الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٥
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1414 ه‍ - 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
مؤسسة الرسالة بيروت - شارع سوريا - بناية صمدي وصالحة
هاتف. 603243 - 815112 - ص ب. 7460 برقيا بيوشران
2

صحيح ابن حيان
بترتيب
ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفى سنة 739 ه‍
المجلد الخامس
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

9 - باب
فضل الصلوات الخمس
ذكر فتح أبواب السماء
عند دخول أوقات الصلوات المفروضات
1720 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الفضل السجستاني بدمشق
قال حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن
عمر عن مالك عن أبي حازم
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء عند حضور
الصلاة وعند الصف في سبيل الله
5

ذكر
إثبات الإيمان للمحافظ على الصلوات
1721 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج عن
أبي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا
عليه بالإيمان قال الله جل وعلا إنما مساجد الله من
آمن بالله واليوم الآخر
6

قال أبو حاتم دراج هذا من أهل مصر اسمه
عبد الرحمن بن السمح وكنيته أبو السمح
وأبو الهيثم هذا اسمه سليمان بن عمرو العتواري من
ثقات أهل فلسطين
وقوله عليه بمعنى له
7

ذكر الخبر الدال على أن
الصلاة الفريضة أفضل من الجهاد الفريضة
1722 - أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا
أبو الظاهر بن السرح حدثنا بن وهب أخبرني حيي بن عبد الله عن
أبي عبد الرحمن الحبلي
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا جاء إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فسأله عن أفضل الأعمال قال فقال رسول الله
صلى... الصلاة قال ثم مه قال ثم الصلاة قال ثم مه قال ثم الصلاة ثلاث مرات قال
ثم مه قال ثم الجهاد في سبيل الله قال فإن لي والدين
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم آمرك بوالديك خيرا
فقال والذي بعثك نبيا لأجاهدن
ولأتركنهما قال فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنت أعلم
8

ذكر البيان بأن الصلاة قربان للعبيد
يتقربون بها إلى بارئهم جل وعلا
1723 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني حدثنا
هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خيثم
عن عبد الرحمن بن سابط
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال يا كعب بن عجرة أعيذك بالله من إمارة السفهاء إنها
ستكون أمراء من دخل عليهم فأعانهم على ظلمهم وصدقهم
بكذبهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض ومن
لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم
بكذبهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض يا كعب بن
عجرة الصلاة قربان والصوم جنة والصدقة تطفئ الخطية
كما يطفئ الماء النار والناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتق
رقبته وموبقها يا كعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت
من سحت ولمراد
9

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم
ليس مني ولست منه يريد ليس مثلي ولست مثله في ذلك
الفعل والعمل وهذه لفظة مستعملة لأهل الحجاز
وقوله لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت يريد به جنة
دون جنة لأنها جنان كثيرة وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم
10

لا يدخل الجنة ولد الزنى ولا يدخل العاق الجنة ولا منان
يريد جنة دون جنة وهذا باب طويل سنذكره فيما بعد من هذا
الكتاب إن قضى الله ذلك وشاء
ذكر
إثبات الفلاح لمصلي الصلوات الخمس
1724 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه
أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر
الرأس يسمع دوي صوته ولا يفقه ما يقول حتى دنا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في
اليوم والليلة قال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وصيام شهر
رمضان قال هل علي غيره قال لا إلا أن تطوع قال
وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي
غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول
11

والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه شيئا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم أفلح إن صدق طبعك
12

ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم
مصلي الصلوات الخمس بالمغتسل في نهر جار
1725 - أخبرنا محمد بن محمود بن عدي حدثنا حميد بن
زنجويه حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مثل الصلوات المكتوبات كمثل نهر جار على باب أحدكم
يغتسل منه كل يوم خمس مرات كالمجتهدين
13

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به الأعمش
1726 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد بتستر حدثنا قتيبة
حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل
يوم خمس مرات ما تقولون هل يبقي من درنه شيئا قالوا
لا يبقى من درنه شئ قال ذلك مثل الصلوات الخمس
يمحو الله به الخطايا البحاث
14

ذكر
تكفير الصلوات الخمس الحد عن مرتكبه
1727 - أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا
الوليد حدثنا الأوزاعي حدثني شداد أبو عمار
حدثني واثلة بن الأسقع قال جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني
أصبت حدا فأقمه علي قال فأعرض عنه ثم قال يا رسول
الله إني أصبت حدا فأقمه علي فأعرض عنه ثم أقيمت
الصلاة فلما سلم قال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه
علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل توضأت
15

حين أقبلت قال نعم قال صليت معنا قال نعم قال
فاذهب فإن الله قد
ذكر البيان بأن الحد الذي أتى هذا السائل
لم يكن بمعصية توجب الحد
1728 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا أبو عوانة عن سماك عن إبراهيم النخعي عن علقمة
والأسود
عن بن مسعود قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال إني أخذت امرأة في البستان فأصبت منها
كل شئ إلا أني لم أنكحها فافعل بي ما شئت فلم يقل له
16

شيئا ثم دعاه فقرأ عليه هذه الآية أقم الصلاة طرفي النهار
وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات
17

قال أبو حاتم رضي الله عنه العرب تذكر الشئ إذا
احتوى اسمه على أجزاء وشعب فتذكر جزءا من تلك الأجزاء
باسم ذلك الشئ نفسه فلما كانت المحظورات كلها مما نهي
المرء عن ارتكابها واشتمل عليها اسم المعصية وكان
الزنى منها يوجب الحد على مرتكبها غنم أسباب يتسلق منها
إليه أطلق اسم كليته على سببه الذي هو القبلة واللمس دون
الجماع
ذكر خبر ثان يدل على أن هذا الفعل لم يكن بفعل
يوجب الحد مع البيان بأن حكم هذا السائل وحكم
غيره من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه سواء
1729 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بالصغد حدثنا
محمد بن عبد الأعلى حدثنا معتمر عن أبيه حدثنا أبو عثمان
18

عن ابن مسعود أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه
وسلم فذكر أنه أصاب من امرأة قبلة كأنه يسأل عن كفارتها
فأنزل الله جل وعلا أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل
إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين
[هود: 114] قال فقال الرجل ألي هذه قال هي لمن
عمل بها من أمتي تمولا
19

ذكر
خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه
1730 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن
إبراهيم عن علقمة والأسود
عن عبد الله قال قال رجل يا رسول الله إني لقيت
امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلتها وباشرتها وفعلت بها
كل شئ إلا أني لم أجامعها فسكت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأنزل الله جل وعلا أقم الصلاة طرفي النهار
وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى
للذاكرين قال فدعاه رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقرأها عليه فقال عمر يا رسول
الله أله خاصة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بل للناس كافة
20

ذكر نفي العذاب في القيامة
عمن أتى الصلوات الخمس بحقوقها
1731 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط حدثنا
أبي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن عمرو عن محمد بن
يحيى بن حبان عن بن محيريز عن المخدجي وهو أبو رفيع
أنه قال لعبادة بن الصامت يا أبا الوليد إن أبا محمد
رجل من الأنصار كانت له صحبة يزعم أن الوتر حق قال
كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من جاء بالصلوات الخمس قد أكملهن لم ينقص من
حقهن شيئا كان له عند الله عهد أن لا يعذبه ومن جاء بهن
وقد انتقص من حقهن شيئا فليس له عند الله عهد إن شاء
رحمه وإن شاء عذبه
21

قال أبو حاتم أبو محمد هذا اسمه مسعود بن زيد بن
سبيع الأنصاري من بني دينار بن ماتت له صحبة سكن
الشام
22

ذكر البيان بأن الحق
الذي في هذا الخبر قصد به الإيجاب
1732 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن الاستثناء بفم الصلح حدثنا
أحمد بن منيع حدثنا هشيم أخبرنا يحيى بن سعيد أخبرنا محمد بن
يحيى بن حبان الأنصاري عن بن محيريز قال
جاء رجل إلى عبادة بن الصامت فقال يا أبا الوليد إني
سمعت أبا محمد الأنصاري يقول الوتر واجب فقال عبادة
كذب أبو محمد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول خمس صلوات افترضهن الله على عباده فمن جاء بهن
وقد أكملهن ولم ينتقصهن استخفافا بحقهن كان له عند الله
عهد أن يدخله الجنة ومن جاء بهن وقد انتقصهن استخفافا
بحقهن لم يكن له عند الله عهد إن شاء عذبه وإن شاء
رحمه
قال أبو حاتم قول عبادة كذب أبو محمد يريد به
أخطأ وكذلك قول عائشة حيث قالت لأبي هريرة وهذه لفظة
مستعملة لأهل الحجاز إذا أخطأ أحدهم يقال له كذب
23

والله جل وعلا نزه أقدار أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن إلزاق القدح بهم حيث قال يوم لا يخزي الله
النبي والذين آمنوا معه نورهم فمن أخبر
الله جل وعز أنه لا يخزيه في القيامة فبالحري أن لا يجرح
والرجل الذي سأل عبادة هذا هو أبو رفيع المخدجي
ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر بالصلوات الخمس
ذنوب مصليها إذا كان مجتنبا للكبائر دون من لم يجتنبها
1733 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا
إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
24

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن
ما لم يغش الكبائر
25

ذكر
تساقط الخطايا عن المصلي بركوعه وسجوده
1734 - أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب قال
سمعت معاوية بن صالح يحدث عن العلاء بن الحارث عن زيد بن
أرطاة عن جبير بن نفير
أن عبد الله بن عمر رأى فتى وهو يصلي قد أطال
صلاته وأطنب فيها فقال من يعرف هذا فقال رجل أنا
26

فقال عبد الله لو كنت أعرفه لأمرته أن يطيل الركوع والسجود
فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد
إذا قام يصلي أتي بذنوبه فوضعت على رأسه أو عاتقه
فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه بإنابته
ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات
لمن سجد في صلاته لله عز وجل
1735 - أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا
الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا الوليد بن هشام المعيطي حدثني
معدان بن أبي طلحة اليعمري قال
لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت له حدثني بحديث عسى الله أن ينفعني به فقال عليك
بالسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
27

يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفع الله له بها درجة
وحط عنه بها خطيئة
قال معدان ثم لقيت أبا الدرداء فسألته فقال لي مثل ذلك آباؤهم
ذكر
تعاقب الملائكة عند صلاة العصر والفجر
1736 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن
عبد العظيم العنبري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
همام بن منبه
28

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتعاقبون فيكم ملائكة الليل وملائكة النهار فيجتمعون
في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم
فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي قالوا
تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون فالقضاة
ذكر
تعاقب الملائكة عند صلاة العصر والغداة
1727 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي الفقيه بمنبج
حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال يتعاقبون فيكم ملائكة صارت وملائكة بالنهار ويجتمعون
في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم
فيسألهم وهو أعلم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم
29

وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون
قال أبو حاتم في هذا الخبر بيان واضح بأن ملائكة
الليل إنما تنزل والناس في صلاة العصر وحينئذ تصعد ملائكة
النهار ضد قول من زعم أن ملائكة الليل تنزل بعد غروب
الشمس
ذكر
نفي دخول النار عمن صلى العصر والغداة
1738 - أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة
حدثنا
30

عبد الرحمن بن خالد القطان حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مسعر بن
كدام عن أبي بكر بن عمارة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
31

قال أبو حاتم أبو بكر هذا هو بن عمارة بن رويبة
الثقفي لأبيه صحبة واسم أبي بكر كنيته
ذكر
تسمية النبي صلى الله عليه وسلم العصر والغداة بردين
1739 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن
خالد حدثنا همام بن يحيى حدثنا أبو جمرة الضبعي عن أبي بكر بن
عمارة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
صلى البردين دخل الجنة
32

قال أبو حاتم أبو جمرة هذا من ثقات أهل البصرة
اسمه نصر بن عمران الضبعي
وأبو حمزة من متقني أهلها اسمه عمران بن
33

أبي عطاء سمعا جميعا بن عباس سمع شعبة منهما وكانا
في زمن واحد
ذكر وصف البردين اللذين
يرجى دخول الجنة بالصلاة عندهما
1740 - أخبرنا عبد الله بن محمد السعدي حدثنا محمد بن
عبد العزيز بن أبي رزمة حدثنا إبراهيم بن يزيد بن مردانبة حدثنا رقبة
عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة
عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها فقال رجل من القوم أنت سمعت هذا الحديث من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم
1741 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى قال
حدثنا هشيم عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود
عن فضالة بن عبد الله المؤذن قال أتيت رسول الله
34

صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني الصلوات الخمس في
مواقيتها قال فقلت له إن هذه ساعات أشتغل فيها فمر لي
بجوامع قال فقال إن شغلت فلا تشغل عن العصرين
قال قلت وما العصران قال صلاة الغداة وصلاة
العصر
ذكر البيان بأن الأمر بالمحافظة على العصرين إنما
هو أمر تأكيد عليهما من بين الصلوات
لا أنهما يجزيان عن الكل
1742 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا
إسحاق بن شاهين قال حدثنا بن عبد الله عن داود بن أبي هند
عن عبد الله بن فضالة
عن أبيه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان فيما علمنا قال حافظوا على الصلوات وحافظوا على
العصرين قلت يا رسول الله وما العصران قال صلاة قبل طلوع
الشمس وصلاة قبل غروبها
35

قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع داود بن أبي هند هذا
الخبر من أبي حرب بن أبي الأسود ومن عبد الله بن فضالة
عن فضالة وأدى كل خبر بلفظه فالطريقان جميعا محفوظان
والعرب تذكر في لغتها أشياء على القلة والكثرة وتطلق
اسم القبل على الشئ اليسير وعلى المدة الطويلة وعلى
المدة الكبيرة كقوله صلى الله عليه وسلم في أمارات الساعة يكون
من الفتن قبل الساعة كذا وقد كان ذلك منذ سنين كثيرة
وهذا يدل على أن اسم القبل يقع على ما ذكرنا لا أن
القبل في اللغة يكون مقرونا بالشئ حتى لا يصلي الغداة
الا قبل طلوع الشمس ولا العصر قبل غروبها إرادة إصابة
القبل فيها
ذكر
إثبات ذمة الله جل وعلا للمصلي صلاة الغداة
1743 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي حدثنا حميد بن
مسعدة حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن الحسن
عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
36

من صلى الغداة فهو في ذمة الله فاتق الله يا بن آدم أن
يطلبك الله بشئ من ذمته
37

ذكر تضعيف الأجر لمن صلى العصر
من أهل الكتاب بعد إسلامهم
1744 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا
يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
يزيد بن أبي حبيب عن خير بن نعيم الحضرمي عن عبد الله بن هبيرة
السبائي عن أبي تميم الجيشاني
عن أبي بصرة الغفاري قال صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فقال إن هذه الصلاة
عرضت على من كان قبلكم فتوانوا فيها وتركوها فمن صلاها
منهم ضعف له أجرها مرتين ولا صلاة بعدها حتى يرى
الشاهد والشاهد النجم
38

قال أبو حاتم العرب تسمي الثريا النجم ولم يرد
صلى الله عليه وسلم بقوله هذا أن وقت صلاة المغرب لا الخطبة
حتى ترى الثريا لأن الثريا لا تظهر إلا عند اسوداد الأفق وتغيير
الأثير ولكن معناه عندي أن الشاهد هو أول ما يظهر من توابع
الثريا لأن الثريا توابعها الكف الخضيب والكف الجذماء
والمأبض والمعصم والمرفق وإبرة المرفق والعيوق ورجل
العيوق والأعلام والضيقة والقلاص وليس هذه الكواكب
بالأنجم الزهر إلا العيوق فإنه كوكب أحمر منير منفرد في شق
الشمال على متن الثريا يظهر عند غيبوبة الشمس فإذا كان
الإنسان في بصره أدنى حدة وغابت الشمس يرى العيوق
وهو الشاهد الذي تحل صلاة المغرب عند ظهوره
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن صلاة الوسطى صلاة الغداة
1745 - أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمري
بالموصل حدثنا معلى بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم
عن زر
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي
39

صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق شغلونا عن صلاة
الوسطى ملأ الله بيوتهم وبطونهم نارا وهي العصر
40

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن صلاة الوسطى صلاة الغداة
1746 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا الجراح بن
مخلد قال حدثنا عمرو بن عاصم قال حدثنا همام عن قتادة عن
مورق عن أبي الأحوص
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلاة الوسطى صلاة العصر
41

ذكر
إيجاب الجنة لمن أقام الصلاة وصام رمضان 1747
أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم
حدثنا أبو عامر حدثنا فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن
عبد الرحمن بن أبي عمرة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من آمن بالله ورسوله وأقام الصلاة وصام رمضان كان
حقا على الله أن يدخله الجنة هاجر في سبيل الله أو جلس
حيث ولدته أمه
42

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يدخل الجنة
صائم رمضان مع إقامة الصلاة إذا كان مجتنبا للكبائر
1748 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس حدثنا
حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بن
أبي هلال حدثه عن نعيم المجمر أن صهيبا مولى لتقبيح حدثه
أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يخبران عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه جلس على المنبر ثم
قال والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم سكت فأكب
كل رجل منا يبكي حزنا ليمين رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم قال ما من عبد يؤدي الصلوات الخمس ويصوم
رمضان ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة
الثمانية يوم القيامة حتى إنها لتصطفق ثم تلا إن تجتنبوا
43

كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم
[النساء: 31]
ذكر تضعيف صلاة المصلي إذا صلاها
بأرض قي بشرائطها على صلاته في المساجد
1749 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى حدثنا أبو بكر
ابن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية حدثنا هلال بن ميمون عن عطاء بن
يزيد
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده
44

بخمس وعشرين درجة فإن صلاها بأرض قي فأتم وضوءها
وركوعها وسجودها تكتب صلاته بخمسين درجة
45

ذكر
تفضيل الله جل وعلا بكتبه الصلاة لمنتظريها
1750 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر
صلاة العشاء حتى إذا كان شطر الليل ثم جاء فقال إن
الناس قد صلوا وناموا وإنكم لن تزالوا في صلاة مذ انتظرتم
قال أنس فكأني أنظر إلى وبيص خاتمه وحظرها
ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
1751 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد حدثنا قتيبة حدثنا
بكر بن مضر عن عياش بن عقبة أن يحيى بن ميمون حدثه قال
46

سمعت سهل بن سعد الساعدي يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كان في مسجد
ينتظر الصلاة فهو في الصلاة
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم
فهو في الصلاة أراد به ما لم يحدث
1752 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
زيد بن الحباب عن عياش بن عقبة أخبرني يحيى بن ميمون قاضي
مصر
حدثني سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال من انتظر الصلاة فهو في الصلاة
ما لم يحدث للحمام
47

ذكر
دعاء الملائكة لمنتظري الصلاة بالغفران والرحمة
1753 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي
صلى فيه ما لم يحدث اللهم اغفر له اللهم ارحمه
48

10 - باب
صفة الصلاة
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من فراغ القلب
لصلاته ودفع وساوس الشيطان إياه لها
1754 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا نودي الولاء أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع
النداء فإذا قضي النداء أقبل حتى إذا ثوب بالصلاة أدبر
حتى إذا قضي التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه
يقول أذكر كذا أذكر لما لم يكن يذكر حتى يصلي الرجل
لا يدري كم صلى
50

ذكر الأمر بالسكينة
للقائم إلى الصلاة يريد قضاء فرضه
1755 - أخبرنا بن خزيمة حدثنا سلم بن جنادة
حدثنا وكيع حدثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن
أبي قتادة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم
السكينة لسقطوا
51

ذكر البيان بأن من كان في
صلاته أسكن ولله أخشع كان من خير الناس
1756 - أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن بشار حدثنا
أبو عاصم حدثنا جعفر بن يحيى حدثنا عمي عمارة بن ثوبان عن
عطاء بن أبي رباح
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم خيركم ألينكم مناكب في الصلاة أسندا
52

ذكر نفي قبول الصلاة عن أقوام بأعيانهم
من أجل أوصاف ارتكبوها
1757 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كريب قال
حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي عن عبيدة بن الأسود عن
القاسم بن الوليد عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة إمام قوم وهم له
كارهون وامرأة باتت وزوجها عليها غضبان وأخوان
متصارمان
53

ذكر
البيان بأن أفضل الصلاة ما طال قنوتها
1758 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا
سفيان الثوري عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال يا رسول الله أي الصلاة أفضل قال المريض
القنوت
54

ذكر
ما يجب على المرء من إيجاز الصلاة مع الإكمال
1759 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
حميد
عن أنس بن مالك أنه قال ما صليت مع أحد أوجز
صلاة ولا أكمل من رسول الله صلى الله عليه وسلم
55

ذكر الأمر للمرء إذا صلى وحده
أن يطول ما شاء فيها
1760 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا صلى أحدكم بالناس فليخفف فإن فيهم السقيم
والضعيف والكبير وإذا صلى أحدكم لنفسه فليطول ما شاء
56

ذكر استحباب الحمد لله جل وعلا
للمرء عند القيام إلى الصلاة
1761 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي
قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا قتادة وثابت وحميد
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يصلي فيهم فجاء رجل وقد حفزه النفس فقال الحمد الله
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلاته قال أيكم المتكلم بالكلمات فأرم
القوم فقال أيكم المتكلم بالكلمات فإنه لم يقل بأسا
57

فقال الرجل أنا يا رسول الله جئت وقد حفزني النفس
فقلتهن فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا ابتدرها أيهم
يرفعها
ذكر وصف الفرجة التي يجب
أن تكون بين المصلي وبين الجدار إذا صلى إليه
1762 - أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال أخبرنا
58

أحمد بن أبي بكر الزهري قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن
أبيه
عن سهل بن سعد الساعدي قال كان بين مصلى
النبي صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة
ذكر الإباحة للمرء أن يتحرى موضعا
من المسجد بعينه فيجعل أكثر صلاته فيه
1763 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني وابن خزيمة قالا
حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا اني بن عبد الرحمن الحزامي قال
حدثني يزيد بن أبي عبيد
أنه كان يأتي مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى
59

فيعمد إلى الأسطوانة دون المصحف فيصلي قريبا منها
فأقول له ألا تصلي ها هنا وأشير له إلى بعض نواحي
المسجد فيقول إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتحرى هذا المقام
ذكر استحباب الاجتهاد في الدعاء
للمرء عند القيام إلى الصلاة
1764 - أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن بجرجان قال حدثنا
60

مؤمل بن إهاب قال حدثنا أيوب بن سويد قال حدثنا مالك عن
أبي حازم
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ساعتان لا ترد على داع دعوته حين تقام الصلاة وفي
الصف في سبيل الله
ذكر
عدد التكبيرات التي يكبر فيها المرء في صلاته
1765 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد
الباهلي قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثنا أبي عن قتادة عن
عكرمة قال
قلت لابن عباس عجبت من شيخ صلى بنا الظهر
فكبر ثنتين وعشرين تكبيرة قال تلك سنة أبي القاسم
صلى الله عليه وسلم
61

ذكر خبر أوهم عالما من الناس
أن على المصلي التكبير في كل خفض ورفع من صلاته
1766 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي سلمة
أن أبا هريرة كان يصلي بهم كان يكبر في كل خفض
ورفع فإذا انصرف قال إني لأشبهكم صلاة برسول الله
صلى الله عليه وسلم
62

ذكر البيان بأن على المرء التكبير في كل خفض ورفع
من صلاته خلا رفعه رأسه من الركوع
1767 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن
أبي سلمة
أن أبا هريرة حين استخلفه مروان على المدينة كان إذا
قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ثم يكبر حين يركع فإذا رفع
رأسه من الركوع قال سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد
ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم يكبر حين يقوم بين الثنتين بعد
التشهد ثم يفعل مثل ذلك حتى يقضي صلاته فإذا قضى
صلاته وسلم أقبل على أهل المسجد فقال والذي نفسي
63

بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه
وسلم
قال سالم وكان بن عمر يفعل مثل ذلك غير أنه كان
يخفض صوته بالتكبير
ذكر
وصف ما يفتتح به المرء صلاته
1768 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حسين
المعلم عن بديل بن ميسرة عن أبي الجوزاء
64

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب‍ (الحمد الله رب العالمين)
وكان صلى الله عليه وسلم إذا ركع لم يشخص بصره
ولم يصوبه ولكن بين ذلك فإذا رفع رأسه من الركوع
لم يسجد حتى يستوي قائما وإذا رفع رأسه من السجود
لم يسجد حتى يستوي جالسا وكان يوتر رجله اليسرى وينصب
رجله اليمنى وكان يقول بين كل ركعتين التحية وكان ينهى
عن عقب الشيطان وكان ينهى أن يفرش أحدنا ذراعيه افتراش
السبع وكان يختم الصلاة بالتسليم
65

ذكر ما يستحب للمرء نشر الأصابع
عند التكبير لافتتاح الصلاة
1769 - أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الله بن سعيد
الأشج قال حدثنا يحيى بن وابنه عن بن أبي ذئب عن سعيد بن
سمعان
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
ينشر أصابعه في الصلاة نشرا
66

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء
من وضع اليمين على اليسار في صلاته
1770 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة بن يحيى
قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث أنه سمع عطاء بن
أبي رباح
يحدث عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال إنا معشر الأنبياء أمرنا أن نؤخر سحورنا ونعجل
67

فطرنا وأن نمسك بأيماننا على شمائلنا في صلاتنا
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر بن
وهب عن عمرو بن الحارث وطلحة بن عمرو عن
عطاء بن أبي رباح
ذكر
ما يدعو المرء به بعد افتتاح الصلاة قبل القراءة
1771 - أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن
مسلم قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن جريج قال أخبرني
موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن
عبيد الله بن أبي رافع
68

عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي
للذي فطر السماوات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من
المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين اللهم
أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي وأنا
عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي
جميعا إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق
لا يهديني لأحسنها إلا أنت واصرف عني
سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير في يديك والمهدي من
هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب
إليك
69

ذكر ما يدعو به المرء
عند افتتاح الصلاة الفريضة ويقول بعد التكبيرة
1772 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن
جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن
عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا ابتدأ الصلاة المكتوبة قال
وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من
المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
70

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك أنت ربي
وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي
جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق
لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف عني
سيئها إلا أنت لبيك وسعديك والخير بيديك والمهدي من
هديت أنا بك وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب
إليك
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان يدعو بما وصفنا بعد التكبير لا قبل
1773 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال أخبرنا
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة
عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة كبر ثم
يقول وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا
71

من المشركين إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب
العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا عبدك ظلمت
نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر
الذنوب إلا أنت لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر
ليس إليك أنا وإليك تباركت وتعاليت أستغفرك وأتوب
إليك
72

قال حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم
والشر ليس إليك أراد به والشر ليس مما يتقرب به إليك
فأضمر فيه ما يتقرب به
73

1774 - أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن
جريج قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن
عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
ابتدأ الصلاة المكتوبة قال وجهت وجهي للذي فطر
السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن صلاتي ونسكي
ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا من المسلمين اللهم لك الحمد لا إله إلا أنت سبحانك
وبحمدك أنت ربي وأنا عبدك ظلمت نفسي واعترفت
بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا لا يغفر الذنوب إلا أنت
واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت واصرف
عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت لبيك وسعديك
والخير بيديك والمهدي من هديت أنا بك وإليك تباركت
وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك تهاترا
ذكر الإباحة للمرء
أن يفتتح الصلاة بغير ما وصفنا من الدعاء
1775 - أخبرنا أحمد بن محمد بن المثنى البستاني بدمشق
حدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن
أبي زرعة
74

أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا كبر سكت بين التكبير والقراءة فقلت معبد
وأمي أرأيت سكتاتك بين التكبير والقراءة أخبرني ما تقول
فيها قال اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين
المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب
الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج
والبرد
75

ذكر الإباحة للمرء
أن يدعو عند افتتاح الصلاة بغير ما وصفنا
1776 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن
أبي زرعة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت
يا رسول الله معبد وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة
ما هو قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما
باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى
الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء
والثلج والبرد
ذكر ما يستحب للمصلي إذا كان إماما أن يسكت قبل
ابتداء القراءة ليلحق من خلفه قراءة فاتحة الكتاب 1777
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
76

إبراهيم قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا بن أبي ذئب عن
سعيد بن سمعان مولى الزرقيين قال
دخل علينا أبو هريرة المسجد فقال ثلاث كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعمل بهن تركهن الناس كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه
مدا وكان يقف قبل القراءة هنيهة يسأل الله من فضله وكان
يكبر في الصلاة كلما ركع وسجد
77

ذكر وصف الدعاء الذي كان يدعو به المصطفى صلى الله عليه وسلم
في سكتته بين التكبير والقراءة
1778 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
خيثمة قال حدثنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كبر في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ فقلت
يا رسول الله معبد أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير
والقراءة ما تقول قال اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما
باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من الخطايا كما ينقى
الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي
بالثلج
والماء والبرد
ذكر
ما يتعوذ المرء به قبل ابتداء القراءة في صلاته
1779 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن
عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
78

استفتح الصلاة قال اللهم إني أعوذ بك من الشيطان
همزه ونفخه ونفثه
79

قال عمرو همزه الموتة ونفخه الكبر ونفثه الشعر
ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
1780 - أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا أبو خيثمة قال أخبرنا
عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم
العنزي عن بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا دخل الصلاة قال الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا
ثلاثا سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم من نفخه وهمزه ونفثه
قال عمرو نفخه الكبر وهمزه الموتة ونفثه
الشعر
ذكر الأخبار المفسرة
لقوله جل وعلا فاقرؤوا ما تيسر منه
1781 - أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي بالبصرة أبو يزيد
80

العدل قال حدثنا عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو عوانة عن
رقبة بن مسقلة عن عطاء
عن أبي هريرة قال كل الصلاة يقرأ فيها فما أسمعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى منا أخفينا
منكم
ذكر البيان بأن قوله جل وعلا فاقرؤوا ما تيسر منه
أراد به فاتحة الكتاب إذ الله جل وعلا
ولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ما أنزل في كتابه
1782 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا بن عيينة عن الزهري عن محمود بن الربيع
81

عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه
وسلم قال لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب
82

ذكر الخبر الدال على أن الفرض على
المأموم والمنفرد قراءة فاتحة الكتاب في صلاته
1783 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق أمامه لأنه
يناجي ربه ما دام في صلاته ولا عن يمينه فإن عن يمينه ملكا
ولكن ليبصق عن شماله أو تحت رجله فيدفنه
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح
بأن على المأموم قراءة فاتحة الكتاب في صلاته إذ المصطفى
83

صلى الله عليه وسلم أخبر أن المصلي يناجي ربه والمناجاة
لا تكون إلا بنطق الخطاب دون التسبيح والتكبير والسكوت
ذكر وصف المناجاة التي يكون المرء
في صلاته بها مناجيا لربه عز وجل
1784 - أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن أنه
سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن
فهي خداج فهي خداج غير تمام فقلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون
وراء الإمام قال فغمز ذراعي وقال اقرأ بها يا فارسي في
نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
قال الله جل وعلا قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين
فنصفها لي ونصفها لعبدي ما سأل قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اقرؤوا يقول العبد الحمد الله رب
العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول العبد الرحمن
الرحيم يقول الله أثنى علي عبدي يقول العبد مالك
يوم الدين يقول الله مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين
عبدي يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين فهذه الآية
بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل يقول العبد اهدنا
الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير
84

المغضوب عليهم ولا الضالين فهؤلاء لعبدي ولعبدي
ما سأل
85

ذكر الخبر المصرح بأن الفرض على المأمومين
قراءة فاتحة الكتاب كهو على المنفرد سواء
1785 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا مؤمل بن
هشام اليشكري حدثنا إسماعيل بن علية عن محمد بن إسحاق
حدثني تثبت عن محمود بن الربيع وكان يسكن إيلياء
عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما
انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم قال قلنا
أجل يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب
فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها
86

ذكر الخبر الدال على أن قوله صلى الله عليه وسلم فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب
لم يرد به الزجر عن قراءة ما وراء فاتحة الكتاب
1786 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن محمود بن الربيع
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم
في خبر مكحول فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب لفظة زجر مراد
بها ابتداء أمر مستأنف
وقوله فصاعدا تفرد به معمر عن الزهري دون
أصحابه
87

ذكر البيان بأن فرض المرء في صلاته قراءة فاتحة الكتاب
في كل ركعة من صلاته لا أن قراءته إياها
في ركعة واحدة تجزئة عن باقي صلاته
1787 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط قال
حدثنا أبي وبندار قال حدثنا يحيى القطان عن بن عجلان عن
علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع
وأخبرنا جعفر قال حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون
أخبرنا محمد بن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد الزرقي أحسبه عن
أبيه
عن رفاعة بن رافع الزرقي وكان من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل ورسول الله
صلى الله عليه وسلم قال جاء رجل ورسول الله صلى الله
عليه وسلم في المسجد فصلى قريبا منه ثم انصرف إليه
فسلم عليه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد
صلاتك فإنك لم تصل قال فرجع فصلى نحوا مما صلى
ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعد صلاتك فإنك
لم تصل فقال يا رسول الله كيف أصنع فقال إذا
استقبلت القبلة فكبر ثم اقرأ بأم القرآن ثم اقرأ بما شئت
فإذا ركعت فاجعل راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك فإذا
رفعت رأسك فأقم صلبك حتى ترجع العظام إلى مفاصلها
88

فإذا سجدت فمكن سجودك فإذا رفعت رأسك فاجلس على
فخذك اليسرى ثم اصنع ذلك في كل ركعة
قال جعفر لفظ الخبر لمحمد بن عمرو
ذكر إيقاع النقص على الصلاة
إذا لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب
1788 - أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم الحافظ قال
حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا
سعد بن سعيد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
89

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج كل
صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج كل صلاة لا يقرأ
فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج
90

ذكر البيان بأن الخداج الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هذا الخبر هو النقص الذي لا تجزئ الصلاة معه
دون أن يكون نقصا تجوز الصلاة به
1789 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا
شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت
وإن كنت خلف الإمام قال فأخذ بيدي وقال اقرأ في
نفسك
قال أبو حاتم رضي الله عنه لم يقل في خبر العلاء هذا
لا تجزئ صلاة إلا شعبة ولا عنه إلا وهب بن جرير
ومحمد بن كثير
وقال هذه الأخبار مما ذكرنا في كتاب شرائط الأخبار
91

أن خطاب الكتاب قد يستقل بنفسه في حالة دون حالة حتى
يستعمل على عموم ما ورد الخطاب فيه وقد لا يستقل في
بعض الأحوال حتى يستعمل على كيفية اللفظ المجمل الذي
هو مطلق الخطاب في الكتاب دون أن تبينها السنن وسنن
المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها مستقلة بأنفسها لا حاجة
بها إلى الكتاب المبينة لمجمل الكتاب والمفسرة لمبهمه
قال الله جل وعلا وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل
إليهم فأخبر جل وعلا أن المفسر لقوله
أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وما أشبهها من مجمل
الألفاظ في الكتاب رسوله صلى الله عليه وسلم ومحال أن
يكون الشئ المفسر له الحاجة إلى الشئ المجمل
وإنما الحاجة تكون للمجمل إلى المفسر ضد قول من زعم أن
السنن يجب عرضها على الكتاب فأتى بما لا يوافقه الخبر
ويدفع صحته النظر
1790 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة قال
حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام حدثنا قتادة عن
أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال أمرنا نبينا صلى الله عليه
وسلم أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر
92

قال أبو حاتم الأمر بقراءة فاتحة الكتاب في الصلاة أمر
فرض قامت الدلالة من أخبار أخر على صحة فرضيته
ذكرناها في غير موضع من كتبنا والأمر بقراءة ما تيسر غير
فرض دل الإجماع على ذلك يسرقنها
ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم بالنداء الظاهر المكشوف
بأن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب
1791 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا جعفر بن ميمون قال سمعت
أبا عثمان النهدي يقول
93

سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اخرج فناد في الناس أن لا صلاة إلا بقراءة فاتحة
الكتاب فما زاد الآدب
94

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن هذه الأخبار كانت للمصلي وحده
1792 - أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
حدثنا أبي ويزيد بن هارون عن بن إسحاق عن تثبت عن
محمود بن الربيع
عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم الفجر فثقلت عليه القراءة فلما سلم
قال تقرؤون خلفي قلنا نعم قال فلا تفعلوا إلا بأم
الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها للسلوك
ذكر الزجر عن أن يصلي المرء إماما أو مأموما
من غير أن يقرأ بفاتحة الكتاب في صلاته
1793 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
95

حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن محمود بن
الربيع
عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا
ذكر الزجر عن ترك قراءة فاتحة الكتاب للمصلي
في صلاته مأموما كان أو إماما أو منفردا
1794 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا
شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب قلت
فإن كنت خلف الإمام قال فأخذ بيدي وقال اقرأ في
نفسك للجام
ذكر إطلاق اسم الصلاة على القراءة
التي تكون في الصلاة إذا هي بعض أجزائها
1795 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي
حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
96

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن فهي خداج
قلت يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام قال يا بن
الفارسي اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت الصلاة
بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي
ما شاء يقوم عبدي فيقول الحمد لله رب العالمين يقول
الله حمدني عبدي فيقول الرحمن الرحيم
فيقول الله أثنى علي عبدي فيقول مالك يوم الدين
فيقول مجدني عبدي فهذا
بيني وبين عبدي إياك نعبد
وإياك نستعين إلى آخر السورة فهؤلاء لعبدي ولعبدي
ما سأل فأجرهما
ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
1796 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب
الدورقي حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد بن جبير
97

عن بن عباس في قوله ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت
بها قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه
وسلم مختفي بمكة فكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته
بالقرآن وكان المشركون إذا سمعوا سبوا القرآن ومن أنزله
ومن جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تجهر
بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبوا القرآن
ولا تخافت بها عن أصحابك فلا تسمعهم وابتغ بين ذلك
سبيلا
98

ذكر ما يستحب للإمام أن يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
عند ابتداء قراءة فاتحة الكتاب
1797 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة قال أخبرني
خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال
صليت وراء أبي هريرة فقال بسم الله الرحمن
الرحيم ثم قرأ بأم الكتاب حتى إذا بلغ غير المغضوب عليهم
ولا الضالين قال آمين وقال الناس آمين فلما ركع قال
الله أكبر فلما رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ثم قال
الله أكبر ثم سجد فلما رفع قال الله أكبر فلما سجد
قال الله أكبر فلما رفع قال الله أكبر ثم استقبل قائما مع
التكبير فلما قام من الثنتين قال الله أكبر فلما سلم قال
والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله
عليه وسلم
100

ذكر الإباحة للمرء ترك الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم
عند إرادته قراءة فاتحة الكتاب
1798 - أخبرنا محمد بن المعافي بصيدا قال حدثنا محمد بن
هشام بن أبي خيرة قال حدثنا بن أبي عدي قال حدثنا حميد
وسعيد عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة
ب‍ الحمد لله رب العالمين
101

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن قتادة
لم يسمع هذا الخبر من أنس
1799 - أخبرنا عمر بن إسماعيل بن أبي غيلان
الثقفي والصوفي وغيرهما قالوا حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا
شعبة وشيبان عن قتادة قال
سمعت أنس بن مالك قال صليت خلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان
عليهم فلم أسمع أحدا يجهر ببسم الله الرحمن
الرحيم
103

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة
ترك الفعل الذي ذكرناه
1800 - أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال
حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة وثابت وحميد
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة
ب‍ الحمد لله رب العالمين للتجزي
ذكر ما يستحب للمرء الجهر ب‍ بسم الله الرحمن الرحيم
في الموضع الذي وصفناه وإن كان الجهر
والمخافتة بهما جميعا طلقا مباحا
1801 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي وشعيب بن الليث
قالا أخبرنا الليث حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن
نعيم المجمر قال
صليت وراء أبي هريرة فقرأ ب‍ بسم الله الرحمن
الرحيم ثم قرأ بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين قال
104

آمين وقال الناس آمين ويقول كلما سجد الله أكبر وإذا
قام من الجلوس قال الله أكبر ويقول إذا سلم والذي
نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه
وسلم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم يجهر ب‍ بسم الله الرحمن الرحيم في كل الصلوات
1802 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
هارون بن عبد الله الحمال قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا
سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة
عن أنس قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وعمر رضوان الله عليهما لا يجهرون بسم الله
الرحمن الرحيم
105

ذكر خبر ثان يصرح
بصحة اللفظة التي ذكرها خالد الحذاء
1803 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا
العباس بن عبد الله الترقفي قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا
سفيان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
وعمر رضوان الله عليهما لم الريح يجهرون ب بسم الله
الرحمن الرحيم وكانوا يجهرون ب الحمد لله رب
العالمين
ذكر البيان بأن قول المرء في صلاته آمين يغفر له
ما تقدم من ذنبه إذا وافق ذلك تأمين الملائكة
1804 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سعيد بن
المسيب
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين
فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين والإمام يقول آمين فمن
106

وافق تأمينه تأمين الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه
107

قال أبو حاتم رضي الله عنه معنى قوله صلى الله عليه
وسلم فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة أن الملائكة تقول
آمين من غير علة من رياء وسمعة أو إعجاب بل تأمينها
يكون خالصا لله فإذا أمن القارئ لله من غير أن يكون فيه
علة من إعجاب أو رياء أو سمعة كان موافقا تأمينه في
الإخلاص تأمين الملائكة ورجاله له حينئذ ما تقدم من ذنبه
108

ذكر ما يستحب للمصلي أن يجهر بآمين
عند فراغه من قراءة فاتحة الكتاب
1805 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير وعبد الصمد قالا
حدثنا شعبة عن سلمة بن كهيل قال سمعت حجرا أبا العنبس
يقول حدثني علقمة بن وائل
عن وائل بن حجر أنه صلى مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال فوضع اليد اليمنى على اليد اليسرى
فلما قال ولا الضالين قال آمين وسلم عن يمينه وعن
يساره
109

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه السنة
ليست بصحيحة لمخالفة الثوري شعبة
في اللفظة التي ذكرناها
1806 - أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا عمرو بن
الحارث قال حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني
محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
111

وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته وقال
آمين
ذكر ما يستحب للمرء أن يسكت سكتة أخرى
عند فراغه من قراءة فاتحة الكتاب
1897 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المثنى قال
حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن
عن سمرة بن جندب قال سكتتان حفظتهما عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك لعمران بن
حصين فقال حفظنا سكتة فكتبنا إلى أبي بن كعب
بالمدينة فكتب إلي أن سمرة قد حفظ قال سعيد فقلنا
لقتادة وما هاتان السكتتان قال إذا دخل في صلاته وإذا فرغ
من القراءة
112

قال أبو حاتم رضي الله عنه الحسن لم يسمع من سمرة
شيئا وسمع من عمران بن حصين هذا الخبر واعتمادنا فيه
113

على عمران دون سمرة
ذكر الإخبار عما يعمل المصلي في قيامه
عند عدم قراءة فاتحة الكتاب
1808 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن
بشار قال حدثنا سفيان عن مسعر بن كذام ويزيد أبي خالد عن
إبراهيم بن إسماعيل السكسكي
114

عن بن أبي أوفى أن رجلا قال يا رسول الله علمني
شيئا يجزئني عن القرآن قال قل سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر
قال سفيان أراه قال ولا حول ولا قوة إلا
بالله
115

قال أبو خاتم يزيد أبو خالد هو يزيد بن عبد الرحمن
الدالاني أبو خالد فيجره
ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير
في الصلاة لمن لا يحسن قراءة فاتحة الكتاب 109 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
أبي بكر المقدمي قال حدثنا عمر بن علي عن مسعر عن إبراهيم
السكسكي
عن بن أبي أوفى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال إني لا أحسن من القرآن شيئا فعلمني شيئا
يجزئني منه فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله
إلا الله والله أكبر قال هذا لربي فما لي قال قل اللهم
اغفر لي وارحمني وارزقني وعافني معوضا
ذكر الخبر المدحض قول من أمر لمن لم يحسن
قراءة فاتحة الكتاب أن يقرأها بالفارسية
1810 - أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصفهاني بالكرخ قال
116

حدثنا أبو أمية قال حدثنا الفضل بن موفق قال حدثنا مالك بن
مغول عن طلحة بن مصرف
عن بن أبي أوفى قال جاء رجل إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم
القرآن فعلمني ما يجزئني من القرآن قال قل سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة
إلا بالله قال هذا لله فما لي قال قل رب اغفر لي
وارحمني واهدني وعافني وارزقني فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقد
ملأ يديه خيرا بضمن
ذكر البيان بأن هذه الكلمات
من أحب الكلام إلى الله جل وعلا
1811 - أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن
يساف عن الربيع بن عميلة
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله
117

عليه وسلم إن أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ذكر البيان بأن هذه الكلمات
من خير الكلمات لا يضر المرء بأيهن بدأ
1812 - أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال حدثنا
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا
أبو حمزة عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم خير الكلام أربع لا يضرك بأيهن بدأت سبحان
الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
ذكر
إباحة جمع المرء بين السورتين في الركعة الواحدة
1813 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الدورقي
قال حدثنا غندر عن شعبة قال حدثنا عمرو بن مرة أنه سمع
أبا وائل يحدث
118

أن رجلا أتى بن مسعود فقال إني قرأت المفصل الليلة
كله في ركعة فقال عبد الله هذا كهذا الشعر لقد عرفنا النظائر
التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرن بهن فذكر
عشرين سورة من المفصل سورتين سورتين في ركعة
119

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث
أن تقطيع السور في الصلاة من الأشياء المستحسنة
- أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن زياد عن علاقة قال
120

سمعت عمي يقول إنه صلى مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم الصبح فسمعه يقرأ في إحدى الركعتين من
الصبح والنخل باسقات لها طلع نضيد قال
شعبة وسألته مرة أخرى فقال سمعته يقرأ ب ق رأيين
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ بعض السورة في الركعة الواحدة
إذا كان ذلك من أولها لا من آخرها من علة تكون بحديث
1815 - أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن
الحكم قال حدثنا حجاج قال بن جريح أخبرنا قال سمعت
121

محمد بن عباد بن جعفر يقول أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن
عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي
عن عبد الله بن السائب قال صلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم بمكة الصبح واستفتح سورة المؤمنين حتى إذا
جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى محمد بن عباد يشك
أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فركع
122

قال وابن السائب حاضر ذلك
123

ذكر
ما يقرأ المرء في صلاة الغداة من السور
1816 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في الصبح ب ق والقرآن المجيد قال وكانت
صلاته بعد تخفيفا
124

ذكر
الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة الفجر بغير ما وصفنا
1817 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن محمد الناقد
قال حدثنا شبابة ويزيد بن هارون قالا حدثنا بن أبي ذئب عن
الحارث بن عبد الرحمن عن سالم بن عبد الله
عن أبيه قال إن كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم ليؤمنا في الفجر بالصافات
ذكر الإباحة أن يقتصر في القراءة
في صلاة الغداة على قصار المفصل
1818 - أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا قال حدثنا
125

هارون بن زيد بن أبي الزرقاء قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان
عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه
عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم
أمهم بالمعوذتين في صلاة الصبح
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة الغداة
ما ذكرنا من السور
1819 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محرز بن
عون قال حدثنا خلف بن خليفة عن الوليد بن سريع
عن عمرو بن حريث قال صليت خلف النبي
صلى الله عليه وسلم الفجر فسمعته يقرأ فلا أقسم بالخنس
126

الجوار الكنس وكان لا يحني رجل
منا ظهره حتى يستتم ساجدا
ذكر ما يستحب للإمام أن يقتصر على قراءة سورتين
معلومتين يوم الجمعة في صلاة الصبح
1820 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال
127

حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن عزرة عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة ألم تنزيل وهل
أتى على الإنسان
128

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
1821 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن مخول بن راشد عن مسلم البطين
عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة ألم تنزيل السجدة
وهل أتى على الإنسان
129

ذكر الخبر الدال على القراءة في صلاة الفجر للمرء
ليست محصورة لا يسعه تعديلها
1822 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثني
أبو المنهال
عن أبي برزة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في صلاة الغداة بالستين إلى المئة
130

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
1823 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب
الدورقي قال حدثنا خلف بن الوليد قال حدثنا إسرائيل عن
سماك
عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي نحوا من صلاتكم كان يخفف الصلاة وكان يقرأ
في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور
131

ذكر
ما يقرأ به في صلاة الظهر
1824 - أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن معمر
قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة
وثابت وحميد
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا
يسمعون منه في الظهر النغمة ب سبح اسم ربك الأعلى
وهل أتاك حديث الغاشية
132

ذكر
القدر الذي يقرأ به في صلاة الظهر والعصر
1825 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن منصور بن زادان عن الوليد
أبي بشر عن أبي الصديق
عن أبي سعيد الخدري قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقوم في صلاة الظهر في الركعتين
الأوليين قدر قراءة ثلاثين آية في كل ركعة وفي الركعتين
الآخرتين في كل ركعة قدر قراءة خمس عشرة آية وكان يقوم
في العصر في الركعتين الأوليين في كل ركعة قدر خمس عشرة
آية وفي الآخرتين في كل ركعة قدر نصف ذلك
133

ذكر العلة التي من أجلها
حرز قراءة المصطفى صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر
1826 - أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد قال
حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير
عن أبي معمر قال
قلنا لخباب هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرأ في الظهر والعصر قال نعم قلنا بم كنتم تعرفون ذلك
قال باضطراب لحيته
134

ذكر
وصف القراءة للمرء في الظهر والعصر
1827 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا أبو داود عن حماد بن سلمة عن سماك
عن جابر بن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ في الظهر والعصر ب السماء والطارق والسماء
ذات البروج
ذكر البيان بأن المرء جائز له
أن يزيد على ما وصفنا من القراءة
1828 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
هشيم قال أخبرنا منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم عن
أبي الصديق
عن أبي سعيد الخدري قال كنا نحزر قيام
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين
135

الأوليين قدر ثلاثين آية في كل ركعة قدر آلم تنزيل
السجدة وفي الركعتين الأخريين على النصف من ذلك
وحزرنا قراءته في الركعتين الأوليين من العصر على قدر
الأخريين من الظهر وحرزنا قيامه في الركعتين الأخريين من
العصر على قدر النصف من ذلك
136

ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث
أنه مضاد لخبر أبي سعيد الذي ذكرناه
1829 - أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن رافع ويعقوب
الدورقي قالا حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا همام وأبان
جميعا عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في
الركعتين الأوليين من الظهر والعصر بفاتحة الكتاب وسورة
ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين بفاتحة
الكتاب
137

ذكر الخبر الدال على أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان لا يجهر في صلاة الظهر والعصر بالقراءة كلها
1830 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
وكيع قال حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال
قلنا لخباب بأي شئ كنتم تعرفون قراءة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر قال باضطراب
لحيته
أبو معمر اسمه عبد الله بن سخبرة
138

ذكر البيان بأن القراءة التي وصفناها في صلاة الظهر
كانت تعقب فاتحة الكتاب
1831 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين الأوليين من صلاة
الظهر والعصر ويسمعنا الآية أحيانا وكان يطول في الركعة
الأولى من صلاة الظهر بالخوان
ذكر
وصف القراءة للمرء في صلاة المغرب
1832 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج
قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن بن شهاب عن
عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس
139

أن أم الفضل بنت الحارث سمعته يقرأ والمرسلات
عرفا فقالت يا عبد الله ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها
لآخر ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ بها
في المغرب أذهبتم
ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة المغرب
بغير ما وصفنا من السور
1833 - أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
140

موهب قال حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن محمد بن
جبير بن مطعم
عن أبيه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ
في المغرب بالطور
141

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
1834 - أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا
أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن
الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال قدمت في فداء أهل بدر فسمعت النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يصلي بالناس المغرب وهو يقرأ
والطور وكتاب مسطور
142

ذكر البيان بأن القراءة في صلاة المغرب
ليس بشئ محصور لا تجوز الزيادة عليه
1835 - أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
الحسين بن حريث قال حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن
نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ بهم
في المغرب ب الذين كفروا عن سبيل الله
(محمد: 1)
ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في القراءة في صلاة المغرب
على ما وصفنا على حسب رضاء المأمومين
1836 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
143

يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عروة بن الزبير يحدث
عن زيد بن ثابت أنه سمع مروان يقرأ ب قل هو الله
أحد وإنا أعطيناك الكوثر فقال زيد فحلفت بالله لقد
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيها بأطول الطويلتين
المص
144

ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر على قصار المفصل
في القراءة في صلاة المغرب
1837 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن
عثمان قال حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج قال حدثنا سليمان بن
يسار
أنه سمع أبا هريرة يقول ما رأيت أحدا أشبه صلاة
برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان أمير كان
بالمدينة قال سليمان فصليت أنا وراءه فكان يطيل في
الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ويخفف العصر ويقرأ
في الأوليين من المغرب بقصار المفصل وفي العشاء بوسط
145

المفصل وفي الصبح بطوال المفصل
ذكر
وصف قراءة المرء في صلاة العشاء
1838 - أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة قال أخبرني عدي بن ثابت قال
سمعت البراء بن عازب يحدث عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى
الركعتين التين والزيتون
146

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ في صلاة العشاء الآخرة
بغير ما وصفنا من السور
1839 - أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا نصر بن
علي الجهضمي قال أخبرنا سفيان عن أبي الزبير
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر معاذا أن
يقرأ في صلاة العشاء والشمس وضحاها والليل إذا
147

يغشي وسبح اسم ربك الأعلى والضحى ونحوها
من السور
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن هذا الخبر تفرد به أبو الزبير
1840 - أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار
وأبي الزبير
سمعا جابر بن عبد الله يزيد أحدهما على صاحبه قال
كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
يرجع إلى قومه فيصلي بهم فأخر النبي صلى الله عليه
وسلم الصلاة ذات ليلة فرجع معاذ فأمهم فقرأ بسورة
البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم انحرف إلى ناحية
المسجد فصلى وحده فقالوا نافقت قال لا ولآتين
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه فأتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال إن معاذا يصلي معك ثم يرجع
148

فيؤمنا وإنك أخرت الصلاة البارحة فجاء فأمنا فقرأ بسورة
البقرة وإني تأخرت عنه فصليت وحدي يا رسول الله وإنا
نحن أصحاب نواضح وإنا نعمل بأيدينا فقال النبي صلى الله
عليه وسلم يا معاذ أفتان أنت اقرأ بهم سورة والليل إذا
يغشى وسبح اسم ربك الأعلى والسماء ذات البروج
ذكر ما يستحب أن يقرأ به من السور
ليلة الجمعة في صلاة المغرب والعشاء
1841 - حدثنا يعقوب بن يوسف بن عاصم ببخارى حدثنا
أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي حدثني أبي حدثني
سعيد بن سماك بن حرب حدثني أبي سماك بن حرب قال
149

ولا أعلم إلا جابر بن سمرة قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقرأ صلاة المغرب ليلة الجمعة
ب‍ قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد ويقرأ في
العشاء الآخرة ليلة الجمعة والمنافقين
ذكر البيان بأن قراءة قل أعوذ برب الفلق
من أحب ما يقرأ العبد في صلاته إلى الله جل وعلا
1842 - أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن
يزيد بن أبي حبيب عن أسلم بن عمران
أنه سمع عقبة بن عامر يقول تبعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو راكب فجعلت يدي على قدمه
فقلت يا رسول الله أقرئني إما من سورة هود وإما من سورة
يوسف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عقبة بن
عامر إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من أن
150

تقرأ قل أعوذ برب الفلق فإن استطعت أن لا تفوتك في
صلاة فافعل
قال أبو حاتم رضي الله عنه أسلم بن عمران كنيته
أبو عمران من أهل مصر من جملة تابعيها
ذكر الزجر عن رفع الصوت
بالقراءة للمأموم خلف إمامه
1843 - أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن هارون قال
حدثني الليث عن بن شهاب عن بن أكيمة
عن أبي هريرة أنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلاة فجهر فيها فلما انصرف استقبل الناس
فقال هل قرأ آنفا منكم أحد قالوا نعم يا رسول الله
فقال لأقول ما لي أنازع القرآن
151

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ما لي أنازع القرآن
أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه
1844 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مخلد بن أبي زميل قال
حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم
صلى بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال
أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ فسكتوا
فقالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون إنا لنفعل قال فلا
152

تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه
قوله فلا تفعلوا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر
153

مستأنف إذ العرب تفعل
ذلك في لغتها كثيرا
1845 - أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى
عن عمران بن حصين أن رجلا قرأ خلف النبي
صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر فقال أيكم قرأ
ب‍ سبح اسم ربك العلى فقال رجل من القوم أنا
فقال قد عرفت ان بعضكم خالجنيها
154

ذكر البيان بأن الشك في هذا الخبر في الظهر أو العصر
إنما من أبي عوانة لا من عمران بن حصين
1846 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار
قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن زرارة بن أوفى
عن عمران بن حصين قال قرأ رجل خلف النبي
صلى الله عليه وسلم في الظهر أو العصر شك أبو عوانة
فقال أيكم قرأ سبح اسم ربك الأعلى فقال رجل من
القوم أنا فقال قد عرفت أن بعضكم خالجنيها
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
لم يسمعه قتادة من زرارة بن أوفى
1847 - أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت
زرارة بن أوفى يحدث
عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلى الظهر فجعل رجل يقرأ خلفه ب سبح اسم
155

ربك الأعلى فلما انصرف قال أيكم الذي قرأ أو أيكم
القارئ فقال رجل أنا يا رسول الله فقال قد عرفت أن
بعضكم خالجنيها
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم قد عرفت أن بعضكم خالجنيها
أراد به رفع الصوت لا القراءة خلفه
1848 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
الفضل بن يعقوب الجزري قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا
محمد بن إسحاق قال حدثني تثبت عن محمود بن الربيع وكان
يسكن إيلياء
عن عبادة بن الصامت قال صلى بنا رسول الله
156

صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت عليه القراءة فلما
انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم قال قلنا
أجل والله يا رسول الله هذا قال فلا تفعلوا إلا بأم الكتاب
فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها
قال الشيخ أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم
فلا تفعلوا لفظة زجر مرادها ابتداء أمر مستأنف إذ العرب في
لغتها إذا أرادت الأمر بالشئ على سبيل التأكيد تقدمه لفظة
زجر ثم تعقبه الأمر الذي تريد
ذكر كراهية رفع الصوت لمأموم بالقراءة
لئلا ينازع الإمام ما يقرؤه
1849 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن بن أكيمة المؤذن
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال هل قرأ أحد منكم
آنفا فقال رجل نعم أنا يا رسول الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إني أقول ما لي أنازع القرآن فانتهى
الناس عن القراءة فيما جهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
157

حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه
وسلم
158

قال أبو حاتم رضي الله عنه اسم بن أكيمة عمرو بن
مسلم بن عمار
بن أكيمة وهما أخوان عمرو بن مسلم
وعمر بن مسلم فأما عمرو بن مسلم فهو تابعي سمع
أبا هريرة وسمع منه الزهري وأما عمر بن مسلم فهو من
أتباع التابعين سمع سعيد بن المسيب وروى عنه مالك
ومحمد بن عمرو وهما ثقتان
ذكر البيان بأن القوم كانوا يقرؤون خلف النبي صلى الله عليه وسلم
مع الصوت حيث قال لهم هذا القول
لا أن رجلا واحدا كان هو الذي يقرأ وحده
1850 - أخبرنا محمد بن الحسين بن يونس بن أبي معشر شيخ
بكفر توثا من ديار ربيعة قال حدثنا إسحاق بن زريق الرسعني
159

قال حدثنا الفريابي عن الأوزاعي قال حدثنا الزهري عن
سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال صلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة فجهر فيها فقرأ أناس معه فلما سلم قال
قرأ منكم أحد قالوا نعم يا رسول الله قال إني لأقول
ما لي أنازع القرآن قال فاتعظ المسلمون في ذلك فلم الريح
يقرؤون
160

ذكر البيان بأن هذا الكلام الأخير فانتهى الناس
عن القراءة واتعظ المسلمون بذلك إنما هو
قول الزهري لا من كلام أبي هريرة
1851 - أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الأوزاعي عن
الزهري
عن من سمع أبا هريرة يقول صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة فجهر فيها بالقراءة فلما سلم
قال هل قرأ معي منكم أحد آنفا قالوا نعم يا رسول الله
قال إني أقول ما لي أنازع القرآن
قال الزهري فانتهى المسلمون فلم الريح يقرؤون
معه
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر مشهور للزهري
من رواية أصحابه عن بن أكيمة عن أبي هريرة ووهم فيه
الأوزاعي إذ الجواد يعثر فقال عن الزهري عن سعيد بن
المسيب فعلم الوليد بن مسلم أنه وهم فقال عن من سمع
أبا هريرة ولم يذكر سعيدا وأما قول الزهري فانتهى الناس
عن القراءة أراد به رفع الصوت خلف رسول الله صلى الله
161

عليه وسلم اتباعا منهم لزجره صلى الله عليه وسلم عن رفع
الصوت والإمام يجهر بالقراءة في قوله ما لي أنازع القرآن
ذكر خبر ينفي الريب عن الخلد بأن قوله صلى الله عليه وسلم
ما لي أنازع القرآن أراد به رفع الصوت
لا القراءة خلفه
1852 - أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا فرح بن
رواحة قال حدثنا عبيد الله بن عمرو الرقي عن أيوب عن
أبي قلابة
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى
بأصحابه فلما قضى صلاته أقبل عليهم بوجهه فقال
أتقرؤون في صلاتكم خلف الإمام والإمام يقرأ فسكتوا
قالها ثلاث مرات فقال قائل أو قائلون إنا لنفعل قال
فلا تفعلوا وليقرأ أحدكم بفاتحة الكتاب في نفسه
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر أبو قلابة
عن محمد بن أبي عائشة عن بعض أصحاب رسول الله
162

صلى الله عليه وسلم وسمعه من أنس بن مالك فالطريقان
جميعا محفوظان
ذكر خبر فيه كالدليل على إيجاب القراءة
التي وصفناها على من ذكرنا نعتهم قبل
1853 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن بن جريج قال سمعت
عطاء يقول
سمعت أبا هريرة يقول في كل صلاة قراءة فما أسمعنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى علينا
أخفينا عنكم
163

ذكر الإباحة للمرء أن يطول الركعة الأولى من صلاته
رجاء لحوق الناس صلاته إذا كان إماما
1854 - أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح عن
ربيعة بن يزيد عن قزعة قال
سألت أبا سعيد الخدري عن صلاة النبي صلى الله
عليه وسلم قال ليس لك في ذلك خير كانت الصلاة تقام
للنبي صلى الله عليه وسلم فيخرج أحدنا إلى البقيع ليقضى
حاجته ثم يجئ فيتوضأ فيجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الركعة الأولى من الظهر
ذكر الخبر الدال على صحة ما
تأولنا خبر أبي سعيد الذي ذكرناه قبل
1855 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أبو كريب قال حدثنا أبو خالد الأحمر قال حدثنا سفيان عن معمر
عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
164

عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل
في أول الركعتين من الفجر والظهر وقال كنا نرى أنه يفعل
ذلك ليتدارك الناس
ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد لخبر أبي سعيد الذي ذكرناه
1856 - أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة قال حدثنا
علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن بن جريج عن
يحيى بن سعيد الأنصاري
عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه
وسلم أخف الناس صلاة في تمام
165

يريد أخف الناس صلاة فيما اعتادها الناس في ذلك
الزمان على حسب عادة المصطفى صلى الله عليه وسلم في
صلاته
وأما خبر أبي سعيد الخدري أنه قال فيخرج أحدنا
إلى البقيع ليقضي حاجته ثم يجئ فيتوضأ فيجد رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الركعة الأولى من الظهر إنما كان
يفعل ذلك صلى الله عليه وسلم ليتلاحق الناس فيشهدون
الصلاة ولا يفعل ذلك في كل ركعة إنما كان بالصلاة في الركعة
الأولى فقط وفيه كالدليل على أن المدرك للركوع مدرك
للتكبيرة الأولى
ذكر الخبر المبين أن تطويل المصطفى صلى الله عليه وسلم الصلاة التي في خبر أبي سعيد الخدري
إنما كان ذلك منه في الركعة الأولى
دون ما يليها من سائر الركعات
1857 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا بن علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي
كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بنا
في الركعتين الأوليين من الظهر ويطيل في الأولى ويقصر في
166

الثانية
ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين
أنه مضاد لخبر أبي قتادة الذي ذكرناه
1858 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
هشيم قال حدثنا منصور بن زاذان عن الوليد بن مسلم عن
أبي الصديق
عن أبي سعيد الخدري قال كنا نحزر قيام النبي
صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر فحزرنا قيامه في
الركعتين الأوليين قدر ثلاثين آية وحزرنا قيامه في الركعتين
الأخريين على النصف من ذلك وحزرنا قيامه في الركعتين
الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر وحزرنا قيامه
في الأخريين من العصر على النصف من ذلك
قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي سعيد فحزرنا
قيامه في الركعتين الأوليين قدر ثلاثين آية يضاد في الظاهر
167

قول أبي قتادة ويطيل في الأولى ويقصر في الثانية وليس
بحمد الله ومنه وكذلك لأن الركعة الأولى كان يقرأ صلى الله عليه وسلم
فيها ثلاثين آية بالترسيل والترتيل والترجيع والركعة الثانية كان
يقرأ فيها مثل قراءته في الأولى بلا ترسيل ولا ترجيع فتكون
القراءتان واحدة والأولى أطول من الثانية
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
1859 - أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير بن عبد الحميد قال حدثنا عبد الملك بن
عمير
عن جابر بن سمرة قال كنت قاعدا عند عمر بن
الخطاب إذ جاءه ناس من أهل الكوفة يشكون سعدا حتى قالوا
له إنه لا يحسن الصلاة فقال عهدي به وهو حسن الصلاة
فدعاه فأخبره فقال أما صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقد صليت بهم أركد في الأوليين وأحذف في الأخريين
فقال ذاك الظن بك أبا إسحاق عروبة معه من يسأل عنه
بالكوفة فطيف به في مساجد الكوفة فلم يقل له إلا خيرا حتى
انتهى إلى مسجد بني عبس فإذا رجل يدعى أبا سعدة
فقال اللهم إنه كان لا ينفر في السرية ولا يقسم بالسوية
168

ولا يعدل في القضية قال فغضب سعد وقال اللهم إن كان
كاذبا فأطل عمره وشدد فقره وأعرض عليه الفتن قال فزعم
بن عمير أنه رآه قد سقط حاجباه على عينيه قد افتقر وافتتن
فلم يجد شيئا يسأل كيف أنت أبا سعدة فيقول شيخ كبير
مفتون أجيبت في دعوة سعد كالخاطئ
169

ذكر ما يستحب للمصلي رفع اليدين
عند إرادته الركوع وعند رفع رأسه منه
1860 - أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا عاصم بن كليب
قال حدثني أبي
أن وائل بن حجر الحضرمي أخبره قال قلت
لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي
فنظرت إليه حين قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم
وضع يده اليمنى على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد ثم
لما أراد أن يركع رفع يديه مثلها ثم ركع فوضع يديه على
ركبتيه ثم رفع رأسه فرفع يديه مثلها ثم سجد فجعل كفيه
بحذاء اذنيه ثم جلس فافترش فخذه اليسرى وجعل
يده اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه
الأيمن على فخذه اليمنى وعقد ثنتين من أصابعه وحلق
حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها ثم جئت بعد
170

ذلك في زمان فيه برد فرأيت الناس عليهم جل الثياب تتحرك
أيديهم تحت الثياب يغيثه
171

1861 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى
أخبرنا عبد الله بن المبارك عن مالك عن بن شهاب عن سالم
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا كبر للركوع وإذا
رفع رأسه من الركوع رفعهما كذلك أيضا وقال سمع الله
لمن حمده ربنا ولك الحمد وكان لا يفعل ذلك في
السجود
172

ذكر ما يستحب للمصلي إخراج اليدين من كميه
عند رفعه إياهما في الموضع الذي وصفناه
1862 - أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا محمد بن جحادة قال
حدثنا عبد الجبار بن وائل بن حجر قال كنت غلاما لا أعقل صلاة
أبي فحدثني وائل بن علقمة
عن وائل بن حجر قال صليت خلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم فكان إذا دخل في الصف رفع يديه
وكبر ثم التحف فأدخل يده في ثوبه فأخذ شماله بيمينه فإذا
أراد أن يركع أخرج يديه ورفعهما وكبر ثم ركع فإذا رفع
173

رأسه من الركوع رفع يديه فكبر فسجد ثم وضع وجهه بين
كفيه قال بن جحادة فذكرت ذلك للحسن بن أبي الحسن
فقال هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله من
فعله وتركه من تركه
174

قال أبو حاتم رضي الله عنه محمد بن جحادة من الثقات
المتقنين وأهل الفضل في الدين إلا أنه وهم في اسم هذا
الرجل إذ الجواد يعثر فقال وائل بن علقمة
175

وإنما هو علقمة بن وائل والملائمة
ذكر إباحة رفع المرء يديه في الموضع
الذي وصفناه إلى حد أذنيه
1863 - أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا سليمان بن حرب قال
حدثنا شعبة عن قتادة عن نصر بن عاصم
عن مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا كبر رفع يديه إذا دخل في الصلاة حتى يحاذي
بهما أذنيه وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع والمشاجرة
176

ذكر ما يستحب للمصلي أن يكون رفعه يديه
في الموضع الذي وصفناه إلى المنكبين
1864 - أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير وأبو الربيع الزهراني قالا حدثنا سفيان عن الزهري
عن سالم
عن أبيه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا
افتتح الصلاة رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه وإذا أراد أن
يركع وبعد ما يرفع رأسه من الركوع ولا يرفع بين
السجدتين كالنداء
177

1865 - أخبرنا إبراهيم بن علي الهزاري بسارية قال حدثنا
عمرو بن علي الفلاس قال حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن
عبد الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء
عن أبي حميد قال سمعته في عشرة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال أنا
أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما كنت
أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له تبعة قال بلى قالوا
فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام
178

إلى الصلاة استقبل القبلة ورفع يديه حتى يحاذي بهما
منكبيه ثم قال الله أكبر وإذا ركع كبر ورفع يديه حين
ركع ثم يعتدل في صلبه ولم ينصب رأسه ولم يقنعه ثم رفع
رأسه وقال سمع الله لمن حمده ورفع يديه حتى يحاذي بهما
منكبيه ثم اعتدل ثم سجد واستقبل بأطراف رجليه القبلة ثم
رفع رأسه فقال الله أكبر فثنى رجله اليسرى وقعد واعتدل
حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم قال الله أكبر
وإذا قام من الركعتين كبر ثم قام حتى إذا كانت الركعة التي
179

تنقضي فيها آخر رجله اليسرى وقعد على رجله متوركا ثم
سلم
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث
أن خبر أبي حميد الذي ذكرناه معلول
1866 - أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا الوليد بن شجاع السكوني قال حدثنا أبي قال حدثنا
180

أبو خيثمة قال حدثنا الحسن بن الحر قال حدثني عيسى بن
عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك
عن عباس بن سهل بن سعد الساعدي أنه كان في مجلس
كان فيه أبوه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وفي المجلس أبو هريرة وأبو أسيد وأبو حميد الساعدي من
الأنصار وأنهم تذاكروا الصلاة
فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالوا فأرنا قال فقام يصلي وهم ينظرون فبدأ
يكبر ورفع يديه حذاء المنكبين ثم كبر للركوع فرفع يديه
أيضا ثم أمكن يديه من ركبته غير مقنع ولا مصوب ثم
رفع رأسه وقال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد
ثم رفع يديه ثم قال الله أكبر فسجد فانتصب على كفيه
وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد ثم كبر فجلس وتورك
إحدى رجليه ونصب قدمه الأخرى ثم كبر فسجد الأخرى
فكبر فقام ولم يتورك ثم عاد فركع الركعة الأخرى وكبر
كذلك ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام
كبر ثم ركع الركعتين الأخيرتين فلما سلم سلم عن يمينه
سلام عليكم ورحمة الله وسلم عن شماله سلام عليكم
ورحمة الله
181

قال الحسن بن الحر وحدثني عيسى أن مما حدثه أيضا
في المجلس في التشهد أن يضع يده اليسرى على فخذه
اليسرى ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ثم يشير في
الدعاء بإصبع واحدة
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر محمد بن
عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي وسمعه من عباس بن
سهل بن سعد الساعدي عن أبيه فالطريقان جميعا محفوظان
ذكر وصف بعض صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه واتباع ما جاء به
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر وكان
أسود من رأيت قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا
أبو عاصم قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا محمد بن
182

عمرو بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم فيهم أبو قتادة
فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم قالوا لم فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة ولا أقدمنا
له صحبة قال بلى قالوا فاعرض قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر ثم رفع يديه
حتى يحاذي بهما منكبيه ويقيم كل عظم في موضعه ثم
يقرأ ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم يركع ويضع
راحتيه على ركبتيه معتدلا لا يصوب رأسه ولا يقنع به يقول
سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه حتى
يقر كل عظم إلى موضعه ثم يهوي إلى الأرض ويجافي
يديه عن جنبيه ثم يرفع رأسه ويثني رجله فيقعد عليها
ويفتح أصابع رجليه إذا سجد ثم يسجد ثم يكبر ويجلس
على رجله اليسرى حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم يقوم
فيصنع في الأخرى مثل ذلك ثم إذا قام من الركعتين رفع يديه
حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع عند افتتاح الصلاة ثم
يصلي بقية صلاته هكذا حتى إذا كان في السجدة التي فيها
183

التسليم أخرج رجليه وجلس على شقة الأيسر متوركا فقالوا
صدقت هكذا كان يصلي النبي صلى الله عليه
وسلم
قال أبو حاتم رضي الله عنه في أربع ركعات يصليها
الإنسان ست مائة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم
أخرجناها بفصولها في كتاب صفة الصلاة فأغنى ذلك عن
نظمها في هذا النوع من هذا الكتاب
قال أبو حاتم رضي الله عنه عبد الحميد رضي الله عنه
أحد الثقات المتقنين قد سبرت أخباره فلم أره انفرد بحديث
منكر لم يشارك فيه وقد وافق فليح بن سليمان وعيسى بن
184

عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن
أبي حميد عبد المجيد بن جعفر في هذا الخبر
ذكر البيان بأن خبر مالك الذي ذكرناه خبر
مختصر ذكر بقصته في خير عبيد الله بن عمر
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا
عبد الوهاب الثقفي حدثنا عبيد الله بن عمر عن الزهري عن سالم
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا
دخل في الصلاة رفع يديه وإذا ركع وإذا قال سمع الله لمن
حمده وإذا قام من الركعتين رفعهما إلى منكبيه معتبرات
ذكر خبر احتج به من لم يحكم صناعة الحديث
ونفى رفع اليدين في الصلاة في المواضع التي وصفناها
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا عبد الله بن
محمد بن عمرو الغزي حدثنا يحيى بن بكير حدثني الليث عن
يزيد بن محمد القرش وعن يزيد بن أبي حبيب عن محمد بن
عمرو بن حلحلة
185

عن محمد بن عمرو بن عطاء أنه كان جالسا مع نفر من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد
الساعدي أنا أحفظكم لصلاة رسول الله صلى الله عليه
وسلم رأيته إذا كبر جعل يديه حذو منكبيه وإذا ركع أمكن
يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى فإذا
سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابض واستقبل بأطراف
رجليه إلى القبلة وإذا جلس في الركعة الآخرة قدم رجله
اليسرى وجلس على
مقعدته
186

ذكر البيان بأن خبر محمد بن عمرو بن حلحلة الذي ذكرناه
خبر مختصر ذكر بقصته في خبر عبد الحميد بن جعفر
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا عمرو بن
عبد الله الأودي حدثنا أبو أسامة حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثنا
محمد بن عمرو بن عطاء قال
سمعت أبا حميد الساعدي يقول كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة استقبل ورفع يديه
187

حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال الله أكبر وإذا ركع كبر
ورفع يديه حين ركع ثم عدل صلبه ولم يصوب رأسه
ولم يقنعه ثم قال سمع الله لمن حمده ورفع يديه حتى
يحاذي بهما منكبيه ثم اعتدل حتى رجع كل عظم إلى موضعه
معتدلا ثم هوى إلى الأرض فقال الله أكبر وسجد وجافى
عضديه عن جنبيه واستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة ثم
رفع رأسه وقال الله أكبر وثنى رجله اليسرى وقعد عليها
واعتدل حتى رجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم قال الله
أكبر ثم عاد فسجد ثم رفع رأسه وقال الله أكبر ثم ثنى
رجله اليسرى ثم قعد عليها حتى رجع كل عظم إلى موضعه
ثم قام فصنع في الأخرى مثل ذلك حتى إذا قام من الركعتين
كبر وصنع كما صنع في ابتداء الصلاة حتى إذا كانت السجدة
التي تكون خاتمة الصلاة رفع رأسه منهما وأخر رجله وقعد
متوركا على رجله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن على المصلي رفع اليدين عند إرادته الركوع
وبعد رفعه رأسه منه كما يرفعهما عند ابتداء الصلاة
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا فليح بن سليمان قال
188

حدثني عباس بن سهل بن سعد الساعدي قال اجتمع أبو حميد
الساعدي وأبو أسيد الساعدي وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة
فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال أبو حميد انا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم إن النبي صلى الله عليه وسلم قام فكبر ورفع
يديه ثم رفع يديه حين كبر للركوع ثم ركع فوضع يديه على
ركبته كالقابض عليهما فوتر يديه فنحاهما عن جنبيه
ولم يصوب رأسه ولم يقنعه ثم قام فرفع يديه فاستوى حتى رجع
كل عضو إلى موضعه ثم سجد أمكن أنفه وجبهته ونحى يديه
عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه ثم رفع رأسه حتى رجع
كل عضو في موضعه حتى فرغ ثم جلس فافترش رجله اليسرى
وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته
اليمنى وكفه اليسرى على ركبته اليسرى وأشار بأصبعه
السبابة
189

ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم
أمر أمته برفع اليدين في الصلاة عند إرادتهم
الركوع وعند رفعهم رؤوسهم منه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
مسدد بن مسرهد عن إسماعيل بن عليه عن أيوب عن أبي قلابة
عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة
فظن أنا قد اشتقنا أهلينا سألنا عمن تركنا من أهلينا فأخبرناه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فقال
190

ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما رأيتموني
أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن
أحدكم وليؤمكم
أكبركم
ذكر استعمال مالك بن الحويرث
ما أمره النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته
أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن بقية
قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة
أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه
وإذا أراد أن يركع رفع يديه وإذا رفع رأسه من الركوع رفع
يديه وحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل
هكذا
191

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عبد الله بن مسعود
غير جائز في فضله وعلمه أن لا يرى المصطفى صلى الله عليه وسلم
يرفع يديه في الموضع الذي وصفنا إذ كان من
أولي الأحلام والنهى رحمة الله عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن
إبراهيم عن الأسود قال
دخلت أنا وعلقمة علي بن مسعود فقال لنا أصلى
هؤلاء فقلنا لا قال فقوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه
فجعل أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بغير أذان
ولا إقامة فجعل إذا ركع شبك بين أصبعه في الصلاة
فجعلها بين ركبتيه فلما صلى قال هكذا رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلي وقال يا أيها الناس إنها
ستكون عليكم أمراء يميتون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى
فمن أدرك ذلك منكم فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته
معهم سبحة
192

قال أبو حاتم رضي الله عنه كان بن مسعود رحمه الله
ممن يشبك يديه في الركوع وزعم أنه كذلك رأى النبي
صلى الله عليه وسلم بالصلاة وأجمع المسلمون قاطبة من لدن
المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا على أن الفعل
كان في أول الإسلام ثم نسخه الأمر بوضع اليدين للمصلي في
ركوعه فإن جاز لابن مسعود في فضله وورعه وكثرة تعاهده أحكام
الدين وتفقده أسباب الصلاة خلف المصطفى صلى الله عليه
وسلم وهو في الصف الأول إذ كان من أولي الأحلام
والنهى أن يخفى عليه مثل هذا الشئ المستفيض الذي
هو منسوخ بإجماع المسلمين أو رآه فنسيه جاز أن يكون رفع
المصطفى صلى الله عليه وسلم يديه عند الركوع وعند رفع
الرأس من الركوع مثل التشبيك في الركوع أن يخفى عليه
ذلك أو ينساه بعد أن رآه وأخلفت
194

ذكر البيان بأن الخير الفاضل من أهل العلم قد يخفى
عليه من السنن المشهورة ما يحفظه من هو دونه
أو مثله وإن كثر مواظبته عليها وعنايته بها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن إبراهيم
عن الأسود قال
دخلت أنا وعلقمة علي بن مسعود فقال لنا قوموا
فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فأقام أحدنا عن يمينه والآخر عن
شماله فصلى بنا بغير أذان ولا إقامة فجعل إذا ركع طبق بين
أصابعه وجعلها بين ركبتيه فلما صلى قال هكذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل
ذكر الاستحباب للمصلي أن يرفع يديه إلى منكبيه
عند قيامه من الركعتين في صلاته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا محمد بن يحيى الأزدي قال حدثنا أبو عاصم قال أخبرنا عبد
الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء قال
سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة
قال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله
195

عليه وسلم قالوا له ولم فوالله ما كنت أكثرنا له تبعة
ولا أقدمنا له صحبة قال بلى قالوا فاعرض قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبر
ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ويقر كل عظم في موضعه
معتدلا ثم يقرأ ثم يكبر ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
ويركع ويضع راحتيه على ركبتيه ثم يعتدل فلا يصوب رأسه
ولا يرفعه ثم يرفع رأسه ويقول سمع الله لمن حمده ويرفع
يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلا ثم يقول الله أكبر ثم
يهوي إلى الأرض ويجافي يديه عن جنبيه ثم يرفع رأسه
فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع رجليه إذا سجد
ثم يعود فيسجد ويرفع رأسه ويقول الله أكبر ويثني رجله
اليسرى فيقعد عليها حتى يعود كل عظم إلى موضعه معتدلا
ثم يصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك وإذا قام من الثنتين كبر
ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه كما صنع عند افتتاح
الصلاة ثم صنع مثل ذلك في بقية صلاته حتى إذا كانت قعدة
السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركا
على شقه الأيسر قالوا جميعا هكذا كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصلي
196

ذكر ما يستحب للمصلي رفع اليدين
عند قيامه من الركعتين من صلاته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن
بجير ومحمد بن إسحاق الثقفي قالوا حدثنا محمد بن عبد الأعلى
الصنعاني قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت عبيد الله بن
عمر عن بن شهاب عن سالم
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا أراد أن يركع وإذا رفع
رأسه من الركوع وإذا قام من الركعتين رفع يديه في ذلك كله
حذو المنكبين والتوصية
أخبرنا أبو عروبة الحسين بن محمد بن مودود بحران
قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو الأسماء قال حدثنا زهير بن معاوية
قال حدثنا الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة
عن جابر بن سمرة قال دخل علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم وإذا الناس رافعوا أيديهم في الصلاة
197

فقال ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس
اسكنوا في الصلاة ويعطونه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
لم يسمعه الأعمش من المسيب بن رافع
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن
خالد العسكري قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان
قال سمعت المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة
عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
198

دخل المسجد فأبصر قوما قد رفعوا أيديهم فقال قد رفعوها
كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة ألوية
ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة التي تقدم ذكرنا لها
بأن القوم إنما أمروا بالسكون في الصلاة عند
الإشارة بالتسليم دون رفع اليدين عند الركوع
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة ومحمد بن
إسحاق بن سعيد السعدي قالا حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا
عيسى بن يونس عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية
عن جابر بن سمرة قال كنا إذا صلينا خلف النبي
صلى الله عليه وسلم قلنا بأيدينا السلام عليكم يمينا وشمالا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي أرى أيديكم كأنها
أذناب خيل شمس إنما يكفي أحدكم أن يضع يديه على فخذه
ثم يسلم عن يمينه وعن شماله
199

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر بن كدام قال
حدثني عبيد الله بن القبطية
عن جابر بن سمرة قال كنا إذا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم رفع أحدنا يده يمنة ويسرة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مالكا أراكم رافعي أيديكم
كأنها أذناب خيل شمس أولا يكفي أحدكم أن يضع يده على
فخذه ثم يسلم على من عن يمينه ومن عن يساره
ذكر
الأمر بوضع اليدين على الركبتين في الركوع
بعد أن كان التطبيق مباحا لهم استعماله
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
200

أبو الوليد قال حدثنا شعبة عن أبي يعفور قال سمعت مصعب بن
سعد بن أبي وقاص يقول
صليت إلى جنب أبي فطبقت بين كفي ثم وضعتهما
بين فخذي فنهاني عن ذلك وقال كنا نفعل هذا فنهينا عنه
وأمرنا أن نضع على الركب
ذكر البيان بأن التطبيق في الركوع كان في أول الإسلام
ثم نسخ ذلك بالأمر بوضع الأيدي على الركب
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني
حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي عن
مصعب بن سعد بن أبي وقاص قال
كنت إذا صليت طبقت ووضعت يدي بين ركبتي
201

فرآني أبي سعد فقال كنا نفعل هذا فنهينا عنه وأمرنا
بالركب
ذكر
وصف قدر الركوع والسجود للمصلي في صلاته
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن الحكم عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن البراء بن عازب كان ركوع رسول الله
202

صلى الله عليه وسلم ورفعه رأسه بعد الركوع وسجوده
وجلوسه بين السجدتين قريبا من السواء
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه يضاد خبر البراء الذي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال
203

حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال
قال لنا أنس بن مالك إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا قال ثابت رأيت
أنس بن مالك يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه
من الركوع قام حتى يقول القائل لقد نسي وإذا رفع رأسه من
السجدة الأولى قعد حتى يقول القائل لقد نسي
204

ذكر خبر ثان قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم
أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن شريك بن أبي نمر
أنه سمع أنس بن مالك يقول ما صليت وراء أحد قط
أخف صلاة من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أتم وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء
الصبي وراءه فيخفف مخافة أن تفتن أمه
ذكر
وصف بعض السجود والركوع للمصلي في صلاته
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب السنجي حدثنا
205

محمد بن عمر بن الهياج حدثنا يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي
حدثني عبيدة بن الأسود عن القاسم بن الوليد عن سنان بن الحارث بن
مصرف عن طلحة بن مصرف عن مجاهد
عن بن عمر قال جاء رجل من الأنصار إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كلمات أسأل
عنهن قال اجلس وجاء رجل من ثقيف فقال
يا رسول الله كلمات أسأل عنهن فقال صلى الله عليه وسلم
سبقك الأنصاري فقال الأنصاري إنه رجل غريب وإن
للغريب حقا فابدأ به فأقبل على الثقفي فقال إن شئت
أجبتك عما كنت تسأل وإن شئت سألتني وأخبرك فقال
يا رسول الله بل أجبني عما كنت أسألك قال جئت تسألني
عن الركوع والسجود والصلاة والصوم فقال لا والذي
بعثك بالحق ما أخطأت مما كان في نفسي شيئا قال فإذا
ركعت فضع راحتيك على ركبتيك ثم فرج بين أصابعك ثم
أمكث حتى يأخذ كل عضو مأخذه وإذا سجدت فمكن
جبهتك ولا تنقر نقرا وصل أول النهار وآخره فقال يا نبي
206

الله فإن أنا صليت بينهما قال فأنت إذا مصلي وصم من
كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة فقام
الثقفي ثم أقبل على الأنصاري فقال إن شئت أخبرتك عما
جئت تسأل وإن شئت سألتني فأخبرك فقال لا يا نبي الله
أخبرني عما جئت أسألك قال جئت تسألني عن الحاج ما له
حين يخرج من بيته وما له حين يقوم بعرفات وما له حين يرمي
الجمار وما له حين يحلق رأسه وما له حين يقضي آخر طواف
بالبيت فقال يا نبي الله والذي بعثك بالحق ما أخطأت
مما كان في نفسي شيئا قال فإن له حين
يخرج من بيته أن
راحلته لا تخطو خطوة إلا كتب له بها حسنة أو حطت عنه بها
خطيئة فإذا وقف بعرفة فإن الله عز وجل ينزل إلى السماء
الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد
غفرت لهم ذنوبهم وإن كان عدد قطر السماء ورمل عالج وإذا
رمى الجمار لا يدري أحد له ما له حتى يوفاه يوم القيامة وإذا حلق
رأسه فله بكل شعرة سقطت من رأسه نور يوم القيامة وإذا قضى
آخر طوافه بالبيت خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
207

ذكر
إثبات اسم السارق على الناقص الركوع والسجود في صلاته
أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال
حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته قال وكيف
يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها
209

ذكر البيان بأن المرء يكتب له بعض صلاته
إذا قصر في البعض الآخر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري
قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر قال حدثني سعيد
المقبري عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن
أبيه
أن عمار بن ياسر صلى ركعتين فخففهما فقال له
عبد الرحمن بن الحارث يا أبا اليقظان أراك قد خففتهما
قال إني بادرت بهما الوسواس وإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن الرجل ليصلي الصلاة ولعله
210

لا يكون له منها إلا عشرها أو تسعها أو ثمنها أو سبعها
أو سدسها حتى أتى على العدد
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا إسناد يوهم من
211

لم يحكم صناعة العلم أنه منفصل غير متصل وليس كذلك
لأن عمر بن أبي بكر سمع هذا الخبر عن جده عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام عن عمار بن ياسر على ما ذكره
عبيد الله بن عمر لأن عمر بن أبي بكر لم يسمعه من عمار
على ظاهره
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن
عمر قال حدثني سعيد بن أبي سعيد
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم جاء فجلس فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فإنك
لم تصل حتى فعل ذلك ثلاث مرات فقال الرجل والذي
بعثك بالحق ما أعرف غير هذا فعلمني قال إذا قمت إلى
الصلاة فكبر واقرأ ما تيسر معك من القرآن ثم اركع حتى
تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد حتى تطمئن
212

ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك في صلاتك
كلها
213

قال أبو خاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم
واقرأ ما تيسر معك من القرآن يريد فاتحة الكتاب وقوله
214

ارجع فصل فإنك لم تصل نفى الصلاة عن هذا المصلي
لنقصه عن حقيقة إتيان ما كان عليه من فرضها لا أنه لم يصل
فلما كان فعله ناقصا عن حالة دابة نفى عنه الاسم بالكلية
216

ذكر الزجر عن أن لا يقيم المرء صلبه
في ركوعه وسجوده
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن
علي بن شيبان الحنفي
عن أبيه وكان أحد الوفد الستة قال قدمنا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا معه فلمح بمؤخر
عينيه رجلا لا يقر صلبه في الركوع والسجود فقال إنه
لا صلاة لمن لم يقم صلبه
ذكر الإخبار عن نفي جواز صلاة المرء
إذا لم يقم أعضاءه في ركوعه وسجوده
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
وكيع وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن عمارة بن عمير
عن أبي معمر
217

عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع
والسجود
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن
خالد قال حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة
قال سمعت سليمان قال سمعت عمارة بن عمير عن أبي معمر
218

عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا تجزئ صلاة لأحد لا يقيم صلبه في الركوع والسجود
ذكر نفي الفطرة عن من لم يقم صلبه
في الركوع والسجود
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن
زيد بن وهب قال
رأى حذيفة رجلا عند أبواب كندة ينقر فقال مذ كم
صليت هذه الصلاة قال منذ أربعين سنة قال لو مت
مت على غير الفطرة التي فطر عليها محمد صلى الله عليه
وسلم إن الرجل ليخفف ويتم الركوع والسجود
219

ذكر الزجر عن قراءة القرآن
في الركوع والسجود
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال حدثني إبراهيم بن عبد الله بن حنين أن أباه حدثه
أنه سمع علي بن أبي طالب يقول نهاني رسول الله
220

صلى الله عليه وسلم أن أقرأ راكعا وساجدا
221

ذكر الزجر عن القراءة في الركوع
والسجود للمصلي في صلاته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن سليمان بن سحيم
عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه
عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه
وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها
الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها
المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أقرأ راكعا
وساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود
فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم
222

ذكر
ما يقول المرء في ركوعه من صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا بن نمير وأبو معاوية عن الأعمش عن
سعد بن عبيدة عن المستورد بن أحنف عن صلة بن زفر
عن حذيفة قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما ركع جعل يقول سبحان ربي العظيم ثم
223

سجد فقال سبحان ربي الأعلى
224

ذكر المرء بالتسبيح لله جل وعلا
في الركوع والسجود للمصلي في صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال حدثنا عبد الله قال أخبرنا موسى بن أيوب الغافقي عن عمه
عن عقبة بن عامر قال لما نزلت فسبح باسم ربك
العظيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اجعلوها في
ركوعكم فلما نزل سبح اسم ربك الأعلى قال
اجعلوها في سجودكم
225

قال أبو حاتم رضي الله عنه عم موسى بن أيوب اسمه
إياس بن عامر من ثقات المصريين
ذكر إباحة نوع ثالث من التسبيح
إذا سبح المرء به في ركوعه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سعيد عن
قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
أن عائشة أنبأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول في ركوعه وفي سجوده سبوح قدوس رب
الملائكة والروح
226

ذكر الأمر بتعظيم الرب جل وعلا
في الركوع والسجود للمصلي
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن
عبد الله بن معبد عن أبيه
عن بن عباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه
227

وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال أيها
الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها
المسلم أو ترى له ثم قال ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا
أو ساجدا أما الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود
فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم
ذكر الإباحة للمرء أن يفوض الأشياء كلها إلى بارئه
جل وعلا في دعائه في ركوعه في صلاته
أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال
أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن
الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت ولك
أسلمت أنت ربي خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي
وعصبي وما استقلت به قدمي لله رب العالمين
228

ذكر طمأنينة المصطفى صلى الله عليه وسلم
عند رفع رأسه من الركوع
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن ثابت
البناني قال
سمعت أنس بن مالك ينعت لنا صلاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقوم فيصلي فإذا رفع رأسه من
الركوع قلنا قد نسي من المريض القيام
ذكر ما يحمد العبد ربه جل وعلا
عند رفعه رأسه من الركوع في صلاته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو النضر هاشم بن القاسم قال حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة
عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله
229

صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك
آمنت ولك أسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي
وعظامي وعصبي وإذا رفع رأسه قال سمع الله لمن
حمده ربنا ولك الحمد ملء السماوات والأرض وملء
ما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد
ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يقول
ما وصفنا في الصلاة الفريضة
أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا
أحمد بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال
أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج
عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان إذا رفع رأسه من الركوع في الصلاة
230

قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض
وملء ما شئت من شئ بعد
ذكر ما يستحب للمصلي أن يفوض الأشياء
إلى بارئه عند تحميد ربه جل وعلا
في الموضع الذي وصفنا من صلاته
أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق
قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال حدثنا أبو مسهر قال حدثنا
سعيد بن عبد العزيز عن عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا قال سمع الله لمن حمده قال ربنا ولك
الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من
شئ بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك
عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع
ذا الجد منك الجد
231

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن هذا الخبر تفرد به سعيد بن عبد العزيز
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا هشام بن حسان عن
قيس بن سعد عن عطاء
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء
السماوات وملء الأرض وملء ما شئت من شئ بعد أهل
الثناء والمجد ولا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت
ولا ينفع ذا الجد منك الجد
232

ذكر
ما يقول المرء عند رفعه رأسه من الركوع
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم
ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة ورجاله له
ما تقدم من ذنبه
233

ذكر الإباحة للمرء أن يقول في الموضع
الذي ذكرناه بدون ما وصفنا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
سفيان عن الزهري
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك
الحمد
234

ذكر
الإباحة للمرء أن يقول ما وصفنا بحذف الواو منه
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك
الحمد
ذكر استحباب الاجتهاد للمرء في الحمد لله
بعد رفع رأسه من الركوع
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن نعيم المجمر عن علي بن يحيى الزرقي
عن أبيه
عن رفاعة بن رافع الزرقي قال كنا يوما نصلي وراء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة
235

وقال سمع الله لمن حمده قال رجل وراءه ربنا ولك الحمد
حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال من المتكلم آنفا فقال رجل أنا
يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد
رأيت بضعا وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول
236

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما تقدم من ذنوب العبد
بقوله اللهم ربنا ولك الحمد في صلاته
إذا وافق ذلك قول الملائكة
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا
ولك الحمد فمن وافق قوله قول الملائكة ورجاله له ما تقدم من
ذنبه
ذكر ما يستحب للمصلي وضع الركبتين على الأرض
عند السجود قبل الكفين
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا
الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا
شريك عن عاصم بن كليب عن أبيه
عن وائل بن حجر قال رأيت النبي صلى الله عليه
وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه وإذا نهض رفع يديه
قبل ركبتيه
237

ذكر الأمر أن يقصد المرء في سجوده التراب
إذا استعماله يؤدي إلى التواضع لله جل وعلا
أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى الشحام بالري حدثنا
محمد بن مسلم بن وارة حدثنا الربيع بن روح حدثنا محمد بن حرب
عن الزبيدي عن عدي بن عبد الرحمن عن داود بن أبي هند عن
أبي صالح مولى آل طلحة بن عبيد الله قال
كنت عند أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
فأتاها ذو قرابتها غلام شاب ذو جمة فقام يصلي فلما ذهب
ليسجد نفخ فقالت لا تفعل فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول لغلام لنا أسود يا رباح ترب
وجهك
241

ذكر الأمر بالادعام على الراحتين عند السجود
للمصلي إذ الأعضاء تسجد كما يسجد الوجه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الله بن سعد بن
إبراهيم الزهري حدثنا أبي وعمي قالا حدثنا أبي عن بن إسحاق
حدثني مسعر بن كدام عن آدم بن علي البكري
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تبسط ذراعيك إذا صليت كبسط السبع وأدعم على راحتيك
وجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو
منك
242

ذكر ما يستحب للمرء أن يكون اتكاؤه
في السجود على أليتي كفيه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا علي بن حسين بن حكى
قال حدثني أبي قال حدثني أبو إسحاق قال
سمعت البراء يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم
يسجد على أليتي كفيه
243

ذكر الأمر برفع المرفقين عن الأرض
عند الانتصاب في السجود
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي
حدثنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن إياد بن لقيط
عن البراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك وانتصب
ذكر
الأمر بضم الفخذين عند السجود للمصلي
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام ببيروت حدثنا
عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبي عن الليث بن سعد
عن دراج عن بن حجيرة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
244

قال إذا سجد أحدكم فلا يفترش افتراش الكلب وليضم
فخذيه
قال أبو حاتم لم يسمع الليث من دراج غير هذا
الحديث
245

ذكر إباحة استعانة المصلي فضية في سجوده
عند وجود ضعف أو كبر سن
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد
قال حدثنا الليث عن بن عجلان عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال شكى أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مشقة
السجود عليهم فقال استعينوا بالركب
246

ذكر ما يستحب للمصلي أن يجافي في سجوده
حتى يرى بياض إبطيه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
سهل بن عسكر قال حدثنا أبو الأسود النضر بن عبد الجبار قال حدثنا
بكر بن مضر عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
عن بن بحينة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا سجد فرج بين يديه حتى يبدو بياض إبطيه بيمناه
ذكر
ما يستحب للمصلي ضم الأصابع في السجود
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحارث بن
247

عبد الله الهمداني قال حدثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن
علقمة بن وائل
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع
فرج أصابعه وإذا سجد ضم أصابعه لذهوله
ذكر
البيان بأن المرء إذا سجد سجد معه والحطيم السبع
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا بكر بن مضر عن بن الهاد عن محمد بن
إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
248

عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إذا سجد العبد سجد معه سبعة
آراب وجهه وركبتاه وكفاه وقدماه بالخمار
ذكر الإخبار عن الأعضاء التي تسجد
لسجود المصلي في صلاته
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا حياة عن بن الهاد عن محمد بن
إبراهيم التيمي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن العباس بن عبد المطلب أن رسول الله صلى الله
249

عليه وسلم قال إذا سجد العبد سجد معه سبعة آراب
وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه
ذكر الأمر للمرء إذا أراد السجود أن يسجد
على الأعضاء السبعة
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا عبد الله بن
الصباح العطار حدثنا محمد بن سواء حدثنا شعبة وروح بن القاسم
عن عمرو بن دينار عن طاوس
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعرا ولا ثوبا
250

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
ما رواه إلا عمرو بن دينار
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار
حدثنا سفيان عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمرت أن أسجد على سبعة أعظم وأن لا أكف شعرا
251

ولا ثوبا
ذكر
الأعضاء السبعة التي أمر المصلي أن يسجد عليها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أمرت أن أسجد على سبعة أعظم الجبهة وأشار بيده إلى
أنفه واليدين والركبتين والقدمين ولا أكف الثياب
ولا الشعر
252

ذكر
الأمر بالاعتدال في السجود للمصلي
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن معاذ بن
معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن قتادة قال
سمعت أنس بن مالك يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم اعتدلوا في السجود ولا يفترش أحدكم ذراعيه
افتراش الكلب
253

أخبرنا أبو يعلى حدثنا كامل بن طلحة الجحدري
قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
اعتدلوا في السجود ولا يكون أحدكم باسط ذراعيه
كالكلب
ذكر الرغبة في الدعاء والسجود لقرب العبد
من مولاة في ذلك الوقت
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن عيسى المصري
حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية عن
سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
254

قال إن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا
الدعاء
ذكر الإباحة للمرء أن يسبح في سجوده
ويقرن إليه السؤال
أخبرنا عبد الله بن محمد بن محمود السعدي قال
حدثنا موسى بن بحر قال حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن
أبي إسحاق عن مسروق
255

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا
وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن
ذكر وصف التسبيح الذي يسبح المرء ربه جل وعلا
في سجوده من صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن
صالح قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شيبان بن
عبد الرحمن عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكثر أن يقول في سجوده سبحانك ربنا وبحمدك اللهم اغفر
لي قالت فكان يتأول القرآن
256

ذكر الإباحة للمصلي أن يسأل الله جل وعلا
مغفرة ذنوبه في سجوده
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال حدثني يحيى بن
أيوب عن عمارة بن غزية عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
257

كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله
وأوله وآخره وعلانيته وسره يتحرم
ذكر ما يستحب للمصلي أن يتعوذ برضاء الله جل وعلا
من سخطه في سجوده
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله بن
عمر عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي هريرة
عن عائشة قالت فقدت رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذات ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن
قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم إني
أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك
258

منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
259

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به عبيد الله بن عمر
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم البرقي وإسماعيل بن إسحاق الكوفي سكن الفسطاط
قالا حدثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب قال حدثني
عمارة بن غزية قال سمعت أبا النضر يقول سمعت عروة بن الزبير
يقول
قالت عائشة فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا راصا عقبيه مستقبلا
بأطراف أصابعه للقبلة فسمعته يقول اللهم إني أعوذ برضاك
من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك أثني عليك
لا أبلغ كل ما فيك فلما انصرف قال صلى الله عليه وسلم
يا عائشة أحر بك شيطانك فقلت ما لي من شيطان فقال
ما من آدمي إلا له شيطان فقلت وأنت يا رسول الله قال
وأنا ولكني دعوت الله عليه فأسلم
260

ذكر ما يستحب للمصلي أن يقعد في الركعة الأولى
والثالثة بعد رفعه رأسه من السجود قبل أن يقوم قائما
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال
حدثنا علي بن حجر قال حدثنا هشيم عن خالد الحذاء عن
أبي قلابة
عن مالك بن الحويرث أنه رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصلي فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض حتى
يستوي جالسا
261

ذكر ما يستحب للمرء الاعتماد على الأرض
عند القيام من القعود الذي وصفناه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد
الحذاء عن أبي قلابة أنه حدث
عن مالك بن الحويرث قال دخل علينا مسجدنا قال
إني لأصلي وما أريد الصلاة ولكني أريد أن أعلمكم كيف كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قال فذكر الله
حيث رفع رأسه من السجود في الركعة الأولى استوى قاعدا
ثم قام فاعتمد على الأرض
262

ذكر ما يستحب للمصلي أن لا يسكت في ابتداء الركعة الثانية
من صلاته كما يفعل ذلك في الركعة الأولى منها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا محمد بن
أسلم الطوسي قال حدثنا يونس بن محمد عن عبد الواحد بن زياد
عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا نهض من الركعة الثانية استفتح القراءة
ولم يسكت
263

ذكر البيان بأن على المرء تطويل الركعتين الأوليين
من صلاته وحذف الأخيرتين منها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال
أخبرنا شعبة عن أبي عون الثقفي عن جابر بن سمرة قال
قال عمر لسعد قد شكاك أهل الكوفة في كل شئ
حتى في الصلاة فقال أطيل الأوليين وأحذف في الأخريين
وما آلو من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذاك
الظن بك تثقيلا
ذكر البيان بأن جلوس المرء في الصلاة
للتشهد الأول غير فرض عليه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن
عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
264

عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه
جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن
يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من الجلوس
265

قال أبو حاتم رضي الله عنه في قيام الناس خلف
المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قيامه من موضع جلسته
الأولى وتركه الإنكار عليهم ذلك أبين البيان على أن القعدة
الأولى في الصلاة غير فرض
ذكر البيان بأن المنكدر الأول في الصلاة
ليس بفرض على المصلي
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
266

أخبرنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج
عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر وعليه
جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس قبل أن
يسلم وسجدهما الناس مكان ما نسي من الجلوس
ذكر الخبر الدال على أن المنكدر الأول في الصلاة
غير فرض على المصلين
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن يزيد بن أبي حبيب عن
عبد الرحمن بن شماسة قال
صلى بنا عقبة بن عامر فقام وعليه جلوس فقال الناس
وراءه سبحان الله فلم يجلس فلما فرغ من صلاته سجد
سجدتين وهو جالس فقال إني سمعتكم تقولون سبحان الله
كيما أجلس وليس تلك سنة إنما السنة التي صنعته
267

ذكر البيان بأن المنكدر الأول في الصلاة
ليس بفرض على المصلي
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
أخبرنا الليث بن سعد عن بن شهاب عن عبد الرحمن بن هرمز
الأعرج
عن عبد الله بن بحينة الأسدي حليف بني عبد المطلب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من صلاة الظهر
وعليه جلوس فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس
قبل أن يسلم وسجدهما الناس معه مكان ما نسي من
الجلوس
ذكر
وضع اليدين على الفخذين في المنكدر للمصلي
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن
المعاوي أنه قال
268

رآني بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة فلما
انصرف نهاني وقال اصنع كما كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصنع قال كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه
اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بأصبعه
التي تلي الإبهام ووضع كفه اليسرى على فخذه
اليسرى
269

ذكر البيان بأن المصلي في المنكدر يجب أن يضع
كفه اليسرى على فخذه اليسرى وركبته
واليمنى على اليمنى منها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن
عامر بن عبد الله بن الزبير
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا جلس في الركعتين افترش اليسرى ونصب اليمنى ووضع
إبهامه على الوسطى وأشار بالسبابة ووضع كفه اليسرى على
فخذه اليسرى وألقم كفه اليسرى ركبته
270

ذكر وصف ما يجعل المرء أصابعه
عند الإشارة في المنكدر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن عجلان عن عامر بن
عبد الله بن الزبير
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد
وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ووضع يده اليمنى على
فخذه اليمنى وأشار بأصبعه السبابة لا يجاوز بصره
إشارته بالاستهلال
ذكر العلة التي من أجلها كان يشير المصطفى صلى الله عليه وسلم
بالسبابة في الموضع الذي وصفناه
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا سلم بن
جنادة قال حدثنا بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه
271

عن وائل بن حجر قال قدمنا المدينة وهم ينفضون
أيديهم من تحت الثياب فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فكبر حتى افتتح الصلاة ورفع
يديه حتى رأيت إبهاميه قريبا من أذنيه قال ثم أخذ شماله
بيمينه فلما ركع رفع يديه فلما رفع رأسه قال سمع الله لمن
حمده ثم كبر ورفع يديه ثم سجد فوضع رأسه بين يديه في
الموضع من وجهه فلما جلس افترش قدميه ووضع مرفقه
الأيمن على فخذه اليمنى وقبض خنصره والتي تليها وجمع
بين إبهامه والوسطى ورفع التي تليها يدعو بها
ذكر ما يستحب للمصلي عند الإشارة
التي وصفناها أن يحني سبابته قليلا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي
272

حدثنا شعيب بن حرب المدائني حدثنا عصام بن قدامة الجدلي أخبرنا
مالك بن نمير الهدي
أن أباه حدثه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الصلاة واضعا اليمنى على فخذه اليمنى رافعا أصبعه السبابة قد
حناها شيئا وهو يدعو لصرفها
ذكر البيان بأن الإشارة بالسبابة
يجب أن تكون إلى القبلة
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا علي بن حجر قال
273

حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا مسلم بن أبي مريم عن علي بن
عبد الرحمن المعاوي
عن بن عمر أنه رأى رجلا يحرك الحصى بيده وهو في
الصلاة فلما انصرف قال له عبد الله لا تحرك الحصى وأنت
في الصلاة فإن ذلك من الشيطان ولكن اصنع كما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال فوضع يده
اليمنى على فخذه وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة
ورمى ببصره إليها أم نحوها ثم قال هكذا رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصنع
ذكر
وصف المنكدر الذي يتشهد المرء في صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين بن عبد الرحمن
والمغيرة والأعمش عن أبي وائل
274

عن عبد الله قال كنا إذا جلسنا خلف رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الصلاة نقول السلام على الله
السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على فلان
السلام على فلان فالتفت إلينا النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إن الله هو السلام فقولوا التحيات لله والصلوات
والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته
275

السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فإنكم إذا فعلتم ذلك
فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماوات
والأرض
276

ذكر
الأمر بالتشهد عند القعدة من صلاته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال
أخبرنا شعبة عن حماد عن أبي وائل
عن عبد الله قال كنا نقول السلام على الله فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لا تقولوا السلام على الله فإن الله
هو السلام وأمرهم بالتشهد التحيات لله والصلوات والطيبات
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله
278

ذكر وصف ما يتشهد المرء به في جلوسه من صلاته
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال
حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري
عن منصور والأعمش وأبي هاشم عن أبي وائل وعن
أبي إسحاق عن الأسود وأبي الأحوص
عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في الصلاة نقول
السلام على جبريل السلام على ميكائيل فعلمنا النبي
صلى الله عليه وسلم وقال إن الله هو السلام فإذا جلستم في
الركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين قال أبو وائل في حديثه عن عبد الله إذا قلتها
أصابت كل ملك مقرب ونبي مرسل وعبد صالح أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
279

أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
أبو الوليد ومحمد بن كثير قالا أخبرنا شعبة قال أخبرنا أبو إسحاق
قال أخبرنا أبو الأحوص
عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين
إلا أن نسبح ونكبر ونحمد ربنا وإن محمدا صلى الله عليه
وسلم علم فواتح الخير وخواتمه أو قال جوامعه وإنه قال لنا
إذا قعدتم في كل ركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات
والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام
علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير من الدعاء ما أعجبه فليدع
به ربه
281

قال أبو حاتم رضي الله عنه الأمر بالجلوس في كل
ركعتين أمر فرض دل فعله مع ترك الإنكار على من خلفه على أن
الجلوس الأول ندب وبقي الآخر على حالته فرضا كنصفي
ذكر الإباحة للمرء أن يتشهد في صلاته
بغير ما وصفنا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا كامل بن طلحة
حدثنا الليث بن سعد قال حدثني أبو الزبير عن سعيد بن جبير
وطاووس
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا المنكدر كما يعلمنا السورة من القرآن التحيات
المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي
ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله
282

ذكر
الأمر بنوع ثان من المنكدر إذ هما من اختلاف المباح
أخبرنا بن قتيبة من كتابه قال حدثنا يزيد بن موهب
قال أخبرني الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يعلمنا المنكدر كما يعلمنا السورة من القرآن كان يقول
التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها
النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله
الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله
قال أبو حاتم رضي الله عنه تفرد به أبو الزبير
283

ذكر الإباحة للمرء أن يتشهد في صلاته
بغير ما وصفنا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير
وطاووس
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يعلمنا المنكدر كما يعلمنا السورة من القرآن فكان يقول
التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها
النبي ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لقتالنا
ذكر ما كان القوم يقولون في الجلسة خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل تعليمه إياهم المنكدر
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس قال حدثنا الأعمش عن
شقيق بن سلمة
284

عن عبد الله بن مسعود قال كنا إذا جلسنا خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله قبل
عباده السلام على جبريل السلام على ميكائيل السلام على
فلان وفلان فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
من الصلاة قال إن الله هو السلام فإذا جلس أحدكم في الصلاة
فليكن من أول قوله التحيات لله والصلوات والطيبات
السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى
عباد الله الصالحين فإذا قالها أصابت كل عبد صالح في
السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله ثم يتخير من الدعاء ما أحب
ذكر وصف السلام الذي يتقدم الصلاة
على المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أحمد بن الحسين الجرادي بالموصل قال
حدثنا إسحاق بن زريق الرسعني قال حدثنا إبراهيم بن خالد
الصنعاني قال حدثنا الثوري عن الأعمش ومنصور وحصين
وأبي هاشم وحماد بن أبي سليمان عن أبي وائل وأبي إسحاق
عن أبي الأحوص والأسود
عن عبد الله قال كنا لا ندري ما نقول في الصلاة نقول
السلام على الله السلام على جبريل السلام على ميكائيل
285

فعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الله
هو السلام فإذا جلستم في ركعتين فقولوا التحيات لله
والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين قال أبو وائل
في حديثه عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا
قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض وقال
أبو إسحاق في حديثه عن عبد الله إذا قلتها أصابت كل عبد
مقرب ونبي مرسل أو عبد صالح أشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المنفك
ذكر وصف الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم
الذي يتعقب السلام الذي وصفنا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال أخبرنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن مسعر عن الحكم عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة قال قلنا يا رسول الله قد علمنا
286

السلام عليك فكيف الصلاة عليك قال قولوا اللهم صل
على محمد وعلى آل محمد كما صليت على
إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل
محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد
مجيد والحمالين
ذكر البيان بأن القوم إنما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم
عن وصف الصلاة التي أمرهم الله جل وعلا
أن يصلوا بها على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن
محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره
عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال أتانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال
بشير بن سعد أمرنا الله يا رسول الله أن نصلي عليك فكيف
287

نصلي عليك قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال قولوا اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في
العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم
288

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سئل عن الصلاة عليه
في الصلاة عند ذكرهم إياه في المنكدر
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وكتبته من أصله
قال حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال
وحدثني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء
المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم التيمي عن محمد بن
عبد الله بن زيد بن عبد ربه
عن أبي مسعود قال أقبل رجل حتى جلس بين يدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال
يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف نصلي عليك
إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك قال فصمت
حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله قال إذا صليتم علي فقولوا
اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما
صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد
النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
289

ذكر البيان بأن المرء مأمور بالصلاة
على النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في صلاته
عند ذكره إياه بعد المنكدر
1960 أخبرنا محمد بن إسحاق مولى ثقيف قال حدثنا
يوسف بن موسى القطان قال حدثنا المقرئ قال حدثنا حياة بن
شريح قال حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ أن أبا علي عمرو بن
مالك الجنبي حدثه
أنه سمع فضالة بن عبيد يقول سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصل
على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه
وسلم عجل هذا ثم دعاه فقال له إذا صلى أحدكم
فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي
صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بعد بما شاء
290

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في
المنكدر ليس بفرض
1961 أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو
البجلي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثني الحسن بن الحر عن
القاسم بن مخيمرة قال أخذ علقمة بيدي فحدثني
أن عبد الله بن مسعود أخذ بيده وأن النبي صلى الله
عليه وسلم أخذ بيد عبد الله فعلمه المنكدر في الصلاة
291

التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي
ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
قال زهير عقلت حين كتبته من الحسن
فحدثني من حفظه من
الحسن ببقيته أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله
قال زهير ثم رجعت إلى حفظي قال فإذا قلت هذا فقد
قضيت صلاتك إن شئت أن تقوم فقم وإن شئت أن تقعد فاقعد
292

ذكر البيان بأن قوله فإذا قلت هذا فقد قضيت ما عليك
إنما هو قول بن مسعود ليس من كلام
النبي صلى الله عليه وسلم أدرجه زهير في الخبر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا غسان بن الربيع قال
حدثنا بن ثوبان عن الحسن بن الحر عن القاسم بن مخيمرة قال
أخذ علقمة بيدي وأخذ بن مسعود بيد علقمة
وأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد بن مسعود
فعلمه المنكدر التحيات لله والصلوات والطيبات السلام
عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد
الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله
قال عبد الله بن مسعود فإذا فرغت من هذا فقد فرغت
293

من صلاتك فإن شئت فأثبت وإن شئت فانصرف لملكة
ذكر خبر ثان يصرح بأن اللفظة
التي ذكرناها غير محفوظة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا حسين بن علي الجعفي عن الحسن بن الحر عن
القاسم بن مخيمرة قال أخذ بيدي علقمة بن قيس قال أخذ بيدي
عبد الله بن مسعود قال أخذ بيدي رسول الله صلى الله
عليه وسلم فعلمني المنكدر التحيات لله والصلوات
والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام
294

علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
قال الحسن بن الحر وزادني فيه محمد بن أبان بهذا
الإسناد قال فإذا قلت هذا فإن شئت فقم
قال أبو حاتم رضي الله عنه محمد بن أبان ضعيف قد
تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين والجبلي
ذكر
الأمر بالصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم وذكر كيفيتها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا مسعر وشعبة
عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة قال ألا أهدي لك هدية قلنا بلى
قال قلت يا رسول الله قد عرفنا كيف السلام عليك فكيف
295

الصلاة عليك فقال قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم
بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم
إنك حميد مجيد وغارة
ذكر الأمر بنوع ثان من الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم
إذ هما من اختلاف المباح
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن نعيم بن عبد الله المجمر أن محمد بن
عبد الله بن زيد الأنصاري أخبره
عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال أتانا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال
بشير بن سعد أمرنا الله يا رسول الله أن
نصلي عليك فكيف نصلي عليك فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال قولوا اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم وبارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في
العالمين إنك حميد مجيد والسلام كما قد علمتم
296

ذكر
ما يدعو المرء في عقيب المنكدر قبل السلام
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بحر بن نصر بن سابق
قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون
عن أبيه عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول آخر ما يقول بين المنكدر والتسليم اللهم اغفر
لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت
وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله
إلا أنت ترعه
297

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من أربعة أشياء
معلومة لمن فرغ من تشهده قبل السلام
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي
حدثني حسان بن عطية قال حدثني محمد بن أبي عائشة قال
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا فرغ أحدكم من المنكدر الآخر فليتعوذ بالله من
أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا
والممات ومن شر المسيح الدجال
298

ذكر
وصف ما يتعوذ المرء به بعد تشهده في صلاته
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا
شعيب بن أبي حمزة عن الزهري عن عروة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو
في الصلاة اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وأعوذ بك
من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ
بك من قتنة المحيا والممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم
299

والمغرم قالت فقال قائل يا رسول الله ما أكثر ما تستعيد
من المغرم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الرجل إذا
غرم حدث فكذب ووعد فأخلف المستبقى
300

ذكر الإباحة للمصلي أن يسمي من شاء
في دعائه في صلاته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة قال لما رفع رسول الله صلى الله عليه
وسلم من الركعة الآخرة من صلاة الصبح قال اللهم
أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن
أبي ربيعة اللهم أشد وطأتك على مضر واجعلها عليهم
سنين كسني يوسف أعرتكه
301

ذكر الدعاء الذي يعطى سائل الله ما سأل
في موضع من صلاته
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش
أن بن مسعود كان قائما يصلي فلما بلغ رأس المئة
من النساء أخذ يدعو فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سل تعطه ثلاثا فقال اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد
ونعيما لا ينفد ومرافقة محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى
جنة الخلد يثقوا
303

ذكر جواز دعاء المرء في الصلاة
بما ليس في كتاب الله
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبدة قال
304

حدثنا حماد بن زيد عن عطاء بن السائب عن أبيه قال كنا جلوسا في
المسجد
فدخل عمار بن ياسر فصلى صلاة خففها فمر بنا فقيل
له يا أبا اليقظان خففت الصلاة قال أو خفيفة رأيتموها قلنا
نعم قال أما إني قد دعوت فيها بدعاء قد سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مضى فأتبعه رجل من
القوم قال عطاء اتبعه أبي ولكنه كره أن يقول اتبعته
فسأله عن الدعاء ثم رجع فأخبرهم بالدعاء اللهم بعلمك
الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا
لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي اللهم إني أسألك خشيتك
في الغيب والشهادة وكلمة العدل والحق في الغضب
والرضا وأسألك القصد في الفقر والغنا وأسألك نعيما
لا يبيد وقرة عين لا تنقطع وأسألك الرضا بعد القضاء
وأسألك برد العيش بعد الموت وأسألك لذة النظر إلى
وجهك وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة أبفتنة
مضلة اللهم زينا بزينة الإيمان واجعلنا هداة مهتدين للاستضاءة
305

ذكر جواز دعاء المرء في صلاته بما ليس في
كتاب الله وإن كان فيه ذكر أسماء الناس
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب
قال أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة
أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر
306

ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد يقول
وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام
وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم
اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم
العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله ثم
بلغنا أنه ترك ذلك لما نزلت ليس لك من الأمر شئ أو يتوب
عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون لمستولدته
307

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن دعاء المرء في
الصلاة بما ليس في القرآن يفسد عليه صلاته
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار قال حدثنا
عمرو بن علي قال حدثنا يزيد بن زريع ويحيى القطان قالا حدثنا
سليمان التيمي عن أبي مجلز
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو على حي من أحياء
العرب رعل وذكوان وقال عصية عصت الله ورسوله
أبو مجلز اسمه لاحق بن حميد المبذور
308

ذكر جواز دعاء المرء في صلاته
بما ليس في كتاب الله جل وعلا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة قال
حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء
عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يقول في صلاته اللهم إني أسألك الثبات في
الأمر وعزيمة الرشد وشكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك
310

قلبا سليما وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر
ما تعلم وأستغفرك لما تعلم والعوضان
311

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدعاء
بما ليس في كتاب الله يبطل صلاة الداعي فيها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن
إبراهيم المروزي حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا سليمان بن
المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن صهيب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
همس شيئا لا نفهمه فقال أفطنتم لي قلنا نعم قال
إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه فقال من يقوم
لهؤلاء فأوحى الله إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث إما أن
أسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت فاستشار
قومه في ذلك فقالوا أنت نبي الله نكل ذلك إليك خر لنا
فقام إلى صلاته وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فصلى
312

ما شاء الله فقال أي رب أما عدوهم من غيرهم والجوع
فلا ولكن الموت فسلط عليهم الموت ثلاثة أيام فمات منهم
سبعون ألفا فهمسي الذي ترون أن أقول اللهم بك أقاتل وبك
أصاول ولا حول ولا قوة إلا بالله
قال أبو حاتم مات صهيب سنة ثمان وثلاثين في رجب
في خلافة علي رضي الله عنه وولد عبد الرحمن بن أبي ليلى
لسنتين مضتا من خلافة عمر رضي الله عنه فاصله
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن دعاء المرء
في صلاته بما ليس في كتاب الله جل وعلا
يفسد عليه صلاته
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
313

حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن
عبد الله بن عمرو
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم علمني دعاء أدعو به في
صلاتي قال قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا
ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني
إنك أنت الغفور الرحيم
314

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدعاء
في الصلوات بما ليس في كتاب الله
يبطل صلاة المصلي
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون عن الأعرج عن
عبيد الله بن أبي رافع
عن علي رضوان الله عليه قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا سجد قال اللهم لك سجدت وبك
آمنت ولك أسلمت سجد وجهي للذي خلقه وصورة فأحسن
صوره وشق سمعه وبصره فتبارك الله أحسن
الخالقين
ذكر البيان بأن ما وصفنا كان يقوله صلى الله عليه وسلم
في الصلاة الفريضة
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا
315

يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج بن محمد عن بن
جريح قال أخبرني موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن
عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب قال كان النبي صلى الله
عليه وسلم إذا سجد في الصلاة المكتوبة قال اللهم لك
سجدت وبك آمنت ولك أسلمت أنت ربي سجد وجهي
للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله أحسن الخالقين وتعينها
ذكر الإخبار عن إباحة دعاء المرء في صلاته
بما ليس في كتاب الله تعالى
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد
عن أبي إدريس الخولاني
عن أبي الدرداء قال قام رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي فسمعته يقول أعوذ بالله منك ثم قال
ألعنك بلعنة الله ثلاثا ثم بسط يده كأنه يتناول شيئا فلما
316

فرغ من الصلاة قال يا رسول الله قد سمعناك تقول في صلاتك
شيئا لم نسمعك تقول مثل ذلك ورأيناك بسطت يدك قال
إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي
فقلت أعوذ بالله منك فلم يستأخر ثم قلت ذلك
فلم يستأخر ثم قلت فلم يستأخر فأردت أن أخنقه فلولا دعوت
أخي سليمان لأصبح موثقا يلعب به صبيان أهل المدينة للأمراض
317

فصل
في القنوت
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال
حدثنا عبيد الله بن محمد الحارثي أبو الربيع قال حدثنا عبد الرحمن بن
مهدي عن سفيان وشعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى
عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم
قنت في الفجر والمغرب لتساويها
318

ذكر
الموضع الذي يقنت المصلي فيه من صلاته
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا مؤمل بن
هشام قال حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام الدستوائي عن
يحيى بن أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة
عن أبي هريرة قال والله إني لأقربكم صلاة
برسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو هريرة يقنت في
صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول
سمع الله لمن حمده فيدعو للمؤمنين ويلعن الكافرين
319

ذكر
قنوت المصطفى صلى الله عليه وسلم في الصلوات
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد عن يحيى القطان عن
هشام الدستوائي عن قتادة
عن أنس قال قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
شهرا بعد الركوع يدعو على أحياء من العرب ثم
تركه
320

ذكر البيان بأن المرء جائز له في قنوته أن يسمي
من يقنت عليه باسمه ومن يدعو له باسمه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا الأزرق بن
علي أبو الجهم قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال حدثنا يونس بن
يزيد عن الزهري قال حدثني سعيد بن المسيب وأبو سلمة
أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول حين رفع رأسه من الركوع في صلاة
الفجر في الركعة الثانية بعد سمع الله لمن حمده ربنا لك
الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام
وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم
اشدد وطأتك على مضر واجعلها سنين كسني يوسف
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن هذه السنة تفرد بها أبو هريرة
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان بواسط قال
حدثنا أبي قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو
عن خالد بن عبد الله بن حرملة عن الحارث بن خفاف بن رحضة
الغفاري
321

عن أبيه خفاف قال ركع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الصلاة ثم رفع رأسه فقال غفار ورجاله الله لها
وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله اللهم العن بني
لحيان اللهم العن رعلا وذكوان ثم كبر ووقع ساجد قال
فجعل لعنة الكفرة من أجل ذلك
322

ذكر
ترك المصطفى صلى الله عليه وسلم القنوت الذي وصفناه في صلاته
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن يحيى عن هشام عن قتادة
عن أنس بن مالك قال قنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم شهرا بعد الركوع ويدعو على أحياء من أحياء
العرب ثم تركه
ذكر الخبر الدال على أن الحادثة إذا زالت
لا يجب على المرء القنوت حينئذ
1986 أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة
عن أبي هريرة قال قنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم في صلاة العتمة شهرا يقول في قنوته اللهم أنج
الوليد بن الوليد اللهم نج سلمة بن هشام اللهم نج عياش بن
أبي ربيعة اللهم نج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد
وطأتك على مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف
قال أبو هريرة وأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
323

يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال صلى الله عليه
وسلم أما تراهم قد قدموا
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح
أن القنوت إنما يقنت في الصلوات عند حدوث حادثة مثل
ظهور أعداء الله على المسلمين أو ظلم ظالم المرء به
أو تعدى عليه أو أقوام أحب أن يدعو لهم أو أسرى من
324

المسلمين في أيدي المشركين وأحب الدعاء لهم بالخلاص
من أيديهم أو ما يشبه هذه الأحوال فإذا كان بعض ما وصفنا
موجودا قنت المرء في صلاة واحدة أو الصلوات كلها
أو بعضها دون بعض بعد رفعه رأسه من الركوع في الركعة
الآخرة من صلاته يدعو على من شاء باسمه ويدعو لمن أحب
باسمه فإذا عدم مثل هذه الأحوال لم يقنت حينئذ في شئ
من صلاته إذ المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقنت
على المشركين ويدعو للمسلمين بالنجاة فلما مطرف يوما من
الأيام ترك القنوت فذكر ذلك أبو هريرة فقال صلى الله عليه
وسلم أما تراهم قد قدموا ففي هذا أبين البيان على صحة
ما أصلناه
ذكر
خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن القنوت
عند حدوث الحادثة غير جائز لأحد أصلا
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم
عن بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم
قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع ربنا ولك
الحمد في الركعة الآخرة ثم قال اللهم العن فلانا وفلانا
دعا على أناس من المنافقين فأنزل الله ليس لك من الأمر
325

شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون وعه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به الزهري عن سالم 1988 أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر
قال:
حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال: حدثنا خالد بن الحارث عن
ابن عجلان عن نافع
326

عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يدعو على أقوام في قنوته فأنزل الله ليس لك من الأمر
شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر قد يوهم من
لم يمعن النظر في متون الأخبار ولا يفقه في صحيح الآثار أن
القنوت في الصلوات منسوخ وليس كذلك لأن خبر بن عمر
الذي ذكرناه أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يلعن
فلان وفلان فأنزل الله ليس لك من الأمر شئ فيه البيان
الواضح لمن وفقه الله للسداد وهداه لسلوك الصواب أن
اللعن على الكفار والمنافقين في الصلاة غير منسوخ ولا الدعاء
للمسلمين والدليل على صحة هذا قوله صلى الله عليه
وسلم في خبر أبي هريرة أما تراهم وقد قدموا تبين لك
هذه اللفظة أنهم لولا أنهم قدموا ونجاهم الله من أيدي الكفار
327

لأثبت القنوت صلى الله عليه وسلم وداوم عليه على أن في
قول الله جل وعلا ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم
أو يعذبهم فإنهم ظالمون ليس فيه البيان بأن اللعن على الكفار
أيضا منسوخ وإنما هذه آية فيها الإعلام بأن القنوت على
الكفار ليس مما يغنيهم عما قضى عليهم أو يعذبهم يريد
بالإسلام يتوب عليهم أو بدوامهم على الشرك يعذبهم لا أن
القنوت منسوخ بالآية التي ذكرناها
ذكر
نفي القنوت عنه صلى الله عليه وسلم في الصلوات
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي
عن أبيه قال صليت خلف النبي صلى الله عليه
وسلم فلم يقنت وصليت خلف أبي بكر فلم يقنت وصليت
خلف عمر فلم يقنت وصليت خلف عثمان فلم يقنت
وصليت خلف علي فلم يقنت ثم قال يا بني إنها
بدعة
328

ذكر
وصف انصراف المصلي عن صلاته بالتسليم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا عمر بن عبيد عن أبي إسحاق عن
أبي الأحوص
عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يسلم عن يمينه حتى يبدو بياض خده السلام عليكم
ورحمة الله وعن يساره مثل ذلك
329

ذكر
وصف السلام إذا أراد الانفتال من صلاته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص
عن عبد الله قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم
ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله حتى يرى بياض
خذه
ذكر
وصف التسليم الذي يخرج المرء به من صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن
محمد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
331

يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خذه
فقال الزهري لم يسمع هذا الخبر من حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسماعيل كل حديث
332

النبي صلى الله عليه وسلم سمعته قال لا قال ولعاصم
قال لا قال فالنصف قال لا قال فهو من النصف الذي
لم تسمع ذكر
كيف التسليم الذي ينفتل المرء به من صلاته
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص
عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم
عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض خذه السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته مواريثكم
ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا
333

منصور بن أبي مزاحم قال حدثنا محمد بن مسلم بن وضاح عن
زكريا عن الشعبي عن مسروق
عن عبد الله قال ما نسيت من الأشياء فإني لم أنس
تسليم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة عن
يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم
ورحمة الله ثم قال كأني أنظر إلى بياض خديه صلى الله
عليه وسلم
قال أبو حاتم ويقال محمد بن مسلم بن أبي وضاح والوارثون
ذكر وصف التسليمة الواحدة إذا اقتصر المرء
عليها عند انفتاله من صلاته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا بن أبي السري
334

قال حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم
تسليمة واحدة عن يمينه يميل بها وجهه إلى القبلة
335

ذكر
وصف انصراف المرء عن صلاته
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
العبدي قال حدثنا سفيان عن السدي قال
سمعت أنس بن دوروا يقول إن النبي صلى الله عليه
وسلم كان ينصرف عن يمينه
336

ذكر
الإباحة للمرء أن يكون انصرافه من صلاته عن يساره
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن أبي عدي قال حدثنا شعبة عن
سليمان عن عمارة بن عمير عن الأسود يزيد قال
قال عبد الله لا يجعل أحدكم للشيطان جزءا من نفسه
يرى أن حقا أن لا ينصرف إلا عن يمينه فلقد رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأكثر انصرافه عن
يساره
337

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان ينصرف من صلاته من جانبيه جميعا معا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة قال أنبأني سماك عن قبيضة بن هلب رجل من طيئ
عن أبيه أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان
ينصرف عن شقيه
339

ذكر
العلة التي من أجلها كان ينصرف صلى الله
عليه وسلم عن يساره
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عيسى بن حماد
حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن بن إسحاق أن
عبد الرحمن بن الأسود حدثه أن أباه الأسود حدثه
أن بن مسعود حدثه أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان عامة ما ينصرف عن يساره إلى الحجرات نشاب
ذكر
ما يقول المرء إذا سلم من صلاته
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا مروان بن معاوية عن عاصم
الأحول عن عبد الله بن الحارث الأنصاري
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يقعد بعد التسليم إلا قدر ما يقول اللهم أنت السلام
ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام بالحفاظ
340

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به عاصم الأحول
أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن
بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن عبد الله بن الحارث
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا سلم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا
الجلال والإكرام غنتم
341

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث
أن خبر عاصم الأحول معلول
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن الصباح
الدولابي منذ ثمانين سنة قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن عاصم
الأحول عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل
عن بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يجلس بعد التسليم إلا قدر ما يقول اللهم أنت
السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
342

قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر عاصم
الأحول عن عبد الله بن الحارث عن عائشة وسمعه عن
عوسجة بن الرماح عن أبي
الهذيل عن بن مسعود
الطريقان جميعا محفوظان بخرجه
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يقول ما وصفنا
بعد التسليم في عقب الاستغفار بعدد معلوم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد وعمر هو بن
عبد الواحد قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني شداد أبو عمار
قال حدثني أبو أسماء الرحبي قال
343

حدثني ثوبان قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أراد أن ينصرف من الصلاة استغفر ثلاث مرات
ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال
والإكرام مخطر
ذكر الأمر بقراءة المعوذتين
في عقب الصلاة للمصلي
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم عن أبيه عن الليث بن سعد عن حنين بن أبي حكيم عن
علي بن رباح
344

عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة تتقاضى
ذكر وصف التهليل الذي يهلل به المرء
ربه جل وعلا في عقيب صلاته
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
مسدد بن مسرهد قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن
رافع عن وراد قال
كتب معاوية إلى المغيرة أي شئ كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إذا انصرف من الصلاة قال كان
يقول في دبر كل صلاته لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع
345

لما ينحصرون أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك
الجد
346

ذكر
خبر ثان يصرح باستعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفنا
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال أخبرنا
عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبي بكير الكرماني قال حدثنا
يحيى بن أبي بكير قال حدثنا هشيم قال أخبرنا داود بن أبي هند
وغيره عن الشعبي قال أخبرني وراد
أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بشئ سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه إني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يفرغ من
صلاته لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
347

الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
قال أبو حاتم رضي الله عنه قال لنا أحمد بن يحيى بن
زهير داود بن أبي هند ومجالد عن الشعبي وأنا قلت
وغيره لأن مجالدا تبرأنا من عهدته في كتاب المجروحين مغالاة
348

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
ما رواه عن وراد إلا الشعبي والمسيب بن رافع
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ العنبري قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن
عبد الملك بن عمير قال سمعت ورادا غالبا المغيرة يحدث
أن المغيرة بن شعبة كتب إلى معاوية أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان إذا قضى صلاته فسلم قال
لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي
لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
أخبرنا الحسن في عقبه قال حدثنا عبيد الله بن معاذ
349

قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن الحكم عن
القاسم بن مخيمرة عن وراد عن المغيرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثل ذلك نصححها
ذكر وصف التهليل آخر كان يهلل صلى الله عليه وسلم به
ربه جل وعلا في عقب صلاته
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة
عن أبي الزبير المكي أنه حدثه
أن عبد الله بن الزبير كان يقول في دبر كل صلاة لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا نعبد إلا إياه له المن
وله النعمة وله الفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين
له الدين ولو كره الكافرون ويقول كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات دبر كل صلاة أصررن
350

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هشام
ابن عروة لم يسمع من أبي الزبير شيئا
أخبرنا أحمد بن الحسن المدائني بمصر قال حدثنا
محمد بن أصبغ بن الفرج قال حدثنا أبي قال حدثنا المنذر بن
عبد الله عن هشام بن عروة عن أبي الزبير المكي أنه حدثه
أن عبد الله بن الزبير كان يقول في دبر كل صلاة لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير لا حول ولا قوة إلا بالله لا نعبد إلا إياه له المن
وله النعمة وله الفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين
له الدين ولو كره الكافرون ويقول كان رسول الله صلى الله
351

عليه وسلم يقول هؤلاء الكلمات دبر كل صلاة ينتظرن
ذكر البيان بأن هذا الخبر سمعه
أبو الزبير من بن الزبير
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يعقوب الدورقي قال
حدثنا إسماعيل بن علية قال حدثنا حجاج بن أبي عثمان قال أخبرنا
أبو الزبير قال
سمعت عبد الله بن الزبير يخطب على هذا المنبر
وهو يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في
دبر الصلاة يقول لا إله إلا الله لا نعبد إلا إياه أهل النعمة
والفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين
ولو كره الكافرون
352

ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتكبير للمرء
بعدد معلوم في عقب صلاته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن أبان قال حدثنا وكيع قال حدثنا عكرمة بن عمار عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك قال جاءت أم سليم إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله علمني كلمات
أدعو بهن في صلاتي فقال سبحي الله عشرا واحمديه
عشرا وكبريه عشرا ثم سليه حاجتك
353

ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد
والتكبير إنما أمر باستعماله في عقب
الصلاة لا في الصلاة نفسها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا
جرير وابن علية عن عطاء بن السائب عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم خصلتان لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة
هما يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله دبر كل صلاة عشرا
ويحمده عشرا ويكبر عشرا قال فأنا رأيت النبي
صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده قال فقال خمسون ومئة
باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى إلى فراشه سبح
وحمد وكبر مائة فتلك مائة باللسان وألف في الميزان فأيكم
يعمل في اليوم الواحد ألفين وخمس مائة سيئة قال كيف
لا يحصيهما قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاة
فيقول أذكر كذا أذكر كذا حتى شغله ولعله أن لا يعقل
ويأتيه في مضجعه فلا يزال ينومه حتى ينام مخايله
354

ذكر ما يغفر الله جل وعلا ذنوب العبد به
من التسبيح والتحميد والتكبير إذا قالها المرء
في عقب الصلاة بعدد معلوم
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا عمران بن بكار ومحمد بن المصفى قالا حدثنا يحيى بن
صالح الوحاظي قال حدثنا مالك عن أبي عبيد حاجب سليمان بن
عبد الملك عن عطاء بن يزيد المؤذن
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من سبح الله ثلاثا وثلاثين دبر صلاته وحمده ثلاثا
وثلاثين وكبره ثلاثا وثلاثين وختم المئة بلا إله إلا الله وحده
355

لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
غفرت له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر
قال أبو حاتم رضي الله عنه رفعه يحيى بن صالح عن
مالك وحده ثيبين
ذكر الشئ الذي يسبق المرء بقوله في عقيب الصلوات
المفروضات من تقدمه ولا يلحقه أحد
بعده إلا من أتى بمثله
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق بن
خزيمة قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر قال
سمعت عبيد الله بن عمر عن سمي عن أبي صالح
356

عن أبي هريرة قال جاء الفقراء إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من الأموال
بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي
ويصومون كما نصوم ولهم فضول أموال يحجون بها ويعتمرون
ويجاهدون ويتصدقون قال أفلا أدلكم على أمر إن أخذتم به
أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير من
أنتم بين ظهريه إلا أحد عمل بمثل أعمالكم تسبحون
وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين فإبطال
357

ذكر البيان بأن التسبيح والتحميد والتكبير الذي
وصفنا هو أن يختم آخرها بالشهادة لله
بالوحدانية ليكون تمام المئة
أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال
حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية حدثني
محمد بن أبي عائشة قال
حدثني أبو هريرة قال قال أبو ذر يا رسول الله ذهب
أصحاب الدثور بالأخر يصلون كما نصلي ويصومون كما
نصوم ولهم فضول أموال يتصدقون بها فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يا أبا ذر ألا أعلمك كلمات تدرك بهن
من سبقك ولا يلحقك من خلفك إلا من أخذ بمثل عملك
قال بلى يا رسول الله قال تكبر الله دبر كل صلاة ثلاثا
وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتسبحه ثلاثا وثلاثين وتختمها
بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير وكسرته
358

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما سلف
من ذنوب المسلم بقوله ما وصفنا
في عقيب الصلوات المفروضات
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن
بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن سهيل بن أبي صالح عن
أبي عبيد عن عطاء بن يزيد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وحمده
ثلاثا وثلاثين وكبره ثلاثا وثلاثين فتلك تسع وتسعون وقال
تمام المئة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شئ قدير غفرت له خطاياه وإن كانت
مثل زبد البحر
359

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو عبيد هذا حاجب
سليمان بن عبد الملك روى عنه مالك بن أنس
ذكر
استحباب زيادة التهليل مع التسبيح والتحميد والتكبير
ليكون كل واحد منها خمسا وعشرين
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أبو قدامة عبيد الله بن سعيد قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا
هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح
عن زيد بن ثابت أنه قال أمرنا أن نسبح في دبر كل
صلاة ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين
فأتي رجل في منامه فقيل له إنه أمركم محمد صلى الله عليه
وسلم أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمدوا ثلاثا
وثلاثين وتكبروا أربعا وثلاثين قال نعم قال اجعلوها
خمسا وعشرين واجعلوا فيه التهليل فلما مطرف أتي
360

رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فافعلوه فناشزة
ذكر كتبة الله جل وعلا لمن اقتصر من التسبيح
والتحميد والتكبير في عقيب الصلوات المفروضات
على عشر عشر بألف وخمس مائة حسنة
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا
عطاء بن السائب عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم خصلتان لا يحصيهما عبد إلا دخل الجنة وهما
يسير ومن يعمل بهما قليل يسبح الله أحدكم في دبر كل
صلاة عشرا ويحمده عشرا ويكبره عشرا فتلك خمسون ومئة
باللسان وألف وخمس مائة في الميزان وإذا أوى إلى فراشه
361

يسبح ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين
فتلك مائة باللسان وألف في الميزان قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأيكم يعمل في يوم وليلة ألفين وخمس مائة
سيئة قال عبد الله بن عمرو ورأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يعقدهن بيده قال فقيل يا رسول الله وكيف
لا يحصيها قال يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته
فيقول أذكر كذا أذكر كذا ويأتيه عند منامه فينومه
قال حماد بن زيد كان أيوب حدثنا عن عطاء بن السائب
بهذا الحديث فلما قدم عطاء البصرة قال لنا أيوب قد قدم
صاحب حديث التسبيح فاذهبوا أجحفها منه للتوافق
ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد
والتكبير من المعقبات الذي لا يخيب قائلهن
أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا
محمد بن حسان الأزرق قال حدثنا شعيب بن حرب قال حدثنا
شعبة وحمزة الزيات ومالك بن مغول عن الحكم عن بن
أبي ليلى
362

عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال معقبات لا يخيب قائلهن تسبح الله في دبر كل صلاة
ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين وتكبره أربعا
وثلاثين الجميع
363

ذكر الاستحباب للمرء أن يستعين بالله جل وعلا
على ذكره وشكره وحسن عبادته
عقيب الصلوات المفروضات
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا المقرئ حدثنا حياة بن شريح سمعت عقبة بن
مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ
بيد معاذ فقال يا معاذ والله إني لأحبك فقال معاذ معبد
بأبي أنت وأمي والله إني لأحبك فقال يا معاذ أوصيك
أن لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول اللهم حنث على ذكرك
364

وشكرك وحسن عبادتك
قال وأوصى بذلك معاذ
الصنابحي وأوصى بذلك الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى بذلك أبو عبد الرحمن
عقبة بن مسلم تقعان
ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا أن يعينه
على ذكره وشكره وعبادته في عقب صلاته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
365

إبراهيم قال أخبرنا المقرئ قال حدثنا حياة قال سمعت عقبة بن
مسلم التجيبي يقول حدثني أبو عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي
عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذ بيده يوما فقال يا معاذ إني والله لأحبك فقال معاذ
بأبي معبد وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك فقال
أوصيك يا معاذ لا تدع في دبر كل صلاة أن تقول اللهم
أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وأوصى بذلك معاذ بن جبل الصنابحي وأوصى بذلك
الصنابحي أبا عبد الرحمن وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة بن
مسلم
ذكر كتبة الله عز وجل جوازا من النار
لمن استجار منها في عقب صلاة الغداة والمغرب
سبع مرات نعوذ بالله منها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا
الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن
الحارث بن مسلم التميمي
عن أبيه قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سرية فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي فسبقت أصحابي شاركتها
366

فتلقاني الحي بالرنين فقلت قولوا لا إله إلا الله تحرزوا
فقالوا فلامني أصحابي وقالوا حرمنا الغنيمة بعد أن ردت
بأيدينا فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه
بما صنعت فدعاني فحسن لي ما صنعت وقال أما إن الله
قد كتب لك بكل إنسان منهم كذا وكذا
قال عبد الرحمن فأنا نسيت النصارى قال ثم قال لي
إني سأكتب لك كتابا وأوصي بك من يكون بعدي من كثرة
المسلمين قال فكتب لي كتابا وختم عليه ودفعه إلي وقال
إذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من
النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك تلك كتب الله لك
جوازا من النار وإذا صليت الصبح فقل قبل أن تكلم أحدا
اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك ذلك
كتب الله لك جوازا من النار قال فلما قبض الله رسوله أتيت
أبا بكر بالكتاب ففضه فقرأه وأمر لي بعطاء
أتيت به عمر فقرأه وأمر لي وختم عليه ثم أتيت به عثمان ففعل
مثل ذلك
قال مسلم بن الحارث توفى الحارث بن مسلم في خلافة
عثمان وترك الكتاب عندنا فلم يزل عندنا حتى كتب عمر بن
عبد العزيز إلى الوالي ببلدنا يأمره بإشخاصي إليه والكتاب
فقدمت عليه ففضه وأمر لي وختم عليه وقال أما إني
367

لو شئت أن يأتيك ذلك وأنت في منزلك فعلت ولكن أحببت أن
تحدثني بالحديث على وجهه قال فحدثته
368

ذكر الشئ الذي يعدل لمن قاله بعد صلاة الغداة والمغرب
عتاقة أربع رقاب مع احتراسه من الشيطان به
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا علي بن
المديني قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن
إسحاق قال حدثني يزيد بن يزيد بن جابر عن القاسم بن مخيمرة
عن عبد الله بن يعيش
عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قال إذا مطرف لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير عشر مرات
كتب له بهن عشر حسنات ومحي بهن عنه عشر سيئات ورفع
له بهن عشر درجات وكن له عدل عتاقة أربع رقاب وكن له حرسا
من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن إذا صلى المغرب دبر
صلاته فمثل ذلك حتى يصبح
369

أخبرنا الفضل بن الحباب في عقبه حدثنا علي بن المديني حدثنا
يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن بن إسحاق قال حدثني يزيد بن
يزيد بن جابر عن تثبت عن عبد الله بن يعيش
عن أبي أيوب قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من قال دبر صلاته إذا صلى لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
كتب له بهن عشر حسنات ومحي عنه بهن عشر سيئات ورفع
له بهن عشر درجات وكن له عتق عشر رقاب وكن له حرسا
من الشيطان حتى يمسي ومن قالهن حين يمسي كان له مثل
ذلك حتى يصبح
370

قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر يزيد بن
يزيد بن جابر عن تثبت والقاسم بن مخيمرة جميعا
وهما طريقان محفوظان
ذكر ما يتعوذ المرء بالله جل وعلا منه
في عقيب الصلوات
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان
عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون
الأودي قالا
كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المكتب
الغلمان يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ
بهن بعد كل صلاة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك
من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك
من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر تقارنها
371

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا
في عقيب الصلاة التفضل عليه بمغفرة ما تقدم من ذنبه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا هاشم بن القاسم قال حدثنا عبد العزيز بن
عبد الله بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج
عن عبيد الله بن أبي رافع
عن علي بن أبي طالب قال كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا فرغ من الصلاة وسلم قال اللهم اغفر لي
ما قدمت وما أخرت واما أسررت وما أعلنت وما أسرفت
وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله
إلا أنت وتقذف
372

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا
صلاح دينه ودنياه في عقيب صلاته
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن
أبي السري قال قرئ على حفص بن ميسرة قال وأنا أسمع قال
حدثني موسى بن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه
أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى أنا نجد في
الكتاب أن داود النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف
من الصلاة قال اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة
أمري وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي اللهم إني
أعوذ بك برضاك من سخطك وبعفوك من نقمتك وأعوذ بك
منك اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع
ذا الجد منك الجد
وحدثني كعب أن صهيبا حدثه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يقولهن عند انصرافه من صلاته وكاملا
373

ذكر ما يستحب للمرء أن يستعين بالله جل وعلا
في دعائه في عقيب الصلاة على قتال أعدائه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
أيام خيبر يحرك شفتيه بشئ بعد صلاة الفجر فقيل له
يا رسول الله إنك تحرك شفتيك بشئ ما كنت تفعله فما هذا
الذي تقول قال صلى الله عليه وسلم أقول اللهم بك
أحاول وبك أقاتل وبك أصاول والتخطيط
374

ذكر ما يستحب للمرء إذا صلى الغداة أن يترقب
طلوع الشمس بالعقود في موضعه الذي صلى فيه
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا منصور بن
أبي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن سماك
عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا صلى الفجر جلس في مجلسه حتى تطلع
الشمس والأوجه
375

ذكر ما يستحب للمرء أن يقعد بعد صلاة
الغداة في مصلاه إلى طلوع الشمس
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا
أبو الأحوص عن سماك
عن جابر بن سمرة قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا صلى الفجر قعد في مصلاه حتى تطلع الشمس كالمستبعد
ذكر الخبر الدال عن الزجر عن السمر بعد العشاء الآخر
الذي يكون في غير أسباب الآخرة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت
عن أنس بن مالك أن أسيد بن حضير ورجلا آخر من
الأنصار تحدثا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة حتى
ذهب من الليل ساعة في ليلة شديدة الظلمة ثم خرجا من
عند النبي صلى الله عليه وسلم ينقلبان وبيد كل واحد منهما
عصاه فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها حتى
إذا افترقت بهما الطريق أضاءت بالآخر عصاه فمشى كل واحد
منهما في ضوئها حتى بلغ أهله
376

أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا هدبة بن خالد قال
حدثنا همام عن عطاء بن السائب عن أبي وائل
عن بن مسعود قال جدب لنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم السمر بعد صلاة العتمة
377

ذكر اسم الأنصاري الذي كان مع أسيد بن حضير
حيث أضاءت عصاهما لهما
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد
قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس بن مالك أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير
خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة
ظلماء حندس فكان مع كل واحد منهما عصا فأضاءت عصا
أحدهما كأشد شئ فلما تفرقا أضاءت عصا كل واحد
منهما والاستبراء
ذكر خبر ثان يدل على أن الزجر عن السمر بعد عشاء
الآخرة لم يرد به السمر الذي يكون في العلم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الله بن
الصباح العطار قال حدثنا أبو علي الحنفي قال حدثنا قرة بن خالد
378

قال انتظرنا الحسن وراث علينا حتى قربنا من وقت قيامه جاء فقال
دعانا جيراننا هؤلاء ثم قال
قال أنس بن مالك انتظرنا النبي صلى الله عليه
وسلم ذات ليلة حتى كان شطر الليل فجاء فصلى لنا ثم
خطبنا فقال إن الناس قد صلوا ورقدوا وإنكم لن تزالوا في
صلاة مذ انتظرتم الصلاة
قال أنس بن مالك إن القوم لا يزالون بخير ما انتظروا
الخير مستولدتك
ذكر الخبر المصرح بإباحة السمر بعد عشاء الآخرة
إذا كان ذلك مما يجدي نفعه على المسلمين
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن
علقمة
عن عمر بن الخطاب قال كان رسول الله صلى الله
379

عليه وسلم لا يزال يسمر عند أبي بكر الليلة في الأمر من أمور
المسلمين وإنه سمر عنده ذات ليلة وأنا معه ليناله
ذكر الإباحة للمرء أن يتحدث قبل العشاء الآخرة
بما يجدي عليه نفعه في العقبي
وأن تؤخر الصلاة من أجله
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا هشيم قال حدثنا حميد
عن أنس بن مالك قال أقيمت الصلاة ذات يوم
فعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فكلمه في
حاجة له هويا من الليل حتى نعس بعض القوم
380

باب
الإمامة والجماعة
فصل
في فضل الجماعة
ذكر كتبة الله جل وعلا الصلاة للخارج إلى المسجد
يريد أداء فرضه ما دام يمشي في طريقه إلى المسجد
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا
أبو عامر قال حدثنا داود بن قيس عن سعد بن إسحاق قال
حدثني أبو ثمامة الحناط
أن كعب بن عجرة أدركه وهو يريد المسجد قال
فوجدني وأنا مشبك يدي إحداهما بالأخرى قال ففتق يدي
ونهاني عن ذلك وقال إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه ثم خرج
382

عامدا إلى المسجد فلا يشبكن يده فإنه في صلاة نسائكا
383

ذكر إعداد الله المنزل في الجنة
للغادي والرائح إلى الصلاة
أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا
يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن مطرف عن زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في
الجنة كلما غدا أو راح
385

ذكر كتبة الله جل وعلا الخارج من بيته يريد
الصلاة من المصلين إلى أن يرجع إلى بيته
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة
حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه
أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال القاعد على الصلاة كالقانت ويكتب من
المصلين من حين يخرج من بيته حتى يرجع إلى بيته
386

قال أبو حاتم أبو عشانة اسمه حي بن يؤمن المعافري
من ثقات أهل مصر فيوافقها
ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات بالخطى
من أتى الصلاة حتى يرجع إلى بيته
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن
وهب حدثني حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن
الحبلي
عن عبد الله بن عمرو قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم من راح إلى مسجد جماعة فخطوتاه خطوة تمحو
سيئة وخطوة تكتب حسنة ذاهبا وراجعا
قال أبو حاتم العرب تضيف الفعل إلى الأمر كما تضيف
إلى الفاعل وربما أضافت الفعل إلى الفعل نفسه كما تضيفه
إلى الأمر فإخبار بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم
387

حلق رأسه في حجة الوداع أراد به
أن الحالق فعل ذلك به
لا نفس النبي صلى الله عليه وسلم فأضيف الفعل إلى الأمر
كما يضاف ذلك إلى الفاعل وفي خبر عبد الله بن عمرو الذي
ذكرناه خطوة تمحو سيئة أضاف الفعل إلى الفعل لا أن
الخطوة تمحو السيئة نفسها ولكن الله جل وعلا هو الذي
يتفضل على عبده بذلك الاكتحال
ذكر
إعطاء الله جل وعلا من بعد داره عن المسجد
من الفضل ما لا يعطي من قرب داره منه
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد عن
يحيى بن سعيد عن التيمي عن أبي عثمان عن
أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم أحدا من أهل
المدينة ممن يصلي القبلة يشهد الصلاة مع النبي صلى الله
عليه وسلم أبعد جوارا من المسجد منه فقيل لو ابتعت
حمارا تركبه في الرمضاء أو الظلماء فقال ما يسرني أن منزلي
بلزق المسجد فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أنطاك الله ذلك كله أو أعطاك
الله ما احتسبت بالاستبراء
388

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم
أنطاك الله ذلك
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خثيمة حدثنا جرير عن
سليمان التيمي عن أبي عثمان
عن أبي بن كعب قال كان رجل لا أعلم رجلا من
الناس من أهل المدينة ممن يصلي القبلة أبعد جوارا من
المسجد من ذلك الرجل قال قلت لو أنك اشتريت حمارا
389

تركبه في الظلماء أو الرمضاء فقال فنما الحديث إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فسأله فقال يا نبي الله أردت أن
يكتب لي إقبالي إذا أقبلت إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت
قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعطاك الله ذلك
أجمع أنطاك الله ما احتسبت أجمع بلبانه
ذكر البيان بأن الأبعد فالأبعد في إيتان المساجد أعظم أجرا
من الأقرب فالأقرب لكتبة الله جل وعلا
آثار من أتى المسجد للصلوات
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله
أخبرنا الجريري عن أبي نضرة
عن جابر بن عبد الله قال أردنا النقلة إلى المسجد
والبقاع حول المسجد خالية فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه
وسلم فأتانا في دارنا فقال يا بني سلمة بلغني أنكم
تريدون النقلة إلى المسجد فقالوا يا رسول الله بعد علينا
المسجد والبقاع حوله خالية فقال يا بني سلمة دياركم
دياركم تكتب آثاركم قال فما وددنا أنا بحضرة المسجد
390

لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال أدمها
ذكر البيان بأن كتبة الآثار لمن أتى الصلوات
إنما هي رفع الدرجات وحط الخطايا
أخبرنا أبو خليفة الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن
مسرهد بن مسربل بن مغربل حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته
وصلاته في سوقه خمسا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا
توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا يريد إلا الصلاة
لم يخط خطوة إلا رفع الله له بها درجة وحط عنه بها خطيئة
391

حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في صلاة ما كانت
الصلاة تحبسه
ذكر البيان بأن أحد خطوتي الجائي إلى المسجد
تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الجبار بن عاصم حدثنا
عبيد الله بن عمرو الرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن عدي بن ثابت
عن أبي حازم
392

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله
ليقضي فريضة من فرائض الله كان خطوتاه إحداهما تحط
خطيئة والأخرى ترفع درجة بطاعتها
ذكر تفضل الله على الجائي إلى المسجد بكتبة
الحسنات له بكل خطوة يخطوها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة
حدثه
أنه سمع عقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال إذا تطهر الرجل ثم أتى المسجد يرعى
الصلاة كتب له كاتباه بكل خطوة يخطوها إلى المسجد عشر
حسنات
393

قال أبو حاتم أبو عشانة اسمه حي بن يؤمن من ثقات
أهل فسطاط مصر كالنشوز
ذكر تفضل الله جل وعلا على الماشي في الظلم إلى المساجد
بنور يوم القيامة يمشي به في ذلك الجمع
نسأل الله بركة ذلك الجمع
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر أبو عروبة
بحران حدثنا إسحاق بن زيد الخطابي وأيوب بن محمد الوزان قالا
حدثنا عبد الله بن جعفر حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن
أبي أنيسة عن جنادة بن أبي أمية عن تثبت عن أبي إدريس
الخولاني
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله نورا يوم
القيامة
394

قال أبو حاتم هكذا حدثنا عروبة فقال جنادة بن
أبي أمية وإنما هو جنادة بن أبي خالد وجنادة بن أبي أمية
من التابعين أقدم من تثبت وجنادة بن أبي خالد من أتباع
التابعين وهما شاميان ثقتان ترتجع
ذكر
ما يقول المرء عند دخول المسجد يريد الصلاة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا أبو بكر الحنفي حدثنا الضحاك بن عثمان عن سعيد
المقبري
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي
395

صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك
وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل
اللهم أجرني من الشيطان الرجيم فالقريب
396

ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا
فتح أبواب رحمته للداخل المسجد
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد بن مسرهد عن
بشر بن المفضل قال حدثنا عمارة بن غزية عن ربيعة بن
أبي عبد الرحمن قال حدثنا عبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري
عن أبي حميد أو أبي أسيد الساعدي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد
فليسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل
اللهم إني أسألك من فضلك رافقته
397

ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا
من فضله للخارج من المسجد
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا أبو
عامر العقدي قال حدثنا سليمان بن بلال عن ربيعة عن
عبد الملك بن سعيد بن سويد قال
سمعت أبا حميد وأبا أسيد يقولان قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا جاء أحدكم إلى المسجد فليقل
اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليقل اللهم إني
أسألك من فضلك الإجلاس
398

ذكر الأمر بالاستجارة من الشيطان الرجيم
لمن خرج من المسجد
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
أبو بكر الحنفي قال حدثنا الضحاك بن عثمان قال حدثني سعيد
المقبري
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله
عليه وسلم وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج
فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل اللهم
أجرني من الشيطان الرجيم
399

ذكر فضل صلاة الجماعة على صلاة الفذ
بخمس وعشرين درجة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن
أبي السري حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فضل صلاة الجميع على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة
400

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر مما نقول في
كتبنا بأن العرب تذكر الشئ بعدد محصور معلوم ولا تريد
بذكرها ذلك العدد نفيا عما وراءه ولم يرد بقوله هذا أنه
لا يكون للمصلي من الأجر بصلاته أكثر مما وصف في خبر
أبي هريرة فليحكم
ذكر البيان بأن الفضل للمصلي الجماعة يكون أكثر مما ذكر
في خبر أبي هريرة الذي ذكرناه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين
درجة
401

ذكر
ما فضل صلاة الجماعة على صلاة المرء منفردا
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال صلاة الجماعة تزيد على صلاة الفذ بخمس وعشرين
درجة
403

ذكر البيان بأن هذا العدد لم يرد به صلى الله عليه وسلم
نفيا عما وراءه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن دوروا عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين
درجة على المذهب
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم صلاة الفذ في الخبرين
اللذين ذكرناهما لفظة أطلقت على العموم مرادها الخصوص
دون استعمالها على عموم ما وردت فيه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو بكر بن
404

أبي شيبة حدثنا أبو معاوية عن هلال بن ميمون عن عطاء بن يزيد
الليثي
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته وحده
بخمس وعشرين درجة فإن صلاه بأرض قي فأتم ركوعها
وسجودها بلغت صلاته بخمسين درجة بالتشطير
ذكر البيان بأن المأمومين كلما كثروا كان ذلك
أحب إلى الله عز وجل
أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة
عن أبي إسحاق عن عبد الله بن أبي بصير
عن أبي بن كعب قال صلى بنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم الصبح فقال أشاهد فلان قالوا لا فقال
أشاهد فلان قالوا لا قال إن هاتين الصلاتين أثقل
الصلوات على المنافقين ولو يعلمون فضل ما فيهما لأتوهما
ولو حبوا وإن الصف الأول لعلي مثل صف الملائكة
ولو تعلمون فضيلته لابتدرتموه وصلاة الرجل مع الرجلين أزكى
من صلاته مع رجل وكلما كثر فهو أحب إلى الله
405

أخبرنا أبو خليفة في عقبه حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب
الحجبي عن خالد بن الحارث عن شعبة عن أبي إسحاق أنه
أخبرهم عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال شعبة وقد قال
أبو إسحاق سمعته منه ومن أبيه ثم ساقه
406

ذكر تفضل الله جل وعلا بكتبه قيام الليل كله
للمصلي صلاة العشاء والغداة في جماعة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن
عبد الرحمن بن أبي عمرة
عن عثمان بن عفان عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال من صلى العشاء والغداة في جماعة فكأنما قام
الليل
407

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به مؤمل بن إسماعيل
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي بن سالم حدثنا حميد بن
زنجويه حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان عن عثمان بن حكيم عن
عبد الرحمن بن أبي عمرة
عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام
ليلة غشك
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن رفع هذا الخبر
تفرد به سفيان الثوري وحده
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي حدثنا عبد الواحد بن زياد
حدثنا عثمان بن حكيم حدثنا عبد الرحمن بن أبي عمرة قال
408

دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد
وحده وقعدت إليه فقال يا بن أخي سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من صلى العشاء في جماعة
فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما
صلى الليل كله بتناقض
ذكر استغفار الملائكة لمصلي صلاة العصر
والغداة في الجماعة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خثيمة
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتعاقبون فيكم إذا كانت صلاة الفجر نزلت ملائكة
النهار فشهدت معكم الصلاة جميعا وصعدت ملائكة الليل
ومكثت معكم ملائكة النهار فيسألهم ربهم وهو أعلم ما تركتم
عبادي يصنعون فيقولون جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم
409

يصلون فإذا كان صلاة العصر نزلت ملائكة الليل فشهدوا
معكم الصلاة جميعا ثم
صعدت ملائكة النهار ومكثت معكم
ملائكة الليل قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم فيقول
ما تركتم عبادي يصنعون قال فيقولون جئنا وهم يصلون
وتركناهم وهم يصلون قال فحسبت أنهم يقولون فاغفر
لهم يوم الدين
410

باب
فرض الجماعة والأعذار التي تبيح تركها
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا أبو حفص الأبار عن محمد بن جحادة عن
أبي صالح قال
رأى أبو هريرة رجلا قد خرج من المسجد وقد أذن
المؤذن فقال أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه
وسلم
411

قال أبو حاتم أضمر في هذا الخبر شيئان أحدهما
وقد أذن المؤذن وهو متوضئ والثاني وهو غير مؤد لفرضه
أبو صالح هذا من أهل البصرة اسمه ميزان ثقة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع
الزهراني قال حدثنا يعقوب بن عبد الله القمي قال حدثنا عيسى بن
جارية
عن جابر بن عبد الله قال جاء بن أم مكتوم إلى
412

النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني
مكفوف البصر شاسع الدار فكلمه في الصلاة أن يرخص له
أن يصلي في منزله قال أتسمع الأذان قال نعم قال
فأتها ولو حبوا
413

قال أبو حاتم رضي الله عنه في سؤال بن أم مكتوم
النبي صلى الله عليه وسلم أن يرخص له في ترك إيتان
الجماعات وقوله صلى الله عليه وسلم ائتها ولو حبوا أعظم
الدليل على أن هذا أمر حتم لا ندب إذ لو كان إتيان
414

الجماعات على من يسمع النداء لها غير فرض لأخبره
صلى الله عليه وسلم بالرخصة فيه لأن هذا جواب خرج على
سؤال بعينه ومحال أن لا يوجد لغير الفريضة رخصة
ذكر
الخبر الدال على أن هذا الأمر حتم لا ندب
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى
وعبد الحميد بن بيان السكري قالا حدثنا هشيم عن شعبة عن
عدي بن ثابت عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من
عذر
415

قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل أن أمر
النبي صلى الله عليه وسلم بإتيان الجماعات أمر حتم لا ندب
إذ لو كان القصد في قوله فلا صلاة له إلا من عذر يريد به في
الفضل لكان المعذور إذا صلى وحده كان له فضل
الجماعة فلما استحال هذا وبطل ثبت أن الأمر بإتيان
الجماعة أمر إيجاب لا ندب
وأما العذر الذي يكون المتخلف عن إيتان الجماعات به
معذورا فقد تتبعته في السنن كلها فوجدتها أخذت على أن العذر
عشرة أشياء
ذكر العذر الأول وهو المرض الذي لا يقدر
المرء معه أن يأتي الجماعات
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا جعفر بن مهران السباك
قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن صهيب
عن أنس قال لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثلاثا فأقيمت الصلاة فذهب أبو بكر يتقدم وقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجاب فرفعه فلما وضح
لنا بياض وجه النبي صلى الله عليه وسلم ما نظرنا منظرا قط
أعجب إلينا من وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم حين
وضح لنا قال فأومأ نبي الله صلى الله عليه وسلم بيده
إلى أبي بكر أن تقدم قال وأرخي رسول الله صلى الله عليه
417

وسلم الحجاب فلم يقدر عليه حتى مات صلى الله عليه
وسلم
ذكر العذر الثاني وهو حضور الطعام
عند صلاة المغرب
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
418

يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن
شهاب
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال إذا قرب العشاء وحضرت الصلاة فابدؤوا به قبل
صلاة المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم بالأعين
419

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم لا تعجلوا عن عشائكم
أراد به إذا قدم ذلك على المرء
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا محمد بن بكر قال حدثنا بن جريح
قال أخبرني نافع قال
كان بن عمر إذا غربت الشمس وتبين له الليل فكان
أحيانا يقدم عشاءه وهو صائم والمؤذن يؤذن ثم يقيم وهو يسمع
فلا يترك عشاءه ولا يعجل حتى يقضي عشاءه ثم يخرج
فيصلي ويقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تعجلوا عن عشائكم إذا قدم إليكم منقدحا
420

ذكر
البيان بأن التخلف عن إتيان الجماعات عند حضور
العشاء إنما يجب ذلك إذا كان المرء صائما
أو تاقت نفسه إلى الطعام فأذته
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا العباس بن
أبي طالب قال حدثنا أحمد بن عبد الملك بن حكى قال حدثنا
موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث عن بن شهاب
421

عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أقيمت الصلاة وأحدكم صائم فليبدأ بالعشاء قبل صلاة
المغرب ولا تعجلوا عن عشائكم رمحت
ذكر العذر الثالث وهو النسيان الذي
يعرض في بعض الأحوال
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة والحسن بن سفيان
قالا حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا
يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين قفل من غزوة حنين سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس
وقال لبلال اكلأ لنا الليل فصلى بلال ما قدر له ونام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلما تقارب
الصبح استسند بلال إلى راحلته يواجه الفجر فغلبت بلال
عيناه وهو مستسند إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا بلال ولا أحد من أصحابه حتى
422

ضربتهم الشمس فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولهم استيقاظا ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال أي بلال فقال بلال أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك
بأبي أنت يا رسول الله قال اقتادوا رواحلكم ثم توضأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بلال فأقام الصلاة
وقال من نسي الصلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها فإن
الله تبارك وتعالى قال أقم الصلاة لذكري
423

وقال يونس وكان بن شهاب يقرؤها للذكرى
قال أبو حاتم رضي الله عنه أخبرنا بن قتيبة بهذا الخبر
وقال فيه خيبر وأبو هريرة لم يشهد خيبر إنما أسلم ربع ومبصر
424

المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر وعلى المدينة
سباع بن عرفطة فإن صح ذكر خيبر في الخبر فقد سمعه
أبو هريرة من صحابي غيره فأرسله كما يفعل ذلك الصحابة
كثيرا وإن كان ذلك حنين لا خيبر وأبو هريرة شهدها وشهوده
القصة التي حكاها شهود صحيح والنفس إلى أنه حنين
أميل
425

ذكر العذر الرابع وهو السمن المفرط الذي
يمنع المرء من حضور الجماعات
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال
أخبرنا شعبة عن أنس بن سيرين قال
سمعت أنس بن مالك قال قال رجل من الأنصار
وكان ضخما للنبي صلى الله عليه وسلم إني لا أستطيع
الصلاة معك فلو أتيت منزلي فصليت فيه فأقتدي بك
فصنع الرجل له طعاما ودعاه إلى بيته فبسط له طرف حصير
لهم فصلى عليه ركعتين قال فقال فلان بن الجارود لأنس
أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قال
ما رأيته صلاها غير ذلك اليوم بالامتحان
426

ذكر العذر الخامس وهو وجود المرء
حاجة الإنسان في نفسه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن دوروا عن هشام بن عروة عن أبيه
أن عبد الله بن الأرقم كان يؤم أصحابه فحضرت
الصلاة يوما فذهب لحاجته ثم رجع فقال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إذا وجد أحد الغائط فليبدأ به
قبل الصلاة تخذيل
427

ذكر البيان بأن المقصد فيما وصفنا من حاجة الإنسان
هو أن يشغله عن الصلاة دون ما لا يتأذى بها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع
الزهراني قال حدثنا أبو شهاب هو عبد ربه بن نافع عن إدريس بن
يزيد الأودي عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لا يصل أحدكم وهو يدافعه الأخبثان يغتالهم
428

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
أبو الطاهر بن السرح قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يحيى بن
أيوب عن يعقوب بن مجاهد عن القاسم بن محمد وعبد الله بن محمد
حدثاه
أن عائشة حدثتهما قالت سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وهو بحضرة
الطعام ولا هو يدافعه الأخبثان الغائط والبول فأمانه
429

أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حد ثنا
الحسن بن سهل الجعفري قال حدثنا حسين بن علي عن أبي حزرة
المديني عن القاسم بن محمد قال
كان بين عائشة وبين بعض بني أخيها شئ فدخل
عليها فلما جلس جئ بالطعام فقام إلى المسجد فقالت
له اجلس غدر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لا يصلي أحدكم بحضرة الطعام ولا وهو يدافعه
الأخبثان
قال أبو حاتم المرء مزجور عن الصلاة عند وجود
430

البول والغائط والعلة المضمرة في هذا الزجر هي أن يستعجله
أحدهما حتى لا يتهيأ له أداء الصلاة على حسب ما
يجب من
أجله والدليل على هذا تصريح الخطاب ولا هو يدافعه
الأخبثان ولم يقل ولا هو يجد الأخبثين والجمع بين الأخبثين
قصد به وجودهما معا وانفراد كل واحد منهما لا اجتماعهما
دون الانفراد
أبو حزرة يعقوب بن مجاهد يناكحون
ذكر العذر السادس وهو خوف الإنسان
على نفسه وماله في طريقه إلى المسجد
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن محمود بن الربيع
الأنصاري حدثه
أن عتبان بن مالك ممن شهد بدرا من الأنصار أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد
أنكرت بصري وأنا أصلي لقومي وإذا كان الأمطار سأل
الوادي الذي بيني وبينهم ولم أستطع أن آتي مسجدهم
فأصلي بهم وددت أنك يا رسول الله تأتي فتصلي في بيتي
حتى أتخذه مصلى قال فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم سأفعل
431

قال عتبان فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر الصديق حين ارتفع النهار فاستأذن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حين دخل البيت
ثم قال أين تحب أن أصلي من بيتك قال فأشرت إلى
ناحية من البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر
فقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم قال وحبسناه على خزيرة
صنعناها له
ذكر
العذر السابع وهو وجود البرد الشديد المؤلم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
السلمي قال أخبرنا عبد الله هو بن المبارك قال أخبرنا موسى بن
عقبة عن نافع
عن بن عمر أنه وجد ذات ليلة بردا وعطاء فأذن من
معه فصلوا في رحالهم وقال إني رأيت رسول الله صلى الله
432

عليه وسلم إذا كان مثل هذا أمر الناس أن يصلوا في
رحالهم نقومها
ذكر
الأمر بالصلاة في الرحال عند وجود البرد الشديد
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع
أن بن عمر نزل بضجنان ليلة باردة فأمرهم أن يصلوا في
الرحال وحدثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
إذا نزل في موضع في الليلة الباردة أمرهم أن يصلوا في
الرحال
433

ذكر
العذر الثامن وهو وجود المطر المؤذي
أخبرنا الحسين بن إدريس قال حدثنا أحمد بن
أبي بكر الزهري عن مالك عن نافع
عن بن عمر أنه أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح
وقال ألا صلوا في الرحال ثم قال إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة ذات برد ومطر
يقول ألا صلوا في الرحال الأحبولة
434

ذكر الأمر بالصلاة في الرحال عند وجود المطر
وإن لم يكن مؤديا
أخبرنا شباب بن صالح حدثنا وهب بن بقية أخبرنا
خالد عن خالد عن أبي قلابة عن أبي المليح
عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
زمن الحديبية وأصابنا مطر لم يبل أسافل نعالنا فنادى منادي
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم تستدير
435

ذكر البيان بأن المطر والبرد لا حرج على المرء
في التخلف عن إتيان الجماعات
عند انفراد كل واحد منهما وإن لم يجتمعا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أنه أذن بضجنان في ليلة باردة وقال
لأصحابه صلوا في رحالكم فإن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان يأمر المؤذن يؤذن في الليلة المطيرة أو الباردة ويأمر
أصحابه أن صلوا في رحالكم يقتطعه
ذكر الخبر المدحض قول من نفى جواز
قبول خبر الواحد
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
علي بن الجعد قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي المليح
436

عن أبيه قال أصابنا مطر بحنين فنادي رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن صلوا في الرحال كالخصاء
ذكر البيان بأن الأمر بالصلاة في الرحال
لمن وصفنا أمر إباحة لا أمر عزم
أخبرنا أبو خليفة في عقبه قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا زهير بن معاوية عن أبي الزبير
عن جابر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سفر فمطرنا فقال ليصل من شاء منكم في رحله
437

أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا
زهير بن معاوية واستسمانها
ذكر البيان بأن حكم المطر القليل وإن لم يكن مؤذيا
فيما وصفنا حكم الكثير المؤذي منه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن شعبة عن قتادة عن أبي المليح
عن أبيه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم زمن الحديبية فأصابنا سماء لم تبل أسافل نعالنا فأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديه أن صلوا في
رحالكم بمخامرة
438

ذكر العذر التاسع وهو وجود العلة التي يخاف
المرء على نفسه العثر منها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا
جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم بن محمد
عن بن عمر قال كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في سفر فكانت ليلة ظلماء أو ليلة مطيرة أذن
مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نادى مناديه أن صلوا
في رحالكم والمزاريق
ذكر العذر العاشر وهو أكل الإنسان الثوم
والبصل إلى أن يذهب ريحها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
بكر بن سوادة أن أبا النجيب مولى عبد الله بن سعد حدثه
أن أبا سعيد الخدري حدثه أنه ذكر عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل وقيل يا رسول الله وأشد
ذلك كله الثوم أفنحرمه فقال رسول الله صلى الله عليه
439

وسلم كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد حتى
تذهب ريحه كإبدال
ذكر البيان بأن حكم أكل الكراث حكم
أكل الثوم والبصل فيما وصفنا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام الدستوائي عن
أبي الزبير
عن جابر قال كنا لا نأكل البصل والكراث فغلبتنا
الحاجة فأكلنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
440

أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقرب مسجدنا فإن الملائكة
تتأذى مما يتأذى به الناس يناضلهم
ذكر زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم عن أكل هاتين الشجرتين للعلة التي وصفناها
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد المروزي بالبصرة بخبر
غريب قال حدثنا محمد بن إسماعيل الحساني قال حدثنا يزيد بن
هارون عن داود بن أبي هند عن أبي الزبير
441

عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهى
عن أكل الكراث والبصل
ذكر البيان بأن حكم مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم
ومسجد غيره فيما وصفنا سواء
أخبرنا أبو يعلى والحسن بن سفيان قالا حدثنا
عباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا
عبيد الله بن عمر قال أخبرني نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من أكل من هذه الشجرة فلا يأتين المسجد المسابق
442

ذكر خبر ثان يصرح بأن الزجر وقع عن
إتيان المساجد كلها دون مسجد المدينة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة
قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال أخبرنا بن جريح قال أخبرني
عطاء
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم من أكل من هذه البقلة فلا يغشنا في
مساجدنا منسدة
ذكر العلة التي من أجلها نهي عن
إتيان الجماعة آكل الشجرة الخبيثة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام الدستوائي عن
أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من أكل من هذه الشجرة المنتنة فلا يقربن مسجدنا فإن
الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الناس
443

ذكر إخراج المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى البقيع
من وجد منه رائحة البصل والثوم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم
النكري هو الدورقي قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا
شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة
اليعمري قال
خطب عمر بن الخطاب فقال رأيت كأن ديكا أحمر
نقرني نقرة أو نقرتين ولا أرى ذلك إلا لحضور أجلي فإن عجل
بي أمر فإن الشورى إلى هؤلاء الرهط الستة الذين توفي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض وإني
أعلم أن ناسا سيطعنون في هذا الأمر أنا قاتلتهم بيدي هذه
على الإسلام فإن فعلوا فأولئك أعداء الله الكفار الضلال
وإني أشهد على أمراء الأمصار فإني إنما بعثتهم ليعلموا
الناس دينهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويقسموا
فيهم تتنصر وما أغلظ لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في
شئ أو ما نازلت رسول الله صلى الله عليه وسلم في شئ
مثل آية الكلالة حتى ضرب صدري وقال يكفيك آية
الصيف التي أنزلت في آخر سورة النساء يستفتونك قل الله
444

يفتيكم في الكلالة وسأقضي فيها بقضاء يعلمه
من يقرأ ومن لا يقرأ هو ما خلا الأب وكذا احسب ألا إنكم
أيها الناس تأكلون من شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين البصل
والثوم وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالرجل
يوجد منه ريحها فيخرج إلى البقيع فمن كان لا بد آكلهما فليمتهما
طبخا وحليتهما
ذكر البيان بأن آكل هذه الأشياء إذا كانت مطبوخة
لا حرج عليه في إتيان الجماعة وإن أكلها
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة أن
سفيان بن وهب حدثه
445

عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أرسل إليه بطعام مع خضر فيه بصل أو كراث فلم ير فيه
أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبي أن يأكله فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن تأكل قال
لم أر أثرك فيه يا رسول الله فقال النبي صلى الله عليه
وسلم أستحيي من ملائكة الله وليس بمحرم كالشطرنج
446

ذكر ما خص الله جل وعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفرق بينه وبين أمته
في أكل ما وصفناه مطبوخا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا سفيان حدثنا عبيد الله بن
أبي يزيد عن أبيه
عن أم أيوب قالت نزل علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فتكلفنا له طعام فيه بعض البقول فقال لأصحابه
كلوا فإني لست كأحد منكم إني أخاف أن أوذي
صاحبي فالمرة
447

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة عن
سماك بن حرب
عن جابر بن سمرة أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أتي بقصعة من ثريد فيها ثوم فلم يأكل منها وأرسل
إلى أبي أيوب وكان أبو أيوب يضع يده حيث يرى يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده فلما لم ير أثر يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يأكل فأتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال له إني لم أر أثر يدك فيها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ريح الثوم ومعي
ملك والفوراني
448

ذكر إسقاط الحرج عن آكل ما وصفنا نيئا مع شهوده الجماعة
إذا كان معذورا من علة يداوى بها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن
حميد بن هلال العدوي عن أبي بردة
عن المغيرة بن شعبة قال أكلت ثوما ثم أتيت مصلى
النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني بركعة
فلما قمت أقضي وجد ريح الثوم فقال من أكل من هذه
البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها
قال المغيرة فلما قضيت الصلاة أتيته فقلت يا رسول
الله إن لي عذرا فناولني يدك فناولني فوجدته والله سهلا
449

فأدخلتها في كمي إلى صدري فوجده معصوبا فقال إن لك
عذرا
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه الأشياء التي وصفناها
هي العذر الذي في خبر بن عباس الذي لا حرج على من به
حالة منها في تخلفه عن أداء فرضه جماعة وعليه إثم ترك إتيان
الجماعة لأنهما فرضان اثنان الجماعة وأداء الفرض
فمن أدى الفرض وهو يسمع النداء فقد سقط عنه فرض أداء
الصلاة وعليه إثم ترك إتيان الجماعة وقوله صلى الله عليه
450

وسلم من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر
أراد به فلا صلاة له من غير إثم يرتكبه في تخلفه عن إتيان
الجماعة إذا كان القصد فيه ارتكاب النهي لا أن صلاته غير
مجزئة وإن لم يكن بمعذور إذا لم يجب داعي الله وهذا
كقوله صلى الله عليه وسلم من لغا فلا جمعة له يريد به
فلا جمعة له من غير إثم يرتكبه بلغوه فنعرض
ذكر الإخبار عما أراد صلى الله عليه وسلم استعمال التغليظ على من تخلف
عن حضوره صلاة العشاء والغداة في جماعة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
451

قال والتعليقات والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب
ثم آمر بالصلاة فيؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم
أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفسي بيده
لو يعلم أحدهم أنه يجد عظما سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء
452

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن العلة في هؤلاء
الذين أراد المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يفعل بهم ما وصفنا
لم يكن للتخلف عن حضور العشاء
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا بشر بن خالد حدثنا
محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان عن ذكوان
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم آتي أقواما يخلفون
عنها فأحرق عليهم يعني الصلاتين العشاء والغداة بالمعاقدة
ذكر
البيان بأن هاتين الصلاتين أثقل الصلاة على المنافقين
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سلم بن جنادة
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح
454

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة
الفجر ولو يعلمون ما فيها لأتوهما ولو حبوا ولقد هممت أن
آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق معي
برجال معهم حزم حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق
عليهم بيوتهم بالنار بعناه
ذكر ما كان يتخوف على من تخلف عن الجماعة
في أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء
قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثني
نافع
455

عن بن عمر قال كنا إذا فقدنا الإنسان في صلاة الصبح
والعشاء أسأنا به الظن عسرت
ذكر وصف الشئ الذي من أجله كانوا
يسيئون الظن بمن وصفنا نعته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن عبد الملك بن
عمير عن أبي الأحوص قال
قال عبد الله لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق
قد علم نفاقه أو مريض وإن كان المريض ليمر بين الرجلين
حتى يأتي الصلاة وقال إن رسول الله صلى الله عليه
456

وسلم علمنا سنن الهدى ومن سنن الهدى الصلاة في
المسجد الذي يؤذن فيه يهديني
ذكر استحواذ الشيطان على الثلاثة إذا كانوا
في بدو أو قرية ولم يجمعوا الصلاة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن بكار بن الريان
457

البغدادي حدثنا مروان بن معاوية عن زائدة بن قدامة عن السائب بن
حبيش عن معدان بن أبي طلحة قال
سألني أبو الدرداء أين مسكنك قلت في قرية دون
حمص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول مامن ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة
إلا استحوذ عليهم الشيطان فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب
القاصية
458

قال السائب إنما يعني بالجماعة جماعة
الصلاة
459

باب
فرض متابعة الإمام
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة
وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا سفيان عن الزهري
عن أنس قال سقط النبي صلى الله عليه وسلم من
فرس فجحش شقه الأيمن فحضرت صلاة فصلى بنا
قاعدا فلما قضى صلاته قال إنما جعل الإمام ليؤتم به
فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا
قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا
صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعين بالاستيقاظ
460

ذكر البيان بأن القوم صلوا خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم
في هذه الصلاة قعودا اتباعا له
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا عبد الله بن
محمد بن أسماء قال حدثنا جويرية بن أسماء عن مالك عن بن
شهاب
461

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب فرسا
فصرع يعني فجحش شقه الأيمن فصلى صلاة من الصلوات
وهو قاعد فصلينا وراءه قعودا فلما انصرف قال إنما جعل
الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا ركع
فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده
فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا
أجمعون بالهيثم
ذكر البيان بأن القوم إنما صلوا خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم
في هذه الصلاة قعودا بأمره حيث أمرهم به
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت صلى الله عليه
462

وسلم في بيته وهو شاك فصلى جالسا وصلى وراءه قوم
قياما فأشار إليهم أن اجلسوا فلما انصرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا
ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا صلى جالسا فصلوا
جلوسا
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذه السنة رواها عن
المصطفى صلى الله عليه وسلم أنس بن مالك وعائشة
463

وأبو هريرة وجابر بن عبد الله وعبد الله بن عمر بن
الخطاب وأبو أمامة الباهلي
وهو قول أسيد بن حضير وقيس بن قهد وجابر بن
عبد الله وأبي هريرة وبه قال جابر بن زيد والأوزاعي
464

ومالك بن أنس وأحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم
وأبو أيوب سليمان بن داود الهاشمي وأبو خثيمة وابن
أبي شيبة ومحمد بن إسماعيل ومن تبعهم من أصحاب
الحديث مثل محمد بن نصر ومحمد بن إسحاق بن خزيمة
ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر من المصطفى صلى الله عليه وسلم
أمر فريضة وإيجاب لا أمر فضيلة وإرشاد
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذروني ما تركتكم فإنما هلك من قبلكم بسؤالهم
واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه وإذا
أمرتكم بالأمر فأتوا منه ما استطعتم والعذرات
ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما أومأنا إليه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال حدثني أبي عن جدي
عن محمد بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
465

قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم
واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتم فأتوا منه ما استطعتم
وما نهيت عنه فانتهوا
قال بن عجلان حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح
السمان عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وزاد فيه وما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي
لا شك فيه
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح
أن النواهي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كلها على
الحتم والإيجاب حتى تقوم الدلالة على ندبيتها وأن أوامره
صلى الله عليه وسلم بحسب الطاقة والوسع على الإيجاب حتى
تقوم الدلالة على ندبيتها قال الله
جل وعلا وما آتاكم
الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ثم نفى
الإيمان عن من لم يحكم رسوله فيما شجر بينهم من حيث
لا يجدوا في أنفسهم مما قضى وحكم حرجا ويسلموا لله
ولرسوله صلى الله عليه وسلم تسليما بترك الآراء المعكوسة
والمقايسات المنكوسة فقال فلا وربك لا يؤمنون حتى
466

يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما
قضيت ويسلموا تسليما
ذكر خبر ثالث يدل على أن هذا الأمر
هو أمر حتم لا ندب
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه فإذا كبر
فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده
فقولوا اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا
أجمعون
467

قال أبو حاتم رضي الله عنه قد زجر المصطفى
صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر المأمومين عن الاختلاف
على إمامهم إذا صلى قاعدا وهو من ضرب الذي ذكرت في
غير موضع من كتبنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يزجر عن
الشئ بلفظ العموم ثم يستثني بعض ذلك الشئ المزجور
عنه فيبيحه لعلة معلومة كما نهى صلى الله عليه وسلم عن
المزابنة بلفظ مطلق ثم استثنى بعضها وهو العرية
468

فأباحها بشرط معلوم لعلة معلومة وكذلك يأمر صلى الله عليه
وسلم الأمر بلفظ العموم ثم يستثني بعض ذلك العموم فيحظره
لعلة معلومة كما أمر صلى الله عليه وسلم المأمومين والأئمة
جميعا أن يصلوا قياما إلا عند العجز عنه ثم استثنى بعض هذا
العموم وهو إذا صلى إمامهم قاعدا فزجرهم عن استعماله
مستثنى من جملة الأمر المطلق ولهذا نظائر كثيرة من السنن
سنذكرها في مواضعها من هذا الكتاب إن قضى الله ذلك
وشاءه
ذكر خبر رابع يدل على أن هذا الأمر
أمر فريضة وإيجاب على ما ذكرناه قبل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
عثمان بن سعيد حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن
الزهري قال
أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم ركب فرسا فصرع عنه فجحش شقه الأيمن قال
أنس فصلى لنا يومئذ صلاة من الصلوات وهو قاعد فصلينا
وراءه قعودا ثم قال حين سلم إنما جعل الإمام ليؤتم به
فإذا صلى الإمام قائما فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع
فارفعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا قال سمع الله لمن حمده
469

فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا
أجمعون
ذكر خبر خامس يدل على أن هذا الأمر
أمر فريضة لا فضيلة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا حوثرة بن أشرس
العدوي قال حدثنا عقبة بن أبي الصهباء عن سالم بن عبد الله بن
عمر
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في
نفر من أصحابه فقال ألستم تعلمون أني رسول الله إليكم
قالوا بلى نشهد أنك رسول الله قال ألستم تعلمون أنه من
أطاعني فقد أطاع الله ومن طاعة الله طاعتي قالوا بلى
نشهد أنه من أطاعك فقد أطاع الله ومن طاعة الله طاعتك
قال فإن من طاعة الله أن تطيعوني ومن طاعتي أن تطيعوا
470

أمراءكم وإن صلوا قعودا فصلوا قعودا مخالطه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حوثرة شوال
نحوه إلا أنه قال ومن طاعتي أن تطيعوا أئمتكم
أخبرناه أبو يعلى الآتي قال سألت يحيى بن معين
عن عقبة بن أبي الصهباء فقال ثقة
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح
أن صلاة المأمومين قعودا إذا صلى إمامهم قاعدا من طاعة الله
جل وعلا التي أمر عباده وهو عندي ضرب من الإجماع الذي
أجمعوا على إجازته لأن من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم أربعة أفتوا به جابر بن عبد الله وأبو هريرة وأسيد بن
حضير وقيس بن قهد والإجماع عندنا إجماع الصحابة الذين
شهدوا هبوط الوحي والتنزيل وأعيذوا من التحريف والتبديل
471

حتى حفظ الله بهم الدين على المسلمين وصانه عن ثلم
القادحين ولم يرو عن أحد من الصحابة خلاف لهؤلاء الأربعة
لا بإسناد متصل ولا منقطع فكأن الصحابة أجمعوا على أن
الإمام إذا صلى قاعدا كان على المأمومين أن يصلوا قعودا
وقد أفتى به من التابعين جابر بن زيد أبو الشعثاء
ولم يرو عن أحد من التابعين أصلا بخلافه لا بإسناد صحيح
ولا واه فكأن التابعين أجمعوا على إجازته
وأول من أبطل في هذه الأمة صلاة المأموم قاعدا إذا
صلى إمامه جالسا المغيرة بن مقسم صاحب النخعي وأخذ
472

عنه حماد بن أبي سليمان ثم أخذ عن حماد أبو حنيفة وتبعه
عليه من بعده من أصحابه وأعلى شئ احتجوا به فيه شئ
رواه جابر الجعفي عن الشعبي قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يؤمن أحد بعدي جالسا وهذا
473

لو صح إسناده لكان مرسلا والمرسل من الخبر وما لم يرو
سيان في الحكم عندنا لأنا لو قبلنا إرسال تابعي وإن كان كان ثقة
فاضلا على حسن الظن لزمنا قبول مثله عن أتباع التابعين
ومتى قبلنا ذلك لزمنا قبول مثله عن تبع الأتباع ومتى قبلنا
ذلك لزمنا قبول مثل ذلك عن تباع التبع ومتى قبلنا ذلك
لزمنا أن نقبل من كل إنسان إذا قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم وفي هذا نقض خالف
والعجب ممن يحتج بمثل هذا المرسل وقد قدح في
روايته زعيمهم فيما أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان
بالرقة قال حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت
أبا يحيى الحماني قال سمعت أبا حنيفة يقول ما رأيت فيمن
لقيت أفضل من عطاء ولا لقيت فيمن لقيت أكذب من جابر
الجعفي ما أتيته بشئ قط من أجرة إلا جاءني فيه بحديث
وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم ينطق بها
فهذا أبو حنيفة يجرح جابرا الجعفي ويكذبه ضد قول
من انتحل من أصحابه مذهبه وزعم أن قول أئمتنا في كتبهم
فلان ضعيف غيبة ثم لما اضطره الأمر جعل يحتج بمن كذبه
شيخه في شئ يدفع به سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه
وسلم
474

فأما جابر الجعفي فقد ذكرنا قصته في كتاب المجروحين
من المحدثين بالبراهين الواضحة التي لا يخفى على ذي لب
صحتها فأغنى ذلك عن تكرارها في هذا
ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن هذا الأمر
الذي ذكرناه أمر فضيلة لا فريضة
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا
محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه القوم
وحضرت الصلاة فصلى بهم قاعدا وهم قيام فلما حضرت
الصلاة الأخرى ذهبوا يقومون فقال ائتموا بإمامكم وإن
صلى قاعدا فصلوا قعودا وإن صلى قائما فصلوا
قياما
475

ذكر الخبر المدحض تأويل هذا المتأول لهذه اللفظة
التي في خبر حميد الطويل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خثيمة
قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فرسا بالمدينة فصرعه على جذع نخلة فانفكت قدمه فأتيناه
نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة يسبح جالسا فقمنا خلفه
فتنكب عنا ثم أتيناه مرة أخرى فوجدناه يصلي المكتوبة فقمنا
خلفه فأشار إلينا فقعدنا فلما قضى الصلاة قال إذا صلى
الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى قائما فصلوا قياما
ولا تفعلوا كما يفعل أهل فارس بعظمائها
476

قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح
أن اللفظة التي في خبر حميد حيث صلى صلى الله عليه
وسلم بهم قاعدا وهم قيام إنما كانت تلك سبحة
فلما حضرت الصلاة الفريضة أمرهم أن يصلوا قعودا كما صلى
هو ففي هذا أوكد الأشياء أن الأمر منه صلى الله عليه
وسلم لما وصفنا أمر فريضة لا فضيلة لنتكلم
ذكر خبر تأويله بعض الناس بما ينطق
عموم الخبر بضده
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب
عن أنس بن مالك قال خر رسول الله صلى الله عليه
وسلم عن فرس فجحش فصلى لنا قاعدا فصلينا معه
قعودا ثم انصرف فقال إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر
فكبروا وإذا ركع فاركعوا وإذا رفع فارفعوا وإذا قال
سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد
فاسجدوا وإذا صلى قاعدا فصلوا قعودا أجمعون
477

قال أبو حاتم رضي الله عنه زعم بعض العراقيين ممن
كان ينتحل مذهب الكوفيين أن قوله صلى الله عليه وسلم وإذا
صلى قاعدا فصلوا قعودا أراد به وإذا تشهد قاعدا فتشهدوا
قعودا أجمعون فحرف الخبر عن عموم ما ورد الخبر فيه بغير
دليل يثبت له على تأويله لسريان
ذكر الخبر المدحض تأويل هذا المتأول
لهذا الأمر المطلق
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان
عن جابر قال صرع النبي صلى الله عليه وسلم عن
فرس له فوقع على جذع نخلة فانفكت قدمه فدخلنا عليه
نعوده وهو يصلي في مشربة لعائشة جالسا فصلينا بصلاته ونحن
قيام ثم دخلنا عليه مرة أخرى وهو يصلي جالسا فصلينا
بصلاته ونحن قيام فأومأ إلينا أن اجلسوا فلما صلى قال
إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا صلى قائما فصلوا قياما وإن
صلى جالسا فصلوا جلوسا ولا تقوموا وهو جالس كما يصنع
478

أهل فارس بعظمائها
قال أبو حاتم رضي الله عنه في قول جابر فصلينا
بصلاته ونحن قيام بيان واضح على دحض قول هذا المتأول
إذ القوم لم يتشهدوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم قيام وكذلك قوله في الصلاة الأخرى فصلينا بصلاته
ونحن قيام فأومأ إلينا أن اجلسوا أراد به القيام الذي
هو فرض الصلاة لا المنكدر نقيضة
ذكر خبر ثان يدل على فساد تأويل
هذا المتأول لهذا الخبر
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث عن أبي يونس
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إنما الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا
وإذا رفع فارفعوا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا
479

اللهم ربنا لك الحمد وإذا صلى قائما فصلوا قياما وإذا صلى
قاعدا فصلوا قعودا أجمعون
قال أبو حاتم رضي الله عنه في تقرير النبي صلى الله
عليه وسلم الأمر للمأمومين أن يصلوا
قياما إذا صلى إمامهم قائما
بالأمر بالصلاة قعودا إذا صلى إمامهم جالسا أعظم البيان أنه
صلى الله عليه وسلم لم يرد به المنكدر في الأمرين جميعا
وإنما أراد القيام الذي هو فرض الصلاة أن يؤتى به كما يأتي
الإمام ويمضى
ذكر خبر أوهم بعض أئمتنا أنه ناسخ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
المأمومين بالصلاة قعودا إذا صلى إمامهم جالسا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن موسى بن
أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال
دخلت على عائشة فقلت لها ألا تحدثيني عن مرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت بلى ثقل رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلت لا هم
ينتظرونك يا رسول الله قال ضعوا لي ماء في المخضب
قالت ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوي فأغمي عليه ثم أفاق
480

فقال أصلى الناس فقلت لا هم ينتظرونك يا رسول الله
والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه
وسلم لصلاة العشاء الآخرة قالت فأرسل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر الصديق أن صل بالناس
فأتاه الرسول فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك
أن تصلي بالناس فقال أبو بكر وكان رجلا رقيقا يا عمر
صل بالناس فقال له عمر أنت أحق بذلك قال فصلى بهم
أبو بكر تلك الأيام قالت ثم إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وجد من نفسه خفة فخرج بين رجلين لصلاة الظهر
وأبو بكر يصلي بالناس قالت فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر
فأومأ إليه أن لا يتأخر وقال لهما أجلساني إلى جنبه
فأجلساه إلى جنب أبي بكر فجعل أبو بكر يصلي وهو قائم
بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة
أبي بكر والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد قال
عبيد الله فدخلت على عبد الله بن عباس فقلت ألا أعرض
عليك ما حدثتني عائشة عن مرض رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال هات فعرضت حديثها عليه فما أنكر منه
شيئا قينه
481

ذكر خبر يعارض الخبر الذي تقدم
ذكرنا له في الظاهر
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا بدل بن المحبر قال حدثنا شعبة عن
موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله
عن عائشة أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله
صلى الله عليه وسلم في الصف خلفه
قال أبو حاتم رضي الله عنه خالف شعبة بن الحجاج
زائدة بن قدامة في متن هذا الخبر عن موسى بن أبي عائشة
فجعل شعبة النبي صلى الله عليه وسلم مأموما حيث صلى
قاعدا والقوم قيام وجعل زائدة النبي صلى الله عليه وسلم
إماما حيث صلى قاعدا والقوم قيام وهما متقنان حافظان فكيف
يجوز أن تجعل إحدى الكلب اللتين تضادتا في الظاهر في
فعل واحد ناسخا لأمر مطلق متقدم فمن جعل أحد الخبرين
483

ناسخا لما تقدم من أمر النبي صلى الله عليه وسلم وترك
الآخر من غير دليل يثبت له على صحته سوغ لخصمه أخذ
ما ترك من الخبرين وترك ما أخذ منهما ونظير هذا النوع من
السنن خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نكح
ميمونة وهو محرم وخبر أبي رافع أن النبي صلى الله عليه
وسلم نكحها وهما حلالان فتضاد الخبران في فعل واحد في
الظاهر من غير أن يكون بينهما تضاد عندنا فجعل جماعة من
أصحاب الحديث الخبرين اللذين رويا في نكاح ميمونة
متعارضين وذهبوا إلى خبر عثمان بن عفان عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لا ينكح المحرم ولا ينكح
فأخذوا به إذ هو يوافق إحدى الكلب اللتين رويتا في نكاح
ميمونة وتركوا خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه
وسلم نكحها وهو محرم
484

فمن فعل هذا لزمه أن يقول تضاد الخبران في صلاة
النبي صلى الله عليه وسلم في علته على حسب ما ذكرناه
قبل فيجب أن نجئ إلى الخبر الذي فيه الأمر بصلاة
المأمومين قعودا إذا صلى إمامهم قاعدا فنأخذ به إذ هو يوافق
إحدى الكلب اللتين رويتا في صلاة النبي صلى الله عليه
وسلم في علته ونترك الخبر المنفرد عنهما كما فعل ذلك في
نكاح ميمونة وليس عندنا بين هذه الأخبار تضاد ولا تهاتر
ولا ناسخ ولا منسوخ بل منها مختصر ومتقصى ومجمل ومفسر
إذا ضم بعضها إلى بعض بطل التضاد بينهما واستعمل كل
خبر في موضعه على ما سنبينه إن قضى الله ذلك وشاءه
ذكر طريق آخر بخبر عائشة أوهم جماعة من أصحاب الحديث
أنه ناسخ للأمر المتقدم الذي ذكرناه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا عثمان بن أبي شيبة العبسي قال حدثنا حسين بن علي عن
زائدة عن عاصم عن شقيق عن مسروق
عن عائشة قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم أفاق فقال أصلى الناس قلنا لا قال مروا
أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله إن أبا بكر رجل
أسيف إذا قام مقامك لم يستطع أن يصلي بالناس قال
عاصم والأسيف الرقيق الرحيم قال مروا أبا بكر أن يصلي
بالناس قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك أرد عليه قالت
485

فصلى أبو بكر بالناس ثم إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وجد خفة من نفسه فخرج بين بريرة ونوبة إني لأنظر
إلى نعليه تخطان في الحصا وأنظر إلى بطون قدميه فقال
لهما أجلساني إلى جنب أبي بكر فلما رآه أبو بكر ذهب
يتأخر فأومأ إليه أن أثبت مكانك فأجلساه إلى جنب أبي بكر
قالت فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
وهو جالس وأبو بكر قائم يصلي بصلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبي بكر
486

ذكر خبر يعارض في الظاهر خبر
أبي وائل الذي ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا شعبة عن نعيم بن
أبي هند عن أبي وائل عن مسروق
عن عائشة قالت صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في مرضه الذي مات فيه خلف أبي بكر قاعدا
قال أبو حاتم رضي الله عنه خالف نعيم بن أبي هند
عاصم بن أبي النجود في متن هذا الخبر فجعل عاصم أبا بكر
مأموما وجعل نعيم بن أبي هند أبا بكر إماما وهما ثقتان
حافظان متقنان فكيف يجوز أن يجعل خبر أحدهما ناسخا لأمر
487

متقدم وقد عارضه في الظاهر مثله ونحن نقول بمشيئة الله
وتوفيقه إن هذه الأخبار كلها صحاح وليس شئ منها يعارض
الآخر ولكن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في علته
صلاتين في المسجد جماعة لا صلاة واحدة في إحداهما كان
مأموما وفي الأخرى كان إماما والدليل على أنهما كانا
صلاتين لا صلاة واحدة أن في خبر عبيد الله بن عبد الله عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين رجلين يريد
أحدهما العباس والآخر عليا وفي خبر مسروق عن عائشة أن
النبي صلى الله عليه وسلم خرج بين بريرة ونوبة فهذا يدلك
على أنها كانت صلاتين لا صلاة واحدة
488

ذكر الصلاة التي رويت فيها الأخبار المختصرة المجملة
الذي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد بن
بجير قالا حدثنا سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن
إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت لما مرض النبي صلى الله عليه
وسلم مرضه الذي مات فيه جاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال
مروا أبا بكر فليصل بالناس قلنا يا رسول الله إن أبا بكر
رجل أسيف ومتى يقم مقامك يبك فلو أمرت عمر أن يصلي
بالناس قال مروا أبا بكر ليصلي بالناس ثلاث مرات
فإنكن صواحبات يوسف قالت فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى
بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خفة
فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما
حس به أبو بكر ذهب يتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه
وسلم أن مكانك قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فجلس إلى جنب أبي بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي
صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون معبد بكر
489

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر مختصر مجمل
فأما اختصاره فليس فيه ذكر الموضع الذي جلس فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم أعلى يمين أبي بكر أو عن يساره مواجهتهم
ذكر الخبر المقتصي للفظة المختصرة
التي ذكرناها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن
الأسود
عن عائشة قالت لما وجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم من نفسه خفة جاء حتى جلس عن يسار أبي بكر وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر
قائما
490

قال أبو حاتم رضي الله عنه وأما إجمال الخبر فإن
عائشة حكت هذه الصلاة إلى هذا الموضع وآخر القصة عند
جابر بن عبد الله إذ النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم
بالقعود أيضا في هذه الصلاة كما أمرهم به عند سقوطه عن
فرسه على حسب ما ذكرناه قبل
ذكر الخبر المفسر للألفاظ المجملة
التي تقدم ذكرنا لها في خبر عائشة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن أبي الزبير
عن جابر قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يكبر يسمع الناس
تكبيره قال فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا
فصلينا بصلاته قعودا فلما سلم قال كدتم أن تفعلوا فعل
فارس والروم يقومون على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا
491

ائتموا بإمامكم إن صلى قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا
فصلوا قعودا
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر المفسر بيان
واضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قعد عن يسار
أبي بكر وتحول أبو بكر مأموما يقتدي بصلاته ويكبر يسمع
الناس التكبير ليقتدوا بصلاته أمرهم صلى الله عليه وسلم
حينئذ بالقعود حين رآهم قياما ولما فرغ من صلاته أمرهم
أيضا بالقعود إذا صلى إمامهم قاعدا وقد شهد جابر بن
عبد الله صلاته صلى الله عليه وسلم حيث سقط عن فرسه
فجحش شقه الأيمن وكان سقوطه صلى الله عليه وسلم عن
الفرس في شهر ذي الحجة آخر سنة خمس من الهجرة وشهد
هذه الصلاة في علته صلى الله عليه وسلم فأدى كل خبر
بلفظه ألا تراه يذكر في هذه الصلاة رفع أبي بكر صوته
بالتكبير ليقتدي الناس به وتلك الصلاة التي صلاها صلى الله
492

عليه وسلم في بيته عند سقوطه عن فرسه لم يحتج أبو بكر إلى
أن يرفع صوته بالتكبير ليسمع الناس تكبيره على صغر حجرة
عائشة وإنما رفعه بالصوت بالتكبير في المسجد الأعظم
الذي صلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في علته
فلما صح ما وصفنا لم يجز أن يجعل بعض هذه الأخبار ناسخا
لما تقدم على حسب ما وصفناه
ذكر
خبر ثان يدل على صحة ما ذكرناه قبل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن سهل
الجعفري قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن بن حميد أبو عوف
الرؤاسي عن أبيه عن أبي الزبير
عن جابر قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم صلاة الظهر وهو جالس وأبو بكر خلفه فإذا كبر
رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر أبو بكر يسمعنا قال
فنظرنا قياما فقال اجلسوا أومأ بذلك إليهم قال فجلسنا
فلما قضى الصلاة قال كدتم تفعلوا فعل فارس والروم
بعظمائهم ائتموا بأئمتكم فإن صلوا جلوسا فصلوا جلوسا
وإن صلوا قياما فصلوا قياما
493

ذكر الصلاة الأخرى التي توهم أكثر الناس أنها
معارضة الأخبار الأخر التي ذكرناها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ قال حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال حدثنا
نعيم بن أبي هند عن أبي وائل أحسبه عن مسروق
عن عائشة أنها قالت أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أفاق
قال هل نودي بالصلاة فقلنا لا فقال مري بلالا
فليبادر بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر قالت فقلت
يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف لا يستطيع أن يقوم
مقامك قالت فنظر إلي حين فرغ من كلامه ثم أغمي عليه
فلما أفاق قال هل نودي بالصلاة قالت فقلت لا قال
مري بلالا فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر قالت
فأومأت إلى حفصة فقالت يا نبي الله إن أبا بكر رجل رقيق
494

لا يستطيع أن يقرأ إلا يبكي قال فنظر إليها حين فرغت من
كلامها ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما
أفاق قال هل نودي بالصلاة قالت فقلت لا فقال
مري بلالا فليناد بالصلاة وليصل بالناس أبو بكر فإنكن
صواحبات يوسف ثم أغمي على رسول الله صلى الله عليه
وسلم قالت فأقام بلال الصلاة وصلى بالناس أبو بكر ثم
أفاق رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بنوبة وبريرة
فاحتملاه قالت عائشة فكأني أنظر إلى أصابع قدمي
رسول الله صلى الله عليه وسلم تخط في الأرض قالت
فلما أحس أبو بكر بمجئ النبي صلى الله عليه وسلم أراد
أن يستأخر فأومأ إليه أن يثبت قالت وجئ بنبي الله
صلى الله عليه وسلم فوضع بحذاء أبي بكر في الصف
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر يوهم من لم يحكم
صناعة الأخبار ولا يفقه في صحيح الآثار أنه يضاد سائر
الأخبار التي تقدم ذكرنا لها وليس بين أخبار المصطفى
صلى الله عليه وسلم تضاد ولا تهاتر ولا يكذب بعضها بعضا
495

ولا ينسخ بشئ منها القرآن بل يفسر عن مجمل الكتاب
ومبهمه ويبين عن مختصره ومشكله وقد دللنا بحمد الله ومنه
على أن هذه الأخبار التي رويت كانت في صلاتين لا في
صلاة واحدة على حسب ما وصفناه فأما الصلاة الأولى فكان
خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها بين رجلين وكان
فيها إماما وصلى بهم قاعدا وأمرهم بالقعود في تلك الصلاة
وهذه الصلاة كان خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليها
بين بريرة ونوبة وكان فيها مأموما وصلى قاعدا في الصف خلف
أبي بكر
ذكر البيان بأن هذه الصلاة كانت آخر الصلاتين
اللتين وصفناهما قبل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم بن سويد الرملي قال حدثنا أيوب بن سليمان قال حدثني
أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان بن بلال عن حميد الطويل عن
ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال آخر صلاة صلاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم مع القوم في ثوب واحد متوشحا به
يريد قاعدا خلف أبي بكر
496

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر ينفي الارتياب
عن القلوب أن شيئا من هذه الأخبار يضاد ما عارضها في
الظاهر ولا يتوهمن متوهم أن الجمع بين الأخبار على حسب
ما جمعنا بينها في هذا النوع من يجري السنن يضاد قول الشافعي
رحمة الله ورضوانه عليه وذلك أن كل أصل تكلمنا عليه في
كتبنا أو فرع استنبطاه من السنن في مصنفاتنا هي كلها قول
الشافعي وهو راجع عما في كتبه وإن كان ذلك المشهور من
قوله وذاك أني سمعت بن خزيمة يقول سمعت المزني
يقول سمعت الشافعي يقول إذا صح لكم الحديث عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فخذوا به ودعوا قولي
497

وللشافعي رحمة الله عليه في كثرة عنايته بالسنن وجمعه لها
وتفقهه فيها وذبه عن حريمها وقمعه من خالفها زعم أن
الخبر إذا صح فهو قائل به راجع عما تقدم من قوله في كتبه
وهذا مما ذكرناه في كتاب المبين أن للشافعي رحمه الله ثلاث
كلمات ما تكلم بها أحد في الإسلام قبله ولا تفوه بها أحد
بعده إلا والمأخذ فيها كان عنه
إحداها ما وصفت
والثانية أخبرني محمد بن المنذر بن سعيد عن الحسن بن
498

محمد الصباح الزعفراني قال سمعت الشافعي يقول
ما ناظرت أحدا قط فأحببت أن يخطئ
والثالثة سمعت موسى بن محمد الديلمي بأنطاكية يقول
سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول وددت
أن الناس تعلموا هذه الكتب ولم ينسبوها إلي وبالطعام
ذكر استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن على القوم
وإن كان فيهم من هو أحسب وأشرف منه
أخبرنا بن خزيمة حدثنا أبو عمار حدثنا الفضل بن
موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن عطاء مولى
أبي أحمد
عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعثا وهم نفر فدعاهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال ماذا معكم كم القرآن فاستقرأهم حتى مر على
رجل منهم هو من أحدثهم سنا فقال ماذا معك يا فلان
قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال معك سورة البقرة
قال نعم قال اذهب فأنت أميرهم فقال رجل من
أشرفهم والذي كذا وكذا يا رسول الله ما يمنعني أن أتعلم
القرآن إلا خشية أن لا أقوم به قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم تعلم القرآن واقرأه وارقد فإن مثل القرآن لمن
تعلمه فقرأ وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه
499

على كل مكان ومن تعلمه فرقد وهو في جوفه كمثل جراب
وكئ على مسك
ذكر البيان بأن القوم إذا استووا في القراءة
يجب أن يؤمهم من كان أعلم بالسنة
أخبرنا محمد بن عبد الله الهاشمي قال حدثنا
عبد الله بن عمر بن ميمون بن الرماح قال حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج
500

عن أبي مسعود الأنصاري قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا
في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء
فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا ولا يؤم
الرجل في سلطانه ولا يجلس على تكرمته فبيته حتى يأذن
له
501

أخبرنا شباب بن صالح المعدل بواسط قال حدثنا
وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن
أبي قلابة
عن مالك بن الحويرث قال أتيت النبي صلى الله عليه
وسلم أنا المنكر لي فقال إذ صليتما فأذنا وأقيما
وليؤمكما أكبركما
قال وكانا متقاربين
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم
فأذنا وأقيما أراد به أحدهما لا كليهما فالضعيف
ذكر البيان بأن قوله وكانا متقاربين إنما هو كلام
أبي قلابة أدرجه خالد الطحان في الخبر
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
502

مسرهد عن إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا خالد الحذاء عن
أبي قلابة
عن مالك بن الحويرث أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال له ولصاحب له إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم
أقيما ثم ليؤمكما أكبركما
قال خالد فقلت لأبي قلابة فأين القراءة قال إنهما
كانا متقاربين
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فأذنا وأقيما
أراد به أحدهما
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
الصباح الدولابي منذ ثمانين سنة قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم
عن خالد الحذاء عن أبي قلابة
عن مالك بن الحويرث قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم لي ولصاحب لي إذا خرجتما فليؤذن أحدكما وليقم
وليؤمكما أكبركما كانتهاء
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن أبي قلابة
503

عن مالك بن الحويرث قال أتينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين ليلة
فظن أنا قد اشتقنا إلى أهلينا سألنا عمن تركنا في أهلنا
فأخبرناه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا
فقال ارجعوا إلى أهليكم فعلموهم ومروهم وصلوا كما
رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم
وليؤمكم أكبركم
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم
صلوا كما رأيتموني أصلي لفظة أمر تشتمل على كل شئ كان
يستعمله صلى الله عليه وسلم في صلاته فما كان من تلك
الأشياء خصه الإجماع أو الخبر بالنقل فهو لا حرج على تاركه
في صلاته وما لم يخصه الإجماع أو الخبر بالنقل فهو أمر
حتم على المخاطبين كافة لا يجوز تركه بحال
ذكر البيان بأن حكم الثلاثة وأكثر في الإمامة
حكم الاثنين سواء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة
وهشام عن قتادة عن أبي نضرة
504

عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا كنتم ثلاثة في سفر فليؤمكم أحدكم
وأحقكم بالإمامة أقرؤكم
ذكر
الإخبار عمن يستحق الإمامة للناس
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن
أوس بن ضمعج
عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة
سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم
505

هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا ولا يؤمن
الرجل الرجل في سلطانه ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه
ذكر جواز إمامة الأعمى بالمأمومين
إذا لم الريح عماة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام
قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حبيب المعلم عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف
بن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس
506

ذكر الإباحة للإمام أن يؤم بالناس وهو أعمى
إذا كان له من يتعاهده
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام
قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا حبيب المعلم عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استخلف
بن أم مكتوم على المدينة يصلي بالناس
507

ذكر الأمر لمن أم الناس بالتخفيف
لوجود أصحاب العلل خلفه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال أخبرني أبو سلمة
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا صلى أحدكم للناس فليخفف فإن في الناس
الضعيف والسقيم وذا الحاجة
ذكر
السبب الذي من أجله أمر صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا
وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
508

عن أبي مسعود قال جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لأتأخر عن صلاة
الغداة مما يطيل بنا فلان فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم فما رأيته في موعظة أشد غضبا منه يومئذ فقال أيها
الناس إن منكم منفرين فأيكم ما صلى بالناس فليتجوز فإن
فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة
509

ذكر ما يستحب للإمام أن تكون صلاته
بالقوم خفيفة في تمام
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن
أبي طلحة
أنه سمع أنس بن مالك يقول ما صليت خلف إمام قط
أخف صلاة ولا أتم من رسول الله صلى الله عليه وسلم لابتناء
ذكر الإباحة للمرء أن يخفف صلاته إذا علم أن خلفه
من له شغل يحتاج أن يرجع إليه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال
الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة
عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إني لأدخل في الصلاة أريد أن أطيلها فأسمع بكاء
الصبي فأخفف مما أعلم من شدة وجد أمه به
510

ذكر ما يستحب للإمام أن يطول الأوليين من صلاته
ويقصر في الأخريين منها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال
حدثنا شعبة عن أبي عون
عن جابر بن سمرة قال قال عمر لسعد قد شكاك أهل
الكوفة في كل شئ حتى في الصلاة فقال أطيل الأوليين
وأحذم في الأخريين وما آلو من صلاة رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال ذاك الظن بك
أبو عون اسمه محمد بن عبيد الله
511

ذكر
الإباحة للمرء أن يصلي بغيره ويطول صلاته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن الأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم فأطال حتى هممت بأمر سوء قال قيل وما هممت
به قال هممت أن أجلس وأدعه
ذكر جواز صلاة الإمام على مكان أرفع من المأمومين
إذا أراد تعليم القوم الصلاة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن قال حدثني
أبو حازم
أن رجالا أتوا سهل بن سعد وقد امتروا في المنبر مم
512

عوده فسألوه عن ذلك فقال والله لأعرف مم هو ولقد رأيت
أول يوم جلس عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأة سماها
سهل أن مري غلامك ماتت أن يعمل لي أعوادا أجلس عليها
إذا كلمت الناس فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ثم جاء
بها فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بها
فوضعت ها هنا ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى عليها وكبر وهو عليها وركع وهو عليها ورفع
وهو عليها وتولى القهقري فسجد ورقى على المنبر ثم عاد
فلما فرغ أقبل على الناس فقال يا أيها الناس إنما صنعت
هذا لتأتموا ولتعلموا صلاتي
513

ذكر
خبر قيوهم غير المتبحر في صناعة العلم أن صلاة
الإمام على موضع أرفع من المأمومين غير جائزة
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الربيع بن سليمان عن
الشافعي قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن همام
قال
صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع فسجد عليه فجبذه
أبو مسعود فتابعه حذيفة فلما قضى الصلاة قال
514

أبو مسعود أليس قد نهي عن هذا فقال له حذيفة ألم ترني
قد تابعتك
515

قال أبو حاتم رضي الله عنه إذا كان المرء إماما وأراد
أن يصلي بقوم حديث عهدهم بالإسلام ثم قام على موضع
مرتفع من المأمومين ليعلمهم أحكام الصلاة عيانا كان ذلك
جائزا على ما في خبر سهل بن سعد وإذا كانت هذه العلة
معدومة لم يصل على مقام أرفع من مقام المأمومين على
ما في خبر أبي مسعود حتى لا يكون بين الخبرين تضاد
ولا تهاتر ذكر
الزجر عن أن يؤم الزائر المزور
في بيته إلا بإذنه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد وابن
كثير والحوضي قالوا حدثنا شعبة قال أخبرنا إسماعيل بن رجاء
عن أوس بن ضمعج
عن أبي مسعود البدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانت قراءتهم
سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء
فليؤمهم أكبرهم سنا ولا يؤم الرجل الرجل في بيته ولا في
516

فسطاطه ولا يقعد على تكرمته إلا بإذنه
قال شعبة فقلت لإسماعيل بن رجاء ما تكرمته قال
فراشه ولم يذكره الحوضي فقلت لإسماعيل
ذكر الأمر بالسكينة لمن أتى المسجد الولاء
وقضاء ما فاته منها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة
حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
517

إذا أتيتم الصلاة فلا تأتوها تسعون وائتوها وعليكم السكينة
فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم وما فاتكم فاقضوا
أراد به فاقضوا على الإتمام لا على التعكيس
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
518

إبراهيم أخبرنا عثمان بن عمر حدثنا بن أبي ذئب عن الزهري عن
سعيد بن المسيب وأبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا أقيمت الصلاة فائتوها وعليكم السكينة فصلوا
ما أدركتم وما سبقتم فأتموا
519

ذكر
السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا حسين بن
محمد حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن
أبي قتادة
عن أبيه قال بينما نحن نصلي مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ سمع جلبة رجال فلما صلى دعاهم فقال
ما شأنكم قالوا يا رسول الله استعجلنا إلى الصلاة قال
لا تستعجلوا إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة فما أدركتم
فصلوا وما سبقتم فأتموا
521

أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه وإسحاق أبي عبد الله
أنهما أخبراه
أنهما سمعا أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا ثوب بالصلاة فلا تأتوها التجارة تسعون وائتوها
وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا فإن
أحدكم في صلاة ما كان يعمد إلى الصلاة
قال أبو حاتم رضي الله عنه قال الله جل وعلا إذا
522

نودي الولاء من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
الجمعة: 9 وقال صلى الله عليه وسلم فلا تأتوها
تسعون فالسعي الذي أمر ا لله جل وعلا به هو المشي إلى
الصلاة على هينة الإنسان والسعي الذي نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عنه هو الاستعجال في المشي لأن
المرء تكتب له بكل خطوة يخطوها إلى الصلاة حسنة فذلك
ما وصفت يعني في ترجمة نوع هذا الحديث على أن
العرب توقع في لغتها الاسم الواحد على الشيئين المختلفي
المعنى فيكون أحدهما مأمورا به والآخر مزجورا عنه
إسحاق أبو عبد الله مولى زائدة من التابعين قاله أبو
حاتم رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان قال
حدثنا سعيد
523

عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لكعب بن عجرة إذا توضأت ثم دخلت المسجد
فلا تشبكن بين أصابعك
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر ما رواه
إلا سعيد المقبري وقد اختلف عليه فيه فيما زعم
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن معدان
الحراني قال حدثنا سليمان بن عبيد الله عن عبيد الله بن عمرو عن
زيد بن أبي أنيسة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
له يا كعب بن عجرة إذا توضأت فأحسنت الوضوء ثم
خرجت إلى المسجد فلا المنصوصتين بين أصابعك فإنك في
صلاة
524

ذكر الإباحة الإمام أن يصلي بالناس جماعة
في فضاء إلى غير جدار
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس أنه قال أقبلت راكبا على أتان وأنا يومئذ
قد ناهزت الاحتلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
بالناس بمنى فمررت بين يدي بعض الصف فنزلت
وأرسلت الأتان ترتع ودخلت في الصف ولم فقلنا ذلك
علي
525

ذكر استحباب الصلاة للمصلي إلى الأسطوانة
في مساجد الجماعات
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق بن
خزيمة قالا حدثنا أحمد بن عبدة قال حدثنا المغيرة بن
عبد الرحمن قال حدثني يزيد بن أبي عبيد
أنه كان يأتي مع سلمة بن الأكوع إلى سبحة الضحى
فيعمد إلى الأسطوانة فيصلي قريبا منها فأقول له لا تصل
526

هاهنا وأشير له إلى بعض نواحي المسجد فيقول إني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحرى هذا المقام
ذكر الأمر بالمبادرة في اللحوق بالصف الأول في الصلاة
والتهجير والمواظبة على الصبح والعشاء الآخرة
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم
لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ولو يعلمون ما في
التهجير لاستبقوا إليه ولو يعلمون ما في العتمة والصبح
لأتوهما ولو حبوا
ذكر الأمر بإتمام الصف الأول ثم الذي يليه
إذا استعمال ذلك استعمال
الملائكة مثله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
527

إبراهيم المروزي قال حدثنا جرير عن الأعمش عن المسيب بن
رافع عن تميم بن طرفة
عن جابر بن سمرة قال دخل رسول الله صلى الله عليه
وسلم المسجد فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند
ربهم قالوا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربهم
قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف
ذكر الأمر بإتمام الصف المقدم
ثم الوقوف في الذي يليه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن
528

المثنى حدثنا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أتموا
الصف المقدم فإن كان نقصان فليكن في المؤخرة
ذكر الزجر عن تخلف المرء
عن الصف الأول في الصلاة
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا حسين بن مهدي قال
529

حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال قوم يتخلفون عن الصف الأول حتى يخلفهم الله في
النار
ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة
للمصلي في الصف الأول
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين حدثنا شيبان بن
فروخ حدثنا جرير بن حازم سمعت زبيد الإيامي يحدث عن طلحة بن
مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة
عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتينا فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف صفوفكم
530

فتختلف قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف
الأول
ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالمغفرة ثلاثا
للمصلي في الصف الأول
أخبرنا حاجب بن أركين الحافظ الفرغاني بدمشق حدثنا
أحمد بن عبد الرحمن بن بكار حدثنا الوليد بن مسلم عن شيبان عن
يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن معدان عن
جبير بن نفير
عن العرباض بن سارية عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم أنه كان يصلي على الصف الأول المقدم ثلاثا وعلى
الثاني مرة
531

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن محمد بن إبراهيم
لم يسمع هذا الخبر عن خالد بن معدان
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد حدثنا
محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن
يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم بن الحارث أن خالد بن
معدان حدثه أن جبير بن نفير حدثه
أن العرباض بن سارية حدثه وكان العرباض من أهل
الصفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
على الصف المقدم ثلاثا وعلى الثاني واحدة
ذكر مغفرة الله جل وعلا واستغفار الملائكة
للمصلي على ميامن الصفوف
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
533

أبي شيبة حدثنا معاوية بن هشام حدثنا سفيان الثوري عن أسامة بن
زيد عن عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة
على الصفوف المبترة إذا كانت مقدمة
حدثنا محمد بن عبد الله بن الجنيد إملاء حدثنا قتيبة بن
سعيد حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن طلحة الإيامي عن
عبد الرحمن بن عوسجة
534

عن البراء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يمسح مناكبنا وصدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
إن الله وملائكته يصلون على الصفوف المقدمة
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء
من إتمام الصفوف في الصلوات
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
عبد الرحمن بن عمرو الأسماء قال حدثنا زهير بن معاوية قال سألت
الأعمش عن حديث جابر بن سمرة في الصفوف المقدمة فحدثنا عن
المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة
عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها قال قلنا
535

يا رسول الله وكيف يصفون الملائكة عند ربهم قال يتمون
الصفوف المقدمة ويتراصون في الصف
ذكر مغفرة الله جل وعلا مع استغفار الملائكة
لمن يصل الصفوف المبترة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان حدثنا
حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب أخبرني أسامة بن زيد عن
عثمان بن عروة بن الزبير عن أبيه
عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف
536

قال أبو حاتم أسامة بن زيد هذا هو المؤذن مولى لهم من
أهل المدينة مستقيم الأمر صحيح الكتاب وأسامة بن
زيد بن أسلم مدني واه وكانا في زمن واحد إلا أن المؤذن
أقدم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
ما رواه إلا أسامة بن زيد
حدثنا العباس بن الفضل بن شاذان المقرئ أبو القاسم
بالري حدثنا عبد الرحمن بن عمر رسته حدثنا حسين بن حفص عن
سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون الصفوف
537

ذكر الأمر بتسوية الصفوف حذر
مخالفة الوجوه عند تركه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا محمد حدثنا شعبة عن سماك بن حرب
أنه سمع النعمان بن بشير يقول كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يجعله مثل القدح
أو الرمح فرأى صدر رجل ناتئا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم عباد الله سووا صفوفكم أو ليخالفن الله بين
وجوهكم
538

ذكر
العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن
الأزهر السجزي حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا أبان وشعبة قالا
حدثنا قتادة
539

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رصوا
صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأكتاف فوالذي نفسي بيده
إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف
ذكر الأمر بتسوية الصفوف وإقامتها
عند القيام إلى الصلاة
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا مسدد بن
540

مسرهد حدثنا يحيى حدثنا هشام عن قتادة عن يونس بن جبير عن
حطان بن عبد الله الرقاشي
أن الأشعري صلى بأصحابه فلما جلس في صلاته قال
رجل من القوم أقرت الصلاة بالبر والزكاة فلما قضى الأشعري
صلاته أقبل على القوم فقال أيكم القائل كلمة كذا كذا
فأرم القوم فقال لعلك يا حطان قلتها قال والله ما قلتها ولقد
خفت أن تبكعني بها فقال رجل من القوم أنا قلتها وما أردت
بها إلا الخير فقال الأشعر أما تعلمون ما تقولون في
صلاتكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلمنا
سنتنا وبين لنا صلاتنا فقال إذا أقيمت الصلاة فأقيموا
صفوفكم وليؤمكم أحدكم فإذا كبر فكبروا وإذا قال
ولا الضالين فقولوا آمين يجبكم الله ثم إذا كبر فركع
فكبروا واركعوا فإن الإمام يركع قبلكم ويرفع قبلكم قال
نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك وإذا قال سمع
الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد فإن الله جل
وعلا قال على اختلفوا نبيه صلى الله عليه وسلم سمع الله لمن
حمده ثم إذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا فإن الإمام يسجد
قبلكم ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم
فتلك بتلك فإذا كان عند القعدة فليكن من قول أحدكم
التحيات الصلوات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن
541

لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
ذكر ما يستحب للإمام أن يأمر المأمومين
بتسوية الصفوف عند قيامهم إلى الصلاة
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
542

مسرهد وعلي بن المديني قالا حدثنا حميد بن الأسود قال حدثنا
مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال جئت فقعدت فقال
محمد بن مسلم بن خباب
جاء أنس بن مالك فقعد مكانك هذا فقال تدرون
ما هذا العود قلنا لا قال إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم كان إذا قام إلى الصلاة أخذ بيمينه ثم التفت فقال
اعتدلوا سووا صفوفكم ثم أخذ بيساره ثم قال اعتدلوا
سووا صفوفكم فلما هدم المسجد
فقد فالتمسه عمر
رضوان الله عليه فوجده قد أخذه بنو عمرو بن عوف
فجعلوه في مسجدهم فانتزعه فأعاده
543

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان بالفسطاط قال حدثنا
محمد بن هشام بن أبي خيرة قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا
مسعر بن كدام عن سماك
عن النعمان بن بشير قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يسوي الصفوف كأنما بها القداح
ذكر الاستحباب للإمام أن يأمر المأمومين بتسوية
الصفوف واعتدالها عند قيامه إلى الصلاة
أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمود بن غيلان حدثنا
بشر بن السري حدثنا مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير حدثنا
محمد بن مسلم بن حباب
عن أنس بن مالك أن عمر لما زاد في المسجد غفلوا
عن العود الذي كان في القبلة قال أنس أتدرون لأي شئ
جعل ذلك العود فقالوا لا فقال إن النبي صلى الله عليه
وسلم كان إذا أقيمت الصلاة أخذ العود بيده اليمنى ثم
التفت فقال اعدلوا صفوفكم واستووا ثم أخذ بيده اليسرى
ثم التفت فقال اعدلوا صفوفكم
544

ذكر العلة التي من أجلها أمر
بتسوية الصفوف
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتموا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة
ذكر الاستحباب للإمام بمسح مناكب المؤمنين
قبل إقامة الصلاة
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
545

أبو عمار قال حدثنا وكيع عن الأعمش عن عمارة بن عمير المؤذن
عن أبي معمر
عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول استووا ولا تختلفوا
فتختلف قلوبكم ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم قال أبو مسعود التجارة اليوم أشد
اختلافا
546

ذكر ما يأمر الإمام المأمومين بإقامة الصفوف
قبل ابتداء الصلاة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثني
حميد الطويل
عن أنس بن مالك قال أقبل علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بوجهه حين قام إلى الصلاة قبل أن يكبر فقال
أقيموا صفوفكم وتراصوا فإني أراكم من وراء ظهري
547

ذكر الأمر بتسوية الصفوف للمأمومين
إذا استعماله من تمام الصلاة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة
548

ذكر ما يتوقع في المأمومين عند تركهم
لتسوية الصفوف في الصلاة
أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال بن أخي الحجاج
العطار بالبصرة قال حدثنا عبيد الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا
أبي قال حدثنا شعبة قال حدثنا سماك قال
سمعت النعمان بن بشير وهو يخطب ويقول كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوي الصف حتى يدعه مثل
القدح أو الرمح فرأى صدر رجل ناتئا من الصف فقال عباد
الله لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم بين وجوهكم
أراد به بين قلوبكم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
هارون بن إسحاق قال حدثنا بن أبي غنية عن زكريا بن أبي زائدة
عن أبي القاسم الجدلي قال
سمعت النعمان بن بشير يقول أقبل علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ثلاثا
549

والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال
فرأيت الرجل يلزق كعبه بكعب صاحبه ومنكبه بمنكب
صاحبه
أبو القاسم الجدلي هذا اسمه حسين بن الحارث من جديلة قيس من ثقات الكوفيين
550

ذكر البيان بأن إقامة الصفوف الولاء
من حسن الصلاة
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أقيموا الصف في الصلاة فإن إقامة الصف من حسن الصلاة
ذكر الزجر عن اختلاف المأموم
في صلاته على إمامه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري عن الأعمش عن عمارة بن عمير
عن أبي معمر
عن أبي مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول لا تختلفوا فتختلف
551

قلوبكم وليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم
ذكر
وصف خير صفوف الرجال والنساء وشرها
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن
محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة وخير صفوف القوم
في الصلاة أولها وشرها آخرها وخير صفوف النساء في
الصلاة آخرها وشرها أولها
552

ذكر الأمر للمأمومين أن يقف منهم وراء الإمام
أولو الأحلام والنهى
أخبرنا محمد بن زهير أبو يعلى بالأبلة قال حدثنا
نصر بن علي بن نصر قال أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد الحذاء
عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ليليني منكم أولو الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين
يلونهم ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم وإياكم وهيشات
الأسواق
554

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو معشر هذا زياد بن
كليب كوفي ثقة وليس هذا معبد معشر السندي فإنه من
ضعفاء البغداديين
ذكر إباحة تأخير الأحداث عن الصف الأول
عند حضور أولي الأحلام والنهى
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن عمر بن
علي بن عطاء بن مقدم قال حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي قال
555

حدثنا سليمان التيمي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال
بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم
أصلي فجذبني رجل من خلفي جذبة فنحاني وقام مقامي
فوالله ما عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب
قال يا بن أخي لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي
صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة وقال
هلك أهل العهد ورب الكعبة ثلاثا ثم قال والله ما عليهم
آسى ولكن آسى على من أضلوا قال قلت من يعني
بهذا قال الأمراء
556

ذكر الأمر بالصلاة في النعلين أو خلعهما
ووضعهما بين رجلي المصلي إذا صلى
أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا
بشر بن بكر حدثنا الأوزاعي حدثني محمد بن الوليد الزبيدي عن
سعيد المقبري عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا صلى أحدكم فخلع نعليه فلا يؤذ بهما أحدا وليجعلهما
بين رجليه أو ليصل فيهما
557

ذكر البيان بأن المرء مخير بين الصلاة في نعليه
وبين خلعهما ووضعهما بين رجليه
أخبرنا بن خزيمة حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا
بن وهب أخبرني عياض بن عبد الله القرشي وغيره عن سعيد بن
أبي سعيد
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا صلى أحدكم فليلبس نعليه أو ليخلعهما بين
رجليه ولا يؤذ بهما غيره
ذكر الإباحة للمرء أن يصلي الصلاة في نعليه
ما لم يعلم فيهما أذى
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي قال حدثنا عثمان بن
558

طالوت بن عباد الجحدري قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا
كهمس بن الحسن عن أبي العلاء
عن أبيه أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي
وعليه نعل مخصوفة
559

ذكر الأمر لمن أتي المسجد الولاء أن ينظر في نعليه
ويمسح الأذى عنهما إن كان بهما
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد
الطيالسي عن حماد بن سلمة عن أبي نعامة السعدي عن
أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما صلى خلع نعليه فوضعهما عن
يساره فخلع القوم نعالهم فلما قضى صلاته قال
ما لكم خلعتم نعالكم قالوا رأيناك خلعت فخلعنا
قال إني لم أخلعهما من بأس ولكن جبريل أخبرني أن
فيهما قذرا فإذا أتى أحدكم المسجد فلينظر في نعليه فإن
كان فيهما أذى فليمسحه
560

ذكر الأمر بالصلاة في الخفاف والنعال
إذا أهل الكتاب لا يفعلونه
أخبرنا بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن أبان القرشي
قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا هلال بن ميمون قال حدثنا
أبو ثابت يعلى بن شداد بن أوس
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خالفوا اليهود والنصارى فإنهم لا يصلون في خفافهم ولا في
نعالهم
561

ذكر الأمر للمأموم عند خلعه نعليه
بوضعهما بين رجليه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا عياض بن عبد الله عن
سعيد المقبري
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا صلى أحدكم وخلع نعليه فليجعلهما بين رجليه
ولا يؤذ بهما غيره
ذكر الزجر عن وضع المأموم نعله عن يمينه
في صلاته أو عن يساره
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن
عبد الرحمن بن قيس عن يوسف بن ماهك
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا صلى أحدكم فلا يضع نعله عن يمينه ولا عن يساره
562

فيكون عن يمين غيره إلا أن يكون عن يساره أحد وليضعهما
بين رجليه
ذكر
وضع المصلي نعليه إذا أراد الصلاة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا بن
جريج قال حدثني محمد بن عباد بن جعفر حديثا يرفعه إلى
أبي سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو
عن عبد الله بن السائب قال حضرت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الفتح وصلى في الكعبة فخلع
563

نعليه فوضعهما عن يساره ثم افتتح سورة المؤمنين فلما بلغ
ذكر عيسى أو موسى أخذته سعلة فركع
ذكر الزجر عن إنشاء المرء الصلاة
عند ابتداء المؤذن في اشتراط
أخبرنا بن خزيمة وعمر بن محمد الهمداني
وغيرهما قالوا حدثنا محمد بن عبد الله بن بزيع قال حدثنا زياد بن
عبد الله عن محمد بن جحادة عن عمرو بن دينار عن عطاء بن يسار
564

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أخذ المؤذن في اشتراط فلا صلاة
إلا المكتوبة
أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز قال حدثنا
عبد الله بن معاوية الجمحي قال حدثنا ثابت بن يزيد عن عاصم
الأحول
عن عبد الله بن سرجس أن رجلا دخل المسجد
بعدما أقيمت الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي
فصلى ركعتين ثم دخل الصف فلما انصرف النبي
صلى الله عليه وسلم قال بأيتهما اعتددت أو بأيتهما
احتسبت التي صليت معنا أو التي صليت وحدك
565

ذكر وصف هذه الصلاة التي كان
المصطفى صلى الله عليه وسلم يصلي
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا داود بن شبيب قال
حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم الأحول
عن عبد الله بن سرجس وكان قد أدرك النبي صلى الله
عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الفجر
فجاء رجل فصلى خلفه ركعتي الفجر ثم دخل مع القوم
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال
للرجل أيهما جعلت صلاتك التي صليت وحدك أو التي
صليت معنا
ذكر البيان بأن حكم صلاة الفجر وحكم غيرها
من الصلوات في هذا الزجر سواء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار
عن عطاء بن يسار
566

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
567

ذكر الرخصة للداخل المسجد والإمام راكع أن يبتدئ صلاته
منفردا ثم يلحق بالصف عند الركوع فيتصل به
أخبرنا محمد بن علي بن الأحمر الصيرفي بالبصرة
قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا وهيب بن خالد عن
عنبسة الأعور عن الحسن
أن أبا بكرة دخل المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم
راكع فركع ثم مشى حتى لحق بالصف فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد
568

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به عنبسة عن الحسن
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا أحمد بن المقدام
العجلي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد بن أبي عروبة
عن زياد الأعلم عن الحسن
عن أبي بكر أنه دخل المسجد والنبي صلى الله
عليه وسلم راكع قال فركعت دون الصف فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم زادك الله حرصا ولا تعد
569

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا الخبر من الضرب
الذي ذكرت في كتاب فصول السنن أن النبي صلى الله
عليه وسلم قد ينهى عن شئ في فعل معلوم ويكون
مرتكب ذلك الشئ المنهي عنه مأثوما بفعله ذلك إذا كان عالما
بنهي المصطفى صلى الله عليه وسلم عنه والفعل جائز على
ما فعله كنهيه صلى الله عليه وسلم عن أن يخطب الرجل على
خطبة أخيه أو يستام على سوم أخيه فإن خطب امرؤ على
خطبة أخيه بعد علمه بالنهي عنه كان مأثوم والنكاح صحيح
فكذلك قوله صلى الله عليه وسلم لأبي بكرة زادك الله حرصا
ولا تعد فإن عاد رجل في هذا الفعل المنهي عنه وكان عالما
بذلك النهي كان مأثوما في ارتكابه المنهي وصلاته جائزة
ولأنه صلى الله عليه وسلم أباح هذا القدر لأبي بكرة مستثنى
من جملة ما نهاه عنه في خبر وابصة كالمزابنة والعرية
ولو لم تجز الصلاة بهذا الوصف لأبي بكرة لأمره صلى الله
عليه وسلم بإعادة الصلاة وقوله ولا تعد أراد به لا تعد في
570

إبطاء المجئ إلى الصلاة لا أنه أراد به أن لا تعود بعد
تكبيرك في اللحوق بالصف
ذكر الموضع الذي يقف فيه المأموم
إذا كان وحده من الإمام في صلاته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا أبو الأشعث قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن
571

عبد الله بن سعيد بن جبير عن أبيه قال
قال بن عباس بت عند خالتي ميمونة فقام النبي
صلى الله عليه وسلم يصلي فقمت أصلي فقمت عن يساره
فأخذ برأسي فأقامني عن يمينه
ذكر وصف قيام المأموم من الإمام إذا أراد الصلاة جماعة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمرو بن زرارة
572

قال حدثنا حاتم بن إسماعيل قال حدثنا يعقوب بن مجاهد أبو حزرة
عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت
عن جابر بن عبد الله قال سرنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا عشية ودنونا من مياه
العرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل
يتقدمنا فيرد الحوض فيشرب ويسقينا قال جابر فقمت
فقلت هذا رجل يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أي رجل مع جابر فقام جبار بن صخر فانطلقنا
إلى البئر فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين ثم مدرناه ثم
نزعنا فيه حتى أفهقناه فكان أول طالع علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال أتأذنان قلنا نعم يا رسول الله
فأشرع ناقته فشربت ثم شنق لها فبالت ثم عدل بها
فأناخها ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحوض
فتوضأ منه ثم قمت فتوضأت من متوضأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم وذهب جبار بن صخر يقضي حاجته وقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وكانت علي بردة
وكنت أخالف بين طرفيها فلم تبلغ لي وكانت لها ذباذب
573

فنكستها ثم خالفت بين طرفيها فجئت حتى قمت عن يسار
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيدي فأدارني حتى
أقامني عن يمينه وجاء جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن
يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذنا بيديه جميعا
فدفعنا حتى أقامنا من خلفه وجعل رسول الله صلى الله عليه
وسلم يرمقني وأنا لا أشعر ثم فطنت فقال هكذا وأشار بيده
شد فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يا جابر قلت لبيك يا رسول الله قال إذا كان ثوبك
واسعا فخالف بين طرفيه وإن كان ضيقا فاشدده على
حقوك
574

أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة
والرافقة جميعا قال حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا
عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن عمرو بن مرة عن
هلال بن يساف الأشجعي عن عمرو بن راشد
عن وابصة بن معبد بن الحارث الأسدي أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي وحده خلف الصفوف
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة
575

ذكر البيان بأن هذا المصلي المنفرد خلف الصفوف
أعاد صلاته بأمر المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه بذلك
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو
قديد عبيد الله بن فضالة قال حدثنا الحجاج بن محمد قال حدثنا
شعبة عن عمرو بن مرة عن هلال بن يساف عن عمرو بن راشد
عن وابصة بن معبد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأى رجلا يصلي خلف الصف وحده فأمره فأعاد الصلاة
576

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر هذا الرجل بإعادة الصلاة
لأنه لم يتصل بمصل مثله حيث كان مأموما
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى قال
حدثنا هشيم عن حصين عن هلال بن يساف قال أخذ بيدي زياد بن
أبي الجعد ونحن بالرقة فأقامني على شيخ من بني أسد
يقال له وابصة بن معبد قال حدثني هذا الشيخ أن
رجلا صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم وحده
لم يتصل بأحد فأمره أن يعيد الصلاة
577

قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر هلال بن
يساف عن عمرو بن راشد عن وابصة بن معبد وسمعه من
زياد بن أبي الجعد عن وابصة والطريقان جميعا
محفوظان
578

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به هلال بن يساف
أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا يزيد بن زياد بن أبي الجعد
عن عمه عبيد بن أبي الجعد عن أبيه زياد بن أبي الجعد
عن وابصة بن معبد أن رجلا صلى خلف الصف وحده
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعيد الصلاة
ذكر الخبر المدحض تأويل من حرف هذا الخبر عن جهته
وزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر هذا المصلي بإعادة الصلاة
لشئ علمه منه ما لا نعلمه نحن
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
579

مسرهد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر عن
عبد الرحمن بن علي بن شيبان
عن أبيه وكان أحد الوفد قال قدمنا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فصلينا خلف رسول الله صلى الله عليه
وسلم فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته إذا
رجل فرد فوقف عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى
قضى الرجل صلاته ثم قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم
استقبل صلاتك فإنه لا صلاة لفرد خلف الصف
ذكر
التأكيد في الأمر الذي وصفناه
أخبرنا بن قتيبة قال أخبرنا محمد بن أبي السري
قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر قال حدثني
عبد الرحمن بن علي بن شيبان الحنفي قال
حدثنا أبي علي بن شيبان وكان أحد الوفد الذين وفدوا
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني حنيفة قال
580

صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته نظر إلى رجل خلف
الصف وحده فقال النبي صلى الله عليه وسلم هكذا
صليت قال نعم قال فأعد صلاتك فإنه لا صلاة لفرد
خلف الصف وحده
ذكر
وصف مقام المرأة خلف الصف
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال حدثنا
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا الحجاج بن محمد قال
قال بن جريج أخبرني زياد بن سعد أن قزعة مولى لعبد القيس أخبره
أنه سمع عكرمة يقول
قال بن عباس صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه
وسلم وعائشة خلفنا تصلي معنا وأنا إلى جنب النبي
صلى الله عليه وسلم أصلي معه
581

ذكر البيان بأن المرأة إذا كانت وحدها لها أن تنفرد
بالصلاة خلف صفوف الرجال تقتدي بإمامها
لا تقدم لها من ذلك الموضع
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك أن جدته مليكة دعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته فأكل منه ثم قال
قوموا فلأصلي لكم قال أنس فقمت إلى حصير لي قد اسود
من طول ما لبس فنضحته بماء فقام عليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من
ورائنا فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين
ثم انصرف
582

ذكر خبر أوهم بعض أئمتنا أن العجوز في هذه الصلاة
لم تكن منفردة وكان معها امرأة أخرى
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة قال سمعت
عبد الله بن المختار يحدث عن موسى بن أنس بن مالك
عن أنس بن مالك أنه كان هو ورسول الله صلى الله
عليه وسلم وأمه وخالته فصلى بهم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فجعل أنسا عن يمينه وأمه وخالته خلفهما
583

قال أبو حاتم رضي الله عنه قد جعل بعض أئمتنا
رحمة الله عليهم خبر إسحاق بن أبي طلحة عن أنس خبرا
مختصرا وخبر موسى بن أنس هذا متقصى له وزعم أن أم
سليم كان معها مثلها خالة أنس بن مالك وليس عندنا كذلك
لأنهما صلاتان في موضعين متباينين لا صلاة واحدة
ذكر البيان بأن هذه الصلاة التي كانت أم أنس وخالته
اصطفتا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة أخرى غير تلك الصلاة
التي كانت أم سليم وحدها تصلي
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عمر بن موسى
الحادي قال حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن ثابت
عن أنس قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم على بساط فأقامني عن يمينه وقامت أم سليم وأم
حرام خلفنا
584

قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح
أن هذه الصلاة خلاف الصلاة التي حكاها إسحاق بن
أبي طلحة عن أنس لأن في تلك الصلاة قام أنس واليتيم معه
خلف المصطفى صلى الله عليه وسلم والعجوز وحدها
وراءهم وكانت صلاتهم تلك على حصير وهذه الصلاة قام
أنس عن يمين النبي صلى الله عليه وسلم وأم سليم وأم
حرام خلفهما وكانت صلاتهم على بساط فدل ذلك على
أنهما صلاتان لا صلاة واحدة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا نصر بن علي
الجهضمي قال أخبرنا أبي عن شعبة عن أيوب عن نافع
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إذا استأذنكم النساء إلى المساجد فأذنوا لهن
585

ذكر
الزجر عن منع النساء عن إتيان المساجد الولاء
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا العباس بن
الوليد النرسي حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر
أخبرني نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله
ذكر
أحد الشرطين الذي أبيح هذا الفعل بهما
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير وعيسى بن يونس عن الأعمش عن مجاهد
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ائذنوا للنساء إلى المساجد صارت فقال بعض بنيه لا تأذن
587

لهن فيتخذنه دغلا قال فعل الله بك وفعل أقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول لا تأذن
588

ذكر
الشرط الثاني الذي أبيح هذا الفعل به
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا مسدد عن بشر بن
المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن عبد الله بن
عمرو بن عثمان عن بسر بن سعيد
عن زيد بن خالد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات
589

ذكر الشرط الثالث الذي أبيح مجئ النساء
إلى المساجد صارت به
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا منصور بن أبي مزاحم
حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن
هشام عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد
عن زينب الثقفية امرأة بن مسعود أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لها إذا خرجت إلى العشاء فلا تمسين
طيبا
590

قال أبو حاتم الإسنادان جميعا محفوظان وهما طريقان
اثنان متناهمان مختلفان
ذكر الزجر عن منع المرء امرأته عن
شهود العشاء الآخر في المساجد
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن بن نمير قال سمعت
الزهري قال أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن عبيد الله بن عبد الله بن
عمر أخبره
أنه سمع أباه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا استأذنت أحدكم امرأته إلى المسجد فلا يمنعها
قال بلال بن عبد الله بن عمر والله لنمنعهن قال فسبه
عبد الله بن عمر أسوأ ما سمعته سبه قط وقال سمعتني قلت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استأذنت أحدكم
591

امرأته إلى المسجد فلا يمنعها قلت والله
لنمنعهن
ذكر وصف خروج المرأة التي أبيح لها
شهود العشاء في الجماعة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي بن بحر قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا محمد بن عمرو
عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وليخرجن تفلات
592

ذكر الزجر عن مس المرأة الطيب إذا أرادت
شهود العشاء الآخرة في الجماعة
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال
حدثنا يحيى القطان قال حدثنا بن عجلان قال حدثنا بكير بن
عبد الله بن الأشج عن بسر بن سعيد
عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود أنها سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول إذا شهدت إحداكن العشاء
فلا تمس طيبا
593

ذكر الزجر لمن شهدت العشاء الآخرة في الجماعة
أن ترفع رأسها قبل أخذ الرجال مقاعدهم
إذا كان في ثيابهم قلة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
القواريري قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق
عن أبي حازم
عن سهل بن سعد قال كن النساء يؤمرن في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة أن لا يرفعن
رؤوسهن حتى يأخذ الرجال مقاعدهم من الأرض من ضيق
الثياب
قال بشر وقد سمعته من أبي حازم
594

ذكر البيان بأن صلاة المرأة كلما كانت أستر
كان أعظم لأجرها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هارون بن
معروف حدثنا بن وهب حدثنا داود بن قيس عن عبد الله بن سويد
الأنصاري
595

عن عمته أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إني أحب
الصلاة معك قال قد علمت أنك تحبين الصلاة معي
وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك في
حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من
صلاتك في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من
صلاتك في مسجدي قال فأمر ت فبني لها مسجد في أقصى
شئ من بيتها وأظلمه وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله جل
وعلا
ذكر
الزجر عن الصلاة بين السواري جماعة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال
596

حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن يحيى بن هانئ عن
عبد الحميد بن محمود قال
صليت إلى جنب أنس بن مالك بين السواري فقال
كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر
خبر ثان يصرح بهذا الزجر المطلق
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يحيى بن حكيم قال
حدثنا أبو قتيبة ويحيى بن حماد عن هارون أبي مسلم عن قتادة
عن معاوية بن قرة
597

عن أبيه قال كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد
عنها طردا
ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم
الفعل المضاد له في الظاهر
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال
حدثنا سفيان عن أيوب عن نافع
عن بن عمر قال سألت بلالا أين صلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين دخل الكعبة قال بين العمودين
المتقدمين قال ونسيت أن أسأله كم صلى
598

قال أبو حاتم هذا الفعل ينهى عنه بين السواري
جماعة وأما استعمال المرء مثله منفردا فجائز
ذكر وصف الإمامة التي يكون
للمأموم والإمام معا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يحيى بن
أيوب عن عبد الرحمن بن حرملة عن أبي علي الهمداني قال
سمعت عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله
599

صلى الله عليه وسلم يقول من أم الناس فأصاب الوقت وأتم
الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه
ولا عليهم
ذكر الزجر عن قيام المأمومين إلى الصلاة
حتى يروا إمامهم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
600

يحيى عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن
أبي قتادة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا
أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني
ذكر
الخبر المستقصي للفظة المختصرة التي ذكرناها
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد الدغولي قال
حدثنا محمد بن مشكان قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
601

أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني قد خرجت
إليكم
ذكر ما يستحب للمرء إذا لم ينتظره المؤذن والقوم
عند إتيانه الصلاة أن لا يجد في نفسه
عليهم وإن كان أفضلهم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال أخبرني عباد بن زياد أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره
أنه سمع أباه يقول عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم
602

وأنا معه في غزوة تبوك قبل الفجر فعدلت معه فأناخ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فبرز ثم جاءني فسكبت
على يديه من الإداوة فغسل كفيه ثم غسل وجهه ثم حسر
عن ذراعيه فضاق كم جبته فأدخل
يديه فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما إلى المرفق
ومسح برأسه ثم توضأ على خفيه ثم ركب فأقبلنا
نسير حتى نجد الناس في الصلاة قدموا عبد الرحمن بن عوف
فصلى بهم حين كان وقت الصلاة ووجدنا عبد الرحمن
قد ركع بهم ركعة من صلاة الفجر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع المسلمين وراء عبد الرحمن بن عوف فصلى الركعة الثانية
من صلاة الفجر ثم سلم عبد الرحمن فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتم صلاته ففرغ المسلمون وأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم أحسنتم أو قد أصبتم
603

ذكر الأمر للقوم إذا احتبس عنهم إمامهم
أن يتقدموا رجلا يصلي بهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عقبة بن مكرم
أخبرنا يونس بن بكير حدثنا جعفر بن برقان عن الزهري عن حمزة
وعروة مشهور المغيرة بن شعبة
عن أبيهما المغيرة قال تبرز رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم جاء فأفرغت عليه من الإداوة فغسل وجهه ثم
ذهب يحسر عن ذراعيه فضاق كم جبة رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهي صوف رومية فأدخل يده في فروج كان في
خصرها فغسلهما إلى المرفقين ومسح برأسه ومسح على
خفيه ثم أقبل وأنا معه فوجد الناس في الصلاة فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف
وعبد الرحمن بن عوف يؤمهم فأدركناه وقد صلى ركعة
فصلينا مع عبد الرحمن الثانية فلما سلم قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأتم صلاته ففرغ الناس لذلك
فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال قد
أصبتم وأحسنتم إذا احتبس إمامكم وحضرت الصلاة فقدموا
رجلا يؤمكم
604

قصر جعفر بن برقان في سند هذا الخبر ولم يذكر عباد بن
زياد فيه لأن الزهري سمع هذا الخبر من عباد بن زياد عن
عروة بن المغيرة بن شعبة وسمعه عن حمزة بن المغيرة عن
أبيه قاله أبو حاتم
ذكر ما يجب على المأموم وهو قائم انتظار
سجود إمامه ثم يتبعه بالسجود بعده
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي
ومحمد بن كثير العبدي وحفص بن عمر الحوضي قالوا حدثنا شعبة
قال أبو إسحاق أخبرني قال سمعت عبد الله بن يزيد يقول
حدثنا البراء وكان غير كذوب أنهم كانوا إذا صلوا مع
النبي صلى الله عليه وسلم قاموا قياما حتى يروه قد سجد
ثم يسجدون
605

ذكر
خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي وكامل بن طلحة الجحدري قالا حدثنا حماد بن
سلمة عن شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الله بن يزيد قال
حدثنا البراء وهو غير كذوب قال كنا إذا صلينا خلف
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نزل قياما حتى نراه قد
سجد ثم نسجد
606

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الاقتداء بصلاة
إمامه وإن كان مقصرا في بعض حقائقها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن
عمر بن أبان قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي أيوب
الإفريقي عن صفوان بن سليم عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
سيأتي أقوام أو يكون أقوام يصلون الصلاة فإن أتموا فلكم
ولهم وإن نقصوا فعليهم ولكم
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو أيوب الإفريقي اسمه
عبد الله بن علي من ثقات أهل الكوفة
ذكر الزجر عن أن يبادر المأموم الإمام
في الركوع والسجود
حدثنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد
607

القطان قال حدثني أبي قال حدثنا بن عجلان قال حدثني
محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز
عن معاوية بن أبي سفيان قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تبادروني بالركوع والسجود فإني
مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني به إذا سجدت ومهما
أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت إني قد
بدنت
608

ذكر الزجر عن مبادرة المأموم
بالركوع والسجود
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا ليث بن سعد عن بن عجلان عن محمد بن يحيى عن بن
محيريز
سمع معاوية على المنبر يقول قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود فإني قد
بدنت وإني مهما أسبقكم به حين أركع تدركوني به حين أرفع
وما سبقتكم به حين أسجد تدركوني به حين أرفع
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به بن محيريز عن معاوية
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبد الله بن
سعد بن إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
عبد الله بن أبي بكر عن أبي الزناد عن الأعرج
609

عن أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول أيها الناس إني قد بدنت أو بدنت
فلا تسبقوني بالركوع والسجود ولكني أسبقكم إنكم تدركون
ما فاتكم
ذكر إباحة تكبير المأمومين
عند فراغ الإمام من الصلاة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار
قال أخبرني أبو معبد
عن بن عباس قال كنت أعرف انقضاء صلاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير
610

ذكر ما يستحب للإمام إذا فرغ من الصلاة وخلفه
الرجال والنساء أن يلبث في مقامه لينصرف
النساء قبل الرجال إلى بيوتهن
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرتني هند
بنت الحارث الفراسية
أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها
أن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا
سلمن من الصلاة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن صلى معه من الرجال ما شاء الله فإذا قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم قام الرجال
612

ذكر ما يجب على الرجال إذا سلم إمامهم التربص
لانصراف النساء ثم يقومون لحوائجهم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا
عثمان بن عمر قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن هند بنت
الحارث
عن أم سلمة قالت كن النساء في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا سلم من المكتوبة قمن وثبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى خلفه من الرجال
فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال
تم الجزء الخامس
ويليه الجزء السادس، بعون الله
613