتلني
عبثا ولم يقتلني منفعة
214

ذكر البيان بأن ذبح المرء الذبيحة باسم الله
وملة الإسلام من الإيمان
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله بن المبارك عن حميد الطويل
عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أقاتل
الناس حتى يشهدوا ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا
شهدوا ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله واستقبلوا قبلتنا
وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم
لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم
215

ما روى هذا الحديث عن حميد الطويل الا ثلاثة نفر من
الغرباء عبد الله بن المبارك ويحيى بن أيوب الأسماء ومحمد بن
عيسى بن القاسم بن سميع
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المهل لغير الله
أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين البلدي بواسط قال
حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا فطر بن
خليفة قال حدثنا القاسم بن أبي بزة عن أبي الطفيل
قال قلت لعلي بن أبي طالب عندكم شئ سوي
كتاب الله قال لا الا ما في قراب هذا السيف صحيفة صغيرة
قال فوجدنا فيها لعن الله من أهل لغير لأهل ولعن الله من تولى
لغير مواليه
216

47 - كتاب
الأضحية
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حياة قال أخبرني خالد بن
يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عمرو بن مسلم الخولاني ان
بن المسيب أخبره
ان أم سلمة أخبرته ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أراد أن
يضحى فلا يقلم أظفاره ولا يحلق شيئا من شعره في العشر من
ذي الحجة
218

ذكر ما يستحب للامام إعطاء الرعية غنما
ليضحوا منها في أعيادهم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير
عن عقبة بن عامر قال أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم غنما اقسمها
على أصحابه فقسمتها فبقي منها عتود فذكرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ضح به أنت
219

ذكر البيان بأن قسم الغنم الذي وصفناه
كان للضحايا التي ذكرناها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال
حدثني عمارة بن عبد الله بن طعمة عن سعيد بن المسيب
عن زيد بن خالد الجهني قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أصحابه غنما للضحايا فأعطاني عتودا من المعز فجئته به
220

فقلت يا رسول الله انه جذع فقال ضح به
ذكر إباحة ذبح المرء نسيكته بيده
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا يحيى بن أيوب المقابري
قال حدثنا هشيم عن شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك قال ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكبشين
أملحين وأطولت يسمي ويكبر ولقد رايته يذبح بيده واضعا قدمه
على صفاحهما
221

ذكر وصف ذبح المرء نسيكته إذا أراد ذلك
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن الصباح
الجرجرائي قال أخبرنا هشيم عن شعبة عن قتادة
عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحى بكبشين أملحين
وأطولت وكان يسمى ويكبر فلقد رأيته يذبحهما بيده واضعا على
صفاحهما قدمه
ذكر البيان بأن ذبح الكبشين ليس بعدد لا يجوز
استعمال ما هو أقل منه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال
حدثنا حفص بن الصالح عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبش
223

أقرن فحيل يأكل في سواد وينظر في سواد ويشرب في سواد
ذكر البيان بأن البدن يجب ان تنحر
قياما معقولة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا يونس بن عبيد عن
زياد بن جبير
قال رأيت بن عمر أتي على رجل قد أناخ بدنته ينحرها
224

قال ابعثها قياما مقيدة سنة محمد صلى الله عليه وسلم
ذكر الإباحة للمرء بأن يذبح الجذع من الضأن في نسيكته
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكير بن
الأشج حدثه أن معاذ بن عبد الله الجهني حدثه
عن عقبة بن عامر قال ضحينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجذع من
الضأن
225

أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن بشير بن يسار
ان أبا بردة بن نيار قبل ان يذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الأضحى فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن يعيد أضحية أخري قال
أبو بردة لا أجد إلا جذعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن لم تجد
إلا جذعا فاذبحه
قال أبو حاتم أمره صلى الله عليه وسلم بإعادة الأضحية أمر ندب قصد به
التعليم إذ النسيكة لا يكون فضلها الا لمن ذبحها بعد الصلاة
فما كان منها قبل الصلاة ففيه الفضل لا فضل النسيكة لأن الشئ
إذا جعل لفضل الوقت ثم ندب إليه لو قدمه الإنسان عن وقته
226

لم يجد ذلك الفضل الذي وعد على ذلك الفضل من أجل ذلك
الوقت وإن لم يعدم الفضل في ذلك الفعل المقدم عن وقته ونظير
هذا ان صلاة الضحى ندب إليها لوقت الضحى فلو صلى انسان
في بعض الليل يريد به صلاة الضحى لم يؤجر عليه أجر صلاة
الضحى وإن كان الفضل موجودا في صلاته تلك
ذكر لفظة جهل في تأويلها من لم يحكم
صناعة الحديث
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن زبيد
عن الشعبي
عن البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في يوم عيد أول ما نبدأ
يومنا هذا ان نصلي ثم ننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا
ومن تعجل فإنما هو لحم قدمه لأهله قال وكان أبو بردة بن نيار
ذبح قبل الصلاة فقال يا رسول الله ان عندي جذعة خير من
مسنة قال اجعلها مكانها ولن تجزئ أو توفي عن أحد بعدك
227

ذكر الخبر الدال عن أن هذا الأمر أمر تعليم في أول
ما خرج المصطفى صلى الله عليه وسلم بالناس إلى الصحراء ليعيد بهم فعلهم
كيف يضحون لا ان هذا الأمر أمر حتم وإيجاب
أخبرنا علي بن إبراهيم بن الهيثم ببلد حدثنا الحسن بن
محمد بن الصباح حدثنا عفان حدثنا شعبة حدثنا منصور وزبيد وداود
وابن عون ومجالد عن الشعبي وهذا حديث زبيد قال سمعت الشعبي
يحدث
عن البراء قال كنا عند سارية المسجد فلو كنت ثم
لأخبرتكم بموضعها قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن أول
228

ما نبدأ به في يومنا هذا ان نصلى ثم نرجع فننحر فمن فعل
ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل ذلك فإنما هو لحم قدمه
لأهله ليس من النسك في شئ قال وذبح خالي أبو بردة بن
نيار فقال يا رسول الله أي ذبحت وعندي جذعة خير من مسنة
قال اجعلها مكانها ولا تجزئ عن أحد بعدك
ذكر البيان بأن ذبح أبى بردة الأضحية قبل الصلاة
كان ذلك عن ابنه لا عن نفسه
أخبرنا النضر بن محمد حدثنا محمد بن عثمان العجلي
229

حدثنا عبيد الله بن موسى عن زكريا بن أبي زائدة حدثني فراس عن
الشعبي
عن البراء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من وجه قبلتنا وصلى
صلاتنا ونسك نسكنا فلا يذبح حتى يصلى فقال خالي أبو بردة
يا رسول الله اني نسكت عن بن لي قال ذاك شئ عجلته
لأهلك قال فان عندي جذعة قال ضح بها عنه فإنها
خير نسكه
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أجاز لأبي بردة أضحية
قبل الصلاة ونفي جواز مثله لاحد بعده ان يأتي
به الا في موضعه الذي أمر به وإن كان
القصد فيه الندب والإرشاد
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني بالموصل حدثنا
عبد الأعلى بن حماد حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير
عن جابر ان رجلا ذبح قبل ان يصلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
230

النبي صلى الله عليه وسلم لا يجزئ عن أحد بعدك أن يذبح حتى يصلي
ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن الشعبي
عن البراء قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بعد الصلاة
ثم قال من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك ومن
نسك قبل الصلاة فتلك شاة لحم قال أبو بردة بن نيار
يا رسول الله لقد نسكت قبل ان اخرج إلى الصلاة وعرفت ان اليوم
يوم أكل وشرب فتعجلت فأكلت وأطعمت أهلي وجيراني
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك شاة لحم قال فان عندي عناقا جذعة
خير من شاتي لحم فهل تجزئ عني قال نعم تجزئ عنك ولن
تجزئ عن أحد بعدك
231

ذكر البيان بأن أبا بردة إنما خص لجواز أضحيته
قبل الصلاة مع الأمر بإعادة الأضحية بعد الصلاة ثانيا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت
أبا جحيفة وهبا السوائي يحدث
عن البراء بن عازب ان خالي ذبح قبل ان يصلي
النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم شاتك شاه لحم وليس من النسك في
شئ فقال يا رسول الله فعندي عناق جذعة هي خير من مسنة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي عنك ولا توفي عن أحد بعدك
232

ذكر البيان بأن هذا الأمر قد أمر به المصطفى صلى الله عليه وسلم
أيضا غير أبي بردة بن نيار
أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عبادة بن تميم
عن عويمر بن أشقر الأنصاري ثم المازني أنه ذبح أضحية
قبل أن يغدوا يوم الأضحى وأنه ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعيد أضحية أخرى
233

ذكر البيان بأن هذا الأمر أمر به غير هذين أيضا
في أول ابتداء إنشاء العيد حيث جهلوا
في كيفية الأضحية في ذلك اليوم
أخبرنا الجنيدي حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن
الأسود بن قيس
عن جندب بن سفيان الأسماء قال ضحينا مع رسول
234

الله صلى الله عليه وسلم فإذا ناس ذبحوا ضحاياهم قبل الصلاة فلما انصرف
رآهم النبي صلى الله عليه وسلم قد ذبحوا قبل الصلاة فقال من ذبح قبل
الصلاة فليذبح مكانها أخرى ومن لم يذبح حتى صلينا
فليذبح على اسم الله
ذكر الخبر الدال على أن الأضحية
والأمر بها ليس بواجب
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا بن وهب حدثنا
سعيد بن أيوب عن عياش بن عباس عن عيسى بن هلال الصدفي
235

عن عبد الله بن عمرو ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل أمرت بيوم
الأضحى عيدا جعله الله لهذه الأمة فقال الرجل أفرأيت إن لم
أجد إلا منيحة أنثى أفأضحي بها قال لا ولكن تأخذ من شعرك
وتقلم أظفارك وتحلق عانتك وتقص شاربك فذلك تمام
أضحيتك عند الله
ذكر الخبر الدال على أن الأضحية
استعمالها ليس بفرض
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حياة بن شريح قال حدثني
أبو صخر عن بن قسيط عن عروة
236

عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اتي بكبش اقرن يطأ في
سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد فاتي به ليضحى به
قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة هلمي المدية ثم قال حديها بحجر ففعلت
فاخذها وأخذ الكبش فاضجعه ثم ذبحه وقال بسم الله اللهم
باسمك من محمد وال محمد ومن أمة محمد ثم ضحى
به صلى الله عليه وسلم
ذكر الخبر الدال على أن الأضحية
استعمالها غير فرض
أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق الأرغياني قال حدثنا
محمد بن معمر البحراني قال حدثنا يحيى بن كثير العنبري قال حدثنا
شعبة عن مالك بن أنس عن عمرو بن مسلم عن سعيد بن المسيب
عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رآى أحدكم هلال
ذي الحجة وأراد أن يضحى فليمسك عن شعره وأظفاره
237

قال أبو حاتم وهم فيه مالك حيث قال عمرو بن مسلم
وإنما هو عمر بن مسلم بن عمار بن أكيمة وأخوه عمرو بن مسلم
لم يدركه مالك وهو تابعي روى عنه الزهري
238

ذكر البيان بأن هذا الفعل إنما زجر عنه لمن عنده
أضحية يريد ذبحها وأهل عليه هلال ذي الحجة
وهي عنده دون من اشتراها بعد هلاله عليه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال أخبرنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا محمد بن عمرو عن عمر بن
مسلم بن عمار بن أكيمة قال سمعت سعيد بن المسيب يقول
سمعت أم سلمة تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له ذبح
يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره ولا من
أظفاره حتى يضحى
ذكر خبر ثان يصرح بالشرط الذي تقدم ذكرنا له
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا
محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن
عمرو قال
239

حدثني عمر بن مسلم بن عمار قال كنا في الحمام معي
الأضحى فإذا أناس قد أطلوا فقال بعض من في الحمام ان
سعيد بن المسيب يكره هذا وينهى عنه قال فلقيت سعيد بن
المسيب فذكرت ذلك له فقال بن أخي ان هذا حديث قد
نسي حدثتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر وعند
أحدكم ذبح يريد أن يذبحه فليمسك عن شعره وأظفاره
ذكر الزجر عن أن يضحى المرء
بأربعة يجري من الضحايا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن
سعد قال حدثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي عن عبيد بن فيروز
عن البراء بن عازب أنه ذكر الأضاحي فقال أشار
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ويدى اقصر من يده فقال أربع لا يضحى
240

بهن العوراء البين عورها والمريضة البين مرضها والعرجاء البين
ظلعها والعجفاء التي لا تنقي فقالوا للبراء فإنما نكره النقص
في السن والاذن والذنب قال فاكرهوا ما شئتم ولا تحرموا
على الناس
241

أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد بن
كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل
عن حجية بن عدي
عن علي بن أبي طالب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نستشرف
العين والاذن
242

ذكر الخصال التي إذا كانت في الأضحية
لا يجوز ان يضحى بها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
سليمان بن عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز
243

عن البراء قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجوز من
الضحايا أربع العوراء البين عورها والعرجاء البين عرجها
والمريضة البين مرضها والعجفاء التي لا تنقي
قال أبو حاتم رضي الله عنه يروى هذا الخبر عن مالك
عن عمرو بن الحارث وأخطأ فيه لأنه أسقط سليمان بن عبد
الرحمن من الإسناد
244

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عبيد بن
فيروز لم يسمع هذا الخبر من البراء
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال حدثنا محمد بن
عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شعبة عن سليمان بن
عبد الرحمن عن عبيد بن فيروز قال
سألت البراء بن عازب ما كره رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأضحية
فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع لا تجوز في الأضحى العوراء
البين عورها والعرجاء البين عرجها والمريضة البين مرضها
والكسير التي لا تنقي
245

ذكر الزجر عن أكل لحوم الضحايا
بعد ثلاث
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن نافع
عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يقول لا يأكلن
أحدكم من لحم أضحيته فوق ثلاث أيام
246

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريج قال أخبرنا نافع
عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يأكل أحدكم من
أضحيته فوق ثلاث
ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بأكل لحوم الضحايا بعد
ثلاث نسخا لما تقدم من نهيه صلى الله عليه وسلم عنه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي الزبير المكي
عن جابر بن عبد الله انه أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن أكل
لحوم الضحايا بعد ثلاث ثم قال
بعد ذلك كلوا وتزودوا
وادخروا
247

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة الانتفاع
بلحوم الأضحية بعد ثلاث
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن سعد بن إسحاق عن زينب
عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن لحوم
الأضاحي فوق ثلاث أيام ثم رخص ان نأكل وندخر فقدم قتادة بن
النعمان أخو أبي سعيد الخدري فقدموا إليه من قديد الأضحى
فقال أليس قد نهي عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سعيد انه قد
حدث فيه بعدك أمر كان نهانا عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نحبسه فوق
ثلاثة أيام ثم رخص ان نأكل وندخر
248

قال أبو حاتم رضي الله عنه زينب هي بنت كعب بن عجرة
249

ذكر العلة التي من أجلها نهى عن أكل
لحوم الأضاحي بعد ثلاث
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الله بن حكى بن
عبد الله بن عمر أنه قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث قال
عبد الله بن أبي بكر فذكرت ذلك لعمرة بنت عبد الرحمن
فقالت سمعت عائشة تقول دف ناس من أهل البادية حضره
الأضحى في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ادخروا
الثلث وتصدقوا بما بقي قالت عمرة قالت عائشة فلما كان بعد
ذلك قيل يا رسول الله لقد كان الناس ينتفعون من ضحاياهم
ويحملون منها الودك ويتخذون منها الأسقية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما ذاك قالوا يا رسول الله نهيت عن امساك لحوم الضحايا بعد
ثلاث فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما نهيتكم من أجل الدافة التي
دفت عليكم فكلوا وتصدقوا وادخروا
250

قال أبو حاتم رضي الله عنه الدافة الجماعة يقدمون مجدين
في السؤال
ذكر خبر رابع يصرح بالانتفاع بلحوم
الضحايا بعد ثلاث
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا وهب بن بقية
قال أخبرنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يا أهل المدينة
لا تأكلوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام قال فشكوا إليه ان لهم
عيالا وخدما فقال كلوا وأطعموا واحبسوا
252

ذكر الإباحة للمضحى أن يدخر من أضحيته
بعد أكله وإطعامه منها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا الضحاك بن مخلد عن يزيد بن أبي عبيد
عن سلمة بن الأكوع ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الأضحى
من ضحى منكم فلا يصبح بعد ثالثه في بيته شئ من أضحيته
فلما كان العام المقبل يوم الأضحى قالوا يا رسول الله نفعل في
هذا كما فعلنا في العام الماضي قال لا كان الناس بجهد
فأردت ان تعينوا فيها كلوا وأطعموا وادخروا
ذكر إباحة اتخاذ المرء القديد من لحم
أضحيته لسفره
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن علي بن
الحسن بن شقيق قال حدثنا أبي قال أخبرنا الحسين بن حكى عن أبي
الزبير
253

عن جابر قال أكلنا القديد مع نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة
ذكر الخبر المصرح بصحة ما ذكرنا ان القديد
الذي وصفناه كان من لحم الأضحية
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا
عقبة بن مكرم قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار
عن عطاء
عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نتزود لحم الأضحى
إلى المدينة
254

ذكر إباحة الانتفاع بالقديد من لحوم
الضحايا في الأسفار
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا
هشام بن عمار قال حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثنا الزبيدي
عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير قال حدثنا أبي قال
حدثني ثوبان قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أصلح لحم هذه
الأضحية فأصلحته فلم يزل يأكل منه حتى بلغ المدينة
255

ذكر إباحة الانتفاع بلحوم الضحايا
من السنة إلى السنة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبيه
عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع أو امرأته أم سليم
سألت عائشة عن لحوم الأضاحي فقالت قدم علي بن
أبي طالب من غزوت فدخل على أهله فقربت له لحما من لحوم
الأضاحي فأبى أن يأكله حتى سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم كله من ذي الحجة إلى ذي الحجة
256

48 - كتاب
الرهن
ذكر ما يحكم للراهن والمرتهن في الرهن
إذا كان حيوانا
أخبرنا آدم بن موسى بخوار الري حدثنا الحسين بن
عيسى البسطامي حدثنا إسحاق بن الطباع عن بن عيينة عن زياد بن
سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغلق الرهن
له غنمة وعليه غرمة
258

ذكر البيان بأن المرتهن له ركوب الظهر إذا كان
مرهونا وشرب لبن الدر إذا كانت
النفقة من ناحيته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
حدثنا وكيع حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرهن يركب
بنفقته ولبن الدر يشرب إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب
ويشرب نفقته
261

ذكر الخبر قد شنع به بعض المعطلة على أهل الحديث
حيث حرموا التوفيق لادراك معناه
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير حدثنا
سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند
262

يهودي بثلاثين صاعا من شعير
ذكر ثمن الشعير الذي كان لليهودي على
المصطفى صلى الله عليه وسلم عند رهنه إياه درعه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا العباس بن الوليد بن
صبح حدثنا آدم حدثنا شيبان عن قتادة
عن أنس قال رهن رسول الله صلى الله عليه وسلم درعا له عند يهودي
263

بدينار فما وجد ما يفتكها به حتى مات
ذكر البيان بأن الدرع الذي كان عند اليهودي
للمصطفى صلى الله عليه وسلم كان ذلك لأجل سبب معلوم
فمن أجله لم يسترد درعه منه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بشر بن معاذ
العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش قال ذكر عند إبراهيم
الرهن في السلم فقال أخبرني الأسود
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشترى من يهودي طعاما إلى سنة
264

ورهنه درعا له من حديد
265

1 - باب
ما جاء في الفتن
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا سليمان بن حرب
قال حدثنا شعبة عن زبيد ومنصور والأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سباب المسلم
فسوق وقتاله كفر
266

أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة
قال حدثنا علي بن مدرك قال سمعت أبا زرعة يحدث
عن جده جرير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم استنصت الناس في حجه
الوداع ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب
بعض
268

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي
كفارا لم يرد به الكفر الذي يخرج عن الملة ولكن معني هذا
الخبر ان الشئ إذا كان له أجزاء يطلق اسم الكل على بعض
تلك الأجزاء فكما ان الإسلام له شعب ويطلق اسم الإسلام
على مرتكب شعبة منها لا بالكلية كذلك يطلق اسم الكفر على
تارك شعبة من شعب الإسلام لا الكفر كله وللاسلام والكفر
مقدمتان لا تقبل أجزاء الإسلام الا ممن اتي بمقدمته ولا يخرج من
حكم الإسلام من اتي بجزء من أجزاء الكفر الا من اتي بمقدمة
الكفر وهو الإقرار والمعرفة والانكار والجحد
ذكر الاخبار عن تحريش الشياطين بين المسلمين عند
إياسها منهم عن الإشراك بالله جل وعلا
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا
269

بن مهدي قال حدثنا سفيان عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن إبليس قد يئس أن يعبده
المصلون ولكنه في التحريش بينهم
270

ذكر الزجر عن أن يعين المرء أحدا على ما ليس لله فيه رضا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا المؤمل قال حدثنا
سفيان عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود
عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يعين قومه على
غير حق كمثل بعير تردى في بئر فهو ينزع منها بذنبه
271

ذكر الزجر عن أن يناول المرء أخاه السيف وهو مسلول
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا محمد بن
معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير
قال
سمعت جابرا يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يتعاطون سيفا
بينهم مسلولا فقال ألم أزجركم عن هذا ليغمده ثم
يناوله أخاه
ذكر لعن الملائكة من أشار بالحديد إلى أخيه
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم
قال أخبرنا النضر قال حدثنا هشام عن محمد
272

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الملائكة تلعن
أحدكم إذا أشار إلى أخيه بحديدة وإن كان أخاه لأبيه وأمه
ذكر العلة التي من اجلها تلعن الملائكة هذا الفاعل
أخبرنا بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن قيس
عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقي
المسلمان مولاه أحدهما صاحبه فهما في النار
273

وقال أحمد بن عبدة ووجدته في موضع أخر والمعلى بن
زياد
ذكر الزجر عن أن يشير المسلم إلى أخيه بالسلاح
أخبرنا عبد الله بن قحطبه قال حدثنا عبد الله بن معاوية
الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهي عن أن يتعاطي
السيف مسلولا
275

ذكر بعض العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام عن محمد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الملائكة
ويتدارك أحدكم إذ أشار إلى أخيه بحديدة وإن كان أخاه لأبيه
وأمه
ذكر البعض الآخر من العلة التي من أجلها زجر
عن هذا الفعل
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي
السري حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشير أحدكم إلى
276

أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع من يده فيقع
فيمن يناول
277

ذكر الزجر عن الخذف بالحصي إرادة الأذي بالناس
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون
حدثنا كهمس عن عبد الله بن بريدة
عن عبد الله بن المغفل انه أجرة رجلا يخذف قال لا تخذف
فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهي عن الخذف أو قال كره الخذف وقال إنه
لا يصاد به صيد ولا ينكا به عدو ولكنها قد تكسر السن وتفقأ
العين ثم رآه يخذف فقال أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أنت
تخذف لا أكلمك كذا وكذا
278

ذكر ما يجب على المرء من لزوم خاصة نفسه
وإصلاح عمله عند تغيير الأمر ووقوع الفتن
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا
يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت
يا عبد الله إذا بقيت في حثالة من الناس قال وذاك ما هم
يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم وصاروا
هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف بي يا رسول الله قال
تعمل ما تعرف ودع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع
279

عوام الناس
280

ذكر الاخبار عما يجب على المرء أن يكون
عليه في آخر الزمان
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أمية بن بسطام حدثنا
يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت
يا عبد الله بن عمرو إذا بقيت في حثالة من الناس قال وذاك
ما هم يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت أماناتهم وعهودهم
وصاروا هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف ترى يا رسول الله
قال تعمل ما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك
281

وتدع عوام الناس
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث ان آخر
الزمان على العموم يكون شرا من أوله
أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري قال
حدثنا محمد بن عصام بن يزيد جبر قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان
عن الزبير بن عدي قال
أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه الحجاج فقال اصبروا
فإنه لا يأتي عليكم يوم أو زمان الا والذي بعده شر منه حتى تلقوا
ربكم سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم
282

ذكر الخبر المصرح بأن خبر أنس بن مالك لم يرد
بعموم خطابه على الأحوال كلها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
حدثنا محمد بن إبراهيم أبو شهاب عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من
الدنيا الا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم
283

وحدثنا الفضل بن الحباب في عقبة حدثنا مسدد حدثنا
محمد بن إبراهيم أبو شهاب حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو لم يبق من
الدنيا الا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي اسمه اسمي
284

ذكر الأمر بالانفراد بالدين عند وقوع الفتن
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار
الرمادي حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة
عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال أوشك أن يكون
خير مال المسلم غنيمة يتبع بها سعف الجبال ومواضع القطر يفر
بدينه من الفتن
285

قال أبو حاتم رضي الله عنه هكذا أخبرنا أبو خليفة
سعف وإنما هي بالشين
286

ذكر البيان بأن الفار من الفتن عند وقوعها يكون من خير الناس في ذلك الزمان
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال
حدثني عبد الواحد بن قيس قال حدثني عروة بن الزبير قال
حدثني كرز الهدي قال قال أعرابي يا رسول الله هل
لهذا الإسلام من منتهى قال نعم من يرد به خيرا من
عرب أو عجم ادخل عليهم قال ثم ماذا يا رسول الله قال
ثم أنكر فتن كالظلم قال كلا والله يا رسول الله قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى والذي نفسي بيده لتعودن فيها أساود صبا
يضرب بعضكم رقاب بعض فخير الناس يومئذ مؤمن معتزل في
شعب من الشعاب يتقي الله ويذر الناس من شره
287

ذكر إعطاء الله جل وعلا المتعبد عند وقوع الفتن
ثواب الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن يحيى بن بسام بالبصرة قال حدثنا أحمد بن
سنان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مستلم بن سعيد عن
منصور بن زاذان عن معاوية بن قرة
عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العبادة في
الهرج كالهجرة إلي
289

ذكر الاخبار بأن الاعتزال في الفتن يجب ان يلزمه
المرء دون الوثبة إلى كل هيعة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
صعصعة عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك
أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع شغف الجبال ومواقع القطر
يفر بدينه من الفتن
290

ذكر البيان بأن اختلاط الفتن بالمرء يكون
على حسب استشرافه لها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا
خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن
كرياح الصيف القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من
الماشي من استشرف لها استشرفته
291

ذكر البيان بأن على المرء عند وقوع الفتن العزلة
والسكون وان أتت الفتنة عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني
عن عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له يا أبا ذر كيف تفعل
292

إذا جاع الناس حتى لا تستطيع ان تقوم من فراشك إلى مسجدك
فقلت الله ورسوله اعلم قال تعفف ثم قال كيف تصنع إذا
مات الناس حتى تكون البيت بالوصيف قلت الله ورسوله اعلم
قال تصبر ثم قال كيف تصنع إذا اقتتل الناس حتى يغرق حجر الزيت
قلت الله ورسوله اعلم قال تأتي من أنت فيه فقلت أرأيت إن أتى
علي قال تدخل بيتك قلت أرأيت إن أتى علي قال إن خشيت
أن يبهرك شعاع السيف فالق طائفة ردائك على وجهك يبوء بإثمك
واثمه فقلت أفلا احمل السلاح قال إذا تشركه
293

ذكر البيان بأن عند وقوع الفتن على المرء
محبة غيره ما يحبه لنفسه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال حدثنا
سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب
294

عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال سمعت عبد الله بن
عمرو يحدث في ظل الكعبة قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر فمنا من ينتضل ومنا من هو في مجشرة ومنا من يصلح
خباءه إذ نودي بالصلاة جامعة فاجتمعنا فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب يقول لم يكن قبلي نبي الا كان حقا على الله ان يدل أمته
على ما هو خير لهم وينذرهم ما يعلم أنه شر لهم وان هذه الأمة
جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء فتجئ فتنة المؤمن
فيقول هذه مهلكتي ثم تجئ فيقول هذه مهلكتي ثم
تنكشف فمن أحب منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه
منيته وهو مؤمن بالله واليوم الأخر وليأت إلى الناس الذي
يحب أن يؤتي إليه ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة
قلبه فليطعه ما استطاع قال قلت هذا بن عمك معاوية
يأمرنا ان نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونهريق دماءنا وقال الله
يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وقال
ولا تقتلوا أنفسكم قال ثم سكت ساعة ثم
قال أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله
295

ذكر البيان بأن على المرء عند الفتن
أن يكون مقتولا لا قاتلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا جعفر بن مهران
السباك قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن عبد الرحمن
بن ثروان عن هزيل بن شرحبيل
عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين
يدي الساعة لفتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيما مؤمنا
ويمسى كافرا ويسمى مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من
القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي
كسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا بسيوفكم الحجارة فإن
دخل على أحد بيته فليكن كخير مشهور آدم
297

ذكر البيان بأن الدعاة إلى الفتن عند وقوعها
إنما هم الدعاة إلى النار نعوذ بالله منها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا شيبان بن أبي
شيبة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال
قال حدثنا نصر بن عاصم المؤذن قال
أتينا اليشكري في رهط من بنى ليث فقال ممن القوم
فقلنا بنو ليث فسألناه وسألنا وقالوا إنا أتيناك نسألك عن حديث
حذيفة فقال أقبلنا مع أبي موسى قافلين من بعض مغازية قال
وغلت الدواب بكار قال فاستأذنت انا وصاحبي أبا موسى
فأذن لنا فقدمنا الكوفة باكرا من النهار فقلت لصحابي اني
انظر المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك فدخلت
المسجد فإذا انا بحلقة كأنما قطعت رؤوسهم يستمعون إلى حديث
رجل قال فجئت فقمت عليهم فجاء رجل فقام إلى جنبي
فقلت للرجل من هذا فقال أبصري أنت قلت نعم قال قد
عرفت انك لو كنت كوفيا لم تسأل عن هذا هذا حذيفة بن
وابنه فدنوت منه فسمعته يقول
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن
298

الشر وعرفت ان الخير لم يسبقني فقلت يا رسول الله هل بعد
هذا الخير من شر فقال يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه
يقولها لي ثلاث مرات قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير
من شر قال فتنة وشر قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الشر
خير قال هدنة على دخن قال قلت يا رسول الله هدنة على
دخن ما هي قال لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه
قال قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر قال يا حذيفة
تعلم كتاب الله واتبع ما فهي ثلاث مرات قلت يا رسول الله هل
بعد هذا الخير شر قال فتنة عمياء صماء عليها دعاة على
أبواب النار فان مت يا حذيفة وأنت عاض على جذر خشبة يابسة
خير لك من أن تتبع أحدا منهم
299

اليشكري اسمه سليمان
ذكر البيان بأن على المرء عند وقوع الفتن السمع
والطاعة لمن ولي عليه ما لم يأمره بمعصية
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة حدثنا أبو عمران الجوني سمع
عبد الله بن الصامت يقول
301

قدم أبو ذر على عثمان من الشام فقال يا أمير المؤمنين
افتح الباب حتى يدخل الناس أتحسبني من قوم يقرؤون القرآن
لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم
لا يعودون فهي حتى يعود السهم على فوقه هم شر الخلق والخليقة
والذي نفسي بيده لو امرتي ان اقعد لما قمت ولو أمرتني ان أكون
قائما لقمت ما أمكنتني رجلاي ولو ربطتني على بعير لم اطلق
نفسي حتى تكون أنت الذي تطلقني ثم استأذنه ان يأتي الربذة
فأذن له فأتاها فإذا عبد يؤمهم فقالوا أبو ذر فنكص العبد
فقيل له تقدم فقال أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث ان اسمع
وأطيع ولو لعبد حبشي مجدع الأطراف وإذا صنعت مرقة فأكثر
ماءها ثم انظر جيرانك فأنلهم منها بمعروف وصل الصلاة لوقتها
فان أتيت الامام وقد صلى كنت قد أحرزت صلاتك والا فهي
لك نافلة
302

ذكر الاخبار بأن على المرء عند وقوع الفتن
كسر سيفه ثم الاعتزال عنها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا وكيع قال حدثنا عثمان الشحام قال حدثني مسلم بن أبي بكرة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلاثمائة ستكون فتن يكون
المضطجع فيها خيرا من الجالس والجالس خيرا من القائم والقائم خيرا من
الماشي والماشي خيرا من الساعي قال رجل يا رسول الله ما تأمرني قال من كانت له
إبل فليحلق بابله ومن كان له غنم فليحلق بغنمه ومن كانت له
أرض فليحلق بأرضه ومن لم يكن له شئ من ذلك فليعمد إلى
303

سيفه فليضرب بحدة على صخرة ثم لينج ان استطاع
النجاة
ذكر البيان بأن الصلاة والصيام والصدقة تكفر
أثام الفتن عمن وصفنا نعته فيها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
قال حدثنا يحيى عن الأعمش قال حدثني شقيق قال
سمعت حذيفة قال كنا جلوسا عند عمر فقال أيكم يحفظ
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتنة قال قلت انا قال إنك لجدير
أو لجرئ فكيف قال قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فتنة
الرجل في نفسه وأهله وماله وولده وجاره يكفرها الصيام والصدقة
والصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقال عمر ليس هذا
304

أريد إنما أريد التي تموج كموج البحر فقلت وما لك غنم
يا أمير المؤمنين ان بينك وبينها بابا مغلقا قال فيكسر الباب
أم يفتح قال قلت بل يكسر قال ذلك أحرى أن لا يغلق أبدا
قال قلنا لحذيفة هل كان يعلم من الباب قال نعم كما يعلم أن
دون غد الليلة ان حذيفة حدثنا حديثا ليس بالأغاليط
قال فهبنا أن نسأل حذيفة من الباب فقلنا لمسروق سله فسأله
فقال عمر
305

ذكر البيان بأن النساء من أخوف ما كان
يتخوف صلى الله عليه وسلم إياهن على أمته
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا عبد الجبار بن
العلاء قال حدثنا سفيان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان
عن أسامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي فتنة
أضر على الرجال من النساء
306

ذكر بعض السبب الذي من أجله يكون
عامة فتنة النساء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سريج بن يونس
قال حدثنا عباد بن عباد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ويل للنساء من
الأحمرين الذهب والمعصفر
307

ذكر البيان بأن فتنة النساء من أعظم ما كان
يخافها صلى الله عليه وسلم على أمته
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي أبو سعيد
قال حدثنا أبو حمة محمد بن يوسف الزبيدي قال حدثنا أبو قرة عن
سفيان الثوري عن سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي
فتنة أضر على الرجال من النساء
ذكر الاخبار بأن فتنة النساء من أخوف ما يخاف
من الفتن على الرجال
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا سفيان عن سليمان التيمي
عن أبي عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت بعدي
فتنة أخوف على الرجال من النساء
308

49 - كتاب
الجنايات
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا
محمد بن حماد الطهراني قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن عطاء بن يزيد عن عبيد الله بن عدي بن الخيار
ان عبد الله بن عدي الأنصاري حدثه ان النبي صلى الله عليه وسلم بينما
هو جالس بين ظهراني الناس إذ جاءه رجل يستأذنه ان يساره
فساره في قتل رجل من المنافقين فهجر النبي صلى الله عليه وسلم بكلامه
وقال أليس يشهد أن لا إله إلا الله قال بلى يا رسول الله
ولا شهادة له قال أليس يشهد اني رسول الله قال بلى
يا رسول الله ولا شهادة له قال أليس يصلى قال بلى
ولا صلاة له فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك الذين نهيت عنهم
309

ذكر الاخبار عن تحريم الله جل وعلا
دماء المؤمنين
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا شيبان بن أبي
شيبة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال
قال
أتاني أبو العالية المنكر لي فقال هلما فإنكما أشب
شبابا وأوعى للحديث مني فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم
المؤذن قال أبو العالية حدث هذين قال بشر حدثنا عقبة بن
مالك وكان من رهطه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فغارت
على قوم فشذ من القوم رجل واتبعه رجل من السرية ومعه السيف
شاهره فقال إني مسلم فلم ينظر فيما قال فضربه فقتله
310

قال فنمي الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيه قولا وعطاء
فبلغ القاتل قال فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل
يا رسول الله والله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل فاعرض
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس وأخذ في خطبته قال
ثم عاد فقال يا رسول الله ما قال الذي قال الا تعوذا من القتل
فاعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمن قبله من الناس فلم يصبر ان قال
الثالثة فاقبل عليه تعرف المساءة في وجهه فقال إن الله حرم
على أن اقتل مؤمنا ثلاث مرات
311

أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا بشر بن مفضل قال حدثنا بن عون عن
محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبي بكرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال وقف على بعيره
وامسك انسان بخطامه أو قال بزمامه فقال أي يوم هذا
فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه فقال أليس بيوم
النحر قلنا بلى قال فأي شهر هذا فسكتنا حتى ظننا انه
سيسميه سوى اسمه فقال أليس بذي الحجة قلنا بلى قال
فأي بلد هذا فسكتنا حتى ظننا انه سيسميه سوى اسمه فقال
أليس البلد الحرام قلنا بلى قال فان دماءكم وأموالكم
قدماؤهم بينكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم
هذا في بلدكم هذا الا ليبلغ الشاهد منكم الغائب فان
الشاهد عسى يبلغ من هو أوعى له منه
ذكر البيان بأن تحريم الله جلا وعلا أموال المسلمين
ودماؤهم واعراضهم كان ذلك في حجة الوداع
قبل ان يقبض الله جلا وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم
إلى جنته بثلاثة أشهر ويومين
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا عبد الله بن
312

هانئ حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا أيوب عن محمد بن سيرين عن
بن أبي بكرة
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الزمان قد استدار كهيئته
يوم خلق الله السماوات والأرض السنة اثنا عشرة شهرا منها أربعة
حرم ثلاث متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب
مضر الذي بين جمادى وشعبان
ثم قال أي شهر هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال
فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا الحجة
قلنا نعم قال أي بلد هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال
فسكت حتى ظننا انه سيسميه بغير اسمه قال أليس ذا البلدة
قلنا نعم قال أي يوم هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال
أليس يوم النحر قلنا بلى قال فان دماءكم وأموالكم قال
محمد وأحسبه قال قدماؤهم عليكم حرام كحرمة يومكم
هذا في بلدكم هذا وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم
الا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض الا ليبلغ
الشاهد منكم الغائب فلعل بعض من يبلغه يكون أوعي له من
بعض من سمعه قال فكان محمد إذا ذكره يقول صدق الله
ورسوله قد كان ذاك ثم قال صلى الله عليه وسلم الا هل بلغت
313

ألا هل بلغت
ذكر الاخبار عن استدارة الزمان
في ذلك الوقت
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن بن سيرين عن بن أبي بكرة
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الزمان قد استدار
كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض والسنة اثنا عشر شهرا منها
أربعة حرم ثلاثة متواليات ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ثم قال أي شهر هذا
قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه
بغير اسمه قال أليس ذا الحجة قلنا بلى قال فأي بلد
هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه
314

بغير اسمه قال أليس البلد الحرام قلنا بلى قال فأي يوم
هذا قلنا الله ورسوله اعلم قال فسكت حتى ظننا انه سيسميه
بغير اسمه قال أليس يوم النحر قلنا بلى قال فان دماءكم
وأموالكم قال محمد وأحسبه قال قدماؤهم حرام عليكم
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا وستلقون
ربكم فيسألكم عن أعمالكم فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب
بعضكم رقاب بعض الا ليبلغ الشاهد الغائب فلعل بعض من
يبلغه يكون أوعى له من بعض من سمعه ألا هل بلغت
ذكر البيان بان قوله صلى الله عليه وسلم ان دماءكم حرام عليكم
لفظة عام مرادها خاص أراد به
بعض الدماء لا الكل
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد بن
كثير العبدي قال حدثنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عبد الله بن
مرة عن مسروق
عن بن مسعود قال قام مقامي هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
والذي لا اله غيره لا يحل دم رجل يشهد ان لا إله إلا الله واني
رسول الله الا في إحدى ثلاث التارك الإسلام المفارق للجماعة
315

والثيب الزاني والنفس بالنفس
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
لم يسمعه الأعمش عن عبد الله بن مرة
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن
خالد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سليمان قال
سمعت عبد الله بن مرة عن مسروق
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحل دم مسلم إلا
بإحدي ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والتارك لدينه
المفارق للجماعة
ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم ان أموالكم
حرام عليكم أراد به بعض الأموال لا الكل
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا أبو عامر
العقدي عن سليمان بن بلال عن سهيل بن أبي صالح عن
عبد الرحمن بن سعد
عن أبي حميد الساعدي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرئ
316

أن يأخذ عصا أخيه بغير طيب نفس منه قال ذلك لشدة ما حرم الله
من مال المسلم على المسلم
317

ذكر نفي اسم الإيمان عن القاتل مسلما بغير حقه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن والذي نفس محمد بيده
ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع إليها المؤمنون أعينهم وهو حين
ينتهبها مؤمن ولا يقتل أحدكم حين يقتل وهو مؤمن
فإياكم إياكم
ذكر إيجاب دخول النار للقاتل أخاه المسلم متعمدا
أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال
حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا خالد بن دهقان قال حدثنا عبد الله بن أبي
زكريا قال سمعت أم الدرداء تقول
سمعت أبا الدرداء يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل
ذنب عسى الله ان يغفره الا من مات مشركا أو من قتل
مؤمنا متعمدا
318

ذكر التغليظ على من قاتل أخاه المسلم حتى قتل
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا
أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس
والمعلي عن الحسن عن الأحنف بن قيس
عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى
المسلمان بسيفيهما مولاه أحدهما صاحبه فالقاتل والمقتول
في النار
319

ذكر الزجر عن قتل المرء من امنه على دمه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي
شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن زائدة قال حدثني إسماعيل
السدي عن رفاعة الفتياني
عن عمرو بن الحمق قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أيما رجل امن رجلا على دمه ثم قتله فانا من القاتل برئ وإن كان
المقتول كافرا
320

قال الشيخ أبو حاتم فتيان بطن من بجيلة يتسر
سكنه بمصر
ذكر ما يلزم بن آدم من إثم من قتل بعده مسلما
لاستنانة ذلك الفعل لمن بعده
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير
عن الأعمش عن عبد الله بن مرة الهمداني عن مسروق
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نفس تقتل
ظلما الا كان علي بن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من
321

سن القتل
ذكر الزجر عن قتل المرء ولده سرا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي
غنية عن محمد بن المهاجر عن أبيه
عن أسماء بنت يزيد بن السكن قالت سمعت رسول الله
322

صلى الله عليه وسلم يقول لا تقتلوا أولادكم سرا فان قتل الغيل يدرك الفارس
فيدعثره عن فرسه
323

ذكر العلة التي من اجلها نهي عن قتل المسلمين
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن الصنابح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إني فرطكم على
الحوض واني مكاثر بكم الأمم فلا تقتتلن بعدي
324

قال أبو حاتم الصنابح من الصحابة والصنابحي من
التابعين
ذكر تعذيب الله جلا وعلا في النار من
قتل نفسه في الدنيا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا شعبة
عن سليمان عن ذكوان
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من قتل نفسه
بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه يهوي في نار جهنم خالدا
مخلدا فيها ابدا ومن قتل نفسه بسم فسمه في يده يتحساه في نار
جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تردى من جبل متعمدا مولاه
نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا
325

ذكر تعذيب الله جل وعلا في النار القاتل نفسه بما قتل به
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن
حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من خنق نفسه
في الدنيا فقتلها خنق نفسه في النار ومن طعن نفسه طعنها في
النار ومن اقتحم مولاه نفسه اقتحم في النار
327

ذكر تحريم الله جلا وعلا الجنة على القاتل
نفسه في حالة من الأحوال
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني حدثنا محمد بن المثني
الزمن حدثنا وهب بن جرير حدثني أبي قال سمعت الحسن يقول
حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد فما نسينا منه
حدثنا ولا نخشى أن يكون كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج برجل خراج ممن كان قبلكم فأخذ سكينا
فوجا بها فما رقا الدم عنه حتى مات فقال الله تبارك وتعالى
عبدي بادرني بنفسه حرمت عليه الجنة
328

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به جرير بن حازم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا محمد بن رافع
حدثنا أبو أحمد الزبيري حدثنا شيبان بن عبد الرحمن قال
سمعت الحسن يقول إن رجلا ممن كان قبلكم خرجت به
قرحة فلما آذته انتزع سهما من كنانته فنكاها فلم يرقا دمه حتى
مات فقال ربكم قد حرمت عليه الجنة ثم الفساد بيده إلى
المسجد فقال أي والله لقد حدثني بهذا جندب بن عبد الله
الأسماء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المسجد
329

1 - باب
القصاص
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا
سفيان عن عمرو بن دينار
عن جابر بن عبد الله قال كسع رجل من المهاجرين
رجلا من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار وقال المهاجري
يا للمهاجرين قال فسمع النبي صلى الله عليه وسلم ذاك فقال ما بال دعوى
الجاهلية فقالوا يا رسول الله رجل من المهاجرين كسع رجلا
من الأنصار فقال دعوها فإنها منتنة فقال عبد الله بن أبي بن
330

سلول قد فعلوها أداء رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها
الأذل فقال عمر دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المنافق
فقال دعه لا يتحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فإنها منتنة يريد أنه لا قصاص في
هذا وكذلك قولهم فإنها ذميمة وما يشبهها
331

ذكر الحكم في القود عن المسلمين وأهل
الذمة أو بعضهم مع بعض
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال
حدثنا محمد بن عبد الله بن سابور حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار قال
حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس ان يهوديا قتل جارية على اوضاح فقتله رسول
الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن القود
لا يكون الا بالسيف أو الحديد
أخبرنا زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن الساجي قال حدثنا
محمد بن بشار ومحمد بن المثني قالا حدثنا محمد بن جعفر قال
حدثنا شعبة عن هشام بن زيد بن أنس
عن أنس بن مالك ان يهوديا قتل جارية على اوضاح لها
332

قتلها بحجر فجئ قال بها وبها رمق قال لها أقتلك فلان
فأشارت برأسها ان لا ثم قال لها الثانية فأشارت برأسها
ان لا ثم سألها الثالثة فقالت نعم وأشارت برأسها فقتله
رسول الله صلى الله عليه وسلم بين حجرين
ذكر البيان بأن المصطفى قتل قاتل المرأة التي وصفناها
بإقراره على نفسه بقتله إياها لا باقرارها عليه به
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد
333

القيسي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة
عن أنس بن مالك ان جارية وجد رأسها قد رض بين
حجرين فقالوا لها من فعل هذا بك فلان وفلان حتى ذكر رجل
يهودي فأومأت برأسها فأخذ اليهودي فأقر فأمر به
رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يرض رأسه بالحجارة
334

ذكر البيان بأن المرء يجب ان يحسن القتلة في
القصاص إذ هو من أخلاق المؤمنين
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حامد بن يحيى
البلخي حدثنا جرير بن عبد الحميد عن اني عن إبراهيم عن هني بن
نويرة عن علقمة
عن عبد الله بن مسعود قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
أعف الناس قتله أهل الإيمان
335

ذكر الاخبار عن نفي جناية الأب عن ابنه
والابن عن أبيه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا عبيد الله بن اياد بن لقيط
قال حدثني اياد بن لقيط عن أبي رمثة قال انطلقت مع أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما رايته قال أبي من هذا قلت لا أدري قال هذا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقشعررت حين قال ذلك وكنت أظن أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشبه الناس فإذا له وفرة بها ردع من حناء
وعليه بردان أخضران فسلم عليه أبي ثم أخذ يحدثنا ساعة
قال ابنك هذا قال أي ورب الكعبة اشهد
به قال اما ان
ابنك هذا لا يجني عليك ولا تجني عليه ثم قرا رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تزر وازرة وزر أخري ثم نظر إلى السلعة التي بين كتفيه
فقال يا رسول الله إني أطب الرجال ألا أعالجها قال طبيبها
الذي خلقها
337

قال أبو حاتم اسم أبى رمثة رفاعة بن يثربي التيمي
تيم الرباب ومن قال إن أبا رمثة هو الخشخاش العنبري
فقد وهم
339

ذكر نفي القصاص في القتل واثبات التوارث بين أهل ملتين
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بمرو وبقرية سنج
حدثنا محمد بن عمرو بن الهياج حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي
حدثني عبيدة بن الأسود حدثنا القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن
مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد
عن بن عمر قال كانت خزاعة حلفاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت بنو بكر رهط من بني كنانة حلفاء لأبي سفيان قال
وكانت بينهم موادعة أيام الحديبية فأغارت بنو بكر على خزاعة في
تلك المدة فبعثوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمدونه فخرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم ممدا لهم في شهر رمضان فصام حتى بلغ قديدا ثم أفطر وقال
ليصم الناس في السفر ويفطروا فمن صام أجزأ عنه صومه ومن
أفطر وجب عليه القضاء
ففتح الله مكة فلما دخلها أسند ظهره إلى الكعبة فقال
كفوا السلاح إلا خزاعة عن بكر حتى جاءه رجل فقال يا
رسول الله انه قتل رجل بالمزدلفة فقال إن هذا الحرم حرام عن أمر
الله لم يحل لمن كان قبلي ولا يحل لمن بعدي وانه لم يحل لي
إلا ساعة واحدة وانه لا يحل لمسلم ان يشهر فيه سلاحا وانه
لا يختلي خلاه ولا يعضد شجرة ولا ينفر صيده فقال رجل يا
340

رسول الله إلا الأذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الأذخر
وإن أعتى الناس على الله ثلاثة من قتل في حرم الله أو قتل غير
قاتله أو قتل لذحل الجاهلية
فقال رجل فقال يا نبي الله إني وقعت على جاريه بني
فلان وإنها ولدت لي فأمر بولدي فليرد إلي فقال صلى الله عليه وسلم ليس
بولدك لا يجوز هذا في الإسلام والمدعى عليه أولى باليمين إلا أن
تقوم بينه الولد لصحاب الفراش وبفي العاهر الأثلب فقال
رجل يا نبي الله وما الأثلب قال الحجر فمن عهر بامرأة
لا يملكها أو بامرأة قوم آخرين فولدت فليس بولده لا يرث
ولا يورث والمؤمنون يد على من سواهم تتكافأ دماؤهم يجير
عليهم أولهم ويرد عليهم أقصاهم ولا يقتل مؤمن بكافر
ولا ذو عهد في عهده ولا يتوارث أهل ملتين ولا تنكح المرأة على
عمتها ولا على خالتها ولا تسافر ثلاثا مع غير ذي محرم
ولا تصلوا بعد الفجر حتى تطلع الشمس ولا تصلوا بعد العصر حتى
تغرب الشمس
341

ذكر إسقاط القود عن الثنايا العاض أسنان آخر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن
السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني بن جريج عن عطاء ان
صفوان بن يعلى بن أمية حدثه
عن يعلي بن أمية قال غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة
العسرة وكانت أوثق أعمالي في نفسي وكان لي أجير فقاتل
انسانا فعض أحدهما صحابه فانتزع أصبعه فسقطت ثنيتاه فجاء
343

إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأهدر ثنيته قال وحسبت ان صفوان قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أيدع يده في فيك فتقضهما كقضم الفحل
344

ذكر ابطال القصاص في ثنية العاض يد أخيه
إذا انقلعت بجذب المعضوض يده منه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
يحيى عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى
عن عمران بن حصين ان رجلا قاتل رجلا فعض يده فندرت
ثنيته فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعض أحدكم كما يعض الفحل
وأبطلها
345

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن شعبة
لم يسمع هذا الخبر عن قتادة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن
الجعد قال أخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى يحدث
عن عمران بن حصين ان رجلا عض يد رجل فقال بيده
هكذا فنزعها من فيه فوقعت ثنيتاه فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال صلى الله عليه وسلم يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل لا دية لك
346

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به قتادة عن زرارة بن أوفى
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا
همام بن يحيى قال حدثنا عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى بن
أمية
عن أبيه قال اتي النبي صلى الله عليه وسلم رجل قد عض يد رجل
فانتزع يده منه فسقطت ثنيتا الذي عضه قال فابطلها النبي صلى الله عليه وسلم
وقال أردت أن تقضمه كما يقضم الفحل
ذكر الإخبار عن إسقاط الحرج عمن فقأ عين
الناظر في بيته بغير اذنه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب حدثني الليث بن سعد وسفيان بن عيينة عن بن شهاب
أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن رجلا اطلع من جحر
في باب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع رسول الله مدري يحك بها رأسه
347

فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو اعلم انك تنظرني لطعنت به في
عينك إنما جعل يأمر من أجل البصر
348

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر إنما هو أخبار دون الحكم
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر حدثنا عيسى بن
حماد أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو أن انسانا اطلع
عليك فحذفت عينه ففقأتها لما كان عليك جناح
أخبرناه إسماعيل في عقبة حدثنا عيسى بن حماد أخبرنا
الليث عن بن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك
349

ذكر نفي الجناح عمن فقأ عين الناظر
في بيته بغير اذنه
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد حدثنا أبي حدثنا شعيب بن أبي حمزة
عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو اطلع أحد في
بيتك ولم تأذن له فخذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك
جناح
350

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما كان عليك جناح
أراد به نفي القصاص والدية
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهري بتستر حدثنا زيد بن أخزم
حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن النضر بن أنس عن
بشير بن نهيك
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اطلع إلى دار
قوم بغير اذنهم ففقؤوا عنيه فلا دية ولا قصاص
ذكر الاخبار عن إسقاط الحرج عن مستأجر
المرء في المعدن إذ انهار عليه
أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن
مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العجماء جرحها
جبار والبئر والمعدن جبار وفي الركاز الخمس
351

ذكر اثبات الجبار ما كان من العجماء
والبئر والمعدن
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث بن
353

سعد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبى سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العجماء جرحها
جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس
ذكر الاخبار عن نفي لزوم الحرج عن مالك العجماء إذا
لم يكن معها سائق أو قائد أو راكب بما أتت عليه
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا ليث
عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العجماء جرحها
جبار والبئر جبار وفي الركاز الخمس
ذكر ما يحكم فيما أفسدت المواشي أموال
غير أربابها ليلا أو نهارا
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا
عبد الرزاق قال معمر عن الزهري عن حرام بن محيصة
354

عن أبيه ان ناقة للبراء بن عازب دخلت حائطا فأفسدت فيه
فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل الأرض حفظها بالنهار وعلى
أهل المواشي حفظهما صارت
355

2 - باب
القسامة
ذكر وصف الحكم في القتيل إذا وجد بين
القريتين عند عدم البينة على قتله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا خلف بن
هشام البزاز قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن
يسار
عن سهل بن أبي حثمة ورافع بن خديج حدثاه ان عبد الله بن سهل
ومحصية بن مسعود أتيا خيبر في حاجة لهما فتفرقا مولاه عبد الله بن سهل
فاتى النبي صلى الله عليه وسلم اخوه عبد الرحمن بن سهل وابن عمه حويصة قال
فتكلم عبد الرحمن فقال النبي صلى الله عليه وسلم الكبر الكبر قال فتكلما بأمر
صاحبهما فقال النبي
صلى الله عليه وسلم تستحقون صاحبكم أو قال قتيلكم
بايمان خمسين منكم قالوا يا رسول الله لم نشهده كيف نحلف
عليه قال فتبرئكم يهود بايمان خمسين منهم قالوا يا رسول الله
358

قوم كفار قال فواده النبي صلى الله عليه وسلم من قبله قال سهل فدخلت مربدا
لهم يوما فركضتني ناقة من تلك الإبل ركضة
359

50 - كتب
الديات
ذكر تفضل الله جل وعلا على هذه الأمة
عند القتل بإعطاء الدية عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال أخبرنا
عبد الله عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن مجاهد
عن بن عباس قال كان من قبلكم يقتلون القاتل بالقتيل
362

لا تقبل منه الدية فأنزل الله يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم
القصاص في القتلى إلى أخر الآية ذلك تخفيف من ربكم
ورحمة يقول فخفف عنكم ما كان على من
قبلكم أي الدية لم تكن تقبل فالذي يقبل الدية فذلك عفو
فاتباع بالمعروف ويؤدى إليه الذي عفى من أخيه بإحسان
363

ذكر وصف الدية في قتل الخطا الذي يشبه العمد
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا العباس بن الوليد
النرسي حدثنا وهيب بن خالد عن خالد الحذاء عن القاسم بن ربيعة
عن عقبة بن أوس
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح مكة قال
لا إله إلا الله صدق عده ونصر عبدة وهزم الأحزاب وحده ألا
إن كل مأثرة تحت قدمي هاتين إلا السدانة والسقاية إلا إن قتيل
الخطأ العطار العمد قتيل السوط والعصا دية مغلطة منها أربعون في
بطونها أولادها
364

ذكر الاخبار عما يجب على المرء من الدية
في قطع أصابع أخيه المسلم
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو عمار
الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن حكى عن يزيد
النحوي عن عكرمة
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دية اليدين
والرجلين سواء عشرة من الإبل لكل أصبع
366

ذكر الإخبار باستواء الأصباع عند قطعها في الحكم
بأن فيكل واحدة منها عشرا من الإبل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن
غالب التمار قال سمعت مسروق بن أوس يحدث
أنه سمع أبا موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأصابع
سواء قلت عشر عشر قال نعم
367

ذكر الإخبار باستواء الأسنان عند قلعها في الحكم
بأن في كل واحدة منها خمسة من الإبل
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا الحسن بن ناصح
أسمع حدثنا علي بن الحسن بن شقيق عن أبي حمزة عن يزيد
النحوي عن عكرمة
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسنان سواء
والأصابع سواء
369

ذكر استواء الخنصر والبنصر في أخذ الأرش بها
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا
أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن قتادة
عن عكرمة
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الأصابع سواء هذه
وهذه
370

1 - باب
الغرة
ذكر وصف الحكم فيمن ضرب بطن
امرأة فألقت جنينا ميتا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن منصور عن
إبراهيم عن عبيد بن نضلة
عن المغيرة بن شعبة قال كانت عند رجل من هذيل
امرأتان فغارت إحداهما على الأخرى فرمتها بفهر أو عمود
فسطاط فأسقطت فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى فيه بغرة
فقال وليها اندي من لا صاح ولا استهل ولا شرب ولا أكل
فقال صلى الله عليه وسلم أسجع كسجع الجاهلية وجعلها على أولياء
أولياء المرأة
371

ذكر وصف الغرة التي تجب في الجنين الساقط
من بطن المرأة المضروبة على ضاربها
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي سلمة
عن أبي هريرة ان امرأتين من هذيل رمت إحداهما
الأخرى فطرحت جنينها فقضى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بغرة عبد
أو وليدة
373

ذكر لفظة أوهمت عالما من الناس أن المرأة الضاربة
التي ذكرناها ماتت قبل أخذ العقل من عصبتها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث بن
سعد قال حدثنا بن شهاب عن بن المسيب
عن أبي هريرة أن امرأة من بني لحيان ضربت أخرى كانت
حاملا فأملصت فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في املاص المرأة بغرة عبد
أو أمة قال فتوفيت المرأة التي عليها العقل فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن العقل على عصبتها وأن ميراثها لزوجها وابنها
374

ذكر البيان بأن المرأة التي توفيت كانت
المضروبة دون الضاربة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر الأعين قال
حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة قال حدثنا أسباط عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال كانت امرأتان ضرتان فرمت إحداهما
الأخرى بحجر فماتت المرأة فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على العاقلة
الدية فقالت عمتها إنها قد أسقطت يا رسول الله غلاما قد نبت
شعره فقال أبو القاتلة إنها كاذبة إنه والله ما تسهل ولا شرب
ولا أكل فمثله يطل فقال النبي صلى الله عليه وسلم سجع الجاهلية غرة
375

قال بن عباس اسم إحداهما مليكة والأخرى
أم غطيف
ذكر الخبر المصرح بأن المتوفاة من المرأتين اللتين
ذكرناهما كانت المضروبة دون الضاربة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
376

يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن
بن المسيب وأبى سلمة
عن أبي هريرة قال اقتتلت امرأتان من هذيل فرمت
إحداهما الأخرى بحجر فقتلها وما في بطنها فاختصموا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن دية جنينها غرة عبد
أو وليد وقضى بدية المرأة على عاقلتها ويرثها ولدها ومن تبعهم
فقال حمل بن النابغة اندي يا رسول الله كيف أغرم من لا أكل
ولا شرب ولا نطق ولا استهل فمثل هذا يطل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما هذا من احداث الكهان من أجل سجعه الذي سجع
377

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أنه مضاد لاخبار
أبي هريرة التي ذكرناها
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا الحسن بن
يحيى الأزدي قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج عن عمرو بن دينار
عن طاوس
عن بن عباس أن عمر رضوان الله عليه ناشد الناس في
الجنين فقام حمل بن مالك بن النابغة فقال كنت بين امرأتين
فضربت إحداهما الأخرى فقتلتها وجنينها فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيه بغرة عبد أو أمة وأن تقتل بها
378

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الغرة في الجنين
الساقط لا يجب على الضارب إلا عبد أو أمة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين بغرة
عبد أو أمة أو فرس أو بغل فقال الذي قضى عليه أنعقل من
لا أكل ولا شرب ولا صاح ولا استهل مثل ذلك يطل فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا ليقول بقول شاعر فيه غرة عبد أو أمة
أو فرس أو بغل
380

51 - كتب
الوصية
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا إبراهيم بن
بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا مالك بن مغول
عن طلحة بن مصرف قال سألت عبد الله بن أبي أوفى
هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا يوصى
فيه قلت فكيف يأمر الناس بالوصية قال أوصى بكتاب الله
382

ذكر ما يجب على المرء من اعداد الوصية لنفسه
في حياته وترك الاتكال على غيره فيها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا نصر بن علي
الجهضمي حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا عبيد الله عن نافع
عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم له
شئ يوصى فيه يبيت ليلتين الا ووصيته مكتوبه عنده
383

ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في خبر
نافع لم يرد به النفي عما وراءه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم
عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما حق امرئ مسلم تمر
عليه ثلاث ليال إلا ووصيته عنده
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
384

عن أبيه أنه قال جاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني عام حجة
الوداع من وجع اشتد بي فقلت يا رسول الله بلغ بي من
الوجع ما تري وانا ذو مال ولا يرثني الا ابنة لي أفأتصدق
بثلثي مالي قال لا قلت فبشطره قال لا ثم قال
الثلث والثلث كثير أو كبير إنك إن تذر ورثتك أغنياء خير من أن
الريح عالة يتكففون الناس وإنك لن تنفق نفقة تبتغى بها وجه الله
إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك فقلت يا رسول الله
أخلف بعد أصحابي قال إنك لن تخلف فتعمل وأشار صالحا
تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة ورفعة ولعلك أن
تخلف حتى ينتفع بك أقوام ويضر بك آخرون اللهم امض
لأصحابي هجرتهم ولا تردهم على أعقابهم لكن البائس
سعد بن خولة يرثي له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة
ذكر إباحة وصية المرء وهو في بلد ناء
إلى الموصي إليه في بلد آخر
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى الذهلي
385

قال حدثنا سعيد بن كثير بن عفير قال حدثنا الليث عن بن مسافر عن
بن شهاب عن عروة
عن عائشة قالت هاجر عبيد الله بن جحش بأم حبيبة بنت أبي
سفيان وهي امرأته إلى أرض الحبشة فلما قدم أرض
الحبشة مرض فلما حضرته الوفاة أوصى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة وبعث معها النجاشي
شرحبيل بن حسنة
386

52 - كتاب
الفرائض
ذكر الأمر لأصحاب السهام فريضتهم
وإعطاء العصبة باقي المال بعده
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني حدثنا محمد بن المنهال
الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن بن طاووس
عن أبيه
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحقوا المال
بالفرائض فما تركت الفرائض فلأولى رجل ذكر
387

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد
به روح بن القاسم ووهيب بن خالد
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحقوا المال
بالفرائض فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر
389

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر
تفرد به عبد الرزاق عن معمر
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو معمر القطيعي
إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن حميد المعمري عن معمر عن
بن طاوس عن أبيه
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ألحقوا المال بالفرائض
فما أبقت الفرائض فلأولى رجل ذكر
ذكر وصف ما تعطى الجدة من يفرق
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عثمان بن إسحاق بن خرشة
390

عن قبيصة بن ذؤيب أنه قال جاءت الجدة إلى أبي بكر
الصديق تسأله ميراثها فقال ما لك في كتاب الله من شئ
وما اعلم لك في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فارجعي حتى أسأل
الناس فسأل الناس فقال المغيرة بن شعبة حضرت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاها السدس فقال هل معك غيرك فقام
محمد بن مسلمة الأنصاري فقال مثل ما قال المغيرة فأنفذ لها
أبو بكر السدس ثم جاءت الجدة الأخرى إلى عمر بن الخطاب
تسأله ميراثها فقال مالك في كتاب الله من شئ وما كان القضاء
الذي قضى به إلا لغيرك وما أنا بزائد في الفرائض شيئا ولكن
هو ذلك السدس فإن اجتمعتما فيه فهو بينكما وأيتكما خلت
به فهو لها
391

ذكر الاخبار بأن من استهل من الصبيان عند الولادة
ورثوا وورثوا واستحقوا الصلاة عليهم
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا محمد بن
أحمد بن أبي خلف القطيعي حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا سفيان الثوري
عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استهل الصبي صلي
392

عليه وورث
393

ذكر البيان بأن الله جل وعلا نفى أخذ المرء المسلم ميراثه
من النسب ممن ليس على دين الإسلام
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا بن عيينة عن
الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان
عن أسامة بن زيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يرث المسلم
الكافر ولا الكافر المسلم
394

ذكر البيان بأن الأخوات مع البنات يكن عصبة
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا إسحاق الأزرق عن مسعر بن
كدام عن أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في ابنة وابنة بن وأخت قال للابنة
النصف ولابنة الابن السدس وما بقي فللأخت
396

1 - باب
ذوي الأرحام
ذكر الخبر المدحض قول من أبطل توريث
ذوي الأرحام
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا حفص بن عمر الحوضي عن
شعبة عن بديل بن ميسرة عن علي بن أبي طلحة عن راشد بن سعد عن
أبي عامر الهوزني
عن المقدام عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك كلا فإلينا
ومن ترك مالا فلورثته وأنا وارث من لا وارث له أعقل عنه
وأرثه والخال وارث من لا وارث له يعقل عنه ويرثه
397

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بمصر قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثنا
عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال حدثنا راشد بن سعد أن بن عائذ
حدثه
أن المقدام حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك دينا
أو ضيعة فإلي ومن ترك مالا فلورثته وأنا مولى من لا مولى
له أفك عنه وأرث ماله والخال مولى من لا مولى له يفك عنه
ويرث ماله
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر راشد بن سعد عن
أبي عامر الهوزني عن المقدام وسمعه عن عبد الرحمن بن عائذ
الأزدي عن المقدام بن معدي كرب فالطريقان جميعا محفوظان
ومتناهما متباينان
ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا القواريري قال حدثنا
400

محمد بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن
الحارث بن عياش بن أبي ربيعة عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال كتب عمر رضي الله
عنه إلى أبى عبيدة أن علموا صبيانكم العوم ومقاتلتكم الرمي قال
فكانوا يختلفون بين الأغراض قال فجاء سهم غرب فأصاب
غلاما فقتله ولم يعلم للغلام أهل إلا خاله فكتب أبو عبيدة إلى
عمر فذكر له شأن الغلام إلى من يدفع عقله فكتب إليه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله ورسوله مولى من لا مولى له والخال
وارث من لا وارث له
401

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بن البنت
لا يكون ولد لأبي البنت
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرافقة حدثنا مؤمل بن
اهاب حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن حكى حدثنا عبد الله بن بريدة
حدثني أبي قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ اقبل الحسن
والحسين وعليهما قميصان أحمران يقومان ويعثران فنزل إليهما
النبي صلى الله عليه وسلم فأخذهما وقال إنما أموالكم وأولادكم فتنة
402

ذكر السبب الذي من أجله فعل
المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو عمار حدثنا
علي بن الحسين بن حكى حدثني أبي حدثني عبد الله بن بريدة قال
سمعت أبي بريدة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء
الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران فنزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما فوضعهما بين يديه ثم قال
صدق الله إنما أموالكم وأولادكم فتنة نظرت إلى هذين
الصبيين يمشيان ويعثران فلم اصبر حتى قطعت
حديثي فرفعتهما
403

53 - كتاب
الرؤيا
ذكر البيان بأن أصدق الناس رؤيا من كان
أصدق حديثا في اليقظة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار المرادي
قال حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اقترب الزمان لم تكد
رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا والرؤيا جزء
من خمسة وأربعين جزءا من النبوة
قال أبو هريرة أحب القيد في النوم وأكره الغل القيد في
النوم ثبات في الدين
404

ذكر الوقت الذي تكون الرؤيا فيه
أصدق الرؤيا
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا
حدثه عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أصدق
الرؤيا بالأسحار
ذكر الفصل بين الرؤيا التي هي من أجزاء النبوة
وبين الرؤيا التي لا تكون كذلك
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا الحكم بن موسى السمسار
قال حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثنا يزيد بن عبيدة قال حدثني
أبو عبيد الله مسلم بن مشكم
عن عوف بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا ثلاثة
منها تهويل من الشيطان ليحزن بن آدم ومنها ما يهم به الرجل في
407

يقظته فرآه في منامه ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
فقلت له أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن الرؤيا الصالحة هي جزء
من أجزاء النبوة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد
بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا الحسنة من
الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة
408

ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في خبر أنس
بن مالك وعوف بن ملك لم يرد به النفي عما وراءه
أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبدان قال
حدثنا علي بن سعيد المسروقي قال حدثنا بن إدريس عن أبيه عن جده
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا جزء من
سبعين جزءا من النبوة
409

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عما يبقى
من مبشرات النبوة بعده
أخبرنا أحمد بن محمود بن مقاتل الشيخ الصالح حدثنا
بن أبي عمر العدني حدثنا سفيان عن سليمان بن سحيم مولى آل عباس
عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه
عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة في مرضه
الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبى بكر فقال إنه لم يبق
من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له ألا
وإني نهيت أن أقر راكعا أو ساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب
وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم
ذكر أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم في علته أن الرؤيا
الصالحة من مبشرات النبوة بعده صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
410

الوليد بن شجاع حدثنا إسماعيل بن جعفر عن سليمان بن سحيم عن
إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه
عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ورأسه
معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال اللهم هل بلغت
ثلاثا انه لم يبق من مبشرات النبوة الا الرؤيا يراها العبد
الصالح أو ترى له
ذكر البيان بأن الرؤيا المبشرة تبقى في هذه
الأمة عند انقطاع النبوة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم المروزي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد
عن أبيه عن سباع بن ثابت
عن أم كرز الكعبية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذهبت النبوة
وبقيت المبشرات
411

ذكر البيان بأن المبشرات التي تقدم ذكرنا لها
هي الرؤيا الصالحة
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن زفر بن
صعصعة بن مالك عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاة
الغداة يقول هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا ويقول إنه ليس
يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة
412

ذكر وصل الرؤيا التي يحدث بها
والتي لم يحدث بها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن يعلى بن عطاء
قال سمعت وكيع بن عدس يحدث
أنه سمع عمه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول رؤيا المسلم جزء
من أربعين جزءا من النبوة وهي على رجل طائر ما لم يحدث
فإذا حدث بها وقعت
413

ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا هشيم حدثنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس
عن عمه أبى رزين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا المؤمن
جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة والرؤيا على رجل طائر
ما لم يعبر عليه فإذا عبرت وقعت
قال وأحسبه قال لا يقصها إلا على واد أو ذي أجرة
415

قال أبو حاتم رضي الله عنه الصحيح بالحاء كما قاله
هشيم وشعبة وأهم في قوله عدس فتبعه الناس
ذكر اثبات رؤية الحق لمن رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم في المنام
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا أنس بن عياض قال حدثنا يونس بن يزيد عن
الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في
المنام فقد أجرة الحق
416

ذكر السبب الذي من أجله اطلق رؤية الحق على
من رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم في منامه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا يعلى بن عبيد قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام
فقد أجرة الحق إن الشيطان لا يتشبه بي
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فقد أجرة الحق
أراد به فكأنما رآه في اليقظة
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي
كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي
أنيسة عن عون بن أبي جحيفة
417

عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فكأنما
رآني في اليقظة فإن الشيطان لا يتشبه بي
ذكر اعجاب المصطفى صلى الله عليه وسلم الرؤيا إذا قصت عليه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فورخ قال حدثنا
سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت قال
قال أنس بن مالك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا فربما
أجرة الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه فإذا أثنى
عليه معروفا كان أعجب لرؤياه إليه فأتته امرأة فقالت
يا رسول الله رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة
فأدخلت الجنة فمسعت وجبة انتحت لها الجنة فنظرت
418

فإذا فلان وفلان وفلان فسمعت اثنى عشر رجلا كان
رسول اله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل ذلك فجئ بهم عليهم
ثياب طلس تشخب أوداجهم فقيل اذهبوا بهم إلى نهر البيذخ
قال فغمسوا فيه قال فخرجوا ووجوهم كالقمر ليلة البرد فاتوا
بصحفة من ذهب فيها بسرة فأكلوا من بسرة ما شاؤوا ما يقلبونها
من وجه الا اكلوا من الفاكهة ما أرادوا وأكلت معهم فجاء البشير
من تلك السرية فقال كان من أمرنا كذا وكذا فأصيب فلان وفلان وفلان
حتى عد اثنى عشرة رجلا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمرأة
فقال قصي رؤياك فقصتها وجعلت تقول جئ بفلان
وفلان كما قال الرجل
419

ذكر الزجر عن أن يقص المرء رؤياه
الا على العالم أو الناصح له
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن
وكيع بن حدس
عن عمه أبى رزين العقيلي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال الرؤيا جزء
من سبعين جزءا من النبوة والرؤيا معلقة برجل طير ما لم يحدث
بها المؤلف فإذا حدث بها وقعت فلا تحدث بها الا عالما
أو ناصحا أو حبيبا
ذكر الزجر عن أن يخبر المرء أحدا إذا
أجرة في نومه بتلعب الشيطان به
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني
الليث عن أبي الزبير
420

عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أعرابيا جاءه فقال إني
حلمت أن رأسي قطع فأنا أتبعه فزجره النبي صلى الله عليه وسلم وقال
لا تخبر بتلعب الشيطان بك في المنام
ذكر ما يعاقب به في القيامة من أرى عينيه
في المنام ما لم تريا
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو الجوزاء
أحمد بن عثمان قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا بن جريج قال
أخبرني عمرو بن دينار عن عكرمة
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يري عينيه
421

في المنام ما لم ير يكلف يوم القيامة ان يعقد بين شعيرتين
والذي يستمع حديث قوم وهم له كارهون يصب في اذنه
الانك يوم القيامة
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الشيطان
لمن رأى منامه ما يكره
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة قال حدثنا
حفص بن عمر الحوضى عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال كنت أرى الرؤيا
فتمرضنى حتى سمعت أبا قتادة يقول كنت أرى الرؤيا فتمرضني
حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى
أحدكم ما يحب فليقصه على من حب وإذا رأى أحدكم
422

ما يكره فليتعوذ بالله من شرها وليتفل عن يساره ثلاثا
ذكر البيان بأن من تعوذ بالله من الشيطان عند
رؤيته ما يكره في منامه لم يضره ذلك
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن عبد الرحمن قال
سمعت أبا قتادة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الرؤيا من
423

الله والحلم من الشيطان فإذا رأى أحدكم الشئ يكرهه فلينفث عن
يساره ثلاث مرات إذا استيقظ وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره
إن شاء الله
قال أبو سلمة إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل على من
الجبل فلما سمعت هذا الحديث ما كنت أباليها
ذكر الأمر لمن رأى في منامه ما يكره أن يتحول
من شقة إلى شقة الآخر بعد النفث
والتعوذ اللذين ذكرناهما
أخبرنا محمد بن الحسين بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن أبي الزبير
424

عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا رأى أحدكم الرؤيا
يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا
ويتحول عن جنبه الذي كان عليه
425

54 - كتاب
الطب
ذكر الأمر بالتداوي إذ الله جل وعلا لم يخلق
داء الا خلق له دواء خلا شيئين
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن بشار
الرمادي حدثنا سفيان حدثنا زياد بن علاقة
سمع أسامة بن شريك يقول شهدت النبي صلى الله عليه وسلم والاعراب
يسألونه يا رسول الله هل علينا جناح في كذا مرتين فقال
عباد الله وضع الله الحرج إلا امرؤ اقترض من عرض أخيه
شيئا فذلك الذي حرج قالوا يا رسول الله فهل علينا جناح أن
نتداوي فقال تداووا عباد الله فإن الله لم يضع داء الا وضع
له دواء قالوا يا رسول لله فما خير ما أعطي العبد قال خلق
حسن
426

قال سفيان ما على وجه الأرض اليوم إسناد أجود من هذا
ذكر الاخبار عن إنزال الله لكل داء
دواء يتداوي به
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال
حدثنا خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن
السلمي قال
أخبرنا بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لم ينزل داء
إلا نزل معه دواء جهله من جهله وعلمه من علمه
427

ذكر الاخبار بأن العلة التي خلقها الله جل وعلا
إذا عولجت بدواء غير دوائها لم تبرأ حتى تعالج به
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن
أبي الزبير
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لكل داء دواء فإذا
أصيب دواء الداء برأ بإذن الله
ذكر وصف الشيئين اللذين لا دواء لهما
أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا
بن إدريس عن مسعر وسفيان هو الثوري عن زياد بن علاقة
428

عن أسامة بن شريك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تداووا فإن
الله لم ينزل داء إلا وقد انزل له شفاء إلا السام والهرم
ذكر الزجر عن تداوي المرء بما لا يحل
استعماله من الأشياء كلها
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك سمع
علقمة بن وائل يحدث
429

عن أبيه انهم اتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه رجل من خثعم يقال
له سويد بن طارق فقال إنا نصنع الخمر فنهاه عنها فقال
إنما تداوي بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست بدواء إنها داء
ذكر الأمر بإبراد الحمى بالماء بذكر يسير
مجملة غير مفسرة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن شدة الحمي من فيح
جهنم فأبردوها بالماء
430

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا الشافعي عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحمي من فور جهنم
فاطفئوها بالماء
ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرناها
بأن شدة الحمى إنما تبرد بماء زمزم
دون غيره من المياه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
431

أبى شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا أبو جمرة
قال
كنت ادفع الناس عن بن عباس فاحتبست أياما فقال
ما حبسك قلت الحمى قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
الحمي من فيح جهنم فأبردوها بماء زمزم
ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز
اتخاذ النشرة للأعلاء
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر بن
السرح قال حدثنا بن وهب فقال أخبرني داود بن عبد الرحمن المكي
عن عمرو بن يحيى المازني عن يوسف بن محمد بن ثابت بن قيس بن
الشماس عن أبيه
عن جده عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه دخل عليه فقال اكشف
432

الباس رب الناس عن ثابت بن قيس بن الشماس ثم أخذ ترابا
من بطحان فجعله في قدح فيه ماء فصبه عليه
ذكر الأمر بالتداوي بالقسط من ذات الجنب
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
433

بن وهب قال أخبرنا يونس أن بن شهاب أخبره قال حدثني
عبيد الله بن عتبة
أن أم قيس بنت محصن وكانت من المهاجرات الأول
اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي أخت عكاشة بن محصن
أخبرتني وثلاثمائة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن لها لم يأكل الطعام وقد
أعلقت عليه من العذرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام تدغرن
أولادكن بهذا الإعلاق عليكن بهذا العود الهندي يعنى به
الكست فإن فيه سبعة أشفية منها ذات الجنب
الكست يعنى القسط قاله الشيخ
434

ذكر الأمر بالتداوي بالحبة السوداء
لمن كان ذلك ملائما لطبعه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالحبة
السوداء فإن فيها شفاء من كل شئ إلا السام
يريد الموت
435

ذكر الأمر بالاكتحال بالأثمد صارت إذ
استعماله يجلو البصر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
محمد بن عبد الله الأسدي قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم عن سعيد بن جبير
436

عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير أكحالكم الإثمد
عند النوم ينبت الشعر ويجلو البصر
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم خير أكحالكم
يريد به من خير أكحالكم
أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا العباس بن
الوليد قال حدثنا وهيب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن
جبير
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من خير أكحالكم
الإثمد فإنه يجلو البصر وينبت الشعر
437

ذكر البيان بأن في الكمأة شفاء من علل العين
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن الأعمش عن
المنهال بن عمرو عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن أبي سعيد الخدري قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي يده اكمؤ فقال هؤلاء من المن وماؤها شفاء للعين
438

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن
ألبان البقر نافعة لكل من به علة من العلل
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا حميد بن
زنجويه قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا سفيان عن قيس بن
مسلم عن طارق بن شهاب
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما انزل
439

الله داء إلا انزل له دواء فعليكم بألبان البقر فإنها ترم من
كل الشجر
ذكر الاخبار عن استعمال المرء الحجم
عند تبيغ الدم به
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
440

بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن عاصم بن
عمر بن قتادة حدثه
أن جابر بن عبد الله عاد المقنع فقال لا أبرح حتى تحتجم
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فيه شفاء
ذكر إباحة الاحتجام للمرء على الكاهل ضد قول من كرهه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت قتادة
441

عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على الأخدعين
والكاهل
ذكر الإباحة للمرء أن يحتجم على غير
الأخدعين من بدنه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى بن
حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر الأنصار انكحوا أبا هند وانكحوا إليه
فقال إن كان في شئ مما تداوون به خير فالحجامة
442

ذكر الأمر بالاكتواء لمن به علة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عباد
المكي قال حدثنا بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن الزهري عن
عروة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بابن زرارة أن يكوى
ذكر العلة التي من أجلها أمر أسعد بالاكتواء
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا
يزيد بن زريع قال حدثنا معمر عن الزهري
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كوي أسعد بن زرارة من الشوكة
443

قال أبو حاتم رضي الله عنه تفرد بهذا الحديث يزيد بن
زريع
ذكر الزجر عن أن يكوي المرء شيئا
من بدنه لعلة تحدث
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن
خلاد الباهلي قال حدثنا خالد بن الحارث الهجيمي قال حدثنا شعبة
قال سمعت قتادة يحدث عن الحسن
عن عمران بن حصين قال نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكي
فاكتوينا فما أفلحنا ولا أنجحنا
445

أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو الوليد
قال حدثنا شعبة قال أنبأنا أبو إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يحدث
عن عبد الله قال جاء ناس فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
صاحب لهم أن يكووه فسكت ثم سألوه ثلاثا فسكت وكره
ذلك
ذكر الخبر الذي يعارض في الظاهر
هذا الزجر المطلق
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا ليث
بن سعد قال حدثنا أبو الزبير
446

عن جابر قال رمي يوم الأحزاب سعد فقطع اكحله فنزفه
فانتفخت يده فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بالنار فنزفه فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم
بالنار أخرى
قال أبو حاتم الزجر عن الكي في خبر عمران بن حصين
إنما هو الابتداء به من غير علة توجبه كما كانت العرب تفعله تريد
به الوسم وخبر جابر فيه إباحة استعماله لعلة تحدث من غير
الاتكال عليه في برئها ضد قول من زعم أن أخبار
المصطفى صلى الله عليه وسلم تتضاد
447

55 - كتاب
الرقي والتمائم
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن
خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر
عن بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عرضت علي الأمم
بالموسم فرأيت أمتي فأعجبتني كثرتهم وهيئتهم قد ملؤوا
السهل والجبل فقال يا محمد أرضيت قلت نعم أي رب قال
ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب الذين
لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون فقال
عكاشة ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم
قال رجل آخر ادع الله أن يجعلني منهم قال سبقك بها
عكاشة
448

أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي
قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن
عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في يد رجل حلقة
فقال ما هذا قال من الواهنة قال ما تزيدك إلا وهنا انبذها
عنك فإنك إن تمت وهي عليك وكلت عليها
449

ذكر الزجر عن تعليق التمائم التي فيها الشرك بالله جل وعلا
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة
بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة بن شريح أن خالد بن
عبيد المعافري حدثه عن مشرح بن هاعان
انه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع
الله له
450

ذكر الزجر عن الاسترقاء بلفظة مطلقة أضمرت كيفيتها فيها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
أبو بكر بن خلاد الباهلي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا
سفيان عن منصور عن مجاهد عن عقار بن المغيرة بن شعبة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكتوى أو استرقى فقد
برئ من التوكل
452

ذكر العلة التي من اجلها زجر عن هذا الفعل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا موسى بن
محمد بن حيان قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز
عن الحسن
عن عمران بن حصين أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
453

عضده حلقة من صفر فقال ما هذه قال من الواهنة قال
أيسرك أن توكل إليها انبذها عنك
ذكر الخبر الدال على صحة تلك العلة
التي هي مضمرة في نفس الخطاب
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن
وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم
عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن يحيى بن الجزار عن أبي
الصهباء
عن عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عرض علي
الليلة الأنبياء فكان الرجل يجئ معه الرجل ويجئ معه
الرجلان ويجئ معه النفر كذلك حتى رأيت سوادا كثيرا فظننت
انهم أمتي فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء قوم موسى ثم رأيت
454

سوادا كثيرا قد سد أفق السماء فقلت من هؤلاء فقيل هؤلاء
من أمتك ففرحت بذلك وسررت به ثم قيل إنه يدخل بعد
هؤلاء من أمتك الجنة سبعون ألفا لا حساب عليهم ولا عذاب ثم
قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال القوم من هؤلاء فتراجعوا ثم أجمع رأيهم
انهم من ولد في الإسلام وثبت فيه ولم يدرك شيئا من الشرك فخرج
النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه عنهم فقال الذين لا يكتوون ولا يسترقون
ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون
قال الشيخ أبو حاتم رضي الله عنه العلة في الزجر عن
455

الاكتواء والاسترقاء هي أن أهل الجاهلية كانوا يستعملونها ويرون
البرء منهما من غير صنع الباري جل وعلا فيه فإذا كانت هذه العلة
موجودة كان الزجر عنهما قائما وإذا استعملهما المرء وجعلهما
سببين للبرء الذي يكون من قضاء الله دون أن يرى ذلك منهما كان
ذلك جائزا
ذكر التغليظ على من قال بالرقى والتمائم متكلا عليها
حدثنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا واصل بن
عبد الأعلى قال حدثنا بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن
عمرو عن يحيى بن الجزار قال
دخل عبد الله على امرأة وفي عنقها شئ معوذ فجذبه
فقطعه ثم قال لقد مطرف آل عبد الله أغنياء أن يشركوا بالله
ما لم ينزل به سلطانا ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
الرقي والتمائم والتولة شرك قالوا يا أبا عبد الرحمن هذه الرقي
والتمائم قد عرفناها فما التولة قال شئ يصنعه النساء يتحببن
إلى أزواجهن
456

أخبرنا أبو يعلى بالموصل قال حدثنا سريج بن يونس
قال حدثنا عبيدة بن حميد قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي ولى خال
يرقي من العقرب فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال من
استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل
457

ذكر الخبر الدال على أن الرقي المنهي عنها إنما هي
الرقي التي يخالطها الشرك بالله جل وعلا
دون الرقي التي لا يشوبها شرك
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن
العلاء بن كريب قال حدثني إسحاق بن سليمان عن الجراح بن الضحاك
عن كريب الكندي قال
أخذ بيدي علي بن الحسين فانطلقنا إلى شيخ من قريش
يقال له بن أبي حثمة يصلى إلى أسطوانة فجلسنا إليه
فلما رأى عليا انصرف إليه فقال له علي حدثنا حديث أمك في
الرقية قال حدثتني أمي أنها كانت ترقي في الجاهلية فلما جاء
الإسلام قالت لا أرقي حتى استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته
فاستأذنته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أرقي ما لم يكن
فيها شرك
458

ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الرقية التي
أباح استعمال مثلها لأمته صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا
محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قال حدثنا ملازم بن عمرو قال
حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق
عن أبيه قال لدغتني عقرب عند النبي صلى الله عليه وسلم فرقاني
460

ومسحها
ذكر إباحة استرقاء المرء للعله التي تحدث
بهما يبيحه الكتاب والسنة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب عن معاوية بن صالح
عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه
عن عوف بن مالك قال كنا نرقي في الجاهلية فقلنا
يا رسول الله ما تقول في ذلك قال اعرضوا علي رقاكم ولا بأس
بالرقي ما لم يكن شرك
461

ذكر الخبر المدحض قول من نفي جواز
استعمال الرقي للمسلمين
أخبرنا السختياني قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد
الحرازي
عن عبد الرحمن بن السائب بن أخي ميمونة أن ميمونة قالت
لي يا بن أخي الا أرقيك برقية رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قالت
باسم الله أرقيك والله يشفيك من كل داء فيك اذهب الباس رب
الناس اشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت
462

قال أبو حاتم الصواب أزهر بن سعد لا سعيد
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة وثلاثمائة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقى امسح
الباس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف إلا أنت
ذكر الخبر المصرح بإباحة الرقية للعليل بغير
كتاب الله ما لم يكن شركا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن
الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقي فقيل
463

يا رسول الله انك نهيت عن الرقي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
استطاع منكم ان ينفع أخاه فليفعل
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان حدثنا
أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمرة
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وامرأة تعالجها
أو ترقيها فقال عالجيها بكتاب الله
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم عالجيها بكتاب الله أراد عالجيها
بما يبيحه كتاب الله لأن القوم كانوا يرقون في الجاهلية بأشياء فيها
شرك فزجرهم بهذه اللفظة عن الرقي إلا بما يبيحه كتاب الله دون
ما يكون شركا
464

ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا تلك الصفة
المعبر عنها في الباب المتقدم
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا إبراهيم بن
يوسف حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بالمريض يدعو
ويقول اذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء
الا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
ذكر البيان بأن استرقاء المرء عند وجود العلل من قدر الله
أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا عمرو بن الحارث حدثنا
عبد الله بن سالم عن الزبيدي محمد بن الوليد حدثني محمد بن
مسلم حدثني عبد الله بن كعب بن مالك
عن أبيه أنه قال يا رسول الله أرأيت دواء نتداوي به
ورقي نسترقى بها وأشياء نفعلها هل ترد من قدر الله قال
يا كعب بل هي من قدر الله
465

عمرو بن الحارث حمصي ثقة وليس عمرو بن الحارث
المصري
ذكر إباحة الاسترقاء للمرء من لدغ العقارب
أخبرنا محمد بن غيلان بأذنة قال حدثنا محمد بن سليمان
لوين قال حدثنا أبو الأحوص عن اني عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من الحية
والعقرب
466

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال
حدثني أبو الزبير
انه سمع جابر بن عبد الله يقول رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لبنى
عمرو بن عوف في رقية الحية
ذكر الأمر والناض من العين لمن أصابته
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
467

أبى شيبة حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر بن كدام حدثنا معبد بن
خالد عن عبد الله بن شداد
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها ان تسترقى من
العين
ذكر الإباحة للمرء أن وتواصلت إذا عانه أخوه المسلم
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
موسى بن السندي قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عاصم بن
سليمان عن يوسف بن عبد الله بن الحارث
عن أنس بن مالك قال رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرقية من
العين والنملة والحمة
468

ذكر الأمر لمن رأى بأخيه شيئا حسنا أن يبرك
له فيه فان عانه توضأ له
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف
انه سمع أباه أبا امامة يقول اغتسل أبى سهل بن حنيف
بالخرار فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر قال وكان
469

سهل رجلا أبيض حسن الجلد قال فقال عامر بن ربيعة
ما أريت كاليوم ولا جلد عذراء فوعك سهل مكانه فاشتد وعكه
فاتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أن سهلا وعك وأنه غير رائح معك
يا رسول الله فاتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره سهل الذي كان من شان
عامر بن ربيعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام يقتل أحدكم أخاه
ألا بركت إن العين حق توضأ له فتوضأ له عامر بن ربيعة فراح
سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس
ذكر وصف الوضوء الذي ذكرناه لمن وصفناه
أخبرنا عبد الصمد بن سعيد بن يعقوب بحمص حدثنا
سليمان بن عبد الحميد البهراني حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي حدثنا
إسحاق بن يحيى الكلبي حدثنا محمد بن مسلم بن شهاب
470

حدثني أبو امامة بن سهل بن حنيف أن عامر بن ربيعة أخا بنى
عدي بن كعب أجرة سهل بن حنيف وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخرار
يغتسل فقال والله ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة قال فلبط
سهل فاتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله هل لك في سهل بن
حنيف لا يرفع رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تتهمون من أحد
قالوا نعم عامر بن ربيعة رآه يغتسل فقال والله ما رأيت كاليوم
ولا جلد مخبأة فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامر بن ربيعة فتغيظ عليه
وقال علام يقتل أحدكم أخاه ألا تبرك اغتسل له فغسل له
عامر فراح سهل مع الركب ليس به بأس
471

قال والغسل أن يؤتى بالقدح فيدخل الغاسل كفيه
جميعا فيه ثم يغسل وجهه في القدح ثم يدخل يده اليمنى
فيغسل صدره في القدح ثم يدخل يده فيغسل ظهره ثم يأخذ
بيده اليسرى يفعل مثل ذلك ثم يغسل ركبتيه وأطراف أصابعه من
ظهر القدم ويفعل ذلك بالرجل اليسرى ثم يعطى ذلك الإناء
472

قبل أن يضعه بالأرض الذي أصابه العين ثم يمج فيه
ويتمضمض ويهريق على وجهه ويصب على رأسه ويكفئ
القدح من وراء ظهره
ذكر الأمر بالاغتسال لمن عانه أخوه المسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن
عبد الرحيم صاعقة حدثنا أحمد بن إسحاق الحضرمي حدثنا وهيب عن
بن طاووس عن أبيه
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق ولو كان
شئ سابق القدر لسبقته العين وإذا استغسلتم فاغسلوا
حدثنا الثقفي حدثنا أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا وهيب مثله
473

ذكر الخبر المدحض قول من كره استعمال
الرقي عند الحوادث تحدث
أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا عثمان بن أبي
شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر بن كدام قال
حدثنا معبد بن خالد
عن عبد الله بن شداد عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمرها
أن تسترقى من العين
ذكر إباحة أخذ الراقي الأجرة على
رقيته التي وصفناها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يزيد قال أخبرنا زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن
خارجة بن الصلت التميمي
عن عمه انه مر بقوم عندهم مجنون موثق في الحديد
فقال له بعضهم عندك شئ تداوي هذا به فإن صاحبكم قد
جاء بخير قال فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام كل يوم
مرتين فبرأ فأعطاه مائة شاه فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال
له صلى الله عليه وسلم كل فمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق
474

أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد حدثنا يحيى عن
زكريا عن عامر عن خارجة بن الصلت التميمي
عن عمه انه اتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم اقبل راجعا من عنده فمر على
قوم عندهم رجل موثق بالحديد فقال أهله إنه قد حدثنا أن
ملككم هذا قد جاء بخير فهل عندك شئ ترقيه فرقيته بفاتحة
الكتاب فبرأ فأعطوني مائة شاة فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال خذها
فلعمري لمن أكل برقية باطل فقد أكلت برقية حق
475

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم خذها أراد به جواز ذلك الشئ
المأخوذ مع جواز استعماله في المستقبل لأن الشاء أخذها الراقي
قبل أن يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ثم سأل بعد ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
خذها أراد به جواز فعل الماضي والمستقبل معا
وعم خارجة بن الصلت علاقة بن صحار السليطي وسليط
من بنى تميم
ذكر الإباحة للمرء أخذ الأجرة المشترطة في
البداية على الرقي
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن جعفر بن
إياس عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سرية فمررنا على أهل أبيات فاستضفناهم فأبوا ان يضيفونا
فنزلوا بالعراء فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا هل فيكم أحد يرقى
قال قلت نعم انا الخركوشي قالوا أرق صاحبنا قلت لا قد
استضفناكم فأبيتم ان تضيفونا قالوا فانا نجعل لكم جعلا قال
فجعلوا لي ثلاثين شاة قال فأتيه فجعلت امسحه واقرا بفاتحة
الكتاب حتى برا فأخذنا الشاء فقلنا نأخذها ونحن لا نحسن
476

نرقى فما نحن بالذي نأكلها حتى نسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاتيناه فذكرنا ذلك له قال فجعل يقول وما يديك وثلاثمائة رقية
قال قلت يا رسول الله ما دريت وثلاثمائة رقية شئ ألقاه الله في
نفسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا واضربوا لي معكم بسهم
477

أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن أبي
شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن
محمد بن سيرين عن أخيه بن سيرين
عن أبي سعيد الخدري قال نزلنا منزلا فأتتنا امرأة
فقالت إن سيد الحي سليم لدغ فهل فيكم من راق قال فقام
معها رجل منا كنا نظنه يحسن رقية فرقى بفاتحة الكتاب فبرا فاعطوه
غنما وسقوه لبنا قال فقلت لا تحركوه حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال ما كان يدريه وثلاثمائة رقية
اقسموا واضربوا إلى بسهم معكم
480

56 - كتاب
العدوي والطيرة والفأل
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
قال حدثنا عبد العزيز بن المختار قال حدثني يحيى بن عتيق عن
بن سيرين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي
ولا طيرة ويعجبني الفال
481

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث انه
مضاد لقوله صلى الله عليه وسلم لا عدوي أو ناسخ له
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة قال حدثنا
بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب أن أبا سلمة بن عبد الرحمن
حدثه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوي وحدث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يورد ممرض على مصح
قال أبو سلمة فكان أبو هريرة يحدث بهما كليهما عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قوله
لا عدوي وأقام على أن لا يورد ممرض على مصح فقال
الحارث بن أبي ذئاب وهو بن عم أبي هريرة كنت أسمعك
يا أبا هريرة تحدثنا مع هذا الحديث حديثا أخر قد سكت عنه كنت
تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي فأبى أبو هريرة أن يعرف
ذلك وقال لا يورد ممرض على مصح
قال أبو سلمة ولعمري لقد كان أبو هريرة يحدثنا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوي ولا أدري أنسي أبو هريرة
أو نسخ أحد القولين الآخر
482

قال أبو حاتم رضي الله عنه ليس بين الخبرين تضاد
ولا أحدهما ناسخ للأخر ولكن قوله صلى الله عليه وسلم لا عدوي سنة تستعمل
على العموم وقوله صلى الله عليه وسلم لا يورد ممرض على مصح أراد به أن
لا يورد الممرض على المصح ويراد به الاعتقاد
في استعمال
العدوي أن تضر بأخيه في القصد وإن لم تضر العدوي
ذكر الزجر عن قول المرء بالعدوي والصفر
الذي كان يقول به أهل الجاهلية
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي ولا صفر
ولا هامة فقال الغلام يا رسول الله فما بال الإبل تكون في
484

الرمل كأنها الظباء فيجئ البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها
قال فمن أعدي الأول
485

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة
اختلف على أبي هريرة فيها
ونفى صحتها أصلا
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال أخبرنا أبو عوانة عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طيرة ولا هامة
ولا عدوي ولا صفر فقال رجل يا رسول الله إنا لنأخذ الشاة
الجرباء فنطرحها في الغنم فتجرب الغنم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمن أعدى الأول
486

ذكر الاخبار عن نفي جواز قول المرء بالعدوي
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا
سفيان عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا عدوي ولا طيرة
جرب بعير وأجرب مائة فمن أعدى الأول
ذكر الزجر عن استعمال المرء العدوي في ذوات الأربع
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا يحيى بن حبيب بن
عربي قال حدثنا شجاع بن الوليد عن عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله النقبة تكون بمشفر البعير أو بعجبه فتشتمل الإبل
كلها جربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أعدي الأول حياتها
ومصيبتها ورزقها يريد بيد الله
487

قال الشيخ الصواب مماتها ولكن كذا مصيبتها قاله
الشيخ
ذكر الإباحة للمرء مؤاكلة ذوي العاهات
ضد قول من كرهه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا
مفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد مجذوم
فأدخلها معه في القصعة وقال كل باسم الله ثقة بالله
وتوكلا عليه
488

قال أبو حاتم رضي الله عنه مفضل بن فضالة هذا
هو أخو مبارك بن فضالة ليس بالمفضل بن فضالة القتباني وهما
جميعا ثقتان
ذكر الزجر عن تطير المرء في الأشياء
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه الفال
ويكره الطيرة
490

ذكر التغليظ على من تطير في أسبابه
متعريا عن التوكل فيها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال
أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن عيسى بن عاصم الأسدي عن
زر بن حبيش
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الطيرة شرك
وما منا الا ولكن يذهبه الله بالتوكل
491

ذكر الخبر الدال على أن الطيرة تؤذى المتطير
خلاف ما تؤذى غير المتطير
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا يوسف بن
موسى القطان قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير بن معاوية
عن عتبة بن حميد قال حدثني عبيد الله بن أبي بكر أنه
سمع عن أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طيرة والطيرة
على من تطير وإن تك في شئ ففي الدار والفرس والمرأة
492

ذكر ما يجب على المرء من لزوم التفاؤل وترك
التطير اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا علي بن المديني
قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله أن أبا هريرة قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا طيرة وخيرها الفال قيل يا رسول الله
وما الفأل قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم
493

ذكر وصف الفال الذي كان يعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم وكان
عسرا نكدا قال حدثنا محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا
عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا طيرة وخير
الفال الكلمة الصالحة يسمعها غيركم
494

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن سباع بن ثابت
عن أم كرز أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أقروا الطير
على مكناتها
495

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم أقروا الطير على
مكناتها لفظة أمر مقرونة بترك ضده وهو أن لا ينفروا الطيور
عن مكناتها والقصد من هذا الزجر عن شئ ثالث وهو أن العرب
كانت إذا أرادت أمرا جاءت إلى وكر الطير فنفرته فإن تيامن
مضت للأمر الذي عزمت عليه وإن تياسر أغضت عنه وتشاءمت
به فزجرهم النبي صلى الله عليه وسلم عن استعمال هذا الفعل بقوله أقروا
الطير على مكناتها
496

1 - باب
الهام والغول
ذكر الزجر عن قول المرء بالهام الذي
كان يقول به أهل الجاهلية
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محمد بن
مهران الجمال الرازي قال حدثنا عيسى بن يونس عن هشام الدستوائي
عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني الحضرمي بن الحق عن سعيد بن
المسيب قال
سألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا عدوي ولا طيرة ولا هام فان تك الطيرة
في شئ ففي المرأة والفرس والدار
497

ذكر الزجر عن قول المرء باغتيال الغول إياه
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى حدثنا عمرو بن علي بن
بحر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير
انه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لا عدوي ولا صفر ولا غول
498

57 - كتاب
النجوم والانواء
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من مجانبه
القضايا والاحكام بالنجوم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن
الزهري قال أخبرني علي بن حسين
أن بن عباس قال أخبرني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الأنصار انهم بينما هم جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رمي
بنجم فاستنار فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كنت تقولون في
الجاهلية إذا رمي بمثل هذا قالوا كنا نقول ولد الليلة رجل عظيم ومات الليلة رجل
عظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها لا ترمى
لموت أحد ولا لحياته ولكن ربنا تبارك وتعالى إذا قضى أمرا
سبح العرش ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم حتى
499

يبلغ التسبيح أهل السماء الدنيا فيقول الذين يلون حملة العرش
ماذا قال ربكم فيخبرونهم فيخبر أهل السماوات بعضهم بعضا
حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا ويخطف الجن فيلقونه إلى
أوليائهم ويرمون فما جاؤوا به على وجهه فهو حق ولكنهم
يقرفون فيه أو يزيدون الشك من مبشر
ذكر التغليظ على من قال بالإختيارات والاحكام بالتنجيم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا
سفيان عن عمرو بن دينار قال أخبرني عتاب بن حنين قال
سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو أمسك الله القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله لأصبحت
500

طائفة منهم بها كافرين يقولون مطرنا بنوء المجدح
501

قال أبو حاتم رضي الله عنه المجدح هو الدبران
وهو المنزل الرابع من منازل القمر
ذكر الزجر عن قول المرء بعيافة الطيور
واستعمال الطرق
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
قال حدثنا حماد بن زيد عن عوف عن حيان بن مخارق أبى العلاء عن
قطن بن قبيصة بن المخارق
عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول العيافة والطيرة
والطرق من الجبت
502

قال أبو حاتم الطرق التنجيم والطرق اللعب
بالحجارة للأصنام
ذكر إطلاق اسم الكفر على من رأى
الأمطار من الأنواء
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن صالح بن جلس عن عبيد الله بن عبد الله
عن زيد بن خالد الجهني قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الصبح بالحديبيه في أثر سماء كانت من الليل فلما انصرف اقبل
على الناس فقال هل تدرون ماذا قال ربكم قالوا الله
ورسوله اعلم قال قال مطرف من عبادي مؤمن بي وكافر فاما
من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر
بالكوكب واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي
مؤمن بالكوكب
ذكر الزجر عن قول المسلم في الحوادث
ينسبها إلى الأنواء
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز بن
محمد قال حدثنا العلاء عن أبيه
503

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عدوي
ولا هامة ولا صفر ولا نوء
ذكر البيان بأن من حكم بمجئ المطر في وقت بعينه
كذبه فجره إذ الله جل وعلا أستأثر
بعلمه دون خلقه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا صالح بن قدامة بن إبراهيم بن محمد بن حاطب
الجمحي قال أخبرنا عبد الله بن دينار
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مفاتح العلم خمس
لا يعلمها الا الله لا يعلم ما تغيض الأرحام أحد إلا الله ولا يعلم
ما في غد إلا الله ولا يعلم متى يأتي المطر إلا الله ولا تدري
نفس بأي أرض تموت إلا الله ولا يعلم متى تقوم الساعة أحد
504

إلا الله
ذكر ما يستحب للمرء الاستمطار في أول
مطر يجئ في السنة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت
عن أنس قال مطرنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر عن
ثوبه للمطر قلنا لم صنعت هذا يا رسول الله قال إنه حديث
عهد بربه
505

كتاب
58 - الكهانة والسحر
أخبرنا أبو عروبة حدثنا محمد وعبدان الحراني قالا
حدثنا الحسن بن محمد بن أعين حدثنا معقل بن عبيد الله عن الزهري
أخبرني يحيى بن عروة انه سمع عروة يقول
قالت عائشة سأل أناس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال
لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بشئ قالوا يا رسول الله انهم
يحدثون أحيانا بالشئ يكون حقا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك
الكلمة من الجن يحفظها فيقذفها في اذن وليه فيخلطون فيها أكثر
506

من مائة كذبة
ذكر الاخبار عن نفي دخول الجنة للمؤمن بالسحر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا محمد بن
507

إسماعيل بن أبي سمينة حدثنا المعتمر قال قرأت على الفضيل عن أبي
حريز عن أبي بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة
مدمن خمر ولا مؤمن بسحر ولا قاطع
هو الفضيل بن ميسرة
بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الثالث عشر من الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان، ويليه الجزء الرابع عشر، وأوله: كتاب التاريخ
508