الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٤
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة
الثانية
1414 ه‍ - 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
2

صحيح ابن حبان
بترتيب ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفي 739 ه‍
المجلد الرابع
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

باب أحكام الجنب
ذكر نفي دخول الملائكة الدار
التي فيها الجنب
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا
شعبة عن علي بن مدرك قال سمعت أبا زرعة بن عمرو يحدث
عبد الله بن نجي عن أبيه قال
سمعت عليا يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
لا الخطبة الملائكة بيتا فيه صورة ولا كلب ولا جنب
5

ذكر الإباحة للمرء الطواف على نسائه
أو جواريه بالغسل الواحد
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد قال حدثنا إسماعيل قال حدثنا حميد
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
طاف على نسائه في ليلة بغسل واحد مصارفة
7

ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل
لم يكن من المصطفى صلى الله عليه
وسلم مرة واحدة فقط
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن سعيد
قال حدثنا هشيم عن حميد
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يطوف على جميع نسائه في ليلة ثم يغتسل غسلا واحدا
والوضعية ذكر عدد النساء اللاتي كان المصطفى
صلى الله عليه وسلم يطوف عليهن بغسل واحد
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال
حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
يدور على نسائه في ساعة من الليل أو النهار
وهن إحدى عشرة
8

فقلت لأنس بن مالك أكان يطيق ذلك قال كنا نتحدث أنه
أعطي قوة ثلاثين
يربحه ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعه
الحديث أنه مضاد لخبر هشام الدستوائي
الذي ذكرناه
أخبرنا أبو حاتم رضي الله عنه قال حدثنا الحسن بن
سفيان قال عباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع
قال حدثنا سعيد عن قتادة
9

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يطوف
على نسائه في الليلة الواحدة وله يومئذ تسع نسوة
قال أبو حاتم رضي الله عنه في خبر هشام الدستوائي
عن قتادة وهن إحدى عشرة نسوة وفي خبر سعيد عن قتادة
وله يومئذ تسع نسوة أما خبر هشام فإن أنسا حكى ذلك الفعل
منه صلى الله عليه وسلم في أول قدومه المدينة حيث كانت
تحته إحدى عشرة امرأة وخبر سعيد عن قتادة إنما حكاه أنس في
آخر قدومه المدينة صلى الله عليه وسلم حيث كان تحته تسع
10

نسوة لأن هذا الفعل كان منه صلى الله عليه وسلم مرارا
كثيرة لا مرة واحدة
والإغماض
ذكر الأمر بالوضوء لمن أراد معاودة أهله
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا منصور بن
أبي مزاحم قال حدثنا أبو الأحوص عن عاصم بن سليمان عن
أبي المتوكل
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
11

عليه وسلم إذا مس أحدكم المرأة فأراد أن يعود
فليتوضأ
ووصفهما ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا الحسين بن محمد السنجي بمرو حدثنا
جعفر بن هاشم العسكري قال حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة
عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ فإنه أنشط
للعود
12

قال أبو حاتم رضي الله عنه تفرد بهذا اللفظة الأخيرة
مسلم بن إبراهيم
وموازنة ذكر الإخبار عما يعمل الجنب
إذا أراد النوم قبل الاغتسال
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
والحوضي قالا حدثنا شعبة عن عبد الله بن دينار قال
سمعت بن عمر يقول أن عمرا أتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال تصيبني الجنابة من الليل فكيف أصنع
قال اغسل ذكرك ثم توضأ ثم ارقد
13

باقتضائه أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي عن مالك
عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر أنه قال ذكر عمر بن الخطاب لرسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه تصيبه الجنابة من الليل فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم توضأ واغسل ذكرك ثم نم
14

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم توضأ واغسل
ذكرك أمرا ندب وقوله صلى الله عليه وسلم ثم نم
إباحة وليس في قوله صلى الله عليه وسلم واغسل
ذكرك دليل على أن المني نجس لأن الأمر بغسل الذكر إنما أمر لأن
المرء قلما يطئ إلا ويلاقي ذكره شيئا نجسا فإن تعرى عن هذا
فلا يكاد غلام من البول قبل الاغتسال فمن أجل ملاقاة النجاسة
15

للذكر أمر بغسله لا أن المني نجس لأن عائشة كانت تفركه
من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يصلي فيه
فالمثبتة ذكر الإباحة للجنب ترك الاغتسال عند
إرادة النوم بعد غسل الفرج والوضوء
الصلاة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
عبد الله بن دينار
عن بن عمر أنه قال ذكر عمر بن الخطاب لرسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه تصيبه الجنابة من الليل فأمره أن يتوضأ ويغسل
ذكره ثم ينام
وفراغها ذكر الإباحة للجنب أن ينام قبل أن يغتسل
من جنابته إذا توضأ قبل النوم
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
القعنبي قال حدثنا ليث بن سعد عن نافع
عن بن عمر أن عمر بن الخطاب سأل رسول الله صلى
16

الله عليه وسلم أيرقد أحدنا وهو جنب فقال صلى الله عليه
وسلم نعم إذا توضأ
واختلاله
17

ذكر
البيان بأن الوضوء للجنب إذا أراد
النوم ليس بأمر فرض لا يجوز غيره
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أحمد بن عبدة قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر عن عمر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم أينام وهو جنب فقال نعم ويتوضأ إن شاء
الله عليه ذكر
الإباحة للمرء أن ينام وهو جنب
بعد أن يتوضأ وضوءه الولاء
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث
عن بن شهاب عن أبي سلمة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
18

أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه الولاء قبل أن ينام
19

بقبضهما ذكر ما يستحب للمرء إذا كان جنبا
وأراد النوم أن يتوضأ وضوءه الولاء
ثم ينام
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن الصباح
الدولابي منذ ثمانين سنة قال حدثنا بن المبارك عن يونس عن
الزهري عن أبي سلمة
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أراد أن ينام وهو جنب لم ينم حتى يتوضأ وإذا أراد أن يأكل
غسل يديه وأكل
فأدفع
20

باب
غسل الجمعة
أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا عقبة بن مكرم قال
حدثنا بن أبي عدي عن داود بن أبي هند عن أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
على كل مسلم في كل سبعة أيام غسل وهو يوم الجمعة
أنههم أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي حدثنا
21

يزيد بن موهب حدثنا المفضل بن فضالة عن عياش بن عباس عن
بكير بن عبد الله بن الأشج عن نافع عن بن عمر
عن حفصة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
على كل محتلم رواح الجمعة وعلى من راح الغسل
قال أبو حاتم في هذا الخبر إتيان الجمعة فرض على كل محتلم
والعلة فيه أن الاحتلام بلوغ فمتى بلغ الصبي وأدرك
بأن يأتي عليه خمس عشرة سنة كان بالغا وإن لم يكن محتلما
ونظير هذا قول الله عز وعلا وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم
فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلك فأمر الله جل
22

وعلا في هذه الآية بالاستئذان في بلغ الحلم إذا الحلم بلوغ
وقد يبغ الطفل دون أن يحتلم ويكون مخاطبا بالاستئذان
كما يكون مخاطبا عند الاحتلام به
\ 1219 \ ذكر البيان بأن الاغتسال للجمعة
من فطرة الإسلام
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حميد بن زنجويه
حدثنا بن أبي أويس حدثنا أخي عن سليمان بن بلال عن محمد بن
عبد الله بن أبي مريم عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن فطرة الإسلام الغسل يوم الجمعة والاستنان وأخذ
الشارب وإعفاء اللحى فإن المجوس تعفي شواربها وتحفي
لحاها فخالفوهم حدوا شواربكم واعفوا لحاكم
فاسترده
23

ذكر تطهير المغتسل للجمعة من ذنوبه
إلى الجمعة الأخرى
أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة حدثنا محمد بن
عبد الأعلى حدثنا هارون بن مسلم صاحب الحناء حدثنا أبان بن يزيد
عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة قال
دخل علي أبو قتادة وأنا اغتسل يوم الجمعة فقال
أغسلك هذا من جنابة قلت نعم قال أعد غسلا آخر فإني
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم
الجمعة لم يزل طاهرا إلى الجمعة الأخرى
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم لم يزل طاهرا
إلى الجمعة الأخرى يريد به من الذنوب لن من حضر الجمعة
بشرائطها ورجاله له ما بينها وبين الجمعة الأخرى
برؤوا ذكر ما يستحب للمرء الاغتسال للجمعة
إذا قصدها
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
24

يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا جئتم الجمعة فاغتسلوا
مكاريا ذكر الأمر بغسل يوم الجمعة لمن أتاها
مع إسقاطها عن من لم يأتها
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
25

حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا
يحيى بن كثير الكاهلي عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
أتى الجمعة فليغتسل سفارته
ذكر
إيقاع اسم الرواح على التبكير
أخبرنا يوسف بن يعقوب المقبري الخطيب بواسط قال
حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله قال حدثنا هشيم عن عبيد الله بن
عمرو ويحيى بن سعيد الأنصاري عن نافع
26

عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من راح إلى الجمعة فليغتسل ميزابه
ذكر الاستحباب للنساء أن يغتسلن
للجمعة إذا أردنا شهودها
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا إبراهيم بن
سعيد الجوهري قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عثمان بن حكى
العمري عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أتى الجمعة من الرجال والنساء فليغتسل استهلكتها
27

ذكر لفظة أوهمت عالما من الناس أن
غسل يوم الجمعة فرض لا يجوز تركه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد بن
عمر القوايري قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عثمان بن حكى
العمري عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الغسل يوم الجمعة على كل حالم من الرجال وعلى كل بالغ
من النساء
أحسابها ذكر خبر ثان إليه بعض أئمتنا فزعم
أن غسل يوم الجمعة واجب
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم ينسبا
28

ذكر وصف الغسل للجمعة والاغتسال
لها لمن أراد أن يشهدها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي
حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حدثنا صفوان بن سليم عن عطاء بن
يسار
29

عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم كغسل
يوم الجنابة
لتسكنها
ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالاغتسال
للجمعة في الأخبار التي ذكرناها قبل إنما
هو أمر ندب وإرشاد لعلة معلومة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن
سالم بن عبد الله عن أبيه
أن عمر بن الخطاب بينا هو يخطب الناس يوم الجمعة إذ
دخل عليه رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم فناداه عمر أي ساعة هذه قال إني شغلت اليوم فلم
أنقلب إلى أهلي حتى سمعت النداء فلم أزد على أن توضأت
قال عمر والوضوء أيضا وقد علمت أن رسول الله صلى الله
30

عليه وسلم كان يأمر بالغسل
31

قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل صحيح
على نفي إيجاب الغسل للجمعة على من يشهدها لأن عمر بن
الخطاب كان يخطب إذا دخل المسجد عثمان بن عفان فأخبره أنه
ما زاد على أن توضأ ثم أتى المسجد فلم يأمره عمر ولا أحد من
الصحابة بالرجوع والاغتسال للجمعة ثم العود إليها ففي
إجماعهم على ما وصفنا أبين البيان بأن الأمر كان من المصطفى
صلى الله عليه وسلم بالاغتسال للجمعة أمر ندب لا حتم
ذكر خبر ثان يصرح بأن الاغتسال
للجمعة غير فرض على من شهدها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة
32

فدنا وأنصت واستمع ورجاله الله له ما بينه وبين الجمعة
الأخرى وزيادة ثلاثة أيام وكنفه
ذكر خبر ثالث على أن غسل يوم
الجمعة ليس بفرض
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا شبابة بن سوار عن هشام بن الغاز عن نافع عن
بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
لله حقا على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام يوما فإن كان
له طيب مسه
33

ذكر خبر رابع يدل عن أن الأمر
بالاغتسال للجمعة أمر ندب لا حتم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سليم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن
سعيد بن أبي هلال وبكير بن الأشج حدثاه عن أبي بكر بن المنكدر
عن عمرو بن سليم الزرقي عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الغسل
يوم الجمعة على كل محتلم والسواك وأن يمس من الطيب
ما قدر عليه
34

اللفظ لسعيد بن أبي هلال
ذكر خبر خامس يدل على أن الغسل
للجمعة قصد به الإرشاد والفضل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا
شعبة قال سمعت عمرو بن دينار يحدث عن طاوس
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
35

حق على كل مسلم أن يغتسل كل سبعة أيام وأن يمس طيبا إن
وجده
ذكر العلة التي من أجلها أمر القوم
بالاغتسال يوم الجمعة
أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد بالبصرة قال حدثنا
نصر بن علي بن نصر قال حدثنا نوح بن قيس عن أخيه عن قتادة
عن أبي بردة بن أبي موسى
36

عن أبيه قال لقد رأيتنا ونحن عند نبينا صلى الله عليه
وسلم ولو أصابتنا مطرة لشممت منا ريح الضأن
ذكر البيان بأن القوم إنما كانوا يروحون
إلى الجمعة فثياب مهنهم فلذلك
أمروا بالاغتسال لها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن
حساب قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن
عمرة
عن عائشة قالت كان الناس مهان أنفسهم فكانوا
37

يروحون إلى الجمعة بهيئتهم فقيل لهم لو اغتسلتم
ذكر البيان بأن قول عائشة فقيل لهم
لو اغتسلتم أرادت أن النبي صلى الله
عليه وسلم أمرهم بذلك
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سليم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
عبيد الله بن أبي جعفر بن الزبير حدثه عن عروة بن الزبير حدثه عن عروة بن
الزبير
38

عن عائشة أنها قالت كان الناس ينتابون الجمعة من
منازلهم من العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق
فيخرج منهم الريح فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنسان منهم وهو عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا
39

باب
غسل الكافر إذا أسلم
ذكر الأمر بالاغتسال للكافر إذا أسلم
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا سلمة بن شبيب قال
حدثنا عبد الرزاق قال أنبأنا عبد الله بن عمر وعبيد الله بن عمر عن سعيد
المقبري
عن أبي هريرة أن ثمامة الحنفي أسر فكان النبي
صلى الله عليه وسلم يعود إليه فيقول ما عندك يا ثمامة
فيقول إن تقتل تقتل وإن تمن تمن على شاكر وإن ترد
المال تعطه ما شئت قال فكان أصحاب النبي صلى الله عليه
41

وسلم يحبون الفداء ويقولون ما نصنع بقتل هذا فمر به
النبي صلى الله عليه وسلم يوما فأسلم عروبة به إلى حائط
أبي طلحة فأمره أن يغتسل
فاغتسل وصلى ركعتين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حسن إسلام
صاحبكم
ذكر البيان بأن ثمامة ربط إلى سارية في
وقت أسره
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن
حماد قال أخبرنا الليث عن سعيد المقبري
أنه سمع أبا هريرة يقول بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم خيلا قبل نجد فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له
ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري
المسجد فخرج إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
42

فقال ما عندك يا ثمامة قال عندي يا محمد خير إن تقتلني
تقتل ذا دم وإن تنعم تنعم على شاكر وعن كنت تريد المال
فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى كان الغد ثم قال له ما عندك يا ثمامة قال ما قلت
لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم وإن كنت
تريد المال فسل تعط منه ما شئت فتركه رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى كان بعد الغد فقال له ما عندك يا ثمامة
فقال عندي ما قلت لك إن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل
تقتل ذا دم وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوا ثمامة فانطلق إلى
نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله يا محمد والله
ما كان على الأرض وجه أبغض إلي من وجهك فقد أصبح
وجهك أحب الوجوه كلها إلي والله ما كان من دين أبغض إلي
من دينك فقد مطرف أحب الدين كله إلي والله ما كان
بلد أبغض غلي من بلدك فقد مطرف بلدك أحب البلاد إلي وإن
خيلك أخذتني وأنا أريد العمرة فماذا ترى فبشره رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأمره أن يعتمر فلما قدم مكة قال له
قائل صبوت قال لا ولكن أسلمت مع محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلا والله لا تأتيكم من اليمامة حبة حنطة
43

حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل على إباحة
التجارة إلى دور الحرب لأهل الورع
44

ذكر الاستحباب للكافر إذا أسلم أن
يكون اغتساله بماء وسدر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي عن يحيى القطان قال حدثنا سفيان عن الأغر بن الصباح عن
خليفة بن حصين
عن قيس بن عاصم أنه أسلم فأمره النبي صلى الله عليه
وسلم أن يغتسل بماء وسدر
45

باب المياه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو معمر
القطيعي حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الماء لا ينجسه شئ
47

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر ورد في المياه الجارية دون المياه الراكدة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله عن سفيان عن سماك بن حرب عن عكرمة
عن بن عباس أن امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه
وسلم اغتسلت من جنابة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
يتوضأ من فضلها فقالت له فقال إن الماء لا ينجسه
شئ
48

ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز
الوضوء بماء البحر
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
القعنبي عن مالك عن صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة من آل بني
الأزرق أن النغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره
أنه سمع أبا هريرة يقول سأل رجل رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل معنا
القليل من توضأنا به عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر
فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته
49

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذه السنة تفرد بها سعيد بن سلمة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا أبو القاسم بن أبي الزناد قال أخبرني
إسحاق بن حازم عن بن مقسم يعني عبيد الله
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن ماء
فقال البحر فقال هو الطهور ماؤه الحل ميتته
وذمية ذكر إباحة الاغتسال من الماء الذي
خالطه بعض المأكول ما تغلب على
الماء كثرته
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا
51

محمد بن مشكان قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن
نافع قال حدثنا عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد
عن أم هانئ أن ميمونة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
اغتسلا في قصعة فيها أثر العجين
52

ذكر ما يعمل المرء عند وقوع
ما لا نفس له تسيل في مائه أو مرقته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا زياد بن
يحيى الحساني حدثنا بشر بن المفضل حدثنا بن عجلان عن سعيد
المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فإن في أحد جناحيه داء وفي
الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله
ثم لينزعه
53

ذكر الأمر الذباب في الإناء
إذا وقع فيه إذ أحد جناحيه
داء والآخر شفاء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
55

يحيى القطان قال حدثنا بن أبي ذئب قال حدثني سعيد بن خالد
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فامقلوه فإن في
أحد جناحيه داء وفي الآخر دواء
ذكر خبر يدحض قول من زعم أن الماء
المغتسل به من الجنابة إذا كان راكدا
ينجس بعد ان أيكون قليلا لا يكون عشرا
في عشر
أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي ببغداد
حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن عكرمة
56

عن بن عباس قال اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم من جفنة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل
منها أو يتوضأ فقالت يا رسول الله إني كنت جنبا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم إن الماء لا يجنب
57

ذكر أحد التخصيصين اللذين يخصان
عموم الخبر الذي ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو أسامة حدثنا الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير أن
عبد الله بن عبد الله حدثهم
أن أباه عبد الله بن عمر حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم سئل عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الماء قلتين لم ينجسه
58

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم الماء لا ينجسه
شئ لفظة أطلقت على العموم تستعمل في بعض الأحوال
وهو المياه الكثيرة التي لا تحتمل النجاسة فتظهر فيها وتخص
هذه اللفظة التي أطلقت على العموم ورود سنة وهو قوله صلى
الله عليه وسلم إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شئ ويخص
هذين الخبرين الإجماع على أن الماء قليلا كان أو كثيرا فغير
طعمه أو لونه أو ريحه نجاسة وقعت فيها أن ذلك الماء نجس بهذا
الإجماع الذي يخص عموم تلك اللفظة المطلقة التي ذكرناها
59

ذكر الزجر عن أن يبول المرء في الماء
الذي لا يجري إذا كان ذلك دون قلتين
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثني الليث عن أبي الزبير
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى
عن أن يبال في الماء الراكد
كدعوة ذكر الزجر عن البول في الماء الذي دون
القلتين ثم الوضوء منه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن عوف عن محمد
60

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ
61

ذكر الزجر عن اغتسال الجنب في أقل
من القلتين من الماء حذر نجاسة على
بدنه إن بقيت
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
بكير بن الأشج أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة حدثه
62

أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب فقالوا
كيف نفعل يا أبا هريرة قال يتناوله تناولا
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا
الماء من اللذين ذكرناهما في البابين
المتقدمين
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن كثير عن محمد بن
عباد بن جعفر عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء
وما ينوبه من السباع والدواب فقال رسول الله صلى الله عليه
63

وسلم إذا كان الماء قلتين لم ينجسه شئ
قال أبو حاتم هذه لفظة إخبار مراده الإعلام عما سئل عنه
يعني لا ينجسه شئ مما سألني عنه والإقرارات
ذكر الزجر عن أن يبول المرء في الماء
الذي دون القلتين ومن نيته
الاغتسال منه بعده
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال حدثنا
حامد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن
موسى بن أبي عثمان عن أبيه
64

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل
منه
قال أبو حاتم سمعت بن أبي أمية يقول سمعت
حامد بن يحيى يقول سمعت سفيان يقول سمعت
بن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان أربعة ونسيت واحدا
يعني أربعة أحاديث
65

ذكر الزجر عن بول المرء في المغتسل
الذي لا مجرى له
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن معمر عن أشعث عن الحسن
عن عبد الله بن المغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى أن يبول الرجل في مغتسله فإن عامة الوسواس يكون
منه
66

ذكر الزجر عن البول في الماء الدائم
الذي دون القلتين إذا أراد البائل الوضوء
أو الشرب منه بعد ذلك
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا أنس بن عياض عن الحارث بن
عبد الرحمن بن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه
أو يشرب
67

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن
اغتسال الجنب في الماء الدائم ينجسه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يحيى القطان عن بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا يبول أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه من الجنابة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
اغتسال الجنب في البئر ينجس ما فيه من الماء
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الشيباني عن أبي بردة
عن حذيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا لقي الرجل من أصحابه مسحه ودعا له قال فرأيته يوما بكرة
68

فحدت عنه ثم أتيته حين ارتفع النهار فقال إني رأيتك
فحدت عني فقلت إني كنت جنبا فخشيت أن تمسني فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسلم لا ينجس
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الجنب إذا وقع
في البئر وهو ينوي الاغتسال ينجس ماء البئر
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال حدثنا
عبد الوارث بن عبيد الله العتكي قال حدثنا مروان بن معاوية
ها عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله عن أبي رافع
69

عن أبي هريرة قال لقيني رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنا جنب فمشيت معه وهو آخذ بيدي فانسللت منه
فانطلقت فاغتسلت ثم رجعت إليه فجلست معه فقال أين
كنت يا أبا هر قلت لقيتني وأنا جنب فكرهت أن أجالسك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن
لا ينجس
70

باب
الوضوء بفضل وضوء المرأة
أخبرنا علي بن أحمد بن بسطام بالبصرة قال حدثنا
عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن
عاصم الأحول قال سمعت أبا حاجب يحدث
عن الحكم بن عمرو الغفاري ان رسول الله صلى الله
عليه وسلم نهى أن يتوضأ الرجل بفضول وضوء المرأة
71

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو حاجب اسمه سوادة بن
عاصم القيزي
ذكر خبر يصرح باستعمال المصطفى
صلى الله عليه وسلم هذا
الفعل المزجور عنه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الجنيد قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال اغتسل بعض أزواج النبي صلى الله
عليه وسلم في جفنة فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يتوضأ منه فقالت يا رسول الله إني كنت جنبا فقال الماء
لا يجنب
قال أبو حاتم لم يقل في جفنة إلا أبو الأحوص فإنه قال
في جفنة وهذه اللفظة دالة على نفي إيجاب الوضوء من
الملامسة إذا كانت مع ذوات المحارم
73

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة هذا الفعل
المزجور عنه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة قال
حدثني عبد الرحمن بن القاسم قال سمعت القاسم يحدث
عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله
عليه وسلم من إناء واحد من الجنابة
ذكر ترك إنكار المصطفى صلى الله عليه
وسلم على من فعل هذا الفعل المزجور
عنه في خبر الحكم بن عمرو
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عاصم بن النضر
قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع
74

عن بن عمر أنه أبصر النبي صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يتطهرون الرجال والنساء من إناء واحد كلهم يتطهر
منه
ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز
الوضوء بفضل ما بقي من المغتسل من
الجنابة
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن
عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله
عليه وسلم من اناء واحد من الجنابة
وخطرها
75

ذكر الإباحة للرجال والنساء أن يتوضؤوا
من إناء واحد
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
نافع
أن بن عمر كان يقول إن الرجال والنساء كانوا يتوضؤون
في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا
76

باب
الماء المستعمل
ذكر الخبر الدال على أن الماء المستعمل
المؤدى به الفرض مرة طاهر جائز أن
يؤدى به الفرض أخرى
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله يقول جاءني النبي صلى الله عليه
وسلم يعودني وأنا مريض لا أعقل فتوضأ وصب من وضوئه
علي فعقلت فقلت يا رسول الله لمن يفرق فإنما يرثني
كلالة فنزلت آية الفرائض
77

قال أبو حاتم رضي الله عنه في صب المصطفى صلى الله
عليه وسلم وضوءه على جابر بيان واضح بأن الماء المتوضأ به
طاهر ليس له أن يتيمم لأنه واجد الماء
الطاهر وإنما أباح الله عز
وجل التيمم عند عدم الماء الطاهر وكيف التيمم لواجد الماء
الطاهر
ذكر خبر ينفي الريب عن الخلد
بالتصريح بإباحة ما ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر
القواريري قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة عن الحكم
عن ذر عن بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه قال
سأل رجل عمر فقال إني أجنبت فلم أجد الماء فقال
لا تصل فقال عمار أما تذكر إذ كنت ت أنا وأنت في سرية على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال
صلى الله عليه وسلم إنما كان يكفيك وضرب بيده الأرض
79

ضربة فنفخ في كفيه ومسح وجهه وكفيه قال
80

قال أبو حاتم رضي الله عنه في تعليم المصطفى صلى
الله عليه وسلم التيمم والاكتفاء فيه بضربة واحدة للوجه
والكفين أبين البيان بأن المؤدى به الفرض مرة جائز أن يؤدى به
الفرض ثانيا وذاك أن المتيمم عليه الفرض أن ييمم وجهه
وكفيه جميعا فلما أجاز صلى الله عليه وسلم أداء الفرض في
التيمم لكفيه بفضل ما أدى به فرض وجهه صح أن التراب
المؤدى به الفرض بعضو واحد جائز أن يؤدى به فرض العضو
الثاني به مرة أخرى ولما صح ذلك في التيمم صح ذلك في
الوضوء سواء
81

ذكر إباحة التبرك بوضوء الصالحين من
أهل العلم إذا كانوا متبعين لسنن
المصطفى صلى الله عليه وسلم دون أهل
البدع منهم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو عامر العقدي قال حدثنا عمر بن أبي زائدة عن
عون بن أبي جحيفة
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة
حمراء ورأيت بلالا أخرج وضوءه فرأيت الناس يبتدرون وضوءه
يتمسحون قال ثم أخرج بلال عنزة فركزها ثم خرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم في حلة حمراء سيراء فصلى إليها
والناس والدواب يمرون بين يديه
82

باب
الأوعية
ذكر إباحة اغتسال الجنب من الأواني
التي اتخذت من خشب
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال اغتسل بعض أزواج النبي صلى
الله عليه وسلم في جفنة فجاء النبي صلى الله عليه
وسلم يتوضأ أو يغتسل من فضلها فقالت يا رسول الله
إني كنت جنبا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
الماء لا ينجسه شئ
84

ذكر الأمر بتخمير الإناء بالليل
ولو بعود يعرض عليه
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن
سعيد حدثنا حجاج عن بن جريج عن أبي الزبير عن جابر
عن أبي حميد الساعدي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم بلبن وهو بالنقيع غير مخمر فقال ألا خمرته
ولو تعرض عليه عودا
قال أبو حميد إنما كنا نؤمر بالأسقية أن توكأ ليلا وبالأبواب
أن تغلق ليلا لصاروا
85

ذكر الأمر بإغلاق الأبواب وإيكاء السقاء
وإطفاء المصباح وتخمير الإناء
أخبرنا أبو بكر عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير المكي
86

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال أغلقوا الأبواب وأوكوا السقاء وخمروا الإناء
وأطفئوا المصباح فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل وكاء
ولا يكشف إناء وإن الفويسقة تضرم على الناس بيتهم
87

ذكر البيان بأن الأمر بهذه الأشياء
إنما أمر مع التسمية
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي قال حدثنا يحيى القطان عن بن جريج قال أخبرني عطاء
عن جابر بن عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أغلق بابك واذكر اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا
مغلقا وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقائك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر
اسم الله ولو بعود يعرض
عليه
88

ذكر البيان بأن هذا الأمر بهذه الأشياء
إنما أمر باستعمالها ليلا لا نهارا
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان قال حدثنا
محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع
ونهانا عن خمس إذا رقدت فأغلق بابك وأوك سقاءك وخمر
إناءك وأطفئ مصباحك فإن الشيطان لا يفتح بابا ولا يحل
وكاء ولا يكشف غطاء وإن الفأرة الفويسقة تحرق على أهل
البيت بيتهم ولا تأكل بشمالك ولا تشرب بشمالك ولا تمش
في نعل واحدة ولا تشتمل الصماء ولا
تحتب في الدار
مفضيا
89

ذكر الخبر المصرح بأن الأمر بهذه
الأشياء أمر باستعمالها صارت دون النهار
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح
البزار قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال أخبرني إبراهيم بن
عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه قال
90

أخبرني جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول أوكوا الأسقية وغلقوا الأبواب إذا رقدتم بالليل
وخمر والطعام والشراب فإن الشيطان يأتي فإن لم يجد الباب
مغلقا دخل وإن لم يجد السقاء موكى شرب منه وإن وجد
الباب مغلقا والسقاء
موكى لم يحلل وكاء ولم يفتح بابا مغلقا
وإن لم يجد أحدكم لإنائه الذي فيه شرابه ما يخمره فليعرض عليه
عودا
ذكر البيان بأن الأمر بهذه الأشياء التي
وصفناها أم باستعمالها في بعض الليل لا كله
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يوسف بن موسى قال حدثنا جرير عن فطر بن خليفة عن أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غلقوا
أبوابكم وأوكوا أسقيتكم وخمروا آنيتكم وأطفئوا
سرجكم فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل وكاء ولا يكشف
غطاء وإن الفويسقة ربما أضرمت على أهل البيت بيتهم وكفوا
فواشيكم وأهليكم عند غروب الشمس إلى أن تذهب
91

فجوة العشاء
ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
في هذا الوقت
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج قال حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب المعلم عن عطاء بن أ
بي رباح
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كفوا فواشيكم حتى تذهب فزعة العشاء فإنها
ساعة يحترق فيها الشيطان
92

باب
جلود الميتة
أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة بخبر غريب
قال حدثنا بشر بن علي الكرماني قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال
حدثنا أبان بن تغلب عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن عبد الله بن عكيم قال كتب إلينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم قبل موته بشهر أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب
ولا عصب
93

ذكر البيان بأن عبد الله بن عكيم شهد قراءة كتاب
المصطفى صلى الله عليه وسلم بأرض جهينة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة قال حدثنا
94

الحكم قال سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى يحدث
عن عبد الله بن عكيم الجهني قال قرئ علينا كتاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن بأر ض جهينة أن لا تنتفعوا
من الميتة بإهاب ولا عصب
ذكر لفظة أوهمت عالما من الناس أن هذا
الخبر مرسل ليس بمتصل
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا يزيد بن أبي مريم عن
القاسم بن مخيمرة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن عبد الله بن عكيم قال حدثنا مشيخة لنا من جهينة أن
النبي صلى الله عليه وسلم كتب إليهم أن تستمتعوا من
الميتة بشئ
95

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه اللفظة حدثنا مشيخة لنا
من جهينة أوهمت عالما من الناس أن الخبر ليس بمتصل وهذا
مما نقول في كتبنا إن الصحابي قد يشهد النبي صلى الله عليه
وسلم ويسمع منه شيئا ثم يسم ذلك الشئ عن من هو أعظم
خطرا منه عن النبي صلى الله عليه وسلم فمرة يخبر
عما شاهد وأخرى يروي عمن سمع ألا ترى أن بن عمر شهد
سؤال جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الإيمان وسمعه
عن عمر بن الخطاب فمرة أخبر بما شاهد ومرة روى عن أبيه
ما سمع فكذلك عبد الله بن عكيم شهد كتاب المصطفى صلى
الله عليه وسلم حيث قرئ عليهم في جهينة وسمع مشايخ
جهينة يقولون ذلك فأدى مرة ما شهد وأخرى ما سمع من غير
أن يكون في الخبر انقطاع
ومعي خبر عبد الله بن عكيم أن لا تنتفعوا من الميتة
بإهاب ولا عصب يريد به قبل الدباغ والدليل على صحته قوله
صلى الله عليه وسلم أيما إهاب دبغ فقد طهر
96

ذكر إباحة الانتفاع بجلود الميتة بنفع مطلق
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال ماتت شاة لزوجة النبي صلى الله
عليه وسلم فأتاها النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فقال ألا انتفعت بمسكها فقالت يا رسول الله مسك
ميتة قال فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لا أجد
فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة
إلى آخر الآية إنكم لستم تأكلونه
قال بن عباس فبعثت إليها فسلخت فجعلت من
مسكها قربة قال بن عباس فرأيتها بعد سنة
97

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه
وسلم إنما أباح لها في الانتفاع بجلد
الميتة الذي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا محمد بن أبي بكر
المقدمي قال حدثنا أبو عوانة عن سماك بن حرب عن عكرمة
عن بن عباس قال ماتت شاة لسودة بنت زمعة فقالت
يا رسول الله ماتت فلانة يعني الشاة قال فهلا أخذتم
مسكها قالت فنأخذ مسك شاة ماتت فقال النبي صلى الله
عليه وسلم إنما قال قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما
إلى آخر الآية لا بأس أن تدبغوه فتنتفعوا به قال فأرسلنا
إليها فسلخت مسكها فاتخذت منها قربة حتى تحرقت
خراجيا
ذكر الأمر بالانتفاع بجلود الميتة إذا دبغت
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر
98

بشاة ميتة قال هلا استمتعتم بجلدها قالوا يا رسول الله
إنها ميتة قال إنما حرم أكلها
ذكر البيان بأن هذا الأمر إنما أبيح
استعماله عند دباغ جلد الميتة لا قبله
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن
سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرنا
عمرو بن دينار قال أخبرني عطاء بن أبي رباح منذ حين عن
بن عباس قال
حدثتني ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن شاة
لهم ماتت فقال النبي صلى الله عليه وسلم هلا دبغتم
إهابها فاستمتعتم به
99

ذكر إباحة الانتفاع بجلود الميتة التي
تحل بالذكاة إذا دبغت
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
أخبرنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال حدثني
عبيد الله بن عبد الله
100

عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد
شاة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة من الصدقة قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم هلا انتفعتم بجلدها قالوا إنها ميتة قال
إنما حرم أكلها
ذكر البيان بأن إباحة الانتفاع بجلود
الميتة إنما هي بعد الدباغ لا قبل
أخبرنا عبد الرحمن بن بحر البزار قال حدثنا
بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان قال سمعت الزهري يحدث
عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس
101

عن ميمونة قالت مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بشاة من الصدقة ميتة أعطيتها مولاة لميمونة فقال ألا أخذوا
إهابها فدبغوها فانتفعوا بها فقالوا يا رسول الله إنها ميتة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنما حرم أكلها
ذكر الخبر الدال على إباحة الانتفاع
بجلود الميتة ما يحل منها بالذكاة
وما لا يحل إذا احتملت الدباغ
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زهير بن عباد
الرواسي قال حدثنا مالك عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن محمد بن
عبد الرحمن بن ثوبان عن أمه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أن
يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت
102

ذكر خبر ثان يدل على إباحة الانتفاع بكل
جلد ميت إذا دبغ واحتمل الدباغ
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن وعلة
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أيما إهاب دبغ فقد طهر
103

ذكر الخبر المدحض قول مزعم أن
هذا الخبر لم يسمعه بن وعلة عن
بن عباس ولا زيد بن أسلم منه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثني
زيد بن أسلم قال سمعت بن وعلة يقول
سمعت بن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول أيما إهاب دبغ فقد طهر
لأظهره ذكر الإخبار عن إباحة انتفاع المرء
بجلود ما يحل بالذكاة إذا دبغت وإذا
كانت ميته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله
بن عبد الله عن بن عباس
عن ميمونة قال مر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة ميتة
104

فقال ألا أخذوا إهابها فدبغوه فانتفعوا به فقالوا إنها ميتة
فقال إنما حر أكلها
بربطا
ذكر بيان بأن الانتفاع بجلود الميتة بعد الدباغ جائز
أخبرنا الحسن بن سفيان بخبر غريب حدثنا إبراهيم بن
يعقوب الجوزجاني حدثنا حسين بن محمد حدثنا شريك عن
الأعمش عن عمارة بن عمير عن الأسود
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
دباغ جلود الميتة طهورها
105

أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة عن
بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن كثير بن فرقد أن عبد الله بن
مالك بن حذافة حدثه
عن أمه العالية بنت سبيع أنها قالت كان لي غنم بأحد
فوقع فيها الموت فدخلت على ميمونة فذكرت ذلك لها فقالت
لي ميمونة لو أخذت جلودها فانتفعت بها قالت فقلت
ويحل ذلك قالت نعم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
على رجال من قريش يجرون شاة لهم مثل الحمار فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو أخذتم إهابها قالوا
إنها ميتة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يطهرها الماء
والقرظ
106

باب الأسئار
ذكر إباحة مج المرء في البئر التي يستقى منها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن محمود بن الربيع أنه عقل رسول الله صلى الله عليه
وسلم وعقل مجة مجها من دلو في بئر في دارهم
107

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
سؤر المرأة الحائض نجس
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن مسعر وسفيان عن المقدام بن شريح عن أبيه
عن عائشة قالت كنت أضع الإناء على في وأنا
حائض ثم أناوله للنبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه على
موضع في وآخذ العرق وأنا حائض ثم أناوله فيضع فاه على
موضع في
108

ذكر الأمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب
بعدد معلوم
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم حدثنا
عقبة بن مكرم العمي حدثنا يونس بن بكير حدثنا هشام بن عروة عن
أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا ولج الكلب في إناء أحدكم فاغسلوه سبع مرات
109

ذكر الخبر الدال على أن نجاسة ما في
الإناء بعد ولوغ الكلب فيه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع
مرات
110

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
ما في الإناء بعد ولوغ الكلب فيه طاهر
غير نجس ينتفع به
أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن يحيى الذهلي
حدثنا إسماعيل بن خليل حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن
أبي صالح وأبي رزين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه ثم ليغسله سبع
مرات
111

ذكر البيان بأن المرء مأمور عند غسله
الإناء من ولوغ الكلب فيه أن يجعل أول
الغسلات بالتراب
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات
أولاهن بالتراب
112

ذكر البيان بأن المرء يستحب له عند غسله الإناء
من ولوغ الكلب أن يعفر الإناء بالتراب عند الثامنة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن أبي التياح قال
سمعت مطرف بن عبد الله بن الشخير
عن عبد الله بن مغفل أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات
وعفروا الثامنة بالتراب
ذكر الخبر الدال على أن أسئار السباع
كلها طاهرة
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن إسحاق بن عبد الله
بن أبي طلحة عن حميدة بنت عبيد بن
114

رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت بن أبي قتادة
أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة
تشرب فأصغى أبو قتادة الإناء فشربت قالت كبشة فرآني
أنظر إليه فقال أتعجبين يا ابنة أخي فقلت نعم فقال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها ليست بنجس إنما
هي من الطوافين عليكم والطوافان
115

باب التيمم
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات
الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
على التماسه فأقام معه الناس وليسوا
على ماء وليس معهم ماء فجاء ناس أبا بكر الصديق فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة
أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس معه وليسوا
على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى
الله عليه وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست
رسول الله
صلى الله عليه وسلم والناس وليسوا على ماء
وليس معهم ماء فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول
117

وجعل يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى مطرف فأنزل الله آية التيمم فتيمموا
قال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء ما هذا بأول
بركتكم يا آل أبي بكر قالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت
عليه فوجدنا العقد تحته
118

ذكر البيان بأن التيمم بالكحل والزرنيخ
وما أشبههما دون الصعيد الذي
هو التراب وحده غير جائز
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري حدثنا يحيى القطان حدثنا عوف حدثنا أبو رجاء قال
119

حدثنا عمران بن حصين قال كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سفر وإنا سرنا ليلة حتى إذا كان من آخر الليل
وقعنا تلك الوقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقضنا
إلا حر الشمس قال وكان أول من استيقظ فلان ثم فلان ثم فلان
وكان يسميهم أبو رجاء ونسيهم عوف ثم عمر بن الخطاب
الرابع قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام
لم نوقظه حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في
نومه
قال فلما استيقظ عمر ورأي ما أصاب الناس قال
وكان رجلا أجوف جليدا قال فكبر ورفع صوته فما زال
يكبر ويرفع صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم
شكوا الذي أصابهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
120

لا ضير أو لا يضير ارتحلوا فسار غير بعيد ثم نزل فدعا
بماء فتوضأ ونودي بالصلاة فصلى بالناس فلما انفتل من
صلاته إذا هو برجل معتزل لم يصل مع القوم قال ما منعك
يا فلان أن تصلي مع القوم قال يا رسول الله أصابتني جنابة
ولا ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليك بالصعيد
فإنه يكفيك ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاشتكى إليه الناس العطش قال فنزل فدعا فلانا وكان يسميه
أبو رجاء ونسيه عوف ودعا عليا فقال اذهبا فابغيا لنا الماء
فلقيا امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على بعير لها فقالا لها
أين الماء قالت عهدي بالماء أمس هذه الساعة
ونفرنا خلوف قال فقالا لها انطلقي إذا قالت إلى أين
قالا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هذا الذي
يقال له الصابي قالا هو الذي تعنين فانطلقي إذا فجاءا
121

بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث
قال فاستنزلوها عن بعيرها ودعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين
وأوكأ أفواههما وأطلق العزالى ونودي في الناس أن استقوا
واسقوا قال فسقى من شاء واستقى من شاء وكان آخر ذلك أن
أعطي الذي أصابته الجنابة إناء من ماء فقال اذهب فأفرغه
عليك قال وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها قال وأيم
الله لقد أقلع عنها حين أقلع وإنه ليخيل لنا أنها أشد ملئا منها حين
ابتدئ فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا
لها طعاما قال فجمع لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى
جمعوا لها طعاما كثيرا وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها
ووضعوا الثوب بين يديها قال فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم تعلمين أنا والله ما رزئنا من مائك شيئا ولكن
الله هو سقانا
قال فأتت أهلها وقد احتبست عليهم فقالوا ما حبسك
يا فلانة قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي
يقال له الصابي ففعل بي كذا وكذا الذي قد كان فوالله إنه
لأسحر من بين هذه إلى هذه أو إنه لرسول الله صلى الله عليه
122

وسلم حقا قال فكان المسلمون بعد ذلك يغيرون على من
حولها من المشركين ولا يصيبون الصرم الذي هي فيه فقالت
لقومها والله هؤلاء القوم يدعونكم عمدا فهل لكم في
الإسلام فأطاعوها فدخلوا في الإسلام
إبراهيم
123

أخبرنا الفضل بن الحبا ب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن يحيى بن سعيد قال حدثنا عوف قال حدثني أبو رجاء
قال
حدثني عمران بن حصين قال كنا في سفر مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا في آخر الليل وقعنا
تلك الوقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما أيقظنا إلا حرارة
الشمس فاستيقظ فلان وفلان وكان يسميهم أبو رجاء
ونسيهم عوف ثم عمر بن الخطاب الرابع
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نام لم يوقظ
حتى يكون هو يستيقظ لأنا لا ندري ما يحدث له في النوم فلما
استيقظ عمر رضوان الله عليه ورأي ما أصاب الناس وكان
رجلا جليدا فكبر ورفع صوته بالتكبير فما زال يكبر ويرفع
صوته بالتكبير حتى استيقظ بصوته رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم شكوا
إليه الذي أصابهم فقال لا يضير فارتحلوا وارتحل فسار
غير بعيد ثم نزل فدعا بالوضوء فتوضأ فنودي بالصلاة فصلى
بالناس فلما انفتل من صلاته من صلاته فإذا هو برجل معتزل لم يصل
مع القوم فقال ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم فقال
124

يا رسول الله أصابتني جنابة ولا ماء فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليك بالصعيد فإنه يكفيك
ثم سار رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى الناس إليه
العطش قال فنزل فدعا فلانا وكان يسميه أبو رجاء ونسيه عوف
ودعا عليا رضوان الله عليه وقال اذهبا فأتيا بالماء
فانطلقا فاستقبلتهما امرأة بين مزادتين أو سطيحتين من ماء على
بعير لها وقالا لها أين الماء فقالت عهدي بالماء
أمس هذه الساعة ونفرنا خلوف قالا لها انطلقي قالت إلى
أين قالا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هذا
الذي يقال له الصابي قالا هو الذي تعنين فانطلقي
وجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستنزلوها
عن بعيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فأفرغ
فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين وأوكأ أفواههما وأطلق
العزالى ونودي في الناس أن استقوا واسقوا قال فسقى من
شاء واستسقى من شاء وكان آخر ذلك أن أعطي الذي أصابته
جنابة إناء من ماء فقال اذهب فأفرغه عليك
قال وهي قائمة تنظر إلى ما يفعل بمائها قال وأيم الله
لقد أقلع عنها حين أقلع وإنه ليخيل إلينا أنها أشد ملئا منها حين
ابتدئ فيها
125

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجمعوا لها
طعاما فجملها من تمر عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها
طعاما كثيرا وجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها ووضعوا
الثوب الذي فيه الطعام بين يديها فقال لها رسول الله صلى الله
عليه وسلم تعلمين والله ما رزأنا من مائك شيئا ولكن الله
هو الذي سقانا
فأتت أهلها وقد احتبست عنهم قالوا ما حبسك يا فلانة
قالت العجب لقيني رجلان فذهبا بي إلى هذا الذي يقال له
الصابي ففعل بي كذا وكذا الذي قد كان والله إنه لأسحر
من بين هذه وهذه وقالت بأصبعيها السبابة الوسطى فرفعتهما
إلى السماء والأرض أو إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
حقا قال فكان المسلمون بعد يغيرون على من حولها من المشركين
ولا يصيبون الصرم الذي هي فيهم قالت يوما لقومها ما أرى
هؤلاء القوم يدعونكم إلا عمدا فهل لكم في الإسلام
فأطاعوها فدخلوا في الإسلام
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو رجاء العطاردي
عمران بن تيم مات وهو بن مائة وعشرين سنة
126

ذكر وصف التيمم الذي يجوز أداء
الصلاة به عند إعواز الماء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير
قال حدثنا يزيد بن زريع قال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
عن عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه
عن عمار بن ياسر قال سألت النبي صلى الله عليه
وسلم عن التيمم فأمرني بالوجه والكفين ضربة واحدة
وكان قتادة به يفتي
127

ذكر خبر ثان يصرح بأن مسح الذراعين
في التيمم غير واجب
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا أبو معاوية ويعلى بن عبيد
قالا حدثنا الأعمش
عن شقيق قال كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى
فقال أبو موسى يا أبا عبد الرحمن الرجل يجنب فلا يجد
الماء أيصلي فقال لا فقال أما تذكر قول عمار لعمر بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأنت فأجنبت فتمعكت
في التراب فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك
له فقال كان يكفيك هكذا وضرب بيده الأرض فمسح
وجهه وكفيه
فقال لم أر عمر قنع بذلك قال فما تصنع
128

بهذه الآية فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فقال
أما إنا لو رخصنا لهم في هذا لكان أحدهم إذا وجد برد الماء
تيمم بالصعيد زاد يعلى قال الأعمش فقلت لشقيق فلم يكن
هذا إلا لهذا
129

ذكر الخبر المدحض قول مزعم أن
مسح الذراعين في التيمم واجب لا يجوز تركه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن
معاذ العقدي قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا سليمان الأعمش
عن شقيق بن سلمة قال قال أبو موسى لعبد الله بن مسعود
لو أن جنبا لم يجد الماء شهرا لم يصل قال عبد الله
لا قال أبو موسى أما تذكر حين قال عمار بن ياسر لعمر يا أمير
المؤمنين ألا تتقي الله ألا تذكر حين بعثني وإياك رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الإبل فأصابتني جنابة فتمعكت في
التراب فلما رجعت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان
يكفيك أن تقول هكذا وضرب بيده إلى الأرض ومسح وجهه وكفيه
قال عبد الله لاجرم ما رأيت عمر قنع بذلك قال
أبو موسى فكيف بهذه الآية في سورة النساء فلم تجدوا ماء
فتيمموا صعيدا طيبا فقال عبد الله إنا لو رخصنا لهم
في ذلك يوشك إذا برد على جلد أحدهم الماء أن يتيمم قال
الأعمش فقلت لشقيق أما كان لعبد الله غير ذلك فقال لا
130

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن الحكم عن ذر عن
بن عبد الرحمن بن أبزي
عن أبيه أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال إني
أجنبت فلم أجد الماء فقال عمر لا تصل فقال عمار
أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنت وأنا في سرية
فأجنبنا فلم نجد الماء فأما أنت فلم تصلي وأما أنا
فتمعكت في التراب فلما أتينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذكرت ذلك له فقال إنما كان يكفيك وضرب النبي
صلى الله عليه وسلم بيده إلى الأرض ثم نفخ
فيهما ومسح بهما وجهه وكفيه
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا
الحسن بن علي الحلواني حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش
عن شقيق قال كنت مع عبد الله وأبي موسى فقال
أبو موسى يا أبا عبد الرحمن الرجل يجنب فلا يجد الماء
يصلي فقال تسمع قول عمار بن ياسر لعمر أن رسول الله
131

صلى الله عليه وسلم بعثنا أنا وأنت فأجنبت فتمعكت بالصعيد فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فقال إنما يكفيك هذا ومسح وجهه وكفيه واحدة فقال
إني لم أر عمر قنع بذلك فقال كيف تصنعون بهذه الآية
فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا
طيبا قال لو رخصنا لهم في
هذه كان أحدهم إذا وجد الماء البارد يمسح بالصعيد قال
الأعمش فقلت لشقيق ما كرهه إلا لهذا
ذكر الأمر بالاقتصار في التيمم بالكفين
مع الوجه دون الساعدين بالضربتين
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال
الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن
عزرة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه
عن عمار بن ياسر قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم
عن التيمم فأمرني بالوجه والكفين ضربة واحدة وكان قتادة به يفتي
ذكر استحباب النفخ في اليدين بعد
ضربهما على الصعيد للتيمم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد
132

الهمداني قالا حدثنا محمد بن بشار قال
حدثنا محمد بن جعفر
قال حدثنا شعبة عن الحكم عن ذر عن بن عبد الرحمن بن أبزي
عن أبيه أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال إني
أجنبت فلم أجد الماء فقال عمر لا تصل فقال
عمار أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنت وأنا في
سرية فأجنبنا فلم نجد الماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا
فتمعكت في التراب فلما أتينا النبي صلى الله عليه
وسلم ذكرت ذلك له فقال إنما يكفيك وضرب النبي
صلى الله عليه وسلم بيده إلى الأرض ثم نفخ فيهما ومسح
بهما وجهه وكفيه
قال أبو حاتم رضي الله عنه اللفظ لمحمد بن إسحاق
رحمه الله
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة
الحديث أنه مضاد للأخبار
التي ذكرناه قبل
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
عبد الله بن محمد بن أسماء بن أخي جويرية قال حدثنا جويرية عن
مالك بن أنس عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن أبيه
133

عن عمار قال تيممنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المناكب
قال أبو حاتم رضي الله عنه كان هذا حيث نزل آية التيمم
قبل تعليم النبي صلى الله عليه وسلم عمارا كيفية التيمم ثم
علمه ضربة واحدة للوجه والكفين لما سأل عمار النبي صلى الله
134

عليه وسلم عن التيمم وخالين
ذكر البيان بأن الصعيد الطيب وضوء المعدم الماء
وإن أتى عليه سنون كثيرة
أخبرنا شباب بن صالح قال حدثنا وهب بن بقية
قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان
عن أبي ذر قال اجتمعت غنيمة عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر أبد فيها قال فبدوت فيها
إلى الربذة فكانت تصيبني الجنابة فأمكث الخمس والست
فدخلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو ذر فسكت
ثم قال أبو ذر ثكلتك أمك فأخبرته فدعا بجارية سوداء
فجاءت بعس من ماء فسترتني واستترت بالراحلة فاغتسلت
فكأنها ألقت عني جبلا فقال صلى الله عليه وسلم الصعيد
الطيب وضوء المسلم ولو إلى عشر سنين فإذا وجدت الماء
135

فأمسسه جلدك فإن ذلك خير
136

ذكر البيان بأن واجد الماء إذا كان جنبا
بعد تيممه عليه إمساس الماء بشرته حينئذ
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن عباد
بالبصرة قال حدثنا الفضيل بن الحسين الجحدري قال حدثنا يزيد بن
زريع قال حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان
قال
سمعت أبا ذر قال اجتمعت ت عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم غنم من غنم الصدقة فقال أبد يا أبا ذر قال
فبدوت فيها إلى الربذة قال فكان يأتي علي الخمس والست
138

وأنا جنب فوجدت في نفسي فأتيت النبي صلى الله عليه
وسلم وهو مسند ظهره إلى الحجرة فلما رآني قال ما لك
يا أبا ذر قال فجلست قال مالك يا أبا ذر ثكلتك أمك
قلت يا رسول الله جنب قال فأمر جارية سوداء فجاءت
بعس فيه ماء فاستترت بالبعير وبالثوب فاغتسلت فكأنما وضع
عني جبلا فقال ادن فإن الصعيد الطيب وضوء المسلم
ولو عشر حجج فإذا وجد الماء
فليمس بشرته الماء
والرمانة
139

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به خالد الحذاء
أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكين بواسط وكان يحفظ
الحديث ويذاكر به قال حدثنا عبد الحميد بن محمد بن المستام قال
حدثنا مخلد بن يزيد قال حدثنا سفيان الثوري عن أيوب
السختياني وخالد الحذاء عن أبي قلابة عن عمرو بن بجدان
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصعيد الطيب وضوء المسلم وإن لم يجد الماء عشر سنين
ذكر إباحة التيمم للعليل الواجد الماء إذا
خاف التلف على نفسه باستعماله الماء
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا عمر بن حفص بن الصالح قال
حدثنا أبي قال أخبرني الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح أن عطاء
عمه حدثه
عن بن عباس أن رجلا أجنب في شتاء فسأل فأمر
بالغسل فمات فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال
140

لهم قتلوه قتلهم الله ثلاثا قد جعل الله الصعيد
أو التيمم طهورا
قال شك بن عباس ثم أثبته بعد
141

ذكر الإباحة للجنب إذا خاف التلف على
نفسه من البرد الشديد عند الاغتسال
أن يصلي بالوضوء أو التيمم دون الاغتسال
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير
عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص
أن عمرو بن العاص كان على سرية وأنه أصابهم برد
142

شديد لم يرو مثله فخرج لصلاة الصبح قال والله لقد احتلمت
البارحة فغسل مغابته وتوضأ وضوءه الولاء ثم صلى بهم
فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل رسول
الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فقال كيف وجدتم عمرا
وأصحابه فأثنوا عليه خيرا وقالوا يا رسول الله صلى بنا
وهو جنب فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمرو
فسأله فأخبره بذلك وبالذي لقي من البرد وقال
يا رسول الله إن الله قال ولا تقتلوا أنفسكم
ولو اغتسلت مت فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى عمرو
143

ذكر ما يستحب للمرء أن يتيمم لرد
السلام وإن كان في الحضر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن يحيى عن حياة بن شريح عن يزيد بن
الهاد أن نافعا حدثه
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل من
الغائط فلقيه رجل عند بئر جمل فسلم عليه فلم يرد عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الحائط فوضع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على الحائط ثم مسح
وجهه ويديه ثم رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرجل
السلام
145

ذكر الإباحة للمسافر أن ينزل في منزل
بسبب من أسباب هذه الدنيا وهو غير واجد الماء
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش
انقطع عقد لي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه
وأقام الناس معه وليس هم على ماء وليس معهم ماء فجاء أناس
إلى أبي بكر الصديق فقالوا ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت
برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس
معهم ماء فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل
يطعن بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
مطرف على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا
قال أسيد بن حضير وهو أحد النقباء ما هذا بأول
بركتكم يا آل أبي بكر قالت عائشة فبعثنا البعير الذي كنت
عليه فوجدنا العقد تحته
146

باب
المسح على الخفين وغيرهما
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن أبي يعفور قال
سألت أنس بن مالك عن المسح عن الخفين فقال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عليهما
ذكر البيان بأن المسح على الخفين إنما
أبيح عن الأحداث دون الجنابة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن عاصم بن
أبي النجود عن زر بن حبيش قال
147

بالافتراض أتيت صفوان بن عسال أسأله عن المسح على الخفين
فقال ما غدا بك فقلت ابتغاء العلم قال فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الملائكة تضع
أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع فسألته عن المسح على
الخفين فقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نمسح
ثلاثا إذا سافرنا ويوما وليلة إذا أقمنا ولا ننزعهما من غائط
ولا بول ولا نوم ولكن من الجنابة
148

ذكر البيان بأن المسح على الخفين
للمقيم والمسافر معا إنما أبيح عن
الأحداث دون الجنابة
أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا عبد الرحمن بن
عمرو الأسماء قال حدثنا زهير بن معاوية عن عاصم عن زر بن
حبيش قال
أتيت صفوان بن عسال المرادي فقلت إنه حاك في
نفسي المسح على الخفين فهل سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يذكر في المسح على الخفين شيئا قال نعم أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كنا سفرا أو مسافرين أن
لا ننزع خفافنا أو نخلع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن من غائط ولا بول
إلا من الجنابة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هارون بن
معروف حدثنا سفيان عن عاصم عن زر
قال أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك
قلت ابتغاء العلم قال فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب
149

العلم رضا لما يطلب قلت حك في نفسي المسح على الخفين
بعد الغائط والبول وكنت امرأ من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم فأتيتك أسألك هل سمعت منه في ذلك شيئا قال
نعم كان يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا
ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة لكن من غائط وبول
ونوم
قلت له سمعته يذكر الهوى قال نعم بينا نحن معه في
مسير فناداه أعرابي بصوت جهوري يا محمد فأجابه على
نحو كلامه قال هاؤم قلنا ويلك اغضض من صوتك
فإنك نهيت عن ذلك قال أرأيت رجلا أحب قوما ولما
يلحقهم قال هو يوم القيامة مع من أحب
ثم لم يزل يحدثنا حتى قال إن من قبل المغرب بابا فتحه
الله للتوبة مسيرة أربعين سنة يوم خلق الله السماوات والأرض
150

فلا يغلقه حتى تطلع الشمس منه
ذكر البيان بأن الأمر بالمسح على الخفين
أمر ترخيص وسعة دون حتم وإيجاب
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عباد الغزال بالبصرة حدثنا
زياد بن أيوب حدثنا بن أبي غنية حدثنا أبي عن الحكم عن
القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ
عن علي قال رخص لنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم المسح على الخفين ثلاثة أيام للمسافر ويوما وليلة
للحاضر
151

ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز
المسح على الخفين للمقيم إذا لم يكن
مسافرا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
إسحاق المسيبي قال حدثنا عبد الله بن نافع عن داود بن قيس
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
152

عن أسامة بن زيد قال دخل بلال ورسول الله صلى
الله عليه وسلم الأسواق فذهب لحاجته ثم خرج قال أسامة
فسألت بلالا ما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
بلال ذهب لحاجته ثم توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه
ومسح على الخفين ثم صلى
ذكر البيان بأن المسافر إنما أبيح له المسح
على الخفين إذا أدخل الخفين على طهر
أخبرنا الخليل بن محمد بن بنت تميم بن المنتصر
153

بواسط حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا المهاجر
أبو مخلد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص
للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم يوم وليلة إذا تطهر ولبس
خفيه فليمسح عليهما
154

ذكر البيان بأن المسح على الخفين إنما
أبيح إذا أدخل المرء رجليه في الخفين
وهو على طهور
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة بخبر غريب حدثنا
محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن عاصم عن زر قال
أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك قلت
جئت أنبط العلم قال فإني سمعت ت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول ما من خارج يخرج من بيته يطلب العلم
إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع قال جئت
أسألك عن المسح على الخفين قال نعم كنا في الجيش
الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا أن نمسح
على الخفين إذا نحن أدخلناهما على طهور ثلاثا إذا سافرنا
ولا نخلعهما من غائط ولا بول
ذكر البيان بأن الماسح على الخفين إنما
أبيح له الصلاة بذلك المسح إذا كان لبسه
الخفين على طهر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن زكريا وغيره عن الشعبي عن
عروة بن المغيرة بن شعبة
155

عن أبي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
توضأ فغسل وجهه ويديه ثم مسح على خفيه فقلت يا رسول
الله تمسح على خفيك قال إني أدخلت رجلي وهما
طاهرتان
156

ذكر الخبر المدحض قول من نفى
التوقيت والمسح للمسافر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن
صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الملك بن حميد
بن أبي غنية قال سمعت الحكم بن عتيبة يحدث عن القاسم بن
مخيمرة عن شريح بن هانئ قال
سألت علي بن طالب عن المسح عن الخفين
فقال رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسح
على الخفين في الحضر يوما وليلة وللمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
ذكر التوقيت في المسح على الخفين
للمقيم والمسافر
أخبرنا القطان بالرقة حدثنا عمر بن يزيد السياري
حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا المهاجر أبو مخلد عن عبد الرحمن بن
أبي بكرة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت في
المسح على الخفين ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر وللمقيم يوم
وليلة
157

ذكر إباحة المسح على الخفين للمسافر
والمقيم معا مدة معلومة ليس لهما أن يجاوزاهما
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني ببست
قال حدثنا حميد بن زنجويه قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سفيان
عن أبيه عن إبراهيم التيمي عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله
الجدلي
عن خزيمة بن ثابت قال جعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم المسح على الخفين ثلاثة أيام للمسافر ويوما وليلة
للمقيم ولو مضى السائل على مسألته لجعلها خمسا
158

ذكر القدر الذي يمسح المقيم على الخفين
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا قتيبة
بن سعيد حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن إبراهيم التيمي
عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي
159

عن خزيمة بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه سئل عن المسح على الخفين فقال ثلاثا للمسافر وللمقيم
يوما
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
ثلاثا ويوما أراد به بلياليها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد
القطان حدثني أبي حدثنا شعبة عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة
عن شريح بن هانئ
عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم
في المسح على الخفين قال للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
وللمقيم يوم وليلة
160

قال أبو حاتم ما رفعه عن شعبة إلا يحيى القطان
وأبو الوليد الطيالسي
ذكر الإباحة للمسافر أن يمسح على خفيه
ثلاثة أيام ولياليهن
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عمرو بن ميمون عن
أبي عبد الله الجدلي
عن خزيمة بن ثابت قال رخص لنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن نمسح ثلاثا ولو استزدناه لزادنا
ويتنجس
161

ذكر البيان بأن الإباحة للمسافر المسح
على الخفين ثلاثة أيام أريد بلياليها
ويوما للمقيم أريد بليلته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل
الجحدري قال حدثنا أبو عوانة عن سعيد بن مسروق عن إبراهيم
عن عمرو بن ميمون عن أبي عبد الله الجدلي
162

عن خزيمة بن ثابت أن أعرابيا سأل النبي صلى الله عليه
وسلم عن المسح فقال للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن
وللمقيم يوم وليلة
ذكر الإباحة للماسح على الخفين بعد
الحدث أن يصلي ما أحب إذا لم يجاوز
القدر الذي وقت له فيه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل
الجحدري قال حدثنا فضيل بن سليمان قال حدثنا موسى بن عقبة
عن أبي حازم
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل
فقيل يا رسول الله أرأيت الرجل يحدث فيتوضأ ويمسح
على خفيه أيصلي قال لا بأس بذلك
163

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه
وسلم كان يمسح على الخفين بعد نزول
سورة المائدة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
شعيب بن أيوب حدثنا مصعب بن المقدام حدثنا داود الطائي عن
الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث
عن جرير بن عبد الله أنه توضأ ومسح على الخفين وقال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يفعله
164

ذكر البيان بأن جرير بن عبد الله كان
إسلامه في آخر الإسلام بعد نزول سورة المائدة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا يعقوب
الدورقي حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا شعبة عن الأعمش قال
سمعت إبراهيم يحدث عن همام بن الحارث النخعي قال
رأيت جرير بن عبد الله بال ثم توضأ ومسح على خفيه
ثم قام فصلى فسئل عن ذلك قال رأيت النبي صلى الله
عليه وسلم صنع مثل هذا
165

قال إبراهيم كان هذا يعجبهم لأن جريرا كان في آخر من
أسلم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
إباحة المصطفى صلى الله عليه وسلم
المسح على الخفين كان ذلك قبل أمر الله
جل وعلا بغسل الرجلين في سورة
المائدة
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
فياض بن زهير قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن
همام بن الحارث قال
بال جرير بن عبد الله ثم توضأ ومسح على خفيه فقيل
له أتفعل هذا قال وما يمنعني وقد رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يفعله؟
قال إبراهيم فكان يعجبهم حديث جريرا لأن إسلامه كان
بعد نزول المائدة
166

ذكر الإباحة للمرء المسح على الجوربين
إذا كانا مع النعلين
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع قال
حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا سفيان عن أبي قيس الأودي عن
هزيل بن شرحبيل
عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين
167

أبو قيس الأودي هو عبد الرحمن بن ثروان
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا
حماد بن سلمة حدثنا يعلى بن عطاء
168

عن أوس بن أبي أوس قال رأيت أبي توضأ فمسح
على نعليه فأنكرت ذلك عليه فقلت أتمسح على النعلين؟
فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عليهما
169

ذكر البيان بأن مسح المصطفى صلى الله
عليه وسلم على النعلين كان ذلك في
وضوء النفل دون الوضوء الذي يجب
من حدث معلوم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا جرير عن منصور عن عبد الملك بن ميسرة
عن النزال بن سبرة قال صليت مع علي رضوان
الله عليه الظهر ثم انطلق إلى مجلس كان
يجلسه في الرحبة فقعد وقعدنا حوله حتى حضرت
العصر فأتي بإناء فيه ماء فأخذ منه كفا فتمضمض واستنشق
ومسح وجهه وذراعيه ومسح برأسه ومسح برجليه ثم قام
فشرب فضل مائه ثم قال إني حدثت أن رجالا يكرهون أن
يشرب أحدهم وهو قائم وإني رأيت رسول الله صلى الله عليه
170

وسلم فعل كما فعلت وهذا وضوء من لم يحدث
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذه اللفظة تفرد بها جرير بن عبد الحميد
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن
رافع حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن عبد الملك بن
ميسرة قال حدثني النزال بن سبرة قال
صلينا مع علي رضوان الله عليه الظهر ثم خرجنا إلى
الرحبة فدعا بإناء فيه شراب فأخذه فمضمض واستنشق ومسح
وجهه وذراعيه ورأسه وقدميه ثم شرب فضله وهو قائم ثم قال
إن ناسا يكرهون أن يشربوا وهم قيام إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم صنع مثل ما صنعت وهذا وضوء من لم يحدث
ذكر الإباحة للمرء أن يمسح على ناصيته
وعمامته جميعا في وضوئه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
171

حدثنا عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله قال أخبرنا عوف وهشام
عن محمد بن سيرين قال أخبرنا عمرو بن وهب الثقفي
أن المغيرة بن شعبة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم مسح على ناصيته وعلى العمامة ثم مسح على
خفيه
172

ذكر الإباحة للمرء أن يمسح على عمامته
كما كان يمسح على خفيه سواء دون الناصية
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلام ببيت المقدس قال
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة قال حدثني
جعفر بن عمرو بن أمية الضمري
عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ
ومسح على العمامة والخفين
173

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به عمرو بن أمية
الضمري
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا داود بن أبي الفرات عن محمد بن زيد عن أبي شريح عن
أبي مسلم مولى زيد بن صوحان قال
كنت مع سلمان الفارسي فرأى رجلا قد حالا وهو يريد
أن ينزع خفيه للوضوء فقال له سلمان امسح عليهما وعلى
عمامتك فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح
على خماره وعلى خفيه
ذكر البيان بأن قول سلمان " وعلى خماره "
أراد به على عمامته
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا زيد بن الحريش الأهوازي قال حدثنا عبد الله بن الزبير بن معبد
175

قال حدثنا أيوب السختياني عن داود بن أبي الفرات عن محمد بن
زيد عن أبي شريح عن أبي مسلم
عن سلمان قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
توضأ ومسح على الخفين والعمامة
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن
المسح على العمامة غير جائز
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال
حدثنا يحيى القطان عن التيمي قال حدثنا بكر بن عبد الله عن
الحسن عن بن المغيرة بن شعبة
عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم توضأ ومسح بناصيته وفوق العمامة
قال بكر وسمعته من ابن المغيرة
176

قال أبو حاتم وهذه اللفظة ومسح بناصيته وفوق العمامة
قد توهم من لم يحكم صناعة العلم أن المسح على العمامة دون
الناصية غير جائز ويجعل خبر عمرو بن أمية مجملا وخبر مغيرة
الذي ذكرناه مفسرا له أن مسح النبي صلى الله عليه وسلم
على العمامة كان ذلك مع الناصية فوق المسح على الناصية دون
العمامة إذ الناصية من الرأس وليس بحمد الله ومنه كذلك بل
مسح النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه في وضوئه
ومسح على عمامته دون الناصية ومسح على ناصيته وعمامته
ثلاث مرار في ثلاثة مواضع مختلفة فكل سنة يستعمل من غير
أن يكون استعمال أحدهما حتما واستعمال الآخر مكروها
177

ذكر البيان بأن هذه اللفظة " ومسح
ناصيته " في هذا الخبر تفرد به سليمان
التيمي
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت حميدا قال
حدثني بكر بن عبد الله عن حمزة بن المغيرة بن شعبة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم تخلف
فتخلف معه المغيرة بن شعبة فلما قضى حاجته قال هل معك
ماء قلت فأتيته بالمطهرة فغسل كفيه ووجهه ثم ذهب ليحسر
عن ذراعيه فضاقت بها الجبة فأخرج يده من تحت الجبة
فألقاها على عاتقه فغسل ذراعيه ومسح على خفيه وعمامته ثم
ركب وركبت معه فانتهى إلى الناس وقد صلى بهم
عبد الرحمن بن عوف ركعة فلما أحس بجيئة النبي صلى الله
عليه وسلم ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه
وسلم أن صل فلما قضى عبد الرحمن الصلاة قام النبي
صلى الله عليه وسلم والمغيرة فأكملا ما سبقهما
178

باب
الحيض والاستحاضة
ذكر وصف الدم الذي يحكم لمن وجد
فيها بحكم الحائض
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان وعمر بن
محمد قالا حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا بن أبي عدي قال
حدثنا محمد بن عمرو عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش كانت تستحاض فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن دم الحيض دم أسود
يعرف فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة فإذا كان الآخر
فتوضئي وصلي
180

ذكر
الإباحة للحائض إذا طهرت
تركها أداء الصلوات التي
تركت في أيام حيضتها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن
أبي قلابة عن معاذة
أن امرأة سألت عائشة قالت أتقضي الحائض الصلاة
فقالت أحرورية أنت قد كنا نحيض عند رسول الله صلى
181

الله عليه وسلم فلا نقضي ولا نؤمر بقضاء
182

ذكر الأمر بترك الصلاة عند إقبال
الحيضة والاغتسال عند إدبارها
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت قالت فاطمة بنت أبي حبيش
يا رسول الله إني لا أطهر أفأدع الصلاة قالت فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك عرق وليس بالحيضة
فإذا أقبلت الحيضة فاتركي الصلاة فإذا ذهب عنك قدرها
فاغسلي عنك الدم وصلي
183

ذكر الأمر بالاغتسال للمستحاضة
عند كل صلاة
أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرئ بواسط قال حدثنا
محمد بن خالد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري
عن عمرة
عن عائشة قالت جاءت أم حبيبة بنت جحش إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت استحيضت سبع
سنين فاشتكت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستفته فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا
ليس بحيض ولكن هذا عرق فاغتسلي ثم صلي قالت
عائشة فكانت أم حبيبة تغتسل لكل صلاة فكانت تجلس في المركن فيعلو حمرة الدم الماء ثم تصلي
184

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
خبر عائشة هذا تفرد به عروة بن الزبير
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث عن بن شهاب عن عروة وعمرة
عن عائشة أن أم حبيبة بنت جحش كانت تحت
عبد الرحمن بن عوف استحيضت سبع سنين فاستفتت رسول
الله صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن هذه ليست بحيضة ولكن هذا عرق
فاغتسلي وصلي قالت عائشة فكانت تغتسل عند كل صلاة في
مركن حجرة أختها زينب بنت جحش حتى يعلو حمرة الدم
الماء
185

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
خبر عمرة تفرد به عمرو بن الحارث
والأوزاعي
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرنا الليث والأوزاعي عن
بن شهاب عن عروة وعمرة
عن عائشة أنها قالت استحيضت أم حبيبة بنت
186

جحش وهي تحت عبد الرحمن بن عوف أختها زينب بنت
جحش سبع سنين فشكت ذلك إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال لها ليست بالحيضة ولكنه عرق فاغتسلي
وصلي فكانت تغتسل لكل صلاة وكانت تقعد في مركن
أختها فكانت حمرة الدم تعلو الماء
187

ذكر الأمر للمستحاضة بتجديد الوضوء
عند كل صلاة
أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر الخلقاني قال
حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي قال أخبرنا
أبو حمزة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي صلى
الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أستحاض الشهر
والشهرين قال ليس ذلك بحيض ولكنه عرق فإذا أقبل
الحيض فدعي الصلاة عدد أيامك التي كنت تحيضين فيه فإذا
أدبرت فاغتسلي وتوضئي لكل صلاة
188

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذه اللفظة تفرد بها أبو حمزة وأبو حنيفة
أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر في عقب خبر
أبي حمزة قال حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال
سمعت أبي يقول حدثنا أبو عوانة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن المستحاضة فقال تدع الصلاة أيامها ثم تغتسل غسلا
واحدا ثم تتوضأ عند كل صلاة
189

ذكر الإخبار عن استخدام المرء المرأة
الحائض في أسبابه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
زائدة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي قال
حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
للجارية ناوليني الخمرة أراد أن يبسطها فيصلي عليها
فقلت إنها حائض فقال إن حيضتها ليست في يدها
190

ذكر الإباحة للمرء استخدام المرأة
الحائض في أحواله
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كريب قال
حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان الثوري عن الأعمش عن ثابت بن
عبيد عن القاسم
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ناوليني الخمرة من المسجد
قلت إني حائض قال إن حيضتك ليست في يدك
191

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به معاوية بن هشام عن
سفيان
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن
خالد قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سليمان عن
ثابت بن عبيد عن القاسم بن محمد
عن عائشة أنها قالت قال لي رسول الله صلى الله
192

عليه وسلم ناوليني الخمرة قالت فقلت إني حائض
قال إنها ليست في يدك فناولته
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر الأعمش عن ثابت بن
عبيد عن البهي والقاسم جميعا عن عائشة
ذكر إباحة ترجيل المرأة شعر زوجها
وإن لم يحل لها أداء الصلاة في ذلك
الوقت أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت كنت أرجل رأس رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأنا حائض
193

ذكر إباحة مؤاكلة الحائض ومشاربتها
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا
مسعر عن المقدام بن شريح عن أبيه
عن عائشة قالت إن كنت لأوتى بالإناء وأنا حائض
فأشرب منه ثم يأخذه فيضع في فمه على موضع في فيشرب
وأتعرق العرق وأنا حائض ويأخذه فيضع فمه موضع في
194

ذكر البيان بأن عائشة كانت تأخذ الإناء
لتشرب وتأخذ العرق لتأكل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد
قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا مسعر قال حدثنا المقدام بن
شريح بن هانئ عن أبيه
عن عائشة قالت إن كنت لآتي النبي صلى الله عليه
وسلم بالإناء فاخذه فأشرب منه فيأخذ فيضع فاه موضع في
فيشرب وإن كنت لآخذ العرق من اللحم فآكله فيضع فاه على
موضع في فيأكله وأنا حائض
ذكر الأمر بمؤاكلة الحائض ومشاربتها
واستخدامها إذ اليهود لا تفعل ذلك
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبان
الواسطي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك أن اليهود كانوا إذا حاضت بينهم امرأة
أخرجوها من البيوت ولم يأكلوا معها ولم يشاربوها
ولم يجامعوها في البيوت فسئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن ذلك فأنزل الله جل وعلا ويسألونك عن
195

المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اصنعوا
كل شئ إلا النكاح فقالت اليهود ما نرى هذا الرجل يدع شيئا
من أمرنا إلا يخالفنا فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر
فقالا يا رسول الله اليهود تقول كذا وكذا أفلا ننكحهن في
المحيض قال فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى ظننت أنه قد وجد عليهما فخرجا فاستقبلته هديه من لبن
عروبة في أثرهما فظننا أنه لم يجد عليهما فسقاهما
196

ذكر الإباحة للمرء أن يضاجع امرأته إذا
كانت حائضا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن المثنى
قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن
أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن زينب بنت
أبي سلمة حدثته
أن أم سلمة حدثتها قالت بينما أنا مضطجعة مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الخميلة أحضت فانسللت
فأخذت ثياب حيضتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنفست قلت نعم فدعاني فاضطجعت معه في الخميلة
197

ذكر البيان بأن المرأة الحائض إذا نام معها
زوجها يجب أن تتزر ثم يضاجعها بعد
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل
الجحدري قال حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ثم يباشرها
199

ذكر وصف الاتزار الذي تستعمل
الحائض عند مضاجعة زوجها إياها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثني الليث عن بن شهاب عن حبيب مولى عروة عن ندبة مولاة
ميمونة
200

عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يباشر المرأة من نسائه وهي
حائض إذا كان عليها إزار يبلغ أنصاف الفخذين أو الركبتين
فتحتجز به
201

ذكر جواز اتكاء المرء على المرأة الحائض
ومباشرته إياها دون وضع الإزار
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال أخبرنا منصور بن عبد الرحمن
القرشي عن أمه صفية
عن أم المؤمنين عائشة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقرأ القرآن وهو متكئ علي وأنا حائض
ذكر الأمر للمرأة الحائض بالاتزار عند
إرادة مباشرة الزوج إياها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل
الجحدري قال حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأمر إحدانا إذا كانت حائضا أن تتزر ثم يباشرها
ذكر البيان بأن قول عائشة ثم يباشرها
أرادت به ثم يضاجعها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
202

عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن عبد الله بن
شداد عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أراد أن يضاجع بعض نسائه وهي حائض أمرها فأتزرت
203

باب النجاسة وتطهيرها
ذكر الإخبار بأن المسلم إذا كان جنبا
أو غير جنب لا يجوز أن يطلق عليه
اسم النجاسة وإن وقع في الماء القليل
لم ينجسه
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا
عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا مسعر حدثني
واصل عن أبي وائل
عن حذيفة قال لقيني رسول الله صلى الله عليه
وسلم وأنا جنب فأهوى إلي فقلت إني جنب فقال إن
المسلم لا ينجس
204

ذكر العلة التي من أجلها أهوى المصطفى
صلى الله عليه وسلم إلى حذيفة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير عن الشيباني عن أبي بردة
عن حذيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا لقي الرجل من أصحابه مسحه ودعا له قال فرأيته يوما بكرة
فحدت عنه ثم أتيته حين ارتفع النهار فقال إني رأيتك فحد ت عني فقلت إني كنت جنبا فخشيت أن تمسني فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المسلم لا ينجس
205

ذكر الخبر الدال على أن شعر الإنسان
طاهرا إذا وقع في الماء لم ينجسه وإن
كان على الثوب لم يمنع الصلاة فيه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى قال
حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم قال سمعت أبا إسحاق الفزاري
يحدث عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين
عن أنس بن مالك قال رمى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الجمرة يوم النحر ثم أمر بالبدن فنحرت والحلاق
جالس عنده فسوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
شعره بيده ثم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على
شق جانبه الأيمن على شعره ثم قال للحلاق احلق فحلق
فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره
يومئذ بين من
حضره من الناس الشعرة والشعرتين ثم قبض بيده على
جانب شقه الأيسر على شعره ثم قال للحلاق احلق
فحلق فدعا أبا طلحة الأنصاري فدفعه إليه
206

قال أبو حاتم رضي الله عنه في قسمة النبي صلى الله
عليه وسلم شعره بين أصحابه أبين البيان بأن شعر الإنسان
طاهر إذ الصحابة إنما أخذوا شعره صلى الله عليه وسلم
ليتبركوا به فبين شاد في حجزته وممسك في تكته وآخذ في
جيبه يصلون فيها ويسعون لحوائجهم وهي معهم وحتى إن
عامة منهم أوصوا أن تجعل تلك الشعرة في أكفانهم ولو كان
نجسا لم يقسم عليهم صلى الله عليه وسلم الشئ النجس
207

وهو يعلم أنهم يتبركون به على حسب ما وصفنا فلما صح ذلك
من المصطفى صلى الله عليه وسلم صح ذلك من أمته إذ محال
أن يكون منه شئ طاهر ومن أمته ذلك الشئ بعينه نجسا
ذكر الإباحة المرء ترك غسل الثوب
الذي أصابه بول الصبي المرضع الذي لم
يطعم بعد
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي قال حدثنا الفريابي عن سفيان عن
هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم
يؤتى بالصبيان فيحنكهم فأتي بصبي فبال عليه فأتبعه الماء
ولم يغسله للتوهم
208

ذكر البيان بأن قول عائشة فأتبعه الماء
أرادت به رشه عليه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال
حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله
عن أم قيس بنت محصن الأسدية قالت دخلت بابن لي
لم يأكل الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبال
عليه فدعا بماء فرشه عليه
209

ذكر الاكتفاء بالرش على الثياب التي
أصابها بول الذكر الذي لم يطعم بعد
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
أن أم قيس بنت محصن الأسدية أخت عكاشة بن
محصن وكانت من المهاجرات التي بايعهن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قالت جئت رسول الله صلى الله عليه
210

وسلم بابن لي لم يأكل الطعام فأخذ رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأجلسه في حجره فبال على ثوب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ماء فنصحه ولم يغسله
قال بن شهاب فمضت السنة
بأن لا يغسل من بول الصبي
حتى يأكل الطعام فإذا أكل الطعام غسل من بوله
211

ذكر البيان بأن هذا الحكم إنما هو مخصوص
في بول الصبي دون الصبية
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة عن أبي حرب
بن أبي الأسود عن أبيه
عن علي بن أبي طالب أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال في بول الرضيع ينضح بول الغلام ويغسل بول
الجارية
212

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
المسك نجس غير طاهر
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو عاصم عن سفيان عن الحسن بن عبيد الله
عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم
213

ذكر البيان بأن هذا الحكم إنما هو
مخصوص في بول الصبي دون الصبية
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا داود بن مصحح
العسقلاني قال حدثنا سليمان بن حيان عن الأعمش عن مسلم عن
مسروق وعن إبراهيم عن الأسود وكلاهما
عن عائشة قالت كأني أنظر إلى وبيص المسك في
مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلبي
215

ذكر خبر ثالث يصرح بأن المسك طاهر
غير نجس
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
فياض بن زهير قال حدثنا وكيع قال حدثنا شعبة عن خليد بن
جعفر عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال المسك هو أطيب الطيب
216

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في الثوب
الذي أصابه المني وإن لم يغسله
أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن
بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي معشر عن إبراهيم
عن علقمة والأسود
أن رجلا نزل بعائشة أم المؤمنين فأصبح يغسل ثوبه
فقالت عائشة إنما كان يجزيك إن رأيته أن تغسل مكانه وإن
لم تره نضحت حوله لقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فركا فيصلي فيه
217

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
المني نجس غير طاهر
أخبرنا محمد بن علان بأذنة قال حدثنا لوين قال
حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان عن أبي معشر عن إبراهيم
عن الأسود
عن عائشة قالت لقد رأيتني أفرك المني من ثوب رسول
219

الله صلى الله عليه وسلم فركا وهو يصلي فيه
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة
العلم أنه مضاد للخبرين الذين ذكرناهما
قبل أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن عمرو بن ميمون الجزر عن سليمان بن
يسار
عن عائشة قالت كنت أغسل الجنابة من ثوب النبي
صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وإن بقع الماء لفي
ثوبه
220

قال أبو حاتم رضي الله عنه كانت عائشة رضي الله عنها
تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان
رطبا لأن فيه استطابة للنفس وتفركه إذا كان يابسا فيصلي
صلى الله عليه وسلم فيه هكذا نقول ونختار إن الرطب منه
يغسل لطيب النفس لا أنه
نجس وإن اليابس منه يكتفى منه بالفرك اتباعا للسنة
221

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
سليمان بن يسار لم يسمع هذا الخبر من
عائشة
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا قتيبة بن سعيد والحسن بن علي الحلوان قالا حدثنا يزيد بن
هارون قال حدثنا عمرو بن ميمون بن مهران عن سليمان بن يسار
قال
سمعت عائشة تقول كنت أغسل المني من ثوب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيخرج إلى الصلاة وإنه ليرى أثر
البقع في ثوبه
222

قال الحلواني في حديثه حدثني سليمان بن يسار
قال أخبرتني عائشة
ذكر الخبر الدال على أن فرث
ما يؤكل لحمه غير نجس
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة
بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
سعيد بن أبي هلال عن نافع بن جبير
عن بن عباس أنه قيل لعمر بن الخطاب حدثنا من شأن العسرة
قال خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه
عطش حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى إن كان الرجل ليذهب
يلتمس الماء فلا يرجع حتى نظن أن رقبته ستنقطع حتى إن الرجل لينحر
بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال
أبو بكر الصديق يا رسول الله قد عودك الله في الدعاء خيرا
فادع لنا فقال أتحب ذلك قال نعم قال فرفع يديه
صلى الله عليه وسلم فلم يرجعهما حتى أظلت سحابة
فسكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت
العسكر
223

قال أبو حاتم في وضع القوم على أكبادهم ما عصروا
من فرث الإبل وترك أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم إياهم بعد
ذلك بغسل ما أصاب ذلك من أبدانهم دليل على أن أرواث
ما يؤكل لحومها طاهرة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
أبوال ما يؤكل لحومها نجسة
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا سويد بن نصر قال أخبرنا عبد الله بن المبارك عن هشام عن بن سيرين
224

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا
في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطن الإبل
225

ذكر جو الصلاة للمرء على المواضع
التي أصابها أبوال ما يؤكل لحومها
وأرواثها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
العبدي قال أخبرنا شعبة عن أبي التياح
عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم يصلي في مرابض الغنم
أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي
ذكر الخبر المصرح بأن أبوال ما يؤكل
لحومها غير نجسة
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن
226

أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن طلحة بن مصرف
عن يحيى بن سعيد الأنصاري
عن أنس بن مالك قال قدم أعراب من عرينة إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فأمرهم
أن يشربوا من ألبانها وأبوالها فشربوا حتى صحوا فقتلوا
رعاتها واستاقوا الإبل عروبة نبي الله صلى الله عليه
وسلم في طلبهم فأتي بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر
أعينهم
227

قال عبد الملك لأنس وهو يحدثه بكفر أو بذنب قال
بكفر
228

أخبرنا الخليل بن أحمد بن بنت تميم بن
229

المنتصر بواسط قال حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري قال حدثنا
إسحاق الأزرق عن شريك عن سماك عن معاوية بن قرة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر
العرنيين أن يشربوا من أبوال الإبل وألبانها
ذكر العلة التي من أجلها أبيح
للعرنيين في شرب أبوال الإبل
أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا
إبراهيم بن محمد التيمي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا شعبة
عن قتادة
عن أنس أن وفد عرينة قدموا على رسول الله صلى
الله عليه وسلم فاجتووا المدينة فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في لقاحه فقال اشربوا من ألبانها وأبوالها
فشربوا حتى صحوا وسمنوا فقتلوا راعي رسول الله صلى الله
عليه وسلم واستاقوا الذود وارتدوا عر وبرسول الله
صلى الله عليه وسلم في آثارهم فجئ بهم فقطع أيديهم
230

وأرجلهم وسمل أعينهم وتركهم في الرمضاء
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
العرنيين إنما أبيح لهم في شرب أبوال
الإبل للتداوي لأنها طاهرة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا غسان بن
الربيع عن حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن علقمة بن وائل
عن طارق بن سويد الحضرمي قال قلت يا رسول الله
إن بأرضنا أعنابا نعتصرها ونشرب منها قال لا تشرب قلت
أفنشفي بها المرضى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
231

إنما ذلك داء وليس بشفاء
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
المصطفى صلى الله عليه وسلم إنما أباح
لهم شرب أبوال الإبل للتداوي لا أنها
غير نجسة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا أبو عامر العقدي قال حدثنا
شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت علقمة بن وائل يحدث عن أبيه
وائل بن حجر
أن سويد بن طارق سأل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الخمر وقال إنا نصنعها فنهاه رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن ذلك فقال يا رسول الله إنها دواء فقال صلى
الله عليه وسلم إنها ليست بدواء ولكنها داء
232

ذكر خبر يصرح بأن إباحة المصطفى
صلى الله عليه وسلم للعرنيين في شرب
أبوال الإبل لم يكن للتداوي
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا جرير عن الشيباني عن حسان بن مخارق قال
قالت أم سلمة اشتكت ابنة لي فنبذت لها في كوز فدخل
النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغلي فقال ما هذا
فقالت إن ابنتي اشتكت فنبذنا لها هذا فقال صلى الله عليه
وسلم إن الله لم يجعل شفاءكم في حرام
233

ذكر الإخبار عما يعمل المرء
عند وقوع الفأرة في آنيته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن
بن عباس
عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل
عن الفأرة تموت في السمن فقال إن كان جامدا فألقوها
وما حولها وكلوه وإن كان ذائبا فتقربوه
234

ذكر خبر أوهم بعض من لم يطلب العلم
من مظانة أن رواية بن عيينة هذه معلولة
أو موهومة
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن
المسيب
عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الفأرة أنكر في السمن فقال إن كان جامدا فألقوها
وما حولها وإن كان مائعا فلا تقربوه يعني ذائبا
237

ذكر الخبر الدال على أن الطريقين اللذين
ذكرناهما لهذه السنة جميعا محفوظان
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن الفأرة أنكر في السمن فتموت قال إن كان جامدا
ألقاها وما حولها وأكله وإن كان مائعا لم يقربه
قال عبد الرزاق وأخبرني عبد الرحمن بن بوذويه أن
238

معمرا كان يذكر أيضا عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن
بن عباس عن ميمونة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
239

باب تطهير النجاسة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا يحيى حدثنا سفيان عن ثابت عن عدي بن دينار مولى أم قيس
بنت محصن
عن أم قيس بنت محصن قالت سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن دم الحيض يصيب الثوب فقال اغسليه
بالماء والسدر وحكيه بضلع
240

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اغسليه بالماء
أمر فرض وذكر السدر للصابئين بالضلع أمرا ندب وإرشاد
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا
شريح بن يونس حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن فاطمة
بنت المنذر
عن جدتها أسماء أن امرأة سألت رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن دم الحيض فقال حتيه ثم اقرصيه بالماء ثم رشيه
وصلي فيه
241

قال أبو حاتم الأمر بالحت والرش أمرا ندب لا حتم
والأمر بالقرص بالماء مقرون بشرطه وهو إزالة العين فإزالة
العين فرض والقرص بالماء نفل إذا قدر على إزالته بغير قرص
والأمر بالصلاة في ذلك الثوب بعد غسله أمر إباحة لا حتم ذكر البيان بأن هذه امرأة إنما سألت
عما يصيب الثوب من دم الحيض دون غيره
أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر
242

عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت سئل رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الثوب يصيبه الدم من الحيضة فقال
لتحته ثم تقرصه بالماء ثم لتنضحه فتصلي فيه
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
ثم لتنضحه أراد به أن تنضح ما حوله
لا نفس الموضع المغسول من دم
الحيض
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر
عن أسماء بنت أبي بكر أن امرأة قالت يا رسول الله
ما أصنع بما أصاب ثوبي من دم الحيض قال حتيه ثم
اقرصيه بالماء وانضحي ما حوله
243

ذكر الأمر بإهراقة الدلو من الماء على
الأرض إذا أصابها بول الإنسان
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي
عن محمد بن الوليد الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
عن أبي هريرة قال قام أعرابي في المسجد فبال فتناوله
الناس فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه
وأهريقوا على بوله دلوا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا
معسرين
عاصيين
244

ذكر البيان بأن النجاسة المتفشية على
الأرض إذا غلب عليها الماء الطاهر حتى
أزال عينها طهرها
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة
بن يحيى قال أخبرنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله
أن أبا هريرة أخبره أن أعرابيا بال في المسجد فثار إليه
أناس ليقعوا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه
وأهريقوا على بوله دلوا من ماء أو سجلا من ماء فإنما بعثتم
ميسرين ولم تبعثوا معسرين
245

ذكر البيان بأن قول المصطفى صلى الله
عليه وسلم دعوه أراد به الترفق لتعليمه
ما لم يعلم من دين الله وأحكامه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني إسحاق بن
عبد الله بن أبي طلحة
عن عمه أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم قاعدا في المسجد إذ دخل أعرابي فقعد يبول فقال
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مه مه فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لا تزرموه ثم دعاه فقال إن هذه
المساجد لا تصلح لشئ من القذر والخلاء وكما قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنما هي لقراءة القرآن أو ذكر الله ثم
دعا بدلو من ماء فصبه عليه
246

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه
وسلم نهى الغلام الذي وصفناه عن
البول في المسجد بعد استعماله
ما وصفنا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد بن سليمان والفضل بن موسى قالا
حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة
عن أبي هريرة قال دخل أعرابي المسجد ورسول
الله صلى الله عليه وسلم جالس فقال اللهم اغفر لي
ولمحمد ولا تغفر لأحد معنا فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لقد احتظرت واسعا ثم تنحى الغلا فبال في
ناحية المسجد فقال الغلام بعد أن فقه في الإسلام إن
رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال له إن هذا المسجد إنما
هو لذكر الله والصلاة ولا يبال فيه ثم دعا بسجل من ماء
فأفرغه عليه
248

ذكر الإخبار أن النعال إذا وطئت في
الأذى يطهرها تعقيب التراب إياها
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثني الوليد عن الأوزاعي عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري
عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا وطئ أحدكم بنعله في الأذى فإن التراب لها طهور
وبالوجهين
249

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة
العلم أن الأوزاعي لم يسمع هذا الخبر
من سعيد المقبري
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي
عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا وطئ أحدكم الأذى بخفيه فطهورهما التراب
250

باب الاستطابة
ذكر الاستنجاء للمحدث إذا أراد الوضوء
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا
عبيد بن آدم بن أبي إياس قال حدثنا أبي قال حدثنا شريك
قال حدثنا إبراهيم بن جرير عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم الخلاء فأتيته بماء فيه تور أو ركوة فاستنجى به ومسح
يده اليسرى على الأرض فغسلها ثم أتيته بإناء فتوضأ
سنقرره
251

ذكر ما يقو المرء
عند دخوله الحشائش
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
علي بن خشرم قال حدثنا عيسى بن يونس عن شعبة عن قتادة عن
القاسم الشيباني
252

عن زيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أراد أحدكم أن يدخل
فليقل أعوذ بالله من الخبث
والخبائث قال أبو حاتم رضي الله عنه الحديث مشهور عن شعبة
وسعيد جميعا وهو ما تفرد به قتادة
ذكر ما يقول المرء من التعوذ
عند إرادته دخول الخلاء
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن
الجعد قال حدثنا شعبة بن الحجاج وحماد بن سلمة وهشيم بن بشير
عن عبد العزيز بن صهيب
253

عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
إذا دخل الخلاء قال اللهم إني أعوذ بك من الخبث
والخبائث
قال أبو حاتم رضي الله عنه الخبث والخبائث جمع
254

الذكور والإناث من الشياطين يقال للواحد من ذكران الشياطين
خبيث والاثنين خبيثان والثلاث خبائث وكان يعوذ صلى
الله عليه وسلم من ذكران الشياطين وإناثهم حيث قال اللهم إني
أعوذ بك من الخبث والخبائث
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا لمن
أراد دخول الخلاء من الخبث
والخبائث
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث عن شعبة عن قتادة قال
سمعت النضر بن أنس يحدث
عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إن هذه الحشو ش محتضرة فإذا دخلها أحدكم فليقل
اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث
255

قال أبو حاتم رضي الله عنه الخبث جمع الذكور من
الشياطين والخبائث جمع الإناث منهم يقال خبيث وخبيثان
وخبث وخبيثة وخبيثتان وخبائث
ذكر الإباحة للنساء أن يخرجن إلى
الصحارى للبراز عند عدم الكنف في
بيوتهن
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد
قالا حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا الطفاوي قال حدثنا
هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كانت سودة بنت زمعة امرأة جسيمة
وكانت إذا خرجت لحاجتها صارت أشرفت على النساء فرآها
عمر بن الخطاب فقال انظري كيف تخرجين فإنك والله
ما تخفين علينا إذا خرجت فذكرت ذلك سودة للنبي صلى
الله عليه وسلم وفي يده عرق فما رد العرق من يده حتى فرغ
256

الوحي فقال إن الله قد جعل لكن رخصة أن تخرجن
لحوائجكن
ذكر الأمر بالاستتار لمن أراد البراز
عنده
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلا تثبت ببيروت
قال حدثنا سليمان بن سيف قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا ثور بن
يزيد عن حصين الحميري عن أبي سعد الخير
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من استجمر فليوتر من فعل فقد أحسن ومن أتى
257

الغائط فليستتر وإن لم يجد إلا كثيبا من رمل فإن الشيطان
يلعب بمقاعد بني آدم
ذكر ما يستحب للمرء من الاستتار عند
القعود على الحاجة
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الحسن بن محمد بن
الصباح قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مهدي بن ميمون عن
محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد
258

عن عبد الله بن جعفر قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحب ما استتر به هدف أو حائش نخل
ذكر إباحة استتار المرء بالهدف أو حائش
النخل إذا تبرز
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا
محمد بن عبد الكريم العبدي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا
أبي قال سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد
عن عبد الله بن جعفر قال ركب رسول الله صلى الله
عليه وسلم بغلته وأردفني خلفه وكان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا تبرز كان أحب ما تبرز إليه هدف يستتر به
أو حائش نخل قال فدخل حائطا لرجل من الأنصار
259

ذكر الخبر الدال على نفي إجازة دخول
المرء الخلاء بشئ فيه ذكر الله
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا همام بن يحيى عن بن جريج عن
الزهري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه
260

ذكر السبب الذي من أجله كان يضع
صلى الله عليه وسلم خاتمه عند دخوله الخلاء
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
أحمد بن الحسن الترمذي قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال
حدثنا أبي عن ثمامة
عن أنس بن مالك قال كان نقش خاتم النبي صلى
الله عليه وسلم ثلاثة أسطر محمد سطر ورسول سطر والله
سطر
261

ذكر الزجر عن البول
في طرق الناس وأفنيتهم
أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف قال حدثنا
الوليد بن شجاع قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء
بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اتقوا اللعانين قالوا وما اللعانان قال الذي يتخلى في
262

طرق الناس وأفنيتهم لطخها
ذكر الزجر عن استدبار القبلة واستقبالها
بالغائط والبول
أخبرنا محمد بن الحسن قتيبة قال حدثنا
بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن عطاء بن يزيد
263

عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إذا أتى أحدكم الغائط فلا يستقبل القبلة
ولا يستدبرها بغائط ولا بول ولكن شرقوا أو غربوا
قال أبو أيوب: فلما قدمنا الشام وجدنا مراحيض قد بنيت
نحو القبلة، فكنا
ننحرف عنها، ونستغفر الله.
264

أخبرنا أبو يعلي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي، قال: حدثنا وهيب، عن معمر، والنعام بن راشد، عن الزهري
عن عطاء بن يزيد.
عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
، قال: " لا تستقبلوا القبلة ببول ولا غائط، ولا تستدبروها
ولكن شرقوا أو غربوا
. قال أبو أيوب: فقدمنا الشام فإذا مراحيض قد صنعت نحو القبلة
القبلة
وقال النعمان: فإذا مرافيق قد صنعت نحو القبلة. قال
أبو أيوب: فننحرف ونستغفر الله
265

قال أبو حاتم رضي الله عنه: قوله شرقوا أو غربوا لفظة
أمر تستعمل على عمومه في بعض الأعمال وقد يخصه خبر
بن بأن هذ الأمر قصد به الصحارى دون الكنف والمواضع
المستورة والتخصيص الثاني الذي هو من الإجماع أن من
كانت قبلته في المشرق أو في المغرب عليه أن لا يستقبلها
ولا يستدبرها بغائط أو بول لأنها قبلته وإنما أمر أن يستقبل أو
يستدبر ضد القبلة عند الحاجة ذكر أحد التخصيصين اللذين يخصان
عموم تلك اللفظة التي ذكرناها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي قال حدثنا وهيب عن يحيى بن سعيد الأنصاري
وإسماعيل بن أمية وعبيد الله بن عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن
عمه واسع بن حبان
عن بن عمر قال رقيت فوق بيت حفصة فإذا أنا
266

بالنبي صلى الله عليه وسلم جالسا على مقعدته مستقبل
القبلة مستدبر الشام
267

أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
غوث بن سليمان بن زياد المصري قال حدثنا أبي قال
دخلنا على عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي في يوم
جمعة فدعا بطست وقال للجارية استريني فسترته فبال
فيه ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى
أن يبول أحدكم مستقبل القبلة
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة
الحديث أنه ناسخ للزجر الذي تقدم
ذكرنا له
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن محمد
الناقد قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق
قال حدثني أبان بن صالح عن مجاهد
268

عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ينهانا أن نستقبل القبلة أو نستدبرها بفروجنا إذا أهرقنا
الماء قال ثم رأيته قبل موته بعام يبول مستقبل القبلة
ذكر الخبر الدال على أن الزجر عن
استقبال القبلة واستدبارها بالغائط
والبول إنما زجر عن ذلك في الصحارى
دون الكنف والمواضع المستورة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن حبان عن عمه
واسع بن حبان
عن بن عمر أنه كان يقول إن ناسا يقولون إذا قعدت
لحاجتك فلا تستقبل القبلة ولا بيت المقدس لقد ارتقيت
على ظهر بيتنا فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
269

على لبنتين مستقبل بيت المقدس لحاجته
ذكر الزجر عن نظر أحد المتغوطين إلى
عورة صاحبه يحدثه في ذلك
الموضع أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد
بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا إسماعيل بن سنان قال حدثنا عكرمة بن
عمار قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال الأنصاري
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا يقعد الرجلان على الغائط يتحدثان يرى كل
واحد منهما عورة صاحبه فإن الله يمقت على ذلك
270

ذكر الزجر عن أن يبول المرء وهو قائم
في غير أوقات الضرورات
أخبرنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بالموصل قال حدثنا
إبراهيم بن إسماعيل الجوهري قال حدثنا إبراهيم بن موسى الفراء
قال حدثنا هشام بن يوسف عن بن جريج عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تبل قائما
271

قال أبو حاتم أخاف أن بن جريج لم يسمع من نافع هذا
الخبر
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا قوله
صلى الله عليه وسلم لا تبل قائما
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بن سالم قال حدثنا بشر
بن خالد قال حدثنا بن جعفر عن شعبة عن سليمان
الأعمش عن أبي وائل
عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى
سباطة قوم فبال قائما ثم توضأ ومسح على خفيه
وقال الحسن
272

أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي وائل
عن حذيفة قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
273

أتى سباطة قوم فبال قائما ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على
خفيه
قال أبو حاتم عدم السبب في هذا الفعل هو عدم
الإمكان وذاك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أتى
السباطة وهي المزبلة فأراد أن يبول فلم يتهيأ له الإمكان لأن
المرء إذا قعد يبول على شئ مرتفع عنه ربما تفشى البول فرجع
إليه فمن أجل عدم إمكانه من القعود لحاجة بال صلى الله
عليه وسلم قائما
حدثنا أبو حاتم رضي الله عنه قال أخبرنا أحمد بن
الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد قال حدثنا يحيى بن معين حدثنا
حجاج بن محمد عن بن جريج قال حدثتني حكيمة بنت أميمة
عن أمها أميمة بنت رقيقة أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره
274

ذكر إباحة دنو المرء من البائل
إذا لم يكن يحتشمه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال
حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن أبي وائل
عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم
275

فبال قائما فدنوت منه حتى صرت عند عقبه وصببت عليه الماء
فتوضأ ومسح على خفيه
ذكر البيان بأن حذيفة إنما دنا من
المصطفى صلى الله عليه وسلم في
تلك الحالة بأمره صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأسماء قال حدثنا زهير بن معاوية
قال حدثنا الأعمش عن شقيق
عن حذيفة قال كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه
وسلم فانتهى إلى سباطة قوم فبال قائما فتنحيت فدعاني
فقال ادن فدنوت حتى قمت عن عقبه ثم توضأ ومسح على
خفيه
276

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
هذا الخبر تفرد به سليمان الأعمش
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن منصور
عن أبي وائل قال كان أبو موسى يشدد في البول
ويقول إن بني إسرائيل كان إذا أصاب جلد أحدهم بول قرضه
بالمقراض فقال حذيفة لوددت أن صاحبكم لا يشدد هذا
التشديد لقد رأيتني أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
نتماشى فأتى سباطة قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم
فبال قال فاستترت منه فأشار إلي فجئت فقمت عند عقبه
حتى فرغ
277

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة
العلم أنه مضاد لخبر حذيفة الذي ذكرناه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا شريك عن المقدام بن شريح
عن أبيه
عن عائشة قالت من حدثك أن نبي الله صلى الله
عليه وسلم كان يبول قائما فكذبه أنا رأيته يبول قاعدا
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر قد يوهم غير المتبحر
278

في صناعة الحديث أنه مضاد لخبر حذيفة الذي ذكرناه ليس
كذلك لأن حذيفة رأى المصطفى صلى الله عليه وسلم يبول
قائما عند سباطة قوم خلف حائط وهي في ناحية المدينة وقد
أبنا السبب في فعله ذلك وعائشة لم تكن معه في ذلك الوقت
إنما كانت تراه في البيوت يبول قاعدا فحكت ما رأت وأخبر
حذيفة بما عاين وقول عائشة فكذبه أرادت فخطئه إذ العرب
تسمي الخطأ كذبا
ذكر الزجر عن الاستطابة
بالروث والعظم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي قال حدثنا وهيب عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إني أنا لكم مثل الوالد أعلمكم إذا أتيتم الغائط
فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ولا يستنج أحدكم بيمينه
وكان يأمر بثلاثة أحجار وينهى عن الروثة والرمة
279

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن
الاستنجاد بالعظم والروث
أخبرنا محمد بن عبد الله الهاشمي قال حدثنا عمرو بن
زرارة قال أخبرنا بن أبي زائدة عن داود بن أبي هند عن الشعبي
قال سألت علقمة
هل كان بن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة الجن فقال علقمة أنا سألت بن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقال لا ولكنا
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا ت ليلة ففقدناه
فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل قال
280

فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل
حراء قال فقلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدناك بوصلة فلم نجدك
فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فقال أتاني داعي الجن فذهبت
معه فقرأت عليهم القرآن قال فانطلق بنا فأرانا نيرانهم
وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في
أيديكم أوفر ما يكون لحما وكل بعر علفا لدوابكم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بالعظم
ولا بالبعر فإنه زاد إخوانكم من الجن
281

ذكر الزجر عن مس الرجل
ذكره بيمينه
أخبرنا إسحاق بن محمد القطان بتنيس قال حدثنا
محمد بن إشكاب قال حدثنا مصعب بن المقدام حدثنا سفيان عن
أبي الزبير
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يمس الرجل ذكره بيمينه
ذكر البيان بأن هذا الفعل إنما زجر عنه
عند مسح الرجل ذكره إذا بال
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن
أبي كثير قال حدثني عبد الله بن أبي قتادة قال
حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
282

يقول إذا بال أحدكم فلا يمسح ذكره بيمينه ولا يستنجي
بيمينه
283

ذكر الزجر عن الاستنجاء باليمين لمن أراده
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة
والليث عن بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن الاستنجاء باليمين
ذكر الأمر لمن أراد الاستجمار
أن يجعله وترا
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا محمد بن
كثير العبدي أخبرنا سفيان الثوري عن منصور عن هلال بن يساف
عن سلمة بن قيس الأشجع قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إذا توضأت فاستنثر وإذا استجمرت
فأوتر
284

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا هاشم بن يحيى أبو السري بنصيبين حدثنا
محمد بن معمر حدثنا روح بن عبادة حدثنا أبو عامر الخزاز عن عطاء
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
استجمر أحدكم فليوتر فإن الله تعالى وتر يحب الوتر
أما ترى السماوات سبعا والأيام سبعا والطواف وذكر
أشياء
285

أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب حدثنا يونس عن بن شهاب أخبرني
أبو إدريس الخولاني
أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من توضأ فليستنثر ومن استجمر
فليوتر
286

قال أبو حاتم الاستنثار هو إخراج الماء من الأنف
والاستنشاق إدخاله فيه فقوله صلى الله عليه وسلم من توضأ
فليستنثر أراد فليستنشق فأوقع اسم البداية الذي هو الاستنشاق
على النهاية الذي هو الاستنثار لأنه لا يوجد الاستنثار إلا بتقدم
الاستنشاق له والاستجمار هو الاستطابة وهو إزالة النجاسة
عن المخرجين
ذكر الخبر المصرح بصحة ما ذكرنا
من اللفظة المتقدمة
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن مالك عن
أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا توضأ أحدكم فليجعل الماء في انفه ثم لينثر ومن
استجمر فليوتر
287

ذكر الأمر بالاستطابة
بثلاثة أحجار لمن أراده
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد القطان
أبو صالح قال حدثني أبي قال حدثني بن عجلان عن القعقاع
بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما أنا لكم مثل الوالد فإذا ذهب أحدكم إلى الغائط
فلا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ولا يستطب بيمينه وكان يأمر
بثلاثة أحجار وينهى عن الروث والرمة فالكفن ذكر ما يجب
على المرء من مس الماء عند خروجه من الخلاء أخبرنا الحسن بن سفيان
قال حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي
قال حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صائما العشر قط ولا خرج من الخلاء إلا مس ماء كنائبه
288

ذكر البيان بأن مس الماء الذي في خبر
عائشة إنما هو الاستنجاء بالماء
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن أبي معاذ وهو عطاء بن أبي ميمونة قال
سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا خرج من حاجته أجئ أنا وغلام من الأنصار
بإداوة من ماء فيستنجي به
289

أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن معاذة
عن عائشة أنها قالت مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء
290

فإني أستحييهم منه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يفعله
بالصلاة ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل
وعلا المغفرة عند خروجه من الخلاء
أ عمران بن موسى بن مشاجع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا
إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة قال
سمعت أبي يقول دخلت على عائشة فسمعتها تقول كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الخلاء
قال غفرانك
291

ذكر ما يستحب للمرء إذا بال صارت وأراد
النوم قبل أن يقوم لورده أن يغسل وجهه
وكفيه بعد الاستنجاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يحيى بن
موسى خت وكان كخير الرجال قال حدثنا أبو داود قال أنبأنا
شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت كريبا يحدث
عن بن عباس أنه قال بت عند خالتي ميمونة فرأيت
292

رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فبال ثم غسل وجهه ثم
نام
لقصورهم
293

كتاب الصلاة
ذكر البيان بأن إقامة المرء الفرائض من الإسلام
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى
قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حنظلة بن أبي سفيان قال
سمعت عكرمة بن خالد المخزومي يحدث أن رجلا قال
لعبد الله بن عمر ألا تغزو فقال إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة
أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان
وحج البيت
294

باب فرض الصلاة
أخبرنا علي بن أحمد بن عمران الجرجاني بحلب
قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا
خالد بن قيس عن قتادة
عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله كم افترض الله
على عباده من الصلاة قال خمس صلوات قال هل قبلهن
أو بعدهن شئ قال افترض الله على عباده خمس صلوا ت
فقال هل قبلهن أو بعدهن شئ قال افترض الله على عباده
خمس صلوات قال فحلف الرجل بالله لا يزيد عليهن
ولا ينقص منهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن
صدق دخل الجنة
295

قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر أنس عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع القصة بطولها
عن مالك بن صعصعة وسمع بعض القصة عن أبي ذر
فالطرق الثلاث كلها صحاح
ذكر البيان بأن الصلوات الخمس أخذها
محمد عن جبريل صلوات الله عليهما
أخبرنا بن قتيبة أخبرنا يزيد بن موهب أخبرنا الليث
عن بن شهاب أنه كان قاعدا على باب عمر بن عبد العزيز
في إمارته على المدينة ومعه عروة فأخر عمر العصر شيئا فقال
له عروة أما إن جبريل نزل فصلى أمام رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال عمر اعلم ما تقول يا عروة فقال سمعت
بشير بن أبي مسعود يقول سمعت أبا كصابون مسعود يقول سمعت
296

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نزل جبريل فصلى
فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت مع ثم صليت معه ثم
صلت
معه فحسب بأصابعه خمس صلوات
297

أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من كتابه قال
حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا بن وهب قال أخبرني أسامة بن زيد
أن بن شهاب أخبره أن عمر بن عبد العزيز
كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا فقال عروة
بن الزبير أما إن جبريل قد أخبر محمدا صلى
الله عليه وسلم بوقت الصلاة فقال له عمر اعلم
ما تقول فقال عروة سمعت بشير بن أبي مسعود يقول
سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول نزل جبريل فأخبرني بوقت
الصلاة فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم
صليت معه ثم صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات
ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر حين تزول
الشمس وربما أخرها حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر
والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة فينصرف الرجل
من الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس ويصلي
المغرب حين تسقط الشمس ويصلي العشاء حين يسود الأفق
وربما أخره حتى يجتمع الناس وصلى الصبح مرة بغلس
وصلى مرة أخرى فأسفر بها ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس
حتى مات صلى الله عليه وسلم لم يعد إلى أن يسفر
298

ذكر عدد الصلوات المفروضات
على المرء في يومه وليلته
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك
عن بن شهاب أن عمر بن عبد العزيز أخر
الصلاة يوما في إمرته فدخل عليه عروة بن الزبير
فأخبره أن المغيرة بشعبة أخر الصلاة يوما وهو بالكوفة
فدخل عليه أبو مسعود الأنصاري فقال يا اني ما هذا
أليس قد علمت أن جبريل صلوات الله عليه نزل فصلى
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم صلى فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
299

قال بهذا أمرت قال اعلم ما تحدث يا عروة أو إن
جبريل أقام لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الصلاة
قال كذلك كان بشير بن أبي مسعود يحدث عن أبيه
قال عروة ولقد حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس في حجرتها قبل أن
تظهر
300

ذكر البيان بأن الله جل وعلا أجمل عدد
الركعات للصلوات في الكتاب وولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان
ذلك بقول وفعل
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الله بن
أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد
أنه قال لعبد الله بن عمر إنا نجد صلاة الحضر وصلاة
الخوف في القرآن ولا نجد صلاة السفر في القرآن فقال له
عبد الله يا بن أخي إن الله بعث إلينا محمدا صلى الله
عليه وسلم ولا نعلم شيئا فإنما نفعل كما رأيناه يفعل
301

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
الصلاة ركعة واحدة غير جائز
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن المثنى قال
حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني الأشعث بن
سليم عن الأسود بن هلال
عن ثعلب بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاص
بطبرستان فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة الخوف فقال حذيفة أنا قال فقام حذيفة فصف
الناس خلفه صفين صفا خلفه وصفا موازيا للعدو فصلى بالذين
302

خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك
فصلى بهم ركعة ولم يقضوا
303

باب
الوعيد على ترك الصلاة
أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا
سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس بين العبد وبين الكفر إلا ترك الصلاة
304

ذكر لفظة أوهمت غير المتبحر في صناعة
الحديث أن تارك الصلاة حتى خرج وقتها
كافر بالله جل وعلا
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو عمار
الحسين بن حريث حدثنا الفضل بموسى عن الحسين بن واقد عن
حكى عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر
305

ذكر الخبر الدال على أن تارك الصلاة
حتى خرج وقتها متعمدا لا يكفر به كفرا
يخرجه عن الملة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب وموسى بن عقبة
عن نافع قال
أخبر بن عمر بوجع امرأته في السفر فأخر المغرب فقيل
الصلاة فسكت وأخرها بعد ذهاب الشفق حتى ذهب ب هوى من
الليل ثم نزل فصلى المغرب والعشاء ثم قال هكذا كان
306

رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل إذا جد به السير
أو حزبه أمر
307

خبر ثان يدل على أن تارك الصلاة
متعمدا حتى خرج وقتها لا يكفر
باستعماله ذلك كفرا تبين امرأته به عنه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سعيد بن بحر
القراطيسي حدثنا شبابة بن سوار حدثنا ليث بن سعد عن عقيل
بن خالد عن الزهري
عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخر الظهر
حتى يدخل أول وقت العصر ثم يجمع بينهما
309

ذكر خبر ثالث يدل على أن من ترك
الصلاة متعمدا إلى أن يدخل وقت صلاة
أخرى لا يكفر به كفرا يوجب دفنه في
مقابر غير المسلمين لو مات قبل أن يصليها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا هشام بن عمار
حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
دخلنا على جابر بن عبد الله فقال أمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم بقبة من شعر فضربت له بنمرة فسار رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند
310

المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في الجاهلية فأجاز
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة
قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر
بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الواد فخطب الناس ثم
قال إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم
هذا في شهر كهذا في بلدكم هذا
ألا كل شئ من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء
الجاهلية موضوعة وأن أول دم أضع من دمائنا دم بن ربيعة
بن الحارث كان مسترضعا في بني ليث فقتلته هذيل فاتقوا
الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم
فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا
311

تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن
عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن
تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله التجارة تسألون عني فما أنتم
قائلون قالوا نشهد أن قد بلغت فأديت ونصحت فقال بإصبعه
السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم أشهد
312

ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى
العصر ولم يصلي بينهما شيئا
قال أبو حاتم لما جاز تقديم صلاة العصر عن وقتها
ولم يستحق فاعله أن يكون كافرا كان من آخر الصلاة عن وقتها
ثم أداها بعد وقتها أولى أن لا يكون كافرا
ذكر خبر رابع يدل على أن تارك الصلاة
متعمدا لا يكفر كفرا لا يرثه ورثته
المسلمون لو مات قبل أن يصليها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل
عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج
في غزوة تبوك فكان إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر
313

حتى للقصور يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا وإذا ارتحل بعد
زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار وكان إذا
ارتحل قبل المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء وإذا
ارتحل بعد المغرب عجل العشاء وصلاها مع المغرب
314

ذكر خبر خامس يدل على أن تارك الصلاة بعد أن وجب
عليه أداؤها وإن ذهب وقتها لا يكون كافرا كفرا يكون ماله به
فيئا للمسلمين
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن
فضيل عن يزيد بن جلس عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال عرسنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذات ليلة فلم نستيقظ حتى آذتنا الشمس فقال نبي
الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ كل رجل منكم راحلته ثم
يتنحى عن هذا المنزل ثم دعا بالماء فتوضأ فسجد سجدتين
ثم أقيمت الصلاة
316

قال أبو حاتم في تأخير النبي صلى الله عليه وسلم
الصلاة عن الوقت الذي أثبته إلى أن خرج من الوادي دليل
صحيح على أن تارك الصلاة إلى أن يخرج وقتها لا يكون كافرا
إذ لو كان كذلك لأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأداء الصلاة في وقت إنتباههم من منامهم ولم يأمرهم بالتنحي
عن المنزل الذي ناموا فيه والفرض السري لهم قد جاز وقته
ذكر خبر سادس يدل على أن تارك
الصلاة متعمدا من غير عذر لا يوجب
عليه ذلك إطلاق الكفر الذي يخرجه عن
ملة الإسلام به
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله عن سليما بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح
عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليس في النوم تفريط إنما التفريط على من لم يصل
317

الصلاة حتى يجئ وقت صلاة أخرى
قال أبو حاتم في إطلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم
318

التفريط على ملم يصل الصلاة حتى دخل وقت صلاة أخرى
بيان واضح أنه لم يكفر بفعله ذلك إذ لو كان
كذلك لم يطلق عليه
اسم التأخير والتقصير دون إطلاق الكفر
ذكر خبر سابع يدل على أن تارك الصلاة
من غير نسيان ولا نوم حتى يخرج وقتها
لا يكفر بذلك كفرا يكون ضد الإسلام
أخبرنا محمد بن إسحاق حدثنا محمد بن يحيى
الذهلي حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام عن الحسن
عن عمران بن حصين قال سرنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما كان من آخر الليل عرسنا فغلبتنا أعيننا
وما أيقظنا إلا حر الشمس فكان الرجل يقوم إلى وضوئه دهشا
فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوضؤوا ثم أمر
بلالا فأذن ثم صلوا ركعتي الفجر ثم أمره فأقام فصلى الفجر
فقالوا يا رسول الله فرطنا أفلا نعيدها لوقتها من الغد فقال
ينهاكم ربكم عن الربا ويقبله منكم إنما التفريط في اليقظة
319

ذكر خبر ثامن ينفي الريب عن الخلد بأن
تارك الصلاة متعمدا من غير نسيان
ولا نوم ولا وجود عذر حتى يخرج
وقتها لا يكون كافرا كفرا يؤدي حكمه إلى حكم غير المسلمين
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا يوسف بن موسى
القطان حدثنا مالك بن إسماعيل النهدي حدثنا جويرية بن أسماء عن
نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نادى
فيهم يوم انصرف عنهم الأحزاب ألا لا يصلين أحد الظهر إلا
320

في بني قريظة فأبطأ ناس فتخوفوا فوت وقت الصلاة فصلوا
وقال آخرون لا نصلي إلا حيث أمرنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وإن فات الوقت فما عنف رسول الله صلى الله
عليه وسلم واحدا من الفريقين
321

قال أبو حاتم لو كان تأخير المرء الولاء عن وقتها إلى أن
يدخل وقت الصلاة الأخرى يلزمه بذلك اسم الكفر لما أمر
المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته بالشئ الذي يكفرون
بفعله ولعنف فاعل ذلك فلما لم يعنف فاعله دل ذلك على أنه
لم يكفر كفرا يشبه الارتداد
322

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم
صناعة العلم أنه مضاد للأخبار
التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا يحيى بن عمرو بالفسطاط حدثنا إسحاق بن
إبراهيم بن العلاء الزبيدي حدثنا محمد بن حمير حدثنا الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن عمه
عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بكروا
بالصلاة في يوم الغيم فإنه من ترك الصلاة فقد كفر
323

قال أبو حاتم رضي الله عنه أطلق المصطفى صلى الله
عليه وسلم اسم الكفر على تارك الصلاة إذ ترك الصلاة أول
بداية الكفر لأن المرء إذا ترك الصلاة واعتاده ارتقى منه إلى
ترك غيرها من الفرائض وإذا اعتاد ترك الفرائض أداه ذلك إلى
الجحد فأطلق صلى الله عليه وسلم اسم النهاية التي هي آخر
شعب الكفر على البداية التي هي أول شعبها وهي ترك الصلاة
ذكر خبر تاسع يدل على صحة ما ذكرنا
أن العرب تطلق اسم المتوقع من الشئ
في النهاية على البداية
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي أخبرنا محمد بن عبيد حدثنا محمد بن عمرو عن
أبي سلمة
324

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال المراء في القرآن كفر
325

قال أبو حاتم إذا ماري المرء في القرآن أداه ذلك إن
لم يعصمه الله إلى أن يرتاب في الآي المتشابه منه وإذا ارتاب
في بعضه أداه ذلك إلى الجحد فأطلق صلى الله عليه وسلم
اسم الكفر الذي هو الجحد على بداية سببه الذي هو المراء
ذكر خبر عاشر يدل على صحة ما تأولنا
لهذه الأخبار بأن القصد فيها إطلاق
الاسم على بداية ما يتوقع نهايته قبل
بلوغ النهاية فيه
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق حدثنا يونس بن
عبد الأعلى حدثنا بشر بن بكر عن الأوزاعي حدثني إسماعيل بن
326

عبيد الله حدثتني كريمة بنت الحسحاس المزنية قالت
سمعت أبا هريرة وهو في بيت أم الدرداء يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث من الكفر بالله شق الجيب
والنياحة والطعن في النسب
327

ذكر البيان بأن العرب تطلق في لغتها اسم
الكافر على من أتى ببعض أجزاء
المعاصي التي يؤول متعقبها إلى الكفر
على حسب ما تأولنا هذه الأخبار قبل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا المقرئ حدثنا حياة بن شريح أخبرني جعفر بن ربيعة
أن عراك بن مالك أخبره أنه سمع
أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا ترغبوا عن آبائكم فإنه من رغب عن أبيه فقد
كفر
328

ذكر الزجر عن ترك المرء المحافظة
على الصلوات المفروضات
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
سلمة بن شبيب قال حدثنا المقرئ قال حدثني سعيد بن أبو أيوب
قال حدثني كعب بن علقمة عن عيسى بن هلال الصدفي
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه ذكر الصلاة يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا
وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له برهان
ولا نور ابنجاة وكان يوم القيامة مع قارون وهامان وفرعون
وأبي بن خلف
329

ذكر الزجر عن ترك مواظبة المرء
على الصلوات
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا
أبو خيثمة قال حدثنا
أبو عامر عن بن أبي ذئب عن الزهري عن أبي بكر
بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
عن نوفل بن معاوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من فاتته الصلاة فكأنما وتر أهله وماله
330

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
من فاتته الصلاة أراد به صلاة العصر
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الذي تفوته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله
331

ذكر الزجر عن ترك المرء صلا العصر
وهو عامد له
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
داود عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن
أبي المهاجر
عن بريدة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول بكروا بصلاة العصر يوم الغيم فإنه من ترك
صلاة العصر فقد حبط عمله
قال الشيخ وهم من الأوزاعي في صحيفته عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة فقال عن أبي المهاجر وإنما هو أبو المهلب عم أبي قلابة واسمه عمرو بن معاوية بن زيد الجرمي أشواطه
332

ذكر تضييع من قبلنا صلاة العصر حيث عرضت عليهم
أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي وأبو خليفة
قالا حدثنا علي بن المديني حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن
بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم الحضرمي
عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن أبي تميم الجيشاني
عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم العصر فلما انصرف قال إن هذه الصلاة
عرضت على من كان قبلكم فضيعوها وتركوها فمن صلاها
منكم كان له أجرها ضعفين ولا صلاة بعدها حتى يرى
الشاهد والشاهد النجم
333

باب
مواقيت الصلاة
ذكر وصف أوقات الصلوات
المفروضات
أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال حدثنا حسين بن علي بن حسين عن وهب بن
كيسان
عن جابر قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
حين زالت الشمس فقال قم يا محمد فصل الظهر فقام
فصلى الظهر ثم جاءه حين كان ظل كل شئ مثله فقال قم
فصل العصر ثم قام فصلى العصر ثم جاءه حين غابت الشمس
فقال قم فصل المغرب فقام فصلى المغرب ثم مكث حتى
ذهب الشفق فجاءه فقال قم فصل العشاء فقام فصلاها ثم
جاءه حين سطع الفجر بالصبح فقال قم يا محمد فصل فقام
فصل الصبح وجاءه من الغد حين صار ظل كل شئ مثله فقال
قم فصل الظهر فقام فصل الظهر ثم جاءه حين كان ظل كل
شئ مثليه فقال قم فصل العصر فقام فصلى العصر ثم
335

جاءه حين غابت الشمس وقتا واحدا لم يزل عنه فقال قم فصل
المغرب فقام فصل المغرب ثم جاءه العشاء حين ذهب ثلث
الليل فقال قم فصل العشاء فقام فصلى العشاء ثم جاءه
الصبح حين أسفر جدا فقال قم فصل الصبح فقام فصلى
الصبح فقال ما بين هذين وقت كله
336

ذكر
الإخبار عن أوائل الأوقات
وأواخرها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد
حدثنا همام حدثنا قتادة عن أبي أيوب
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال وقت الظهر إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل
كطوله ما لم يحضر العصر ووقت العصر ما لم تصفر الشمس
337

ووقت العشاء إلى شطر الليل أو نصف الليل ووقت الفجر
ما لم تطلع الشمس
ذكر
البيان بأن أداء المرء الصلوات
لميقاتها من أفضل الأعمال
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الحسن بن عبيد الله عن أبي عمرو
الشيباني
عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى الله
338

عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة لميقاتها ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
الصلاة لميقاتها أراد به في أول الوقت
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني من أصل كتابه قال
حدثنا محمد بن بشار قال حدثني عثمان بن عمر قال حدثنا مالك بن
مغول عن الوليد بن عيزار عن أبي عمرو الشيباني
عن عبد الله بن مسعود قال سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الصلاة في أول
وقتها
339

ذكر البيان بأن أداء المرء الصلوات
المفروضة لمواقيتها من أحب الأعمال
إلى الله جل وعلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن
أبي شيبة قال حدثنا عبد العزيز بن مسلم قال حدثنا أبو إسحاق عن
أبي الأحوص
عن عبد الله قال قلت يا رسول الله أي الأعمال أحب
إلى الله قال الصلوات لمواقيتها قلت ثم أي قال ثم بر
الوالدين قلت ثم أي قال ثم الجهاد ولو استزدته
لزادني
ذكر البيان بأن الصلاة لوقتها من أحب
الأعمال إلى الله جلا وعلا
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد
الطيالسي ومحمد بن كثير العبدي وحفص بن عمر الحوضي قالوا
حدثنا شعبة قال الوليد بن العيزار أخبرني قال سمعت أبا عمرو
الشيباني يقول
حدثنا صاحب هذه الدار وأومأ بيده إلى دار عبد الله بن
مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب
340

إلى الله قال الصلاة لوقتها قال ثم أي قال بر
الوالدين قال ثم أي قال الجهاد في سبيل الله قال
خصني بهن ولو استزدته لزادني
قال أبو حاتم أبو عمرو الشيباني كان من المخضرمين
341

والرجل إذا كان في الكفر ستون سنة
وفي الإسلام ستون سنة يدعى مخضرميا
ذكر البيان بأن الصلاة لوقتها من أفضل
الأعمال
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الوليد بن العيزار عن سعد بن
إياس أبي عمرو الشيباني
عن عبد الله بن مسعود قال سألت النبي صلى الله عليه
وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة لوقتها
342

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
لوقتها أراد به في أول وقتها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد
الهمداني والحسن بن سفيان قالوا حدثنا محمد بن بشار بندار حدثني
عثمان بن عمر بن فارس عن مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن
أبي عمرو الشيباني
عن بن مسعود قال قلت يا رسول الله أي الأعمال
أفضل قال الصلاة في أول وقتها
قال أبو حاتم الصلاة في أول وقتها تفرد به عثمان بن
عمر
ذكر الخبر الدال على استحباب أداء
الصلوات في أوائل الأوقات
أخبرنا أ أبو خليفة حدثنا إبراهيم
بن بشار الرمادي حدثنا
سفيان عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر
عن خباب قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه
343

وسلم حر الرمضاء فلم يشكنا قال أبو حاتم أبو معمر اسمه عبد الله بن سخبرة
344

ذكر الأمر للمرء أن يصلي الصلاة لوقتها
إذا أخرها إمامه عن وقتها ثم يصلي معه
سبحة له
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني حسان بن
عطية عن عبد الرحمن بن سابط عن عمرو بن ميمون الأودي قال
قدم علينا معاذ بن جبل اليمن بعثه رسول الله صلى
الله عليه وسلم إلينا فسمعت تكبيره مع الفجر رجل أجش
الصوت فألقيت عليه محبتي فما فارقته حتى دفنته بالشام
ثم نظرت إلى أفقه الناس بعده فأتيت
بن مسعود فلزمته حتى مات فقال لي قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذ أمر عليكم أمراء
يصلون الصلاة لغير ميقاتها قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك
يا رسول الله قال صل الصلاة لميقاتها واجعل صلاتك
معهم سبحة
345

قال أبو حاتم في قوله صلى الله عليه وسلم واجعل
صلاتك معهم سبحة أعظم الدليل على إجازة صلاة التطوع
للمأموم خلف الذي يؤدي الفرض ضد قول من أمر بضده وفيه
دليل على إجازة صلاة التطوع جماعة
ذكر ما يجب على المرء عند تأخير
الأمراء الصلاة عن أوقاتها
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن أيوب عن
أبي العالية البراء عن عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها قال
كيف أفعل قال صل الصلاة لوقتها فإذا أدركتهم لم يصلوا
فصل معهم ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي
346

ذكر الإخبار بإدراك الصلاة
للمدرك ركعة منها
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي
عن مالك عن بن شهاب عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة
348

ذكر البيان بأن من أدرك ركعة من الصلاة
لم تفته صلاته
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا أبو عامر عن
زهير بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبي صالح وبسر بن سعيد
وعبد الرحمن الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من صلى من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس لم تفته
الصلاة ومن صلى من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس
لم تفته الصلاة
350

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة
العلم أن المدرك ركعة من صلاته يكون
مدركا لها كلها
أخبرنا محمد بن عمرو بن عباد ببست حدثنا أبو سعيد
الأشج حدثنا بن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة كلها
351

ذكر البيان بأن المدرك ركعة من الصلاة
عليه إتمام الباقي من صلاته دون أن
يكون مدركا لكلية صلاته بإدراك بعضها
أخبرنا تثبت ببيروت حدثنا محمد بن غالب
الأنطاكي حدثنا غصن بن إسماعيل حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن
الزهري ومكحول عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أدرك من صلاة ركعة فقد أدركها وليتم ما بقي
ذكر الخبر الدال على أن الطرق المروية
في خبر الزهري من أدرك من الجمعة
ركعة كلها معللة ليس يصح منها شئ
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا أبو كامل
الجحدري حدثنا حماد بن زيد عن مالك بن أنس عن الزهري عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
352

قال من أدرك من صلاة ركعة فقد أدرك
قالوا من هنقيل ومن أدرك من الجمعة ركعة صلى إليها
أخرى
353

ذكر الأمر بالصلاة للنائم إذا استيقظ
عند استيقاظه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري قال جاءت امرأة إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن زوجي صفوان بن
المعطل يضربني إذا صليت ويفطرني إذا صمت ولا يصلي
صلاة الفجر حتى تطلع الشمس قال وصفوان عنده فسأله
عما قالت فقال يا رسول الله أما قولها يضربني إذا صليت
فإنها تقرأ بسورتي وقد نهيتها عنها فقال النبي صلى الله عليه
وسلم لو كانت سورة واحدة لكفت الناس قال وأما قولها
يفطرني إذا صمت فإنها تنطلق فتصوم وأنا رجل شاب ولا أصبر
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ لا تصوم امرأة إلا
354

بإذن زوجها قال وأما قولها لا أصلي حتى تطلع الشمس
فإنا أهل بيت لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس فقال صلى الله عليه
وسلم فإذا استيقظت فصل
ذكر لفظة تعلق بها من جهل صناعة
الحديث وزعم أن الإسفار بالفجر أفضل
من التغليس
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن بن عجلان عن عاصم بن عمر بن
قتادة عن محمود بن لبيد
عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أصبحوا بالصبح فإنكم كلما أصبحتم بالصبح كان أعظم
355

لأجوركم أو لأجرها
قال أبو حاتم أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم
بالإسفار لصلاة الصبح لأن العلة في هذا الأمر مضمرة وذلك
أن المصطفى صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يغلسون
356

بصلاة الصبح والليالي المقمرة إذا قصد المرء التغليس بصلاة
الفجر صبيحتها ربما كان أداء صلاته صارت فأمر صلى الله
عليه وسلم بالإسفار بمقدار ما يتيقن أن الفجر قد طلع وقال
إنكم كلما أصبحتم يريد به تيقنتم بطلوع الفجر كان أعظم
لأجوركم من أن تؤدوا الصلاة بالشك
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا سريج بن
يونس حدثنا يزيد بن هارون ومحمد بن يزيد عن بن إسحاق عن عاصم
بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد
عن رافع بن خديج قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أسفروا بالفجر فإنه أعظم للأجر
357

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة
العلم أن الإسفار بصلاة الصبح أفضل
من التغليس فيه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا
بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن محمد بن عجلان عن
عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود بن لبيد
عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال أسفروا بصلاة الصبح فإنه أعظم للأجر أو قال أعظم
لأجوركم
قال أبو حاتم رضي الله عنه أراد النبي صلى الله عليه
358

وسلم بقوله أسفروا في الليالي المقمرة التي لا يتبين فيها
وضوح طلوع الفجر لئلا يؤدي المرء صلاة الصبح إلا بعد
التيقن بالإسفار بطلوع الفجر فإن الصلاة إذا أديت كما وصفنا
كان أعظم للأجر من أن تصلى على غير يقين من طلوع
الفجر
ذكر الوقت الذي أسفر المصطفى صلى
الله عليه وسلم بصلاة الصبح فيه
أخبر أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا يعقوب بن
إبراهيم الدورقي حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا سفيان الثوري عن
علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة
359

عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل
فسأله عن وقت الصلاة فقال صل معنا هذين الوقتين فلما
زالت الشمس صلى الظهر ثم صلى العصر والشمس مرتفعة
بيضاء حية وصلى المغرب حين غابت الشمس وصلى العشاء
حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس فلما كان من الغد أمر
بلالا فأبرد بالظهر فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر والشمس
حية أخرها فوق الذي كان أول مرة وأمره فأقام المغرب قبل
مغيب الشفق وأمره فأقام العشاء بعدما ذهب ثلث الليل وأمره
فأقام الفجر فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة
قال أنا يا رسول الله قال وقت صلاتكم بين ما رأيتم
360

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
وقت صلاتكم بين ما رأيتم أراد به
صلاته بالأمس واليوم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا سعيد بن يحيى الأموي حدثني
أبي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم الصبح فغلس بها ثم صلى الغداة فأسفر بها ثم
قال أين السائل عن وقت صلاة الغداة فيما بين صلاتي أمس
واليوم
361

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يسفر
بصلاة الغداة قط إلا هذه المرة حيث سأله السائل عن
أوقات الصلوات فأراد إعلامه وحين أمه جبريل في
ابتداء فرض الصلاة وما عدا هذين الوقتين كانت
صلاته بالتغليس إلى أن قبضه الله إلى جنته صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا بن خزيمة حدثنا الربيع بن سليمان أخبرنا
بن وهب أخبرني أسامة بن زيد
أن بن شهاب أخبره أن عمر بن عبد العزيز
كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا فقال عروة بن
الزبير أما علمت أن جبريل قد أخبر محمدا صلى
الله عليه وسلم بوقت الصلاة فقال له عمر أعلم
ما تقول يا عروة فقال عروة سمعت بشير بن أبي مسعود
يقول سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة
فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم
صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات ورأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر حين تزول الشمس
وربما أخرها حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر والشمس
مرتفعة بيضاء قبل أن تدخلها الصفرة فينصرف الرجل من
الصلاة فيأتي ذا الحليفة قبل غروب الشمس ويصلي المغرب
حين تسقط الشمس ويصلي العشاء حين يسود الأفق وربما
362

أخرها حتى يجتمع الناس وصلى الصبح بغلس ثم صلى مرة
أخرى فأسفر بها ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس حتى مات
صلى الله عليه وسلم لم يعد إلى أن يسفر
ذكر العلة التي من أجلها أسفر صلى الله
عليه وسلم بصلاة الغداة المرة الواحدة
التي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا سعيد بن يحيى الأموي
قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فغلس بها ثم صلى الغد فأسفر بها ثم قال صلى
الله عليه وسلم أين السائل عن وقت صلاة الغداة فيما بين
صلاتي أمس واليوم
ذكر السبب الذي من أجله أسفر بصلاة
الغداة في أول هذه الأمة أول ما أسفر بها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني نهيك بن يريم
363

عن مغيث بن سمي قال صلى بنا عبد الله بن الزبير
الغداة فغلس فالتفت إلى بن عمر فقلت ما هذه الصلاة قال
هذه صلاتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبي بكر وعمر رضوان الله عليهما فلما قتل عمر أسفر
بها عثمان رضوان الله عليه
ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى
الله عليه وسلم كان يغلس بصلاة الصبح
أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا
364

الوليد بن شجاع قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال حدثنا سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة
عن أنس بن مالك قال أتي نبي الله صلى الله عليه
وسلم وزيد بن ثابت بسحور فلما فرغ نبي الله صلى الله
عليه وسلم من سحوره قام إلى صلاة الصبح قلنا لأنس بن
مالك كم كان بين فراغه من سحوره وحين دخل في صلاته
قال قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية
ذكر وصف صلاة الغداة التي كان
المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي
بأمته
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة
365

عن عائشة قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعا ت بمروطهن
ما يعرفن من الغلس
ذكر وصف صلاة الغداة التي كان يصليها
المصطفى صلى الله عليه وسلم بأمته
أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرئ بواسط قال حدثنا
محمد بن خالد بن عبد الله قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري
عن عروة
عن عائشة أنها قالت قد كن نساء من المؤمنات يصلين
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم متلفعات بمروطهن في
366

صلاة الفجر ثم يرجعن إلى بيوتهن ما يعرفن من الغلس
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي قال
367

حدثنا الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا
محمد بن عمرو قال حدثنا الزهري عن عروة
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي صلاة الصبح ثم تخرج نساء المؤمنين بمروطهن
لا يعرفن من الغلس
ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما أومأنا إليه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
يحيى بن سعيد عن عمرة
عن عائشة قالت إن كان النبي صلى الله عليه وسلم
ليصلي الصبح فينصرف النساء متلفعات بمروطهن ما يعرفن من
الغلس
368

ذكر الوقت الذي يستحب فيه أداء صلاة
الأولى
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج فصلى الظهر حين زاغت الشمس
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال حدثنا إسماعيل بن علية عن عوف قال حدثني أبو المنهال قال
انطلق أبي وانطلقت معه
فدخلنا على أبي برزة فقال له أبي حدثنا كيف كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة قال كان
369

يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس
ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة
قال ونسيت ما قال في المغرب قال وكان يستحب أن يؤخر
العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث
بعدها وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه
وكان يقرأ بالستين إلى المئة
370

أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي قال حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
371

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن الحر من فيح جهنم فأبردوا بالصلاة
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
372

أحمد بن حنبل قال حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق عن شريك عن
بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم
عن المغيرة بن شعبة قال كنا نصلي مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر بالهاجرة وقال لنا أبردوا
بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم
ذكر البيان بأن الإبراد بالصلاة في الحر
إنما أمر بذلك عند اشتداده
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن سعيد بن المسيب
373

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم
ذكر الأمر بالإبراد بالصلاة في شدة الحر
في البلدان الحارة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
وأبي سلمة
374

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح
جهنم
ذكر البيان بأن الأمر بالإبراد بالصلاة في
شدة الحر أريد به صلاة الظهر دون
غيرها
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا إسحاق بن يوسف قال حدثنا شريك عن
بيان عن قيس بن حازم
375

عن المغيرة بن شعبة قال كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالهاجرة فقال أبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من
فيح جهنم
قال أبو حاتم رضي الله عنه تفرد به إسحاق الأزرق
ذكر البيان بأن الحر كلما اشتد يجب أن
يبرد بالظهر أكثر
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شعبة قال حدثني أبو الحسن قال
سمعت زيد بن وهب يقول
إنه سمع أبا ذر يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن بالظهر فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم أبرد ثم أراد أن يؤذن فقال له
أبرد مرتين أو ثلاثا حتى رأينا في التلول وقال إن شدة
الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة
376

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو الحسن عبيد بن الحسن
مهاجر كوفي
ذكر العلة التي من أجلها أمر بالإبراد
بالظهر في شدة الحر
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
377

أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى أسود بن سفيان عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا كان الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح
جهنم وذكر أن النار اشتكت إلى ربها فأذن لها بنفسين نفس
في الشتاء ونفس في الصيف
ذكر الوقت الذي يستحب فيه
أداء صلاة الجمعة للمسلم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي قال حدثني إياس بن سلمة بن
الأكوع
عن أبيه قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم
يوم الجمعة وليس للحيطان فئ يستظل به
378

ذكر البيان بأن الوقت الذي ذكرناه للجمعة
كان ذلك بعد زوال الشمس لا قبل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي
قال سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع
يحدث عن أبيه قال كنا نجمع مع النبي صلى الله
عليه وسلم إذا زالت الشمس ثم نرجع نتتبع الفئ
379

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجند بمكة
حدثنا الحسن بن علي الحلواني حدثنا يحيى بن آدم حدثنا الحسن بن
عياش حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه
وسلم الجمعة ثم نرجع فنريح نواضحنا فقلت أية ساعة تلك
قال زوال الشمس
ذكر استحباب التعجيل بصلاة العصر أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري حدثنا أيوب بن سليمان بن بلال قال حدثني
أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن عمرو بن يحيى
المازني عن خلاد بن خلاد الأنصاري قال صلينا مع عمر بن عبد العزيز
يوما
ثم دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه قائما يصلي فلما
انصرف قلنا يا أبا حمزة أي صلاة صليت قال العصر فقلنا
380

إنما انصرفنا الآن من الظهر صليناها مع عمر بن عبد العزيز فقال
أنس إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
هكذا فلا أتركها أبدا
ذكر الخبر المدحض قول من أحب
تأخير العصر وكره التعجيل بها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي حدثني أبو النجاشي قال
سمعت رافع بن خديج يقول كنا نصلي العصر مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم تنحر الجزور فتقسم عشر قسم
ثم تطبخ فنأكل لحما نضيجا قبل أن تغرب الشمس وكنا نصلي
381

المغرب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فينصرف أحدنا وإنه لينظر إلى موقع نبله
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال أخبرنا
بن يحيى قال حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن
382

أبي حبيب أن موسى بن سعد الأنصاري حدثه عن حفص بن
عبيد الله
عن أنس بن مالك قال صلى بنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم العصر فلما انصرف أتاه رجل من بني سلمة
فقال يا رسول الله إنا نريد أن ننحر جزورا لنا ونحن نحب أن
تحضره قال نعم فانطلق وانطلقنا معه فوجدنا الجزور
لم ينحر فنحرت ثم قطعت ثم طبخ منها ثم أكلنا قبل أن تغيب
الشمس
ذكر الوقت الذي يستحب أداء المرء
فيه صلاة العصر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن أبي بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف قال
383

سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يقول صلينا
مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن
مالك فوجدناه يصلي العصر فقلت يا عم ما هذه الصلاة التي
صليت قال العصر قلت وهذه صلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال هذه صلاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم التي كنا نصلي معه
قال أبو حاتم رضي الله عنه قد روى عمرو بن يحيى
المازني عن خالد بن خلاد رجل من بني النجار - قال:
صليت الظهر مع عمر بن عبد العزيز ثم دخلت على أنس بن
مالك فوجدته يصلي العصر فلما انصرف قلت أي صلاة
صليت قال العصر فقلت إنما انصرفنا الآن مع عمر بن
384

عبد العزيز من الظهر قال إني رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي هكذا فلا أتركها أبدا
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي قال حدثنا بن أبي ذئب عن
ابن شهاب
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يصلي العصر والشمس بيضاء حية ثم يذهب
الذاهب إلى العوالي فيأتيها والشمس مرتفعه
385

ذكر البيان بأن قوله " والشمس مرتفعة "
أراد به بعد أن يأتي العوالي
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثني
الليث عن بن شهاب
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي
العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب إلى العوالي فيأتي
386

العوالي والشمس مرتفعة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
صلاة العصر يجب أن يعصر بها
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يصلي صلاة العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب
إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعة
ذكر وصف ارتفاع الشمس في الوقت
الذي كان يصلي فيه صلى الله عليه وسلم
صلاة العصر
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة
أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
387

كان يصلي العصر والشمس في حجرتها لم يظهر الفئ في
حجرتها
ذكر ما يستحب للمرء أن يعجل في أداء
صلاة العصر ولا يؤخرها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثني الليث عن بن شهاب
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
388

وسلم كان يصلي العصر والشمس مرتفعة حية فيذهب الذاهب
إلى العوالي فيأتي العوالي والشمس مرتفعة
ذكر الوقت الذي يستحب فيه أداء المرء
صلاة المغرب
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن يزيد بن
أبي عبيد
عن سلمة بن الأكوع قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي المغرب إذا غربت الشمس وتوارت
بالحجاب
389

ذكر الخبر الدال على أن المغرب ليس له
وقت واحد
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار
عن جابر بن عبد الله أن معاذ بن جبل كان يصلي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ثم يرجع إلى
قومه فيؤمهم
390

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
المغرب له وقت واحد دون الوقتين
المعلومين
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا إسحاق الأزرق حدثنا الثوري عن
علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة
عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل
فسأله عن وقت الصلاة فقال صل معنا هذين الوقتين فلما
زالت الشمس صلى الظهر قال وصلى العصر والشمس مرتفعة
بيضاء حية وصلى المغرب حين غابت الشمس وصلى العشاء
حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس قال فلما كان من الغد
أمر بلالا فأذن للظهر فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر
والشمس حية أخرها فوق الذي كان أول مرة وأمره فأقام للمغرب
قبل مغيب الشفق وأمره فأقام العشاء بعدما ذهب ثلث الليل وأمره
فأقام الفجر فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة
391

قال أنا يا رسول الله قال وقت صلاتكم بين ما رأيتم
ذكر ما يستحب للمرء أن يؤخر صلاة
العشاء الآخرة إلى غيبوبة بياض الشفق
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن حبيب بن سالم
عن النعمان بن بشير قال أنا أعلم الناس بوقت هذه
الصلاة يعني العشاء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصليها لسقوط القمر لثالثة
392

ذكر الوقت الذي يستحب للمرء أن يكون
أداء صلاة العشاء به
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك
عن جابر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
394

يؤخر العشاء الآخرة
ذكر العلة التي من أجلها كان صلى الله
عليه وسلم يؤخر العشاء
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا علي بن
المديني قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا شعبة قال حدثني
سعد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو بن حسن قال
سألنا جابر بن عبد الله عن صلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال كان يصلي الظهر حين تزول الشمس والعصر
والشمس حية والمغرب حين تغيب الشمس والعشاء ربما
عجلها وربما أخرها وكان الناس إذا جاؤوا عجلها وإذا
395

لم يجيئوا أخرها وكانوا يصلون الصبح بغلس
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم
تأخير صلاة العشاء إلى شطر الليل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن
خازم حدثنا داود بن أبي هند عن أبي نضرة
396

عن جابر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
على أصحابه ذات ليلة وهم ينتظرون العشاء فقال صلى الناس
ورقدوا التجارة تنتظرونها أما إنكم في صلاة ما انتظرتموها ثم
قال لولا ضعف الضعيف أو كبر الكبير لأخرت هذه الصلاة
إلى شطر الليل
ذكر الإباحة للمرء تأخير العشاء الآخرة
إذا لم يخف ضعف الضعيف وكان ذلك
برضا المأمومين أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن
صالح قال حدثنا الوليد قال حدثنا شيبان عن عاصم بن
أبي النجود عن زر بن حبيش
عن بن مسعود قال أخر رسول الله صلى الله عليه
397

وسلم صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد والناس ينتظرون
الصلاة فقال أما إنه ليس من أهل الأديان أحد يذكر الله هذه
الساعة غيركم ثم نزلت عليه ليسوا سواء من أهل الكتاب
أمة قائمة يتلون آيات الله إلى يسجدون
398

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء تأخير
صلاة العشاء إلى بعض الليل ما لم يشقق
ذلك على المأمومين
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر
قال حدثنا سعيد المقبري
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء ولأخرت
العشاء إلى ثلث الليل أو شطر الليل
ذكر إباحة تأخير المرء صلاة العشاء
الآخرة عن أول وقتها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
399

علي قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا بن جريج قال قلت لعطاء
أي حين أحب إليك أن أصلي العتمة إما إماما أو خلوا فقال
سمعت بن عباس يقول أعتم رسول الله صلى الله
عليه وسلم العتمة حين رقد الناس واستيقظوا ورقدوا
واستيقظوا فقال عمر الصلاة فخرج رسول الله صلى الله
عليه وسلم حتى كأني أنظر إليه الآن يقطر رأسه ماء واضعا
يديه على رأسه فقال لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا
هكذا
ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا
بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن
عطاء بن أبي رباح
عن بن عباس قال أعتم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات ليلة بالعشاء فجاء عمر بن الخطاب فقال
يا رسول الله الصلاة فقد رقد النساء والولدان فخرج رسول
الله صلى الله عليه وسلم ورأسه يقطر ماء وهو يقول لولا
400

أن أشق على المؤمنين لأمرتهم أن يصلوا هذه الصلاة
ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل كان
من المصطفى صلى الله عليه وسلم
غير مرة
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الجبار قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك
عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يؤخر العشاء الآخرة
401

ذكر خبر قد تعلق به بعض من لم يحكم صناعة الحديث
فزعم أن تأخير المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة
العشاء كان ذلك في أول الإسلام
أخبرنا بن قتيبة اللخمي بعسقلان قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال
أخبرني عروة
أن عائشة قالت أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة من الليالي بصلاة العشاء وهي التي تدعى العتمة فلم يخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قال عمر بن الخطاب:
نام النساء والصبيان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال لأهل المسجد حين خرج عليهم ما ينتظرها أحد من
أهل الأرض غيركم وذلك قبل أن يفشوا الإسلام في الناس
قال بن شهاب وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال وما كان لكم أن تبدروا رسول الله صلى الله
402

عليه وسلم على الصلاة وذلك حين صاح عمر بن الخطاب
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم
أراد به من أهل الأديان غيركم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن منصور بن المعتمر عن الحكم بن
عتيبة عن نافع
عن بن عمر قال مكثنا ذات ليلة ننتظر رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعشاء الآخرة فخرج علينا حين ذهب
ثلث الليل أو بعده فقال حين خرج إنكم تنتظرون صلاة
ما ينتظرها أهل دين غيركم ولولا أن تثقل على أمتي لصليت
403

بهم هذه الصلاة هذه الساعة قال ثم أمر المؤذن فأقام ثم
صلى
ذكر الخبر الدال على أن تلك الصلاة
التي ذكرناها قد أخرها صلى الله عليه
وسلم بعد تلك المدة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
أنهم قالوا لأنس بن مالك هل كان لرسول الله صلى
الله عليه وسلم خاتم فقال أخر رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة العشاء ذات ليلة حتى ذهب شطر الليل ثم جاء
فقال إن الناس قد صلوا وإنكم لن تزالوا في الصلاة
404

ما انتظرتم الصلاة قال أنس فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه من
فضة قال ورفع أنس يده اليسرى
ذكر الوقت الذي كان يستحب
المصطفى صلى الله عليه وسلم تأخير
صلاة العشاء الآخرة إليه
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار
قال حدثني يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري
405

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشا إلى ثلث
الليل
ذكر العلة التي من أجلها كان لا يؤخر
المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة
العشاء على دائم الأوقات
أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن بشار
قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني
سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لولا أن أشق على أمتي لأخرت العشاء إلى ثلث الليل
أو شطر الليل
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
" شطر الليل " أراد نصفه
أخبرنا القطان بالرقة حدثنا محمد بن عبد الله بن سابور
الرومي حدثنا داود بن عبد الرحمن العطار حدثنا عبيد الله بن عمر
العمري عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
406

لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء ولأخرت
العشاء إلى ثلث الليل أو نصف الليل
ذكر الزجر عن أن تسمى صلاة العشا
الآخرة العتمة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد
الباهلي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني
بن أبي لبيد عن أبي سلمة
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا تغلبنكم العراب على اسم صلاتكم العشاء يسمونها العتمة
لإعتام الإبل
407

4 - فصل
في الأوقات المنهي عنها
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من
ترك إنشاء الصلاة النافلة في أوقات
معلومة
أخبرنا محمد بن أحمد الشطوي ببغداد قال حدثنا
أبو سلمة يحيى بن المغيرة المخزومي قال حدثنا بن أبي فديك عن
الضحاك بن عثمان عن المقبري
عن أبي هريرة قال سأل صفوان بن المعطل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله إني سائلك عن أمر
أنت به عالم وأنا به جاهل قال ما هو قال هل من ساعات
الليل والنهار ساعة تكره فيها الصلاة قال نعم إذا صليت
الصبح فدع الصلاة حتى تطلع الشمس لقرن الشيطان ثم صل
409

والصلاة متقبلة حتى تستوي الشمس على رأسك كالرمح فإذا كانت على رأسك كالرمح فإذا
كانت على رأسك كالرمح فدع الصلاة فإنها الساعة التي تسجر
فيها جهنم ويغم فيها زواياها حتى تزيغ فإذا زاغت فالصلاة
محضورة متقبلة حتى تصلي العصر ثم دع الصلاة حتى تغرب
الشمس
410

ذكر البيان بأن المرء قد زجر عن الصلاة
في وقتين معلومين إلا بمكة
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
أحمد بن أبي بكر قال حدثنا مالك عن محمد بن يحيى بن حبان
عن الأعرج
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وعن الصلاة بعد
الصبح حتى تطلع الشمس
411

أخبرنا الفضل بن الحباب قال القعنبي عن
مالك عن محمد بن حبان عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس وعن الصلاة بعد
الصبح حتى تطلع الشمس
ذكر العلة التي من أجلها نهى عن الصلاة
في هذين الوقتين
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
طلع حاجب الشمس فلا تصلوا حتى يبرز ثم صلوا فإذا غاب
حاجب الشمس فلا تصلوا حتى
تغرب ثم صلوا ولا تحينوا
بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها وإنها تطلبين قرني
شيطان
412

ذكر البيان بأن هذا العدد المحصور في
خبر أبي هريرة لم يرد به النفي
عما وراءه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سعد بن يزيد
الفراء قال حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه
عن عقبة بن عامر قال ثلاث ساعات كان ينهانا عنهن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن وأن نقبر
فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم
قائم الظهيرة حتى تميل الشمس وحين تصوب الشمس
لغروبها
413

ذكر الخبر الدال على أن النهي عن
الصلاة في هذه الأوقات لم يرد كل
الأوقات المذكورة في الخطاب
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان وشعبة عن منصور
عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع
عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس
414

مرتفعة ذكر الخبر الدال على أن النهي عن
الصلاة في الأوقات التي ذ ذكرناها إنما
أريد بها بعض تلك الأوقات لا الكل
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع
415

عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يتحرى أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس
ولا عند غروبها
ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد العصر والفجر
أراد به بعد صلاة العصر وبعد صلاة الفجر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا منصور بن
416

أبي مزاحم قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن معاذ
التيمي
عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال صلاتان لا صلاة بعدهما صلاة العصر حتى
تغرب الشمس وصلاة الصبح حتى تطلع الشمس
417

ذكر العلة التي من أجلها نهى عن الصلاة
في هذين الوقتين
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب عن عياض بن عبد الله
القرشي عن سعيد بن أبي سعيد
عن أبي هريرة أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله أي ساعا ت الليل والنهار ساعة
تأمرني أن لا أصلي فيها فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا صليت الصبح فأقصر عن الصلاة حتى ترتفع
الشمس فإنها تطلع بين قرني الشيطان ثم الصلاة مشهودة
محضورة متقبلة حتى ينتصف النهار فإذا انتصف النهار فأقصر عن الصلاة حتى تميل الشمس فإن حينئذ تسعر جهنم وشدة
الحر من فيح جهنم فإذا زالت الشمس فالصلاة محضورة
مشهودة متقبلة حتى تصلي العصر فإذا صليت العصر فأقصر عن
الصلاة حتى تغيب الشمس فإنها تغيب بين قرني الشيطان ثم
الصلاة مشهودة محضورة متقبلة حتى تصلي الصبح
418

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به أبو هريرة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سعد بن يزيد
الفراء أبو الحسن قال حدثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه
عن عقبة بن عامر قال ثلاث ساعات كان ينهانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن نصلي فيهن أو نقبر فيهن موتانا حين
تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم الظهيرة حتى
تميل الشمس وحين تصوب الشمس لغروبها
419

ذكر الخبر الدال على أن هذا الزجر أطلق
بلفظة عام مرادها خاص
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن
بجير قالا حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن
أبي الزبير عن عبد الله بن باباه عن جبير بن مطعم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال يا بني عبد المطلب إن كان إليكم من الأمر شئ فلا أعرفن
أحدا منهم أن يمنع من يصلي عند البيت أي ساعة شاء من ليل
أو نهار
420

أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث
أن أبا الزبير حدثه عن بن باباه
أنه سمع جبير بن مطعم يقول سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحدا طاف
بهذا البيت وصلى أي ساعة شاء من ليل أو نهار
أخبرنا أبو يعلى بالموصل قال حدثنا هارون بن
معروف وأبو خيثمة قالا حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن عبد الله بن
باباه عن جبير بن مطعم يذكر عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال يا بني عبد مناف لا تمنعن أحدا طاف بهذا البيت
وصلى أي ساعة شاء من ليل ونهار
421

ذكر الخبر الدال على أن المرء لم يزجر
عن الصلاة عند طلوع الشمس وعند
غروبها كل الصلوات
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن
هشام البزار وعبد الواحد بن الصالح قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من
نسي صلاة فليصليها إذا ذكرها
422

ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة في هذه
الأوقات التي ذكرناها لم يرد به الفريضة
أخبرنا الحسين بن إسحاق أسمع بالكرج قال حدثنا
أحمد بن الفرات بن مسعود قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن
قتادة
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال من نسي صلاة أو نام عنها فليصليها إذا ذكرها
ذكر خبر ينفي الريب عن القلوب بأن
الزجر عن الصلاة بعد الصبح وبعد
العصر لم يرد به الفرائض والفوائت
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
423

أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار وعن
بسر بن سعيد وعن الأعرج يحدثونه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أدرك ركعة من الصبح قبل طلوع الشمس فقد أدرك
الصلاة ومن أدرك ركعة من العصر قبل غروب الشمس فقد
أدرك الصلاة
ذكر البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد
العصر لم يرد به كل التطوع
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
424

علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم
عن الأسود
عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إنها ستكون أمراء يسيئون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى
فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته
معهم سبحة
425

ذكر
خبر ثان على أن الزجر
عن الصلاة بعد العصر لم يرد به
صلاة التطوع كلها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة
عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال بين كل أذانين صلاة لمن شاء بين كل أذانين صلاة لمن
شاء وكان بن بريدة يصلي قبل المغرب ركعتين
426

أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا
أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا سعيد
الجريري عن عبد الله بن بريدة
عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله
427

عليه وسلم بين كل أذانين صلاة لمن شاء
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
المعتمر بن سليمان حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة
عن عبد الله بن المغفل قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم بين كل أذانين صلاة لمن شاء ثلاث مرات
428

ذكر خبر ثالث يصرح بأن الزجر عن
الصلاة بعد العصر أريد به بعض ذلك
البعد لا الكل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب
الدورقي قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن
وهب بن الأجدع
عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لا يصلى بعد العصر إلا أن تكون الشمس
مرتفعة
ذكر
البيان بأن الزجر عن الصلاة بعد
الغداة لم يرد به جميع الصلوات
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ووصيف بن عبد الله
الحافظ بأنطاكية قالا حدثنا الربيع بن سليمان قال حدثنا أسد بن
موسى قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن
أبيه
429

عن جده قيس بن قهد أنه صلى
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح ولم يكن ركع ركعتي الفجر فلما سلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يركع ركعتي الفجر
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فلم فقلنا ذلك
عليه
430

ذكر خبر ثان يصرح بأن الزجر عن
الصلاة بعد صلاة الغداة لم يرد به كل
الصلوات في جميع الأوقات
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسلم بن
إبراهيم قال حدثنا شعبة قال حدثنا يعلى بن عطاء عن جابر بن
يزيد بن الأسود
431

عن أبيه قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم
صلاة فلما قضى صلاته إذا هو برجلين في مؤخر الناس فأمر
فجئ بهما ترتعد فرائصهما فقال لهما ما حملكما على أن
لا تصليا معنا قالا يا نبي الله صلينا في رحالنا ثم أقبلنا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا صليتما في رحالكما
ثم أدركتما الصلاة فصليا فإنها لكما نافلة
432

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذه الصلاة لم تكن صلاة الصبح
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن ا
لصباح الدولابي قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن
جابر بن يزيد بن الأسود العامري
عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف من
منى فلما قضى صلاته إذا رجلان في آخر الناس لم يصليا فأتي
بهما ترتعد فرائصهما فقال لهما ما حملكما على أن لا تصليا معنا قالا
يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا صليتما
في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكما
نافلة
قال الشيخ قوله فلا تفعلا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر
مستأنف
ذكر الخبر المفسر للأخبار التي تقدم
ذكرنا لها بأن الزجر عن الصلاة في هذه
الأوقات إنما زجر عن بعضها دون بعض
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
نافع
434

عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يتحر أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس ولا عند
غروبها
ذكر خبر ثايفسر الأخبار المجملة
التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بندار
قال حدثنا يحيى قال حدثنا هشام بن عروة قال حدثني أبي
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا برز حاجب الشمس فامسكوا عن الصلاة حتى يستوي فإذا
غاب حاجب الشمس فأمسكوا عن الصلاة حتى تغيب
435

ذكر خبر فيه كالدليل على صحة
ما ذهبنا إليه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن المقدام بن شريح عن
أبيه قال
سألت عائشة عن الصلاة بعد العصر فقالت صل إنما
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة إذا طلعت
الشمس
ذكر العلة التي من أجلها زجر عن صلاة
التطوع في هذين الوقتين
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي بن بحر قال حدثنا يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة قال
أخبرني أبي
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
436

وسلم تحروا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها
تغرب بين قرني الشيطان
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه يضاد
الأخبار التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود ومسروق قالا
نشهد على عائشة أنها قالت مامن يوم يأتي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا صلى بعد العصر
ركعتين
437

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
أبا إسحاق لم يسمع هذا الخبر من الأسود ومسروق
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثني محمد بن خلاد
438

الباهلي أبو بكر قال حدثنا بهز بن أسد قال حدثنا شعبة قال حدثنا
أبو إسحاق قال سمعت الأسود ومسروق قالا
نشهد على عائشة أنها قالت ما كان يومها الذي كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم عندها إلا صلى بعد العصر
ركعتين
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر ما رواه إلا أبو إسحاق السبيعي
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
إسحاق بن أبي عمران قال حدثنا خالد بن عبد الله عن المغيرة عن
إبراهيم عن الأسود
عن عائشة أنها قالت أيضرب عليهما ما دخل علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم قط إلا صلاهما
439

ذكر دوام المصطفى صلى الله عليه
وسلم على الركعتين اللتين ذكرناهما
في حياته كلها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح
الدمشقي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه
عن عائشة قالت ما ترك رسول الله صلى الله عليه
وسلم الركعتين بعد العصر في بيتي حتى فارق الدنيا
440

ذكر العلة التي من أجلها صلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم هاتين
الركعتين في ابتداء الأمر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
وكيع قال حدثنا طلحة بن يحيى قال سمعت عبيد الله بن عبد الله بن
عتبة
عن أم سلمة قالت لما شغل رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الركعتين بعد الظهر صلاهما بعد العصر
441

ذكر وصف الشغل الذي شغل به رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن
الركعتين بعد الظهر حتى صلاهما
بعد العصر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو الشعثاء
علي بن الحسن بن سليمان قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه
عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي
بمال بعد الظهر فقسمه حتى صلى العصر ثم دخل منزل
عائشة فصلى الركعتين بعد العصر وقال شغلني هذا المال
442

عن الركعتين بعد الظهر فلم أصلهما حتى كان الآن
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة
الحديث أنه يضاد خبر سعيد بن جبير
الذي ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن
الأشج عن كريب مولى بن عباس أن بن عباس وعبد الرحمن بن
الأزهر والمسور بن مخرمة
443

أرسلوه إلى عائشة فقالوا اقرأ عليها السلام منا جميعا
وسلها عن الركعتين بعد العصر فإنا أخبرنا أنك تصليها وقد
بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها قال
بن عباس وكنت أضرب مع عمر بن الخطاب الناس عليها
قال كريب فدخلت عليها وبلغتها ما أرسلوني به إلى عائشة
فقالت سل أم سلمة فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها
فردوني إلى أم سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة
فقالت أم سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ينهى عنها ثم رأيته يصليها أما حين صلاها فإنه حين
صلى العصر دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار
فصلاها فأرسلت إليه الجارية فقلت قومي بجنبه فقولي له
تقول أم سلمة يا رسول الله إني سمعتك تنهى عن هاتين
الركعتين فأراك تصليهما فإن أشار بيده فاستأخري عنه
فقالت الجارية فأشار بيده فاستأخرت عنه ثم قال يا بنت
أبي أمية سألت عن الركعتين بعد العصر أتاني ناس من
عبد القيس بالإسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين
444

بعد الظهر وهما هاتان
ذكر العلة التي من أجلها داوم صلى الله
عليه وسلم على هاتين الركعتين
بعد العصر
أخبرنا عبد الله بمحمد الهروي وابن خزيمة قالا
حدثنا علي بن حجر قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا
محمد بن أبي حرملة عن أبي سلمة
445

أنه سأل عائشة عن السجدتين اللتين كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصليهما بعد العصر في بيتها فقالت
كان يصليهما بعد الظهر وإنه شغل عنهما فصلاهما بعد العصر
ثم أثبتهما وكان إذا صلى صلاة أثبتها
قال أبو حاتم رضي الله عنه عبد الله بن محمد بن هاجك
من العباد
ذكر خبر ثان يصرح بصحة العلة
التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عن الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن
أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال
حدثتني عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى
تملوا وكان أحب الأعمال إلى رسول الله صلى الله عليه
446

وسلم أدومها وإن قل كان إذا صلى صلاة داود عليها يقول
أبو سلمة قال الله الذين هم على صلاتهم دائمون
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فإن الله لا يمل
حتى تملوا من الألفاظ التي لا يحيط علم المخاطب بها في نفس
القصد الا به
ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة
العلم أن الصلاة الفائتة لا تؤدى عند
طلوع الشمس حتى تبيض
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إبراهيم بن
447

سعيد الجوهري قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا حصين بن
عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال بعض القوم لو عرست بنا يا رسول الله قال
أخاف أن تناموا عن الصلاة فقال بلال أنا أوقظكم فاستند
إلى راحلته واستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
طلع حاجب الشمس فقال يا بلال أين ما قلت قال
ألقيت علي نومة ما نمت
مثلها قط قال قم فأذن الناس
بالصلاة فلما طلعت الشمس وابيضت قام فصلى بهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم
448

ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي وصفناها
صلاها صلى الله عليه وسلم بعدما ذهب
وقتها بأذان وإقامة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن سماك عن
القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه
عن عبد الله بن مسعود قال سرنا ذات ليلة مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله لو أمسسنا
449

الأرض فنمنا ورعت ركائبنا قال فمن يحرسنا قال قلت
أنا فغلبتني عيني فلم يوقظني إلا وقد طلعت الشمس
ولم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بكلامنا قال
فأمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى بنا
ذكر الأمر لمن أدرك ركعة من صلاة
الغداة قبل طلوع الشمس أن يصلي
إليها أخرى من غير أن يفسد على نفسه صلاته
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا زيد بن أخزم
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام عن قتادة عن
النضر بن أنس عن بشير بن نهيك
عن أبي هريرة عن نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال من أدرك ركعة قبل أن تطلع الشمس ثم طلعت الشمس
فليصل إليها أخرى
450

ذكر خبر ثان يصرح بإجازة صلاة من
أدرك ركعة منها قبل طلوع الشمس
وأخرى بعدها ضد قول من أفسد
عليه صلاته أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه عن
بن عباس
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد
أدركها ومن أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس
وركعة بعد ما تطلع الشمس فقد أدركها
ذكر البيان بأن المدرك ركعة من صلاة
العصر قبل غروب الشمس يكون مدركا
لصلاة العصر
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن مالك
451

عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بسر بن سعيد وعن الأعرج
يحدثونه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد
أدرك الصبح ومن أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب
الشمس فقد أدرك العصر لغلة
ذكر البيان بأن العرب تطلق في لغتها اسم
الركعة على السجدة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن عروة
بن الزبير حدثه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أدرك من العصر سجدة قبل أن تغرب الشمس أو من
452

الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدركها
والسجدة إنما هي الركعة
ذكر البيان بأن المدرك ركعة من صلاة
الصبح قبل طلوع الشمس وركعة بعدها
يكون مدركا لصلاة الغداة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن بن طاوس عن أبيه
عن بن عباس
453

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أدرك من العصر ركعة قبل أن تغرب الشمس فقد
أدركها ومن أدرك ركعة من الفجر قبل أن تطلع الشمس وركعة
بعدما تطلع الشمس فقد أدركها
ذكر
البيان بأن المدرك ركعة قبل طلوع
الشمس من صلاة الغداة عليه إتمام
الصلاة بعد طلوع الشمس دون
قطعها على نفسه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا حسين بن
محمد حدثنا شيبان عن يحيى عن أبي سلمة
أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إذا أدرك أحدكم أول سجدة من الصبح قبل أن
تطلع الشمس فليتم صلاته وإذا أدرك أول سجدة من صلاة
454

العصر قبل أن تغرب الشمس فليتم صلاته
ذكر ما يجب على المرء إذا انفجر الصبح
أن لا يركع إلا ركعتي الفجر
أخبرنا أحمد الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا
يحيى بن معين قال حدثنا غندر عن شعبة عن زيد بن محمد
قال سمعت نافعا يحدث عن بن عمر
عن حفصة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا طلع الفجر لا يصلي إلا ركعتي الفجر
455

ذكر أم المصطفى صلى الله عليه وسلم
بالركعتين قبل صلاة المغرب
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا
عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا أبي حدثني أبي
حدثنا حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة
أن عبد الله المزني حدثه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلى قبل المغرب ركعتين ثم قال صلوا قبل المغرب
ركعتين ثم قال عند الثالثة لمن شاء خاف أن يحسبها
الناس سنة
457

ذكر البيان بأن أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون
الركعتين قبل المغرب والمصطفى صلى
الله عليه وسلم حاضر فلم فقلنا عليهم
ذلك
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت عمرو بن عامر قال
458

سمعت أنس بن مالك قال إن كان المؤذن إذا أذن قام
ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيبتدرون
السواري حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم
كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة
شئ
459

باب
الجمع بين الصلاتين
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسلم بن إبراهيم
قال حدثنا قرة بن خالد عن أبي الزبير
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين
الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر
461

ذكر بعض العلة التي من أجلها جمع
صلى الله عليه وسلم بين الصلاتين
في السفر
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل وأبو عامر العقدي قالا حدثنا
قرة بن خالد السدوسي قال حدثنا أبو الزبير قال حدثنا أبو الطفيل
قال
حدثنا معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
جمع في سفرة سافرها وذلك في غزوة بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء فقلت له فما حمله على ذلك قال أراد أن
لا يحرج أمته
462

ذكر وصف الجمع بين الظهر والعصر
للمسافر إذا أراد ذلك
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال أخبرنا المفضل بن فضالة عن عقيل عن بن شهاب أنه
حدثه
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت
463

العصر ثم نزل فجمع بينهما وإذا زاغت قبل أن يرتحل صلى ثم رحل
464

ذكر وصف الجمع بين المغرب والعشاء
إذا أراد المسافر ذلك
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن
أبي حبيب عن أبي الطفيل
عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
في غزوة تبوك فكان إذا ارتحل قبل زيغ الشمس أخر الظهر
حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعا وإذا ارتحل بعد زيغ
الشمس صلى الظهر والعصر جميعا ثم سار وكان إذا ارتحل قبل
المغرب أخر المغرب حتى يصليها مع العشاء وإذا ارتحل بعد
المغرب عجل العشاء فصلاها مع المغرب
465

سمعت محمد بن إسحاق الثقفي يقول سمعت قتيبة بن
سعيد يقول عليه علامة سبعة من الحفاظ كتبوا عني هذا
الحديث أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والحميدي
وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو خيثمة حتى عد سبعة
ذكر الإباحة للمرء أن يعمل العمل اليسير
بين الصلاتين إذا أراد الجمع بينهما
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن موسى بن عقبة عن كريب مولى
بن عباس
عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل
466

فبال ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء فقلت له الصلاة فقال صلى
الله عليه وسلم الصلاة أمامك فركب فلما جاء المزدلفة
نزل فتوضأ فأسبغ الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم
أناخ كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلاها
ولم يصل بينهما
467

ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى
الله عليه وسلم قد كان يجمع بين
الصلاتين في السفر وهو نازل غير سائر
ولا راجل
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن أبي الطفيل
أن معاذ بن جبل أخبره أنهم خرجوا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم عام تبوك فكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء قال فأخر
الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم
خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا
إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار
فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي قال فجئناها
وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشئ من
469

ماء فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما
من مائها قالا نعم فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول
ثم غرفوا من العين بأيديهم قليلا قليلا حتى اجتمع في شئ ثم
غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وجهه ويديه ثم
أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستسقى الناس ثم قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوشك بك يا معاذ إن طالت بك
حياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جنانا
470

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن الجمع بين الصلاتين في الحضر لغير
المعذور مباح
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير
أن بن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا في غير
خوف ولا سفر
471

قال مالك أرى ذلك في مطر
ذكر الموضع الذي فعل فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن
حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد
473

عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى بالمدينة سبعا وثمانيا الظهر والعصر والمغرب والعشاء
474

باب المساجد
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال
حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن
أبيه
عن أبي ذر قال قلت يا رسول الله أي مسجد وضع
أول فقال المسجد الحرام ثم المسجد الأقصى قال
قلت كم كان بينهما قال كان بينهما أربعون سنة وحيث
ما أدركتك الصلاة فصل فثم مسجد بغائبة
475

ذكر البيان
بأن خير البقاع في الدنيا المساجد
أخبرنا الفضل بن الحباب بن عمرو القرشي بالبصرة
حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا جرير بن عبد الحميد عن عطاء
بن السائب عن محارب بن دثار
عن بن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم
أي البقاع شر قال لا أدري حتى أسأل جبريل فسأل
جبريل فقال لا أدري حتى أسأل ميكائيل فجاء فقال خير
البقاع المساجد وشرها الأسواق
476

ذكر البيان
بأن المساجد أحب البلاد إلى الله جل وعلا
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هارون بن سعيد بن
الهيثم حدثنا أنس بن عيا ض حدثنا الحارث بن عبد الرحمن بن
أبي ذباب عن عبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله
أسواقها
ذكر وصف بناء مسجد المدينة الذي بناه
المسلمون عند قدومهم إياها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الله بن
477

سعد بن إبراهيم حدثني عم حدثنا أبي عن صالح بن جلس عن
نافع
عن بن عمر أخبر أن المسجد كان على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم مبنيا من لبن وسقفه الجريد وعمده
خشب النخل فلم يزد فيه أبو بكر رضي الله عنه وزاد فيه
عمر رضي الله عنه وبناه على بنيانه في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم باللبن والجريد وأعاد عمده خشبا ثم
غيره عثمان رضي الله عنه وزاد فيه زيادة كبيرة وبنى جداره
بالحجارة المنقوشة وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه
بالساج
478

ذكر الإخبار عن جواز اتخاذ المسجد
للمسلمين في موضع الكنائس والبيع
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد
قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق
479

عن أبيه قال خرجنا ستة وفد إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم خمسة من بني حنيفة والسادس رجل من
ضبيعة بن ربيعة حتى قدمنا على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة لنا
واستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ منه وتمضمض
ثم صبه لنا في إداوة ثم قال اذهبوا بهذا الماء فإذا قدمتم
بلدكم فاكسروا بيعتكم ثم انضحوا مكانها من هذا لماء
واتخذوا مكانها مسجدا فقلنا يا رسول الله البلد بعيد والماء
ينشف قال فأمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا فخرجنا
فتشاححنا على حمل
الإداوة أينا يحملها فجعلها رسول الله
لكل رجل منا يوما وليلة فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا فعملنا
الذي أمرنا وراهب ذلك القوم رجل من طئ فناديناه بالصلاة
فقال الراهب دعوة حق ثم هرب فلم ير بعد
480

ذكر الإباحة للمرء أن يعين في بناء
المساجد ولو بنفسه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا حسين بن مهدي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج
قال أخبرني عمرو بن دينار
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لما بنيت الكعبة ذهب
النبي صلى الله عليه وسلم والعباس ينقلان الحجارة فقال
العباس للنبي صلى الله عليه وسلم ضع إزارك على عاتقك من
الحجارة قال ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى
السماء ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره
481

ذكر البيان بأن المسجد الذي أسس على
التقوى هو مسجد المدينة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن ربيعة بن عثمان حدثني عمران بن أبي أنس
عن سهل بن سعد قال اختلف رجلان في المسجد الذي
أسس على التقوى فقال أحدهما هو مسجد المدينة
وقال الآخر هو مسجد قباء فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم
فقال هو مسجدي هذا
ذكر وصف المسجد الذي أسس
على التقوى
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
482

أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا ربيعة بن عثمان قال حدثني
عمران بن أبي أنس
عن سهل بن سعد قال اختلف رجلان في المسجد الذي
أسس على التقوى فقال أحدهما هو مسجد المدينة وقال
الآخر هو مسجد قباء فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم
فقال هو مسجدي هذا
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة
الحديث أن خبر ربيعة بن عثمان الذي
ذكرناه معلول
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن
سعد عن عمران بن أبي أنس عن بن أبي سعيد الخدري
عن أبي سعيد الخدري أنه قال تمارى رجلان في
المسجد الذي أسس على التقوى فقال رجل هو مسجد قباء
وقال آخر هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مسجدي هذا
483

قال أبو حاتم رضي الله عنه الطريقان جميعا محفوظان
ذكر نظر الله جل وعلا بالرأفة والرحمة
إلى الموطن المكان في المسجد للخير والصلاة
أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن
سعيد بن يسار
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا يوطن الرجل المسجد الولاء أو لذكر الله إلا تبشبش
484

الله به كما يتبشبش أهل الغائب إذا قدم عليهم غائبهم
قال أبو حاتم العرب إذا أرادت وصف شيئين متباينين على
سبيل التشبيه أطلقتهما معا بلفظ أحدهما وإن كان معناهما في
الحقيقة غير سيين كما قال أبو هريرة كان طعامنا على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسودان التمر والماء
485

فأطلقهما جميعا بلفظ أحدهما عند التثنية وهذا كما قيل عدل
العمرين فأطلقا معا بلفظ أحدهما فتبشبش الله جل وعلا لعبده
الموطن المكان في المسجد الولاء والخير إنما هو نظره إليه
بالرأفة والرحمة والمحبة لذلك الفعل منه وهذا كقوله صلى الله
عليه وسلم يحكي عن الله تعالى من تقرب مني شبرا تقربت منه
ذراعا يريد به من تقرب مني شبرا بالطاعة ووسائل الخير
تقربت منه ذراعا بالرأفة والرحمة ولهذا نظائر كثيرة سنذكرها في
موضعها من هذا الكتاب إن يسر الله ذلك وسهله
ذكر بناء الله جل وعلا بيتا في الجنة لمن
بنى مسجدا في الدنيا
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا يونس بن محمد حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن
أسامة عن الوليد بن أبي الوليد عن عثمان بن عبد الله بن سراقة
عن عمر بن الخطاب أنه قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى
الله له بيتا في الجنة
486

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يبني
البيت في الجنة لباني المسجد في الدنيا
على قدر صغره وكبره
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي حدثنا
حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا
حدثه أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني
أنه سمع عثمان بن عفان يقول سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا بنى الله له مثله في
الجنة
488

قال بكير حسبت أنه قال يبتغي به وجه الله جل
وعلا
489

ذكر الخبر الدال على أن الله جل وعلا يدخل المرء الجنة
ببنيانه موضع السجود في طرق السابلة بحصى
يجمعها أو حجارة ينضدها وإن لم يكن بنى المسجد
بتمامه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا يحيى بن آدم حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم
التيمي عن أبيه
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له
بيتا في الجنة
490

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الخليل بن محمد البزار بن ابنة تميم بن المنتصر
بواسط حدثنا محمد بن حرب النشائي حدثنا محمد بن عبيد عن
أخيه يعلى بن عبيد عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من بنى لله مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى الله له بيتا في
الجنة
ذكر الإباحة للمرء إذا كان معذورا أن
يتخذ المصلى في بيته لصلواته
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن محمود بن الربيع الأنصاري
أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى وأنه قال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم انها تكون الظلمة والمطر
491

والسيل وأنا رجل ضرير البصر فصل يا رسول الله في بيتي
مكانا أتخذه مصلى قال فجاءه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال أين تحب أن أصلي فأشار له إلى المكان من
البيت فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الزجر عن تباهي المسلمين
في بناء المساجد
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا أبو يحيى
محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا عفان قال أخبرنا حماد بن سلمة
قال حدثنا أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن يتباهى الناس في المساجد
492

ذكر العلة التي من أجلها
زجر عن هذا الفعل
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن معاوية
الجمحي قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد
وبرهنوا أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن
الصباح قال حدثنا سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن أبي فزارة
عن يزيد بن الأصم
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
493

وسلم متوارثا ما أمرت بتشييد المساجد
قال بن عباس لتزخرفنها كما زخرفتها اليهود
والنصارى
494

أبو فزارة راشد بن جلس من ثقات الكوفيين وأثباتهم
ذكر المساجد المستحب للمرء
الرحلة إليها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عيسى بن
حماد أخبرنا الليث بن سعد حدثني أبو الزبير
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن خير ما ركبت إليه الرواحل مسجدي هذا والبيت العتيق
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه
وسلم لم يرد بهذا العدد نفيا عما وراءه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا إبراهيم بن
بشار الرمادي حدثنا سفيان حدثنا عبد الملك بن عمير قال سمعت
قزعة يقول
سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى
495

الله عليه وسلم وإدخالهم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد
الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا
496

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه
وسلم لم يرد بهذا العدد المذكور في خبر
أبي سعيد النفي عما وراءه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي
قباء راكبا وماشيا
497

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن شد
المرء الرحلة إلى مسجد غير المساجد
الثلاث التي ذكرناها غير جائز
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن
أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري
عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام
ومسجدي هذا والمسجد الأقصى
498

ذكر فضل الصلاة في المسجد الحرام
على الصلاة في مسجد المدينة بمئة صلاة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبيد بن
حساب حدثنا حماد بن زيد عن حبيب المعلم عن عطاء بن أبي رباح
عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة
فيما سواه إلا المسجد الحرام وصلاة في ذاك أفضل من مئة
صلاة في هذا يعني في مسجد المدينة
499

أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
حدثنا كثير بن عبيد المذحجي حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن
الزهري عن أبي سلمة وأبي عبد الله الأغر
أنهما سمعا أبا هريرة يقول صلاة في مسجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفضل من ألف صلاة فيما سواه من
المساجد إلا المسجد الحرام فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم آخر الأنبياء وإن مسجده آخر المساجد
قال أبو سلمة وأبو عبد الله لم نشك أن أبا هريرة كان يقول
عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعنا ذلك أن
نستثب أبا هريرة عن ذلك الحديث حتى إذا توفي أبو هريرة
تذاكرنا ذلك وتلاومنا أن لا نكون كلمنا أبا هريرة في ذلك حتى
يسنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان سمعه منه
فبينا نحن على ذلك إذ جالسنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ
فذكرنا ذلك الحديث والذي فرطنا فيه من نص أبي هريرة فيه
فقال لنا عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أشهد أني سمعت أبا هريرة
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني آخر
الأنبياء وإنه آخر المساجد
500

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم إنه آخر
المساجد يريد به آخر المساجد للأنبياء لا أن مسجد المدينة
آخر مسجد بني في هذه الدنيا
502

ذكر الخبر الدال على أن الخارج من بيته يريد مسجد
المدينة من أي بلد كان يكتب بإحدى خطوتيه حسنة
ويحط عنه بأخرى سيئة إلى أن يرجع إلى بلده
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا يحيى بن سعيد ويزيد بن هارون قالا أخبرنا بن أبي ذئب عن
الأسود بن العلاء بن جارية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
من حين يخرج أحدكم من منزله إلى مسجدي فرجل تكتب له
حسنة ورجل تحط عنه سيئة حتى يرجع
ذكر تضعيف صلاة المصلي في مسجد
المدينة على غيره من المساجد
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني حدثنا جرير عن اني عن إبراهيم عن سهم بن
منجاب عن قزعة
عن أبي سعيد الخدري قال ودع رسول الله صلى
503

الله عليه وسلم رجلا فقال أين تريد قال أريد بيت
المقدس فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في هذا
المسجد أفضل من مائة صلاة في غيره إلا المسجد الحرام
ذكر فضل الصلاة في مسجد المدينة
على غيره من المساجد بمئة صلاة خلا
المسجد الحرام
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا جرير عن اني عن إبراهيم عن سهم بن منجاب
عن قزعة
عن أبي سعيد الخدري قال ودع رسول الله صلى
504

الله عليه وسلم رجلا فقال أين تريد قال أريد بيت
المقدس فقال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة في هذا
المسجد أفضل من مائة صلاة في غيره إلا المسجد الحرام
قال عثمان سألني أحمد بن حنبل عنه
ذكر البيان بأن هذا الفضل بهذا العدد
لم يرد به صلى الله عليه وسلم نفيا
عما وراء هذا العدد المذكور
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان والحسين بن إدريس
الأنصاري قالا أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن رباح
وعبيد الله بن أبي عبد الله الأغر
عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة في غيره إلا
المسجد الحرام
505

ذكر إثبات الخير للمصلي في مسجد قباء
يريد به الله والدار الآخرة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن
سعيد عن أنيس بن أبي يحيى حدثني أبي قال
سمعت أبا سعيد الخدري يقول إن رجلا من بني عمرو بن
عوف ورجلا من بني خدرة امتريا في المسجد الذي أسس على
التقوى فقال الخدري هو مسجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال العمري هو مسجد قباء قال فخرجا حتى جاءا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك فقال
هو هذا المسجد مسجد رسول الله وفي ذلك خير كثير
506

ذكر تفضل الله جل وعلا على المصلي
في مسجد قباء بكتبه أجر عمرة له بصلاته تلك
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن إبراهيم
الدورقي حدثنا شبابة حدثنا عاصم بن سويد حدثني داود بن إسماعيل
الأنصاري
عن بن عمر أنه شهد جنازة بالأوساط في دار سعد بن
عبادة فأقبل ماشيا إلى بني عمرو بن عوف بفناء بني الحارث بن
الخزرج فقيل له أين تؤم يا أبا عبد الرحمن قال أؤم هذا
المسجد في بني عمرو بن عوف فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من صلى فيه كان كعدل عمرة
507

ذكر كثرة زيارة المصطفى صلى الله
عليه وسلم قباء على الأحوال
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني حدثنا
أحمد بن منيع حدثنا إسماعيل بن علية حدثنا أيوب عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور قباء
ماشيا وراكبا
508

ذكر ما يستحب للمرء أن يأتي مسجد قباء
الولاء فيه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن
الجعد قال أخبرنا الحسن بن صالح بن حي عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي
مسجد قباء راكبا وماشيا
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني
عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر يقول كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأتي قباء ماشيا وراكبا
ذكر خبر يخالف في الظاهر الفعل الذي
ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن
الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة
509

أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما الرحلة إلى ثلاثة مساجد إلى مسجد الحرام ومسجدكم هذا وإيلياء
ذكر اليوم الذي يستحب إتيان مسجد قباء
لمن أراده
أخبرنا الحسن بن سفيان بخبر غريب قال حدثنا
هشام بن عمار حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
510

يأتي قباء كل يوم سبت
ذكر رجاء خروج المصلي في المسجد
الأقصى من ذنوبه كيوم ولدته أمه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي حدثني ربيعة بن يزيد
عن عبد الله بن الديلمي
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ان سليمان بداود سأل الله تبارك وتعالى ثلاثا فأعطاه
اثنتين وأرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة سأله ملكا لا ينبغي لأحد
من بعده فأعطاه إياه وسأله حكما يواطئ حكمه فأعطاه إياه
511

وسأله من أتى هذا البيت يريد بيت المقدس لا يريد
إلا الصلاة فيه أن يخرج منه كيوم ولدته أمه فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأرجو أن يكون قد أعطى الثالث
512

ذكر الأمر بتنظيف المساجد وتطييبها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو كريب حدثنا
الحسين بن علي عن زائدة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ببناء المساجد في الدور وأن تطيب وتنظف
513

ذكر الزجر للمرء أن يتنخم في المسجد
من غير أن يدفن نخامته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد
وعبد الواحد بن الصالح قالا حدثنا أبو عوانة عن قتادة
514

عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
النخامة في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
ذكر إيذاء الله جل وعلا بمن بصق
في قبلة المسجد
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
515

حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث
أن بكر بن سوادة الجذامي حدثه عن صالح بن خيوان
عن السائب بن خلاد أن رجلا أم قوما فبصق في القبلة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين فرغ لا يصلي لكم فأراد بعد
ذلك أن يصلي لهم فمنعوه وأخبروه بقول رسول الله صلى
الله عليه وسلم فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال نعم وحسبت أنه قال إنك آذيت الله
ذكر الإخبار عن كفارة الخطيئة التي
تكتب لمن بصق في المسجد
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن
مسرهد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة
516

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها
ذكر مجئ من بصق في القبلة يوم القيامة
وبصقته تلك في وجهه
أخبرنا عبد الرحمن بن زياد الكناني بالأبلة قال حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا شبابة قال حدثنا عاصم
بن محمد عن محمد بن سوقة عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يجئ صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في
وجهه
517

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
وهي في وجهه أراد به بين عينيه
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يوسف بن موسى قال
حدثنا جرير عن أبي إسحاق الشيباني عن عدي بن ثابت عن زر بن
حبيش
عن حذيفة بن وابنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من تفل تجاه القبلة جاء يوم القيامة وتفلته بين
عينيه
للمنصوب ذكر البيان بأن النخاعة في المسجد من
مساوئ أعمال بني آدم في القيامة
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت
518

هشاما عن واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن
يحيى بن يعمر عن أبي الأسود
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
عرضت علي أمتي بأعماله حسنة وسيئة فرأيت في محاسن
أعمالهم الأذى يماط عن الطريق ورأيت في مساوئ أعمالهم
النخاعة في المسجد لا تدفن فالتفضيل
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه
وسلم رأى في أعمال أمته حيث عرضت
عليه المحقرات كما رأى العظائم منها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء
حدثنا مهدي بن ميمون حدثنا واصل مولى أبي عيينة عن يحيى بن
عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
519

عرضت علي أمتي حسنها وسيئها فوجدت في محاسن
أعمالها إماطة الأذى عن الطريق ووجدت في مساوئ أعمالها
النخامة تكون في المسجد لا تدفن
ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه الصدقة
للدافن النخامة إذا رآها في المسجد
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن علي بن الحسن
بن شقيق سمعت أبي يقول أخبرنا الحسين بن حكى عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الإنسان ستون وثلاث مائة مفصل عليه أن يتصدق عن كل مفصل منه
بصدقة قالوا ومن يطيق ذلك يا رسول الله قال النخاعة
تراها في المسجد فتدفنها أو الشئ تنحيه عن الطريق فإن
لم تجد فركعتا الضحى تجزيانك
520

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه سنة تفرد بها أهل مرو
والبصرة
ذكر الزجر عن أن يحضر آكل الشجرة
الخبيثة ثلاثة أيام المساجد
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق
قال حدثنا جرير عن الشيباني عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش
عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن مسجدنا ثلاثا
قال إسحاق يعني الثوم
521

ذكر الزجر عن إتيان المساجد لآكل الثوم
والبصل والكراث إلى أن تذهب رائحتها
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا
عقبة بن مكرم قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن جريج قال
حدثنا عطاء
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من أكل من هذه البقلة الثوم والبصل والكراث
فلا يغشنا في مساجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس
522

أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من أكل من هذه الشجرة فلا يؤذينا في مجالسنا
يعني الثوم
523

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
في مجالسنا أراد به مساجدنا
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا المفضل بن فضالة عن بن جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن أكل الكراث فلم ينتهوا ثم لم يجدوا بدا من أكلها فوجد
ريحها فقال ألم أنهكم عن هذه البقلة الخبيثة أو المنتنة من
524

أكلها فلا يغشنا في مساجدنا فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان
ذكر الأمر لمن مر في المسجد بأسهم أن
يقبض على نصولها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا سفيان قال قلت لعمرو بن دينار يا أبا محمد
أسمعت جابرا يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم
لرجل مر بأسهم في المسجد أمسك بنصولها قال نعم
525

ذكر البيان بأن هذا الرجل إنما مر في
المسجد بالأسهم ليتصدق بها
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن أبي الزبير
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر
رجلا كان يتصدق بالنبل في المسجد أن لا يمر بها إلا
وهو آخذ بنصولها
ذكر العلة التي من أجلها
أمر بهذا الأمر
أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح
بحران قال حدثنا عمي الوليد بن عبد الملك قال حدثنا عيسى بن
يونس قال حدثنا بريد قال حدثنا أبو بردة
526

عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا مر أحدكم في أسواقنا أو مسجدنا بنبل فليمسك
على نصولها لئلا يصيب أحدا من المسلمين
527

ذكر الزجر عن البيع والشراء في
المساجد إذ البيع لا يكاد يخلو من
الرفث فيه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا النفيلي قال حدثنا الدراوردي
قال أخبرني يزيد بن خصيفة عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا رأيتم الرجل يبيع ويشتري في المسجد فقولوا
لا أربح الله تجارتك
528

ذكر الزجر عن رفع الأصوات في
المساجد لأجل شئ من أسباب هذه
الدنيا الفانية
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا المقرئ قال أخبرني حياة بن شريح قال سمعت
محمد بن عبد الرحمن يقول حدثني أبو عبد الله مولى شداد بن الهاد
أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد
فليقل لا أداها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا
529

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشا قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا سفيان عن علقمة بن
مرثد عن سليمان بن بريدة
عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
530

فقال رجل من دعا إلى الجمل الحمر فقال رسول الله
صلى الله صلى الله عليه وسلم لا وجدت إنما بينت المساجد
لما بنيت له
531

قال أبو حاتم أضمر فيه لا وجدت إن عدت لهذا الفعل
بعد نهيي إياك عنه
أخبرنا أبو خليفة حدثنا إبراهيم بن بشار الرماد حدثنا
سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن عمر مر بحسبان بن ثابت وهو ينشد في
المسجد شعرا فلحظ إليه فقال لقد كنت أنشد فيه وفيه من
هو خير منك ثم التفت إلى أبي هريرة فقال نشدتك بالله
أسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول أجب عني اللهم
أيده بروح القدس قال نعم
532

قال أبو حاتم الأمر بالذب عن المصطفى صلى الله عليه
وسلم أمر مخرجه الخصوص قصد به حسان بن ثابت والمراد
منه إيجابه على كل من فيه آلة الذب عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم الكذب والزور وما يؤدي إلى قدحه لأن فيه قيام الإسلام
ومنع الدين عن الانثلام
ذكر الزجر عن ترك اجتماع الناس في
المسجد في المجلس الواحد إذا أرادوا
تعلم العلم أو درسه
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا المؤمل بن إسماعيل قال حدثنا الثوري عن
عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال خرج النبي صلى الله عليه
وسلم على أصحابه وهم في المسجد جلوس حلقا فقال
534

ما لي أراكم عزين
ذكر إباحة الأخبية للنساء في المسجد
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبيد بن
إسماعيل الهباري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه
عن عائشة أن وليدة كانت من العرب فأعتقوها فكانت
معهم فخرجت صبية لهم عليها وشاح أحمر من سيور قالت
535

فوضعته فمرت به حدياة وهو ملقى فحسبته لحما فخطفته
قالت فالتمسوه فلم يجدوه قالت فاتهموني به فقطعوا بي
يفتشوني ففتشوا حتى فتشوا قبلها قالت فوالله إني لقائمة
معهم إذا مرت الحدياة فألقته فوقع بينهم قالت فقلت هذا
الذي اتهمتموني به زعمتم وأنا منه بريئة وهو ذا هو قالت فجاءت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت قالت
عائشة وكان لها خباء في المسجد قالت فكانت تأتيني
فتتحدث عندي قالت لا تجلس عندي مجلسا إلا قالت
ويوم الوشاح من أعاجيب ربنا
ألا إنه من بلدة الكفر أنجاني
536

قالت عائشة فقلت لها ما شأنك لا تقعدين معي مقعدا
إلا قلت هذا قالت فحدثتني بهذا الحديث
ذكر الإباحة للعزب أن ينام في مسجد الجماعات
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى
قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني
حمزة بن عبد الله بن عمر قال
قال بن عمر كنت أبيت في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم وكنت فتى شابا عزبا وكانت الكلاب تبول
وتقبل وتدبر في المسجد فلم الرييرشون شيئا من ذلك
537

قال أبو حاتم قول بن عمر وكانت الكلاب تبول يريد به
خارجا من المسجد وتقبل وتدبر في المسجد فلم يكن يرشون
بمرورها في المسجد شيئا
538

ذكر الإباحة للمرء أكل الخبز واللحم
في المساجد
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث قال
حدثنا سليمان بن زياد الحضرمي
أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء يقول كنا نأكل على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الخبز
539

واللحم ثم نصلي ولا نتوضأ
540

باب الأذان
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة
عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة فظن
أنا قد اشتقنا إلى أهلينا سألنا عمن تركنا في أهلنا فأخبرناه وكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فقال
ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني
أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم وليؤمكم
أكبركم
541

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم
صلوا كما رأيتموني أصلي لفظة أمر تشتمل على كل شئ كان
يستعمله صلى الله عليه وسلم في صلاته فما كان من تلك
الأشياء خصه الإجماع أو الخبر بالنفل فهو لا حرج على تاركه في
صلاته وما لم يخصه الإجماع أو الخبر بالنفل فهو أمر حتم
على المخاطبين كافة لا يجوز تركه بحال
ذكر الترغيب في الأذان بالاستهام عليه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
543

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا
إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه ولو يعلمون ما في العتمة
والصبح لأتوهما ولو حبوا
544

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من
المواظبة على التأذين ولا سيما إذا كان
وحده في شواهق الجبال وبطون الأودية
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي عشانة
عن عقبة بن عامر قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول يعجب ربك من راعي غنم في رأس الشظية
للجبل يؤذن الولاء ويصلي فيقول الله انظروا إلى عبدي
هذا يؤذن ويقيم الولاء يخاف مني قد غفرت لعبدي
وأدخلته الجنة
545

ذكر شهادة الجن والإنس والأشياء
للمؤذن يوم القيامة بأذانه في الدنيا
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي
عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة
عن أبيه أنه أخبره
أن أبا سعيد الخدري قال إني أراك تحب الغنم والبادية
فإذا كنت في غنمك وباديتك وأذنت في الصلاة فارفع صوتك
بالنداء فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس
ولا شئ إلا شهد له يوم القيامة
546

قال أبو سعيد الخدري سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم
ذكر تباعد الشيطان
عند سماع النداء والإقامة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
548 إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إذا أذن المؤذن أدبر الشيطان وله ضراط فإذا سكت
أقبل فإذا ثوب أدبر وله ضراط فإذا سكت أقبل يخطر بين
المرء ونفسه حتى يظل الرجل يدري كم صلى فإذا صلى
أحدكم فوجد ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس
ذكر البيان بأن الشيطان إذا تباعد إنما
يتباعد عند الأذان بحيث لا يسمعه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري أخبرنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى
لا يسمع التأذين فإذا قضي التأذين أقبل حتى إذا ثوب بها
أدبر حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء
547

ونفسه يقول أذكر كذا أذكر كذا لما لم يكن يذكر من قبل حتى
يظل الرجل لا يدري كم صلى
ذكر قدر تباعد الشيطان عند النداء
بالإقامة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا
أبو خيثمة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة ذهب حتى يكون
مكان الروحاء
قال سليمان فسألته عن الروحاء فقال هي من المدينة
على سبعة وثلاثين ميلا
549

ذكر إثبات الفطرة للمؤذن بتكبيرة
وخروجه من النار بشهادته لله
بالوحدانية
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حسين بن معاذ بن
خليف حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى حدثنا حميد الطويل عن قتادة
عن أنس بن مالك قال سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا وهو في مسير له يقول الله أكبر الله أكبر
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة ثم قال
أشهد أن لا إله إلا الله فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم حرم على النار فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته
الصلاة فنادى بها
550

ذكر مغفرة الله جل وعلا للمؤذن مدى
صوته بأذانه
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا
شعبة عن موسى بن أبي عثمان سمعت أبا يحيى يقول
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب
ويابس وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرين حسنة ويكفر
عنه ما بينهما
551

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو يحيى هذا اسمه سمعان
مولى أسلم من أهل المدينة والد أنيس ومحمد ابني
أبي يحيى الأسلمي من جلة التابعين
وابن ابنه إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى تالف في
الروايات
وموسى بن أبي عثمان من سادات أهل الكوفة وعبادهم
واسم أبيه عمران
ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر
للمؤذن ويدخله الجنة بأذانه إذا كان
ذلك على يقين منه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن
عبد الله الأشج عن علي بن خالد الدؤلي أن النضر بن سفيان الدؤلي
حدثه
أنه سمع أبا هريرة يقول كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم بتلعات النخل فقام بلال ينادي فلما سكت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال مثل ما قال هذا
يقينا دخل الجنة
553

ذكر الخبر الدال على أن المؤذن يكون له
كأجر من صلى بأذانه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن
خازم حدثنا الأعمش عن أبي عمرو الشيباني
عن أبي مسعود الأنصاري قال أتى النبي صلى الله
عليه وسلم رجل فقال يا رسول الله إني أبدع بي
فاحملني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس
عندي فقال رجل أنا أدله على من يحمله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر
فاعله
554

قال أبو حاتم قوله أبدع بي يريد قطع بي عن
الركوب لأن رواحلي كلت وعرجت
ذكر تأمل المؤذنين طول الثواب
في القيامة بأذانهم في الدنيا
أخبرنا محمد بن عمرو بن يوسف أبو حمزة بن سالم حدثنا
بندار أخبرنا أبو عامر حدثنا سفيان عن طلحة بن يحيى عن عيسى بن
طلحة
سمعت معاوية بن أبي سفيان يقول قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة
555

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به معاوية بن أبي سفيان
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن منصور عن عباد بن أنيس
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة
556

قال أبو حاتم العرب تصف باذل الشئ الكثير بطول
اليد ومتأمل الشئ الكثير بطول العنق فقوله صلى الله عليه
وسلم المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة يريد أطولهم
أعناقا لتأمل النصارى كما قال النبي صلى الله عليه وسلم
لنسائه أسرعكن بي لحوقا أطولكن يدا فكانت سودة أول نساء
النبي صلى الله عليه وسلم لحقت به وكانت أكثرهن
557

صدقة وليس يريد بقوله صلى الله عليه وسلم هذا أن
المؤذنين هم أكثر الناس تأملا للثواب في القيامة وهذا مما نقول
في كتبنا إن العرب تذكر الشئ في لغتها بذكر الحذف عنه
ما عليه معوله فأراد صلى الله عليه وسلم بقوله أطول الناس
أعناقا أي من أطول الناس أعناقا فحذف من من الخبر
كما قال صلى الله عليه وسلم يحكي عن الله جل وعلا أحب
عبادي إلي أعجلهم فطرا أي من أقوام أحبهم وهؤلاء
منهم وهذا باب طويل سنذكره في موضعه من هذا الكتاب في
القسم الثالث من أقسام السنن إن قضى الله ذلك وشاءه
558

ذكر إثبات عفو الله جلا وعلا
عن المؤذنين
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن سلمة
المرادي حدثنا بن وهب عن حياة بن شريح عن نافع بن سليمان أن
محمد بن أبي صالح أخبره عن أبيه
أنه سمع عائشة تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فارشد الله
الأئمة وعفا عن المؤذنين
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر أبو صالح السمان عن
عائشة على حسب ما ذكرناه وسمعه من أبي هريرة مرفوعا فمرة
حدث به عن عائشة وأخرى عن أبي هريرة وتارة وقفه عليه
ولم يرفعه وأما الأعمش فإنه سمعه من أبي صالح عن
أبي هريرة موقوفا وسمعه من أبي صالح عن أبيه عن
559

أبي هريرة مرفوعا وقد وهم من أدخل بين سهيل وأبيه فيه
الأعمش لأن الأعمش سمعه من سهيل لا أن سهيلا سمعه من
الأعمش
ذكر إثبات الغفران للمؤذن بأذانه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن فأرشد الله الأئمة وغفر
للمؤذنين
560

قال أبو حاتم الفرق بين العفو والغفران أن العفو قد يكون
من الرب جل وعلا لمن استوجب النار من عباده قبل تعذيبه إياهم
نعوذ بالله منه وقد يكون ذلك بتعذيبه إياهم الشئ اليسير
562

ثم يتفضل عليهم جل وعلا بالعفو إما من حيث يريد أن يتفضل
وإما بشفاعة شافع والغفران هو الرضا نفسه ولا يكون الغفران
منه جل وعلا استوجب النيران بفضله إلا وهو يتفضل عليهم
بأن لا يدخلهم إياها بحيله
ذكر وصف الأذان الذي كان يؤذن به في
أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن يحيى القطان عن بن أبي ذئب عن الزهري
عن السائب بن يزيد قال كان الأذان على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر مرتين مرتين
فلما كان عثمان كثر الناس فأمرنا مناديا ينادي على الزوراء
563

ذكر وصف اشتراط التي كان يقام بها
الصلاة في أيام المصطفى صلى الله عليه
وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن بشار
قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت أبا جعفر
يحدث عن مسلم أبي المثنى
عن بن عمر قال إنما كان الأذان على عهد رسول
565

الله صلى الله عليه وسلم مرتين والإقامة مرة غير أنه
يقول قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فإذا سمعنا الإقامة توضأنا ثم جئنا إلى الصلاة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي
قال أنبأنا شعبة عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس قال أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر
الإقامة
566

قال أبو حاتم رضي الله عنه ما روى هذا عن بن كثير من
حديث شعبة ثقة غير محمد بن أيوب الرازي وأبي خليفة
ذكر البيان بأن قول أنس أمر بلال
أراد به رسول الله صلى الله عليه وسلم
دون غيره
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء عن أبي قلابة
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا
أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة
568

ذكر البيان بأن إفراد اشتراط إنما يكون
خلا قوله قد قامت الصلاة
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بن سالم قال حدثنا
محمد بن إسماعيل الجعفي قال حدثنا آدم قال حدثنا شعبة قال
حدثنا أبو جعفر قال سمعت أبا المثنى قال
سمعت بن عمر يقول كان الأذان على عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى والإقامة واحدة غير أنه يقول
قد قامت الصلاة مرتين
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو جعفر هذا هو إمام مسجد
الأنصار بكار اسمه محمد بن مسلم بن مهران بن المثنى
570

وأبو المثنى اسمه مسلم بن المثنى
ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى
الله عليه وسلم هو الآمر لبلال تثنية
الأذان وإفراد اشتراط لا غيره
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت خالدا
الحذاء عن أبي قلابة
عن انس أنه حدث أنهم التمسوا شيئا يؤذنون به علما
الولاء فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة
571

ذكر الخبر المصرح بأن النبي صلى
الله عليه وسلم هو الذي أمر بلالا بتثنية
الأذان وإفراد اشتراط لا معاوية
كما توهم من جهل صناعة الحديث
فحرف الخبر عن جهته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عمرو بن
محمد الناقد قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن
بن إسحاق قال حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن عبد الله بن
زيد بن عبد ربه قال
حدثني أبي عبد الله بن زيد قال لما أمر النبي صلى
الله عليه وسلم بالناقوس ليضرب به ليجتمع الناس إلى
الصلاة أطاف بي من الليل وأنا نائم رجل عليه ثوبان أخضران وفي
يده ناقوس يحمله فقلت يا عبد الله أتبيع الناقوس قال
فما تصنع به قلت أدعو به إلى الصلاة قال أفلا أدلك على خير من ذلك قلت بلى قال إذا أردت أن تؤذن تقول الله أكبر الله
أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن
لا إله إلا الله أشهد أن محمدا
رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على
الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر لا إله إلا
الله
ثم استأخر غير بعيد ثم قال تقول إذا أقمت الصلاة
الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا
572

رسول الله حي على الصلاة حي على الفلاح قد قامت
الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
فلما أصبحت غدوت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأخبرته فقال إنها لرؤيا حق إن شاء الله قم فألق
على بلال ما رأيت فليؤذن فإنه أندى صوتا فقمت مع بلال
فجعلت ألقي عليه ويؤذن بذلك فسمع عمر صوته وهو في بيته
على الزوراء فقام يجر رداءه يقول والذي بعث محمدا صلى
الله عليه وسلم بالحق لأريت مثل ما رأى فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلله الحمد
573

ذكر
الأمر بالترجيع بالأذان ضد قوله من كرهه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال أخبرنا بن جريج قال
أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة أن عبد الله بن محيريز
أخبره وكان يتيما في حجر أبي محذورة حين جهزه إلى الشام قال
قلت لأبي محذورة إني أريد أن أخرج إلى الشام وإني
أسأل عن تأذينك فأخبرني قال خرجت في نفر فكنا في بعض
طريق حنين مقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حنين فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض
الطريق فأذن مؤذن رسول
الله صلى الله عليه وسلم
بالصلاة عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعنا الصوت ونحن
متنكبون عن الطريق فصرخنا نستهزئ نحكيه فسمع الصوت
فقال أيكم يعرف هذا الذي أسمع الصوت قال فجئ بنا
فوقفنا بين يديه فقال أيكم صاحب الصوت قال فأشار
574

القوم كلهم إلي قال فأرسلهم وحبسني عنده ولا شئ أكره
إلى مما يأمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرني
بالأذان وألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم علي نفسه
الأذان فقال قل الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن
محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال لي
ارجع وامدد صوتك قال أشهد أن لا إله إلا الله أشهد
أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا
رسول الله حي على الصلاة حي على الصلاة حي على
الفلاح حي على الفلاح
الله أكبر الله أكبر لا إله
إلا الله فلما فرغ من التأذين دعاني فأعطاني صرة فيها شئ
من فضة وقال اللهم بارك فيه وبارك عليه قال فقلت
يا رسول الله مرني بالتأذين قال قد أمرتك به قال فعاد كل
شئ من الكراهية في القلب إلى المحبة فقدمت على عتاب بن
أسيد عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أأذن
بمكة عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
575

قال ابن جريج وأخبرني غير واحد من أهلي خبر بن محيريز
هذا عن أبي محذورة
576

ذكر الأمر بالترجيع في الأذان والتثنية
في اشتراط إذ هما من اختلاف المباح
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر
بن أبي شيبة قال حدثنا عفان قال حدثنا همام عن عامر الأحول أن
مكحولا حدثه أن عبد الله بن محيريز حدثه
أن أبا محذورة حدثه قال علمني رسول الله صلى الله
عليه وسلم الأذان تسع عشرة كلمة والإقامة سبع عشرة كلمة
الأذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر أشهد
أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول
الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة حي على
الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله
أكبر لا إله إلا الله
والإقامة الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن
محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة
حي على الصلاة حي على الفلاح حي على
الفلاح قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله
أكبر لا إله إلا الله
577

ذكر البيان بأن المؤذن إذا رجع في أذانه
يجب أن يخفض صوته بالشهادتين
الأوليين ويرفع صوته فيما قبلهما
وفيما بعدهما
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
مسدد بن مسرهد قال حدثنا الحارث بن عبيد عن محمد بن
عبد الملك بن أبي محذورة عن أبيه
عن جده قال قلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
علمني سنة الأذان قال فمسح مقدم رأسي وقال اتقوا الله
578

أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر ورفع بها صوته ثم
تقول أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد
أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله واخفض
بها صوتك ثم ترفع صوتك بالشهادة أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله مرتين
وحي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي
على الفلاح فإن كانت صلاة الصبح قلت الصلاة خير من
النوم الصلاة خير من النوم الله أكبر الله أكبر لا إله إلا
الله
579

ذكر ما يقول المرء عند سماع الأذان
بالصلاة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سهل بن عثمان
العسكري قال حدثنا حفص بن الصالح قال حدثنا هشام بن عروة عن
أبيه
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا سمع المؤذن قال وأنا وأنا
وحصده ذكر وصف قوله صلى الله عليه وسلم
وأنا وأنا
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال
580

حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن إبراهيم قال حدثني
عيسى بن طلحة قال
كنا عند معاوية إذ سمع المنادي يقول الله أكبر الله
أكبر فقال معاوية الله أكبر فلما قال أشهد أن لا إله إلا
الله قال معاوية وأنا أشهد فلما قال أشهد أن محمدا رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال وأنا أشهد ثم قال معاوية
هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
581

ذكر إيجاب دخول الجنة لمن قال مثل
ما يقول المؤذن في أذانه
أخبرنا محمد بن يزيد الزرق بطرسوس وابن بجير
ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالوا حدثنا العباس بن عبد العظيم قال
حدثنا محمد بن جهضم قال أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن
غزية عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبيه
عن جده عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر وقال أحدكم الله
أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد
أن لا إله إلا الله قال أشهد أن محمدا رسول الله قال
أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال
لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال
لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال الله أكبر الله أكبر قال
الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله إلا الله قال لا إله إلا
الله دخل الجنة
582

ذكر الأمر لمن سمع الأذان أن يقول كما يقول المؤذن
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن مالك عن
بن شهاب عن عطاء بن يزيد
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول
583

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
كما يقول أراد به بعض الأذان لا الكل
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثني أبي
عن جدي قال
كنت عند معاوية فقال المؤذن الله أكبر الله أكبر فقال معاوية الله أكبر الله أكبر
فقال أشهد أن لا إله إلا
الله فقال معاوية أشهد أن لا إله إلا الله فقال أشهد أن
محمدا رسول الله فقال معاوية أشهد أن محمدا رسول الله
فقال حي على الصلاة فقال معاوية لا حول ولا قوة إلا بالله
فقال حي على الفلاح فقال معاوية لا حول ولا قوة إلا بالله
فقال الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فقال معاوية الله
أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم قال هكذا كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول
584

ذكر البيان بأن المرء إذا سمع الأذان
يستحب له أن يقول كما يقول المؤذن
خلا قوله حي على الصلاة حي على
الفلاح
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا
يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا
مجمع بن يحيى قال
جلست إلى أبي أمامة بن سهل فجاء المؤذن فقال
الله أكبر الله أكبر فقال أبو أمامة مثل ذلك فقال أشهد أن
لا إله إلا الله فقال أبو أمامة مثل ذلك فقال أشهد أن محمدا
رسول الله فقال أبو أمامة مثل ذلك ثم التفت إلي فقال
هكذا حدثني معاوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
585

ذكر إيجاب الشفاعة في يوم القيامة لمن سأل
الله جل وعلا لصفيه صلى الله عليه وسلم
المقام المحمود عند الأذان يسمعه
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا
علي بن عياش قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن
المنكدر
عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال
حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة
آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي
وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة
586

ذكر إيجاب الشفاعة في القيامة لمن سأل الله
جل وعلا لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم
الوسيلة في الجنان عند الأذان يسمعه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة
قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة بن شريح قال أخبرني
كعب بن علقمة أنه سمع عبد الرحمن بن جبير بن نفير
عن عبد الله بن عمرو أنه سمع النبي صلى الله عليه
وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا
علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه وسلم عشرا ثم سلوا
لي الوسيلة فإنها مرتبة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله
وأرجو أن أكون أنا
هو فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة
588

ذكر البيان بأن العرب تذكر في لغتها عليه
بمعنى له وله بمعنى عليه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد
بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا المقرئ قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب
قال حدثنا كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا سمعتم المؤذن فقولوا كما يقول وصلوا علي
فإنه ليس أحد يصلي علي صلاة إلا صلى الله عليه وسلم عشرا وسلوا
لي الوسيلة فإن الوسيلة منزلة في الجنة ولا تنبغي أن تكون إلا
لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو ومن سألها لي حلت
له شفاعتي يوم القيامة
589

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
عبد الرحمن بن جبير لم يسمع من
عبد الله بن عمرو هذا الحديث
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم حدثنا المقرئ حدثنا حياة بن شريح أخبرني كعب بن علقمة
أنه سمع عبد الرحمن بن جبير بن نفير
أنه سمع عبد الله بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول
وصلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه وسلم عشرا
ثم سلوا لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي أن تكون إلا لعبد من
عباد الله وأرجو أن أكون أنا
هو فمن سأل الله لي الوسيلة
حلت له الشفاعة
590

ذكر مغفرة الله جل وعلا لمن شهد الله
بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه
وسلم بالرسالة ورضاه بالله وبالنبي
والإسلام عند الأذان يسمعه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن
عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا
وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا غفر
ورجاله له ما تقدم من ذنبه
591

ذكر إثبات طعم الإيمان لمن قال
ما وصفنا عند الأذان يسمعه
معتقدا لما يقول
أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا قتيبة بن سعيد
قال حدثنا الليث عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن
سعد
عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا
وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا
592

ذكر رجاء استجابة الدعاء لمن قال مثل
ما يقول المؤذن إذا سمعه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب عن حيي بن عبد الله
عن أبي عبد الرحمن الحبلي
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال يا رسول الله إن
المؤذنين يفضلوننا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تعطه
ذكر استحباب الإكثار من الدعاء بين
الأذان والإقامة إذ الدعاء بينهما لا يرد
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
593

المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا إسرائيل عن
أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم السلولي
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم الدعاء بين الأذان والإقامة يستجاب فادعوا
594

باب
شروط الصلاة
أخبرنا الفضل بن حباب الجمحي حدثنا مسدد بن
مسرهد حدثنا أبو عوانة عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم فضلنا على الناس بثلاث جعلت الأرض كلها مسجدا
وجعل تربتها لنا طهورا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة
وأوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش
لم يعطه أحد قبلي ولا يعطى أحد بعدي
595

ذكر وصف التخصيص الأول الذي يخص
عموم تلك اللفظة التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان حدثنا سهل بن
عثمان العسكري وأبو موسى الزمن قالا حدثنا حفص بن الصالح عن
أشعث عن الحسن
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى
أن يصلى بين القبور
596

ذكر التخصيص الثاني الذي يخص عموم
اللفظة التي ذكرناها قبل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا بشر بن معاذ
العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري عن
أبيه
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة
598

ذكر التخصيص الثالث الذي يخص
عموم قوله صلى الله عليه وسلم
جعلت الأرض كلها مسجدا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام حدثنا محمد
599

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في
مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا هشام قال حدثنا
محمد
600

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا لم تجدوا إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في
مرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة
الحديث أن الزجر عن الصلاة في أعطان
الإبل إنما زجر لأنها من الشياطين خلقت
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يونس بن عبيد عن الحسن
عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في معاطن
الإبل فإنها خلقت من الشياطين
601

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فإنها خلقت
من الشياطين أراد به أن معها الشياطين وهكذا قوله صلى الله
عليه وسلم فليدرأه ما استطاع فإن أبى فليقاتله فإنه
شيطان ثم قال في خبر صدقة بن يسار عن بن عمر
فليقاتله فإن معه القرين
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
فإنها خلقت من الشياطين لفظة أطلقها
على المجاورة لا على الحقيقة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا أسامة بن زيد أن محمد بن
حمزة بن عمرو الأسلمي
حدثه أن أباه حمزة قال قال رسول الله صلى الله
602

عليه وسلم على ظهر كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا
الله ولا تقصروا عن حاجاتكم
ذكر خبر ثان يصرح بأن الزجر عن
الصلاة في أعطان الإبل لم يكن ذلك
لأجل كون الشيطان فيها
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن
عمر بن الخطاب عن سعيد بن يسار أنه قال
كنت أسير مع عبد الله بن عمر بطريق مكة فلما خشيت
الصبح نزلت فأوتر ت فقال أليس لك في رسول الله صلى
الله عليه وسلم أسوة فقلت بلى والله قال فإن رسول
603

الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير
قال أبو حاتم رضي الله عنه لو كان الزجر عن الصلاة في
604

أعطان الإبل لأجل أنها خلقت من الشياطين لم يصل صلى
الله عليه وسلم على البعير إذ محال أن لا تجوز الصلاة في
المواضع التي قد يكون فيها الشيطان ثم تجوز الصلاة على
الشيطان نفسه بل معنى قوله صلى الله عليه وسلم انها خلقت
من الشياطين أراد به أن معها الشياطين على سبيل المجاورة
والقرب
ذكر نفي قبول الصلاة بغير وضوء
لمن أحدث
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن قتادة قال سمعت أبا المليح
يحدث
عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول
605

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلوات
الخمس بوضوء واحد ما لم يحدث
بينها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مجاهد بن
موسى قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن علقمة بن
مرثد عن سليمان بن بريدة
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ
606

ومسح على خفيه وصلى الصلوات كلها بوضوء واحد
ذكر الوقت الذي صلى النبي صلى الله
عليه وسلم فيه الصلوات الخمس بوضوء
واحد
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن سفيان عن محارب بن دثار عن بن بريدة
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ
لكل صلاة فلما كان يوم فتح مكة صلى الصلوات كلها بوضوء
واحد
ذكر السبب الذي من أجله فعل
صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
607

أبو قديد عبيد الله بن فضالة قال حدثنا محمد بن يوسف وقبيصة بن
عقبة قالا حدثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة
عن أبيه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصلوات كلها يوم فتح مكة بوضوء واحد ومسح على خفيه
فقال له عمر إني رأيتك اليوم صنعت شيئا لم تكن تصنعه قبل
اليوم قال عمدا فعلت يا عمر
ذكر الإباحة للمعدم الماء والصعيد معا
أن يصلي من غير وضوء ولا تيمم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أبو كريب قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها استعارت قلادة من أسماء فهلكت فأرسل
النبي صلى الله عليه وسلم ناسا من أصحابه في طلبها
وأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا النبي صلى الله
عليه وسلم شكوا ذلك إليه قال فنزلت آية التيمم فقال
أسيد بن حضير جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا
جعل الله لك منه مخرجا وجعل فيه للمسلمين بركة
608

ذكر الأمر بتغطية فخذه إذ الفخذ عورة
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الصواف قال حدثنا أبو عاصم عن سفيان عن
أبي الزناد عن زرعة بن عبد الرحمن
عن جده جرهد أن النبي صلى الله عليه وسلم مر به
وقد كشف فخذه فقال غطها فإنها عورة
609

ذكر الزجر عن أن تصلي الحرة البالغة من
غير خمار يكون على رأسها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن بن سيرين عن صفية بنت الحارث
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار
كفالتي حدثناه بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
أبو الوليد الطيالسي بإسناد مثله وقال
612

صلاة امرأة حائض إلا بخمار
ذكر الأمر بالصلاة في ثوبين إذا قصد
المصلي أداء فرضه
أخبرنا الحسن حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ
حدثنا أبي حدثنا شعبة عن توبة العنبري سمع نافعا
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
صلى أحدكم فليتزر وليرتد
613

ذكر البيان بأن الأمر بالصلاة في ثوبين
إنما أمر لمن وسع الله عليه وإن كانت
الصلاة في ثوب واحد مجزئة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن
علية حدثنا أيوب عن محمد
عن أبي هريرة قال سأل رجل رسول الله صلى الله
عليه وسلم أيصلي أحدنا في الثوب الواحد قال إذا وسع
614

الله عليكم فأوسعوا على أنفسكم جمع رجل عليه ثيابه صلى
رجل في إزار ورداء في إزار وقميص في إزار وقباء في
سراويل وقميص في سراويل ورداء في سراويل وقباء في تبان
وقميص في تبان وقباء قال وأحسبه قال في تبان
ورداء
615

أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
أن بن عمر قال بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ
جاءهم آت فقال لهم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يستقبل الكعبة فاستقبلوها
وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة
616

ذكر القدر الذي صلى فيه المسلمون إلى
بيت المقدس قبل الأمر باستقبال الكعبة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق
617

عن البراء قال لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة صلى نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر
شهرا وكان يحب أن يوجه إلى الكعبة فأنزل الله جل وعلا
قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول
وجهك شطر المسجد الحرام فمر رجل على
قوم من الأنصار وهم ركوع فقال هو يشهد أنه قد صلى مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه وجه إلى الكعبة
618

قال أبو حاتم رضي الله عنه صلى المسلمون إلى بيت
المقدس بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة
سبعة عشرا شهرا وثلاثة أيام سواء وذلك أن قدومه صلى الله
عليه وسلم المدينة كان يوم الاثنين لاثنتي
عشرة ليلة خلت من
ربيع الأول وأمره الله جل وعلا باستقبال الكعبة يوم الثلاثاء
للنصف من شعبان فذلك ما وصفت على صحة ما ذكرت
ذكر تسمية الله جل وعلا صلاة من صلى
إلى بيت المقدس في تلك المدة إيمانا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
620

وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال لما وجه النبي صلى الله عليه
وسلم إلى الكعبة قالوا كيف بمن مات من إخواننا وهم يصلون
نحو بيت المقدس فأنزل الله جل وعلا وما كان الله ليضيع
إيمانكم
621

ذكر لفظة قد توهم غير المتبحر في
صناعة العلم أن الصلاة بلا نية جائزة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال
حدثنا عبد الله عن شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن
الصامت
عن أبي ذر قال أوصاني خليلي بثلاث
اسمع وأطع ولو لعبد مجدع الأطراف
وإذا صنعت مرقة فأكثر ماءها ثم انظر إلى أهل بيت
من جيرانك فأصبهم منه بمعروف
وصل الصلاة لوقتها فإن وجدت الإمام قد صلى فقد
أحرزت صلاتك وإلا فهي نافلة
622

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه
وسلم وإلا فهي نافلة أراد به الصلاة
الثانية لا الأولى
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز القرشي قال حدثنا أبو عمران
الجوني عن عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر قال قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم صل الصلاة لوقتها فإن أتيت القوم وقد صلوا كنت قد
أحرزت صلاتك وإن لم الريح صلاة صليت معهم وكانت
لك نافلة
بعونه تعالى وتوفيقه
تم طبع
الجزء الرابع من الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان
ويليه الجزء الخامس وأوله
باب
فضل الصلوات الخمس
624