الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٦
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1414 ه‍ - 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
2

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن
بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفى سنة 739 ه‍
المجلد السادس
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

باب
الحدث في الصلاة
ذكر الإباحة للإمام إذا حالا أن يترك تولية
الإمامة لغير عند إرادته الطهارة لحدثه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن
عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في صلاة الفجر يوما
ثم أومأ إليهم ثم انطلق فاغتسل فجاء ورأسه يقطر
فصلى بهم
5

قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي بكرة فصلى
بهم أراد يبدأ بتكبير محدث لا أنه رجع فبنى على
صلاته إذ محال أن يذهب صلى الله عليه وسلم ليغتسل ويبقى الناس كلهم
قياما على حالتهم من غير إمام لهم إلى أن يرجع صلى الله عليه وسلم ومن
احتج بهذا الخبر في إباحة البناء على الصلاة لزمه أن لا يفسد
وقوف المأموم بلا إمام مقدار ما ذهب صلى الله عليه وسلم فاغتسل إلى أن رجع
من غير قراءة تكون منهم ولما صح نفيهم جواز ما وصفنا صح
أن البناء غير جائز في الصلاة ويلزمهم من جهة أخرى أن
يوجبوا القراءة خلف الإمام لأنه لا بد من أحد الأمرين إما أن
يجيزوا وقوف المأمومين في صلاتهم بلا قراءة ولا إمام مدة
ما وصفنا أو ليسوغوا للمأمومين الذين وصفنا نعتهم القراءة
خلف الإمام وإن لم يكن قدامهم إمام قائم
6

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أنه مضاد
لخبر أبى بكرة الذي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن صالح عن بن
شهاب قال حدثني أبو سلمة
أن أبا هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقيمت
الصلاة وعدلت الصفوف حتى إذا قام في مصلاه وانتظرنا أن
يكبر انصرف وقال على مكانكم ودخل بيته ومكثنا على
هيئتنا حتى خرج إلينا ينطف رأسه وقد اغتسل
7

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذان فعلان في موضعين
متباينين خرج صلى الله عليه وسلم مرة فكبر ثم ذكر أنه جنب فانصرف
فاغتسل ثم جاء فاستأنف بهم الصلاة وجاء مرة أخرى
فلما وقف ليكبر ذكر أنه جنب قبل أن يكبر فذهب فاغتسل
ثم رجع فأقام بهم الصلاة من غير أن يكون بين الخبرين تضاد
ولا تهاتر
ذكر الأمر لمن حالا في صلاته متعمدا أو ساهيا
بإعادة الوضوء واستقبال الصلاة ضد
قول من أمر بالبناء عليه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير بن
عبد الحميد عن عاصم الأحول عن عيسى بن حطان عن مسلم بن
سلام
عن علي بن طلق الحنفي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف ثم ليتوضأ وليعد صلاته
8

ولا تأتوا النساء في أدبارهن
لم يقل وليعد صلاته إلا جرير قاله أبو حاتم وفيه
دليل على أن البناء على الصلاة للمحدث غير جائز
ذكر وصف انصراف المحدث عن صلاته
إذا كان إماما أو مأموما
أخبرنا عمرو بن عمر بن عبد العزيز بنصيبين حدثنا
عمر بن شبة حدثنا عمر بن علي المقدمي عن هشام بن عروة عن
أبيه
9

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا حالا أحدكم
وهو في الصلاة فليأخذ على أنفه ثم لينصرف
10

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
ما رفعه عن هشام بن عروة إلا المقدمي
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمود بن غيلان
حدثنا الفضل بن موسى حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا حالا أحدكم
وهو في الصلاة فليأخذ على أنفه ثم لينصرف
11

باب
ما يكره للمصلي وما لا يكره
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا القدرة قال حدثنا مروان بن
معاوية عن يحيى بن كثير الكاهلي
عن المسور بن يزيد الأسدي قال شهدت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئا لم يقرأه فقال له
رجل يا رسول الله تركت آية كذا وكذا قال فهلا
أذكرتمونيها
12

ذكر العلة التي من أجلها
لم يذكر صلى الله عليه وسلم تلك الآية
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يحيى بن
كثير الكوفي شيخ له قديم قال
حدثني المسور بن يزيد قال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
في الصلاة فتعايى في آية فقال رجل يا رسول الله إنك
تركت آية قال فهلا أذكرتنيها قال ظننت أنها قد
نسخت قال فإنها لم تنسخ
ذكر الخبر المصرح بمعنى
ما أشرنا إليه
أخبرنا عبد الرحمن بن بحر بن معاذ البزاز بن سالم قال
حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال حدثنا
عبد الله بن العلاء بن زبر عن سالم بن عبد الله بن عمر
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة فالتبس عليه
فلما فرغ قال لأبي أشهدت معنا قال نعم قال
13

فما منعك أت تفتحها علي
14

أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن
عيينة عن عاصم عن أبي وائل قال
عبد الله كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فيرد علينا يعني
في الصلاة فلما أن جئنا من أرض الحبشة سلمت عليه
فلم يرد علي فأخذني ما قرب وما بعد فجلست حتى
قضى الصلاة قلت له إنك كنت ترد علينا فقال صلى الله عليه وسلم إن
الله يحدث من أمره ما شاء وقد حالا من أمره قضاء أن
15

لا تكلموا في الصلاة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي
16

قال حدثنا سفيان قال حدثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل
عن بن مسعود قال كنا نسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في
الصلاة فيرد علينا قبل أن نأتي أرض الحبشة فلما رجعنا من
عند النجاشي أتيته وهو يصلي فسلمت عليه فلم يرد علي
السلام فأخذني ما قرب وما بعد فجلست أنتظره فلما قضى
الصلاة قلت يا رسول الله سلمت عليك وأنت تصلي فلم ترد
علي السلام فقال إن الله يحدث من أمره ما يشاء وقد
حالا أن لا نتكلم في الصلاة
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة
العلم أن نسخ الكلام في الصلاة
كان ذلك بالمدينة لا بمكة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن
شبيل عن أبي عمرو الشيباني
عن زيد بن أرقم قال كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم
أحدنا صاحبه في الصلاة في حاجته حتى نزلت هذه الآية
حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين
17

فأمرنا حينئذ بالسكوت
18

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه اللفظة عن زيد بن
أرقم كنا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يكلم أحدنا صاحبه في الصلاة
قد توهم عالما من الناس أن نسخ الكلام في الصلاة كان
بالمدينة لأن زيد بن أرقم من الأنصار وليس كذلك لأن نسخ
الكلام في الصلاة كان بمكة عند رجوع بن مسعود وأصحابه
من أرض الحبشة
19

ولخبر زيد بن أرقم معنيان
أحدهما أنه المحتمل أن زيد بن أرقم حكى إسلام
الأنصار قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة حيث كان مصعب بن
20

عمير يعلمهم القرآن وأحكام الدين وحينئذ كان الكلام
مباحا في الصلاة بمكة والمدينة سواء فكان بالمدينة من أسلم
من الأنصار قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم عليهم يكلم أحدهم
صاحبه في الصلاة قبل نسخ الكلام فيها فحكى زيد بن أرقم
صلاتهم في تلك الأيام لا أن نسخ الكلام في الصلاة كان
بالمدينة
والمعنى الثاني أنه أراد بهذه اللفظة الأنصار وغيرهم
الذين كانوا يفعلون ذلك قبل نسخ الكلام في الصلاة على
ما يقول القائل في لغته فقلنا كذا يريد به بعض القوم
الذين فعلوا لا الكل
ذكر خبر قد يفصل به إشكال اللفظة التي
ذكرناها في خبر بن المبارك
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
يحيى القطان عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني الحارث بن
شبيل عن أبي عمرو الشيباني
21

عن زيد بن أرقم قال كان الرجل يكلم صاحبه في
الصلاة بالحاجة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت حافظوا
على الصلوات الآية
ذكر البيان بأن نسخ الكلام في الصلاة إنما نسخ منه
ما كان منه من مخاطبة الآدميين دون
مخاطبة العبد ربه فيها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني هلال بن
أبي ميمونة قال حدثني عطاء بن يسار قال
حدثنا معاوية بن الحكم السلمي قال قلت
يا رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام
وإن رجالا منا يتطيرون قال ذلك شئ يجدونه في صدورهم
ولا يضرهم
22

قلت ورجالا منا يأتون الكهنة قال فلا تأتوهم
قلت ورجالا منا يخطون قال قد كان نبي من
الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك
قال ثم بينا أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة إذ عطس
رجل من القوم فقلت يرحمك الله فحدقني القوم
بأبصارهم فقلت واثكل أماه ما لكم تنظرون إلي قال
فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم قال فلما رأيتهم يسكتوني
سكت فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلاته دعاني
فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه
والله ما ضربني ولا كهرني ولا سبني ولكن قال صلى الله عليه وسلم إن
صلاتنا هذه لا يصلح فيها شئ من كلام الناس
إنما هو التسبيح والتكبير وتلاوة القرآن
قال وأطلقت غنيمة لي ترعاها جارية لي قبل أحد
والجوانية فوجدت الذئب قد ذهب منها بشاة وأنا رجل من
بني آدم آسف كما يأسفون وأغضب كما يغضبون فصككتها
صكة فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم علي فقلت
يا رسول الله لو أعلم أنها مؤمنة لأعتقتها قال صلى الله عليه وسلم ائتني بها
فجئت بها فقال أين الله قالت في السماء قال من
23

أنا قالت أنت رسول الله قال إنها مؤمنة فأعتقها
ذكر البيان بأن الكلام الذي زجر عنه في الصلاة
إنما هو مخاطبة الآدميين وكلام بعضهم بعض دون
ما يخاطب العبد ربه في صلاته
أخبرنا بن خزيمة وأبو خليفة قالا حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا الحجاج الصواف عن
يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار
عن معاوية بن الحكم السلمي قال قلت يا رسول الله
إنا كنا حديث عهد بجاهلية فجاء الله بالإسلام وإن رجالا منا
يتطيرون قال ذلك شئ يجدونه في صدورهم فلا يضرهم
24

قال قلت يا رسول الله منا رجال يأتون الكهنة قال
فلا تأتوهم قال قلت يا رسول الله رجال منا يخطون قال
كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه فذاك
قال وبينا أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من
القوم فقلت له يرحمك الله فحدقني القوم بأبصارهم
فقلت واثكل أمياه ما لكم تنظرون إلي فضرب القوم بأيديهم
على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني لكي أسكت سكت
فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاني فبأبي هو وأمي ما رأيت
معلما قط قبله ولا بعده أحسن تعليما منه والله ما ضربني
ولا كهرني ولا شتمني ولكن قال إن صلاتنا هذه لا يصلح
فيها شئ من كلام الناس إنما هي التكبير والتسبيح وتلاوة
القرآن
ذكر خبر يحتج به من جهل صناعة الحديث وزعم أنه
منسوخ نسخه نسخ الكلام في الصلاة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أيوب بن أبي تميمة عن محمد بن سيرين
25

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم سلم من اثنتين من صلاة
العشي فقام إليه ذو اليدين فقال أقصرت الصلاة أم نسيت
فقال كل ذلك لم يكن ثم أقبل على الناس فقال أكما
يقول ذو اليدين قالوا نعم فأتم ما بقي من الصلاة ثم
سلم ثم سجد سجدتي السهو
قال أبو حاتم هذا خبر أوهم عالما من الناس أن هذه
الصلاة كانت حيث كان الكلام مباحا في الصلاة ثم نسخ هذا
الخبر بتحريم الكلام في الصلاة وليس كذلك لأن نسخ
الكلام في الصلاة كان بمكة عند رجوع بن مسعود من أرض
الحبشة وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وراوي هذا الخبر
أبو هريرة وأبو هريرة أسلم سنة خيبر سنة سبع من الهجرة
26

فذلك ما وصفت على أن قصة ذي اليدين كان بعد نسخ
الكلام في الصلاة بعشر سنين سواء فكيف يكون الخبر المتأخر
منسوخا بالخبر المتقدم
ذكر خبر احتج به من جهل صناعة الحديث فزعم أن
أبا هريرة لم يشهد هذه القصة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا صلى معه هذه الصلاة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد عن
الحارث بن شبيل عن أبي عمرو الشيباني
عن زيد بن أرقم قال كنا نتكلم في الصلاة بالحاجة
حتى نزلت هذه الآية حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى
وقوموا لله قانتين فأمرنا بالسكوت
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر يوهم من
لم يطلب العلم من مظانه أن نسخ الكلام في الصلاة كان
بالمدينة وأن أبا هريرة لم يشهد قصة ذي اليدين وذاك أن
زيد بن أرقم من الأنصار وقال كنا نتكلم في الصلاة بالحاجة
وليس مما يذهب إليه الواهم فيه في شئ منه وذلك أن زيد بن
أرقم كان من الأنصار الذين أسلموا بالمدينة وصلوا بها قبل
هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم إليها وكانوا يصلون بالمدينة كما يصلي
27

المسلمون بمكة في إباحة الكلام في الصلاة لهم فلما نسخ
ذلك بمكة نسخ كذلك بالمدينة فحكى زيد ما كانوا عليه
لا أن زيد حكى ما لم يشهده
ذكر الأخبار المصرحة بأن أبا هريرة شهد هذه الصلاة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أنه حكاهما كما توهم من جهل صناعة
الحديث حيث لم ينعم النظر في متون الأخبار
ولا تفقه في صحيح الآثار
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى بن
أبي أحمد
عن أبي هريرة قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن
28

الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب وعبيد الله بن عبد الله
وأبو سلمة بن عبد الرحمن
أن أبا هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمر بن محمد الهمذاني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا بن عون عن
بن سيرين
29

عن أبي هريرة قال صلى بنا أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
وأخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا بشر بن المفضل عن سلمة بن علقمة
عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
أبو خيثمة قال حدثنا بن عيينة عن أيوب عن بن سيرين قال
30

سمعت أبا هريرة يقول صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا بن عون
عن بن سيرين
عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى
صلاتي العشي قال بن سيرين سماها لنا أبو هريرة فنسيت
أنا فصلى بنا ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة معروضة
في المسجد فوضع يده اليمنى على اليسرى وشبك بين
أصابعه واتكأ على خشبة كأنه غضبان قال وخرج سرعان
الناس قال النضر يعني أوائل الناس فقالوا أقصرت
الصلاة وفي القوم أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه وفي
القوم رجل في يده المريض يقال له ذو اليدين فقال أقصرت
الصلاة أم نسيت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تقصر الصلاة
ولم أنس فقال للقوم أكما يقول ذو اليدين قالوا نعم
فصلى ما كان ترك ثم سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده
أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم كبر وسجد مثله أو أطول ثم
رفع رأسه ثم كبر
31

قال فربما سألوا محمدا ثم سلم فيقول نبئت عن
عمران بن حصين أنه قال ثم سلم
لفظ الخبر للنضر بن شميل عن بن عون
ذكر إباحة بكاء المرء في صلاته إذا
لم يكن ذلك لأسباب الدنيا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
عبد الله بن هاشم قال حدثنا بن مهدي عن شعبة عن أبي إسحاق
عن حارثة بن مضرب
عن علي قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقدام
ولقد رأيتنا وما فينا قائم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي
ويبكي حتى مطرف
32

ذكر الإباحة للمرء أن يرد السلام إذا سلم عليه
وهو يصلي بالإشارة دون النطق باللسان
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي
قال حدثنا سفيان قال حدثنا زيد بن أسلم
عن بن عمر قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مسجد بني عمرو بن
عوف يعني مسجد قباء فدخل رجال من الأنصار يسلمون
عليه قال بن عمر فسألت صهيبا وكان معه كيف كان
النبي صلى الله عليه وسلم يفعل إذا كان يسلم عليه وهو يصلي فقال كان
يشير بيده
33

ذكر ما يعمل المصلي في رد السلام
إذا سلم عليه في ذلك الوقت
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثني الليث عن بكير بن الأشج عن نابل صاحب العباء عن بن
عمر
عن صهيب قال مررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي
فسلمت عليه فرد علي إشارة ولا أعلم إلا أنه قال
34

بإصبعه
ذكر الأمر بالتسبيح للرجال والتصفيق للنساء
إذا حزبهم أمر في صلاتهم
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي حازم بن دينار
عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني
عمرو بن عوف ليصلح بينهم وحانت الصلاة فجاء بلال إلى
أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال أتصلي للناس فأقيم
قال نعم فصلى أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في
الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف فصفق الناس وكان
أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس التصفيق التفت
35

أبو بكر فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أثبت
مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد الله تعالى على ما أمره به
رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في
الصف وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فصلى فلما انصرف قال
يا أبا بكر ما منعك أن تلبث إذ أمرتك فقال أبو بكر ما كان
لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي رأيتكم أكثرتم التصفيق من نابه شئ
في صلاته فليسبح فإنه إن سبح التفت إليه وإنما التصفيق
للنساء
36

ذكر البيان بأن بلالا قدم أبا بكر ليصلي بهم هذه الصلاة
بأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم لا من تلقاء نفسه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا خلف بن هشام
البزاز حدثنا حماد بن زيد عن أبي حازم
عن سهل بن سعد قال كان قتال بين بني عمرو بن
عوف فأتاهم النبي صلى الله عليه وسلم ليصلح بينهم وقد صلى الظهر فقال
لبلال إن حضرت صلاة العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل
بالناس فلما حضرت صلاة العصر أذن بلال وأقام وقال
يا أبا بكر تقدم فتقدم أبو بكر فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يشق
الصفوف فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صفحوا قال وكان
أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت فلما رأى التصفيح
لا يمسك عنه التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه فأومأ إليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امض فلبث أبو بكر هنية فحمد الله
على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امض ثم مشى أبو بكر القهقري
على عقبه فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم تقدم فصلى بالقوم
صلاتهم فلما قضى صلاته قال يا أبا بكر ما منعك إذ أومأت
إليك أن لا تكون مضيت قال أبو بكر لم يكن لابن
39

أبي قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال للناس إذا نابكم
في صلاتكم شئ فليسبح الرجال ولتصفق النساء
ذكر الأمر للمصلي لما يفهم عنه في صلاته
عند حاجة إن بدت له فيها
أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا أيوب بن محمد
الوزان قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا عوف عن بن سيرين
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال التسبيح للرجال
والتصفيق للنساء
40

ذكر الإخبار بما أبيح للمرء فعله
في الصلاة عنه النائبة تنوبه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التسبيح
للرجال والتصفيق للنساء
41

ذكر الإباحة للمرء أن يشير في صلاته
لحاجة تبدو له
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا يحيى بن
معين قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة
ذكر الأمر للمصلي أن يبصق عن يساره تحت رجله
اليسرى لا عن يمينه ولا تلقاء وجهه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عمرو بن زرارة
الكلابي حدثنا حاتم بن إسماعيل أخبرنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة
عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال أتينا
جابر بن عبد الله في مسجده وهو
يصلي في ثوب واحد مشتملا
به فلسانه القوم حتى جلست بينه وبين القبلة فقلت
يرحمك الله تصلي في ثوب واحد وهذا ردائك إلى
42

جنبك فقال بيده في صدري أردت أن يدخل علي أحمق
مثلك فيراني كيف أصنع فيصنع بمثله أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مسجدنا هذا وفي يده عرجون بن طاب فرأى نخامة في
قبلة المسجد فأقبل عليها فحكها بالعرجون ثم أقبل علينا
فقال أيكم يحب أن يعرض الله عنه قال كسفرها ثم قال
أيكم يحب أن يعرض الله عنه فقلنا لا أينا يا رسول الله
قال إن أحدكم إذا قام يصلي فإن الله قبل وجهه فلا يبصق
قبل وجهه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره تحت رجله
اليسرى فإن عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا ورد بعضه
على بعض أروني عبيرا فقام فتى من الحي يشتد إلى
أهله فجاء بخلوق في راحتيه فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله
على رأس العرجون ولطخ به على أثر النخامة
قال جابر فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم
43

ذكر الزجر عن بزق المرء في صلاته
قدامه أو عن يمينه
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا
محمد بن يحيى القطعي قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا بن
جريج قال حدثني أبو الزبير
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم
فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره أو تحت
قدمه اليسرى
ذكر الزجر عن تنخم المصلي
في قبلته أو عن يمينه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عباس بن الوليد
النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم
في صلاته فلا يتفل عن يمينه ولا بين يديه فإنه يناجي ربه
ولكن عن يساره أو تحت قدمه
44

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم أو تحت قدمه
أراد به رجله اليسرى
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة اللخمي قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن
شهاب قال أخبرنا حميد بن عبد الرحمن
أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في القبلة نخامة فتناول حصاة فحكها ثم
قال لا يتنخمن أحدكم في القبلة ولا عن يمينه وليبصق عن
يساره أو تحت رجله اليسرى
45

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن تنخم المرء
أمامه أو عن يمينه في صلاته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم
إلى الصلاة فلا يبصق أمامه فإنه يناجي ربه ما دام في مصلاه
ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا وليبصق عن شماله أو تحت
46

رجله فيدفنه
ذكر البيان بأن المصلي إذا بدرته بادرة ولم يدفن
بزقته تحت رجله اليسرى له أن يدلك
بها ثوبه بعضه ببعض
أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان قال حدثنا عياض بن
عبد الله
عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه
العراجين يمسكها بيده فدخل يوما المسجد وفي يده منها
واحدة فرأى نخامة في قبلة المسجد فحتها به حتى أنقاها ثم
أقبل على الناس مغضبا فقال أيحب أحدكم أن يستقبله الرجل
فيبصق في وجهه إن أحدكم إذا قام الولاء فإنما يستقبل به
ربه والملك عن يمينه فلا يبصق بين يديه ولا عن يمينه ولكن
عن يساره تحت قدمه اليسرى فإن عجلت به بادرة فليقل
هكذا وتفل في ثوبه ورد بعضه ببعض
47

أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي
قال حدثنا سفيان قال حدثنا بن عجلان سمع عياض بن عبد الله بن
سعد بن أبي السرح
سمع أبا سعيد الخدري يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه
هذه العراجين ويمسكها في يده فدخل المسجد وفي يده منها
قضيب فحكها به يريد بزقة في قبلة المسجد ونهى أن يبزق
الرجل بين يديه أو عن يمينه وقال ليبزق عن يساره أو تحت
قدمه اليسرى فإن عجلت به بادرة فليجعلها في ثوبه وليقل
بها هكذا وأشار سفيان يدلك طرف كمه بإصبعه
ذكر الإباحة للمصلي أن يبصق
في نعليه أو يتنخع فيهما
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن
أبي العلاء بن الشخير
48

عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم واستلحاقه فدلكها بنعله
اليسرى
ذكر الزجر عن مس المصلي
الحصاة في صلاته
أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك ببغداد قال
حدثنا إبراهيم بن زياد قال حدثنا سفيان عن الزهري عن
أبي الأحوص
عن أبي ذر يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم في
49

الصلاة فلا يمسح الحصى فإن الرحمة تواجهه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الزهري سمع هذا الخبر
من سعيد بن المسيب لا من أبي الأحوص
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب أن أبا الأحوص مولى بني
ليث حدثه في مجلس سعيد بن المسيب وابن المسيب جالس
أنه سمع أبا ذر يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قام
أحدكم في الصلاة فإن الرحمة تواجهه فلا يحرك الحصى
50

أو لا يمس الحصى
ذكر البيان بأن هذا الفعل المزجور عنه في الصلاة
قد أبيح بعضه للضرورة
حدثنا أبو حاتم رضي الله عنه أخبرنا عبد الله بن
محمد بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا
الوليد عن الأوزاعي قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن قال
حدثني معيقيب قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مس
51

الحصى في الصلاة فقال إن كنت لا بد فاعلا فمرة
ذكر الإباحة للمصلي تبريد الحصى بيده
للسجود عليه عند شدة الحر
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا
عمرو بن علي الفلاس حدثنا عبد الوهاب الثقفي حدثنا محمد بن
عمرو عن سعيد بن الحارث
عن جابر بن عبد الله قال كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم في
52

شدة الحر فيعمد أحدنا إلى قبضة من الحصى فيجعلها في
كفه هذه ثم في كفه هذه فإذا بردت سجد عليها
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
مسدد بن مسرهد قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا
عبد الحميد بن جعفر عن أبيه عن تميم بن محمود
عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن ثلاث خصال في الصلاة عن نقرة
الغراب وعن افتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان كما
يوطن البعير
53

ذكر البيان بأن الزجر عن إيطان المرء المكان الواحد
في المسجد إنما زجر عنه إذا فعل ذلك
لغير الصلاة وذكر الله
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا
بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يوطن الرجل
المسجد الولاء أو لذكر الله إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل
الغائب إذا قدم عليهم غائبهم
55

ذكر الزجر عن أن يصلي المرء
وهو غارز ضفرته في قفاه
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن
الحكم قال حدثنا حجاج قال حدثنا بن جريج قال أخبرني
عمران بن موسى قال أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه
أنه رأى أبا رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن علي
يصلي غرز ضفيرته في قفاه فحلها أبو رافع فالتفت الحسن
إليه مغضبا فقال أبو رافع أقبل على صلاتك ولا تغضب
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك كفل الشيطان
يقول مقعد الشيطان يعني مغرز ضفرته
56

قال أبو حاتم عمران بن موسى هو عمران بن موسى بن
عمرو بن سعيد بن العاص أخو أيوب بن موسى
ذكر الإخبار عن كراهية صلاة المرء وشعره معقوص
أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث أن بكيرا حدثه أن كريبا مولى بن عباس حدثه
أن عبد الله بن عباس رأى عبد الله بن الحارث وشعره
معقوص من ورائه فقام من ورائه فجعل يحله وأقر له الآخر
فلما انصرف أقبل إلى بن عباس فقال ما لك ورأسي فقال
57

إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما مثل هذا كمثل الذي
يصلي وهو مكتوف
ذكر الزجر عن رفع المصلي بصره إلى السماء
مخافة أن يلتمع بصره
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا إسماعيل
58

بن أبي أويس قال حدثني سليمان بن بلال عن
يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن سالم بن عبد الله
عن أبيه عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ترفعوا
أبصاركم إلى السماء أن تلتمع يعني في الصلاة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
إبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي وعبيد الله بن عمر القواريري
ومحمد بن عبيد بن حساب وشيبان بن فروخ قالوا حدثنا حماد بن
زيد عن محمد بن زياد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما يخشى
59

الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار
ذكر الزجر عن استعمال هذا الفعل الذي ذكرناه
حذر أن يحول رأسه رأس كلب
أخبرنا الهيثم بن خلف الدوري قال حدثنا الربيع بن
60

ثعلب قال حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن محمد بن ميسرة عن
محمد بن زياد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما يخشى الذي
يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس الكلب
ذكر الزجر عن رفع المرء إلى السماء
بصره في الصلاة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عباس بن الوليد
النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بال أقوام يرفعون
أبصارهم إلى السماء في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى
قال لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم
61

ذكر الزجر عن اختصار المرء في صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن هشام عن محمد
عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل
مختصرا
62

ذكر العلة التي من أجلها نهي عن
الاختصار في الصلاة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال حدثنا أبو صالح الحراني قال
حدثنا عيسى بن يونس عن هشام عن محمد
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الاختصار في
الصلاة راحة أهل النار
63

قال أبو حاتم يعني فعل اليهود والنصارى وهم أهل النار
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من قصد
إتمام صلاته بترك الالتفات فيها
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا
محمد بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحيى القطان عن مسعر بن
كدام عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق
عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في
الصلاة فقال إنما هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة
العبد
64

من حديث البصرة عن مسعر
ذكر البيان بأن المصلي له الالتفات يمنة ويسرة
في صلاته لحاجة تحدث ما لم
يحول وجهه عن القبلة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
الحسين بن الحريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن
سعيد بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت يمينا
وشمالا في صلاته ولا يلوي عنقه خلف ظهره
66

أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن عسل بن سفيان عن
عطاء
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل في
الصلاة
67

ذكر الزجر عن اشتمال المرء الصماء
وهو في صلاته
أخبرنا أبو يعلي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
عمار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن
خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اشتمال
الصماء
68

ذكر الإباحة أن يصلي الصلوات
في الثوب الواحد
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن
علي قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا هشام بن
حسان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عمر بن أبي سلمة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في
ثوب واحد متوشحا به
69

ذكر كيفية صلاة المرء إذا صلى
في ثوب واحد
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
يعقوب بن حميد قال حدثنا بن أبي حازم ووكيع عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عمر بن أبي سلمة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب
واحد في بيت أم سلمة واضعا طرفيه على عاتقه
ذكر وصف وضع المرء طرف الثوب
على عاتقه إذا صلى فيه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن
يحيى الذهلي قال حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن هشام بن
عروة عن أبيه
70

عن عمر بن أبي سلمة أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه
يصلي في ثوب واحد قد خالف بين طرفيه
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في القميص
الواحد بعد أن يزره
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا بن
أبي عمر العدني حدثنا عبد العزيز بن محمد عن موسى بن إبراهيم بن
عبد الرحمن بن أبي ربيعة
عن سلمة بن الأكوع قال قلت يا رسول الله إني أكون
في الصيد فأصلي وليس علي إلا قميص واحد قال فازرره
ولو بشوكة
71

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي
في الثوب الواحد
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة
72

في ثوب واحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لكلكم ثوبان
ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله أيصلي أحدنا
في الثوب الواحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوكلكم يجد ثوبين
فقال أبو هريرة للذي سأله أتعرف أبا هريرة هو يصلي
في ثوب واحد وثيابه موضوعة على المشجب
73

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به أبو هريرة
أخبرنا بكر بن أحمد بن سعد الطاحي العابد بالبصرة
قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا ملازم بن عمرو قال
حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق
عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما ترى في
الصلاة في الثوب الواحد فقال أوكلكم يجد ثوبين
74

ذكر الخبر الدال على السبب الذي من أجله أباح صلى الله عليه وسلم
الصلاة في الثوب الواحد
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال
حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عاصم الأحول وأيوب وحبيب بن
الشهيد وهشام عن بن سيرين
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في
الثوب الواحد فقال أوكلكم يجد ثوبين
فلما كان عمر بن الخطاب قال إذا وسع الله فوسعوا
رجل جمع عليه ثيابه صلى في إزار ورداء في إزار وقميص
في إزار وقباء في سراويل ورداء في سراويل وقميص في
سراويل وقباء
قال هشام وأحسبه قال وتبان
75

ذكر وصف ما يعمل والمصلي بثوبه
الواحد إذا صلى فيه
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا محمد بن يحيى القطعي قال حدثنا محمد بن بكر قال
حدثنا بن جريج قال أخبرنا أبو الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى في ثوب
فليعطف عليه
ذكر وصف العطف الذي يعمله الإنسان
بثوبه إذا صلى فيه
أخبرنا عمران بن فضالة الشعيري بالموصل قال حدثنا
76

محمد بن بشار قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا عزرة بن ثابت
قال حدثنا أبو الزبير قال
صلى بنا جابر بن عبد الله في ثوب واحد قد خالف بين
طرفيه وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها كذلك
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في إزار واحد عند
عدم القدرة على غيره من الثياب
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن
سعيد قال حدثنا يحيى القطان عن سفيان قال حدثني أبو حازم
عن سهل بن سعد قال كان رجال يصلون مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان
فيقال للنساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال
77

ذكر جواز الصلاة للمرء في الثوب الواحد
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عمر بن أبي سلمة أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي في ثوب واحد مشتملا به
الجثو ذكر الأمر بالاتشاح في الثوب الواحد
إذا صلى المرء فيه
أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا
الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رجل يا رسول الله أيصلي
الرجل في الثوب الواحد فقال ليتوشح به ثم ليصل
فيه
78

ذكر الأمر للمصلي في الثوب الواحد بالمخالفة بين طرفيه على
عاتقه إذ الاتشاح فيه من غير المخالفة بين طرفيه
لا غلام من السدل أن اشتمال الصماء
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن
عكرمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم
في الثوب الواحد فليخالف بين طرفيه على عاتقه
ذكر ما يعمل المرء عند صلاته إذا كان معه
ثوب واحد غير واسع
أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن رافع حدثنا
سريج بن النعمان حدثنا فليح عن سعيد بن الحارث أنه أتى جابر بن
عبد الله
فقال جابر خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
فجئت ليلة لبعض أمري فوجدته يصلي وعلي ثوب واحد
79

اشتملت به وصليت إلى جنبه فلما انصرف قال ما السرى
يا جابر فأخبرته فقال يا جابر ما هذا الاشتمال الذي
رأيت فقلت كان ثوبا واحدا ضيقا فقال إذا صليت
وعليك ثوب واحد فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا
فاتزر به
ذكر الإخبار عن جواز صلاة المرء في
الثوب الواحد عند العدم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال
80

حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا عاصم بن سليمان الأحول وأيوب
وحبيب بن الشهيد وهشام عن بن سيرين
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الصلاة في
الثوب الواحد فقال أوكلكم يجد ثوبين
فلما كان عمر بن الخطاب قال إذا وسع الله فوسعوا
جمع رجل عليه ثيابه فصلى الرجل في إزار ورداء في إزار
وقميص في إزار وقباء في سراويل ورداء في سراويل
وقميص في سراويل وقباء
قال هشام نحسبه قال وتبان
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلاة
على الحصير
أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد العابد قال حدثنا
نصر بن علي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن
أبي سفيان
عن جابر قال حدثني أبو سعيد الخدري أنه دخل على
النبي صلى الله عليه وسلم فرآه يصلي على حصير يسجد عليه
81

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي
على البسط
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي التياح قال
سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا
حتى يقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل النغير ونضح
بساط لنا فصلى عليه
82

ذكر البيان بأن هذه الصلوات كانت بعقب طعام
طعمه النبي صلى الله عليه وسلم عند الأنصار
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال
حدثنا خالد الحذاء عن أنس بن سيرين
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم زار أهل بيت من
الأنصار فطعم عندهم طعاما فلما أراد أن يخرج أمر بمكان
من البيت فنضح له على بساط فصلى عليه ودعا لهم
ذكر جواز صلاة المرء على الخمرة
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا منصور بن
أبي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
84

عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلاة
على الخمرة
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على
الخمرة
85

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكن البلدي بواسط قال
حدثنا زكريا بن الحكم الرسعني قال حدثنا وهب بن جرير قال
حدثنا شعبة عن أبي حصين عن يحيى بن وثاب عن
أبي عبد الرحمن السلمي
عن أم حبيبة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي على الخمرة
86

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن الأرض
كلها طاهرة يجوز للمرء الصلاة عليها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضلت على الأنبياء
بست أعطيت جوامع الكلم ونصرت بالرعب وأحلت لي
الغنائم وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا وأرسلت إلى
الخلق كافة وختم بي النبيون
87

ذكر الخبر المصرح بأن قوله صلى الله عليه وسلم جعلت لي الأرض طهورا
ومسجدا أراد به بعض الأرض لا الكل
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا المقدمي قال حدثنا
يزيد بن زريع قال حدثنا هشام قال حدثنا محمد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تجدوا
إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم
ولا تصلوا في أعطان الإبل
ذكر وصف التخصيص الأول الذي يخص عموم
تلك اللفظة التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان حدثنا
سهل بن عثمان العسكري وأبو موسى الزمن قالا حدثنا حفص بن
الصالح عن أشعث عن الحسن
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى بين
القبور
88

ذكر التخصيص الثاني الذي يخص عموم
اللفظة التي ذكرناها قبل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا بشر بن معاذ
العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عمرو بن يحيى الأنصاري
عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأرض كلها مسجد إلا الحمام والمقبرة
عللتم ذكر التخصيص الثالث الذي يخص عموم قوله صلى الله عليه وسلم
جعلت لي الأرض كلها مسجدا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي
حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام حدثنا محمد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم تجدوا
إلا مرابض الغنم ومعاطن الإبل فصلوا في مرابض الغنم
ولا تصلوا في أعطان الإبل
ذكر خبر يخص عموم اللفظة التي
تقدم ذكرنا لها قبل
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال
89

حدثنا هناد بن السري قال حدثنا حفص بن الصالح عن أشعث عن
الحسن
عن أنس بن مالك قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة
بين القبور
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به
حفص بن الصالح عن أشعث بن عبد الملك
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي أبو سعيد
الشيخ الصالح بمكة قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا
أبو قرة عن بن جريح عن الأعمش عن خيثمة بن عبد الرحمن
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة
في المقبرة
ذكر خبر يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
90

قال أخبرنا عبد الله عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني
بسر بن عبيد الله قال سمعت أبا إدريس الخولاني يقول سمعت
واثلة بن الأسقع يقول
سمعت أبا مرثد الغنوي يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها
91

ذكر خبر يصرح بتخصيص عموم تلك
اللفظة التي ذكرناها قبل
أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا أبو
كامل الجحدري قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عمرو بن
يحيى عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام
ذكر الزجر عن الصلاة في المقابر
بين القبور
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا
سهل بن عثمان العسكري ومحمد بن المثنى قالا حدثنا حفص بن
الصالح عن أشعث عن الحسن
92

عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يصلى بين
القبور
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به أشعث
أخبرنا الحسن بن علي بن هذيل القصبي بواسط قال
حدثنا جعفر بن محمد بن بنت إسحاق الأزرق حدثنا حفص بن الصالح
عن أشعث وعمران بن حدير عن الحسن
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة إلى القبور
ذكر الزجر عن الصلاة إلى القبور
والجلوس عليها
أخبرنا عمران بن موسى السختياني قال حدثنا
العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا بن المبارك قال أخبرنا
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال سمعت بسر بن عبيد الله يحدث عن
أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع
93

عن أبي مرثد الغنوي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها
ذكر الزجر عن اتخاذ المرء القبور
مساجد الولاء فيها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا عثمان بن عمر حدثنا زائدة عن عاصم عن شقيق
عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من شر الناس من
تدركه الساعة ومن يتخذ القبور مساجد
94

ذكر بعض العلة التي من أجلها زجر
عن الصلاة في القبور
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قاتل الله اليهود
اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد
95

ذكر لعن الله جل وعلا من اتخذ
قبور الأنبياء مساجد
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا أسباط بن محمد عن بن أبي عروبة عن قتادة عن
سعيد بن المسيب
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله قوما اتخذوا
قبور أنبيائهم مساجد
96

ذكر البيان بأن القبور إذا نبشت وأقلب ترابها
جائز حينئذ الصلاة على ذلك الموضع
وإن كان في البداية فيه قبور
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا جعفر بن
مهران السباك قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح
قال
حدثنا أنس بن مالك قال لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة نزل في علو المدينة في حي يقال له بنو عمرو بن
عوف فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم أربع عشرة ليلة ثم أرسل إلى
ملأ بني ماتت فجاءوا متقلدين سيوفهم قال أنس فكأني
أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته وأبو بكر ردفه وملأ بني
ماتت حوله حتى ألقى بفناء أبي أيوب فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي حيث أدركته الصلاة ويصلي في مرابض الغنم ثم إنه
أمر ببناء المسجد فأرسل إلى ملأ بني ماتت فجاؤوا فقال
يا بني ماتت ثامنوني بحائطكم هذا قالوا لا والله لا نطلب
العجلي ما هو إلا إلى الله قال أنس فكان فيه ما أقول لكم
كانت فيه قبور المشركين وكان فيه نخل وحرث فأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت بالحرث فسوي
97

وبالنخل فقطعت فوضعوا النخل قبلة المسجد وجعلوا
عضادتيه حجارة قال فجعلوا ينقلون ذلك الصخر وهم
يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم وهم يقولون
اللهم لا خير إلا خير الآخرة * فاغفر للأنصار والمهاجرة
98

ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي في ثوب
النساء إذا لم يكن فيه أذى
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا
سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق الشيباني عن
عبد الله بن شداد بن الهاد
عن ميمونة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وعليه مرط لبعض نسائه
وعليها بعضه
99

قال سفيان أراه قال وهي حائض
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في لحف نسائه
إذا لم يكن فيها أذى
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عبيد الله بن معاذ قال
حدثنا أبي معاذ بن معاذ قال حدثنا أشعث بن سوار عن بن
سيرين عن عبد الله بن شقيق
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في لحفنا
100

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في الثوب
الذي جامع فيه امرأته
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن
حديج عن معاوية بن أبي سفيان
عن أخته أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنه سألها هل كان
النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها فيه فقالت نعم
إذا لم ير فيه أذى
101

ذكر البيان بأن قول أم حبيبة إذا لم ير فيه
أذى أرادت به غير المني
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن
محمد بن أسماء قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا واصل
الأحدب عن إبراهيم النخعي
عن الأسود بن يزيد قال رأتني عائشة أغسل أثر الجنابة
أصاب ثوبي فقالت ما هذا فقلت أثر جنابة
أصاب ثوبي فقالت لقد رأيتني وإنه ليصيب ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فما يزيد على أن يقول هكذا نفركه
وازنه أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مخلد بن
أبي زميل وعبد الجبار بن عاصم
قالا حدثنا عبيد الله بن عمرو عن
عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم أصلي في
102

الثوب الذي آتي فيه أهلي قال نعم إلا أن ترى فيه شيئا
فتغسله
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي في الثياب الحمر
إذا لم تكن بمحرمة عليه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن عون بن
أبي جحيفة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في حلة حمراء فركزت
103

عنزة فصلى إليها يمر من ورائها الكلب والمرأة والحمار
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي
في فلبت القطرية
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال
حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن وأنس بن مالك
وحبيب بن الشهيد عن الحسن
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج وهو متوكئ على
أسامة بن زيد وعليه برد قطري قد توشح به
104

فصلى بهم
ذكر ما يستحب للمرء أن لا يصلي
في شعر نسائه ولا لحفها
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد حدثنا
عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا أشعث عن
محمد بن سيرين عن عبد الله بن شقيق
وعن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي في شعرنا
ولا لحفنا
ذكر ما يستحب للمصلي أن تكون صلاته
في الثياب التي لا تشغله عن صلاته
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني عروة
105

عن عائشة قالت قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وعليه خميصة
ذات أعلام كأني أنظر إلى علمها فلما قضى صلاته قال اذهبوا
بهذه الخميصة إلى أبي جهم بن حذيفة وائتوني بأنبجانيته
فإنها ألهتني في صلاتي
106

ذكر العلة التي من أجلها بعث صلى الله عليه وسلم الخميصة التي ذكرناها
إلى أبي جهم من بين الناس
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن علقمة بن أبي علقمة عن أمه
عن عائشة أنها قالت أهدى أبو جهم بن حذيفة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم خميصة شامية لها علم فشهد فيها الصلاة فلما
انصرف قال ردي هذه الخميصة إلى أبي جهم فإني نظرت
إلى علمها في الصلاة فكادت تفتنني
107

ذكر الإباحة للمصلي حمل الشئ النظيف
على عاتقه في صلاته
أخبرنا خالد بن حنظلة الصيفي بسرخس قال حدثنا
محمد بن مشكان قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا أبو عميس
عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي
عن أبي قتادة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة
وهو يصلي فإذا أراد أن يركع وضعها ثم سجد فإذا قام
حملها وإذا أراد أن يركع وضعها
108

ذكر الخبر الدال على أن هذه الصلاة
كانت صلاة فريضة لا ناقلة
أخبرنا محمد بن المعافى العابد حدثنا محمد بن صدقة
الجبلاني حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن عامر بن عبد الله بن
الزبير عن عمرو بن سليم
عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى الصلاة
وهو حامل على عاتقه أمامة بنت أبي العاص فكان إذا ركع
وضعها عن عاتقه وإذا فرغ من سجوده حملها على عاتقه فلم
يزل كذلك حتى فرغ من صلاته
ضراعة ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي وبينه وبين القبلة
امرأة معترضة ذات محرم له
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا حفص بن
عمرو الربالي قال حدثنا عمر بن علي عن هشام بن عروة عن أبيه
109

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل
وأنا راقدة معترضة بينه وبين القبلة على الفراش الذي يضطجع
عليه هو وأهله
ذكر ما كانت عائشة تفعل عند إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم
السجود وهي نائمة أمامه
أخبرنا الحسين بن إدريس قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن عائشة أنها قالت كنت أنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورجلاي في قبلته فإذا سجد غمزني فقبضت رجلي وإذا قام
بسطتهما قالت والبيوت يومئذ ليس فيها مصابيح
110

ذكر إباحة الصلاة للمرء بحذاء
المرأة النائمة قدامه
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا بندار قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر قال سمعت القاسم بن محمد
عن عائشة قالت بئسما عدلتمونا بالكلب والحمار لقد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا معترضة بين يديه فإذا أراد أن
يوتر غمزني
ذكر البيان بأن عائشة كانت تنام معترضة في القبلة
والمصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي وهي بينه وبينها
أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب قال أخبرنا
أحمد بن عبدة قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل وأنا
111

نائمة بينه وبين القبلة فإذا كان عند الوتر أيقظني
أخبرنا في عقبه قال حدثنا أحمد بن عبدة قال
حدثنا حماد بن زيد قال قال أيوب عن هشام بن عروة معترضة
كاعتراض الجنازة
ذكر البيان بأن إيقاظ المصطفى صلى الله عليه وسلم عائشة في الوقت الذي
ذكرنا كان ذلك برجله دون النطق بالكلام أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد
النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا محمد بن عمرو قال
حدثنا أبو سلمة قال
حدثتني عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وأنا معترضة
في القبلة أمامه فإذا أراد أن يوتر غمزني برجله
112

ذكر العلة التي من أجلها كان يوقظ المصطفى صلى الله عليه وسلم
عائشة في ذلك الوقت
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو
كريب قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل وأنا
بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت
ذكر وصف نوم عائشة قدام المصطفى صلى الله عليه وسلم
صارت عندما وصفنا ذكره
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا العقنبي عن مالك عن
أبي النضر عن أبي سلمة
عن عائشة قالت كنت أمد رجلي في قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يصلي فإذا سجد غمزني فرفعتهما وإذا قام رددتهما
ذكر الخبر الدال على جواز العمل اليسير
للمصلي في صلاته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق
113

بن إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى قال حدثنا محمد بن
عمرو قال حدثنا أبو سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اعترض
الشيطان في مصلاي فأخذت بحلقه فخنقته حتى وجدت برد
لسانه على كفي ولولا ما كان من دعوة أخي سليمان لأصبح
موثقا تنظرون إليه
114

ذكر الخبر المدحض قول من أفسد صلاة
العامل فيها وأشار يسيرا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبان
قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله
الأعمى
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى شيطانا وهو في الصلاة
فأخذه فخنقه حتى وجد برد لسانه على يده ثم قال صلى الله عليه وسلم لولا
دعوة أخي سليمان لأصبح موثقا حتى يراه الناس
ذكر الإباحة للمرء قتل الحيات والعقارب في صلاته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا
معمر عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن جوس الهفاني
115

عن أبي هريرة قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الأسودين
في الصلاة الحية والعقرب
ذكر الأمر بقتل الحيات والعقارب
للمصلي في صلاته
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسلم بن إبراهيم الفراهيدي
حدثنا علي بن المبارك الهنائي عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن
جوس
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتلوا
الأسودين في الصلاة الحية والعقرب
116

ذكر الزجر عن تغطية المرء فمه في الصلاة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال حدثنا عبد الله عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن
عطاء
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل في
الصلاة وأن يغطي الرجل فاه
117

ذكر الإباحة للمرء بسط ثوبه للسجود عليه
عند شدة الحر
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا غالب القطان عن بكر بن عبد الله
المزني
عن أنس بن مالك قال كنا إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم يستطع أحدنا أن يمكن جبهته من الأرض بسط ثوبه فسجد
عليه
118

ذكر الإباحة للمرء مشي اليمين واليسار
في صلاته لحاجة تحدث
حدثنا أبو يعلى قال حدثنا غسان بن الربيع عن
ثابت بن يزيد عن برد بن سنان عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت استفتحت الباب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
تطوعا والباب في القبلة فمشى النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه أو عن
يساره حتى فتح الباب ثم رجع إلى الصلاة
119

ذكر فرق المصلي بين المقتتلين
في صلاته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن منصور عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن
أبي الصهباء
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس
فجاءت جاريتان من بني عبد المطلب تشتدان اقتتلتا فأخذهما
رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزع إحداهما من الأخرى وما بالى
بذلك
120

ذكر الأمر بكظم المرء التثاؤب
ما استطاع ذلك
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال
حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب من الشيطان
إذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع
121

ذكر الأمر بكظم التثاؤب ما استطاع المرء
أو وضع اليد على الفم عند ذلك
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار
الرمادي قال حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب
العطاس ويكره التثاؤب فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع
أو ليضع يده على فيه فإنه إذا تثاءب فقال آه فإنما هو الشيطان
يضحك من جوفه
122

ذكر البيان بأن هذا الأمر إنما أمر المصلي
دون من لم يكن في الصلاة
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن
أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن
زيد بن أبي أنيسة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن التثاؤب
في الصلاة من الشيطان فإذا وجد أحدكم ذلك فليكظم
123

ذكر الأمر لمن تثاءب أن يضع يده على فيه عند ذلك
حذر دخول الشيطان فيه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه وعن بن
أبي سعيد الخدري
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب
أحدكم فليضع يده على فيه فإن الشيطان يدخل
124

ذكر وصف استتار المصلي في صلاته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
سفيان عن إسماعيل بن أمية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن
جده
سمع أبا هريرة يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إذا صلى
أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فإن لم يجد فليلق عصا فإن
لم يجد عصا فليخط خطا ثم لا يضره ما يمر بين يديه
125

قال أبو حاتم رضي الله عنه عمرو بن حريث هذا شيخ
من أهل المدينة روى عنه سعيد بن المقبري وابنه أبو محمد يروي
عن جده وليس هذا بعمرو بن حريث المخزومي ذلك له
صحبة وهذا عمرو بن حريث بن عمارة من بني عذرة سمع
أبو محمد بن عمرو بن حريث جده حريث بن عمارة عن
أبي هريرة
ذكر الزجر عن صلاة المرء
في الفضاء بلا سترة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن
عثمان قال حدثني صدقة بن يسار قال
سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصل
إلا إلى سترة ولا تدع أحدا يمر بين يديك فإن أبى
126

فلتقاتله فإنما هو شيطان
ذكر إباحة مرور المرء قدام المصلي
إذا صلى إلى غير سترة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن
جريج عن كثير بن كثير عن أبيه
عن المطلب بن أبي وداعة أنه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
حين فرغ من طوافه أتى حاشية المطاف فصلى ركعتين وليس
بينه وبين الطوافين أحد
127

ذكر البيان بأن هذه الصلاة لم تكن بين الطوافين
وبين المصطفى صلى الله عليه وسلم سترة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن
128

عثمان حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمد العنبري حدثنا
كثير بن كثير عن أبيه
عن المطلب بن أبي وداعة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
يصلي حذو الركن الأسود والرجال والنساء يمرون بين يديه
ما بينه وبينهم سترة
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل على
إباحة مرور المرء بين يدي المصلي إذا صلى إلى غير سترة يستتر
بها
وهذا كثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة بن
صبيرة بن سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن
كعب بن لؤي السهمي
ذكر الزجر عن مرور المرء معترضا
بين يدي المصلي
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا العباس بن
عبد العظيم قال حدثنا عبد الكبير الحنفي قال حدثنا عبيد الله بن
129

عبد الرحمن بن موهب قال سمعت عمي عبيد الله بن موهب
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم
أحدكم ما له في أن يمشي بين يدي أخيه معترضا وهو يناجي
ربه لكان أن يقف في ذلك المقام مائة عام أحب إليه من
الخطوة التي خطا
ذكر الزجر عن المرور بين يدي المصلي
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن بسر بن
سعيد
أن زيد بن خالد أرسله إلى أبي جهيم يسأله ماذا سمع من
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المار بين يدي المصلي قال أبو جهيم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم المار بين يدي المصلي ماذا عليه
لكان أن يقف أربعين خيرا له من أن يمر بين يديه لا أدري سنة
130

قال أم شهرا أو يوما أو ساعة
ذكر الزجر عن المرور بين يدي المصلي
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد
الخدري
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ودواد إذا كان
131

أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع
فإن أبى فليقاتله فإنما هو الشيطان
132

ذكر الأمر للمصلي بمقاتلة من يريد
المرور بين يديه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان
أحدكم يصلي فلا يدع أحدا يمر بين يديه وليدرأه ما استطاع
فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان
بشفتيه ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فإنما هو شيطان أراد به
أن معه شيطانا يدله على ذلك الفعل
لا أن المرء المسلم يكون شيطانا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن
عثمان قال حدثني صدقة بن يسار قال
سمعت بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلوا
إلا إلى سترة ولا يدع أحدا يمر بين يديه فإن أبى فليقاتله
فإن معه القرين
133

ذكر الإباحة للمصلي مقاتلة من يريد
المرور بين يديه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن عبد الله
الحمال قال حدثنا بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن
صدقة بن يسار
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كان أحدكم
يصلي فلا يدعن أحدا يمر بين يديه فإن أبي فليقاتله فإن معه
القرين
لتذكره ذكر الإباحة للمرء أن يمنع الشاة إذا أرادت
المرور بين يديه وهو يصلي
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
الفضل بن يعقوب الرخامي قال حدثنا الهيثم بن جميل قال حدثنا
جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم والزبير بن خريت عن عكرمة
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فمرت شاة بين
134

يديه فساعاها إلى القبلة حتى ألصق بطنه بالقبلة
ذكر الأمر بالدنو من السترة
إذا صلى إليها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن
زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم إلى
سترة فليدن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها ولا يدع أحدا
يمر بين يديه
135

ذكر العلة التي من أجلها أمر بالدنو
من السترة للمصلي
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن
بشار قال حدثنا سفيان قال حدثنا صفوان بن سليم عن نافع بن
جبير بن مطعم
عن سهل بن أبي خثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى
أحدكم إلى سترة فليدن منها لا يقطع الشيطان عليه
صلاته
136

ذكر وصف القدر الذي يجب أن يكون بين المصلي
وبين السترة إذا صلى إليها
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا بن أبي حازم عن أبيه
عن سهل بن سعد قال كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين الجدار ممر الشاة
ذكر كراهية تباعد المصلي عن السترة
إذا استتر بها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
137

عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن
زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم إلى
سترة فليدن منها فإن الشيطان يمر بينه وبينها ولا يدع أحدا
يمر بين يديه
ذكر إجازة الاستتار للمصلي في الفضاء
بالخط عند عدم العصا والعنزة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن الصباح
الدولابي قال حدثنا مسلم بن خالد عن إسماعيل بن أمية عن
أبي محمد بن عمرو بن حريث عن أبيه عن جده
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئا فلينصب عصا فإن لم يكن
معه عصا فليخط خطا ثم لا يضره من مر أمامه
ذكر الخبر الدال على أن نصب المصلي أمامه السترة وخطه
الخط يجب أن يكون بالطول لا بالعرض
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد
138

النرسي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال
أخبرني نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان تركز له العنزة فيصلي
إليها
ذكر إباحة صلاة المرء إلى راحلته في الفضاء
عند عدم العنزة والسترة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بن نمير قال
حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى
139

راحلته
قال نافع ورأيت بن عمر يصلي إلى راحلته
140

ذكر البيان بأن السترة تمنع من قطع الصلاة للمصلي
وإن مر من دونها الحمار والكلب والمرأة
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن حرب عن موسى بن
طلحة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع أحدكم بين
يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من مر وراء
ذلك
141

ذكر البيان بأن السترة تمنع من قطع الصلاة
وإن مر وراءه الحمار والكلب والمرأة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال حدثنا عمر بن عبيد
الطنافسي عن سماك بن حرب عن موسى بن طلحة
عن أبيه قال كنا نصلي والدواب تمر بين أيدينا فسألنا
النبي صلى الله عليه وسلم فقال مثل آخرة الرحل يكون بين يدي أحدكم
فلا يضره ما مر بين يديه
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن مرور
الحمار قدام المصلي لا يقطع صلاته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا
أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن منصور عن الحكم عن يحيى بن الجزار
142

عن أبي الصهباء قال كنا عند بن عباس فذكرنا ما كان
يقطع الصلاة فقالوا الحمار والمرأة
فقال بن عباس لقد جئت أنا وغلام من بني
عبد المطلب والتقاسيم على حمار ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس
في أرض خلاء فتركنا الحمار بين أيديهم ثم جئنا حتى دخلنا
بينهم فما بالى بذلك
ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي كان الحمار يمر قدامهم فيها
كانوا يصلون لعنزة تركز بين أيديهم والعنزة تمنع من
قطع الصلاة وإن مر قدامهم الحمار والكلب والمرأة
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا
143

علي بن إشكاب قال حدثنا إسحاق الأزرق عن سفيان عن
عون بن أبي جحيفة
عن أبيه قال شهدت النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وهو في قبة
حمراء وعنده أناس فجاء بلال فأذن ثم جعل يتبع فاه هاهنا
وها هنا قال سفيان يعني بقول حي على الصلاة حي على
الفلاح قال وأخرج فضل وضوء النبي صلى الله عليه وسلم فجعل الناس من
بين نائل وناضح حتى جعل الصغير يدخل يده تحت إباط
القوم فيصيب ذلك وركز بلال بين يديه عنزة فيمر الحمار
والمرأة والكلب لا يمنع فصلى الظهر ركعتين ثم صلى
ركعتين ركعتين حتى قدم المدينة
ذكر البيان بأن هذا الحكم إنما يكون لمن
لم يكن بين يديه كآخرة الرحل
أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد قال حدثنا
عبد الله بن إسحاق الأذرمي قال حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن حميد بن هلال
144

عن عبد الله بن الصامت قال سألت أبا ذر عما يقطع
الصلاة فقال إذا لم يكن بين يديك كآخرة الرحل المرأة
والحمار والكلب الأسود قلت ما بال الأسود من الأصفر من
الأبيض قال يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني
فقال الكلب الأسود شيطان
قال أبو حاتم الأذرمة قرية من قرى نصيبين
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن أول
هذا الخبر غير مرفوع
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن فروخ
حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن عبد الله بن
الصامت
عن أبي ذر قال يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه
مثل آخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود قال
145

قلت يا أبا ذر ما بال الأسود من الأبيض من الأحمر قال
يا بن أخي سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الكلب
الأسود شيطان
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن أول هذا الخبر موقوف
غير مسند
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا محمد
بن كثير قال أخبرنا شعبة قال أخبرني حميد بن هلال قال سمعت
عبد الله بن الصامت يحدث
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع صلاة الرجل
إذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل الحمار والكلب الأسود
والمرأة قال قلت ما بال الأسود من الأحمر من الأصفر
فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال الأسود
146

شيطان
ذكر نفي جواز استعمال هذا الفعل إذا
عدمت الصفة التي ذكرناها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المثنى قال
حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن
عن عبد الله بن مغفل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع
الصلاة الكلب والحمار والمرأة
147

ذكر البيان بأن ذكر المرأة أطلق في هذا الخبر بلفظ العموم
والمراد منه بعض النساء لا الكل
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا
عبد الله بن هاشم الطوسي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة
عن قتادة عن جابر بن زيد
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلاة الكلب
والمرأة الحائض
148

ذكر البيان بأن ذكر الكلب في هذا الخبر أطلق بلفظ
العموم والقصد منه بعض الكلاب لا الكل
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب قال
حدثنا بن أبي السري قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثنا
سلم بن أبي الذيال عن حميد بن هلال العدوي عن عبد الله بن
الصامت
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقطع الصلاة
المرأة والحمار والكلب الأسود فقلت يا أبا ذر ما بال الأسود
من الأحمر من الأصفر فقال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما سألتني فقال الأسود شيطان
149

حدثنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وحبيب بن الشهيد ويونس بن عبيد
عن حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقطع الصلاة الحمار
والمرأة والكلب الأسود قال فقلت ما بال الأسود من الأحمر
من الأصفر من الأبيض قال يا بن أخي قلت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الكلب الأسود شيطان
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد
للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا شعبة قال أخبرني أبو بكر بن حفص قال
سمعت عروة بن الزبير يقول
قالت عائشة لقد رأيتني بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم معترضة
كاعتراض الجنازة وهو يصلي
150

ذكر البيان بأن صلاة المرء إنما تقطع من مرور الكلب
والحمار والمرأة لا كونهن واعتراضهن
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن الوليد
البسري قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام بن حسان عن
حميد بن هلال عن عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تعاد الصلاة من ممر
الحمار والمرأة والكلب الأسود قلت ما بال الأسود من الأصفر
من الأحمر فقال فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال
الكلب الأسود شيطان
ذكر البيان بأن هذه الأشياء الثلاثة إنما تقطع صلاة
المصلي إذا
لم يكن قدامه سترة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
151

حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس بن عبيد عن حميد بن هلال عن
عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يكن بين
يديه مثل آخرة الرحل فإنه يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب
الأسود قال قلت يا أبا ذر فما بال الكلب الأسود من الكلب
الأحمر من الكلب الأصفر قال يا بن أخي إني سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سألتني عنه فقال الكلب الأسود
شيطان
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه يضاد
الأخبار التي ذكرناها قبل
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس أنه قال أقبلت راكبا على أتان وأنا
يومئذ قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس
بمنى فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت فأرسلت الأتان
152

ترتع ودخلت في الصف فلم فقلنا ذلك علي أحد
ذكر البيان بأن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمنى كانت السترة قدامه
حيث كان الأتان ترتع قدام المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان قال حدثنا عون بن أبي
جحيفة
عن أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالأبطح في قبة له
حمراء من آدم قال فخرج بلال بوضوئه فبين نائل وناضح
قال فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى
بياض ساقيه قال فتوضأ وأذن بلال فجعل يتبع فاه هاهنا
وها هنا يقول يمينا وشمالا حي على الصلاة حي على
الفلاح ثم ركزت له عنزة فقام فصلى العصر ركعتين يمر
بين يديه الحمار والكلب لا يمنع ثم لم يزل يصلي ركعتين
153

حتى رجع إلى المدينة
154

باب
إعادة الصلاة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
الصباح الدولابي قال حدثنا هشيم قال أخبرنا يعلى بن عطاء عن
جابر بن يزيد بن الأسود العامري
عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته فصليت
معه صلاة الصبح في مسجد الخيف من منى فلما قضى صلاته
إذا رجلان في آخر الناس لم يصليا فأتي بهما ترعد
فرائصهما فقال ما منعكما أن تصليا معنا قالا
يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا
صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم
فإنها لكم نافلة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد
القيسي قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا حسين المعلم عن
عمرو بن شعيب
155

عن سليمان بن يسار أنه رأى بن عمر جالسا بالبلاط
والناس يصلون فقلت ما يجلسك والناس يصلون قال إني قد
صليت وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن نعيد صلاة في يوم
مرتين
قال أبو حاتم عمرو بن شعيب في نفسه ثقة يحتج بخبره
إذا روى عن غير أبيه فأما روايته عن أبيه عن جده فلا تخلو
من انقطاع وإرسال فيه فلذلك لم نحتج بشئ منه
156

ذكر الخبر الدال على أن الزجر لم يرد به إلا الفريضة
التي يعيد الإنسان إياها ثانيا بعينها دون
من نوى في إعادته التطوع
أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا
عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا وهيب بن خالد عن سليمان
الناجي عن أبي المتوكل
عن أبي سعيد الخدري قال دخل رجل المسجد
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا من يتصدق
157

على هذا فليصل معه
ذكر الإباحة لمن صلى في مسجد جماعة
أن يصلي فيه مرة أخرى جماعة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن مرة بالبصرة قال حدثنا
عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا وهيب بن خالد عن سليمان
الناجي عن أبي المتوكل
عن أبي سعيد الخدري قال دخل رجل المسجد
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا من يتصدق
على هذا فليصلي معه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به وهيب
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد
بن أبي بكر المقدمي حدثنا بن أبي عدي عن سعيد بن
158

أبى عروبة عن سليمان الناجي عن أبي المتوكل
عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه
ثم جاء رجل فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم من يتصدق على هذا
فيصلي معه
ذكر الإباحة للمرء أن يؤدي فرضه جماعة
ثم يؤم الناس بتلك الصلاة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي
قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار
سمع جابر بن عبد الله قال كان معاذ بن جبل يصلي مع
النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم قال فأخر النبي صلى الله عليه وسلم
159

ذات ليلة فصلى معه معاذ بن جبل ثم رجع إلينا فتقدم
ليؤمنا فافتتح سورة البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم
تنحى فصلى وحده ثم انصرف فقلنا له مالك يا فلان
أنافقت قال ما نافقت ولآتين النبي صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن معاذا يصلي معك ثم
يرجع فيؤمنا وإنك أخرت العشاء البارحة فصلى معك ثم
رجع إلينا فتقدم ليؤمنا فافتتح سورة البقرة فلما رأيت ذلك
تنحيت فصليت وحدي أي رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنما نحن أصحاب
نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم أفتان أنت
يا معاذ أفتان أنت يا معاذ اقرأ بسورة كذا وسورة كذا
قال عمرو وأمره بسور قصار لا أحفظها قال سفيان
فقلنا لعمرو بن دينار إن أبا الزبير قال لهم إن النبي صلى الله عليه وسلم قال
له اقرأ ب السماء والطارق والسماء ذات البروج
والشمس وضحاها والليل إذا يغشى قال عمرو نحو
هذا
160

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن معاذا لم يكن
يؤم قومه بصلاة العشاء التي كانت فرضه
المؤداة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال حدثنا
عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث بن سعد عن بن عجلان عن
عبيد الله بن مقسم
عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ بن جبل يصلي مع
162

النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ثم ينصرف إلى قومه فيصليها لهم وكان
إمامهم
ذكر الإباحة لمن صلى جماعة فرضه أن
يؤم قوما بتلك الصلاة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال
حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار قال
سمعت جابرا يقول كان معاذ وهو بن جبل يصلي
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيؤمهم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن معاذا
كان يصلي بالقوم فرضه لا نفله
أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق قال حدثنا الحسن بن
عرفة قال حدثنا هشيم عن منصور بن زاذان عن عمرو بن دينار
عن جابر بن عبد الله أن معاذا كان يصلي مع
163

رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء الآخرة ثم ينصرف إلى قومه
فيصلي بهم تلك الصلاة
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان عن عبيد الله بن
مقسم
عن جابر بن عبد الله قال كان معاذ يصلي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤم قومه فيصلي بهم تلك
الصلاة
كاشتباك ذكر الأمر لمن صلى في بيته أو رحله ثم حضر
مسجد الجماعة أن يصلي معهم ثانيا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي
164

بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن رجل من بني الدئل يقال له
بسر بن محجن
عن أبيه أنه كان في مسجد فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
ثم رجع ومحجن في مجلسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما منعك أن تصلي مع الناس ألست برجل مسلم قال
بلى يا رسول الله ولكني قد كنت صليت في أهلي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جئت فصل مع الناس وإن كنت قد
صليت
165

ذكر الأمر لمن أخر إقامة الصلاة عن وقتها أن يصلي وحده
ثم يصلي معهم ثانيا إذا كانت في الوقت
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
عمران بن موسى القزاز قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أيوب
عن أبي العالية البراء قال أخر بن زياد الصلاة فأتاني
عبد الله بن الصامت فألقيت له كرسيا فجلس عليه فذكرت
له صنيع بن زياد فعض على شفته ثم ضرب بيده على فخذي
وقال إني سألت أبا ذر فضرب فخذي كما ضربت فخذك
فقال إني سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني وضرب فخذي
كما ضربت فخذك فقال صل الصلاة لوقتها فإن أدركت معهم
فصل ولا تقل إني قد صليت فلا أصلي
166

باب الوتر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب قال أخبرني
عطاء بن يزيد المؤذن
أنه سمع أبا أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر ومن أحب أن
167

يوتر بثلاث فليوتر ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها ومن
شق عليه ذلك فليومئ إيماء
ذكر الخبر الدال على أن الوتر ليس بفريضة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عبدة بن
عبد الله حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة
عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
168

أدرك الصبح ولم يوتر فلا وتر له
ذكر الخبر الدال على أن الوتر ليس بفرض
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا يعقوب بن القمي
قال حدثنا عيسى بن جارية
عن جابر بن عبد الله قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت القابلة اجتمعنا في
المسجد ورجونا أن يخرج إلينا فلم نزل فيه حتى أصبحنا ثم
دخلنا فقلنا يا رسول الله اجتمعنا في المسجد ورجونا أن
169

تصلي بنا فقال إني خشيت أو كرهت أن يكتب عليكم
الوتر
قال أبو حاتم هذان خبران لفظاهما مختلفان ومعناهما
متباينان إذ هما في حالتين في شهري رمضان لا في حالة
واحدة في شهر واحد
ذكر الخبر الدال على أن الوتر ليس بفرض
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن
الزهري عن عطاء بن يزيد المؤذن
عن أبي أيوب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوتر حق فمن شاء
فليوتر بخمس ومن شاء فليوتر بثلاث ومن شاء فليوتر
170

بواحدة
ذكر خبر ثان يدل على أن الوتر ليس بفرض
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال
أخبرني عطاء بن يزيد المؤذن
أنه سمع أبا أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
الوتر حق فمن أحب أن يوتر بخمس فليوتر ومن أحب أن
يوتر بثلاث فليوتر ومن أحب أن يوتر بواحدة فليوتر بها
ومن غلبه ذلك فليومئ إيماء
ولامته ذكر خبر ثالث يدل على أن الوتر غير فرض
أخبرنا الحسن بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأسماء قال حدثنا زهير بن معاوية عن
الحسن بن الحر عن نافع
171

عن بن عمر أنه كان يوتر على البعير ويذكر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك
ذكر خبر رابع يصرح بأن الوتر غير فرض
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن
عن سعيد بن يسار أنه قال كنت أسير مع عبد الله بن عمر
بطريق مكة فلما خشيت الصبح نزلت فأوترت ثم أدركته
فقال لي عبد الله بن عمر أين كنت فقلت خشيت الفجر
فنزلت فأوترت فقال أليس لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة
فقلت بلى قال فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر على البعير
172

ذكر خبر خامس يدل على أن الوتر ليس بفرض
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبدة بن عبد الله
الهدي قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا هشام الدستوائي
عن قتادة عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
أدركه الصبح فلم يوتر فلا وتر له
للأجنبي ذكر خبر سادس يدل على أن الوتر غير فرض
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال
حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي قال حدثنا عيسى بن جارية
عن جابر بن عبد الله قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر فلما كانت الليلة القابلة
اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج فيصلي بنا فأقمنا فيه
حتى أصبحنا فقلنا يا رسول الله رجونا أن تخرج فتصلي بنا
قال إني كرهت أو خشيت أن يكتب عليكم الوتر
173

ذكر خبر سابع يدل على أن الوتر غير فرض
أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب قال حدثنا
نصر بن علي الجهضمي حدثنا نوح بن قيس قال حدثنا خالد بن
قيس عن قتادة
عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله كم افترض الله
على عباده من الصلاة قال خمس صلوات قال هل قبلهن
أو بعدهن شئ فقال صلى الله عليه وسلم افترض الله على عباده صلوات
خمسا قال فحلف الرجل بالله لا يزيد عليهن ولا ينقص
فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن صدق دخل الجنة
ذكر خبر ثامن يدل على أن الوتر غير فرض
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن
محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز
عن المخدجي قال سأل رجل أبا محمد رجلا من
الأنصار عن الوتر فقال الوتر واجب كوجوب الصلاة فأتى
عبادة بن الصامت فذكر ذلك له فقال كذب أبو محمد
174

سمعت رسول الله يقول خمس صلوات افترضهن الله على
عباده من لم ينتقص منهن شيئا استخفافا بحقهن فإن الله
جل وعلا جاعل له يوم القيامة عهدا أن يدخله الجنة ومن جاء
بهن وقد انتقص منهن شيئا استخفافا بحقهن لم يكن له عند
الله شئ إن شاء عذبه وإن شاء ورجاله له
175

ذكر خبر تاسع يدل على أن الوتر ليس بفرض
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
موسى بن إسماعيل قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن
أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر
ذكر خبر عاشر يدل على أن الوتر غير فرض
على أحد من المسلمين
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام
قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن إسماعيل بن
أمية عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي معبد
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى
اليمن قال إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول
176

ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله أخبرهم أن الله قد
فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا فعلوه
فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد
على فقرائهم فإذا أطاعوا بهذا فخذ منهم وتوق كرائم
أموال الناس
قال أبو حاتم رضي الله عنه الاستدلال بمثل هذه
الأخبار على أن الوتر ليس بفرض تكثر فيما ذكرنا منها غنية
لمن وفقه الله للسداد وهداه لسلوك الرشاد أن الوتر ليس بفرض
وكان بعث المصطفى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن قبل خروجه
من الدنيا بأيام يسيرة وأمره صلى الله عليه وسلم أن يخبرهم أن الله قد فرض
عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ولو كان الوتر فرضا
أو شيئا زاده الله جل وعلا للناس على صلواتهم كما زعم من
جهل صناعة الحديث ولم يميز بين صحيحها وسقيمها لأمر
المصطفى صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل أن يخبرهم أن الله جل وعلا فرض
عليهم ست صلوات لا خمسا ففيما وصفنا أبين البيان بأن الوتر
ليس بفرض وبالله التوفيق
177

ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا مطرف ولم يوتر من
الليل ليس عليه إعادة الوتر فيما بعده
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا زيد بن أخزم
178

حدثنا أبو قتيبة حدثنا شعبة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن
هشام
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مرض فلم يصل من
الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الوتر
لا يصلى إلى علي الأرض
حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن
سالم بن عبد الله
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح على راحلته قبل
أي وجه توجه ويوتر عليها غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة
قال سالم وكان بن عمر يصلي على دابته من الليل
179

وهو يسير لا يبالي حيث كان وجه
ذكر وصف الوتر الذي إذا أراد المرء أوتر به
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا نصر بن علي
الجهضمي قال حدثنا عبد الله بن داود عن بن أبي ذئب عن
الزهري عن عروة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بواحدة
180

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة استعمال
الذي ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثنا الزهري عن عروة
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بواحدة
ذكر ما يستحب للمرء أن يقتصر من وتره على
ركعة واحدة إذا صلى صارت
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا يحيى بن موسى خت قال حدثنا حماد بن خالد الخياط عن
مالك بن أنس عن مخرمة بن سليمان عن كريب
181

عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الصلاة
ركعة واحدة غير جائز
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن المثنى قال
حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني الأشعث بن
سليم عن الأسود بن هلال
عن ثعلبة بن زهدم قال كنا مع سعيد بن العاص
بطبرستان فقال أيكم صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الخوف فقال حذيفة أنا قال فقام حذيفة وصف الناس
خلفه صفين صفا خلفه وصفا موازي العدو فصلى بالذين
خلفه ركعة ثم انصرف هؤلاء مكان هؤلاء وجاء أولئك
182

فصلى بهم ركعة ولم يقضوا
ذكر الخبر المدحض قول من أبطل
الوتر بركعة واحدة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
وأخبرني عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر يقول سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلاة
الليل فقال يصلي أحدكم مثنى مثنى حتى إذا خشي أن
يصبح سجد سجدة توتر له ما قد صلى
183

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الوتر
بالركعة الواحدة غير جائز
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بواحدة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به عروة عن عائشة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
184

حدثنا يحيى بن موسى خت قال حدثنا حماد بن خالد الخياط حدثنا
مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة
ذكر الزجر عن أن يوتر المرء بثلاث
ركعات غير مفصولة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة حدثنا
بن وهب قال حدثني سليمان بن بلال عن صالح بن جلس عن
عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن
الأعرج
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا توتروا
بثلاث أوتروا بخمس أو بسبع ولا تشبهوا بصلاة
المغرب
185

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان يصلي صارت كل أربع ركعات بتسليمة
ويوتر بثلاث بتسليمة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن أنه أخبره
أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رمضان فقالت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان ولا في
غيره يزيد على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسأل عن
حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن
وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة يا رسول الله أتنام قبل
أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي
186

ذكر البيان بأن قول عائشة رضي الله عنها يصلي أربعا أرادت
به بتسليمتين وقولها يصلي ثلاث أرادت به بتسليمتين
ليكون الوتر ركعة من آخر صلاة الليل
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثنا
الزهري قال حدثني عروة قال
حدثتني عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما
بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة
ركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة ويمكث في سجوده
قدر ما يقرأ الرجل خمسين آية قبل أن يرفع رأسه فإذا سكت
الأذان من صلاة الفجر قام فركع ركعتين ثم اضطجع على
شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن
187

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفصل بالتسليم
بين الركعتين والثالثة التي وصفناها
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا
أبو عبد الله محمد بن عمرو الغزي قال حدثنا بن عفير قال
حدثني يحيى بن أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين
اللتين يوتر بعدها سبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها
الكافرون ويقرأ في الوتر ب قال هو الله أحد وقل أعوذ
برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
188

ذكر الخبر المصرح بالفصل
بين الشفع والوتر
أخبرنا محمد بن أحمد بن النضر الخلقاني حدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا
أبو حمزة عن إبراهيم الصائغ عن نافع عن
بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفصل بين الشفع
والوتر
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا أوتر بثلاث
فصل بين الثنتين والواحدة بتسليمة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الوضين بن عطاء عن
سالم بن عبد الله بن عمر
عن أبيه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع والوتر
190

بتسليم يسمعناه
ذكر ما يستحب للمرء رفع الصوت بالتسليم
بين شفعه ووتره من صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أحمد بن إبراهيم
الدورقي قال حدثنا عتاب بن زياد قال حدثنا أبو حمزة عن إبراهيم
الصائغ عن نافع
عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفصل بين الشفع
والوتر بتسليم يسمعناه
191

ذكر إباحة الوتر بثلاث ركعات
لمن أراد ذلك
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا أبو حفص الأبار عن الأعمش عن
زبيد الإيامي وطلحة عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن
أبيه
عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر ب سبح اسم
ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل هو الله
أحد
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كان يوتر بأكثر من واحدة إذا
صلى صارت في بعض الليالي دون البعض
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه
192

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل
ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بخمس لا يجلس في شئ من
الخمس إلا في آخرهن يجلس ثم يسلم
ذكر الإباحة للمرء أن يوتر بغير
العدد الذي وصفناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة
عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوتر بخمس وأوتر
بسبع
193

ذكر وصف وتر المرء إذا أوتر
بخمس ركعات
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمر بن موسى
الحادي قال حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بخمس ركعات
لا يقعد إلا في آخرهن
ذكر خبر ثان يصرح بإباحة استعمال
ما وصفناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان قال حدثنا هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بخمس
لا يجلس في شئ من الخمس إلا في أخرهن يجلس ثم
يسلم
194

ذكر وصف وتر المرء إذا أوتر
بسبع ركعات
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد
بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سعيد عن
قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام
أن عائشة سئلت عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كنا نعد
له سواكه وطهوره فيبعثه الله لما شاء أن يبعثه من الليل
فيتسوك ويتوضأ ثم يصلي سبع ركعات ولا يجلس فيهن
إلا عند السادسة فيجلس ويذكر الله ويدعو
ذكر الإباحة للمرء أن يوتر
بتسع ركعات
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن
قتادة عن زرارة بن أوفي عن سعد بن هشام
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوتر بتسع
195

ركعات لم يقعد إلا في الثامنة فيحمد الله ويذكره ويدعو ثم
ينهض ولا يسلم ثم يصلي التاسعة ويذكر الله ويدعو ثم
يسلم تسليما يسمعناه ثم يصلي ركعتين وهو جالسا
ذكر الوقت المستحب للمرء أن يوتر
فيه إذا كان متهجدا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن
يحيى بن وثاب عن مسروق قال
سألت عائشة عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كل الليل
قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم أوله وأوسطه فانتهى وتره حين مات إلى
السحر
196

ذكر الوقت الذي يوتر فيه المرء صارت
إذا عقب تهجده به
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا عبد الله بن رجاء عن
إسرائيل عن أشعث بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق قال
سألت عائشة متى كان النبي صلى الله عليه وسلم يوتر قالت إذا سمع
الصارخ يعني الديك وكان أحب العمل إليه أدومه وإن
قل
197

ذكر الأمر بمبادرة الصبح بالوتر
أخبرنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن أيوب المقابري
حدثنا بن أبي زائدة حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا الصبح
بالوتر
تفرد به بن أبي زائدة قاله الشيخ
198

ذكر الإباحة للمرء تأخير الوتر إلى آخر الليل إذا طمع في
التهجد وتعجيله قبل النوم إذا كان آيسا منه
أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا حدثنا
محمد بن عباد المكي قال حدثنا يحيى بن سليم عن عبيد الله بن
عمر عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر متى توتر
قال أوتر ثم أنام قال بالحزم أخذت وسأل عمر متى
توتر قال أنام ثم أقوم من الليل فأوتر قال فعل القوي
أخذت
199

ذكر الإباحة للمرء أن يوتر من أول الليل أو آخره
على حسب عادته في تهجد الليل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن
حماد قال حدثنا وهيب عن برد أبي العلاء عن عبادة بن نسي
عن غضيف بن الحارث قال قلت لعائشة أرأيت النبي
صلى الله عليه وسلم يا أم المؤمنين أكان يوتر من أول الليل أو من آخره
قالت ربما أوتر من أول الليل وربما أوتر من آخره قلت
الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة قلت يا أم
المؤمنين أرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من الجنابة من أول
الليل أو من آخره قالت ربما اغتسل من أول الليل وربما
اغتسل من آخره قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في
الأمر سعة قلت يا أم المؤمنين أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أكان يجهر
بصلاته أم يخافت بها قالت ربما جهر بصلاته وربما خافت
بها قلت الله أكبر الحمد لله الذي جعل في الأمر سعة
200

ذكر الإباحة للمرء أن يضم قراءة المعوذتين إلى قراءة
قل هو الله أحد في وتره الذي ذكرناه
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا ميمون بن الأصبغ
قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن
أيوب عن يحيى بن سعيد عن عمرة
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الأولى
من الوتر ب سبح اسم ربك الأعلى وفي الثانية ب قل يا أيها
الكافرون وفي الثالثة ب قل هو الله أحد وقل أعوذ برب
الفلق وقل أعوذ برب الناس
ذكر الزجر عن أن يوتر المرء في الليلة الواحدة
مرتين في أول الليل وآخره
أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا
نصر بن علي قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر
201

عن قيس بن طلق قال زارني أبي يوما في رمضان
فأمسى عندنا وأفطر فقام بنا تلك الليلة وأوتر ثم انحدر إلى
مسجده فصلى بأصحابه ثم قدم رجلا فقال أوتر بأصحابك
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا وتران في ليلة
ذكر ما يستحب للمرء أن يسبح الله جل وعلا
عند فراغه من وتره الذي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير قال حدثنا محمد بن أبي عبيدة عن أبيه عن الأعمش عن
طلحة بن مصرف عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
عن أبي كعب قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الوتر
ب سبح اسم ربك الأعلى وقل يا أيها الكافرون وقل
202

هو الله أحد فإذا سلم قال سبحان الملك القدوس ثلاث
مرات
203

باب
النوافل
ذكر بناء الله جل وعلا بيتا في الجنة لمن صلى في
اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة سوى الفريضة
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا محمد بن
كثير العبدي حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس
عن عنبسة بن أبي سفيان
عن أم حبيبة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من رجل
يصلي ثنتي عشرة ركعة غير الفريضة إلا بنى الله له بيتا في
الجنة
204

ذكر وصف الركعات التي يبني الله عز وجل
لمن يركع بها بيتا في الجنة
أخبرنا بن خزيمة حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا
شعيب بن الليث بن سعد حدثنا الليث بن سعد عن بن عجلان عن
أبي إسحاق الهمداني عن عمرو بن أوس الثقفي عن عنبسة بن أبي
سفيان
عن أخته أم حبيبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى
ثنتي عشرة ركعة في اليوم بنى الله له بيتا في الجنة أربع
ركعات قبل الظهر وركعتين بعد الظهر وركعتين قبل العصر
وركعتين بعد المغرب وركعتين قبل الصبح
205

ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة لمن
صلى قبل العصر أربعا
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي حدثنا أبو داود حدثنا محمد بن مهران حدثني جدي
أبو المثنى
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله امرأ
صلى قبل العصر أربعا
206

قال أبو حاتم أبو المثنى هذا اسمه مسلم بن المثنى
من ثقات أهل الكوفة وقوله صلى الله عليه وسلم أربعا أراد به بتسليمتين
لأن في خبر يعلى بن عطاء عن علي بن عبد الله الأزدي عن
بن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الليل والنهار مثنى
مثنى
ذكر ما يستحب للمرء المواظبة على الركعات المعلومة
من النوافل قبل الفرائض وبعدها
أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب قال حدثنا
مسدد بن مسرهد عن يزيد بن زريع قال حدثنا أيوب عن نافع
عن بن عمر قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يصلي
ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب
وركعتين بعد العشاء الآخرة
وأخبرتني حفصة أنه كان يصلي ركعتين خفيفتين حين
207

ينادي المنادي لصلاة الصبح وكانت ساعة لا يدخل عليه فيها
أحد
ذكر الأمر للمرء أن يركع ركعتين قبل كل
صلاة فريضة يريد أداءها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا محمد بن عمرو الغزي
208

قال حدثنا عثمان بن سعيد القرشي قال حدثنا محمد بن مهاجر عن
ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر
عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان
ذكر استحباب المسارعة إلى الركعتين قبل الفجر
اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب
الدورقي حدثنا يحيى بن سعيد عن بن جريح أخبرني عطاء عن
عبيد بن عمير
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن على شئ من
209

النوافل أشد معاهدة منه على الركعتين قبل الصبح
ذكر البيان بأن مسارعته صلى الله عليه وسلم إلى الركعتين قبل الفجر كان أكثر
من مسارعته إلى الغنيمة التي يغنمها
أخبرنا عمران بن موسى السختياني حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا حفص بن الصالح عن بن جريج عن عطاء عن
عبيد بن عمير
عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرع إلى شئ
من النوافل أسرع منه إلى الركعتين قبل الصبح ولا إلى غنيمة
يغتنمها
210

ذكر الترغيب في ركعتي الفجر مع البيان
بأنها خير من الدنيا وما فيها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إسحاق بن بهلول
حدثنا يحيى القطان حدثنا سليمان التيمي وسعيد بن أبي عروبة عن
قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الركعتان قبل الفجر
أحب إلي من الدنيا وما فيها
ذكر ما كان يقرأ به صلى الله عليه وسلم في الركعتين
قبل الفجر
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا
211

أبو أحمد الزبيري حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مجاهد
عن بن عمر قال رمقت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا فكان يقرأ في
الركعتين قبل الفجر ب قل يا أيها الكافرون وقل هو الله
أحد
قال أبو حاتم سمع أبو أحمد الزبيري محمد بن عبد الله
الأسدي هذا الخبر عن الثوري وإسرائيل وشريك عن
212

أبي إسحاق فمرة كان يحدث به عن هذا وأخرى عن ذاك
وتارة عن ذا
ذكر إثبات الإيمان لمن قرأ سورة الإخلاص
في ركعتي الفجر
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد
حدثنا يحيى بن معين حدثنا يحيى بن عبد الله بن يزيد بن عبد الله بن
أنيس الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش يحدث
عن جابر بن عبد الله أن رجلا قام فركع
ركعتي الفجر فقرأ في الركعة الأولى قل
يا أيها الكافرون حتى انقضت السورة فقال النبي صلى الله عليه وسلم هذا
عبد عرف ربه وقرأ في الآخرة قل هو الله أحد حتى انقضت
السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عبد آمن بربه فقال
213

طلحة فأنا أستحب أن أقرأ بهاتين السورتين في هاتين
الركعتين
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون عن سعيد الجريري عن عبد الله بن
شقيق
ذكر الحث على القراءة في ركعتي الفجر بسورة الاخلاص
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نعم
السورتان هما تقرآن في الركعتين قبل الفجر قل يا أيها
الكافرون وقل هو الله أحد
214

ذكر ما يستحب للمرء أن تكون ركعتا الفجر منه
في أول انفجار الصبح
أخبرنا عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي بمرو
قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن عمرو بن
دينار عن بن شهاب عن سالم عن أبيه
عن حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتي الفجر إذا
أضاء الفجر
ذكر تعاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم على
ركعتي الفجر
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال
215

حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا بن جريج قال أخبرني عطاء
عن عبيد بن عمير
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن على شئ من
النوافل أشد معاهدة منه على الركعتين قبل الصبح
ذكر تخفيف المصطفى صلى الله عليه وسلم ركعتي الفجر
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وكيع عن سفيان عن هشام بن عروة
عن أبيه
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخفف ركعتي الفجر
216

ذكر ما يستحب للمرء أن يخفف ركعتي
الفجر إذا أرادهما
أخبرنا عمران بن موسى قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة
قال حدثنا أبو خالد الأحمر ويزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد
عن محمد بن عبد الرحمن عن عمرة
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى ركعتي
الفجر خففهما حتى يقع في نفسي أنه لم يقرأ بفاتحة الكتاب
217

ذكر ما يستحب للمرء التخفيف في ركعتي
الفجر إذا ركعهما
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال
عبد الوهاب قال سمعت يحيى بن سعيد قال حدثني محمد بن
عبد الرحمن أنه سمع عمرة تحدث
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي ركعتي الفجر
فيخففهما حتى إني لأقول هل قرأ فيهما بأم القرآن
ذكر ما يستحب للمرء الاضطجاع على الأيمن
من شقه بعد ركعتي الفجر
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا عمرو بن عثمان قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن
أبي حمزة قال قال محمد أخبرني عروة بن الزبير
218

أن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله إذا سكت المؤذن
بالأول من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين قبل صلاة
الفجر بعد أن يتبين له الفجر ثم اضطجع على شقة الأيمن
حتى يأتيه المؤذن للإقامة
219

ذكر الأمر بالاضطجاع بعد ركعتي الفجر
لمن أراد صلاة الغداة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بشر بن معاذ
العقدي حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
أحدكم ركعتي الفجر فليضطجع على يمينه
فقال له مروان بن الحكم أما يجزي أحدنا ممشاه إلى
المسجد حتى يضطجع قال لا قال فبلغ ذلك بن عمر
فقال أكثر أبو هريرة قال فقيل لابن عمر هل تنكر شيئا مما
يقول قال لا ولكنه أكثر وجبنا فبلغ ذلك وجبنا فبلغ ذلك أبا هريرة فقال
ما ذنبي إن حفظت شيئا ونسوا
220

ذكر الزجر عن أن يصلي المرء ركعتي الفجر
بعد أن أقيمت صلاة الغداة
أخبرنا علي بن حمدون بن هشام قال حدثنا أحمد بن
سعيد الدارمي قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز
عن بن أبي مليكة
عن بن عباس قال أقيمت صلاة الصبح فقمت
لأصلي الركعتين فأخذ بيدي النبي صلى الله عليه وسلم وقال أتصلي الصبح
أربعا
221

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن على الداخل المسجد
بعد أن أقيمت صلاة الغداة أن يبدأ بركعتي الفجر
وإن فاتته ركعة واحدة من فرضه
أخبرنا محمد بن سفيان الصفار بالمصيصة قال حدثنا
بن علية عن أيوب عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت
الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
ذكر الإباحة لمن أدرك الجماعة ولم يصل ركعتي الفجر
أن يصليها في عقب صلاة الغداة
أخبرنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم الخولاني المصري
بطرسوس ومحمد بن المنذر ومحمد بن إسحاق بن خزيمة قالوا
أخبرنا الربيع بن سليمان قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا
الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن أبيه
عن جده قيس بن قهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصبح ولم يكن ركع ركعتي الفجر فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم
222

سلم معه ثم قام فركع ركعتي الفجر ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه
فلم فقلنا ذلك عليه
223

ذكر الأمر لمن فاتته ركعتا الفجر أن يصليهما
بعد طلوع الشمس
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا
عبد القدوس بن محمد الحبحابي حدثنا عمرو بن عاصم حدثنا
همام حدثنا قتادة عن النضر بن أنس عن بشير بن نهيك
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يصل
ركعتي الفجر فليصليهما إذا طلعت الشمس
224

ذكر ما يصلي المرء قبل الظهر
من التطوع
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن
أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري
عن سالم
عن أبيه قال حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل
الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد
العشاء
قال بن عمر وأخبرتني حفصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يركع ركعتين قبل الفجر وذلك بعدما يطلع الفجر
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي قبل
الظهر أربع ركعات
أخبرنا شباب بن صالح قال حدثنا وهب بن بقية
225

قال حدثنا خالد عن خالد
عن عبد الله بن شقيق قال
سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان
يصلي قبل الظهر أربعا وبعد المغرب ركعتين وبعد العشاء
ركعتين وبالليل تسع ركعات قلت قائما أو قاعدا قالت
كان يصلي ليلا طويلا قاعدا وليلا طويلا قائما قلت كيف يصنع إذا
كان قائما وكيف كان يصنع إلا كان قاعدا قالت كان إذا قرأ
قائما ركع قائما وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي الركعات
التي وصفناها في بيت لا في المسجد
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي قال حدثنا أبو كامل
226

الجحدري قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا خالد الحذاء عن
عبد الله بن شقيق قال
سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان
يصلي أربعا قبل الظهر ثم يخرج فيصلي ثم يرجع فيصلي
ركعتين ثم يخرج إلى المغرب ثم يرجع فيصلي ركعتين ثم
يخرج إلى العشاء ثم يرجع فيصلي ركعتين ثم يصلي من
الليل تسعا قال فقلت قاعدا أو قائما قالت يصلي ليلا
طويلا قائما قلت فإذا قرأ قائما قالت إذا قرأ قائما ركع
قائما وإذا قرأ قاعدا ركع قاعدا ثم يصلي قبل الفجر
ركعتين
أخبرنا أبو خليفة قال أخبرنا مسدد بن مسرهد قال
حدثنا إسماعيل قال حدثنا أيوب عن نافع قال
كان بن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها
ركعتين في بيته ويحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك
227

ذكر الأمر بالشئ الذي يخالف في الظاهر
الفعل الذي ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن
موسى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثني أبي عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم
يوم الجمعة فليصل بعدها أربعا
ذكر الأمر لمن صلى الجمعة أن
يصلي بعدها أربعا
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد حدثنا أبو عوانة عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه
228

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم
الجمعة فليصل بعدها أربعا
ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالركعات التي وصفناها
بعد الجمعة أمر ندب لا حتم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد
النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا سهيل بن
أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا صليت بعد
الجمعة فصل أربعا
قال وهيب فقال عبيد الله بن عمر يرد على سهيل
حدثني نافع عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد
الجمعة ركعتين
229

ذكر خبر ثان يدل على أن الأمر الذي وصفناه بالصلاة
بعد الجمعة إنما هو أمر استحباب لا أمر إيجاب
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة
قال حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن سفيان عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم
مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا
ذكر البيان بأن الأمر بما وصفنا إنما
هو أمر ندب لا حتم
أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق حدثنا
أبو نعيم عبيد بن هشام حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم
230

مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا
ذكر الخبر الدال على أن الأمر بأربع ركعات في عقب صلاة
الجمعة إنما أمر بذلك بتسليمتين لا بتسليمة واحدة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن
معاذ حدثنا أبي عن شعبة عن يعلى بن عطاء سمع عليا البارقي
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل والنهار
مثنى مثنى
231

قال أبو حاتم والبارق جبل أزد
ذكر الخبر الدال على أن أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالركعات الأربع
بعد الجمعة أراد به بتسليمتين لا بتسليمة واحدة
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
محمد بن الوليد البسري قال حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن
عطاء عن علي الأزدي
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل والنهار
مثنى مثنى
ذكر البيان بأن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم الركعتين بعد الجمعة في بيته
لم يكن لشئ لا يركعهما إلا فيه
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر السعدي
232

قال حدثنا عاصم بن سويد عن محمد بن موسى بن الحارث عن أبيه
عن جابر بن عبد الله قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني
عمرو بن عوف يوم الأربعاء فقال لو أنكم إذا جئتم عيدكم
هذا آمنك حتى تسمعوا من قولي قالوا نعم بآبائنا أنت
يا رسول الله وأمهاتنا قال فلما حضروا الجمعة صلى بهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم صلى ركعتين بعد الجمعة في
المسجد ولم ير يصلي بعد الجمعة يوم الجمعة ركعتين في
المسجد وكان ينصرف إلى بيته قبل ذلك اليوم
ذكر لفظة أوهمت عالما من الناس أنها
صحيحة محفوظة
أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصفهاني بالكرج حدثنا
عبد الله بن سعيد الكندي حدثنا بن إدريس عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم مصليا
233

بعد الجمعة فليصل أربعا فإن كان له شغل فركعتين في
المسجد وركعتين في البيت
ذكر البيان بأن هذه اللفظة الأخيرة إنما هي من قول أبي صالح
أدرجه بن إدريس في الخبر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه
عن أبي هريرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نصلي بعد
الجمعة أربعا قال سهيل قال لي أبي إن لم تصل في
المسجد الحرام أربع ركعات فصل في المسجد ركعتين وفي
بيتك ركعتين
234

ذكر وصف الموضع الذي تؤدى فيه
ركعتا المغرب وركعتا الجمعة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
يحيى الزماني قال حدثنا سلم بن قتيبة قال حدثنا بن أبي ذئب
عن نافع
عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يصلي الركعتين بعد
المغرب والركعتين بعد الجمعة إلا في بيته
ذكر الأمر للمرء أن يركع ركعتين قبل كل
صلاة فريضة يريد أداءها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا محمد بن عمرو الغزي
قال حدثنا عثمان بن سعيد القرشي قال حدثنا محمد بن مهاجر عن
ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر
235

عن عبد الله بن الزبير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي ركعتين
قبل صلاة المغرب
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة قال سمعت
عمرو بن عامر
عن أنس بن مالك قال كان المؤذن إذا أذن قام ناس من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبتدرون السواري يصلون حتى يخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب ولم يكن بين الأذان والإقامة شئ
236

ذكر الأمر للمرء أن يجعل نصيبا
من صلاته لبيته
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن
خازم حدثنا الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى أحدكم
الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبا فإن الله جاعل في بيته
من صلاته خيرا
237

ذكر البيان بأن صلاة المرء النوافل كلها
في بيته كان أعظم لأجره
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا
عبد الأعلى بن حماد حدثنا وهيب بن خالد حدثنا موسى بن عقبة عن
سالم أبي النضر عن بسر بن سعيد
عن زيد بن ثابت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة من حصر
في رمضان فصلى فيها ليالي فصلى بصلاته أناس من
أصحابه فلما علم بهم جعل يقعد قال فخرج إليهم فقال
قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم فصلوا أيها الناس في
بيوتكم فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة
238

ذكر الأمر بالتنفل للمرء عند وجود النشاط
وتركه عند عدمه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا يعقوب
الدورقي حدثنا إسماعيل بن عليه حدثنا عبد العزيز بن صهيب
عن أنس بن مالك قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد
وحبل ممدود بين ساريتين فقال ما هذا قالوا لزينب
تصلي فإذا كسلت أو فترت أمسكت به قال حلوه ثم قال
ليصل أحدكم نشاطه فإذا كسل أو فتر فليقعد
239

ذكر الزجر عن صلاة المرء النافلة إذا غلبته عيناه
مخافة أن يقول ما لا يعلم
حدثنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد
240

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فرأى حبلا
ممدودا بين ساريتين فقال ما هذا قالوا فلانة تصلي
فإذا أعيت تعلقت به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتصل
ما عقلت فإذا خشيت أن تغلب فلتنم
ذكر الأخبار عن وصف صلاة المرء النافلة
في يومه وليلته
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن
الوليد البسري حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن علي
الأزدي
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل والنهار
مثنى مثنى
241

ذكر الزجر عن الجلوس للداخل المسجد
قبل أن يصلي ركعتين
أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل البالسي
أبو الطاهر إمام مسجد الجامع بأنطاكية قال حدثنا محمد بن عمرو بن
العباس الباهلي قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عمارة بن
غزية عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عامر بن عبد الله بن الزبير
عن عمرو بن سليم الأنصاري
عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم
المسجد فلا يجلس فيه حتى يركع ركعتين
242

ذكر الأمر للداخل المسجد أن يركع ركعتين
أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا أخبرنا
243

أحمد بن جواس الحنفي حدثنا الأشجعي عن سفيان عن محارب بن
دثار
عن جابر بن عبد الله قال كان لي دين على النبي صلى الله عليه وسلم
فقضاني وزادني فدخلت عليه للمسجد فقال لي صل
ركعتين
ذكر البيان بأن المرء إنما أمر أن يركع ركعتين
عند دخوله المسجد قبل أن يجلس
أخبرنا الفضل حدثنا القعنبي عن مالك عن عامر بن
عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي
عن أبي قتادة السلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء
244

أحدكم المسجد فليصل سجدتين قبل أن يجلس
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فليصل سجدتين
أراد به ركعتين
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا محمد بن الحارث الحراني حدثنا محمد بن سلمة عن
أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن عامر بن عبد الله بن الزبير
عن عمرو بن سليم الأنصاري
عن أبي قتادة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل
أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يجلس
ذكر البيان بأن المرء إنما أمر بركعتين عند دخوله المسجد
قبل الجلوس والاستخبار
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا همام
عن بن جريج عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن
سليم
عن أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم
245

المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس أو يستخبر
ذكر الأمر للداخل المسجد يوم الجمعة
والإمام يخطب أن يركع ركعتين
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا داود بن رشيد
حدثنا حفص بن الصالح عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة وأبي سفيان عن جابر قالا دخل
سليك الغطفاني المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فأمره أن يصلي
ركعتين
تفرد به حفص بن الصالح وهو قاضي الكوفة قاله الشيخ
246

ذكر البيان بأن الداخل المسجد والإمام يخطب إنما أمر
أن يركع ركعتين خفيفتين قبل الجلوس
أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا بدمشق حدثنا أحمد بن
يحيى الصوفي حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا داود الطائي عن
الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال دخل رجل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب
يوم الجمعة فقال له صل ركعتين خفيفتين قبل أن
تجلس
ذكر البيان بأن الداخل المسجد أن يصلي
ركعتين ويتجوز فيهما
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس فقال له يا سليك قم فاركع
ركعتين وتجوز فيهما ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة
247

والإمام يخطب فليركع ركعتين وليتجوز فيهما
248

ذكر الخبر الدال على أن هذا الرجل لم تفته صلاة
أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يقضيها كما زعم من حرف
الخبر عن جهته وتأول له ما وصفت
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي
حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان حدثني عياض
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا دخل المسجد يوم
الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فدعاه فأمره أن يصلي
ركعتين ثم دخل الجمعة الثانية وهو على المنبر فدعاه فأمره أن
يصلي ركعتين ثم دخل الجمعة الثالثة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على
المنبر فدعاه فأمره أن يصلي ركعتين
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي قال
249

حدثنا أحمد بن الأزهر قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني أبان بن صالح عن مجاهد
عن جابر بن عبد الله قال دخل سليك الغطفاني المسجد
يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم اركع ركعتين ولا تعودن لمثل هذا فركعهما
ثم جلس
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم لا تعودن لمثل
هذا أراد الإبطاء في المجئ إلى الجمعة لا الركعتين اللتين
أمر بهما والدليل على صحة هذا خبر بن عجلان الذي تقدم
ذكرنا له أنه أمره في الجمعة الثانية أن يركع ركعتين مثلهما
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان قال حدثنا عياض بن
عبد الله
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا دخل المسجد يوم
الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فدعاه فأمره أن يصلي
ركعتين ثم قال تصدقوا فتصدقوا فأعطاه صلى الله عليه وسلم ثوبين
250

مما تصدقوا وقال تصدقوا فألقى هو أحد ثوبيه فكره
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع وقال انظروا إلى هذا دخل
المسجد بهيئة بذة فرجوت أن تفطنوا له فتصدقوا عليه
فلم تفعلوا فقلت تصدقوا فأعطوه ثوبين ثم قلت تصدقوا
فألقى أحد ثوبيه خذ ثوبك وانتهره
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم خذ ثوبك لفظة
أمر بأخذ الثوب مرادها الزجر عن ضده وهو بذل الثوب وفي
هذا دليل على أن المرء إذا أخرج شيئا للصدقة فما لم يقع في
يد المتصدق به عليه له أن يرجع فيه وفيه دليل على أن المرء
غير مستحب له أن يتصدق بماله كله إلا عند الفضل عن نفسه
وعمن يقوته
ذكر إباحة صلاة المرء جماعة تطوعا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن أبي التياح
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخالطنا
251

كثيرا حتى إن كان ليقول لأخ لي صغير يا أبا عمير ما فعل
النغير وحضرت الصلاة فنضحنا بساطا لنا فصلى عليه
وصففنا خلفه
قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أنس وحضرت
الصلاة أراد به وقت الصلاة السبحة إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان
لا يصلي صلاة الفريضة جماعة في دار أنصاري دون مسجد
الجماعة
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي التطوع
من صلاته وهو جالس
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن
أبي إسحاق قال سمعت أبا سلمة
عن أم سلمة قالت ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان أكثر
صلاته وهو جالس وكان أحب العمل إليه ما داوم عليه العبد
وإن كان يسيرا
252

ذكر المدة التي كان فيها يصلي صلى الله عليه وسلم
وهو جالس
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن الزهري عن السائب بن يزيد عن
المطلب بن أبي وداعة
عن حفصة قالت ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى في سبحته
جالسا قط حتى كان قبل وفاته بعام فكان يصلي في سبحته
جالسا فيقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها
253

ذكر العلة التي من أجلها كان يصلي
المصطفى صلى الله عليه وسلم جالسا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
علي بن حجر السعدي قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو جالس بعدما
دخل في السن وكان إذا بقي عليه من السورة ثلاثون آية قام
فقرأها ثم ركع
254

ذكر العلة التي من أجلها كان يقوم صلى الله عليه وسلم من
قعوده عند إرادة الركوع
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد
255

النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا خالد الحذاء عن
عبد الله بن شقيق
عن عائشة قال سألتها عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ليلا طويلا قاعدا وليلا طويلا قائما
فإذا صلى قاعدا ركع قاعدا وإذا صلى قائما ركع قائما
ذكر البيان بأن قول عائشة فإذا صلى قاعدا ركع قاعدا
أرادت به إذا افتتح الصلاة قاعدا ركع قاعدا
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا سلم بن جنادة قال
حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم التستري عن بن سيرين عن
عبد الله بن شقيق العقيلي
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قائما وقاعدا
فإذا افتتح الصلاة قائما ركع قائما وإذا افتتح الصلاة قاعدا
ركع قاعدا
ذكر وصف صلاة المرء إذا صلى قاعدا
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن
256

عبد الله المخرمي قال حدثنا أبو داود الحفري عن حفص بن الصالح
عن حميد الطويل عن عبد الله بن شقيق
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى متربعا
257

ذكر تفضيل الصلاة القائم على القاعد
والقاعد على النائم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا
أبو أسامة عن حسين المعلم عن عبد الله بن بريدة
عن عمران بن حصين أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة
قاعدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم صل قائما فهو أفضل ومن صلى
قاعدا فله نصف أجر القائم ومن صلى نائما فله نصف أجر
القاعد
258

قال أبو حاتم هذا إسناد قد توهم من لم يحكم صناعة
الأخبار ولا تفقه في صحيح الآثار أنه منفصل غير متصل وليس
كذلك لأن عبد الله بن بريدة ولد في السنة الثالثة من خلافة
عمر بن الخطاب سنة خمس عشرة هو وسليمان بن بريدة أخوه
توأم فلما وقعت فتنة عثمان بالمدينة خرج بريدة عنها بابنيه
وسكن البصرة وبها إذ ذاك عمران بن حصين وسمرة بن
جندب فسمع منهما ومات عمران سنة اثنتين وخمسين في
ولاية معاوية ثم خرج بريدة منها بابنيه إلى سجستان فأقام بها
غازيا مدة ثم خرج منها إلى مرو على طريق هراة فلما دخلها
وطنها ومات سليمان بن بريدة بمرو وهو على القضاء بها سنة
خمس ومئة فهذا يدلك على أن عبد الله بن بريدة سمع
عمران بن حصين
259

ذكر ما يستحب للمرء إذا أراد الخروج
من بيته أن يودعه بركعتين
أخبرنا محمد بن الحسن بن مكرم بالبصرة حدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه
عن عائشة قال قلت لها بأي شئ كان يبدأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليك وإذا خرج من عندك قالت
كان يبدأ إذا دخل بالسواك وإذا خرج صلى ركعتين
260

فصل
في الصلاة على الدابة
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي على راحلته
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عمرو بن يحيى المازني عن أبي الحباب
سعيد بن يسار
عن بن عمر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على حمار
وهو متوجه إلى خيبر
ذكر الإباحة للمصلي أن يصلي على راحلته
وإن كانت القبلة وراءه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
261

حدثنا ليث بن سعد قال حدثنا أبو الزبير
عن جابر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأدركته
فسلمت عليه وهو يصلي
فأشار إلي فلما فرغ دعاني فقال
إنك سلمت علي وأنا أصلي وهو متوجه يومئذ نحو
المشرق
ذكر البيان بأن المرء لا حرج عليه أن يصلي على راحلته
في السفر أي جهة توجه فيها
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني
عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على
راحلته حيث توجهت به في السفر
262

ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي كان يصليها صلى الله عليه وسلم على راحلته
كانت صلاة سبحة لا فريضة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
أبي الزبير مولى حكيم بن حزام
عن جابر بن عبد الله أنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر فبعثني مبعثا فأتيته وهو يسير فسلمت عليه فأومأ بيده
ثم سلمت فأشار ولم يكلمني فناداني بعد وقال إني كنت
أصلي نافلة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به بن وهب عن عمرو بن الحارث
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا محمد بن شعيب قال حدثنا عمرو بن الحارث عن
أبي الزبير
263

عن جابر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم مبعثا فوجدته يسيرا
مشرقا ومغربا فسلمت عليه فأشار بيده ثم سلمت عليه فأشار
بيده فانصرفت فناداني يا جابر فناداني الناس يا جابر
فأتيته فقلت يا رسول الله قد سلمت عليك فلم ترد علي
قال ذاك أني كنت أصلي
ذكر الإباحة للمسافر أن يصلي النافلة على راحلته
وإن كانت القبلة وراء ظهره
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا وكيع قال حدثنا بن أبي ذئب عن عثمان بن عبد الله بن
سراقة عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
على راحلة نحو المشرق في غزوة أنمار
ذكر البيان بأن المسافر مباح له أن يتنفل على راحلته
وإن كان ظهره إلى القبلة
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
264

قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني
يحيى بن أبي كثير قال حدثني محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال
حدثني جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة فكان يصلي تطوعا على راحلته مستقبل المشرق فإذا
أراد أن يصلي المكتوبة نزل واستقبل القبلة
ذكر وصف الركوع والسجود
للمتنفل على راحلته
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد عن بن نمر عن الزهري عن سالم
عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على دابته في السفر
في السبحة يومئ برأسه إيماء
265

ذكر البيان بأن السجدتين من المتنفل على راحلته يجب أن
تكون في الإيماء أخفض من الركوع
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن المقدام قال
حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريج قال أخبرنا أبو الزبير
أنه سمع جابرا يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي على
راحلته يصلي النوافل في كل وجه ولكنه يخفض السجدتين من
الركعتين يومئ إيماء
ذكر وصف صلاة المرء التطوع
على راحلته
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال
أخبرني أبو الزبير
266

عن جابر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وهو على راحلته
النوافل في كل وجه ولكنه يخفض السجدتين من الركعة يومئ
إيماء
ذكر وصف الركوع والسجود للمتنفل
إذا صلى على راحلته
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان قال حدثنا
أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب قال حدثنا بن
جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي النوافل على راحلته
يخفض السجدتين من الركعتين
267

فصل
في صلاة الضحى
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن كهمس بن الحسن عن
عبد الله بن شقيق قال
قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت
لا إلا أن يجئ من سفر
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به كهمس بن الحسن
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن
268

علي الجهضمي قال حدثنا يزيد بن زريع عن الجريري عن
عبد الله بن شقيق قال
قلت لعائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى
فقالت لا إلا أن يجئ من مغيبه قلت هل كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قاعدا قالت نعم بعدما حطمه السن
قلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بين السور قالت نعم من
المفصل قلت هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا معلوما
سوى رمضان قالت والله إن صام شهرا معلوما سوى رمضان
حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم ولا أفطره حتى مضى لوجهه صلى الله عليه وسلم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفردت به عائشة
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم
الصواف قال حدثنا سالم بن نوح العطار قال حدثنا عبيد الله بن
عمر عن نافع
269

عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصلي الضحى إلا أن
يقدم من مغيبة
قال أبو حاتم رضي الله عنه نفي بن عمر وعائشة عن
النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى إلا أن يقدم من سفر أو مغيبة أراد به
في المسجد بحضرة الناس دون البيت وذاك أن من خلق
المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع فيه
ركعتين فكان أكثر قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم المدينة من الأسفار
والغزوات كان ضحى من أول النهار ونهى صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل
أهله ليلا
ذكر إثبات عائشة صلاة الضحى
للمصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد وابن كثير
قالا حدثنا شعبة قال أخبرني يزيد الرشك عن معاذة قالت
سألت عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت
270

نعم أربع ركعات ويزيد ما شاء الله
قال أبو حاتم رضي الله عنه إثبات عائشة صلاة الضحى
للمصطفى صلى الله عليه وسلم أرادت به في البيت دون المسجد الجماعة لأنه
صلى الله عليه وسلم قال أفضل صلاتكم في بيوتكم إلا المكتوبة
ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي
الضحى على دائم الأوقات
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
271

يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال أخبرني السائب بن يزيد عن المطلب بن أبي وداعة
أن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصلي في سبحته وهو جالس حتى كان صلى الله عليه وسلم قبل موته بعام
واحد فرأيته يصلي في سبحته وهو جالس ويرتل السورة حتى
تكون أطول من أطول منها
ذكر عدد الركعات التي كان يصليها صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا
عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي قال حدثني المطلب بن
عبد الله بن حنطب
عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فصلى
الضحى ثمان ركعات
272

ذكر ما يستحب للمرء أن يواظب
على سبحة الضحى
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث بن
سعد عن عقيل عن الزهري قال حدثني عروة
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقول ما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبح سبحة الضحى وكانت عائشة تسبحها
وكانت تقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك كثيرا من العمل خشية أن
يستن الناس به فيفرض عليهم
ذكر ما يكفي المرء آخر النهار بأربع ركعات
يصليها من أوله
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
عبد الأعلى حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت بردا يقول حدثني
273

سليمان بن موسى عن تثبت عن كثير بن مرة الحضرمي عن قيس
الجذامي
عن نعيم بن همار الغطفاني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه
تبارك وتعالى أنه قال يا بن آدم صل لي أربع ركعات في أول
النهار أكفك آخره
ذكر الاستحباب للمرء أن يصلي صلاة الضحى أربع ركعات
رجاء كفاية آخر النهار به
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد حدثنا
أحمد بن منصور الرمادي حدثنا دحيم حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا
سليمان بن أبي السائب عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس
الخولاني
عن نعيم بن همار الغطفاني عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه
تبارك وتعالى أنه قال يا بن آدم صل لي أربع ركعات أول
275

النهار أكفك آخره
ذكر إثبات أعظم الغنيمة لمعقب صلاة
الغداة بركعتي الضحى
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة حدثنا حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن المقبري
عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا فأعظموا
الغنيمة وأسرعوا الكرة فقال رجل يا رسول الله ما رأينا بعث
قوم أسرع كرة ولا أعظم غنيمة من هذا البعث فقال صلى الله عليه وسلم
ألا أخبركم بأسرع كرة وأعظم غنيمة من هذا البعث رجل
توضأ في بيته فأحسن وضوءه ثم تحمل إلى المسجد فصلى
فيه الغداة ثم عقب بصلاة الضحى فقد أسرع الكرة وأعظم
الغنيمة
276

ذكر وصية المصطفى صلى الله عليه وسلم بركعتي الضحى
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الصمد حدثنا شعبة حدثنا عباس الجريري عن
أبي عثمان النهدي
عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
بثلاث الوتر قبل النوم وصلاة الضحى ركعتين وصوم ثلاثة
أيام من كل شهر
277

ذكر استحباب الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم
في صلاة الضحى بثمان ركعات
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا
أبي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن إبراهيم بن
عبد الله بن حنين عن أبي مرة مولى أم هانئ قال محمد بن عمرو
وقد رأيت أبا مرة وكان شيخا كبيرا قد أدرك أم هانئ
عن أم هانئ قالت رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح
فقلت يا رسول الله إني أجرت حموي فزعم بن أمي تعني
عليا أنه قاتله قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من
أجرت يا أم هانئ قالت وصب رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء فاغتسل
ثم التحف بثوب عليه وخالف بين طرفيه فصلى الضحى ثمان
ركعات
278

ذكر التسوية في صلاة الضحى بين
قيامة وركوعه وسجوده
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
أخبرني يونس عن بن شهاب حدثني عبيد الله بن عبد الله بن
الحارث بن نوفل
أن أباه قال سألت وحرصت على أن أجد أحدا من
الناس يخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى فلم أجد
أحدا يخبرني عن ذلك غير أم هانئ بنت أبي طالب أخبرتني
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بعد ارتفاع النهار يوم الفتح فأمر بثوب
فستر عليه فاغتسل ثم قام فركع ثماني ركعات لا أدري
أقيامه فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك متقاربة قالت
فلم أره سبحها قبل ولا بعد
279

ذكر البيان بأن صلاة الضحى عند ترميض
الفصال من صلاة الأوابين
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم عن أيوب عن القاسم الشيباني
عن زيد بن أرقم أنه رأى قوما يصلون الضحى في مسجد
قباء فقال لقد علموا أن الصلاة في غير هذه الساعة أفضل
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة الأوابين حين ترمض الفصال
280

ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة
للمرء بصلاته الضحى
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل حدثنا أبو كريب
حدثنا زيد بن الحباب حدثنا حسين بن حكى حدثني عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنسان ثلاث مائة
وستون مفصلا على كل مفصل صدقة قالوا يا رسول الله
فمن يطيق ذلك قال تنحي الأذى وإلا فركعتي
الضحى
281

فصل
في التراويح
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
الربيع بن سليمان قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا مسلم بن خالد
عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا الناس في
رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال صلى الله عليه وسلم ما هؤلاء
فقيل ناس ليس معهم قرآن وأبي بن كعب يصلي بهم وهم
يصلون بصلاته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابوا أو نعم
ما صنعوا
282

أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في المسجد ذات ليلة
فصلى بصلاته ناس ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم
اجتمعوا من الليلة الثالثة أو الرابعة فلم يخرج لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مطرف قال قد رأيت الذي صنعتم فلم
يمنعني من الخروج إليكم إلا أني خشيت أن تفرض عليكم
وذلك في رمضان
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عبد الله بن الحارث
المخزومي عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري قال أخبرني
عروة بن الزبير
283

أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف
الليل فصلى في المسجد فصلى الناس فأصبح الناس
يتحدثون بذلك فكثر الناس فخرج عليهم الليلة الثانية
فصلى فصلوا بصلاته فأصبحوا يتحدثون بذلك حتى كثر
الناس فخرج من الليلة الثالثة فصلى فصلوا بصلاته فأصبح
الناس يتحدثون بذلك فكثر الناس حتى عجز المسجد عن أهله
فلم يخرج إليهم فطفق الناس يقولون الصلاة فلم يخرج
إليهم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى صلاة الفجر أقبل
على الناس فتشهد ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي
شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل
فتعجزوا عن ذلك وكان يرغبهم في قيام رمضان من غير أن
يأمرهم بعزيمة يقول من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ورجاله
الله له ما تقدم من ذنبه قال فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على
ذلك ثم كذلك كان في خلافة أبي بكر وصدر من خلافة عمر
حتى جمعهم عمر بن الخطاب على أبي بن كعب فقام بهم
في رمضان وكان ذلك أول اجتماع الناس على قارئ واحد في
رمضان
284

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ولكني خشيت أن تفرض عليكم
فتعجزوا عنها أراد بذلك قيام الليل
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن
شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير
أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف
الليل فصلى في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح
الناس يتحدثون بذلك فاجتمع أكثر منهم فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية فصلى فصلوا بصلاته فأصبح
الناس يتذاكرون ذلك فكثر أهل المسجد في الليلة الثالثة
فخرج فصلى بهم فصلوا بصلاته فلما كانت الليلة الرابعة عجز
المسجد عن أهله فلم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم
يقولون الصلاة فلم يخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج
لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل على الناس ثم تشهد
فقال أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ولقد خشيت
285

أن تفرض عليكم صلاة الليلة فتعجزوا عنها
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الناس
التراويح في شهر رمضان ليت سنة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال أخبرني عروة بن الزبير
أن عائشة أخبرته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من جوف الليل
في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح الناس يتحدثون
بذلك فاجتمع أكثر فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الليلة الثانية
فصلوا بصلاته فأصبح الناس يتذاكرون ذلك فكثر أهل
المسجد من الليلة الثالثة فخرج يصلي بهم فصلوا بصلاته
فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما قضى الفجر أقبل
على الناس ثم تشهد فقال أما بعد إنه لم يخف علي
شأنكم الليلة ولكني خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل
فتعجزوا عنها
286

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما قدم من ذنوب المرء المسلم
إذا قام رمضان إيمانا واحتسابا فيه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان
من قامه إيمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم من ذنبه
287

قال أبو حاتم الاحتساب قصد العبيد إلى بارئهم
بالطاعة رجاء القبول
ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه قيام الليل كله لمن صلى
مع الإمام التراويح حتى ينصرف
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو قدامة
عبيد الله بن سعيد حدثنا بن فضيل عن داود بن أبي هند عن
الوليد بن عبد الرحمن عن جبير بن نفير
عن أبي ذر قال صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم رمضان فلم يقم بنا
في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب ينتظر الليل
فقلنا يا رسول الله لو نفلتنا بقية ليلتنا هذه فقال إنه من قام
مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل بنا حتى
بقي ثلاثة من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساءه
فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح قلت وما الفلاح قال
السحور
288

قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي ذر لم يقم بنا في
السادسة وقام بنا في الخامسة يريد مما بقي من العشر
لا مما مضى منه وكان الشهر الذي خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهذا
الخطاب فيه تسعا وعشرين فليلة السادسة من باقي تسع
وعشرين تكون ليلة أربع وعشرين وليلة الخامسة من باقي تسع
وعشرين تكون ليلة الخامس والعشرين
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا اللفظة
التي ذكرناها قبل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال ذكرنا ليلة القدر عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر
فقلنا مضى اثنان قرة يوما وبقى ثمان فقال صلى الله عليه وسلم
لا بل مضى اثنان قرة يوما وبقي سبع الشهر تسع
قرة يوما فالتمسوها الليلة
289

ذكر الإباحة للقارئ في شهر رمضان
أن يؤم بالنساء التراويح جماعة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد
النرسي قال حدثنا يعقوب القمي قال حدثنا عيسى بن جارية قال
حدثنا جابر بن عبد الله قال جاء أبي بن كعب إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كان مني الليلة شئ في رمضان
قال وما ذاك يا أبي قال نسوة في داري قلن إنا لا نقرأ
القرآن فنصلي بصلاتك قال فصليت بهن ثماني ركعات ثم
أوترت قال فكان العطار الرضا ولم يقل شيئا
290

ذكر إباحة إمامة الرجل النسوة في
شهر رمضان جماعة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد
الأعلى بن حماد قال حدثنا يعقوب القمي قال حدثنا عيسى بن
جارية
حدثنا جابر بن عبد الله قال جاء أبي بن كعب إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنه كان مني الليلة شئ يعني
في رمضان قال وما ذاك يا أبي قال نسوة في داري
قلن إنا لا نقرأ القرآن فنصلي بصلاتك قال فصليت بهن
ثماني ركعات ثم أوترت قال فكان العطار الرضا ولم يقل
شيئا
291

فصل
في قيام الليل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا
معمر عن قتادة عن زرارة بن أوفى قال
أخبرنا سعد بن هشام بن عامر وكان جارا له أنه قال
لعائشة أخبريني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ
القرآن قلت بلى قالت خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن
قال فهممت أن أقوم ولا أسألها عن شئ فقلت يا أم المؤمنين
أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ألست تقرأ هذه السورة
يا أيها المزمل قلت بلى قالت فإن الله جل وعلا
افترض القيام في أول هذه السورة فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
حولا حتى انتفخت أقدامهم وأمسك الله خاتمتها اثني عشر
شهرا في السماء ثم أنزل الله جل وعلا التخفيف في آخر هذه
السورة فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضته
292

ذكر الخبر الدال على أن الصلاة الليل جعلت للمصطفى صلى الله عليه وسلم
نفلا بعد أن كان الفرض عليه في البداية
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال
حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة عن زرارة بن أوفى
عن سعد بن هشام
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة
أحب أن يداوم عليها وكان إذا شغله عن قيام الليل نوم
أو مرض أو وجع صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة
ذكر استحباب حل عقد الشيطان التي على قافية المرء المسلم
عند نومه بانتباهه لصلاة الليل
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان العابد أخبرنا أحمد بن
أبي بكر الزهري عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يعقد الشيطان
على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل
عقدة عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت
عقدة وإن توضأ انحلت عقدة وإن صلى انحلت عقدة
293

فأصبح نشيطا طيب النفس وإلا مطرف خبيث النفس
كسلان
ذكر البيان بأن الشيطان قد يعقد على قافية رؤوس النساء كعقده
على رؤوس قافية الرجال فيما ذكرناه
أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن يحيى الذهلي
حدثنا عمر بن حفص بن الصالح حدثنا أبي حدثنا الأعمش قال
سمعت أبا سفيان يقول
سمعت جابرا يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ذكر
ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد فإن استيقظ
294

فذكر الله انحلت عقدة فإذا قام فتوضأ وصلى انحلت
العقد
ذكر البيان بأن الشيطان قد يعقد على مواضع الوضوء من المسلم
عقدا على قافية رأسه عند النوم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه
أنه سمع عقبة بن عامر يقول لا أقول اليوم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
كذب على متعمدا فليتبوأ بيتا من جهنم
وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول رجل من أمتي يقوم من الليل
يعالج نفسه إلى الطهور وعليه عقد فإذا وضأ يديه انحلت
عقدة فإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح رأسه انحلت
عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة فيقول الله جل وعلا
للذي وراء الحجاب انظروا إلى عبدي هذا يعالج نفسه
295

ليسألني ما سألني عبدي هذا فهو له ما سألني عبدي هذا
فهو له
ذكر إثبات الخير لمن مطرف على
تهجد كان منه صارت
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من مسلم ذكر
ولا أنثى ينام إلا وعليه جرير معقود فإن استيقظ فذكر الله
انحلت عقدة وإن هو توضأ ثم قام إلى الصلاة مطرف نشيطا
قد أصاب خيرا وقد انحلت عقده كلها وإن مطرف ولم يذكر
296

الله مطرف وعقده عليه وأصبح ثقيلا كسلانا لم يصب
خيرا
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء الاجتهاد في لزوم التهجد في
سواد الليل والثبات عند إقامة كلمة الله العليا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح
قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني
عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عجب ربنا من
رجلين رجل ثار من وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى
الصلاة فيقول الله جل وعلا انظروا إلى عبدي ثار من فراشه
ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي وشفقة
مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم الناس بعدم
ما عليه في الانهزام وما له في في الرجوع فرجع حتى أهريق
دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما
297

عندي وشفقة مما عندي حتى أهريق دمه
ذكر تعجيب الله جل وعلا ملائكته من الثائر
عن فراشه وأهله يريد مفاجأة حبيبه
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بن سالم حدثنا حميد بن
زنجويه حدثنا روح بن أسلم حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن
السائب عن مرة الهمداني
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجب ربنا من
رجلين رجل ثار عن وطائه ولحافه من بين حبه وأهله إلى
صلاته فيقول الله جل وعلا لملائكته انظروا إلى عبدي ثار
عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته رغبة فيما عندي
وشفقة مما عندي ورجل غزا في سبيل الله فانهزم أصحابه
بعدم ما عليه في الانهزام وماله في الرجوع فرجع حتى هريق
دمه فيقول الله لملائكته انظروا إلى عبدي رجع رجاء فيما
298

عندي وشفقا مما عندي حتى هريق دمه
ذكر إيجاب دخول الجنان للقائم في
سواد الليل يتملق إلى مولاه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا أبو عامر العقدي حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن
أبي ميمونة
عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله إني إذا رأيتك
طابت نفسي وقرت عيني أنبئني عن كل شئ قال كل
شئ خلق من الماء فقلت أخبرني بشئ إذا عملت به
دخلت الجنة قال أطعم الطعام وأفش السلام وصل
الأرحام وقم صارت والناس نيام الخطبة الجنة بسلام
قال أبو حاتم قول أبي هريرة أنبئني عن كل شئ
299

أراد به عن كل شئ خلق من الماء والدليل على صحة هذا
جواب المصطفى إياه حيث قال كل شئ خلق من الماء
فهذا جواب خرج على سؤال بعينه لا أن كل شئ خلق من
الماء وإن لم يكن مخلوقا
ذكر استحباب الإكثار للمرء من قيام الليل
رجاء ترك المحظورات
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا
محمد بن القاسم سحيم حراني ثبت حدثنا عيسى بن يونس عن
الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله إن فلانا يصلي
الليل كله فإذا مطرف سرق قال سينهاه ما تقول
قال أبو حاتم قوله سينهاه ما تقول مما نقول في
كتبنا إن العرب تضيف الفعل نفسه كما تضيف
300

إلى الفاعل أراد صلى الله عليه وسلم أن الصلاة إذا كانت على الحقيقة في
الابتداء والانتباه يكون المصلي مجانبا للمحظورات معها
كقوله عز وجل إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر
ذكر استحباب الإكثار من صلاة الليل رجاء لمصادفة الساعة
التي يستجاب فيها دعاء المرء في كل ليلة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في الليل ساعة
لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من الدنيا والآخرة إلا أعطاه
إياه
301

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من كثرة التهجد
صارت وترك الاتكال على النوم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن قال حدثنا علي بن
حرب قال أخبرنا القاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان الثوري عن
سلمة بن كهيل عن أبي الأحوص
عن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل نام حتى
مطرف فقال بال الشيطان في أذنه أو في أذنيه
قال سفيان هذا عندنا يشبه أن يكون نام عن الفريضة
ذكر البيان بأن التهجد صارت أفضل من
صلاة المرء بعد الفريضة
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا موسى بن
عبد الرحمن المسروقي حدثنا حسين بن علي حدثنا زائدة عن
عبد الملك بن عمير عن بن المنتشر عن حميد الحميري
302

عن أبي هريرة قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
الصلاة أفضل بعد المكتوبة قال الصلاة في جوف الليل
قال فأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان قال شهر الله
الذي يدعونه المحرم
ذكر البيان بأن الصلاة في آخر الليل وجوفه
أفضل من أوله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى حدثنا
303

عبد الله أخبرنا عوف عن المهاجر أبي مخلد عن أبي العالية قال ح
حدثني أبو مسلم قال
سألت أبا ذر أي قيام الليل أفضل قال أبو ذر سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سألتني فقال نصف الليل أو جوف
الليل شك عوف
ذكر البيان بأن الصلاة في آخر الليل تكون
محضورة بحضرة الملائكة
أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خشي منكم أن
لا يقوم من آخر الليل فليوتر من أول الليل ومن طمع منكم
304

أن يقوم آخر الليل فليوتر آخر الليل فإن قراءة آخر الليل
محضورة وذلك أفضل
ذكر الأمر للمرء أهله بصلاة الليل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد بن حميد
حدثنا يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن صالح بن جلس عن بن
شهاب قال أخبرني علي بن الحسين أن أباه أخبره
أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه
فقال ألا تصلون فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله
فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قلت
ذلك ولم يرجع إلي شيئا ثم سمعته وهو يضرب بيده ويقول
305

وكان الإنسان أكثر شئ جدلا
ذكر استحباب ايقاظ المرء أهله لصلاة
الليل ولو بالنضح
أخبرنا بن خزيمة حدثنا أبو قدامة حدثنا يحيى
306

القطان عن بن عجلان عن القعقاع عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله
رجلا قام من الليل يصلي وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في
وجهها الماء ورحم الله امرأة قامت من الليل وأيقظت
زوجها فإن أبى نضحت في وجهه الماء
ذكر كتبة الله جل وعلا الموقظ أهله لصلاة الليل من الذاكرين
الله كثيرا والذاكرات بعد أن صليا ركعتين
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن
عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش
عن علي بن الأقمر عن الأغر
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من استيقظ من الليل وأيقظ أهله فقاما
307

فصليا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم أيقظ أهله
أراد به امرأته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا صفوان بن صالح
حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن الأعمش
عن علي بن الأقمر عن الأغر
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال إذا استيقظ الرجل من الليل وأيقظ امرأته فصليا
308

ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
ذكر تزين المصطفى صلى الله عليه وسلم بحسن الثياب عند خلوته
لمناجاة حبيبه جل وعلا صارت
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن
إسحاق عن سلمة بن كهيل ومحمد بن الوليد بن نويفع مولى
آل الزبير كلاهما حدثني عن كريب مولى بن عباس
عن بن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من
الليل في برد له حضرمي متوشحه ما عليه غيره
ذكر الإباحة للمرء أن يحتجر بالحصير أو بما
يقوم مقامه عند تهجده صارت
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن
عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجر حصيرا
صارت فيصلي إليه ويبسطه بالنهار فيجلس عليه قال فجعل
309

الناس يثوبون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويصلون بصلاته حتى كثروا
قال فأقبل عليهم فقال أيها الناس خذوا من الأعمال
ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى
الله ما دام وإن قل
ذكر نفي الغفلة عمن قام الليل بعشر آيات مع كتبة من قام بمائة آية
من القانتين ومن قامها بألف من المقنطرين
أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا سويد حدثه أنه سمع بن حجيرة يخبر
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من
قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمئة آية كتب من
310

القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين
قال أبو حاتم أبو سويد اسمه حميد بن سويد من
أهل مصر وقد وهم من قال أبو سوية
ذكر كمية القناطر مع البيان بأن من أوتي من الأجر مثله
كان خيرا له مما بين السماء والأرض أ
خبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا علي بن
مسلم الطوسي حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا حماد بن
سلمة عن عاصم عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القنطار اثنا عشر
311

ألف أوقية كل أوقية خير مما بين السماء والأرض
ذكر استحباب قراءة سورة يس للمتهجد في كل ليلة
رجاء مغفرة الله ما قدم من ذنوبه بها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني حدثنا أبي حدثنا زياد بن خيثمة
حدثنا محمد بن جحادة عن الحسن
عن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يس في
ليلة ابتغاء وجه الله ورجاله له
312

ذكر الاكتفاء لقائم الليل بقراءة آخر سورة البقرة
إذا عجز عن غيره
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد
الطيالسي حدثنا شعبة عن منصور وسليمان عن إبراهيم عن
عبد الرحمن بن يزيد
عن أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الآيتين من
آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر عبد الرحمن بن يزيد عن
علقمة عن أبي مسعود ثم لقي أبا مسعود في الطواف فسأله
فحدثه به
313

ذكر الاقتصار للتهجد على قراءة قل هو الله أحد إذ هو ثلث القرآن
إذا كان عاجزا عن قراءة ما هو أكثر منه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري
حدثنا أبي حدثنا شعبة عن علي بن مدرك حدثنا إبراهيم النخعي
عن الربيع بن خثيم
عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيعجز أحدكم أن
يقرأ ثلث القرآن كل ليلة قالوا ومن يطيق ذلك يا رسول الله
قال قل هو الله أحد
314

ذكر الأمر بركعتين بعد الوتر لمن خاف
أن لا يستيقظ للتهجد وهو مسافر
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب
حدثني معاوية بن صالح عن شريح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير
عن ثوبان قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فقال إن
هذا السفر جهد وثقل فإذا أوتر أحدكم فليركع ركعتين فإن
استيقظ وإلا كانتا له
315

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المتهجد بالقرآن الذي آتاه الله
والنائم عليه لنيله بما مثل له
أخبرنا بن خزيمة حدثنا أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى
عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى أبي أحمد
عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم نفر
فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ماذا معكم من القرآن
فاستقرأهم حتى مر على رجل منهم هو من أحدثهم سنا
فقال ماذا معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة
قال معك سورة البقرة قال نعم قال اذهب فأنت
أميرهم فقال رجل هو أشرفهم والذي كذا وكذا
يا رسول الله ما منعني أن لا أتعلم القرآن إلا خشيت أن لا أقوم
به قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلم القرآن واقرأه وارقد فإن مثل
القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكا
تفوح ريحه كل مكان ومن تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل
جراب وكئ على مسك
316

ذكر ما كان صلى الله عليه وسلم يقرأ إذا تعار
من الليل للتهجد
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب
عن بن عباس قال نام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا
انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من
سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها
317

ذكر ما كان يرتل المصطفى صلى الله عليه وسلم قراءته
في صلاة الليل
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن السائب بن يزيد
عن المطلب بن أبي وداعة السهمي
عن حفصة أنها قالت إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في
سبحته قاعدا فيقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول من
أطول منها
ذكر جهر المصطفى صلى الله عليه وسلم بقراءة القرآن
عند صلاة الليل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
سعد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي قال حدثنا الليث بن
سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن مخرمة بن
سليمان أن كريبا أخبره قال
سألت بن عباس فقلت ما صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
318

بالليل قال كان صلى الله عليه وسلم يقرأ في بعض حجره فيسمع من كان
خارجا
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن يجهر
في الصلاة الليل بقراءته كلها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن
حماد قال حدثنا وهيب عن برد أبي العلاء عن عبادة بن نسي عن
غضيف بن الحارث قال
قلت لعائشة أرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يجهر بصلاته أو يخافت
بها قالت ربما جهر بصلاته وربما خافت بها قلت الحمد
لله الذي جعل في الأمر سعة
319

ذكر الأمر للمتهجد صارت بالنوم عند
غلبته إياه على ورده
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نام أحدكم في
صلاته فليرقد حتى يذهب عنه النوم فإن أحدكم إذا قام يصلي
وهو ناعس لعله يستغفر فيسب نفسه
ذكر البيان بأن هذا الأمر أمر به الناعس في صلاته
وإن لم يكن النوم غلب عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بشر بن هلال
الصواف قال حدثنا عبد الوارث عن أيوب عن هشام بن عروة عن
أبيه
320

عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس الرجل
وهو يصلي فلينصرف لعله يكون يدعو في صلاته فيدعو على ن
فسه وهو لا يدري
ذكر البيان بأن من استعجم عليه قراءته صارت من النعاس أو النهار
كان عليه الانفتال من صلاته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام
أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول
فليضطجع
321

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني
عروة بن الزبير
أن عائشة أخبرته أن الحولاء بنت تويت بن حبيب بن
عبد العزى مرت بها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فقلت هذه
الحولاء بنت تويت زعموا أنها لا تنام الليل قالت فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنام الليل خذوا من العمل ما تطيقون
فوالله لا يسأم الله حتى تسأموا
ذكر الإباحة للمرء الصلاة صارت ما لم
تغلبه عينه عليه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
حميد
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بحبل ممدود بين
322

ساريتين في المسجد فقال ما هذا الحبل قالوا فلانة
تصلي فإذا خشيت أن تغلب أخذت به فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لتصلي ما عقلته فإذا غلبت فلتنم
ذكر تفضل الله جل وعلا على المحدث نفسه بقيام الليل
ثم غلبته عيناه حتى نام عنه بكتبة أجر ما نوى
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا
أبو إسحاق محمد بن سعيد الأنصاري حدثنا مسكين بن بكير حدثنا
شعبة عن عبدة بن أبي لبابة
عن سويد بن غفلة أنه عاد زر بن حبيش في مرضه
فقال قال أبو ذر أو أبو الدرداء شك شعبة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد يحدث نفسه بقيام ساعة من
الليل فينام عنها إلا كان نومه صدقة تصدق الله بها عليه
وكتب له أجر ما نوى
323

ذكر الوقت الذي كان يقوم فيه
المصطفى صلى الله عليه وسلم للتهجد
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا يوسف بن
موسى قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن
أبي إسحاق عن الأسود قال
سألنا عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت فقالت
كان ينام أول الليل ويقوم آخره
324

ذكر وصف قيام نبي الله داود صلى الله
على نبينا وعليه وسلم وصيامه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الجبار بن
العلاء حدثنا سفيان قال سمعته من عمرو بن دينار منذ سبعين سنة
يقول أخبرني عمرو بن أوس
أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يخبر عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال أحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام
نصف الليل ويقوم ثلث الليل وينام سدسه وأحب الصيام
إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما
325

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان
يقوم الليل بعد نومة ينامها
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا سفيان عن منصور عن أبي وائل
عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص
فاه
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي ما وصفنا
من صلاة الليل بعد رقده
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن مخرمة بن سليمان عن كريب
عن بن عباس أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وهي
خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
انتصف الليل أو قبله أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم قرأ العشر آيات الخواتم
من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ منها فأحسن
الوضوء ثم قام يصلي قال عبد الله فقمت فصنعت مثل
326

ما صنع ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده
اليمنى على رأسي فأخذ بأذني اليمنى يفتلها فصلى ركعتين
ثم ركعتين ثم ركعتين ثم ركعتين ثم أوتر ثم اضطجع حتى
جاءه المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى
الصبح
327

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي ما وصفناه من صلاة الليل
بين العشاء والفجر بعد نومه من أول الليل
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة حدثنا
أبو إسحاق عن الأسود قال
سألت عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صارت فقالت كان
ينام أول الليل ثم يقوم فيصلي فإذا كان من السحر أوتر
فإن كانت له حاجة إلى أهله وإلا نام فإذا سمع الأذان وثب
وما قالت قام فإن كان جنبا أفاض عليه من الماء
وما قالت اغتسل وإلا توضأ وخرج إلى الصلاة
ذكر ما يقول المرء إذا تعار من
الليل يريد التهجد
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
328

الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة
قال
حدثني ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أبيت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته وكان يقوم من الليل
يقول سبحان ربي وبحمده سبحان ربي وبحمده
الهوي ثم يقول سبحان رب العالمين سبحان رب
العالمين الهوي
329

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد به
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أ
خبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا معمر والأوزاعي عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن ربيعة بن كعب الأسلمي قال كنت أبيت عند حجرة
النبي صلى الله عليه وسلم وكنت أسمعه إذا قام من الليل قال سبحان رب
العالمين الهوي ثم يقول سبحان الله وبحمده الهوي
ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء عند الانتباه من رقدته
قبلت صلاة ليله إذا أعقبه بها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي قال حدثني
عمير بن هانئ قال حدثني جنادة بن أبي أمية
330

عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
تعار من الليل فقال حين يستيقظ لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة
إلا بالله رب اغفر لي ورجاله له وإن قام فتوضأ وصلى قبلت
صلاته قال الوليد قال ورجاله له أو استجيب له
ذكر ما كان يحمد المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا
ويدعوه به عند صلاة الليل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا سليمان الأحول
عن طاوس
331

عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل
تهجد قال اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض
ومن فيهن ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ومن
فيهن ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن
ولك الحمد أنت الحق ولقاؤك حق ووعدك حق والجنة
حق والنار حق والساعة حق والنبيون حق ومحمد صلى الله عليه وسلم
حق اللهم بك آمنت ولك أسلمت وعليك توكلت وإليك
أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت
وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت المقدم وأنت المؤخر
لا إله إلا أنت ولا إله غيرك
332

قال سفيان وزاد فيه عبد الكريم لا إله إلا أنت
ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال سفيان فحدثت به عبد الكريم أبا أمية فقال قل
أنت إلهي لا إله إلا أنت ولا إله غيرك
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير المكي عن طاوس
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة
من جوف الليل يقول اللهم لك الحمد أنت نور السماوات
والأرض ولك الحمد أنت قيام السماوات والأرض ولك
الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت الحق
ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة
حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك
أنبت وبك خاصمت وإليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت
333

وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت إلهي لا إله
إلا أنت
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يدعو بما وصفنا
بعد افتتاحه في صلاة الليل في عقب التكبير قبل
ابتداء القراءة لا قبل افتتاح الصلاة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال
حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا عمران بن مسلم عن قيس بن
سعد عن طاوس
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام من الليل
كبر ثم قال اللهم لك الحمد أنت قيام السماوات والأرض
ولك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن أنت حق
وقولك حق ووعدك حق ولقاؤك حق والجنة حق والنار
حق والساعة حق اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك
توكلت وإليك أنبت وإليك حاكمت وإليك المصير اللهم
334

اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت أنت
إلهي لا إله إلا أنت
ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا الهداية لما اختلف فيه
من الحق عند افتتاحه صلاة الليل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن المثنى قال حدثنا عمر بن يونس قال حدثنا
عكرمة بن عمار قال حدثنا يحيى بن أبي كثير قال حدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال
سألت عائشة أم المؤمنين بأي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل
افتتح صلاته اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر
السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين
335

عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق
فإنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
ذكر تكرار المصطفى صلى الله عليه وسلم التكبير والتحميد والتسبيح لله جل وعلا
عند افتتاحه صلاة الليل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن عمرو بن
مرة عن عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل الصلاة
قال الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الله أكبر كبيرا الحمد
لله كثيرا الحمد لله كثيرا الحمد لله كثيرا سبحان الله بكرة
336

وأصيلا سبحان الله بكرة وأصيلا سبحان الله بكرة وأصيلا
اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه
قال عمرو وهمزه الموتة ونفخه الكبر ونفثه
الشعر
ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في ما وصفنا من التكبير
والتسبيح والتحميد عند افتتاح صلاة الليل
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن أزهر بن سعيد
عن عاصم بن حميد أنه سأل عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال
قلت ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح به إذا قام من الليل
قالت لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح إذا قام من الليل يصلي يبدأ فيكبر عشرا
ثم يسبح عشرا ويحمد عشرا ويهلل عشرا ويستغفر عشرا
وقال اللهم اغفر لي واهدني وارزقني عشرا ويعوذ بالله
من ضيق يوم القيامة عشرا
337

ذكر الإباحة للمتهجد أن يجهر بصوته
ليسمع بعض المستمعين إليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
علي بن خشرم قال حدثنا عيسى بن يونس عن عمران بن زائدة بن
نشيط عن أبيه عن أبي خالد الوالبي
عن أبي هريرة أنه كان إذا قام من الليل رفع صوته
طورا ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالصلاة
ذكر الإباحة للمتهجد سؤال الباري جل وعلا عند آي الرحمة
ويعوذ به عند آي العذاب
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال أخبرنا بشر بن
338

خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن الأعمش عن
سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر
عن حذيفة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فما مر
بآية رحمة إلا وقف عندها وسأل ولا مر بآية عذاب إلا وقف
عندها وتعوذ
ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه جل وعلا في صلاة الليل عند
قراءته آي الرحمة وتعويذه من النار عند آي العذاب
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن
خالد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن
339

الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن
زفر
عن حذيفة قال صليت مع النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة فما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل ولا مر بآية عذاب
إلا وقف عندها وتعوذ
ذكر الأمر لمن أراد التهجد صارت أن يبتدئ
صلاته بركعتين خفيفتين
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا
يزيد بن موهب حدثنا محمد بن سلمة الحراني عن هشام بن حسان
عن بن سيرين عن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم
من الليل فليبدأ بركعتين خفيفتين
340

ذكر ما يستحب للمرء أن يطول القيام من صلاة الليل
إذ فضل الصلاة المريض القنوت
أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا
مهدي بن ميمون حدثنا واصل الأحدب
عن أبي وائل قال غدونا على عبد الله بن مسعود يوما
بعدما صلينا الغداة فسلمنا بالباب فأذن لنا فمكثنا هنيهة
فخرجت الخادم فقالت ألا تدخلون قال فدخلنا فإذا
هو جالس يسبح فقال ما منعكم أن تدخلوا وقد أذن لكم
فقالوا لا إلا أنا ظننا أن بعض أهل البيت نائم قال ظننتم
بآل أم عبد غفلة ثم أقبل يسبح حتى ظن أن الشمس قد طلعت
قال يا جارية انظري هل طلعت قال فنظرت فإذا هي قد
طلعت فقال الحمد لله الذي أقالنا يومنا هذا قال مهدي
وأحسبه قال ولم يهلكنا بذنوبنا قال فقال رجل من القوم
قرأت المفصل البارحة كله قال عبد الله هذا كهذ الشعر إني
لأحفظ القرائن التي كان يقرؤهن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمانية عشر من
341

المفضل وسورتين من آل حم
ذكر ما كان يطول صلى الله عليه وسلم الركعتين الأوليين على اللتين تليانهما من صلاة
الليل بعد افتتاحه صلاة الليل بركعتين خفيفتين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عبد الله بن
قيس بن مخرمة أنه أخبره
342

عن زيد بن خالد الجهني أنه قال لأرمقن صلاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة قال فتوسدت عتبته أو فسطاطه فقام
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين خفيفتين ثم صلى ركعتين
طويلتين طويلتين طويلتين ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما
ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون
اللتين قبلهما ثم صلى ركعتين دون التين قبلهما ثم أوتر
فذلك ثلاث عشرة ركعة
343

ذكر إباحة التطويل في الركوع
والقيام للمتهجد صارت
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن
المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر
عن حذيفة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة
فافتتح سورة البقرة يقرأ مائة آية ثم يركع فمضى
فقلت يختمها في الركعتين فمضى فقلت يختمها ثم يركع
فمضى حتى قرأ سورة النساء ثم آل عمران ثم ركع نحوا من
قيامه يقول سبحان ربي العظيم ثم رفع رأسه فقال سمع
الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد فأطال القيام ثم
سجد فأطال السجود ثم يقول في سجوده سبحان ربي
الأعلى لا يمر بآية تخويف أو تعظيم إلا ذكره
ذكر قدر مكث المصطفى صلى الله عليه وسلم في السجود
في صلاة الليل
أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب قال
حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي
عن الزهري عن عروة
344

عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمكث في سجوده قدر
ما يقرأ الرجل خمسين آية تريد في صلاة الليل
ذكر وصف عدد الركعات التي كان
يصليها صلى الله عليه وسلم صارت
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن أبي جمرة
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل
ثلاث عشرة ركعة
ذكر عدد الركعات التي تستحب للمرء
أن يكون تهجده بها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة حدثنا
345

بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بن شهاب عن عروة عن
عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيما بين أن
يفرغ من صلاة العشاء وهي التي يدعو الناس العتمة إلى
الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم في كل ركعتين ويوتر بواحدة
فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وجاءه
المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين واضطجع على شقه الأيمن
حتى يأتيه المؤذن بالإقامة
ذكر وصف صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم صارت على غير
النعت الذي تقدم ذكرنا له
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سلمة عن عبد الرحمن
أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في
رمضان فقالت ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على
إحدى عشرة ركعة
346

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي عن شعيب بن
أبي حمزة قال ذكر الزهري عن عروة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة
ركعة صارت فكانت تلك صلاته يسجد السجدة من ذلك بقدر
ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل
صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن
الولاء
ذكر وصف صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم صارت بغير
النعت الذي ذكرناه قبل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هناد بن
السري قال حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن إبراهيم النخعي
عن الأسود
347

عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسع
ركعات
ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه في هذه الصلاة
كان صلى الله عليه وسلم يوتر فيها بواحدة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال أخبرنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى
عن أبي سلمة
قال أخبرتني عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
من الليل ثمان ركعات ويوتر بواحدة ثم يركع ركعتين
وهو جالس
348

ذكر الخبر الدال على تباين صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت
على حسب ما تأولنا الأخبار التي ذكرناها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد
عن أنس بن مالك قال ما كنا نشاء أن نرى النبي صلى الله عليه وسلم
من الليل مصليا إلا رأيناه مصليا وما كنا نشاء نراه نائما من
الليل إلا رأيناه نائما
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
حميد الطويل قال
سئل أنس بن مالك عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم قال كان يصوم
من الشهر حتى نرى أنه لا يريد أن يفطر منه شيئا ويفطر من
349

الشهر حتى نرى أنه لا يريد أن يصوم منه شيئا وكنت لا تشاء أن
تراه من الليل مصليا إلا رأيته مصليا ولا نائما إلا رأيته
ذكر البيان بأن تفضيل الصلوات التي ذكرناها من تهجد المصطفى
صلى الله عليه وسلم صارت كلها صحيحة ثابتة من غير تضاد بينها أو تهاتر
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
مؤمل بن هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية عن منصور بن
عبد الرحمن عن أبي إسحاق الهمداني
عن مسروق أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت فقالت كان يصلي ثلاث عشرة ركعة من
الليل ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة ترك ركعتين ثم
قبض صلى الله عليه وسلم حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعات آخر
صلاته من الليل والوتر ثم ربما جاء إلى فراشي هذا فيأتيه
بلال فيؤذنه بالصلاة
ذكر الإخبار عن وصف صلاة المرء صارت
وكيفية وتره في آخر تهجده
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بشر بن الحكم
350

قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم وعبد الله بن دينار
وعمرو بن دينار عن طاوس وابن أبي لبيد عن أبي سلمة كلهم
عن بن عمر قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تأمرنا أن
نصلي صارت قال يصلي أحدكم مثنى مثنى فإذا خشي
الصبح أوتر بركعة
351

ذكر ما يستحب للمرء أن يقتصر من وتره على
ركعة واحدة إذا صلى صارت
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا يحيى بن موسى خت قال حدثنا حماد بن خالد الخياط عن
مالك بن أنس عن مخرمة بن سليمان عن كريب
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بركعة
ذكر الأمر للمتهجد أن يجعل آخر صلاته
ركعة واحدة تكون وتره
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد عن إسماعيل بن علية
عن أيوب عن نافع
عن بن عمر قال نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف
تأمرنا أن نصلي من الليل فقال يصلي أحدكم مثنى مثنى
فإذا خشي الصبح صلى واحدة أوترت له ما قد صلى من
الليل
352

ذكر البيان بأن المتهجد إنما أمر أن يوتر بركعة
آخر صلاته قبل الصبح لا بعده
أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية
أخبرنا خالد عن خالد عن عبد الله بن شقيق
عن بن عمر قال نادى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بينهما
كيف صلاة الليل فقال مثنى مثنى فإذا خشيت الصبح
فصل واحدة وسجدتين قبل الصبح
ذكر الأمر للمتهجد أن يجعل آخر صلاته ركعة
تكون وتره وإن لم يخش الصبح
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
353

يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن
القاسم حدثه عن أبيه
عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال صلاة الليل
مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع واحدة توتر لك ما قد
صليت
ذكر الأمر لمن صلى صارت أن يجعل
آخر صلاته الوتر ركعة واحدة
أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان الثقفي ببغداد
قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن أبي التياح قال
سمعت أبا مجلز يحدث
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الوتر ركعة من آخر
الليل
354

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو التياح اسمه يزيد بن
حميد الضبعي وأبو مجلز اسمه لاحق بن حميد
ذكر الإباحة للمتهجد صارت أن يؤم بصلاته تلك
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى
قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن
سعيد عن مخرمة بن سليمان عن كريب
عن بن عباس أنه قال بت عند خالتي ميمونة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم عندها تلك الليلة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
قام يصلي فقمت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه
فصلى في تلك الليلة ثلاث عشرة ركعة ثم نام رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرج وصلى
ولم يتوضأ
355

قال عمرو حدثت بهذا بكير بن الأشج فقال حدثني
كريب بذلك
ذكر تسوية المصطفى صلى الله عليه وسلم في القيام في الركعات
التي وصفناها من قيامه صارت
حدثنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
قال حدثنا وهيب عن عبد الله بن طاوس عن عكرمة بن خالد
عن بن عباس أنه بات عند خالته ميمونة فقام النبي صلى الله عليه وسلم
يصلي من الليل قال فقمت فتوضأت ثم قمت عن يساره
فجرني حتى أقامني عن يمينه ثم صلى ثلاث عشرة ركعة قيامة
فيهن سواء
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي النافلة
صارت جماعة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
356

إبراهيم قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن
شرحبيل بن سعد أنه
سمع جابر بن عبد الله يحدث قال أقبلنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية حتى نزلنا السقيا فقال معاذ بن
جبل من يسقينا قال جابر فخرجت في فتيان من الأنصار
حتى أتينا الماء الذي بالأثاية وبينهما قريب من ثلاث وعشرين
ميلا فسقينا واستقينا حتى إذا كان بعد عتمة جاء رجل على بعير
ينازعه بعيره إلى الحوض فقال له أورد فأورد فأخذت
بزمام راحلته فأنختها فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى العتمة وجابر
إلى جانبه فصلى ثلاث عشرة سجدة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي ما وصفنا من صلاة
الليل في السفر كما كان يصليها في الحضر
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بالسنج قال
357

حدثنا محمد بن مسكين اليمامي قال حدثنا يحيى بن حسان قال
حدثنا سليمان بن بلال عن شرحبيل بن سعد قال
سمعت جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أناخ
راحلته ثم نزل فصلى عشر ركعات ركعتين ركعتين ثم أوتر
بواحدة وصلى ركعتي الفجر ثم صلى الصبح
ذكر البيان بأن المرء مباح له إذا عجز عن
القيام لتهجده أن يصلي جالسا
أخبرنا أبو عروبة حدثنا عمرو بن هشام وأحمد بن
بكار قالا حدثنا مخلد بن يزيد عن سفيان عن هشام بن عروة
عن أبيه
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقرأ في شئ من
صلاة الليل جالسا حتى إذا دخل في السن كان يقرأ حتى إذا
358

بقي عليه ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأ ثم سجد
ذكر صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم صارت قاعدا
أخبرنا حامد محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا
عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب
وبديل عن عبد الله بن شقيق
عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي ليلا
طويلا قائما وليلا طويلا قاعدا فإذا صلى قائما ركع قائما
وإذا صلى قاعدا ركع قاعدا
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما حطمه السن
كان يصلي صلاة الليل جالسا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن
حماد النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا هشام بن عروة
عن أبيه
359

عن عائشة قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي شيئا من
صلاة الليل جالسا حتى دخل في السن فجعل يقرأ فإذا بقي
عليه من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأ ثم ركع
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقرأ في صلاته
جالسا حتى دخل في السن فكان يقرأ وهو جالس فإذا بقي
عليه من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأها ثم
ركع
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي ركعتين بعد الوتر في عقب
تهجده صارت سوى ركعتي الصبح
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن
أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة
أنه سأل عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت فقالت
360

كان يصلي ثماني ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين
وهو جالس ثم يقوم فيقرأ ثم يركع ويصلي ركعتين بين النداء
والإقامة من صلاة الصبح
ذكر ما كان يقرأ صلى الله عليه وسلم في الركعتين اللتين
كان يركعهما بعد الوتر
أخبرنا بن خزيمة حدثنا بندار حدثنا أبو داود حدثنا
أبو حرة عن الحسن عن سعد بن هشام
أنه سأل عائشة عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صارت فقالت كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء تجوز بركعتين ثم ينام وعند
رأسه طهوره وسواكه فيقوم فيتسوك ويتوضأ ويصلي ويتجوز
361

بركعتين ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات يسوي بينهن في القراءة
ثم يوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين وهو جالس فلما أسن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم جعل الثمان ستا ويوتر بالسابعة
ويصلي ركعتين وهو جالس يقرأ فيهما قل يا أيها الكافرون
وإذا زلزلت
أبو حرة اسمه واصل بن عبد الرحمن
ذكر إباحة الاضطجاع للمتهجد بعد فراغه
من ورده قبل طلوع الفجر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن
كريب
عن بن عباس قال بت عند خالتي ميمونة فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل فقضى حاجته ثم غسل وجهه ويديه
362

ثم نام ثم قام فأتى القربة فأطلق شناقها ثم توضأ وضوءا بين
الوضوئين لم يكثر وقد أبلغ ثم قام فصلى فقمت فتمطيت
كراهية أن يرى أني كنت أرقبه فقمت فتوضأت فقام يصلي
فقمت عن يساره فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه فتتامت
صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة ركعة ثم اضطجع فنام حتى
نفخ وكان إذا نام نفخ فإذا بلال فآذنه بالصلاة فقام فصلى
ولم يتوضأ وكان في دعائه اللهم اجعل في قلبي نورا وفي
بصري نورا وفي سمعي نورا وعن يميني نورا وعن يساري
نورا وفوقي نورا وتحتي نورا وأمامي نورا وخلفي نورا
وأعظم لي نورا
قال كريب فلقيت بعض ولد العباس فحدثني بهن
وذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري وذكر
خصلتين
363

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يجعل آخر صلاته
صارت نومة خفيفة قبل انفجار الصبح
في بعض الليالي دون بعض
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خالد بن
عبد الله الواسطي وجمعة بن عبد الله البلخي قالا حدثنا إبراهيم بن
سعد عن أبيه عن عمه أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن عائشة قالت ما ألفاه السحر عندي إلا نائما يعني
النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر السبب الذي من أجله كان ينام صلى الله عليه وسلم آخر الليل
النومة التي وصفناها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود
قال
364

سألت عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت فقالت
كان ينام أول الليل ثم يقوم فإذا كان من السحر أوتر ثم أتى
فراشه فإن كانت له حاجة المرء بأهله كان فإذا سمع الأذان
وثب فإن كان جنبا أفاض عليه الماء وإلا توضأ ثم خرج إلى
الصلاة
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه الأخبار ليس بينها
تضاد وإن تباينت ألفاظها ومعانيها من الظاهر لأن
المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يصلي صارت على الأوصاف التي ذكرت
عنه ليلة بنعت وأخرى بنعت آخر فأدى كل إنسان منهم ما رأى
منه وأخبر بما شهد والله جل وعلا جعل صفيه صلى الله عليه وسلم معلما
لأمته قولا وفعلا فدلنا تباين أفعاله في صلاة الليل على أن
المرء مخير بين أن يأتي بشئ من الأشياء التي فعلها صلى الله عليه وسلم في
صلاته صارت دون أن يكون الحكم له في الاستنان به في نوع
من تلك الأنواع لا الكل
365

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه يضاد الأخبار التي ذكرناها قبل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال أخبرنا بن جريج عن بن
أبي مليكة قال أخبرني يعلى بن مملك
أنه سأل أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
صارت فقالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي العشاء الآخرة ثم
يسبح ثم يصلي بعد ما شاء الله من الليل ثم ينصرف فيرقد
مثل ما يصلي ثم يستيقظ من نومته تلك فيصلي مثل ما نام
وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح
366

ذكر خبر ثان قد يوهم في الظاهر من لم يحكم صناعة العلم
أنه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو حرة عن الحسن
عن سعد بن هشام الأنصاري أنه سأل عائشة عن صلاة
النبي صلى الله عليه وسلم صارت فقالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى العشاء
تجوز بركعتين ثم ينام وعند رأسه طهوره وسواكه فيقوم فيتسوك
ويتوضأ ويصلي ويتجوز بركعتين ثم يقوم فيصلي ثمان ركعات
يسوي بينهن في القراءة ثم يوتر بالتاسعة ويصلي ركعتين
وهو جالس فلما أسن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ اللحم جعل
الثمان ستا ويوتر بالسابعة ويصلي ركعتين وهو جالس يقرأ
فيهما قل يا أيها الكافرون وإذا الزنف
أبو حرة واصل بن عبد الرحمن
ذكر الزجر عن ترك المرء ما اعتاد
من تهجده صارت
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
367

يا عبد الله بن عمرو لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك
قيام الليل
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل على
368

إباحة قول الإنسان بظهر الغيب في الإنسان ما إذا سمعه اغتم
به إذا أراد هذا القائل به إنباه غيره دون القدح في هذا الذي
قال فيه ما قال
ذكر ما يستحب للمرء أن يصلي بالنهار
ما فاته من تهجده صارت
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعيدي حدثنا
علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن شعبة عن قتادة عن زرارة بن
أوفى عن سعد بن هشام
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل وأشار
أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار ثنتي
عشرة ركعة قالت وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى
الصباح ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان
قال أبو حاتم في هذا الخبر دليل على أن الوتر ليس
بفرض إذ لو كان فرضا لصلى من النهار ما فاته من الليل ثلاث
عشرة ركعة
ذكر البيان بأن من نام عن حزبه ثم صلى مثله ما بين
الفجر والظهر كتب له أجر حزبه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا حرملة
369

ابن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أن
السائب بن يزيد وعبيد الله بن عبد الله أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد
القاري من بني قارة قال
سمعت بن الخطاب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام
عن حزبه أو عن شئ منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة
الظهر كتب له كأنما قرأه صارت
370

ذكر ما يستحب للمرء إذا فاته تهجده من الليل بسبب
من الأسباب أن يصليها بالنهار سواء
أخبرنا أبو فراس محمد بن جمعة الأصم حدثنا
إبراهيم بن أحمد بن يعيش حدثنا سعيد بن عامر حدثنا شعبة عن
قتادة قال سمعت زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل وأشار أثبته
وقالت كان إذا نام من الليل أو مرض صلى بالنهار ثنتي عشرة
ركعة وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى الصبح ولا صام
شهرا متتابعا إلا رمضان
ذكر ما كان يصلي صلى الله عليه وسلم بالنهار ما فاته من ورده صارت
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن
هشام
371

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لم يصل من
الليل منعه عن ذلك النوم أو غلبته عيناه صلى من النهار ثنتي
عشرة ركعة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا مرض
صارت صلى ورد ليله بالنهار
أخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق
قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن شعبة
عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام الأنصاري
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عمل وأشار
أثبته وكان إذا نام من الليل أو مرض صلى من النهار اثنتي
عشرة ركعة قالت وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قام ليلة حتى
الصباح ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان
372

باب
قضاء الفوائت
ذكر البيان بأن على الناسي صلاته عند
ذكره إياها أنه يأتي بها فقط
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الواحد بن الصالح
حدثنا أبو عوانة عن قتادة
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسي صلاة
فليصلها إذا ذكرها
ذكر الخبر الدال على أن صلاة أحد
عن أحد غير جائزة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن
خالد القيسي حدثنا همام بن يحيى حدثنا قتادة
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نسي
373

صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك
قال أبو حاتم في قوله صلى الله عليه وسلم فليصلها إذا ذكرها لا كفارة
لها إلا ذلك دليل على أن الصلاة لو أداها عنه غيره لم تجز عنه
إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لا كفارة لها إلا ذلك يريد إلا أن يصليها
إذا ذكرها
وفيه دليل على أن الميت إذا مات وعليه صلوات لم يقدر
على أدائها في علته لم يجز أن يعطى الفقراء عن تلك الصلوات
الحنطة ولا غيرها من سائر الأطعمة والأشياء
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الأخبار والتفقه
في متون الآثار أن الصلاة الفائتة تعاد في الوقت
التي كانت فيه من غدها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا إسحاق
بن منصور قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن ثابت عن
عبد الله بن رباح
عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما ناموا عن
الصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوها الغد لوقتها
374

ذكر الخبر الدال على أن الأمر الذي وصفناه إنما هو أمر فضيلة
لمن أحب ذلك لا أن كل من فاتته صلاة يعيدها مرتين
إذا ذكرها والوقت الثاني من غيرها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا هشام
عن الحسن
عن عمران بن حصين قال سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزاة فلما كان من آخر الليل عرس فما استيقظ حتى أيقظنا حر
الشمس فجعل الرجل يقوم دهشا فزعا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اركبوا فركب وركبنا فسار حتى ارتفعت الشمس ثم نزل
فأمر بلالا فأذن وفرغ القوم من حاجاتهم وتوضؤوا وصلوا
الركعتين ثم أقام فصلى بنا فقلنا يا رسول الله ألا نقضيها
لوقتها من الغد قال ينهاكم ربكم عن الربا ويقبله
منكم
375

ذكر العلة من أجلها ركب صلى الله عليه وسلم من الموضع الذي انتبه فيه
إلى الموضع الآخر لأداء الصلاة التي فاتته
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
يحيى بن سعيد قال حدثنا يزيد بن جلس قال حدثني أبو حازم
عن أبي هريرة قال عرسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم نستيقظ حتى طلعت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأخذ
كل إنسان برأس راحلته فإن هذا لمنزل حضرنا فيه الشيطان
ففعلنا فدعا بالماء فتوضأ ثم صلى سجدتين ثم أقيمت
الصلاة
ذكر البيان بأن قول أبي هريرة ثم صلى سجدتين
أراد به الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا محفوظ
بن أبي توبة قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يزيد بن جلس
عن أبي حازم
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نام عن ركعتين الفجر
376

فصلاها بعدما طلعت الشمس
ذكر البيان بأن من فاتته ركعتا الظهر إلى أن يصلي العصر ليس عليه
إعادتهما وإنما كان ذلك للمصطفى صلى الله عليه وسلم خاصة دون أمته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن
الأزرق بن قيس عن ذكوان
عن أم سلمة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر ثم
دخل بيتي فصلى ركعتين فقلت يا رسول الله صليت صلاة
لم تكن تصليها فقال قدم علي مال فشغلني عن ركعتين
377

كنت أركعهما قبل العصر فصليتهما الآن فقلت يا رسول الله
أفنقضيهما إذا فاتتنا قال لا
378

باب
سجود السهو
حدثنا شباب بن صالح وعبد الله بن قحطبة قالا
حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن
أبي المهلب
عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم في ثلاث
ركعات من العصر فقال له الخرباق يا رسول الله أنسيت
أم قصرت الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم أصدق الخرباق فقالوا نعم
فقام فصلى ركعة ثم سجد سجدتين ثم سلم
379

ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم سجدتي السهو المرغمتين
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا الفضل بن موسى عن
عبد الله بن جلس عن عكرمة
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو
المرغمتين
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
أحمد بن المقدام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن
القاسم عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن
قيس
عن بن مسعود قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة زاد
فيها أو نقص منها فلما أتم قلنا يا رسول الله حالا في
الصلاة شئ قال فثنى رجله فسجد سجدتين ثم قال
380

لو حدث في الصلاة شئ لأخبرتكم به ولكن إنما أنا بشر
أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني وإذا أحدكم شك في
صلاته فليتحرى الصواب وليبين عليه ثم ليسجد سجدتين
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي قال حدثنا
عمرو بن صالح قال حدثنا إبراهيم بن المغيرة قال حدثني مسعر بن
كدام عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم عن علقمة
أن بن مسعود قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد أو نقص
فقيل له يا رسول الله هل حدث في الصلاة شئ قال
لو حدث شئ لنبأتكموه ولكن إنما أنا بشر أنسى كما
تنسون فأيكم شك في صلاته فلينظر أحرى ذلك إلى
381

الصواب فليتم عليه ثم يقوم فليسجد سجدتين
قال أبو حاتم رضي الله عنه إبراهيم بن المغيرة هذا ختن
بن المبارك على ابنته ثقة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم سجد سجدتي السهو
في هذه الصلاة بعد السلام لا قبل
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا
محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر قال
حدثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الظهر خمسا
فقيل زيد في الصلاة شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك
382

قالوا إنك صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم
ذكر البيان بأن الأمر بسجدتي السهو للتحري في شكه
في الصلاة إنما أمر بها بعد السلام لا قبل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبيد بن سعيد الأموي قال حدثنا
سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا شك أحدكم
في صلاته فليتحر الصواب ثم ليسلم ثم ليسجد
سجدتين
383

ذكر البيان بأن المتحري الصواب في صلاته إذا سها فيها عليه
أن يسجد سجدتي السهو بعد السلام الأول
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن مسعر عن منصور عن إبراهيم
عن علقمة
عن بن مسعود قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزاد
أو نقص وقيل يا رسول الله هل حدث في الصلاة شئ فقال
صلى الله عليه وسلم لو حدث شئ لنبأتكموه ولكني إنما أنا بشر أنسى
كما تنسون فأيكم شك في صلاته فلينظر أحرى ذلك إلى
الصواب وليتم عليه ثم ليسلم وليسجد سجدتين
ذكر البيان بأن مصلي الظهر خمسا ساهيا من غير جلوس في
الرابعة لا يوجب عليه إعادة الصلاة بفعله ذلك
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن سلمة بن
كهيل
عن إبراهيم بن سويد قال صلى بنا علقمة الظهر
خمسا فقال له إبراهيم فقال وأنت يا أعور قال نعم قال
384

فسجد سجدتين ثم حدث علقمة عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثل ذلك
ذكر البيان بأن المتحري في الصلاة عند شكه عليه أن
يسجد سجدتي السهو بعد السلام
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال قال
عبد الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة قال إبراهيم
لا أدري أزاد نقص فلما سلم قيل له يا رسول الله حالا
في الصلاة شئ قال لا وما ذاك قالوا صليت كذا وكذا
قال فثنى رجله واستقبل القبلة وسجد سجدتين ثم سلم فلما
أقبل علينا بوجهه قال إنه لو حدث في الصلاة شئ أنبأتكم
به ولكني إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت
فذكروني وإذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب وليتم
عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين
385

ذكر البيان بأن الباني على الأقل في صلاته عند شكه عليه أن
يسجد سجدتي السهو قبل السلام لا بعده
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن
صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم عن مالك بن أنس عن زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
صلى أحدكم فلم يدر ثلاثا صلى أم أربعا فليصل ركعة
وليسجد سجدتين قبل السلام فإن كانت ثالثة شفعتها
السجدتان وإن كانت رابعة فالسجدتان ترغيم للشيطان
قال أبو حاتم رضي الله عنه روى هذا الخبر أحمد بن
حنبل عن صفوان بن صالح
386

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا
أبو سعيد الأشج قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
شك أحدكم في صلاته فليلق الشك وليبن على اليقين فإن
استيقن التمام سجد سجدتين فإن كانت صلاته تامة كانت
الركعة نافلة والسجدتان نافلة وإن كانت ناقصة كانت الركعة
تماما لصلاته والسجدتان ترغمان أنف الشيطان
قال أبو حاتم رضي الله عنه قد يتوهم من لم يحكم
صناعة الأخبار ولا تفقه من صحيح الآثار أن التحري في
الصلاة والبناء على اليقين واحد وليس كذلك
لأن التحري هو أن يشك المرء في صلاته فلا يدري
387

ما صلى فإذا كان كذلك عليه أن يتحرى الصواب وليبن على
الأغلب عنده ويسجد سجدتي السهو بعد السلام على خبر بن
مسعود
والبناء على اليقين هو أن يشك المرء في الثنتين
والثلاث أو الثلاث والأربع فإذا كان كذلك عليه أن يبني على
اليقين وهو الأقل وليتم صلاته ثم يسجد سجدتي السهو قبل
السلام على خبر عبد الرحمن بن عوف وأبي سعيد الخدري
سنتان غير متضادتين
ذكر لفظة أمر بقول مرادها استعماله بالقلب
دون النطق باللسان
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المنهال
الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير
عن عياض
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
صلى أحدكم فلم يدر ثلاثا صلى أم أربعا فليسجد سجدتين
وهو جالس وإذا أتى أحدكم الشيطان فقال إنك قد أحدثت
فليقل كذبت إلا ما سمع صوته بأذنه أو وجد ريحه بأنفه
388

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فليقل كذبت
أراد به في نفسه لا بلسانه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا
الحسن بن علي الحلواني حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء
أحدكم الشيطان فقال إنك قد أحدثت فليقل في نفسه
كذبت حتى يسمع صوتا بأذنه أو يجد ريحا بأنفه
ذكر البيان بأن الباني على الأقل إذا شك في صلاته عليه أن
يسجد سجدتي السهو قبل الصلاة لا بعد
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا
عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن
عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
389

شك أحدكم في صلاته فليلق الشك وليبن على اليقين فإن
استيقن التمام سجد سجدتين فإن كانت صلاته تامة كانت
الركعة نافلة والسجدتان نافلة وإن كان ناقصة كانت الركعة
تماما بصلاته والسجدتان ترغمان أنف الشيطان
ذكر الخبر المصرح بصحة ما قلنا إن الباني على الأقل في صلاته
يجب أن يسجد سجدتي السهو قبل السلام لا بعد
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عبد العزيز بن محمد قال حدثني زيد بن أسلم
عن عطاء بن يسار
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صلى أحدكم
فلم يدر ثلاثا صلى أم أربعا فليصل ركعة وليسجد سجدتين
قبل السلام فإن كانت رابعة فالسجدتان ترغيما للشيطان
وإن كانت خامسة شفعتها السجدتان
قال أبو حاتم وهم في هذا الإسناد الدراوردي حيث
قال عن بن عباس وإنما هو عن أبي سعيد الخدري وكان
إسحاق يحدث من حفظه كثيرا فلعله من وهمه أيضا
390

ذكر البيان بأن الباني على الأقل من صلاته إذا شك فيها أن
يحسن ركوع تلك الركعة وسجودها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عثمان العجلي قال حدثني خالد بن مخلد قال حدثنا سليمان بن
بلال قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
شك أحدكم فلم يدر كم صلى ثلاثا أو أربعا فليقم فليصل
ركعة يتم ركوعها وسجودها ثم يسجد سجدتين وهو جالس
فإن كان قد صلى خمسا شفع بالسجدتين وإن كان قد صلى
أربعا كانت السجدتان ترغيما للشيطان قال أبو حاتم رضي الله عنه خبر بن مسعود وأبي سعيد
الخدري مما قد يوهم عالما من الناس أن التحري في الصلاة
والبناء على اليقين واحد وحكماهما مختلفان لأن في خبر بن
مسعود في ذكر التحري أمر بسجدتي السهو بعد السلام وفي
خبر أبي سعيد الخدري في البناء على اليقين أمر بسجدتي
السهو قبل السلام
391

والفصل بين التحري والبناء على اليقين أن البناء على
اليقين هو أن يشك المرء في صلاته فلا يدري ثلاثا صلى أم
أربعا فإذا كان كذلك فليبن على ما استيقن وهو الثلاث ويتم
صلاته ويسجد سجدتي السهو قبل السلام
وأما التحري فهو أن يدخل المرء في صلاته ثم اشتغل
بقلبه ببعض أسباب الدين أو الدنيا حتى ما يدري أي شئ
صلى أصلا فإذا كان ذلك تحرى على الأغلب عنده ويبني
على ما صح له من التحري من صلاته ويتمها ويسجد
سجدتي السهو بعد السلام حتى يكون مستعملا للخبرين معا
ذكر البيان بأن الساجد سجدتي السهو بعد السلام
عليه أن يتشهد ثم يسلم ثانيا
أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة أبو سعيد
قال حدثنا سعيد بن محمد بن ثواب قال حدثنا محمد بن عبد الله
الأنصاري عن أشعث عن بن سيرين عن خالد الحذاء عن
أبي قلابة عن أبي المهلب
عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسجد
سجدتي السهو ثم تشهد وسلم
392

تفرد به الأنصاري ما روى بن سيرين عن خالد غير هذا
الحديث وخالد تلميذه
أخبرنا شباب بن صالح وعبد الله بن قحطبة قالا
حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن
أبي المهلب
عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم في ثلاث
ركعات من العصر فقال له الخرباق يا رسول الله أنسيت أم
قصرت الصلاة فقال صلى الله عليه وسلم أصدق الخرباق فقالوا نعم
فقام فصلى ركعة ثم سجد سجدتين ثم سلم
393

ذكر البيان بأن المرء إذا سجد سجدتي السهو في الحال التي
وصفناها بعد السلام عليه أن يتشهد بعدها ثم يسلم
أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي قال حدثنا
سعيد بن محمد بن ثواب الحصري قال حدثنا الأنصاري عن
أشعث عن بن سيرين عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن
أبي المهلب
عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسجد
سجدتي السهو ثم تشهد وسلم
المتضافرة ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن سجدتي السهو
يجب أن تكونا في كل الأحول قبل السلام
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
أبو بشر بكر بن خلف ختن المقري قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن
خالد بن الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب
عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاة الظهر
أو العصر ثلاث ركعات فقيل له فقال أكذلك قالوا نعم
فصلى ركعة ثم تشهد وسلم ثم سجد سجدتي السهو ثم
سلم
394

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه
مضاد لخبر عمران بن حصين الذي ذكرناه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال
سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن
قيس
عن معاوية بن حديج قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
المغرب فسها فسلم في الركعتين ثم انصرف فقال له
رجل يا رسول الله إنك سهوت فسلمت في الركعتين فأمر
بلالا فأقام الصلاة ثم أتم تلك الركعة وسألت الناس عن
الرجل الذي قال يا رسول الله إنك سهوت فقيل لي تعرفه
فقلت لا إلا أن أراه ومر بي رجل فقلت هو هذا فقالوا
هذا طلحة بن عبيد الله
395

ذكر خبر ثالث قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه
مضاد لخبر عمران بن حصين وخبر معاوية
بن حديج اللذين ذكرناهما قبل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا أيوب
عن بن سيرين
عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى
صلاتي العشي وأظن أنها الظهر ركعتين ثم قام إلى خشبة
في قبلة المسجد فوضع يديه عليها إحداهما على الأخرى
وخرج سرعان الناس وقالوا قصرت الصلاة وفي القوم
أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما فهابا أن يكلماه قال وفي
القوم رجل إما قصير اليدين وإما طويلهما يقال له ذو اليدين
فقال أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت فقال صلى الله
عليه وسلم لم تقصر الصلاة ولم أنس فقال بل نسيت
فقال أصدق ذو اليدين فقالوا نعم فصلى بنا ركعتين ثم
سلم ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه
وكبر ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر
396

قال ونبئت عن عمران بن حصين أنه قال ثم سلم
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه الأخبار الثلاثة قد توهم
غير المتبحر في صناعة العلم أنها متضادة لأن في خبر
أبي هريرة أن ذا اليدين هو الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وفي
خبر عمران بن حصين أن الخرباق قال للنبي صلى الله عليه وسلم ذلك وفي
خبر معاوية بن حديج أن طلحة بن عبيد الله قال له ذلك وليس
بين هذه الأحاديث تضاد ولا تهاتر وذلك أن خبر ذي اليدين
سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين من صلاة الظهر أو العصر وخبر
عمران بن حصين أنه سلم من الركعة الثالثة من صلاة الظهر
أو العصر وخبر معاوية بن حديج أنه سلم من الركعتين من
صلاة المغرب فدل مما وصفنا على أنها ثلاثة أحوال متباينة في
ثلاث صلوات لا في صلاة واحدة
ذكر وصف سجدتي السهو للقائم
من الركعتين ساهيا أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج
عن عبد الله بن مالك بن بحينة قال صلى بنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقام وعليه جلوس فلما كان في آخر
397

صلاته سجد سجدتين وهو جالس
ذكر البيان بأن على القائم من الركعتين ساهيا إتمام صلاته
وسجدتي السهو قبل السلام لا بعد
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث عن بن شهاب عن عبد الرحمن الأعرج
عن بن بحينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الركعتين فقام
الناس معه فلما جلس في أربع انتظر الناس تسليمه كبر
ثم سجد ثم كبر ثم سجد قبل أن يسلم
ذكر وصف هذه الصلاة التي سجد فيها صلى الله عليه وسلم سجدتي السهو
للحال التي وصفناها قبل السلام
أخبرنا محمد بن الحسن
بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال أخبرني الليث بن سعد عن بن شهاب عن
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
398

عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في الصلاة الظهر وعليه جلوس فلما أتم
صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن يسلم وسجدهما الناس
معه مكان ما نسي من الجلوس
ذكر البيان بأن قيام المرء من الثنتين في صلاته ساهيا
لا يوجب عليه غير سجدتي السهو
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت
يحيى بن سعيد الأنصاري يقول أخبرني عبد الرحمن الأعرج
أن عبد الله بن بحينة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في
ثنتين من الظهر فلم يجلس فلما قضى صلاته سجد
سجدتين ثم سلم بعد ذلك
ومنظرها ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة
تفرد بها عبد الرحمن الأعرج
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال
أخبرنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير عن شعبة
عن يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن الأعرج وابن حبان
399

عن بن بحينة أن النبي صلى الله عليه وسلم فقام في الشفع الذي
يريد أن يجلس فسبحنا فمضى فلما فرغ من صلاته سجد
سجدتين وهو جالس
ذكر ما يعمل المرء إذا سها في صلاته
ثم رجع إلى التحري
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة
قال حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن
زيد بن أبي أنيسة عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم خمس
صلوات فلما سلم قيل له ذلك فاستقبل القبلة فسجد
سجدتين وهو جالس
ذكر البيان بأن قول زيد بن أبي أنيسة في هذا الخبر صلى
بهم خمس صلوات أراد به الظهر خمس ركعات
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة حدثنا
محمد بن بشار ومحمد بن مثنى قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الظهر خمسا
400

فقيل زيد في الصلاة شئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم وما ذاك قال
إنك صليت خمسا فسجد سجدتين بعدما سلم
ذكر الأمر المجمل الذي فسرته أفعال
المصطفى صلى الله عليه وسلم التي ذكرناها قبل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن
محمد بن أسماء قال حدثنا عمي جويرية بن أسماء عن مالك بن
أنس عن الزهري أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه
أن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يأتي
الشيطان أحدكم وهو في صلاته ليلبس عليه حتى لا يدري كم
صلى فإذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالس
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني
سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن
عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبيد الله بن عبد الله
401

أن أبا هريرة قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر
أو العصر فسلم في ركعتين من أحدهما فقال له ذو الشمالين بن
عبد عمرو بن نضلة الهدي حليف بني زهرة أقصرت الصلاة
أم نسيت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أنس
ولم تقصر فقال ذو الشمالين كان بعض ذلك يا رسول الله
فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس وقال أصدق ذو اليدين
قالوا نعم يا رسول الله فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتم الصلاة
ذكر وصف إتمام الصلاة الذي ذكرناه
في خبر يونس الأيلي
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
أبي سلمة وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة
عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر
402

أو العصر فسلم في الركعتين فقال ذو الشمالين بن عبد عمرو
وكان حليفا لبني زهرة بجفن الصلاة أم نسيت يا رسول الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول ذو اليدين فقالوا صدق يا بني
الله قال فأتم بهم الركعتين اللتين نقصهما ثم سلم
قال الزهري كان هذا قبل بدر ثم استحكمت الأمور
بعد
ذكر بالبيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أتم صلاته التي وصفناها
بسجدتي السهو بعد السلام
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أيوب بن أبي تميمة السختياني عن
محمد بن سيرين
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من اثنتين
فقال له ذو اليدين أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أصدق ذو اليدين فقال الناس نعم فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى اثنتين أخرتين ثم سلم ثم كبر فسجد
403

مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه ثم كبر فسجد مثل سجوده
أو أطول ثم رفع
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا هريرة
لم يشهد هذه الصلاة مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثنا ضمضم بن جوس الهفاني
قال لي أبو هريرة صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي
العشي فلم يصل بنا إلا ركعتين فقال له رجل يقال له
ذو اليدين من خزاعة يا رسول الله أقصرت الصلاة أم نسيت
فقال كل ذلك لم يكن فقال يا رسول الله إنما صليت بنا
ركعتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول ذو اليدين وأقبل على
القوم فقالوا يا رسول الله لم تصل بنا إلا ركعتين فقام
404

النبي صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة فصلى الركعتين الباقيتين ثم سلم ثم
سجد سجدتين وهو جالس
ذكر خبر ثان يصرح بأن أبا هريرة شاهد
هذه الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد
عن أبي هريرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى
صلاتي العشي إما قال الظهر وإما قال العصر قال وأكبر ظني
أنها العصر فصلى بنا ركعتين ثم سلم وتقدم إلى خشبة في
مقدم المسجد فوضع يديه عليها إحداهما على الأخرى
وخرج سرعان الناس فجعلوا يقولون قصرت الصلاة وفي
القوم أبو بكر وعمر رضوان الله عليهما فهابا أن يسألا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال له رجل يقال له ذو اليدين
أقصرت الصلاة يا رسول الله أم نسيت قال ما قصرت الصلاة
ولا نسيت قال بل نسيت يا رسول الله قال أكذلك قالوا
405

نعم قال فرجع فصلى بنا ركعتين ثم سلم ثم سجد
سجدتين فأطال نحوا من سجوده ثم رفع رأسه ثم سجد
الثانية فأطال نحوا من سجوده ثم رفع رأسه فقيل لمحمد ثم
سلم قال لم أحفظ ذلك من أبي هريرة وأنبئت أن عمران بن
حصين قال ثم سلم
قال أبو حاتم رضي الله عنه أخبار ذي اليدين معناها أن
المصطفى صلى الله عليه وسلم تكلم في صلاته على أن الصلاة قد تمت له وأنه
قد أدى فرضه الذي عليه وذو اليدين قد توهم أن الصلاة قد
ردت إلى الفريضة الأولى فتكلم على أنه في غير الصلاة وأن
صلاته قد تمت فلما استثبت صلى الله عليه وسلم أصحابه كان من استثباته
على يقين أنه قد أتم صلاته
وأما جواب الصحابة رضوان الله عليهم له أن نعم
فكان الواجب عليهم أن يجيبوه وإن كانوا في نفس الصلاة
لقول الله جل وعلا يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول
406

إذا دعاكم لما يحييكم فأما اليوم فقد انقطع
الوحي وأقرت الفرائض فإن تكلم الإمام وعنده أن الصلاة قد
تمت بعد السلام لم تبطل صلاته وإن سأل المأمومين فأجابوه
بطلت صلاتهم وإن سأل بعض المأمومين الإمام عن ذلك
بطلت صلاته لاستحكام الفرائض وانقطاع الوحي
والعلة في سهو النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته أنه صلى الله عليه وسلم بعث معلما
قولا وفعلا فكانت الحال تطرأ عليه في بعض الأحوال
والقصد فيه إعلام الأمة ما يجب عليهم عند حدوث تلك الحالة
بهم بعده صلى الله عليه وسلم
ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم سجدتي السهو المرغمتين
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد
بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا الفضل بن موسى عن
عبد الله بن جلس عن عكرمة
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو
المرغمتين
407

باب المسافر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسماعيل
بن عبد الله بن خالد القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
عبد الله بن العلاء بن زبر أنه سمع مسلم بن مشكم أبا عبيد الله
يقول
حدثنا أبو ثعلبة الخشني قال كان الناس إذا نزلوا منزلا
تفرقوا في الشعاب والأودية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن تفرقكم
في هذه الشعاب والأودية إنما ذلكم من الشيطان قال
فلم ينزلوا بعد منزلا إلا انضم بعضهم إلى بعض حتى لو بسط
عليهم ثوب لعمهم
408

ذكر الخبر المدحض قول من نفى
جواز التزود للأسفار
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن المبارك المخرمي قال حدثنا شبابة قال حدثني ورقاء
عن عمرو بن دينار عن عكرمة
عن بن عباس قال كانوا يحجون ولا يتزودون فأنزل
الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى
409

ذكر ما يدعو المرء به لأخيه إذا عزم على
سفر يريد الخروج فيه
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب أخبرني أسامة بن زيد أن سعيدا المقبري حدثه
عن أبي هريرة أن رجلا جاءه وهو يريد سفرا فسلم
عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصيك بتقوى الله والتكبير على
كل شرف حتى إذا أدبر الرجل قال اللهم ازوله الأرض
وهون عليه السفر
مجتمعهم ذكر ما يقول المرء لأخيه عند وداع
فيحفظه الله في سفره
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال
410

حدثنا أبو زرعة الرازي قال
حدثنا محمد بن عائذ قال حدثنا الهيثم بن
حميد قال حدثنا المطعم بن المقدام
عن مجاهد قال خرجت إلى العراق أنا ورجل معي
فشيعنا عبد الله بن عمر فلما أراد أن يفارقنا قال إنه ليس معي
شئ أعطيكما ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا استودع
الله شيئا حفظه وإني أستودع الله دينكما عقبية وخواتيم
عملكما
ذكر الأمر بالتسمية لمن أراد ركوب الإبل لينفر
الشياطين عن ظهورها بها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
بن وهب قال حدثنا أسامة بن زيد أن محمد بن حمزة بن عمرو
الأسلمي حدثه
أن أباه حمزة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر كل
411

بعير شيطان فإذا ركبتموها فسموا الله ولا تقصروا عن
حاجاتكم
ذكر ما يقول الرجل عند الركوب لسفر
يريد الخروج فيه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن علي بن عبد الله
البارقي
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سافر فركب
راحلته كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له
مقرنين يقرأ الآيتين ثم يقول اللهم إني
أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى
اللهم هون علينا السفر واطو لنا الأرض اللهم أنت الصاحب
في السفر والخليفة في الأهل اللهم أصحبنا في سفرنا
فاخلفنا في أهلنا وكان إذا رجع قال آيبون تائبون لربنا
حامدون
412

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أنخبر أبي الزبير
الذي ذكرناه تفرد به حماد بن سلمة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال أخبرنا سليمان بن
داود أبو الربيع حدثنا بن وهب عن بن جرير أن أبا الزبير
أخبره أن عليا الأسدي أخبره
أن عبد الله بن عمر علمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استوى
على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا وقال سبحان الذي
سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين اللهم إنا نسألك في سفرنا
هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا
سفرنا هذا واطو عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر
والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة
المنظر وسوء المنقلب في الأهل والمال والولد فإذا رجع
قالهن وزاد فيهن آيبون تائبون عابدون لربنا
حامدون
413

ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في هذا
الدعاء كلمات أخر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان
بن سعيد حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا أبو نوفل علي بن
سليمان عن أبي إسحاق السبيعي عن علي بن ربيعة الأسدي قال
ركب علي دابة فقال بسم الله فلما استوى عليها قال
الحمد لله الذي أكرمنا وحملنا في البر والبحر ورزقنا من
الطيبات وفضلنا على كثير ممن خلقه تفضيلا سبحان الذي
سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم كبر
ثلاثا ثم قال اللهم اغفر لي إنه لا يغفر الذنوب غيرك ثم
قال فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل هذا وأنا ردفه
414

ذكر ما يحمد العبد ربه جل وعلا
عند الركوب لسفر يريده
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق
عن علي بن ربيعة قال شهدت عليا أتي بدابة ليركبها
فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على
ظهره قال الحمد لله ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين إلى قوله وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم
قال الحمد لله ثلاثا الله أكبر ثلاثا سبحانك إني ظلمت
نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك
قلت من أي شئ ضحكت يا أمير المؤمنين قال رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم صنع كما صنعت ثم ضحك فقلت من أي شئ
ضحكت يا رسول الله قال إن ربك ليعجب من عبده إذا
قال رب اغفر لي ذنوبي قال علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب
غيري
415

ذكر البيان بأن دعوة المسافر لا ترد
ما دام في سفره
أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس حدثنا الحسين بن
عيسى البسطامي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام الدستوائي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ثلاث
دعوات مستجابات لا شك فيهن دعوة المظلوم ودعوة
المسافر ودعوة الوالد على ولده
416

قال أبو حاتم رضي الله عنه اسم أبي جعفر محمد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
417

ذكر الشئ الذي إذا قال المسافر في منزله أمن كلاهما
في كل شئ حتى يرتحل منه
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي حبيب
والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن
سعيد عن سعد بن أبي وقاص
عن خولة بنت حكيم السلمية أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول إذا نزل أحدكم منزلا فليقل أعوذ بكلمات الله التامات
من شر ما خلق فإنه لا يضره شئ حتى يرتحل منه
418

قال أبو حاتم رضي الله عنه يعقوب بن عبد الله هو أخو
بكير بن عبد الله بن الأشج والحارث بن يعقوب بن عبد الله بن
الأشج والحارث بن يعقوب هو والد عمرو بن الحارث مصري
ذكر ما يقول المسافر إذا أسحر في سفر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو
الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني سليمان بن
بلال عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا سافر
وجاء سحرا يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه ربنا
صاحبنا فأفضل علينا عائذ بالله من النار
419

ذكر الأمر بالتكبير لله جل وعلا على كل
شرف للمسافر في سفره
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة قال حدثنا
الفضيل بن الحسين الجحدري قال حدثنا الفضيل بن سليمان قال
حدثنا أسامة بن زيد عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال جاء رجل يريد سفرا فقال
يا رسول الله أوصني فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصيك بتقوى
الله والتكبير على كل شرف فلما ولى الرجل قال
النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ازوله الأرض وهون عليه السفر
ذكر الأمر بالإسراع في السير على ذوات الأربع
إذا سافر المرء في السنة عليها
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد
حدثنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافرتم
في الخصب فأعطوا الإبل حقها وإذا سافرتم في السنة
420

فأسرعوا السير عليها وإذا عرستم فاجتنبوا الطريق فإنها
مأوى الهوام
ذكر الزجر عن سفر المرء وحده صارت
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا وكيع قال حدثنا عاصم بن محمد عن أبيه
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في
421

الوحدة ما سار راكب بليل أبدا
ذكر الزجر عن التعريس على جواد الطريق
حدثنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سافرتم
في الخصب فأعطوا الإبل حقها وإذا سافرتم في السنة
فأسرعوا السير وإذا عرستم صارت فاجتنبوا الطريق فإنها
مأوى الهوام
422

ذكر ما يستحب للمرء أن يستعمل في سفره
إذا صعب عليه المشي والمشقة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان
قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في
رمضان حتى بلغ كراع الغميم قال فصام الناس وهم مشاة
وركبان فقيل له إن الناس قد شق عليهم الصوم إنما ينظرون
ما تفعل فدعا بقدح فرفعه إلى فيه حتى نظر الناس ثم
شرب فأفطر بعض الناس وصام بعض فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن
بعضهم صام فقال أولئك العصاة واجتمع المشاة من
أصحابه فقالوا نتعرض لدعوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اشتد
السفر وطالت المشقة فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم استعينوا
بالنسل فإنه يقطع علم الأرض وتخفون له قال ففعلنا
فخففنا له
423

ذكر ما يقول المرء عند قفوله من الأسفار
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل من غزو
أو حج أو عمرة كبر على كل شرف في الأرض ثلاث
تكبيرات ثم يقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير آيبون تائبون
عابدون ساجدون لربنا حامدون صدق الله وعده ونصر
عبده وهزم الأحزاب وحده
424

ذكر الإخبار عما يجب للمرء عند المريض سفرته
سرعة الأوبة إلى وطنه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السفر قطعة من
العذاب يمنع أحدكم نومه وطعامه وشرابه فإذا قضى أحدكم
نهمته من سفره فليعجل الرجوع إلى أهله
ذكر ما يقول المسافر إذا رأى قرية
يريد دخولها
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن
أبي السري قال قرئ على حفص بن ميسرة وأنا أسمع قال
حدثني موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه
أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى أن صهيبا حدثه
425

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى قرية يريد دخولها إلا قال حين
يراها اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين
السبع وما أقللن ورب الرياح وما ذرين ورب الشياطين
وما أضللن نسألك خير هذه القرية وخير أهلها ونعوذ بك من
شرها وشر أهلها وشر ما فيها
ذكر ما يستحب للمرء الإيضاع
إذا دنا من بلده
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
حميد
426

عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر
فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته وإن كان على دابة
حركها من حبها
ذكر ما يقول المرء عند القدوم من سفره
أخبرنا أبو خليفة قال أخبرنا أبو الوليد الطيالسي
قال حدثنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق عن الربيع
عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر قال
آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون
427

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن خبر شعبة الذي ذكرناه معلول
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال حدثنا
محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن فطر عن
أبي إسحاق قال
سمعت البراء يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع من سفر
قال آيبون تائبون لربنا حامدون
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
قال أخبرنا شعبة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي
عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل
428

أحدكم ليلا فلا يطرق أهله طروقا
ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة
التي ذكرناها
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا
سريج بن يونس قال حدثنا هشيم عن سيار عن الشعبي
عن جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة
فلما قدمنا قال أمهلوا حتى تمتشط الشعثة وتستحد
429

المغيبة
ذكر الأمر للقادم من السفر أن يركع ركعتين
في المسجد قبل دخوله منزله
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة أخبرنا
محارب بن دثار قال
سمعت جابر بن عبد الله يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر قال فلما أتى المدينة أمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأتي
المسجد فيصلي ركعتين
430

ذكر ما يقول المرء عند دخوله بيته
إذا رجع قافلا من سفره
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار
قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن
يخرج في سفره قال اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة
في الأهل اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر والكآبة
في المنقلب اللهم اقبض لنا الأرض وهون علينا السفر فإذا
أراد الرجوع قال آيبون تائبون عابدون لربنا ساجدون فإذا دخل
بيته قال توبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا
ذكر الأمر بإرضاء المرء أهله
عند قدومه من سفره
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
431

محمد بن بشار قال حدثنا عب الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن
عمر عن وهب بن جلس
عن جابر قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة
فقال تزوجت قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت بل
ثيبا قال فهلا جارية تلاعبها وتلاعبك قلت إن لي
أخوات فأحببت أن أتزوج امرأة تجمعهن وتمشطهن وتقوم
عليهن قال أما إنك قادم فإذا قدمت فالكيس الكيس
قال أبو حاتم الكيس أراد به الجماع
432

فصل
في سفر المرأة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال
أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن ذكوان
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسافر المرأة
فوق ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم
ذكر وصف ذي المحرم الذي زجر
سفر المرأة إلا معه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تسافر المرأة سفرا يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا مع أبيها
أو ابنها أو أخيها أو زوجها أو ذي محرم
433

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن بزيع قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا إبراهيم
الصائغ قال قال نافع مولى بن عمر
عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة أن
تسافر ثلاثة إلا ومعها ذو محرم تحرم عليه
ذكر البيان بأن هذا الزجر إنما هو
زجر حتم لا ندب
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال أخبرنا بشر بن المفضل قال حدثنا سهيل بن أبي
صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل
434

لامرأة تسافر ثلاثا إلا ومعها ذو محرم منها
ذكر الزجر عن سفر المرأة ثلاث ليال من غير
ذي محرم يكون معها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هارون بن عبد الله
الحمال قال حدثنا بن أبي فديك عن الضحاك بن عثمان عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة تؤمن
بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ثلاث ليال إلا ومعها ذو
محرم
ذكر الخبر الدال على أن هذا الزجر بذكر
هذا العدد لم يرد به إباحة ما دونه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا المقدمي
435

قال حدثنا يحيى عن شعبة عن عبد الملك بن عمير عن قزعة مولى زياد
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر
المرأة يومين وليلتين إلا مع زوج أو ذي محرم
ذكر خبر يدل على أن ذكر العدد في هذا الزجر
ليس القصد فيه إباحة ما دونه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن عبد الملك بن عمير عن قزعة
عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة
يومين من الدهر إلا ومعها زوجها أو ذو محرم منها
436

ذكر خبر ثالث يدل على أن هذا الزجر المذكور بهذا العدد
لم يبح استعماله فيما دون ذلك العدد
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة
تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم وليلة إلا مع ذي
محرم منها
ذكر خبر رابع يدل على أن هذا الزجر الذي خص بهذا العدد
ليس القصد فيه إباحة استعماله فيما دونه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن
سعيد بن أبي سعيد عن أبيه
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
437

لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوما واحدا
ليس معها ذو محرم
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر سعيد المقبري عن
أبي هريرة وسمعه من أبيه عن أبي هريرة فالطريقان جميعا
محفوظان
ذكر خبر خامس يدل على أن هذا الزجر الذي قرن
بهذا العدد لم يرد به إباحة ما دونه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح
عن سعيد بن أبي سعيد
438

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة
بريدا إلا مع ذي محرم
قال أبو محرم سمع هذا الخبر سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة وسمعه من سعيد المقبري عن أبي هريرة
فالطريقان جميعا محفوظان
ذكر الخبر الدال على أن هذا العدد
لم يرد النفي عما وراءه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن
حماد قال أخبرنا الليث عن سعيد المقبري عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يحل لامرأة
مسلمة تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها رجل ذو حرمة منها
439

ذكر خبر سادس يدل على أن هذا الزجر الذي ذكرنا
بهذا العدد قصد به دونه وفوقه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة
إلا ومعها ذو محرم
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن المرأة لها السفر أقل من ثلاثة أيام
إذا كانت مع غير ذي محرم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هشام بن عمار
عن أنس بن عياض قال حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع
440

عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسافر المرأة ثلاثة
أيام إلا ومعها ذو محرم
ذكر الزجر عن أن تسافر المرأة سفرا قلت مدته
أو كثرت من غير ذي محرم يكون معها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار سمع أبا معبد
سمع بن عباس سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يخلون
رجل بامرأة ولا تسافر إلا ومعها ذو محرم
ذكر البيان بأن المرأة ممنوعة عن أن تسافر سفرا
قلت مدته أم كثرت إلا مع ذي محرم منها
أخبرنا محمد بن إسحاق قال حدثنا محمد بن
عبد الرحيم قال حدثنا أبو عاصم عن بن عجلان عن أبيه
441

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة
تسافر إلا مع ذي محرم
ذكر لفظة توهم غير المتبحر في صناعة العلم أن عائشة
رضوان الله عليها اتهمت أبا سعيد في هذه الرواية
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن أن عائشة أخبرت
أن أبا سعيد الخدري قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة أن
تسافر إلا ومعها ذو محرم قالت عمرة فالتفتت عائشة إلى
بعض النساء فقالت ما لكلكم ذو محرم
قال أبو حاتم لم تكن عائشة بالمتهمة أبا سعيد الخدري
في الرواية لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم عدول ثقات وإنما
أرادت عائشة بقول ما لكلكم ذو محرم تريد أن ليس لكلكم ذو
442

محرم تسافر معه فاتقوا الله ولا تسافر واحدة منكن إلا بذي
محرم يكون معها
ذكر البيان بأن هذا الزجر
زجر حتم لا زجر ندب
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث عن
بن شهاب أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته
أنها كانت عند عائشة تقول لعائشة إن أبا سعيد الخدري
يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يحل لامرأة تسافر فوق
ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم قالت عمرة فالتفتت إلينا عائشة
فقالت ما كلهن لها ذو محرم
443

فصل
في صلاة السفر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن
خالد بن عبد الله بن موهب حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن
عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد
أنه قال لعبد الله بن عمر إنا نجد صلاة الحضر وصلاة
الخوف ولا نجد صلاة السفر في القرآن فقال له عبد الله بن
أخي إن الله جل وعلا بعث إلينا محمدا صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئا
فإنما نفعل كما رأيناه يفعل
444

قال أبو حاتم رضي الله عنه أباح الله جل وعلا قصر
الصلاة عند وجود الخوف في كتابه حيث يقول فليس عليكم
جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا
وأباح المصطفى صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة في السفر عند
وجود الأمن بغير الشرط الذي أباح الله جل وعلا قصر الصلاة
445

به فالفعلان جميعا مباحان من الله أحدهما إباحة في كتابه
والآخر إباحة على اختلفوا رسوله
صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن عدد الصلوات في الحضر والسفر
في أول ما فرض كان ركعتين
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن صالح بن جلس عن عروة بن
الزبير
عن عائشة أنها قالت فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في
الحضر والسفر فأقرت صلاة السفر وزيد في الحضر
446

ذكر البيان بأن قول عائشة فرضت الصلاة ركعتين ركعتين
أرادت به في أول ما فرضت الصلاة
أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال أخبرنا النفيلي
قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن يحيى بن سعيد عن عروة
عن عائشة أنها قالت أول ما فرضت الصلاة في الحضر
والسفر ركعتين ثم زيد في صلاة الحضر وأقرت في السفر
ذكر البيان بأن صلاة الحضر زيد فيها
خلا الغداة والمغرب
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال حدثنا
عبد الله بن الصباح العطار قال حدثنا محبوب بن الحسن عن داود بن
أبي هند عن الشعبي عن مسروق
عن عائشة قالت فرضت صلاة السفر والحضر ركعتين
فلما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان
ركعتان وتركت صلاة الفجر لطول القراءة وصلاة المغرب
لأنها وتر النهار
447

ذكر الخبر الدال على أن قصر الصلاة في السفر
إنما هو أمر إباحة لا حتم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا بن إدريس قال أخبرنا بن جريج
عن بن أبي عمار عن عبد الله بن بأبيه
عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب قول الله
جل وعلا فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن
خفتم فقد أمن الناس فقال عمر عجبت مما عجبت منه
فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال صلى الله عليه وسلم صدقة تصدق الله
بها عليكم فاقبلوا صدقة الله
448

قال أبو حاتم رضي الله عنه بن أبي عمار هذا هو
عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار من ثقات أهل مكة
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فاقبلوا صدقة الله أراد به الصدقة
التي هي الرخصة لمن أتى بها دون أن تكون
صدقة حتم لا يجوز تعديها
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن بن جريج قال أخبرني بن أبي عمار عن
عبد الله بن بأبيه
عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر بن الخطاب عجبت
449

للناس وقصرهم الصلاة وقد قال الله لا جناح عليكم أن
تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا وقد ذهب
هذا فقال عمر عجبت مما عجبت منه فذكرت ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هو صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا
رخصته
ذكر الأمر بقبول قصر الصلاة في الأسفار إذ هو
من صدقة الله التي تصدق بها على عباده
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد عن
يحيى عن بن جريج حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار
عن عبد الله بن بأبيه
عن يعلى بن أمية قال قلت لعمر إقصار الناس
الصلاة وإنما قال الله جل وعلا إن خفتم أن يفتنكم الذين
كفروا فقد ذهب ذاك فقال عجبت منه حتى سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا
صدقته
450

ذكر استحباب قبول رخصة الله إذ الله
جل وعلا يحب قبولها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا الدراوردي عن عمارة بن غزية عن حرب بن
قيس عن نافع
عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن
تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته
451

ذكر الإباحة للناوي السفر الذي يكون منتهى قصده ثمانية وأربعين
ميلا بالهاشمية أن يقصر الصلاة في أول مرحلته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أيوب عن
أبي قلابة
عن أنس بن مالك قال صليت الظهر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة أربعا وصليت معه العصر بذي الحليفة ركعتين وكان
مسافرا
452

ذكر الخبر الدال على أن الناوي للسفر الذي ذكرناه ليس له
أن يقصر حتى يخلف دور البلدة وراءه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة
أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين قال أخبرنا أنس
وسمعهم يصرخون بهما الحج والعمرة
ذكر الخبر الدال على أن الناوي سفرا يكون نهاية قصده ما
وصفنا له قصر الصلاة إذا خلف دور البلدة وراءه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا غندر قال حدثنا شعبة عن يحيى بن يزيد
الهنائي قال
سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة فقال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ
453

شعبة الشاك صلى ركعتين وبالوقف
ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل إنما هو مباح لمن عزم
على السفر الذي يجوز فيه القصر
أخبرنا أبو الحسن محمد بن عبد الله بن الجنيد قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن عمرو بن الحارث
عن محمد بن المنكدر
عن أنس بن مالك قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر
بالمدينة أربع ركعات ثم خرج إلى بعض أسفاره فصلى لنا عند
الشجرة ركعتين
ذكر ما يستحب للمسافر إذا خلف دور
البلدة وراءه أن يقصر الصلاة
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا
454

أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن
أبي قلابة
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا
وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين
ذكر البيان بأن الخارج في سفره الذي يوجب له القصر
كان له أن يقصر الصلاة وإن لم يبلغ نهاية سفره
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن محمد بن
المنكدر وإبراهيم بن ميسرة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة
أربعا وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين
455

ذكر الإباحة للمسافر إذا أقام في منزل أو مدينة
ولم ينو إقامة أربع بها أن يقصر صلاته وإن
أتى عليه برهة من الدهر
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بتبوك عشرين يوما
يقصر الصلاة
456

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد للخبر الذي ذكرناه قبل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إبراهيم بن
يوسف الصيرفي قال حدثنا حفص بن الصالح عن عاصم الأحول عن
عكرمة
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم مكة فأقام بها سبع عشرة
ليلة يقصر الصلاة
قال بن عباس من أقام سبع عشرة قصر الصلاة ومن
أقام أكثر أتم
457

ذكر خبر يضاد خبر عكرمة الذي
ذكرناه في الظاهر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
إسماعيل بن علية عن يحيى بن أبي إسحاق قال
سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة فقال سافرنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فصلى بنا ركعتين حتى
رجعنا فسألته هل أقام قال نعم أقمنا بمكة عشرا
458

ذكر الخبر الدال على أن المسافر له القصر في السفر ما لم
يعزم على إقامة أربع في موضع واحد وإن طال مكثه
في الموضع الواحد وجاز أكثر من أربع
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
عن جابر بن عبد الله قال أقام النبي صلى الله عليه وسلم بتبوك عشرين
يوما يقصر الصلاة
459

ذكر الإباحة للمسافر ترك الصلاة النافلة
في عقب المفروضات وقدامها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد
النرسي قال حدثنا يحيى القطان عن بن أبي ذئب عن عثمان بن
عبد الله بن سراقة
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي في السفر قبلها
ولا بعد يريد قبل الفرائض ولا بعدها
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن من عزم
على إقامة عشر في بلدة واحدة له أن يقصر الصلاة
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد إملاء قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن يحيى بن أبي إسحاق
عن أنس بن مالك قال خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة
إلى مكة فلم يزل يقصر حتى رجع وأقام بها عشرا
460

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن للمقيم
بمكة على أي حالة كان له أن يقصر من الصلاة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن قتادة عن موسى بن سلمة قال
سألت بن عباس قلت أكون بمكة فكيف أصلي
قال صل ركعتين سنة أبى القاسم صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن الحاج له القصر
في صلاته أيام حجه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة
قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن أبي إسحاق
عن حارثة بن وهب الهدي قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم
بمكة الصلوات ركعتين في حجة الوداع أكثر ما كان الناس
461

وآمنه
ذكر الخبر المدحض قول من أمر بإتمام الصلاة
لمن أقام بمنى أيامه تلك في حجته
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال
أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق
462

عن حارثة بن وهب قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو صلى بنا بمنى ونحن أوفر ما كنا ركعتين
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الحاج عليه
أن يتمم الصلاة بمنى أيام مقامه بها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن
شهاب عن سالم بن عبد الله
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى صلاة المسافر بمنى
ركعتين وأبو بكر وعمر وعثمان ركعتين صدرا من خلافته ثم
أتمها أربعا
463

باب
سجود التلاوة
ذكر رجاء دخول الجنان لمن سجد
لله في تلاوته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو السائب
سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ بن آدم
السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر بن
آدم بالسجود فسجد فله الجنة وأمرت بالسجود فأبيت فلي
النار المسوى
465

ذكر ما يستحب لمن سمع تلاوة القرآن
أن يسجد عند سجود التلاوة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أحمد بن عبدة
قال حدثنا فضيل بن سليمان قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن فيأتي
على السجدة فيسجد ونسجد معه لسجوده
466

ذكر ما يستحب للمرء السجود إذا قرأ
إذا السماء انشقت
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن
سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة أنه قرأ بهم إذا السماء انشقت فسجد
فيها فلما انصرف أخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها
467

ذكر إباحة ترك السجود عند قراءة
سورة والنجم
أخبرنا الصوفي حدثنا علي بن الجعد حدثنا بن
أبي ذئب عن يزيد بن قسيط عن عطاء بن يسار
عن زيد بن ثابت قال قرأت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم النجم
فلم يسجد
468

ذكر ما يستحب للمرء إذا قرأ سورة النجم
استعمال السجود لله جل وعلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن
عمر بن شقيق وعمر بن يزيد السياري قالا حدثنا عبد الوارث بن
سعيد عن أيوب عن عكرمة
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد في النجم
وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس
ذكر الخبر الدال على أن عموم هذا الخبر
أريد بعض العموم لا الكل
أخبرنا أبو خليفة قال أخبرنا محمد بن كثير عن
شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود
عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم فسجد
فما بقي أحد من القوم إلا سجد إلا رجل واحد أخذ كفا من
حصى فوضعه على جبهته وقال يكفيني
469

قال عبد الله فلقد رأيته بعد قتل كافرا
ذكر ما يستحب للمرء أن يسجد عند قراءته
سورة ص
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث حدثنا سعيد بن
أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد
عن أبي سعيد الخدري قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ص
وهو على المنبر فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناس
470

معه فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدة تنشز الناس
للسجود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي توبة نبي ولكني
رأيتكم تنشزتم للسجود فنزل فسجد وسجدوا
ذكر العلة التي من أجلها سجد صلى الله عليه وسلم في ص
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب والأشج قالا
حدثنا أبو خالد الأحمر عن العوام بن حوشب عن مجاهد قال
471

قلت لابن العباس سجدة ص من أين أخذتها قال
فتلا علي ومن ذريته داود وسليمان وأيوب حتى بلغ إلى
قوله أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده
قال كان داود سجد فيها فلذلك سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر ما يستحب للمرء أن يسجد عند قراءته
سورة اقرأ باسم ربك
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
472

أبي شيبة قال حدثنا بن عيينة عن أيوب بن موسى عن عطاء بن
ميناء
عن أبي هريرة قال سجدنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في إذا
السماء انشقت واقرأ باسم ربك الذي خلق
ذكر ما يدعو المرء به في سجود
التلاوة في صلاته
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الحسن بن محمد بن
473

الصباح قال حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس قال حدثني حسن بن
محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد قال قال لي بن جريج يا حسن
حدثني جدك عبيد الله بن أبي يزيد
عن بن عباس قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني رأيت في هذه الليلة فيما يرى النائم
كأني أصلي خلف شجرة فرأيت كأني قرأت سجدة فرأيت
الشجرة كأنها تسجد لسجودي فسمعتها وهي ساجدة وهي
تقول اللهم اكتب لي عندك بها أجرا
واجعلها لي عندك
ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني كما تقبلت من عبدك
داود قال قال بن عباس فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ السجدة
فسمعته وهو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام
الشجرة
474

ذكر البيان بأن سجود المرء عند القراءة في
المواضع المعلومة من كتاب الله ليس بفرض
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا يحيى وعثمان بن عمر عن بن
أبي ذئب عن بن قسيط عن عطاء بن يسار
عن زيد بن ثابت قال قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم
فلم يسجد
بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء السادس من
الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان
ويليه الجزء السابع وأوله
باب
صلاة الجمعة
475