الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٧
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1414 ه‍ - 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
2

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفى سنة 739 ه‍
المجلد السابع
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

باب
صلاة الجمعة
ذكر البيان بأن أفضل الأيام يوم الجمعة
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي
حدثنا عبد العزيز بن محمد على العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطلع الشمس
ولا تغرب على يوم أفضل من يوم الجمعة وما من دابة
إلا وهي تفزع يوم الجمعة إلا هذين الثقلين الجن والإنس
5

ذكر الخصال التي إذا استعملها المرء في يوم
الجمعة كان من أهل الجنة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة بن شريح أن بشير بن
أبي عمرو الخولاني أخبره أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه
أن أبا سعيد الخدري حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
خمس من عملهن في يوم كتبه الله من أهل الجنة من عاد
مريضا وشهد جنازة وصام يوما وراح يوم الجمعة وأعتق
رقبة
6

ذكر البيان بأن في الجمعة ساعة يستجاب فيها
دعاء كل داعي
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف
عن أبي هريرة أنه قال خرجت إلى الطور فلقيت كعب
الأحبار فجلست معه فحدثني عن التوراة وحدثته عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان فيما حدثته أن قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه
أهبط وفيه مات وفيه تيب عليه وفيه تقوم الساعة وما من دابة
إلا وهي مصيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع
الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس وفيه ساعة
لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه
قال كعب ذلك في كل سنة يوم فقلت بل في كل جمعة
قال فقرأ كعب التوراة فقال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أبو هريرة فلقيت بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين
أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليه
ما خرجت إليه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تعمل المطي
إلا إلى ثلاثة مساجد إلى المسجد الحرام وإلى مسجدي هذا
7

وإلى مسجد إيلياء أو مسجد بيت المقدس شك أيهما
قال قال أبو هريرة ثم لقيت عبد الله بن سلام فحدثته
بمجلسي مع كعب الأحبار وما حدثته في يوم الجمعة فقلت
له قال كعب وذلك في كل سنة يوم فقال عبد الله بن سلام
كذب كعب قلت ثم قرأ التوراة فقال بل هي في كل
جمعة فقال عبد الله بن سلام صدق كعب ثم قال عبد الله بن سلام
قد علمت أية ساعة هي قال ثم قال أبو هريرة فقلت له
فأخبرني بها ولا تضنن علي فقال عبد الله بن سلام هي أخر
ساعة في يوم الجمعة قال أبو هريرة وكيف تكون أخر ساعة
من يوم الجمعة وقد قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم لا يصادفها عبد
مسلم وهو يصلي وتلك ساعة لا يصلى فيها فقال عبد الله بن
سلام ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم من جلس ينتظر الصلاة فهو في
صلاة حتى يصليها قال أبو هريرة بلى قال فهو ذاك
8

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يستجيب دعاء الداعي في
الساعة التي في الجمعة إذا دعا في الخير دون الشر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أيوب عن محمد
عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم في الجمعة
ساعة لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه
إياه
10

ذكر تباين الناس في الأجر
عند رواحهم إلى الجمعة
أخبرنا أبو سعيد عبد الكبير بن عمر الخطابي بالبصرة
حدثنا أحمد بن المقدام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح بن القاسم
حدثنا العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال على كل
باب من أبواب المسجد ملكان يكتبان الأول فالأول فكرجل
قدم بدنة وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة وكرجل قدم طيرا وكرجل قدم
11

بيضة فإذا قعد الإمام طويت الصحف
12

ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون لمن أتى الجمعة
مغتسلا لها كغسل الجنابة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم
الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ومن راح في
الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة
فكأنما قرب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب
دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة فإذا
خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر
قال أبو حاتم في هذا الخبر بيان واضح بأن اسم
الرواح يقع على جميع ساعات النهار ضد قول من زعم أن
الرواح لا يكون إلا بعد الزوال
13

ذكر مغفرة الله جل وعلا لمن أتى الجمعة
بشرائطها إلى الجمعة التي تليها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم حدثنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن سعيد بن
أبي سعيد عن أبيه عن عبد الله بن وديعة أبو وديعة
عن سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة
فتطهر ما استطاع من طهر ثم ادهن من دهنه أو طيب بيته ثم
راح إلى الجمعة ولم يفرق بين اثنين ثم صلى ما بدا له فإذا
خرج الإمام أنصت ورجاله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى
14

ذكر الأمر للمرء أن يتخذ ثوبين نظيفين ولا يلبسهما إلا في يوم
الجمعة إذا كان ممن أنعم الله جل وعلا عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال
حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال حدثنا زهير بن
محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ويحيى بن سعيد عن
رجل منهم
أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم الجمعة فرأى عليهم ثياب
النمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على أحدكم إن وجد سعة
15

أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته
ذكر البيان بأن السواك ولبس المرء أحسن ثيابه من شرائط الجمعة
التي تكفر ما بين الجمعتين من الذنوب
أخبرنا بن خزيمة حدثنا الدورقي حدثنا إسماعيل بن
16

إبراهيم عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي أمامة بن سهل بن حنيف
عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا سمعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم الجمعة واستن ومس
من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه ثم جاء إلي
المسجد ولم يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله أن يركع
ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة ما بينها
وبين الجمعة التي كانت قبلها
17

ذكر البيان بأن هذا الفضل قد يكون للمتوضئ إذا أتى
الجمعة بهذه الأوصاف وإن لم يغتسل لها
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ
فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فسمع وأنصت ورجاله له ما بين
الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد
لغا
قال أبو حاتم قد يتوهم من لم يسبر صناعة الحديث أن
الجمعة إلى الجمعة ثمانية أيام وليس كذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم
لم يقل ورجاله له من الجمعة إلى الجمعة فوقت الجمعة زوال
الشمس فمن زوال الشمس يوم الجمعة إلى زوال الشمس
يوم الجمعة الأخرى سبعة أيام وقوله زيادة ثلاثة أيام تمام
العشر قال الله جل وعلا من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها
وهذا مما نقول في كتبنا إن المرء قد يعمل
18

طاعة الله جل وعلا فيغفر الله له بها ذنوبا لم يكتسبها بعد
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولت الخبر
الذي تقدم ذكرنا له
أخبرنا أبو يعلى حدثنا داود بن رشيد حدثنا
إسماعيل بن جعفر عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اغتسل يوم
الجمعة فأحسن غسله ولبس من صالح ثيابه ومس من طيب بيته
أو دهنه ورجاله له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام
من التي بعدها
ذكر البيان بأن الله جل وعلا بتفضله يعطي الجائي إلى الجمعة
بأوصاف معلومة بكل خطوة عبادة سنة
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا حبان بن
موسى أخبرنا عبد الله أخبرنا الأوزاعي عن حسان بن عطية حدثني
أبو الأشعث الصنعاني
عن أوس بن أوس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
19

المحقرة من غسل يوم الجمعة واغتسل ثم بكر وابتكر ومشى فدنا
واستمع وأنصت ولم يلغ كتب الله له بكل خطوة يخطوها
عمل سنة صيامها وقيامها
قال أبو حاتم قوله من غسل يريد غسل رأسه
واغتسل يريد اغتسل بنفسه لأن القوم كانت لهم جمم
احتاجوا إلى تعاهدها وقوله بكر وابتكر يريد به بكر إلى
الغسل وابتكر إلى الجمعة
20

ذكر الخبر الدال على صحة من تأولنا قوله
من غسل واغتسل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن مسلم
الزهري عن طاوس اليماني قال
قلت لابن عباس زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم إلا أن تكونوا جنبا
ومسوا من الطيب
قال فقال بن عباس أما الطيب فلا أدري وأما الغسل
فنعم
21

قال أبو حاتم قوله إلا أن تكونوا جنبا فيه دليل على
أن الاغتسال من الجنابة يوم الجمعة بعد انفجار الصبح يجزئ
عن الاغتسال للجمعة وفيه دليل على أن غسل يوم الجمعة
ليس بفرض إذ لو كان فرضا لم يجزئ أحدهما عن الآخر
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن صلاة الجمعة
في الأصل أربع ركعات لا ركعتان
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
وكيع قال حدثنا سفيان عن زيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
22

عن عمر قال صلاة السفر وصلاة الفطر وصلاة
الأضحى وصلاة الجمعة ركعتان تمام غير قصر على اختلفوا
نبيكم صلى الله عليه وسلم
ذكر اختلاف من قبلنا في الجمعة حيث فرضت عليهم
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
23

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن السابقون
يوم القيامة بيد انهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من بعدهم
فهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له
فهم لنا فيه تبع اليهود غدا والنصارى بعد غد
سمعت موسى بن محمد الذهلي بأنطاكية يقول سمعت
24

المزني يقول بيد من أجل
ذكر الأمر بالمواظبة على الجمعات للمرء
مخافة من أن يكتب من الغافلين
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلام عن الحكم بن ميناء
عن بن عمر وابن عباس أنهما شهدا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال وهو على المنبر لينتهين قوم عن ودعهم
الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم وليكونن من
الغافلين
25

ذكر طبع الله جل وعلا على قلب التارك إتيان الجمعة
على سبيل التهاون بها عند المرة الثالثة
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان إملاء قال حدثنا
إسماعيل بن مسعود الجحدري قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا
محمد بن عمرو بن علقمة قال حدثنا عبيدة بن سفيان الحضرمي
عن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونا بها طبع
الله على قلبه
26

ذكر وصف طبع الله جل وعلا على قلب
التارك للجمعة على ما وصفنا
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال
حدثنا عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن
القعقاع بن حكيم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا
أخطأ خطيئة نكتت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر وتاب
صقلت فإن عاد زيد فيها وإن عاد زيد فيها حتى تعلو فيه
فهو الران الذي ذكر الله جل وعلا كلا بل ران على قلوبهم
ما كانوا يكسبون
27

أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا وكيع عن همام حدثنا قتادة حدثني قدامة بن وبرة
رجل من بني عجيف
عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من فاتته
الجمعة فليتصدق بدينار فإن لم يجد فبنصف دينار
28

ذكر البيان بأن هذا الأمر المندوب إليه إنما أمر لمن ترك
الجمعة من غير عذر دون من يكون معذورا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا علي بن
الجعد بن عبيد أخبرنا همام عن قتادة عن قدامة بن وبرة
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك
الجمعة من غير عذر فليتصدق بدينار فإن لم يجد فبنصف
دينار
أطلعاني ذكر الزجر عن تخطي المرء رقاب الناس
يوم الجمعة في قصده الولاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال سمعت معاوية بن صالح عن
أبي الزاهرية
29

عن عبد الله بن بسر قال كنت جالسا إلى جنب المنبر
يوم الجمعة فجاء رجل يتخطى رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب الناس فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اجلس فقد آذيت
وآنيت
ذكر الأمر بإطالة الصلاة وقصر الخطبة
في الأعياد والجمعات
أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس حدثنا
30

عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن واصل بن حيان
قال قال أبو وائل
خطبنا عمار بن ياسر فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا
يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن المريض صلاة الرجل وقصر
خطبته مئنة من فقه الرجل فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة وإن
من البيان سحرا
31

ذكر الأمر للناعس يوم الجمعة في المسجد أن
يتحول عن مكانه ذلك إلى غيره
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
قال حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس أحدكم
في مجلسه يوم الجمعة فليتحول منه إلى غيره
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من ترك استعمال اللغو
عند خطبة الإمام يوم الجمعة
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب
32

قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني بن المسيب
أن أبا هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قلت
لصاحبك أنصت والإمام يخطب فقد لغوت
ذكر نفي حضور الجمعة عمن حضرها
إذا لغا عند الخطبة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني
33

وعبد الأعلى بن حماد قالا حدثنا يعقوب القمي عن عيسى بن جارية
عن جابر بن عبد الله قال دخل عبد الله بن مسعود
المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فجلس إلى جنب أبي بن كعب
فسأله عن شئ أو كلمه عن شئ فلم يرد عليه فظن بن
مسعود أنها موجدة فلما انفتل النبي صلى الله عليه وسلم من صلاته قال بن
مسعود يا أبي ما منعك أن ترد علي قال إنك لم تحضر معنا
الجمعة قال بم قال تكلمت والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقام بن
مسعود فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق أبي أطع أبيا هذا لفظ
عبد الأعلى
34

ذكر الزجر عن قول المرء لأخيه والإمام يخطب
يوم الجمعة أنصت
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج ومالك عن
الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل
لصاحبه أنصت والإمام يخطب فقد لغا
قال بن جريج وأخبرني بن شهاب عن عمر بن
عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم مثله
35

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الخطبة المتعرية
عن الشهادة باليد الجذماء
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن رافع قال حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا
عبد الواحد بن زياد قال حدثني عاصم بن كليب قال حدثني أبي
قال
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل خطبة
ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
ذكر الزجر عن ترك المرء الشهادة لله جل وعلا
في خطبته إذا خطب
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا المخزومي المغيرة بن
36

سلمة قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم بن كليب
قال حدثني أبي قال
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله كل خطبة ليس
فيها تشهد فهي كاليد الجذماء
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن إسماعيل الأحمسي قال حدثنا وكيع عن سفيان عن
عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة
عن عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال
من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى
فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب قل ومن يعص الله
ورسوله
37

ذكر الإباحة للخاطب عند قراءته السجدة في خطبته أن يترك
السجود ثم يعود إلى ما في خطبته
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم قال حدثنا أبي وشعيب قالا حدثنا الليث قال حدثنا
خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله بن سعد
عن أبي سعيد الخدري أنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقرأ ص فلما مر بالسجدة نزل فسجد فسجدنا معه وقرأها
مرة أخرى فلما بلغ السجدة تيسرنا للسجود فلما رآنا قال
إنما هي توبة نبي ولكني أراكم قد استعدتم للسجود
فنزل فسجد فسجدنا معه
38

قال أبو حاتم الصواب قد استعددتم
ذكر الإباحة للخاطب أن يكلم في خطبته
من أحب عند حاجة تبدو له
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني قيس بن
أبي حازم
عن أبيه قال جاء أبي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقام في
الشمس فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحول إلى الظل
ذكر وصف الخطبة التي يخطب المرء
عند الحاجة إليها
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا
عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي حدثنا شعبة قال
حدثني سماك بن حرب
39

قال سألت جابر بن سمرة كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب
قال كان صلى الله عليه وسلم يخطب ثم يقعد قعده ثم يقوم فيخطب
40

ذكر البيان بأن الخطبة يجب أن تكون
قصيرة قصدة
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك
عن جابر بن سمرة قال كنت أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت صلاته قصدا وخطبته قصدا
ذكر ما كان يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في جلوسه
بين الخطبتين
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا
41

أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا بن
أبي زائدة عن سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على
المنبر ثم يجلس
ثم يقوم فيخطب فيجلس بين الخطبتين
يقرأ من كتاب الله ويذكر الناس
42

ذكر البيان بأن المرء إن تواجد عند وعظ
كان له ذلك
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا قتيبة بن سعيد
حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة
عن عدي بن حاتم قال قام النبي صلى الله عليه وسلم فقال اتقوا
النار ثم أعرض وأشاح قال ثم قال اتقوا النار ثم
أعرض وأشاح حتى رأينا أنه يراها ثم قال اتقوا النار ولو بشق
تمرة فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة
43

ذكر الإباحة للإمام إذا نزل المنبر يريد إقامة الصلاة أن يشتغل
ببعض رعيته في حاجة يقضيها له ثم يقيم الصلاة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن
خالد وشيبان قالا حدثنا جرير بن حازم عن ثابت
44

عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل من المنبر فتقام
الصلاة فيجئ إنسان فيكلمه في حاجة فيقوم معه حتى
يقضي حاجته ثم يتقدم فيصلي
45

ذكر وصف القراءة للمرء
في صلاة الجمعة
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال
حدثنا هارون بن سعيد بن الهيثم قال حدثنا بن وهب قال حدثنا
سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع
قال
قلت لأبي هريرة إن علي بن أبي طالب رضوان الله
عليه إذ كان بالعراق يقرأ في صلاة الجمعة سورة الجمعة
وإذا جاءك المنافقون فقال أبو هريرة كذلك كان
46

رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ
ذكر الإباحة أن يقرأ في الركعة الثانية من صلاة
الجمعة ب هل أتاك حديث الغاشية
أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة أن الضحاك بن قيس
سأل النعمان بن بشير ماذا كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الجمعة على إثر سورة الجمعة فقال كان يقرأ صلى الله عليه وسلم ب هل
أتاك حديث الغاشية
47

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في الركعة الأولى من صلاة
الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد
عن يحيى عن شعبة عن معبد بن خالد عن زيد عن عقبة
عن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة
ب سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية
48

ذكر إباحة القيلولة للمنصرف عن
الجمعة بعدها
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن الشرقي قال حدثنا
أحمد بن الأزهر قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا
أبي عن بن إسحاق قال حدثني حميد الطويل
عن أنس بن مالك قال كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجمعة ثم نرجع فنقيل
49

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا بن زهير بتستر حدثنا عبد الله بن محمد بن
يحيى بن أبي بكير قال حدثنا بن أبي بكير قال حدثنا شعبة
عن حميد
عن أنس بن مالك قال كنا نقيل بعد الجمعة
50

باب العيدين
ذكر البيان بأن من أفضل الأيام يوم النحر وثانيه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يحيى بن
سعيد حدثنا ثور بن يزيد حدثنا راشد بن سعد عن عبد الله بن لحي
عن عبد الله بن قرط قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل
الأيام عند الله يوم النحر ويوم القر
51

ذكر ما يستحب أن يطعم يوم الفطر قبل الخروج
ويؤخر ذلك يوم النحر إلى انصرافه من المصلى
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا ثواب بن عتبة عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى
يطعم ولا يطعم يوم النحر حتى ينحر
ذكر ما يستحب للمرء أن يكون أكله يوم الفطر
قبل الخروج إلى المصلى تمرا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
52

أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال حدثنا بن إسحاق عن حفص بن
عبيد الله بن أنس
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على
تمرات ثم يغدو
ذكر ما يستحب للمرء أن يكون أكله التمر
يوم العيد وترا لا شفعا
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا علي بن
سهل بن المغيرة قال حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير قال
حدثنا عتبة بن حميد قال حدثنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس قال
سمعت أنس بن مالك يقول ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
فطر حتى يأكل تمرات ثلاثا أو خمسا أو سبعا
53

ذكر ما يستحب للمرء أن يخالف الطريق من ذهابه
إلى المصلى يوم العيد ورجوعه منه
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن معبد قال
حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن
الحارث
عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى
العيدين رجع في غير الطريق الذي خرج منه
54

ذكر الإباحة للأبكار وذوات الخدور والحيض
أن يشهدن أعياد المسلمين
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن هشام بن حسان عن حفصة
عن أم عطية قالت أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن يوم
الفطر ويوم الأضحى يعني أبكار العواتق وذوات الخدور
والحيض فقلت أرأيت إحداهن لا يكون لها جلباب قال
فتلبسها أختها من جلبابها
56

ذكر البيان بأن الحيض إذا شهدن أعياد المسلمين
يجب أن يكن ناحية من المصلى
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا زكريا بن
يحيى الواسطي قال حدثنا هشيم عن هشام بن حسان عن حفصة
57

عن أم عطية قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج العواتق
وذوات الخدور والحيض يوم العيد فأما الحيض فيعتزلن
المصلى ويشهدن الخير ودعوة المسلمين فقالت إحداهن
فإن لم يكن لإحدانا جلباب قال لتعرها جلبابها
ذكر الإباحة للمرء أن يترك النافلة قبل
صلاة العيدين وبعدهما
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
الحسين بن حريث قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عدي بن ثابت
عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم فطر
58

أو أضحى فصلى بالناس ركعتين ثم انصرف ولم يصل قبلها
ولا بعدها
ذكر البيان بأن صلاة العيدين يجب أن
تكون بلا أذان ولا إقامة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك
عن جابر بن سمرة قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم العيد غير
مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة
59

ذكر وصف ما يقرأ المرء
في صلاة العيدين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن ضمرة بن سعيد المازني عن عبيد الله بن
عبد الله
أن عمر بن الخطاب سأل أبا حكى المؤذن ما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفطر والأضحى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقرأ ب ق والقرآن المجيد واقتربت الساعة وانشق
القمر
60

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة العيدين
بغير ما وصفنا من السور
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه
عن حبيب بن سالم
عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في
العيدين ب سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك حديث
الغاشية
61

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ بما وصفنا في العيدين
والجمعة معا إذا اجتمعتا في يوم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه
عن حبيب بن سالم مولى النعمان بن بشير
عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ يوم
الجمعة في الجمعة ب سبح اسم ربك الأعلى وهل أتاك
حديث الغاشية فإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد قرأ
62

بهما جميعا في الجمعة والعيد
ذكر البيان بأن صلاة العيد يجب أن
تكون قبل الخطبة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن يحيى عن
سفيان عن عبد الرحمن بن عابس قال
سمعت بن عباس وقيل له أشهدت الخروج مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد قال نعم ولولا مكاني منه ما شهدته
معه من الصغر خرج حتى أتى العلم الذي عند دار كثير بن
الصلت فصلى ثم خطب ثم أتى النساء ومعه بلال
فوعظهن وذكرهن وأمرهن بالصدقة فرأيتهن يرمين بأيديهن
ويقذفنه في ثوب ثم انطلق هو وبلال إلى بيته
63

ذكر البيان بأن الخطبة في العيدين يجب أن
تكون بعد الصلاة لا قبل
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد وابن كثير عن
شعبة عن أيوب قال سمعت عطاء يحدث
عن بن عباس قال اشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال
عطاء أشهد علي بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوم فطر في
أصحابه فصلى ثم خطب ثم اتى النساء فأمرهن بالصدقة
فجعلن يلقين
64

ذكر جواز خطبة المرء على الرواحل
في بعض الأحوال
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا وكيع قال حدثنا داود بن قيس عن عياض بن عبد الله عن
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوم
العيد على راحلته
ذكر استواء العيدين في الصلاة ان
يكونا قبل الخطبة
أخبرنا محمد بن الحسن بن أبي شيخ بكفر توثا من ديار
65

ربيعة قال حدثنا ميمون بن الأصبع قال حدثنا حماد بن مسعدة عن
عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الفطر والأضحى ثم
يخطب
66

باب
صلاة الكسوف
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا
زائدة بن قدامة قال حدثنا زياد بن علاقة قال
سمعت المغيرة بن شعبة يقول انكسفت الشمس على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات إبراهيم فقال الناس إنما
انكسفت لموت إبراهيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر
آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا
رأيتموها فادعوا وصلوا حتى تنجلي
67

أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن
القاسم حدثه عن أبيه
عن بن عمر أنه كان يخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ولكنهما
آيتان من آيات الله فإذا رأيتموهما فصلوا
68

قال أبو حاتم الأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر
أريد به أحدهما لأنهما لا ينكسفان لوقت واحد
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام وقمنا معه ثم قال أيها الناس إن
الشمس والقمر آيتان من آيات الله فإذا انكسف أحدهما
فافزعوا إلى المساجد
قال أبو حاتم أمر في هذا الخبر بالصلاة عند كسوف
الشمس والقمر وهو المقصود فأطلق هذا المقصود على
سببه وهو المساجد لأن الصلاة تتصل فيها لا أن
69

المساجد يستغنى بحضورها عند كسوف الشمس أو القمر دون
الصلاة
ذكر وصف صلاة الآيات
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم
حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن عطاء عن عبيد بن
عمير
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الآيات ست
ركعات وأربع سجدات
70

قال أبو حاتم يريد به أن صلاة الآيات يجب أن تصلى
ركعتين في كل ركعة ثلاث ركوعات وسجدتان وتفسيره في
خبر عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر
ذكر وصف صلاة الكسوف التي أمر بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا وأحمد بن
عمير بن جوصا بدمشق قالا حدثنا عمرو بن عثمان القرشي قال حدثنا
الوليد عن الأوزاعي عن الزهري قال أخبرني كثير بن عباس
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت
الشمس أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
71

ذكر كيفية هذا النوع من صلاة الكسوف
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن بن عباس أنه قال خسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام قياما
طويلا نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع
فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا
وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا دون
القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم
رفع فقام قياما طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا
طويلا وهو دون الركوع الأول ثم طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد ثم انصرف وقد
تجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فاذكروا
72

الله فقالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك هذا
ثم رأيناك تكعكعت قال إني رأيت الجنة أو أرأيت الجنة
فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا
ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء
قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله
قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى
إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت والله ما رأيت منك
خيرا قط
73

قال أبو حاتم رضي الله عنه يجري صلاة الكسوف
سنذكرها فيما بعد بالتفصيل في القسم الخامس في نوع
الأفعال التي هي من اختلاف المباح إن شاء الله ذلك ويسره
ذكر البيان بأن الصلاة عند كسوف الشمس والقمر
إنما أمر بها إلى أن تنجلي
أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد العابد حدثنا نصر بن
علي بن نصر قال خبرنا نوح بن قيس حدثنا يونس بن عبيد عن
الحسن
عن أبي بكرة قال انكسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشمس والقمر
لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم شيئا من ذلك
فصلوا حتى تنجلي أو يحدث الله أمرا
74

ذكر الأمر بالصلاة عند رؤية كسوف
الشمس أو القمر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن
خالد القيسي قال حدثنا مبارك بن فضالة عن الحسن
عن أبي بكرة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا
فانكسفت الشمس فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فزعا يجر ثوبه حتى
دخل المسجد فصلى ركعتين فلم يزل يصليها حتى انجلت
وكان ذلك عند موت إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الناس
إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا أيها الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله
75

لا ينكسفان لموت أحد فإذا رأيتم ذلك فادعوا حتى يكشف
ما بكم
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فادعوا أراد به فصلوا
إذ العرب تسمي الصلاة دعاء
ذكر البيان بأن هذه اللفظة فادعوا أراد به
فصلوا على حسب ما ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن يونس بن عبيد عن الحسن
عن أبي بكرة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فكسفت
الشمس فقام صلى الله عليه وسلم عجلانا إلى المسجد فجر إزاره أو ثوبه
وثاب إليه ناس فصلى بهم ركعتين نحو ما تصلون ثم جلي
عنها فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاب إليه الناس فقال إن الشمس
والقمر آيتان من آيات الله يخوف بهما عباده وإنهما لا ينكسفان
76

لموت أحد من الناس وكان ابنه توفي فإذا رأيتم منها شيئا
فصلوا حتى يكشف ما بكم
قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي بكرة فصلى
بهم ركعتين نحو ما تصلون أراد به تصلون صلاة الكسوف
ركعتين في أربع ركعات وأربع سجدات على حسب ما تقدم
ذكرنا له
ذكر الأمر بالدعاء والاستغفار مع الصلاة عند رؤية
كسوف الشمس والقمر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا
أبو أسامة قال حدثنا بريد عن أبي بردة
عن أبي موسى قال كسفت الشمس زمن
77

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فزعا خشينا أن تكون الساعة حتى أتى
المسجد فقام فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته يفعل
في صلاة قط ثم قال إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون
لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإذا
رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن صلاة الكسوف
كسائر الصلوات سواء
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم التاجر المروزي بمرو قال
حدثنا عبد الكريم بن عبد الله السكري قال أخبرنا النضر بن شميل
قال أخبرنا أشعث عن الحسن
عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى في كسوف
78

الشمس والقمر ركعتين مثل صلاتكم
قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي بكرة ركعتين
مثل صلاتكم أراد به مثل صلاتكم في الكسوف
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عند كسوف الشمس أو القمر
يكتفي بالدعاء دون الصلاة إذا صلى كسائر الصلوات
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا جرير بن عطاء بن السائب عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال انكسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي حتى لم يكد أن
يركع ثم ركع حتى لم يكد أن يرفع رأسه ثم رفع رأسه
فجعل يتضرع ويبكي ويقول رب ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا
فيهم ألم تعدني أن لا تعذبهم ونحن نستغفرك فلما صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلت
الشمس فقام فحمد الله وأثنى
عليه وقال إن الشمس والقمر آيتين من آيات الله فإذا
انكسفا فافزعوا إلى ذكر الله ثم قال لقد عرضت علي الجنة
79

حتى لو شئت لتعاطيت قطفا من قطوفها وعرضت علي
النار حتى جعلت أتقيها حتى خشيت أن تغشاكم فجعلت
أقول ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم رب ألم تعدني أن
لا تعذبهم وهم يستغفرونك قال فرأيت فيها الحميرية السوداء
صاحبة الهرة كانت حبستها فلم تطعمها ولم تسقها ولم تتركها
تأكل من خشاش الأرض فرأيتها كلما أدبرت نهشت في النار
ورأيت فيها صاحب بدنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخا دعدع يدفع في
النار بقضيبين ذي شعبتين ورأيت صاحب المحجن فرأيته في
النار على محجنه متوكئا
80

ذكر وصف الصلاة التي ذكرناها
في هذا الكسوف
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ومحمد
بن عبيد الله بن الفضل بحمص وعمر بن محمد الهمداني بصغد
وأحمد بن عمر بن يوسف بدمشق قالوا حدثنا عمرو بن عثمان قال
حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال أخبرني كثير بن
عباس
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم كسفت الشمس
صلى أربع ركعات في ركعتين وأربع سجدات
ذكر كيفية هذا النوع من صلاة الكسوف
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث عن يحيى بن سعيد أن عمرة بنت عبد الرحمن حدثته
أن عائشة حدثتها ان يهودية أتتها فقالت أجارك الله من
عذاب القبر فقالت عائشة لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن الناس ليفتنون
في القبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عائذ بالله قالت عائشة ثم
إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج مخرجا فخسفت الشمس فخرجنا إلى
الحجرة واجتمع إلينا النساء وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك
ضحوة فقام يصلي فقام قياما طويلا ثم ركع ركوعا ثم رفع
81

رأسه فقام دون القيام الأول ثم ركع دون ركوعه ثم سجد ثم
قام الثانية وصنع مثل ذلك إلا أن ركوعه دون الركعة الأولى
ثم سجد وتجلت الشمس فلما انصرف قعد على المنبر فقال
فيما يقول إن الناس يفتنون في قبورهم كفتنة الدجال قالت
عائشة فكنا نسمعه بعد ذلك بتعوذ من فتنة القبر
82

ذكر البيان بأن المصلي صلاة الكسوف التي ذكرناها
له أن يقرأ في الركعة الثانية غير السورة
التي قرأها في الركعة الأولى
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت انكسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فقرأ بسورة
طويلة ثم ركع نحوا من قيامه ثم رفع رأسه فافتتح بسورة
أخرى حتى إذا فرغ منها ركع ثانية ثم رفع رأسه وسجد ثم
قام إلى الركعة الثانية فقرأ أيضا بسورة وقام دون القراءة
الأولى ثم ركع فكان ركوعه دون الأول ثم سجد فلما رفع
رأسه من السجود قال ما من شئ توعدونه إلا وقد رأيته في
مقامي هذا ولقد رأيتني أريد أن أخذ قطفا من الجنة حين
رأيتموني أتقدم ولقد رأيت جهنم يحطم بعضها بعضا حين
رأيتموني تأخرت ورأيت عمرو بن لحي وهو الذي سيب
السوائب
83

ذكر البيان بأن من صلى صلاة الكسوف التي ذكرناها عليه
أن يختم صلاته بالتشهد والتسليم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
عثمان القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن نمر أنه
سأل الزهري عن سنة صلاة الكسوف فقال أخبرني عروة بن الزبير
عن عائشة قالت انكسفت الشمس فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
رجلا فنادى أن الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصلى بهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر ثم قرأ قراءة طويلة ثم كبر فركع ركوعا
طويلا مثل قيامه أو أطول ثم رفع رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم سمع
الله لمن حمده ثم قرأ قراءة طويلة هي أدنى من القيام الأول
ثم كبر فركع ركوعا طويلا وهو أدنى من الركوع الأول ثم
رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم كبر فسجد سجودا
84

طويلا وهو أدنى من ركوعه أو أطول ثم كبر فرفع رأسه ثم
كبر وسجد ثم كبر فقام فقرأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة
الأولى ثم كبر فركع ركوعا طويلا هو أدنى من الركوع
الأول ثم رفع رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم قرأ
قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى في القيام الثاني ثم
كبر فركع ركوعا طويلا دون الركوع الأول ثم كبر فرفع
رأسه فقال سمع الله لمن حمده ثم كبر فسجد أدنى من
سجوده الأول ثم رفع رأسه ثم تشهد ثم سلم وقام فيهم
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر لا ينخسفان
لموت أحد ولا لحياته ولكنهما آيتان من آيات الله فإن خسف بهما
أو بأحدهما فافزعوا إلى الله والصلاة
قال الزهري فقلت لعروة والله ما صنع هذا أخوك
عبد الله حين انكسفت الشمس وهو بالمدينة وما صلى
إلا ركعتين مثل صلاة الصبح قال أجل كذلك صنع وأخطأ
السنة
85

ذكر النوع الثاني من صلاة الكسوف
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء
بن أبي رباح
عن جابر بن عبد الله قال انكسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام ثم ركع
ثم رفع رأسه فقام دون قيامه الأول ثم ركع ثم رفع رأسه
فقام دون قيامه الأول ثم ركع ثلاث ركعات ثم سجد ثم
رفع رأسه فقام فركع ثلاث ركعات قام فيهن دون قيامه
86

الأول ثم سجد ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال إن
الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته وهما آيتان من
آيات الله فإذا رأيتم كسوفهما فصلوا حتى ينجلي
ذكر البيان بأن هذا النوع من صلاة الكسوف يجب أن يصلى
ركعتين في ست ركعات وأربع سجدات
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن بشار قال
حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان قال حدثنا
عطاء
عن جابر بن عبد الله قال انكسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك يوم مات فيه إبراهيم فقال الناس إنما
انكسفت الشمس لموت إبراهيم فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى
بالناس ست ركعات وأربع سجدات كبر ثم قرأ فأطال
القراءة ثم ركع نحوا مما قام ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة
الأولى ثم ركع نحوا مما قرأ ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة
الثانية ثم ركع نحوا مما قرأ رفع رأسه فسجد سجدتين ثم
قام فصلى ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي
قبلها أطول من التي بعدها إلا أن ركوعه نحوا من قيامه ثم تأخر
في صلاته فتأخرت الصفوف معه ثم تقدم فتقدمت الصفوف
معه فقضى الصلاة وقد أضاءت الشمس ثم قال أيها الناس
87

إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت بشر فإذا
رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى ينجلي
ذكر ما يستحب للمرء أن يكثر من التكبير لله جل وعلا مع
الصدقة إذا أراد الصلاة لكسوف الشمس أو القمر
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال
أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
88

عن عائشة أنها قالت خسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس فقام وأطال
القيام ثم ركع فأطال الركوع ثم قام فأطال القيام وهو دون
القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول
ثم رفع فسجد ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ما فعل في
الأولى ثم انصرف وقد انجلت الشمس فخطب الناس
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال إن الشمس والقمر آيتان من
آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك
فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وقال يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم والله ما من
أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد
والله لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
89

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فادعوا الله وكبروا وتصدقوا
أراد به فصلوا إذ الصلاة تسمى دعاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال حدثنا عبد الله قال أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت انكسفت الشمس على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فأطال القيام جدا ثم
ركع فأطال الركوع جدا ثم رفع رأسه فأطال القيام وهو دون
القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول
ثم رفع رأسه ثم انحدر بالسجود فسجد ثم قام في الركعة
الثانية فأطال القيام وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال
الركوع وهو دون الركوع الأول ثم رفع رأسه فأطال القيام
وهو دون القيام الأول ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع
الأول ثم رفع رأسه فانحدر بالسجود فسجد ثم قال أيها
الناس إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت
أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فصلوا وتصدقوا وكبروا يا أمة
محمد إن أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة
محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا
90

ذكر ما يستحب للمرء الاستغفار لله جل وعلا
عند رؤية كسوف الشمس أو القمر
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا موسى بن عبد الرحمن
المسروقي قال حدثنا أبو أسامة عن بريد عن أبي بردة
عن أبي موسى قال خسفت الشمس زمن النبي صلى الله عليه وسلم
فقام فزعا ثم قال إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون
لموت أحد ولا لحياته ولكن الله يرسلها يخوف بها عباده فإذا
رأيتم منها شيئا فافزعوا إلى ذكره واستغفاره
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فافزعوا إلى ذكره يريد به إلى
صلاة الكسوف لأن الصلاة تسمى ذكرا أو فيها ذكر الله
فسمى الصلاة ذكرا
ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا ابتدأ في صلاة الكسوف
وصلى بعضها ثم انجلت عليه أن يتم باقي صلاته
كسائر الصلوات لا كصلاة الكسوف
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن الجريري عن
حيان بن عمير
91

عن عبد الرحمن بن سمرة قال كنت أرمي بأسهم
بالمدينة إذ خسفت فنبذتها فقلت والله لأنظرن ما يحدث
لرسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف الشمس قال فأتيته وهو صلى الله عليه وسلم قائم
في الصلاة رافع يديه قال فجعل يسبح ويحمد ويكبر
ويهلل ويدعو حتى حسر فلما حسر عنها قرأ سورتين وصلى
ركعتين
ذكر الإباحة للمصلي صلاة الكسوف
أن يجهر بقراءته فيها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن
نمر عن الزهري عن عروة
92

عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جهر بالقراءة في صلاة
الكسوف
ذكر البيان بأن المصلي صلاة الكسوف
له أن يجهر بالقراءة فيها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن
نمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت كسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات في
ركعتين وأربع سجدات وجهر بالقراءة
93

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن صلاة
الكسوف لا يجهر فيها بالقراءة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس
العبدي عن ثعلبة بن عباد
عن سمرة قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكسوف
لا نسمع له صوتا
ذكر الخبر الدال على أن سمرة لم يسمع قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم
في صلاة الكسوف لأنه كان في أخريات
الناس بحيث لا يسمع صوته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا زهير بن معاوية
عن الأسود بن قيس قال
94

حدثني ثعلبة بن عباد العبدي انه شهد خطبة يوما
لسمرة بن جندب فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال سمرة بينا أنا يوما وغلام من الأنصار نرمي غرضا لنا على
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت الشمس قدر رمحين أو ثلاثة
في عين الناظر من الأفق اسودت فقال أحدنا صاحبه انطلق
بنا إلى المسجد فوالله لتحدثن هذه الشمس لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في أمته حديثا قال فدفعنا إلى المسجد فوافقنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا هو بارز حين خرج إلى الناس قال
فتقدم فصلى بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له
صوتا ثم سجد كأطول ما سجدنا قط لا نسمع له
صوتا ثم قعد في الركعة الثانية مثل ذلك قال فوافق تجلي
الشمس جلوسه في الركعة الثانية فسلم
95

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن صلاة
الكسوف لا يجهر فيها بالقراءة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن بن عباس أنه قال خسفت الشمس على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه فقام طويلا
نحوا من سورة البقرة ثم ركع ركوعا طويلا ثم رفع فقام
طويلا وهو دون القيام الأول ثم ركع ركوعا طويلا وهو دون
الركوع الأول ثم سجد ثم قام قياما طويلا وهو دون القيام
الأول وركع ركوعا طويلا وهو دون الركوع الأول ثم سجد
ثم انصرف وقد تجلت الشمس فقال إن الشمس والقمر آيتان
من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك
فاذكروا الله فقالوا يا رسول الله رأيناك تناولت شيئا في مقامك
96

هذا ثم رأيناك تكعكعت فقال إني رأيت الجنة أو أريت
الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت
الدنيا ورأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها
النساء قالوا بم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله
قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان لو أحسنت إلى
إحداهن الدهر
ثم رأت منك شيئا قالت والله ما رأيت منك
خيرا قط
ذكر ما يجب على المرء أن يتبرك برؤية كسوف الشمس
والقمر فيحدث لله توبة أو يقدم لنفسه طاعة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان
عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله قال كنا نرى الآيات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
بركات التجارة ترونها تخويفا
97

قال أبو حاتم رضي الله عنه خبر حبيب بن أبي ثابت
عن طاوس عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى في كسوف
الشمس ثماني ركعات وأربع سجدات ليس بصحيح لأن
حبيبا لم يسمع من طاوس هذا الخبر
98

وكذلك خبر علي رضوان الله عليه أنه صلى الله عليه وسلم صلى في صلاة
الكسوف هذا النحو لأنا لا نحتج بحنش وأمثاله من أهل
العلم وكذلك أغضينا عن إملائه
99

ذكر الأمر بالعتاقة عند رؤية كسوف الشمس
أو القمر لمن قدر على ذلك
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن هشام بن عروة عن فاطمة
بنت المنذر
عن أسماء قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالعتاقة في صلاة
الكسوف
100

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الكسوف
يكون لموت العظماء من أهل الأرض
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار
قال حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن ثعلبة بن عباد
عن سمرة بن جندب قال قام يوما خطيبا فذكر في
خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سمرة بينا أنا وغلام من
الأنصار نرمي غرضا لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا
طلعت الشمس فكانت في عين الناظر قيد رمح أو رمحين
اسودت فقال أحدنا لصاحبه انطلق بنا إلى مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله لتحدثن هذه الشمس اليوم لرسول الله
في أمته حديثا قال فدفعنا إلى المسجد فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين خرج فاستقام فصلى فقام بنا كأطول ما قام في صلاة قط
لا نسمع له صوتا ثم قام ففعل مثل ذلك بالركعة الثانية ثم
جلس فوافق جلوسه تجلي الشمس فسلم وانصرف فحمد
الله وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبد الله ورسوله
ثم قال يا أيها الناس إنما بشر رسول أذكركم بالله إن
كنتم تعلمون أني قصرت عن شئ بتبليغ رسالات ربي
101

لما أخبرتموني فقال الناس نشهد أنك قد بلغت رسالات
ربك ونصحت لأمتك وقضيت الذي عليك
ثم قال أما بعد فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه
الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن مطالعها
لموت رجال عظماء من أهل الأرض وإنهم كذبوا ولكنها
آيات الله يعتبر بها عباده لينظر من يحدث منهم توبة وإني والله
لقد رأيت ما أنتم لاقون في أمر دنياكم وآخرتكم مذ قمت
أصلي وإنه والله ما تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا
أحدهم الأعور الدجال ممسوح عين اليسرى كأنها عين
أبي تحيى شيخ من
الأنصار بينه وبين حجرة عائشة
خشبة وإنه متى يخرج فإنه سوف يزعم أنه الله فمن آمن به
وصدقه واتبعه فليس ينفعه عمل صالح من عمل سلف وإنه
سيظهر على الأرض كلها غير الحرم وبيت المقدس وإنه يسوق
المسلمين إلى بيت المقدس فيحاصرون حصارا وعطاء قال
الأسود وظني أنه قد حدثني أن عيسى بن مريم يصيح فيه
102

فيهزمه الله وجنوده حتى إن أصل الحائط أو جذم الشجرة لينادي
يا مؤمن هذا كافر مستتر بي تعال فاقتله ولن يكون ذلك
كذلك حتى تروا أمورا عظاما يتفاقم شأنها في أنفسكم
وتساءلون بينكم هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكرا وحتى
تزول جبال عن مراتبها قال ثم على إثر ذلك القبض ثم
قبض أطراف أصابعه ثم قال مرة أخرى وقد حفظت ما قال
فذكر هذا فما قدم كلمة عن منزلها ولا أخر أخرى
103

باب
صلاة الاستسقاء
ذكر ما يستحب للمرء عند وجود الجدب أن يسأل الصالحين
الدعاء والاستسقاء للمسلمين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر
عن أنس بن مالك أنه قال جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هلكت
المواشي وتقطعت السبل فادع الله فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة قال
فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله تهدمت البيوت
وهلكت المواشي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اللهم على
رؤوس الجبال والأكام وبطون الأودية ومنابت الشجر قال
فانجابت عن المدينة انجياب الثوب
104

ذكر ما يستحب للإمام عند وقوع الجدب بالناس
أن يستسقي الله جل وعلا لهم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد
قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا معتمر بن
سليمان قال سمعت عبيد الله بن عمر عن ثابت
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم
الجمعة فقام إليه الناس فصاحوا فقالوا يا نبي الله قحط
المطر واحمر الشجر وهلكت البهائم فادع الله أن يسقينا
105

فقال اللهم اسقنا قال وأيم الله ما نرى في السماء قزعة من
سحاب قال فنشأت سحابة فانتشرت ثم إنها مطرت فنزل
نبي الله صلى الله عليه وسلم فصلى وانصرف فلم تزل تمطر إلى الجمعة
الأخرى فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا وقالوا
يا نبي الله تهدمت البيوت وانقطعت السبل فادع الله يحبسها
عنا قال فتبسم صلى الله عليه وسلم وقال اللهم حوالينا ولا علينا قال
فتقشعت عن المدينة فجعلت تمطر حولها وما تقطر بالمدينة
قطرة قال فنظرت إلى المدينة وإنها لفي مثل الإكليل
106

ذكر العلة التي من اجلها تبسم النبي صلى الله عليه وسلم
فيما وصفنا
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
حميد الطويل
عن أنس بن مالك قال قحط المطر عاما فقام بعض
المسلمين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله قحط المطر
واجدبت الأرض وهلك المال قال فرفع يديه وما نرى في
السماء سحابة فمد يديه حتى رأيت بياض إبطيه يستسقي الله
فما صلينا الجمعة حتى أهم الشاب القريب الدار الرجوع إلى
أهله فدامت جمعة فلما كانت الجمعة التي تليها قال
يا رسول الله تهدمت البيوت واحتبس الركبان قال فتبسم صلى الله عليه وسلم
لسرعة ملالة بن آدم وقال بيديه اللهم حوالينا ولا علينا
قال فتكشفت عن المدينة
107

ذكر ما يدعو المرء به عند وجود
الجدب بالمسلمين
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا طاهر بن
خالد بن نزار الأيلي قال حدثنا أبي قال حدثنا القاسم بن مبرور
عن يونس بن يزيد الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قحط
المطر فأمر بالمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس يوما
يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بدا
حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال إنكم شكوتم جدب جنانكم واحتباس المطر عن إبان
زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب
لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين لا إله إلا أنت تفعل ما تريد اللهم أنت الله
لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل
ما أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى خير ثم رفع يديه صلى الله عليه وسلم حتى رأينا
بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه
وهو رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ
الله سحابا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذن الله فلم نلبث في
مسجده حتى سألت السيول فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم لثق
109

الثياب على الناس ضحك حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن
الله على كل شئ قدير وإني عبد الله ورسوله
ذكر ما يستحب للإمام إذا أراد الاستسقاء أن يستسقي
الله بالصالحين رجاء استجابة الدعاء لذلك
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا الأنصاري قال حدثني أبي عن ثمامة
عن أنس قال كانوا إذا قحطوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
استسقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فيستسقي لهم فيسقون فلما كان بعد وفاة
النبي صلى الله عليه وسلم في إمارة عمر قحطوا فخرج عمر بالعباس يستسقي
به فقال اللهم إنا كنا إذا قحطنا على عهد نبيك صلى الله عليه وسلم واستسقينا
110

به فسقيتنا وإنا نتوسل إليك اليوم بعم نبيك صلى الله عليه وسلم فاسقنا قال
فسقوا
111

ذكر البيان بأن صلاة الاستسقاء يجب أن تكون
مثل صلاة العيد سواء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يحيى القطان قال سمعت سفيان قال حدثني هشام بن إسحاق بن
عبد الله بن كنانة
عن أبيه قال أرسلني أمير من الأمراء إلى بن عباس
أسأله عن صلاة الاستسقاء فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متبذلا
متمسكنا متضرعا متواضعا ولم يخطب خطبتكم هذه
فصلى ركعتين كما يصلي في العيد
112

ذكر ما يستحب للمرء المبالغة في الدعاء
عند الاستسقاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال
الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه
في شئ من الدعاء إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى
يرى بياض إبطيه
113

ذكر الإباحة للمصلي صلاة الاستسقاء
أن يجهر بقراءته فيها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
الخطاب البلدي الزاهد قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا
سفيان عن بن أبي ذئب عن الزهري عن عباد بن تميم
عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى فصلى ركعتين وجهر
بالقراءة
115

ذكر البيان بأن صلاة الاستسقاء يجب ان يجهر فيها بالقراءة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن
الزهري عن عباد بن تميم
عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يستسقي فاستقبل
القبلة ولى ظهره الناس وقلب رداءه وصلى ركعتين جهر
فيهما بالقراءة
ذكر ما يستحب للإمام إذا استسقى
أن يحول رداءه في خطبته
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني
عباد بن تميم المازني
أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يستسقي فحول إلى الناس
ظهره واستقبل القبلة وحول رداءه وصلى ركعتين
116

ذكر البيان بأن قلب الرداء دون تحويله
مباح للمستسقي للناس
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا إبراهيم بن حمزة قال حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن عمارة بن غزية عن عباد بن تميم
عن عمه قال استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه خميصة
سوداء فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها
فلما ثقلت عليه قلبها على عاتقه
118

باب
صلاة الخوف
ذكر وصف الخوف عند التقاء المسلمين
وأعداء الله الكفرة
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو عوانه عن بكير بن الأخنس عن
مجاهد
عن بن عباس قال فرض الله جل وعلا الصلاة على
اختلفوا نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر
ركعتين وفي الخوف ركعة
119

ذكر وصف صلاة المرء في الخوف إذا أراد
أن يصليها جماعة ركعة واحدة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن يزيد الفقير
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بهم صلاة
الخوف فقام صف بين يديه وصف خلفه فصلى بهم ركعة
وسجدتين وجاء أولئك حتى قاموا فقام هؤلاء صلى بهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة وسجدتين فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان ولهم
ركعة واحدة
120

ذكر ذهاب الطائفة الأولى إلى مصاف إخوانهم ويجئ أولئك إلى
الإمام عند إرادتهم الصلاة التي وصفناها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
بشر بن السري قال حدثنا سفيان عن الركين بن الربيع عن
القاسم بن حسان قال
أتيت زيد بن ثابت فسألته عن صلاة الخوف فقال صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف خلفه وصف بإزاء العدو فصلى بهم
ركعة ثم ذهبوا إلى مصاف إخوانهم وجاء الآخرون فصلى بهم
ركعة ثم سلم فكان للنبي صلى الله عليه وسلم ركعتان ولكل طائفة
ركعة
121

ذكر البيان بأن القوم الذين وصفناهم لم يقضوا الركعة التي
ركع صلى الله عليه وسلم بإخوانهم بل اقتصروا على ركعة واحدة لهم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا سفيان قال حدثني
أبو بكر بن أبي الجهم عن عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى بذي قرد فصف
الناس خلفه صفين صف خلفه وصف موازي العدو فصلى
بالصف الذي يليه ركعة ثم رجع هؤلاء إلى مصاف هؤلاء
وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة
ولم يقضوا
122

ذكر إباحة أخذ القوم السلاح عند صلاتهم
الخوف التي ذكرناها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني سعيد بن عبيد
الهنائي قال حدثنا عبد الله بن شقيق العقيلي قال
حدثني أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل بين ضجنان
وعسفان فحاصر المشركين قال فقالوا إن لهؤلاء صلاة
هي أحب إليهم من أبناءهم وأبكارهم يعنون العصر فأجمعوا
أمركم ثم ميلوا عليهم ميلة واحدة قال فجاء جبريل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره أن يقسم أصحابه شطرين ويصلي
بالطائفة الأولى ركعة ويأخذ الطائفة الأخرى حذرهم
وأسلحتهم فإذا صلى بهم ركعة تأخروا وتقدم الآخرون
فصلى بهم ركعة وأخذ هؤلاء الآخرون حذرهم وأسلحتهم
123

فكانت لكل طائفة مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ركعة
ذكر النوع الثاني من صلاة الخوف
على حسب الحاجة إليها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أحمد بن الأزهر قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن
عروة
عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف
بذات الرقاع قالت فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين
فصفت طائفة وراءه وقامت طائفة وجاه العدو قالت فكبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفة الذين صفوا خلفه ثم ركع
وركعوا ثم سجد وسجدوا ثم رفع رأسه فرفعوا ثم مكث
رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية ثم قاموا
فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقري حتى قاموا من ورائهم
وأقبلت الطائفة الأخرى فصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبروا
124

ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم السجدة الثانية
فسجدوا معه ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من ركعته وسجدوا
لأنفسهم السجدة الثانية ثم قامت الطائفتان جميعا فصفوا
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فركع بهم ركعة وركعوا جميعا ثم سجد
فسجدوا جميعا ثم رفع رأسه فرفعوا معه كل ذلك من
رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعا جدا لا يألو أن يخفف ما استطاع ثم سلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شركه الناس
في صلاته كلها
ذكر النوع الثالث من صلاة الخوف
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أحمد بن
عبدة الضبي قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أيوب عن
أبي الزبير
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف
فركع بهما جميعا ثم سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والصف الذي يلونه
125

والآخرون قيام حتى نهض ثم سجد أولئك بأنفسهم
سجدتين ثم تأخر الصف المتقدم فركع النبي صلى الله عليه وسلم والصف
الذين يلونه فلما رفعوا رؤوسهم سجد أولئك سجدتين
كلهم قد ركع مع النبي صلى الله عليه وسلم وسجدت لأنفسهم سجدتين وكان
العدو مما يلي القبلة
ذكر الموضع الذي صلى الله عليه وسلم فيه صلاة
الخوف التي ذكرناها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور عن
مجاهد
عن أبي عياش الزرقي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعسفان والمشركون بضجنان فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر
126

رآه المشركون يركع ويسجد فأتمروا على أن يغيروا عليه فلما
حضرت العصر صف الناس خلفه صفين فكبر وكبروا جميعا
وركع وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام
الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع
النبي صلى الله عليه وسلم رأسه سجد الصف الثاني فلما رفعوا رؤوسهم ركع
وركعوا جميعا وسجد وسجد الصف الذين يلونه وقام الصف
الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم فلما رفع النبي صلى الله عليه وسلم
رأسه سجد الصف الثاني
قال أبو حاتم أبو عياش الزرقي اختلف في اسمه منهم
من قال إنه زيد بن النعمان ومنهم من قال إنه زيد بن
الصامت ومنهم من قال عبيد بن معاوية بن الصامت وقال
بعضهم عبيد بن معاذ بن الصامت
127

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن مجاهدا لم يسمع
هذا الخبر من أبي عياش الزرقي ولا لأبي عياش
الزرقي صحبة فيما زعم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال
حدثنا أبو عياش الزرقي قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعسفان وعلى المشركين خالد بن الوليد قال فصلينا الظهر
فقال المشركون لقد كانوا على حال لو أردنا لأصبناهم غرة
أو لأصبناهم غفلة قال فأنزلت آية القصر بين الظهر والعصر
فأخذ الناس السلاح وصفوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صفين
مستقبلي العدو والمشركون مستقبلوهم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكبروا جميعا وركع وركعوا جميعا ثم رفع رأسه ورفعوا
جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الأخر
يحرسونهم فلما فرغ هؤلاء من سجودهم سجد هؤلاء ثم
نكص الصف الذي يليه وتقدم الآخرون فقاموا مقامهم فركع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وركعوا جميعا ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا
جميعا ثم سجد وسجد الصف الذي يليه وقام الآخرون
128

يحرسونهم فلما فرغ هؤلاء من سجودهم سجد الآخرون
ثم استووا معه فقعدوا جميعا ثم سلم عليهم جميعا صلاها
بعسفان وصلاها يوم بني سليم
ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي ذكرناها كان العدو
بين المسلمين وبين القبلة فيها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم قال حدثنا زهير بن
معاوية قال حدثنا أبو الزبير
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول غزونا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما من جهينة فقاتلوا قتالا وعطاء فلما صلينا
129

الظهر قالوا لو ملنا عليهم ميلة قطعناهم فأخبر جبريل
النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال قالوا بيننا
وبينهم صلاة هي أحب إليهم من الأولى فلما حضرت الصلاة
صفنا صفين والمشركون بيننا وبين القبلة فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكبرنا معه فركع وركعنا معه وسجد وسجد الصف الأول معه
فلما قام سجد الصف الثاني ثم تقدموا فقاموا مقام الصف
الأول وتأخر الصف الأول فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرنا معه ثم
ركع وركعنا معه ثم سجد وسجد الصف الأول معه ثم قعد
فسجد الصف الثاني ثم جلسوا جميعا فسلم عليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو الزبير عن جابر كما يصلي أمراؤكم هؤلاء
130

ذكر النوع الرابع من صلاة الخوف
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة من أصل كتابه
قال حدثنا أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله قال حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال أخبرني
محمد بن عبد الرحمن بن نوفل وكان يتيما في حجر عروة بن الزبير
عن عروة بن الزبير قال
سمعت أبا هريرة ومروان بن الحكم يسأله عن صلاة
الخوف فقال أبو هريرة كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في تلك
الغزاة قال فصدع رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس صدعين قامت معه
طائفة وطائفة أخرى مما يلي العدو وظهورهم إلى القبلة فكبر
131

رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبروا جميعا الذين معه والذين يقاتلون العدو
ثم ركع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعة واحدة فركع معه الطائفة التي
تليه ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه والآخرون قيام مقابلي
العدو ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذت الطائفة التي صلت معه
أسلحتهم ثم مشوا القهقري على أدبارهم حتى قاموا مما يلي
العدو وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلة العدو فركعوا وسجدوا
ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم كما هو ثم قاموا فركع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ركعة أخرى فركعوا معه وسجد وسجدوا معه ثم أقبلت الطائفة
التي كانت تقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد
ومن معه ثم كان السلام فسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا جميعا
فقام وقد أشركوه في الصلاة
132

ذكر النوع الخامس من صلاة الخوف
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا
بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن سالم
عن بن عمر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
الخوف بإحدى الطائفتين ركعة والطائفة الأخرى مواجهة
العدو ثم انصرفوا فقاموا مقام أصحابهم مقبلين على العدو
وجاء أولئك فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم بهم
النبي صلى الله عليه وسلم ومضى هؤلاء فقاموا مقام أصحابهم مقبلين على
العدو وجاء أولئك فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة ثم سلم بهم
النبي صلى الله عليه وسلم وقضى هؤلاء ركعة وهؤلاء ركعة
133

ذكر البيان بأن القوم في الصلاة التي وصفناها
كانوا يحرسون بعضهم بعضا
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي
بحمص قال حدثنا كثير بن عبيد قال حدثنا بن حرب عن
الزبيدي عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
أن بن عباس قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام الناس معه
فكبر وكبروا معه ثم ركع وركع معه ناس منهم ثم سجد
134

وسجدوا ثم قام إلى الركعة الثانية فتأخر الذين سجدوا معه
يحرسون إخوانهم وأتت الطائفة أخرى فركعوا مع
نبي الله صلى الله عليه وسلم وسجدوا والناس كلهم في صلاة يكبرون ولكن
يحرس بعضهم بعضا
ذكر النوع السادس من صلاة الخوف
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا سعيد بن عامر عن أشعث عن الحسين عن أبي بكرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صفهم صفين فصلى ركعتين بالصف
الذي يليه ثم سلم وتأخروا وتقدم الآخرون فصلى بهم
135

ركعتين ثم سلم فكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات
وللمسلمين ركعتين ركعتين
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به الحسن عن أبي بكرة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن
قتادة عن سليمان اليشكري
أنه سأل جابر بن عبد الله عن إقصار الصلاة في الخوف
أين أنزل وأين هو فقال خرجنا نتلقى عيرا لقريش أتت من
الشام حتى إذا كنا بنخل جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفه
136

موضوع فقال أنت محمد قال نعم قال أما تخافني
قال لا قال فمن يمنعك مني قال الله يمنعني منك
قال فسل سيفه وتهدده القوم وأوعدوه فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
الناس بالرحيل وبأخذ السلاح ثم نادى بالصلاة فصلت طائفة
خلفه وطائفة تحرس مقبلين على العدو فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالطائفة التي معه ركعتين وأقبلت الطائفة الأخرى فقامت في
مصاف الذين صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وحرست الطائفة الذين
صلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم مقبلون على العدو فصلى بهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين فصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا ولأصحابه
ركعتين
137

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به قتادة عن سليمان اليشكري
أخبرنا أبو يعلى قال
حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن سليمان بن قيس
عن جابر بن عبد الله قال قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم محارب
خصفة بنخل فرأوا من المسلمين غرة فجاءه رجل منهم يقال
له عوف بن الحارث أو غورث بن الحارث حتى قام على
رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف فقال من يمنعك مني قال
الله قال فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم
السيف فقال له من يمنعك مني قال كن خيرا مني
قال تشهد أن لا إله إلا الله قال لا ولكن أعاهدك على أن
لا أقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك قال فخلى سبيله
فجاء إلى أصحابه فقال جئتكم من عند خير الناس فلما
كان عند الظهر أو العصر شكك أو عوانة أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بصلاة الخوف قال فكان الناس طائفتين طائفة بإزاء العدو
وطائفة يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالطائفة الذين معه
ركعتين ثم انصرفوا فكانوا مكان أولئك وجاء أولئك فصلوا
138

مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين فكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات
وللقوم ركعتان
ذكر الموضع الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الخوف التي ذكرناها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد قال حدثنا
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى إذ كنا بذات الرقاع نودي الصلاة جامعة فصلى بطائفة
ركعتين ثم تأخروا وصلى بالطائفة الأخرى ركعتين فكانت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أربع ركعات وللقوم ركعتان
139

ذكر النوع السابع من صلاة الخوف
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة قال حدثنا روح بن عبادة
قال أخبرنا شعبة ومالك عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد
عن صالح بن خوات
عن سهل بن أبي حثمة أنه قال في صلاة الخوف تقوم
طائفة وراء الإمام وطائفة خلفه فيصلي بالذين خلفه ركعة
وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يقضوا ركعة وسجدتين ثم
يتحولون إلى مكان أصحابهم ثم يتحول أصحابهم إلى مكان
هؤلاء فيصلي بهم ركعة وسجدتين ثم يقعد مكانه حتى يصلوا
140

ركعة وسجدتين ثم يسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة في عقبه قال
حدثنا محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا روح قال حدثنا شعبة عن
عبد الرحمن بن القاسم بن محمد عن القاسم عن صالح بن خوات
141

عن سهل بن أبي حثمة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل هذا
142

ذكر النوع الثامن من صلاة الخوف
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن
الصباح قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن عبيد الله بن عمر عن
نافع عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف
يقوم امام وطائفة من الناس معه فيسجدون سجدة واحدة
وتكون طائفة بينهم وبين العدو ثم ينصرف الذين سجدوا سجدة
مع الإمام ويكونون مكان الذين لم يصلوا ويجئ أولئك
فيصلون مع إمامهم سجدة واحدة ثم ينصرف إمامهم فيصلي
كل واحد من الطائفتين بصلاته سجدة واحدة فإن كان خوفا
أشد من ذلك فرجالا أو ركبانا
143

ذكر النوع التاسع من صلاة الخوف
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم البرقي قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن
أيوب قال حدثنا يزيد بن الهاد قال حدثني شرحبيل أبو سعد
عن جابر بن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة
الخوف قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وطائفة من
خلفه وطائفة من وراء التي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم قعود ووجوههم كلهم
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبرت الطائفتان فركع
وركعت الطائفة التي خلفه والأخرى قعود ثم سجد وسجدوا
أيضا والآخرون قعود ثم قام فقاموا ونكسوا خلفهم حتى كانوا
مكان أصحابهم قعودا وأتت الطائفة الأخرى فصلى بهم ركعة
144

وسجدتين والآخرون قعود ثم سلم فقامت الطائفتان كلتاهما
فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه الأخبار ليس بينهما
تضاد ولا تهاتر ولكن المصطفى صلى الله عليه وسلم صلاة الخوف مرارا
في أحوال مختلفة بأنواع متباينة على حسب ما ذكرناها أراد صلى الله عليه وسلم
به تعليم أمته صلاة الخوف أنه مباح لهم أن يصلوا أي نوع من
الأنواع التسعة التي صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخوف على حسب
الحاجة إليها والمرء مباح له أن يصلي ما شاء عند الخوف من
هذه الأنواع التي ذكرناها إذ هي من اختلاف المباح من غير
أن يكون بينها تضاد أو تهاتر
145

ذكر الإباحة للمرء عند اشتداد الخوف أن يؤخر الصلاة
إلى أن يفرغ من قتاله
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي
بحمص قال حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم
قال ولا أعلم إلا أن أبا عمرو حدثنا بحديث حدثنا به شيبان أبو معاوية
وغيره عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر
أن عمر بن الخطاب جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الخندق
فقال يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس
أن تغرب وذلك بعدما أفطر الصائم قال والله ما صليناها
بعد قال فنزل إلى بطحان وأنا معه فتوضأ ثم صلى العصر
بعدما غربت الشمس وبعدما أفطر الصائم
146

ذكر البيان بأن المرء إذا أخر الصلاة في الحال التي وصفناها
له بعد ذلك أن يؤدي الصلوات على غير المثال
الذي وصفناه من صلاة الخوف
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا بن أبي ذئب
قال حدثنا المقبري عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري
عن أبيه قال حبسنا يوم الخندق حتى كان بعد المغرب
وذلك قبل أن ينزل في القتال فلما كفينا القتال وذلك قول
الله جل وعلا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا
عزيزا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فأقام الظهر
فصلى كما كان يصليها في وقتها ثم أقام العصر فصلاها
كما كان يصليها في وقتها ثم أقام المغرب فصلى كما كان
147

يصليها في وقتها
ذكر الإباحة للمرء إذا لقي العدو واشتغل بالمواقعة أن يؤخر
صلاته حتى يفرغ من حربه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هاشم بن
الحارث المروزي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن
أبي أنيسة عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش
عن حذيفة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم
الخندق شغلونا عن صلاة العصر ملأ الله قبورهم وبيوتهم
148

نارا قال ولم يصلها يومئذ حتى غابت الشمس
149

كتاب الجنائز
وما يتعلق بها مقدما أو مؤخرا
باب ما جاء في الصبر
وثواب الأمراض والأعراض
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من لزوم الرضا بالقضاء
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عيسى بن حماد
أخبرنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن عمر بن كثير بن أفلح
عن عبيد سنوطا
عن خولة بنت قيس قالت أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقربت
إليه طعاما فوضع يده فيه فوجده حارا فقال حس وقال
بن آدم إن أصابه برد قال حس وإن أصابه حر قال
حس ثم تذاكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة بن عبد المطلب
الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا خضرة حلوة فمن أخذها
بحقها بورك له فيها ورب متخوض فيما شاءت نفسه في مال
150

الله ومال رسوله صلى الله عليه وسلم له النار يوم القيامة
151

ذكر ما يجب على المرء من ترك التسخط عند
ورود ضد المراد في الحال عليه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عمرو بن
آدم حدثنا الفضل بن موسى عن أبي عامر الخزاز عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر
152

سنين فما قال لي لم فعلت كذا ولم تفعل كذا
ذكر خبر ثان يدل على صحة ما أومأنا إليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا شيبان بن فروخ أخبرنا
سلام بن مسكين حدثنا ثابت
عن أنس قال خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين
فما قال لي أف قط ولا قال لي ألا صنعت كذا وكذا ولم
تصنع كذا وكذا
153

ذكر الأمر لمن أصيب بمصيبة في الدنيا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
الحسن بن حماد سجادة قال حدثنا إبراهيم بن عيينة عن شعبة عن
ثابت
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بامرأة عند قبر تبكي فقال
يا هذه اصبري فقالت إنك لا تدري ما مصابي فقيل لها
154

بعد ذلك هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتته فقالت لم أعرفك
ذكر إثبات الخير للمسلم الصابر عند الضراء
والشاكر عند السراء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا شيبان بن فروخ قال
حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عجبا لأمر المؤمن
إن أمره كله خير إن أصابته سراء شكر وإن أصابته ضراء
155

صبر وكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن
ذكر الخبر الدال على أن على المرء التصبر عند كل محنة
يمتحن بها وإن كانت تلك المحنة شيئا يسيرا
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار
حدثنا سفيان عن بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم
عن خباب بن الأرت قال أتينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو متوسد
بردة في ظل الكعبة وقد لقينا من المشركين شدة فقلت
يا رسول الله ألا تدعو الله لنا فجلس مغضبا محمرا وجهه
فقال إن من كان قبلكم ليسأل الكلمة فما يعطيها فيوضع عليه
المنشار فيشق باثنين ما يصرفه عن دينه وإن كان أحدهم
156

ليمشط ما دون عظامه من لحم أو عصب بأمشاط الحديد
وما يصرفه ذاك عن دينه ولكنكم تعجلون وليتمن الله هذا
الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف
إلا الله والذئب على غنمه
ذكر الخبر الدال على من امتحن بمحنة في الدنيا فيلقاها بالصبر
والشكر يرجى له زوالها عنه في الدنيا مع ما يدخر له
من النصارى في العقبي
أخبرنا محمد بن الحسين بن قتيبة حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرنا نافع بن يزيد عن عقيل عن بن
شهاب
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
157

إن أيوب نبي الله صلى الله عليه وسلم لبث في بلائه ثمان عشرة
سنة فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوانه كانا من
أخص إخوانه كانا يغدوان إليه ويروحان فقال أحدهما
لصاحبه تعلم والله لقد أذنب أيوب ذنبا ما أذنبه أحد من
العالمين قال له صاحبه وذاك قال منذ ثمان عشرة سنة
لم يرحمه الله فيكشف ما به فلما راح إليه لم يصبر الرجل
حتى ذكر ذلك له فقال أيوب لا أدري ما تقول غير أن الله
يعلم أني كنت أمر على الرجلين يتنازعان فيذكران الله فأرجع
إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يذكر الله إلا في حق قال
وكان يخرج إلى حاجته فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده
فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في كتابه
اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب
فاستبطأته فبلغته فأقبل عليها قد أذهب الله ما به من البلاء فهو
أحسن ما كان فلما رأته قالت أي بارك الله فيك هل رأيت
نبي الله هذا المبتلي والله على ذلك ما رأيت أحدا كان أشبه
به منك إذ كان صحيحا قال فإني أنا هو وكان له فتطعن
158

أندر القمح وأندر الشعير عروبة الله سحابتين فلما كانت
إحداهما على أندر القمح أفرغت
فيه الذهب حتى فاضت
وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاضت
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من توطين النفس
على تحمل المحن والبلايا
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن
مسكين اليمامي قال حدثنا بشر بن بكر عن عبد الرحمن بن يزيد بن
جابر قال حدثني أبو عبد رب
عن معاوية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بقي من الدنيا
159

إلا بلاء وفتنة
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من توطين النفس على
تحمل ما يستقبلها من المحن والمصائب
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن
مصعب بن سعد
عن أبيه قال يا رسول الله من أشد الناس بلاء
قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ويبتلي العبد على حسب
دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يدعه يمشي على الأرض
160

وما عليه خطيئة
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن مصعب بن سعد بن مالك
عن أبيه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاء
قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه
فإن كان دينه صلبا اشتد بلاءه وإن كان في دينه رقة ابتلي على
حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على
الأرض وما عليه خطيئة
161

ذكر الأخبار بأن المرء عندما امتحن بالمصائب عليه زجر النفس
عن الخروج إلى ما لا يرضي الله جل وعلا
دون دمع العين وحزن القلب
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ولد لي الليلة غلام
فسميته معبد إبراهيم ثم دفعه إلى امرأة قين بالمدينة فأتبعه
فانتهى إلى أبى سيف وهو ينفخ في كيره والبيت ممتلئ دخانا
فأسرعت المشي بين يدي رسول الله فقلت يا أبا سيف
جاء رسول الله فأمسك فدعا رسول
الله بالصبي فضمه إليه
وقال ما شاء الله أن يقول قال فلقد رأيته بعد ذلك
وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله وعيناه تدمع فقال
رسول الله تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول
إلا ما يرضى ربنا وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون
162

ذكر ما يجب على المرء من الثبات على الدين
عند تواتر البلايا عليه
أخبرنا جعفر بن أحمد بن صليح بواسط حدثنا
عبد الحميد بن بيان السكري حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن
سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر بريح
طيبة فقال يا جبريل ما هذه الريح قال هذه ريح
ماشطة بنت فرعون وأولادها بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط
المدري من يدها فقالت بسم الله فقالت بنت فرعون
أبي قالت بل ربي وربك الله قالت وإن لك ربا غير أبي
163

قالت نعم الله قالت فأخبر بذلك أبي قالت نعم
فأخبرته فأرسل إليها فقال ألك رب غيري قالت نعم ربي
وربك الله فأمر بنقرة من نحاس فأحميت فقالت له إن لي
إليك حاجة قال نعم قال فجعل يلقي ولدها واحدا واحدا
حتى انتهوا إلى ولد لها رضيع فقال يا أمتاه إثبتي فإنك
على الحق
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا
حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مررت ليلة أسري
بي برائحة طيبة فقلت ما هذا يا جبريل فقال هذه ماشطة
بنت فرعون كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت
بسم الله فقالت بنت فرعون أبي قالت ربي وربك ورب
أبيك قالت أقول له قالت قولي فقالت فقال لها ألك
164

من رب غيري قالت ربي وربك الذي في السماء قالت
فأحمي لها نقرة من نحاس وقالت له إن لي إليك حاجة
قال وما حاجتك قالت حاجتي أن تجمع بين عظامي وبين
عظام ولدي قال ذلك لك لما لك علينا من الحق فألقى
ولدها في النقرة واحدا واحدا وكان أهم آخرهم صبي فقال يا أمتاه
فإنك على الحق
قال بن عباس أربعة تكلموا وهم صغار بن ماشطة
ابنة فرعون وصبي جريج وعيسى بن مريم والرابع
لا أحفظه
165

ذكر تكفير الله جل وعلا بالهموم والأحزان ذنوب المرء
المسلم تفضلا منه جل وعلا عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو عامر عن زهير بن محمد عن
محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن عطاء بن
يسار
عن أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا يصيب المرء المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن
ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله عنه بها
خطاياه
166

ذكر تفضل الله جل وعلا على المسلم بحط الخطايا ورفع الدرجات
بالأحزان وإن كانت شوكة فما فوقها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة
قال سمعت أبا وائل يحدث
عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من
مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا رفعة الله بها درجة وحط بها
167

عنه خطيئة
ذكر إرادة الله جل وعلا الخير بمن تواترت
عليه المصائب والأحزان
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن بن أبي صعصعة عن سعيد بن يسار
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به
خيرا يصب منه
قال أبو حاتم رضي الله عنه بن أبي صعصعة هذا
هو محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة من
سادات أهل المدينة
168

ذكر البيان بأن العبد قد يكون له عند الله المنازل في الجنان
فلا يبلغها إلا بالمحن والبلايا في الدنيا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
العلاء بن كريب قال حدثنا يونس بن بكير قال حدثنا يحيى بن
أيوب هو الأسماء قال حدثنا أبو زرعة قال
حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل
لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل فلا يزال الله يبتليه
بما يكره حتى يبلغه إياها
اسم أبي زرعة كنيته وقد قيل اسمه هرم
ذكر تفضل الله على من امتحنه باللمم في الدنيا برفع
الحساب عنه في العقبي إذا صبر على ذلك
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبدة ومحمد بن عبيد قالا حدثنا محمد بن
عمرو عن أبي سلمة
169

عن أبي هريرة قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبها لمم فقالت يا رسول الله ادع الله أن يشفيني قال
إن شئت دعوت الله لك فشفاك وإن شئت فاصبري
ولا حساب عليك فقالت بل أصبر ولا حساب علي
ذكر البيان بأن الله قد يجازي من شاء من عبادة على سيئاته
في الدنيا ليكون ذلك تطهيرا عنها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
وهب بن بقية قال حدثنا خالد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد
عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي
عن أبي بكر الصديق أنه قال يا رسول الله كيف
الصلاح بعد هذه الآية ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب
170

من يعمل سوءا يجز به وكل شئ عملنا جزينا
به فقال ورجاله الله لك يا أبا بكر ألست تمرض ألست
تحزن ألست تصيبك اللأواء قال قلت بلى قال
هو ما تجزون به
171

ذكر الاستدلال على إرادة الله جل وعلا خيرا
بالمسلم بتعجيل عقوبته في الدنيا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا
يونس بن عبيد عن الحسن
عن عبد الله بن المغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في
الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت مه فإن
الله قد أذهب بالشرك وجاء بالإسلام فتركها وولى فجعل
يلتفت خلفه وينظر إليها حتى أصاب وجهه حائطا ثم أتى
النبي صلى الله عليه وسلم والدم يسيل على وجهه فأخبره بالأمر فقال صلى الله عليه وسلم أنت
عبد أراد الله بك خيرا ثم قال إن الله جل وعلا إذا أراد بعبد
خيرا عجل عقوبة ذنبه وإذا أراد بعبد شرا أمسك عليه ذنبه
حتى يوافي يوم القيامة كأنه عائر
173

ذكر الخبر الدال على أن الله قد يعذب من شاء من
عباده في الدنيا بأنواع المحن والمصائب لتكون
تكفيرا للحوبة التي تقدمتها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا بن أبي ذئب عن الزهري
عن سالم عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه خرج يريد الشام فلما
دنا بلغه أن بها الطاعون فحدثه عبد الرحمن بن عوف عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن هذا الوجع عذاب عذب به من كان
قبلكم فإذا كان بأرض لستم بها فلا تهبطوا عليه وإذا كان
174

بأرض التجارة بها فلا تخرجوا فرارا منه فرجع عمر بن
الخطاب رضي الله عنه بالناس ذلك العام
قال أبو حاتم إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن الأنبياء والأمم السالفة
على ثلاثة أضرب ضرب
قصد به المدح لأشياء معلومة أراد من هذه الأمة
استعمال تلك الأشياء
والضرب الثاني قصد به الذم أراد به انزجار هذه
الأمة عن ارتكاب مثلها
175

والضرب الثالث قصد به الوصف أراد به اعتبار هذه
الأمة بتلك الأوصاف
ذكر البيان بأن تواتر البلايا على المسلم قد لا تبقي
عليه سيئة يناقش عليها في العقبي
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا يزيد بن
هارون قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال البلاء
بالمؤمن والمؤمنة في جسده وماله ونفسه حتى يلقى الله وما عليه
من خطيئة
ذكر الخبر الدال على أن ألفاظ الوعد التي ذكرناها
لمن به المحن والبلايا إنما هي لمن حمد الله فيها
دون من سخط حكمه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل قال
176

حدثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن عكرمة قال
كان بن عباس يكثر أن يحدث بهذا الحديث أن ابنة
لرسول الله صلى الله عليه وسلم حضرتها الوفاة فأخذها فجعلها بين يديه ثم
احتضنها وهي تنزع حتى خرج نفسها وهو يبكي فوضعها
فصاحت أم أيمن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبكي فقالت
ألا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبك
فإنما هي رحمة المؤمن بكل خير تخرج نفسه من بين جنبيه
وهو يحمد الله
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المؤمن بالزرع
في كثرة ميلانه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
177

إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن
المسيب
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن
كالزرع لا تزال الريح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء
ومثل المنافق كالشجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد
ذكر الإخبار عما يستحب للمسلم أن تعتريه العلل
في بعض الأحوال
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هناد بن
السري حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
178

عن أبي هريرة قال دخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أخذتك أم ملدم قال وما أم ملدم قال
حر يكون بين الجلد واللحم قال وما وجدت هذا قط قال
فهل وجدت هذا الصداع قال وما الصداع قال عرق
يضرب على الإنسان في رأسه قال وما وجدت هذا قط فلما
ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل
النار فلينظر إلى هذا
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم من أحب أن ينظر إلى رجل
من أهل النار فلينظر إلى هذا لفظة إخبار عن شئ مرادها
179

الزجر عن الركون إلى ذلك الشئ وقلة الصبر على ضده وذلك
أن الله جل وعلا جعل العلل في هذه الدنيا والغموم والأحزان
سبب تكفير الخطايا عن المسلمين فأراد صلى الله عليه وسلم إعلام أمته أن
المرء لا يكاد يتعرى عن مقارفة ما نهى الله عنه في أيامه ولياليه
وإيجاب النار له بذلك إن لم يتفضل عليه بالعفو فكأن كل
إنسان مرتهن بما كسبت يداه والعلل تكفر بعضها عنه في هذه
الدنيا لا أن من عوفي في هذه الدنيا يكون من أهل النار
ذكر الإخبار عن أنباء الصالحين قصده تسهيل
الشدائد على النفس
أخبرنا أبو عروبة أخبرنا عبد الرحمن بن عمرو
الأسماء أخبرنا زهير بن معاوية أخبرنا الأعمش عن شقيق
عن عبد الله أن رجلا قال لشئ قسمه النبي صلى الله عليه وسلم
ما عدل في هذا قال فقلت والله لأخبرن رسول الله
فأخبرته فقال يرحم الله موسى قد كان يصيبه أشد من هذا
ثم يصبر
180

ذكر الخبر الدال على أن الصالحين قد شدد عليهم
الأوجاع تكفيرا لخطاياهم
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو عامر
حدثنا شعبة عن سليمان عن أبي وائل قال
قالت عائشة ما رأيت الوجع على أحد أشد منه على
رسول الله صلى الله عليه وسلم
181

ذكر البيان بأن الصالحين قد تشدد عليهم البلايا
لم يفعل ذلك بغيرهم
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت قال
حدثنا محمد بن خلف الداري قال حدثنا معمر بن يعمر قال حدثنا
معاوية بن سلام قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني
أبو قلابة أن عبد الله بن نسيب أخبره
أن عائشة أخبرته ان النبي صلى الله عليه وسلم طرقه وجع فجعل يشتكي
ويتقلب على فراشه فقالت له عائشة لو صنع هذا بعضنا
لوجدت عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الصالحين قد يشدد عليهم
وإنه لا يصيب مؤمنا نكبة من شوكة فما فوقها إلا حطت عنه بها
182

خطيئة ورفع له بها درجة
قال أبو حاتم رضي الله عنه يحيى بن أبي كثير وأهم
في قوله عبد الله بن نسيب إنما هو عبد الله بن الحارث نسيب
بن سيرين فسقط عليه الحارث فقال عبد الله بن نسيب
ذكر البيان بأن المسلم كلما ثخن دينه كثر بلاؤه
ومن رق دينه خفف ذلك عنه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن العلاء بن
المسيب عن أبيه
183

عن سعد قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الناس أشد
بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الناس على قدر
دينهم فمن ثخن دينه اشتد بلاؤه ومن ضعف دينه ضعف
بلاؤه وإن الرجل ليصيبه البلاء حتى يمشي في الناس ما عليه
خطيئة
ذكر البيان بأن البلايا تكون بالأنبياء أكثر
ثم الأمثل فالأمثل في الدين
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن
مصعب بن سعد
عن أبيه أنه قال يا رسول الله من أشد الناس بلاء قال
الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل يبتلى العبد على حسب دينه
فما يبرح بالعبد حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة
184

ذكر البيان بأن البلايا تكون أسرع إلى محبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
من الشئ المدلى إلى منتهاه أو الجاري إلى نهايته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا القواريري
قال حدثنا أبو معشر البراء قال حدثنا شداد بن سعيد عن
أبي الوازع جابر بن عمرو قال
سمعت عبد الله بن المغفل يقول أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم
فقال والله يا رسول الله إني لأحبك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن البلايا أسرع إلى من يحبني من السيل إلى منتهاه
185

ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد يجازي المسلم
على سيئاته في الدنيا بالمصائب في بدنه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث أن بكر بن سوادة حدثه أن يزيد بن أبي يزيد حدثه عن
عبيد بن عمير
عن عائشة ان رجلا تلا هذه الآية من يعمل سوءا يجز
به فقال إنا لنجزى بكل ما علمنا هلكنا إذا فبلغ ذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال نعم يجزى به في الدنيا من مصيبة في
جسده مما يؤذيه
186

ذكر البيان بأن البلايا بالمرء قد تحط خطاياه بها
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا محمد بن النضر بن مساور المروزي قال حدثنا يزيد بن زريع
قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا أبو سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء
بالمؤمن والمؤمنة في جسده وفي ماله وولده حتى يلقى الله
وما عليه من خطيئة
ذكر تكفير الله جل وعلا ذنوب المسلم
في الدنيا بالأسقام والأوجاع
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن
أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من سقم
ولا وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى الشوكة
187

يشاكها والنكبة ينكبها
188

ذكر البيان بأن الله جل وعلا قد يجازي المسلم على سيئاته
في الدنيا بالأمراض والأحزان لتكون كفارة لها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني أبو بكر بن
أبي زهير
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال
يا رسول الله كيف الصلاح بعد هذه الآية من يعمل سوءا
يجز به فقال رحمك الله يا أبا بكر ألست تمرض ألست
تنصب ألست يصيبك اللأواء فذاك ما تجزون به
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو بكر بن أبي زهير هذا
أبوه من الصحابة
ذكر حط الله جل وعلا الخطايا عن المسلم بالأمراض
أمنعهم عن الأشجار إذا حطت
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
189

حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن
أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال ما يمرض
مؤمن ولا مؤمنة ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط الله بذلك
خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة
ذكر البيان بأن الأمراض والأسقام تكفر خطايا
المرء المسلم وإن قلت
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سعد بن إسحاق بن كعب قال
حدثتني زينب
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من المسلمين قال
190

يا رسول الله أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ماذا لنا منها
فقال كفارات فقال أي رسول الله وإن قلت قال وإن
شوكة فما فوقها قال فدعا على نفسه أن لا يفارقه الوعك حتى
يموت وأن لا يشغله عن حج ولا عن عمرة ولا جهاد في سبيل
الله ولا صلاة مكتوبة في جماعة قال فما مس إنسان جسده
إلا وجد حرها حتى مات
قال أبو حاتم رضي الله عنه زينب هذه هي بنت
كعب بن عجرة والذي دعا على نفسه هو أبي بن كعب
ذكر كتبة الله للمريض والمسافر ما كانا يعملان في
صحتهما وحضرهما من الطاعات
أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري قال
191

حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال حدثنا حفص بن الصالح عن
العوام بن حوشب عن إبراهيم السكسكي وعن مسعر قال سمعت
إبراهيم السكسكي عن أبي بردة بن أبي موسى
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر بن آدم
أو مرض كتب الله له من الأجر مثل ما كان يعمل وهو مقيم
صحيح
192

ذكر الإخبار عما يثيب الله جل وعلا
لمن ذهبت اللجون
أخبرنا أبو يعلى حدثنا يعقوب بن ماهان حدثنا هشيم
قال أبو بشر أخبرني عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله
تبارك وتعالى إذا أخذت كريمتي عبدي فصبر واحتسب
لم أرض له ثوابا دون الجنة
193

ذكر رجاء دخول الجنة لمن حمد الله على سلب
كريمتيه إذا كان بهما ضنينا
أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء قال حدثنا عمرو بن الحارث
قال حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال حدثنا لقمان بن عامر
عن سويد بن جبلة
عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم يعني عن ربه
قال إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له
ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما
ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون
لمن صبر عليهما محتسبا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن فروخ البغدادي
بالرافقة قال حدثنا يحيى بن محمد بن السكن قال حدثنا
194

محمد بن جهضم قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن سهيل بن
أبي صالح عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يذهب الله
بحبيبتي عبد فيصبر ويحتسب إلا أدخله الله الجنة
ذكر نفي عذاب القبر عمن مات من الإطلاق
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
والحوضي قالا حدثنا شعبة عن جامع بن شداد قال سمعت
عبد الله بن يسار
عن سليمان بن صرد وخالد بن عرفطة أنهما بلغهما أن
رجلا مات ببطن فقال أحدهما ألم يبلغكم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من قتله بطنه لم يعذب في قبره قال الآخر صدقت
وقال الحوضي بلى
195

ذكر إعطاء الله المتوفي في غربته مثل ما بين مولده
إلى منقطع أثره من الجنة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حيي بن عبد الله
المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي
عن عبد الله بن عمرو قال توفي رجل بالمدينة فصلى
عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا ليته مات في غير مولده فقال رجل
من الناس لم يا رسول الله قال إن الرجل إذا مات في غير
مولده قيس له من مولده إلى منقطع أثره في الجنة
196

ذكر تطهير الله المسلم من ذنوبه بالحمى
إذا اعترته في دار الدنيا
أخبرنا عمران بن موسى حدثنا عثمان بن أبي شيبة
قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال أتت الحمى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه
فقال من أنت فقالت أنا أم ملدم قال إنهدي إلى
قباء فأتيهم قال فأتتهم فحموا أو لقوا منها شدة فقالوا
يا رسول الله ما ترى ما لقينا من الحمى قال إن شئتم دعوت
الله فكشفها عنكم وإن شئتم كانت طهورا قالوا بل تكون
طهورا
197

ذكر خروج المؤمن من خطاياه بالحمى والأوجاع
كالحديدة إذا أخرجت من الكير
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال أخبرنا بن أبي فديك قال حدثنا بن
أبي ذئب عن الزهري عن عروة
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتكى المؤمن
أخلصه ذلك كما يخلص الكير خبث الحديد
198

ذكر البيان بأن المخصوصين يضاعف عليهم ألم الحمى
وارضى عليها النصارى في العقبي
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هناد بن السري وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد
عن بن مسعود قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فمسسته
فقلت يا رسول الله إنك لتوعك وعكا وعطاء فقال أجل إني
أوعك ما يوعك رجلان منكم قلت إن لك أجرين قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أجل ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي
بيده ما على الأرض مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه
إلا حط الله عنه خطاياه كما تحط الشجرة ورقها
199

ذكر كراهية سب ألم الحمى لذهاب خطايه بها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا القواريري قال حدثنا
يزيد بن زريع قال حدثنا الحجاج الصواف قال حدثني أبو الزبير قال
حدثني جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم
السائب أو أم المسيب وهي ترفرف فقال ما لك يا أم السائب
أو يا أم المسيب ترفرفين قالت الحمى لا بارك الله
فيها فقال صلى الله عليه وسلم لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بن
آدم كما يذهب الكير خبث الحديد
200

ذكر الاستتار من النار تعوذ بالله منها للمسلم إذا
ابتلى بالبنات فأحسن صحبتهن
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب عن عروة
أن عائشة أخبرته أنها دخلت عليها امرأة معها ابنتان لها
تستطعم قالت فلم تجد عندي إلا تمرة واحدة فأعطيتها
إياها فأخذتها فشقها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا قالت ثم
قامت فخرجت ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبرها فقال
صلى الله عليه وسلم من ابتلى بشئ من هذه البنات فأحسن صحبتهن كن
له سترا من النار
201

ذكر إيجاب الجنة لمن قدم ثلاثة من صلبه
لم يبلغوا الحنث
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا
شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا الحسن
قال قال صعصعة بن معاوية عم الأحنف بن قيس
أتيت أبا ذر بالربذة فقلت يا أبا ذر ما مالك فقال
مالكا عملي قلت حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا سمعته
منه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلمين يموت
لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث إلا أدخلهما الله الجنة
بفضل رحمته إياهم
202

ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن وصفنا إذا أحتسب في
تلك المصيبة دون المتسخط فيما قضى الله
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أحمد بن
عبدة قال حدثنا الدراوردي قال حدثنا سهيل بن أبي صالح عن
أبيه
عن أبي هريرة أن نسوة من الأنصار قلن له
يا رسول الله إنا لا نستطيع أن نأتيك مع الرجال فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم موعدكن بيت فلانة فجاء فتحدث معهن ثم
قال لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبه إلا دخلت
الجنة فقالت امرأة منهن واثنتين يا رسول الله قال
واثنتين
ذكر تحريم النار في القيامة على من مات
له ثلاثة من الولد
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
203

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يموت لأحد
من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسه النار إلا تحلة القسم
204

ذكر البيان بأن الله إنما يحرم النار على من مات
له ثلاثة من الولد فأحتسب في ذلك ورضي
دون من يسخط حكم الله
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس
قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا
عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله بن الأشج أن عمران بن نافع
حدثه عن حفص بن عبيد الله
عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من احتسب ثلاثة من
صلبه دخل الجنة
205

ذكر إيجاب الجنة لمن مات له ابنتان
فأحتسب في ذلك
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن عبد الرحمن الأصفهاني عن
ذكوان أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري قال قال النساء غلبنا عليك
الرجال يا رسول الله فاجعل لنا يوما فوعدهن يوما فجئن
فوعظهن فقال لهن فيما قال ما منكن امرأة تقدم ثلاثة من
ولدها إلا كانوا لها حجابا من النار قالت امرأة يا رسول الله
واثنين وقد مات لها اثنان فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم واثنان
206

ذكر البيان بأن الجنة إنما تجب لمن مات له ابنتان
وقد أحسن صحبتها في حياته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن فطر عن شرحبيل بن سعد
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم
له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه أو صحبهما إلا أدخلتاه
الجنة
207

ذكر إيجاب الجنة للمسلم إذا مات
له ابنان فاحتسبهما
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا محمد بن عثمان العقيلي قال حدثنا عبد الأعلى عن بن
إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم عن محمود بن لبيد
عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من مات له ثلاثة من الولد دخل الجنة قال قلنا
يا رسول الله وابنان قال وابنان قال محمود قلت
لجابر بن عبد الله إني لأراكم لو قلتم واحدا لقال واحدا
208

قال والله أظن ذلك
ذكر رجاء نوال الجنان لمن قدم ابنا
واحدا محتسبا فيه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا نوح بن حبيب
حدثنا وكيع حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة
عن أبيه قال كان رجل يختلف إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع بني له
ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا مات يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لأبيه أما يسرك ألا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته
ينتظرك
209

ذكر بناء الله جل وعلا بيت الحمد في الجنة لمن استرجع
وحمد الله عند فقد ولده
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة
عن أبي سنان قال دفنت مشهور ومعي أبو طلحة
الخولاني على شفير القبر فلما أردت الخروج أخذ بيدي
فأخبرني وقال ألا أبشرك حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن
عرزب عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا مات ولد العبد المؤمن قال الله لملائكته قبضتم ولد
عبدي قالوا نعم قال قبضتم ثمرة فؤاده قالوا نعم
قال فما قال قالوا استرجع وحمدك قال أبنوا له بيتا في
الجنة وسموه بيت الحمد
210

قال أبو حاتم رضي الله عنه أو طلحة الخولاني هذا
اسمه نعيم بن زياد من سادات أهل الشام روى عنه
معاوية بن صالح وأهل بلده وأبو سنان هذا هو الشيباني قدم
البصرة فكتب عنه البصريون اسمه سعيد بن سنان
وأبو سنان الكوفي ضرار بن مرة
211

ذكر الأمر بالاسترجاع لمن أصابته مصيبة وسؤاله الله
جل وعلا أن يبدله خيرا منها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي وأخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
قال حدثنا يزيد بن هارون قال يزيد أخبرنا وقال إبراهيم حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن بن عمر بن أبي سلمة عن أبيه
عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أصابته
مصيبة فليقل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم عندك أحتسب
مصيبتي فأجرني فيها وأبدلني بها خيرا منها فلما مات
أو سلمة قلتها فجعلت كلما بلغت أبدلني خيرا منها قلت
في نفسي ومن خير من أبي سلمة فلما انقضت عدتها بعث
إليها أبو بكر يخطبها فلم تزوجه ثم بعث إليها عمر يخطبها
فلم تزوجه عروبة إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب
يخطبها عليه قالت أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني امرأة غيري وأني
امرأة مصبية وليس أحد من أوليائي شاهدا فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال ارجع إليها فقل لها
أما قولك إني امرأة غيري فأسأل الله أن يذهب غيرتك
وأما قولك إني امرأة مصبية فتكفين صبيانك وأما قولك إنه
ليس أحد من أوليائك شاهد فليس من أوليائك شاهد ولا غائب
212

يكره ذلك فقالت لابنها يا عمر قم فزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فزوجه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيها ليدخل بها فإذا رأته
أخذت ابنتها زينب فجعلتها في حجرها فينقلب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلم بذلك عمار بن ياسر وكان أخاها من
الرضاعة فجاء إليها فقال أين هذه المقبوحة التي قد آذيت بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذها فذهب بها فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدخل عليها فجعل يضرب ببصره في جوانب البيت وقال
ما فعلت زينب قالت جاء عمار فأخذها فذهب بها فبنى بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إني لا أنقصك مما أعطيت فلانة رحائين
وجرتين ومرفقة حشوها ليف وقال إن سبعت لك سبعت
لنسائي
213

قال أبو حاتم رضي الله عنه لفظ الإسناد لإبراهيم بن
الحجاج والمتن ليزيد بن هارون
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من
تقديم الفرط لنفسه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة قال
214

حدثنا جرير عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تعدون
الرقوب فيكم قال قلنا الذي لا يولد له قال ليس ذلك
بالرقوب ولكن الذي لا يقدم من ولده شيئا قال فما تعدون
الصرعة فيكم قلنا الذي لا يصرعه الرجال قال ليس
ذاك ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب
ذكر الإخبار بأن الوباء هو موت الصالحين قبلنا
ورحمة الله جل وعلا على خلقه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي
قال أخبرنا شعبة عن يزيد بن خمير عن شرحبيل بن شفعة
215

عن عمرو بن العاص أن الطاعون وقع بالشام فقال إنه
رجز فتفرقوا عنه فقال شرحبيل بن حسنة إني صحبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرو أضل من حمار أهله أو جمل أهله
وقال إنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم وموت الصالحين
قبلكم فاجتمعوا له ولا تفرقوا عنه فسمع ذلك عمرو بن
العاص فقال صدق
ذكر الزجر عن القدوم على البلد الذي وقع فيه
الطاعون والخروج منه من أجله
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن محمد بن المنكدر عن عامر بن سعد بن
أبي وقاص
216

عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد هل سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطاعون فقال أسامة بن زيد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون رجز أرسل على بني إسرائيل أو على
من قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع
بأرض التجارة بها فلا تخرجوا فرارا منه
217

أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبد الحميد بن
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن
الحارث بن نوفل
عن بن عباس أن عمر بن الخطاب خرج إلى الشام حتى
إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه
فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام قال بن عباس فقال عمر ادع
لي المهاجرين الأولين فدعوتهم فاستشارهم وأخبرهم أن الوباء
قد وقع بالشام فاختلفوا فقال بعضهم خرجت لأمر فلا نرى
أن ترجع عنه وقال بعضهم معك بقية الناس وأصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى أن تقدمهم على هذا الوباء فقال
ارتفعوا عني ثم قال ادع لي الأنصار فدعوتهم فاستشارهم
218

فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم فقال ارتفعوا
عني ثم قال ادع لي من كان ها هنا من مشيخة قريش من
مهاجرة الفتح فدعوتهم فلم يختلف عليه رجلان وقالوا
نرى أن ترجع بالناس ولا تقدمهم على هذا الوباء فنادى عمر
في الناس إني مصبح على ظهر فأصبحوا عليه فقال
أبو عبيدة بن الجراح أفرارا من قدر الله فقال عمر لو غيرك
قالها يا أبا عبيدة وكان عمر يكره خلافه نفر من قدر الله إلى
قدر الله أرأيت لو كان لك إبل فهبطت واديا له عدوتان
إحداهما خصبة والأخرى جدبة أليس إن رعيت الخصبة
رعيتها بقدر الله وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله قال نعم
قال فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبا في بعض حاجته
فقال إن عندي من هذا علما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض التجارة
بها فلا تخرجوا فرارا منه قال فحمد الله عمر بن الخطاب
ثم انصرف
219

ذكر البيان بأن الطاعون إنما هو بقية من العذاب
الذي أرسل على بني إسرائيل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني قال حدثنا
حماد بن زيد قال حدثنا عمرو بن دينار عن عامر بن سعد بن
أبي وقاص
عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الطاعون فقال
بقية رجز وعذاب أرسل على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع
بأرض التجارة بها فلا تهربوا منه وإذا كان بأرض فلا تهبطوا
عليه
220

باب
المريض وما يتعلق به
ذكر الأمر بعيادة المرضى إذ استعماله
يذكر الآخرة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن أبي عيسى
الأسواري
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة
221

ذكر خوض عائد المريض الرحمة في طريقه
واغتماره فيها عند قعوده عنده
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد قال
حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا هشيم قال أخبرنا عبد الحميد بن
جعفر عن عمر بن الحكم بن ثوبان
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من عاد
مريضا لم يزل يخوض الرحمة حتى يجلس فإذا جلس غمر
فيها
222

ذكر رجاء تمكن عواد المرضى من مخاوف
الجنان بفعلهم ذلك
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة غلام طالوت
قال حدثنا أبو كامل قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا خالد
عن أبي قلابة عن أبي أسماء
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المسلم إذا عاد أخاه
المسلم لم يزل في مخرفة الجنة حتى يرجع
223

ذكر استغفار الملائكة لعائد المريض من الغداة
إلى العشي ومن العشي إلى الغداة
أخبرنا عمران بن موسى قال حدثنا هدبة بن خالد
قال حدثنا حماد بن سلمة عن يعلى بن عطاء عن عبد الله بن يسار
أن عمرو بن حريث زار الحسن بن علي فقال له علي بن
أبي طالب يا عمرو أتزور حسنا وفي النفس ما فيها قال
نعم يا علي لست برب قلبي تصرفه حيث شئت فقال علي
أما أن ذلك لا يمنعني مم أن أؤدي إليك النصيحة سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ مسلم يعود مسلما
224

إلا ابتعث الله سبعين ألف ملك يصلون عليه في أي ساعات
النهار كان حتى يمسي وأي ساعات الليل كان حتى يصبح
ذكر ما يستحب للعواد أن يطيبوا قلوب الأعلاء
عند عيادتهم إياهم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية
قال أخبرنا خالد عن خالد عن عكرمة
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أعرابي يعوده
فقال لا بأس طهور إن شاء الله فقال كلا بل حمى تفور
225

على شيخ كبير تورده القبور فقال النبي صلى الله عليه وسلم فنعم إذا
226

ذكر جواز عيادة المرء أهل الذمة إذا
طمع في إسلامهم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الصلت بن مسعود
الجحدري قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت
عن أنس أن غلاما يهوديا كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه اذهبوا بنا إليه نعوده فأتوه وأبوه
قاعد على رأسه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم قل لا إله إلا الله
أشفع لك بها يوم القيامة فجعل الغلام ينظر إلى أبيه فقال له
أبوه انظر ما يقول لك أبو القاسم فقال أشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحمد الله الذي أنقذه من نار جهنم
227

ذكر بناء الله جل وعلا منزلا في الجنة لمن زار أخاه المسلم
أو عاده في الله جل وعلا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي سنان عن
عثمان بن أبي سودة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا عاد المسلم أخاه
المسلم أو زاره قال الله تبارك وتعالى طبت وطاب ممشاك وتبوأت
منزلا في الجنة
228

قال أبو حاتم أبو سنان هذه هو الشيباني اسمه
سعيد بن سنان وأبو سنان الكوفي اسمه ضرار بن مرة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن العليل يجب عليه ترك
الدعاء بالشفاء لعلته مع الاعتماد على ما أوجب
القضاء محبوبا كان أو مكروها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا بشر بن
الوليد الكندي حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن مالك النكري عن
أبي الجوزاء
عن عائشة قالت كنت أعوذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعاء كان
جبريل يعوذه به إذا مرض أذهب البأس رب الناس تنزل
الشفاء لا شافي إلا أنت اشف شفاء لا يغادر سقما فلما كان
في مرضه الذي توفي فيه جعلت أدعو بهذا الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم
ارفعي يدك فإنها كانت تنفعني في المدة
229

ذكر ما يعوذ المرء به نفسه عند علة تعتريه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه
بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعله كنت أقرأ عليه وأمسح عنه
بيده رجاء بركتها
ذكر وصف التعوذ الذي يعوذ المرء
نفسه عند ألم يجده
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال أخبرنا عثمان بن صالح السهمي قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال
أخبرني نافع بن جبير بن مطعم
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أنه شكا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده منذ أسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
230

ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل بسم الله ثلاثا
وقل أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات
ذكر الشئ الذي إذا قاله الوجع يرتجي
له ذهاب وجعه به
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن يزيد بن خصيفة أن عمرو بن عبد الله بن كعب
السلمي أخبره أن نافع بن جبير بن مطعم أخبره
عن عثمان بن أبي العاص انه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
عثمان وبي وجع قد كاد يهلكني قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
امسح بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الله وقدرته من شر
ما أجد قال فقلت ذلك فأذهب الله ما كان بي فلم أزل آمر
به أهلي وغيرهم
231

ذكر ما يجب على المرء إذا مسه الضر
أن يدعو به
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر
قال حدثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن أيوب عن حميد قال
سمعت أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يتمنى أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا ولكن ليقل
اللهم أحيي ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة
خيرا لي وأفضل
232

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا للعليل
من شر ما يجد
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني
نافع بن جبير بن مطعم
عن عثمان بن أبي العاص الثقفي انه شكا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعا يجده في جسده منذ أسلم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم ضع يدك على الذي تألم من جسدك وقل
بسم الله ثلاثا وقل سبع مرات أعوذ بالله وقدرته من شر
ما أجد وأحاذر
ذكر الإخبار عما يستعمل الإنسان من الدعاء
عند الحمى إذا اعترته
أخبرنا السختياني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا
233

زيد بن الحباب حدثنا ابن ثوبان أخبرني عمير بن هانئ قال سمعت
جنادة بن أبي أمية يقول
سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
جبريل رقاه وهو يوعك فقال بسم الله أرقيك من كل داء
يؤذيك ومن كل حاسد إذا حسد ومن كل عين وسم والله
يشفيك
234

ذكر البيان بأن تعوذ المرء من عذاب النار وعذاب القبر
أفضل من دعائه لنفسه وأهل بيته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جعفر بن عون قال حدثنا مسعر عن علقمة بن مرثد عن المغيرة
اليشكري عن المعرور بن سويد
عن بن مسعود قال قالت أم حبيبة اللهم بارك لي في
زوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي سفيان وأخي معاوية فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لقد سألت الله عن آجال مضروبة وآثار مبلوغة
وأرزاق مقسومة لا يعجل مها شئ قبل حله فلو سألت الله أن
يعيذك من عذاب النار أو عذاب القبر كان خيرا أو كان
أفضل
ذكر البيان بأن العائذ إذا قعد عند العليل وأراد أن
يدعو له يجب أن يمسحه بيمنيه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
235

أبو بكر بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحيى القطان قال أخبرنا
سفيان عن سليمان عن مسلم عن مسروق
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد المريض مسحه
بيمنيه وقال أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي
اشف شفاء لا يغادر سقما
236

قال فحدثت به منصورا فحدثني عن إبراهيم عن
مسروق عن عائشة بنحوه
ذكر ما يدعو المرء به إذا أتى مريضا أو عاده
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج قال حدثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم عن مسروق
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتى مريضا أو أتي
بمريض قال أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي
لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يدعو إذا أتى بالمريض
في أكثر الأحوال ما وصفنا
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا
237

إبراهيم بن يوسف قال حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم
عن الأسود
عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا اتى بالمريض يدعو
ويقول أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء
إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد كان يدعو للمرضى
بغير ما وصفنا في بعض الأحايين
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن عبد ربه بن سعيد
عن عمرة
عن عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مما يقول للمريض
238

يقول ببزاقة بإصبعه بسم الله تربة أرضنا بريقه بعضنا يشفي
سقيمنا بإذن ربنا
ذكر ما يستحب للمرء أن يدعو لأخيه العليل بالبرء
ليطيع الله جل وعلا في صحته
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا حيي بن عبد الله
عن أبي عبد الرحمن الحبلى
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا جاء
الرجل يعوده قال اللهم اشف عبدك ينكأ لك عدوا
239

أو يمشي لك إلى صلاة
ذكر ما يدعو المرء به لأخيه المسلم إذا
كان عليلا ويرجى له البرء به
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس
قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني
عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد قال حدثنا منهال بن عمرو
قال أخبرني سعيد بن جبير عن عبد الله بن الحارث
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضا
جلس عند رأسه ثم قال سبع مرار أسأل الله العظيم رب
العرش العظيم أن يشفيك فإن كان في أجله تأخير عوفي
من وجعه ذلك
240

ذكر ما يستحب للمرء أن يدعو لأخيه المسلم
إذا اعتراه بعض العلل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا النضر قال حدثنا شعبة حدثنا
سماك بن حرب
قال سمعت محمد بن حاطب يقول انصبت على يدي مرقة فأحرقتها
فذهبت بي أمي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه وهو في الرحبة
فأحفظ أنه قال أذهب الباس رب الناس وأكثر علمي أنه
قال أنت الشافي لا شافي إلا أنت
241

ذكر البيان بأن يد محمد بن حاطب لما دعا له
النبي صلى الله عليه وسلم بما وصفت برئت
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى
زحمويه قال حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن حاطب
قال حدثني أبي عن جده محمد بن حاطب
عن أمه أم جميل بنت المجلل قالت أقبلت بك من
أرض الحبشة حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين
طبخت لك طبخة ففني الحطب فخرجت أطلبه فتناولت
القدر فانكفأت على ذراعك فأتيت بك النبي صلى الله عليه وسلم فقلت
يا رسول الله هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك
قالت فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في
فيك ومسح على رأسك ودعا
لك وقال أذهب الباس رب الناس واشف أنت الشافي
242

لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما قالت فما قمت بك من
عنده إلا وقد برئت يدك
ذكر الشئ الذي إذا دعا المرء به العليل عوفي
من علته تلك إذا كان ذلك بعدد معلوم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هارون بن معروف عن
243

بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد قال
حدثني المنهال بن عمرو قال أخبرني سعيد بن جبير
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا عاد المريض
جلس عند رأسه ثم قال سبع مرات أسأل الله العظيم رب
العرش العظيم أن يشفيك فإن كان في أجله تأخير عوفي من
وجعه ذلك
244

فصل
في اعمار هذه الأمة
ذكر الإخبار عما امهل الله جل وعلا للمسلمين في أعمارهم
واكتساب الطاعات ليوم فقرهم وفاقتهم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن
أبي حازم عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من عمره الله
ستين سنة فقد أعذر إليه في العمر
245

ذكر الإخبار عن وصف العدد الذي به
يكون عوام أعمار الناس
أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا
الحسن بن عرفة قال حدثنا المحاربي عن محمد بن عمرو عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعمار أمتي
ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك
قال بن عرفة وانا من الأقل
246

ذكر البيان بأن من خيار الناس من حسن عمله في
المريض عمره جعلنا الله منهم بمنه
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا محمد بن عثمان العقيلي قال حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن
إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن
عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
247

ألا أنبئكم بخياركم قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم
أطولكم أعمارا وأحسنكم أعمالا
ذكر البيان بأن من طال عمره وحسن عمله قد يفوق
الشهيد في سبيل الله تبارك وتعالى
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
يعقوب بن حميد بن كاسب حدثنا عبد العزيز بن محمد وابن
أبي حازم يزيد أحدهما عن صاحبه عن يزيد بن عبد الله بن الهاد
عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة عن عبد الرحمن
عن طلحة بن عبيد الله قال قدم على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان
من بلي فكان إسلامهما جميعا واحدا وكان أحدهما أشد
اجتهادا من الآخر فغزا المجتهد فاستشهد وعاش الآخر سنة
حتى صام رمضان ثم مات فرأى طلحة بن عبيد الله خارجا خرج
من الجنة فأذن للذي توفي آخرهما ثم خرج فأذن للذي
استشهد ثم رجع إلى طلحة فقال ارجع فإنه لم يأن لك
248

فأصبح طلحة يحدث به الناس فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحدثوه
الحديث وعجبوا فيه قالوا يا رسول الله كان أشد الرجلين
اجتهادا واستشهد في سبيل الله ودخل هذا الجنة قبله فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أليس قد مكث هذا بعده بسنه قالوا نعم
قال وأدرك رمضان فصامه وصلى كذا وكذا في المسجد في
السنة قالوا بلى قال فلما بينهما أبعد مما بين السماء
والأرض
قال أبو حاتم رضي الله عنه مات أبو سلمة سنة أربع
249

وتسعين وقتل طلحة سنه ست وثلاثين يوم الجمل
ذكر إعطاء الله جل وعلا نورا في القيامة
من شاب شيبة في سبيله
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد
حدثنا الهيثم بن خارجة وكان يسمى شعبة الصغير حدثنا محمد بن
حمير عن ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر قال
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم
القيامة
251

ذكر إعطاء الله جل وعلا نورا في القيامة
من شاب شيبة في سبيله
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بن سالم قال حدثنا
حميد بن زنجوبة قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا هشام الدستوائي
عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي
طلحة
عن أبي نجيح السلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم
القيامة
252

ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات وحط السيئات ورفع
الدرجات للمسلم بالشيب في الدنيا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنتفوا الشيب
فإنه نور يوم القيامة ومن شاب شيبة في الإسلام كتب له بها
حسنة وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة
ذكر خبر شنع به بعض المعطلة على أصحاب
الحديث ومنتحلي السنن
أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق حدثنا أبو سعيد
253

الأشج حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
من تبوك سئل عن الساعة فقال لا يأتي على الناس مائة سنة
وعلى ظهر الأرض نفس منفوسة
ذكر خبر وهم في تأويله جماعة لم يحكموا
صناعة الحديث
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج عن
أبي الزبير
عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن
يموت بشهر تسألوني عن الساعة وإنما علمها عند الله
وأقسم بالله ما على ظهر الأرض نفس منفوسة اليوم يأتي عليها
مائة سنة
254

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن سن أحد من هذه
الأمة لا يجوز على المئة سنة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن
خالد القيسي حدثنا مبارك بن فضالة قال سمعت الحسن يحدث
255

عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسألوني عن
الساعة والذي نفسي بيده ما على الأرض نفس منفوسة يأتي
عليها مائة سنة
ذكر البيان بأن ورود هذا الخطاب كان لمن كان في ذلك
الوقت على سبيل الخصوص دون العموم
أخبرنا عمر بن محمد بن عبد الرحيم البرقي حدثنا بن
عفير حدثنا الليث بن سعد عن عبد الرحمن بن خالد بن مسافر عن
بن شهاب عن سالم وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة
أن عبد الله بن عمر قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة
العشاء في آخر حياته فلما سلم قام فقال رأيتم ليلتكم
هذه فإن على رأس مائة سنة لا يبقى منها ممن هو على ظهر
الأرض أحد
256

ذكر خبر ثان يصرح بأن عموم خبر أنس بن مالك
الذي ذكرناه أريد به بعض ذلك العموم
لأقوام بأعيانهم دون كلية عمومه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سليمان التيمي عن أبي نضرة
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما منكم
من نفس منفوسة يأتي عليها مائة سنة وهي حية
257

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وعلى ظهر الأرض نفس
منفوسة أراد به من في ذلك اليوم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا مبارك بن
فضالة قال سمعت الحسن
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسألونني عن
الساعة والذي نفسي بيده ما على الأرض نفس منفوسة اليوم
تأتي عليها مائة سنة
258

فصل
في ذكر الموت
ذكر الأمر للمرء بالإكثار من ذكر منغص اللذات
نسأل الله بركة وروده
أخبرنا عبد الله بن محمود بن سليمان السعدي حدثنا
محمود بن غيلان ويحيى بن أكثم قالا حدثنا الفضل بن موسى
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر
هاذم اللذات الموت
259

ذكر العلة التي من أجلها أمر بالإكثار
من ذكر الموت
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
حدثنا عبد العزيز بن مسلم عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أكثروا ذكر هاذم
اللذات فما ذكره عبد قط وهو في ضيق إلا وسعه عليه ولا ذكره
260

وهو في سعة إلا ضيقه عليه
أخبرنا محمد بن أبي عون قال حدثنا الحسين بن
حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثروا ذكر
هاذم اللذات
ذكر إكثار المصطفى صلى الله عليه وسلم في القول لما وصفنا
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا
محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا الفضل بن موسى عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول
أكثروا من ذكر هاذم اللذات
261

فصل
في الأمل
ذكر الزجر عن أن يطول المرء امله في
عمارة هذه الدنيا الزائلة الفانية
أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا
عمرو بن علي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي السفر
عن عبد الله بن عمرو قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا وأمي
نصلح خصا لنا فقال ما هذا يا عبد الله قال قلت خص
لنا نصلحه فقال الأمر أسرع من ذلك
262

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم الأمر أسرع من ذلك
لم يرد به على البتات
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا
أبو معاوية حدثنا الأعمش عن أبي السفر
عن عبد الله بن عمرو قال مر بنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن
نصلح خصا لنا فقال ما هذا فقلنا خص لنا وهي فنحن
نصلحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى الأمر إلا أعجل من
ذلك
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تقريب أجله
على نفسه وتبعيد أمله عنها
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله بن المبارك أخبرنا حماد بن
سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا بن
آدم وهذا أجله ووضع يده عند قفاه ثم بسط يده فقال وثم
263

أمله وثم أمله
264

فصل
في تمني الموت
ذكر الزجر عن دعاء المرء بالموت
لضر نزل به
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال
حدثنا سفيان قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن
أبي حازم قال
أتينا خبابا نعوده وقد اكتوى في بطنه سبعا وقال لولا أن
النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ندعو بالموت لدعوت به ثم ذكر من مضى
من أصحابه أنهم مضوا لم يأكلوا من أجورهم شيئا وإنما بقينا
بعدهم حتى نلنا من الدنيا ما لا يدرى أحدنا ما يصنع به به إلا أن
ينفقه في التراب وإن المسلم ليؤجر في كل شئ إلا نفقته
265

في التراب
266

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن
تمني الموت والدعاء به
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
أبو مروان العثماني قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب
عن عبيد الله بن عبد الله
قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا يتمنين أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد خيرا
وإما مسيئا فلعله يستعتب
ذكر الأمر بسؤال الحياة أو الوفاة أيهما كان خيرا
منهما للمرء إذا أراد الدعاء
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب
267

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين
أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل
اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ما كانت الوفاة
خيرا لي
268

فصل
في المحتضر
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال
حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا
سليمان التيمي قال حدثنا أبو عثمان
عن معقل بن يسار قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم واقرؤوا
على موتاكم يس
269

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله اقرؤوا على موتاكم
يس أراد به من حضرته المنية لا أن الميت يقرأ عليه
وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا إله إلا الله
ذكر الأمر بتلقين الشهادة من حضرته المنية
أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا
حميد بن مسعدة قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا عمارة بن
غزية عن يحيى بن عمارة قال
سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقنوا موتاكم قول لا إله إلا الله
271

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقي قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا محمد بن إسماعيل الفارسي
قال حدثنا الثوري عن منصور عن هلال بن يساف عن الأغر
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم
لا إله إلا الله فإنه من كان آخر كلمته لا إله إلا الله عند
الموت دخل الجنة يوما من الدهر وإن أصابه قبل ذلك
ما أصابه
272

ذكر الأمر لمن حضر الميت بسؤال الله جل وعلا
المغفرة لمن حضرته المنية
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي وائل
عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضرتم
الميت فقولوا خيرا فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون
قالت فلما مات أبو سلمة قلت يا رسول الله ما أقول قال
قولي اللهم اغفر له وأعقبنا عقبى صالحة قالت فأعقبني الله
محمدا صلى الله عليه وسلم
274

ذكر ما يؤذن النبي صلى الله عليه وسلم عند حضور
الناس الموت
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أحمد بن
عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب عن أبي يحيى بن سليمان
عن سعيد بن عبيد بن السباق
عن أبي سعيد الخدري قال كنا مقدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حضر الميت آذناه فحضره واستغفر له حتى
يقبض فإذا قبض انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه فربما طال
ذلك من حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما خشينا مشقة ذلك قال
بعض القوم لبعض والله لو كنا لا نؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأحد حتى يقبض فإذا قبض آذناه فلم يكن في ذلك مشقة
عليه ولا حرص قال ففعلنا فكنا لا نؤذنه إلا بعد أن يموت
فيأتيه فيصلي عليه ويستغفر له فربما انصرف عند ذلك وربما
مكث حتى يدفن الميت قال وكنا على ذلك حينا ثم قلنا
275

والله لو أنا لا نحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملنا إليه جنائز موتانا حتى
يصلي عليها عند بيته لكان ذلك أرفق برسول الله صلى الله عليه وسلم وأيسر
عليه ففعلنا ذلك فكان الأمر إلى اليوم
276

فصل
في الموت وما يتعلق به من راحة المؤمن
وبشراه وروحه وعمله والثناء عليه
ذكر الإخبار بأن الموت فيه راحة
الصالحين وعناء الطالحين معا
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا أحمد بن بكار قال
حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة
عن وهب بن جلس عن معبد بن كعب بن مالك
عن أبي قتادة قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلعت
جنازة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مستريح ومستراح منه قلنا ما يستريح
ويستراح منه فقال صلى الله عليه وسلم المؤمن يموت ويستريح من أوصاب
الدنيا وبلائها ومصيباتها والكافر يموت فيستريح منه العباد
والبلاد والشجر والدواب
277

ذكر الإخبار عن الإمارة التي يستدل بها على محبة
الله جل وعلا لقاء من وجدت فيه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب
لقاء الله أحب الله لقاءه ومن لم يحب لقاء الله لم يحب الله
لقاءه
278

ذكر الإخبار عن السبب الذي من أجله
يحب المرء ويكره لقاء الله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
الحارث بن سريج النفال قال حدثنا معتمر بن سليمان قال حدثني
أبي عن قتادة عن أنس بن مالك
عن عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه
فقالت عائشة إنا نكره الموت فذاك كراهيتنا لقاء الله فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لا ولكن المؤمن إذا حضر فبشر بما أمامه أحب
لقاء الله وأحب الله لقاءه وان الكافر إذا حضر فبشره
بما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه
279

ذكر الإخبار عن وصف ما يبشر به المؤمن
والكافر عند حلول المنية بهما
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا محمد بن بكر البرساني قال حدثنا سعيد
عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن هشام
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله
أحب الله لقاءه ومن كره الله لقاء الله كره الله لقاءه قالت فقلت
يا نبي الله كراهية الموت فكلنا نكره الموت قال ليس كذلك
ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء
الله وأحب الله لقاءه وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه
كره لقاء الله وكره الله لقاءه
280

ذكر الإخبار عن وصف العلامة التي يكون
بها قبض روح المؤمن
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
يحيى القطان عن المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه أنه دخل فرأى ابنا له يرشح جبينه فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يموت المؤمن بعرق الجبين
281

ذكر الإخبار بأن المسلم إذا مات يكون
مستريحا والكافر مستراحا منه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن محمد بن عمرو بن حلحلة عن
معبد بن كعب بن مالك
عن أبي قتادة بن ربعي أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مر عليه بجنازة فقال مستريح ومستراح منه فقالوا
يا رسول الله من المستريح والمستراح منه فقال العبد
المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله
والمستراح منه العبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر
والدواب
282

ذكر الإخبار عما يعمل بروح المؤمن
والكافر إذا قبضا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد قال حدثنا همام بن يحيى عن قتادة عن
أبي الجوزاء
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن إذا
حضره الموت حضرته ملائكة الرحمة فإذا قبضت نفسه جعلت
في حريرة بيضاء فينطلق بها إلى باب السماء فيقولون
ما وجدنا ريحا أطيب من هذه فيقال دعوه يستريح فإنه كان في غم فيسأل ما فعل فلان ما فعل فلان ما فعلت فلانة
وأما الكافر فإذا قبضت نفسه وذهب بها إلى باب الأرض يقول
خزنة الأرض ما وجدنا ريحا أنتن من هذه فتبلغ بها إلى
الأرض السفلى
283

قال قتادة وحدثني رجل عن سعيد بن المسيب عن
عبد الله بن عمرو قال أرواح المؤمنين تجمع بالجابيتين وأرواح
الكفار تجمع المأخذ سبخة بحضرموت
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر رواه معاذ بن
هشام عن أبيه عن قتادة عن قسامة بن زهير عن أبي هريرة
نحوه مرفوعا
الجابيتان باليمن وبرهوت من ناحية اليمن
ذكر الإخبار بأن الأرواح يعرف بعضها بعضا
بعد موت أجسامها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم
حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن قسامة بن زهير
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا قبض
أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فتقول أخرجي إلى روح
الله فتخرج كأطيب ريح مسك حتى إنهم ليناوله بعضهم بعضا
284

يشمونه حتى يأتون به باب السماء فيقولون ما هذه الريح
الطيبة التي جاءت من الأرض ولا يأتون سماء إلا قالوا مثل
ذلك حتى يأتون به أرواح المؤمنين فلهم أشد فرحا به من أهل
الغائب بغائبهم فيقولون ما فعل فلان فيقولون دعوه حتى
يستريح فإنه كان في غم الدنيا فيقول قد مات أما أمتكم
فيقولون ذهب به إلى أمه الهاوية وأما الكافر فيأتيه ملائكة العذاب
بمسح فيقولون أخرجي إلى غضب الله فتخرج كأنتن ريح
جيفة فتذهب به إلى باب الأرض
ذكر خبر أوهم من طلب العلم من غير مظانه أن الميت
إذا مات انقطع عنه الأعمال الصالحة بعده
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
285

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنى أحدكم
الموت ولا يدعو به قبل أن يأتيه إنه إذا مات انقطع عمله وإنه
لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا
ذكر البيان بأن عموم هذه اللفظة انقطع عمله
لم يرد بها كل الأعمال
أخبرنا عبد الله بن محمد بن هاجك الهروي حدثنا
علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مات الإنسان
انقطع عمله إلا من ثلاث صدقه جاريه أو علم ينتفع به أو ولد
صالح يدعو له
286

ذكر ما يستحب للمرء إذا علم من أخيه حوبة وقد مات
أن يستغفر الله جل وعلا له
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال أخبرنا إبراهيم بن
عبد الله الهروي قال حدثنا إسماعيل بن عليه قال حدثنا الحجاج بن أبي
عثمان عن أبي الزبير
عن جابر قال قدم الطفيل بن عمرو الدوسي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقال يا رسول الله هلم إلى حصن
وعدد وعدة قال أبو الزبير حصن في رأس الجبل لا يؤتي
إلا في مثل الشراك فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أمعك من
وراءك قال لا أدري فأعرض عنه فلما قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قدم الطفيل بن عمرو مهاجرا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رجل من رهطه فحم ذلك الرجل حمى
287

شديدة فجزع فأخذ شفرة فقطع بها رواجبه فتشخبت
حتى مات فدفن ثم إنه جاء فيما يرى النائم من الليل إلى
الطفيل بن عمرو في شارة حسنة وهو مخمر يده فقال له
الطفيل أفلان قال نعم قال كيف فعلت قال صنع بي
ربي خيرا ورجاله لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم قال فما فعلت يداك
قال قال لي ربي لن نصلح منك ما أفسدت من نفسك قال
فقص الطفيل رؤياه على رسول الله صلى الله فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يديه اللهم وليديه فاغفر اللهم وليديه فاغفر اللهم وليديه
فاغفر
ذكر الزجر عن قدح المرء الموتى
بما يعلم من مساوئهم
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
288

قال حدثنا كثير بن عبيد المذحجي قال حدثنا محمد بن يوسف عن
سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات صاحبكم
فدعوه
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا علي بن هاشم ووكيع عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات صاحبكم
فدعوه
289

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فدعوه أراد به عن
ذكر مساوئه دون محاسنه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا معاوية بن هشام عن عمران بن
أبي أنس عن عطاء
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذكروا محاسن
موتاكم وكفوا عن مساوئهم
ذكر بعض العلة التي من أجلها زجر
عن هذا الفعل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الله بن
290

عمر بن أبان قال حدثنا عبثر عن الأعمش عن مجاهد قال
قالت عائشة ما فعل يزيد بن قيس عليه لعنة الله قالوا
قد مات قالت فأستغفر الله فقالوا لها ما لك لعنتيه ثم
قلت أستغفر الله قالت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسبوا
الأموات فإنهم أفضوا إلى ما قدموا
قال أبو حاتم ماتت عائشة سنة سبع وخمسين وولد
مجاهد سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر فدلك هذا على أن
من زعم أن مجاهدا لم يسمع من عائشة كان واهما في قوله ذلك
291

ذكر البعض من العلة التي من أجلها نهى
عن سب الأموات
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا الملائي وأبو داود الحفري قالا حدثنا
سفيان عن زياد بن علاقة
أنه سمع المغيرة بن شعبة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء
ذكر الإخبار بإيجاب الله جل وعلا للميت ما أثنى
عليه الناس من خير أو شر
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
سليمان بن حرب عن شعبة عن عبد العزيز بن صهيب
عن أنس بن مالك قال مروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بجنازة فأثنوا عليها شرا فقال صلى الله عليه وسلم وجبت ومروا بأخرى
فأثنوا عليها خيرا فقال صلى الله عليه وسلم وجبت فقال عمر يا رسول الله
ما وجبت قال مروا بتلك فأثنوا عليها شرا فوجبت النار
292

ومروا بهذه فأثنوا عليها خيرا فوجبت الجنة التجارة شهداء الله في
الأرض
ذكر إيجاب الجنة لميت إذا أثنى الناس
عليه بالخير بعد موته
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا محمد بن عمرو عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة قال مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة
فأثنى عليها خيرا من مناقب الخير فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
293

وجبت أنتم شهود الله في الأرض
ذكر إثبات الله جل وعلا للمرء حكم
ثناء الناس عليه في الدنيا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت
عن أنس قال مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنى عليها
خيرا فقال صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مر عليه بجنازة فأثنى عليها شرا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت فقيل يا رسول الله قلت لهذا
وجبت وقلت لهذا وجبت فقال شهادة القوم والمؤمنون
شهداء الله في الأرض
294

ذكر مغفرة الله جل وعلا ذنوب من شهد له جيرانه
بالخير وإن علم الله منه بخلافه
أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا أحمد بن عمر الوكيعي
قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
مسلم يموت فيشهد له أربعة أهل أبيات من جيرته الأدنين أنهم
لا يعلمون إلا خيرا إلا قال الله جل وعلا قد قبلت علمكم فيه
وغفرت له ما لا تعلمون
295

ذكر إيجاب الجنة لمن أثنى عليه الناس
بالخير إذ هم شهود الله
في الأرض
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال
أخبرنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب قال
سمعت أنس بن مالك يقول مات رجل فمروا بجنازته
على النبي صلى الله عليه وسلم فأثنوا عليها شرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت
ومروا بأخرى فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم وجبت فسأله
عمر عن ذلك فقال أنتم شهود الله في الأرض
296

ذكر إيجاب الجنة للميت إذا شهد له رجلان
من المسلمين بالخير
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني قال حدثنا المقرئ قال حدثنا داود بن
أبي الفرات حدثني عبد الله بن بريدة
عن أبي الأسود الديلي قال أتيت المدينة وقد وقع بها
مرض فهم يموتون موتا ذريعا فجلست إلى عمر بن الخطاب
فمرت به جنازة فأثنى على المؤلف خيرا فقال عمر وجبت
ثم مر بأخرى فأثنى على المؤلف شرا فقال عمر وجبت قال
أبو الأسود وما وجبت يا أمير المؤمنين قال كما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما مسلم يشهد له أربعة بخير إلا أدخله الله
الجنة قال قلنا وثلاثة قال وثلاثة قال فقلنا واثنان
قال واثنان ولم نسأله عن الواحد
297

فصل
في الغسل
ذكر الخبر المدحض قول من نفي جواز
تقبيل الحي للميت
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر القواريري
حدثنا يحيى القطان عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن
عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس وعائشة أن أبا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ميت
299

ذكر ما قال أبو بكر رضي الله عنه
في ذلك الوقت
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال أخبرني أخي
عن سليمان بن بلال عن محمد بن أبي عتيق عن بن شهاب
أخبرني سعيد بن المسيب
أنه سمع أبا هريرة يقول دخل أبو بكر المسجد وعمر
يكلم الناس حين دخل بيت النبي صلى الله عليه وسلم الذي توفي فيه وهو بيت
عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فكشف عن وجهه برد حبرة كان مسجى
به فنظر إلى وجهه ثم أكب عليه فقبله وقال معبد أنت
فوالله لا يجمع الله عليك موتتين لقد مت الموتة التي لا تموت
بعدها
300

ذكر الأمر لمن جمر الميت أن يجمره وترا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا
يحيى بن آدم عن قطبة عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جمرتم الميت
فأوتروا
301

أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا محمد بن
عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن بن سيرين
عن أم عطية قالت دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
نغسل ابنته فقال اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن
رأيتن ذلك بماء وسدر واجعلن في الآخرة كافورا أو شيئا
من كافور فإذا فرغتن فآذنني قالت فلما فرعنا آذناه
قالت فألقى إلينا حقوه وقال أشعرنها إياه
قال وقالت حفصة عن أم عطية اغسلنها مرتين
أو ثلاثا أو خمسا أو سبعا قالت أم عطية ومشطتها ثلاثة
قرون وكان فيه أنه قال ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء
302

قال أبو حاتم الأمر بغسل الميت فرض والشرط الذي
قرن به هو العدد المذكور في الخبر قصد بتعيينه الندب
لا الحتم
ذكر البيان بأن أم عطية إنما مشطت قرونها بأمر
المصطفى صلى الله عليه وسلم لا من تلقاء نفسها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب وهشام وحبيب عن محمد بن
سيرين
عن أم عطية قالت توفيت ابنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
اغسلنها بالماء والسدر ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك إن رأيتن
ذلك واجعلن في آخرهن شيئا من كافور فإذا فرغتن فآذنني
فآذناه فألقى إلينا حقوه وقال أشعرنها إياه
قال أيوب وقالت حفصة اغسلنها ثلاثا أو خمسا
304

أو سبعا واجعلن لها ثلاثة قرون
305

فصل
في التكفين
ذكر الأمر لمن ولي أمر أخيه المسلم
ان يحسن كفنه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن الصباح
البزار حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم حدثني إبراهيم بن عقيل بن
معقل عن أبيه عن وهب بن منبه قال
هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله فذكر أحاديث
فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما فذكر رجلا من أصحابه قبض
فكفن في كفن غير طائل وقبر ليلا فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر
الرجل بليل أو يصلي عليه إلا أن يضطر إلى ذلك وقال إذا ولي أحدكم أخاه فليحسن كفنه
306

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن تكفين الميت في ثوبين سنة
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا سريج بن
يونس حدثنا أبو إسماعيل المؤدب عن يعقوب بن عطاء عن أبيه
عن بن عباس عن الفضل بن العباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
كفن في ثوبين سحوليين
307

ذكر البيان بأن قول الفضل بن العباس لم يرد به نفي
ما وراء هذا العدد المذكور في خطابه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا المقرئ حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني جعفر بن
ربيعة عن مجاهد بن وردان عن عروة
عن عائشة قالت كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة
فتمثلت بهذا البيت
من لا يزال دمعه مقنعا يوشك أن يكون مدفوقا
فقال يا بنية لا تقولي هكذا ولكن قولي وجاءت
سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ثم قال
في كم كفن النبي صلى الله عليه وسلم فقلت في ثلاثة أثواب فقال كفنوني
في ثوبي هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا فإن الحي أحوج
إلى الجديد من الميت وإنما هي للمهنة أو للمهلة
308

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن تكفين الميت
في القميص والعمامة سنة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كفن في ثلاثة أثواب بيض
سحولية ليس فيها قميص ولا عمامة
309

فصل
في حمل الجنازة وقولها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يونس بن محمد قال حدثنا الليث بن سعد قال حدثني سعيد بن
أبي سعيد عن أبيه
سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت
صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت
يا ويلها أن يذهبون بها يسمع صوتها كل شئ إلا الإنسان
ولو سمعها الإنسان لصعق
311

أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن
حماد زغبة قال أخبرنا الليث بن سعد عن سعيد المقبري عن أبيه
أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت
صالحة قالت قدموني وإن كانت غير صالحة قالت
يا ويلها أين يذهبون بها يسمع صوتها كل شئ إلا الإنسان
ولو سمعها الإنسان لصعق
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي ببغداد حدثنا
منصور بن أبي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن أشعث بن
أبي الشعثاء عن معاوية بن سويد
عن البراء قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باتباع الجنائز
وعيادة المرضى وتشميت العاطس وإبرار المقسم ونصرة
المظلوم وإفشاء السلام وإجابة الداعي
312

قال أبو حاتم الأمر باتباع الجنائز وعيادة المرضى أمر
لطلب النصارى دون أن يكون حتما والأمر بتشميت العاطس
وإبرار المقسم لفظ عام مرادهما الخصوص وذلك أن العاطس
لا يجب أن يشمت إلا إذا حمد الله وإبرار المقسم في بعض
الأحوال دون الكل والأمر بنصرة المظلوم وإجابة الداعي
أمر حتم في الوقت دون الوقت والأمر بإفشاء السلام أمر بلفظ
العموم والمراد منه استعماله مع المسلمين دون غيرهم
ذكر الزجر عن اتباع النساء الجنائز
والخروج إليها لهن
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا إسحاق بن عثمان قال حدثنا إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية
313

عن جدته أم عطية قالت لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
جمع نساء الأنصار في بيت فأرسل إلينا عمر بن الخطاب فقام
على الباب فسلم علينا فرددنا عليه السلام ثم قال أنا
رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكن قالت فقلنا مرحبا برسول الله
وبرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تبايعنني على أن لا تشركن
بالله شيئا ولا تزنين ولا تسرقن الآية قالت فقلنا نعم
قالت فمد يده من خارج البيت ومددنا أيدينا من انظر
البيت ثم قال اللهم اشهد قالت وأمرنا بالعيد وأن نخرج
فيه الحيض والعتق ولا جمعة علينا ونهانا عن اتباع الجنازة
قال إسماعيل فسألت جدتي عن قوله ولا يعصيك في
معروف قالت نهانا عن النياحة
314

ذكر الأمر بالإسراع في السير بالجنائز
لعلة معلومة
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال أسرعوا
بجنائزكم فإن تك خيرا تقدمونها إليه وإن تك شرا تضعوها
عن رقابكم
315

ذكر الاستحباب للناس أن يرملوا الجنائز رملا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم عن عيينة بن عبد الرحمن
عن أبيه قال شهدت جنازة عبد الرحمن بن سمرة
وخرج زياد يمشي بين يدي سريره ورجال يستقبلون السرير
ويداسون على أعقابهم يقولون رويدا رويدا بارك الله فيكم
حتى إذا كنا في بعض المربد لحقنا أبو بكرة على بلغة فلما
رأى أولئك وما يصنعون حمل عليهم بغلته وأهوى إليهم
بسوطه وقال خلوا فوالذي نفسي بيده لقد رأيتنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا أن نرمل بها رملا قال فجاء
القوم وأسرعوا المشي وأسرع زياد المشي
316

ذكر الإباحة للمرء السرعة بالجنائز
إذا الجازري للدفن
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا هشيم عن عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي بكرة قال لقد رأيتنا وإنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكاد أن يرمل بالجنائز رملا
ذكر ما يستحب للمرء إذا شهد جنازة
أن يكون مشيه معها قدامها
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا
سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم
عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضوان الله
عليهما يمشون أمام الجنازة
317

ذكر الإباحة للمرء أن يمشي أمام الجنازة
إذا سير بها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
العباس بن الوليد النرسي وعثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبيد
الكوفي قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن سالم
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يمشون أمام
الجنازة
318

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن سفيان
لم يسمع هذا الخبر من الزهري
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا يعقوب بن سفيان
الفارسي قال حدثنا القدرة قال حدثنا سفيان قال حدثنا
الزهري غير مرة أشهد لك عليه قال أخبرني سالم بن عبد الله
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر يمشون
أمام الجنازة
فقيل لسفيان فيه وعثمان قال لا أحفظه قيل له
فإن بعض الناس لا يقوله إلا عن سالم فقال حدثناه الزهري
غير مرة أشهد لك عليه وقيل له فإن بن جريج يقوله
كما تقوله ويزيد فيه عثمان فقال سفيان لم أسمعه وذكر
عثمان
319

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
أخطأ فيه سفيان بن عيينة
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا
شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن سالم بن عبد الله
أن عبد الله بن عمر كان يمشي بين يدي الجنازة قال وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي بين يديها وأبا بكر وعمر
وعثمان
قال الزهري وكذلك السنة
ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل
ليس بفعل لا يجوز غيره
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال أخبرنا
إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا وكيع قال حدثنا سعيد بن عبيد الله
الثقفي عن زياد بن جبير بن حية عن أبيه
عن المغيرة بن شعبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الراكب
320

في الجنازة خلف الجنازة والماشي حيث شاء منها والطفل
يصلى عليه
321

فصل
في القيام للجنازة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي
قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني عبيد الله بن
مقسم قال
حدثني جابر بن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذ مرت بنا جنازة فقام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما ذهبنا لنحمل
إذا هي جنازة يهودي قال إن للموت فزعا فإذا رأيتم جنازة
فقوموا
322

ذكر البيان بأن الأمر إنما أمر المرء به
إلى أن تخلفه الجنازة أو توضع
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا الزهري عن
سالم عن أبيه
عن عامر بن ربيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا رأيتم الجنازة
فقوموا حتى تخلفكم أو توضع
323

ذكر المدة التي تقام لها عند رؤية الجنازة
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن سالم عن بن عمر
عن عامر بن ربيعة العدوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
رأيتم الجنازة فقوموا لها حتى تخلفكم
ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي قال حدثنا المقرئ قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب
قال حدثني ربيعة بن سيف المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي
عن عبد الله بن عمرو قال سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله تمر بنا جنازة الكافر أفنقوم لها قال نعم
324

فقوموا لها فإنكم تقومون لها إنما تقومون إعظاما للذي
يقبض الأرواح
ذكر قعود المصطفى صلى الله عليه وسلم عند رؤية الجنازة بعد قيامه لها
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن حكى بن
عمرو بن سعد بن معاذ الأنصاري عن نافع بن جبير بن مطعم عن
مسعود بن الحكم
عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم في
الجنازة ثم جلس
325

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن حكى بن عمرو بن
سعد بن معاذ عن نافع بن جبير عن مسعود بن الحكم
عن علي بن أبي طالب قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الجنائز حتى توضع ثم قعد
ذكر الأمر بالجلوس عند رؤية الجنائز
بعد الأمر بالقيام لها
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط قال حدثنا
326

محمد بن العلاء بن كريب قال حدثنا عبدة بن سليمان عن
محمد بن عمرو قال
حدثنا حكى بن عمرو بن سعد بن معاذ قال شهدت
جنازة في بني سلمة فقمت فقال لي نافع بن جبير اجلس
فإني سأخبرك في هذا بثبت حدثني مسعود بن الحكم أنه سمع
عليا برحبة الكوفة يقول للناس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا
بالقيام في الجنازة ثم جلس بعد ذلك وامر بالجلوس
327

فصل
في الصلاة على الجنازة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن أبيه قال قال عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعي إلى جنازة سأل
عنها فإن أثنى عليها خيرا قام فصلى وإن أثنى عليها شرا قال
لأهلها شأنكم بها ولم يصل عليها
قال أبو حاتم ترك المصطفى صلى الله عليه وسلم على من وصفنا
نعته كان ذلك قصد التأديب منه صلى الله عليه وسلم لأمته كي لا يرتكبوا مثل
328

ذلك الفعل لا أن الصلاة غير جائزة على من أتى مثل ما أتى
من لم يصل عليه صلى الله عليه وسلم
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا
أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن عمرو عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة ليصلي عليها
فقال أعليه دين قالوا نعم دينارين قال ترك لهما وفاء
قالوا لا قال فصلوا على صاحبكم قال أبو قتادة هما إلي
يا رسول الله فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن قول أبي قتادة هما إلي
أراد به أنهما علي
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن
عمرو قال حدثنا أبو سلمة
عن أبي قتادة بن ربعي قال أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة
ليصلي عليها وقال عليه دين قالوا عليه ديناران فقال
329

صلوا على صاحبكم قال أبو قتادة إلي يا رسول الله هما
علي فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى عليه
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أنه
مضاد للخبرين الأوليين اللذين ذكرناهما
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا شعبة عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه أن رجلا أتي به النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فقال
صلوا على صاحبكم فإن عليه دينا فقال أبو قتادة أنا أكفل
به قال بالوفاء قال بالوفاء فصلى عليه صلى الله عليه وسلم وكان عليه
ثمانية عشر أو سبعة عشر درهما
330

ذكر العلة التي من اجلها كان لا يصلي النبي صلى الله عليه وسلم
على من عليه دين إذا مات
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نفس المؤمن
معلقة ما كان عليه دين
ذكر الخبر الدال على أن ترك صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم على من
مات وعليه دين كان ذلك في أول الإسلام
أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني قال حدثنا
محمد بن عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن
جعفر بن محمد عن أبيه
331

عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر
الساعة احمرت وجنتاه واشتد غضبه وعلا صوته كأنه منذر
جيش قال صبحتم مسيتم قال وكان يقول أنا أولى
بالمؤمنين من أنفسهم ومن ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا
أو ضياعا فعلي وإلي فأنا أولى بالمؤمنين
ذكر الخبر المصرح بأن ترك المصطفى صلى الله عليه وسلم الصلاة على
من مات وعليه دين كان ذلك في بدء
الإسلام قبل فتح الله الفتوح عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
332

إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن
أبي ذئب عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال كان الرجل على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مات وعليه دين سأل هل له وفاء فإذا قيل
نعم صلى عليه وإذا قيل كلا قال صلوا على صاحبكم
فلما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم الفتوح قال أنا أولى بالمؤمنين
من أنفسهم من ترك دينا فعلي
ومن ترك مالا فللوارث
333

ذكر الإباحة للمرء الصلاة على كل مسلم مات
من أهل القبلة وإن كان عليه دين
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن أبي سلمة
عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصلي
على رجل مات وعليه دين فأتى بميت فقال أعليه دين
فقالوا نعم ديناران فقال صلى الله عليه وسلم صلوا على صاحبكم فقال
أبو قتادة هما علي يا رسول الله فصلى عليه فلما فتح الله
على رسوله قال أنا أولى بكل مؤمن من نفسه فمن ترك دينا
334

فعلي ومن ترك مالا فلورثته
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي على الجنازة
في مساجد الجماعات
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
أبو معمر القطيعي قال حدثنا بن المبارك عن موسى بن عقبة عن
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن حمزة بن عبد الله بن الزبير
عن عائشة قالت والله ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على
سهل بن بيضاء إلا في المسجد
335

ذكر السبب من أجله ذكرت عائشة
رضوان الله عليها هذا السبب
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثنا بن أبي فديك قال حدثني الضحاك بن عثمان
عن أبي النضر عن أبي سلمة
أن عائشة لما توفي سعد قالت ادخلوا به المسجد حتى
أصلي عليه فأنكر ذلك عليها فقالت والله لقد صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن بيضاء في المسجد
336

ذكر وصف القيام للمرء إذا أراد
الصلاة على الجنازة
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن يزيد بن زريع قال حدثنا حسين المعلم قال حدثنا
عبد الله بن بريدة
عن سمرة قال صليت وراء النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة ماتت
في نفاسها فقام عليها في الصلاة وسطها
337

ذكر وصف التكبيرات على الجنائز إذا أراد
المرء الصلاة عليها
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي
في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم
وكبر أربع تكبيرات
ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في التكبيرات
على الجنائز على ما وصفنا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن
المثنى قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن
مرة قال سمعت بن أبي ليلى قال
كان زيد بن أرقم يكبر على جنائزنا أربعا ثم يكبر
338

خمسا فسألناه عن ذلك فقال كبرها أو كبرهن
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر ما يدعو المرء به في الصلاة على الجنائز
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
339

عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في الصلاة
على الجنائز اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا
وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا وأنثانا اللهم من أحييته منا فأحيه على
الإيمان ومن توفيته منا فتوفه على الإسلام
ذكر ما يستحب ان يقرأ بفاتحة الكتاب
في الصلاة على الجنازة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محرز بن عون قال
حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن طلحة بن عبد الله بن عوف
قال
340

صليت خلف ان عباس على جنازة فقرأ بفاتحة
الكتاب وجهر حتى أسمعنا فلما انصرفت أخذت بيده فسألته
عن ذلك فقال سنة وحق
ذكر ما يستحب للمرء أن يقرأ بفاتحة الكتاب
عند الصلاة على الجنائز
أخبرنا محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا منصور بن
341

أبي مزاحم قال حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن طلحة بن
عبد الله قال
شهدت بن عباس صلى على جنازة فقرأ بفاتحة
الكتاب فلما انصرف قلت له أتقرأ بفاتحة الكتاب قال
نعم يا بن أخي سنة وحق
ذكر ما يستحب للمرء إذا صلى على جنازة أن يسأل الله
الزيادة للمصلى عليه في حسناته والمغفرة لسيئاته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن
بقية قال حدثنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن
سعيد بن أبي سعيد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا صلى على
جنازة يقول اللهم عبدك وابن عبدك كان يشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا عبدك ورسولك وأنت أعلم به مني إن
كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فاغفر له
ولا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده
342

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا في
إعادة من يصلي عليه من عذاب القبر
وعذاب النار بالله نتعوذ منهما
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا قال حدثنا عمرو بن
عثمان القرشي قال حدثنا الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن
يونس بن ميسرة بن حلبس
عن واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى على
رجل فقال اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك وحبل جوارك
فأعذه من فتنة القبر وعذاب النار أنت أهل الوفاء والحق
اللهم فاغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم
343

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا لمن
يصلي عليه الإبدال له دارا خيرا من
داره وأهلا خيرا من أهله
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن
حبيب بن عبيد عن جبير بن نفير الحضرمي سمعه يقول
سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول اللهم
اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم منزله وأوسع مدخله
واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب
الأبيض من الدنس وأبدله بداره دارا خيرا من داره واهلا
خيرا من أهله وزوجة خيرا من زوجته وأدخله الجنة وأعذه من
النار ومن عذاب القبر حتى تمنيت أن أكون ذلك الميت
344

قال بن وهب وحدثني معاوية بن صالح عن
عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو هذا الحديث
ذكر الأمر لمن صلى على ميت أن يخلص
له الدعاء
أخبرنا أحمد بن موسى بن الفضل بن معدان بحران
قال حدثنا عمرو بن هشام قال حدثنا محمد بن سلمة عن بن
إسحاق عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبي سلمة
345

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صليتم على
الميت فاخلصوا له الدعاء
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بن إسحاق
لم يسمع هذا الخبر من محمد بن إبراهيم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الفضل بن
سهل الأعرج قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا
أبي عن بن إسحاق قال حدثني محمد بن إبراهيم عن سعيد بن
المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن وسلمان الأغر مولى جهينة كلهم
حدثوني
عن أبي هريرة قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا
صليتم على الجنازة فأخلصوا لها الدعاء
346

ذكر إعطاء الله جل وعلا للمصلي على الجنازة
والمنتظر لدفنها قيراطين من الأجر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن
الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد الجنازة حتى
يصلى عليها فله قيراط ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان
قيل يا رسول وما القيراطان قال مثل جبلين عظيمين
347

ذكر وصف الجبلين اللذين يعطي الله مثلهما من الأجر
لمن صلى على جنازة وحضر دفنها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا المقرئ قال أخبرنا حياة بن شريح قال
حدثني أبو صخر أن يزيد بن عبد الله قسيط حدثه أن داود بن عامر بن
سعد بن أبي وقاص حدثه
عن أبيه أنه كان قاعدا مع بن عمر فاطلع صاحب
المقصورة قال يا عبد الله بن عمر ألا تسمع ما يقول أبو هريرة
348

إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من تبع جنازة من بيتها حتى
يصلي عليها ثم تبعها حتى يدفنها كان له قيراطان كل قيراط
مثل أحد ومن رجع عنها بعدما يصلي ولم يتبعها كان له قيراط
مثل أحد
فقال بن عمر اذهب إلى عائشة فسلها عن قول
أبي هريرة ثم ارجع إلي فأخبرني بما قالت قال وأخذ بن
عمر قبضة من حصاة فجعل يقلبها بيده حتى رجع الرسول
فقال قالت صدق أبو هريرة فرمى بن عمر الحصى إلى
الأرض من يده وقال لقد فرطنا في قراريط كثيرة
349

ذكر البيان بأن هذا الفضل إنما يكون لمن فعل ذلك
احتسابا لله لا رياء ولا سمعة ولا قضاء لحق
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الحسن بن
خلف الواسطي قال حدثنا إسحاق الأزرق عن عوف عن بن سيرين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتبع جنازة
مسلم إيمانا واحتسابا حتى يصلي عليها ثم يقعد حتى يوضع
في قبره فإنه يرجع وله قيراطان من الأجر وهما مثل أحد ومن
صلى عليها ثم رجع قبل أن يوضع في القبر فله قيراط
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم وهما مثل أحد
يريد به أحدهما
350

ذكر مغفرة الله جل وعلا للمسلم الميت إذا صلى
عليه مائة كلهم مسلمون شفعاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا الثقفي قال حدثنا أيوب عن
أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد يموت
يصلي عليه أمة يبلغون أن الريح مائة فيشفعون إلا شفعوا
فيه
ذكر مغفرة الله جل وعلا للميت إذا صلى
عليه أربعون يشفعون فيه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
351

أحمد بن عيسى المصري قال حدثنا بن وهب قال حدثنا أبو صخر
حميد بن زياد عن شريك بن أبي نمر عن كريب
عن بن عباس أنه مات بن له بقديد أو بعسفان فقال
يا كريب انظر ما اجتمع له من الناس قال فخرجت فإذا ناس
قد اجتمعوا فأخبرته فقال يكونون أربعين قال قلت نعم
قال اخرجوا به فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من مسلم
يموت فيقوم على جنازته أربعون رجلا لا يشركون بالله شيئا
إلا شفعهم الله فيه
ذكر إباحة الصلاة على قبر المدفون
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا شريك عن عثمان بن حكيم عن
خارجة بن زيد بن ثابت
352

عن عمه يزيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر
فلانة فكبر أربعا
ذكر الإباحة لمن فاتته الصلاة على الجنازة
أن يصلي على قبر المدفون
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا غندر عن شعبة عن حبيب بن الشهيد
عن ثابت
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر امرأة قد دفنت
353

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن محمد بن يوسف العدوي أبو ذر
ببخاري قال حدثنا يحيى بن سهيل قال حدثنا أبو عاصم عن
سفيان وذكر محمد بن محمد بن يوسف آخر معه عن سليمان
الشيباني عن الشعبي
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر بعدما
دفن
354

قال أبو حاتم قال أخبرنا أبو ذر عن سفيان وابن جريح
عن الشيباني وأنا أهابه
ذكر خبر قد تعلق به من لم يتبحر في العلم ولا طلبه من
مظانه فنفى جواز الصلاة على القبر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن
خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع
عن أبي هريرة أن رجلا كان يلتقط الأذى من المسجد
فمات ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل فلان قالوا مات
قال هلا كنتم آذنتموني به فكأنهم استخفوا شأنه قال
لأصحابه انطلقوا فدلوني على قبره فذهب فصلى عليه
355

ثم قال إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله
ينورها عليهم بصلاتي
ذكر الخبر الدال على أن العلة في صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم على
القبر لم يكن دعاءه وحده دون دعاء أمته
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال حدثنا عثمان بن حكيم
الأنصاري عن خارجة بن زيد بن ثابت
عن عمه يزيد بن ثابت وكان أكبر من زيد قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما وردنا البقيع إذا هو بقبر فسأل
عنه فقالوا فلانة فعرفها فقال ألا آذنتموني بها قالوا
كنت قائلا صائما قال فلا تفعلوا لا أعرفن ما مات منكم
ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به فإن صلاتي عليه
356

رحمة قال ثم أتى القبر فصففنا خلفه وكبر عليه أربعا
قال أبو حاتم رضي الله عنه قد يتوهم غير المتبحر في
صناعة العلم أن الصلاة على القبر غير جائزة للفظة التي في خبر
أبي هريرة فإن الله ينورها عليهم رحمة بصلاتي واللفظة
التي في خبر يزيد بن ثابت فإن صلاتي عليهم رحمة وليست
العلة ما يتوهم المتوهمون فيه أن إباحة هذه السنة للمصطفى صلى الله عليه وسلم
خاص دون أمته إذا لو كان ذلك لزجرهم صلى الله عليه وسلم عن أن يصطفوا
خلفه ويصلوا معه على القبر ففي ترك إنكاره صلى الله عليه وسلم على من
صلى على القبر أبين البيان لمن وفقه الله للرشاد والسداد أنه
فعل مباح له ولأمته معا دون أن يكون ذلك بالفعل لهم دون
أمته
357

ذكر خبر ثان يدل على صحة ما ذكرناه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
أخبرنا شعبة عن الشيباني
عن الشعبي قال أخبرني من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
على قبر منبوذ فصفهم خلفه قلت من أخبرك قال بن
عباس
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به سليمان الشيباني
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن
الحراني قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة عن
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي
عن بن عباس قال انتهى النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبر منبوذ
فصلى عليه وصلينا معه
358

ذكر العلة التي من أجلها تجوز
الصلاة على القبر
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال
حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير عن شعبة
عن إسماعيل عن الشعبي
عن بن عباس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ
فصلى عليه وصلينا معه
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح
أن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم على القبر إنما كانت على قبر منبوذ
والمنبوذ ناحية فدلتك هذه اللفظة على أن الصلاة على القبر
جائزة إذا كان جديدا في ناحية لم تنبش أو في وسط قبور
لم تنبش فأما القبور التي نبشت وقلب ترابها صار ترابها
نجسا لا تجوز الصلاة على النجاسة إلا أن يقوم الإنسان على
شئ نظيف ثم يصلي على القبر المنبوش دون المنبوذ الذي
لم ينبش
359

ذكر إباحة الصلاة على القبر وإن
أتى على المدفون ليلة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن الشيباني عن الشعبي
عن بن عباس قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر رجل
بعدما دفن بليلة قام هو وأصحابه وكان قد سأل عنه قالوا
فلان دفن البارحة فصلوا عليه
ذكر الإباحة للناس إذا أرادوا الصلاة على القبر
أن يصطفوا وراء إمامهم
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال
حدثنا أحمد بن منيع قال حدثنا هشيم قال حدثنا عثمان بن
حكيم بن عباد بن حنيف عن خارجة بن زيد بن ثابت
عن عمه يزيد بن ثابت وكان أكبر من زيد بن ثابت وكان
قد شهد بدرا وزيد لم يشهد بدرا قال خرجنا مع
360

رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البقيع فرأى قبرا جديدا فصففنا خلفه
وكبر عليه أربعا
ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن القاتل
نفسه غير جائز الصلاة عليه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا خليل بن
عمرو بغدادي ثقة حدثنا شريك عن سماك
عن جابر بن سمرة أن رجلا كانت له جراحة فأتى قرنا له
فأخذ مشقصا فذبح به نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم
361

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن المرجوم لزناه لا يجب أن يصلي عليه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن
أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن
أبي سلمة
عن جابر أن رجلا من أسلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف
بالزنى فأعرض عنه حتى شهد على نفسه أربع مرات فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم أبك جنون قال لا قال فهل أحصنت قال
نعم قال فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فرجم في المصلى فلما أذلقته
الحجارة فر فأدرك وخر حتى مات فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خيرا
ولم يصل عليه
362

ذكر ما يستحب للإمام ترك الصلاة على القاتل
نفسه من ألم جراحة أصابته
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
خليل بن عمرو البغدادي قال حدثنا شريك عن سماك
عن جابر بن سمرة أن رجلا كانت به جراحة فاتى قرنا له
فأخذ مشقصا فذبح به نفسه فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر جواز الصلاة للمرء على الميت
الغائب في بلدة أخرى
أخبرنا حاجب بن أركين قال حدثنا عمرو بن علي
الفلاس قال حدثنا أبو داود قال سمعت شعبة يقول الساعة يخرج
الساعة يخرج حدثنا أبو الزبير
363

عن جابر ان النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي
ذكر جواز صلاة المرء جماعة على الميت
إذا مات في بلد آخر
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي عن شعبة عن
أبي الزبير
عن جابر قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي لما بلغه
364

وفاته وكنت في الصف الثاني
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم على النجاشي
في اليوم الذي مات فيه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى للناس النجاشي
في اليوم الذي مات فيه وخرج إلى المصلى فصف بهم
وكبر أربع تكبيرات
ذكر إباحة صلاة المرء على الميت
إذا مات ببلد آخر
أخبرنا محمد بن علان بأذنة قال حدثنا محمد بن
يحيى الزماني قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا أيوب عن
أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أخا لكم قد مات
365

فقوموا فصلوا عليه قال فصففنا عليه صفين
ذكر وصف اسم هذا المتوفي الذي صلى عليه
بالمدينة وهو في بلده
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال حدثنا سفيان
الثوري عن عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشي وكبر
عليه أربعا
قال أبو حاتم رضي الله عنه العلة في صلاة
المصطفى صلى الله عليه وسلم على النجاشي وهو بأرضه أن النجاشي أرضه
366

بحذاء القبلة وذاك أن بلد الحبشة إذا قام إنسان بالمدينة كان
وراء الكعبة والكعبة بينه وبين بلاد الحبشة فإذا مات الميت
ودفن ثم علم المرء في بلد آخر بموته وكان بلد المدفون بين
بلده والكعبة وراء الكعبة جاز له الصلاة عليه فأما من مات
ودفن في بلد وأراد المصلي عليه الصلاة في بلده وكان بلد
الميت وراءه فمستحيل حينئذ الصلاة عليه
367

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم نعى إلى الناس
النجاشي في اليوم الذي توفي فيه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرنا
يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم نعى النجاشي يوم توفي
وقال استغفروا لأخيكم ثم خرج بالناس إلى المصلى
فصفوا وراءه وكبر أربع تكبيرات
368

أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا الوليد بن سلم حدثنا الأوزاعي
حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو قلابة عن عمه
عن عمران بن حصين قال أنبأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أخاكم النجاشي توفي فقوموا فصلوا عليه فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفوا خلفه وكبر أربعا وهم لا يظنون إلا أن
جنازته بين يديه
369

فصل
في الدفن
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
أبو معمر القطيعي قال حجاج بن محمد عن بن جريح قال
أخبرني أبو الزبير
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول إن النبي صلى الله عليه وسلم خطب
يوما فذكر رجلا من أصحابه كفن في كفن غير طائل ودفن
ليلا فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل ليلا إلا أن يضطر الإنسان
إلى ذلك
371

ذكر الزجر عن أن يقعد المرء إذا تبع
الجنازة إلى أن توضع
أخبرنا محمد بن الحسن بن مكرم قال حدثنا
عبد الله بن عمر بن أبان قال حدثنا عبيدة بن حميد عن سهل بن
أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
تبع أحدكم الجنازة فلا يجلس حتى توضع
372

ذكر ما يستحب للمرء عند شهود الجنازة
أن لا يقعد حتى توضع
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
أبو معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان مع
الجنازة لم يجلس حتى توضع في اللحد أو تدفن شك
أبو معاوية
ذكر ما يستحب للمشيع الجنازة أن لا يقعد
حتى توضع في اللحد
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد حدثنا أبو معاوية عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان مع
373

الجنازة لم يجلس حتى توضع في اللحد أو حتى تدفن شك
أبو معاوية
ذكر الخصال التي تتبع جنازة الميت وما يرجع
منها عنه وما يبقى منها معه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا
عبد الوارث بن عبيد الله عن عبد الله عن سفيان بن عيينة عن
عبد الله بن أبي بكر قال
سمعت أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع
الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى واحد يتبعه أهله وماله وعمله
فيرجع أهله وماله ويبقى عمله
ذكر تفصيل لفظ الخبر الذي ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم
حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا عمران القطان عن قتادة
374

عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لابن آدم ثلاثة
أخلاء اما خليل فيقول ما أنفقت فلك وما أمسكت فليس لك
فهذا ماله واما خليل فيقول أنا معك فإذا أتيت باب الملك
تركتك ورجعت فذلك أهله وحشمه وأما خليل فيقول أنا
معك حيث دخلت وحيث خرجت فهذا عمله فيقول أن كنت
لأهون الثلاثة علي
ذكر ما يقول المرء إذا أراد أن يدلي أخاه في
حفرته نسأل الله بركة ذلك الوقت
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا العباس بن
عبد العظيم قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن قتادة عن
أبي الصديق
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا وضع الميت في
375

القبر قال بسم الله وعلى ملة رسول الله
ذكر الأمر بالتسمية لمن دلى ميتا في حفرته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
عبد الصمد قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن أبي الصديق
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا وضعتم موتاكم
في اللحد فقولوا بسم الله وعلى سنة رسول الله
376

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو الصديق بكر بن
قيس
377

فصل
في أحوال الميت في قبره
ذكر الخبر الدال على أن المسلم والكافر يعرفان
ما يحل بهما بعد من ثواب أو عقاب
قبل أن يدخلا في حفرتهما
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا بن أبي ذئب عن المقبري عن
عبد الرحمن بن مهران
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا
وضع على سريره يقول قدموني وإن العبد إذا وضع
على سريره يقول يا ويلتي أين تذهبون بي يريد المسلم
والكافر
378

قال أبو حاتم رضي الله عنه روى هذا الخبر سعيد
المقبري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري وعن
عبد الرحمن بن مهران عن أبي هريرة فالطريقان جميعا
محفوظان ومتن خبر أبي سعيد أتم من خبر أبي هريرة قد ذكرناه
في أول هذا الباب
ذكر البيان بأن ضغطة القبر لا ينجو منها أحد من هذه
الأمة نسأل الله حسن السلامة منها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار عن
عبد الملك بن الصباح حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن نافع
عن صفية
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال للقبر ضغطة لو نجا منها
أحد لنجا منها سعد بن معاذ
379

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الميت إذا وضع
في قبره لا يحرك منه شئ إلى أن يبلى
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الواحد بن
الصالح قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت محمد بن عمرو
يحدث عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت إذا وضع
في قبره إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه فإن كان مؤمنا
كانت الصلاة عند رأسه وكان الصيام عن يمينه وكانت الزكاة
عن شماله وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف
والإحسان إلى الناس عند رجليه
فيؤتى من قبل رأسه فتقول الصلاة ما قبلي مدخل
ثم يؤتى عن يمينه فيقول الصيام ما قبلي مدخل ثم يؤتى
عن يساره فتقول الزكاة ما قبلي مدخل ثم يؤتي من قبل
رجليه فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروف
380

والإحسان إلى الناس ما قبلي مدخل فيقال له اجلس
فيجلس وقد مثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب فيقال له
أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقول فيه وماذا تشهد به
عليه فيقول دعوني حتى أصلي فيقولون إنك ستفعل
أخبرني عما نسألك عنه أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم
ما تقول فيه وماذا تشهد عليه قال فيقول محمد أشهد أنه
رسول الله وأنه جاء بالحق من عند الله فيقال له على ذلك
حييت وعلى ذلك مت وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح
له باب من أبواب الجنة فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد
الله لك فيها فيزداد غبطة وسرورا ثم يفتح له باب من أبواب
النار فيقال له هذا مقعدك منها وما أعد الله لك فيها
لو عصيته فيزداد غبطة وسرورا ثم يفسح له في قبره سبعون
ذراعا وينور له فيه ويعاد الجسد لما بدأ منه فتجعل نسمته
في النسم الطيب وهي طير يعلق في شجر الجنة قال فذلك
قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة
الدنيا وفي الآخرة إلى آخر الآية قال
وإن الكافر إذا أتي من قبل رأسه لم يوجد شئ ثم
أتي عن يمينه فلا يوجد
شئ ثم أتي عن شماله فلا يوجد شئ ثم أتي من قبل رجليه فلا يوجد شئ فيقال له
381

اجلس فيجلس خائفا مرعوبا فيقال له أرأيتك هذا الرجل
الذي كان فيكم ماذا تقول فيه وماذا تشهد به عليه فيقول أي
رجل فيقال الذي كان فيكم فلا يهتدي لاسمه حتى يقال
له محمد فيقول ما أدري سمعت الناس قالوا قولا فقلت
كما قال الناس فيقال له على ذلك حييت وعلى ذلك مت
وعلى ذلك تبعث إن شاء الله ثم يفتح له باب من أبواب النار
فيقال له هذا مقعدك من النار وما أعد الله لك فيها فيزداد
حسرة وثبورا ثم يفتح له باب من أبواب الجنة فيقال له ذلك
مقعدك من الجنة وما أعد الله لك فيه لو أطعته فيزداد حسرة
وثبورا ثم يضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه
فتلك المعيشة الضنكة التي قال الله فإن له معيشة ضنكا
ونحشره يوم القيامة أعمى
382

ذكر الإخبار بأن المرء يفتن في قبره
مسلما كان أو كافرا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر
عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت أتيت عائشة حين
خسفت الشمس فإذا الناس قيام يصلون وإذا هي قائمة تصلي
فقلت ما للناس فأشارت بيدها إلى السماء وقالت سبحان
الله فقلت آية فأشارت أي نعم قالت فقمت حتى
تجلاني الغشي فجعلت أصب الماء فوق رأسي فلما انصرف
حمد الله رسول الله وأثنى عليه ثم قال ما من شئ كنت لم
أره إلا قد رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار ولقد أوحي
إلي أنكم تفتنون في القبور مثل أو قريبا من فتنة الدجال
لا أدري أي ذلك قالت أسماء يؤتي أحدكم فيقال له
ما علمك بهذا الرجل فأما المؤمن أو الموقن فلا أدرى أي
ذلك قالت أسماء فيقول محمد رسول الله جاءنا بالبينات
والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا فيقال له نم صالحا قد علمنا إن
كنت لمؤمنا وأما المنافق أو المرتاب لا أدري أي ذلك قالت
أسماء فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته
383

ذكر الإخبار بأن الناس يسألون في قبورهم
وعقولهم ثابتة معهم لا أنهم يسألون
وعقولهم ترغب عنهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن
عيسى المصري قال حدثنا بن وهب قال حدثني حيي بن عبد الله
المعافري أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتاني القبر
فقال عمر بن الخطاب أترد علينا عقولنا يا رسول الله فقال
384

نعم كهيئتكم اليوم قال فبفيه الحجر
ذكر الإخبار بأن المسلم في قبره عند السؤال
يمثل له النهار عند مغيربان الشمس
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم
وعبد الله بن قحطبة بن الاستثناء بفم الصلح قالا حدثنا إسماعيل بن
حفص الأبلي قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن
أبي سفيان
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الميت
القبر مثلت له الشمس عند غروبها فيقول دعوني
أصلي
385

ذكر الإخبار عن اسم الملكين اللذين يسألان الناس في قبورهم
ثبتنا الله بتفضله لسؤالهما في ذلك الوقت
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن
معاذ العقدي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا عبد الرحمن بن
إسحاق قال حدثني سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قبر أحدكم
أو الإنسان أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر
والآخر النكير فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل
محمد فهو قائل ما كان يقول
فإن كان مؤمنا قال هو عبد الله ورسوله أشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمد عبده ورسوله فيقولان له إن كنا لنعلم
إنك لتقول ذلك ثم يفسخ له في قبره سبعون ذراعا في سبعين
ذراعا وينور له فيه فيقال له نم فينام كنومة العروس الذي
لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك
وإن كان منافقا قال لا أدري كنت أسمع الناس يقولون
شيئا فكنت أقوله فيقولان له إن كنا لنعلم أنك تقول ذلك
ثم يقال للأرض التئمي عليه فتلتئم عليه حتى تختلف فيها
أضلاعه فلا يزال معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك
386

قال أبو حاتم رحمة الله عليه خبر الأعمش عن
المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء سمعه الأعمش عن
الحسن بن عمارة عن المنهال بن عمرو وزاذان لم يسمعه من
البراء فلذلك لم أخرجه
387

ذكر سماع الميت عند سؤال منكر إياه وقع أرجل
المنصرفين عنه نسأل الله الثبات لذلك
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن
عبد الله المخرمي حدثنا وكيع عن سفيان الثوري عن السدي عن
أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت
ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين
ذكر الخبر المدحض قول من أنكر
عذاب القبر
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
388

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا فإن
له معيشة ضنكا قال عذاب القبر
389

ذكر الإخبار عما يعمل المسلم والكافر بعد إجابتها
منكرا ونكيرا عما يسألانه عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا عباس بن
الوليد النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن
قتادة
عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا
وضع في قبره وتولوا عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم
أتاه ملكان فيقعدانه فيقولان ما كنت تقول في هذا الرجل
في محمد فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله
فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله مقعدا من
الجنة قال قتادة وذكر لنا أنه يفسخ له في قبره سبعون
ذراعا ويملأ عليه خضرا إلى يوم يبعثون ثم رجع إلى حديث
أنس بن مالك قال وأما الكافر والمنافق فيقال له ما كنت
تقول في هذا الرجل فيقول لا أدري كنت أقول ما يقول
الناس فيقال لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطراق من حديد
ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من عليها غير الثقلين
390

ذكر الإخبار عن وصف بعض العذاب
الذي يعذب به الكافر في قبره
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
عبد الله بن يزيد قال حدثنا سعيد بن أبي أيوب قال سمعت دراجا
أبا السمح يقول سمعت أبا الهيثم يقول
سمعت أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسلط على الكافر في قبره تسعة وتسعون تنينا تنهشه وتلدغه
391

حتى تقوم الساعة فلو أن تنينا منها نفخت في الأرض ما أنبتت
خضرا
ذكر الإخبار عن وصف التنين الذي يسلط
على الكافر في قبره
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث
أن أبا السمح حدثه عن بن حجيرة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن في
قبره لفي روضة خضراء ويرحب له قبره سبعون ذراعا وينور له
كالقمر ليلة البدر أتدرون فيما أنزلت هذه الآية فإن له معيشة
ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى أتدرون ما المعيشة الضنكة
392

قالوا الله ورسوله أعلم قال عذاب الكافر في قبره والذي
نفسي
بيده إنه يسلط عليه تسعة وتسعون تنينا أتدرون ما التنين
سبعون حية لكل حية سبع رؤوس يلسعونه حقيل إلى
يوم القيامة
ذكر الإخبار بتعذيب الله موتى الكفرة
بما نيح عليهم في الدنيا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن عمرة بنت
عبد الرحمن
393

أنها سمعت عائشة وذكر لها أن عبد الله يقول إن الميت
ليعذب ببكاء الحي قالت عائشة يغفر الله لأبي عبد الرحمن
أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
على يهودية يبكي عليها فقال إنهم يبكون عليها وإنها لتعذب
في قبرها
ذكر الإخبار بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أسمع أصوات
الكفرة حيث عذبت في قبورها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن شعبة عن عون بن
أبي جحيفة عن أبيه عن البراء بن عازب
394

عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع صوتا حين
غربت الشمس فقال هذه أصوات اليهود تعذب في قبورها
ذكر الإخبار بأن البهائم تسمع أصوات من
عذب في قبره من الناس
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر
عن أم مبشر قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا في
حائط من حوائط بني ماتت فيه قبور مهم وهم يقول
استعيذوا بالله من عذاب القبر فقلت يا رسول الله وللقبر
395

عذاب قال نعم وإنهم ليعذبون في قبورهم تسمعه
البهائم
ذكر العلة التي من أجلها لا يسمع الناس
عذاب القبر
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
حميد الطويل
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه دخل حائطا
من حوائط بني ماتت فسمع صوتا من قبر قال متى دفن
صاحب هذا القبر فقالوا في الجاهلية فسر بذلك وقال
396

لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله إن يسمعكم عذاب القبر
ذكر الخبر الدال على أن عذاب القبر قد يكون
من ترك الاستبراء من البول
حدثنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا محمد بن خازم حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب
عن عبد الرحمن بن حسنة قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وفي يده كهيئة الدرقة فوضعها ثم بال إليها فقال بعض
397

القوم انظروا إليه يبول كما تبول المرأة قال فسمعه
النبي صلى الله عليه وسلم فقال ويحك ما علمت ما أصاب صاحب بني
إسرائيل كانوا إذا أصابهم شئ من البول قرضوا بالمقاريض
فنهاهم فعذب في قبره
ذكر الخبر الدال على أن عذاب القبر
قد يكون أيضا من النميمة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن طاوس
عن بن عباس قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال
إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير ثم قال بلى أما أحدهما
فكان يسعى بالنميمة وأما الآخر فكان لا يستنزه من بوله ثم
أخذ عودا فكسره باثنين ثم غرز كل واحد منهما على قبر ثم
398

قال لعله يخفف عنهما العذاب ما لم ييبسا
ذكر الإخبار عن الشئ الذي يجب على المرء
توقيه حذر عذاب القبر في العقبي به
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان
عن مجاهد
399

عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال إن هذين
يعذبان في غير كبير في النميمة والبول ثم دعا بجريدة
فكسرها فوصلها عليهما وقال عسى أن يخفف عنهما
ما لم ييبسا
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر مجاهد
عن بن عباس وسمعه عن طاوس عن بن عباس فالطريقان
جميعا محفوظان
ذكر الإخبار بأن أهل القبور تعرض عليهم مقاعدهم
التي يسكنونها في كل يوم مرتين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن نافع
400

عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أحدكم إذا مات
عرض عليه مقعده بالغداة والعشي إن كان من أهل الجنة فمن
أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال
هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يدعو ربه
يسمع أمته عذاب القبر
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة
401

عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن لا تدافنوا
لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر
ذكر خبر أوهم بعض المستمعين أن من نيح
عليه عذب بعد موته
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك أن عمر لما طعن عولت عليه
حفصة فقال لها عمر يا حفصة أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن المعول عليه يعذب فقالت بلى
402

ذكر البيان بأن خطاب هذا الخبر وقع
على الكفار دون المسلمين
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الأعلى بن
حماد قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن بن أبي مليكة عن
بن عباس
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الكافر ليزداد
عذابا ببعض بكاء أهله عليه
أخبرنا أبو عروبة بخبر غريب بحران حدثنا محمد بن
بشار حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن عبد الله بن صبيح
عن محمد بن سيرين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الميت
يعذب ببكاء الحي فقلت لمحمد بن سيرين من قاله قال
عمران بن حصين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
404

ذكر الخبر ثان يصرح بهذا الخبر المطلق الذي وهم
في تأويله من لم يحكم صناعة العلم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا العباس بن الوليد النرسي حدثنا
يحيى القطان حدثنا عبيد الله بن عمر أخبرني نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الميت يعذب
ببكاء أهله عليه
ذكر البيان بأن هذا الخطاب أراد به صلى الله عليه وسلم إذا نيح على الكفار
دون أن يكون المبكي عليه مسلما
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا
نافع بن عمر عن بن أبي مليكة قال
حضرت جنازة أبان بن عثمان فجاء بن عمر فجلس
405

وجاء بن عباس فجلس فقال بن عمر ألا تنهي هؤلاء عن
البكاء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الميت يعذب
بكاء أهله عليه فقال بن عباس مجيبا له قد كان عمر يقول
بعض ذلك خرجنا مع عمر حتى إذا كنا بالبيداء إذا راكب في
ظل شجرة فقال يا عبد الله بن عباس انظر من الراكب فجئت
فإذا صهيب معه أهله فقال لي ادع لي صهيبا فصحبه حتى
دخل المدينة فأصيب عمر فقال وأخاه وا صاحباه فقال
عمر رضي الله عنه يا صهيب لا تبكي فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يعذب الميت ببكاء أهله عليه فذكر ذلك
لعائشة فقالت والله ما تحدثون عن كذابين ولا مكذبين وإن
لكم في القرآن ما يكفيكم عن ذلك ولا تزر وازرة وزر أخرى
ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يزيد الكافر ببكاء أهله
عليه
406

ذكر خبر ثان يصرح بأن هذا الخطاب وقع
على الكفار دون المسلمين
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه
أن عبد الله بن عمر لما مات رافع بن خديج قال لهم
لا تبكوا فإن بكاء الحي عذاب للميت قالت عمره فسألت عائشة فقالت
يرحمه الله إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهودية وأهلها
يبكون عليها إنهم ليبكون وإنها لتعذب في قبرها
ذكر الأخبار بأن الناس يبلون في قبورهم
إلا عجب الذئب منهم
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
407

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل بن آدم يأكله
التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الإنسان
إذا مات بلي منه كل شئ
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنسان
عظم لا تأكله الأرض أبدا منه يركب يوم القيامة قالوا وأي
408

عظم هو يا رسول الله قال عجب الذنب
ذكر وصف قدر عجب الذنب الذي لا تأكله
الأرض من بن آدم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث
ان دراجا أبا السمح حدثه عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يأكل
التراب كل شئ من الإنسان إلا عجب ذنبه قيل وما هو
يا رسول الله قال مثل حبة خردل منه ينشأ
409

فصل
في النياحة ونحوها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا ربعي بن إبراهيم حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد
المقبري
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث من عمل
الجاهلية لا يتركهن أهل الإسلام النياحة والاستسقاء بالأنواء
والتعاير
410

ربعي هو أخو إسماعيل بن علية
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يرد بهذا العدد المحصور
الذي ذكرناه نفيا عما وراءه من العدد
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا أبو عامر حدثنا سفيان عن سليمان عن ذكوان
411

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أربع من الجاهلية
لن يدعها الناس النياحة والتعاير أو التعاير في الأنساب
ومطرنا بنوء كذا وكذا والعدوي جرب بعير في مائة بعير فمن
أعدى الأول
ذكر وصف عقوبة النائحة يوم القيامة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا أبان بن يزيد قال حدثنا يحيى بن
أبي كثير عن زيد سلام عن أبي سلام
عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أربع
في أمتي من أهواء الجاهلية لا يتركونهن الفخر في
412

الأحساب والطعن في الأنساب والاستسقاء بالنجوم
والنياحة والنائحة إذا لم تتب قبل موتها يقام يوم القيامة عليها
سربال من قطران ودرع من جرب
ذكر الزجر عن إسعاد المرأة النساء على البكاء
عند مصيبة يمتحن بها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن أبيه
عن عبيد بن عمير قال
413

قالت أم سلمة لما مات أبو سلمة قلت غريب في
أرض غربة لأبكين بكاء يتحدث عنه وكنت قد هيأت
البكاء عليه إذ أقبلت امرأة من المسعدات تريد أن تسعدني
فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال تريدين أن تدخلي الشيطان بيتا
أخرجه الله منه قالت فكففت عن البكاء ولم أبك
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن حفصة
عن أم عطية قالت لما نزلت إذا جاءك المؤمنات
يبايعنك إلى قوله ولا يعصينك في معروف
قالت كان منه النياحة فقلت يا رسول الله
إلا آل فلان فإنهم قد كانوا أسعدوني في الجاهلية فلا بد لي
414

من أن أسعدهم فقال إلا آل فلان
ذكر الخبر المصرح بحظر هذا الفعل
على الإطلاق
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى قال
حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت
عن أنس قال أخذ النبي صلى الله عليه وسلم على النساء حيث بايعهن
أن لا ينحن فقلن يا رسول الله إن نساء أسعدننا في
415

الجاهلية فنسعدهن في الإسلام فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا إسعاد
في الإسلام ولا شغار في الإسلام ولا عقر في الإسلام
ولا جلب ولا جنب ومن انتهب فليس منا
416

ذكر الزجر عن نياحة النساء
على موتاهن
أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي
قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن يحيى بن سعيد عن عمرة
عن عائشة قالت لما جاء نعي زيد بن حارثة وجعفر
وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه
الحزن فاتاه رجل فقال هذه نساء جعفر ينحن عليه وقد أكثرن
بكاءهن قال فأمره أن ينهاهن فمكث شيئا ثم رجع فذكر أنه
نهاهن فأبين أن يطعنه فأمره الثانية أن ينهاهن قال فذكر أنه
قد غلبنه قال فاحث في وجوههن التراب قالت عمرة فقالت
عائشة عند ذلك أرغم الله بآنافهن والله ما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وما أنت بفاعل
417

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
بكار بن الريان قال حدثنا محمد بن طلحة بن مصرف عن الحكم بن
عتيبة عن عبد الله بن شداد بن الهاد
عن أسماء بنت عميس وثلاثمائة قالت لما أصيب جعفر بن
أبي طالب أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال تسلمي ثلاثا ثم
418

اصنعي بعد ما شئت
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم تسلمي ثلاثا
لفظة أمر قرنت بعدد موصوف قصد به الحسم عما لا يحل
استعمال في ذلك العدد قوله صلى الله عليه وسلم اصنعي بعد ما شئت لفظة
أمر قصد به الإباحة في ظاهر الخطاب مرادها الزجر عن
استعمال ما أمر به يريد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله ما وصفت التسليم لأمر
الله جل وعلا في الأيام الثلاث وقبلها وبعدها
ذكر الزجر عن ضرب الخدود واستعمال دعوة
الجاهلية لمن نزلت به مصيبة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا سريج بن يونس قال
حدثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من
419

ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية
ذكر الزجر عن أن تحلق المرأة أو تسلق
أو تخرق عند مصيبة تمتحن بها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال قرأت على
الفضيل عن أبي حريز أن أبا بردة حدثه
أن أبا موسى حين حضره الموت قال إذا انطلقتم
421

بجنازتي فأسرعوا المشي ولا تتبعوني بجمر ولا تجعلوا
على لحدي شيئا يحول بيتي وبين التراب ولا تجعلوا على قبري
بناء وأشهدكم أني برئ من كل حالقة أو سالقة أو خارقة قالوا
سمعت فيه شيئا قال نعم من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا زكريا بن مسلم بفرهاذجرد قال حدثنا
محمد بن إسماعيل الجعفي قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا
شعبة عن عوف عن خالد الأحدب عن صفوان بن محرز قال
لما حضر أبو موسى صاحوا عليه فقال قال
422

النبي صلى الله عليه وسلم ليس منا من سلق ولا خرق ولا حلق
ذكر الخبر المصرح بهذا الشئ
المزجور عنه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا الحكم بن موسى قال
حدثنا يحيى بن حمزة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أن القاسم بن
مخيمرة حدثه قال حدثني أبو بردة بن أبي موسى قال
وجع أبو موسى وجعل يغمى عليه ورأسه في حجر
امرأة من أهله فصاحت امرأة فلم يستطع أن يرد عليها شيئا
فلما أفاق قال أنا برئ ممن برئ منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من الحالقة والسالقة والشاقة
423

ذكر الإسماع لمن تعزى بعزاء الجاهلية
عند مصيبة يمتحن بها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد
الباهلي قال حدثنا يحيى بن سعيد عن عوف عن الحسن عن
عتي قال رأيت أبيا رأى رجلا الجاهلية تعز بعزاء فأعضه
424

ولم يكن ثم قال قد أرى في أنفسكم أو في نفسك إني
لم أستطع إذا سمعتها أن لا أقولها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه ولا تكنوا
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم الخارج إلى التسخط عند مصيبة يمتحن بها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن داود بن أبي هند عن
أبي حرب بن أبي الأسود عن عبد الأعلى النخعي
أن أبا موسى الأشعري قال يا أم عبد الله ألا أخبرك
425

بما لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
من حلق أو خرق أو سلق
ذكر الزجر عن البكاء للنساء عند المصائب
إذا امتحن بها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
426

عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا بن نمير عن يحيى بن سعيد عن
عمرة
أنها سمعت عائشة تقول لما جاء نعي جعفر بن
أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة جلس
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الحزن قالت عائشة وأنا اطلع
من شق الباب فأتاه رجل فقال يا رسول الله إن نساء جعفر قد
كثر بكاؤهن فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهاهن قالت عائشة
فذهب الرجل ثم جاء فقال قد نهيتهن وإنهن لم يطعنني حتى
كان في الثالثة فزعمت أن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحث في أفواههن
التراب قالت عائشة فقلت أرغم الله بأنفك ما أنت بفاعل
ما يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر وصف البكاء الذي نهى النساء عن
استعماله عند المصائب
أخبرنا أحمد بن علي بن الثنى قال حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم الهذلي قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بن
جابر قال حدثنا تثبت وغيره
427

عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الخامشة وجهها
والشاقة جيبها والداعية بالويل
ذكر الإباحة للنساء أن يبكين موتاهن
ما لم يكن ثم نوح
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
هشام بن عروة قال أخبرني وهب بن جلس أن محمد بن عمرو
أخبره أن سلمة بن الأزرق قال
كنت جالسا مع بن عمر فاتي بجنازة يبكي عليها فعاب
ذلك بن عمر وانتهرهن فقال سلمة بن الأزرق أشهد على
أبي هريرة أني سمعته يقول مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة وأنا
428

معه ومعه عمر بن الخطاب ونساء يبكين عليها فزجرهن
وانتهرهن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن يا عمر فإن العين
دامعة والنفس مصابة والعهد قريب قال بن عمر فالله
ورسوله أعلم
ذكر إباحة بكاء المرء عند فقده ولده أو ولد ولده
ما لم يخالط البكاء حالة التسخط
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا محمد بن خازم قال حدثنا عاصم عن أبي عثمان
عن أسامة بن زيد قال أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بابنة
429

زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله
ما أخذ وله ما أعطى وكل إلى أجل قال فدمعت عيناه فقال
له سعد بن عبادة يا رسول الله أترق أولم تنه عن البكاء
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده
وإنما يرحم
الله من عباده الرحماء
430

ذكر الإخبار بأن المرء مؤاخذ عندما امتحن به من المصيبة
مما يقول بلسانه دون حزن القلب ودمع العين
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا أحمد بن
عيسى المصري حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن
سعيد بن الحارث الأنصاري
أن عبد الله بن عمر قال اشتكى سعد شكوى فأتاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن
أبي وقاص وعبد الله بن مسعود فلما دخل وجده في غشيته
فقال قد قضى يا رسول الله فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما بكى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا فقال ألا تسمعون إن الله جل وعلا
لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا
أو يرحم وأشار إلى لسانه
ذكر الخبر الدال على أن من صرح بما لا يرضى الله
عند مصيبة يمتحن بها لا يكون له عليها أجر
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
هدبة بن خالد القيسي قال حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن
عمرو عن أبي سلمة
431

عن أبي هريرة قال لما توفي بن رسول الله صلى الله عليه وسلم
صاح أسامة بن زيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هذا منا ليس
لصارخ حظ القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول
ما يغضب الرب
ذكر التغليط على من اتى بما لا يرضي الله بالأعضاء
عند مصيبة يمتحن بها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال أخبرنا الفرياني قال حدثنا الأوزاعي
عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس قالت
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
هي الكفر بالله النياحة وشق الجيب والطعن في
النسب
432

فصل
في القبور
ذكر الزجر عن تجصيص القبور
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا عمر بن
يزيد السياري قال حدثنا عبد الرزاق عن أيوب عن أبي الزبير
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تقصص القبور
قال وكانوا يسمون الجص القصة
433

ذكر الزجر عن اتخاذ الأبنية على القبور
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا حفص بن الصالح عن بن جريج عن
أبي الزبير
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى على
القبر
ذكر الزجر عن الكتبة على القبور
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا بن جريج عن
أبي الزبير
عن جابر وعن سليمان بن موسى قالا نهى
434

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور والكتاب عليها والبناء
عليها والجلوس عليها
ذكر الزجر عن الجلوس على القبور تعظيما
لحرمة من فيها من المسلمين
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا
يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال
أخبرني أبو الزبير
435

أنه سمع جابر بن عبد الله يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
تقصيص القبور وأن يبنى عليها أو يجلس عليها
ذكر الزجر عن قعود المرء على قبور المسلمين من غير انتظار
لدفن الميت في أوقات الضرورات
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا
شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا سهيل
عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يجلس
أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه حتى تخلص إليه خير من أن
436

يقعد على قبر
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من تحفظ
أذى الموتى ولا سيما في أجسادهم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن
غيلان قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن
يحيى بن سعيد عن عمرة
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كسر عظم الميت
437

ككسره حيا
438

فصل
في زيارة القبور
ذكر الإباحة للرجل ذلك القبور الأموات
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد بن القطان قال حدثنا
حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن
أبي أنيسة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني نهيتكم عن
ثلاث عن زيارة القبور وعن لحوم الأضاحي أن تمسكوها
فوق ثلاثة أيام وعن الظروف إلا ما كان في سقاء وقد رخص
لمحمد صلى الله عليه وسلم في زيارة قبر أمه وإنما نهيتكم عن أن تمسكوا
لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام ليوسع ذو السعة منكم على من
لم يضح ونهيتك عن الظروف إلا ما كان من سقاء فلا يحل
ظرف شيئا ولا يحرمه
439

ذكر الأمر بزيارة القبور إذ زيارتها تذكر الموت
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا يزيد بن
جلس عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى
وأبكى من حوله ثم قال استأذنت ربي أن أزور قبرها فأذن لي
فاستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي فزوروا القبور فإنها
440

تذكركم الموت
ذكر الزجر عن دخول المقابر بالنعال
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا بندار حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي وأبو داود قالا حدثنا الأسود بن شيبان حدثني
خالد بن سمير حدثني بشير بن نهيك
حدثنا بشير بن الخصاصيه وكان اسمه في
الجاهلية زحم بن معبد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اسمك
قال زحم قال أنت بشير فكان اسمه بينما أنا أمشي
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بن الخصاصية ما أصبحت تنقم
على الله قلت ما أصبحت أنقم على الله شيئا كل خير فعل
الله بي فأتى على قبور المشركين فقال سبق هؤلاء خيرا كثيرا
441

ثلاث مرات ثم أتى على قبور المسلمين فقال لقد
أدرك هؤلاء خيرا كثيرا ثلاث مرات فبينما هو يمشي
إذ حانت منه نظرة فإذا هو برجل يمشي بين القبور وعليه نعلان
فناداه يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك فنظر فلما عرف الرجل
رسول الله صلى الله عليه وسلم خلع نعليه فرمى بهما
قال عبد الرحمن بن مهدي كنت أكون مع عبد الله بن
عثمان في الجنائز فلما بلغ المقابر حدثته بهذا الحديث
فقال حديث جيد ورجل ثقة ثم خلع نعليه فمشى بين
القبور
442

قال أبو حاتم يشبه أن تكون تلك من جلد ميتة
لم تدبغ فكره صلى الله عليه وسلم لبس جلد الميتة وفي قوله صلى الله عليه وسلم إنه
ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا عنه دليل على إباحة دخول
المقابر بالنعال
ذكر الأمر بالسلام على من سكن الثرى للداخل المقابر
ضد قول من أمر بضده
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل المقبرة فقال
443

السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم
للاحقون
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن على المرء
عند دخول المقبرة أن يقول عليكم
السلام لا السلام عليكم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد
قال أخبرنا إسماعيل بن جعفر عن شريك بن أبي نمر عن عطاء بن
يسار
عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كانت
ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع
فيقول السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتانا وإياكم ما توعدون
444

غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل
بقيع الغرقد
ذكر الأمر لمن دخل المقابر أن يسأل الله جل وعلا
العافية لنفسه ولمن تحت أطباق الثرى
نسأل الله البركة في تلك الحالة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان
عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة
445

عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرجوا إلى المقابر
يعلمهم أن يقولوا السلام على أهل الدار من المؤمنين
والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون أنتم لنا فرط
ونحن لكم تبع نسأل الله لنا ولكم العافية
ذكر خبر قد احتج به من لم يحكم صناعة العلم
أن زيارة المسلمين قبور المشركين جائزة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال أخبرنا
أبو بكر بن خلاد الباهلي وعثمان بن أبي شيبة قالا حدثنا سفيان عن
عمرو بن دينار
سمع جابر بن عبد الله يقول أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر
عبد الله بن أبي بن سلول بعدما أدخل بعدما ادخل حفرته فأمر به فأخرج
446

فوضعه على ركبته ونفث عليه من ريقه وألبسه قميصه والله
أعلم
ذكر السبب الذي من أجله فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال
حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني نافع
عن بن عمر أن عبد الله بن أبي لما مات جاء ابنه
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أعطني قميصك حتى أكفنه فيه
وصل عليه واستغفر قال فأعطاه قميصه وقال إذا فرغت
فآذني حتى أصلي عليه فلما فرغ آذنه فلما أراد أن يصلي
عليه جذبه عمر رضوان الله عليه وقال أليس قد نهاك الله أن
تصلي على المنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنا بين خيرتين قال
الله استغفر لهم أو لا تستغفر لهم قال فنزلت
447

ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره قال
فترك الصلاة عليه
448

ذكر البيان بأن ألفاظ خبر بن عمر الذي ذكرناه أديت على
الإجمال لا على الاستقصاء في التفسير
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال
سمعت محمد بن إسحاق يقول حدثني الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله عن بن عباس قال
سمعت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه يقول
لما توفي عبد الله بن أبي أتى ابنه عبد الله بن عبد الله بن
أبي بن سلول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذا عبد الله بن
أبي قد وضعناه فصل عليه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام
يصلي عليه قمت في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله
أتصلي على عدو الله القائل يوم كذا كذا وكذا والقائل يوم كذا كذا
وكذا أعدد أيامه الخبيثة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عني
يا عمر حتى إذا أكثرت قال عني يا عمر فإني قد خيرت
فاخترت إن الله يقول استغفر لهم أو لا تستغفر لهم
ولو أعلم أني زدت على السبعين ورجاله له لزدت قال عمر
فعجبا لجرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ورسوله أعلم فلما قال
لي ذلك انصرفت عنه فصلى عليه ثم مشى معه فقام على
حفرته حتى دفن ثم انصرف
فوالله ما لبث إلا يسيرا حتى
أنزل الله جل وعلا ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم
449

على قبره فما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على منافق
بعد ذلك ولا قام على قبره
ذكر نفي دخول الجنة عن زائرة القبور
وإن كانت فاضلة خيرة
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
حدثنا المفضل بن فضالة عن ربيعة بن سيف المعافري عن
أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال رمه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
فلما فرغنا انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرفنا معه فلما
450

حاذى بابه وتوسط الطريق إذا نحن بامرأة مقبلة فلما دنت إذا
هي فاطمة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرجك يا فاطمة
من بيتك قالت أتيت يا رسول الله أهل هذا البيت فعزينا
ميتهم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلك بلغت معهم الكدى
قالت معاذ الله وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر قال لو بلغت
معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جدك أبو أبيك فسألت
ربيعة عن الكدى فقال القبور
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة لو بلغت معهم الكدى
ما رأيت الجنة يريد ما رأيت الجنة العالية التي يدخلها من
لم يرتكب ما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه لأن فاطمة علمت النهي
قبل ذلك والجنة هي جنات كثيرة لا جنة واحدة والمشرك
451

لا يدخل جنة من الجنان أصلا لا عالية ولا سافلة
ولا ما بينهما
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم زائرات القبور من النساء
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا أبو عوانة عن عمر بن أبي سلمة عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن الله
زائرات القبور
ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المتخذات المساجد
والسرج على القبور
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة
عن أبي صالح
عن بن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور
452

والمتخذات عليها المساجد والسرج
أبو صالح ميزان ثقة وليس بصاحب الكلبي ذاك اسمه
باذام
ذكر الزجر عن زيارة القبور واتخاذ السرج والمساجد عليها
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة قال
سمعت أبا صالح يحدث
453

عن بن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور
والمتخذين عليها المساجد والسرج
أبو صالح هذا اسمه ميزان بصري ثقة وليس
بصاحب محمد بن السائب الكلبي
ذكر الخبر الدال على أن القبور لا يجوز أن تتخذ
مساجد وتصور فيها الصور
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة وثلاثمائة قالت لما كان مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر
بعض نسائه كنيسة رأياها بأرض الحبشة وكانت أم سلمة وأم
حبيبة قد أتتا أرض الحبشة فذكرن كنيسة رأينها بأرض الحبشة
يقال لها مارية وذكرن من حسنها وتصاوير فيها فرفع النبي صلى الله عليه وسلم
رأسه فقال إن أولئك إذا مات منهم الرجل الصالح بنوا على
قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور وأولئك شرار الخلق
عند الله تعالى
454

ذكر لعن الله جل وعلا من اتخذ قبور الأنبياء مساجد
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا أسباط بن محمد عن بن أبي عروبة عن قتادة عن
سعيد بن المسيب
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعن الله قوما اتخذوا
قبور أبنائهم مساجد
455

فصل
في الشهيد
ذكر الأمر برد الشهداء إلى مصارعهم
إذا أخرجوا عنها
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير
العبدي أخبرنا شعبة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي
عن جابر بن عبد الله أنه قال في قتلى أحد حملوا
قتلاهم فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ردوا القتلى إلى
مصارعهم
456

ذكر البيان بأن القتلى من الشهداء إنما أمر بردهم
إلى مصارعهم لئلا يدفنوا في غيرها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا شيبان بن
أبي شيبة حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي
عن جابر بن عبد الله قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة
إلى المشركين ليقاتلهم فقال لي أبي عبد الله يا جابر
لا عليك أن تكون في نظار أهل المدينة حتى تعلم إلى ما يصير
أمرنا فإني والله لولا أني أترك بنات لي بعدي لأحببت أن
تقتل بين يدي فبينا أنا في النظارين إذ جاء بن عمتي
معبد وخالي عادلهما على ناضح فدخل بهما المدينة
ليدفنهما في مقابرنا إذ لحق رجل ينادي ألا إن النبي صلى الله عليه وسلم
يأمركم أن ترجعوا بالقتلى فتدفنوها في مصارعها حيث قتلت
قال فرجعناهما مع القتلى حيث قتلت
قال أبو حاتم فرجعناهما اضمر في فدفناهما
ذكر إثبات الشهادة لمن جرح في سبيل الله
فمات من جراحه تلك
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن
457

عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي حدثنا أبو إسحاق ها عن بن
جريج عن سليمان بن موسى عن عبد الله بن مالك بن يخامر عن أبيه
عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جرح
جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة يدمى اللون لون دم
والريح ريح مسك ومن جرح في سبيل الله طبع بطابع
الشهداء
ذكر الخصال التي يدرك بها المرء فضل الشهادة
وإن لم يقتل في سبيل الله
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
458

وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعدون
الشهداء فيكم قالوا يا رسول الله من قتل في سبيل الله
فهو شهيد قال إن شهداء أمتي إذا لقليل قالوا من
يا رسول الله قال من قتل في سبيل الله فهو شهيد ومن
مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في الطاعون فهو
شهيد ومن مات في بطن فهو شهيد
قال سهيل وأخبرني عبيد الله بن مقسم قال أشهد
على أبيك أنه زاد في الحديث الخامس ومن غرق فهو
شهيد
459

ذكر وصف الشهيد الذي يكون غير
القتيل في سبيل الله
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا
عبد الله عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعدون
الشهداء فيكم قالوا من قتل في سبيل الله فهو شهيد قال
صلى الله عليه وسلم ومن مات في سبيل الله فهو شهيد ومن مات في
طاعون فهو شهيد
قال وحدثني عبيد الله بن مقسم أنه قال وأشهد على
أبيك أنه زاد ومن غرق فهو شهيد
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يرد
بهذا العدد نفيا عما وراءه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الشهيد خمسة
المبطون والمطعون والغرق المنكر الهدم والشهيد
460

ذكر البيان بأن المصطفى لم يرد بقوله الشهداء خمسة
نفيا عما وراء هذا العدد المحصور
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن
عتيك بن الحارث وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه
أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود
عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه
فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع
فصاح النسوة وبكين وجعل بن عتيك يسكتهن فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية فقالوا
وما الوجوب يا رسول الله قال إذا مات قالت ابنته والله إن
كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته
وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله قال
461

رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله
المبطون شهيد والغريق شهيد المنكر ذات الجنب شهيد
والمطعون شهيد والحريق شهيد والذي يموت تحت الهدم
شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد
462

ذكر الخصال التي تقوم مقام الشهادة
لغير القتيل في سبيل الله
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك عن
عتيك بن الحارث بن عتيك وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه
أن جابر بن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود
عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه فصاح به فلم يجبه
فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غلبنا عليك يا أبا الربيع
فصاحت النسوة وبكين وجعل بن عتيك يسكتهن فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية قالوا
وما الوجوب يا رسول الله قال إذا مات قالت ابنته والله
إني كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك كنت قد قضيت جهازك
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله قد أوقع أجره على قدر نيته
463

وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله
المبطون شهيد والغريق شهيد المنكر ذات الجنب شهيد
والمطعون شهيد المنكر الحريق شهيد والذي يموت تحت
الهدم شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد
ذكر تفضل الله جل وعلا على سائله الشهادة من قلبه
بإعطائه أجر الشهيد وإن مات على فراشه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا العباس بن الوليد
أسمع حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد حدثنا بن ثوبان عن أبيه عن
تثبت عن كثير بن مرة عن مالك بن يخامر السكسكي
أن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جرح
جرحا في سبيل الله جاء يوم القيامة ريحه كريح المسك لونه
لون الزعفران عليه طابع الشهداء ومن سأل الله الشهادة
مخلصا أعطاه الله أجر شهيد وإن مات على فراشه
464

ذكر تبليغ الله جل وعلا منازل الشهداء من سأل الله
الشهادة وإن جاءته منيته على فراشه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر
حدثنا بن وهب حدثني عبد الرحمن بن شريح عن سهل بن أبي أمامة بن
سهل بن حنيف عن أبيه
عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من سأل الله الشهادة
بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه
ذكر تفضل الله جل وعلا على من قتل من أجل ماله
إذا تعدي عليه بكتبة الشهادة له
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا عبد الله بن جعفر قال حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن القاسم بن عوف عن
علي بن حسين قال
465

حدثتنا أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو في بيتها وعنده نفر
من أصحابه إذ جاءه رجل فقال يا رسول الله كم صدقة كذا
وكذا من التمر قال كذا وكذا قال الرجل فإن فلانا تعدى
علي وأخذ مني كذا وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فكيف إذا سعى
عليكم من يتعدى عليكم أشد من هذا التعدي فخاض القوم
في ذلك فقال الرجل منهم فكيف بنا يا رسول الله إذا كان
الرجل منا غائبا في إبله وماشيته وزرعه ونخله فأدى زكاة ماله
فتعدى عليه الحق فكيف يصنع يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم
من أدى زكاة ماله طيبة بها نفسه يريد بها وجه الله والدار
الآخرة ثم لم يغيب منها شيئا وأقام الصلاة وآتى الزكاة
فتعدى عليه الحق فأخذ سلاحه فقاتل مولاه فهو شهيد
قال أبو حاتم رضي الله عنه معنى هذا الخبر إذا تعدى
466

على المرء في أخذ صدقته أو ما يشبه هذه الحالة وكان معه
من المسلمين الذي يواطؤونه على ذلك وفيهم كفاية بعد ان
لا يكون قصدهم الدنيا ولا شيئا منها دون إلقاء المرء نفسه إلى
التهلكة إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر اسمع وأطع ولو عبدا
حبشيا مجدعا وقال صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس
منا
ذكر إيجاب الجنة وإثبات الشهادة لمن قتل
دون ماله قاتل أو لم يقاتل
أخبرنا عمران بن موسى السختياني بجرجان حدثنا
عثمان بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن طلحة بن
عبد الله بن عوف
عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قتل دون ماله
فهو شهيد
467

ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن خبر بن عيينة
الذي ذكرناه منقطع غير متصل
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف بن
أخي عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن سهل المدني
عن سعيد بن زيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من ظلم من الأرض شبرا طوقه الله يوم القيامة من سبع
أرضين
قال معمر وبلغني عن الزهري في هذا الحديث قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل دون ماله فهو شهيد
468

قال أبو حاتم روى هذا الخبر أصحاب الزهري الثقات
المتقنون فاتفقوا كلهم على روايتهم هذا الخبر عن الزهري
عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن سعيد بن زيد خلا معمر
وحده فإنه أدخل بين طلحة بن عبد الله وبين سعيد بن زيد
عبد الرحمن بن سهل وأخاف أن يكون ذلك وهما وقد قال
معمر في هذا الخبر بلغني عن الزهري فيشبه أن يكون سمعه من
بعض أصحابه عن الزهري فالقلب إلى رواية أولئك أميل
ذكر إثبات الشهادة للمجاهد في سبيل الله
إذا قتله سلاحه
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
469

حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني
عبد الرحمن بن كعب بن مالك وعبد الله بن كعب بن مالك
أن سلمة بن الأكوع قال لما كان يوم خيبر قاتل أخي
قتالا وعطاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتد عليه سيفه فقتله فقال
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك رجل مات بسلاحه وشكوا
في بعض أمره قال سلمة فقفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر
فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ائذن لي أن أرجز بك فأذن لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر بن الخطاب أعلم ما تقول
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * وثبت الأقدام إن لاقينا
والمشركون قد بغوا علينا
فلما قضيت رجزي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال
هذا قلت أخي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يرحمه الله
فقلت يا رسول الله إن ناسا أبوا الصلاة عليه يقولون رجل
مات بسلاحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مات جاهدا
مجاهدا
470

ذكر البيان بأن الشهداء الذين ماتوا في المعركة يجب أن
لا يغسلوا عن دمائهم ولا يصلي عليهم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال أخبرني الليث بن سعد عن بن شهاب عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك
ان جابر بن عبد الله أخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجمع
بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب وأحد ويقول أيهما أكثر
أخذا للقرآن فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد قال
صلى الله عليه وسلم أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة وأمر بدفنهم بدمائهم
471

ولم يصل عليهم ولم يغسلوا
ذكر الخبر المضاد في الظاهر خبر جابر بن
عبد الله الذي ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عيسى بن
حماد زغبة فقال أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن
أبي الخير
عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى
على أهل أحد صلاته على الميت ثم انصرف إلى المنبر
قال إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم وإني والله لأنظر إلى
472

حوضي الان وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض
أو مفاتيح الأرض والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي
ولكني أخاف أن تتنافسوا فيها
473

ذكر الوقت الذي فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
من خبر عقبة بن عامر
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن
أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن
زيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير
عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قتلى أحد ثم
انصرف وقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها
الناس إني بين أيديكم فرط وإني عليكم لشهيد وإني والله
ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي ولكني قد أعطيت الليلة
مفاتيح خزائن الأرض والسماء وأخاف عليكم أن تتنافسوا
فيها ثم دخل فلم يخرج من بيته حتى قبضه الله جل
وعلا
قال أبو حاتم رضي الله عنه خص المصطفى صلى الله عليه وسلم
الشهداء الذي قتلوا في المعركة بترك الصلاة عليهم وفرق
بينهم وبين سائر الموتى يغسلون ويصلى
عليهم ومن قتل في المعركة من الشهداء لا يصلى عليهم
ويدفن بدمه من غير غسل فأما خبر عقبة بن عامر أن
474

النبي صلى الله عليه وسلم خرج فصلى على قتلى أحد ليس يضاد خبر جابر
الذي ذكرناه إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم خرج إلى أحد فدعا لشهداء
أحد كما كان يدعو للموتى في الصلاة عليهم والعرب تسمى
الدعاء صلاة فصار خروجه صلى الله عليه وسلم إلى الشهداء أحد وزيارته
إياهم ودعاؤه لهم سنة لمن بعده من أمته أن يزوروا شهداء أحد
يدعون لهم كما يدعون للميت في الصلاة عليه
وفي خبر زيد بن أبي أنيسة الذي ذكرناه ثم دخل
فلم يخرج من بيته حتى قبضه الله جل وعلا أبين البيان بأن
هذه الصلاة كانت دعاء لهم وزيادة قصد بها إياهم لما قرب
خروجه من الدنيا صلى الله عليه وسلم ولو كانت الصلاة التي ذكرها عقبة بن
عامر كالصلاة على الموتى سواء للزم من قال بهذا جواز الصلاة
على القبر ولو بعد سبع سنين لأن أحدا كانت سنة ثلاث من
الهجرة وخروجه صلى الله عليه وسلم حيث صلى عليهم قرب خروجه من
الدنيا صلى الله عليه وسلم بعد وقعة أحد بسبع سنين فلما وافقنا من احتج بهذا
الخبر على أن الصلاة على القبور غير جائزة بعد سبع سنين
صح أن تلك الصلاة كانت دعاء لا الصلاة على الموتى سواء
ضد قول من زعم أن أصحاب الحديث يروون ما لا يعقلون
ويتكلمون بما لا يفهمون ويرون المتضاد من الأخبار
475

تتمة كتاب الصلاة
باب
الصلاة في الكعبة
ذكر إثبات صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال
أخبرنا شعبة عن سماك الحنفي قال
سمعت بن عمر يقول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت
وسيأتي من ينهى عن ذلك وابن عباس جالس إلى جنبه
ذكر الموضع الذي صلى صلى الله عليه وسلم فيه
حين دخل الكعبة
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا يوسف بن
476

عيسى قال حدثنا الفضل بن موسى عن حنظلة بن أبي سفيان عن
سالم
عن بن عمر قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت
بين الساريتين
ذكر البيان بأن عمر سمع استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم
ما وصفنا من بلال
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي
قال حدثني حسان بن عطية قال حدثنا نافع
عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح
الكعبة ومعه بلال وعثمان بن طلحة فأغلقوا عليهم الباب من
477

انظر فلما خرجوا سألت بلالا قلت أين صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رأيته صلى على وجهه حين دخل بين
العمودين عن يمينه ثم لمت نفسي أن لا أكون سألته كم صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة بين عمودي
إنما كانت بين العمودين المقدمين
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر
عن نافع
عن بن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت ومعه
أسامة بن زيد وبلال وعثمان بن طلحة فأجافوا الباب عليهم
طويلا ثم فتح فكنت أول من دخل فلقيت بلالا فقلت
أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بين العمودين المقدمين
فنسيت أن أسأله كم صلى
478

ذكر وصف قيام المصطفى صلى الله عليه وسلم عند صلاته
في الكعبة بين الأعمدة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة هو
وأسامة بن زيد وعثمان بن طلحة وبلال بن رباح معه فأغلقها
عليه ومكث فيها قال بن عمر فسألت بلالا حين خرج أين
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال جعل عمودا عن يساره وعمودين عن
يمينه وثلاثة أعمدة وراءه وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة
479

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد لخبر نافع الذي ذكرناه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير
عن أبي الشعثاء قال رأيت بن عمر انظر البيت حتى
إذا كان بين الساريتين صلى أربعا فقمت إلى جنبه فلما
صلى قلت أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ها هنا أخبرني
أسامة بن زيد أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
480

قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر بن عمر
عن بلال وأسامة بن زيد لأنهما كانا مع المصطفى صلى الله عليه وسلم في
الكعبة فمرة أدى الخبر عن بلال ومرة أخرى عن أسامة بن
زيد فالطريقان جميعا محفوظان
ذكر وصف القدر الذي بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين الجدار
حيث كان يصلي في الكعبة
أخبرنا روح بن عبد المجيد ببلد الموصل قال حدثنا
أبو عبد الرحمن الأذرمي عبد الله بن محمد بن إسحاق قال حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي عن مالك بن أنس عن نافع
عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وبينه وبين
القبلة مقدار ثلاثة أذرع
481

ذكر نفي بن عباس صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم
في الكعبة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن فروخ
قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا عطاء
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل الكعبة وفيها ست
سواري فقام عند كل سارية ودعا ولم يصل
ذكر خبر ثان يصرح بنفي هذا الفعل
الذي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا موسى بن محمد بن حيان
قال حدثنا الضحاك بن مخلد عن بن جريج قال قلت لعطاء
أسمعت بن عباس يقول إنما أمرتم بالطواف ولم تؤمروا بدخوله قال
لم يكن ينهى عن دخوله ولكن سمعته يقول
أخبرني أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت
دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه حتى خرج فصلى عند الباب
وقال ها هنا قبلة فصله
482

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذان خبران قد عول أئمتنا
رحمه الله عليهم ورضوانه على الكلام فيهما على النفي
والاثبات وزعموا أن بلالا أثبت صلاه المصطفى صلى الله عليه وسلم في
الكعبة وابن عباس ينفيها والحكم المثبت للشئ أبدا
لا لمن ينفيه وهذا شئ يلزمنا في قصه أحد في نفى جابر بن
عبد الله الصلاة على شهداء أحد وغسلهم في ذلك اليوم
والأشبه عندي في الفصل بين هذين الخبرين بأن يجعلا
في فعلين متباينين فيقال إن المصطفى صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة
دخل الكعبة فصلى فيها على ما رواه أصحاب بن عمر عن
بلال وأسامة بن زيد وكان ذلك يوم فتح كذلك قاله
حسان بن عطيه عن بن عمر ويجعل نفى بن عباس
صلاة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الكعبة في حجته التي حج فيها حتى
يكون فعلان في حالتين متباينتين لأن بن عباس نفى الصلاة
في الكعبة عن المصطفى صلى الله عليه وسلم وزعم أن أسامة بن زيد أخبره
بذلك وأخبر أبو الشعثاء عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في
البيت وزعم أن أسامة بن زيد أخبره بذلك فإن حمل الخبران
483

على ما وصفنا في الموضعين المتباينين بطل التضاد بينهما
وصح استعمال كل واحد منهما
بعونه تعالى وتوفيقه طبع الجزء السابع من
الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان
ويليه الجزء الثامن وأوله
كتاب الزكاة
484