الكتاب: كتاب الأوائل
المؤلف: الطبراني
الجزء:
الوفاة: ٣٦٠
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٣
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة ، دار الفرقان - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

كتاب الأوائل
للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني
المتوفى سنة 360 ه
تحقيق وتخريج
محمد شكور بن محمود الحاجي أمرير
دار الفرقان
مؤسسة الرسالة
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الثالثة
1408 ه‍ - 1987 م
دار الفرقان
للنشر والتوزيع
مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة
هاتف 3190390 - 241692 - ص. ب. 7460 برقيا بيوشران
2

الإهداء
* إلى الذين رأوا النور رغم الظلام.
* إلى الذين عرفوا الحق رغم الباطل.
* إلى الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قض
نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا
* إلى الذين استلموا راية الجهاد لتبقى خفاقة إلى قيام الساعة.
* إلى الإخوة المجاهدين أتقدم بكتابي هذا عريونا للوفاء والمشاركة.
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

المقدمة
الحمد لله الذي به تتم الصالحات، والصلاة والسلام على سيد ولد آدم محمد
ابن عبد الله، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين. وأزواجه الطاهرات أمهات
المؤمنين، وعلى من اتبعه وسار على نهجه، واقتدى بسنته، واهتدى بهديه إلى
يوم الدين.
أما بعد:
فهذا كتاب " الأوائل " للحافظ أبي القاسم سليمان بن احمد الطبراني.
المتوفى سنة / 360 ه‍ /.
وعلم الأوائل: هو علم يتعرف منه أوائل والحوادث بحسب المواطن
والنسب، وهو من فروع علم التاريخ والمحاضرات، وفيه كتب كثرة منها ما
ذكره ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة / 276 ه‍ / في كتاب " المعارف "
عرضا، ولم يفرد له كتابا خاصا، ثم ما ذكره ابن رستة أبو علي أحمد بن عمر
في القرن الثالث في كتابه " الأعلاق النفيسة ".
ثم الطبراني في كتابه هذا،
وبعده أبو هلال الحسن العسكري سنة / 395 ه‍ / لخصه السيوطي سنة
/ 911 ه‍ / وسماه " الوسائل إلى معرفة الأوائل " وقبل السيوطي، وبعد
العسكري القاضي بدر الدين محمد الشلبي سنة / 769 ه‍ / واسمه " محاسن
الوسائل في علم الأوائل " ثم ابن خطيب داريا محمد بن أحمد بن سليمان بن
يعقوب سنة / 810 ه‍ / وكتابه لم يعرف اسمه. وبعده الحافظ شهاب الدين
أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر سنة / 852 ه‍ / واسم كتابه " إقامة
الدلائل على معرفة الأوائل " ثم القاضي علي دده / 998 ه‍ / واسم كتابه
" محاضرة الأوائل، ومسامرة الأواخر " ثم المولى عثمان بن محمد المعروف
بدوفاكين زاده الرومي سنة 1013 ه‍ / وله كتاب " أزهار الخمائل في
5

وصف الأوائل " ثم بعد هذا أرجوزة تسمى " وسائل السائل إلى معرفة
الأوائل " (1).
وبهذا يتبين لنا قدم باع المؤلف في هذا الفن فهو أول من أفرد له كتابا
مستقلا، لكنه اقتصر فيه على الرواية بالسند، وكتابه هذا ليس مستوعبا لهذا
الفن، بل ليس مستوعبا لكل ما رواه الطبراني في هذا الباب، وأرجو من
الله أن يعينني على استقصاء ما رواه الطبراني في هذا الفن إنه نعم المولى ونعم
المسؤول.
هذا وقد تقدم لي أحد الاخوة - جزاه الله خيرا - بصورة عن مخطوطة
هذا الكتاب حصل عليها من مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي
بكلية الشريعة بجامعة أم القرى بمكة المكرمة من ضمن مجموعة مخطوطة في
الحديث.
ويتلخص عملي في هذا الكتاب بما يلي:
1 - قراءة المخطوطة ونسخها وترقيم أحاديثها.
2 - ترجمة موجزة للمؤلف.
3 - ترجمة موجزة لرجال إسناد المخطوطة عن المؤلف.
4 - بيان سند الحديث من حديث الصحة والحسن والضعف.
5 - ذكر من خرج الحديث من أصحاب الكتب الأخرى.
6 - ذكر ما يشهد للحديث من أحاديث أخرى رويت عن صحابي آخر.
وقد جعلت الحديث في أعلى الصفحة ليبقى الكتاب على صورته، ثم
جعلت أسفل الصفحة الكلام عن سند الحديث وتخريجه.
وإنني وأنا أقدم هذا الكتاب لإخوتي القراء لأتقدم بالشكر العميم لكل من
ساهم وأعان على نشر هذا الكتاب راجيا من الله عز وجل أن يكتب لنا فيه
6

الأجر والثواب. وأن يجعله في ميزان أعمالنا الصالحة، يوم يزن مداد العلماء
دماء الشهداء وألا يحرمنا الشهادة في سبيله إنه نعم المولى ونعم المسؤول، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين.
المحقق
7

ترجمة المؤلف
نسبه: هو الإمام العلامة الحافظ العلم الثبت مسند العصر. أبو القاسم
سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي. رحمه الله تعالى، وجعل
الجنة مثواه.
مولده: ولد أبو القاسم الطبراني بعكا في صفر سنة ستين ومائتين.
طلبه للعلم والرحلة له:
اعتنى به أبوه، وحرص عليه، ورحل به في حداثة سنة، كان أول سماعه
سنة ثلاث وسبعين ومائتين بطبرية.
رحل إلى القدس سنة أربع وسبعين ومائتين، ثم إلى قيسارية سنة خمس
وسبعين، فسمع من أصحاب محمد بن يوسف الفريابي، ثم رحل إلى حمص،
وجبلة، مدائن الشام، وحج، ودخل اليمن، ورد إلى مصر، وبرقة، ثم إلى
العراق، وأصبهان، فقدمها عاد إلى أصبهان واستقر فيها، وبقي فيها محدثا
ستين سنة إلى أن توفي فيها.
9

شيوخه:
حدث الطبراني عن ألف شيخ أبو يزيدون. منهم:
1 - أبو زرعة الدمشقي: الحافظ الثقة محدث الشام عبد الرحمن بن عمر.
2 - إسحاق بن إبراهيم الدبري: مسند اليمن، وصاحب عبد الرزاق وشيخ
العربية أبي العباس محمد بن يزيد المبرد.
3 - بشر بن موسى: المحدث الإمام الثبت أبو علي الأسدي البغدادي.
4 - علي بن عبد العزيز البغوي أبو الحسن الحافظ الصدوق شيخ الحرم
ومصنف المسند.
5 - الحافظ الإمام شيخ الاسلام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي
صاحب السنن. وقد اشتركا بعدد من الشيوخ.
6 - عبد الله بن أحمد بن حنبل. الإمام الحافظ الحجة أبو عبد الرحمن محدث
العراق.
وقد حدث عنه عدد من شيوخه منهم:
1 - أبو خليفة الجمحي، وهو الفضل بن الحباب.
2 - ابن عقدة: حافظ العصر والمحدث البحر أبو العباس أحمد بن محمد بن
سعيد الكوفي.
كما روى عنه عدد كبير من الحفاظ منهم:
1 - الحافظ الثبت العلامة أبو بكر بن أحمد بن موسى بن مردويه الأصبهاني.
10

صاحب التفسير، والتاريخ والمستخرج على صحيح البخاري.
2 - الحافظ الكبير محدث العصر أبو نعيم الأصبهاني أحمد بن عبد الله بن
أحمد المهراني الأصبهاني صاحب كتاب " حلية الأولياء ".
3 - أبو الفضل أحمد بن محمد الجارودي.
4 - أبو الحسين أحمد بن محمد بن فاذشاه.
5 - أبو بكر محمد بن عبد الله بن ريذة مسند أصبهان. وكان آخر من
روى عن الطبراني، وكانت روايته بالإجازة.
سعة علمه، وأقوال العلماء فيه:
إنك تلحظ من مؤلفاته الآتية الذكر، والمتنوعة، سعة اطلاعه، وغزارة
علمه، حتى قال فيه الذهبي: " مسند الدنيا ".
وقال السيوطي: " مسند الدنيا وأحد فرسان هذا الشأن " وقال ابن عساكر:
" أحد الحفاظ المكثرين، والرحالين، وقال ابن عبد الهادي الحنبلي: " الإمام
العلامة الحافظ الكبير الثبت مسند الدنيا... وكان من فرسان هذا الشأن مع
الصدق والأمانة ". وقال الحافظ أبو العباس أحمد بن منصور الشيرازي:
" كتبت عن الطبراني ثلاثمائة ألف حديث، وهو ثقة إلا أنه كتب بمصر عن
شيخ. وكان له أخ فسماه باسمه غلطا. ولم أر من جرحه إلا ما نقل
الذهبي في الميزان قال: " قال الباطرقاني: " كان ابن مردويه سيىء الرأي في الطبراني.
فقال له أبو نعيم: كم كتبت عنه؟ فأشار إلى حزم. فقال أبو نعيم: فمتى رأيت
مثله؟ فلم يقل شيئا.
11

وذكر الحافظ ضياء الدين: أن ابن مردويه ذكر الطبراني في تاريخه، ولم
يتكلم فيه.
وسبب تلبين ابن مردويه له كونه غلط أو نسي، ومن ذلك أنه وهم
وحدث بالمغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي. وإنما أراد أخاه
عبد الرحيم فتوهم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي
عنه ويسميه أحمد، وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني مصر بعشر سنين أو
أكثر.
غير أننا نقول ما قاله الحافظ ضياء الدين: " لو كان كل من وهم في
حديث أو حديثين اتهم لكان هذا لا يسلم منه أحد ".
وفاته: توفي أبو القاسم الطبراني لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة ستين
وثلاثمائة، وله مائة سنة وعشرة أشهر، فهو من المعمرين. دفن جنب قبر
الصحابي الشهيد حممة بن أبي حممة الدوسي بأصبهان، وحضر الصلاة عليه
الحافظ أبو نعيم الأصبهاني.
مؤلفاته: للطبراني مؤلفات كثيرة في الحديث والتفسير والسنة والدلائل وغيرها
نذكر هنا أهمها.
1 - المعجم الكبير: وهو المسند غير أنه كما قال السيوطي: " لم يسق فيه من
مسند المكثرين إلا ابن عباس، وابن عمر، فأما أبو هريرة وأنس،
وجابر، وأبو سعيد، وعائشة فلا، ولا حديث جماعة من المتوسطين لأنه
أفرد لكل مسند، فاستغنى عن اعادته، وقد قامت بطباعته وزارة
المجيد السلفي، جزاه الله كل خير.
2 - المعجم الأوسط: وهو مرتب على شيوخه، فأتى عن كل شيخ بما له من
الغرائب والعجائب، فهو نظير كتاب الإفراد للدارقطني، بين فيه
فضيلته وسعة روايته، وكان يقول: " هذا الكتاب روحي " فإنه تعب
12

عليه وفيه كل نفيس وعزيز ومنكر. وهذا الكتاب لم يطبع وتوجد منه
نسخة مصورة في مركز البحث العلمي في جامعة أم القرى بمكة
المكرمة عن النسخة المخطوطة في مكتبة السليمانية 73.
3 - المعجم الصغير: وهو مرتب على شيوخه روى فيه لكل شيخ حديثا أو
أكثر وهو كتاب مطبوع نشر في الهند وكذا قامت بنشره المكتبة
السلفية بالمدينة المنورة وقام بتصحيحه ومراجعة أصوله عبد الرحمن محمد
عثمان. ولنا له تخريج. وهذه الكتب الثلاثة هي المشهورة، وأما كتبه
الأخرى فمنها:
أ - كتاب " الدعاء " في مجلد كبير.
ب - كتابه " السنة ".
ج‍ - دلائل النبوة.
د - الأوائل - وهو الكتاب الذي بين أيدينا.
ه‍ - عشرة النساء.
و - الفرائض.
ز - فضل رمضان.
ح - النوادر
ط - وله كتاب في " التفسير " كبير.
إلى جانب مسانيد لجماعة من كبار الصحابة أمثال " مسند أبي هريرة ".
و " مسند العشرة ". و " مسند العبادلة " وغيرها كثير.
13

أبو نعيم الحافظ
هو الحافظ الكبير محدث العصر، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن
موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول، سبط الزاهد محمد بن
يوسف البناء.
ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، أجيز وهو ابن أربع سنين وأول ما سمع
سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، روى عن مسند أصبهان المعمر أبي محمد بنت
فارس وأبي أحمد العسال، وأحمد بن معبد السمار، والطبراني وغيرهم.
رحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وحفظه وعلو إسناده. روى عنه خلق كثير
منهم الخطيب، وأبو صالح المؤذن، وأبو الفضل حمد الحداد وأخوه أبو علي
المقرئ وغيرهم. قال فيه الخطيب: " لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير
أبي نعيم وأبي حازم العبدوي. أشهر كتبه: " حلية الأولياء وطبقات الأصفياء "
و " ذكر أخبار أصبهان " و " معرفة الصحابة " و " المستخرج على البخاري "
و " المستخرج على مسلم ".
توفي أبو نعيم في العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة عن أربع
وتسعين سنة رحمة الله تعالى عليه.
أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد.
شيخ أصبهان، وأعلى من بقي في الدنيا إسنادا في القراءات والحديث،
ولد سنة تسع عشرة وأربعمائة وأول سماعه سنة أربع وعشرين. وكان ثقة
صالحا جليل القدر، أوسع أهل وقته رواية كان مقرئا مجودا، حمل عن أبي
نعيم توفي سنة خمس عشرة وخمسائة عن سبع وتسعين سنة.
14

أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء الراراني
هو أبو سعيد خليل بن أبي الرجاء بدر بن ثابت الأصبهاني الصوفي
الراراني والراراني نسبة إلى راران قرية بأصبهان، وفي معجم البلدان
(رازان).
ولد سنة خمسمائة، وروى عن الحداد، ومحمود الصيرفي وطائفة، توفي في ربيع
الآخر سنة ست وتسعين وخمسمائة، وتفرد بعدة أجزاء.
محمد بن أحمد الصيدلاني
هو أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني، - نسبة إلى بيع الأدوية
والعقاقير - سبط حسين بن مندة.
ولد في ذي الحجة سنة تسع وخمسمائة، وحضر الكثير على الحداد، ومحمود
الصيرفي وسمع من فاطمة الجوزدانية، وانتهى إليه علو الإسناد في الدنيا،
ورحلوا إليه. توفي في رجب سنة ثلاث وستمائة.
الحافظ شمس الدين يوسف بن خليل
هو أبو الحجاج يوسف بن خليل بن قراجا بن عبد الله، محدث الشام
الدمشقي الأدمي الحنبلي، نزيل حلب. ولد سنة خمس وخمسين وخمسمائة
بدمشق، وتشاغل بالكسب إلى الثلاثين من عمره، ثم طلب الحديث، وتخرج
بالحافظ عبد الغني، واستفرغ فيه وسعه، وكتب مالا يوسف بخطه المليح
المتقن، ورحل إلى الأقطار فسمع بدمشق من الحافظ عبد الغني وابن أبي
عصرون وابن الموازيني وغيرهم، وببغداد من ابن كليب، وابن بوش، وهذه
الطبقة. وبأصبهان من ابن مسعود الحمال وغيره، وبمصر من البوصيري وغيره.
15

وكان إماما حافظا ثقة نبيلا متقنا واسع الرواية جميل السيرة، متسع الرحلة، جمع لنفسه معجما عن أزيد من خمسمائة شيخ. وثمانيات، وعوالي
وفوائد.
استوطن آخر عمره في حلب، وتصدر بجامعها، وصار حافظا، حدث عنه
خلق كثير منهم البرزالي والذي مات قبله باثنتي عشرة سنة. وأثنى عليه كثير
من الحفاظ.
توفي سحر الجمعة منتصف وقيل عاشر جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين
وستمائة بحلب ودفن بظاهرها. رحمه الله تعالى.
16

كتاب الأوائل
للحافظ أبي القاسم سليمان أحمد الطبراني
المتوفى سنة 360 ه‍
17

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الأوائل
تأليف أبي القاسم الطبراني رحمه الله تعالى
- رواية أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الحافظ عنه.
- رواية أبي علي الحسن بن أحمد الحسن الحداد عنه.
- رواية أبي سعيد خليل بن أبي الرجاء الراراني. وأبي جعفر محمد بن أحمد
الصيدلاني كليهما عنه.
- رواية الحافظ شمس الدين يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي عنهما.
أخبرنا الشيخ الإمام شمس الدين أبو الحجاج يوسف بن خليل بن عبد الله
الدمشقي بحلب.
أنبأنا الشيخ الجليل أبو سعيد خليل بن أبي الرجا بن أبي الفتح الراراني
وأبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني قالا:
أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن - حضورا في الثالثة - الحداد.
قراءة عليه في شهر ربيع الأول من سنة اثنتي عشرة وخمس ماية.
أخبرنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق.
حدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني:
21

باب أول ما خلق الله القلم
1 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أحمد بن حميد
المروزي، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن رباح بن زيد،
عن عمر بن حبيب، عن القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
«أول ما خلق الله القلم، فقال له: اجر، فقال: بم
أجري؟ فقال له: بما هو كائن إلى يوم القيامة».
* الإسناد حديث صحيح رجاله ثقات.
* التخريج: حديث ابن عباس رواه ابن جرير. وأخرجه الترمذي من
حديث عبادة بن الصامت وقال: حديث حسن صحيح غريب، في سنده عبد
الواحد بن سليم وهو ضعيف، وأخرجه أبو داود من وجه آخر وسكت عنه
هو والمنذري، وأخرجه أحمد من طريق الوليد بن عبادة عن أبيه كما
أخرجه ابن أبي حاتم. وقال ابن حجر في الفتاوى الحديثية: قد ورد هذا
الحديث بل صح من طرق. كما أخرج حديث عبادة الإمام احمد وأخرج
الخطيب البغدادي بسنده عن علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما
خلق الله القلم، ثم الدواة - وهو قوله تعالى [ن، والقلم...] النون الدواة - ثم
قال للقلم: خط ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة من جنة أو نار، وخلق العقل
فاستنطقه فأجابه، ثم قال له: اذهب. فذهب، ثم قال له: أقبل فأقبل، ثم
استنطقه فأجابه، ثم قال: وعزتي وجلالي ما خلقت من شيء أحب إلي منك،
ولا أحسن منك، ولأجعلنك فيمن أحببت، ولأنقصنك ممن أبغضت. فقال
22

النبي صلى الله عليه وسلم: أكمل الناس عقلا أطوعهم لله وأعملهم بطاعته، وأنقص الناس
عقلا أطوعهم للشيطان وأعملهم بطاعتهم».
وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق الطبراني هذه ومن طريق أخرى
ولفظه: «أول كل شيء خلق الله القلم. فأمره فكتب كل شيء يكون» وقال:
لم يروه عن سعيد إلا القاسم، ولا عنه إلا عمر، تفرد به رباح، ورواه عن ابن
عباس جماعة منهم أبو ظبيان، وأبو إسحاق، ومقسم، ومجاهد، منهم من رفعه
ومنهم من وقفه، ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا متصلا عبادة بن الصامت وابن
عمر
23

باب أول ما خلق الله من الإنسان فرجه
2 - حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا علي بن المديني، حدثنا محمد
ابن فضيل، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر
قال:
«أول ما خلق الله من الإنسان فرجه، فملها، ثم خلقه،
قيل له: لا تنزله إلا في حله».
* الإسناد: حديث صحيح موقوف على ابن عمر إلا أن له حكم
المرفوع لأن مثله لا يقال بالرأي.
* تخريجه: أخرج السيوطي في الأوائل: «أول ما خلق الله من أعضاء
الإنسان فرجه، ثم قال: هذا أمانتي عندك فلا تضعها إلا في حقها».
24

باب أول من جحد آدم عليه السلام
3 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن المنهال،
حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن
يوسف بن مهران، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أول من جحد آدم فجحدت ذريته».
* إسناده: فيه علي بن زيد بن جدعان مختلف فيه، وفيه يوسف بن
مهران لم يروى عنه إلا ابن جدعان، وهو لين الحديث.
* تخريجه: والحديث أخرجه الإمام أحمد من طريق حماد بن سلمة به عن
ابن عباس قال: لما نزلت آية الدين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أول من جحد
آدم عليه السلام. أو - أول من جحد آدم. مسح ظهره، فأخرج منه ما هو
من ذراري إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه، فرأى فيهم رجلا
يزهر، فقال: أي رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي رب كم
عمره؟ قال: ستون عاما، قال: رب زد في عمره. قال: لا إلا أن أزيده من
عمرك - وكان عمر آدم ألف عام - فزاده أربعين عاما، فكتب الله عز وجل
عليه بذلك كتابا، وأشهد عليه الملائكة، فلما احتضر آدم، واتته الملائكة
لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عاما، فقيل: إنك قد وهبتها
لابنك داود. قال: ما فعلت، وأبرز الله عز وجل عليه الكتاب وشهدت عليه
الملائكة.
25

وقد أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة نحوه وفيه: «فجحد آدم
فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته».
وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأخرجه الحاكم في مستدركه عن أبي هريرة وقال: حديث صحيح على
شرط مسلم ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.
وقد أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: «إنما سمي الإنسان إنسانا
لأنه عهد إليه فنسي» ورواه عنه علي بن أبي طلحة.
26

باب أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة
4 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا هدبة بن خالد،
حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنا أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة»
* الإسناد: رجاله ثقات ما عدا علي بن زيد بن جدعان مختلف فيه
ويشهد له حديث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من تنشق
عنه الأرض، ثم أبو بكر، ثم عمر، ثم آتى أهل البقيع، فيحشرون معي، ثم
انتظر أهل مكة حتى أحشر بين الحرمين». أخرجه الحاكم والترمذي وقال:
حسن غريب وحديث أنس عند الترمذي: «أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا،
وأنا خطيبهم إذا وفدوا، وأنا مبشرهم إذا أيسوا، لواء الحمد يومئذ بيدي،
وأنا أكرم ولد آدم على ربي ولا فخر» وقال: هذا حديث حسن غريب،
وأخرجه الدارمي أيضا. وحديث أبي هريرة عند الترمذي أيضا: «أنا أول من
تنشق الأرض عنه، فأكسى حلة من حلل الجنة، ثم أقوم عن يمين العرش،
ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري». وقال: هذا حديث حسن
غريب صحيح.
وحديث أبي سعيد الخدري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا سيد ولد آدم يوم
القيامة ولا فخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ - آدم ومن
سواه - إلا تحت لوائي، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر».
27

باب أنا أول من يقرع باب الجنة
5 - حدثنا عبيد بن غنام الكوفي، حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا سفيان الثوري، عن
المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم:
«أنا أول من يقرع باب الجنة»
* الإسناد: رجاله ثقات ما عدا معاوية بن هشام: صدوق له أوهام، وقد
وثقه أبو داود.
وحديث أنس أخرجه أحمد ومسلم بلفظ: «آتي باب الجنة يوم القيامة،
فأستفتح، فيقول الخازن: من أنت؟ فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت أن لا
أفتح لأحد قبلك.
وأخرجه ابن النجار من حديث أنس بلفظ: «أنا أول من يدق باب
الجنة، فلم تسمع الآذان أحسن من طنين الحلق على تلك المصاريع».
وأخرج مسلم من حديث أنس أيضا «أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة،
وأنا أول من يقرع باب الجنة».
وأخرج الترمذي والدارمي من حديث ابن عباس قال: «جلس ناس من
أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم ينتظرونه. قال: فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم
يتذاكرون، فسمع حديثهم فقال بعضهم: عجبا إن الله اتخذ من خلقه خليلا،
اتخذ إبراهيم خليلا، وقال آخر: ماذا بأعجب من كلام موسى كلمه تكليما.
28

وقال آخر: فعيسى كلمة الله وروحه، وقال آخر: آدم اصطفاه الله. فخرج
عليهم فسلم، وقال: قد سمعت كلامكم وعجبكم، إن إبراهيم خليل الله، وهو
كذلك، وموسى نجي الله، وهو كذلك، وعيسى روحه وكلمته، وهو
كذلك، وآدم اصطفاه، وهو كذلك ألا وأنا حبيب الله ولا فخر، وأنا حامل
لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع، وأول مشفع يوم القيامة
ولا فخر، وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح الله لي، فيدخلنيها، ومعي
فقراء المؤمنين ولا فخر. وأنا أكرم الأولين والآخرين ولا فخر».
29

باب أنا أول شافع وأول مشفع
6 - حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي، حدثنا محمد
ابن مصعب القرقشاني، حدثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي
كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنا أول شافع، وأول مشفع»
* الإسناد: رجاله ثقات ما عدا محمد بن مصعب ضعفه النسائي وغيره،
وقال ابن عدي: ليس عندي بروايته بأس، وشيخ الطبراني صدوق من
الحادية عشرة.
7 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، حدثنا أبي،
حدثنا أبو بكر بن مضر، عن جعفر بن ربيعة، عن صالح
بن حبان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنا أول شافع، وأول مشفع يوم القيامة»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو صدوق. وقال
المنذري: ثقة تكلموا فيه. وقد أخرج مسلم من حديث أنس قوله صلى الله عليه وسلم:
«أنا أول شفيع في الجنة لم يصدق نبي من الأنبياء ما صدقت، وإن من
30

الأنبياء ما يصدقه من أمته إلا رجل واحد». كما أخرج الخطيب البغدادي
من حديث عثمان قوله صلى الله عليه وسلم: «أول من يشفع يوم القيامة الأنبياء، ثم العلماء،
ثم الشهداء».
وقد سبق عند الترمذي والدارمي من حديث ابن عباس «أنا أول شافع
وأول مشفع ولا فخر».
31

باب أول الأمم يدخل الجنة
8 - حدثنا محمد بن أحمد بن البراء البغدادي، حدثنا عبد المنعم
بن إدريس بن سنان، عن أبيه، عن وهب بن منبه عن
ابن عباس وجابر بن عبد الله قالا: «إن جبريل عليه
السلام قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أول الأمم يدخل الجنة أمتك»
* الإسناد: حديث إسناده ضعيف فيه عبد المنعم بن إدريس: وهو
ضعيف وقال ابن حبان: يضع على أبيه وغيره. وأبوه ضعيف أيضا.
وقد سبق من حديث ابن عباس عند الترمذي وقال: غريب، وأخرجه
الدارمي: «وأنا أول من يحرك حلقة الجنة فيفتح الله لي فيدخلنيها ومعي
فقراء المؤمنين ولا فخر».
أقول: أما دخول أمته صلى الله عليه وسلم الجنة قبل غيرها من الأمم فيتفق مع كونه
أول من تفتح له أبواب الجنان، وأمة كل نبي تبع له. وانظر الحديث رقم
/ 14 / من هذا الكتاب.
كما أخرج الإمام أحمد وغيره من حديث عبد الله بن عمرو عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: «هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق؟ قالوا: الله
ورسوله أعلم. قال: أول من يدخل الجنة من خلق الله الفقراء والمهاجرون
الذين تسد بهم الثغور ويتقى بهم المكاره ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا
يستطيع لها قضاء...» الحديث.
32

باب أول من يكسى يوم القيامة
9 - حدثنا أبو مسلم الكجي، حدثنا محمد بن كثير العبدي،
حدثنا سفيان الثوري، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أول من يكسى يوم القيامة خليل الله إبراهيم عليه السلام»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا الشيخ الطبراني، وهو ثقة حافظ
وحديث ابن عباس أخرجه أحمد والشيخان والترمذي عنه قال: «قام فينا النبي
صلى الله عليه وسلم يخطب فقال: أنكم محشورون حفاة عراة غرلا. [كما بدأنا أول
خلق نعيده] الآية. وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم
الخليل....» الحديث.
وأخرج البزار من حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أول من يكسى من
الخلائق إبراهيم».
أقول: قال القرطبي في شرح مسلم: يجوز أن يراد بالخلائق من عدا نبينا
صلى الله عليه وسلم فلم يدخل هو في عموم خطاب نفسه. وتعقبه القرطبي في التذكرة فقال:
هذا حسن لولا ما جاء من حديث علي، الذي أخرجه ابن المبارك في
الزهد من طريق عبد الله بن الحارث عن علي قال: «أول من يكسى يوم
القيامة خليل الله عليه السلام قبطيتين، ثم يكسى محمد صلى الله عليه وسلم حلة حبرة عن يمين
العرش. قال الحافظ: كذا ورد مختصرا موقوفا، وأخرجه أبو يعلى
مطولا مرفوعا، وأخرج البيهقي من طريق ابن عباس نحو حديث الباب وزاد:
33

وأول من يكسى من الجنة: إبراهيم يكسى حلة من الجنة ويؤتى بكرسي
فيطرح عن يمين العرش، ثم يؤتى بي فأكسى حلة من الجنة لا يقوم لها البشر،
ثم يؤتى بكرسي فيطرح على ساق العرش وهو عن يمين العرش. وفي مرسل
عبيد بن عمير عند جعفر الفريابي: يحشر الناس حفاة عراة، فيقول الله تعالى:
أرى خليلي عريانا فيكسى إبراهيم ثوبا أبيض، فهو أول من يكسى. قيل
الحكمة من كون إبراهيم أول من يكسى أنه جرد حين ألقي في النار، وقيل
لأنه أول من استن التستر بالسراويل.
وقد أخرج ابن مندة من حديث حيدة رفعه قال: أول من يكسى إبراهيم
يقول الله: اكسوا خليلي ليعلم الناس اليوم فضله عليهم. قال الحافظ: لا يلزم
من تخصيص إبراهيم عليه السلام بأنه أول من يكسى أن يكون أفضل من نبينا
عليه الصلاة والسلام مطلقا. انتهى.
34

باب أول من أضاف الضيفان
10 - حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي قال: حدثنا يعقوب
ابن حميد ابن كاتب قال: حدثنا سلمة بن رجاء، عن محمد
ابن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أول من أضاف الأضياف إبراهيم عليه السلام»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني فإني لم أجده. وقد
أخرج ابن أبي الدنيا في قرى الضيف عن أبي هريرة: «كان أول من أضاف
الضيف إبراهيم عليه السلام».
35

باب أول من اختتن
11 - حدثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، حدثنا يعقوب بن
حميد بن كاتب حدثنا سلمة بن رجاء، عن محمد بن
عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أول من اختتن إبراهيم، وقد أتت علي مائة وعشرون
سنة، واختتن بالقدوم» القدوم: موضع بالشام.
* الإسناد: كالسابق.
أخرج الإمام مالك عن يحيى بن سعيد، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول:
«كان إبراهيم عليه السلام أول الناس ضيف الضيف، وأول الناس اختتن،
وأول الناس قص شاربه، وأول الناس رأى الشيب فقال: يا رب ما هذا؟
قال: وقار. قال: رب زدني وقارا» وزاد رزين: «وهو ابن مائة وعشرين
سنة وعاش بعد ذلك ثمانين».
وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم: «اختتن
إبراهيم بالقدوم» وقال بعضهم بالتخفيف «القدوم» «وهو ابن ثمانين
سنة».
36

باب أول من صنعت له النورة
12 - حدثنا أحمد بن خليل الحلبي، حدثنا إبراهيم بن المهدي
المصيصي، حدثنا عمر بن عبد الرحمن أبو حفص الأبار،
حدثنا إسماعيل بن عبد الله الكندي، عن أبي بردة عن أبي
موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أول من صنعت له النورة، ودخل الحمام: سليمان بن داود
عليهما السلام، فلما دخل ووجد حره قال: أوه من عذاب
الله عز وجل، أوه، أوه، من قبل أن لا ينفع أوه».
* الإسناد: فيه إسماعيل بن عبد الله الكندي، قال فيه الذهبي: عن
الأعمش وعنه بقية بخبر عجيب منكر وشيخ الطبراني هذا لم أجده.
والحديث أخرجه العقيلي في الضعفاء، والطبراني في الكبير، وابن عدي في
الكامل، والبيهقي في السنن، وأشار السيوطي إلى ضعفه.
وقال العسكري: أول من عملت له النورة سليمان عليه السلام، والنورة
عربية صحيحة. أخبرنا أبو أحمد قال: أخبرنا أبو بكر دريد قال: أضل
الكذاب ناقة، فاتهم بني عميرة فتجوع ليتشوه على ماء لهم، فلما كان يوم
وردها. تعرى ثم رجز:
37

لهم إن كانت بنو عميرة * رهط الثلاث هذه مقصورة
قد حشدوا الغدرة مذكورة * وأصبحوا كأنهم قارورة
من إبل وغنم كثيرة * فابعث عليهم سنة قاشورة
تحلق المال احتلاق النورة
فقالوا: كم ثمن ناقتك؟ قال: ثلاثون درهما فأعطوه إياهما.
38

باب أول الأنبياء عليهم السلام
13 - حدثنا أحمد بن أنس بن مالك الدمشقي، حدثنا إبراهيم بن
هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، حدثني أبي، عن جدي،
عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر الغفاري رضي الله
عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أول الأنبياء آدم، وآخرهم محمد صلى الله عليه
وعليهم وسلم أجمعين».
* الإسناد: حديث حسن رجاله موثقون
والحديث أخرجه الحكيم الترمذي بلفظ «أول الرسل آدم وآخرهم محمد،
وأول أنبياء بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى، وأول من خط بالقلم
إدريس» واخرج ابن عساكر من حديث أنس: «أول نبي أرسل
نوح».
39

باب أول من يبعث يوم القيامة من الأمم وأول من يحاسب
14 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا هدبة بن خالد،
حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة،
عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«نحن أول من يبعث، وأول من يحاسب»
* الإسناد: حديث حسن رجاله ثقات ما عدا علي بن زيد فمختلف
فيه.
وحديث ابن عباس أخرجه ابن ماجة: «نحن آخر الأمم، وأول من
يحاسب، يقال: أين الأمة ونبيها، فنحن الآخرون الأولون.
40

باب أول من صافح
15 - حدثنا معاذ بن المثنى، حدثنا علي بن عثمان اللاحقي،
حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أتاكم أهل اليمن، هم أرق قلوبا، وهم أول من حيا
بالمصافحة».
* الإسناد: رجاله ثقات غير أن حميد على جلالة قدره وكونه ثقة فهو
يدلس، وقال شعبة: لم يسمع حميد من أنس إلا أربعة أو ثلاثة أحاديث
والباقي سمعه من ثابت، أو ثبته فيها ثابت، وأورده العقيلي وابن عدي في
الضعفاء. قال محب الدين الطبري: وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال: «جاءكم أهل اليمن، وهم أول من جاء بالمصافحة» أخرجه أبو
داود وأبو حاتم بزيادة ولفظه: «يقدم عليكم قوم أرق منكم قلوبا - فقدم
الأشعريون وفيهم أبو موسى، فكانوا أول من أظهر المصافحة في الإسلام،
فجعلوا حين دنوا من المدينة يرجزون ويقولون:
غدا نلقى الأحبة * محمدا وحزبه
والشطر الأول من الحديث أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة بلفظ:
«أتاكم أهل اليمن، هم أرق أفئدة وألين قلوبا....» الحديث وأخرج الترمذي
نحوه.
41

باب أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي
16 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر،
عن الزهري عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
«أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي، الرؤيا
الصالحة فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وكان صدوقا، ويدخل في
الصحيح وحديث عائشة هذا أخرجه الشيخان مطولا وأخرج الترمذي
عنها قالت: «أول ما ابتدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين أراد الله
كرامته، ورحمة العباد به. أن لا يرى شيئا إلا جاءت كفلق الصبح، فمكث
على ذلك ما شاء الله أن يمكث، وحبب إليه الخلوة، فلم يكن شيء أحب إليه
من أن يخلو» وقال الترمذي: هو حديث حسن صحيح غريب. وأخرجه
البخاري ومسلم والنسائي وكذا أخرجه العسكري في أوائله بسنده عن
عائشة رضي الله عنها. وكذا ذكره أهل السير عنها.
42

17 - باب أول ما نزل من القرآن
حدثنا حفص بن عمر بن الصباح، حدثنا عبد الله بن
رجاء، حدثنا حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير، عن
أبي سلمة قال:
«سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل أول؟ فقال:
يا أيها المدثر».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني، قال الحاكم: حدث
بغير حديث لم يتابع عليه، ووثقه ابن حبان.
وتتمة الحديث: «قلت إنهم يقولون: اقرأ باسم ربك الذي خلق، أبو
سلمة: سألت جابرا عن ذلك فقال: لا أحدثك إلا ما حدثنا به رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: جاورت بحراء شهرا فلما قضيت جواري هبطت فنوديت فنظرت
عن يميني فلم أر شيئا، ونظرت عن شمالي فلم أر شيئا، ونظرت خلفي فلم أر
شيئا فرفعت رأسي فرأيت شيئا فلم أثبت له، فأتيت خديجة فقلت: دثروني،
فنزل / يا أيها المدثر. قم فأنذر، وربك فكبر، وثيابك فطهر، والرجز
فاهجر / وذلك قبل أن تفرض الصلاة».
أما في رواية ابن شهاب فقال: «فحمي الوحي وتتابع» قال الحافظ ابن
حجر: ولما خلت رواية يحيى بن أبي كثير عن هاتين الجملتين، أشكل الأمر
فجزم من جزم بأن / يا أيها المدثر / أول ما نزل. ورواية الزهري هذه
الصحيحة ترفع الأشكال. إذا أنها تدل على أن «يا أيها المدثر» نزلت بعد أن
43

فتر الوحي، وأن السابقية في النزول كانت ل / اقرأ باسم ربك الذي خلق
/. والله أعلم.
قال الحافظ ابن حجر: قال صاحب الكشاف: ذهب ابن عباس ومجاهد إلى
أنها - سورة العلق - أول سورة نزلت، وأكثر المفسرين أن أول سورة نزلت
فاتحة الكتاب - كذا قال - والذي ذهب أكثر الأئمة إليه هو الأول - سورة
العلق - وأما الذي نسبه إلى الأكثر فلم به إلا عدد أقل من القليل بالنسبة
إلى من قال بالأول - انتهى.
وأخرج أبو هلال العسكري في أوائله بإسناده عن عائشة: «أن أول ما
نزل عليه / اقرأ باسم ربك الذي خلق / وكان ذلك في غار حراء، ثم /
ن. والقلم وما يسطرون / وكذا ذكره أصحاب السير».
44

باب أول ما علم جبريل النبي صلى الله عليه وسلم
18 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، حدثني أبي،
حدثني ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد عن الزهري، عن
عروة، عن أسامة، عن أبي زيد بن حارثة قال:
«أول ما علم جبريل النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء، فلما فرغ أخذ
من ماء فنضح به فرجه».
* الإسناد، فيه ابن لهيعة وهو ضعيف لأن هذه ليس من رواية العبادلة
عنه.
والحديث أخرجه الطبراني في الكبير ورواه أحمد وابن ماجة والدارقطني
وفيها كلها ابن لهيعة كما رواه أحمد من حديث أسامة وفيه رشدين بن
سعد وثقة هيثم بن خارجة وأحمد بن حنبل في رواية وضعفه آخرون. ورواه
الحاكم دون ذكر النضح وقال الشيخ عبد الرحمن البنا: وفي الباب عن أبي
هريرة عند الترمذي، وابن عباس عند الزراق في جامعه. وجابر عند
ابن ماجة. وكلها لا تخلو من مقال ولكنها بمجموعها تنهض للاحتجاج
بها.
45

باب أول من سيب السوائب وبحر البحيرة وغير دين إبراهيم
عليه السلام
19 - حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد الله بن
صالح، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن عبد الله بن
الهاد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أول من سيب السوائب، وبحر البحيرة، وغير دين
إبراهيم: عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف بن خزاعة»
* رجاله الإسناد: رجاله الصحيح خلا عبد الله بن صالح قال فيه ابن
حجر: صدوق كثير الغلط ثبت في الكتابة. وكانت فيه غفلة وشيخ
الطبراني. قال فيه ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا سوى هذا: وذكر له
حديث أبي هريرة «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه». وأخرج الشيخان من
من حديث أبي هريرة «رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبة - أمعاءه - في
النار. فكان أول من سيب السوائب» وزاد في رواية أبي صالح عند مسلم:
«وبحر البحيرة وغير دين إسماعيل». وروى عبد الرزاق عن معمر عن زيد
ابن أسلم مرسلا «... وأول من بحر البحائر رجل من بني مدلج جدع أذن
ناقته وحرم شرب لبنها» والأول أصح. كما أخرج البخاري نحو حديث
الباب عن عائشة مرفوعا. وكذا الإمام أحمد من حديث ابن مسعود
مرفوعا. وروى الطبراني من حديث ابن عباس رفعه نحو ذلك.
وذكر ابن إسحاق في السيرة: «أنه جاء بالأصنام من بلاد الشام وكان بها
يومئذ العماليق».
46

باب أول ما يتكلم من الإنسان يوم القيامة
20 - حدثنا إدريس بن جعفر العطار، حدثنا يزيد بن هارون،
حدثنا سعيد بن إياس، عن حكيم بن معاوية بن حيدة
القشيري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أول ما يتكلم من الإنسان يوم القيامة، ويشهد عليه بعمله
فخذه وكفه»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني، قال الدارقطني
متروك.
47

باب أول ما ينطق من الإنسان
21 - حدثنا إدريس بن جعفر، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا
بهز بن حكيم بن معاوية، عن أبيه، عن جده قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنكم تعرضون يوم القيامة على أفواهكم الفدام، وأول
ما ينطق من الإنسان فخذه ويده»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني كما تقدم.
وقد نقل الطبراني أن «أول ما يتكلم من الآدمي فخذه وكفه يوم القيامة،
عند شهادة الأعضاء.
وقد أخرج الإمام أحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر أنه سمع النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أول عظم من الإنسان يتكلم يوم يختم على الأفواه فخذه من
الرجل الشمال». وحديث الباب أخرجه الإمام أحمد من حديث طويل وقال
في مجمع الزوائد: رجاله ثقات.
48

باب أول ما ينتن من الإنسان في قبره
22 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبو كامل
الفضيل بن حسين الجحدري، حدثنا أبو عوانة، عن
الحسن، عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«من استطاع منكم أن لا يدخل بطنه إلا طيبا فليفعل،
فإن أول ما ينتن من الإنسان بطنه»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو ثقة ثبت.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط والكبير ورجاله رجال الصحيح.
وأخرج البخاري عن أبي تميمة رضي الله عنه: «أن أصحابه قالوا له:
وقد حدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن
استطاع أن لا يدخل بطنه إلا طيبا فليفعل».
49

باب أول ما يحاسب به العبد
23 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن المنهال،
حدثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن زرارة
ابن أوفى، عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
«أول ما يحاسب به العبد الصلاة، فإن تمت فقد أفلح،
وأنجح، وإن فسدت، فقد خاب وخسر، ثم سائر
الأعمال».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني، وهو حافظ ثقة،
وقال ابن أبي حاتم: صدوق.
وحديث تميم الداري أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، وابن ماجة والحاكم
بلفظ: «أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته، فإن كان أتمها كتبت له
تامة وأن لم يكن أتمها قال الله لملائكته: انظروا هل تجدون لعبدي من تطوع،
فتكملون بها فريضته، ثم الزكاة كذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب
ذلك». وأخرج أحمد والترمذي. والنسائي نحوه من حديث أبي هريرة.
وسنده جيد. وأخرج الطبراني في الأوسط نحوه مختصرا من حديث أنس
رضي الله عنه وقال فيه الهيثمي: فيه القاسم بن عثمان. قال البخاري له
أحاديث لا يتابع عليها، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: ربما أخطأ، وفي
رواية أخرى قال فيها: وفيه خليد بن دعلج ضعفه أحمد والنسائي
والدارقطني. وقال ابن عدي: عامة حديثه تابعه عليه غيره.
50

وأخرج الحاكم في الكنى عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أول ما
افترض الله تعالى على أمتي الصلوات الخمس، وأول ما يرفع من أعمالهم
الصلوات الخمس، وأول ما يسألون عنه الصلوات الخمس....» وأخرج
الإمام مالك عن يحيى بن سعيد قال: بلغني أن أول ما ينظر فيه من عمل العبد
الصلاة، فإن قبلت منه نظر فيما بقي من عمله. وأن لم تقبل لم ينظر في شيء
من عمله».
51

باب أول ما يقضى به بين الناس في الدماء
24 - حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
عبدة بن سليمان، عن الأعمش بن أبي وائل، عن عبد
الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أول ما يقضى بين الناس في الدماء».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وكان محدثا صدوقا
خيرا وحديث ابن مسعود أخرجه الخمسة إلا أبا داود بزيادة «يوم
القيامة». وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن الأعمش به.
كما أخرجه الخطيب البغدادي بسنده عن أبي هريرة مرفوعا وقال: هذا
حديث غريب جدا من رواية شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
إن كان محفوظا. تفرد بروايته النسائي عن هارون بن عبد الله عن أبيه،
ورواه غيره عن الأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله بن مسعود عن النبي
صلى الله عليه وسلم وذاك المحفوظ الصحيح.
52

باب أول من رمى بسهم في سبيل الله
25 - حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
محمد بن أبي عبيدة بن معن، عن أبيه، عن الأعمش، عن
أبي خالد الوالبي، عن جابر بن سمرة قال:
«أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو ثقة وخلا
الوالبي وهو ثقة وقد أخرج البخاري عن قيس قال: سمعت سعدا رضي
الله عنه يقول: «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، وكنا نغزو مع
النبي صلى الله عليه وسلم ومالنا طعام إلا ورق الشجر حتى أن أحدنا ليضع كما يضع البعير
أو الشاة ماله خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد خبت إذا
وضل عملي، وكانوا وشوا به إلى عمر قال: لا يحسن يصلي».
قال الحافظ ابن حجر: كان ذلك في سرية عبيدة بن الحارث بن المطلب،
وكان القتال فيها أول حرب وقعت بين المشركين والمسلمين، وهي أول سرية
بعثها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى من الهجرة، بعث ناسا من المسلمين إلى
رابغ ليلقوا عيرا لقريش فتراموا بالسهام، ولم يكن بينهم مسايفة، فكان سعد
أول من رمى وذكر ذلك الزبير بن بكار بسنده له وقال فيه عن سعد أنه
أنشد يومئذ:
ألا هل أتى رسول الله أني * حميت صحابتي بصدور نبلي
وأخرج أبو هلال العسكري بسنده عن قيس بن حازم قال: سمعت سعدا
يقول: اني لأول من رمى بسهم في سبيل الله.
53

باب أول من سل سيفا في سبيل الله تعالى
26 - حدثنا أبو يزيد القراطيسي يوسف بن موسى، حدثنا
أسد بن موسى، حدثنا عبيد بن سليمان، عن هشام بن
عروة عن أبيه قال:
«أول من سل سيفا في سبيل الله: الزبير بن العوام، كان
في داره بمكة، فبلغه أن ناسا من المشركين أرادوا أن يفتكوا
برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسل سيفه وخرج في طلبه».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني. قال في شذرات
الذهب: صاحب أسند السنة، وهو من كبار شيوخ الطبراني. وقال في
تذكرة الحفاظ: مسند مصر وأخرج الطبراني في الكبير عن عروة، قال:
«أول من سل سيفا في سبيل الله الزبير بن العوام» قال الهيثمي: ورجاله
ثقات.
ذكر العسكري بسنده عن سفيان قال: أول سيف شهر في الإسلام سيف الزبير
قيل له قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج بسيفه يسعى وهو غلام، قالوا: فلما قتله
ابن جرمز جاء عليا فقال علي: بشر قاتل ابن صفيه بالنار، ونظر إلى سيفه
فقال: كم كشفت به الغماء عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال أبو جعفر فقال ابن
جرموز:
أتيت عليا برأس الزبير * رجوت به عنده الزلفة
فبشر بالنار قبل العيان * وبئست بشارة ذي التحفة
فقلت له إن قتل الزبير * لولا رضاك من الكلفة
وسيان عندي قتل الزبير * وضرطة عير بذي الجحفة
54

باب أول من قدم المدينة من المهاجرين
27 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا عبد الله بن رجاء
حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب
رضي الله عنهما قال:
«كان أول من قدم علينا من المهاجرين: مصعب بن عمير
أخي بني عبد الدار بن قصي، فقلنا: ما فعل من وراك
صالح، ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو مكانه».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني الحافظ الثقة.
* ذكر السيوطي في أوائله أن: «أول من المدينة من المهاجرين أبو
سلمة بن عبد الأسد رضي الله عنه» و «أول ظعينة قدمت المدينة زوجته أم
سلمة، وقيل بنت أبي حثمة» كما ذكر أن فيه نزلت الآية / فأما من
أوتي كتابه بيمينه... / الآية وهو أول من يؤتى كتابه بيمينه يوم القيامة
من الأمة.
كما ذكر أبو هلال العسكري أن أول من هاجر أبو سلمة وأول ظعينة
زوجته. وقد أورد ابن إسحاق وغيره من أصحاب السير: أن النبي صلى الله عليه وسلم
أرسل مع الأنصار بعد بيعة العقبة الأولى مصعب بن عمير، فهو أول من
هاجر، والذي يظهر لي أن لا تعارض بين ذلك، فإن مصعب بن عمير خرج
مع النقباء قبل أن تفرض الهجرة بصورة عامة، وأن أبا سلمة أول من خرج
مهاجرا بعد الفرض. فمن نظر إلى الخروج وأسبقيته قال: مصعب، ومن نظر
إليه بعد الفرض قال أبو سلمة رضي الله عنهم جميعا. والله أعلم.
55

باب أول من جمع بالمدينة قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم
28 - حدثنا محمد بن الوليد النرسي، حدثنا محمد بن المثنى أبو
موسى، حدثنا يحيى بن كثير العنبري حدثنا صالح بن
أبي الأخضر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن
ابن الحارث بن هشام، عن عقبة بن عمرو، وأبي مسعود
الأنصاري رضي الله عنه قال:
«أول من جمع بالمدينة قبل أن يقدم النبي صلى الله عليه وسلم مصعب
بن عمير»
* رجاله رجال الصحيح خلا صالح بن أبي الأخضر، قال ابن حجر:
ضعيف يعتبر به، وقال الذهبي: صالح الحديث وذكر من ضعفه كالبخاري
وغيره. وخلا شيخ الطبراني ذكره الخطيب البغدادي ولم يتكلم فيه.
وللدارقطني من حديث ابن عباس «أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى مصعب بن
عمير أن أجمع بهم».
وأخرج أبو داود من طريق عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: كان أبي
إذا سمع الأذان للجمعة استغفر لأسعد به زرارة، فسألته فقال: «كان أول
من جمع بنا بالمدينة وذكر الأمرين فمصعب الداعية إنما نزل في
أسعد بن زرارة، فإسلام كثير من الأنصار كان على يد مصعب
وبمعاونة أسعد بن زرارة، فالمعلم والداعية مصعب والحماية والقوة والرعاية
لأسعد رضي الله عنهم جميعا، والله أعلم.
56

باب أول جمعة جمعت في الإسلام في غير المدينة
29 - حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي، حدثنا الحسن بن علي
الحلواني، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا يزيد بن عبد العزيز
ابن سياه، عن محمد بن أبي حفص، عن أبي جمرة عن
ابن عباس - رضي الله عنهما - قال:
«أول جمعة جمعت بعد جمعة بالمدينة، جمعت بالبحرين في
قرية لعبد القيس يقال لها جواثا»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني محدث مكة، ذكره
ابن حبان في الثقات.
والحديث أخرجه البخاري وأبو داود عن ابن عباس.
57

باب أول آية نزلت في القتال
30 - حدثنا محمود بن محمد الواسطي، حدثنا زكريا بن يحيى
رحمويه، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان
الثوري، عن الأعمش، عن مسلم البطين عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس قال:
«لما أخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة قال أبو بكر: أنا لله وإنا
إليه راجعون، أخرجوا نبيهم ليهلكن، فنزلت هذه الآية
[أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا، وإن الله على نصرهم
لقدير....] قال فعرفت أنه سيكون قتال. قال ابن
عباس، وهي أول آية نزلت في القتال».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا زكريا بن يحيى رحمويه فثقة
أخرج له ابن حبان في صحيحه وخلا شيخ الطبراني ذكره الذهبي في
تذكرة الحفاظ.
والحديث أخرجه الترمذي وقال: هذا حديث حسن، وأخرجه أحمد
والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم.
قال القرطبي عند تفسير هذه الآية: وهي أول آية نزلت في القتال. قال
ابن عباس وابن جبير نزلت عند هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة،... وقد
روى غير واحد عن سفيان عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير
مرسلا وليس فيه ابن عباس.
58

باب أول زمرة يدخلون الجنة
31 - حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا أبو همام محمد بن
محبب الدلال، حدثنا سفيان بن سعيد الثوري عن
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
«أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم
الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة، ثم هم بعد
منازل، ولا يبولون، ولا يتغوطون، ولا يمتخطون، ولا
يتفلون، أمشاطهم الذهب، ومجامرهم الألوة، ورشحهم
المسك، وخلقهم على خلق رجل واحد، على صورة أبيهم
آدم ستون ذراعا».
الإسناد: رجاله رجال الصحيح غير أبي همام وهو ثقة غير أن شيخ
الطبراني ضعيف متهم بالوضع. قال ابن حبان: يعتبر حديثه إذا روى عن
الثقات. وحديث أبي هريرة هذا أخرجه الشيخان والترمذي بنحو
منه وأخرجه أحمد والترمذي وقال: حسن صحيح من حديث أبي سعيد
الخدري. وكذا ابن مسعود. وقال الهيثمي: اسناد ابن مسعود صحيح، وفي
إسناد أبي سعيد عطية والأكثر على تضعيفه وأخرج الخطيب البغدادي
بسنده عن أبي هريرة من طريق أخرى قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«أول زمرة تدخل الجنة وجوههم كالقمر ليلة البدر، والثانية وجوههم
كأضوأ كوكب في السماء، لكل واحد منهم امرأتان يرى مخ ساقيها من
وراء اللحم، وليس في الجنة أعزب».
59

باب إن أول الآيات طلوع الشمس من مغربها
32 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو حذيفة، حدثنا
سفيان الثوري، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أول الآيات: طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة
على الناس ضحى، فأيتهما كانت قبل كان الأخرى على
أثرها قريبا».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح غير أبي حذيفة موسى بن مسعود
النهدي حديثه عند البخاري في المتابعات، وهو صدوق قوله سيئ الحفظ
وشيخ الطبراني الحافظ الثقة.
أخرجه مسلم وأبو داود بهذا اللفظ بدون «قريبا» من حديث ابن عمرو
ابن العاص. قال المناوي: والآيات إما أمارات دالة على قرب الساعة،
فأولها بعث نبينا صلى الله عليه وسلم، أو أمارات متوالية دالة على وقوعها، والكلام هنا
فيها، وجاء الخبر أن أولها ظهور الدجال...».
وقال الحافظ ابن حجر «والذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج
الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض
وينتهي ذلك بموت عيسى عليه السلام، وأن طلوع الشمس من المغرب هو
أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي. وينتهي ذلك بقيام
الساعة». وأخرج الخطيب البغدادي بسنده من طريقين من حديث أبي
أمامة «أول الآيات طلوع الشمس من مغربها» قال الهيثمي فيه فضالة بن جبير
وهو ضعيف وأنكر هذا الحديث.
60

باب أول من قطع في الإسلام
33 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن
سفيان الثوري، عن يحيى بن عبد الله التيمي، عن أبي
ماجد الحنفي، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
«إن أول رجل من المسلمين قطع في الإسلام رجل من
الأنصار، فقيل: يا رسول الله هذا رجل سرق فكأنما
سف في وجه رسول الله الرماد. فقال بعضهم: يا رسول
الله سف عليك، فقال: وما يمنعني وأنتم أعوان الشيطان
على أخيكم، ثم قال إن الله عفو يحب العفو، فلا ينبغي
لوالي أن يؤتى بحد إلا اقامه. ثم قرأ: [وليعفوا
وليصفحوا، ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور
رحيم].
* الإسناد: فيه يحيى بن عبد التيمي مختلف فيه. وشيخه قال فيه
الذهبي: لا يعرف، وقال ابن حجر: مجهول: لم يرو عنه غير يحيى الجابر.
قال القرطبي: وأول من حكم بقطعه - أي السارق - في الجاهلية الوليد بن
المغيرة. فأمر الله بقطعه في الإسلام. فكان أول سارق قطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الاسلام من الرجال: الخبار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف،
ومن النساء مرة بنت سفيان بن عبد الأسد من بني مخزوم.
61

باب أول ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم من المدينة
34 - حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة البكراوي،
حدثنا عوف الأعرابي عن زرارة بن أوفى عن عبد الله بن
سلام رضي الله عنه قال:
«لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم انجفل الناس قبله، فكنت
فيمن خرج، فكان أول ما سمعته يقول: أطعموا الطعام،
وأفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس
نيام، تدخلوا جنة ربكم بسلام».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا هوذة البكراوي، وهو
صدوق، وشيخ الطبراني وهو المحدث الإمام الثقة الثبت.
والحديث أخرجه ابن ماجة والدارمي، والترمذي وقال: حديث
صحيح. وأخرج أبو هلال العسكري بسنده عن عبد الله بن سلام قال:
«لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتفل الناس قبله، فقالوا: قدم رسول الله صلى عليه وسلم فجئت في الناس، فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس وجه كذاب، وكان أول
شيء تكلم به أن قال:....» وذكر الحديث.
62

باب أول من جدد الكعبة بعد كلاب بن مرة
35 - حدثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثنا أبو اليمان الحكم بن
نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد العزيز بن عبيد
الله، عن عبيد الله بن يزيد مولى المنبعث عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«قصي أول من جدد الكعبة بعد كلاب بن مرة».
* الإسناد: فيه إسماعيل بن عياش مختلف فيه، وعبد العزيز بن
عبيد الله ضعيف لم يرو عنه غير إسماعيل بن عياش.
أقول: وبناء قصي للكعبة ذكره الزبير بن بكار في موضعين من كتابه،
والفاكهي وابن عابد وغيرهم وهم أول من سقفها، وقريش أول من رفع بابها
ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، وابن الزبير رضي الله عنهما أول من
جعل لها بابين، وبناؤه لها ثابت، كذلك بناء قريش والخليل، وما عدا ذلك
غير ثابت لضعف سند الأخبار الواردة به.
63

باب أول من يدخل النار من هذه الأمة
36 - حدثنا أحمد بن مطير الرملي القاضي، حدثنا محمد بن أبي
السري العسقلاني، حدثنا حمزة بن ربيعة عن ابن
شوذب، عن أبي المهزم، عن أبي هريرة قال:
«أول من يدخل النار من هذه الأمة السواطون»
* الإسناد: فيه أبو المهزم متروك وحمزة بن ربيعة لم أجده.
وقد أخرج الإمام أحمد ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها
الناس: ونساء كاسيات عاريات. مميلات، مائلات، رؤوسهن
كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد
من مسيرة كذا وكذا».
64

باب أول من يكسى حلة من النار
37 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا حجاج بن المنهال،
حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان، عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أول من يكسى حلة من النار إبليس لعنه النار الله».
* الإسناد: فيه علي بن زيد بن جدعان مختلف فيه وقال في تقريب
التهذيب: ضعيف وهو مع هذا مرسل لأن عليا هذا تابعي.
وأخرج الخطيب البغدادي بسنده عن أنس مرفوعا قال: «إن أول من
يكسى حلة من النار إبليس، حلة يضعها على حاجبيه فيسحبها من خلفه وهو
ينادي: يا ثبوراه، وذريته من خلفه، وهم ينادون يا ثبوراه، فيقال لهم: لا
تدعوا اليوم ثبورا واحدا، وادعوا ثبورا كثيرا».
وأخرجه الإمام أحمد من طريق حماد بن سلمة بطوله وفيه علي بن زيد بن
جدعان هذا. لكنه قال: عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الهيثمي: رواه أحمد
والبزار ورجالهما رجال الصحيح غير علي بن زيد وقد وثق.
65

باب أول من يرد على النبي حوضه
38 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح الوحاطي، حدثنا نعيم بن
حمار المروزي، حدثنا محمد بن فضيل. عن السري بن
إسماعيل، عن الشعبي، عن سفيان بن الليل، عن الحسن بن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول:
«أول من يرد على حوضي أهل بيتي ومن أحبني من أمتي»
* الإسناد: حديث ضعيف جدا، ففيه السري متروك، وسفيان بن
الليل كان ممن يغلو في الرفض ولا يصح حديثه.
وقد أخرج الخطيب البغدادي من حديث سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أولكم واردة على الحوض أولكم إسلاما: علي بن أبي طالب» كما
أخرج أيضا من حديث ابن عباس أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد
علي يقول «هذا أول من يصافحني يوم القيامة».
66

باب أول من يرد الحوض بعد هذه الطبقة
39 - حدثنا أحمد بن خليد، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع،
حدثنا محمد بن مهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلام
الحبشي، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
«حوضي ما بين عدن إلى عمان البلقاء. أحلى من
العسل، وأطيب من المسك، وأبيض من اللبن: أكوابه عدد
نجوم السماء، من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا، أول
الناس يرد عليه فقراء المهاجرين الشعث رؤوسا، الدنس
ثيابا الذين لا ينكحون المتمتعات ولا تفتح لهم السدد».
* الإسناد: رجاله ثقات غير أن شيخ الطبراني لم أجده والحديث رواه
الإمام أحمد بنحو هذا وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفي رواية عنده: «وأكثر
الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين» بدل «أول من يرده» ورجال الرواية
الثانية رجال الصحيح. وأخرجه الترمذي من حديث ثوبان وقال: غريب
من هذا الوجه. وقد أخرج البخاري ومسلم وابن حبان والإسماعيلي من
حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: «حوضي مسيرة شهر... وزاد غير
البخاري - وزواياه سواء - ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك
وكيزاته كنجوم السماء من شرب منها فلا يظمأ أبدا» وفي حديث
أنس عند الشيخين «ان قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء، وان فيه من
الأباريق كعدد نجوم السماء».
67

باب أول من قال: أما بعد
40 - حدثنا جعفر بن سليمان النوفلي المدني، حدثنا إبراهيم بن
المنذر الحزامي، حدثنا عبد العزيز بن أبي ثابت، عن عبد
الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن بلال بن أبي بردة، عن
أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أول من قال أما بعد: داود النبي عليه السلام. وهو
فصل الخطاب».
* الإسناد: فيه عبد العزيز بن ثابت: متروك. فهو حديث ضعيف
جدا ذكر ابن كثير عند قوله تعالى /... وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب /
قال: «وعن أبي موسى رضي الله عنه: أول من قال: «أما بعد» داود عليه
السلام، وهو فصل الخطاب وكذا قال الشعبي: فصل الخطاب: «أما
بعد». وقال القرطبي: وأما من قال إنه قوله: أما بعد: فكان النبي صلى الله عليه وسلم
يقول في خطبته «أما بعد» ويروى أن أول من قالها في الجاهلية: سحبان بن
وائل، وهو أول من آمن بالبعث، وأول من توكأ على عصا، وعمر مائة
وثمانين سنة، ولو صح أن داود عليه السلام قالها لم يكن ذلك منه بالعربية على
هذا النظم، وإنما كان بلسانه والله أعلم.
وقال العسكري «أول من قال: - أما بعد - داود عليه السلام. وهو قوله
تعالى «وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب» ثم روى ذلك بسنده عن أبي موسى أنه
قال: فصل الخطاب: أما بعد».
قال السيوطي: أول من قال أما بعد داود عليه السلام. أخرجه ابن أبي
حاتم والديلمي عن أبي موسى مرفوعا.
68

باب أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم
41 - حدثنا عمرو بن أبي طاهر بن السرح، حدثنا أبي، حدثنا
موسى بن عبد الرحمن الصنعاني، عن ابن جريج عن
عطاء، عن ابن عباس قال:
«أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم سليمان عليه
السلام».
* الإسناد: ضعيف جدا، ولعله من بواطيل موسى بن عبد الرحمن
الصنعاني، فقد قال عنه ابن حبان: دجال وضع عن ابن جريج عن عطاء، عن
ابن عباس كتابا في التفسير.
42 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو عبيد القاسم بن
سلام، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج قال:
«ما زاد سليمان بن داود عليه السلام في كتابه على ما قال
الله عز وجل: / إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم
أن لا تعلوا علي وأتوني مسلمين /».
* الإسناد: حديث موقوف على ابن جريج ورجاله ثقات.
قال ابن كثير في تفسيره: قال العلماء: لم يكتب أحد «بسم الله الرحمن
الرحيم» قبل سليمان عليه السلام. سئل ابن عائشة عن ذلك فقال: حدثني أبي
أن قريشا كتبت في جاهليتها «باسمك اللهم» فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب
كذلك، ثم نزلت «بسم الله مجراها ومرساها» فأمر أن يكتب في صدور
الكتب «بسم الله» ثم نزلت «قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن» فكتب بسم الله
الرحمن. ثم نزلت «إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم» فجعل ذلك في
صدور الكتب ثم كتب في أول كل سورة من سور القرآن سوى براءة
لتشبهها بالأنفال. وروى الشعبي والأعمش نحو ذلك.
69

باب أول ما كان يلقي جبريل عليه السلام على رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا نزل من الوحي «بسم الله الرحمن الرحيم»
43 - حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا سعيد بن
زنبور، حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي
رواد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن سعيد بن
جبير، عن عبد الله بن عباس قال:
«كان جبريل عليه السلام إذا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالقرآن، أول ما يلقي عليه، بسم الله الرحمن الرحيم. فإذا
قال جبريل عليه: السلام بسم الله الرحمن الرحيم، الثانية.
علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ختم السورة وافتتح
الأخرى».
* الإسناد: إسناده ضعيف لعله من مناكير سعيد بن زنبور، أو من
أخطاء عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد والله أعلم.
وقد جاء في سراج القارئ المبتدئ: وقول عائشة رضي الله عنها اقرؤا
ما في المصحف وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم انقضاء السورة حتى ينزل عليه «بسم
الله الرحمن الرحيم». وروى أبو داود باسناد صحيح والحاكم في مستدركه
عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله عليه وسلم كان لا يعرف فصل
السورة حتى ينزل عليه «بسم الله الرحمن الرحيم» وقد أخرج البزار عن ابن
عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف خاتمة السورة حتى تنزل / بسم الله
الرحمن الرحيم / فإذا نزل بسم الله الرحمن الرحيم عرف أن السورة قد ختمت
واستقبلت - أو ابتدئت سورة أخرى - قلت أي الهيثمي - اقتصر أبو داود
منه على قوله لا يعرف خاتمة السورة حتى تنزل / بسم الله الرحمن الرحيم /
رواه البزار باسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح.
70

باب أول ما أنزل من التوراة «بسم الله الرحمن الرحيم»
44 - حدثنا يحيى بن عثمان بن صالح المصري، حدثنا أبو
الأسود النضر بن عبد الجبار، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد
ابن أبي حبيب، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله اليزني،
عن كعب الأحبار رحمه الله قال:
«أول ما أنزل الله عز وجل من التوراة: بسم الله الرحمن
الرحيم [قل تعالوا أتل ما حرم عليكم...] الآيات.
* الإسناد: إسناد ضعيف فيه ابن لهيعة وهذه الرواية عنه بعد احتراق
كتبه قال القرطبي: عن كعب الأحبار قال: فاتحة التوراة «فاتحة الأنعام»
وخاتمتها «خاتمة هود» وقاله وهب بن منبه أيضا. وذكر المهدوي: قال
المفسرون: إن التوراة افتتحت بقوله [الحمد لله الذي خلق السماوات
والأرض...] الآية وختمت بقوله: [الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم
يكن له شريك في الملك....] الآية.
71

باب أول من شاب
45 - حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل بن
عياش:
«أول من شاب إبراهيم عليه السلام، أصبح أشمط فقال:
يا رب ما هذا؟ قال: وقار. قال: اللهم زدني وقارا».
* الإسناد: هو من قول محمد بن إسماعيل بن عياش، وقد عابوا عليه أنه
حدث عن أبيه بغير سماع. والراوي عنه شيخ الطبراني: ليس بشيء.
وقد نقل صاحب محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر عن كتاب تاريخ
القدس قوله: أول من شاب خليل الرحمن فقال: يا رب ما هذا؟ فقال تعالى:
هذا وقار. فقال إبراهيم: رب زدني وقارا. فما برح حتى ابيضت لحيته
الشريفة المنيفة. وعن علي رضي الله عنه: كان الرجل يبلغ الهرم ولم يشب،
وكان في القوم والد وولده، فلا يعرف الأبن من الأب، فقال إبراهيم: يا
رب اجعل لي شيئا أعرف به، فأصبح رأسه المبارك ولحيته الشريفة أبيضين
أزهرين أنورين».
72

باب أول ما فرضت الصلاة
46 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا القعنبي، حدثنا عبد
العزيز بن محمد الدراوردي عن سعد بن سعيد الأنصاري، عن
السائب بن يزيد رضي الله عنه قال:
«فرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين ركعتين إلا
المغرب، فزيد في صلاة الحضر فأقرت صلاة السفر على
الفريضة الأولى».
* الإسناد: حديث صحيح.
وقد أخرجه الطبراني في الكبير بنحو هذا. وقال الهيثمي: رجاله رجال
الصحيح. وقد أخرج البخاري من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله
عنها قالت: «فرض الله الصلاة حين فرضها ركعتين ركعتين في الحضر
والسفر، فأقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الحضر» وزاد ابن إسحاق «إلا
المغرب فإنها كانت ثلاثا» أخرجه أحمد عن طريقه. كما روى ابن خزيمة
وابن حبان والبيهقي من طريق الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: «فرضت
صلاة الحضر والسفر ركعتين ركعتين، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة
واطمأن زيد في صلاة الحضر، ركعتان ركعتان، وتركت صلاة الفجر لطول
القراءة وصلاة المغرب لأنها وتر النهار».
73

باب أول من سن القتل
47 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن
الثوري، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن
مسروق، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
«ما من نفس تقتل ظلما إلا كان على ابن آدم القاتل كفل
منها لأنه أول من سن القتل».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا عبد الله بن مرة فهو صدوق من
الثالثة. وشيخ الطبراني راوية عبد الرزاق صنعاء وهو صدوق
وحديث ابن مسعود هذا أخرجه الخمسة بنحوه.
74

باب أول من عرف رسول الله لما فقده أصحابه يوم أحد
48 - حدثنا محمد بن أحمد بن أبي بكر المقدمي القاضي، حدثنا
عبد الله بن شبيب المزني، حدثنا إبراهيم بن يحيى بن هانئ
الشجري. عن أبيه، عم محمد بن إسحاق، عن ابن
شهاب، وعاصم بن عمر، عن قتادة، عن عبد الله بن
كعب بن مالك عن أبيه كعب قال:
«أنا أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فقدناه يوم أحد،
عرفت بعينيه من تحت المغفر».
* الإسناد: ضعيف جدا. فيه عبد الله بن شبيب المزني قال فيه الذهبي:
اخباري علامة لكنه واه. وإبراهيم بن يحيى بن هانئ الشجري: لين
الحديث. وأبوه يحيى: ضعيف.
وقد جاء في العجالة السنية على ألفية السيرة النبوية للشيخ عبد الرزاق
المناوي: كان أول من عرف رسول الله بعد الهزيمة، والحديث عن قتله: كعب
ابن مالك. قال: عرفت عينيه تزهران تحت المغفر، فناديت بأعلى صوتي: يا
معشر المسلمين أبشروا هذا رسول الله، فأشار إلي أن أنصت، فلما عرفه
المسلمون نهضوا به ونهض بهم نحو الشعب معه أبو بكر وعمر وطلحة وعلي
والزبير، والحارث بن الصمة ورهط من المسلمين.
75

باب أول ما يكفئ الدين
49 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني شيبان بن فروخ
الأبلي، حدثنا محمد بن راشد، عن سليمان بن موسى، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
«أول ما يكفئ الدين كما يكفئ الإناء شيء تسميه أمتي
الخمر، ويستحلونها به».
* الإسناد: حديث حسن رجاله موثقون.
وحديث عائشة أخرجه الدارمي في سننه بنحو هذا من طريق القاسم بن
محمد وإسناده حسن والله أعلم. ولفظه «إن أول ما يكفئ - قال زيد: يعني
الإسلام.. كما يكفأ الإنا - يعني الخمر - فقيل: فكيف يا رسول الله وقد
بين الله فيها ما بين؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يسمونها بغير اسمها
فيستحلونها».
وقد أخرج البخاري في كتاب الأشربة «باب ما جاء فيمن يستحل الخمر
ويسميه بغير اسمه» ثم ذكر حديث أبي عامر - أو أبي مالك - الأشعري
مرفوعا: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر
والمعازف....».
76

باب أول جدة أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم السدس
50 - حدثنا إدريس بن جعفر العطار، حدثنا يزيد بن هارون،
حدثنا محمد بن سالم، عن الشعبي، عن مسروق، عن عبد
الله بن مسعود قال:
«أول جدة أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم السدس»
* الإسناد: ضعيف. فيه محمد بن سالم أبو سهل الهمداني الكوفي صاحب
الشعبي. قال الذهبي: ضعفوه جدا. وشيخ الطبراني قال الدارقطني:
متروك. والحديث أخرجه الترمذي من طريق يزيد بن هارون به عن ابن
مسعود قال: في الجدة مع ابنها «إنها أول جدة أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
سدسا مع ابنها وابنها حي» وقال الترمذي هذا حديث لا نعرفه مرفوعا إلا
هذا الوجه، وقد ورث بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجدة مع ابنها، ولم
يورثها بعضهم».
وأخرجه الدارمي عن ابن مسعود بلفظ «إن أول جدة أطعمت في الإسلام
سهما أم أب وابنها حي».
وقال السوطي: «أول جدة أطعمت مع ابنها أم الأب» أخرجه ابن أبي
شيبة عن ابن سيرين.
77

باب أول من أسلم علي بن أبي طالب
51 - حدثنا الحسن بن عبد الأعلى النرسي الصنعاني، حدثنا عبد
الرزاق، حدثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي
صادق، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي رضي
الله عنه قال:
«أول هذه الأمة ورودا على نبيها، أولها إسلاما، علي بن
أبي طالب»
* الإسناد: قال الهيثمي: ورجاله ثقات. وقال حمدي السلفي:
قلت: إن إبراهيم والحسن من الرواة عن عبد الرزاق بعد اختلاطه.
52 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق، عن معمر،
عن عثمان الجزري، عن مقسم، عن عبد الله بن عباس
قال:
«أول من أسلم علي رضي الله عنه»
* الإسناد: حديث صحيح رجاله ثقات.
حديث ابن عباس رواه الإمام أحمد بلفظ: «أول من صلى مع النبي بعد
خديجة علي» وقال مرة: «أسلم»، وأخرجه الترمذي وقال: هذا حديث غريب
من هذا الوجه، وأورده أبو داود الطيالسي في مسنده، وأورده الهيثمي
عن علي وقال: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير حبة العرني وقد
وثق. ورواه الحاكم بلفظ قريب عن ابن عباس من طريق أخرى. وقال
78

الذهبي: «فيه زكريا بن يحيى الوقار وهو متهم» وأورده ابن الجوزي في
الموضوعات، ورد عليه المدراسي في ذيل القول المسدد وقال: «وعلى هذا
فالحديث من قسم المعلول لا الموضوع» ورأى بعضهم أن إسناده صحيح.
انظر الفتح الرباني وشرحه (23 / 123).
53 - حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا أسد بن موسى، حدثنا
شعبة عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة الأنصاري، عن
زيد بن أرقم قال:
«أول من أسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني مسند
مصر صاحب أسد السنة. هذا الحديث أخرجه الترمذي عن
طريق شعبة غير أنه جعل بين أبي حمزة وزيد بن الأرقم - رجلا
من الأنصار - وتتمة الحديث: «قال عمرو بن مرة فذكرت ذلك
لإبراهيم النخعي فأنكره وقال: «أول من أسلم أبو بكر الصديق»
وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وأبو حمزة اسمه طلحة
ابن يزيد.
79

باب من قال خديجة ثم علي رضي الله عنهما
54 - حدثنا العباس بن الفضيل الأسفاطي، حدثنا عبد العزيز بن
الخطاب، حدثنا علي بن غراب، عن يوسف بن صهيب،
عن أبي بردة عن أبيه قال:
«خديجة أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم علي»
* الإسناد: رجاله موثقون غير شيخ الطبراني قال الهيثمي: لم أعرفه.
80

باب من قال أبو بكر رضي الله عنه
55 - حدثنا عبدان بن أحمد، حدثنا الجراح بن مخلد، حدثنا
النضر بن حماد، حدثنا سيف بن عمر، عن موسى بن
عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
«أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه».
* الإسناد: إسناده ضعيف فيه النضر بن حماد قال ابن حجر:
ضعيف وفيه سيف بن عمر: ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ أفحش
ابن حبان القول فيه.
قال ابن إسحاق: ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى
معه، وصدق بما جاء من الله تعالى: علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
رضي الله عنه، وهو يومئذ ابن عشر.
وقال السهيلي في الروض الأنف: «ولا يختلف أن خديجة هي أول من آمن
بالله وصدق بما جاء من الله تعالى: علي بن أبي طالب عبد المطلب بن هاشم
رضي الله عنه، وهو يومئذ ابن عشر.
وقال السهيلي في الروض الأنف: «ولا يختلف أن خديجة هي أول من آمن
بالله وصدق رسوله» ثم بين أن أبا بكر أول من آمن من الرجال بدليل مدح
حسان له أمام النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينكره، فقال حسان:
خير البرية أتقاها وأفضلها * بعد النبي وأوفاها بما حملا
والثاني التالي المحمود مشهده * وأول الناس قدما صدق الرسلا
وقد أخرج الترمذي عن أبي نضرة قال: قال أبو بكر: «ألست أحق
الناس بها؟ ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا؟ ألست صاحب
كذا؟.
81

وقال الحافظ: وقد اتفق الجمهور على أن أبا بكر أول من أسلم من
الرجال.
وقد ذكر السيوطي في أوائله:
1 - أول من أسلم من الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
2 - أول من أسلم من الصبيان علي رضي الله عنه.
3 - أول من أسلم من النساء خديجة رضي الله عنها.
4 - أول من أسلم من العبيد بلال الحبشي رضي الله عنه.
5 - أول من أسلم من الموالي زيد بن حارثة رضي الله عنه.
6 - أول من أسلم من الأنصار معاذ بن عفراء و رافع بن مالك رضي الله
عنهما خرجا إلى مكة معتمرين فذكر لهما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتياه
فعرض عليهما الإسلام فكانا أول من أسلم وقدما المدينة.
82

باب أول خبر جاء المدينة بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
56 - حدثنا أبو أيوب أحمد بن بشر الطيالسي، حدثنا عبد
الجبار بن عاصم، حدثنا أبو المليح الرقي الحسن بن
عمرو، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد
الله رضي الله عنهما قال:
«أول خبر جاء إلى المدينة بمبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
بعث أن امرأة من أهل المدينة كان لها تابع من الجن جاء
في صورة طير، حتى وقع على جذع لهم، فقالت له: ألا
تنزل إلينا فتحدثنا بحديثك، وتخبرنا بخبرك، فقال: لا إنه
قد بعث نبي بمكة حرم الزنا ومنع من الفرار».
* الإسناد: حديث حسن رجاله موثقون غير أن شيخ الطبراني كان قليل
العلم بالحديث محمقا، ولم يطعن عليه في سماع، وقال ابن حجر: لينه
الدارقطني. والحديث أخرجه ابن سعد في طبقاته عن جابر رضي الله
عنه.
83

باب أول أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أسرع به لحوقا
57 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكريا
ابن أبي زائدة. عن فراس بن يحيى، عن الشعبي، عن
مسروق، عن عائشة قالت:
«أقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي كأن مشيتها مشية
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه،
فأسر إليها حديثا فبكت فقلت لها استخصك رسول الله
صلى الله عليه وسلم بحديثه ثم تبكين؟ ثم أسر إليها حديثا فضحكت
فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن، فسألتها
عما قال: فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حتى إذا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها فقالت: إنه أسر
إلي فقال: إن جبريل عليه السلام كان يعارضني بالقرآن
كل سنة مرة، وإنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا قد
حضر أجلي، وإنك أول أهل بيتي لحاقا بي، ونعم السلف
أنا لك فبكيت لذلك، ثم قال: ألا ترضين أن تكوني
سيدة نساء هذه الأمة، أو نساء المؤمنين فضحكت
لذلك».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو حافظ ثقة،
وقال ابن أبي حاتم: كتب إلينا بكتب أبي عبيد وكان صادقا.
وقد أخرج الترمذي من حديث عائشة بنحو هذا وآخره «... أخبرني
أنه ميت من وجعه فبكيت ثم أخبرني أني أسرع أهله لحوقا به وذلك حين
ضحكت». وقال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روي
84

من غير وجه عن عائشة، وأخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان والحاكم.
وأما كونها سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم فأخرجه الترمذي والنسائي من
حديث أم سلمة. وأخرج ابن عساكر من حديث واثلة «أول من يلحقني
من أهلي فاطمة، وأول من يلحقني من أزواجي زينب وهي أطولكن
كفا».
85

باب أول الناس هلاكا
58 - حدثنا زكريا الساجي، حدثنا سلم بن جنادة، حدثنا أحمد
ابن بشير الهمداني، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق،
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أول الناس هلاكا قومك، قالت: قلت يا رسول الله
كيف؟ قال يستحليهم ذلك الموت، ويتنافس فيهم، قلت: فما
بقاء الناس بعدهم قال: بقاء الحمار إذا كسر صلبه».
* الإسناد: حديث حسن فيه مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني: ليس
بالقوي، وقد تغير في آخر عمره.
وقد أخرج عبد الرزاق في مصنفه من حديث ابن عمرو «أول الناس فناء
قريش، وأول قريش فناء بنو هاشم» وهو حديث ضعيف وقد أخرجه الإمام
أحمد.
وأخرج الطبراني من حديث عمرو بن العاص: «أول الناس هلاكا قريش
وأول قريش هلاكا أهل بيتي».
وقد أخرج الإمام أحمد هذا الحديث عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا عائشة إن أولى من يهلك من الناس قومك، قالت: قلت:
جعلني الله فداك أبني تيم؟ قال: لا ولكن هذا الحي من قريش تستحليهم
المنايا وتنفس عنهم أول الناس هلاكا. قلت: فما بقاء الناس بعدهم؟ قال: هم
صلب الناس فإذا هلكوا هلك الناس».
86

باب أول حبس كان في الإسلام
59 - حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج، حدثنا محمد بن
يزيد الأدمي، حدثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن عبيد الله
ابن عمر، عن نافع عن ابن عمر:
«أن عمر استشار النبي صلى الله عليه وسلم في صدقة أرضه فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
«احبس أصلها، وتصدق بثمرتها» قال ابن عمر: فإنها
لأول صدقة تصدق بها في الإسلام يعني أول حبس].
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن يزيد الأدمي، وثقة
الدارقطني، وروى عنه النسائي وابن صاعد وشيخ الطبراني الحافظ الثبت
المأمون، من أهل العلم والمعرفة والفضل.
وحديث ابن عمر في حبس عمر مال خيبر رواه الخمسة. وأخرج
العسكري بسنده عن عمرو بن سعيد بن معاذ قال: قالت الأنصار: أول ما احتبس
في الإسلام صدقة عمر، كان له مال يقال له «ثمغ» فجاء إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: لي مال وأنا أحبه، فقال: احبس أصله وسبل ثمره ففعل. وقال
الواقدي عن رجاله: ثمغ أول مال تصدق به في الإسلام - في كلام هذا
معناه.
87

باب أول من أسلم من العرب بعد الأنصار
60 - حدثنا عبد الله بن ناجية البغدادي، حدثنا عبد الله بن
شبيب المزني حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي،
عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه قال:
«كان أهل اليمن أول من أسلم من العرب بعد الأنصار،
ثم عبد القيس أهل البحرين»
* الإسناد: فيه عبد الله بن شبيب أخباري علامة لكنه واه، وقال الحاكم:
ذاهب الحديث، وقال ابن حبان يقلب الأخبار ويسرقها وبقية رجاله
رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو ثقة ثبت.
88

باب أي المدينتين يفتح أولا قسطنطينية أو رومية
61 - حدثنا عبد الله بن الحسين المصيصي، حدثنا يحيى بن
إسحاق السيلحيني، حدثنا يحيى بن أيوب، عن أبي قبيل،
عن عبد الله بن عمرو قال:
«بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سئل أي المدينتين تفتح
أول: قسطنطينية أو رومية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل
مدينة هرقل تفتح يعني قسطنطينية.
* الإسناد: حديث حسن رجاله بين ثقة وصدوق.
والحديث أخرجه الإمام أحمد، وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح غير
أبي قبيل وهو ثقة، ورواه عبد الحكم في فتوح مصر.
89

باب أول أمير أمر في الإسلام
62 - حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
أبو أسامة، عن مجالد عن زياد بن علاقة، عن سعد بن
أبي وقاص رضي الله عنه قال:
«أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جحش بن رياب على
سرية، وكان أول أمير في الإسلام».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا مجالد. قال ابن حجر: ليس
بالقوي، وقد تغير في آخر عمره وشيخ الطبراني: كان محدثا صدوقا
خيرا. غير أن زياد بن علاقة قال فيه أبو زرعة: لم يسمع من سعد بن
أبي وقاص فهو منقطع.
والحديث أخرجه أحمد والطبراني والبيهقي بهذا الإسناد المنقطع، إلا أن
البيهقي أخرجه من وجه آخر ومصولا من حديث أبي أسامة عن مجالد، عن
زياد بن علاقة عن قطبة بن مالك عن سعد بن أبي وقاص.
وقال السيوطي: «أول سرايا رسول الله صلى الله عليه: سرية عبد الله جحش
في جمادي الأولى إلى بطن نخلة، فقتل فيها من المشركين عمرو بن
الحضرمي، وهو أول قتيل من المشركين. والذي قتله: واقد بن عبد الله
الصحابي البدري رضي الله عنه».
وقال أيضا: «أول خمس خمس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مغانم عبد الله بن
جحش رضي الله عنه» وقال ابن هشام: وهي أول غنيمة غنمها
المسلمون، وعمرو بن الحضرمي أول من قتله المسلمون وعثمان بن عبد الله،
والحكم بن كيسان أول من أسر المسلمون».
90

باب أول من فاء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هزيمة يوم أحد
63 - حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، حدثنا سعيد بن سليمان
الواسطي، حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله،
حدثني عمي عيسى بن طلحة، عن عائشة رضي الله عنها
قالت: قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
«وكنت أول من فاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ومعه
طلحة، فوجدناه قد غلبه النزف وأرانا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أمثل منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عليكم بصاحبكم، فلم
نقبل عليه، وأقبلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى رأسه
مغفر، وقد علق بوجنتيه، وبيني وبين المشركين رجل،
وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا هو أبو عبيدة بن
الجراح. فذهبت لأنزعه عنه، فقال أبو عبيدة: أنشدك
الله يا أبا بكر إلا تركتني أنزعه. فجذبها، فأخرجها،
فانتزعت ثنية أبي عبيدة، فذهبت لأنزع الحلقة الأخرى
فقال أبو عبيدة: أنشدك الله يا أبا بكر إلا تركتني
أنزعه، فتركته فانتزعه، فانتزعت ثنية أبي عبيدة الأخرى
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صاحبكم قد استوجب».
* الإسناد: فيه إسحاق بن يحيى قال ابن حجر ضعيف وبقية رجاله
رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو ثقة.
91

وذكر ابن هشام من طريق إسحاق هذا بسنده عن أبي بكر: أن أبا عبيدة
نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت ثنيته ثم نزع الأخرى
فسقطت ثنيته الأخرى فكان ساقط الثنيتين».
92

باب أول ما ظهر من إيمان النجاشي رحمه الله
64 - حدثنا محمد بن علي بن الأحمر الناقد البصري، حدثنا محمد
ابن يحيى القطعي، حدثنا وهب بن جرير بن حازم،
حدثني أبي، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عائشة
قالت:
«كان أول ما ظهر من إيمان النجاشي عدله وصلابته في
دينه».
* إسناده حسن إن شاء الله تعالى.
وقد ذكر ابن إسحاق في السيرة قصة بيع النجاشي من قبل أولاد عمومته
بعد قتل أبيه، ثم موت عمه، وعدم وجود واحد من ولد عمه أهلا للملك،
جاؤوا إلى النجاشي فعقدوا عليه التاج وأقعده على سرير الملك فملكوه، ثم
قال: «فجاءهم التاجر الذي كانوا باعوه منه، فقال: إما أن تعطوني مالي،
وإما أن أكلمه في ذلك؟ قالوا: لا نعطيك، قال: إذن والله أكلمه، قالوا:
فدونك وإياه، قالت: فجاءه فجلس بين يديه فقال: أيها الملك ابتعت غلاما
من قوم بالسوق بستمائة درهم، فأسلموا إلي غلامي. وأخذوا دراهمي، حتى
إذا سرت بغلامي أدركوني، فأخذوا غلامي ومنعوني دراهمي. قالت: فقال
لهم النجاشي لتعطنه دراهمه أو ليضعن غلامه يده في يده، فليذهبن به حيث
يشاء، قالوا: بل نعطه دراهمه، فلذلك يقول: ما أخذ الله مني رشوة حين رد
علي ملكي، فآخذ الرشوة منه، وما أطاع الناس في فأطيع الناس فيه، قالت:
وكان ذلك أول ما خبر في صلابته في دينه وعدله في حكمه».
93

باب أول من يسمع نفخة الصور يوم القيامة
65 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني يحيى بن معين،
حدثنا محمد بن جعفر غندر، حدثنا شعبة، عن النعمان بن
سالم، عن يعقوب بن عاصم، عن عروة بن مسعود الثقفي،
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
«ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى إليه، وأول
من يسمعه رجل يلوط حوضه فيصعق».
* الإسناد: إسناد حسن إن شاء الله تعالى.
وقد أخرج الإمام أحمد ومسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لتقم الساعة وثوبهما لا يطويانه ولا يتبايعانه، ولتقم
الساعة وقد حلب لقحته لا يطعمه، ولتقم الساعة وقد رفع لقمته إلى فيه ولا
يطعمها، ولتقم الساعة والرجل يليط حوضه لا يسقى منه».
وقال الهيثمي عن رواية أحمد: رجاله رجال الصحيح وأورده الحافظ
ابن كثير في النهاية عن أبي هريرة بأطول من هذا وعزاه للبخاري.
وأما أول من يفيق من الصعقة، ففي حديث أبي هريرة عند البخاري
وكذا من حديث أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يصعق الناس حين
يصعقون، فأكون أول من قام، فإذا موسى آخذ بالعرش، فما أدري أ كان
فيمن صعق» وفي رواية أخرى لأبي هريرة «فلا أدري أ كان موسى فيمن
صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله عز وجل».
94

باب أول ما يقول الله للمؤمنين يوم القيامة
66 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني العباس بن
الوليد، حدثنا ابن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن عبيد
الله بن زحر عن، خالد بن أبي عمران، عن أبي
عياش، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
«إن شئتم أنبأتكم بما يقول الله للمؤمنين يوم القيامة
قالوا: نعم قال: يقول: هل أحببتم لقائي؟ فيقولون: نعم
ربنا. فيقول: لم فيقولون: رجونا عفوك ومغفرتك.
فيقول: قد وجبت لكم مغفرتي».
* الإسناد: إسناد حسن رجاله إما ثقة وإما صدوق.
والحديث أخرجه الإمام أحمد من طريق يحيى بن أيوب به وفيه «أن شئتم
أنبأتكم ما أول ما يقول الله عز وجل للمؤمنين يوم القيامة، وما أول ما
يقولون له....» الحديث. وأخرجه من حديث أبي سعيد الخدري بنحو
ذلك وأخرجه الطبراني. وقال الهيثمي: رواه الطبراني بسندين أحدهما
حسن وقال صاحب محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر: وأخرجه الغزالي
في درته الفاخرة.
95

باب أول من يجيز على الصراط يوم القيامة
67 - حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري،
عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«أنا أول من يجيز على الصراط يوم القيامة»
* الإسناد: حديث صحيح الإسناد.
وقد أخرج الإمام أحمد والشيخان والترمذي من حديث أبي هريرة في
رؤية الله عز وجل يوم القيامة. وفيه يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... ويضرب
جسر على جهنم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: - فأكون أول من يجيز، ودعوى الرسل
يومئذ: اللهم سلم، سلم... الحديث بطوله.
96

باب أول ما تفوه به النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع
68 - حدثنا هاشم بن مرثد الطبراني، حدثنا محمد بن إسماعيل بن
عياش، حدثني أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن خداش،
عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال:
خطب النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فكان أول ما تفوه به
أن قال: «إن الله يوصيكم بأمهاتكم، إن الله يوصيكم
بآبائكم، إن الله يوصيكم بالأقرب فالأقرب».
* الإسناد: إسناد ضعيف. شيخ الطبراني. قال ابن حبان: ليس
بشيء. وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش. قال أبو حاتم: لم يسمع من أبيه،
وإنما حملوه على ذلك فحدث عنه. وقال أبو داود: ليس بذلك.
وقال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه محمد بن إسماعيل بن عياش وهو
ضعيف.
97

باب أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة
69 - حدثني مسعدة بن سعد العطار، حدثنا إبراهيم بن المنذر،
حدثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة، عن هشام بن
عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
«أول مولود ولد في الإسلام بعد الهجرة عبد الله بن
الزبير».
* الإسناد: فيه عبد الله بن محمد بن يحيى بن عروة. قال ابن حبان يروي
موضوعات عن الثقات وقال أبو حاتم الرازي: متروك الحديث. وساق ابن
عدي له أحاديث ثم قال: عامتها مما لا يتابعه عليه الثقات.
وأخرج الشيخان من حديث أسماء بنت أبي بكر وفيه «.... وسماه عبد الله
فكان أول مولود في الإسلام، ففرحوا به فرحا شديدا لأنهم قيل لهم:
إن اليهود سحرتكم فلا يولد لكم».
وأخرج أبو هلال العسكري بسنده عن أبي الأسود قال: لما قدم
المهاجرون المدينة أقاموا لا يولد لهم مولود، فقالوا: سحرهم اليهود، فكان
أول مولود ولد في الإسلام من المهاجرين عبد الله بن الزبير، فقال: فكبر
الناس تكبيرة ارتجت منها المدينة وفرحوا. وكان الزبير يهنأ به وأبو بكر،
وكانت ولادته في شوال العشرين شهرا من الهجرة، فحنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بتمرة، وأمر أن يؤذن في أذنه للصلاة، فأذن أبو بكر فيها».
98

باب أول مولود صغير دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم
70 - حدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
خالد بن مخلد، عن علي بن مسهر، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها:
«أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن الزبير حتى وضعته،
فطلبوا تمرة يحنكه بها حتى وجدوها فحنكه فكان
أول شيء دخل بطنه ريق النبي صلى الله عليه وسلم»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني، وكان محدثا
صدوقا خيرا، والحديث أخرجه الشيخان من حديث أسماء رضي الله
عنها.
99

باب أول من استشهد من الأنصار يوم بدر
71 - حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي، حدثنا معتمر بن سليمان، عن حميد، عن أنس:
«أن حارثة بن النعمان الأنصاري كان أول من أصيب من
الأنصار يوم بدر».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني: قال الدارقطني:
ثقة غير أن حميد على جلالة قدره وكونه ثقة فهو يدلس، وقال شعبة: لم
يسمع حميد من أنس إلا أربعة أو ثلاثة أحاديث، والباقي سمعه من ثابت أو
ثبته فيها ثابت. وأورده العقيلي وابن عدي في الضعفاء.
والذي في محاضرة الأوائل: أول من قتل ببدر من المسلمين مهجع مولى
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفي سيرة ابن إسحاق وغيرها: أول من
قتل من المسلمين - أي ببدر - مهجع مولى عمر، ثم حارثة بن سراقة أصابه
سهم وهو يشرب فقتله.
100

باب أول من ذهب عنه النعاس يوم بدر
72 - حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي، حدثنا أبي، حدثنا الوليد
ابن مسلم، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة،
عن أبيه قال:
«لما التقينا يوم بدر، كان أول من أستقيل من النعسة
رسول الله صلى الله عليه وسلم»
* الإسناد: فيه ابن لهيعة والوليد ليس من الذين حدثوا عنه قبل احتراق
كتبه.
وعن علي رضي الله عنه قال: «ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد
على فرس أبلق ولقد رأيتنا وما فينا إلا نائم، إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم تحت
شجرة يصلي ويبكي حتى أصبح».
وجاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان يوم بدر في العريش مع
الصديق رضي الله عنه، وهما يدعوان أخذت رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة من النوم
ثم استيقظ متبسما فقال: «أبشر أبا بكر هذا جبريل على ثناياه النقع» ثم خرج
من باب العريش وهو يتلو قوله تعالى / سيهزم الجمع ويولون الدبر /
101

باب أول من طعن يوم بئر معونة
73 - حدثنا محمد بن محمد الجدوعي القاضي، حدثنا محمد بن
مرزوق، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي،
عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس قال:
«بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى بئر معونة، فاستعدى
عليهم عامر بن الطفيل أناسا من بني سليم، فكان أول من
طعن: حرام بن ملحان، فتلقى دمها بيده، وجعل
ينضحها على وجهه ويقول فزت ورب الكعبة»
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا محمد بن مرزوق وهو ثقة
وشيخ الطبراني قال الخطيب البغدادي وكان ثقة.
وقد ذكر ابن إسحاق ذلك، وبين سبب ارسال هذه السرية: حيث قدم
أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة،
فعرض عليه الإسلام، ودعاه فلم يسلم، ولم يبعد، وقال: يا محمد لو بعثت
رجالا من أصحابك إلى أهل نجد، فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا
لك. فقال صلى الله عليه وسلم: إني أخشى عليهم أهل نجد، قال أبو براء: أنا لهم جار
فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك، فبعث المنذر بن عمرو أخا بني ساعدة في
أربعين من خيار المسلمين، فلما وصلوا نزلوا بئر معونة بعثوا حرام بن ملحان
بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطفيل، فلما أتاه لم ينظر في
كتابه حتى عدا عليه فقتله ثم استصرخ بني عامر فلم يجيبوه، واستصرخ عليهم
قبائل من بني سليم من عصية ورعل وذكوان فأجابوا حتى غشوا القوم
فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا سيوفهم ثم قاتلوا حتى قتلوا جميعا
يرحمهم الله: إلا كعب بن زيد أخا بني دينار تركوه وبه رمق فارتث من بين
القتلى فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيدا رحمه الله.
102

باب أين كانت أول شكوى رسول الله الأخيرة
74 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، عن
معمر، عن الزهري، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام، عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها
قالت:
«أول ما اشتكى رسول الله في بيت أم سلمة، ثم حول
إلى بيت عائشة».
* الإسناد: إسناد صحيح.
وقد أخرج ابن إسحاق في السيرة عن عائشة رضي الله عنها قالت: رجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع، فوجدني، وأنا أجد صداعا في رأسي، وأنا
أقول: وا رأساه، فقال: بل أنا وا رأساه، قالت: ثم قال: وما ضرك لومت
قبلي، فقمت عليك وكفنتك، وصليت عليك ودفنتك، قالت: قلت والله
لكأني بك لو قد فعلت ذلك، لقد رجعت إلى بيتي فأعرست فيه ببعض
نسائك، قالت: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتتام به وجعه وهو يدور على نسائه
حتى استعز به، وهو ببيت ميمونة، فدعا نساءه فاستأذنهن في أن يمرض في
بيتي، فأذن له».
وقال المناوي: وكانت بداية وجعه يوم الأربعا لليلتين بقيتا من صفر سنة
إحدى عشرة في بيت ميمونة، ثم انتقل حين اشتد وجعه إلى بيت عائشة،
وأقام في شكواه ذلك اثني عشر يوما، حكاه ابن الجوزي».
وقال الحافظ: «وأما ابتداؤه - أي مرضه - فكان في بيت ميمونة، ووقع
في / السيرة لأبي معشر /: في بيت زينب بنت جحش. وفي / السيرة:
لسليمان التيمي /: في بيت ريحانة والأول المعتمد».
103

باب أي مسجد وضع في الأرض الأول
75 - حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن
الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي
الله عنه قال:
«قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟
قال: المسجد الحرام. قال: قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد
الأقصى. قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة».
* الإسناد: إسناده صحيح.
وحديث أبي ذر هذا أخرجه البخاري ومسلم والنسائي. وكذا أخرجه
الإمام أحمد وقال العسكري: أول بيت بني الكعبة. قال الله تعالى: [أن
أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا...] الآية. وبكة موضع
البيت ومكة اسم البلد.
104

باب أول من يشفع له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمته
76 - حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، حدثنا إبراهيم بن
محمد بن عرعرة، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثني سعيد بن
السائب الطائفي، عن عبد الملك بن أبي زهير الثقفي أن
حمزة بن عبد الله بن أبي أسماء أخبره أن القاسم بن الحسن
الثقفي أخبره، أن عبد الله بن جعفر أخبره أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
«أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة،
وأهل طائف».
* الإسناد: فيه من لم أعرفه.
وقال المناوي: ورواه الطبراني من حديث عبد الله بن جعفر، وقال
الهيثمي: وفيه جماعة لم أعرفهم.
105

باب أول قسامة في الإسلام
77 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد
الوارث بن سعيد، عن قطن أبي الهيثم، عن أبي يزيد
المديني، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
«أول قسامة كانت في الإسلام: قسامة بني هاشم».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني وهو ثقة وحديث
ابن عباس أخرجه البخاري والنسائي بلفظ «إن أول قسامة كانت في الجاهلية
لقينا بني هاشم...» وذكر الحديث وفيه قتل رجل من قريش لرجل من بني
هاشم استأجره فقتله بعقال. وقد سماهما العسكري في أوائله. فاسم
القرشي: خداش بن عبد الله، واسم الهاشمي: عمرو بن علقمة بن المطلب بن
عبد مناف. وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن وسليمان بن يسار عن رجل من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم: أقر القسامة على ما
عليه في الجاهلية وقضى بها ناس من الأنصار في قتيل ادعوه على يهود خيبر»
أخرجه مسلم والنسائي.
106

باب أول من أهدى في الإسلام
78 - حدثنا إبراهيم بن شريك الأسدي، حدثنا شهاب بن عباد،
حدثنا شريك، عن أبي إسحاق، عن هنيدة بن خالد
الخزاعي قال:
«أول رأس أهدى في الإسلام رأس عمرو بن الحمق،
أهدي إلى معاوية».
* الإسناد: إسناد حسن رجاله ثقات غير شهاب بن عباد. قال
الدارقطني: صدوق زائغ.
وأخرج أبو هلال العسكري بسنده عن أبي الحسن: أن أول رأس
ثقف في الإسلام وأرسل إلى معاوية هو رأس محمد بن أبي بكر من
مصر ثم قال: وقالوا: أول رأس حمل في الإسلام رأس عمرو بن الحمق.
قالوا: لما قتل علي رضي الله عنه بعث معاوية في طلب عمرو بن الحمق،
ففاته، فأخذ امرأته فحبسها، ثم ظفر عبد الرحمن بن الحكم بعمرو فقتله،
وبعث رأسه إلى معاوية، فكان أول رأس حمل في الإسلام، قال أبو هلال:
فإن كان حمل رأس ابن أبي بكر صحيحا فهو الأول.
107

باب أول من سن الركعتين عند القتل
79 - حدثنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري،
عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي، عن أبي هريرة:
«أن خبيب بن عدي رضي الله عنه، لما أراد المشركون
قتله، قال لهم: دعوني أصلي ركعتين فتركوه فصلاهما،
فكان خبيب أول من سن الركعتين عند القتل».
* الإسناد: حديث صحيح الإسناد.
وقد ذكر أبو هلال العسكري وغيره قصة أهل الرجيع وفيها: «... وأما
خبيب وزيد فصعدا في الجبل، فحمل القوم لهما الأمان من القتل، فلما نزلا،
أوثقوهما وانطلقوا بهما إلى مكة، فباعوهما فابتاع بنو الحارث بن عامر بن
نوفل خبيبا، وكان قتل الحارث يوم بدر، فلما انسلخ الأشهر الحرم،
وأخرجوه إلى الحل ليقتلوه فقال:
ولست أبالي حين أقتل مسلما * على أي جنب كان في الله مصرعي
وذلك في ذات الاله وإن يشأ * يبارك على أعضاء شلو ممزع
ثم ركع ركعتين وقال: والله لولا تحسبوا اني أجزع من القتل لزدت، وهو
أول من فعل ذلك...
108

باب أول من بنى مسجدا يصلى فيه في الإسلام
80 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا
المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال:
«أول من بنى مسجدا فصلى فيه عمار بن ياسر».
* الإسناد: رجاله ثقات.
قال السهيلي في الروض الأنف: «ذكر ابن إسحاق في هذا الوضع الحديث
الوارد في عمار وهو: أول من بنى مسجدا عمار بن ياسر. فيقال: كيف
أضاف إلى عمار بنيان المسجد، وقد بناه معه الناس؟ فيقول: إنما عنى بهذا
الحديث مسجد قباء، لأن عمارا هو الذي أشار على النبي صلى الله عليه وسلم ببنائه، وهو
جمع الحجارة له، فلما أسسه رسول الله صلى الله عليه وسلم استتم بنيانه عمار».
وقال السوطي: أخرجه ابن سعد، وابن أبي شيبة عن القاسم بن عبد
الرحمن.
109

باب أول ما يرفع من الناس الخشوع
81 - حدثنا مطلب بن شعيب الأزدي، حدثنا عبد الله بن
صالح، حدثني الليث بن سعد حدثني إبراهيم بن أبي عبلة،
عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي، عن جبير بن نفير،
عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى السماء يوما فقال: «هذا
أوان رفع العلم، فقال له رجل من الأنصار يقال له: زياد
ابن لبيد: يا رسول الله، يرفع العلم وقد أثبت ووعته
القلوب؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت لأحسبك من
أفقه أهل المدينة، ثم ذكر ضلالة اليهود والنصارى على ما
في أيديهم من كتاب الله. قال جبير بن نفير: فلقيت شداد
ابن أوس الأنصاري فحدثته بحديث عوف فقال: صدق
عوف، ألا أنبئك بأول ذلك. يرفع الخشوع حتى لا ترى
خاشعا.
* الإسناد: فيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب
كان ثقة مأمونا وضعفه الباقون الباقون، وأخرجه البزار بدون قول جبير بن نفير
وفيه عبد الله بن صالح هذا. كما أخرجه الإمام أحمد في مسنده.
وقد أخرج الترمذي نحوه من حديث أبي الدرداء وقال: هذا حديث حسن
غريب ومعاوية ثقة عند أهل العلم، ولا نعلم أحدا تكلم فيه غير يحيى بن سعيد
القطان.
كما أخرج أيضا من حديثه «يوشك أن تدخل المسجد الجامع، فلا ترى
110

فيه رجلا خاشعا». وقال الترمذي. وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد
الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وأخرج الطبراني من حديث أبي الدرداء «أول شيء يرفع من هذه الأمة
الخشوع حتى لا ترى خاشعا» وأخرج الحاكم عن حذيفة قال: «أول ما
تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة....».
الحديث.
111

باب أول من يعطي كتابه بيمينه، وأول من يعطي بشماله.
82 - حدثنا أحمد بن داود المكي، حدثنا حبيب بن زريق كاتب
مالك حدثنا محمد بن عبد الله أخي الزهري، عن الزهري،
عن القاسم بن محمد، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«أول من يعطى كتابه بيمينه: أبو سلمة بن عبد الأسد،
وأول من يعطي كتابه بشماله: أخوه أبو سفيان بن عبد
الأسد».
* الإسناد: فيه حبيب بن رزيق كاتب مالك رماه أبو حاتم وابن عدي
بالوضع.
والحديث رواه ابن أبي عاصم في الأوائل من حديث ابن عباس. وقال أبو
نعيم: كان أول من هاجر إلى المدينة، وزاد ابن مندة وإلى الحبشة. وأخرج
البغوي بسند صحيح إلى قبيصة بن ذؤيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى أبا سلمة يعوده،
وهو ابن عمته، وأول من هاجر بظعينة إلى أرض الحبشة، ثم إلى المدينة.
وقد نقل ذلك صاحب محاضرة الأوائل ومسامرة الأواخر عن كنز
الأسرار وأما أبو سفيان بن عبد الأسد فلم أعلم سبب كونه أول من
يعطى كتابه بشماله غير أنه ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب وابن حجر في
الإصابة وقال: ذكره أبو عمرو أنه من المؤلفة، وفيه نظر، وذكره العدوي في
النسب وأنه أخو أبي سلمة ولم يذكر أنه أسلم، وعند ابن الكلبي ما يدل على
أنه أسلم، فيكتب في ترجمة ربيبة أم عمرو بنت سفيان من النساء.
وقد أخرج الخطيب البغدادي: «أول من يعطى كتابه بيمينه من هذه
الأمة: عمر بن الخطاب، وله شعاع كشعاع الشمس، قيل فأين أبو بكر؟
قال: تزفه الملائكة إلى الجنات» وقال: فيه عمر بن إبراهيم ضعيف.
112

باب أول شيء يحشر الناس، وأول شيء يأكل أهل الجنة
83 - حدثنا محمد بن العباس المؤدب، حدثنا عفان بن مسلم،
حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس:
أن عبد الله بن سلام رضي الله عنه. قبل أن يسلم سأل
النبي صلى الله عليه وسلم عن أول شيء يحشر الناس قال: «نار تخرج
من عدن أبين، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم
حيث قالوا» قال: «وأول شيء يأكله أهل الجنة: زيادة
كبد ثور الجنة الذي كان يأكل من كل ثمارها، فيجدون
فيه طعم كل ثمرة في الجنة».
* الإسناد: رجاله رجال الصحيح خلا شيخ الطبراني. ذكره الخطيب في
تاريخ بغداد وقال: روى عنه الدارقطني وأبو حفص بن شاهين.
وقد أخرج أبو نعيم في الحلية من حديث أنس «أول شيء يحشر الناس
نار تحشرهم من المشرق إلى المغرب وأخرج من حديثه أيضا «أول شيء
يأكله أهل الجنة زيادة كبد الحوت وأخرجها الطيالسي من حديث
أنس أيضا.
وقد أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعا: «لا تقوم الساعة حتى
تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى».
وأخرج الترمذي من حديث ابن عمر مرفوعا «ستخرج نار من
حضرموت أو من نحو حضرموت قبل يوم القيامة تحشر الناس، قالوا: يا
113

رسول الله فما تأمرنا؟ فقال: عليكم بالشام» قال الترمذي: وفي الباب عن
حذيفة بن أسيد، وأنس، وأبي هريرة وأبي ذر وهذا حديث حسن صحيح
غريب.
وقد أخرج البخاري عن أنس رضي الله عنه قال:
«بلغ عبد الله بن سلام مقدم النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال: إني سائلك عن ثلاث
لا يعلمهن إلا نبي. قال: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل
الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه، ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خبرني بهن آنفا جبريل. قال: فقال عبد الله: ذاك
عدو اليهود من الملائكة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أول أشراط الساعة،
فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب، وأما أول طعام يأكله أهل الجنة،
فزيادة كبد حوت، وأما الشبه في الولد، فإن الرجل إذا غشي المرأة فسبقها
ماؤه كان الشبه له، وإذا سبق ماؤها كان الشبه لها. قال: أشهد أنك رسول
الله....» الحديث.
114

باب أول من أفشى القرآن من في النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
84 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا
المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال:
«أول من أفشى القرآن من في رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد
الله بن مسعود».
* الإسناد: رجاله ثقات.
قال ابن إسحاق: وحدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: كان
أول من جهر بالقرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة عبد الله بن مسعود رضي
الله عنه قال: اجتمع يوما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت
قريش هذا القرآن يجهر لها به قط. فمن رجل يسمعهموه؟ فقال: عبد الله بن
مسعود: أنا. قالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلا له عشيرة يمنعونه من
القوم إن أرادوه. قال: دعوني فإن الله سيمنعني. قال: فغدا ابن مسعود حتى
أتى المقام في الضحى، وقريش في أنديتها حتى قام عند المقام ثم قرأ: «بسم
الله الرحمن الرحيم» رافعا بها صوته «الرحمن علم القرآن» قال: ثم استقبلها
يقرؤها. قال: فتأملوه فجعلوا يقولون: ماذا قال ابن أم عبد؟ قال: ثم قالوا:
ليتلو بعض ما جاء به محمد، فقاموا إليه فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل
يقرأ حتى بلغ منها ما شاء الله يبلغ، ثم انصرف إلى أصحابه، وقد أثروا
في وجهه، فقالوا له: هذا الذي خشينا عليك. فقال: ما كان أعدا الله أهون
علي منهم الآن ولئن شئتم لأغادينهم بمثلها غدا، قالوا: لا قد أسمعتهم ما
يكرهون.
115

باب أول من أذن
85 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا
المسعودي، عن القاسم قال:
«أول من أذن بلال».
* الإسناد: رجاله ثقات.
أخرج أبو هلال العسكري بسنده عن أبي عمير، عن أنس، عن عمومته
من الأنصار، وعن غير هؤلاء قالوا: «اهتم رسول صلى الله عليه وسلم بجمع الناس
للصلاة، فقال بعضهم: أنصب راية وذكر بعضهم الشبور، وبعضهم
الناقوس، فلم يعجبه ذلك، ثم أتاه عبد الله بن زيد الأنصاري وقال: إني لبين
النائم واليقظان فرأيت رجلا عليه ثوبان أخضران قام فأذن ثم قعد، ثم قام
فقال مثلها، إلا أنه قال: قد قامت الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علمها
بلالا، فكان بلال يؤذن، فإذا غاب أذن ابن أم مكتوم، وإذا غاب أذن أبو
محذورة وقد ذكر ابن إسحاق رؤيا عبد الله بن زيد، ثم قال: فلما أخبرها
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنها لرؤيا حق إن شاء الله، فقم مع بلال فألقها عليه،
فليؤذن بها فإنه أندى صوتا منك.
ورؤيا عبد الله بن زيد وحديثه أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن
صحيح. وأخرجه أيضا أبو داود وابن ماجة.
وقال السيوطي: أخرجه ابن سعد وابن أبي شيبة عن القاسم عبد الرحمن.
116

باب أول من عدا به فرسه في سبيل الله عز وجل
86 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا
المسعودي، عن القاسم قال:
«أول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود».
* الإسناد: رجاله ثقات.
أخرج الإمام أحمد عن علي رضي الله عنه قال: «ما كان فينا فارس يوم
بدر غير المقداد....» وقال الشارح: يعني صاحب فرس يركبه، قال في بهجة
المحافل، وكان معهم ثمانون بعيرا يعتقبونها، وفرس واحد للمقداد بن
الأسود، وقيل وآخران للزبير وأبي مرثد الغنوي.
117

باب أول حي من العرب أدوا الصدقة طائعين
87 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا
المسعودي، عن القاسم قال:
«أول من أدوا الصدقة طائعين من قبل أنفسهم: بنو عذرة
ابن سعد».
* الإسناد: رجاله ثقات.
ونقل صاحب محاضرة الأوائل عن السيوطي في أوائله أن «أول من فرض
الصدقة من قبل أنفسهم بنو عذرة، قبيلة من العرب شهيرة بالكرم والعشق
والتعشق يضرب بها المثل في الشعر».
وأخرج الإمام أحمد ومسلم عن عدي بن حاتم قال: أتيت عمر بن الخطاب
فقال لي: «إن أول صدقة بيضت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ووجه أصحابه
صدقة طيء، جئت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
118

باب أول حي آلفوا محمد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
88 - حدثنا علي بن عبد العزيز، حدثنا أبو نعيم، حدثنا
المسعودي، عن القاسم قال:
«أول حي ألفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جهينة».
* الإسناد: رجاله ثقات.
قال السيوطي في أوائله: وأخرج ابن أبي شيبة عن الشعبي قال: أول حي
آلفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جهينة».
ذكر الهيثمي: عن القاسم قال: «أول من أفشى القرآن بعد رسول الله عبد
الله بن مسعود، وأول من بنى مسجدا يصلى فيه عمار بن ياسر، وأول من أذن
بلال، وأول من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد بن الأسود، وأول من رمى
بسهم في سبيل الله سعد، وأول من قتل من المسلمين يوم بدر مهجع مولى
عمر بن الخطاب، وأول حي آلفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جهينة، وأول من
أدوا الصدقة طائعين من قبل أنفسهم بنو عذرة بن سعد».
قال الهيثمي: رواه الطبراني، وإسناده منقطع.
وصلى الله على من لا نبي بعده محمد.
119