الكتاب: شعار أصحاب الحديث
المؤلف: ابن إسحاق الحاكم
الجزء:
الوفاة: ٣٧٨
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: صبحي السامرائي
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار الخلفاء - الكويت
ردمك:
ملاحظات:

شعار أصحاب الحديث
1

حقوق الطبع محفوظة للمحقق
الطبعة الأولى
1405 ه‍ - 1985 م
قامت بطباعته و إخراجه دار البشائر الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع
بيروت - لبنان - ص. ب: 5955 - 14 ويطلب منها
2

شعار أصحاب الحديث
تصنيف
الأمام أبي أحمد الحاكم
رحمه الله تعالى
قدم له
فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين
حفظه الله تعالى
تحقيق
عبد العزيز بن محمد السرحان
جزاه الله خيرا
3

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرف العلم وفضل حملته و حكم بأنهم أهل خشيته ومحبته
وتكفل بحفظ الدين وقيض له علماء عاملين أولوه اعتنائهم وصرفوا فيه أوقاتهم وكرسوا
فيه جهودهم لتقوم بهم حجة الله على خلقه قديما وحديثا.
وأشهد أن لا إله إلا الله ولا معبود بحق سواه وأشهد أن محمدا عبده و رسوله،
وخاتم رسله الذي بلغ ما أنزل إليه وعصمه الله من الناس فوثق بعصمته. فبين
للناس ما نزل إليهم وتركهم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. فصلى
الله وملائكته وجميع خلقه عليه وعلى آله وصحابته الذين ساروا على نهجه واتبعوا
سبيله.
وبعد: فإن أفضل ما صرفت فيه الأوقات وأفنيت في خدمته الأعمار هو هذا
الدين الشريف الذي هو شرف وميزة وفضيلة لمن اعتنقه وعز ورفعة لأهله ولمن خدمه
ودعى إليه.
وقد جرت سنة الله أن يبتلي عباده ويختبرهم بتسليط الأعداء وبالمصائب والفتن
ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة.
وإن من أشرف العلوم علم السنة النبوية وقد قيض الله لها نخبة من علماء هذه
الأمة أولوها من العناية والاهتمام ما لا مزيد عليه وكان من جملة أولئك العلماء ذلك
العالم الكبير الذي هو أبو أحمد الحاكم، أحد علماء صدر هذه الأمة، الذين اعتنوا
بحفظ السنة وحرصوا على الحفاظ على الأحاديث المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وطبقوها في
أنفسهم وعملوا بآحادها ومتواترها وبينوا ما فيها من دخيل ليس منها وتتبعوا طرقها
ودونوها بأسانيدهم المتصلة بنبيهم عليه أفضل الصلاة والسلام، حتى صفت هذه
الينابيع الشريفة عن الأكدار ومحضت عن ما دنسها به أعداء الإسلام الذين يريدون
تشوية هذه الملة الحنيفية بما يشينها ويشوه مظهرها عند أهلها. ولكن الله رد كيدهم
وأبطل بفضله احتيالهم حيث ألهم هؤلاء العلماء الأفذاذ أن اعتنوا بها وبذلوا جهدهم
في الحرص عليها حتى صفت وعذبت مواردها.
5

وإن من الجهد الذي بذله هذه العالم الشهير رسالة له أسماها " شعار أصحاب
الحديث ". دون فيها أحاديث تتعلق بالاعتقاد وتتعلق بالصلاة التي هي أعظم شعائر
الدين الظاهرة، وانتخب من الأحاديث ما له أصل صحيح غالبا واعتمد على الأسانيد
ورجال الحديث المشهورين.
ولقد بقيت هذه النبذة في جملة ما أهمل وتغافل عنه الناس من تراث صدر هذه
الأمة حتى قيض الله من أبرزها إلى عالم الوجود حيث تيسرت لأحد طلاب العلم
وخدمة السنة والمحبين لها وهو الأخ في الله عبد العزيز السرحان، فاعتنى بها ونسخها ثم
حقق ألفاظها وترجم لرجال الأحاديث وبين درجة أحاديثها وتتبع مواضع تلك
الأحاديث في دواوين السنة الشهيرة فأثبتها جميعا مهما كثرت وعمل مقابلة بينها وأوضع
اختلاف المعاني الموجودة بينها.
وبالجملة فقد حققها بما لا مزيد عليه لتصبح هذه النبذة مفيدة في بابها ومرجعا
نافعا لأهل الحديث ويستفاد منها قوة وتثبيتا على صحتها أو حسنها ليكون العامل بها
على أتم يقين وثقة بصلاحيتها للعمل أو عدمه، فجزاه الله أحسن الجزاء على جهده
وخدمته وأكثر من شباب المسلمين من يقبل على العلم الصحيح ويوليه العناية ويصبر
على السأم والتعب الذي يناله في إثر ذلك واثقا بالأجر الجزيل المرتب على نفع أفراد
الأمة.
والله الموفق والمعين. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
خ 22 / 2 / 405 ه
6

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
وبث منهما رجالا كثيرا ونساءا واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام إن الله كان عليكم
رقيبا).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر
لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
أما بعد:
فإن المكتبة الإسلامية تقف عاجزة من شكر أولئك العلماء من سلفنا الصالح
الذين بذلوا النفيس والرخيص في سبيل نشر علوم الإسلام في شتى بقاع المعمورة.
فأضحت المكتبة الإسلامية زاخرة بشتى أنواع العلوم النافعة.
وكما تقدم آنفا من أن علمائنا رحمهم الله جميعا لم يألوا جهدا في إثراء المكتبة
الإسلامية.
فهذا الإمام البخاري، رحمه الله تعالى، يكدح في جمع كتابه الصحيح الذي
أصبح بعد ذلك علم في رأسه نار. ومن قبله شيخه الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله
تعالى، بكتابه المسند وغيره من مصنفاته.
وها هو الإمام مسلم وصيف البخاري يضيف كتابه الصحيح ليصبح مع
صحيح البخاري علمان متلازمان.
7

وهذا ابن الجوزي والنووي، عليهم رحمة الله تعالى، من أعلام التصنيف.
وهذا شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله تعالى، من أصحاب اليد الطولي في
التصنيف وعلى حذوه تلاميذه ابن القيم وابن كثير والذهبي، عليهم رحمة الله أجمعين.
ثم يأتي بعدهم الحفاظ ابن حجر، رحمه الله تعالى، ويليه السيوطي، رحمه الله
تعالى، وهلم جرا من علمائنا المتقدمين والمتأخرين الذين لو استطردنا في ذكرهم
لطال المقام. و إنما اكتفيت بالإشارة إلى بعضهم.
والأمر الذي يجب أن يفطن له أن من علمائنا من بقيت مؤلفاته ترقد في رفوف
المكتبات ولم تظهر بعد إلى حيز الوجود. ومن أولئك العلماء الإمام أبو أحمد الحاكم (1)،
رحمه الله تعالى، فإن هذا الإمام من المكثرين للتصنيف كما سيأتي في ترجمه. ومع ذلك
فلم يخرج شئ من مصنفاته كما تقدم.
ومن الأسباب الرئيسية التي جعلتني أقوم بهذا العلم هو الشكر لعرفان هذا
الإمام ومحاولة مني لنشر جزء من علمه الوفير. سائلا المولى عز وجل أن يجعلنا وإياه
ممن يشملهم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث... أو علم ينتفع
به " (2). إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وفي الختام أشكر فضيلة شيخنا العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين الذي
تفضل مشكورا بتقديم للكتاب.
بارك الله في شيخنا وأمد في عمره. إنه سميع مجيب.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الجمعة 6 / 4 / 1405 ه، ليلة السبت
عبد العزيز بن محمد السرحان

(1) وهو غير صاحب المستدرك.
(2) رواه مسلم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه.
8

وصف المخطوطة
تقع في 30 صفحة من القطع الصغير 2 / 1 15 سم طولا - 2 / 1 8 سم عرضا.
ويتراوح عدد الأسطر في الأوراق من 18 إلى 20 سطر. ويحتوي السطر الواحد على
ثمان كلمات تقريبا. وهي مصورة من مخطوطات المكتبة الظاهرية بدمشق:
(مجموع 89 (ق 145 - 159) (1).
وتحتوي هذه المخطوطة على مجموعة من الأحاديث تبلغ اثنين وخمسين حديثا.
وكذلك على ثمانية عشر أثرا. أما الأبواب فيبلغ عددها ثلاثين بابا.
وقد بدأ المصنف كتابه هذا بذكر بعض الآثار والأحاديث التي تتعلق بالعقيدة ثم
شرع في ذكر أحكام الصلاة من الأذان إلى ما يقال في أدبار الصلوات من الأذكار. ثم
ذيلها بأحاديث في سجود القرآن وفي فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

(1) انظر: فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية، المنتخب من مخطوطات الحديث. وضعه محمد
ناصر الدين الألباني، ص 252.
9

ترجمة المصنف
هو الإمام الحافظ العلامة الثبت الجهبذ محدث خراسان محمد بن محمد بن
أحمد بن إسحاق النيسابوري الكرابيسي الحاكم الكبير.
مولده:
ولد في حدود سنة تسعين ومائتين أو قبلها.
ثناء العلماء عليه:
قال الحاكم ابن البيع (1): هو إمام عصره في هذه الصنعة، كثير التصنيف، مقدم
في معرفة شروط الصحيح والأسامي والكنى. طلب الحديث وهو ابن نيف وعشرين
سنة... إلى أن قال. وكان مقدما في العدالة أولا، ثم ولي القضاء في سنة ثلاث
وثلاثين وثلاث مائة... إلى أن قلد قضاء الشاش فذهب وحكم أربع سنين وأشهرا
ثم قلد قضاء طوس وكنت أدخل إليه والمصنفات بين يديه. فيحكم ثم يقبل على
الكتب. ثم أتى نيسابور سنة خمس و أربعين ولزم مسجده ومنزله مفيدا مقبلا على
العبادة والتصنيف وأريد غير مرة على القضاء والتزكية فيستعفي.
وقال الحاكم أيضا: كان أبو أحمد من الصالحين الثابتين على سنن السلف. ومن
المنصفين فيما نعتقده في أهل البيت والصحابة، وهو حافظ عصره بهذه الديار.
قال الذهبي: وكان من بحور العلم.
وقال ابن الجوزي: أبو أحمد الحافظ القاضي إمام عصره في صنعة الحديث.
وقال ابن العماد الحنبلي: أبو أحمد الحاكم الحافظ الثقة المأمون أحد أئمة
الحديث وصاحب التصانيف.

(1) هو صاحب المستدرك.
10

من مشائخه:
إمام الأئمة ابن خزيمة و أبو العباس السراج وأبو القاسم البغوي وعبد الرحمن بن
أبي حاتم و أبو الحسن أحمد بن جوصا الحافظ وأحمد بن محمد الماسرجسي وأبو بكر
محمد بن محمد الباغندي و أبو عروبة الحراني و يحيى بن محمد بن صاعد. وخلق كثير
بالشام والعراق والجزيرة والحجاز و خراسان والجبال.
من تلاميذه:
أبو عبد الله الحاكم و أبو عبد الرحمن السلمي ومحمد بن علي الأصبهاني الجصاص
ومحمد بن أحمد الجارودي و أبو بكر أحمد بن علي بن منجويه و أبو حفص بن سرور
وصاعد بن محمد القاضي و أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي وأبو عثمان
سعيد بن محمد بن محمد البحيري وآخرون.
من مصنفاته:
1 - " الكنى " في عدة مجلدات.
2 - العلل.
3 - المخرج على كتاب المزني.
4 - كتاب في الشروط.
5 - شرح الجامع الصحيح للبخاري.
وصنف الشيوخ والأبواب (1).
وفاته:
مات في شهر ربيع الأول سنة ثمان وسبعين و ثلاث مائة. ولا ثلاث وتسعون
سنة رحمه الله تعالى.
مصادر الترجمة:
سير أعلام النبلاء 16 / 370.
شذرات الذهب 3 / 93.
المنتظم 7 / 146.
معجم المؤلفين 11 / 180.

(1) ولعل كتابنا هذا - شعار أصحاب الحديث - من ضمن الأبواب المشار إليها.
11

عملي في المخطوطة
توثيق النص مع تخريجه وترجمة شيوخ المؤلف الذين ورد ذكرهم هنا.
وكل ذلك حسب الاستطاعة ولا بد من الخطأ وصدق من قال: " أبى الله أن
يصح إلا كتابه ". و الحمد لله أولا وآخرا.
ملاحظة: بعض الكلمات التي لم أستطع قراءتها وضعت مكانها خطا (-)
ليعرف موضعها.
أما التراجم التي لم أجدها - على حسب بحثي - فقد وضعت بعدها علامة
استفهام (؟) وخاصة شيوخ المؤلف.
أما بقية الأعلام فقد أتعرض لبعضهم.
12

الصفحة الأولى من " المخطوطة "
13

الصفحة قبل الأخيرة من " المخطوطة " وبها ينتهي الجزء و يبدو في آخرها أول السماعات
14

وأسانيد المخطوطة إلى المؤلف - من السماعات - كثيرة. وقد ترجمت لواحد من
أسانيد تلك السماعات التي تتصل بالمؤلف، وهو سماع:
الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري
عن
أبي روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل
البزاز الهروي
عن
أبي القاسم زاهر - وهو ابن طاهر -
عن
أبي سعد الكنجروذي
عن
الحاكم.
15

الصفحة الأخيرة من " المخطوطة " وفيها السماع الذي ترجمت لرجاله - ما تحته خط -
16

- أبو علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري:
ترجم له الإمام الذهبي، رحمه الله تعالى، في تذكره الحفاظ فقال: المحدث
العالم المفيد الرحال المصنف صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد بن محمد (بن محمد بن
محمد) بن عمروك القرشي التيمي البكري النيسابوري ثم الدمشقي المحتسب الصوفي
سفير الدولة ابن أبي عبد الله ابن شيخ الشيوخ أبي الفتوح.
مولده بدمشق سنة أربع وسبعين و خمس مائة.
ضعفه عمر بن الحاجب فقال: كان إماما عالما لسنا فصيحا مليح الشكل. أحد
الرحالين، إلا أنه كان كثير الدعاوي. عنده مداعبة ومجون داخل الأمراء وجدد مظالم
ثم ذكر - الذهبي - قول ابن عبد الواحد وقول الزكي البرزالي في أبي علي هذا ثم قال
- الذهبي -:
ثم في الآخر صلح حاله وابتلى بالفالج قبل موته بسنوات ثم تحول في آخر عمره
إلى مصر فمات بها في ذي الحجة سنة ست وخمسين وست مائة.
تذكرة الحفاظ 4 / 1444 - 1445.
- أبو روح عبد المعز بن أبي الفضل:
قال الذهبي رحمه الله تعالى: عبد المعز بن أبي الفضل بن أحمد أبو روح الهروي
البزاز ثم الصوفي مسند العصر. ولد سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وسمع من غنيم
الجرجاني وزاهر الشحامي وطبقتهما وله " مشيخة " في جزء. روى شيئا كثيرا. واستشهد
في دخول التتار هراة في ربيع الأول وهو آخر من كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله وسلم سبعة أنفس
ثقات.
العبر في خبر من غبر 5 / 74، شذرات الذهب 5 / 81.
- زاهر بن طاهر الشحامي:
قال ابن الجوزي، رحمه الله تعالى، في المنتظم في تاريخ الملوك والأمم: زاهر بن
طاهر أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن بن أبي بكر الشحامي. ولد سنة ست و أربعين
وأربعمائة ورحل في طلب الحديث و عمر وكان مكثرا متيقظا صحيح السماع وكان
يستملي على شيوخ نيسابور وسمع منه الكثير بأصبهان والري وهمذان والحجاز و بغداد
17

وغيرها و أجاز لي جميع مسموعاته و أملى في جامع نيسابور قريبا من ألف مجلس وكان
صبورا على القراءة عليه وكان يكرم الغرباء الواردين عليه ويمرضهم ويداويهم ويعيرهم
الكتب. وحكى أبو سعد السمعاني أنه كان يخل بالصلاة. قال و سئل عن هذا فقال لي
عذر و أنا أجمع بين الصلوات. ومن الجائز أن يكون به مرض والمريض يجوز له الجمع
بين الصلوات. فمن قلة فقه هذا القادح رأى هذا الأمر المحتمل قدحا. توفي زاهر في
ربيع الآخر من هذه السنة - سنة ثلاث وثلاثين و خمسمائة - بنيسابور و دفن في مقبرة
يحيى بن يحيى. المنتظم لابن الجوزي 10 / 79
وقد ترجم له الذهبي في العبر في خبر من غبر 4 / 91 - 92. " وذكر أنه ترك
بسبب إخلاله بالصلاة ". لكن تقدم رد ابن الجوزي رحمه الله تعالى على هذه
الشبهة.
وقد ترجم له أيضا ابن كثير في البداية والنهاية 12 / 215. وذكر قول أبي سعد
السمعاني فيه ثم ذكر رد ابن الجوزي.
- محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي - أبو سعد:
قال السمعاني في ا لأنساب: الكنجروذي - بفتح الكاف وسكون النون وفتح
الجيم و ضم الراء بعدها الواو و في آخرها الذال المعجمة - هذه النسبة إلى كنجروذ
وهي قرية على باب نيسابور في ربضها وتعرب فيقال: جنجروذ...
و أما المشهور بهذه النسبة فأبو سعد محمد بن عبد الرحمن الأديب الكنجروذي من
أهل نيسابور كان أديبا فاضلا عاقلا حسن السيرة ثقة صدوقا عمر العمر الطويل حتى
حدث بالكثير وسمع أقرانه منه.
روى لنا عنه أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي و أبو محمد هبة الله ابن سهل
السيدي و أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي. وحدث عنه أبو بكر أحمد بن
الحسين البيهقي الحافظ في كتبه. وكانت وفاته في سنة ثلاث وخمسين
وأربعمائة. انتهى باختصار يسير من الأنساب 11 / 155
وقال ابن العماد الحنبلي: أبو سعد الكنجروذي محمد بن عبد الرحمن بن محمد
النيسابوري الفقيه النحوي الطبيب الفارس قال عبد الغافر له قدم في الطب و الفروسية
و أدب السلاح وكان بارع وقته لاستجماعه فنون العلم وكان مسند خراسان في عصره
وتوفي في صفر - أي من سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة شذرات الذهب 3 / 291
18

شعار
أصحاب الحديث
تصنيف
الأمام أبي أحمد الحاكم
رحمه الله تعالى
تحقيق
عبد العزيز بن محمد السرحان
جزاه الله خيرا
19

بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء فيه شعار أصحاب الحديث
تصنيف
الحاكم الحافظ أبي أحمد محمد بن محمد بن أحمد النيسابوري
رواية أبي سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي
رواية الشيوخ
أبي محمد هبة الله بن سهل ابن عمر السيدي
وأبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي
و أبي القاسم سهل بن إبراهيم (-) كلهم عنه
ورواية أبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد الصفار عنهم
ورواية أبي روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز الهروي
عرف بحافظ عن زاهر الشحامي...
إجازة لبركات بن ظافر بن عساكر
من الشيخين
أبي سعد الصفار و أبي روح الهروي المذكورين.
21

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن قرأت جميع
هذا الجزء على الشيخ الجليل الكبير الأمين المسند زين الدين أبي بكر محمد
ابن الحافظ أبي الطاهر أسعد بن عبد الله بن عبد المحسن بن الأنماطي.
وعلى أخته الجليلة أم الفضل رقية بإجازتهما المطلقة المحققة من أبي روح
عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل الهروي سماعه من زاهر بسمع الحاج
الجليل أبو محمد عبد الكريم بن عبد الله بن بدران السراج، و الأصم
(-) أبو عبد الله محمد و أبو عمر محمد و أبو العباس أحمد حضر في السنة الثالثة
(-) في يوم الاثنين ثاني عشر في رجب الفرد سنة ثمان و ستين وستمائة
بدراهما بمدينة دمشق وكتبه (-) رحمة ربه علي بن مسعود بن يوسف (*)
الموصلي ثم الحلبي عفا الله عنه. و أجازهما عن المذكورين جميع ما يجوز لهما
روايته (-) والحمد لله وحده.

(*) وربما يونس.
23

بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام العالم الثقة مجد الدين شيخ الإسلام أبو (-) النيسابوري
المعروف بابن الصغير فيما كتبه (-) قالا أنا المشايخ (-) أبو محمد
عبد الله بن سهل بن عمر... و أبو عبد الله محمد بن الفضل ابن أحمد
الفراوي و أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي و أبو القاسم
سهل بن إبراهيم السبيعي قراءة عليهم في يوم الاثنين الحادي و العشرين
من شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، و أجازني أيضا الشيخ الفقيه
أبو روح عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل البزاز الهروي يعرف بحافظ
قال: أخبرني أبو القاسم زاهر بن طاهر بن محمد الشحامي سماعا عليه
قال: أنا أبو سعد محمد بن عبد الرحمن الكنجروذي، أنا أبو أحمد محمد بن
محمد بن أحمد بن إسحاق الحافظ فيما قرىء عليه فأقر به قال:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد و آله أجمعين. قال الله عز
وجل: * (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت
عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون) * (1).
وقال سبحانه وتعالى: * (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين
ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم) * (2). وقال الله تعالى: * (والذين اهتدوا زادهم
هدى و آتاهم تقواهم) * (3).

(1) سورة الأنفال: آية 2.
(2) سورة الفتح: آية 4.
(3) سورة محمد: آية 17.
24

(1) باب
ذكر الدليل على أن الإيمان في القلب
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد،
حدثنا سويد بن سعيد، نا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن إبراهيم،
عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: " لا يدخل الجنة أحد في
قلبه مثقال حبة من خردل من كبر. ولا يدخل النار أحمد في قلبه مثقال ذرة
من إيمان ".
" صحيح ".
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، ترجم له الذهبي في تذكرة
الحفاظ 2 / 737 فقال: الحافظ الثقة الكبير مسند العالم، قال الخطيب أبو بكر: كان
ثقة ثبتا فهما عارفا. وقال السلمي: سألت الدارقطني عن البغوي فقال: ثقة جبل إمام
أقل المشايخ خطأ.
سويد بن سعيد هو الهروي أبو محمد الحدثاني الأنباري، قال الحافظ في
التقريب: صدوق في نفسه إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه و أفحش فيه
ابن معين القول. وقال البخاري في التاريخ الصغير 2 / 373: فيه نظر كان عمي فلقن
ما ليس من حديثه.
ورواه مسلم عن سويد بن سعيد مقرونا بغيره عن علي بن مسهر به، كتاب
الإيمان 1 / 93، باب تحريم الكبر وبيانه. و أبو داود 4 / 351، كتاب اللباس، باب
ما جاء في الكبر، عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش به.
والترمذي 4 / 361، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الكبر، في حديث
طويل عن محمد بن المثنى وعبد الله بن عبد الرحمن ثنا يحيى بن حماد ثنا شعبة عن
أبان بن تغلب عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم به.
وابن ماجة 1 / 22 - 23، في المقدمة، باب في الإيمان، عن سويد بن سعيد
25

به، وعن علي بن ميمون الرقي ثنا سعيد بن مسلمة عن الأعمش به. وأحمد
1 / 399 - 412 - 416 - 451 عن عبد الله بن مسعود، ورواه أيضا عن عبد الله بن
عمرو بشطره الأول 2 / 164، وبمعناه 2 / 215.
و أبو نعيم في أخبار أصبهان 2 / 184. والخطيب في تاريخ بغداد 5 / 155.
والدولابي في الكنى 2 / 74، عن عبد الله بن سلام، بشطره الأول. والبغوي في شرح
السنة 13 / 165، باب الكبر ووعيد المتكبرين. والبخاري في التاريخ الكبير 5 / 2
بنصفه الأول.
26

(2)
باب
ذكر الدليل على أن الإيمان يزيد وينقص
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد،
(-) (1) النسائي، نا حماد يعني ابن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن
أبيه، عن جده محمد بن حبيب قال: الإيمان يزيد وينقص. قيل: ما زيادته
ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا بالله فحمدناه فتلك زيادته، و إذا غفلنا ونسينا
فذاك نقصانه. قال: وسمعت أبا نصر التمار يقول: الإيمان يزيد وينقص.
أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، نا هارون بن عبد الله،
نا يزيد بن هارون، عن حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، أن جده
عمير بن حبيب وكانت له صحبة.
ح و أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت
محمد بن علي يعني ابن الحسن بن شقيق قال: سألت أحمد بن حنبل عن
الإيمان في معنى الزيادة والنقصان فقال: حدثنا الحسن بن موسى، نا
حماد بن سلمة، عن أبي جعفر الخطمي، عن أبيه، عن جده، عن
عمير بن حبيب قال: الإيمان يزيد و ينقص. فقيل له: وما زيادته
وما نقصانه؟ قال: إذا ذكرنا بالله فحمدناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا
غفلنا ونسينا فذاك نقصانه.
هذا لفظ حديث أحمد بن حنبل عن الحسن بن موسى.
" حسن ".
أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز. تقدم ص 25.

(1) كلمات غير واضحة وبياض.
27

أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، هو السراج، الإمام الحافظ الثقة شيخ
الإسلام محدث خراسان.
محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مهران أبو العباس الثقفي مولاهم الخراساني
النيسابوري، صاحب المسند الكبير على الأبواب والتاريخ و غير ذلك. وأخو إبراهيم
المحدث و إسماعيل. مولده في سنة ست عشرة ومائتين. سمع من إسحاق وقتيبة بن
سعيد و محمد بن بكار بن الريان، حدث عنه البخاري و مسلم بشئ يسير خارج
الصحيحين و أبو أحمد الحاكم.
قال الخطيب: كان من الثقات الأثبات عني بالحديث وصنف كتبا كثيرة وهي
معروفة. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: أبو العباس السراج صدوق ثقة. قال
الصعلوكي: كنا نقول: السراج كالسراج. نقل الحاكم وغيره: أن أبا العباس السراج
مات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث عشرة وثلاث مائة بنيسابور.
سير أعلام النبلاء 14 / 388.
أبو نصر التمار هو: عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن ذكوان بن يزيد،
الإمام الثقة الزاهد القدوة القشيري مولاهم النسوي الدقيقي التمار. مولده عام مقتل
أبي مسلم الخراساني. وثقة أبو داود والنسائي. وقال أبو حاتم: ثقة يعد من الأبدال.
ثمان وعشرين ومائتين وهو ابن إحدى وتسعين سنة.
سير أعلام النبلاء 10 / 571
الإسناد الأول:
أبو القاسم البغوي. ثقة ثبت وقد تقدم ص 25.
النسائي: الإمام صاحب السنن، وهو أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن
بحر بن دينار أبو عبد الرحمن النسائي الحافظ. تقريب (1).
حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة، ثقة عابد أثبت الناس في ثابت
وتغير حفظه بآخره. تقريب.
أبو جعفر الخطمي: هو عمير بن يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري نزيل
البصرة، صدوق. تقريب

(1) المراد تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى.
28

أبوه: يزيد بن عمير بن حبيب الأنصاري. لم أجد له ترجمة، إلا أن الحافظ
ابن حجر رحمه الله تعالى لما ترجم لأبي جعفر الخطمي عمير بن يزيد قال: قال
عبد الرحمن بن مهدي: كان أبو جعفر و أبوه وجده قوما يتوارثون الصدق بعضهم عن
بعض. انتهى من التهذيب 8 / 151.
جده: عمير بن حبيب الأنصاري. ذكره الذهبي في تجريد أسماء الصحابة
1 / 422 وقال: له صحبة.
الإسناد الثاني:
محمد بن إسحاق الثقفي. تقدم ص 28.
هارون بن عبد الله: بن مروان البغدادي أبو موسى الحمال البزاز،
ثقة. تقريب.
يزيد بن هارون: بن زاذان السلمي مولاهم أبو خالد الواسطي، ثقة متقن
عابد. تقريب.
وبقية رجال السند تقدموا.
الإسناد الثالث:
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق: بن دينار المروزي، ثقة صاحب
حديث. تقريب.
أحمد بن حنبل: إمام جليل مشهور غني عن التعريف.
الحسن بن موسى: هو الأشيب أبو علي البغدادي قاضي الموصل وغيرها،
ثقة. تقريب.
وبقية رجال السند تقدموا.
تنبيه: جاء في الإسناد الأول: " عن جده محمد بن حبيب "، وصوابه عن جده
عمير بن حبيب كما هو في كتب التراجم وغيرها.
وهذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في الإيمان، ص 7. و أبو بكر الآجري في
الشريعة، ص 111 - 112، عن أبي جعفر الخطمي... به.
29

أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زهير القيسي بطوس، نا
عمرو بن شميل المروزي، أنا بقية يعني ابن الوليد، عن معاوية بن يحيى،
عن أبي مجاهد يعني عبد الوهاب، عن أبيه، عن ابن عباس قال: الإيمان
يزداد وينقص.
30

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، حدثنا
هارون بن عبد الله، نا حجاج بن محمد، نا إسماعيل بن عياش، عن
صفوان بن عمرو السكسكي، عن عبد الله بن لهيعة الحضرمي، عن
أبي هريرة قال: الإيمان يزيد و ينقص.
31

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، نا محمد بن يحيى، أنا
أبو معمر، أنا إسماعيل بن عياش، عن حريز بن عثمان، عن الحارث بن
محمد، عن أبي الدرداء قال: الإيمان يزداد وينقص.
32

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت محمد بن
سهل ابن عسكر، نا عبد الرزاق قال: سمعت مالكا والأوزاعي و ابن جريج
والثوري ومعمرا يقولون: الإيمان قول و عمل يزيد وينقص.
33

أخبرنا أبو عمران موسى بن العباس الجوني، نا أبو إسماعيل
محمد بن إسماعيل الترمذي، نا إسحاق يعني الفروي، قال: جئت عند
مالك قال: الإيمان يزيد وينقص.
قال الله عز وجل: (ليزدادوا إيمانا مع إيمانا) (1) وقال إبراهيم:
(رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن
قلبي) (2).
قال: فطمأنينة قلبه زيادة في إيمانه.
34

أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ببغداد، نا هشام
يعني ابن عمار، نا يحيى بن سليم، نا ابن جريج و مالك و محمد بن مسلم
ومحمد بن (1) عبد الله بن عمرو بن عثمان والمثنى وسفيان الثوري قالوا:
الإيمان قول وعمل.
35

(3)
باب
ذكر الدليل على أن القرآن كلام الله غير مخلوق
أخبرنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي بحران، نا
سلمة بن شبيب، نا الحكم بن محمد، نا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن
دينار قال: سمعت مشيختنا منذ تسعين سنة، ح و أخبرنا أبو أحمد محمد بن
سليمان بن فارس واللفظ له، نا محمد يعني ابن إسماعيل البخاري قال:
الحكم بن محمد أبو مروان الطبري حدثناه، سمع ابن عيينة قال: أدركت
مشيختنا منذ تسعين سنة منهم عمرو بن دينار يقول: القرآن كلام الله ليس
بمخلوق.
37

(...
38

(4)
باب
وسمعت أبا عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي (بحران) (*)،
قال: سمعت الميموني يعني عبد الملك بن عبد الحميد يقول: سمعت
أحمد بن حنبل وقيل (1) له: إلى ما تذهب في الخلافة؟ قال: أبو بكر و عمر
و عثمان وعلي. قال فقيل له: كأنك تذهب إلى حديث سفينة؟ قال: أذهب
إلى حديث سفينة و إلى شئ آخر رأيت عليا في زمن أبي بكر و عمر
وعثمان لم يتسم بأمير المؤمنين ولم يقم الجمع والحدود، ثم رأيته بعد قتل
عثمان قد فعل ذلك فعلمت أنه قد وجب له في ذلك الوقت ما لم يكن قبل
ذلك.
39

سمعت محمد بن إسحاق الثقفي قال: سمعت أبا رجا قتيبة بن
سعيد قال: (-) (1) المأخوذ في الإسلام والسنة الرضا بقضاء الله
والاستسلام لأمره، والصبر على حكمه والإيمان بالقدر خير وشره، والأخذ
بما أمر الله عز وجل والنهي عما نهى الله عنه. وإخلاص العمل لله، وترك
الجدال والمراء والخصومات في الدين. والمسح على الخفين، والجهاد مع كل
خليفة جهاد الكفار لك جهاده وعليه شره. والجماعة مع كل بر وفاجر
- يعني الجمعة والعيدين -، والصالة على من مات من أهل القبلة سنة.
والإيمان قول و عمل، والإيمان يتفاضل. والقرآن كلام الله عزو جل.
و أن لا ننزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا، ولا نقطع الشهادة على أحد
من أهل التوحيد وإن عمل بالكبائر، ولا نكفر أحدا بذنب إلا ترك الصلاة
وإن عمل بالكبائر. وأن لا نخرج على الأمراء بالسيف و إن حاربوا، ونتبرأ
من كل يرى السيف في المسلمين كائنا من كان.
و أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان. والكف عن
مساوئ أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يذكر أحد منهم بسوء ولا ينتقص أحد
منهم. و نؤمن بالرؤية والتصديق بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في الرؤية حق. اتباع كل ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن يعلم أنه
منسوخ فيتبع ناسخه.
وعذاب القبر حق، والميزان حق، والحوض حق، والشفاعة حق،
وقوم يخرجون من النار حق، وخروج الدجال والرحم حق.
و إذا رأيت الرجل يحب سفيان الثوري ومالك بن أنس
وأيوب السختياني وعبد الله بن عون و يونس بن عبيد و سليمان التيمي وشريكا
و أبا الأحوص والفضيل بن عياض وسفيان بن عيينة والليث بن سعد
40

وابن المبارك ووكيع بن الجراح ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي
و يحيى بن يحيى و أحمد بن حنبل و إسحاق بن راهويه فاعلم أنه على
الطريق، و إذا رأيت الرجل يقول هؤلاء الشكاك فاحذروه فإنه على غير
الطريق.
وإذا قال المشبهة فاحذروه فإنه جهمي، وإذا قال المجبرة فاحذروه
فإنه قدري. و الإيمان يتفاضل، والإيمان قول وعمل ونية. والصلاة من
الإيمان، والزكاة من الإيمان، والحج من الإيمان، وإماطة الأذى عن الطريق
من الإيمان. ونقول الناس عندنا مؤمنون بالاسم الذي سماهم الله.
والإقرار والحدود والمواريث والعدل ولا نقول ولا يقول عبد الله ولا بقوله
كإيمان جبريل وميكائيل لأن إيمانهما متقبل.
و لا يصلى خلف القدري ولا الرافضي و لا الجهمي. ومن قال إن
هذه الآية مخلوقة فهو كافر (إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) (1) وما كان الله
ليأمر موسى أن يعبد مخلوقا. ويعرف الله في السماء السابعة على عرشه كما
قال: (الرحمن على العرش استوى * له ما في السماوات وما في الأرض
وما بينهما وما تحت الثرى) (2).
والجنة والنار مخلوقتان ولا يفنيان. والصلاة من الله فريضة واجبة
بتمام ركوعها وسجودها والقراءة فيها.
41

حدثني أبو الحسين علي بن محمد بن سختويه، حدثنا محمد يعني
ابن أيوب، أنا نصر بن علي الجهضمي وقلت له: من نقدم بعد رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أبا بكر و عمر و عثمان و علي، واعمل على حديث سفينة.
قال: وأنا نصر بن علي الجهضمي قال: قال ابن عرعرة:، قال
ابن حنبل قال مثل قولي واحتج بحديث سفينة.
42

سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب يقول: سمعت العباس يعني
ابن محمد الدوري يقول: سمعت يحيى بن معين يقول: القرآن كلام الله
وليس بمخلوق.
وسمعت هذا منه مرارا: أخير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر
ثم عثمان ثم علي. هذا قولنا وهذا مذهبنا.
44

(5)
باب
ذكر الدليل على أنه لا عمل إلا بنية ينويها المرء عند عمله
أخبرنا أبو عروبة ا لحسين بن أبي معشر السمي بحران، حدثنا
عبد الجبار بن العلا، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد قال: سمعت يحيى بن
سعيد يقول: أخبرني محمد بن إبراهيم بن الحارث أنه سمع علقمة بن
وقاص الليثي يقول: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" إنما الأعمال بالنية وإن لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى
الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها
أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه ".
45

(6)
باب
ذكر الدليل على أن الصلاة والطهور من الإيمان
أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا محمد بن
عبد الرحيم أبو يحيى البزاز، نا عفان بن مسلم، نا أبان وهو ابن يزيد
العطار، نا يحيى بن أبي كثير، عن زيد وهو ابن سلام، عن
أبي سلام، عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول:
" الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان، والصلاة نور والصدقة
برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك ".
47

(7)
باب
ذكر الدليل على أن الله سبحانه
لا يقبل صلاة إلا بطهور ولا صدقة من غلول
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا
خلف بن هشام و أبو كامل الجحدري، قالا: حدثنا أبو عوانه، عن
سماك بن حرب، عن مصعب بن سعد، عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا يقبل الله صلاة بغير طهور، ولا صدقة من غلول ".
48

(8)
باب
في وجوب الغسل على من مس فرجه
وبيان المس أنه يكون باليد من الكتاب والسنة
قال الله عز وجل: (ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه
بأيديهم) (1). فأعلمنا ربنا جل وعز أن اللمس قد يكون باليد.
وقال جل ثناؤه: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا
وجوهكم... إلى قوله: أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا) * (2).
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا الربيع بن سليمان المرادي،
حدثنا شعيب يعني ابن الليث، عن الليث، عن جعفر بن ربيعة
وهو ابن شرحبيل بن حسنة، عن عبد الرحمن بن هرمز قال: قال أبو هريرة
يأثره عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
" كل ابن آدم أصاب من الزنا لا محالة (3). قال: ومن زناها النظر
واليد زناها والنفس تهوى وتحدث ويصدقه أو يكذبه الفرج.
51

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، حدثنا
كامل بن طلحة، نا مالك بن أنس، عن ابن‌ شهاب، عن سالم بن عبد الله،
عن أبيه أنه كان يقول:
قبلة الرجل امرأته وحسه بيده من الملامسة فمن قبل امرأته أو حسها
بيده فليتوضأ.
54

أخبرني أبو الحسن علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي بواسط، نا
عبد الحميد يعني ابن بيان السكري، أنا هشيم، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن أبي عبيدة بن عبد الله قال: قال عبد الله:
القبلة من اللمس وفيها الوضوء والمس ما دون الجماع.
55

(9)
باب
ذكر الأذان مثنى والإقامة فرادى "
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد،
حدثنا العباس بن الوليد النرسي، نا وهيب، نا أيوب، عن أبي قلابة،
عن أنس قال:
" أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة ".
أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق،
حدثني عبد الله يعني ابن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي، نا سليمان بن
حرب، نا حماد بن زيد، عن سماك يعني ابن عطية، عن أيوب، عن
أبي قلابة، عن أنس قال:
" أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة إلا الإقامة ".
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف، نا العباس يعني
ابن محمد الدوري، حدثنا يحيى بن معين، نا عبد الوهاب الثقفي، أنا
أيوب، عن أبي قلابة، عن أنس:
" إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة ".
56

حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن علي الجوهري قدم علينا حاجا
من مرو، نا أبو حاتم محمد بن إدريس بالري، و أبو يحيى عبد الكريم بن
الهيثم ببغداد قالا: حدثنا سعيد بن المغيرة الصياد، عن عيسى بن يونس،
عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال:
" كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثنى مثنى والإقامة واحدة
واحدة ". غير أنه قال: إذا قال: قد قامت الصلاة ثنى بها فإذا سمعناها
توضأنا وخرجنا إلى الصلاة.
58

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، نا
أبو قدامة يعني عبد الله بن سعيد اليشكري، نا معاذ بن هشام، حدثني
أبي، عن عامر يعني الأحول، عن مكحول، عن عبد الله بن محيريز، عن
أبي محذورة:
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علمه هذا الأذان " الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله
أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا
رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله. ثم يعود فيقول أشهد أن لا إله
إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين. حي على الصلاة مرتين،
حي على الفلاح مرتين، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ".
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي بدمشق،
حدثنا إبراهيم بن يعقوب يعني الجوزجاني، نا سعيد بن عامر، عن همام بن
يحيى، عن عامر الأحول، عن مكحول، عن محيريز، عن أبي محذورة:
" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا فأعجبه صوت
أبي محذورة فعلمه الأذان: الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر، أشهد أن
لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن
محمدا رسول الله، حي على الصلاة حي على الصلاة، حي على الفلاح
حي على الفلاح، الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والإقامة مثنى مثنى ".
59

(10)
باب
ذكر الدليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم
آية من كل سورة ووجوب تلاوتها في الصلاة
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن (-) بطرسوس، نا
الحسن يعني ابن عرفة بن يزيد العبدي، حدثني القاسم يعني ابن مالك
المزني، عن المختار يعني ابن فلفل، عن أنس قال: أغفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أو أغمي عليه إغمائه فلما رفع رأسه متبسما فإما سألوه وإما أخبرهم عن
ابتسامة قال: " إني أنزلت علي آنفا سورة فقرأ: " بسم الله الرحمن الرحيم * إنا
أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر).
فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: هل تدرون ما ا لكوثر؟ قال قلنا: الله
ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر في الجنة وعدنيه ربي له حوض يرد عليه
أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب فيختلج منهم العبد أو... فأقول
يا رب إنه من أمتي فيقال لي: إنك لا تدري ما حدثوا بعدك ".
62

أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفة،
حدثنا عباد بن يعقوب يعني العبدي، انا عمر بن هارون، عن ابن جريج،
عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ: (بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله
رب العالمين * الرحمن الرحيم * ملك يوم ا لدين *...) حتى عد سبع
آيات عدد الاعراب.
63

أخبرنا الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا محمد بن
عبد الله بن عبد الحكم، أنا أبي وشعيب بن الليث قالا: أنا الليث،
نا خالد.
و أنا أبو بكر، نا محمد بن يحيى، نا ابن أبي مريم، انا الليث،
حدثني خالد بن يزيد، عن ابن أبي هلال يعني سعيدا، عن نعيم المجمر
قال:
صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ بأم
القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال: آمين وقال الناس: آمين. ويقول كلما
سجد: الله أكبر، و إذا قام من الجلوس: قال: الله أكبر، ويقول إذا سلم:
والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. جميعا لفظا واحدا
غير أن ابن عبد الحكم، قال: و إذا قام من الجلوس في الاثنتين قال: الله
أكبر.
65

أخبرنا أبو بكر محمد بن مروان بن عبد الملك البزاز بدمشق، نا هشام
يعني ابن عمار، نا سويد بن عبد العزيز، نا عمران القصير، عن الحسن،
عن أنس بن مالك.
" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يسر بسم الله الرحمن الرحيم و أبو بكر
وعمر ".
66

أخبرني أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي، نا أحمد بن يحيى
الحلواني، نا عتيق بن يعقوب الزبيري، ثنى عبد الرحمن بن عبد الله يعني
العمري، عن أبيه، وعن عمه عبد الله، عن نافع، عن ابن عمر: " أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا افتتح الصلاة يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم ".
67

أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي، أنا أحمد بن علي
الأبار، نا علي بن الجعد، نا سلمة بن صالح الأحمر، عن يزيد
ابن أبي خالد، عن عبد الكريم بن أبي المخارق، عن ابن بريدة، عن
أبيه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" لا أخرج من المسجد حتى أعلمك آية من سورة لم تنزل على أحد
قبلي غير سليمان بن داود. فخرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغ أسكفة الباب قال:
بأي شئ تستفتح صلاتك وقراءتك؟؟ قلت: ببسم الله الرحمن الرحيم.
قال: هي هي، ثم أخرج رجله الأخرى ".
68

(11)
باب
ذكر ما تفتح به الصلاة المكتوبة وغيرها
أخبرنا أبو الليث سلم بن معاذ التميمي بدمشق، حدثنا يوسف
ابن سعيد بن مسلم المصيصي، حدثنا حجاج يعني ابن محمد، عن
ابن جريج قال: أخبرني موسى بن عقبة، عن عبد الله بن الفضل، عن
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن عبد الله بن أبي رافع، عن علي بن
أبي طالب: " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال:
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا و ما أنا من المشركين.
إن صلاتي ونسكي و محياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له و بذلك أمرت
و أنا من المسلمين. اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت
ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا
لا يغفر الذنوب إلا أنت. اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت
واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت. لبيك وسعديك والخير
في يديك و المهدي من هديت، و أنا بك وإليك. تباركت وتعاليت أستغفرك
وأتوب إليك.
وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا سجد في الصلاة المكتوبة قال: اللهم لك
سجدت وبك آمنت ولك أسلمت، أنت ربي سجد وجهي للذي خلقه
وشق سمعه وبصره. تبارك الله أحسن الخالقين.
" وكان إذا ركع قال: اللهم لك ركعت وبك آ منت ولك أسلمت
أنت ربي. وكان إذا رفع رأسه من الركوع في الصلاة المكتوبة قال: ربنا
ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض و ملء ما شئت من شئ بعد ".
70

(12)
باب
ذكر الدليل على أن السكتتين في الصلاة سنة
وذكر ما يقوله المصلي بين التكبير والقراءة
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الله بن سابور الدقيقي ببغداد،
حدثنا أبو نعيم عبيد بن هشام الحلبي (1)، حدثنا محمد بن فضيل بن غزوان
وجرير بن عبد الحميد، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة
وهو ابن عمر و ابن جرير، عن أبي هريرة قال:
" كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كبر سكت سكتة بين القراءة والتكبير. قال:
قلت: بأبي أنت و أمي ما تقول في هذه السكتة؟
" قال أقول: اللهم باعد بيني و بين خطاياي كما باعدت بين المشرق
والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقي الثوب من الدنس، اللهم
اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ".
73

(13)
باب
ذكر الدليل على أن السكتة في الركعة
التي بعد التشهد الأول غير واجبة
أخبرنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد الهاشمي ببغداد، أخبرنا
محمد بن سهل بن عسكر والحسن بن عبد العزيز الجروي، قال: حدثنا
يحيى بن حسان، نا عبد الواحد بن زياد، نا عمارة بن القعقاع بن شبرمة
الضبي، حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، نا أبو هريرة قال:
" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا نهض في الركعة الثانية استفتح بالحمد لله
رب العالمين ولم يسكت ".
75

(14)
باب
ذكر الدليل على أن مفتاح الصلاة هو الطهور
وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، قال: أنا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، انا وكيع.
وأخبرنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد،
حدثنا سهل بن صالح وعلي بن محمد بن أبي الحصيب، قالا: نا وكيع،
عن سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، عن محمد بن
الحنفية، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم ".
هذا لفظ حديث إسحاق بن إبراهيم الحنظلي.
77

(15)
باب
ذكر الدليل على أن الاستواء بعد رفع الرأس
من الركوع والسجود وعند كل رفع ووضع سنة واجبة
وأن الطمأنينة (1) فيها واجبة لا يجوز الصلاة إلا بها
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق، نا
علي بن خشرم قال: نا أبو ضمرة أنس بن عياض، عن عبيد الله بن عمر،
عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة وابن عجلان، عن
يحيى بن خالد أو خلاد الأنصاري، عن عم له بدري قال:
دخل رجل المسجد فصلى ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرمقه ولم يشعر الرجل
فصلى ركعتين ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: " وعليك السلام اذهب
فصل فإنك لم تصل ". فقال الرجل في الثالثة: يا رسول الله علمني وأرني
فقد حرصت وجهدت. فقال: " إذا أردت الصلاة فتوضأ فأحسن وضوءك،
فإذا استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ ما تيسر من القرآن، فإذا ركعت فاركع
حتى تطمئن راكعا، فإذا رفعت فقم حتى تستوي قائما، فإذا سجدت
فاسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع فاقعد حتى تطمئن قاعدا، ثم اسجد
حتى تطمئن ساجدا، ثم ارفع فقم. فإذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك
وما انتقصت من هذا فإنما تنقصه من صلاتك ".
80

(16)
باب
ذاكر الدليل على أنه لا يجوز صلاة لا يقرأ
فيها بفاتحة الكتاب
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم المدائني ببغداد،
(-) إبراهيم المدائني، نا عبد الله بن عمر بن ابان، نا سفيان بن عيينة،
عن الزهري، سمع محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت يبلغ به
النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:
" لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ".
83

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق الثقفي، نا أبو همام يعني
ابن الوليد ابن شجاع السكوني، نا إسماعيل بن جعفر، أخبرني العلاء بن
عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج هي خداج هي
خداج غير تمام ".
85

أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأحمد بن محمد بن الحسين
قالا: حدثنا محمد بن يحيى، نا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن
العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" لا تجزيء صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب ".
قلت: فإن كنت خلف الإمام؟ قال: فأخذ بيدي وقال: اقرأ في
نفسك يا فارسي.
جميعها لفظ واحد إلا أن في حديث أحمد بن محمد فأخذ بيدي
ولم يقل قال.
86

(17)
باب
ذكر الدليل على أن رفع الأيدي عند الافتتاح وعند الركوع
وعند الرفع من الركوع سنة سنها المصطفى عليها السلام
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ببغداد، نا
عثمان بن أبي شيبة، نا سفيان.
ح و أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسين الماسرجسي، نا
إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، انا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سالم بن
عبد الله، عن أبيه قال:
" رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما
منكبيه، وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ولا يفعل ذلك بين
السجدتين ".
هذا لفظ حديث إسحاق بن إبراهيم.
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال: سمعت محمد بن يحيى
يحكي عن علي بن عبد الله قال: قال سفيان: هذا مثل هذه الأسطوانة (1).
87

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي بها، حدثني
عبد الله بن محمد بن أسامة الحلبي، نا أبي، نا بشر يعني ابن إسماعيل،
عن نوفل بن فرات قال: ذكر لعمر بن عبد العزيز رفع يديه في الصلاة قال:
ترون أن سالما يحفظ عن أبيه أترون أن أباه يحفظ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
89

نا أبو القاسم البغوي ببغداد، نا شجاع بن مخلد والحسن بن عرفة
العبدي قالا: نا هشيم، أنا عبد الحميد بن جعفر، عن محمد بن عمرو بن
عطاء القرشي قال:
رأيت أبا حميد الساعدي مع عشرة رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فقال لهم: " ألا أحدثكم عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قالوا: ما كنت أقدمنا له
صحبة. فاشتد قائما فقال: أعرض عليكم؟ قالوا: هات. قال: الله أكبر
عند فاتحة الصلاة ورفع يديه، وإذا ركع رفع يديه، وإذا رفع رأسه من
الركوع رفع يديه، ثم مكث قليلا حتى يقع كل عضو منه موضعه ثم هبط
ساجدا ويكبر.
90

حدثنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي، نا بندار يعني
محمد بن بشار، نا عبد الرحمن يعني (1) ابن مهدي، نا سفيان، عن
أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب قال:
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شدة الرمضاء فما أشكانا في صلاة الهجير.
أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا
إسحاق بن إبراهيم يعني الحنظلي، أنا المخزومي المغيرة بن سلمة، نا وهيب،
عن محمد بن جحادة، عن سلمان بن أبي هند، عن خباب بن الأرت
قال:
شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شدة الحر في جباهنا وأكفنا فلم يشكنا.
91

(18)
باب
ذكر ما يقوله المصلي بعد رفع رأسه
من الركوع و (-) (1) الصلاة
أخبرنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان الواسطي ببغداد، نا محمد
يعني ابن عبد الله بن نمير، نا أبي، نا الأعمش، عن عمارة يعني
ابن عمير، عن أبي معمر، عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" لا تجزي صلاة لا يقيم الرجل بها صلبه في الركع والسجود ".
93

(...)
94

أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق، حدثني
عبد الله يعني ابن عبد الرحمن السمرقندي، نا مروان بن محمد، نا سعيد بن
عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة، عن أبي سعيد قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا رفع رأسه من الركوع قال: " ربنا لك الحمد
ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد. أهل الثناء
والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت
ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد ".
95

أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين الحافظ، حدثنا محمد بن يحيى، ثنا
عفان بن مسلم، نا همام، نا محمد ابن جحادة، حدثني عبد الجبار بن
وائل، عن علقمة بن وائل ومولى لهم، عن أبيه وائل بن حجر أنه: رأى
النبي صلى الله عليه وآله وسلم دخل في الصلاة فكبر ووصف همام حيال أذنيه. قلت لعفان:
ثم التحف بثوبه؟ قال: نعم، قال: ثم وضع يده اليمنى على اليسرى فلما
أراد أن يركع أخرج يديه من الثوب ثم رفعهما فكبر فركع فلما قال سمع
الله لمن حمده رفع يده فلما سجد سجد بين كفيه.
96

أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا محمد بن أبي صفوان
الثقفي، نا عبد الرحمن يعني ابن مهدي، نا عبيد الله بن إياد بن لقيط، عن
أبيه، عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك ".
97

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا قتيبة بن
سعيد، حدثنا بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن
عبد الله بن مالك بن بحينة.
" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا صلى فرج بين يديه حتى يرى بياض
إبطيه ".
98

أخبرنا أبو العباس محمد بن شادل بن علي الهاشمي، نا إسحاق يعني
ابن إبراهيم الحنظلي، أخبرنا عيسى بن يونس، حدثنا حسين بن المعلم،
عن بديل بن ميسرة العقيلي، عن أبي الجوزاء، عن عائشة قالت:
" كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة بالحمد لله رب
العالمين. وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه، وكان إذا رفع رأسه
من الركوع استوى قائما، وكان إذا سجد رفع رأسه من السجود لم يسجد
حتى يستوي جالسا. وكان ينهى عن عقبة الشيطان و كان يفرش رجله
اليسرى و ينصب اليمنى. وكان يكره أن يفترش ذراعيه افتراش الكلب.
وكان يختم الصلاة بالتسليم. وكان يقول في كل ركعتين تحية ".
99

(19)
باب
ذكر ما جاء في التشهد واختلاف الألفاظ فيه
انا أبو يوسف محمد بن سفيان المصيصي الصفار بالمصيصة، حدثنا
محمد يعني ابن آدم بن سليمان المصيصي، نا عبدة يعني ابن سليمان، عن
الأعمش، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود قال: أقبل علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال:
" إذا جلس أحدكم في صلاته فليقل: التحيات لله والصلوات
والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين. فإنه إنه قالها أصابها كل عبد صالح في السماء
والأرض. وأشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ".
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن
المخزومي قرأه علينا من كتابه، حدثنا سفيان بن عيينة، عن الأعمش
و منصور، عن شقيق بن سلمة، عن ابن مسعود قال:
كنا نقول في الصلاة قبل أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله
السلام على جبرئيل وميكائيل.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " لا تقولوا هكذا فإن الله هو السلام ولكن
قولوا: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله
إلا الله، أشهد أن محمدا عبده ورسوله ".
101

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا قتيبة بن
سعيد، نا الليث يعني ابن سعد، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير
وطاوس، عن ابن عباس أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمنا التشهد
كما يعلمنا القرآن وكان يقول:
" التحيات المباركات الطيبات لله، السلام عليك أيها النبي ورحمة لله
وبركاته، سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إلا إلا الله،
و أشهد أن محمدا عبده ورسوله ".
103

أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا أبو الأزهر و كتبته من
أصله، نا يعقوب يعني ابن إبراهيم بن سعد، نا أبي، عن ابن إسحاق (1)
قال: وحدثني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن ابن إسحاق إذا المرء صلى
عليه في صلاته. محمد بن إبراهيم، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن
عبد ربه، عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال:
أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن عنده
فقال يا رسول الله: أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا
نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال: فصمت حتى أحببنا أن
الرجل لم يسأله. ثم قال:
" إذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صلى على محمد النبي الأمي
وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم. وبارك على محمد
النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنك حميد
مجيد ".
104

(20)
باب
ذكر الدليل على أن الصلاة على المصطفى صلى الله عليه (وسلم) (1)
في التشهد لا تجوز الصلاة إلا بها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، نا بكر بن إدريس بن الحجاج بن
هارون، أخبرنا أبو عبد الرحمن المقرئ، نا حيوة، عن أبي هاني، عن
أبي علي عمرو بن مالك الجنبي، عن فضالة بن عبيد الأنصاري:
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى رجلا صلى لم يحمد الله ولم يمجده و لم يصل
على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وانصرف.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " عجل هذا " فدعاه وقال له ولغيره: " إذا صلى
أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء عليه و ليصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم يدعو
بما شاء ".
106

أخبرنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد،
نا إسحاق بن إبراهيم يعني البلوي، نا سعيد بن الحكم (1)، نا عمرو بن
شمر، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي بن الحسين، عن جابر بن
عبد الله قال:
لو صليت صلاة لم أصل فيها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما تمت تلك الصلاة.
108

أخبرنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن (-)، عيسى بن فروخ
البغدادي بالرقة، نا سليمان بن عبد الله (-)، محمد بن عبد الرحمن بن
غزوان، عن شريك، عن حصين قال: قال أبو مسعود:
ما تمت صلاة من صلى ولم يصل فيها على النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
111

(21)
باب
كيفية الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، نا
مروان بن عبد الله، نا روح بن عبادة وعبد الله بن نافع، (-) مالك، عن
عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الثقفي أنه قال:
أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله كيف نصلي عليك؟
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قولوا:
" اللهم صل على محمد و أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم.
وبارك على محمد و أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد
مجيد ".
112

(22)
باب
في كيفية الصلاة
أخبرنا أبو بكر (1) بن إسحاق بن خزيمة، نا عيسى بن إبراهيم
الغافقي المصري، نا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن زيد بن محمد
القرشي ويزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن
محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال أبو حميد الساعدي: أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه، فإذا ركع أمكن يديه من ركبتيه ثم
هصر ظهره، فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل فقال إلى مكانه، فإذا
سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل بأطراف أصابعه القبلة،
وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، فإذا جلس في الركعة
الأخيرة قدم اليسرى وجلس على مقعدته ".
113

أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن (-)، حدثني الحسن بن
المثنى بن معاذ و معاذ العنبري، نا عفان يعني ابن مسلم، نا حماد بن سلمة،
نا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر:
" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قعد للتشهد وضع يده اليسرى على ركبته
اليسرى ووضع يده اليمنى على ركبته اليمنى ويعقد ثلاثا.... ثم يدعو ".
114

(23)
باب
ذكر كيفية التسليم في الصلاة
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن بن خالد الفلاني (1)
بالري، نا محمد يعني ابن مهران الجمال، نا خالد بن مخلد، عن
عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد،
عن أبيه قال:
" كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده ثم يسلم عن
يساره حتى يرى بياض خده ".
115

أخبرنا أبو عروبة الحسين بن أبي معشر السلمي بحران، نا
عبد الوارث يعني ابن عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثني أبي، نا شعبة،
عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن الحارث وخالد الحذاء (1)، كلاهما عن
عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
إذا سلم قال (2): " اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا
الجلال والإكرام ".
116

أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين بالكوفة، نا أبو كريب محمد بن
العلاء بن كريب، نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن
وراد كاتب المغيرة بن شعبة قال: كتب إلى المغيرة معاوية يسأله: أيش (1)
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول إذا سلم في الصلاة؟ قال: فاملأ على المغيرة
فكتبت بها إلى معاوية كان يقول:
" أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت
ولا ينفع ذا الجد منك الجد " (").
117

(24)
باب
ذكر دعاء يدعو به المرء عند دبر الصلاة
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن (-) اليماني بالمصيصة، نا
أحمد بن عبد الله يعني ابن الحسن العنبري، ثنا المعتمر يعني ابن سليمان،
عن عبيد الله بن عمر، عن سمي، عن أبي رافع، عن أبي هريرة قال:
جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالوا: يا رسول الله ذهب أهل
الدثور من أصحاب الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون
كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضول من أموال يحجون بها ويعتمرون
ويجاهدون ويتصدقون قال: " ألا أخبركم بأمر إن أخذتم به أدركتم من
سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم، وكنتم خير ممن أنتم بين ظهرانيه إلا أحد
عمل مثل عملكم، تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا
وثلاثين ".
قال: فاختلفنا بيننا فقال بعضنا: نسبح ثلاثا وثلاثين و نحمد ثلاثا
وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين.
قال: فرجعت إليه فقال: تقولون سبحان الله والحمد لله والله أكبر
حتى يقول (-) ثلاثا وثلاثين.
118

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي بدمشق، نا
عمران بن بكار، نا يحيى بن صالح الوحاظي، عن مالك بن أنس، عن
أبي عبيد مولى سليمان بن عبد الملك، عن عطاء بن يزيد، عن
أبي هريرة: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" من سبح دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمد ثلاثا وثلاثين وكبر ثلاثا
وثلاثين وختم المائة بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر ".
120

(25)
باب
ذكر ما يقول في وقت دخول المسجد
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق، نا
نصر بن علي الجهضمي، أنا بشر بن المفضل، نا عمارة بن غزية، عن
ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبي أسيد
الساعدي أو عن أبي حميد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
" إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم، وليقل اللهم افتح لنا أبواب
رحمتك. إذا خرج فليقل اللهم إني أسألك من فضلك ".
121

(26)
باب
ذكر ما يقوله المصلي بين السجدتين في الصلاة
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن عمير بن يوسف الدمشقي بها، نا أحمد
يعني ابن يحيى الصوفي، نا زيد بن الحباب، نا كامل بن العلاء، عن
حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس:
" أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول بين السجدتين: اللهم اغفر لي وارحمني
واجبرني و عافني واهدني وارزقني ".
حدثنا محمد بن يعقوب بن يوسف، نا العباس بن محمد الدوري، نا
خالد بن يزيد الطبيب، نا كامل بن العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: بت عند خالتي ميمونة فقام
النبي صلى الله عليه وآله وسلم من نومة فزعا فأسمعني (سؤاله) (1) فذكر الحديث وقال فيه:
" وكان إذا رفع رأسه من السجدتين أو قال بين السجدتين قال: رب
اغفر لي و ارحمني واجبرني وارفعني وارزقني واهدني ثم سجد ".
123

حدثنا أبو محمد يحيى بن محمد بن صاعد الهاشمي ببغداد، نا
الحسن بن عرفة، نا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن حبيب بن
أبي ثابت، عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن جده
ابن عباس قال:
بت ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فصلى ركعتي الفجر وخرج إلى
الصلاة وهو يقول: " اللهم اجعل في قلبي نورا و في بصري نورا وفي
سمعي نورا و في لساني نورا وعن يميني نورا و عن يساري نورا، اللهم
واجعل من فوقي نورا و من تحتي نورا واجعل أمامي نورا و من خلفي نورا،
اللهم وأعظم لي نورا ". قال: فأقام بلال الصلاة فصلى.
125

(27)
باب
ما يقوله المصلي عند فراغه من صلاته من الدعاء
حدثنا أبو (-) (1) ابن الحسن بن عيسى، حدثنا محمد بن يحيى، نا
محمد بن عمران بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، حدثني أبي، حدثني
ا بن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده ابن عباس قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حين فرغ من صلاته قال:
" اللهم أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي وتجمع بها أمري و تلم
بها شعثي وتصلح بها غايتي، وترفع بها شاهدي وتزكي بها عملي وتلهمني
بها رشدي وترد بها - أراه قال - ألفتي وما يفزعني، وتعصمني، بها من كل
سوء. اللهم أعطني إيمانا صادقا ويقينا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها
شرف كرامتك في الدنيا والآخرة. اللهم إني أسألك الفوز في القضاء ونزل
الشهداء وعيش السعداء ونصرا على الأعداء.
" اللهم إني أنزل بك حاجتي و إن قصر رأيي، وضعف عملي
افتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور ويا شافي الصدور كما تجير بين
البحور أن تجيرني من عذاب السعير ومن دعوة الثبور ومن فتنة القبور.
اللهم ما قصر عنه عملي و لم تبلغه نيتي ولم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا
من خلقك أو خيرا أنت معطيه أحدا من عبادك فإنني أرغب إليك فيه
وأسألكه برحمتك يا رب العالمين.
اللهم يا ذا الحبل الشديد والأمر الرشيد أسألك الأمن يوم الوعيد،
والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود الركع السجود الموفين بالعهود إنك
رحيم ودود وإنك تفعل ما تريد. اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين
ولا مضلين سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك، نحب بحبك الناس ونعادي
بعداوتك من خالفك. اللهم هذا الدعاء وعليك ا لاستجابة، وهذا الجهد
وعليك التكلان.
127

" اللهم اجعل لي نورا في قبري ونورا في قلبي ونورا من بين يدي
ونورا من خلفي، ونورا عن يميني ونورا عن شمالي، ونورا من فوقي
ونورا من تحتي، ونورا في سمعي ونورا في بصري، ونورا في شعري ونورا
في بشري، ونورا في لحمي ونورا في دمي ونورا في عظمي. اللهم أعظم لي
نورا وأعطني نورا واجعل لي نورا. سبحان الذي تعطف بالعز وقال به.
سبحان الذي لبس المجد وتكرم به. سبحان الذي لا ينبغي التسبيح
إلا له. سبحان ذي الفضل والنعم. سبحان ذي المجد والتكرم. سبحان
ذي الجلال والإكرام ".
128

(28)
باب
كيفية الدعاء
حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني ببغداد،
نا محمد بن آدم المصيصي، نا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن
علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه قال،: " كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا جلس
يدعو يضع يده اليمنى ويشير بإصبعه السبابة ويضع الإمام على الوسطى
ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ويلقم كفه اليسرى - أراه - يعني
فخذه اليسرى.
129

(29)
باب
ما يقوله المرء في سجود القرآن
أخبرنا أبو العباس محمد بن شادل بن علي الهاشمي، (-) إسحاق
يعني ابن إبراهيم الحنظلي، نا الثقفي يعني عبد الوهاب بن عبد المجيد، نا
خالد الحذاء، عن أبي العالية، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في سجوده: " سجد وجهي للذي خلقه وشق
سمعه وبصره بحوله وقوته ".
أخبرنا أبو الجهم أحمد بن الحسين القرشي الدمشقي بها، حدثنا أحمد
يعني ابن أبي الحواري، نا ابن علية يعني إسماعيل، عن خالد يعني
الحذاء، عن أبي ا لعالية، عن عائشة:
أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول في سجود القرآن بالليل: " سجد وجهي
للذي خلقه وشق سمعه وبصره ".
130

أخبرنا أبو العباس محمد بن إسحاق بن إبراهيم الثقفي، نا
(-) بن عبد الله، نا محمد بن يزيد بن خنيس، عن الحسن بن محمد بن
(-) قال: قال ابن جريج: نا حسن، حدثني ابن أبي يزيد، عن
ابن عباس قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إني رأيت فيما يرى
النائم كأني أصلي خلف شجرة وقرأت السجدة فسجدت فسجدت الشجرة
بسجودي، فسمعتها تقول وفي ساجدة: اللهم اكتب لي بها عندك أجرا
واجعلها لي عندك ذخرا وضع عني بها واقبلها كما قبلت من عبدك داود.
قال ابن عباس: " فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم قام فقرأ السجدة ثم سجد،
فسمعته يقول وهو ساجد كما حكى الرجل عن كلام الشجرة ".
133

(30)
باب
ذكر الدليل على أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في التشهد (-) واجب وأن الله سبحانه
لا يقبل من عباده صلاة لا يصلى فيها على
نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
أخبرنا أبو جعفر محمد بن الحسين الخثعمي بالكوفة، نا إسماعيل بن
إسحاق بن راشد، نا يحيى يعنى ابن سالم، عن عمرو يعني ابن شمر، عن
جابر يعني الجعفي، عن الشعبي قال: سمعت مسروق بن الأجدع، عن
عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
" لا يقبل الله صلاة بغير طهور وبالصلاة علي ".
135

أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ببغداد، نا
عبيد الله بن محمد العيشي، نا إسماعيل بن عمرو بن جرير البجلي، ثنا
عبد الكريم بن عبد الرحمن الخزاز، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن
علي قال:
لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتى يتبع الصلاة على محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
آخر الجزء والحمد لله وحده
137

قرأت هذا الجزء على الإمام العالم مجد الدين أبي سعد عبد الرحمن بن
أحمد بن منصور المعروف باب الصفار. وسمعه الإمام العالم نور الدين
أبو مطيع يحيى بن هبة الله بن سياه البردي، والشيخ أبو الخطاب أحمد بن
عمر بن محمد الخوارزمي، وابنا عبد الله ومحمد، و أبو سعيد بشر بن
أبي المؤيد بن البغدادي، و أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي القاسم
الجويني، و كتبه بدل ابن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي، و ذلك في يوم
الخميس تاسع ربيع أول سنة ثلاث وتسعون و خمسمائة.
- و في الأصل أيضا ما مثاله -.
سمع جميع هذا الجزء على الإمام العالم الثقة نور الدين أبي مطيع
يحيى بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن سياه البردي من لفظه وعلي،
و أبا بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل التبريزي، بسماعنا من المشايخ
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داسم التبريزي، بسماعنا من المشايخ
أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داسم التبريزي، و أبو حفص
عمر بن أبي بكر بن يحيى البغدادي، و أبو عبد الله محمد بن مسعود بن محمد
(-)، وأحمد بن داود بن بلال الأربلي، و أحمد بن الحسين بن أبي يوسف
الطبري، وعيسى بن أبي بكر بن عيسى الأربلي، و يونس بن
أبي المكرم بن أحمد (-)، و أبو المعالي هبة الله بن أبي القاسم ابن عيسى
السلمي، و محمد بن عبد (-) بن أحمد بن الصفار، وأمي عائشة بنت
بدل وهي في (-) لولدي، و ذلك يوم الخميس الخامس من ذي القعدة من
سنة خمس عشرة و ستمائة بدار الحديث بإربل حماها الله.
سمع جميع هذا الجزء على الشيخ الإمام العالم الأوحد شيخ
الشيوخ صدر الدين أبي علي الحسن بن محمد بن محمد بن محمد البكري،
بحق سماعه له من أبي روح عبد المعز ابن محمد بن أبي الفضل البزاز
الهروي يعرف بالحافظ، عن أبي القاسم زاهر عن أبي سعد الكنجرودي،
عن الحاكم (-) الشيخ الفقيه نصير الدين أبو محمد عبد العزيز بن
عبد القوي بن محمد الأنصاري (-).
وسمع من قبل النصف وإلى آخره الفقيه الأجل أبو عبد الله محمد بن
141

وهب بن أحمد بن وهب التبريزي (-)، بقرأة بركات بن ظافر بن عبد الله
الأنصاري الخزرجي في يوم الثلاثاء الحادي و العشرين من جمادى الأولى من
سنة إحدى وثلاثين وستمائة (-)، المقابل لدار الحديث بالقاهرة
المصرية.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
142