الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ١٠
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1414 ه‍ - 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
2

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفى سنة 739 ه‍
المجلد العاشر
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

12 - باب القسم
ذكر ما كان يعدل المصطفى صلى الله عليه وسلم
في القسمة بين نسائه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن
سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بين نسائه
فيعدل ثم يقول اللهم هذا فعلي فيما أملك فلا تلمني فيما
لا أملك
5

ذكر البيان بأن المرء إذا كان بنعت ما وصفنا
له أن يستأذن إحداهن في يومها للأخرى منهن
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الفضل بن زياد
الطستي قال حدثنا عباد بن عباد عن عاصم الأحول عن معاذة
العدوية
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستأذننا في يوم
المرأة منا بعدما أنزلت ترجي من تشاء منهن وتؤوي إليك من
تشاء قالت معاذة فما تقولين لرسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا استأذنك قالت أقول إن كان ذاك إلي لم أوثر أحدا على
نفسي
6

ذكر وصف عقوبة
من لم يعدل بين امرأتيه في الدنيا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا همام بن يحيى عن قتادة
عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كانت له
امرأتان فمال مع إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد
شقيه ساقط
7

ذكر الامر للمرء إذا تزوج على امرأته بكرا
أن يقسم لها سبعا أو ثلاثا إذا كانت ثيبا
ثم الاعتدال بينهما في القسمة
8

أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من أصل كتابه
قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا
أيوب عن أبي قلابة
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبع للبكر وثلاث
للثيب.
9

حدثناه بن خزيمة في عقبه قال حدثنا عبد الجبار
قال حدثنا سفيان قال حفظناه عن حميد
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
ذكر الاخبار عما يجب على المتزوج على البكر
أو الثيب على واحدة تحته مثلها أو أكثر منها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن
بشار حدثنا يحيى القطان حدثنا سفيان حدثني محمد بن أبي بكر
عن عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه
عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم لما تزوجها أقام عندها ثلاثا
وقال ليس بك على أهلك هوان إن شئت سبعت لك فإن
سبعت لك سبعت لنسائي
10

قال أبو
حاتم محمد بن أبي بكر هذا هو محمد بن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري وعبد الملك بن
أبي بكر هو عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام القرشي جميعا مدنيان
11

ذكر البيان
بأن المرء مباح له إذا كان تحته نسوة جماعة
وجعلت إحداهن يومها لصاحبتها أن
يكون ذلك منه لهذه دون تلك
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يوسف بن موسى قال: حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت ما رأيت امرأة أحب إلي من أن
أكون في مسلاخها من سودة بنت زمعة من امرأة فيها حدة فلما
كبرت جعلت يومها من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة قالت يا
رسول الله قد جعلت يومي منك لعائشة قالت وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومين يومها ويوم سودة
12

ذكر ما يجب على المرء من الاقراع بين النسوة
إذا كن عنده وأراد سفرا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
قال حدثني سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص
وعبيد الله بن عبد الله
عن حديث عائشة حين قال لها أهل الإفك ما قالوا فبرأها
الله وكل حدثني بطائفة من الحديث وبعضهم أوعى لحديثها
من بعض وأسد اقتصاصا وقد وعيت من كل واحد الحديث
الذي حدثني به وبعضهم يصدق بعضا ذكروا
أن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج
سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم معه قالت فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج سهمي
فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعد أن انزل الحجاب فأنا
أحمل في هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن
بالرحيل ليلة فقمت حين آذنوا في الرحيل فمشيت حتى
جاوزت الجيش فلما قضيت شأني رجعت فلمست صدري
13

فإذا عقد من جزع ظفار قد وقع فرجعت فالتمست
عقدي فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين يرحلون
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فحملوا هودجي ورحلوه على البعير الذي
كنت اركب وهم يحسبون أني فيه قالت عائشة وكان النساء
إذ ذاك خفافا لم يغشهن اللحم فرحلوه ورفعوه فلما بعثوا
وسار الجيش وجدت عقدي بعد ما استمر الجيش فجئت
منازلهم وليس بها داعي ولا مجيب فأقمت منزلي الذي
كنت فيه فبينا أنا جالسة غلبتني عيني فنمت وكان
صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني عرس فأدلج
14

فأصبح عند منزلي فرأى سواد إنسان فعرفني حين رآني وكان
رآني قبل أن ينزل الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين
عرفني فخمرت وجهي بجلبابي والله ما كلمني بكلمة ولا
سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ
على يدها فركبته ثم انطلق يقود بي الراحلة حتى أتينا
الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك في
شأني من هلك وكان الذي تولي كبره منهم عبد الله بن أبي ولا
سلول
فقدمت المدينة فاشتكيت حين قدمتها شهرا والناس
يفيضون في قول أهل الإفك ولا اشعر بشئ من ذلك وهو
يريبني من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني لا أرى منه اللطف الذي كنت
أراه منه حين أشتكي إنما يدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول:
كيف تيكم فيريبني ذلك ولا أشعر حتى خرجت بعد ما
نقهت من مرضي ومعي أم مسطح قبل المناصع وهي
15

متبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك أنا نكره أن نتخذ
الكنف قريبا من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التبرز وكنا
نتأذى بالكنف قرب بيوتنا فانطلقت ومعي أم مسطح وهي بنت
أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف وأمها بنت صخر بن عامر
خالة أبي بكر الصديق وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن
المطلب فأقبلنا حين فرغنا من شأننا لنأتي البيت فعثرت أم
مسطح في مرطها فقالت تعس مسطح فقلت لها بئس ما
قلت أتسبين رجلا قد شهد بدرا فقالت أي هنتاه أولم
تسمعي ما قال قلت وما قال فأخبرتني بقول أهل الإفك
فازددت مرضا إلى مرضي ورجعت إلى بيتي فدخل علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم قال كيف تيكم فقلت أتأذن لي أن
آتي أبوي وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث
الناس قالت أي بنية هوني عليك فوالله لقل امرأة وضيئة
كانت عند رجل يحبها غنم ضرائر إلا أكثرن عليها قالت
فقلت سبحان الله أو تحدث الناس بذلك قالت فمكثت
16

تلك الليلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل بنوم مطرف وأبكي
ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد
وهو حينئذ يريد أن يستشيرهما في فراق أهله وذلك حين
استلبث الوحي فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالذي يعلم من براءة أهله وماله في نفسه لهم من الود فقال
هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا وأما علي بن أبي طالب رضوان
الله عليه فقال لم يضيق الله عليك والنساء سواها كثير
17

وإن تسأل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من عائشة شيئا يريبك
قالت بريرة يا رسول الله والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها
أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها جارية حديثة السن تنام عن
عجين أهلها فيدخل الداجن فيأكله
فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي ولا
سلول فقال وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني
من رجل بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت من أهلي إلا
خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت منه إلا خيرا وما كان يدخل
على أهلي
إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال أنا
أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن
كان من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك فقام سعد بن عبادة وهو سيد
الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال
والله ما تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير
وهو بن عم سعد بن معاذ فقال كذبت لعمر الله لنقتلنه فإنك
منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس
18

والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم
حتى سكتوا وسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت يومي لا يرقأ لي
دمع ولا أكتحل بنوم وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي
فبينما هما جالسان عندي إذ استأذنت علي امرأة من
الأنصار فأذنت لها فجلست معي فبينما نحن على حالنا ذلك
إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس ولم يكن جلس قبل
يومي ذلك مذ كان من أمري ما كان ولبث شهرا لا يوحى إليه
قالت فتشهد ثم قال اما بعد فقد بلغني يا عائشة عنك
كذا وكذا فإن كنت بريئة فسيبرئك الله وإن كنت ألممت
بذنب فاستغفري الله وتوبي فإن العبد إذا اعترف بالذنب
ثم تاب تاب الله عليه
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما
أحس منه بقطرة فقلت لأبي أجب عني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال والله ما أدري ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأمي
أجيبي عني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت والله لا أدري ما أقول
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وأنا جارية حديثة السن لا أقرأ كثيرا
من القرآن إني والله لقد عرفت أنكم سمعتم بذاك حتى استقر
في أنفسكم وصدقتم به فان قلت لكم إني بريئة والله يعلم
إني بريئة لم تصدقوني وإن اعترفت لكم
بأمر والله يعلم
19

أني بريئة لتصدقوني واني والله لا أجد مثلي ومثلكم إلا كما
قال أبو يوسف فصبر جميل والله المستعان على ما
تصفون ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا والله
حينئذ أعلم أني بريئة وإن الله جل وعلا يبرئني ببراءتي ولكن
لم أظن أن الله جل وعلا ينزل في شأني وحيا يتلى ولشأني
كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله جلا وعلا في بأمر يتلى
ولكن أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه رؤيا يبرئني الله
بها
قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه ولا خرج
من البيت أحد حتى انزل الله على نبيه
صلى الله عليه وسلم فأخذه ما كان يأخذه
من البرحاء عند الوحي من ثقل القول الذي انزل عليه فلما سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أول كلمة تكلم بها أن قال يا
عائشة اما والله فقد برأك الله فقالت لي أمي قومي إليه
فقلت والله لا أقوم إليه ولا أحمد الا الله الذي هو انزل
براءتي فأنزل الله إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم
العشر الآيات قالت فأنزل الله هذه
الآيات في براءتي
20

وكان أبو بكر رضوان الله عليه ينفق على مسطح لقرابته منه
وفقره فقال والله لا أنفق عليه ابدا بعد الذي قال لعائشة ما
قال فأنزل الله ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة إلى
قوله ألا تحبون أن يغفر الله لكم فقال أبو
بكر والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح
بالنفقة التي كان ينفق عليه فقال والله لا أنزعها منه ابدا
قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب بنت جحش عن
أمري ما علمت وما رأيت فقالت أحمي سمعي
21

وبصري ما علمت إلا خيرا قالت وهي التي كانت
تساميني من أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم فعصمها الله بالورع
وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن
هلك
قال الزهري فهذا ما انتهى إلي من أمر هؤلاء الرهط
22

كتاب الرضاع
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة حدثنا ابن
وهب قال أخبرني سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد الأنصاري
وربيعة بن أبي عبد الرحمن عن القاسم
عن عائشة قالت أمر النبي صلى الله عليه وسلم سهلة امرأة أبي حذيفة أن
ترضع سالما مولى أبي حذيفة حتى تذهب غيرة أبي حذيفة
فأرضعته وهو رجل قال ربيعة فكانت رخصة لسالم
25

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة
عن عائشة قالت جاءت سهلة بنت سهيل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن سالما يدعى لأبي
حذيفة ويأوي معه ويدخل علي فيراني فضلا ونحن في
منزل ضيق وقال الله أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند
الله فقال صلى الله عليه وسلم أرضعيه تحرمي عليه
ذكر العلة التي من اجلها
أرضعت سهلة سالما
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب أنه سئل عن رضاعة الكبير فقال
أخبرني عروة بن الزبير أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة
27

وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد بدرا وكان قد
تبنى سالما الذي يقال له سالم مولى أبي حذيفة كما تبنى
رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة وأنكح أبو حذيفة سالما وهو يرى
أنه ابنه ابنة أخيه فاطمة بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة وهي
يومئذ من المهاجرات الأول وهي يومئذ أفضل أيامي قريش
فلما انزل الله في زيد بن حارثة ما انزل فقال ادعوهم
لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في
الدين ومواليكم رد كل واحد ممن تبنى أولئك إلى أبيه فإن
لم يعلم أبوه رد إلى مولاه فجاءت سهلة بنت سهيل وهي
امرأة أبي حذيفة وهي من بني عامر بن لؤي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله كنا نرى سالما ولدا وكان
يدخل علي وليس لنا إلا بيت واحد فماذا ترى في شأنه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضعيه خمس رضعات فيحرم بلبنك
ففعلت وكانت تراه ابنا من الرضاعة فأخذت بذلك عائشة
فيمن كانت تحب أن يدخل عليها من الرجال فكانت تأمر
أختها أم كلثوم بنت أبي بكر وبنات أخيها أن يرضعن من
أحبت أن يدخل عليها من الرجال وأبى سائر أزواج
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدخل عليهن بتلك الرضاعة أحد من الناس
وقلن ما نرى الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلة بنت سهيل
28

إلا رخصة في سالم وحده من رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل علينا
بهذه الرضاعة أحد فعلى هذا من الخبر كان أجرة أزواج
رسول الله صلى الله عليه وسلم في رضاعة الكبير ذكر الأمر للمرء مفارقة أهله
إذا شهدت عنده امرأة عدلة
أنها أرضعتهما
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار
قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة
عن عقبة بن الحارث قال تزوجت أم يحيى بنت أبي
إهاب
فدخلت علينا امرأة سوداء فذكرت أنها أرضعتنا
29

جميعا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال كيف بها
وقد قالت ما قالت دعها عنك
30

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم دعها عنك
إنما هو نهي نهاه عن الكون معها
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن
علي قال أخبرنا يزيد عن بن جريج عن بن أبي مليكة
عن عقبة بن الحارث أنه تزوج بنت أبي اهاب فزعمت
امرأة سوداء أنها أرضعتهما فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له
فأعرض عني قال فجئته من الجانب الآخر قلت يا
رسول الله إنها كاذبة قال فكيف بها وقد زعمت أنها أرضعتكما
فنهاه عنها
31

أخبرنا هذا الشيخ في وسط أحاديث نصر بن علي عن يزيد بن
زريع عن مشايخه
ذكر البيان بأن عقبة فارقها وتزوجت آخر غيره
حين قال له النبي صلى الله عليه وسلم دعها عنك
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله أخبرنا عمر بن
سعيد بن أبي حسين قال
حدثني عبد الله بن أبي مليكة
عن عقبة بن الحارث أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز
فأتته امرأة فقالت له قد أرضعت عقبة والتي تزوج فقال لها
عقبة ما أعلم أنك أرضعتيني ولا أخبرتيني فأرسل إلى آل
أبي إهاب فسألهم فقالوا ما علمناها أرضعت صاحبتنا
فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف وقد قيل ففارقها عقبة ونكحت زوجا غيره
32

ذكر الاخبار بأن الرضاع للمرضعة
يكون من الزوج كما هو من المرأة
سواء في الإباحة والحظر معا
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا داود بن
شبيب قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة
عن عائشة قالت استأذن علي أخو أبي قعيس بعدما ضرب
علينا الحجاب فقلت لا آذن لك حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فلما
جاء النبي صلى الله عليه وسلم استأذنته فقلت يا رسول الله إن أخا أبي
قعيس استأذن علي فأبيت أن آذن له حتى أستأذنك وإنما
أرضعتني امرأة أبي قعيس ولم يرضعني أبو قعيس فقال صلى الله عليه وسلم
ائذني له فإنه عمك
33

ذكر الأمر للمرأة أن تأذن لعمها من الرضاعة
أن يدخل عليها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا داود بن شبيب
قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت استأذن علي أخو أبي قعيس بعدما
ضرب علينا الحجاب فقلت لا آذن لك حتى يأتي النبي صلى الله عليه وسلم
فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم استأذنته فقلت يا رسول الله إن أخا أبي
قعيس استأذن علي فأبيت أن آذن له حتى استأذنك وإنما
أرضعتني امرأة أبي قعيس ولم يرضعني أبو قعيس فقال
إإذني له فإنه عمك
34

ذكر قدر الرضاع الذي يحرم من ارضع في السنتين
الرضاع المعلوم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
عن عمرة عن عائشة قالت نزل القرآن بعشر رضعات معلومات
يحرمن ثم نسخن بخمس رضعات معلومات فتوفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما نقرأ من القرآن
35

أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
عن عمرة بنت عبد الرحمن
عن عائشة أم المؤمنين وثلاثمائة قالت كان فيما انزل من
القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس
معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما نقرأ من القرآن
ذكر البيان بأن الرضاعة إذا كانت خمس رضعات
يحرم منها ما يحرم من النسب
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار عن سليمان بن يسار عن
36

عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرم من الرضاع
ما يحرم من الولادة
ذكر الخبر الدال
على أن الرضعة والرضعتين لا تحرمان
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى حدثنا أبو كامل
37

الجحدري حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت
المنذر
عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحرم من الرضاعة إلا
ما فتق الأمعاء
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه
38

عن ابن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحرم
المصة ولا المصتان
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الأخبار
ولا تفقه في صحيح الآثار
أن خبر هشام الذي ذكرناه منقطع غير متصل
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم حدثنا
أحمد بن عبدة الضبي حدثنا محمد بن دينار الطاحي حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير
عن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحرم المصة ولا
المصتان ولا الاملاجة ولا الاملاجتان
39

أخبرنا عبد الله في عقبه حدثنا إسماعيل بن زكريا
الكوفي حدثنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة رضي الله عنها ترفعه قال لا تحرم المصة
ولا المصتان
ذكر خبر ثالث
أوهم من لم يمعن النظر في طرق الاخبار
أن هذه الأخبار كلها معلولة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي حدثنا وهيب عن أيوب عن بن أبي مليكة عن بن
الزبير
40

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا
تحرم الرضعة ولا الرضعتان
قال أبو حاتم لست أنكر أن يكون بن الزبير سمع هذا
الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم فمرة أدى ما سمع وأخرى روى عنها
وهذا شئ مستفيض في الصحابة قد يسمع أحدهم الشئ عن
النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسمعه بعد عمن هو أجل عنده خطرا وأعظم لديه
قدرا عن النبي صلى الله عليه وسلم فمرة يؤدي ما سمع وتارة يروي عن ذلك
الأجل ولا تكون روايته عمن فوقه لذلك الشئ بدال على
بطلان سماع ذلك الشئ وهذا كخبر بن عمر في سؤال
جبريل في الإيمان والإسلام سمعه من
41

من أبيه فأدى مرة ما شاهد وأخرى عن عمر ما يسمعه منه لعظم
قدره عنده
ذكر البيان بأن القصد في الأخبار التي ذكرناها قبل
ليس أن ما وراء الرضعتين يحرم
بل خطاب هذه الأخبار خرج على
سؤال بعينه جوابا عنه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا
حماد بن زيد عن أيوب عن صالح أبي الخليل عن عبد الله بن
الحارث بن نوفل عن أم الفضل قالت جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله إني تزوجت امرأة وتحتي أخرى فزعمت الأولى
أنها أرضعت الحدثى رضعة أو رضعتين فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا
تحرم الاملاجة ولا الاملاجتان
42

ذكر ما يذهب مذمة الرضاع عمن قصر به فيه
أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن هشام بن عروة عن أبيه عن
حجاج بن الحجاج الأسلمي
عن أبيه أنه قال يا رسول الله ما يذهب عني مذمة
الرضاع قال الغرة العبد أو الأمة
43

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم العبد والأمة
أراد به أحدهما لا كليهما
أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس حدثنا أبو
معاوية حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن حجاج بن حجاج
عن أبيه قال قلت يا رسول الله ما يذهب عني مذمة
الرضاع قال غرة عبد أو أمة
ذكر ما يستحب للمرء إكرام من أرضعته في صباه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن الضحاك بن
مخلد قال حدثنا أبي قال حدثنا جعفر بن يحيى بن ثوبان قال
حدثنا عمارة بن ثوبان
أن أبا الطفيل أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالجعرانة يقسم
لحما وأنا يومئذ غلام أحمل عضو البعير قال فأقبلت امرأة
بدوية فلما دنت من النبي صلى الله عليه وسلم بسط لها رداءه فجلست عليه
فسألت من هذه قالوا أمه التي أرضعته
44

1 - باب النفقة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال
حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله عندي دينار فما اصنع به قال أنفقه على
نفسك قال عندي آخر فما اصنع به قال أنفقه على
أهلك قال عندي آخر قال أنفقه على ولدك قال
عندي آخر فما اصنع به قال أنفقه على خادمك قال
عندي آخر فما اصنع به قال أنت اعلم
46

ذكر الخبر الدال على أن نفقة المرء على نفسه وعياله
عند عدم اليسار أفضل من صدقة التطوع
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا بشر بن بكر قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني عطاء بن أبي رباح قال
حدثني جابر بن عبد الله أن رجلا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق عبدا له من بعده ولم يكن له مال غيره
فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فباعه وقال أنت أحق بثمنه والله عنه
غني
ذكر البيان بأن نفقة المرء على نفسه وعياله
تكون له صدقة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال
الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن بن
عجلان عن سعيد بن أبي سعيد
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث ذات يوم على
الصدقة فقال رجل يا رسول الله عندي دينار فقال
47

تصدق به على نفسك قال عندي آخر قال تصدق به
على ولدك قال عندي آخر قال تصدق به على
زوجتك قال عندي آخر قال تصدق به على
خادمك قال عندي آخر قال أنت أبصر
ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة للمنفق على نفسه وأهله
وغيرهم إذا كان ماله من حلال
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما
رجل كسب مالا من حلال فأطعم نفسه أو كساها فمن
دونه من خلق الله فإن له بها زكاة
48

ذكر البيان بأن كل ما يصطنع المرء إلى أهله
من الكسوة وغيرها يكون له صدقة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عباد المكي
قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن عمرو بن
عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري قال حدثنا الزبرقان بن
عبد الله بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه
عن عمرو بن أمية قال مر عثمان بن عفان أو
عبد الرحمن بن عوف بمرط فاستغلاه فمر به عمرو بن
أمية فاشتراه وكساه امرأته سخيلة بنت عبيدة بن الحارث بن
المطلب فمر به عثمان أو عبد الرحمن فقال ما فعل
المرط الذي ابتعت قال عمرو تصدقت به على سخيلة بنت
عبيدة بن الحارث فقال أوكل ما صنعت إلى أهلك صدقة
قال عمرو سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك فذكر ما قال
عمرو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم صدق عمرو كل ما صنعت
إلى أهلك فهو صدقة عليهم
49

ذكر كتبة الله جل وعلا
للمسلم الصدقة بما أنفق على أهله
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
قال أخبرنا شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد
عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المسلم إذا
أنفق على أهله كانت له صدقة
ذكر البيان بأن الصدقة إنما تكون للمنفق على
أهله إذا احتسب في ذلك
أخبرنا محمد بن علان بأذنة قال حدثنا لوين قال
حدثنا بن المبارك عن شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن
يزيد
50

عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أنفق الرجل
على أهله وهو يحتسبها كانت له صدقة
ذكر الزجر عن أن يضيع المرء
من تلزمه نفقته من عياله
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن
كثير قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن وهب بن جابر
الخيواني
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى
51

بالمرء إثما أن يضيع من يقوت
ذكر وصف قوله صلى الله عليه وسلم أن يضيع من يقوت
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو زرعة الرازي قال
حدثنا سعيد بن محمد الجرمي قال حدثنا عبد الرحمن بن
عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن طلحة بن مصرف
عن خيثمة قال كنا جلوسا مع عبد الله بن عمرو إذ جاءه
52

قهرمان له فدخل فقال أعطيت الرقيق قوتهم قال لا
قال فانطلق فأعطهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كفى بالمرء إثما
أن يحبس عما يملك قوتهم
ذكر البيان بأن نفقة المرء على عياله
أفضل من النفقة في سبيل الله
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة
عن أبي أسماء
عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أفضل دينار دينار ينفقه الرجل
على عياله ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله ودينار
ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله
قال أبو قلابة بدأ بالعيال ثم قال وأي رجل أعظم
أجرا من رجل ينفق على عيال له صغار ويهبها الله به
ويغنيهم الله به
53

ذكر الخبر الدال على أن نفقة المرء على عياله
أفضل من نفقته على أقربائه
أخبرنا بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة حدثنا بكر بن
مضر عن بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خير الصدقة
ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ
بمن تعول
ذكر الاخبار عما يجب على والي اليتيم
التسوية بين من في حجره من الأيتام
وبين ولده في النفقة عليهم
أخبرنا إبراهيم بن علي بن عمر بن عبد العزيز العمري
54

بالموصل والحسن بن سفيان قالا حدثنا معلى بن مهدي قال
حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي عامر الخزاز عن عمرو بن دينار
عن جابر قال قال رجل يا رسول الله مما اضرب منه
يتيمي قال مما كنت ضاربا منه ولدك غير واق مالك بماله ولا متأثل من ماله مالا
ذكر إعطاء الله جل وعلا الساعي على الأرامل والمساكين
ما يعطي المجاهد في سبيله
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
ثور بن زيد عن أبي الغيث
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعي على
الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأحسبه قال
كالصائم لا يفطر وكالقائم لا ينام
أبو الغيث سالم مولى بن مطيع قاله الشيخ
55

ذكر كتبة الله جل وعلا الأجر
للمنفقة على أولاد زوجها من مالها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني هشام بن
عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة
عن أمها أم سلمة قالت قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي
من أجر في بني أبي سلمة فإني أنفق عليهم وإنما هم بني
فلست بتاركتهم هكذا وهكذا تقول كان لي أجر أو لم يكن
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم لك فيهم أجر ما أنفقت
عليهم
56

ذكر كتبة الله جل وعلا الأجر الجزيل
للمرأة إذا أنفقت على زوجها يحاكمه من مالها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم أبو محمد الخصيب
قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني
عمرو بن الحارث أن هشام بن عروة حدثه عن أبيه عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة
عن ريطة امرأة عبد الله بن مسعود أم ولده وكانت امرأة
صناعا وليس لعبد الله بن مسعود مال وكانت تنفق عليه
وعلى ولده من ثمرة صنعتها وقالت والله لقد شغلتني أنت
وولدك عن الصدقة فما أستطيع أن أتصدق معكم فقال ما
أحب إن لم يكن لك في ذلك أجر أن تفعلي فسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وهي فقالت يا رسول الله إني امرأة ولي
صنعة فأبيع منها وليس لي ولا لزوجي ولا لولدي شئ
وشغلوني فلا أتصدق فهل لي في النفقة عليهم من أجر
فقال لك في ذلك أجر ما أنفقت عليهم فأنفقي
عليهم
57

ذكر البيان بأن المرأة يكون لها
بما أنفقت على زوجها يحاكمه أجران
أجر الصدقة وأجر القرابة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا محمد بن خازم قال حدثنا الأعمش عن
شقيق عن عمرو بن الحارث بن المصطلق عن بن أخي زينب امرأة
عبد الله بن مسعود
عن زينب قالت خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا معشر
58

النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم
القيامة قالت وكان عبد الله رجلا خفيف ذات اليد فقالت
سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتجزئ عني من الصدقة النفقة على
زوجي وأيتام في حجري قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
ألقيت عليه المهابة فقال لا بل سليه أنت قالت
فانطلقت فإذا على الباب امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي
اسمها زينب قالت فخرج علينا بلال فقلت له سل لنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتجزئ عنا من الصدقة النفقة على أزواجنا
وأيتام في حجورنا قالت فدخل بلال فقال يا رسول الله
على الباب زينب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الزيانب
قال زينب امرأة عبد الله وزينب امرأة من الأنصار تسألان
عن النفقة على أزواجهما وأيتام في حجورهما أيجزئ ذلك
عنهما من الصدقة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم لهما اجران
أجر القرابة وأجر الصدقة
59

ذكر كتبة الله جل وعلا الأجر
بكل ما ينفق المرء على عياله حتى رفعه اللقمة إلى في أهلي
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
عبد الجبار بن العلاء الهمداني حدثنا سفيان عن الزهري قال
حدثني عامر بن سعد بن أبي وقاص
60

عن أبيه قال مرضت بمكة عام الفتح مرضا أشفيت
منه على الموت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له أي
رسول الله إن لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا ابنتي أفأوصي
بثلثي مالي قال لا قلت الشطر قال لا قلت الثلث
قال الثلث والثلث كثير إنك إن تترك ورثتك أغنياء خير من
أن تتركهم عالة يتكففون الناس إنك لن تنفق نفقة تريد بها وجه
الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك
قلت يا رسول الله أخلف عن هجرتي قال إنك لن
تخلف بعدي فتعمل عملا تريد به وجه الله إلا ازددت به
رفعة ودرجة ولعلك أن تخلف بعدي حتى ينتفع أقوام بك
ويضر بك آخرون اللهم امض لأصحابي هجرتهم ولا تردهم
على أعقابهم لكن البائس سعد بن خولة يرثي له رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة
61

ذكر عدم إيجاب السكنى والنفقة
للمطلقة ثلاثا على زوجها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي
قال أخبرنا سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن الشعبي
عن فاطمة بنت قيس أن زوجها طلقها ثلاثا فلم يجعل
لها النبي صلى الله عليه وسلم نفقة ولا سكنى قال فذكرت ذلك لإبراهيم
النخعي فقال قال عمر بن الخطاب لا ندع كتاب ربنا ولا سنة
نبينا لقول امرأة لها النفقة والسكنى
63

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبدان بن أحمد بن موسى قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا جرير عن المغيرة عن الشعبي قال
قالت فاطمة بنت قيس طلقني زوجي على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سكنى لك ولا
نفقة ذكر الخبر المدحض
قول من أوجب سكنى للمطلقة ثلاثا على زوجها
ونفي إيجاب النفقة لها عليه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
هشيم قال أخبرنا سيار وحصين ومغيرة ومجالد وإسماعيل بن
أبي خالد وداود كلهم
عن الشعبي قال دخلت على
فاطمة بنت قيس فسألتها
عن قضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت طلقها زوجها البتة قالت
فخاصمت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السكنى والنفقة فلم يجعل
64

لي سكنى ولا نفقة وأمرني أن اعتد في بيت بن أم مكتوم
ذكر العلة التي من أجلها أمر صلى الله عليه وسلم فاطمة بنت قيس
أن تعتد في بيت بن أم مكتوم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني يحيى عن أبي سلمة قال
حدثتني فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها
ثلاثا وأمر لها بنفقة واستقلتها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه نحو
اليمن فانطلق خالد بن الوليد في نفر من بني مخزوم إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيت ميمونة فقال يا رسول الله إن أبا
عمرو بن حفص طلق فاطمة ثلاثا فهل
لها نفقة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لها نفقة ولا سكنى فأرسل إليها
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنتقل إلى أم شريك ثم أرسل إليها أن أم
شريك يأتيها المهاجرون الأولون فانتقلي إلى بيت بن أم
مكتوم فإنك إن وضعت خمارك لم يرك وأرسل إليها لا
تسبقيني بنفسك فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسامة بن زيد
65

ذكر وصف ما بعث به أبو عمرو بن حفص
إلى فاطمة بنت قيس لنفقتها وإن لم تكن تجب عليه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا سفيان عن أبي بكر بن
أبي الجهم قال
سمعت فاطمة بنت قيس تقول أرسل إلي زوجي أبو
عمرو بن حفص بن المغيرة عياش بن أبي ربيعة بطلاقي
وأرسل إلي بخمسة آصع من شعير وخمسة آصع من تمر
فقلت مالي نفقة إلا هذا ولا اعتد في منزلكم قال لا
قالت فشددت علي ثيابي ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك
له فقال كم طلقك قلت ثلاثة قال صدق
66

ليس لك نفقة واعتدي في بيت بن عمك بن أم مكتوم فإنه
ضرير البصر تلقين ثوبك عنده فإذا انقضت عدتك فآذنيني
قالت فخطبني خطاب منهم معاوية وأبو جهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن معاوية خفيف الحاذ وأبو جهم فيه شدة
على النساء أو يضرب النساء أو نحو هذا ولكن عليك
بأسامة بن زيد
67

ذكر الأمر للمرأة أن تأخذ من مال زوجها
بالمعروف لتنفق على عياله إذا قصر الزوج في النفقة عليهم
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا
سريج بن يونس حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قالت هند للنبي صلى الله عليه وسلم إن أبا سفيان رجل
شحيح وليس لي إلا ما يدخل علي قال خذي ما يكفيك
وولدك بالمعروف
68

ذكر الإباحة للمرأة أن تأخذ من مال زوجها لعياله
بالمعروف من غير علمه
سمعت محمد بن أحمد بن سليمان بن أبي شيخ أبا بكر
بواسط يقول سمعت عبيد الله بن محمد بن عائشة يقول حدثنا
حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت جاءت هند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
إن أبا سفيان مضيق علي وعلى ولدي أفآخذ من ماله وهو لا
يشعر قال خذي من ماله بالمعروف وهو لا يشعر
ذكر الاخبار عن جواز أخذ المرأة من مال زوجها بغير علمه
تريد به النفقة على أولاده وعياله
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة
عن عائشة قالت جاءت هند بنت عتبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله والله ما كان على ظهر الأرض أهل
70

خباء أحب إلي من أن يذلهم الله من أهل خبائك وما على
ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي اليوم أن يعزهم الله من أهل
خبائك ثم قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل
ممسك فهل علي من حرج أن أنفق على عياله من ماله بغير
اذنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا حرج عليك أن تنفقي بالمعروف
عليهم
ذكر الإباحة للمرأة أن تأخذ من مال زوجها بغير علمه
مقدار ما تنفقه عليها وعلى ولدها
من غير حرج يلزمها في ذلك
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي
عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن هشام بن عروة عن أبيه
71

عن عائشة قالت جاءت هند امرأة أبي سفيان إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبا سفيان رجل شحيح فهل علي جناح
أن أصيب من ماله فأنفق علي وعلى ولدي فقال لها
نبي الله صلى الله عليه وسلم لا حرج عليك أن تأخذي من مال أبي سفيان
فتنفقيه عليك وعلى ولدك بالمعروف
ذكر الاخبار عن إباحة أخذ المرء من مال ولده
حسب الحاجة إليه من غير امره
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم
عن عمارة بن عمير قال كان في حجر عمة لي بن لها
يتيم وكان يكسب فكانت تحرج أن تأكل من كسبه فسألت
عن ذلك عائشة فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أطيب ما أكل
الرجل من كسبه وإن ولد الرجل من كسبه
72

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن إسناد هذا الخبر منقطع ليس بمتصل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا تميم بن
المنتصر قال حدثنا إسحاق الأزرق عن شريك عن الأعمش
عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أطيب ما أكل الرجل من
كسبه وإن ولده من كسبه
73

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن ذكر الأسود في هذا الخبر وهم فيه شريك
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا سريج بن يونس قال
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أطيب ما
أكل الرجل من كسبه وولده من كسبه
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم
أن مال الابن يكون للأب
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم التاجر بمرو حدثنا حصين بن
المثنى المروزي حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن جلس عن
عطاء
عن عائشة رضي الله عنها أن رجلا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
74

يخاصم أباه في دين له عليه فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم أنت ومالك
لأبيك
قال أبو حاتم معناه أنه صلى الله عليه وسلم زجر عن معاملته أباه بما يعامل
به الأجنبيين وأمر ببره والرفق به في القول والفعل معا إلى
أن يصل إليه ماله فقال له أنت ومالك لأبيك لا أن مال
الابن يملكه أبوه في حياته عن غير طيب نفس من الابن به
75

16 - كتاب الطلاق
ذكر الأمر لمن أراد أن يطلق امرأته
أن يطلقها في طهرها لا في حيضها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد الله بن عمر
القواريري حدثنا بشر بن المفضل ويحيى بن سعيد القطان عن
عبيد الله بن عمر عن نافع
أن بن عمر حدثه أنه طلق امرأته تطليقة وهي حائض
فاستفتى عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عبد الله طلق امرأته وهي
حائض فقال مر عبد الله فليراجعها ثم ليمسكها حتى
تطهر من حيضتها هذه فإذا حاضت حيضة أخرى فطهرت فإن
شاء فليطلقها قبل أن يجامعها وإن شاء فليمسكها
77

ذكر الزجر عن أن يطلق المرء امرأته
في حيضها دون طهرها
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا وهب بن
بقية قال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير
عن بن عمر قال طلقت امرأتي وهي حائض فرد علي
81

رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى طلقتها وهي طاهر
ذكر الزجر عن أن يطلق المرء النساء
ويرتجعهن حتى يكثر ذلك منه
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا نوح بن
حبيب قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن أبي
إسحاق عن أبي بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بال أحدكم
يلعب بحدود الله يقول قد طلقت قد راجعت
82

ذكر الخبر الدال على أن الكنايات في الطلاق إن أريد بها الطلاق كان طلاقا على
حسب نية المرء فيه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال أخبرنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي
قال سألت الزهري أي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم استعاذت منه قال أخبرني
عروة بن الزبير
عن عائشة أن بنت الجون لما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدنا منها قالت أعوذ بالله منك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عذت بعظيم الحقي بأهلك
قال الزهري الحقي بأهلك تطليقة
83

ذكر البيان بأن تخيير المرء امرأته بين فراقه
أو الكون معه إذا اختارت نفسه
لم يكن ذلك طلاقا
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا زيد بن أخزم حدثنا أبو
داود حدثنا شعبة عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن
عائشة وعن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن مسروق
عن عائشة قالت خيرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخترناه فهل
كان ذلك طلاقا
84

ذكر البيان بأن عائشة لما خيرها المصطفى صلى الله عليه وسلم
اختارت الله جل وعلا وصفيه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا عبد
الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور
عن بن عباس قال لم أزل حريصا أن أسأل عمر بن
الخطاب عن المرأتين اللتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال الله
إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما حتى
حج عمر فحججت معه فلما كان في بعض الطريق عدل
ليتوضأ وعدلت معه بالإداوة فتبرز ثم أتاني فسكبت على
يديه فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال الله إن تتوبا إلى الله فقد صغت
قلوبكما فقال عمر واعجبا لك يا بن عباس ثم قال هي
عائشة وحفصة ثم أنشأ يسوق الحديث
فقال كنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما قدمنا
المدينة وجدناهم قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا يتعلمن
من نسائهم وكان منزلي في بني أمية بن زيد في العوالي
قال فتغضبت يوما على امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت
85

أن تراجعني فقالت ما تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم لتراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل قال
فانطلقت فدخلت على حفصة فقلت أتراجعين
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم وتهجره إحدانا اليوم إلى الليل
قال قد قلت قد خاب من فعل ذلك منكن وخسر أفتأمن
إحداكن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد
هلكت لا تراجعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما
بدا لك ولا يغرنك إن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم منك يريد عائشة
قال وكان لي جار من الأنصار وكنا نتناوب النزول إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فينزل يوما وانزل يوما فيأتيني بخبر الوحي
وغيره وأنزل فآتيه بمثل ذلك وكنا نتحدث أن غسان
تنعل الخيل لتغزونا قال فنزل صاحبي يوما ثم أتاني
فضرب على بابي ثم ناداني فخرجت إليه فقال حدث أمر
عظيم فقلت ماذا أجاءت غسان قال بل أعظم من ذلك
وأطول طلق رسول الله نساءه فقلت خابت حفصة
وخسرت قد كنت أظن هذا كائنا
فلما صليت الصبح شددت علي ثيابي ثم نزلت
فدخلت على حفصة فإذا هي تبكي فقلت أطلقكن رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت لا أدري هو ذا هو معتزل في هذه المشربة
86

قال فأتيت غلاما له اسود فقلت استأذن لعمر فدخل
الغلام ثم خرج إلي وقال قد ذكرتك له فلم يقل شيئا
فانطلقت حتى أتيت المسجد فإذا قوم حول المنبر جلوس يبكي
بعضهم إلى بعض قال فجلست قليلا ثم غلبني ما أجد
فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل ثم خرج إلي فقال
قد ذكرتك له فصمت فرجعت فجلست إلى المنبر ثم
غلبني ما أجد فأتيت الغلام فقلت استأذن لعمر فدخل
ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له فسكت فوليت مدبرا
فإذا الغلام يدعوني ويقول ادخل فقد أذن لك
فدخلت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو متكئ على
رمل حصير قد أثر بجنبه فقلت أطلقت يا رسول الله
نساءك قال فرفع رأسه إلي وقال لا فقلت الله أكبر لو
رأيتنا يا رسول الله وكنا معشر قريش قوما نغلب النساء فلما
قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم فطفق نساؤنا
يتعلمن من نسائهم فتغضبت على امرأتي يوما فإذا هي
تراجعني فأنكرت ذلك عليها فقالت أتنكر أن أراجعك
فوالله إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم إلى
الليل قال فقلت قد خاب من فعل ذلك منهن وخسرت
أتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فإذا هي
قد هلكت قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا
87

رسول الله فدخلت على حفصة فقلت لها لا تراجعي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسأليه شيئا وسليني ما بدا لك ولا
يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
منك قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرى فقلت استأنس يا
رسول الله قال نعم فجلست فرفعت رأسي في البيت
فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد البصر إلا أهبا ثلاثة فقلت
يا رسول الله ادعو الله أن يوسع على أمتك فقد وسع الله
على فارس والروم وهم لا يعبدونه قال فاستوى جالسا
وقال أفي شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت
لهم طيباتهم في الحياة الدنيا فقلت استغفر لي يا رسول الله
وكان أقسم لا يدخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى
عاتبه الله
قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة قالت فلما
مضى تسع قرة دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم بدأ بي
فقلت يا رسول الله إنك أقسمت أن لا ينكر علينا شهرا
وإنك دخلت تسعا وعشرين أعدهن فقال صلى الله عليه وسلم إن الشهر تسع
وعشرون ثم قال يا عائشة إني ذاكر لك أمرا فلا أريد
أن تعجلي فيه حتى تستأمري أبويك قالت ثم قرأ علي الآية
88

يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها
فتعالين دلته وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله
ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن اجرا
عظيما قالت عائشة قد علم والله أن
أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه فقلت أفي هذا استأمر أبوي
فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة
89

ذكر البيان بأن الأمة المزوجة إذا
أعتقت كان لها الخيار في الكون تحت زوجها العبد أو فراقه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا هناد بن السري ويحيى بن طلحة اليربوعي قالا حدثنا أبو
معاوية عن هشام بن عروة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة قالت كان في بريرة ثلاث قضيات أراد أهلها
أن يبيعوها ويشترطوا الولاء فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
اشتريها وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق وعتقت فخيرها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختارت نفسها وكانت يتصدق عليها فتهدي
لنا منه فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال كلوا فإنه عليها صدقة وهو لكم هدية
90

ذكر ما يجب للجارية إذا أعتقت وهي تحت عبد
أن تختار فراقه أو الكون معه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن عمر بن
شقيق حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة
عن بن عباس قال خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة فاختارت
نفسها
ذكر البيان بأن الجارية إذا أعتقت وهي تحت عبد
لها الخيار في فراقه أو الكون معه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج النيلي املاء من كتابه قال حدثنا أبو عوانة عن منصور
عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة وثلاثمائة اشترت بريرة واشترط أهلها ولاءها
فقال صلى الله عليه وسلم العقبلي فإنما الولاء لمن أعطى الورق وولي النعمة
قالت فأعتقتها فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لو
91

أعطيت كذا وكذا ما كنت معه قال الأسود وكان زوجها حرا
92

ذكر البيان بأن زوج بريرة كان عبدا لا حرا
وأن الأسود وأهم في قوله كان حرا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كاتبت بريرة على نفسها بتسعة أواق
في كل سنة أوقية فأتت عائشة تستعينها فقالت لا إلا أن
يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ويكون الولاء لي فذهبت
بريرة فكلمت بذلك أهلها فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء
لهم فجاءت إلى عائشة وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك
فقالت لها ما قال أهلها فقالت لاها الله إذا إلا أن يكون
الولاء لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا فقلت يا
رسول الله إن بريرة اتتني تستعينني على كتابتها فقلت لا إلا
أن يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ويكون الولاء لي
فذكرت ذلك لأهلها فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاعيها واشترطي لهم الولاء وأعتقيها فإن
الولاء لمن أعتق ثم قام صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فحمد الله وأثنى
93

عليه ثم قال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب
الله يقولون أعتق يا فلان والولاء لي كتاب الله أحق
وشرط الله أوثق كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل
وإن كان مائة شرط فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها وكان عبدا
فاختارت نفسها
قال عروة فلو كان حرا ما خيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم من
زوجها
94

ذكر الخبر المصرح بأن زوج بريرة كان عبدا لا حرا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية
قال أخبرنا خالد عن خالد عن عكرمة
عن بن عباس أن زوج بريرة كان عبدا يقال له مغيث
كأني انظر إليه يطوف خلفها يبكي ودموعه تسيل على لحيته
فقال النبي صلى الله عليه وسلم للعباس يا عباس ألا تعجب من شدة حب
مغيث بريرة ومن شدة بغض بريرة مغيثا فقال لها صلى الله عليه وسلم لو
راجعتيه فإنه أبو ولدك قالت يا رسول الله أتأمرني به
قال صلى الله عليه وسلم إنما أنا شافع قالت فلا حاجة لي فيه
96

1 - باب الرجعة
ذكر الخبر الدال على أن طلاق المرء امرأته
ما لم يصرح بالثلاث في نيته يحكم له بها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع
الزهراني قال حدثنا جرير بن حازم عن الزبير بن سعيد قال
حدثنا عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه
عن جده أنه طلق امرأته البتة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما
أردت بها قال واحدة قال آلله قال آلله قال
هي على ما أردت
97

قال أبو حاتم الزبير بن سعيد هذا هو الزبير بن
سعيد بن سليمان بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب أمه
حمادة بنت يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب مات في ولاية أبي جعفر
ذكر الإباحة للمرء طلاق امرأته ورجعتها متى ما أحب
أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال أخبرنا
مسروق بن المرزبان قال حدثنا بن أبي زائدة عن صالح عن
سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير عن بن عباس
عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق حفصة ثم
راجعها
100

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
راجع حفصة من أجل أبيها عمر بن الخطاب
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا
محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا
الأعمش عن أبي صالح
عن بن عمر قال دخل عمر على حفصة وهي تبكي
فقال ما يبكيك لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم طلقك إنه قد كان
طلقك ثم راجعك من أجلي فأيم الله أداء كان طلقك لا
كلمتك كلمة أبدا
101

2 - باب الإيلاء
ذكر الإباحة للمرء أن يولي من امرأته أياما معلومة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
أخبرني حميد الطويل
عن أنس بن مالك أنه قال آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه
وكانت انفكت رجله فأقام في مشربة تسعا وعشرين ثم نزل
قالوا يا رسول الله آليت شهرا قال الشهر تسع وعشرون
103

ذكر ما يعمل المرء إذا آلى من امرأته باليمين
حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا الحسن بن
قزعة حدثنا مسلمة بن علقمة حدثنا داود بن أبي هند عن عامر عن
مسروق
عن عائشة قالت آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه فجعل
الحرام حلالا وجعل في اليمين كفارة
104

3 - باب الظهار
ذكر وصف الحكم للمظاهر من امرأته
وما يلزمه عند ذلك من الكفار
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني
معمر بن عبد الله بن حنظلة عن يوسف بن عبد الله بن سلام
عن خويلة بنت ثعلبة قالت في والله وفي أوس بن
الصامت انزل الله جل وعلا صدر سورة المجادلة قالت كنت
عنده وكان شيخا كبيرا قد ساء خلقه وضجر قالت فدخل علي
يوما فراجعته في شئ فغضب وقال أنت علي كظهر
أمي ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة ثم دخل علي
فإذا هو يريدني على نفسي قالت قلت كلا والذي نفس خويلة
بيده لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله
ورسوله فينا بحكمه قالت فواثبني فامتنعت منه فغلبته بما
تغلب به المرأة الشيخ الضعيف فألقيته تحتي ثم خرجت
107

إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابا ثم خرجت حتى جئت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه
فجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه قالت فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا خويلة بن عمك شيخ كبير فاتقي
الله فيه
قالت فوالله ما برحت حتى نزل القرآن فتغشى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يغشاه ثم سري عنه فقال يا خويلة
قد أنزل الله جل وعلا فيك وفي صاحبك قالت ثم قرأ علي
قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله
إلى قوله وللكافرين عذاب أليم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مريه فليعتق
رقبة قالت وقلت يا
رسول الله ما عنده ما يعتق قال فليصم شهرين متتابعين
قالت فقلت والله يا رسول الله إنه شيخ كبير ما به من
صيام قال فليطعم ستين مسكينا وسقا من تمر فقلت
والله يا رسول الله ما ذلك عنده قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فإنا سنعينه بعرق من تمر قالت فقلت وأنا يا رسول الله
سأعينه بعرق آخر فقال أصبت وأحسنت فاذهبي
فتصدقي به عنه ثم استوصي بابن عمك خيرا قالت
ففعلت
108

4 - باب الخلع
ذكر الأمر للمرأة بإعطاء ما طابت نفسها به
على الخلع
أخبرنا عمر بن سعيد أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن
مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن أنها أخبرته
عن حبيبة بنت سهل الأنصارية أنها كانت تحت ثابت بن
قيس بن شماس وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى صلاة الصبح
فوجد حبيبة بنت سهل على بابه في الغلس فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأنك فقالت لا أنا ولا ثابت بن قيس
لزوجها فلما جاء ثابت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه حبيبة
بنت سهل قد ذكرت ما شاء الله أن تذكر قالت حبيبة يا
رسول الله كل ما أعطاني عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لثابت بن قيس خذ منها فأخذ منها وجلست في أهلها
110

5 - باب اللعان
ذكر السبب الذي من أجله انزل الله آية اللعان
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة
عن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة ذات ليلة
فقال رجل أرأيتم لو وجد رجل مع امرأته رجلا فإن قتله
قتلتموه وإن سكت سكت على غيظ فوالله لأسألن
عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مطرف غدا عليه فسأله فقال لو وجد
رجل مع امرأته رجلا فإن قتله قتلتموه وإن تكلم
جلدتموه وإن سكت سكت على غيظ ثم قال اللهم
افتح فنزلت والذين يرمون أزواجهم هؤلاء
الآيات في اللعان فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وامرأته فتلاعنا فشهد
الرجل أربع مرات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة
الله عليه إن كان من الكاذبين فلما أخذت امرأته لتلتعن قال
لها النبي صلى الله عليه وسلم مه فالتعنت فلما أدبرت قال النبي صلى الله عليه وسلم
112

فلعلها أن تجئ به اسود جعدا فجاءت به اسود جعدا
قال إسحاق قال يحيى بن معين قلت لجرير لم يرو
هذا عن الأعمش أحد غيرك قال لكني سمعته منه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا
رسول الله أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلا أمهله حتى آتي بأربعة شهداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
نعم
113

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
الربيع قال حدثنا فليح عن الزهري
عن سهل بن سعد أن رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله أرأيت رجلا رأى مع امرأته رجلا يقتله فتقتلونه
114

أم كيف يفعل به فأنزل الله جل وعلا ما ذكر في القرآن من
المتلاعنين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قضي فيك وفي
امرأتك قال فتلاعنا وأنا شاهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله إن أمسكها فقد كذبت عليها ففارقها فكانت سنة بعد أن يفرق بين
المتلاعنين فكانت حاملا فأنكر حملها
وكان ابنها يدعى إليها ثم جرت السنة في يفرق أن يرثها
وترث منه ما فرض الله لها
ذكر اسم هذا الملاعن امرأته اللذين ذكرناهما
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب
أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمر العجلاني
115

جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري فقال له يا عاصم
أرأيت لو أن رجلا وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف
يفعل سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسأل
عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك
المسائل وعابها حتى كبر على عاصم ما سمع من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر
فقال يا عاصم ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عاصم
لعويمر لم تأتني بخير قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة التي
سألته عنها فقال عويمر والله لا أنتهي حتى أسأله عنها
فجاء عويمر ورسول الله صلى الله عليه وسلم وسط الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أنزل فيك وفي صاحبتك فاذهب فأت بها فقال سهل
فتلاعنا وأنا مع الناس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغا من
تلاعنهما قال عويمر كذبت عليها يا رسول الله إن أمسكتها
فطلقها ثلاثا قبل أن يأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
116

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن يوسف عن
الأوزاعي عن الزهري
عن سهل بن سعد الساعدي أن عويمرا العجلاني اتى
عاصم بن عدي وكان سيد بني العجلان فقال كيف تقولون
في رجل وجد مع امرأته رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف
يصنع فقال سل لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قال فأتى
عاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله رجل وجد مع امرأته
رجلا أيقتله فتقتلونه أم كيف يصنع فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم
المسائل وعابها
فأتى عويمرا فقال له إن النبي صلى الله عليه وسلم قد كره
117

المسائل وعابها فقال عويمر والله لا انتهي حتى أسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فأتى عويمر فسأله فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل الله جل وعلا فيك وفي صاحبتك
فأمرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاعنا بما سمى الله في كتابه قال
فلاعنها ثم قال يا رسول الله إن حبستها فقد ظلمتها قال
فطلقها وكانت سنة لمن بعدهما من المتلاعنين
قال ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا فإن جاءت به
أسحم أدعج العينين عظيم الأليتين خدلج الساقين فلا
أحسب عويمرا إلا قد صدق عليها وإن جاءت به أحيمر كأنه
وحرة فلا أحسب عويمرا إلا وقد كذب عليها قال فجاءت به
على النعت الذي نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم من تصديق عويمر
قال فكان ينسب بعد إلى أمه
118

ذكر وصف اللعان الذي يجب أن يكون بين من وصفنا
نعتهما من الزوج والمرأة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن عبد الملك بن أبي سليمان قال
سمعت سعيد بن جبير يقول سئلت عن المتلاعنين في
إمرة مصعب أيفرق بينهما فما دريت ما أقول فيه فقمت
مكاني إلى منزل عبد الله بن عمر وهو قائل فاستأذنته
119

فقال الغلام إنه قائل فقلت ما بد من أن أدخل عليه
فسمع صوتي فعرفه وقال أسعيد قلت نعم قال
ادخل ما جئت هذه الساعة إلا لحاجة فدخلت وهو مفترش
برذعة رحله متوسد وسادة حشوها ليف فقلت يا أبا
عبد الرحمن المتلاعنان أيفرق بينهما فقال سبحان الله
نعم إن أول من سأل عن ذلك فلان بن فلان اتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله أرأيت لو أن أحدنا رأى امرأته على
فاحشة كيف يصنع إن تكلم تكلم بأمر عظيم وإن سكت
سكت على مثل ذلك فلم يجبه النبي صلى الله عليه وسلم
فلما كان بعد ذلك أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن الذي
سألتك عنه قد ابتليت به فأنزل الله جل وعلا هؤلاء
الآيات فدعا الرجل فتلاهن عليه ووعظه وذكره وأخبره
أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فقال لا والذي
بعثك بالحق ما كذبت عليها ثم دعا بالمرأة فوعظها
وذكرها وأخبرها أن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة
فقالت والذي بعثك بالحق إنه لكاذب فبدأ بالرجل فشهد
أربع شهادات بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله
عليه إن كان من الكاذبين ثم ثنى بالمرأة فشهدت أربع
شهادات بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله
عليها إن كان من الصادقين ثم فرق بينهما
120

ذكر البيان بأن الزوجين إذا تلاعنا على حسب ما وصفناه
لم يكن له السبيل عليها فيما بعد من أيامه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
بن عيينة عن عمرو بن دينار سمع سعيد بن جبير يقول
سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمتلاعنين
حسابكما على الله أحدكما كاذب لا سبيل لك عليها
قال يا رسول الله مالي قال لا مال لك إن كنت
صدقت عليها فهما استحللت من فرجها وإن كنت كذبت
عليها فذاك أبعد لك
121

ذكر البيان بأن ولد المتلاعنة يلحق بها بعد اللعان
الواقع بينها وبين زوجها دون أن يلحق بزوجها
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن رجلا لاعن امرأته في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانتفى من ولدها ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وألحق
الولد بالمرأة
122

6 - باب العدة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث عن عقيل عن بن شهاب عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن
عن فاطمة بنت قيس أنها كانت تحت أبي عمرو بن
حفص بن المغيرة فطلقها آخر ثلاث تطليقات فزعمت أنها
جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستفتت في خروجها من بيتها فأمرها
أن تنتقل إلى بن أم مكتوم الأعمى
124

ذكر العلة التي من اجلها أمرت فاطمة بنت قيس
بالانتقال إلى بيت بن أم مكتوم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن
عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة
وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال
والله ما لك علينا من شئ فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت
ذلك له فقال لها ليس لك عليه نفقة وأمرها أن تعتد في
بيت أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي
فاعتدي عند بن أم مكتوم فإنه رجل أعمى تضعين ثيابك
حيث شئت فإذا حللت فآذنيني قالت فلما حللت ذكرت له
أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه
وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي أسامة بن زيد
قالت فكرهت ثم قال انكحي أسامة فنكحته فجعل
الله فيه خيرا واغتبطت به
125

ذكر الاخبار عن نفي إثبات السكن للمبتوتة
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا
عمرو بن العباس قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا
سفيان عن سلمة بن كهيل عن الشعبي
عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المطلقة ثلاثا
ليس لها سكنى ولا نفقة
127

ذكر وصف عدة المتوفى عنها زوجها
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة
عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة
أن الفريعة بنت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد
الخدري أخبرتها أنها جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تسأله أن ترجع
إلى أهلها في بني خدرة فإن زوجها خرج في طلب أعبد له
أبقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه فسألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أرجع إلى أهلي فإن زوجي لم يتركني في
منزل يملكه ولا نفقة فقالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
فانصرفت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد دعاني
أو أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعيت له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كيف قلت قالت فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن
زوجي فقال امكثي في بيتك حتى يبلغ الكتاب أجله
قالت فاعتدت فيه أربعة أشهر وعشرا قالت فلما كان
عثمان بن عفان أرسل إلي فسألني عن ذلك فأخبرته فاتبعه
وقضى به
128

قال أبو حاتم روى هذا الخبر الزهري عن مالك
والقدوم موضع بالحجاز وهو الموضع الذي روي في
بعض الأخبار أن إبراهيم اختتن بالقدوم
ذكر الأمر بالاعتداد للمتوفى عنها زوجها
في البيت الذي جاء فيه نعيه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا شعبة قال أخبرني سعد بن إسحاق بن
كعب بن عجرة أنه سمع عمته زينب تحدث عن
فريعة أن زوجها كان في قرية من قرى المدينة وأنه تبع
أعلاجا فقتلوه فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت الوحشة وذكرت
129

أنها في منزل ليس لها وأنها استأذنته أن تأتي اخوتها بالمدينة
فأذن لها ثم أعادها ثم قال لها امكثي في بيتك الذي جاء
فيه نعيه حتى يبلغ الكتاب أجله
ذكر الاخبار بأن انقضاء عدة الحامل وضعها حملها وإن
كان ذلك في مدة يسيرة
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا كثير بن عبيد المذحجي قال حدثنا محمد بن حرب
عن الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
أن عبد الله بن عتبة كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم
الزهري أن ادخل على سبيعة بنت الحارث الأسلمية
فاسألها عما أفتاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حملها قال فدخل
عمر بن عبد الله فسألها فأخبرته أنها كانت تحت سعد بن
خولة وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن
شهد بدرا
فتوفي عنها في حجة الوداع فولدت قبل أن يمضي لها أربعة
أشهر وعشر من وفاة بعلها فلما تعلت من نفاسها دخل عليها
أبو السنابل بن بعكك رجل من بني عبد الدار فرآها متجملة
130

فقال لها لعلك تريدين النكاح قبل أن يمر عليك أربعة أشهر
وعشر قالت فلما سمعت ذلك من أبي السنابل جئت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثته واستفتيته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
حللت حين وضعت حملك
131

ذكر وصف العدة للحامل المتوفى عنها زوجها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني يحيى
عن أبي سلمة قال سئل بن عباس عن امرأة وضعت
بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة فقال بن عباس آخر الأجلين
قال أبو سلمة فقلت أما قال الله وأولات الأحمال أجلهن
أن يضعن حملهن قال أبو هريرة أنا مع بن أخي يعني أبا
سلمة فأرسل بن عباس كريبا إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألهن
هل سمعتن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك سنة فأرسلن إليه أن
سبيعة الأسلمية وضعت بعد وفاة زوجها بأربعين ليلة فزوجها
رسول الله صلى الله عليه وسلم
132

ذكر وصف عدة المتوفى عنها زوجها وهي حامل
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار
أن عبد الله بن عباس وأبا سلمة بن عبد الرحمن اختلفا في
المرأة تنفس بعد وفاة زوجها بليال فقال عبد الله آخر
الأجلين وقال أبو سلمة إذا نفست فقد حلت قال فجاء
أبو هريرة فقال انا مع بن أخي يعني أبا سلمة فبعثوا كريبا
مولى بن عباس إلى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فسألها عن ذلك
فجاءهم فأخبرهم أنها قالت ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة
زوجها بليال فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها قد
حللت فانكحي
133

ذكر القدر الذي وضعت فيه سبيعة حملها
بعد وفاة زوجها
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد
ابن أبي بكر عن مالك عن عبد ربه بن سعيد بن قيس
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال سئل عبد الله بن
عباس وأبو هريرة عن المتوفى عنها زوجها وهي حامل فقال بن عباس آخر الأجلين وقال أبو هريرة إذا ولدت فقد
حلت فدخل أبو سلمة على أم سلمة فسألها عن ذلك
فقالت ولدت سبيعة الأسلمية بعد وفاة زوجها بنصف شهر
فخطبها رجلان أحدهما شاب والآخر كهل فحطت إلى
الشاب فقال الكهل لم تحلل وكان أهلها غيبا ورجا
إذا جاء أهلها أن يؤثروه بها فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قد
حللت فانكحي من شئت
134

ذكر الإباحة للمرأة الحامل إذا مات عنها زوجها
أن تتزوج بعد وضعها حملها
وإن كان ذلك في مدة يسيرة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عاصم بن عمر
عن المسور بن مخرمة قال وضعت سبيعة بعد وفاة
زوجها بأيام قلائل فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنته في النكاح
فأذن لها
ذكر الاخبار بأن المتوفى عنها زوجها لها أن
تتزوج بعد وضعها الحمل وإن كان ذلك في مدة يسيرة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
135

جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن
أبي السنابل قال وضعت سبيعة حملها بعد وفاة
زوجها بثلاثة وعشرين أو خمسة وعشرين ليلة فلما وضعت
تشوفت الأزواج فعيب ذلك عليها فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال وما يمنعها وقد انقضى اجلها
ذكر وصف عدة أم الولد إذا توفي عنها سيدها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن مطر عن رجاء بن حياة عن
قبيصة بن ذؤيب
136

عن عمرو بن العاص قال لا تلبسوا علينا سنة نبينا صلى الله عليه وسلم
عدة أم الولد عدة المتوفى عنها زوجها
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر بن أبي
عروبة عن قتادة ومطر الوراق عن رجاء بن حياة فمرة
يحدث عن هذا وأخرى عن ذلك
فصل
في إحداد المعتدة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال
137

الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا معمر عن
الزهري عن عروة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة
تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على هالك أكثر من ثلاث إلا
على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا
ذكر الأمر بالإحداد للمرأة على زوجها أربعة أشهر وعشرا
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد
بن أبي بكر عن مالك عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد
عن عائشة وحفصة أمهات المؤمنين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على
ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر
وعشرا
138

ذكر الزجر عن أن تحد المرأة فوق الثلاث
على أحد من الناس خلا الزوج
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن
بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على
زوج
139

ذكر وصف الاحداد الذي تستعمل المرأة على زوجها
أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
عن حميد بن نافع
عن زينب بنت أبي سلمة أنها أخبرته بهذه الأحاديث
الثلاث قالت زينب دخلت على أم حبيبة حين توفي أبوها أبو
سفيان بن حرب فدعت أم حبيبة بطيب فيه صفرة خلوق أو
غيره فدهنت منه جارية ثم مست به بطنها ثم قالت
والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على
ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا
وقالت زينب دخلت على زينب بنت جحش حين توفي
أخوها عبد الله بن جحش فدعت بطيب فمست منه ثم
قالت والله مالي بالطيب من حاجة غير أني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر لا يحل لامرأة تؤمن بالله
واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا على زوج
أربعة أشهر وعشرا
قالت زينب وسمعت أمي أم سلمة تقول جاءت امرأة
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابنتي توفي عنها
140

زوجها وقد اشتكت عيناها فنكحلها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا مرتين أو ثلاث كل ذلك يقول لا إنما هي أربعة
أشهر وعشر وقد كانت إحداكن في الجاهلية ترمي بالبعرة على
رأس الحول
141

ذكر الإباحة للمرأة في الاحداد
أن تمس الطيب في بعض الأوقات دون بعض
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا يعقوب بن
إبراهيم الدورقي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام
عن حفصة بنت سيرين
عن أم عطية قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة
تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على
زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا لا تكتحل ولا
تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب ولا تمس طيبا إلا عند أدنى
142

طهرها إذا اغتسلت من محيضها نبذة قسط وأظفار
143

ذكر الزجر عن أن تلبس المعتدة
الحلي أو تختضب
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن
أبي بكير قال أخبرني إبراهيم بن طهمان قال حدثني بديل
عن الحسن بن مسلم عن صفية بنت شيبة
عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المتوفى عنها
زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب ولا الممشقة ولا
الحلي ولا تختضب ولا تكتحل
144

17 - كتاب العتق
ذكر البيان بأن الله جل وعلا يعتق من النار
من أعتق رقبة كل عضو منه بعضو منها
أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا أبو الحسن بدمشق
قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال حدثنا عبد الله بن
يوسف قال حدثني عبد الله بن سالم الأشعري قال
حدثني إبراهيم بن أبي عبلة قال كنت جالسا بأريحا
فمر بي واثلة بن الأسقع متوكئا على عبد الله بن الديلمي
فأجلسه ثم جاء إلي فقال عجبت مما حدثني به هذا الشيخ يعني
واثلة قلت ما حدثك قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك
فأتاه نفر
من بني سليم فقالوا يا رسول الله إن صاحبا
لنا قد أوجب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقوا عنه رقبة يعتق
145

الله بكل عضو منها عضوا منه من النار
اسم أبي عبلة شمر بن يقظان بن عامر بن عبد الله
146

ذكر البيان بأن هذا الفضل
إنما يكون إذا كانت الرقبة مؤمنة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث أن صالح بن عبيد حدثه أن نابلا صاحب العباء حدثه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أعتق رقبة
مؤمنة أعتق الله بكل عضو منها عضوا منه من النار
ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون
إذا كان المعتق والمعتقة جميعا مسلمين
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بن سالم قال حدثنا
147

حميد بن زنجويه قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام عن
قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة
عن أبي نجيح السلمي قال حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الطائف وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما رجل مسلم
أعتق رجلا مسلما فإن الله جل وعلا جاعل وقاء كل عظم من
عظام محرره عظما من عظامه من النار وأيما امرأة مسلمة
أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جل وعلا جاعل وقاء كل عظم من
عظام محررها عظما من عظامها من النار
قال الشيخ أبو نجيح هو عمرو بن عبسة
ذكر البيان بأن خير الرقاب وأفضلها
ما كان ثمنها أعلا
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
148

حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن هشام بن
عروة عن أبيه عن أبي مراوح
عن أبي ذر قال قلت يا نبي الله أي العمل
أفضل قال الإيمان بالله والجهاد في سبيله قال قلت أي
الرقاب أفضل يا نبي الله قال أنفسها عند أهلها وأكثرها
ثمنا قال قلت أرأيت إن لم أفعل قال تعين ضعيفا أو
تصنع لأخرق قال قلت أرأيت إن ضعفت قال تكف شرك
عن الناس فإنه صدقة منك على نفسك
عتق العبد المتزوج قبل زوجته
أخبرنا أحمد بن الحسن بن الشرقي حدثنا محمد بن
يحيى الذهلي حدثنا حماد بن مسعدة عن عبيد الله بن موهب عن
القاسم بن محمد
عن عائشة أنه كان لها غلام وجارية زوج فأرادت أن
تعتقهما فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعتقتيهما فابدئي
بالغلام قبل الجارية
149

1 - باب
صحبة المماليك
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير
عن عامر العقيلي أن أباه أخبره
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض
علي أول ثلاثة يدخلون الجنة الشهيد وعبد مملوك أحسن
عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف ذو عيال
151

أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا
سفيان هو بن عيينة عن محمد بن عجلان عن بكير بن الأشج عن
عجلان
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للمملوك طعامه
وكسوته ولا يكلف إلا ما يطيق فإن كلفتموهم فأعينوهم ولا
تعذبوا عباد الله خلقا أمثالكم
152

ذكر كتبة الله جل وعلا الأجر للمسلم
بتخفيفه عن الخادم عمله
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
عبد الله بن يزيد قال حدثني سعيد بن أبي أيوب قال حدثني أبو
هانئ قال
حدثني عمرو بن حريث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما
خففت عن خادمك من عمله كان لك اجرا في موازينك
153

2 - باب
إعتاق الشريك
ذكر الحكم فيمن أعتق نصيبه بين
شركاء في مملوك لهم
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا
ليث بن سعد عن نافع
عن ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أيما
مملوك كان بين شركاء فأعتق أحدهم نصيبه فإنه يقوم في
مال الذي أعتق قيمة عدل فيعتق إن بلغ ذلك ماله
154

ذكر البيان بأن المعتق نصيبه من مملوكه
إذا كان معدما كان نصيبه الذي أعتق جائزا عتقه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعتق شركا له
في عبد فكان له مال يبلغ ثمن العبد قوم عليه قيمة العدل
وأعطى شركاءه حصصهم وأعتق عليه العبد وإلا فقد عتق منه
ما عتق
155

ذكر البيان بأن الشريك إذا أعتق نصيبه
والمعتق معدم لم يكن على العبد شئ
وقد عتق منه ما عتق
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا حدثنا محمود بن
خالد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو معيد عن سليمان بن موسى
عن نافع
عن بن عمر وعن عطاء عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أعتق عبدا وله فيه شريك وله وفاء فهو حر ويضمن
نصيب شركائه بقيمة عدل لما أساء مشاركتهم وليس على العبد
شئ
أبو معيد هذا اسمه حفص بن غيلان الرعيني من ثقات
أهل الشام وفقهائهم
ذكر إباحة استسعاء العبد في نصيب المعتق لفك رقبته
أخبرنا الفضل بن الحباب بخبر غريب حدثنا إبراهيم بن
بشار الرمادي حدثنا سفيان بن عيينة عن سعيد بن أبي عروبة
156

ويحيى بن صبيح عن قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أيما عبد كان بين
اثنين فأعتق أحدهما نصيبه فإن كان موسرا قوم عليه وإن
كان معسرا استسعي العبد غير مشقوق عليه
ذكر البيان بأن العبد إنما يستسعى في نصيبه المعتق
بعد أن يقوم العجلي قيمة عدل
لا وكس فيه ولا شطط
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
157

إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا بن أبي عروبة عن قتادة
عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعتق شقصا
في مملوك فعليه خلاصه في ماله إن كان له فإن لم يكن له
مال قوم العبد قيمة عدل ثم يستسعى في نصيب الذي لم يعتق
غير مشقوق عليه
158

3 - باب
العتق في المرض
ذكر ما يحكم لمن أعتق عبيدا له عند موته
لا مال له غيرهم
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن يزيد بن
زريع عن يونس بن عبيد عن الحسن
عن عمران بن حصين أن رجلا كان له ستة أعبد فأعتقهم
عند موته ولم يكن له مال غيرهم فرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فكرهه وجزأهم ثلاثة أجزاء فأقرع بينهم فأعتق اثنين
وأرق أربعة
159

4 - باب الكتابة
ذكر الاخبار عن كيفية الكتابة للمكاتب
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
عثمان قال حدثنا الوليد عن بن جريج قال أخبرني عطاء عن
عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال يا رسول الله
إنا نسمع منك أحاديث أفتأذن لنا أن نكتبها قال نعم
فكان أول ما كتب كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة لا يجوز
شرطان في بيع واحد ولا بيع وسلف جميعا ولا بيع ما لم
يضمن ومن كان مكاتبا على مائة درهم فقضاها إلا عشرة
دراهم فهو عبد أو على مائة أوقية فقضاها إلا أوقية فهو
عبد
161

ذكر البيان بأن المكاتبة عليها أن تحتجب
عن مكاتبها إذا علمت أن عنده الوفاء لما كوتب عليه
أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى أخبرنا بن
وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب حدثني نبهان مولى أم سلمة
أن أم سلمة كاتبته فبقي من كتابته ألفا درهم قال
نبهان كنت أمسكها لكي لا تحتجب عني أم سلمة قال
فحججت فرأيتها بالبيداء فقالت لي من ذا فقلت أنا أبو
يحيى فقالت لي أي بني تدعو إلي بن أخي محمد بن
عبد الله بن أبي أمية وتعطي في نكاحه الذي لي عليك وأنا
أقرأ عليك السلام قال فبكيت وصحت وقلت والله لا
ادفعها إليه أبدا فقالت أي بني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا كان عند مكاتب إحداكن ما يقضي عنه فاحتجبي فوالله
لا تراني إلا أن تراني في الآخرة
163

5 - باب أم الولد
ذكر الإباحة للمرء في الضرورة بيع أم ولده
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
روح بن عبادة قال حدثنا بن جريج قال أخبرني أبو الزبير
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول كنا نبيع سرارينا أمهات
الأولاد والنبي صلى الله عليه وسلم حي فينا فلا يرى بذلك بأسا
165

ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب هو الذي نهى
عن بيع أمهات الأولاد
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة
عن قيس بن سعد عن عطاء بن أبي رباح
عن جابر بن عبد الله قال كنا نبيع أمهات الأولاد على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر فلما كان عمر نهى عن
بيعهن
166

6 - باب الولاء
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت جاءتني بريرة فقالت إني كاتبت
أهلي على تسع أواق في كل عام أوقية فأعينيني فقالت
عائشة إن أحب أهلك أن أعدها لهم عددتها لهم ويكون
لي ولاؤك فذهبت بريرة إلى أهلها فقالت لهم ذلك فأبوا
عليها فجاءت من عند أهلها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس فقالت
إني قد عرضت عليهم ذلك فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم
فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألها فأخبرته عائشة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خذيها واشترطي لهم الولاء فإنما الولاء
لمن أعتق قالت عائشة ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد ما بال رجال
يشترطون شروطا ليست في
كتاب الله ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط قضاء الله
أحق وشرط الله أوثق وإنما الولاء لمن أعتق
167

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة اشترطي
لهم الولاء لفظة أمر مرادها نفي جواز استعمال ذلك الفعل لو
فعلته لا الأمر به والدليل على صحة هذا أنه صلى الله عليه وسلم في عقب
هذا القول قام خطيبا للناس وأخبرهم أن الولاء لمن أعتق لا
لمن اشترط له ونظير هذه اللفظة في السنن قوله صلى الله عليه وسلم لبشير بن
سعد في قصة النحل اشهد على هذا غيري أراد به
الإعلام أنك لو فعلت هذا الفعل لم يجز لأنه جور ولو جاز
شهادة غيره لجازت شهادته ولم يكن جورا
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عائشة
أعانت بريرة في كتابتها
من غير أن تكون قد اشترتها أو أعتقتها
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد
ابن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد
عن عمرة بنت عبد الرحمن أن بريرة جاءت تستعين
عائشة فقالت عائشة إن أحب أهلك أن أصب لهم عنك
صبة فأعتقك فعلت ويكون لي ولاؤك فذكرت ذلك بريرة
168

لأهلها فقالوا لا إلا أن يكون الولاء لنا قال يحيى فزعمت
عمرة أن عائشة ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لا يمنعك
ذلك اشتريها وإعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق
قال أبو حاتم رضي الله عنه فهذا آخر جوامع يجري الأمر
عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكرناها بفصولها وأنواع تقاسيمها وقد
بقي من الأوامر أحاديث بددناها في سائر الأقسام لأن تلك
المواضع بها أشبه كما بددنا منها في الأوامر للبغية في القصد
فيها وإنما نملي بعد هذا القسم الثاني الذي هي النواهي
بتفصيلها وتقسيمها على حسب ما أملينا الأوامر إن قضى الله
ذلك وشاءه جعلنا الله ممن أغضى في الحكم في دين الله عن
أهواء المتكلفين ولم يعرج في النوازل على آراء المقلدين من الأهواء المعكوسة والآراء المنحوسة إنه خير مسؤول
169

ذكر إيجاب دخول النار للمتولي غير مواليه في الدنيا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن
صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني
حصن عن أبي سلمة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تولى إلى غير
مواليه فليتبوأ مقعده من النار
قال أبو حاتم رضي الله عنه حصن هذا هو حصن بن
عبد الرحمن التراغمي من أهل دمشق جد سلمة بن العيار
له حديثان غير هذا
170

18 - كتاب الأيمان
ذكر الاخبار عما يجب على المرء
من حفظ نفسه في الأيمان والشهادات
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن
عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس خير
قال قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يجئ
قوم تبدر شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته
171

ذكر إباحة حلف الإنسان بالله جل وعلا
وإن لم يحلف إذا أراد بذلك تأكيد قوله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله ذات يوم غلمان وإماء
وعبيد من الأنصار فقال والله إني لأحبكم
172

ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يحلف في كلامه
إذا أراد التأكيد لقوله الذي يقوله
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا
عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم
عن المستورد بن شداد أخي بني فهر قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول والله ما الدنيا في الآخرة إلا كما
يجعل أحدكم إصبعه في اليم فلينظر بم ترجع
173

ذكر الاستحباب للمرء إذا حلف
أن يحلف برب محمد صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني أخي عن
سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يخفى علي
حين تكونين غضبى وحين تكونين راضية إذا كنت غضبى
قلت لا ورب إبراهيم وإذا كنت راضية قلت لا ورب
محمد فقلت صدقت إنما اهجر اسمك قالت فقلت
يا رسول الله أرأيت لو نزلت واديا فيه شجر كثير قد أكل منها
ووجدت شجرة لم يؤكل منها في أيها كنت ترتع بعيرك قال
في الذي لم يرتع فيها تريد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتزوج بكرا
غيرها
174

ذكر ما كان يحلف به النبي صلى الله عليه وسلم
في بعض الأحوال
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
وكيع قال حدثنا سفيان عن موسى بن عقبة عن سالم
عن ابن عمر قال كان يمين النبي صلى الله عليه وسلم التي يحلف
عليها لا ومقلب القلوب
175

ذكر الاخبار عن وصف اللغو
الذي لا يؤاخذ الله العبد به في كلامه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حميد بن مسعدة
قال حدثنا حسان بن إبراهيم
عن إبراهيم الصائغ قال سألت عطاء عن اللغو في
اليمين فقال قالت عائشة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو
كلام الرجل كلا والله وبلى والله
176

ذكر الاخبار بأن الأيمان والعقود
إذا اختلجت ببال المرء لا حرج عليه بها
ما لم يساعده الفعل أو النطق
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي
قال حدثنا همام عن قتادة عن زرارة بن أوفى
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز
لأمتي عن كل شئ حدثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل
به
178

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن هذا الخبر تفرد به قتادة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا سالم بن نوح قال حدثنا يونس بن
عبيد عن زرارة بن أوفى
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تجاوز
لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تنطق أو تعمل به
ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا حلف له اخوه المسلم
ينبغي أن يصدقه على يمينه وإن
علم منه ضده
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عيسى
ابن مريم رجلا سرق فقال عيسى أسرقت قال كلا والذي
لا إله إلا هو فقال عيسى آمنت بالله وكذبت عيني
179

ذكر الخبر الدال على أن الحالف إذا أراد أن يحلف على شئ
يجب أن يعقب يمينه الاستثناء
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا نصر بن
علي قال حدثنا عبد الله بن داود عن هشام بن عروة عن أبي
الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حلف سليمان بن
داود ليطوفن على مائة امرأة كل امرأة منهن تحمل غلاما
يجاهد في سبيل الله قال فلم تحمل منهن إلا امرأة واحدة
نصف غلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قال إن شاء الله
كان كما قال
180

ذكر البيان بأن الملك قد لقنه الاستثناء
عند يمينه إلا أنه نسي
أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وهشام بن حجير عن
طاووس
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حلف سليمان بن داود
ليطوفن الليلة بتسعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يقاتل في
سبيل الله فقال له صاحبه أو الملك قل إن شاء الله فنسي
وأطاف تلك الليلة بتسعين امرأة فما جاءت امرأة منهن إلا واحدة
بشق غلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو قال إن شاء الله لم يحنث
وكان أدرك حاجته
ذكر إباحة الاستثناء للحالف في يمينه إذا أعقبها إياه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا بن عيينة عن أيوب عن نافع
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف فقال
إن شاء الله فقد استثنى
182

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به أيوب السختياني
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عيسى بن
مثرود الغافقي حدثنا بن وهب عن سفيان عن أيوب بن موسى
عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال
إن شاء الله لم يحنث
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
ما رواه إلا نافع عن بن عمر
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي حدثنا نوح بن
حبيب حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن بن طاووس عن أبيه
183

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف فقال إن
شاء الله فقد استثنى
ذكر البيان بأن المرء مخير عند استثنائه في اليمين
بين أن يترك يمينه أو يمضي فيها
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا عمر بن يزيد
السياري حدثنا عبد الوارث بن سعيد حدثنا أيوب عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف
فاستثنى فهو بالخيار إن شاء مضى وإن شاء ترك غير
حنث
184

ذكر نفي الحنث عن من استثنى في يمينه
بعد سكتة يسيرة
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري وأبو يعلى قالا
حدثنا عبد الغفار بن عبد الله الزبيري أخبرنا علي بن مسهر عن
مسعر عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لأغزون
قريشا والله لأغزون قريشا والله لأغزون قريشا ثم سكت
فقال إن شاء الله
185

ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنة للتارك يمينه
بأخذ ما هو خير منه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا بشر بن الحكم حدثنا
سفيان حدثنا سليمان الأحول عن أبي معبد
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على ملك
يمينه أن يضربه فكفارته تركه ومع الكفارة حسنة
ذكر الأمر بترك اليمين للحالف إذا علم تركه
خير من المضي في يمينه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس حدثنا
عبد الملك بن إبراهيم الجدي عن شعبة عن عبد العزيز بن رفيع
عن تميم بن طرفة الطائي
عن عدي بن حاتم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على
186

يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير ثم ليترك
يمينه
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع عن
تميم بن طرفة
عن عدي بن حاتم أن رجلا جاءه فسأله نفقة فقال ما
عندي شئ أعطيكه إلا درعي ومغفري فأكتب إلى أهلي أن
تعطيكها فلم يرض فحلف أن لا يعطيه شيئا ثم رضي
الرجل فقال عدي لولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
187

من حلف على يمين ثم رأى ما هو أتقى لله منها فليأت
التقوى ما حنثت
ذكر البيان بأن الحالف إنما أمر بترك يمينه
إذا رأى ذلك خيرا له مع الكفارة
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة وإبراهيم بن
أبي أمية بطرسوس قالا حدثنا عمر بن يزيد السياري حدثنا
مسلم بن خالد الزنجي حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير
وليكفر عن يمينه
188

ذكر خبر ثان يصرح بأن الحالف مأمور بالكفارة
عند تركه اليمين إذا رأى ذلك خيرا له
من المضي فيه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن
مسرهد حدثنا معتمر بن سليمان عن يونس بن عبيد عن الحسن
عن عبد الرحمن بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أتتك عن مسألة
وكلت إليها وإن أتتك من غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت
على يمين ورأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر
عن يمينك
189

ذكر الخبر الدال على أن المرء مباح له أن يبدأ بالكفارة
قبل الحنث إذا رأى ترك اليمين خيرا من المضي فيه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من حلف على
يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي
هو خير
190

ذكر الإباحة للحالف أن يحنث يمينه إذا
رأى ذلك خيرا من المضي فيه
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
سالم بن نوح قال حدثنا الجريري عن أبي عثمان
عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق قال نزل علينا
أضياف لنا وكان أبي يتحدث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل
فانطلق وقال يا عبد الرحمن أفرغ من أضيافك فلما
أمسيت جئنا بقراهم فأبوا وقالوا حتى يجئ أبوك منزله
فيطعم معنا فقلت إنه رجل حديد وإنكم إن لم تفعلوا
خفت أن يصيبني منه أذى فأبوا علينا
فلما جاء قال قد فرغتم من أضيافكم فقالوا لا والله فقال
ألم آمر عبد الرحمن وتنحيت قال أقسمت عليك إن
كنت تسمع صوتي إلا جئت فجئت فقلت والله ما لي ذنب
هؤلاء أضيافك فسلهم قد أتيتهم بقراهم فأبوا أن يطعموا
حتى تجئ فقال ما لكم لا تقبلون عنا قراكم وقال أبو
191

بكر والله لا أطعمه الليلة قالوا فوالله لا نطعمه حتى
تطعمه فقال لم أر كالشر منذ الليلة ثم قال أما الأول
فمن الشيطان فهلموا قراكم فجئ بالطعام فسمى الله
وأكل وأكلوا فلما مطرف غدا على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله بروا وحنثت فقال بل أنت أبرهم
وخيرهم
192

ذكر ما يستحب للمرء إذا حلف على يمين
أن يأتي ما هو خير له من المضي في يمينه دونه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن عمه
عن عمران بن حصين قال اتى أبو موسى الأشعري
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحمله لنفر من قومه فقال والله لا أحملهم
فأتي رسول الله بنهب من إبل ففرقها فبقي منها خمس
عشرة فقال أين عبد الله بن قيس قال هو ذا هو
فقال خذ هذه فاحمل عليها قومك قال يا رسول الله
إنك كنت قد حلفت قال وإن كنت حلفت
193

ذكر الإباحة للمرء المضي في يمينه
إذا رأى ذلك خيرا له
أخبرنا القطان بالرقة حدثنا عمر بن يزيد السياري
حدثنا مسلم بن خالد الزنجي عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو
خير وليكفر عن يمينه
194

ذكر ما يستحب للإمام عندما سبق منه
من يمين إمضاء ما رأى خيرا له
دون التعرج على يمينه التي مضت
أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد قال حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا الطفاوي قال حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حلف على يمين
لم يحنث حتى نزلت كفارة اليمين فقال صلى الله عليه وسلم لا احلف على
يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير وكفرت
عن يميني
195

ذكر وصف بعض الأيمان التي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم
يمضي ضدها إذا سبقت منه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا أبو
السليل عن زهدم
عن أبي موسى الأشعري قال كنا مشاة فأتينا نبي
الله صلى الله عليه وسلم نستحمله فقال والله لا أحملكم اليوم أو قال
والله لا أحملكم قال فلما رجعنا إلى المنزل أو قال
حين رجعنا إلى المنزل أتاه قطيع من إبل فإذا قد بعث إلينا
بثلاث بقع الذرى قال بعضنا لبعض أنركب وقد حلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فقلنا
يا نبي الله إنك قد حلفت
قال إني والله ما أحملكم إنما حملكم الله وما على
الأرض من يمين احلف عليها ثم أرى خيرا منها إلا أتيتها أو
أتيته
196

ذكر نفي جواز مضي المرء في أيمانه ونذوره
التي لا يملكها أو يشوبها بمعصية الله جل وعلا
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن يزيد بن
زريع حدثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب
عن سعيد بن المسيب أن أخوين من الأنصار كان بينهما
ميراث فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال أداء عدت تسألني
القسمة لم أكلمك ابدا وكل مال لي في رتاج الكعبة فقال
عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الكعبة لغنية عن مالك كفر
عن يمينك وكلم أخاك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا
يمين عليك ولا نذر في معصية ولا في
قطيعة رحم ولا فيما
لا تملك
ذكر الزجر عن أن يكثر المرء من الحلف في أسبابه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو الشعثاء هو
علي بن الحسين الواسطي قال حدثنا أبو معاوية عن بشار بن
كدام عن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
197

عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الحلف
حنث أو ندم
قال أبو حاتم رضي الله عنه ليس لبشار حديث مسند غير
هذا وهو أخو مسعر بن كدام وأبو الشعثاء علي بن
198

الحسين بن سليمان واسطي ثقة
ذكر الزجر عن أن يحلف المرء بغير الله
أو يكون في يمينه غير بار
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ
حدثنا أبي قال حدثنا عوف عن بن سيرين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا
بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا إلا بالله ولا
تحلفوا إلا وأنتم صادقون
ذكر الزجر عن أن يحلف المرء بشئ
سوى الله جل وعلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن عمر
الجعفي قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الحسن بن عبيد الله
النخعي
عن سعد بن عبيدة قال كنت عند بن عمر فحلف
199

رجل بالكعبة فقال بن عمر ويحك لا تفعل فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حلف بغير الله فقد أشرك
200

ذكر البيان بأن المرء منهي عن أن يحلف بشئ
غير الله تعالى
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك عمر بن الخطاب وهو
يسير في ركب وهو يحلف بأبيه فقال
إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمن كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت
201

ذكر الزجر عن أن يحلف المرء بأبيه أو بشئ
غير الله جل وعلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر
عن نافع
عن بن عمر قال أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب
وهو يحلف بأبيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الله ينهاكم أن تحلفوا
بآبائكم فليحلف حالف بالله أو ليسكت
ذكر العلة التي من اجلها زجر عن الحلف بالآباء
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني
عبد الله بن دينار
204

أنه سمع ابن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان
حالفا فلا يحلف إلا بالله وكانت قريش تحلف بآبائها
فقال لا تحلفوا بآبائكم
ذكر الزجر عن حلف المرء بالأمانة إذا أراد القسم
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا هناد بن
السري قال حدثنا وكيع عن الوليد بن ثعلبة الطائي عن بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خبب زوجة
امرء أو مملوكه فليس منا ومن حلف بالأمانة فليس منا
205

ابن بريدة عبد الله بن بريدة بن حصيب
ذكر الأمر بالشهادة مع التفل عن يسار
ثلاثا لمن حلف باللات والعزى
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
مصعب بن سعد
عن أبيه قال حلفت باللات والعزى فقال أصحابي
قلت هجرا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن العهد
كان قريبا وحلفت باللات والعزى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قل لا إله إلا الله وحده ثلاثا ثم اتفل عن يسارك ثلاثا
206

وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولا تعد
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا
من الشيطان لمن حلف بغير الله تعالى
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل
الطالقاني قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي
إسحاق عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه قال حلفت باللات والعزى فقال لي
أصحابي لقد قلت هجرا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت إن العهد
كان حديثا وإني حلفت باللات والعزى فقال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لا إله إلا الله وحده ثلاثا وانفث عن
شمالك ثلاثا وتعوذ بالله من الشيطان ولا تعد
207

ذكر الزجر عن أن يحلف المرء بسائر الملل
سوى الإسلام
أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن
بقية قال حدثنا خالد عن خالد عن أبي قلابة
عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف
بملة سوى الإسلام كاذبا متعمدا فهو كما قال ومن قتل
نفسه بشئ عذب به في نار جهنم
208

ذكر التغليظ على من حلف كاذبا بالملل
التي هي غير الإسلام
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي قلابة
عن ثابت بن الضحاك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
حلف بملة سوى الإسلام كاذبا فهو كما قال ومن قتل نفسه
بشئ في الدنيا عذب به يوم القيامة
209

ذكر إيجاب دخول النار
للحالف على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن هشام بن عتبة بن أبي
وقاص عن عبد الله بن نسطاس
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حلف على
منبري هذا بيمين آثمة تبوأ مقعده من النار
210

ذكر الزجر عن استعمال المحالفة
التي كان يفعلها أهل الجاهلية
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أبو نعيم
الحلبي قال حدثنا جرير عن اني عن أبيه عن شعبة بن التوأم
أن قيس بن عاصم سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف فقال لا
حلف في الإسلام
211

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا جعفر بن حميد الكوفي
قال حدثنا شريك عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حلف في
الإسلام وما كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة أو
حدة
213

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما زجرهم عن
إنشاء الحلف في الإسلام لا فسخ ما كانوا عليه في
الجاهلية
أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح قال حدثنا
مسروق بن المرزبان قال حدثنا بن أبي زائدة عن أبيه عن
سعد بن إبراهيم عن أبيه
عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في
الإسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا
شدة
214

ذكر خبر أوهم عالما من الناس
أن سعد بن إبراهيم لم يسمع هذا الخبر من أبيه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
إسحاق الأزرق قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن سعد بن
إبراهيم عن نافع بن جبير بن مطعم
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حلف في الإسلام
وأيما حلف كان في الجاهلية فإن الإسلام لم يزده إلا شدة
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر سعد بن إبراهيم عن أبيه
عن جبير وسمعه من نافع بن جبير عن أبيه فالإسنادان
محفوظان
215

ذكر خبر فيه شهود المصطفى صلى الله عليه وسلم حلف المطيبين
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
شهدت مع عمومتي حلف المطيبين فما أحب أن لي حمر
النعم وإني أنكثه
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما أومأنا إليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا معلى بن مهدي حدثنا
أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شهدت من
حلف قريش إلا حلف المطيبين وما أحب أن لي حمر النعم
216

وإني كنت نقضته قال والمطيبون هاشم وأمية وزهرة
ومخزوم
قال أبو حاتم أضمر في هذين الخبرين من يريد به
شهدت من حلف المطيبين لأنه صلى الله عليه وسلم لم يشهد حلف المطيبين لأن
حلف المطيبين كان قبل مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما شهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم حلف الفضول وهم من المطيبين قد
ذكرت الكلام على هذا الخبر بتفصيل في كتاب التوريث
والحجب
217

كتاب النذور
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عثمان بن أبي
شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن عبد الله بن مرة الهمداني
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن النذر
219

ذكر العلة التي من اجلها زجر عن النذر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
المنهال قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم
عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنذروا فإن
النذر لا يرد من القدر شيئا وإنما يستخرج به من البخيل
220

ذكر خبر ثان يصرح بذكر العلة التي ذكرناها قبل
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو
عوانة عن منصور عن عبد الله بن مرة
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن النذر لا يرد
شيئا ولكن يستخرج من البخيل
221

ذكر الاخبار عما يجب على المرء من
قلة الاشتغال بالنذر في أسبابه
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي
عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة
عن سعيد بن الحارث قال كنت عند عبد الله بن
عمر بن الخطاب إذا جاءه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن إن
ابنا لي كان بأرض فارس فوقع بها الطاعون فنذرت إن
الله نجى لي مشهور أن يمشي إلى الكعبة وإن مشهور قدم
فمات فقال له عبد الله أوف بنذرك فقال له الرجل إنما
نذرت أن يمشي مشهور وإن مشهور قد مات فغضب عبد الله
وقال أولم تنهوا عن النذر سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن
222

النذر لا يقدم شيئا ولا يؤخره ولكن الله ينزع به من البخيل
فلما رأيت ذلك قلت للرجل انطلق إلى سعيد بن
المسيب فسله فانطلق إليه فسأله ثم رجع فقلت
ماذا قال لك قال امش عن ابنك قال أيجزئ عني ذلك
فقال سعيد بن المسيب أرأيت لو كان على ابنك دين فقضيته
أكان يجزئ عنه قلت بلى قال
فامش عن ابنك
223

ذكر الإباحة للمرء الوفاء بنذر تقدم منه
في الجاهلية
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن
نافع
عن بن عمر أن عمر نذر أن يعتكف ليلة في المسجد
الحرام في الجاهلية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أوف
بنذرك
224

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي
قال حدثنا يحيى القطان قال أخبرنا عبيد الله بن عمر قال أخبرنا
نافع
عن بن عمر أن عمر قال يا رسول الله صلى الله
عليك إني نذرت أن اعتكف ليلة في المسجد الحرام في
الجاهلية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوف بنذرك
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد للخبرين اللذين ذكرناهما
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أيوب عن
نافع
225

عن بن عمر أن عمر قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حنين سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نذر كان نذره في الجاهلية
اعتكاف يوم فأمره به قال فانطلق بين يديه قال عروبة
معي بجارية أصابها من سبي حنين قال فجعلتها في بيوت
الأعراب حتى نزلت فإذا انا بسبي حنين فخرجوا يسعون
يقولون قد أعتقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر لعبد الله اذهب
فأرسلها قال فذهبت فأرسلتها
قال أبو حاتم ألفاظ أخبار بن عمر مصرحة أن عمر نذر
اعتكاف ليلة إلا هذا الخبر فإن يسير أن عمر نذر اعتكاف
يوم فإن صحت هذه اللفظة
يشبه أن يكون ذلك يوما أراد به
226

بليلته وليلة أراد بها بيومها حتى لا يكون بين الخبرين
تضاد
ذكر الإباحة للمرء الركوب إذا نذر أن
يمشي إلى البيت العتيق
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الملك بن
شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي عن الهقل بن زياد عن
الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن وابنه المدني عن يحيى بن سعيد
الأنصاري أن حميدا الطويل أخبره
أنه سمع أنس بن مالك يقول مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل
يهادى بين اثنين فسأل عنه فقالوا نذر أن يمشي يعني إلى
الكعبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لغني عن تعذيب هذا
نفسه وأمره أن يركب
227

والليث والهقل والأوزاعي كلهم أقران
وعبد الرحمن بن وابنه ويحيى بن سعيد وحميد أقران
روى بعضهم عن بعض قاله الشيخ رحمه الله
ذكر إباحة ركوب الناذر المشي
إلى بيت الله الحرام جل وعلا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير
قال حدثنا يزيد بن زريع عن حميد عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يهادى بين
اثنين فقال ما له قالوا نذر أن يحج ماشيا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله غني عن مشي هذا فليركب
228

ذكر الأمر للناذر الحج ماشيا
بالركوب مع الكفارة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى
قال حدثنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن
كريب
عن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
أختي جعلت على نفسها أن تحج ماشية قال فمرها فلتركب
ولتكفر
229

قال أبو حاتم يشبه أن تكون هذا جعلت على نفسها أن
تحج ماشية باليمين أو النذر لا كفارة فيه
ذكر الأمر بوفاء نذر الناذر إذا نذر
ما لله فيه طاعة
أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا حدثنا
إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا وهيب عن أيوب عن
عكرمة
عن بن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ رأى رجلا
قائما في الشمس فسأل عنه فقالوا هذا أبو إسرائيل نذر
أن يقوم في الشمس فلا يقعد ولا يستظل ولا يتكلم ولا
230

يفطر فقال مروه فليقعد وليستظل وليتكلم وليصم ولا يفطر
231

ذكر الخبر الدال على إباحة قضاء الناذر
نذره إذا لم يكن بمحرم عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا زياد بن
أيوب قال حدثنا أبو تميلة يحيى بن واضح قال حدثنا الحسين بن
واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض مغازيه
فجائت جارية سوداء فقالت يا رسول الله إني نذرت إن
ردك الله سالما أن اضرب على رأسك بالدف فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن نذرت فافعلي وإلا فلا قالت إني
كنت نذرت فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربت بالدف
232

ذكر البيان بأن نذر المرء فيما ليس لله
فيه رضا لا يحل له الوفاء به
أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يطيع الله
فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه
233

ذكر الزجر عن وفاء الناذر بنذره
إذا كان لله فيه معصية
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا الحسن بن
ناصح أسمع قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثني علي بن
المبارك عن أيوب السختياني ويحيى بن أبي كثير عن القاسم
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يطيع الله
فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه
234

ذكر البيان بأن النذر إذا كان لله فيه معصية
ليس على الناذر الوفاء به
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن طلحة بن عبد الملك
الأيلي عن القاسم بن محمد
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يطيع
الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به طلحة بن عبد الملك
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي
قال حدثني محمد بن أبان قال حدثنا القاسم بن محمد
قال حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يعصي الله فلا يعصه
235

ذكر الزجر عن أن يفي المرء بنذر المعصية
وما لم يكن مالكا له في وقت نذره
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال
حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب
عن عمران بن حصين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا وفاء لنذر
في معصية ولا وفاء لنذر في ما لا يملك العبد أو بن
آدم
236

ذكر الاخبار عن نفي جواز وفاء الناذر
إذا نذر فيما لا يملك أو كان لله في معصية
أخبرنا أبو يعلى حدثنا زكريا بن يحيى زحمويه حدثنا
هشيم عن منصور عن الحسن
عن عمران بن حصين أن امرأة من المسلمين سباها
المشركون وكانوا أصابوا ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك
فوجدت من القوم غفلة فنذرت إن الله أنجاها عليها أن
تنحرها قال فأنجاها وقدمت المدينة فذهبت لتنحرها
فمنعها الناس وذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بئسما جزيتيها ثم قال لا وفاء لابن آدم في معصية ولا
فيما لا يملك
237

ذكر الأمر بقضاء نذر الناذر إذا مات
قبل أن يفي بنذره
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود
عن بن عباس أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن أمي ماتت وعليها نذر لم تقضه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقضه عنها
238

ذكر الإباحة للمرء أن يقضي نذر الناذرة
إذا ماتت قبل قضاء نذرها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي
قال أخبرنا ليث بن سعد عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
عن ابن عباس أن سعد بن عبادة استفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم في
نذر نذرته أمه ثم ماتت قبل أن تقضيه فقال اقضه
عنها
ذكر الإباحة للمرء قضاء نذر الناذرة
إذا ماتت قبل أن تفي به
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن
عمر بن أبان قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن
239

بكر بن وائل عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس قال جاء سعد بن عبادة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إن أمي ماتت وعليها نذر لم تقضه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
اقضه عنها
ذكر البيان بأن نذر الناذرة إذا ماتت قبل أن تفي بنذرها
لبعض قرابتها قضاء ذلك النذر عنها
وإن كان النذر صوما
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن معدان
الحراني قال حدثنا سليمان بن عبيد الله قال حدثنا عبيد الله بن
عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن
أمي ماتت وعليها صوم من نذر فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أكنت
قاضية عن أمك دينا لو كان عليها قالت نعم قال
فصومي عن أمك
240

كتاب الحدود
ذكر الاخبار عن فضل إقامة الحدود
من الأئمة العدول
أخبرنا بن قتيبة حدثنا محمد بن قدامة حدثنا ابن
علية عن يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن
عمرو
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إقامة حد
بأرض خير لأهلها من مطر أربعين صباحا
243

ذكر الأمر بإقامة الحدود في البلاد
إذ إقامة الحد في بلد يكون أعم نفعا من اضعافه القطر
إذا عمته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن
سهم قال حدثنا بن المبارك قال أخبرنا عيسى بن يزيد عن
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حد يقام في
الأرض خير من مطر أربعين صباحا
ذكر إباحة التوقف في إمضاء الحدود
واستئناف أسبابها بما فيه الاحتياط للرعية
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج
244

قال أخبرني أبو الزبير ان عبد الرحمن بن الصامت بن عم أبي هريرة
أخبره
انه سمع أبا هريرة يقول جاء الأسلمي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أربع مرات بالزنى يقول
أتيت امرأة حراما وفي ذلك يعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
أقبل في الخامسة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له أنكتها فقال
نعم فقال هل غاب ذلك منك فيها كما يغيب المرود في
المكحلة والرشاء في البئر فقال نعم فقال فهل تدري
ما الزنى قال نعم أتيت منها حراما مثل ما يأتي الرجل من
امرأته حلالا قال فما تريد بهذا القول قال أريد أن
تطهرني فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجم فرجم
فسمع رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه
انظروا إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم
رجم الكلب قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنهما فمر بجيفة
حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالا نحن ذا
يا رسول الله فقال لهما كلا من جيفة هذا الحمار فقالا
يا رسول الله ورجاله الله لك من يأكل من هذا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نلتما من عرض هذا الرجل آنفا أشد من
أكل هذه الجيفة فوالذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار
الجنة
245

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رد ماعز بن مالك
في المرار الأربع وأمر به فطرد
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن الحارث البزار قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي
عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي الزبير المكي عن
عبد الرحمن بن الهضهاض الدوسي
عن أبي هريرة قال جاء ماعز بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن الأبعد قد زنى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ويلك وما
246

يدريك ما الزنى ثم أمر به فطرد واخرج ثم أتاه الثانية
فقال يا رسول الله إن الأبعد قد زنى فقال ويلك وما
يدريك ما الزنى فطرد وأخرج ثم أتاه الثالثة فقال يا
رسول الله إن الأبعد قد زنى قال ويلك وما يدريك ما
الزنى قال أتيت امرأة حراما مثل ما يأتي الرجل من
امرأته فأمر به فطرد وأخرج ثم أتاه الرابعة فقال يا
رسول الله إن الأبعد قد زنى قال ويلك وما يدريك ما
الزنى قال أدخلت وأخرجت قال نعم فأمر به أن
يرجم فلما وجد مس الحجارة تحمل إلى شجرة فرجم عندها
حتى مات
فمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك معه نفر من أصحابه فقال
رجل منهم لصاحبه وأبيك إن هذا لهو الخائب أتى النبي صلى الله عليه وسلم
مرارا كل ذلك يرده حتى قتل كما يقتل الكلب فسكت عنهما
النبي صلى الله عليه وسلم حتى مر بجيفة حمار شائلة رجلها فقال كلا من
هذا قالا من جيفة حمار يا رسول الله قال فالذي نلتما
من عرض أخيكما أكثر والذي نفس محمد صلى الله عليه وسلم بيده إنه لفي
نهر من أنهار الجنة يتقمص
247

ذكر وصف تقمص ماعز بن مالك الذي ذكرناه في الجنة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي الزبير
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال لقد
رأيته يتخضخض في أنهار الجنة
ذكر الخبر الدال على أن الحدود يجب أن تقام
على من وجبت شريفا كان أو وضيعا
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا يزيد بن
موهب حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة أن قريشا أهمتهم شأن المرأة المخزومية التي
سرقت فقالوا من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ومن
يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمه
أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشفع في حد من حدود الله
ثم قام فاختطب فقال إنما هلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا
سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا
عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سرقت
لقطعت يدها
248

ذكر الاخبار بأن الحدود تكون كفارات لأهلها
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي
250

قال حدثني يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن عمه
عن عمران بن حصين قال أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من
جهينة فقالت يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم وليها فقال أحسن إليها حتى تضع ما
في بطنها فإذا وضعت فأتني بها فلما وضعت أتى بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها فشد عليها ثيابها ثم أمر بها
فرجمت ثم صلى عليها فقال عمر يا رسول الله أتصلي
عليها وقد زنت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو قسمت
على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من
أن جادت بنفسها لله جل وعلا
251

قال أبو حاتم رضي الله عنه وهم الأوزاعي في كنية
عم أبي قلابة إذ الجواد يعثر فقال عن أبي قلابة عن
عمه أبي المهاجر وإنما هو أبو المهلب اسمه عمرو بن
معاوية بن زيد الجرمي من ثقات التابعين وسادات أهل
البصرة
ذكر الخبر الدال على أن إقامة الحدود
تكفر الجنايات عن مرتكبها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن أبي الزبير
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال لقد
رأيته يتخضخض في أنهار الجنة
252

ذكر البيان بأن من عجل له العقوبة بالحدود
تكون إقامتها كفارة لها
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا أبو
كامل الجحدري قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا خالد
الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء
عن عبادة بن الصامت قال أخذ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
أخذ على النساء منا وقال من أصاب منكم منهن حدا
فعجلت له عقوبته فهو كفارته ومن أخر عنه فأمره إلى الله
إن شاء رحمه وإن شاء عذبه
253

ذكر الأمر بالقتل لمن أراد أن يفرق أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم
بفراقه الجماعة وهم جميع
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
حجاج بن محمد حدثنا شعبة عن زياد بن علاقة قال
سمعت عرفجة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنها
ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهم
جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان
255

ذكر الاخبار عن إباحة قتل المرء المسلم
إذا ارتكب إحدى الخصال الثلاث
التي من اجلها أبيح دمه
أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم
الدورقي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا سفيان عن الأعمش
عن عبد الله بن مرة عن مسروق
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي لا إله
غيره لا يحل دم رجل يشهد أن لا إله الا الله وأني رسول الله
إلا ثلاثة نفر التارك للإسلام المفارق للجماعة والثيب
الزاني والنفس بالنفس
قال الأعمش فحدثت به إبراهيم فحدثني عن الأسود عن
عائشة مثله
256

أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
محمد بن خازم قال حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن
مسروق
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا
بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه
المفارق الجماعة
257

باب الزنى وحده
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن سعد بن عبادة قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا
رسول الله أرأيت إن وجدت مع امرأتي رجلا امهل حتى آتي
بأربعة شهداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
ذكر استحقاق القوم عقاب الله جل وعلا
عند ظهور الزنى والربا فيهم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا بشر بن الوليد قال
حدثنا شريك عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود
عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما ظهر في قوم
الزنى والربا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله جلا وعلا
258

ذكر الخبر المصرح بإيجاب النار على السارق والزاني
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن
محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدرون
259

من المفلس قالوا المفلس فينا يا رسول الله من لا درهم له ولا
متاع له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم المفلس من أمتي من يأتي يوم
القيامة بصلاته وصيامه وزكاته وقد شتم هذا وأكل مال هذا
وسفك دم هذا وضرب هذا فيقعد فيعطى هذا من حسناته
وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يعطي ما عليه
أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار
ذكر نفي الإيمان عن الزاني
أخبرنا الصوفي حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة
عن الأعمش عن ذكوان
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن ولا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن
ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن والتوبة معروضة
بعد
260

ذكر بغض الله جل وعلا الشيخ الزاني
وإن كان بغضه يشمل سائر الزناة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا حماد بن مسعدة عن بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ينظر
الله إليهم يوم القيامة الشيخ الزاني والأمام الكذاب
والعائل المزهو
ذكر البيان بأن الواجب على المرء
مجانبة ما نهاه عنه بارئه جل وعلا من حفظ الفرج
ولا سيما بالأقرب فالأقرب
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال
261

حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند
الله أكبر قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قال ثم أي
قال أن تزني بحليلة جارك فأنزل الله تصديقها والذين
لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا
بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما
ذكر خبر قد أوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن خبر الأعمش منقطع غير متصل
أخبرنا عبد الله بن أحمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور
عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل أبي ميسرة
عن عبد الله قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب
262

أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت إن ذلك
لعظيم ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم
معك قلت ثم أي قال أن تزاني حليلة جارك
قال أبو حاتم رضي الله عنه روى هذا الخبر أبو شهاب
عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله ورواه وكيع عن
الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله ورواه شعبة عن واصل
الأحدب عن أبي وائل عن عبد الله ورواه منصور عن
أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله ورواه جرير
263

عن الأعمش عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن
عبد الله ورواه سفيان الثوري عن الأعمش ومنصور
وواصل عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل عن
عبد الله ولست أنكر أن يكون أبو وائل سمعه من عبد الله
وسمعه من عمرو بن شرحبيل عن عبد الله حتى يكون
الطريقان جميعا محفوظين
ذكر البيان بأن زنى المرء بحليلة جاره
من أعظم الذنوب
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال
264

حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل عن عمرو بن شرحبيل
عن عبد الله بن مسعود قال قلت يا رسول الله أي
الذنب أعظم قال أن تجعل لله ندا وهو خلقك قلت
ثم أي قال أن تقتل ولدك مخافة أن يأكل معك قلت
ثم أي قال أن تزني بحليلة جارك فأنزل الله تصديق
قول رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا
يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم بالتكرار
على العامل ما عمل قوم لوط
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا عبد الملك بن عمرو قال حدثنا زهير بن
محمد عن عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعن الله من ذبح
لغير الله ولعن الله من غير تخوم الأرض ولعن الله من كمه
الأعمى عن السبيل ولعن الله من سب والديه ولعن الله من
تولى غير مواليه ولعن الله من عمل عمل قوم لوط قالها
265

ثلاثا في عمل قوم لوط
عبد الملك هو أبو عامر العقدي
ذكر التغليظ على من أتى رجلا أو امرأة في دبرهما
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
266

حدثنا أبو خالد الأحمر عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن
سليمان عن كريب
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله إلى
رجل أتى رجلا أو امرأة في دبرهما
ذكر إطلاق اسم الزنى على الأعضاء
إذا جرى منها بعض شعب الزنى
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن
محمد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العينان تزنيان
واللسان يزني واليدان تزنيان والرجلان تزنيان ويحقق ذلك
الفرج أو يكذبه
ذكر وصف زنى العين واللسان علي بن آدم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
267

إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن طاوس يعني عن
أبيه
عن بن عباس ما رأيت شيئا أشبه باللمم مما قال أبو
هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب الله علي بن آدم حظه من
الزنى أدرك ذلك لا محالة فزنى العين النظر وزنى اللسان
النطق والنفس تتمنى ذلك وتشتهي ويصدق ذلك الفرج أو
يكذبه
ذكر إطلاق اسم الزنى على القلب
إذا تمنى وقوع ما حرم عليه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بني آدم له
268

نصيب من الزنى أدركه ذلك لا محالة فالعين زناها النظر
واللسان زناه النطق والقلب زناه التمني والفرج يصدق
ويكذب
ذكر إطلاق اسم الزنى على اليد
إذا لمست ما لا يحل لها
أخبرنا محمد بن أحمد بن ثوبان الطرسوسي حدثنا
الربيع بن سليمان المرادي حدثنا شعيب بن الليث بن سعد عن الليث
ابن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج قال
قال أبو هريرة يأثره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل بني آدم
أصاب من الزنى لا محالة فالعين زناؤها النظر واليد زناؤها
اللمس والنفس تهوى يصدقه أو يكذبه الفرج
ذكر وصف زنى يأمر والرجل فيما يعملان مما لا يحل
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر حدثنا عيسى بن
269

حماد أخبرنا الليث عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن
أبي صالح
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال على كل
نفس بن آدم كتب حظه من الزنى العين زناؤها النظر والأذن
زناؤها السمع واليد زناؤها البطش والرجل زناؤها المشي
واللسان زناؤه الكلام والقلب يهوى الشئ ويصدق ذلك أو
يكذبه الفرج
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن
رافع حدثنا النضر بن شميل عن ثابت بن عمارة الحنفي عن
غنيم بن قيس
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة
استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل
عين زانية
270

ذكر الاخبار عن حكم البكر والثيب إذا زنيا
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا هشيم عن منصور بن زاذان عن
271

الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا
عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد
مئة والرجم والبكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة
ذكر وصف حكم الله تعالى على الحرة الزانية
ثيبا كانت أم بكرا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا يعقوب
الدورقي حدثنا هشيم عن منصور بن زاذان عن الحسن عن
حطان بن عبد الله الرقاشي
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا
عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد مائة ثم
الرجم والبكر بالبكر جلد مائة وينفيان سنة
272

ذكر البيان بأن على البكر الزانية الجلد دون الرجم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي
ابن الجعد قال حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن حطان بن
عبد الله
عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خذوا عني
فقد جعل الله لهن سبيلا البكر بالبكر والثيب بالثيب البكر
تجلد وتنفى والثيب تجلد وترجم
ذكر اثبات الرجم لمن زنى وهو محصن
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة
عن عاصم بن أبي النجود
عن زر
عن أبي بن كعب قال كانت سورة الأحزاب توازي
سورة البقرة فكان فيها الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما
البتة
273

ذكر الأمر بالرجم للمحصنين إذا زنيا
قصد التنكيل بهما
أخبرنا محمد بن الحسن بن مكرم بالبصرة قال حدثنا
داود بن رشيد قال حدثنا أبو حفص الأبار عن منصور عن
عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال
لقيت أبي بن كعب فقلت له إن بن مسعود كان يحك
المعوذتين من المصاحف ويقول إنهما ليستا من القرآن فلا
تجعلوا فيه ما ليس منه قال أبي قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
لنا فنحن نقول كم تعدون سورة الأحزاب من آية قال
قلت ثلاثا وسبعين قال أبي والذي يحلف به إن كانت
لتعدل سورة البقرة ولقد قرأنا فيها آية الرجم الشيخ والشيخة
فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم
274

ذكر إخفاء أهل الكتاب آية الرجم حين
أنزل الله فيه ما أنزل
أخبرنا أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم بمرو
حدثنا الحسين بن سعيد ابن بنت علي بن الحسين بن واقد قال
276

حدثني جدي علي بن الحسين بن حكى حدثني أبي حدثني يزيد
النحوي عن عكرمة
عن بن عباس أنه قال من كفر بالرجم فقد كفر
بالرحمن وذلك قول الله يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا
يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير
فكان مما أخفوا الرجم
ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز الاحصان
عن المشرك بالله جل وعلا
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا الوليد بن شجاع
حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديين قد أحصنا
277

ذكر الخبر المدحض قول من نفى عن
أهل الكتاب الاحصان
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
أبو همام حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديين قد أحصنا
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي
حدثنا هشيم عن الشيباني
عن بن أبي أوفي أن النبي صلى الله عليه وسلم رجم يهوديا ويهودية
278

ذكر العلة التي من اجلها رجم صلى الله عليه وسلم
اليهوديين اللذين ذكرناهما
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع
عن ابن عمر أن اليهود جاؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا
له أن رجلا منهم وامرأة زنيا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
تجدون في التوراة في شأن الرجم فقالوا نفضحهم
ويجلدون فقال عبد الله بن سلام كذبتم إن فيها لآية
الرجم فأتوا بالتوراة فنشروها فوضع أحدهم يده على آية
الرجم فقرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام
ارفع يدك فرفع يده فإذا فيها آية الرجم فقالوا صدق
يا محمد إن فيها آية الرجم فأمر بهما صلى الله عليه وسلم فرجما قال
عبد الله بن عمر فرأيت الرجل يجنئ على المرأة يقيها الحجارة
279

ذكر اسم الواضع يده من اليهود على آية
الرجم في القصة التي ذكرناها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الله بن محمد بن
أسماء حدثنا جويرية عن نافع
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجم يهوديين رجلا وامرأة
زنيا فأتت بهما اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا إن هذين زنيا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تجدون في التوراة قالوا نفضحهما
ونجلدهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم والله إن فيها آية
الرجم فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين وقال
عبد الله بن سلام كذبتم والله إن فيها آية الرجم قال فأتوا
280

بالتوراة فنشروها وجاء رجل من اليهود يقال له بن صوريا
أعور فوضع يده على آية الرجم وجعل يقرأ ما قبلها
وما بعدها فقال عبد الله بن سلام ارفع يدك فرفع يده فوجد
آية الرجم فقالت اليهود نعم يا محمد فيها الرجم فأمر
بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال بن عمر وأنا فيمن رجمهما
يومئذ
ذكر وصف ماعز بن مالك المرجوم
في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة قال حدثنا
عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة
عن سماك بن حرب أنه سمع جابر بن سمرة يحدث
أنه شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأتي برجل اشعر قصير ذي عضلات أقر بالزنى فرده
مرتين ثم أمر به فرجم وقال كلما نفرنا غازين في
سبيل الله يتخلف أحدكم له نبيب كنبيب التيس يمنح إحداهن
الكثيبة أما إني لن أوتي بأحد منهم إلا جعلته نكالا وربما
قال سماك إلا نكلته
281

قال سماك فذكرته لسعيد بن جبير فقال رده النبي صلى الله عليه وسلم
أربع مرات قال شعبة وقال الحكم ينبغي أن يرده أربع
مرات وقال حماد مرة
ذكر البيان بأن الإقرار بالزنى يوجب الرجم
على من أقر به وكان محصنا
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله
عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني أنهما قالا أن رجلا
282

من الاعراب اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أنشدك
الله إلا قضيت لي بكتاب الله فقال الخصم الآخر وهو أفقه
منه نعم اقض بيننا بكتاب الله واذن لي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل قال إن مشهور كان عسيفا على هذا
فزنى بامرأته وإني أخبرت أن على مشهور الرجم فافتديت منه
بمئة شاة ووليدة فسألت أهل العلم فأخبروني أن على ابني
جلد مئة وتغريب عام وأن على امرأته الرجم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لأقضين بينكما
بكتاب الله الوليدة والغنم مردود عليك وعلى ابنك جلد
مئة وتغريب عام اغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت
فارجمها قال فغدا عليها فاعترفت فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرجمت
283

ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم
توهم في ماعز بن مالك قلة عقل بعدم
مما يقول فلذلك رده أربع
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أحمد
ابن عبدة الضبي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا داود بن أبي
هند عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري أن ماعز بن مالك اتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إني أصبت فاحشة فرده النبي صلى الله عليه وسلم مرارا قال فسأل
قومه أبه بأس فقيل ما به بأس غير أنه اتى أمرا
يرى أنه لا يخرجه منه إلا أن يقام الحد عليه قال فأمرنا
فانطلقنا به إلى بقيع الغرقد قال فلم نحفر له ولم نوثقه
فرميناه بخزف وعظام وجندل قال فاشتكى فسعى فاشتددنا
خلفه فأتى الحرة فانتصب لنا فرميناه بجلاميدها حتى سكن
فقام النبي صلى الله عليه وسلم من العشي خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال أما بعد ما بال أقوام إذا غزونا تخلف أحدهم في عيالنا
له نبيب كنبيب التيس أما إن علي أن لا أوتي بأحد فعل ذلك
إلا نكلت به قال ولم يسبه ولم يستغفر له
286

ذكر الخبر الدال على المقر بالزنى على نفسه
إذا رجع بعد إقراره يجب أن يترك ولا يرجم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا
محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال جاء ماعز الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إني قد زنيت فأعرض عنه ثم جاءه من شقه الآخر
فقال إني قد زنيت فأعرض عنه فجاءه أربع مرات فأمر به
أن يرجم فلما وجد مس الحجارة فر يشتد فذكروا فراره
287

لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين مسته الحجارة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فهلا تركتموه
ذكر البيان بأن ماعز بن مالك كان
محصنا حين زنى
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن يونس عن بن شهاب قال حدثني أبو
سلمة بن عبد الرحمن
عن جابر بن عبد الله أن رجلا من أسلم اتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه أنه قد زنى وشهد على نفسه أربع
288

شهادات فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجم وكان قد أحصن
ذكر البيان بأن المرأة الحامل
إذا أقرت على نفسها بالزنى يجب أن يتربص برجمها
إلى أن تضع حملها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن
عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى عن أبي قلابة
عن عمه
عن عمران بن حصين قال أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من
جهينة فقالت يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوليها فقال أحسن إليها حتى تضع ما في
بطنها فإذا وضعت فأتني بها فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر
بها فشدت عليها ثيابها ثم أمر بها فرجمت ثم صلى
عليها فقال عمر يا رسول الله أتصلي عليها وقد زنت
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من
289

أهل المدينة لوسعتهم وهل وجدت أفضل من أن جادت
بنفسها لله
ذكر البيان بأن المرأة الحامل المقرة بالزنى
على نفسها ثم ولدت
يجب على الامام التربص برجمها إلى أن تفطم ولدها
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا
محمد بن سلمة عن أبي
عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن أبي
المليح الهذلي
عن أبي موسى الأشعري قال جاءت امرأة إلى
نبي الله صلى الله عليه وسلم فقالت قد أحدثت وهي حبلى فأمرها نبي
الله صلى الله عليه وسلم أن تذهب حتى تضع ما في بطنها فلما وضعت
جاءت فأمرها أن تذهب فترضعه حتى تفطمه ففعلت
ثم جاءت فأمرها أن تدفع ولدها إلى أناس ففعلت ثم
جاءت فسألها إلى من دفعت فأخبرت أنها دفعته إلى
فلان فأمرها أن تأخذه وتدفعه إلى آل فلان ناس من
الأنصار ثم إنها جاءت فأمرها أن تشد عليها ثيابها ثم إنه
أمر بها فرجمت ثم إنه كفنها وصلى عليها ثم دفنها
فقال الناس رجمها ثم كفنها وصلى عليها ثم دفنها فبلغ
290

النبي صلى الله عليه وسلم ما يقول الناس فقال لقد تابت توبة لو قسمت توبتها
بين سبعين رجلا من أهل المدينة
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث
أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا عبد الرحمن بن بحر بن معاذ البزار قال حدثنا
هشام بن عمار قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال حدثنا سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن حطان بن عبد الله أخي بني
رقاش
عن عبادة بن الصامت قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا انزل عليه كرب لذلك وتربد له وجهه فأنزل عليه ذات يوم
فلما سري عنه قال صلى الله عليه وسلم خذوا عني قد جعل الله لهن
سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر الثيب بالثيب جلد مائة
ثم رجم بالحجارة والبكر بالبكر جلد مائة ثم نفي سنة
291

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر دال على أن هذا
الحكم كان من الله جل وعلا على اختلفوا صفيه صلى الله عليه وسلم في أول ما
انزل حكم الزانيين فلما رفع إليه صلى الله عليه وسلم في الزنى وأقر ماعز بن
مالك وغيره بها أمر صلى الله عليه وسلم برجمهم ولم يجلدهم فذلك ما
وصفت على أن هذا آخر الأمرين من المصطفى صلى الله عليه وسلم وفيه نسخ
الأمر بالجلد للثيبين والاقتصار على رجمهما
ذكر إيجاب الجلد على الأمة الزانية لمولاها
وإن عادت فيه مرارا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
عن أبي هريرة وزيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن
الأمة إذا زنت ولم تحصن فقال إذا زنت فاجلدوها ثم
إن زنت فاجلدوها ثم إن زنت فاجلدوها ثم بيعوها ولو
بضفير
292

2 - باب
حد الشرب
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة
قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي
صالح
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
من شرب الخمر فاجلدوه ومن عاد فاجلدوه فإن عاد
فاجلدوه فإن عاد فاقتلوه
قال أبو حاتم رضي الله عنه العلة المعلومة في هذا الخبر
يشبه أن تكون فإن عاد على أن لا يقبل تحريم الله فاقتلوه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به أبو بكر بن عياش
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا
هشام بن عمار قال حدثنا شعيب بن إسحاق قال حدثنا بن أبي
295

عروبة عن عاصم بن بهدلة عن ذكوان أبي صالح
عن معاوية بن أبي سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
شربوها فاجلدوهم ثم إذا شربوها
فاجلدوهم ثم إذا شربوها فاجلدوهم ثم إذا شربوها فاقتلوهم
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر أبو صالح
عن معاوية وأبي سعيد الخدري جميعا
296

ذكر الأمر بقتل من عاد في شرب الخمر
بعد ثلاث مرات فسكر منها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا شبابة بن سوار قال حدثنا بن أبي ذئب عن
خاله الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سكر
الرجل فاجلدوه ثم إن سكر فاجلدوه ثم إن سكر
فاجلدوه ثم إن سكر الرابعة فاضربوا عنقه
297

قال أبو حاتم معناه إذا استحل شربه ولم يقبل تحريم
النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر وصف ضرب الحد الذي كان في أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد عن
يحيى عن هشام عن قتادة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد في الحد بالجريد
298

والنعال فلما كان أبو بكر رضوان الله عليه جلد أربعين فلما
كان عمر دنا الناس من الريف والقرى فذكر لأصحابه فقال
عبد الرحمن اجعلها كأخف الحدود
ذكر البيان بأن الحد الذي وصفناه
كان لشارب الخمر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال
الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال أخبرنا هشام عن قتادة
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر جلدا في الخمر
بالجريد والنعال فلما قام عمر بن الخطاب دنا الناس من
الريف والقرى فاستشار عمر الناس في جلد الخمر فقال
299

عبد الرحمن بن عوف يا أمير المؤمنين متى ما يشربها يهجر
ومتى ما يهجر يقذف فنرى أن تجعله كأخف الحدود فكان
أول من جلد في الخمر ثمانين عمر رضوان الله عليه
ذكر وصف العدة التي ضرب المصطفى صلى الله عليه وسلم
في الخمر
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا يزيد بن
هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك قال أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
شرب الخمر فأمر به فضرب بنعلين أربعين ثم اتى أبو بكر
برجل قد شرب الخمر فصنع به مثل ذلك ثم اتي عمر برجل
قد شرب الخمر فاستشار الناس في ذلك فقال
عبد الرحمن بن عوف أخف الحدود ثمانين فضربه عمر رضوان
الله عليه ثمانين
300

باب
حد القذف
ذكر
البيان بأن القاذف امرأته عند عدم
الشهود الأربعة بقذفه إياها أو
تلكئه عن اللعان يجب عليه الحد لقذفه امرأته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مسلم بن
أبي مسلم الجرمي قال حدثنا مخلد بن الحسين عن هشام بن
حسان عن بن سيرين
عن أنس بن مالك قال أول لعان في الإسلام أن
شريك بن سحماء أقذفه هلال بن أمية بامرأته فرفعه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا هلال أربعة شهود وإلا فحد
في ظهرك قال يا رسول الله إن الله يعلم أني صادق
ولينزلن الله عليك ما يبرئ ظهري من الجلد فأنزل الله
والذين يرمون أزواجهم إلى آخر الآية فدعاه
النبي صلى الله عليه وسلم فقال اشهد بالله إنك لمن الصادقين فيما رميتها به
302

من الزنى فشهد بذلك أربع شهادات ثم قال له في
الخامسة ولعنة الله عليك إن كنت من الكاذبين فيما رميتها به
من الزنى ففعل ثم دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قومي
اشهدي بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماك به من الزنى فشهدت
بذلك أربع شهادات ثم قال لها في الخامسة وغضب الله
عليك إن كان من الصادقين فيما رماك به من الزنى فلما كان
في الرابعة أو الخامسة فسكتت سكتة حتى ظنوا أنها ستعترف
ثم قالت لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت على القول
ففرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقال انظروا إن جاءت به
جعدا حمش الساقين فهو لشريك بن سحماء وإن جاءت به
أبيض سبطا قضئ العينين فهو لهلال بن أمية فجاءت
به آدم جعدا حمش الساقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا ما نزل
فيهما من كتاب الله لكان لي ولهما شأن
303

4 - باب
التعزير
ذكر الاخبار عما يجب على الأمراء من الجلد
في تأديب من أساء من الرعية فيما دون حد من الحدود
أخبرنا عمران بن موسى السختياني حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني يزيد بن
أبي حبيب عن بكير بن الأشج عن سليمان بن يسار عن
عبد الرحمن بن جابر
عن أبي بردة بن نيار قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا جلد فوق عشرة أسواط فيما دون حد من حدود الله
305

ذكر الزجر عن أن يجلد في غير الحدود المسلمون
أكثر من عشرة أسواط
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج
306

حدثه قال بينما انا عند سليمان بن يسار إذ جاء عبد الرحمن بن جابر
فحدث سليمان بن يسار ثم اقبل علينا سليمان فقال حدثني
عبد الرحمن بن جابر أن أباه حدثه
أنه سمع أبا بردة بن نيار الأنصاري يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا
في حد من حدود الله
307

5 - باب
حد السرقة
ذكر نفي اسم الإيمان عن السارق وشارب
الخمر في وقت ارتكابهما الفعلين
المنهي
عنهما
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان حدثنا حكيم بن
سيف حدثنا عبيد الله بن عمرو عن سليمان الأعمش عن أبي
صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يسرق
السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها
وهو مؤمن ولكن أبواب التوبة معروضة
308

ذكر الخبر المفسر لقوله جل وعلا
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن عروة بن
الزبير وعمرة بنت عبد الرحمن
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقطع يد السارق
في ربع دينار فصاعدا
ذكر نفي القطع عن المنتهب وإن كان ذلك
الشئ ربع دينار فصاعدا
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا
مؤمل بن اهاب قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا بن جريج
عن أبي الزبير وعمرو بن دينار
309

عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس
على منتهب قطع ومن انتهب نهبة فليس منا
أبو الزبير اسمه محمد بن تدرس المكي
ذكر نفي القطع عن المنتهب ما ليس له
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي العابد
بحمص حدثنا مؤمل بن إهاب حدثنا عبد الرزاق عن بن جريج
عن أبي الزبير وعمرو بن دينار
310

عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس على منتهب ولا
مختلس ولا خائن قطع
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا
مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس على المختلس ولا
على الخائن قطع
ذكر العدد المحصور الذي استثنى منه ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن
العلاء حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول أخبرتني عمرة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقطع في ربع دينار
فصاعدا
311

ذكر الحد الذي يقطع السارق إذا
سرق مثله أو يقوم مقامه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن سلمة
المرادي قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن
شهاب عن عروة وعمرة
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال تقطع يد السارق
في ربع دينار فصاعدا
ذكر الحكم فيمن سرق من الحرز ما قيمته
ثلاثة دراهم
أخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل السختياني بدمشق
قال حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي قال حدثنا أبو نعيم
قال حدثنا سفيان عن أيوب وإسماعيل بن أمية وعبيد الله
بن عمر وموسى بن عقبة عن نافع
312

عن ابن عمر قال قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مج قيمته ثلاثة
دراهم
ذكر البيان بأن القطع الذي وصفناه في ربع
دينار ليس بحد لا يقطع فيمن سرق أكثر منه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا أحمد
ابن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت
عبد الرحمن
313

أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما طال علي ولا
نسيت القطع في ربع دينار فصاعدا
ذكر صرف الدينار الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن نافع
عن بن عمر قال قطع النبي صلى الله عليه وسلم في مجن قيمته ثلاثة
دراهم
314

ذكر نفي إيجاب القطع عن السارق
الذي يسرق أقل من ربع دينار
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الربيع
قال حدثنا بن وهب قال أخبرني مخرمة بن بكير عن أبيه عن
سليمان بن يسار عن عمرة
عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقطع يد
السارق إلا في ربع دينار فصاعدا
أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا
315

إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا سفيان بن عيينة قال سمعت
من أربعة يحيى بن سعيد ورزيق وسعد بن سعيد والزهري عن
عمرة
عن عائشة قال الزهري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا قطع
إلا في ربع دينار فصاعدا
ذكر بعض العدد المحصور المستثنى من
جملته الخارج حكمه من حكمه
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار قال حدثنا سفيان عن يحيى بن
سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان
عن عمه واسع بن حبان أن غلاما سرق وديا من حائط
316

فرفع إلى مروان فأمر بقطعه فقال رافع بن خديج إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا قطع في ثمر ولا كثر
317

قال أبو حاتم عموم الخطاب في الكتاب قوله جل وعلا
والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما فأمر
بقطع السارق إذا ما سرق ثم فسرته السنة بأن لا قطع على
سارق الثمر ولا الكثر وأن لا قطع إلا في ربع دينار فكان
المراد من الخطاب من الكتاب فاقطعوا أيديهما إذا سرق ربع
دينار وما يقوم مقامه سوى الثمر والكثر
318

باب
قطع الطريق
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
بعث في طلب العرنيين قافة يقفو
آثارهم
أخبرنا ابن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
قلابة
عن أنس قال قدم ثمانية نفر من عكل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يأتوا إبل الصدقة فيشربوا من ألبانها وأبوالها ففعلوا فقتلوا
الراعي واستاقوا الإبل عروبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم قافة
فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وتركهم ولم
يحسمهم
319

ذكر المدة التي رد القوم الذي ذكرناهم فيها إلى
المدينة
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي
قلابة
عن أنس بن مالك أن رهطا من عكل أو قال عرينة ولا
أعلمه إلا قال عكل قدموا المدينة فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم
بلقاح وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا من أبوالها وألبانها
فشربوا حتى إذا برؤوا قتلوا الراعي واستاقوا النعم فبلغ
النبي صلى الله عليه وسلم غدوة عروبة الطلب في أثرهم فما ارتفع النهار حتى
جئ بهم فأمر بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم
فألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون
قال أبو قلابة هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا بعد
إيمانهم وحاربوا الله ورسوله
320

ذكر المدة التي جئ فيها بالعرنيين
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي ومحمد بن عبيد بن حساب قالا حدثنا حماد بن زيد قال
حدثنا أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك أن رهطا من بني عكل أو قال
من عرينة قدموا المدينة فاجتووها فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح
وأمرهم أن يشربوا من ألبانها وأبوالها فشربوا من ألبانها وأبوالها
حتى برؤوا وذهب سقمهم فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وطردوا النعم فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عروبة إليهم غدوة فما
ارتفع النهار حتى جئ بهم فقطعت أيديهم وأرجلهم وسمل
أعينهم وألقوا بالحرة يستسقون فلا يسقون
قال فقال أبو قلابة هؤلاء قوم قتلوا وسرقوا وكفروا
بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
طرح العرنيين في الشمس بعد تعذيبه
إياهم بما عذب حتى ماتوا
أخبرنا عبد الله بن محمد المديني قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا بن علية قال حدثنا الحجاج الصواف قال
حدثنا أبو رجاء مولى أبي قلابة عن أبي قلابة قال
إياي حدث أنس بن مالك أن نفرا من عكل ثمانية قدموا
321

على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعوه على الإسلام فاستوخموا
الأرض وسقمت أجسامهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا
تخرجون مع راعينا في إبله فتصيبون من ألبانها وأبوالها
فقالوا بلى فخرجوا فشربوا من ألبانها وأبوالها فصحوا
فقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطردوا النعم فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم عروبة في آثارهم فجلبهم فأمر
بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم ونبذهم
في الشمس حتى ماتوا
ذكر البيان بأن العرنيين كفروا بعد
فعلهم الذي فعلوا
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
أخبرني حميد
عن أنس بن مالك أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم نفر من عرينة
فقال لهم لو خرجتم إلى ذودنا فكنتم فيها فشربتم
من ألبانها وأبوالها ففعلوا فلما صحوا قاموا إلى راعي
322

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلوه ورجعوا كفارا واستاقوا ذود
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلبهم فأتي بهم
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
إنما قتل العرنيين لأنهم كفروا وارتدوا
بعد إسلامهم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد
النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة
عن أنس أن ناسا من عكل وعرينة قدموا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام وقالوا يا نبي الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن
أهل ريف واستوخموا المدينة فأمر لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراعي وأمرهم أن يخرجوا ليشربوا من
أبوالها وألبانها فانطلقوا حتى إذا كانوا في ناحية الحرة كفروا
بعد إسلامهم وقتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم عروبة الطلب في آثارهم فأتي بهم
فسمر أعينهم وقطع أيديهم وأرجلهم ثم تركهم في ناحية
الحرة حتى ماتوا على حالهم ذلك
323

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس
ضد ما ذهبنا إليه
أخبرنا القطان بالرقة حدثنا أيوب بن محمد الوزان
حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس بن عبيد
عن الحسن قال قال رجل لعمران بن حصين إن لي
عبدا وإني نذرت لله إن أصبته لأقطعن
يده فقال لا تقطع يده فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم فينا فيأمرنا بالصدقة وينهانا
عن المثلة
324

قال أبو حاتم رضي الله عنه المثلة المنهي عنها ليس
القود الذي أمر به لأن أخبار العرنيين المراد منها كان القود لا
المثلة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
إنما سمر أعين العرنيين لأنهم الحوضين
أعين الرعاء
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان بجرجان
قال حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي الثلج قال حدثنا يحيى بن غيلان قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سليمان التيمي
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمر أعينهم لأنهم
سمروا أعين الرعاء
325

باب
الردة
ذكر الأمر بالقتل لمن بدل دينه رجلا كان
أو امرأة إلى أي دين كان سوى الإسلام
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا
يحيى بن معين قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال
حدثنا هشام عن قتادة
عن أنس بن مالك عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من بدل دينه فاقتلوه
327

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة
قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن ابن
جريج قال أخبرني إسماعيل بن علية عن معمر عن أيوب عن
عكرمة
عن ابن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك دينه
أو قال رجع عن دينه فاقتلوه ولا تعذبوا بعذاب الله أحدا
يعني بالنار
328

ذكر السبب الذي من أجله انزل الله جل وعلا
كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم
أخبرنا عمر بن محمد بن الهمداني قال حدثنا بشر بن
معاذ العقدي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا داود بن أبي
هند عن عكرمة
عن ابن عباس قال كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد
فلحق بالشرك ثم ندم فأرسل إلى قومه أن سلوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم هل لي من توبة قال فنزلت كيف يهدي
الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم
البينات إلى قوله إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن
الله غفور رحيم فأرسل إليه قومه
فأسلم
329

كتاب السير
باب في الخلافة والإمارة
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة حدثنا
إسحاق بن موسى الأنصاري قال حدثنا عبدة بن سليمان قال
حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن ابن عمر عن عمر أنه قيل له ألا تستخلف فقال
إن اترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن
أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر فأثنى
عليه وقال إني وددت أن أتخلص منها لا علي ولا لي
331

ذكر الاخبار عما يجب على المرء من ترك طلب
الامارة حذر قلة المعونة عليها
أخبرنا محمد بن أبي عون قال حدثنا علي بن حجر
السعدي قال حدثنا هشيم عن منصور بن زاذان وحميد الطويل
ويونس بن عبيد جميعا عن الحسن
عن عبد الرحمن بن سمرة القرشي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبد الرحمن لا تسأل الامارة فإنك إن
أوتيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أوتيتها عن غير مسألة
أعنت عليها وإذا آليت على يمين ورأيت غيرها خيرا فأت
الذي هو خير وكفر عن يمينك
332

ذكر الزجر عن سؤال المرء الامارة لئلا
يوكل إليها إذا كان سائلا لها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا عبد الرحمن بن
سلام الجمحي قال حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن
عن عبد الرحمن بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا عبد
الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة
وكلت إليها وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت على
يمين ورأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو
أسامة عن بريد عن أبي بردة
عن أبي موسى قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم انا
ورجلان من بني عمي فقال أحد الرجلين يا رسول الله
أمرنا على بعض ما ولاك الله وقال الآخر مثل ذلك فقال
النبي صلى الله عليه وسلم إنا والله لا نولي على هذا العمل أحدا سأله ولا
أحدا حرص عليه
333

ذكر ما يكون متعقب الإمارة في القيامة
إذا حرص عليها في الدنيا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال
أخبرنا عبد الله عن بن أبي ذئب عن المقبري
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستحرصون
على الامارة وإنها ستكون ندامة وحسرة يوم القيامة فنعمت
المرضعة وبئست الفاطمة
334

ذكر الاخبار عما يتمنى الأمراء أنهم ما ولوا مما ولوا شيئا
أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي
قال حدثنا موسى بن أعين عن معمر عن هشام بن حسان عن أبي
حازم مولى أبي رهم الغفاري
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويل للأمراء
335

ليتمنين أقوام أنهم كانوا معلقين بذوائبهم بالثريا وأنهم لم الريح
ولوا شيئا قط
ذكر وصف الأئمة في القيامة إذا كانوا عدولا في الدنيا
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار أن عمرو بن
أوس أخبره
أن عبد الله بن عمرو بن العاص أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
المقسطون يوم القيامة على منابر من نور عن يمين الرحمن
وكلتا يديه يمين المقسطون على أهليهم وأولادهم وما ولوا
336

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر من ألفاظ
التعارف أطلق يسير على حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم
لا على الحقيقة لعدم وقوفهم على المراد منه إلا بهذا الخطاب
المذكور والمقسط العدل والقاسط العادل عن الطريق
ذكر الاخبار عن وصف أمكنة الأئمة العادلة
يوم القيامة
أخبرنا الحسن بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا
هشام بن عمار قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن
عمرو بن أوس
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
337

المقسطون عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون
في حكمهم وأهليهم وما ولوا
ذكر إظلال الله جل وعلا الإمام العادل في ظله
يوم لا ظل إلا ظله
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
حدثنا عبد الله حدثنا عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن
عن حفص بن عاصم
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله
في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة
الله تعالى ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل كان
قلبه معلق في المسجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه
وتفرقا ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال إلى نفسها فقال
إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم
شماله ما تنفق يمينه
338

ذكر ما يستحب للإمام لزوم العدل في رعيته
مع الرأفة بهم والشفقة عليهم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا فياض بن زهير
339

قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا جهم بن حذيفة مصدقا
فلاجه رجل في صدقته فضربه أبو جهم فشجه فأتوا
النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا القود يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكم
كذا وكذا فلم يرضوا
فقال لكم كذا وكذا فلم يرضوا فقال لكم كذا وكذا فرضوا وقال أرضيتم قالوا ا
نعم
ذكر ما يستحب للإمام لزوم الاحتياط لرعيته
في الأشياء التي يخاف عليهم من متعقبها
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب
عن عروة بن الزبير
340

عن عائشة أن هيتا كان يدخل على أزواج
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعدونه من أولي الإربة فدخل عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ ينعت امرأة وهو يقول إنها إذا أقبلت
أقبلت بأربع وإذا أدبرت أدبرت بثمان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا
أرى هذا يعلم ما ها هنا لا يدخل عليكم وأخرجه فكان
بالبيداء يدخل كل يوم جمعة يستطعم
341

ذكر الاخبار بأن من كان تحت يده أخوه المسلم
عليه رعايته والتحفظ على أسبابه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كلكم راع وكلكم
مسؤول فالأمير راع على الناس وهو مسؤول والرجل راع
على أهل بيته وهو مسؤول والمرأة راعية على بيت زوجها
وهي مسؤولة والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول ألا
فكلكم راع وكلكم مسؤول
ذكر البيان بأن على كل راع حفظ رعيته
صغر في نفسه أم كبر
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله
342

عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام راع ومسؤول عن رعيته
والرجل راع في أهله ومسؤول عن أهله والمرأة راعية في
بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها والخادم راع في مال
سيده ومسؤول عن رعيته وكلكم راع ومسؤول عن
رعيته
ذكر البيان بأن الإمام مسؤول عن رعيته
التي هو عليهم راعي
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
وأخبرني عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم
راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع
عليهم وهو مسؤول عنهم والرجل راعي أهل بيته وهو
343

مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي
مسؤولة عنهم وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول
عنه فكلكم راع كلكم مسؤول عن رعيته
ذكر الاخبار بسؤال الله جل وعلا كل من
استرعى رعية عن رعيته
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني
أبي عن قتادة
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله سائل كل راع
عما استرعاه أحفظ أم ضيع
344

أخبرناه الحسن في عقبه قال حدثنا إسحاق قال
أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة
عن الحسن أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله سائل كل راع
عما استرعاه احفظ أم ضيع حتى يسأل الرجل عن أهل
بيته
ذكر وصف الوالي الذي يريد الله به الخير أو الشر
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا
موسى بن مروان الرقي قال حدثنا الوليد عن زهير بن محمد عن
عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
345

عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله
بالأمير خيرا جعل له وزير صدق إن نسي ذكره وإن ذكر
أعانه وإذا أراد الله به غير ذلك جعل له وزير سوء إن نسي
لم يذكره وإن ذكر لم يعنه
ذكر نفي دخول الجنة عن الإمام الغاش
لرعيته فيما يتقلد من أمورهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا شيبان بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان العطاردي قال
حدثنا الحسن قال
عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي مات
346

فيه فقال معقل إني محدثك بحديث سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو علمت أن لي حياة ما حدثتك به سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم
يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة
ذكر ما يستحب للإمام ترك الدخول في الأمور
التي يتهيأ القدح فيها وإن كانت تلك الأمور مباحة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال
347

أخبرنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن علي بن
حسين قال
حدثتني صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت جئت إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فتحدثت عنده وهو عاكف في المسجد فقام معي ليلة
من الليالي يبلغني بيتي فلقيه رجلان من الأنصار فلما رأياه
استحيا فرجعا فقال تعاليا فإنها صفية بنت حيي
فقالا نعوذ بالله سبحان الله قال ما أقول لكما هذا إن
تكونا تظنان سوءا ولكن علمت أن الشيطان يجري من بن آدم
مجرى الدم
ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما وجه صفية إلى بيته وهو معتكف
إلى باب المسجد لا أنه خرج من المسجد لردها إلى البيت
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن عبد الرحيم البرقي قال حدثنا سعيد بن عفير قال
حدثنا الليث قال حدثني عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن بن
شهاب قال أخبرني علي بن حسين
أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم
348

وهو معتكف في العشر الأواخر من رمضان ثم قامت تنطلق
فقام معها رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلبها حتى إذا بلغ قريبا من باب
المسجد عند باب أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم مر به رجلان من
الأنصار فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بعدا فقال لهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنما هي صفية بنت حيي
فقالا سبحان الله يا رسول الله وكبر عليهما ذلك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم
وإني خفت أن يقذف في قلوبكما شيئا
ذكر ما يستحب للإمام قسم ما يملك بين رعيته
وإن كان ذلك الشئ يسيرا لا يسعهم كلهم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن بكار قال
حدثنا إسماعيل بن زكريا قال حدثنا عاصم الأحول عن أبي عثمان
النهدي
عن أبي هريرة قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم بيننا تمرا
فأصابني منها خمس أو أربع تمرات قال فرأيت الحشفة هي
أشد لضرسي قال فقال أبو هريرة إن أبخل الناس من بخل
349

بالسلام وأعجز الناس من عجز عن الدعاء
350

ذكر ما يستحب للأئمة استمالة قلوب رعيتهم
بإقطاع الأرضين لهم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا قيس بن حفص الدارمي قال
حدثنا محمد بن يحيى بن قيس المأربي قال حدثنا أبي عن
ثمامة بن شراحيل عن سمي بن قيس عن شمير بن عبد المدان
عن أبيض بن حمال أنه وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقطعه
فأقطعه الملح فلما أدبر قال رجل يا رسول الله أتدري ما
أقطعته إنما أقطعته الماء العد قال فرجع فيه وقال
سألته عما يحمى من الأراك فقال ما لم تبلغه أخفاف
الإبل
351

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن أبي إسرائيل المروزي قال حدثنا أبو أسامة
عن هشام بن عروة عن أبيه
عن أسماء بنت أبي بكر قالت تزوجني الزبير وما له في
الأرض مال ولا مملوك غير ناضح وغير فرسه قالت
فكنت أعلف فرسه والأرذل مؤنته وأسوسه وأدق النوى
لناضحه بإتيانك وأستقي الماء واخرز غربه قال أبو
أسامة يعني الدلو واعجن ولم أكن أحسن اخبز فتخبز لي
جارات لي من الأنصار وكن نسوة صدق وكنت أنقل النوى
من أرض الزبير التي اقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأسي وهي
ثلثا فرسخ
قالت فجئت يوما والنوى على رأسي فلقيني
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من أصحابه فدعاني ثم قال أخ
أخ ليحملني خلفه قالت فاستحييت أن أمشي مع الرجال
وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس قال فعرف
رسول الله صلى الله عليه وسلم إني قد استحييت فمضى فجئت الزبير
فقلت لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من
أصحابه فأناخ لأركب معه فاستحييت وعرفت غيرتك
فقال والله لحملك النوى كان أشد علي من ركوبك معه
قالت حتى أرسل إلي أبو بكر بعد ذلك بخادم فكفتني
352

سياسة الفرس فكأنما أعتقتني
ذكر الاخبار عما يستحب للأئمة تألف من رجي
منهم الدين والإسلام
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
هشام بن عبد الملك قال حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن قريشا حديث
عهد بجاهلية فأردت أن أتألفهم ثم قال لهم أفيكم أحد
من غيركم قالوا بن أخت لنا قال بن أخت القوم من
أنفسهم
353

ذكر ما يستحب للإمام بذل المال لمن يرجو إسلامه
سمعت أبا بكر محمد بن أحمد بن سليمان بن أبي شيخ
بواسط يقول سمعت عبيد الله بن محمد بن عائشة يقول أخبرنا
حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمر له بغنم ذكر بن
عائشة كثرتها فأتى الغلام قومه وقال يا قوم أسلموا فإن
محمدا يعطي عطاء من لا يخاف الفقر
ذكر الإباحة للإمام إعطاء أهل الشرك الهدايا
إذا طمع في إسلامهم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا عفان
354

قال حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى المازني عن العباس بن
سهل بن سعد الساعدي
عن أبي حميد الساعدي قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
عام تبوك حتى جئنا وادي القرى فإذا امرأة في حديقة لها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه اخرصوا فخرص القوم وخرص
رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة أوسق وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمرأة
احصي ما يخرج منها حتى ارجع إليك إن شاء الله قال
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم تبوك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ستهب عليكم الليلة ريح شديدة فلا يقومن فيها رجل ومن
كان له بعير فليوثق عقاله قال أبو حميد فعقلناها فلما كان
من الليل هبت علينا ريح فقام فيها رجل فألقته في جبل
طئ ثم جاءه ملك أيلة وأهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة
بيضاء فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردا وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جئنا وادي القرى فقال للمرأة
كم جاء حديقتك قالت عشرة أوسق خرص رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني متعجل فمن أحب منكم
أن يتعجل معي فليفعل قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجنا
معه حتى إذا أوفى على المدينة فقال هذه طابة فلما رأى
أحدا قال هذا أحد هذا جبل يحبنا ونحبه ألا أخبركم بخير
دور الأنصار قالوا بلى قال خير دور الأنصار بنو بنو النجار
ثم دار بني عبد الأشهل ثم دار بني الحارث ثم دار بني
ساعدة وفي كل دور الأنصار خير
355

ذكر الإباحة للإمام قبول الهدايا من المشركين
إذا طمع في إسلامهم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة قال حدثنا علي بن
بحر قال حدثنا مروان بن معاوية ها قال حدثنا حميد
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر وله الجنة فقال رجل
من القوم وإن لم أقتل قال وإن لم تقتل فانطلق الرجل
357

به فوافق قيصر وهو يأتي بيت المقدس قد جعل له بساط لا
يمشي عليه غيره فرمى بالكتاب على البساط وتنحى
فلما انتهى قيصر إلى الكتاب أخذه ثم دعا رأس
الجاثليق فأقرأه فقال ما علمي في هذا الكتاب إلا
كعلمك فنادى قيصر من صاحب الكتاب فهو آمن فجاء
الرجل فقال إذا أنا قدمت فأتني فلما قدم أتاه فأمر قيصر
بأبواب قصره فغلقت ثم أمر مناديا ينادي ألا إن قيصر قد اتبع
محمدا صلى الله عليه وسلم وترك النصرانية فأقبل جنده وقد تسلحوا حتى
أطافوا بقصره فقال لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ترى إني
خائف على مملكتي ثم أمر مناديا فنادى ألا إن قيصر قد رضي
عنكم وإنما خبركم لينظر كيف صبركم على دينكم فارجعوا
فانصرفوا وكتب قيصر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إني مسلم وبعث
إليه بدنانير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قرأ الكتاب كذب عدو
الله ليس بمسلم وهو على النصرانية وقسم الدنانير
ذكر ما يستحب للإمام قبول الهدايا من رعيته
في الأوقات وبذل الأموال لهم
عند فتح الله الدنيا عليهم
أخبرنا أبو يعلى بالموصل قال حدثنا أبو بكر بن أبي
358

شيبة قال حدثنا معتمر بن سليمان التيمي عن أبيه
عن أنس أن رجلا كان يجعل للنبي صلى الله عليه وسلم النخلات من
أرضه حتى فتحت عليه قريظة والنضير فجعل بعد ذلك يرد عليه ما
كان أعطاه قال أنس وإن أهلي أمروني أن آتي النبي صلى الله عليه وسلم
فأسأله ما كان أعطاه أو بعضه وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم قد أعطاه
أم أيمن فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطانيهن فجاءت أم أيمن فجعلت
الثوب في عنقي وقالت والله لا يعطيكهن وقد أعطانهن
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم يا أم أيمن اتركي ولك كذا وكذا
فتقول كلا والذي لا إله إلا هو حتى أعطاها عشرة أمثاله
أو قريبا من عشرة أمثاله
ذكر ما يستحب للإمام اتخاذ الكاتب لنفسه
لما يقع من الحوادث والأسباب في أمور المسلمين
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
359

الطيالسي قال حدثنا إبراهيم بن سعد قال حدثنا بن شهاب عن
عبيد بن السباق
عن زيد بن ثابت قال أرسل إلى أبو بكر الصديق رضوان الله عليه مقتل أهل اليمامة فإذا عمر رضوان
الله عليه جالس
عنده فقال أبو بكر إن عمر جاءني فقال إن القتل قد استحر
يوم اليمامة بقراء القرآن وإني أخشى أن يستحر القتل
في المواطن كلها فيذهب من القرآن كثير وإني أرى أن تأمر
بجمع القرآن قال قلت كيف افعل شيئا لم بالصلاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل يراجعني
في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر
ورأيت في ذلك الذي رأى فقال لي أبو بكر إنك شاب عاقل
لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن
فاجمعه
قال زيد فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان
أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت فكيف تفعلون
شيئا لم بالصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله خير فلم يزل أبو
بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي
بكر وعمر قال فتتبعت القرآن اجمعه من الرقاع واللخاف
والعسب وصدور الرجال حتى وجدت آخر سورة التوبة مع
خزيمة بن ثابت
الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره لقد جاءكم
رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم خاتمة
براءة قال فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ثم
360

عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر
قال إبراهيم بن سعد وحدثني بن شهاب عن أنس بن
مالك أن حذيفة قدم على عثمان بن عفان وكان يغازي أهل الشام
وأهل العراق وفتح أرمينية وأذربيجان فأفزع حذيفة اختلافهم في
القراءة فقال يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا
في الكتاب كما اختلف اليهود والنصارى عروبة عثمان إلى
حفصة أن ارسلي الصحف لننسخها في المصاحف ثم نردها
إليك فبعثت بها إليه فدعا زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير
وسعيد بن العاص وأمرهم أن ينسخوا الصحف في
المصاحف وقال لهم ما اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في
شئ فاكتبوه بلسان قريش فإنه نزل بلسانهم وكتب
الصحف في المصاحف وبعث إلى كل أفق بمصحف مما
نسخوا وأمر مما سوى ذلك من القرآن في كل صحيفة أو
مصحف أن يمحى أو يحرق
قال بن شهاب فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع
زيد بن ثابت يقول فقدت آية من سورة الأحزاب حين نسخت
المصحف كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها فالتمستها
فوجدتها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري من المؤمنين رجال
صدقوا ما عاهدوا الله عليه فألحقتها في
سورتها في المصحف
361

قال ابن شهاب اختلفوا يومئذ في التابوت فقال زيد
التابوه وقال بن الزبير وسعيد بن العاص التابوت فرفع
اختلافهم إلى عثمان رضوان الله عليه فقال اكتبوه
التابوت فإنه اختلفوا قريش
362

ذكر الجواز للمرء أن يتخذ الكاتب لنفسه لما
يعترضه من أحوال الدين في الأسباب
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال أخبرني بن السباق
أن زيد بن ثابت حدثه قال أرسل أبو بكر الصديق رضوان
الله عليه إلي مقتل أهل اليمامة فإذا عمر بن الخطاب رضوان
الله عليه عنده فقال أبو بكر إن عمر جاءني فقال لي إن القتل قد استحر بأهل اليمامة من المسلمين وإني أخشى أن
يستحر القتل في المواطن فيذهب كثير من القرآن لا يوعى وإني
أريد أن تأمر بجمع القرآن قال قلت كيف تفعل شيئا لم
يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر هو والله خير فلم يزل
يراجعني بذلك حتى شرح الله لذلك صدري ورأيت فيه الذي
رأى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وعمر جالس عنده لا
يتكلم فقال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك
وكنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبع القرآن فاجمعه
قال قال زيد فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما
كان بأثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قال فقلت
وكيف تفعلون شيئا لم بالصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هو والله
خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي
شرح له صدر أبي بكر وعمر قال فقمت أتتبع القرآن
أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى
364

وجدت آخر سورة التوبة مع خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره
لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه
وكانت الصحف التي جمعت فيها القرآن عند أبي بكر حياته
حتى توفاه الله ثم عند عمر حتى توفاه الله ثم عند حفصة بنت عمر
قال ابن شهاب وأخبرني أنس بن مالك أنه اجتمع لغزوة
أذربيجان وأرمينية أهل الشام وأهل العراق فتذاكروا القرآن
فاختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم قتال قال فركب
حذيفة بن وابنه لما رأى اختلافهم في القرآن إلى عثمان بن
عفان فقال إن الناس قد اختلفوا في القرآن حتى إني والله
لأخشى أن يصيبهم ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف
ففزع لذلك عثمان رضوان الله عليه فزعا وعطاء وأرسل إلى
حفصة فاستخرج الصحف التي كان أبو بكر أمر زيدا
بجمعها فنسخ منها المصاحف عروبة بها إلى الآفاق ثم لما
كان مروان أمير المدينة أرسل إلى حفصة يسألها عن الصحف
ليمزقها وخشي أن يخالف بعض العام بعضا فمنعته إياها
قال بن شهاب فحدثني سالم بن عبد الله قال لما
توفيت حفصة أرسل إلى عبد الله بن عمر بعزيمة ليرسل بها
فساعة رجعوا من جنازة حفصة أرسل بن عمر إلى مروان
فحرقها مخافة أن يكون في شئ من ذلك اختلاف لما نسخ
عثمان رضي الله عنه
365

ذكر احتراز المصطفى صلى الله عليه وسلم من المشركين
في مجلسه إذا دخلوا عليه
أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب حدثنا بشر بن آدم بن
بنت أزهر السمان حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبي
عن ثمامة
عن أنس بن مالك قال كان قيس بن سعد من النبي صلى الله عليه وسلم
منزلة صاحب الشرط من الأمير
366

ذكر ما يستحب للإمام أن يقصي من نفسه آكل
البصل من رعيته إلى أن يذهب ريحها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث عن بكير بن الأشج عن عبد الله بن خباب
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على زراعة
بصل هو وأصحابه فنزل ناس فأكلوا منه ولم يأكل منه
آخرون فرحنا إليه فدعا الذين لم يأكلوا البصل وأخر
الآخرين حتى ذهب ريحها
ذكر ما يجب على الامام أن لا تكون همته
في جمع الدنيا لنفسه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق
ابن إبراهيم قال أخبرنا يحيى بن سليم الطائفي عن إسماعيل بن كثير
367

وكان يكنى أبا هاشم عن عاصم بن لقيط بن صبره
عن أبيه قال كنت في وفد بني المنتفق فبينما نحن
جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ رفع الراعي غنمه إلى المراح فإذا
سخلة تيعر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ولدت فقال
الراعي بهمة فقال اذبح مكانها شاة ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تحسبن بالخفض ولم يقل لا تحسبن بالنصب أنا من أجلك ذبحناها إن لنا غنما مائة
فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة قال قلت يا
رسول الله إن لي امرأة وفي لسانها شئ يعني البذاء
قال طلقها إذا فقال إن لها صحبة ولي منها ولد
قال فمرها بقول فعظها لعلها أن تعقل ولا تضرب
ظعينتك كضربك إبلك قال قلت يا رسول الله أخبرني
عن الوضوء قال إذا توضأت فأسبغ الوضوء وخلل بين
الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
ذكر الزجر عن انهماك الأمراء في أموال المسلمين
بما لا يسعهم ولا يحل لهم ارتكابه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا شيبان بن
أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا الحسن
أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل
368

على عبيد الله بن زياد فقال أي بني إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن شر الرعاء الحطمة فإياك أن تكون
منهم فقال اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم فقال هل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة
بعدهم وفي غيرهم
369

ذكر إيجاب النار نعوذ بالله منها لمن تقلد
شيئا من أمور المسلمين وانبسط
في أموالهم بغير إذنهم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن
يحيى بن سعيد حدثه أن عمر بن كثير بن أفلح حدثه أن عبيد سنوطا
حدثه
أنه سمع خولة بنت قيس بن قهد تقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الدنيا حلوة خضرة فمن أخذها
بحقها بورك له فيها ورب متخوض في مال الله ومال رسوله
له النار يوم القيامة
370

ذكر ما يجب على الامام أن لا يأخذ هذا المال إلا
بحقه كي يبارك له فيه سمعت إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست يقول
سمعت الحسين بن الحسن المروزي يقول حدثنا سفيان بن عيينة
عن بن عجلان عن عياض بن عبد الله
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخوف ما أخاف عليكم ما أنبتت الأرض أو زهرة الدنيا
فقال رجل يا رسول الله يأتي الخير بالشر قال فسكت
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه ينزل عليه فأخذه عرق أو بهر ثم
أفاق فقال أين السائل فقال ها انا ذا ولم أرد إلا خيرا
فقال إن الخير لا يأتي إلا بالخير وإن كل ما انبت الربيع
يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر فإنها أكلت فلما اشتدت
خاصرتاها استقبلت الشمس فثلطت ثم بالت ثم عادت
فأكلت ثم أفاضت فاجترت وإن هذا المال حلوة خضرة
371

فمن أخذه بحقه بورك له فيه ومن أخذه بغير حقه لم يبارك
له فيه وكان كالذي يأكل ولا يشبع واليد العليا خير من اليد
السفلى
قال الحسين بن الحسن زعم سفيان أن الأعمش سأله عن
هذا الحديث منذ أربعين سنة
ذكر تعوذ المصطفى صلى الله عليه وسلم من امارة السفهاء
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن خثيم
عن عبد الرحمن بن سابط
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن
عجرة يا كعب بن عجرة أعاذنا الله من امارة السفهاء
قالوا يا رسول الله وما امارة السفهاء قال امراء يكونون
بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم
بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست
منهم ولا يردوا علي حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم
ولم يعنهم على ظلمهم فهم مني وأنا منهم وسيردون
علي حوضي يا كعب بن عجرة الصوم جنة والصدقة تطفئ
372

الخطيئة والصلاة برهان أو قال قربان يا كعب بن عجرة
الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه
فموبقها
ذكر الزجر عن أخذ الأمراء وعمالهم شيئا من أموال
المسلمين إلا ما أحل الله ورسوله
صلى الله عليه وسلم أخذه عليهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن
عروة عن عروة بن الزبير قال
سمعت أبا حميد الساعدي يقول استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ابن اللتبية على الصدقة فلما جاء حاسبه النبي صلى الله عليه وسلم فقال
هذا لكم وهذه هدية أهديت إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا
جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك فلما صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر قام فخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال أما بعد ما بال أقوام نوليهم أمورا مما ولأنا الله
ونستعملهم على أمور مما ولاني الله ثم يأتي أحدهم فيقول
هذا لكم وهذه أهديت إلي ألا جلس في بيت أبيه وأمه حتى
تأتيه هديته والذي نفس محمد بيده لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير
373

حقه إلا جاء يوم القيامة يحمله على عاتقه فلا اعرفن رجلا
يحمل على عنقه يوم القيامة بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو
شاة تيعر ثم بسط يده حتى رأيت بياض إبطيه بصر عيني
وسمع اذني ثم قال ألا هل بلغت ثلاثا الشهيد
على ذلك زيد بن ثابت الأنصاري يحك منكبي منكبه
374

ذكر الاخبار عن نفي الفلاح عن أقوام تكون
أمورهم منوطة بالنساء
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن
عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يفلح قوم
تملكهم امرأة
375

ذكر البيان بأن الأمراء وإن كان فيهم ما لا
يحمد فإن الدين قد يؤيد بهم
أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين بواسط قال حدثنا
إسحاق بن زريق الرسعني قال حدثنا إبراهيم بن خالد الصنعاني
قال حدثنا رباح بن زيد عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤيدن
الله هذا الدين بقوم لا خلاق لهم
376

ذكر البيان بأن الرجل الذي يعرف منه
الفجور قد يؤيد الله دينه بأمثاله
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
حميد بن الربيع قال حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان عن
عاصم عن زر
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليؤيدن الله
هذا الدين بالرجل الفاجر
377

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم
هذا القول
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بحنين فقال لرجل ممن يدعى بالإسلام هو من أهل النار فلما حضر القتال
قاتل الرجل قتالا وعطاء فأصابه الجراح فقيل له يا
رسول الله الرجل الذي قلت إنه من أهل النار قاتل اليوم
قتالا شديدا فمات فقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى النار فكاد بعض
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرتاب فبينما هم على ذلك إذ
قيل لم يمت وبه جراح شديدة فلما كان الليل اشتد به
الجراح مولاه نفسه فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال الله
أكبر اشهد أني عبد الله ورسوله ثم أمر بلالا فنادى في
الناس لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة وإن الله يؤيد الدين
بالرجل الفاجر
378

ذكر ما يستحب للإمام أن يحالف بين أصحابه
ليكون أجمع لهم في القنبيطى
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن عاصم الأحول
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حالف بين
قريش والأنصار في دورهم بالمدينة
ذكر الإباحة للامام إذا ركب أن يسير
معه الناس رجالة
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن شهاب قال
379

أخبرني أنس بن مالك قال دخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم في
عمرة القضاء وعبد الله بن رواحة آخذ بغرزه وهو يقول
خلو بني الكفار عن سبيله
قد انزل القرآن في تنزيله
بأن خير القتل في سبيله
380

ذكر الإباحة للامام إذ مر في طريقه
وعطش أن يستسقي
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبيد الله بن موسى عن همام عن قتادة عن الحسن عن
جون بن قتادة
عن سلمة بن المحبق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتى في غزوة تبوك
على بيت في فنائه قربة معلقة فاستسقى فقيل له إنها
ميتة فقال ذكاة الأديم دباغه
381

ذكر ما يستحب للإمام تذكير نفسه الآخرة
بزيارة القبور في بعض لياليه
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر عن عطاء
عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها
من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج آخر الليل إلى البقيع فيقول
السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتانا وإياكم ما توعدون غدا
مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل
بقيع الغرقد
قال أبو حاتم عطاء هذا هو عطاء بن يسار مولى ميمونة
ذكر ما يستحب للإمام استعمال الوعظ لرعيته في بعض الأيام
ليتقوى به المنشمر في الحال ويبتدئ
فيه المروي فيه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
382

إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل
عن عبد الله أنه كان مما يذكر الناس كل خميس فقال
رجل وددت أنك ذكرتنا كل يوم قال أما إنه ما يمنعني
ذلك إلا مخافة أن أملكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة
بين الأيام مخافة السآمة علينا
ذكر الزجر عن أن يسلك الولاة في رعيتهم
بما لم يأذن به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا بن قتيبة والحسن بن سفيان قالا حدثنا
383

إبراهيم بن هشام الغساني قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن
عمرو بن قيس السكوني
عن عدي بن عدي الكندي قال بينا أبو الدرداء يوما
يسير شاذا من الجيش إذ لقيه رجلان شاذان من الجيش
فقال يا هذان إنه لم يكن ثلاثة في مثل هذا المكان إلا أمروا
عليهم فليأتمر أحدكم قالا أنت يا أبا الدرداء قال بل
أنتما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من والي ثلاثة إلا لقي
الله مغلولة يمينه فكه عدله أو غله جوره
ذكر ما يستحب للإمام أن يختار لأمور المسلمين
والتولية عليهم من هو أصلح لها ولهم
دون من لا يصلح وإن كان ذلك قريبه وحميمه
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي قال
حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال أخبرنا يعقوب بن إبراهيم بن
سعد قال حدثنا أبي عن صالح بن جلس عن بن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
انه أخبره أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب
384

أخبره أنه اجتمع ربيعة بن الحارث وعباس بن
عبد المطلب فقالا والله لو بعثنا هذين الغلامين قال لي
وللفضل بن العباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرهما على هذه
الصدقات فأديا ما يؤدي الناس وأصابا ما يصيب الناس من
المنفعة قال فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب
فقال ماذا تريدان فأخبراه بالذي أرادا فقال لا تفعلا فوالله ما
هو بفاعل فقالا لم تصنع هذا فما هذا منك إلا نفاسة علينا
فوالله لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونلت صهره فما نفسنا ذلك
عليك فقال أنا أبو حسن أرسلوهما ثم اضطجع فلما صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى مر
بنا صلى الله عليه وسلم فأخذ بآذاننا وقال اخرجا ما تصرران ودخل
فدخلنا معه وهو يومئذ في بيت زينب بنت جحش قال
فكلمناه فقلنا يا رسول الله جئناك لتؤمرنا على هذه
الصدقات فنصيب ما يصيب الناس من المنفعة ونؤدي إليك
ما يؤدي الناس قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه إلى
سقف البيت حتى أردنا أن نكلمه قال فأشارت إلينا زينب من
وراء حجابها كأنها تنهانا عن كلامه ثم اقبل فقال ألا إن
الصدقة لا تنبغي لمحمد ولا لآل محمد إنما هي أوساخ
الناس ادع لي محمية بن جزء وكان على العشور وأبا
سفيان بن الحارث قال فأتيا فقال لمحمية أنكح هذا
الغلام ابنتك للفضل فأنكحه وقال لأبي سفيان أنكح
385

هذا الغلام ابنتك قال فأنكحني ثم قال لمحمية
أصدق عنهما من الخمس
ذكر ما يستحب للإمام أن يرفق بنساء رعيته ولا
سيما من كانت ضعيفة العقل منهن
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس بن مالك أن امرأة كان في عقلها شئ فقالت
يا رسول الله إن لي إليك حاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم
فلان خذي أي الطرق شئت فقومي فيه حتى أقوم معك
فخلا معها رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيها حتى قضت حاجتها من
النبي صلى الله عليه وسلم
386

ذكر الإباحة للأئمة أن يقيلوا عند بعض نساء
رعيتهم إذا كن ذوات أزواج
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال
387

حدثنا أيوب عن أنس بن سيرين
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم
سليم فتبسط له نطعا فيقيل عليه وتأخذ من عرقه فتجعله
في طيبها وتبسط له الخمرة فيصلي عليها
ذكر الإباحة للإمام أن يردف بعض رعيته خلفه على راحلته
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا
هشام بن عمار قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يزيد بن
أبي عبيد قال
سمعت سلمة بن الأكوع قال خرجت قبل أن يؤذن
بالأذان وكانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قرد فلقيني
388

غلام لعبد الرحمن بن عوف فقال أخذت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم
قلت من أخذها قال غطفان قال فصرخت فقلت يا
صباحاه فأسمعت ما بين لابتي المدينة ثم اندفعت على
وجهي حتى أدركت القوم وقد أخذوا يستقون من الماء فجعلت
أرميهم بالنبل وكنت راميا وجعلت أقول
انا بن الأكوع واليوم يوم الرضع
حتى استنقذت اللقاح منهم واستلبت منهم ثلاثين بردة
قال وجاء النبي صلى الله عليه وسلم والناس فقلت معبد أنت وأمي قد
حميت القوم الماء وهم عطاش فابعث إليهم الساعة فقال
يا ابن الأكوع ملكت فأسجح إنهم الآن بغطفان يقرون
قال ثم خرجنا وأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته حتى دخلنا
المدينة
389

ذكر ما يستحب للإمام بذل عرضه لرعيته
إذا كان في ذلك صلاح أحوالهم
في الدين والدنيا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
عبد الملك بن زنجويه قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر
عن ثابت
عن أنس بن مالك قال لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر
قال الحجاج بن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالا وإن
لي بها أهلا وإني أريد أن آتيهم فأنا في حل إن انا نلت منك
أو قلت شيئا فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء قال
فأتى امرأته حين قدم فقال اجمعي لي ما كان عندك فإني
390

أريد أن اشتري من غنائم محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه فإنهم قد
استبيحوا وأصيبت أموالهم قال وفشا ذلك بمكة فأوجع
المسلمين وأظهر المشركون فرحا وسرورا وبلغ الخبر
العباس بن المطلب فعقر في مجلسه وجعل لا يستطيع أن
يقوم
قال معمر فأخبرني الجزري عن مقسم قال فأخذ
العباس ابنا له يقال له قثم وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول
% حبي قثم حبي قثم
% شبيه ذي الأنف الأشم
% نبي رب ذي النعم
% برغم أنف من رغم %
قال معمر قال ثابت عن أنس ثم أرسل غلاما له إلى
الحجاج بن علاط فقال ويلك ما جئت به وماذا تقول
فما وعد الله خيرا مما جئت به قال الحجاج لغلامه اقرئ أبا
الفضل السلام وقل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه فإن
الخبر على ما يسره فجاء غلامه فلما بلغ الباب قال أبشر
أبا الفضل فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه فأخبره
ما قال الحجاج فأعتقه ثم جاء الحجاج فأخبره أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله
391

في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي
واتخذها لنفسه وخيرها بين أن يعتقها فتكون زوجته أو تلحق
بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ولكني جئت لمال
كان لي ها هنا أردت أن أجمعه واذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأذن لي أن أقول ما شئت فاخف عني ثلاثا ثم أذكر ما بدا
لك قال فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع
جمعته فدفعته إليه ثم استمر به
فلما كان بعد ثلاث اتى العباس امرأة الحجاج فقال ما
فعل زوجك فأخبرته أنه قد ذهب وقالت لا يخزيك الله أبا
الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال أجل لا يخزيني
الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببناه وقد أخبرني الحجاج
أن الله قد فتح خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله
واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في
زوجك فالحقي به قالت أظنك والله صادقا قال فإني
صادق والأمر على ما أخبرتك
قال ثم ذهب حتى اتى مجالس قريش وهم يقولون
لا يصيبك إلا خير أبا الفضل قال لم يصبني إلا خير
بحمد الله وقد أخبرني الحجاج أن خيبر فتحها الله على
رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم
صفية لنفسه وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا وإنما جاء ليأخذ
392

ما كان له ثم يذهب قال فرد الله الكآبة التي كانت
بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون من كان دخل بيته
مكتئبا حتى اتوا العباس فأخبرهم الخبر فسر المسلمون
ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو خزي على المشركين
ذكر ما يستحب للإمام بذل النفس للمهن
التي منها صلاح أحوال رعيته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن
حماد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس قال ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري
حين ولد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عباءة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يهنأ
بعيرا له فقال هل معك تمر فقلت نعم فناولته
تمرات فألقاهن في فيه فلاكهن ثم فغر فان الصبي فمجه في
393

فيه فجعل الصبي يتلمظه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حب الأنصار
التمر وسماه عبد الله
ذكر ما يستحب للإمام أن يقوم في إصلاح
الظهر التي هي له أو للصدقة بنفسه
أخبرنا محمد بن زهير بالأبلة قال حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا بن أبي عدي عن بن عون عن محمد
عن أنس بن مالك قال لما ولدت أم سليم قالت يا
أنس انظر هذا الغلام فلا يصيبن شيئا حتى تغدو به إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فيحنكه قال فغدوت به فإذا هو صلى الله عليه وسلم في الحائط
وعليه خميصة وهو يسم الظهر الذي قدم عليه في الفتح
394

ذكر البيان أن قول أنس بن مالك وهو يسم
أراد به بنفسه دون أن يكون هو الآمر به
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة
عن أنس بن مالك قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن
أبي طلحة ليحنكه فوافيته بيده الميسم يسم إبل الصدقة
395

ذكر ما يستحب للإمام إعطاء رعيته ما يأملونه
من الأسباب التي بها يتبركون من ناحيته
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا
عمرو بن عثمان قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن
الزهري
عن محمود بن الربيع قال عقلت مجة مجها
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهي من دلو معلقة في دارنا قال محمود
فحدثني عتبان بن مالك قال قلت يا رسول الله إن بصري
قد ساء وإن الأمطار إذا اشتدت سأل الوادي فحال بيني وبين
الصلاة في مسجد قومي فلو صليت في منزلي مكانا اتخذه
مصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم قال فغدا علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فاستأذنا فأذنت لهما قال فما
396

جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال أين تحب أن أصلي في
منزلك فأشرت له إلى ناحية فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففنا
خلفه فصلى ركعتين وحبسنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على خزيرة
صنعناها له
ذكر ما يستحب للإمام معونة رعيته في القنبيطى بنفسه
وإن كان من القوم من يكفيه ذلك
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة قال حدثنا أبو إسحاق قال
سمعت البراء يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معنا التراب
يوم الأحزاب وقد وارى التراب بياض بطنه وهو يقول
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا وثبت الاقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا
يرفع بها صوته
397

ذكر ما يستحب للإمام أن يغضي عن هفوات ذوي الهيئات
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال حدثنا محمد بن
يحيى الذهلي قال حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا بن جريج قال
أخبرني بن شهاب عن علي بن الحسين عن أبيه
عن علي بن أبي طالب قال أصبت شارفا في مغنم بدر
وأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم شارفا على باب رجل من
الأنصار أريد أن احمل عليهما إذخرا أبيعه أستعين به على وليمة
فاطمة ومعي رجل من بني قينقاع وحمزة بن عبد المطلب في
البيت ومعه قينة تغنيه فقالت
ألا يا حمز للشرف النواء
فثار إليهما بالسيف فجب أسنمتهما وبقر خواصرهما
وأخذ من أكبادهما فقلت السنام فقال ذهب به كله قال
فنظرت إلى منظر أفظعني فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعه زيد بن
حارثة فذكرت ذلك له فخرج ومعه زيد فمشيت معه حتى
398

قام على رأسه أو قال على رأس حمزة فتغيظ عليه قال
فرفع رأسه وقال ألستم عبيد آبائي قال فرجع النبي صلى الله عليه وسلم
يقهقر
ذكر ما يستحب للإمام ترك عقوبة من
أساء أدبه عليه من رعيته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن ابن شهاب عن سنان بن
أبي سنان الدؤلي
أن جابر بن عبد الله أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة
قبل نجد فأدركتهم القائلة يوما في واد كثير العضاة فنزل
399

رسول الله صلى الله عليه وسلم وتفرق الناس في العضاه يستظلون في الشجر
ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق سيفه بها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عنده إن هذا اخترط سيفي وأنا نائم
فاستيقظت وهو في يده فقال
لي من يمنعك مني فقلت
له الله قال من يمنعك مني قلت الله فشام السيف
وجلس فهو هذا جالس ثم لم يعاقبه
400

ذكر الإباحة للإمام لزوم المداراة مع رعيته
وإن علم من بعضهم ضد ما يوجب الحق من ذلك
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي بن
المديني قال حدثنا سفيان قال سمعت بن المنكدر يقول
حدثني عروة بن الزبير
أنه سمع عائشة تقول استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
فقال إإذني له فبئس بن العشيرة أو بئس رجل العشيرة
فلما دخل عليه ألان له القول فلما خرج قلت أي
رسول الله قلت له الذي قلت فلما دخل ألنت له القول
قال صلى الله عليه وسلم أي عائشة إن شر الناس منزلة عند الله من تركه
الناس أو ودعه الناس اتقاء شره
401

ذكر ما يستحب للإمام أن لا يتكبر على رعيته
بترك إجابة دعوتهم وإن لم يكن الداعي له شريفا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
أنه سمع أنس بن مالك يقول إن خياطا دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه قال أنس فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرب إليه خبزا من شعير ومرقا فيه دباء وقديد
قال أنس فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع الدباء من حوالي
القصعة قال فلم أزل أحب الدباء بعد ذلك اليوم
403

ذكر الإباحة للإمام تخويف رعيته بما ليس في خلده امضاؤه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا الحسن بن
حماد الحضرمي قال حدثنا يحيى بن سعيد الأموي عن إسماعيل بن
أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في ذات
السلاسل فسأله أصحابه أن يوقدوا نارا فمنعهم فكلموا أبا
بكر فكلمه في ذلك فقال لا يوقد أحد منهم نارا إلا قذفته
فيها قال فلقوا العدو فهزموهم فأرادوا أن يتبعوهم
فمنعهم فلما انصرف ذلك الجيش ذكروا للنبي صلى الله عليه وسلم وشكوه
إليه فقال يا رسول
الله إني كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا
نارا فيرى عدوهم قلتهم وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم
مدد فيعطفوا عليهم فحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم امره فقال يا
رسول الله من أحب الناس إليك قال لم قال لأحب
من تحب قال عائشة قال من الرجال قال أبو
بكر
404

ذكر ما يستحب للإمام أن يعلم الوفد
إذا وفد عليه شعب الإسلام
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أحمد بن المقدام
العجلي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا سعيد حدثنا قتادة حدثنا
غير واحد ممن لقي الوفد وذكر أبا نضرة أنه
حدث عن أبي سعيد الخدري أن وفد عبد القيس لما قدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا يا رسول الله إنا حي من ربيعة
وبيننا وبينك كفار مضر وإنا لا نقدر عليك إلا في الشهر
الحرام فمرنا بأمر ندعو له من وراءنا من قومنا وندخل به
الجنة إذا نحن أخذنا به أو عملنا فقال آمركم بأربع
وأنهاكم عن أربع أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وتقيموا
405

الصلاة وتؤتوا الزكاة وتصوموا رمضان وتعطوا الخمس من
المغنم وأنهاكم عن أربع عن الدباء والحنتم
والمزفت والنقير قالوا يا رسول الله وما علمك بالنقير
قال الجذع تنقرونه وتلقون فيه من القطيعاء أو التمر ثم
تصبون عليه الماء كي يغلي فإذا سكن شربتموه فعسى أحدكم
أن يضرب بن عمه بالسيف قال وفي القوم رجل به ضربة
كذلك قال كنت أخبأها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ففيم
تأمرنا أن نشرب يا نبي الله قال اشربوا في أسقية الأدم
التي تلاث على أفواهها قالوا يا رسول الله أرضنا كثير
الجرذان لا يبقى بها أسقية الأدم قال وإن أكلها الجرذان
مرتين أو ثلاثا ثم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس إن
فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة
406

ذكر ما يستحب للإمام تعلم رعيته دينهم
بالأفعال إذا جهلوا
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي
المهلب
عن عمران بن حصين أن رجلا من الأنصار أعتق ستة أعبد
عند موته لم يكن له مال غيرهم قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فقال له قولا وعطاء قال ثم دعا بهم فجزأهم ثم أقرع
بينهم فأعتق اثنين وأرق أربعة
407

ذكر ما يستحب للإمام إذا عزم على إمضاء أمر من
الأمور فأشار عليه من يثق به من رعيته
بضده أن يترك ما عزم عليه من إمضاء ذلك الأمر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا عمر بن يونس الحنفي قال حدثني عكرمة بن
عمار قال حدثني أبو كثير قال
حدثني أبو هريرة قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم معنا
أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما في نفر فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم
بين ظهرينا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا وفزعنا
فكنت أول من فزع فخرجت أتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
أتيت حائطا للأنصار لبني ماتت فدرت له هل أجد له بابا
فإذا ربيع يدخل في جوف الحائط من خارجه والربيع الجدول
فاحتفزت فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو هريرة
فقلت نعم يا رسول الله قال ما جاء بك قلت قمت
بين أظهرنا فأبطأت علينا فخشينا أن تقتطع دوننا وفزعنا
408

وكنت أول من فزع فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز
الثعلب وهؤلاء الناس ورائي فقال يا أبا هريرة وأعطاني
نعليه وقال اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا
الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره
بالجنة
فكان أول من لقيت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه
فقال ما هاتان النعلان يا أبا هريرة قلت هاتان نعلا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثني بهما فمن لقيت من وراء هذا الحائط
يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه بشرته بالجنة قال
فضرب عمر رضوان الله عليه بيده بين ثديي خررت لاستي فقال
ارجع يا أبا هريرة فرجعت إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم وأجهشت
بالبكاء وأدركني عمر على أثري فقال رسول الله ما لك يا
أبا هريرة قلت لقيت عمر فأخبرته بالذي بعثتني به فضربني
بين ثديي ضربة خررت لاستي فقال ارجع فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ما حملك على ما فعلت قال يا
رسول الله معبد أنت وأمي بعثت أبا هريرة بنعليك من لقي
يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه يبشره بالجنة قال
نعم قال فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها
فخلهم يعملون قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلهم
409

ذكر الإباحة للإمام أن يشتغل بحوائج بعض رعيته
وإن أداه ذلك إلى تأخير الصلاة عن أول وقتها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد
قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس قال أقيمت صلاة العشاء فقام رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن لي إليك حاجة فقام بناحية حتى نعس
القوم أو بعض القوم ثم قام فصلى فصلوا ولم يذكر أنهم
توضؤوا
410

2 - باب
بيعة الأئمة وما يستحب لهم
ذكر ما يستحب للإمام أخذ البيعة من الناس
على شرائط معلومة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد عن قيس
عن جرير بن عبد الله قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على
إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم
411

ذكر البيان بأن النصح لكل مسلم في البيعة التي
وصفناها كان ذلك مع الإقرار بالسمع والطاعة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
عبد الوارث عن يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة
عن جرير قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع
والطاعة والنصح لكل مسلم فكان إذا اشترى شيئا أو باعه
يقول لصاحبه اعلم أن ما أخذنا منك أحب إلينا مما أعطيناكه
فاختر
ذكر وصف السمع والطاعة اللذين يبايع
الامام رعيته عليهما
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
412

أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه قال أخبرني
عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت
أن عبادة بن الصامت قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
السمع والطاعة في اليسر والعسر والمنشط والمكره وأن لا
ننازع الأمر أهله وأن نقوم أو نقول بالحق حيث ما كنا لا
نخاف في الله لومة لائم
قال أبو حاتم رحمه الله سمع عبادة بن الوليد بن عبادة بن
الصامت
413

ذكر وصف السبب الذي أنكر البيعة في
السمع والطاعة اللذين وصفناهما
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا السامي حدثنا يحيى بن أيوب المقابري حدثنا
إسماعيل بن جعفر وأخبرني عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر قال كنا نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم
414

ذكر البيان بأن البيعة إنما يجب أن أنكر على الامام
من الناس من الأحرار منهم دون العبيد
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو
الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا أبو الزبير
عن جابر بن عبد الله أن عبدا بايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة
فأتاه سيده يريده قال فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبدين أسودين
ثم لم يبايع أحدا على الهجرة حتى يسأله أعبد هو
ذكر ما يستحب أن تكون بيعة الرعية امامهم عليه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
خالد بن عبد الله الطحان عن خالد الحذاء عن الحكم بن الأعرج
عن معقل بن يسار قال بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
415

الحديبية وأنا ارفع غصن الشجرة عن وجهه فبايعناه على أن لا
نفر لم نبايعه على الموت قلنا له كم كنتم قال ألف وأربع
مائة
ذكر السبب الذي عليه أنكر البيعة
من الرعية على الأئمة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد والحوضي عن
شعبة قال حدثنا عبد الله بن دينار قال
سمعت بن عمر يقول كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يلقننا على السمع والطاعة فيما استطعنا
416

ذكر ما يستحب للإمام أخذ البيعة من نساء رعيته
على نفسه إذا أحب ذلك
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن محمد بن المنكدر
عن أميمة بنت رقيقة أنها قالت أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
نسوة يبايعنه فقلن نبايعك يا رسول الله على أن لا نشرك بالله شيئا
ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين
أيدينا وأرجلنا ولا نعصيك في معروف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيما استطعتن وأطقتن قالت فقلت الله ورسوله ارحم بنا من
أنفسنا هلم نبايعك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لا
أصافح النساء إنما قولي لمئة امرأة كقولي لامرأة واحدة أو مثل
قولي لامرأة واحدة
417

ذكر الأسباب التي كانت بيعة النساء
على المصطفى صلى الله عليه وسلم بها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة تبايع
النبي صلى الله عليه وسلم فأخذ عليها أن لا يسرقن ولا يزنين الآية قالت
فوضعت يدها على رأسها حياء فأعجب النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى
منها فقالت لها عائشة قري أيتها المرأة فوالله ما بايعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على هذا فبايعها بالآية
ذكر الاخبار عما يجب على المرء عند بيعة
الأمراء والخلفاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا جعفر بن مهران
السباك قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة قال حدثني
فرات القزاز عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بني
إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء كلما مات نبي قام نبي وأنه ليس
بعدي نبي فقال رجل ما يكون بعدك يا رسول الله قال
418

خلفاء ويكثرون قال فكيف تأمرنا يا رسول الله قال
أدوا بيعة الأول فالأول وأدوا إليهم ما لهم فإن الله سائلهم
عن الذي لكم
419

3 - باب
طاعة الأئمة
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال
حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن أبي
الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من
أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن
أطاع الأمير فقد أطاعني ومن عصى الأمير فقد
عصاني
420

ذكر أحد التخصيصين الذي يخص عموم الخطاب
الذي في خبر أبي هريرة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم
ذكر التخصيص الثاني الذي يخص عموم الخطاب
الذي ذكرناه قبل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو
عن عمر بن الحكم بن ثوبان
421

أن أبا سعيد الخدري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علقمة
ابن مجزر المدلجي على بعث انا فيهم فخرجنا حتى إذا كنا على
رأس غزاتنا أو في بعض الطريق استأذنته طائفة فأذن لهم
وأمر عليهم عبد الله بن حذافة السهمي وكان من أصحاب بدر
وكانت فيه دعابة فكنت فيمن رجع معه فبينا نحن في الطريق
نزلنا منزلا وأوقد القوم نارا يصطلون بها أو يصنعون عليها
صنيعا لهم إذ قال لهم عبد الله بن حذافة أليس لي عليكم
السمع والطاعة قالوا بلى قال فأنا آمركم بشئ ألا فعلتموه
قالوا بلى قال فإني أعزم عليكم بحقي وطاعتي إلا تواثبتم في
هذه النار قال
فقام ناس حتى إذا ظن أنهم واثبون فيها قال
أمسكوا عليكم أنفسكم إنما كنت اضحك معكم فلما قدموا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكروا ذلك له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أمركم بمعصية فلا تطيعوه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هارون بن
معروف قال حدثنا المقرئ قال حدثنا حياة قال حدثنا أبو
هانئ عن أبي علي عمرو بن مالك الجنبي
422

عن فضالة بن عبيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا
يسأل عنهم رجل فارق الجماعة وعصى امامه ومات
عاصيا وأمة أو عبد أبق من سيده فمات وامرأة غاب زوجها
وقد كفاها مؤنة الدنيا فخانته بعده وثلاثة لا يسأل عنهم رجل
ينازع الله رداءه فإن ردائه الكبر وإزاره العز ورجل في شك
من أمر الله والقانط من رحمه الله
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن
سهيل بن ذكوان حدثه أن أباه حدثه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال آمركم
بثلاث وأنهاكم عن ثلاث آمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا
به شيئا وتعتصموا بحبل الله جميعا ولا تتفرقوا وتطيعوا
لمن ولاه الله أمركم وأنهاكم عن قيل وقال وكثرة
السؤال وإضاعة المال
423

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به
شيئا أمر فرض على المخاطبين في كل الأحوال وقوله
وتعتصموا بحبل الله جميعا أراد به كتاب الله وهو فرض على
بعض المخاطبين الذين أنكر بهم الحاجة إلى استعماله في حال
دون حال وتطيعوا لمن ولاه الله أمركم يسير عام له
تخصيصان أحدهما أن يؤمر المرء بماله فيه رضى
والثاني إذا أمر ما استطاع دون ما لا يستطيع
ذكر أحد التخصيصين اللذين يخصان عموم تلك
اللفظة التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر قال كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
السمع والطاعة يقول لنا فيما استطعتم
ذكر التخصيص الثاني الذي يخص عموم تلك
اللفظة التي ذكرناها
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا
هشام بن عمار حدثنا مدرك بن سعد ها قال سمعت حيان أبا
النضر يقول حدثني جنادة بن أبي أمية
425

عن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اسمع وأطع في
عسرك ويسرك ومنشطك ومكرهك وأثرة عليك وإن اكلوا
مالك وضربوا ظهرك إلا أن يكون معصية
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا
معاوية بن صالح قال أخبرني سليم بن عامر قال
سمعت أبا امامة الباهلي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وخطبنا في حجة الوداع وهو على ناقته الجدعاء وتطاول في
غرز الرحل فقال أيها الناس فقال رجل في آخر الناس
ما تقول أو ما تريد فقال ألا تسمعون أطيعوا
ربكم وصلوا خمسكم وأدوا زكاة أموالكم وأطيعوا أمرائكم
تدخلوا جنة ربكم فقلت لأبي امامة بن كم كنت يومئذ حين
سمعت هذا قال سمعت وأنا بن ثلاثين سنة
426

ذكر أحد التخصيصين اللذين يخصان عموم تلك اللفظة
التي ذكرناها في خبر أبي أمامة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الجبار بن عاصم أبو
طالب قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن
يحيى بن الحصين
عن أم الحصين أنها حدثته قالت حججت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع فرأيت أسامة أو بلالا يقود بخطام
ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر رافع ثوبه يستره به من الحر حتى
رمى جمرة العقبة ثم انصرف فوقف الناس وقد جعل ثوبه
من تحت إبطه الأيمن على عاتقه الأيسر قال فرأيت تحت
غضروفه الأيمن كهيئة جمع ثم ذكر قولا كثيرا وكان فيما
يقول صلى الله عليه وسلم إن أمر عليكم عبد مجدع اسود يقودكم بكتاب الله
فاسمعوا وأطيعوا ثم قال هل بلغت
427

ذكر التخصيص الثاني الذي يخص عموم اللفظة
التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري قال
حدثنا محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان مولى مرة الطيب ولقبه جبر
قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعنا على
السمع والطاعة ثم يلقننا فيما استطعت
ذكر خبر يصرح بالتخصيصين اللذين ذكرناهما
أخبرنا الصوفي ببغداد قال حدثنا الهيثم بن خارجة
قال حدثنا مدرك بن سعد ها أبو سعيد عن حيان أبي النضر
سمع جنادة بن أبي أمية
سمع عبادة بن الصامت يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا
428

عبادة قلت لبيك قال اسمع وأطع في عسرك ويسرك ومكرهك
وأثرة عليك وإن أكلوا مالك وضربوا ظهرك إلا أن تكون
معصية لله بواحا
ذكر نفي إيجاب الطاعة للمرء إذا دعا
إلى معصية الله جل وعلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال
أخبرنا عبد الله هو بن المبارك عن شعبة عن زبيد عن سعد بن
عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي
عن علي بن أبي طالب قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
جيشا وامر عليهم رجلا فأوقد نارا فقال ادخلوها فأراد
ناس أن يدخلوها وقال آخرون إنا فررنا منها فذكر ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها لو دخلتموها
لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة أو قال ابدا وقال للآخرين
خيرا وقال أحسنتم لا طاعة في معصية الله إنما الطاعة في
المعروف
429

ذكر الزجر عن طاعة المرء لمن دعاه إلى معصية
الباري جل وعلا
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس والحسين بن
عبد الله القطان بالرقة قالا حدثنا نوح بن حبيب قال حدثنا بن
مهدي عن الثوري عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي
عبد الرحمن السلمي
عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة
لبشر في معصية الله جل وعلا
ذكر الزجر عن أن يطيع المرء أحدا من أولاد آدم
إذا امره بما ليس لله فيه رضى
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال حدثنا
نوح بن حبيب البذشي وهي قرية بقومس قال حدثنا
430

عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن زبيد عن سعد بن عبيدة
عن أبي عبد الرحمن السلمي
عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا طاعة لبشر في معصية الله
ذكر تخوف المصطفى صلى الله عليه وسلم على أمته
مجانبتهم الطريق المستقيم بانقيادهم للأئمة المضلين
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف أبو حمزة حدثنا
محمد بن عبد الملك بن زنجويه حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني
عن شداد بن أوس قال قال نبي الله صلى الله عليه وسلم إني لا
أخاف على أمتي إلا الأئمة المضلين وإذا وضع السيف في
أمتي لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة
431

ذكر وصف الأئمة المضلين التي كان يتخوفها
على أمته صلى الله عليه وسلم
أخبرنا العباس بن الفضل بن شاذان المقري أبو القاسم
حدثنا عبد الرحمن بن عمر الأصفهاني رسته حدثنا بن أبي عدي
حدثنا محمد بن هشام بن عروة عن أبيه عن جده
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ولكن يقبض العلم بقبض
العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا
فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
فلقيت بعد ذلك عبد الله بن عمرو بسنة فحدثنيه
432

ذكر وصف الضلالة التي كان يتخوفها صلى الله عليه وسلم على أمته
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن عدي أبو نعيم
وحاجب بن أركين قالا حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بن وهب
سمعت الليث بن سعد يقول حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن
عبد الرحمن عن جبير بن نفير أنه قال
حدثني عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى
السماء فقال هذا أوان رفع العلم فقال رجل من الأنصار
يقال له لبيد بن زياد يا رسول الله يرفع العلم وقد أثبت ووعته
القلوب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت لأحسبك أفقه أهل
المدينة ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما في أيديهم من
كتاب الله قال فلقيت شداد بن أوس وحدثته بحديث
عوف بن مالك فقال صدق عوف ثم قال ألا أخبرك بأول
ذلك يرفع قلت بلى قال الخشوع حتى لا ترى
خاشعا
433

ذكر الزجر عن ترك اعتقاد المرء الامام
الذي يطيع الله جل وعلا في أسبابه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة
قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي
صالح
عن معاوية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وليس له
إمام مات ميتة جاهلية
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم مات ميتة الجاهلية معناه من
مات ولم يعتقد أن له إماما يدعو الناس إلى طاعة الله حتى يكون
قوام الإسلام به عند الحوادث والنوازل مقتنعا في الانقياد على من
ليس نعته ما وصفنا مات ميتة جاهلية
434

قال أبو حاتم ظاهر الخبر أن من مات وليس له امام
يريد به النبي صلى الله عليه وسلم مات ميتة الجاهلية لأن إمام أهل الأرض في
الدنيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن لم يعلم إمامته أو اعتقد إماما غيره
مؤثرا قوله على قوله ثم مات مات ميتة جاهلية
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من لزوم النصيحة
في دين الله لنفسه وللمسلمين عامة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن رمح
قال حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن
سهيل بن أبي صالح السمان عن عطاء بن يزيد من بني ليث عن
تميم الداري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الدين
النصيحة ثلاث مرات قالوا لمن يا رسول الله قال لله
ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين أو للمؤمنين وعامتهم
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من لزوم النصيحة
في دين الله لنفسه وللمسلمين عامة
أخبرنا الوليد بن بنان بن الوليد بن بنان بواسط قال
حدثنا محمد بن ميمون البزاز قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا
عمرو بن دينار عن القعقاع بن حكيم
435

عن أبي صالح قال ثم لقيت سهيلا فقلت له
أرأيت حديثا كان يحدث عمرو عن القعقاع عن أبيك سمعته
من أبيك قال سمعته من الذي سمعه منه أبي صديق لأبي
كان يأتي من الشام يقال عطاء بن يزيد المؤذن سمعته أخبر
ذلك عن تميم الداري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا إن
الدين النصيحة ألا إن الدين النصيحة ألا إن الدين
النصيحة قالوا لمن يا رسول قال لله ولكتابه
ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم
ذكر الاخبار عما يجب على المرء من لزوم ما عليه
جماعة المسلمين وترك الانفراد عنهم بترك الجماعات
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن حمزة المعولي
قال حدثنا جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب
بالجابية فقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم اليوم
فقال ألا أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين يلونهم ثم يفشوا
436

الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها ويحلف
الرجل على اليمين لا يسألها فمن أراد منكم بحبوحة الجنة
فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين
أبعد ولا يخلون أحدكم بامرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن
ساءته سيئته وسرته حسنته فهو مؤمن
ذكر إثبات معونة الله جل وعلا الجماعة
وإعانة الشيطان من فارقها
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
437

موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال حدثنا عبد الحميد الحماني
عن يحيى بن أيوب عن زياد بن علاقة
عن عرفجة بن شريح الأشجعي قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول سيكون بعدي هنات وهنات فمن رأيتموه فارق
الجماعة أو يريد أن يفرق بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأمرهم جميع
فاقتلوه كائنا من كان فإن يد الله مع الجماعة وإن الشيطان مع
من فارق الجماعة المحضضين
438

ذكر إثبات موت الجاهلية بالمفارق جماعة المسلمين
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان قال حدثنا
عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن زيد بن أسلم
أنه حدثه
أن عبد الله بن عمر اتى بن مطيع ليالي الحرة فقال
ضعوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آت لأجلس إنما
جئت لأكلمك كلمتين سمعتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزع يدا من طاعة لم تكن له حجة
يوم القيامة ومن مات مفارق الجماعة فإنه يموت موتة
الجاهلية
439

ذكر إثبات موت الجاهلية على من قتل
تحت راية عمية
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا أبو داود قال حدثنا
عمران القطان عن قتادة عن أبي مجلز
عن جندب الأسماء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل تحت
راية عمية فقتله قتلة جاهلية
440

ذكر وصف الراية العمية التي أثبت لمن قتل
تحتها بهذا الاسم
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا عمر بن
يزيد السياري قال دخلت على حماد بن زيد وهو شاكي فقلت
حدثني حديث غيلان بن جرير فقال يا بني سمعت غيلان وهو شيخ
كبير ولكن حدثني أيوب عنه فقلت حدثني عن أيوب عن
غيلان بن جرير عن زياد بن رياح القيسي
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج من
الطاعة وفارق الجماعة فمات فميتة جاهلية ومن خرج على
أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بذي
عهدها فقتلة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يقاتل
لعصبة أو يغضب لعصبة فقتله قتلة جاهلية
441

ذكر البيان بأن على المرء طاعة القرشيين من الأئمة
إذا عدلوا في الرعية وأقاموا الحق
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
فياض بن زهير قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن
أبي ذئب عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي على
قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا ما حكموا وعدلوا
وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا فمن لم يفعل منهم فعليه
لعنة الله
442

ذكر الإباحة للمرء أن يفدي امامه بنفسه
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا الحسن بن
عيسى قال حدثنا بن المبارك قال حدثنا حميد
عن أنس أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلفه لينظر أين يقع نبله
فيتطاول أبو طلحة بصدره يتقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هكذا يا
نبي الله جعلني الله فداك نحري دون نحرك
443

ذكر الإباحة للمرء أن يوقر امامه ويعظمه
جهده وإن كان في قوله لمن قصد
ضده ما لا يوجب الحكم ذلك
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو عمار
قال حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن المغيرة بن شعبة أنه كان قائما على رأس
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف وهو ملثم وعنده عروة قال فجعل عروة
يتناول لحية النبي صلى الله عليه وسلم ويحدثه قال فقال المغيرة لعروة لتكفن
يدك عن لحيته أو لا ترجع إليك قال فقال عروة من هذا
قال هذا بن أخيك المغيرة بن شعبة فقال عروة يا غدر ما
غسلت رأسك من غدرتك بعد
444

ذكر البيان بأن الحق إنما يجب للأمراء على الرعية
إذا رعوهم في الأسباب والأوقات
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن أبي
ذئب عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لي على
قريش حقا وإن لقريش عليكم حقا ما حكموا فعدلوا
وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا
ذكر البيان بأن على المرء استعمال ما يقول الأمراء
من قريش من الخير وترك أفعالهم إذا خالفوهم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا زكريا بن عدي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو
عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي
عن عامر بن شهر قال كلمتين سمعتهما ما أحب أن لي
بواحدة منهما الدنيا وما فيها إحداهما من النجاشي والأخرى
من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأما التي سمعتها من النجاشي فإنا كنا
عنده إذ جاءه بن له من الكتاب فعرض تستأنفها قال وكنت
أفهم بعض كلامهم فمر بآية فضحكت فقال ما الذي
أضحكك فوالذي نفسي بيده لأنزلت من عند ذي العرش إن
445

عيسى بن مريم قال إن اللعنة تكون في الأرض إذا كانت
امارة الصبيان والذي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته يقول
اسمعوا من قريش ودعوا فعلهم
ذكر الاخبار عما يجب على المرء عند ظهور امراء
السوء مجانبتهم في الأحوال والأسباب
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم المروزي قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن رقبة بن
مصقلة عن جعفر بن إياس عن عبد الرحمن بن مسعود
عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليأتين عليكم امراء يقربون شرار الناس ويؤخرون الصلاة عن
مواقيتها فمن أدرك ذلك منكم فلا يكونن عريفا ولا شرطيا ولا
جابيا ولا خازنا
446

ذكر الاخبار بأن على المرء عند ظهور الجور
أداء الحق الذي عليه دون الامتناع على الأمراء
أخبرنا علي بن الحسن بن سلم قال حدثنا محمد بن
عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن الأعمش
عن زيد بن وهب
عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنها ستكون
أثرة وأمور تنكرونها قالوا يا رسول الله فما تأمرنا قال
تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الذي لكم
447

ذكر الزجر عن الخروج على الأئمة بالسلاح وإن جاروا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد عن عكرمة بن
عمار قال حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمل علينا السلاح
فليس منا
448

ذكر الزجر عن الخروج على امراء السوء
وإن جاروا بعد أن يكره بالخلد ما يأتون
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن
ربيعة بن يزيد عن مسلم بن قرظة
عن عوف بن مالك الأشجعي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خياركم وخيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون
عليكم وتصلون عليهم وشراركم وشرار أئمتكم الذين
تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم قيل أفلا
ننابذهم يا رسول الله قال لا ما أقاموا الصلوات الخمس
ألا ومن له وال فيراه يأتي شيئا من معصية الله فليكره ما يأتي من
معصية الله ولا ينزع يدا من طاعته
449

ذكر ما يجب على المرء من ترك
الخروج على الأمراء وإن جاروا
أخبرنا علي بن حمزة بن صالح بإنطاكية قال حدثنا
إبراهيم بن محمد القورسي قال حدثنا معن بن عيسى عن مالك عن
نافع وعبد الله بن دينار
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حمل علينا
السلاح فليس منا
قال أبو حاتم قورس قرية من قرى إنطاكية
450

4 - باب
فضل الجهاد
ذكر الخبر الدال على أن جهاد الفرض والنفقة فيه أفضل
من الطاعات الأخر وإن كان في بعضها فرض
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال
حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معمر بن يعمر قال حدثنا معاوية بن سلام قال حدثنا زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام قال
حدثني النعمان بن بشير قال كنت عند منبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل ما أبالي أن أعمل وأشار بعد
الإسلام إلا أعمر المسجد الحرام وقال آخر الجهاد في
سبيل الله أفضل مما قلتم فأنزل الله أجعلتم سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في
سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين
451

ذكر الخبر الدال على أن الجهاد لمن صحت نيته
فيه يقوم مقام الهجرة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن خالد الأزرق
قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شيبان عن الأعمش عن أبي
صالح
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا هجرة بعد
الفتح ولكن جهاد ونية
452

ذكر إيجاب الجنة للمهاجر والغازي على اية
حالة أدركتهما المنية في قصدهما
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
هاشم بن القاسم حدثنا أبو عقيل الثقفي حدثنا موسى بن المسيب
أخبرني سالم بن أبي الجعد
عن سبرة بن أبي فاكه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الشيطان قعد لابن آدم بطريق الإسلام فقال له تسلم وتذر
دينك ودين آبائك فعصاه فأسلم فغفر له فقعد له لطريق
الهجرة فقال له تهاجر وتذر أرضك وسماءك فعصاه فهاجر
فقعد له بطريق الجهاد فقال له تجاهد وهو جهد النفس
والمال فتقاتل فتقتل فتنكح المرأة ويقسم المال فعصاه
فجاهد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن فعل ذلك فمات كان
حقا على الله أن يدخله الجنة أو قتل كان حقا على الله أن
يدخله الجنة وإن غرق كان حقا على الله أن يدخله الجنة أو
453

وقصته دابة كان حقا على الله أن يدخله الجنة
ذكر البيان بأن الجهاد في سبيل الله من أحب
الأعمال إلى الله جل وعلا
أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق
حدثنا هشام بن عمار حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثنا
يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة
حدثني عبد الله بن سلام قال جلست في نفر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أيكم يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسأله أي
الأعمال أحب إلى الله قال فهبنا أن يسأله منا أحد قال فأرسل
إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يفردنا رجلا رجلا يتخطى غيرنا فلما اجتمعنا
عنده أومأ بعضنا إلى بعض لأي شئ أرسل إلينا ففزعنا أن
يكون نزل فينا قال فقرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح لله ما في
السماوات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا
لم تقولون ما لا تفعلون قال فقرأ من فاتحتها
إلى خاتمتها ثم قرأ يحيى من فاتحتها إلى خاتمتها ثم قرأ
الأوزاعي من فاتحتها إلى خاتمتها وقرأها الوليد من فاتحتها إلى
خاتمتها
454

ذكر البيان بأن الجهاد من أفضل الأعمال
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث عن بن أبي هلال
أن يحيى بن عبد الله بن سالم حدثه عن عون بن عبد الله بن عتبة
عن يوسف بن عبد الله بن سلام
عن أبيه قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع القوم
455

وهم يقولون أي الأعمال أفضل يا رسول الله قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إيمان بالله ورسوله وجهاد في سبيله وحج
مبرور ثم سمع نداء في الوادي يقول اشهد أن لا إله إلا
الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
أشهد واشهد لا يشهد بها أحد إلا برئ من الشرك
ذكر البيان بأن الجهاد من أفضل الأعمال
إنما هي مع الشهادة بالله ورسوله
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبدة بن سليمان وأبو معاوية قالا حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه عن أبي مراوح
عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي العمل أفضل
قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قال قلت فأي الرقاب
456

أفضل قال أنفسها عند أهلها وأغلاها ثمنا قال فإن لم
افعل قال تعين صانعا أو تصنع لأخرق قلت فإن
ضعفت عن ذلك قال فدع الشر فإنها صدقة تصدق بها
على نفسك
ذكر البيان بأن الجهاد الذي هو من أفضل
الأعمال هو الجهاد المتعري عن الغلول
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال
الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام هو الدستوائي عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر
457

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال
عند الله إيمان لا شك فيه وغزو لا غلول فيه وحج مبرور
قال أبو هريرة حجة مبرورة تكفر الخطايا سنة
قال أبو حاتم أبو جعفر هذا هو محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب
ذكر البيان بأن الجهاد في سبيل الله سنام الطاعات
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو
سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل أي الأعمال
أفضل قال إيمان بالله ورسوله قال ثم أي قال الجهاد
458

في سبيل الله سنام العمل قال ثم أي قال حج
مبرور
ذكر البيان بأن الجهاد في سبيل الله أفضل من التخلي بالعبادة
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد حدثنا
منصور بن أبي مزاحم حدثنا يحيى بن حمزة عن محمد بن الوليد
الزبيدي عن الزهري عن عطاء بن يزيد المؤذن
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا اتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله أي الناس أفضل قال رجل جاهد في سبيل الله
459

بماله ونفسه ثم مؤمن في شعب من الشعاب يعبد الله ويدع
الناس من شره
ذكر وصف المجاهد الذي يكون أفضل
من العابد المتجرد لله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن بعجة بن عبد الله الجهني
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي على
الناس زمان يكون خير الناس فيه منزلة رجل آخذ بعنان فرسه في
سبيل الله كلما سمع بهيعة استوى على متنه ثم طلب الموت
مظانه ورجل في شعب من هذه الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي
الزكاة ويدع الناس إلا من خيره
460

ذكر البيان بأن الجهاد في الإسلام يهدم
ما كان من الحوبات قبل الإسلام
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال حدثنا
محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا
إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل مقنع في الحديد
فقال يا رسول الله أقاتل أو أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم
ثم قاتل فأسلم ثم قاتل مولاه فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا عمل
قليلا وأجر كثيرا
ذكر البيان بأن الغدو والرواح في سبيل الله
للمجاهد يكون خيرا من أن تكون له الدنيا وما فيها
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان حدثنا هدبة بن
خالد القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
461

عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغدوة في سبيل الله
أو روحة خير من الدنيا وما فيها
ذكر تفضل الله جل وعلا على الواقف ساعة
في سبيل الله بإعطائه خيرا من مصادفة ليلة القدر بالمسجد الحرام
أخبرنا خلاد بن محمد المقري بن خالد الواسطي بنهر
462

سابس على الدجلة حدثنا عباس بن عبد الله الترقفي حدثنا
المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو الأسود محمد بن
عبد الرحمن عن مجاهد
عن أبي هريرة انه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل ثم
قيل لا بأس فانصرف الناس وأبو هريرة واقف فمر به إنسان
فقال ما يوقفك يا أبا هريرة فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند
الحجر الأسود
قال أبو حاتم سمع مجاهد من أبي هريرة أحاديث معلومة
بين سماعه فيها عمر بن ذر وقد وهم من زعم أنه لم يسمع من
أبي هريرة شيئا لأن أبا هريرة مات سنة ثمان وخمسين في امارة
معاوية وكان مورد مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة
عمر بن الخطاب ومات مجاهد سنة ثلاث ومئة فدل هذا
على أن مجاهدا سمع أبا هريرة
ذكر تحريم الله جل وعلا على النار الاقدام
التي اغبرت في سبيله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله أخبرنا عتبة بن أبي حكيم عن حصين بن حرملة المهري
463

حدثنا أبو المصبح المقرائي قال بينما نحن نسير بأرض
الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك
بجابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له فقال له مالك أي أبا
عبد الله اركب فقد حملك الله فقال جابر أصلح دابتي
واستغني عن قومي وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فأعجب
مالكا قوله فسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت ناداه بأعلى
صوته يا أبا عبد الله اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي
أراد برفع صوته وقال أصلح دابتي واستغني عن قومي
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله
حرمه الله على النار فوثب الناس عن دوابهم فما رأينا يوما
أكثر ماشيا منه
المقرى قرية بدمشق والمهري سكة بالفسطاط قاله
الشيخ
464

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا موسى بن
عامر حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا يزيد بن أبي مريم قال أدركني
عباية بن رفاعة بن رافع بن خديج وانا أمشي إلى الجمعة فقال
سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغبرت
قدماه في سبيل الله حرمهما الله على النار
465

قال أبو حاتم أبو عبس هذا من أهل بدر اسمه
عبد الرحمن بن جبر بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارثة بن
الحارث بن الخزرج الأنصاري مات سنة أربع وثلاثين ودفن
بالبقيع ودخل قبره أبو بردة بن نيار وسلمة بن سلامة بن
وقش
وكل ما يروي الوليد من رواية الشاميين فهو يزيد بن أبي
مريم وما يكون من رواية العراقيين فهو بريد
ذكر نفي اجتماع الغبار في سبيل الله
وفيح جهنم في جوف مسلم
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط حدثنا
عيسى بن حماد أخبرنا الليث عن بن عجلان عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع في
جوف عبد مؤمن غبار في سبيل الله وفيح جهنم ولا يجتمع في
جوف عبد الإيمان والحسد
466

ذكر نفي اجتماع دخان جهنم وغبار
في سبيل الله في منخري مسلم
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الكريم الوزان بجرجان
حدثنا محمد بن ميمون الخياط حدثنا سفيان عن مسعر عن
محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عيسى بن طلحة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع دخان
جهنم وغبار في سبيل الله في منخري مسلم
ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم غزاة البحر
بالملوك على الأسرة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عيسى بن حماد
أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن
أنس بن مالك
عن خالته أم حرام بنت ملحان وثلاثمائة قالت نام
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قريبا مني ثم استيقظ يتبسم فقلت يا
رسول الله ما أضحكك قال ناس من أمتي عرضوا علي
يركبون ظهر هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة قالت
467

فادع الله ان يجعلني منهم فدعا لها ثم نام الثانية ففعل
مثلها فقالت مثل قولها فأجابها مثل قولها الأول قالت
فادع الله ان يجعلني منهم قال أنت من الأولين فخرجت
مع زوجها عبادة بن الصامت غازية أول ما ركب المسلمون البحر
مع معاوية فلما انصرفوا من غزاتهم قرب إليها دابتها
لتركبها فصرعت فماتت
468

قال أبو حاتم قبرها بجزيرة في بحر الروم يقال لها
قبرس من المسلمين إليها قلع ثلاثة أيام
ذكر البيان بأن يوما في سبيل الله خير من
ألف يوم في غيره من الطاعات
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله أخبرنا أبو معن حدثني أبو عقيل عن أبي صالح مولى
عثمان بن عفان قال
قال عثمان في مسجد الخيف بمنى أيها الناس إني سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا كنت كتمتكموه ضنا بكم وقد بدا لي
ان أبديه نصيحة لله ولكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم
469

في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه فلينظر كل امرئ
منكم لنفسه
قال أبو حاتم أبو معن هذا هو محمد بن معن
الغفاري من أهل المدينة وأبو عقيل زهرة بن معبد من
أهل الرملة وأبو صالح مولى عثمان اسمه الحارث
ذكر تكفل الله جل وعلا لمن خرج للجهاد
قصدا إلى بارئه بأن يرده بأجر أو غنيمة
أخبرنا الحسن بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكفل الله لمن
جاهد في سبيله لا يخرجه من بيته إلا الجهاد في سبيله
وتصديق كلمته أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي خرج
منه مع ما نال من أجر غنيمة
470

ذكر وصف الدرجات للمجاهدين في سبيل الله
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي
عن عبد الرحمن بن أبي عمرة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة
مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله بين الدرجتين كما
471

بين السماء والأرض فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فهو
أوسط الجنة وهو أعلى الجنة وفوقه العرش ومنه تفجر انهار
الجنة
472

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فهو أوسط الجنة يريد به ان
الفردوس في وسط
الجنان في العرض وقوله وهو أعلى
الجنة يريد به في الارتفاع
ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه
أخبرناه إسحاق بن إبراهيم ببست حدثنا أحمد بن
عمرو بن السرح حدثنا بن وهب أخبرنا أبو هانئ الخولاني عن
أبي عبد الرحمن الحبلي
عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا أبا
سعيد من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت
له الجنة فعجب لها أبو سعيد وقال أعدها علي يا
رسول الله ففعل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخرى يرفع بها
العبد مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض
473

قال وما هي يا رسول الله قال الجهاد في سبيل الله عز
وجل
ذكر البيان بأن المجاهدين من وفد الله الذين دعاهم فأجابوه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن سهل
الجعفري حدثنا عمران بن عيينة حدثنا عطاء بن السائب عن مجاهد
عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغازي في سبيل الله والحاج إلى بيت
الله والمعتمر وفد الله دعاهم
فأجابوه
474

ذكر تفضل الله جل وعلا على من رمى بسهم
في سبيله بكتبة أجر رقبة لو أعتقها له
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي
الجعد عن شرحبيل بن السمط
عن كعب بن مرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من رمى بسهم بين سبيل الله كان كمن أعتق رقبة
ذكر إعطاء درجة في الجنة من بلغ
سهما في سبيله
أخبرنا محمد بن عدي بن سالم حدثنا حميد بن
475

زنجويه حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هشام الدستوائي عن
قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلة
عن أبي نجيح السلمي قال حاصرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الطائف فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ بسهم في
سبيل الله فهو له درجة في الجنة قال فبلغت يومئذ ستة عشر
سهما
قال الشيخ أبو حاتم أبو نجيح اسمه عمرو بن عبسة السلمي
476

ذكر وصف الدرجة التي يعطيها الله لمن بلغ
سهما في سبيله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي
الجعد عن شرحبيل بن السمط قال
قلنا لكعب بن مرة يا كعب حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
واحذر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بلغ العدو
بسهم رفع الله به درجة له فقال له عبد الرحمن بن النحام يا
رسول الله وما الدرجة قال اما وثلاثمائة ليست بعتبة أمك ما
بين الدرجتين مائة عام
قال أبو حاتم قولهم لكعب بن مرة حدثنا واحذر
يريدون بقولهم واحذر ان لا تزل فتزيد أو تنقص ولم
يريدوا بقولهم واحذر ان لا تكذب لأنهم كلهم عدول رحمهم
الله وألحقنا بهم
ذكر رجاء نوال الجنان بالثبات تحت أظلة
السيوف في سبيل الله
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا قطن بن نسير
الغبري حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي
بكر بن عبد الله بن قيس قال
477

سمعت أبي يقول وهو بحصن العدو أو بحضرة
العدو قال النبي صلى الله عليه وسلم ان أبواب الجنة تحت ظلال
السيوف فقام رجل رث الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقوله قال نعم قال فجاء إلى أصحابه فقال
اقرأ عليكم السلام ثم كسر جفن سيفه فألقاه ثم مضى
بسيفه قدما فضرب به حتى قتل
ذكر إيجاب الجنة لمن قاتل في سبيل الله
قل ثباته في أو كثر
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا العباس بن الوليد
خلال حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن
مكحول عن كثير بن مرة عن مالك بن يخامر السكسكي
ان معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قاتل في
478

سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة
ذكر فضل المهاجر إذا جاهد في سبيل الله جل وعلا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد قال حدثنا أبو
الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح حدثنا بن وهب أخبرني أبو هانئ
479

الخولاني عن عمرو بن مالك الجنبي
انه سمع فضالة بن عبيد الأنصاري يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انا زعيم والزعيم الحميل لمن آمن
بي واسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط
الجنة وانا زعيم لمن آمن بي واسلم وجاهد في سبيل الله
ببيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة وبيت في أعلى
غرف الجنة فمن فعل ذلك لم يدع للخير
مطلبا ولا من الشر
مهربا يموت حيث شاء ان يموت
قال أبو حاتم الزعيم لغة
أهل المدينة والحميل لغة أهل مصر والكفيل لغة أهل العراق ويشبه أن تكون هذه
اللفظة الزعيم الحميل من قول بن وهب ادرج في الخبر
ذكر إيجاب الجنة لمن مات في سبيل الله حتف انفه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
480

يزيد بن هارون أخبرنا بن عون وهشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن أبي العجفاء السلمي قال خطبنا عمر بن
الخطاب فقال الا لا تغلوا صداق النساء فإنها لو كانت
مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم وأحقكم بها
محمدا صلى الله عليه وسلم ما أصدق امرأة من نسائه ولا امرأة من بناته أكثر من
اثنتي عشرة أوقية وأخرى تقولونها من قتل في مغازيكم مات
فلان شهيدا فلا تقولوا ذاك ولكن قولوا كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كما قال محمد صلى الله عليه وسلم من قتل في سبيل الله
أو مات في سبيل الله فهو في الجنة
481

ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم المجاهد
بالصائم القائم الذي لا يفطر ولا يفتر
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان وكان قد صام النهار وقام
الليل ثمانين سنة غازيا حفظي أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك
عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المجاهد في
سبيل الله كمثل الصائم القائم الذي لا يفتر من صيام وصلاة حتى
يرجع
ذكر البيان بأن هذا الفضل يكون للمجاهد
وإن مات في طريقه ذلك
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون وكان يختم القرآن
في كل يوم وليلة مرتين حدثنا
علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن
جعفر حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المجاهد في
سبيل الله كمثل القانت الصائم الذي لا يفتر صلاة ولا صياما حتى
يرجعه الله إلى أهله لما يرجعه إليهم من غنيمة أو أجر أو
يتوفاه فيدخله الجنة
482

ذكر البيان بأن الله جل وعلا يعطي بتفضله
المرابط يوما أو ليلة خيرا من صيام شهر وقيامه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني الليث بن
سعد عن أيوب بن موسى عن تثبت
عن شرحبيل بن السمط انه مر عليه سلمان وهو مرابط
فقال ما تصنع ها هنا يا شرحبيل فقال شرحبيل أرابط في
سبيل الله قال سلمان سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط
يوم أو ليلة خير من صيام شهر وقيامه
483

ذكر انقطاع الأعمال عن الموتى وبقاء عمل المرابط
إلى يوم القيامة مع امنه من عذاب القبر
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله أخبرنا حياة بن شريح حدثني أو هانئ الخولاني ان
عمرو بن مالك الجنبي أخبره
أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
كل ميت يختم على عمله إلا الذي مات مرابطا في
سبيل الله فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة ويأمن فتنة
القبر
قال وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المجاهد من جاهد
نفسه لله عز وجل
484

ذكر البيان بأن المرابط إنما يجري له عمله لا عمله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا الحكم بن
موسى حدثنا الهيثم بن حميد حدثنا النعمان عن تثبت عن
شرحبيل بن السمط
عن سلمان انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول من مات مرابطا في
سبيل الله أو من عذاب القبر ونما له أجره إلى يوم
القيامة
قال أبو حاتم النعمان هذا هو النعمان بن المنذر
الغساني من أهل دمشق
ذكر البيان بأن المرابط الذي يجري له أجر
عمله بعد موته إنما هو أجر عمله الذي
كان يعمل في حياته من الطاعات
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب
حدثني الليث بن سعد عن أيوب بن موسى عن تثبت
عن شرحبيل بن السمط انه مر عليه سلمان وهو مرابط
فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات مرابطا أجري عليه
عمله الذي كان يعمل وأومن الفتان ويجري عليه رزقه
485

ذكر ما يعدل الجهاد من الطاعات
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا أبو معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول الله أخبرنا بعمل
يعدل الجهاد في سبيل الله قال لا تطيقونه قالوا يا رسول
الله أخبرنا لعلنا نطيقه قال مثل المجاهد في سبيل الله
كمثل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صوم ولا
صدقة حتى يرجع المجاهد إلى أهله
ذكر اظلال الله جل وعلا يوم القيامة
من أظل رأس غاز في سبيله
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي
حدثنا المقرئ حدثنا ليث بن سعد حدثنا أبو عثمان الوليد بن أبي
الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة العدوي
عن عمر بن الخطاب أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
أظل رأس غاز أظله الله يوم القيامة ومن جهز غازيا في سبيل
الله لجهاده فله مثل أجره ومن بنى مسجدا يذكر فيه اسم
الله بنى الله له بيتا في الجنة
486

ذكر إعطاء الله جل وعلا
من خلف الغازي في أهله بخير مثل نصف أجره
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي
حبيب عن يزيد بن أبي سعيد مولى المهري عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بني
لحيان ليخرج من كل رجلين رجل ثم قال للقاعد أيكم
خلف الخارج في أهله وماله بخير كان له مثل نصف أجر الخارج
488

ذكر البيان بأن هذا التحصير لهذا العدد
المذكور في خبر أبي سعيد الخدري
لم يرد به النفي عما وراءه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
محمد بن عبيد عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء
عن زيد بن خالد الجهني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
جهز غازيا في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب له مثل أجره
حتى إنه لا ينقص من أجر الغازي شئ
ذكر التسوية بين الغازي
وبين من خلفه في أهله بخير في الأجر
أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد
عن زيد بن خالد الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
489

من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ومن خلفه في أهله
بخير فقد غزا
ذكر البيان بأن قوله فقد غزا أراد به ان له مثل أجره
أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن عبد الله الحمال
حدثني بن أبي فديك أخبرني مولى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب بن
زمعة عن عبد الرحمن بن إسحاق عن بن شهاب عن عثمان بن
عبد الله بن سراقة عن بسر بن سعيد
ان زيد بن خالد أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جهز
غازيا فله مثل أجره ومن خلف غازيا في أهله فله مثل
أجره
قال بن شهاب ثم أخبرنيه بسر بن سعيد
490

ذكر البيان بأن المجهز إنما يأخذ كحسنات الغازي
من أجر غزاته تلك حتى يكون له مثل أجره
من غير أن ينقص من أجر الغازي شئ وكذلك الخالف في أهله بخير
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن
مسرهد عن يحيى القطان عن عبد الملك يعني بن أبي سليمان
حدثني عطاء
عن زيد بن خالد الجهني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جهز
غازيا في سبيل الله أو خلفه في أهله كتب له مثل أجره غير أنه
لا ينقص من أجره شئ ومن فطر صائما كتب له مثل أجره
لا ينقص من أجره شئ
ذكر أخذ الغازي أجر الخالف أهله
من حسناته في القيامة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن قدامة
المصيصي حدثنا سفيان عن قعنب عن علقمة بن مرثد عن بن
بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة نساء
491

المجاهدين على القاعدين كأمهاتهم وما من رجل من القاعدين
يخلف رجلا من المجاهدين إلا نصب له يوم القيامة فيقال يا
فلان هذا فلان فخذ من حسناته ما شئت ثم التفت إلى
أصحابه فقال فما ظنكم ما أرى يدع من حسناته شيئا
ذكر البيان بأن هذا الفعل يكون لمن خلف
لأهل الغازي بشر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا
حرمي بن عمارة حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمة نساء
المجاهدين على القاعدين كحرمة أمهاتهم وما من قاعد يخلف
مجاهدا في أهله بسوء إلا أقيم له يوم القيامة فيقال له هذا
خلفك في أهلك بسوء فخذ من حسناته
492

ذكر وصف الغزو في سبيل الله الذي
يأجر الله من فعل ذلك
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
العبدي قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل
عن أبي موسى قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال الرجل يقاتل حمية ويقاتل شجاعة ويقاتل رياء فأنى
ذلك في سبيل الله قال من قاتل لتكون كلمة الله هي
العليا فهو في سبيل الله
493

ذكر الاخبار عن نفي كتبة الله الأجر لمن غزا
في سبيله يريد به شيئا من عرض هذه
الدنيا الفانية الزائلة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا بن أبي ذئب عن القاسم بن
عباس عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن مكرز رجل من أهل الشام
من بني عامر بن لؤي بن غالب
عن أبي هريرة ان رجلا قال يا رسول الله رجل يريد
الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي من عرض الدنيا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أجر له فأعظم ذلك الناس وقالوا
للرجل عد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك لم تفهمه قال فقال
الرجل يا رسول الله رجل يريد الجهاد في سبيل الله وهو
يبتغي من عرض الدنيا قال لا أجر له فأعظم ذلك
الناس وقالوا للرجل عد لرسول الله فقال له الثالة رجل
يريد الجهاد في سبيل الله وهو يبتغي من عرض الدنيا قال
لا أجر له
494

ذكر البيان بأن القاصد في غزاته شيئا من
حطام هذه الدنيا الفانية له مقصوده
دون ثواب الآخرة عليه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال
حدثنا حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن يحيى بن الوليد
عن عبادة بن الصامت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من غزا
ولا ينوي في غزاته إلا عقالا فله ما نوى
قال أبو حاتم هذا يحيى بن الوليد بن الصامت بن أخي
عبادة بن الصامت
495

ذكر البيان بأن أفضل الجهاد ما رزق المرء
فيه الشهادة
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا محمد بن
كثير أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال قال رجل يا رسول الله أي الجهاد
أفضل قال إن يعقر جوادك ويهراق دمك
ذكر البيان بأن الله جل وعلا يعطي من عقر جواده
وأهريق دمه ما يؤتى عباده الصالحين
أخبرنا بن خزيمة حدثنا أحمد بن عبدة الضبعي حدثنا
الدراوردي عن صهيب بن أبي صالح عن محمد بن مسلم بن عائذ
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه ان رجلا جاء النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بنا فقال حين
انتهى الصف اللهم آتني أفضل ما تؤتي عبادك
الصالحين فلما قضي النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال من المتكلم
496

آنفا فقال الرجل أنا يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا يعقر
جوادك وتستشهد في سبيل الله
497

5 - باب
فضل النفقة في سبيل الله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين في
سبيل الله من ماله دعته حجبة الجنة أي فل هلم هذا خير
مرارا فقال أبو بكر يا رسول الله هذا الذي لا توي عليه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما إني أرجوا ان تدعوك الحجبة
كلها
498

ذكر منافسة خزنة الجنان على المنفق في سبيل
الله زوجين من ماله ليكون دخوله من الباب
الذي من ناحيته
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن
العلاء قال قال سفيان سمعه روح بن القاسم معي من سهيل عن
أبيه عن أبي هريرة قال سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا
رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في
رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب قالوا لا يا
رسول الله قال فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة
ليست في سحاب قالوا لا يا رسول الله قال فوالذي
نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم كما لا تضارون في رؤيتهما
فيلقى العبد فيقول أي فل ألم أكرمك ألم أسودك ألم
أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع
قال فيقول بلى يا رب قال فظننت انك ملاقي قال لا
يا رب قال فاليوم أنساك كما نسيتني
قال ثم يلقى الثاني فيقول ألم أكرمك ألم
أسودك ألم أزوجك ألم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك
ترأس وتربع قال فيقول بلى يا رب قال فظننت أنك
ملاقي قال لا يا رب قال فاليوم أنساك كما نسيتني
قال ثم يلقى الثالث فيقول ما أنت فيقول أنا
عبدك آمنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت
499

وتصدقت ويثني بخير ما استطاع قال فيقال له أفلا نبعث
عليك شاهدنا قال فيفكر في نفسه من الذي يشهد عليه
قال فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي قال فتنطق
فخذه ولحمه وعظامه بما كان يعمل فذلك المنافق وذلك ليعذر
من نفسه وذلك الذي سخط الله عليه
قال ثم ينادي منادي ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد
قال فيتبع أولياء الشياطين الشياطين قال واتبعت اليهود
والنصارى أولياءهم إلى جهنم ثم قال ثم يبقى المؤمنون ثم
نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا وهو ربنا فيقول على ما هؤلاء
قيام فيقولون نحن عباد الله المؤمنين وعبدناه وهو ربنا وهو
آتينا ومثيبنا وهذا مقامنا قال فيقول أنا ربكم فامضوا
قال فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس فعند
ذلك حلت الشفاعة اللهم سلم اللهم سلم فإذا جاوز
الجسر فكل من أنفق زوجا من المال مما يملك في سبيل
الله فكل خزنة الجنة تدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير
فيقال يا عبد الله يا مسلم هذا خير قال أبو بكر يا
رسول الله إن ذلك لعبد لا توي عليه يدع بابا ويلج من آخر
قال فضرب النبي صلى الله عليه وسلم على منكبيه وقال والذي نفسي بيده
إني لأرجوا أن تكون منهم
قال عبد الجبار أملاه علي سفيان إملاء
500

ذكر الخبر المصرح بصحة ما ذكرنا أن اسم الزوج
توقع العرب في لغتها على الواحد إذا قرن بجنسه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله أخبرنا جرير بن حازم قال سمعت الحسن يحدث عن صعصعة بن
معاوية عم الأحنف بن قيس قال
قدمت الربذة فلقيت أبا ذر فقلت يا أبا ذر ما مالك
قال مالي عملي قلت يا أبا ذر الا تحدثني حديثا سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا
أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته إياهم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما من رجل أنفق زوجين من ماله في سبيل الله إلا
ابتدرته حجبة الجنة قلت وما زوجان من ماله قال عبدان من
رقيقه فرسان من خيله بعيران من إبله
501

ذكر إبتدار خزنة الجنان في القيامة عند نداء
من أنفق في سبيل الله زوجين من ماله
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن أبي
شيبة حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن قال قال صعصعة بن
معاوية عم الأحنف
أتيت أبا ذر بالربذة فقلت يا أبا ذر ما مالك قال مالي عملي
فقلت حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا سمعته منه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق زوجين من ماله في سبيل الله ابتدرته
خزنة الجنة قال قلت وما زوجان قال فرسان من خيله بعيران من
إبله عبدان من رقيقه
قال أبو حاتم العرب في لغتها تسمي الفردين المتلازمين
زوجين قال الله عز وجل ومن كل شئ خلقنا
زوجين
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ابتدرته
خزنة الجنة أراد به حجبة الجنة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا قرة بن خالد عن الحسن
قال
حدثني صعصعة بن معاوية قال لقيت أبا ذر بالربذة وقد
أورد رواحل له فسقاها ثم كباشا وقد علق قربة في عنق
راحلة له منها ليشرب منها ويسقي أصحابه وذلك خلق من
502

أخلاق العرب فقلت يا أبا ذر ما مالك قال مالي
عملي قلت يا أبا ذر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أنفق زوجين من ماله
ابتدرته حجبة الجنة قلت يا أبا ذر ما هذان الزوجان
فقال إن كان رجالا فرجلان وإن كانت خيلا نصرتموهم
وإن كانت إبلا فبعيران حتى عد أصناف المال كله قلت
إيه يا أبا ذر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من
مسلمين يموت لهما ثلاثة أولاد إلا أدخلهما الله الجنة بفضل
رحمته
ذكر البيان بأن نفقة المرء على دابته وأصحابه
في سبيل الله من أفضل النفقة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عمران بن
موسى القزاز حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي
أسماء
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل دينار دينار
ينفقه الرجل على عياله ودينار ينفقه على فرسه في سبيل
الله ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله
503

ذكر تضعيف النفقة في سبيل الله على غيره من الطاعات
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله أخبرنا زائدة عن الركين بن الربيع عن الربيع بن عميلة
يعني أباه عن يسير بن عميلة
عن خريم بن فاتك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنفق نفقة في سبيل الله كتب له سبع مائة ضعف
504

ذكر الخبر الدال على أن الله جل وعلا بتفضله قد يضعف
المنفق في سبيل الله ثوابه على هذا العدد المذكور
أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني أبو العباس بدمشق
حدثنا أبو عمر الدوري حفص بن عمر بن عبد العزيز المقرئ حدثنا
أبو إسماعيل المؤدب عن عيسى بن المسيب عن نافع
عن بن عمر قال لما نزلت مثل الذين ينفقون
أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة
مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب زد أمتي فنزلت من ذا
الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب زد أمتي فنزلت
إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب
505

ذكر البيان بأن كل ما أنفق المرء في سبيل الله من الأشياء
أعطي في الجنة مثلها بعددها وأعيانها على التضعيف
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن
الأعمش عن أبي عمرو الشيباني
عن أبي مسعود قال جاء رجل بناقة مخطومة فقال
هذه في سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لك بها يوم القيامة
سبع مائة ناقة كلها مخطومة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
لم يسمعه الأعمش عن الشيباني رحمه الله
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بن سالم حدثنا بشر بن خالد
العسكري حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سليمان قال
سمعت أبا عمرو الشيباني
عن أبي مسعود الأنصاري ان رجلا تصدق بناقة مخطومة في
سبيل الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتأتين يوم القيامة بسبعمائة
ناقة مخطومة
506

6 - باب
فضل الشهادة
ذكر ما أنزل الله وعلا في الذين قتلوا ببئر معونة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الذين قتلوا أصحاب بئر معونة ثلاثين صباحا يدعو على رعل
ولحيان وعصية عصت الله ورسوله قال أنس أنزل الله في
الذين قتلوا ببئر معونة قرآنا قرأناه حتى نسخ بعد ان بلغوا قومنا
ان لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه
508

ذكر مجئ من كلم في سبيل الله يوم القيامة
ينثعب دمه ليعرف من ذلك الجمع
أخبرنا الحسين بن إدريس حدثنا أحمد بن أبي بكر عن
مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والذي نفسي بيده
لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله الا
جاء يوم القيامة وجرحه ينثعب دما اللون لوم دم والريح ريح
مسك
509

ذكر إيجاب الجنة لمن قتل في سبيل الله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عمرو بن محمد
الناقد حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار
انه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يوم
أحد أرأيت إن قاتلت في سبيل الله فقتلت يا رسول الله
فأين أنا قال في الجنة قال فألقى تميرات في يده ثم
تقدم فقاتل حتى قتل
قال أبو حاتم هذا الذي قتل هو حارثة بن النعمان
الأنصاري
510

ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب للشهيد إذا لم يكن
عليه دين بحكم الأمينين محمد وجبريل
صلى الله عليهما وسلم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري
عن أبيه أنه قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله أرأيت إن قتلت في سبيل الله صابرا محتسبا مقبلا
غير مدبر يكفر الله عني خطاياي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
فلما أدبر ناداه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أمر به فنودي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت فأعاد قوله فقال النبي صلى الله عليه وسلم
نعم إلا الدين كذلك قال لي جبريل عليه السلام
511

ذكر وصف ما يجد الشهيد من ألم القتل
في سبيل الله جل وعلا
أخبرنا روح بن عبد المجيب ببلد الموصل حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا صفوان بن عيسى عن بن عجلان
عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجد
الشهيد مس القتل إلا كما يجد أحدكم مس القرصة
512

ذكر البيان بأن الشهيد من أول من يدخل الجنة في القيامة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن يحيى بن أبي كثير
حدثني عامر العقيلي
عن أبيه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول
ثلاثة يدخلون الجنة الشهيد وعبد نصح سيده وأحسن عبادة
ربه وضعيف متعفف وأول ثلاثا يدخلون النار فأمير
مسلط وذو ثروة من مال لا يؤدي حق الله فيه وفقير
فخور
ذكر تكوين الله جل وعلا نسمة الشهيد طائرا
يعلق في الجنة إلى أن يبعثه الله جل وعلا
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب
حدثنا الليث عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نسمة المؤمن طائر يعلق
في شجر الجنة حتى يردها الله إلى جسده يوم القيامة
513

ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
انه مضاد لخبر كعب بن مالك الذي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني الحارث بن
فضيل الأنصاري عن محمود بن لبيد الأنصاري
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على
بارق نهر بباب الجنة في قبة خضراء يخرج إليه رزقهم من الجنة
بكرة وعشيا
515

ذكر منازل الشهداء في الجنان بثباتهم له في الدنيا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا الحسن بن
محمد بن الصباح حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا جرير بن حازم
قال
سمعت أبا رجاء العطاردي يحدث عن سمرة بن جندب
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الغداة أقبل علينا بوجهه
فقال هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا فسألنا يوما ثم قال
أريت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فصعدا بي في
الشجرة فأدخلاني دارا لم أر قط أحسن منها فقال اما هذه
الدار فدار الشهداء
516

ذكر البيان بأن الشهيد في القيامة يشفع
في سبعين من أهل بيته
أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان المعدل بالفسطاط
حدثنا جعفر بن مسافر التنيسي حدثنا يحيى بن حسان حدثنا الوليد بن
رباح الذماري
عن نمران بن عتبة الذماري قال دخلنا على أم الدرداء
ونحن أيتام صغار فمسحت رؤوسنا وقالت أبشروا يا بني
فإني أرجو ان تكونوا في شفاعة أبيكم فإني سمعت أبا الدرداء
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهيد يشفع في سبعين
من أهل بيته
ذكر تمني الشهداء الرجوع إلى الدنيا من بين الأموات
للقتل مرة أخرى لما يرى من فضل الشهداء عند الله
أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم القهستاني
517

حدثنا محمد بن حسان الأزرق حدثنا يحيى بن السكن حدثنا شعبة
عن معاوية بن قرة
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد
يدخل الجنة يسره ان يرجع إلى الدنيا الا الشهيد فإنه يحب ان
يرجع ليقتل مرة أخرى
ذكر البيان بأن تمني الشهيد الرجوع إلى الدنيا
بالعدد الذي ذكرت وقد يتمنى ما هو
أكثر من ذلك العدد المذكور
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا محمد حدثنا شعبة قال سمعت قتادة قال
سمعت أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد
يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وله ما على الأرض من
شئ إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع إلى الدنيا فيقتل عشر
مرات لما يرى من الكرامة
518

ذكر البيان بأن الأنبياء لا يفضلون الشهداء
إلا بدرجة النبوة فقط
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله
أخبرنا صفوان بن عمرو ان أبا المثنى المليكي حدثه
انه سمع عتبة بن عبد السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
يحدث ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القتلى ثلاثة رجل مؤمن جاهد
بنفسه وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى
يقتل فذلك الشهيد الممتحن في خيمة الله تحت عرشه ولا
يفضله النبيون إلا بفضل درجة النبوة ورجل مؤمن قرف على
نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه
وماله في سبيل الله
حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فتلك مصمصة محت ذنوبه
وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل من أي أبواب الجنة
شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب وبعضها
أفضل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في
سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى قتل فذلك في النار
ان السيف لا يمحو النفاق
519

ذكر إيجاب الجنة لمن قتل في الحرب نظارا
وإن لم يرد له القتال ولا قاتل
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا حبان بن
موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت
عن أنس قال انطلق حارثة بن عمتي نظارا يوم بدر ما
انطلق لقتال فأصابه سهم فقتله فجاءت عمتي أمه إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله مشهور حارثة ان يكن في
الجنة اصبر واحتسب والا فسترى ما اصنع فقال
النبي صلى الله عليه وسلم يا أم حارثة إنها جنان كثيرة وإن حارثة في
الفردوس الأعلى
520

ذكر نفي اجتماع القاتل المسلم والكافر
في النار على سبيل الخلود
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمع الكافر
وقاتله في النار أبدا
ذكر اجتماع القاتل الكافر المسلم في الجنة
إذا سدد الكافر فأسلم بعد
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا
بندار وأبو موسى قالا حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان
عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ضحك الله من
521

رجلين قتل أحدهما صاحبه وكلاهما في الجنة
قال أبو حاتم هذا الخبر مما نقول في كتبنا بأن العرب
تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيفه إلى الفاعل وكذلك تضيف
الشئ الذي هو من حركات المخلوقين إلى البارئ جل وعلا
كما تضيف ذلك الشئ إليهم سواء فقوله صلى الله عليه وسلم ضحك من
رجلين يريد ضحك الله ملائكته وعجبهم من الكافر القاتل
المسلم ثم تسديد الله للكافر وهدايته إياه إلى الإسلام
وتفضله عليه بالشهادة بعد ذلك حتى يدخلا الجنة جميعا
فيعجب الله ملائكته ويضحكهم من موجود ما قضى وقدر
فنسب الضحك الذي كان من الملائكة إلى الله جل وعلا على
سبيل الأمر والإرادة ولهذا نظائر كثيرة سنذكرها فيما بعد من
522

هذا الكتاب في القسم الخامس من أقسام السنن ان قضى الله
ذلك وشاءه
ذكر كيفية اجتماع القاتل الكافر المسلم في
الجنة إذا سدد
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله
ليضحك إلى رجلين يقتل أحدهما صاحبه وكلاهما يدخل الجنة
يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل
فيقاتل في سبيل الله فيستشهد
523

7 - باب الخيل
ذكر إثبات الخير في ارتباط الخيل
في سبيل الله جل وعلا
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي حدثنا ليث بن
سعد عن نافع
عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة
524

ذكر البيان بأن الخير الذي هو مقرون بالخيل
إنما هو النصارى في العقبي والغنيمة في الدنيا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن عمرو بن سعيد عن أبي
زرعة بن عمرو
عن جرير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل معقود في
نواصيها الخير إلى يوم القيامة الأجر والغنيمة
525

ذكر اثبات البركة في ارتباط الخيل
للجهاد في سبيل الله
أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان ببغداد حدثنا
علي بن الجعد بن عبيد أخبرنا شعبة عن أبي التياح قال
سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول البركة
في نواصي الخيل
526

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم أراد
بقوله هذا بعض الخيل لا الكل
أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق حدثنا زياد بن
يحيى الحساني حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم عن سهيل
ابن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل ثلاثة
هي لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر
ذكر تفضل الله على مرتبط الخيل ومحبسها بكتبه
ما غيبت في بطونها وأرواثها وأبوالها حسنات
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن أبي صالح
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الخيل لرجل أجر
ولرجل ستر ولرجل وزر فأما الذي هي له أجر فرجل ربطها
في سبيل الله فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في
طيلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ولو أنها
قطعت طيلها فاستنت شرفا أو شرفين كانت آثارها وأرواثها
حسنات له ولو وثلاثمائة مرت بنهر فشربت منه ولم يرد ان يسقيه
527

كان له ذلك حسنات فهي لذلك أجر ورجل ربطها تغنيا وتعففا
ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظهورها فهي لذلك ستر
ورجل ربطها فخرا ورياء ونواء لأهل الإسلام فهي على ذلك
وزر وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحمر فقال ما انزل علي فيها
شئ إلا بهذه الآية الجامعة الفاذة فمن يعمل مثقال ذرة خيرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
قال أبو حاتم رضي الله عنه النواء الكبر والخيلاء في
غير ذات الله والكبر والخيلاء في ذات الله محمودان إذ هما
الفرح بالطاعات وتانك الفرح بالدنيا
528

ذكر البيان بأن الفضل الذي ذكرنا قبل لمرتبط
الخيل إنما هو لمن ارتبطها لله جل وعلا
وطلب ثوابه لا رياء ولا سمعه ولا قضاء لوطر
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا حبان بن
موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا طلحة بن أبي سعيد قال سمعت
سعيدا المقبري يحدث
انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
احتبس فرسا في سبيل الله إيمانا بالله وتصديقا لموعوده كان
شبعه وريه وروثه حسنات في ميزانه يوم القيامة
529

ذكر البيان بأن أهل الخيل في سبيل الله
معانون عليها
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
حدثني معاوية بن صالح عن نعيم بن زياد
انه سمع أبا كبشة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال الخيل معقود في نواصيها الخير وأهلها معانون عليها
والمنفق عليها كالباسط يده بالصدقة
ذكر البيان بأن النفقة لمرتبط الخيل ومحبسها تكون كالصدقة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق وأخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم مثل المنفق
على الخيل كالمتكفف بالصدقة فقلنا لمعمر ما المتكفف
بالصدقة قال الذي يعطى بكفيه
530

ذكر استحباب ارتباط الأدهم الأقرح من الخيل
إذ هو من خير ما يرتبط منها لسبيل الله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن
محمد بن عرعرة حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت
يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن علي بن رباح
عن عقبة بن عامر أو أبي قتادة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الخيل الأدهم الاقرح اللأرثم المحجل ثلاثا
طلق اليد اليمنى قال يزيد فإن لم يكن أدهم فكميت على
هذه الشية
531

قال أبو حاتم الشك في هذا الخبر من يزيد بن أبي
حبيب والخبر مشهور لعقبة بن عامر من حديث موسى بن علي
عن أبيه
ذكر استحباب ارتباط غير الشكال من الخيل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا سفيان عن سلم بن عبد الرحمن
النخعي عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من
الخيل
532

قال أبو حاتم الشكال من الخيل الذي كرهه
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أن تكون الدابة إحدى قوائمها بيضاء
والباقي على هيئتها
ذكر الزجر عن اتخاذ المرء الخيل
ما كان منها ذو شكال
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع والملائي قالا حدثنا سفيان عن
سلم بن عبد الرحمن النخعي عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال في
الخيل
ذكر إعطاء الله جل وعلا المطرق فرسه
إذا عقب له أجر سبعين فرسا لو حمل
عليها في سبيل الله
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
533

قال حدثنا كثير بن عبيد المذحجي قال حدثنا محمد بن حرب عن
الزبيدي عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني
عن أبي كبشة الأنماري انه أتاه فقال أطرقني فرسك
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أطرق فرسا فعقب له
الفرس كان له كأجر سبعين فرسا حمل عليها في سبيل الله
وإن لم تعقب كان له كأجر فرس حمل عليه في سبيل
الله
ذكر ما يسمى الفرس من الخيل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن
عثمان بن سعيد حدثنا مروان بن معاوية حدثنا أبو حيان التيمي عن
أبي زرعة
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى الأنثى من الخيل
الفرس
534

ذكر ما يدعى للخيول في سبيل الله جل وعلا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان
حدثنا الوليد بن مسلم عن صفوان بن عمرو عن شريح بن عبيد
عن فضالة بن عبيد قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة
تبوك فجهد الظهر جهدا وعطاء فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
بظهرهم من الجهد فتحين بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مضيقا سار
الناس فيه وهو يقول مروا بسم الله فجعل ينفخ بظهرهم
وهو يقول اللهم احمل عليها في سبيلك فإنك تحمل على
القوي والضعيف والرطب واليابس في البر والبحر قال فضالة
فلما بلغنا المدينة جعلت تنازعنا أزمتها فقلت هذه دعوة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في القوي والضعيف فما بال الرطب واليابس
فلما قدمنا الشام غزونا غزوة قبرس ورأيت السفن وما
تدخل عرفت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم
535

ذكر الزجر عن انزاء الحمر على الخيل إذ فعل
ذلك من أفعال الذين لا يعلمون
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
ليث قال حدثنا يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عبد الله بن
زرير
عن علي بن أبي طالب قال أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بغلة فأعجبته فقلنا يا رسول الله لو أنزينا الحمر على
خيلنا فجاءت مثل هذه فقال إنما يفعل ذلك الذين لا
يعلمون
قال أبو حاتم الذين لا يعلمون النهي عنه
536

8 - باب الحمى
ذكر ما يستحب للإمام أن يحمي بعض المواضع لما
يجدي نفعه على المسلمين من الأسباب في الأوقات
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
إسحاق المسيبي قال حدثنا عبد الله بن نافع قال حدثنا عاصم بن
عمر عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع لخيل
المسلمين
538

ذكر الزجر عن أن يتخذ الحمى من بلاد المسلمين
إلا الامام الذي يريد به صلاح رعيته
دون انفراده بها عنهم
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا منصور بن
أبي مزاحم قال حدثنا يحيى بن حمزة عن الزبيدي عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس
عن الصعب بن جثامة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا حمى إلا لله ولرسوله
539

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا يحيى بن
معين حدثنا علي بن عياش حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن أبي
الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حمى إلا لله
ولرسوله
540

9 - باب السبق
ذكر الإباحة للمرء أن يسابق بين الخيل
التي ضمرت والتي لم تضمر
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد
ضمرت من الحفياء إلى ثنية الوداع وكان أمدها ثنية الوداع
وسابق بين الخيل التي لم تضمر من الثنية إلى مسجد بني
زريق قال وكان عبد الله فيمن سابق بها
541

ذكر وصف الغاية التي تكون في المسابقة
للخيل التي ضمرت والتي لم تضمر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني وأحمد بن عمير بن
جوصا وعبد الله بن زياد بن أبي سفيان قالوا حدثنا محمد بن الوزير
الواسطي قال حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن عبيد الله بن
عمر عن نافع
عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى الخيل المضمرة من
الحفياء إلى ثنية الوداع وبينهما ستة أميال وما لم تضمر من ثنية
الوداع إلى مسجد بني زريق وبينهما ميل وكنت فيمن
أجرى
542

ذكر إباحة تفضيل القرح من الخيل على
غيرها في الغاية عند السباق
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عقبة بن
خالد عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق بين الخيل وفضل
القرح في الغاية
ذكر الاخبار عن نفي جواز السباق
الا في شيئين معلومين
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن
عبد الله بن دينار
عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل وجعل
بينهما سبقا وجعل بينهما محللا وقال لا سبق إلا في
حافر أو نصل
543

ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور في هذا الخبر
لم يرد به النفي عما وراءه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
عبد الأعلى حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت بن أبي ذئب
يحدث عن نافع بن أبي نافع
عن أبي هريرة ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال لا سبق الا في خف
أو حافر أو نصل
544

ذكر إباحة المسابقة بالأقدام إذا لم يكن
بين المتسابقين رهان
أخبرنا علي بن أحمد بن سعيد بهمذان قال حدثنا
محمد بن عبيد بن عبد الملك الأسدي قال حدثنا سفيان بن عيينة
عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت سابقني النبي صلى الله عليه وسلم فسبقته فلبثنا حتى
إذا ارهقني اللحم سابقني فسبقني فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذه
بتلك
545

ذكر قدر المسافة بين المتسابقين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سابق بين الخيل التي قد
ضمرت من الحفياء إلى ثنية الوداع وسابق بين الخيل التي لم
تضمر من الثنية إلى مسجد بني زريق وكان عبد الله فيمن سابق
بها
546

10 - باب الرمي
ذكر الأمر بالرمي وتعليمه إذ هو من سنة
إسماعيل عليه السلام
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن يحيى
القطان حدثنا يزيد بن أبي عبيد
عن سلمة بن الأكوع قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على
قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال ارموا بني إسماعيل
فإن أباكم كان راميا وانا مع بني فلان لأحد الفريقين
فأمسكوا أيديهم فقال ما لكم ارموا قالوا كيف نرمي وأنت مع
بني فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم
547

ذكر إباحة المناضلة في الأسواق إذا
كان فيها مرمى
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد عن يحيى القطان
حدثنا يزيد بن أبي عبيد
عن سلمة بن الأكوع قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على
قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال ارموا بني إسماعيل
فإن أباكم كان راميا وأنا مع بني فلان لأحد الفريقين فأمسكوا
بأيديهم فقال ما لكم ارموا قالوا وكيف نرمي وأنت مع
بني فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم
ذكر اسم الرماة الذين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم
هذا القول
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو موسى الزمن حدثنا بن أبي
عدي حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم يرمون
فقال ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان راميا وارموا وأنا
مع ابن الأدرع فأمسك القوم قسيهم وقالوا من كنت معه
غلب قال ارموا وأنا معكم كلكم
548

ذكر الإباحاة للقوم المناضلة وإن كانت
بعد المغرب
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا غسان بن الربيع قال
حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير
عن جابر أنهم كانوا يصلون المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
ينتضلون
ذكر الاخبار عما يستحب للمرء لزوم المناضلة
عند فتح الله الدنيا على المسلمين
أخبرنا ابن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب فقال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي علي
الهمداني
عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله فلا يعجز أحدكم أن يلهو
بأسهمه
549

11 - باب
التقليد والجرس للدواب
ذكر الزجر عن اتخاذ قلائد الأوتار
في أعناق ذوات الأربع
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن عباد بن
تميم
ان أبا بشير الأنصاري أخبره انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
بعض أسفاره قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا قال
عبد الله بن أبي بكر فحسبت أنه قال والناس في مبيتهم لا
تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت
551

قال مالك أرى ذلك من العين
ذكر البيان بأن الأمر بقطع قلائد الأوتار
عن أعناق الدواب إنما أمر بذلك
من أجل الأجراس التي كانت فيها
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام
552

عن عائشة أن رسول الله أمر بالأجراس أن تقطع من
أعناق الإبل يوم بدر
ذكر العلة التي من أجلها أمر صلى الله عليه وسلم بقطع الأجراس
أخبرنا علي بن إبراهيم بن الهيثم البلدي قال حدثنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا إسحاق بن الفرات عن
يحيى بن سعيد الأنصاري قال أخبرني نافع ان سالم بن عبد الله أخبره
ان أبا الجراح مولى أم حبيبة حدث عبد الله بن عمر
عن أم حبيبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العير التي فيها
الجرس لا تصحبها الملائكة
قال أبو حاتم يشبه أن يكون أراد بهذا العير التي يكون
فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل نزول الوحي عليه
553

ذكر الأمر بقطع الأجراس عن ذوات الأربع
أخبرنا علي بن أحمد بن عمران الجرجاني بحلب قال
حدثنا محمد بن عبد الرحيم صاعقة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا
خالد بن الحارث قال حدثنا سعيد عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الأجراس
ذكر الوقت الذي أمر صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المثنى
قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا سعيد عن قتادة عن
زرارة بن أبي أوفى عن سعد بن هشام
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالأجراس أن تقطع من
أعناق الإبل يوم بدر
ذكر العلة التي من أجلها أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم
بهذا الأمر
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد قال حدثنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه
554

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصحب
الملائكة رفقة فيها كلب أو جرس
ذكر العلة التي من اجلها لا تصحب الملائكة
الرفقة التي فيها الجرس
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى
قال حدثنا بن وهب عن سليمان بن بلال عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الجرس مزمار
الشيطان
555

ذكر الاخبار عن نفي جواز صحبة المرء ذوات
الأجراس استحبابا
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان حدثنا
نوح بن حبيب حدثنا يحيى القطان حدثني عبيد الله بن عمر عن
نافع عن سالم عن أبي الجراح
عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تصحب الملائكة رفقة
فيها جرس ".
بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء العاشر من
الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان
ويليه الجزء الحادي عشر وأوله
باب فرض الجهاد
556