الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٣
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1414 ه‍ 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
2

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المجلد الثالث
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الارنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

باب
قراءة القرآن
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا خلف بن هشام
البزار قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني
عن جندب بن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا
القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه
5

ذكر البيان بأن قراءة المرء بين القراءتين كان أحب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجهر والمخافتة جميعا بها
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو يحيى محمد بن
6

عبد الرحيم قال حدثنا يحيى بن إسحاق السيلحيني قال حدثنا
حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح
عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر معبد بكر وهو يصلي
يخفض صوته ومر بعمر يصلي رافعا صوته قال فلما
اجتمعا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر يا أبا بكر مررت بك
وأنت تصلي تخفض من صوتك قال قد أسمعت من
ناجيت قال ومررت بك يا عمر وأنت ترفع صوتك قال
يا رسول الله أوقظ الوسنان وأحتسب به قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأبي بكر ارفع من صوتك شيئا وقال صلى الله عليه وسلم لعمر
اخفض من صوتك شيئا
7

ذكر البيان بأن قراءة المرء القرآن بينه وبين نفسه
تكون أفضل من قراءته بحيث يسمع صوته
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن
وهب حدثنا معاوية بن صالح عن بحير بن سعد عن خالد بن
معدان عن كثير بن مرة
عن عقبة بن عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الجاهر بالقرآن
كالجاهر بالصدقة والمسر بالقرآن كالمسر بالصدقة
8

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بعض أمته
أن يقرأ عليه القرآن
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله
الزبيري قال حدثنا علي بن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم عن
عبيدة
عن عبد الله قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ
علي قال قلت أقرأ عليك وإنما أنزل القرآن عليك
قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأت عليه سورة
النساء حتى إذا بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا
بك على هؤلاء شهيدا نظرت إليه فإذا عيناه تهراقان
9

ذكر الأمر بأخذ القرآن عن رجلين من
المهاجرين ورجلين من الأنصار
أخبرنا الحسين بن محمد بن مودود بحران قال حدثنا
محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن
طلحة بن مصرف عن مسروق بن الأجدع قال
سمعت عبد الله بن عمرو يقول لم أزل أحب عبد الله بن
10

مسعود منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول اقرؤوا القرآن من
أربعة عبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن
جبل وأبي بن كعب
ذكر الإخبار عما أبيح لهذه الأمة في
قراءة القرآن على الأحرف السبع
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
يزيد بن هارون عن حميد عن أنس بن مالك
عن أبي بكعب قال قرأ رجل آية وقرأتها على غير
قراءته فقلت من أقرأك هذه فقال أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أقرأتني
11

آية كذا وكذا قال نعم قال الرجل أقرأتني كذا وكذا
قال نعم إن جبريل وميكائيل أتياني فجلس جبريل عليه
السلام عن يميني وميكائيل عليه السلام عن يساري فقال
جبريل يا محمد اقرأ القرآن على حرف فقال ميكائيل
استزده فقلت زدني فقال أقرأه على حرفين فقال
ميكائيل استزده حتى بلغ سبعة أحرف وقال أقرأه على
سبعة أحرف كل شاف كاف
12

ذكر الخبر الدال على أن من قرأ القرآن
على حرف من الأحرف السبعة كان مصيبا
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا جعفر بن مهران السباك
حدثنا عبد الوارث عن محمد بن جحادة عن الحكم بن عتيبة عن
مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن أبي بن كعب أن جبريل عليه السلام أتى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو بأضاة بني غفار فقال يا محمد إن الله يأمرك أن
تقرئ أمتك هذا القرآن على حرف واحد فقال صلى الله عليه وسلم أسأل الله
معافاته ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف
فإنهم لن يطيقوا ذلك فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن
تقرئ أمتك هذا القرآن على حرفين فقال أسأل الله معافاته
ومغفرته أو معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا
ذلك فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك
هذا القرآن على ثلاثة أحرف قال أسأل الله معافاته ومغفرته أو
معونته ومعافاته سل لهم التخفيف فإنهم لن يطيقوا ذاك
قال فانطلق ثم رجع فقال إن الله يأمرك أن تقرأ هذا القرآن
على سبعة أحرف فمن قرأ حرفا منها فهو كما قرأ
13

ذكر العلة التي من أجلها سأل النبي صلى الله عليه وسلم ربه معافاته ومغفرته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر
عن أبي بن كعب قال لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل
صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إني بعثت إلى أمة
أمية منهم الغلام والجارية والعجوز والشيخ الفاني قال
مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف
ذكر تفضل الله جل وعلا على صفيه صلى الله عليه وسلم بكل مسألة سأل
بها التخفيف عن أمته في قراءة القرآن بدعوة مستجابة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن عبيد
14

حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن
بن أبي ليلى
عن أبي بن كعب قال كنت جالسا في المسجد فدخل
رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة
صاحبه فلما قضى الصلاة دخلا جميعا على النبي
صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه ثم قرأ
الآخر قراءة سوى قراءة صاحبه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
اقرأ فقرأ فقال أحسنتما أو قال أصبتما قال
فلما قال لهما الذي قال كبر علي فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم ما
غشيني ضرب في صدري فكأني أنظر إلى ربي فرقا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبي إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على
حرف فرددت عليه أن هون على أمتي مرتين فرد علي أن أقرأه
على سبعة أحرف ولك بكل ردة رددتها مسألته يوم القيامة
فقلت اللهم اغفر لأمتي ثم أخرت الثانية إلى يوم يرغب إلي فيه
15

الخلق حتى أبرهم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال
أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير عن
عبد الرحمن بن عبد القارئ أنه قال سمعت عمر بن الخطاب يقول
سمعت هشام بن حكيم
بن حزام فقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلت
حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما
أقرأتنيها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ فقرأ القراءة التي
سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال
16

لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن هذا القرآن
أنزل على سبعة أحر ف فاقرؤوا ما تيسر منه
ذكر الإخبار بأن الله أنزل
القرآن على أحرف معلومة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
حماد بن سلمة عن حميد عن أنس عن عبادة بن الصامت قال
17

قال أبي بن كعب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل القرآن
على سبعة أحرف
ذكر الإخبار عن وصف بعض القصد
في الخبر الذي ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنزل
القرآن على سبعة أحرف
حكيما عليما غفورا رحيما قول محمد بن
18

عمرو أدرجه في الخبر والخبر إلى سبعة أحرف فقط
ذكر خبر قد شنع به بعض المعطلة على أصحاب
الحديث حيث حرموا التوفيق لإدراك معناه
خبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال
سمعت حميدا قال سمعت أنسا قال كان رجل يكتب للنبي صلى الله عليه وسلم وكان قد
قرأ البقرة وآل عمران عد فينا ذو شأن وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يمل عليه غفورا رحيما فيكتب عفوا غفورا فيقول
النبي صلى الله عليه وسلم اكتب ويملي عليه عليما حكيما
فيكتب سميعا بصيرا فيقول النبي صلى الله عليه وسلم اكتب أيهما
شئت قال فارتد عن الإسلام فلحق بالمشركين فقال أنا
أعلمكم بمحمد صلى الله عليه وسلم إن كنت لأكتب ما شئت فمات فبلغ
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن الأرض لن تقبله قال
فقال أبو طلحة فأتيت تلك الأرض التي مات فيها وقد علمت
19

أن الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال فوجدته منبوذا فقلت
ما شأن هذا فقالوا دفناه فلم تقبل الأرض
ذكر الإخبار عن وصف البعض الآخر لقصد
النعت في الخبر الذي ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو همام قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا حياة بن شريح عن عقيل بن خالد عن سلمة بن
أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه
عن بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان
الكتاب الأول ينزل من باب واحد وعلى حرف واحد ونزل
القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف زاجر وآمر
وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله
وحرموا حرامه وافعلوا ما أمرتم به وانتهوا عما نهيتم عنه
واعتبروا بأمثاله واعملوا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه وقولوا
20

آمنا به كل من عند ربنا
ذكر البيان بأن لا حرج على المرء
أن يقرأ بما شاء من الأحرف السبعة
أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا
سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال حدثنا أبي عن الأعمش عن
21

عاصم عن زر
عن عبد الله قال سمعت رجلا يقرأ آية أقرأنيها رسول
الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قرأ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يناجي عليا
فذكرت له ذلك فأقبل علينا علي وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأمركم أن تقرؤوا كما علمتم
ذكر الزجر عن العتب على من قرأ بحرف
من الأحرف السبعة
أخبرنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز قال حدثنا
معمر بن سهل قال حدثنا عامر بن مدرك قال حدثنا إسرائيل عن
عاصم عن زر
عن عبد الله قال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة
الرحمن فخرجت إلى المسجد عشية فجلس إلي رهط
فقلت لرجل اقرأ علي فإذا هو يقرأ أحرفا لا أقرؤها
فقلت من أقرأك فقال أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقنا
22

حتى وقفنا على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت اختلفنا في قراءتنا فإذا
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه تغير ووجد في نفسه حين ذكرت
الاختلاف فقال
إنما هلك من قبلكم بالاختلاف فأمر عليا
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركم أن يقرأ كل رجل منكم كما
علم فإنما أهلك من قبلكم الاختلاف قال فانطلقنا وكل رجل
منا يقرأ حرفا لا يقرأ صاحبه
ذكر الإباحة للمرء أن يرجع في
قراءته إذا صحت نيته فيه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا نوح بن
حبيب قال حدثنا وكيع قال حدثنا شعبة عن معاوية بن قرة
23

أنه سمع عبد الله بن المغفل يقول قرأ النبي صلى الله عليه وسلم
عام الفتح فرجع في قراءته
قال معاوية لولا أني أكره أن يجتمع الناس علي
لحكيت قراءته
24

ذكر إباحة تحسين المرء صوته بالقرآن
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد حدثنا محمد بن
عثمان العجلي حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن منصور
عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن بن عوسجة
عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال زينوا
القرآن بأصواتكم
25

قال أبو حاتم هذه اللفظة من ألفاظ الأضداد يريد بقوله
صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن بأصواتكم لا زينوا أصواتكم بالقرآن
26

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثنا يعقوب بن
عبد الرحمن الإسكندراني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول صلى الله عليه وسلم قال زينوا القرآن
بأصواتكم
ذكر إباحة تحزين الصوت بالقرآن
إذ الله أذن في ذلك
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج حدثنا حامد بن يحيى
البلخي حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن الزهري ثم سمعته عن
الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أذن الله لشئ
ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن
27

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم يتغنى بالقرآن يريد يتحزن
به وليس هذا من الغنية ولو كان ذلك من الغنية لقال يتغانى
به ولم يقل يتغنى به وليس التحزن بالقرآن نقاء الجرم
وطيب الصوت وطاعة اللهوات بأنواع النغم بوفاق الوقاع ولكن
التحزن بالقرآن هو أن يقارنه شيئان الأسف والتلهف الأسف
على ما وقع من التقصير والتلهف على ما يؤمل من التوقير فإذا
تألم القلب وتوجع وتحزن الصوت ورجع بدر الجفن
29

بالدموع والقلب باللموع فحينئذ يستلذ المتهجد بالمناجاة
ويفر من الخلق إلى وكر الخلوات رجاء غفران السالف من
الذنوب والتجاوز عن الجنايات والعيوب فنسأل الله التوفيق له
ذكر استماع الله إلى المتحزن بصوته بالقرآن
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة
حدثنا أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أذن الله
لشئ كأذنه للذي يتغنى بالقرآن يجهر به
قال أبو حاتم قوله ما أذن الله يريد ما استمع
الله لشئ كأذنه كاستماعه للذي يتغنى بالقرآن يجهر
به يريد يتحزن بالقراءة على حسب ما وصفنا نعته
ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا
خبري أبي هريرة اللذين ذكرناهما
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت
البناني عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
30

عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره
أزيز كأزيز المرجل من البكاء
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن
التحزن الذي أذن الله جل وعلا فيه بالقرآن واستمع إليه هو
التحزن بالصوت مع بدايته ونهايته لأن بداءته هو العزم
الصحيح على الانقلاع عن المزجورات ونهاية وفور التشمير في يجري
العبادات فإذا اشتمل التحزن على البداية التي وصفتها
والنهاية التي ذكرتها صار المتحزن بالقرآن كأنه قذف بنفسه في
مقلاع القربة إلى مولاه ولم يتعلق بشئ دونه
ذكر استماع الله إلى من ذكرنا نعته أشد من استماع صاحب القينة إلى قينته
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله بن
أبي المهاجر عن ميسرة مولى فضالة بن عبيد
عن فضالة بن عبيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله
أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة
إلى قينته
31

ذكر ما يقرأ به القرآن في هذه الأمة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبدة بن عبد الرحيم
المروزي قال حدثنا المقرئ قال حدثنا حياة بشريح قال
حدثني بشير بن أبي عمرو الخولاني أن الوليد بن قيس التجيبي حدثه
أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يكون خلف بعد ستين سنة أضاعوا الصلاة
واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ثم يكون خلف يقرؤون
القرآن لا يعدو تراقيهم ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق
وفاجر
قال بشير فقلت للوليد ما هؤلاء الثلاثة قال المنافق
كافر به والفاجر يتأكل به والمؤمن يؤمن به
32

ذكر الإخبار عن اقتصار المرء على
قراءة القرآن كله في كل سبع
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثنا المفضل بن فضالة عن بن جريج عن بن أبي
مليكة عن يحيى بن حكيم بن صفوان
عن عبد الله بن عمرو قال جمعت القرآن فقرأت به في
ليلة فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال أقرأه في كل شهر
قال فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن
شبابي فقال أقرأه في كل عشرين قلت يا رسول الله
دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي قال أقرأه في عشر
فقلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي ومن شبابي
قال أقرأه في سبع فقلت يا رسول الله دعني أستمتع
من قوتي ومن شبابي فأبى
33

ذكر الأمر لقارئ القرآن أن يختمه في
سبع لا فيما هو أقل من هذا العدد
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري قال حدثنا يحيى القطا عن بن جريج قال
34

سمعت بن أبي مليكة يحدث عن يحيى بن حكيم بن صفوان
عن عبد الله بن عمرو قال حفظت القرآن فقرأت به في
ليلة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأه في شهر قال قلت يا
رسول الله دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال أقرأه في
عشر قال قلت يا رسول الله دعني أستمتع من قوتي
وشبابي قال أقرأه في سبع قال قلت يا رسول الله
دعني أستمتع من قوتي وشبابي قال فأبى
ذكر الزجر عن أن يختم القرآن في أقل من ثلاثة
أيام إذ استعمال ذلك يكون أقرب إلى التدبر والتفهم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن المنهال الضرير
قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أبي
العلاء يزيد بن عبد الله
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث
35

أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن
هشام البزار قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي عمران الجوني
عن جندب بن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرؤوا
القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا
عنه
ذكر الأمر للمرء إذا قرأ القرآن أن يريد بقراءته
الله والدار الآخرة دون تعجيل النصارى في الدنيا
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن
سلم آخر معه عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح الصدفي
عن سهل بن سعد الساعدي قال خرج علينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوما ونحن تينة فقال الحمد للكتاب الله واحد
وفيكم الأحمر وفيكم الأسود اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقومونه
كما يقوم ألسنتهم يتعجل أحدهم أجره ولا وأجزته
36

قال أبو حاتم رضي الله عنه كذا وقع السماع وإنما هو
السهم
37

ذكر الزجر عن أن يقول المرء نسيت آية كيت وكيت
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل
قال حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقول
أحدكم نسيت آية كيت وكيت فإنه ليس هو نسي ولكنه
نسي
ذكر الأمر باستذكار القرآن والتعاهد عليه حذر نسيانه وتفلته
أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح قال حدثنا الحسن
بن قزعة قال حدثنا محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة
عن الأعمش عن أبي وائل
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استذكروا
38

القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من
عقلها وبئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت ما
نسي ولكن نسي
39

قال أبو حاتم لم يسند سعيد عن الأعمش غير هذا
40

ذكر الأمر باستذكار القرآن بالتعاهد على قراءته
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست وعمر بن
سعيد وعبد الله بن قحطبة قالوا حدثنا حسن بن قزعة البصري
حدثنا محمد بن سواء حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن الأعمش عن
أبي وائل
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استذكروا
القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من
عقلها وبئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل
هو نسي
قال أبو حاتم في هذا الخبر دليل على أن الاستطاعة مع
الفعل لا قبله
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المواظب على
قراءة القرآن بصاحب الإبل المعقلة
أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن
مالك عن نافع
41

عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل
صاحب القرآن كصاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها
أمسكها وإن أطلقها ذهبت
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم المواظب على
قراءة القرآن والمقصر فيها بالإبل المعقلة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن نافع
42

عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن مثل صاحب القرآن مثل
صاحب الإبل المعقلة إن عاهد عليها
عقلها وإن أطلقها ذهبت
ذكر البيان بأن آخر منزلة القارئ في الجنة
تكون عند آخر آية كان يقرؤها في الدنيا
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص حدثنا عقبة بن مكرم
حدثنا بن مهدي عن الثوري عن عاصم عن
زر
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال
لصاحب القرآن يوم القيامة اقرأ وأرق ورتل كما كنت ترتل
في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها
43

ذكر تفضل الله جل وعلا على الماهر بالقرآن بكونه
مع السفرة وعلى من يصعب عليه قراءته بتضعيف الأجر له
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن زرارة بن
أوفى عن سعد بن هشام
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل الذي
يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي
يقرؤه وهو يشتد عليه له أجران
44

ذكر حفوف الملائكة بالقوم الذين يتلون كتاب الله ويتدارسونه
فيما بينهم مع البيان بأن الرحمة الزفة في ذلك الوقت
أخبرنا محمد بن محمود بن عدي أبو عمرو بن سالم قال
أخبرنا حميد بن زنجويه قال حدثنا محاضر بن المورع قال حدثنا
الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس قوم
في مسجد من مساجد الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه
بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم
الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن أبطأ به عمله لم
يسرع به نسبه
45

ذكر إثبات نزول السكينة عند قراءة المرء القرآن
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق قال
سمعت البراء يقول إن رجلا كان يقرأ سورة الكهف
ودابته موثقة فجعلت تنفر ترى مثل الضبابة أو الغمامة قد
غشيته فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال اقرأ يا
فلان تلك السكينة أنزلت عند القرآن أو للقرآن
46

ذكر مثل المؤمن والفاجر إذا قرأ القرآن
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا همام
عن قتادة عن أنس
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المؤمن
الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا
ريح لها ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها
طيب وطعمها مر ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل
الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها
47

ذكر الإخبار عن وصف المؤمن
والفاجر إذا قرأ القرآن
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن المنهال الضرير حدثنا
يزيد بن زريع حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن
الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب
ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة طعمها طيب ولا
ريح لها ومثل المناف أو الفاجر الذي يقرأ القرآن مثل
الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ومثل المنافق أو الفاجر
48

الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها
ذكر البيان بأن القرآن يرتفع به أقوام
ويتعض به آخرون على حسب نياتهم في قراءتهم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
قال أخبرني أبو الطفيل عامر بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر
بن الخطاب إلى عسفان وكان نافع عاملا لعمر على مكة
فقال عمر من استخلفت على أهل الوادي يعني أهل
مكة قال بن أبزى قال ومن بن أبزى قال رجل من
الموالي قال عمر استخلفت عليهم مولى فقال له إنه
قارئ لكتاب الله فقال أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال إن الله
ليرفع بهذا القرآن أقواما ويضبه آخرين
49

ذكر ما أمر غير عبد الله
بن عمرو بقراءته ابتداء
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثنا
بن وهب أخبرني عبد الله بن عياش بن عباس وحدثني عمرو بن
الحارث عن سعيد بن أبي هلال أن عياش بن عباس حدثهم عن عيسى
بن هلال الصدفي
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا رسول الله أقرئني القرآن قال اقرأ ثلاثا من ذوات ألر
قال الرجل كبر سني وثقل لساني وغلظ قلبي قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ثلاثا من ذوات حم فقال الرجل مثل
ذلك ولكن أقرئني يا رسول الله سورة جامعة فأقرأه
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زلزلت الأرض حتى
بلغ من يعمل مثقال ذرة خيرا
يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره قال الرجل والذي بعثك بالحق ما
أبالي أن لا أزيد عليها حتى ألقى الله ولكن أخبرني بما علي من
العمل أعمل ما أطقت العمل قال الصلوات الخمس
وصيام رمضان وحج البيت وأد زكاة مالك ومر بالمعروف
وانه عن المنكر
50

ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب من أفضل القرآن
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أحمد بن آدم غندر حدثنا
علي بن عبد الحميد المعني حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير فنزل
فمشى رجل من أصحابه إلى جانبه فالتفت إليه فقال ألا
أخبرك بأفضل القرآن قال فتلا عليه الحمد لله رب
العالمين
51

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم ألا أخبرك بأفضل القرآن أراد
به بأفضل القرآن لك لا أن بعض القرآن يكون أفضل من
بعض لأن كلام الله يستحيل أن يكون فيه تفاوت التفاضل
52

ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب
مقسومة بين القارئ وبين ربه
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم
وعدة قالوا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن عبد
الحميد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
الله تعالى ما في التوراة ولا في الإنجيل مثل أم القرآن
وهي السبع المثاني وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما
53

سأل قال أبو حاتم معنى هذه اللفظة ما في التوراة ولا في
الإنجيل مثل أم القرآن أن الله لا يعطي لقارئ التوراة والإنجيل
من النصارى ما يعطي لقارئ أم القرآن إذ الله بفضله فضل هذه
الأمة على غيرها من الأمم وأعطاها الفضل على قراءة كلام الله
أكثر مما أعطى غيرها من الفضل على قراء كلامه وهو فضل منه
لهذه الأمة وعدل منه على غيرها
ذكر كيفية قسمة فاتحة الكتاب
بين العبد وبين ربه
أخبرنا الحسين بن مودود أبو عروبة حدثنا يحيى بن عثمان
بن سعيد الحمصي حدثنا أبو المغيرة حدثنا بن ثوبان عن الحسن
بن الحر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى صلاة
لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج فهي خداج غير
تمام قال فقال رجل يا أبا هريرة إني أحيانا أكون وراء الإمام
قال فغمز ذراعي ثم قال يا فارسي اقرأ بها في نفسك فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى قسمت
الصلاة بيني وبين عبادي نصفين فنصفها لعبدي ونصفها لي
ولعبدي ما سأل إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال
الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم يقول الله
54

أثنى علي عبدي وإذا قال ملك يوم الدين قال مجدني
عبدي وهذه بيني وبين عبدي يقول إياك نعبد وإياك
نستعين وما بقي فلعبدي ولعبدي ما سأل اهدنا الصراط
المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا
الضالين فهذا لعبدي ولعبدي ما سأل
55

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو المغيرة عبد القدوس
بن الحجاج الخولاني
ذكر البيان بأن فاتحة الكتاب هي أعظم سورة في القرآن
وهي السبع المثاني التي أوتي محمد صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
يحيى عن شعبة قال حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن
عاصم
عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي في
المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم أجبه فقلت يا
رسول الله إني كنت أصلي فقال ألم يقل الله
استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم ثم قال
ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن فقلت بلى
فقال الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن
الذي أوتيته
56

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم هي أعظم
سورة أراد به في الأجر لا أن بعض القرآن أفضل من
بعض
وأبو سعيد بن المعلى اسمه رافع بن المعلى بن لوذان بن حارثة مات سنة أربع وسبعين
ذكر البيان بأن قارئ فاتحة الكتاب وآخر
سورة البقرة يعطى ما يسأل في قراءته
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا
معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن
سعيد بن جبير
عن بن عباس قال بينما جبريل جالس عند النبي
صلى الله عليه وسلم إذ سمع نقيضا من فوقه فرفع رأسه وقال لقد فتح باب
من السماء ما فتح قط فأتاه ملك فقال له أبشر بسورتين
أوتيتهما لم يعطهما نبي كان قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة
البقرة لن تقرأ منها حرفا إلا أعطيته
57

ذكر نزول الملائكة عند قراءة سورة البقرة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن أسيد بن حضير أنه قال يا رسول الله بينما أنا أقرأ
الليلة سورة البقرة إذ سمعت وجبة من خلفي فظننت أن فرسي
انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا أبا عتيك فالتفت فإذا
مثل المصباح مدلى بين السماء والأرض ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول اقرأ يا أبا عتيك فقال يا رسول الله فما استطعت
أن أمضي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الملائكة نزلت لقراءة
سورة البقرة أما إنك لو مضيت لرأيت العجائب
58

ذكر تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم سورة البقرة من القرآن
بالسنام من البعير
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا الأزرق بن علي بن
جهم حدثنا حسان بن إبراهيم حدثنا خالد بن سعيد المدني عن
أبي حازم
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
لكل شئ سناما وإن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في
بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا
لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام
59

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة
أيام أراد به مردة الشياطين دون غيرهم
ذكر البيان بأن الآيتين من آخر سورة البقرة تكفيان لمن قرأهما
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حامد بن يحيى
البلخي حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن
يزيد قال
لقيت أبا مسعود في الطواف فسألته عنه فحدثني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة
في ليلة كفتاه
60

ذكر البيان بأن آخر سورة البقرة إذا قرئ في دار
ثلاث ليال أمن أهل الدار دخول الشيطان عليهم
أخبرنا عمران بن موسى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا
حماد بن سلمة حدثنا الأشعث بن عبد الرحمن الجرمي عن أبي
قلابة عن أبي الأشعث الصنعاني
61

عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
الآيتان ختم بهما سورة البقرة لا تقرآن في دار ثلاث ليال
فيقربها شيطان
ذكر فرار الشيطان من البيت إذا قرئ فيه سورة البقرة
أخبرنا عبد الله بن محمد حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عبد الصمد حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تتخذوا
بيوتكم مقابر صلوا فيها فإن الشيطان ليفر من البيت يسمع
سورة البقرة تقرأ فيه
62

ذكر الاحتراز من الشياطين نعوذ بالله منهم بقراءة آية الكرسي
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم حدثنا الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير
حدثني بن أبي بن كعب
أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر وكان مما
يتعاهده فيجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا هو بدابة كهيئة
الغلام المحتلم قال فسلمت فرد السلام فقلت ما
أنت جن أم أنس فقال جن فقلت ناولني يدك فإذا يد كلب وشعر
كلب فقلت هكذا خلق الجن فقال لقد
علمت الجن أنه ما فيهم من هو أشد مني فقلت ما يحملك
على ما صنعت قال بلغني أنك رجل تحب الصدقة فأحببت
أن أصيب من طعامك قلت فما الذي يحرزنا منكم فقال
63

هذه الآية آية الكرسي قال فتركته وغدا أبي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدق
الخبيث
64

قال أبو حاتم اسم بن أبي بن كعب هو الطفيل بن أبي بن
كعب
ذكر الاعتصام من الدجال نعوذ بالله من شره
بقراءة عشر آيات من سورة الكهف
أخبرنا أبو صخرة عبد الرحمن بن محمد ببغداد بين
السورين حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا يزيد بن زريع عن
سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد الغطفاني عن معدان بن أبي
طلحة اليعمري
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر
65

آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال
ذكر البيان بأن الآي التي يعتصم المرء
بقراءتها من الدجال هي آخر سورة الكهف
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا محمد بن
المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي
الجعد عن معدان بن أبي طلحة
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قرأ عشر
آيات من آخر الكهف عصم من الدجال
66

ذكر الأمر بالإكثار من قراءة سورة تبارك الذي بيده الملك
أخبرنا عبد اللبن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال قلت لأبي أسامة أحدثكم شعبة عن قتادة عن
عباس الجشمي
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إسورة في
القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك
الذي بيده الملك فأقر به أبو أسامة وقال
نعم
67

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم تستغفر
68

لصاحبها أراد به ثواب قراءتها فأطلق الاسم على ما تولد منه
وهو النصار كما يطلق اسم السورة نفسها عليه وكذلك قوله
صلى الله عليه وسلم في خبر أبي أمامة أراد به ثواب القرآن وثواب البقرة وآل
عمران إذ العرب تطلق في لغتها اسم ما تولد من الشئ على
نفسه كما ذكرناه
ذكر استغفار ثواب قراءة تبارك الذي بيده الملك لمن قرأه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
يحيى بن سعيد عن شعبة حدثني قتادة عن عباس الجشمي
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سورة في
القرآن ثلاثون آية تستغفر لصاحبها حتى يغفر له تبارك الذي
بيده الملك
ذكر الأمر بقراءة قل يا أيها
الكافرون لمن أراد أن يأخذ مضجعه
أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن
أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد
بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل الأشجعي
عن أبيه قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي
الله علمني شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال اقرأ قل
69

يا أيها الكافرون
ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الفعل
أخبرنا الصوفي قال حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا
زهير بن معاوية عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هل لك في ربيبة
يكفلها ربيب قال ثم جاء فسأله النبي صلى الله عليه وسلم فقال تركتها
عند أمها قال فمجئ ما جاء بك قال جئت
لتعلمني شيئا أقوله عند منامي قال اقرأ قل يا أيها
الكافرون ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من
الشرك
70

ذكر تفضل الله جل وعلا على قارئ
سورة الإخلاص بإعطائه أجر قراءة ثلث القرآن أخبرنا
عمر بن سعيد بن سنان العابد أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
صعصعة عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري أن رجلا سمع رجلا يقرأ قل هو
الله أحد يرددها فلما مطرف أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
ذلك له فكأن الرجل يتقالها فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن
71

ذكر البيان بأن العرب في لغتها تنسب الفعل
إلى الفعل نفسه كما تنسبه إلى الفاعل والأمر سواء
أخبرنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس حدثنا مبارك بن
فضالة عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك أن رجلا قال يا رسول الله إني
أحب قل هو الله أحد فقال النبي صلى الله عليه وسلم حبك إياها أدخلك الجنة
72

ذكر إثبات محبة الله لمحبي سورة الإخلاص
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى
حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال
أن أبا الرجال محمد بن عبد الرحمن حدثه عن أمه عمرة بنت عبد
الرحمن
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلا على سرية
فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم قل هو الله أحد فلما
رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال سلوه لأي شئ صنع
هذا فسألوه فقال أنا أحب أن أقرأها فقال رسول الله
أخبروه أن الله يحبه
ذكر البيان بأن حب المرء سورة
الإخلاص بالمداومة على قراءتها يدخله الجنة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري
73

حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن ثابت
عن أنس أن رجلا كان يلزم قراءة قل هو الله أحد في
الصلاة مع كل سورة وهو يؤم بأصحاب فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيه فقال إني أحبها قال حبها أدخلك
الجنة
ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئا أبلغ له
عند الله جل وعلا من قل أعوذ برب الفلق
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي
حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران
74

عن عقبة بن عامر قال تبعت النبي صلى الله عليه وسلم يوما وهو
راكب فوضعت يدي على يده فقلت يا رسول الله أقرئني
من سورة هود ومن سورة يوسف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك
لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قل أعوذ برب
الفلق
75

ذكر البيان بأن القارئ لا يقرأ شيئا يشبه قل
أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال
حدثنا عمرو بن علي بن بحر حدثنا بدل بن المحبر قال حدثنا شداد
بن سعيد أبو طلحة الراسبي قال حدثنا الجريري عن أبي نضرة
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ يا جابر
قال قلت ما أقرأ معبد وأمي أنت قال قل أعوذ برب
الفلق وقل أعوذ برب الناس فقرأتهما فقال صلى الله عليه وسلم
اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما
76

ذكر الإخبار عما يستحب للمرء قراءة المعوذتين في أسبابه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا هدبة بن خالد
حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر قال قلت لأبي بن كعب إن
بن مسعود لا يكتب في مصحفه المعوذتين فقال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي جبريل قل أعوذ برب
الفلق فقلتها وقال لي قل أعوذ برب الناس فقلتها
فنحن نقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
77

ذكر الإباحة للمرء أن يقرأ القرآن وهو واضع رأسه
في حجر امرأته إذا كانت حائضا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن
العلاء قال حدثنا سفيان عن منصور بن عبد الرحمن عن أمه
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع رأسه في حجر
إحدانا فيتلوا القرآن وهي حائض
78

ذكر الإباحة لغير المتطهر أن يقرأ كتاب الله
ما لم يكن جنبا
أخبرنا أبو قريش محمد بن جمعة الأصم قال حدثنا
محمد بن ميمون المكي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن شعبة
ومسعر وذكر أبو قريش آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن
سلمة
عن علي قال كالنبي صلى الله عليه وسلم لا يحجبه عن قراءة
القرآن ما خلا الجنابة
79

أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حامد بن
يحيى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر وشعبة وذكر بن قتيبة
آخر معهما عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة
عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يحجبه
من قراءة القرآن شئ إلا أن يكون جنبا
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة العلم
أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا كريب قال
80

حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه
عن خالد بن سلمة عن عروة
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله
على أحيانه
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث
أنه مضاد لخبر علي بن أبي طالب الذي ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى
الواسطي قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة قال حدثني
أبي عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله
على أحيانه
81

قال أبو حاتم قول عائشة يذكر الله على أحيانه
أرادت به الذكر الذي هو غير القرآن إذ القرآن يجوز أن يسمى
الذي ذكر وقد كان لا يقرؤه وهو جنب وكان يقرؤه في سائر
الأحوال
ذكر خبر قد يوهم غير طلبة العلم من مظانه أنه مضاد
للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وخالد بن عمرو بن
النضر قالا حدثنا محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال
حدثنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن الحضين بن المنذر
عن المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان أنه أتى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فسلم عليه فلم يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال إني كرهت أن أذكر الله إلا
على طهر أو قال على طهارة
82

وكان الحسن به يأخذ
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم إني كرهت
أن أذكر الله إلا على طهر أراد به صلى الله عليه وسلم الفضل لأن الذكر على
الطهارة أفضل لا أنه كان يكرهه لنفي جوازه
83

باب الأذكار
أخبرنا أحمد بن محمد الحيري قال حدثنا عبد الله بن
هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن سليمان التيمي عن أبي عثمان
النهدي
عن أبي موسى قال أخذ القوم في عقبة أو ثنية فكلما
علاها رجل قال لا إله إلا الله والله أكبر والنبي صلى الله عليه وسلم
على بغله يعرضها في الجبل فقال يا أيها الناس إنكم لا
تدعون أصم ولا غائبا ثم قال يا أبا موسى أو يا عبد الله بن
قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال بلى يا
رسول الله قال لا حول ولا قوة إلا بالله
84

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا
لفظة إعلام عن هذا الشئ مرادها الزجر عن رفع الصوت
بالدعاء
ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس أن ذكر
العبد ربه جل وعلا على غير طهارة غير جائزة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا الربيع بن
سليمان قال حدثنا شعيب بن الليث عن الليث بن سعد عن جعفر
85

بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير مولى بن عباس
أنه سمعه يقول أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة
حتى دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة فقال أبو
الجهيم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر الجمل فلقيه
رجل فسلم عليه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على
الجدار فمسح بوجهه ويديه ثم رد السلام
ذكر العلة التي من أجلها فعل صلى الله عليه وسلم ما وصفناه
أخبرنا خالد بن النضر القرشي بالبصرة وابن خزيمة حدثنا
محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد عن
قتادة عن الحسن عن حضين بن المنذر
عن مهاجر بن قنفد أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم
عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر فقال إني كرهت أن
أذكر الله إلا على طهر أو قال على طهارة
86

قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن
كراهية المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكر الله إلا على طهارة كان ذلك لأن
الذكر على طهارة أفضل لا أن ذكر المرء ربه على غير
غير جائز لأنه صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على أحيانه
ذكر أسامي الله جل وعلا اللاتي يدخل محصيها الجنة
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا يوسف بن حماد المعني قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا
هشام عن محمد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة
وتسعين اسما مائة إلا واحدة من أحصاها دخل
الجنة
87

ذكر تفصيل الأسامي التي يدخل الله محصيها الجنة
أخبرنا الحسن بن سفيان ومحمد بن الحسن بن قتيبة
ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق واللفظ للحسن قالوا
حدثنا صفوان بن صالح الثقفي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال
حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال حدثنا أبو الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله تسعة
88

وتسعين اسما مائة إلا واحدا إنه وتر يحب الوتر من أحصاها
دخل الجنة
هو الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الملك
القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار
المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار
الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط
الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير
الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم
الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت
الحسيب الجليل الكريم الرقيب الواسع الحكيم
الودود المجيد المجيب الباعث الشهيد الحق الوكيل
القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ
المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد
الماجد الواحد الأحد الصمد القادر المقتدر
المقدم المؤخر الأول الآخر الظاهر الباطن
المتعال البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك
الملك ذو الجلال والإكرام المقسط المانع الغني
المغني الجامع الضار النافع النور الهادي البديع
الباقي الوارث الرشيد الصبور
89

ذكر البيان بأن ذكر العبد ربه جل وعلا بينه وبين
نفسه أفضل من ذكره بحيث يسمع صوته
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا أسامة بن زيد أن محمد بن عبد الرحمن بن أبي
لبيبة حدثه
أن سعد بن أبي وقاص قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
خير الذكر الخفي وخير الرزق أو العيش ما يكفي
91

الشك من بن وهب
ذكر الخبر الدال على أن ذكر العبد ربه جل
وعلا في نفسه أفضل من ذكره بحيث يسمع الناس
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا أبو كريب حدثنا
معاوية بن هشام حدثنا حمزة الزيات عن عدي بن ثابت عن أبي
حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله يا بن
آدم اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي اذكرني في ملأ من
الناس أذكرك في ملأ خير منهم
92

ذكر الله جل وعلا في ملكوته من ذكره
في نفسه من عباده مع ذكره إياهم في المقربين
من ملائكته عند ذكرهم إياه في خلقه
أخبرنا عبد الله بن قحطبة بن الاستثناء قال حدثنا محمد
بن الصباح قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك
وتعالى أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حيث يذكرني إن
ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته
في ملأ خير منهم وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا وإن
أتاني يمشي أتيته هرولة
93

قال أبو حاتم رضي الله عنه الله أجل وأعلى من أن ينسب
إليه شئ من صفات المخلوق إذ ليس كمثله شئ وهذه
ألفاظ خرجت من ألفاظ التعارف على حسب ما يتعارفه الناس مما
بينهم ومن ذكر ربه جل وعلا في نفسه بنطق أو عمل يتقرب به
إلى ربه ذكره الله في ملكوته بالمغفرة له تفضلا وجودا ومن
ذكر ربه في ملأ من عباده ذكره الله في ملائكته المقربين
بالمغفرة له وقبول ما أتى عبده من ذكره ومن تقرب إلى الباري
جل وعلا بقدر شبر من الطاعات كان وجود الرأفة والرحمة من
الرب منه له أقرب بذراع ومن تقرب
إلى مولاه جل وعلا بقدر
ذراع من الطاعات كانت المغفرة منه له أقرب بباع ومن أتى في
أنواع الطاعات بالسرعة كالمشي أتته يجري الوسائل ووجود
الرأفة والرحمة والمغفرة بالسرعة كالهرولة والله أعلى وأجل
94

ذكر الإخبار بأن ذكر العبد جل وعلا في نفسه
يذكره الله عز وجل به بالمغفرة في ملكوته
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا بشر بن خالد قال
حدثنا محمد بن جعفر عن شعبة عن سليمان قال سمعت ذكوان يحدث
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله جل وعلا
عبدي عند ظنه بي وأنا معه إذا دعاني إن ذكرني في نفسه
ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه
وأطيب
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله جل وعلا إن ذكرني في
نفسه ذكرته في نفسي يريد به إن ذكرني في نفسه بالدوام على
المعرفة التي وهبتها له وجعلته أهلا لها ذكرته في نفسي
يريد به في ملكوتي بقبول تلك المعرفة منه مع غفران ما تقدمه
من الذنوب ثم قال وإن ذكرني في ملأ يريد به وإن
ذكرني بلسانه يريد به الإقرار الذي هو علامة تلك المعرفة في
ملأ من الناس ليعلموا إسلامه ذكرته في ملأ خير منه يريد به
ذكرته في ملأ خير منه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
في الجنة بما أتى من الإحسان في الدنيا الذي هو الإيمان إلى
أن استوجب به التمكن من الجنان
ذكر مباهاة الله جل وعلا ملائكته بذاكره إذا قرن مع الذكر التفكر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي قال حدثنا مرحوم بن عبد العزيز قال حدثنا أبو
95

نعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي
عن أبي سعيد الخدري قال خرج معاوية بن أبي سفيان
على حلقة في المسجد فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر
الله قال آلله ما أجلسكم إلا ذلك قالوا والله ما أجلسنا إلا
ذلك قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه
فقال ما يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما
هدانا للإسلام ومن علينا به قال آلله ما أجلسكم
ذلك قالوا والله ما أجلسنا إلا ذلك قال أما إني لم
أستحلفكم تهمة لكم ولكن جبريل أتاني فأخبرني أن الله
يباهي بكم الملائكة
ذكر الاستحباب للمرء دوام ذكر الله جل وعلا
في الأوقات والأسباب
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثنا
بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح أن عمرو بن قيس الكندي
حدثه
عن عبد الله بن بسر قال جاء أعرابيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم
96

فقال أحدهما يا رسول الله أخبرني بأمر أتشبث به
قال لا يزال لسانك رطبا من
ذكر الله ذكر رجاء سرعة المغفرة لذاكر الله إذا تحركت به شفتاه
أخبرنا أحمد بن عمير بن جوصا أبو الحسن بدمشق قال
حدثنا عيسى بن محمد النحاس قال حدثنا أيوب بن سويد عن
الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة بنت الحسحاس
قالت
سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال قال الله تبارك وتعالى أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت
بي شفتاه
97

ذكر ما يكرم الله جل وعلا بفي القيامة
من ذكره في دار الدنيا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني
قال حدثنا أبو طاهر قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن دراج أبي
السمح عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل
وعلا سيعلم أهل الجمع اليوم من أهل الكرم فقيل من
أهل الكرم يا رسول الله قال أهل مجالس الذكر في
المساجد
98

ذكر استحباب الاستهتار للمرء بذكر ربه جل وعلا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر
قال حدثنا بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن أبا السمح حدثه عن
أبي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون ذكر البيان بأن المداومة للمرء على ذكر الله
من أحب الأعمال إلى الله جل وعلا
أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد السلام تثبت ببيروت
قال حدثنا محمد بن هاشم البعلبكي قال حدثنا الوليد عن بن
ثوبان عن أبيه عن تثبت عن جبير
بن نفير عن مالك بن ين خامر
99

عن معاذ بن جبل قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال
أحب إلى الله قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر
الله
ذكر نفي المرء عن داره المبيت والعشاء للشيطان
بذكره ربه عند دخوله وابتدائه
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا عمرو بن
علي بن بحر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج قال أخبرني أبو
الزبير
عن جابر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا دخل الرجل
100

بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان لا مبيت لكم
ولا عشاء وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان
أدركتم المبيت وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال أدركتم
المبيت والعشاء
ذكر استحسان الإكثار للمرء من التبري من الحول
والقوة إلا بالله جل وعلا إذ هو من كنوز الجنة
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان
قال حدثنا محمد بن السائب بن بركة عن عمرو
بن ميمون الأودي
عن أبي ذر قال كنت أمشي خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال
يا أبا ذر ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة قال لتبلى يا
101

رسول الله فقال لا حول ولا قوة إلا بالله
102

ذكر البيان بأن المرء كلما كثر تبريه من الحول
والقوة إلا ببارئه كثر غراسه فالجنان
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال حدثنا المقرئ
قال حدثنا حياة بن شريح قال أخبرني أبو
صخر أن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أخبره
عن سالم بن عبد الله بن عمر قال
حدثني أبو أيوب صاحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به مر على إبراهيم خليل الرحمن فقال إبراهيم
لجبريل من معك يا جبريل قال جبريل هذا محمد صلى الله عليه وسلم
فقال إبراهيم يا محمد مر أمتك أن يكثروا غراس الجنة فإن
تربتها طيبة وأرضها واسعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإبراهيم وما
غراس الجنة قال لا حول ولا قوة إلا بالله
103

ذكر الشئ الذي يهدي القائل به ويكفى ويوقى
إذا قاله عند الخروج من منزله أخبرنا محمد بن المنذر بن
سعيد قال حدثنا يوسف بن سعيد بن مسلم قال حدثنا حجاج عن
بن جريج عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا خرج من بيته
فقال بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله
فيقال له حسبك قد كفيت وهديت ووقيت فيلقى الشيطان
شيطانا آخر فيقول له كيف لك برجل قد كفر وهدي ووقي
104

ذكر الأمر لمن انتظر النفخ في الصور أن يقول
حسبنا الله ونعم الوكيل
أخبرنا عبد الله بن البخاري ببغداد قال حدثنا عثمان بن
أبي شيبة قال حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف
أنعم المنكر الصور قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر
أن ينفخ قال قلنا يا رسول الله فما نقول يومئذ قال
قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل
105

قال أبو حاتم رضي الله عنه أخبرنا أبو يعلى عن عثمان بن أبي
شيبة بإسناد نحوه قال قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل
على الله توكلنا
ذكر الخبر الدال على أن الأشياء النامية التي
لا روح فيها تسبح ما دامت رطبة
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي
كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم قال حدثني
زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث
عن أبي هريرة قال كنا نمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمررنا على قبرين فقام فقمنا معه فجعل لونه يتغير حتى
رعد كم قميصه فقلنا ما لك يا نبي الله قال ما تسمعون
ما أسمع قلنا وما ذاك يا نبي الله قال هذان رجلان
يعذبان في قبورهما عذابا وعطاء في ذنب هين قلنا مم ذلك
يا نبي الله قال كان أحدهما لا يستنزه من البول وكان
الآخر يؤذي الناس بلسانه ويمشي بينهم بالنميمة فدعا
بجريدتين من جرائد النخل فجعل في كل قبر واحدة قلنا
وهل ينفعه ما ذلك يا رسول قال نعم يخفف عنهما ما داما
رطبتين
106

ذكر تفضل الله جل وعلا بحط
الخطايا وكتبه الحسنات على مسبحه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني قال حدثنا بن نمير قال حدثنا موسى الجهني
عن مصعب بن سعد
عن أبيه قال كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أيعجز أحدكم أن يكتسب كل يوم ألف حسنة فسأله ناس من
جلسائه وكيف يكتسب أحدنا يا رسول الله كل يوم ألف
حسنة قال يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب الله له ألف حسنة
ويحط عنه ألف سيئة
108

ذكر تفضل الله جل وعلا بالأمر بغرس النخيل
في الجنان لمن سبحه معظما له به
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
روح بن عبادة قال حدثنا حجاج الصواف عن أبي الزبير
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله
وبحمده غرست له به نخلة في الجنة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن هذا الخبر تفرد به حجاج الصواف
أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي بمرو قال حدثنا
محمد بن رافع قال حدثنا المؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة
عن أبي الزبير
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال سبحان الله
109

العظيم غرس له شجرة في الجنة
ذكر الأمر بالتسبيح عدد خلق الله
وزنة عرشه ومداد كلماته
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
روح بن عبادة قال حدثنا شعبة عن محمد بن عبد الرحمن مولى
طلحة قال سمعت كريبا يحدث عن بن عباس
عن جويرية بنت الحارث قالت أتى علي رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنا أسبح ثم انطلق لحاجته ثم رجع من نصف النهار
فقال ما زلت قاعدة قالت قلت نعم قال ألا
أعلمك كلمات لو عدلن بهن عدلتهن أولو وزن بهن وزنتهن
سبحان الله عدد خلقه ثلاث مرات سبحان الله زنة عرشه
ثلاث مرات سبحان الله رضا
نفسه ثلاث مرات سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات
110

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما سلف من ذنوب
المرء بالتسبيح والتحميد إذا كان ذلك بعدد معلوم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال
سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت
مثل زبد البحر
ذكر التسبيح الذي يكون للمرء أفضل من ذكره
ربه صارت مع النهار والنهار مع الليل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن
111

عبد الرحمن بن المغيرة قال حدثنا بن أبي مريم قال أخبرنا
يحيى بن أيوب قال حدثني بن عجلان عن مصعب بن محمد بن
شرحبيل عن محمد بن سعد بن أبي وقاص
عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك
شفتيه فقال ماذا تقول يا أبا أمامة قال أذكر ربي قال
ألا أخبرك بأكثر أو أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع
الليل ان تقول سبحان الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء
ما خلق وسبحان الله عدد ما في الأرض والسماء وسبحان
الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد ما أحصى
كتابه وسبحان الله عدد كل شئ وسبحان الله ملء كل
شئ وتقول الحمد لله مثل ذلك
ذكر التسبيح الذي يحبه الله جل وعلا
ويثقل ميزان المرء به في القيامة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
112

عبد الله بن نمير قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عمارة بن القعقاع
عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان
خفيفتان على اللسان حبيبتان إلى الرحمن ثقيلتان في الميزان
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ذكر التسبيح الذي يعطي الله جل
وعلا المرء به زنة السماوات ثوابا
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء
قال حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل
طلحة عن كريب
عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى صلاة
الصبح وجويرية جالسة في المسجد فرجع حين تعالى النهار
113

فقال لن تزالي جالسة بعدي قالت نعم قال لقد
قلت أربع كلمات لو وزنتهن لوزنتهن سبحان الله وبحمده
عدد خلقه ومداد كلماته ورضا نفسه وزنة عرشه قال أبو حاتم
رضي الله عنه جويرية هي بنت الحارث بن
عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر استحباب الإكثار للمرء من التسبيح والتحميد
والتمجيد والتهليل والتكبير
لله جل وعلا رجاء ثقل الميزان به في القيامة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
114

إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا عبد الله بن العلاء بن زبر وابن
جابر قالا حدثنا أبو سلام قال
حدثني أبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقيته بكار في
مسجدها قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بخ بخ وأشار
بيده بخمس ما أثقلهن في الميزان سبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله والله أكبر والولد الصالح يتوفى للمرء
المسلم فيحتسبه
115

ذكر البيان بأن قول الإنسان بما وصفنا يكون خيرا
له من أن يكون ما طلعت عليه الشمس له
أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق والأبعاد بقرية سبنج
قال حدثنا أحمد بن سنان قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أقول
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب
إلي مما طلعت عليه الشمس
ذكر البيان بأن هذه الكلمات من
أحب الكرم إلى الله جل وعلا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف عن
الربيع بن عميلة
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
أحب الكلام إلى الله أربع سبحان الله والحمد لله
116

بن إله إلا الله والله أكبر
ذكر البيان بأن هذه الكلمات من خير
الكلمات لا يضر المرء بأيهن بدا
أخبرنا محمد بن سليمان بن فارس قال حدثنا محمد بن
علي بن الحسن بن شقيق قال سمعت أبي يقول أخبرنا أبو حمزة
عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير
الكلام أربع لا يضر ك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر
117

ذكر الأمر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير
عدد ما خلق الله وما هو خالقه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن
سعيد بن أبي هلال حدثه عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص
عن أبيها انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة في يدها
نوى أو حصا تسبح فقال ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من
هذا وأفضل سبحان الله عدد ما خلق في السماء وسبحان الله
عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما هو خالق والله
أكبر مثل ذلك والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل
ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك
118

ذكر كتبة الله جل وعلا للعبد بكل
تسبيحة صدقة وكذلك التكبير والتحميد والتهليل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن
محمد بن أسماء قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا واصل
مولى أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي
الأسود الديلي
عن أبي ذر ان ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم يا رسول
الله ذهب أهل الدثور بالأجر
يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم قال صلى الله عليه وسلم أوليس قد جعل الله لكم ما تتصدقون به
كل تسبيحة صدقة وكل
تكبيرة صدقة وكل تحميدة صدقة
وكل تهليلة صدقة وأمر بمعروف صدقة ونهي عن المنكر
صدقة
119

ذكر البيان بأن ما وصفنا من التسبيح والتحميد والتهليل
والتكبير من أفضل الكلام لا حرج على المرء بأيهن بدأ
أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا سفيان
الثوري عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يساف
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل
الكلام أربع لا تبالي بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله
ولا إله إلا الله والله أكبر
120

ذكر البيان بأن الكلمات التي ذكرناها مع التبري
من الحول والقوة إلا بالله مع الباقيات الصالحات
أخبرنا بن سلم حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرني
عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال استكثروا
من الباقيات الصالحات قيل وما هن يا رسول الله قال
التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة
إلا بالله
ذكر الأمر بتقرين التعظيم لله جل وعلا إلى
التسبيح إذ هو مما يثقل الميزان في القيامة
أخبرنا عزوز بن إسحاق العابد بطرسوس قال حدثنا العباس
بن يزيد البحراني قال حدثنا بن فضيل قال أخبرنا عمارة بن
القعقاع عن أبي زرعة
121

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان خفيفتان
على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم
ذكر استحباب عقد المرء التسبيح والتهليل
والتقديس بالأنامل إذ هن مسؤولات ومستنطقات
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا محمد بن بشر قال سمعت هانئ بن عثمان عن أمه حميضة
بن ياسر
عن جدتها يسيرة وكانت إحدى المهاجرات قالت قال
لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس
واعقدن بالأنامل فإنهن مسؤولات ومستنطقات
122

ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم العمل الذي وصفناه
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أحمد بن
المقدام العجلي حدثنا عثام بن علي عن الأعمش عن عطاء بن
السائب عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيده
ذكر تفضل الله جل وعلا على حامده
بإعطائه ملء الميزان ثوابا في القيامة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال حدثني
123

معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه أخبره عن جده أبي سلام عن
عبد الرحمن بن غنم
أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إسباغ الوضوء شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان
والتسبيح والتكبير ملء السماوات والأرض والصلاة نور
والزكاة برهان والصدقة ضياء والقرآن حجة لك أو عليك
كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها
124

ذكر وصف الحمد لله جل وعلا الذي يكتب
للحامد ربه به مثله سواء كأنه قد فعله
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة عن حفص بن أخي
أنس بن مالك
عن أنس بن مالك قال كنت جالسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في الحلقة إذ جاء رجل فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم
فقال السلام عليكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليكم السلام
ورحمة الله وبركاته فلما جلس قال الحمد لله حمدا كثيرا
طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
كيف قلت فرد على النبي صلى الله عليه وسلم كما قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده لقد ابتدرها عشرة أملاك كلهم حريص على أن
يكتبوها فما دروا كيف يكتبونها فرجعوه إلى ذي العزة جل
ذكره فقال اكتبوها كما قال عبدي
125

قال الشيخ معنى قال عبدي في الحقيقة أني قبلته
ذكر البيان بأن الحمد لله جل وعلا من أفضل الدعاء والتهليل له من
أفضل الذكر
أخبرنا محمد بن علي الأنصاري من ولد أنس بن مالك
بالبصرة قال حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي قال حدثنا موسى بن
إبراهيم الأنصاري قال سمعت طلحة بن خراش يقول
سمعت رسول جابر بن عبد الله يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله
126

ذكر الأمر للمرء المسلم أن يحمد الله جل وعلا
على ما هداه للإسلام أو قبره
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا الحارث بن
سريج النقال قال حدثنا يحيى بن وابنه عن محمد بن عمرو عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مررتم
بقبورنا وقبوركم من أهل الجاهلية فأخبروهم أنهم في النار
127

قال أبو حاتم رضي الله عنه أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم في هذا
الخبر المسلم إذا مر بقبر غير المسلم أن يحمد الله جل
وعلا على هدايته إياه الإسلام بلفظ الأمر بالإخبار إياه أنه من
أهل النار إذ محال أن يخاطب
من قد بلي بما لا يقبل عن
المخاطب بما يخاطبه
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من الحمد لله
على عصمة إياه عما خرج إليه من حاد عنه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك
وتعالى كذبني عبدي ولم يكن له ذلك وشتمني ولم يكن له
ذلك تكذيبي أن يقول أنى يعيدنا كما بدأنا وأما شتمه إياي
أن يقول اتخذ الله ولدا وإني الصمد الذي لم ألد ولم
أولد ولم يكن له كفوا أحد
128

ذكر وصف التهليل الذي يعطي الله من
هلله عشر مرات ثواب عتق رقبة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت عدل عشر رقاب
كتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكان له حرزا من
الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به
إلا أحد عمل وأشار أكثر من ذلك
129

ذكر البيان بأن الله تعالى إنما يعطي المهلل
له بما وصفنا ثواب رقبة لو أعتقها إذا أضاف
الحياة والممات فيه إلى البارئ جل وعلا
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين نافلة الحسن بن عيسى
قال حدثنا شيبان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم أنه قال
سمعت زبيدا الإيامي يحدث عن طلحة بن مصرف عن عبد الرحمن
بن عوسجة
عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيى ويميت
وهو على كل شئ قدير عشر مرات كان كعدل رقبة أو نسمة
130

ذكر الكلمات التي إذا قالها المرء
المسلم صدقة ربة جل وعلا عليها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا بن أبي بكير قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
الأغر أبى مسلم
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا قال العبد لا إله إلا الله والله أكبر صدقه ربه
قال صدق عبدي لا إله إلا أنا وأنا أكبر وإذا قال لا إله
إلا الله وحده صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا
وحدي وإذا قال لا إله إلا الله لا شريك له صدقة ربه قال
صدق عبدي لا إله إلا أنا لا شريك لي وإذا قال لا إله إلا
الله له الملك صدقه ربه قال صدق عبدي لا إله إلا أنا
لي الملك ولي الحمد وإذا قال لا إله إلا الله لا حول ولا
قوة إلا بالله صدقه ربه وقال صدق عبدي إله إلا أنا
131

ولا حول ولا قوة إلا بي
ذكر ما يجب على المرء من الإحراز بذكر الله جل
وعلا في أسبابه دون الاتكال على قضاء الله فيها
أخبرنا بن الجنيد ببست قال حدثنا قتيبة قال حدثنا
أبو ضمرة عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان
عن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين
يصبح بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا
في السماء وهو السميع العليم ثلا ث مرات لم تفجأه فاجئه
بلاء حتى يمسي وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئه بلاء حتى يصبح
132

ذكر استحباب الذكر لله جل وعلا في الأحوال
حذر أن يكون المواضع عليه ترة في القيامة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا صفوان بن صالح
قال حدثنا الوليد بن مسلم عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جلس
قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه إلا كان عليهم ترة وما مشى أحد
مشى لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة وما أوى أحد إلى
فراشه ولم يذكر الله فيه إلا عليه ترة
133

ذكر تمثيل المصطفى الموضع الذي يذكر الله جل وعلا
فيه والموضع الذي لا يذكر الله فيه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو
أسامة عن بريد عن أبي بردة
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل البيت
الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيمثل الحي
والميت
135

ذكر حفوف الملائكة بالقوم يجتمعون على ذكر
الله مع نزول السكينة عليهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن
هشام البزار قال حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الأغر
قال
شهد على أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أنهما شهدا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ما جلس قوم يذكرون الله
136

إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة
وذكرهم الله فيمن
عنده
ذكر إثبات مغفرة الله جل وعلا للقوم الذين يذكرون الله مع
سؤالهم إياه الجنة وتعوذهم به من النار نعوذ بالله منها
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا
محمد بن عبد ربه قال حدثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله
ملائكة فضلا عن كتاب الناس يمشون في الطرق
137

يلتمسون الذكر فإذا رأوا أقواما يذكرون الله تبارك وتعالى
تنادوا هلموا إلى حاجاتكم فيحفون بأجنحتهم إلى السماء
فيسألهم ربهم جل وعلا وهو أعلم بهم فيقول عبادي ما يقولون
فيقولون يا رب يسبحونك ويحمدونك فيقول لو رأوني
فيقولون لا فيقول كيف لو رأوني فيقولون لو رأوك
لكانوا أشد تسبيحا وتمجيدا وتكبيرا وتحميدا فيقول ماذا
يسألون فيقولون يسألونك يا رب الجنة فيقول لهم هل
رأوها فيقولون لا فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو قد
رأوها كانوا أشد طلبا وأشد حرصا فيقول فمم يتعوذون
فيقولون يتعوذون بك من النار فيقول فهل رأوها
فيقولون لا فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو قد رأوها
كانوا أشد تعوذا فيقول فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم
138

ذكر البيان بأن من جالس الذاكرين
الله يسعده الله بمجالسته إياهم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن لله
لائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون
أهل الذكر فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى
حاجتكم فيحفون بهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا فيسألهم
ربهم وهو أعلم منهم فيقول ما يقول عبادي فيقولون
يكبرونك ويمجدونك ويسبحونك ويحمدونك فيقول هل
رأوني فيقولون لا فيقول فكيف لو رأوني فيقولون لو
رأوك لكانوا لك أشد عبادة وأكثر تسبيحا وتحميدا وتمجيدا
فيقول وما يسألوني قال فيقولون يسألونك الجنة
فيقول فهل رأوها فيقولون يسألونك الجنة فيقول
فهل رأوها فيقولون لا والله يا رب فيقول
فكيف لو رأوها فيقولون لو رأوها كانوا عليها أشد حرصا
وأشد طلبا وأعظم فيها رغبة فيقول ومم يتعوذون
فيقولون من النار فيقول وهل رأوها فيقولون لا والله يا
رب فيقول فكيف لو رأوها فيقولون لو رأوها لكانوا منها
أشد فرارا وأشد هربا وأشد خوفا فيقول الله لملائكته
أشهدكم أني قد غفرت لهم قال فقال ملك من الملائكة إن
139

فيهم فلانا ليس منهم إنما جاء لحاجة قال فهم الجلساء لا
يشقي جليسهم
ذكر سباق الذاكرين الله كثيرا والذاكرات
في القيامة أهل الطاعات إلى الجنة
أخبرنا الحسن بن سفيان
قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء
عن أبيه
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق
مكة فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا
جمدان سبق المفردون سبق المفردون قالوا يا
رسول الله ما المفردون قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
140

ذكر مغفرة الله جل وعلا ما قدم من ذنوب العبد
بقوله سبحان الله وبحمده بعدد معلوم عند الصباح والمساء
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن
خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال
حين يصبح سبحان الله وبحمده مائة مرة وإذا أمسى مائة
غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر
141

ذكر الشئ الذي إذا قاله الإنسان حين يصبح
لم يواف في القيامة أحد بمثل ما وافى
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال
الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن
سهيل عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال
حين يصبح سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة وإذا أمسى
كذلك لم يواف أحد من الخلائق بمثل ما وافى
ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء
عند الصباح كان مؤديا لشكر ذلك اليوم
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد
بن موهب قال حدثنا بن وهب عن سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن وهو
ربيعة الرأي عن عبد الله بن عنبسة
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من قال
142

حين يصبح اللهم ما مطرف بي من نعمة أو بأحد من خلقك
فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر فقد أدى
شكر ذلك اليوم
143

ذكر الشئ الذي يحترز المرء به من فاجئه البلاء
حتى يمسي إذا قال ذلك عند الصباح وحتى
يصبح إذا قال ذلك عند المساء
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا الحسين بن عيسى يعني البسطامي قال حدثنا أنس بن
عياض عن أبي مودود عن محمد بن كعب القرظي عن أبان بن
عثمان
عن عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال حين يصبح
ثلاث مرات بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض
ولا في السماء وهو السميع العليم لم تفجأه فاجئه بلاء حتى
يمسي ومن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئه بلاء حتى
يصبح وقد كان أصابه الفالج فقيل له أين ما كنت تحدثنا به
قال إن الله حين أراد بي ما أراد أنسانيها
ذكر إيجاب الجنة لمن قال رضيت بالله
ربا وقرنه برضاه بالإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا عبد الرحمن
بن شريح قال حدثني أبو هانئ التجيبي عن أبي علي الهمداني
أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 8
144

من قال رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم
نبيا وجبت له الجنة
145

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو هانئ اسمه حميد بن
هانئ من أهل مصر وأب علي الهمداني اسمه عمرو بن مالك
الجنبي من ثقات أهل فلسطين
ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء
عند الكرب يرتجى له زوالها عنه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرعرة بن
البرند حدثنا عتاب بن حرب أبو بشر قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن
بن أبي مليكة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهل بيته فقال إذا أصاب
أحدكم غم أو كرب فليقل الله الله ربي لا أشرك به
شيئا
146

اسم أبي عامر الخزاز صالح بن رستم روي له أربعون
حديثا من ثقات أهل البصرة
ذكر الأمر بالتهليل والتسبيح لله جل وعلا
مع التحميد لمن أصابته شدة أو كرب
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال حدثنا
عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن محمد بن
كعب القرظي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله بن جعفر
عن علي بن أبي طالب أنه قال لقنني رسول الله
صلى الله عليه وسلم هؤلاء الكلمات وأمرني إن أصابني كرب أو شدة
أقولهن لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحانه وتبارك الله رب
العرش العظيم والحمد لله رب العالمين
147

باب الأدعية
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال حدثنا
قطن بن نسير الصيرفي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا
ثابت
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل أحدكم
حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع
148

أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
الأسود بن شيبان عن أبي نوفل بن أبي عقرب
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه
الجوامع من الدعاء
قال أبو حاتم أبو نوفل اسمه معاوية بن مسلم بن أبي
عقرب من أهل البصرة
ذكر ما يجب أن يكون قصد المرء
في جوامع دعائه وبيان أحواله له
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
149

محمد بن عمرو زنيج حدثنا جرير بن عبد الحميد عن الأعمش عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ما
تقول في الصلاة فقال أتشهد ثم أقول اللهم إني أسألك
الجنة وأعوذ بك من النار أنا والله ما أحسن دندنتك ولا دندنة
معاذ فقال صلى الله عليه وسلم حولها ندندن
ذكر الأمر للمرء أن يسأل ربه جل وعلا
جوامع الخير ويتعوذ به من جوامع الشر
أخبرنا أبو خليفة ما لا أحصي من مرة قال حدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا بن سلمة عن الجريري عن أم كلثوم
بنت أبي بكر
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها أن تقول اللهم إني
أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم
150

وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم
اللهم إني أسألك من الخير ما سألك عبدك ونبيك وأعوذ بك من
الشر ما عاذ به عبدك ونبيك وأسألك ك الجنة وما قرب إليها من
قول وعمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول
وعمل وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرا
ذكر البيان بأن دعاء المرء لله
جل وعلا من أكرم الأشياء عليه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا عمرو بن الاستثناء قال حدثنا
عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن أخي الحسن
151

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شئ أكرم
على الله من الدعاء
ذكر رجاء النجاة من الآفات لمن دام على الدعاء
في أوقاته
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن علي بن زهير الجرجاني
قال حدثنا أبي قال حدثنا هوذة بن حليفة قال حدثنا عمر بن
محمد هو بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن ثابت
152

عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعجزوا في
الدعاء فإنه لن يهلك مع الدعاء أحد
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من المواظبة
على الدعاء والبر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
وكيع عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد
عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليحرم
الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا بالدعاء ولا يزيد في
العمر إلا البر
153

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر لم يرد به عمومه
وذاك أن الذنب لا يحرم الرزق الذي رزق العبد بل يكدر عليه
صفاءه إذا فكر في تعقيب الحالة فيه ودوام المرء على الدعاء
يطيب له ورود القضاء فكأنه رده لقلة حسه بألمه والبر يطيب
العيش حتى كأنه يزاد في عمره بطيب عيشه وقلة تعذر ذلك في
الأحوال
ذكر البيان بأن المرء إذا دعا الله جل وعلا بنية صحيحة
وعمل مخلص قد يستجاب له دعاؤه وإن
كان الشئ المسؤول معجزة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا هدبة بن خالد حدثنا
حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن
154

كان قبلكم له ساحر فلما كبر قال للملك إني قد كبرت
فابعث إلي غلاما أعلمه السحر عروبة له غلاما يعلمه فكان في
طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه
وأعجبه فكان إذا أتى الساحر ضربه وإذا رجع من عند
الساحر قعد إلى الراهب وسمع كلامه فإذا أتى أهله
ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب فقال له إذا خشيت الساحر
فقل حبسني أهلي وإذا خشيت وأهلك فقل حبسني
الساحر فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست
الناس فقال اليوم أعلم الراهب أفضل أم الساحر فأخذ
حجرا ثم قال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر
الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس فرماها فقتلها
ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أي
بني أنت اليوم أفضل مني وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا
أخذت علي فكان الغلام يبرئ الأكمة والأبرص ويداوي
سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمي فأتى
الغلام بهدايا كثيرة فقاما ها هنا لك أجمع إن أنت
شفيتني قال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي الله فإن آمنت
155

بالله دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك
يمشي يجلس إليه كما كان يجلس فقال الملك فلان من
رد عليك بصرك قال ربي قال ولك رب غيري قال ربي
وربك واحد فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجئ
بالغلام فقال له الملك أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ
الأكمة والأبرص وتفعل قال إني لا أشفي أحدا إنما يشفي
الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الرهب فجئ
بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار
فوضع المنشار في مفرق رأسه فشق به فتوقع شقاه ثم
جئ بجليس الملك فقيل ارجع عن دينك فأبى فوضع
المنشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جئ بالغلام
فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدفعه النفر من أصحابه فقال
اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا
بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به
فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فرجف بهم
الجبل فسقطوا وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل
أصحابك قال كفانيهم الله فدفعه إلى قوم من
أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فوسطوا به
156

البحر فلجوا به فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه فذهبوا
به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة
وجاء يمشي إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك
قال كفانيهم الله فقال للملك وإنكلست بقاتلي حتى تفعل
ما آمرك به قال وما هو قال تجمع الناس في صعيد
واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتك ثم
ضع السهم في كبد القوس ثم قل بسم الله رب الغلام ثم
ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد
واحثم صلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع
السهم في كبد قوسه ثم قال بسم الله رب الغلام ثم
رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في موضع السهم
فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام ثلاثا
فأتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك
حذرك قد آمن الناس فأمر بالأخدود بأفواه السكك
فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه
فأحموه ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست
أن أنكر فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبري فإنك على الحق
157

ذكر البيان بأن دعوة المظلوم تستجاب له لا محالة
وإن أتى عليها البرهة من الدهر
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال حدثنا فرج بن
رواحة المنبجي قال حدثنا زهير بن معاوية قال حدثنا سعد
الطائي قال حدثنا أبو المدلة
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة
المظلوم تحمل على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات
ويقول وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين
158

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو المدلة اسمه عبيد الله
مديني ثقة
159

أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال أخبرنا بن وهب عن معروف بن سويد قال سمعت
علي بن رباح يقول
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوة
المظلوم
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اتقوا دعوة المظلوم أمر باتقاء
دعوة المظلوم مراده الزجر عما تولد ذلك الدعاء منه وهو
الظلم فزجر عن الشئ بالأمر بمجانبة ما تولد منه
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء عند إرادة الدعاء
رفع اليدين
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خليفة بن
خياط العصفري قال حدثنا بن أبي عدي قال حدثنا جعفر بن
ميمون عن أبي عثمان النهدي
عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن ربكم
حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا
160

ذكر الإباحة للمرء أن يرفع يديه عند الدعاء
لله جل وعلا
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة حدثنا
سهل بن صالح الأنطاكي قال أخبرنا يزيد بن هارون قال أخبرنا
شعبة عن ثابت
عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء
حتى يرى بياض إبطيه
161

ذكر البيان بأن رفع اليدين في الدعاء يجب أن
لا يجاوز بهما رأسه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هارون بن
معروف قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة وعمر بمالك
عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم
عن عمير مولى أبي اللحم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند
أحجار الزيت قريبا من الزوراء يدعو رافعا كفيه قبل وجهه لا
يجاوز بهما رأسه
162

ذكر البيان بأن باطن الكفين يجب أن يكون
للداعي قبل وجهه إذا دعا
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا حياة عن بن الهاد عن محمد بن إبراهيم التيمي
عن عمير مولى أبي اللحم أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم
يستسقي عند أحجار الزيت قريبا من الزوراء قائما يدعو
يستسقي رافعا كفيه لا يجاوز بهما رأسه مقبلا بباطن كفه إلى
وجهه
ذكر استجابة الدعاء للرافع يديه إلى بارئه جل وعلا
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بن تستر قال حدثنا جميل
بن الحسن العتكي قال حدثنا محمد بن الزبرقان قال حدثنا
سليمان التيمي عن أبي عثمان
عن سلمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جل
وعلا يستحيي من العبد أن يرفع إليه يديه فيردهما خائبتين
163

ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يستجيب دعاء
من رفع إليه يديه إذا لم يدع بمعصية
أو يستعجل الإجابة فيترك الدعاء
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب
قال أخبرنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن
أبي إدريس الخولاني
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يزال
يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم
يستعجل قيل يا رسول الله كيف يستعجل قال يقول
قد دعوت فلم يستجب لي فينحسر عند ذلك فيترك
الدعاء
ذكر وصف الإشارة للمرء بإصبعه عند أرادته
الدعاء لله جل وعلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
164

شيبة قال حدثنا بن إدريس عن حصين بن عبد الرحمن
عن عمارة بن رويبة أنه رأى بشر بن مروان رافعا يديه
على المنبر فقال قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيد كذا وأشار بأصبعه للسبحة
ذكر البيان بأن المرء إذا أراد الإشارة في الدعاء يجب
أن يشير بالسبابة اليمنى بعد أن يحنيها قليلا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري
قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن
عبد الرحمن بن معاوية عن بن أبي ذباب
عن سهل بن سعد قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
شاهرا يديه يدعوا على منبر ولا غيره ولكن رأيته يقول هكذا
165

وقال أبو سعيد بأصبعه السبابة من يده اليمنى يقوسها
ذكر الزجر عن الإشارة في الدعاء بالأصبعين
أخبرنا أحمد بن الحسن بن الجبار الصوفي قال حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان قال
حدثنا حفص بن الصالح عن
هشام عن بن سيرين
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يدعو
بأصبعيه جميعا فنهاه وقال بإحداهما باليمنى
166

قال أبو حاتم أضمر فيه أن الإشارة بالأصبعين ليكون إلى
الاثنين والقوم عهدهم كان قريبا بعبادة الأصنام والإشراك بالله
فمن أجلهما أمر بالإشارة بأصبع واحد
ذكر الأمر بالاستخارة إذا أراد المرء أمرا قبل
الدخول عليه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا علي بن المديني قال
حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن بن إسحاق قال
حدثني عيسى بن عبد الله بن مالك عن محمد بن عمرو بن عطاء عن
عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إذا أراد أحدكم أمرا فليقل اللهم إني أستخيرك
بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب
اللهم إن كان كذا وكذا للأمر الذي يريد خيرا لي في ديني
ومعيشتي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وأعني عليه وإن
كان كذا وكذا للأمر الذي يريد شرا لي في ديني ومعيشتي
وعاقبة أمري فاصرفه عني ثم أقدر لي الخير أينما كان لا
حول ولا قوة إلا بالله
167

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا حمزة بن
طلبة قال حدثنا بن أبي فديك قال حدثنا أبو المفضل بن العلاء
بن عبد الرحمن عن أبيه
عن جده عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد
أحدكم أمرا فليقل اللهم إني استخيرك إني استخيرك بعلمك وأستقدرك
بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر
وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب اللهم إن كان كذا وكذا
خيرا لي في ديني وخيرا لي في معيشتي وخيرا لي في عاقبة
أمري فاقدر لي وبارك لي فيه وإن كان غير ذلك خيرا لي
فاقدر لي الخير حيث ما كان ورضني بقدرك
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو المفضل اسمه شبل بن
168

العلاء بن عبد الرحمن مستقيم الأمر في الحديث
ذكر البيان بأن الأمر بدعاء الاستخارة لمن أراد أمرا إنما
أمر بذلك بعد ركوع ركعتين غير الفريضة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا قتيبة بن سعيد
قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال قال حدثنا محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال كان رسول الله صلى يعلمنا
الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن يقول إذا هم أحدكم
بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل اللهم إني
أستخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك
العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام
الغيوب اللهم فإن كنت تعلم هذا الأمر يسميه بعينه خيرا لي
في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فقدره لي ويسره لي وبارك
فيه وإن كان شرا لي في ديني ومعادي ومعاشي وعاقبة أمري
169

فاصرفه عني واصرفني عنه وقدر لي الخير حيث كان ورضني
به
170

ذكر ما يقول المرء إذا رأى الهلال أول ما يراه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن يحيى
المروزي قال حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي قال حدثنا عبد
الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب عن أبيه وعن عمه
عن بن عمر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى
الهلال قال اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة
والإسلام والتوفيق لما نحب وترضى ربنا وربك الله
171

ذكر استحباب الإكثار في السؤال ربه جل وعلا
في دعائه وترك الاقتصار على القليل منه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان
قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن هشام بن
عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سأل أحدكم
فليكثر فإنه يسأل ربه
ذكر البيان بأن دعاء المرء ربه في الأحوال
من العبادة التي يتقرب بها إلى الله جل وعلا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن منصور عن ذر عن يسيع الحضرمي
عن النعمان بن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء
هو العبادة ثم قرأ هذه الآية ادعوني استجب لكم إن الذين
يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين
172

ذكر الشئ الذي إذا دعا المرء
به ربه جل وعلا أجابه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
عن يحيى القطان عن مالك بن مغول قال حدثنا عبد الله بن بريدة
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول اللهم إني
أسألك بأني أشهدك أنك لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي
لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لقد سألت الله بالاسم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي
به أجاب
173

ذكر البيان بأن دعاء المرء بما وصفنا إنما هو دعاؤه
باسم الله الأعظم لا يخيب من سأل ربه به
أخبرنا أبو العباس أحمد بن عيسى بن السكين البلدي
بواسط قال حدثنا أبو الحسين أحمد بن سليمان بن أبي شيبة
الرهاوي قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا مالك بن مغول
قال حدثنا عبد الله بن بريدة
عن أبيه انه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا
رجل يصلي يدعو يقول اللهم إني أسألك بأني أشهدك أنك
لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم ولم يولد ولم يكن له
كفوا أحد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده
لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئبه أعطى وإذا دعي
به أجاب وإذا رجل يقرأ في جانب المسجد فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لقد أعطي مزمارا من مزامير آل داود وهو عبد الله بن
قيس قال فقلت له يا رسول الله أخبره فقال
أخبره فأخبرت أبا موسى فقال لن تزال لي صديقا
قال زيد بن الحباب فحدثت به زهير بن معاوية فقال
174

سمعت أبا إسحاق السبيعي يحدث بهذا الحديث عن مالك بن
مغول
ذكر اسم الله العظيم الذي إذا سأل
المرء ربه أعطاه ما سأل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة قال حدثنا حفص بن
أخي أنس بن مالك
عن أنس بن مالك قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا
في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا
فقال في دعائه اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا
أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال
والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي
175

صلى الله عليه وسلم أتدرون بما دعا قالوا الله ورسوله أعلم فقال
والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به
أجاب وإذا سئل به أعطى
قال أبو حاتم رضي الله عنه حفص هذا هو حفص بن
عبد الله بن أبي طلحة أخو إسحاق بن أخي أنس لأمه
176

ذكر استحباب تفويض المرء للأمور كلها إلى
بارئه مع سؤاله إياه الدق والجل من أسبابه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا قطن بن نسير قال حدثنا
جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل أحدكم ربه
حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بخبر غريب قال حدثنا
قطن بن نسير الصيرفي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا ثابت
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسأل أحدكم ربه
حاجته كلها حتى شسع نعله إذا انقطع
ذكر العلة التي من أجلها أمر
بهذا الأمر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
إسماعيل البخاري قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني خالي
مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا
أحدكم فليعظم الرغبة فإنه لا يتعاظم على الله شئ
177

ذكر الخبر الدال على أن دعاء المرء بأوثق
عمله قد يرجى له إجابة ذلك الدعاء
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو
عاصم حدثني بن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال خرج ثلاثة يتماشون
فأصابهم مطر فدخلوا كهف جبل فانحط عليهم حجر فسد
عليهم الطريق فقالوا ادعوا الله بأوثق أعمالكم
فقال واحد منهم اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان
شيخان كبيران وأني رحت يوما فحلبت لهما فأتيتهما وهما
نائمان فكرهت أن أوقظهما وكرهت أن أسقي ولدي وصبيتي
عند رجلي يتضاغون فقمت قائما حتى انفجر الصبح فسقيتهما
اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية
عذابك فافرج عنا وأرنا السماء قال فانفرج فرجة فرأوا
السماء
178

وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كانت لي بنت عم
وكنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء وأني سألتها نفسها
فقالت لا حتى تأتيني بمئة دينار فسعيت فيها حتى
جمعتها فأتيتها فلما قعدت بين رجلها قالت يا عبد الله
اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فتركتها اللهم إن كنت
تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج
عنا وأرنا السماء قال فزالت قطعة من الحجر ورأوا السماء
وقال الآخر اللهم إني استعملت أجيرا بفرق من الأرز
فلما كان الليل أعطيته فلم يأخذ أجره وتسخطه فأخذت
الفرق فزرعته حتى صار من ذلك بقرا وغنما فأتاني بعد
ذلك قال يا عبد الله اتق الله ولا تظلمني أجري فقلت
خذ هذه البقر وراعيها فقال اتق الله ولا تهزأ بي قلت ما
أهزأ بك فهو لك ولو شئت لم أعطه إلا الفرق اللهم إن
كنت تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك
فافرج عنا فزال الحجر وخرجوا
179

ذكر سؤال العبد ربه أن لا يضله بعد
إذ من عليه بالإسلام له والتوكل عليه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني
حدثنا محمد بن إشكاب حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي عن الحسين يعني
المعلم عن بن بريدة حدثني يحيى بن يعمر
180

عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم
لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك
خاصمت أعوذ بك لا إله إلا أنت أن تضلني أنت الحي الذي
لا يموت والجن والإنس يموتون
ذكر الأمر بما يجب على المرء من الدعاء قبل
هداية الله إياه للإسلام وبعده
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك العابد قال حدثنا
محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن
إسرائيل عن منصور عن ربعي
عن عمران بن حصين قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
فقال يا محمد عبد المطلب خير لقومه منك كان يطعمهم
الكبد والسنام وأنت تنحرهم فقال له ما شاء الله فلما أراد
أن ينصرف قاما أقول قال قل اللهم قني شر نفسي
واعزم لي على أرشد أمري فانطلق الرجل ولم يكن أسلم
وقال يا رسول الله إني أتيتك فقلت علمني فقلت اللهم
181

قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري فما أقول الآن
حين أسلمت قال قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على
أرشد أمري اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما جهلت
ذكر ما يستحب للمرء سؤال الرب جل
وعلا الزيادة له في الهدى والتقوى
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص
عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهذا الدعاء اللهم
182

إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله
جل وعلا الهداية لأرشد أموره
أخبرنا أبو خليف قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال
حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء
عن عثمان بن أبي العاص وامرأة من قريش أنهما سمعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر لي ذنبي وخطاياي
وعمدي وقال الآخر إني سمعته يقول اللهم إني
أستهديك لأرشد أموري وأعوذ بك من شر نفسي
183

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل
وعلا صرف قلبه إلى طاعته أخبرنا الحسن بن سفيان قال
أخبرنا حبان بن موسى قال أخبرنا عبد الله عن حياة بن شريح قال حدثني أبو هانئ
الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي يقول
سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بن آدم ملقى بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء ثم يقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اصرف قلوبنا إلى طاعتك
184

ذكر البيان بأن صلاة الداعي ربه على صفته صلى الله عليه وسلم
في دعائه تكون له صدقة عند عدم القدرة عليها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن
الحارث أن دراجا حدثه أن أبا الهيثم حدثه
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أيما رجل مسلم لم يكن عنده صدقة فليقل في دعائه اللهم
صل على محمد عبدك ورسولك وصل على المؤمنين
والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنها زكاة
وقال لا يشبع المؤمن خيرا حتى يكون منتهاه الجنة
ذكر حط الخطايا عن المصلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم بها
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل قال حدثنا أبو كريب
قال حدثنا محمد بن بشر العبدي عن يونس بن أبي إسحاق عن
185

بريد بن أبي مريم
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى
علي صلاة واحدة صلى الله عليه وسلم عشر صلوات وحط عنه
عشر خطيئات
ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى
على صفيه محمد صلى الله عليه وسلم مرة واحدة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق عن
العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
186

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي
مرة واحدة كتب له بها عشر حسنات
ذكر تفضل الله جل وعلا على المصلي على
صفيه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة بمغفرته عشر مرار
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل
عن إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي واحدة
صلى الله عليه وسلم عشرا
187

ذكر رجاء دخول الجنان المصلي على
المصطفى صلى الله عليه وسلم عند ذكره مع خوف دخول النيران
عند إغضائه عنه كلما
ذكره
أخبرنا أبو يعلى قال أخبرنا أبو معمر قال حدثنا
حفص بن الصالح عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال
آمين آمين آمين قيل يا رسول الله إنك حين صعدت
المنبر قلت آمين آمين آمين قال إن جبريل أتاني فقال من
أدرك شهر رمضان ولم يغفر له فدخل النار فأبعده الله قل آمين
فقلت آمين ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات
فدخل النار فأبعده الله قل آمين فقلت آمين ومن ذكرت
عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله قل
آمين فقلت آمين
188

ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن بزيع قال أخبرنا بشر بن المفضل قال حدثنا
عبد الرحمن بن إسحاق عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنف
رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ورغم أنف رجل أدرك
أبويه عند الكبر فلم يدخلاه الجنة ورغم أنف رجل دخل عليه
شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له
ذكر نفي البخل عن المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بسنج قال حدثنا
أحمد بن سنان القطان قال
حدثنا أبو عامر العقدي قال حدثنا
سليمان بن بلال عن عمار بن غزية عن عبد الله بن علي بن حسين
189

عن علي بن حسين
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن البخيل من ذكرت
عنده فلم يصل علي
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا أشبه شئ روي عن
الحسين بن علي وكان الحسين رضوان الله عليه حيث قبض
النبي صلى الله عليه وسلم بن سبع سنين إلا شهرا وذلك أنه ولد لليال خلون من
شعبان سنة أربع وابن ست سنين وأشهر إذا كانت لغته العربية
يحفظ الشئ بعد الشئ
ذكر البيان بأن صلاة من صلى على المصطفى صلى الله عليه وسلم
من أمته تعرض عليه في قبره
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أبو كريب
190

قال حدثنا حسين بن علي قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
عن أبي الأشعث الصنعاني
عن أوس بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من
أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق الله آدم وفيه قبض وفيه
النفخة وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن
صلاتكم معروضة علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك
وقد أرمت فقال إن الله جل وعلا حرم على الأرض أن تأكل أجسامنا
191

ذكر البيان بأن أقرب الناس في القيامة يكون من النبي صلى الله عليه وسلم
من كان أكثر صلاة عليه في الدنيا
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا موسى بن يعقوب
الزمعي قال حدثنا عبد الله بن جلس قال حدثني عبد الله بن
شداد بن الهاد عن أبيه
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أولى
الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة
192

قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر دليل على أن
أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم في القيامة يكون أصحاب
الحديث إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صلى الله عليه وسلم
منهم
ذكر الأخبار المفسرة لقوله جل وعلا
يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى قال
قال لي كعب بن عجرة ألا أهدي لك هدية خرج إلينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف نسلم
عليك فكيف نصلي عليك قال قولوا اللهم صل على محمد
وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك
حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما
باركت على آل إبراهيم
إنك حميد مجيد
193

ذكر كتبة الله جل وعلا الحسنات لمن صلى
على صفيه صلى الله عليه وسلم مرة واحدة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا وهب بن
بقية قال أخبرنا خالد بن عبد الله عن عبد الرحمن بن إسحاق
عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي مرة
واحدة كتب الله له بها عشر حسنات
ذكر البيان بأن سلام المسلم على المصطفى صلى الله عليه وسلم
يبلغ إياه ذلك في قبره
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن السائب عن زاذان
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة
سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام
195

ذكر تفضل الله جل وعلا على المسلم على رسوله صلى الله عليه وسلم
مرة واحد بأمنه من النار عشر مرات نعوذ بالله منها
أخبرنا أبو الطيب محمد بن علي الصيرفي غلام طالوت بن
عباد بالبصرة قال حدثنا عمر بن موسى الحادي قال حدثنا حماد بن
سلمة عن ثابت عن سليمان مولى الحسن بن علي عن عبد الله بن
أبي طلحة
عن أبيه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مسرور
فقال إن الملك جاءني فقال يا محمد إن الله يقول أما
ترضى ان لا يصلي عليك عبد من عبادي صلاة إلا صليت عليه
بها عشرا ولا يسلم عليك تسليمة إلا سلمت عليه بها عشرا
قلت بلى أي رب
196

ذكر الإباحة للمرء أن يصلي على أخيه المسلم ضد قول
من كره ذلك إلا على الأنبياء L فقط
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا سفيان عن الأسود بن
قيس عن نبيح العنزي
عن جابر قال أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنادته امرأتي
فقالت يا رسول الله صل علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليك وعلى زوجك
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الصلاة لا تجوز
على أحد إلا على النبي صلى الله عليه وسلم وآله
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار قال
حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال
سمعت بن أبي أوفى يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
تصدق إليه أهل بيت بصدقة صلى عليهم قال فتصدق أبي
إليه بصدقة فقال اللهم صل على آل أبي أوفى
197

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أنه لا يجوز لأحد
أن يدعو لأحد بلفظ الصلاة إلا لآل المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن عبيد
بن حساب قال حدثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس عن نبيح
العنزي
عن جابر بن عبد الله ان امرأة قالت يا رسول الله صل
علي وعلى زوجي فقال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليك وعلى
زوجك
ذكر الإخبار عما يستحب للمرء من
الدعاء والاستغفار في ثلث الليل الآخر
أخبرنا القطان بالرقة قال حدثنا هشام بن عمار قال
حدثنا عبد الحميد بن أبي العشرين عن الأوزاعي قال حدثني يحيى
بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال
198

حدثني أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
مضى شطر الليل أو ثلثاه ينزل الله جل وعلا إلى سما
الدنيا فيقول من ذا الذي يسألني فأعطيه من ذا الذي يدعوني
أستجيب له من ذا الذي يسترزقني أرزقه من ذا الذي
يستغفرني اغفر له حتى ينفجر الصبح
ذكر البيان بأن رجاء المرء استحبابه الدعاء في الوقت
الذي ذكرناه إنما هو في كل ليلة من سنته
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمبج قال حدثنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي عبد الله الأغر
وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ينزل ربنا
199

جل وعلا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر
فيقول من يدعوني فأستجيب له يسألني فأعطيه من
يستغفرني أغفر له
قال أبو حاتم رضي الله عنه صفات الله جل وعلا لا
تكيف ولا تقاس إلى صفات المخلوقين فكما أن الله جل
وعلا متكلم من غير آلة بأسنان ولهوات ولسان وشفة
كالمخلوقين جل ربنا وتعالى عن مثل هذا وأشباهه ولم يجز
200

أن يقاس كلامه إلى كلامنا لأن كلام المخلوقين لا يوجد إلا
بآلات والله جل وعلا يتكلم كما شاء بلا آله كذلك ينزل بلا
آلة ولا تحرك ولا انتقال من مكان إلى مكان وكذلك السمع
والبصر فكما لم يجز أن يقال الله يبصر كبصرنا بالأشفار
والحدق والبياض بل يبصر كيف يشاء بلا آلة ويسمع من غير
أذنين وسماخين والتواء وغضاريف فيها بل يسمع كيف يشاء بلا آلة وكذلك ينزل كيف
يشاء بلا آلة من غير أن يقاس
نزوله إلى نزول المخلوقين كما يكيف نزولهم جل ربنا
وتقدس من أن تشبه صفاته بشئ من صفات المخلوقين
ذكر خبر واحد أوهم من لم يحكم صناعة الحديث
أنه يضاد الخبرين الأولين اللذين ذكرناهما
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر
201

عن أبي سعيد وعن أبي هريرة قالا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل
ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيقول جل وعلا هل من
مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى
ينفجر الصبح
قال أبو حاتم رضي الله عنه في خبر مالك عن الزهري
الذي ذكرناه أن الله ينزل حتى يبقى ثلث الليل الآخر وفي خبر
أبي إسحاق عن الأغر أنه ينزل حتى يذهب ثلث الليل الأول
ويحتمل أن يكون نزوله في بعض الليالي حتى يبقى ثلث الليل
الآخر وفي بعضها حتى يذهب ثلث الليل الأول حتى لا يكون
بين الخبرين تهاتر ولا تضاد
ذكر الأشياء الثلاثة التي إذا دعا المرء
ربه بها أعطي إحداهن
حدثنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال
حدثنا عمرو بن أبي سلمة قال حدثنا زهير بن محمد عن
هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت اتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن
الله يأمرك ان تدعو بهؤلاء الكلمات فإني المشئمة إحداهن
202

قال اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك أو صبرا على بليتك
أو خروجا من الدنيا إلى رحمتك
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا
استغفر الله جل وعلا استغفر ثلاثا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
عمرو بن ميمون
عن بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه ان يدعو
ثلاثا ويستغفر ثلاثا
203

ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور باستغفار المصطفى صلى الله عليه وسلم
لم يكن لعد لم يكن يزيد عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هريم بن عبد
الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت أبي يقول حدثنا
قتادة
عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأتوب في
اليوم سبعين مرة
ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه لم يكن
بعدد لم يزده عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني
لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
204

ذكر البيان بأن هذا العدد الذي ذكرناه لم يكن المصطفى صلى الله عليه وسلم
يقتصر عليه حتى لا يزيد عليه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن
مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن أبي المغيرة
عن حذيفة قال كنت رجلا ذرب اللسان على أهلي
فقلت يا رسول الله إني خشيت أن يدخلني لساني النار
فقال صلى الله عليه وسلم فأين أنت عن الاستغفار إني لأستغفر الله في
اليوم مائة مرة
205

قال أبو إسحاق فذكرته لأبي بردة فقال وأتوب
ذكر وصف الاستغفار الذي كان يستغفر صلى الله عليه وسلم بالعدد الذي ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا بن أبي عمر العدني قال
حدثنا سفيان عن محمد بن سوقة
عن نافع عن بن عمر قال ربما أعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في
المجلس الواحد مائة مرة رب اغفر لي وتب علي إنك أنت
206

التواب الرحيم
ذكر إباحة الاقتصار على دون ما وصفنا من الاستغفار
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن عثمان بن
سعيد حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر عن خالد بن عبد الله بن
الحسين
عن أبي هريرة قال ما رأيت أحدا أكثر أن يقول استغفر
207

الله وأتوب إليه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو حاتم رضي الله عنه كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يستغفر
ربه جل وعلا في الأحوال على حسب ما وصفناه وقد ورجاله
الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ولاستغفاره صلى الله عليه وسلم معنيان
أحدهما أن الله جل وعلا بعثه معلما لخلقه قولا وفعلا
فكان يعلم أمته الاستغفار والدوام عليه لما علم من مقارفتها
المآثم في الأحايين باستعمال الاستغفار
والمعنى الثاني أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر لنفسه عن تقصير
الطاعات لا الذنوب لأن الله جل وعلا عصمه من بين
خلقه واستجاب له دعاءه على شيطانه حتى أسلم وذاك أن من
خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى بطاعة لله عز وجل داوم
عليها ولم يقطعها فربما شغل بطاعة عن طاعة حتى فاتته
إحداهما كما شغل صلى الله عليه وسلم عن الركعتين اللتين بعد الظهر بوفد
تميم حيث كان يقسم فيهم ويحملهم حتى فاتته الركعتان
اللتان بعد الظهر فصلاهما بعد العصر ثم دوام عليهما في
ذلك الوقت فيما بعد فكان استغفاره صلى الله عليه وسلم لتقصير طاعة أن أخرها
عن وقتها من النوافل لاشتغاله بمثلها من الطاعات التي كان في
ذلك الوقت أولى من تلك التي كان يواظب عليها لا أنه صلى الله عليه وسلم كان يستغفر من ذنوب يرتكبها
208

ذكر الأمر بالاستغفار لله جل وعلا للمرء عما ارتكبه من الحوبات
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد عن
شعبة عن عمرو بن مرة أخبرني قال سمعت أبا بردة يقول
سمعت رجلا من جهينة يقال له الأغر من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم يحدث بن عمر أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يا أيها
الناس توبوا إلى ربكم فإني أتوب إليه كل يوم مائة مرة
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم توبوا إلى
ربكم يريد به استغفروا ربكم وكذلك قوله فإني أتوب
إليه كل يوم مائة مرة وكان استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقصيره في
الطاعات التي وظفها على نفسه لأنه صلى الله عليه وسلم كان من أخلاقه إذا
209

عمل خيرا أن يثبته فيدوم عليه فربما اشتغل في بعض الأوقات
عن ذلك الخير الذي كان يواظب عليه بخير آخر مثل اشتغاله
بوفد بني تميم والقسمة فيهم عن الركعتين اللتين كان يصليهما بعد
الظهر فلما صلى العصر أعادهما فكان استغفاره صلى الله عليه وسلم للتقصير
في خير اشتغل عنه بخير ثان على حسب ما وصفنا
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من تعقيب الاستغفار
كل عثرة وإن كان المرء مشمرا في يجري الطاعات
أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بمصر قال حدثنا
عيسى بن حماد قال أخبرنا الليث عن بن عجلان عن القعقاع بن
حكيم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إن
العبد إذا أخطأ خطيئة نكت في قلبه نكتة فإن هو نزع واستغفر
وتاب صقلت فإن عاد زيد فيها حتى
تعلو فيه فهو الران الذي ذكر الله كلا بل ران على قلوبهم
ما كانوا يكسبون
210

ذكر لفظ لم يعرف معناه جماعة لم يحكموا صناعة العلم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن
حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت قال حدثنا أبو بردة
عن الأغر المزني وكانت له صحبة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله كل يوم مائة
مرة
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم إنه لغان على
قلبي يريد به يرد عليه الكرب من ضيق الصدر مما كان يتفكر
فيه صلى الله عليه وسلم بأمر اشتغاله كان بطاعة أو اهتمامه بما لم يعلم
من الأحكام قبل نزولها كأنه كان يعد صلى الله عليه وسلم عدم علمه بمكة
بما في سورة البقرة من الأحكام قبل إنزال الله إياها بالمدينة
ذنبا فكان أيسره على قلبه لذلك حتى كان يستغفر الله كل يوم مئة مرة لا أنه كان أيسره على قلبه من ذنب يذنبه كأمته
صلى الله عليه وسلم
211

ذكر سيد الاستغفار الذي يستغفر المرء ربه لما قارف من المأثم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا أبو أسامة قال حدثنا حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة
عن بشير بن كعب
عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد
الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي وأنا عبدك لا إله إلا
أنت خلقتني وأنا عبدك أصبحت على عهدك ووعدك ما
استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك
علي وأبوء لك بذنوبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت
212

ذكر سيد الاستغفار الذي يدخل قائله به
الجنة إذا كان على يقين منه
أخبرنا أحمد بن محمد الحيري أبو عمرو قال حدثنا
عبد الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن حسين المعلم قال
حدثني عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب
عن شداد بن أوس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد
الاستغفار أن يقول العبد اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت
خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أبوء لك
بالنعمة وأبوء لك بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا
أنت فإن قالها بعدما يصبح موقنا بها ثم مات كان من أهل
213

الجنة وإن قالها بعد ما يمسي موقنا بها كان من أهل
الجنة
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر عبد الله بن
بريدة عن أبيه وسمعه من بشير بن كعب عن شداد بن أوس
فالطريقان جميعا محفوظان
ذكر الأمر للمرء أن يسأل حفظ الله جل وعلا
إياه بالإسلام في أحواله
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بخبر غريب قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن
شهاب قال أخبرني العلاء بن رؤبة التميمي هو الحمصي عن
هاشم بن عبد الله بن الزبير
أن عمر بن الخطاب أصابته مصيبة فأتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فشكا ذلك إليه وسأله أن يأمر له بوسق من تمر فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
شئت أمرت لك بوسق من تمر وإن شئت علمتك كلمات هي خير لك قال علمنيهن ومر لي
بوسق فإني ذو حاجة إليه فقال قل اللهم احفظني
بالإسلام قاعدا واحفظني بالإسلام قائما
واحفظني بالإسلام
214

راقدا ولا تطع في عدو حاسدا وأعوذ بك من شر ما أنت أخذ
بناصيته وأسألك من الخير الذي هو بيدك كله
قال أبو حاتم رضي الله عنه توفي عمر بن الحطاب
وهاشم بن عبد الله بن الزبير بن تسع سنين
ذكر الأمر باكتناز سؤال المرء ربه جل وعلا الثبات على
الأمر والعزيمة على الرشد عند اكتناز الناس الدنانير والدراهم
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا ولم يشرب الماء في
الدنيا ثمان عشرة سنة ويتخذ كل ليلة حسوا فيحسوه قال حدثنا
هشام بن عمار قال حدثنا سويد بن عبد العزيز قال حدثنا
الأوزاعي عن حسان بن عطية عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم
قال
215

خرجت مع شداد بن أوس فنزلنا مرج الصفر فقال
ائتوني بالسفرة نبعث بها فكان القوم يحفظونها منه فقال يا
بني أخي لا تحفظوها عني ولكن احفظوا مني ما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اكتنز الناس الدنانير والدراهم فاكتنزوا
هؤلاء الكلمات اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة
على الرشد وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك وأسألك
من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم وأستغفرك لما
تعلم إنك أنت علام الغيوب
216

ذكر الأمر بمسألة العبد ربه جل وعلا
الحسنة في الدنيا والآخرة في دعائه
أخبرنا محمد بن يزيد الزرقي بطرسوس قال حدثنا محمد
بن المثنى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا حميد عن
ثابت
عن أنس قال عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد صار مثل
الفرخ فقال ما كنت تدعو بشئ أو تسأل قال كنت
أقول اللهم ما كنت معاقبني به الآخرة فعجله في الدنيا
فقال سبحان الله لا تستطيعه أو لا تطيقه قل اللهم
آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
قال أبو حاتم ما سمع حميد عن أنس إلا ثمانية عشر
217

حديثا والأخر سمعها من ثابت عن أنس
ذكر ما يستحب للمرء سؤال الباري
جل وعلا الحسنة له في داريه
أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن بشار
قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن ثابت
عن أنس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء
اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار
قال شعبة فذكرته لقتادة فقال كان أنس يدعو به
ذكر البيان بأن الدعاء الذي
وصفناه كان من أكثر ما يدعو
به صلى الله عليه وسلم في أحواله
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي
218

قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت انهم
قالوا لأنس بن مالك ادع الله لنا فقال اللهم آتنا في
الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار قالوا زدنا فأعادها قالوا
زدنا فأعادها فقالوا زدنا فقال
ما تريدون سألت لكم خير الدنيا والآخرة
قال أنس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعو بها اللهم
آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن شعبة
لم يسمع من إسماعيل بن علية إلا خبر التزعفر
أخبرنا بكر بن محمد بن عبد الوهاب القزاز بالبصرة قال
حدثنا عبد الله بن أبي يعقوب الكرماني قال حدثنا يحيى بن أبي
بكير قال حدثنا شعبة عن إسماعيل بن عليه عن عبد العزيز بن
صهيب قال
قلت لأنس بن مالك أخبرني عن دعاء كان يدعو به
النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار فلقيت إسماعيل فسألته فقال أكثر
219

دعوة يدعو بها ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار
ذكر ما يستحب للمرء أن يزيد في الدعاء
الذي وصفناه الإقرار بالربوبية لله جل وعلا
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال
حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن صهيب قال
سأل قتادة أنسا أي دعوة أكثر ما يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم
قال أكثر دعوة يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ربنا آتنا في الدنيا
حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
220

ذكر الخبر الدال على أن المرء مكروه
له أن يدعو بضد ما وصفنا من الدعاء
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن بزيع قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا حميد
عن ثابت
عن أنس قال عاد النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد جهد حتى صار مثل
الفرخ فقال صلى الله عليه وسلم هل كنت دعوت الله بشئ قال
نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله
لي في الدنيا فقال صلى الله عليه وسلم لا تستطيعه أو لا تطيقه فهلا
قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار قال فدعا الله فشفاه
ذكر ما يجب على المرء من سؤال الباري تعالى
الثبات والاستقامة على ما يقربه إليه بفضل الله علينا بذلك
أخبرنا محمد بن علي الصيرفي بالبصرة قال حدثنا العباس
بن الوليد القرشي قال وهيب بن خالد قال حدثنا هشام
بن عروة عن أبيه
عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال قلت يا رسول الله قل
221

لي قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك قال قل آمنت بالله ثم
استقم
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من التملق
إلى الباري في ثبات قلبه له على ما يحب من طاعته
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون
قال حدثنا أبو ثور قال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال حدثنا عبد الله بن
المبارك قال حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد
الله قال سمعت أبا إدريس الخولاني
أنه سمع النواس بن سمعان يقول سمعت رسول الله
222

صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب إلا بين إصبعين من أصابع الرحمن
إشاء أقامه وإن شاء أزاغه قال وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت
قلوبنا على دينك
قال والميزان بيد الرحمن يرفع قوما ويخفض آخرين إلى يوم
القيامة
223

ذكر الخبر الدال على أن هذه الألفاظ
من هذا النوع أطلقت بألفاظ التمثيل والتشبيه على
حسب ما يتعارفه الناس فيما بينهم دون الحكم على ظواهرها
أخبرنا محمد بن عمر بن محمد بن يوسف بن سالم قال
حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا عفان قال حدثنا
حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أبي رافع
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله جل
وعلا للعبد يوم القيامة يا بن آدم مرضت فلم تعدني فيقول
يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين فيقول أما علمت أن
عبدي فلانا مرض فلم تعده أعلمت أنك لو عدته
لوجدتني
ويقول يا بن آدم استسقيتك فلم تسقني فيقول يا رب كيف أسقيك وأنت
رب العالمين فيقول أما علمت أن
عبدي فلانا استسقاك فلم تسقب أما علمت أنك لو سقيته
لوجدت ذلك عندي
يا بن آدم استطعمتك فلم تطعمني فيقول يا رب وكيف
أطعمك وأنت رب العالمين فيقول ألم تعلم أن عبدي فلانا
استطعمك ك فلم تطعمه أما لو أنك أطعمته لوجدت ذلك عندي
224

ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا
الهداية والعافية والولاية فيمن رزق إياها
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة قال سمعت بريد بن
أبي مريم يحدث عن أبي الحوراء السعدي قال
قلت للحسن بن علي ما تذكر مرسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أذكر أني أخذت تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في في
فانتزعها بلعابها فطرحها في التمر وكان يعلمنا هذا الدعاء
اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن
توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت إنك
تقضي ولا يقضي عليك إنه لا يذل من واليت قال شعبة
وأظنه قال تباركت وتعاليت
225

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو الحوراء ربيعة بن شيبان
السعدي وأبو الجوزاء اسمه أوس بن عبد الله وهما
جميعا تابعيان بصريان
ذكر الأمر بسؤال العبد ربه
جل وعلا المغفرة والرحمة والهداية والرزق
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
إسماعيل الطالقاني قال حدثنا بن نمير ويعلى بن عبيد قالا حدثنا
موسى الجهني عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله علمني كلاما أقوله قال قل لا إله إلا الله
226

وحده لا شريك له الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان
الله رب العالمين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم العزيز
الحكيم قال هؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم
اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني
قال أبو حاتم رضي الله عنه كل ما في هذه الأخبار اللهم
اهدني اللهم إني أسألك الهدى وما يشبهها من الألفاظ إنما أريد
بها الثبات على الهدى والزيادة فيه إذ محال أن يؤمن المؤمن
بسؤال الزيادة وقد هداه الله قبل ذلك
ذكر ما يستحب للمرء
سؤال الرب جل وعلا المعونة
والنصر والهداية
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
العبدي قال بخبرنا سفيان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن
الحارث عن طليق بن قيس الحنفي
عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول رب
حنث ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر لي ولا
227

تمكر علي واهدني ويسر الهدي لي وانصرني على من بغى
علي رب اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك أواها لك
مطواعا لك مخبتا أواها منيبا رب تقبل توبتي واغسل
حوبتي وأجب دعوتي وثبت حجتي واهد قلبي وسدد
لساني واسلل سخيمة قلبي
228

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
لم يسمعه عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يحيى بن سعيد
القطان قال حدثنا أبي قال حدثني سفيان قال حدثني عمرو
بن مرة قال حدثني عبد الله بن الحارث المعلم قال حدثني طليق
بن قيس الحنفي
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو فيقول
اللهم حنث ولا تعن علي وانصرني ولا تنصر علي وامكر
لي ولا تمكر علي واهدني ويسر لي الهدى وانصرني
على من بغى علي اللهم اجعلني لك شكارا لك ذكارا لك
مطواعا إليك مخبتا لك أوها منيبا رب اقبل توبتي واغسل
حوبتي وثبت حجتي وسدد لساني واسلل سخيمة
قلبي
قال أبو حاتم محمد بن يحيى بن سعيد أبو صالح ما
حدثنا عنه أبو يعلى إلا هذا الحديث
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله
جل وعلا العافية في أموره كلها
سمعت عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس
يقول سمعت هشام بن عمار يقول سمعت محمد بن أيوب بن ميسرة بن
حلبس يقول سمعت أبي يقول
229

سمعت بسر بن أرطاة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم أحسن عافيتنا في الأمور كلها وأجرنا من خزي الدنيا
وعذاب الآخرة
وأخبرناه الصوفي قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال
حدثنا محمد بن أيوب بن ميسرة بسنده وقال عاقبتنا
بالقاف
ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا العافية
إذ هي خير ما يعطى المرء بعد التوحيد
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرني حياة بن شريح قال سمعت عبد الملك بن
الحارث السهمي
230

عن أبي هريرة قال
سمعت أبا بكر رضوان الله عليه على هذا المنبر يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا اليوم عام أول يقول استعبر أبو بكر
رضوان الله عليه فبكى ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لن تؤتوا شيئا بعد كلمة الإخلاص مثل العافية فسلوا الله
العافية
ذكر الأمر بتقرين العفو إلى العافية عند
سؤاله الله جل وعلا لمن سألها
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا موسى بن
231

إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو جهضم
موسى بن سالم
عن عبد الله بن عباس أنه قال يا رسول الله ما أسأل
الله قال سل الله العفو والعافية ثم قال ما أسأل الله
قال سل الله العفو والعافية
ذكر الأمر بسؤال العبد ربه جل وعلا اليقين بعد المعافاة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن معاوية بن
صالح عن سليم بن عامر الكلاعي عن أوس بن عامر الأسماء
232

قال قدمت المدينة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلقيت أبا بكر يخطب الناس وقال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عام أول فخنقته العبرة ثلاث مرات ثم قال يا أيها الناس
سلوا الله المعافاة فإنه لم يعط أحد مثل اليقين بعد المعافاة
ولا أشد من الريبة بعد الكفر وعليكم
بالصدق فإنه يهدي إلى
البر وهما في الجنة وإياكم والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما
في النار أراد به مرتكبهما لا نفسهما
233

ذكر الإخبار عما يستعمله
أخبرنا السختياني حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا
زيد بن الحباب حدثنا بن ثوبان قال أخبرني عمير بن هانئ قال
سمعت جنادة بن أبي أمية يقول سمعت
عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جبريل رقاه
وهو يوعك فقال بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل
حاسد إذا حسد ومن كل عين وسم والله يشفيك
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا
التفضل عليه بمغفرة يجري ذنوبه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
234

عبد الله بن نمير قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا شريك
عن أبي إسحاق عن أبي بردة
عن أبي موسى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي
235

ذكر ما أبيح للمرء أن يسأل الله ربه جل وعلا
المغفرة لذنوبه بلفظ التمثيل
أخبرنا عبد الله بن محمود السعدي قال حدثنا محمد بن
عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا إبراهيم بن يزيد قال حدثنا رقبة بن
مصقلة عن مجزأة بن زاهر الأسلمي
عن بن أبي أوفى قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم
طهرني من الذنوب بالثلج والبرد والماء اللهم طهرني من
الذنوب كما يطهر الثوب من الدنس
ذكر ما يستحب للمرء أن يقدم قبل هذا لدعاء التحميد لله جل وعلا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال
حدثنا
يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن مجزأة بن زاهر
عن بن أبي أوفى قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم لك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت
من شئ بعد اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد اللهم
طهرني من ذنوبي كما يطهر الثوب الأبيض من الدنس
236

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الرب جل وعلا
المغفرة لذنوبه وإن كان في يسير استقصاء
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي قال
حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن بن أبي موسى الأشعري
237

عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء
رب اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري وما
أنت أعلم به مني اللهم اغفر لي خطاياي وعمدي
وجهلي وجدي وهزلي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما
قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت إنك أنت
المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شئ قدير
ذكر الأمر بسؤال الله جل وعلا
الفردوس الأعلى في دعائه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن المنهال
الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا بن أبي عروبة عن
قتادة
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم
حارثة إنها لجنان وإحارثة في الفردوس الأعلى فإذا
238

سألتم الله فسلوه الفردوس
ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا
تحسين خلقه كما تفضل عليه بحسن صورته
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عاصم عن
عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل
عن بن مسعود قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اللهم حسنت خلقي فحسن خلقي \
239

ذكر ما يستحب للمرء أن يسأل الله جل وعلا
المجانبة عن الأخلاق المنكرة والأهواء الردية
أخبرنا علي بن الحسن بن سليمان بالفسطاط قال حدثنا
محمد بن علي بن محرز حدثنا أبو أسامة عن مسعر بن كدام عن
زياد بن علاقة
عن عمه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم جنبني
منكرات الأخلاق والأهواء والأسواء والأدواء
240

ذكر ما يستحب للمرء سؤال ربه جل وعلا
العفو والعافية عند الصباح
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا فياض بن زهير
قال حدثنا وكيع عن عبادة بن مسلم ها عن جبير بن أبي
سليمان بن جبير بن مطعم قال
سمعت عبد الله بن عمر يقول لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح اللهم إني
أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية
في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي
وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن
يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من
تحتي
241

قال وكيع يعني الخسف
ذكر ما يقول المرء عند الصباح والمساء
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة عن
يعلى بن عطاء عن عمرو بن عاصم الثقفي قال
سمعت أبا هريرة يقول قال أبو بكر يا رسول الله أخبرني ما
أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم عالم
الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض رب كل شئ
ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن
شر الشيطان وشركه
242

قال النبي صلى الله عليه وسلم قلة إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت
مضجعك
ذكر ما يستحب للعبد عند الصباح ان
يسأل ربه جل وعلا خير ذلك اليوم
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أبو
الشعثاء قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن
عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد
عن عبد الله بن مسعود قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا
مطرف أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله أسألك من
243

خير هذا اليوم ومن خير ما فيه وخير ما بعده وأعوذ بك من
الكسل والهرم وسوء العمر وفتنة الدجال وعذاب
القبر وإذا أمسى قال مثل ذلك
قال الحسن بن عبيد الله وحدثني زبيد عن إبراهيم بن
سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يقول فيه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له
الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
ذكر ما يدعو المرء به ربه جل وعلا إذا مطرف
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا مطرف
244

اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت
وإليك المصير
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به حماد بن سلمة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب قال حدثنا سهيل بن
أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا مطرف
اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت
وإليك المصير
245

ذكر الأمر بسؤال ربه جل وعلا قضاء دينه وغناه من الفقر
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو
كريب قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
تسأله خادما فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع
ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شئ أنت الظاهر
فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ منزل
التوراة والإنجيل والفرقان فالق الحب والنوى أعوذ بك من
شر كل شئ أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شئ
وأنت الآخر فليس بعدك شئ اقض عنا الدين واغننا من الفقر
246

ذكر السبب الذي من أجله أنزل الله جل وعلا
فما استكانوا لربهم وما يتضرعون
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي قال حدثنا عبد الرحمن
بن بشر بن الحكم قال حدثنا علي بن الحسين بن حكى قال حدثني
أبي قال حدثني يزيد النحوي عن عكرمة
عن بن عباس قال جاء أبو سفيان بن حرب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد أنشدك الله والرحم فقد أكلنا
العلهز يعني الوبر والدم فأنزل الله ولقد أخذناهم بالعذاب
فما استكانوا لربهم وما يتضرعون
247

ذكر ما يدعو المرء عند الشدائد والضر إذا نزل به
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا محمد قال
حدثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب
أنه سمع أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
قال لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد
فاعلا فليقل أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا
كانت الوفاة خيرا لي
248

ذكر خبر ثان يصرح بمعنى ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
أخبرني حميد
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا
يتمنين أحدكم الموت من ضر نزل به ولكن ليقل اللهم أحيني
ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
ذكر وصف دعوات المكروب
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أخزم
حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا عبد الجليل بن عطية عن جعفر بن
ميمون حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال دعوات المكروب
اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح
لي شأني كله لا إله إلا أنت
250

ذكر الخصال التي يرتجي للمرء
باستعمالها زوال الكرب
في الدنيا عنه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا عمرو بن
الاستثناء قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن سعيد بن أبي
الحسن
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ثلاثة
فيمن كان قبلكم يرتادون لأهلهم فأصابتهم السماء فلجؤوا
إلى جبل فوقعت عليهم صخرة فقال بعضه لبعض عفا
الأثر ووقع الحجر ولا يعلم مكانكم إلا الله ادعوا الله بأوثق
أعمالكم
فقال أحدهم اللهم إن كنت تعلم أنه كانت امرأة
تعجبني فطلبتها فأبت علي
فجعلت لها جعلا فلما قربت
نفسها تركتها فإن كنت تعلم أني إنما فعلت ذلك رجاء
رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث الجبل
فقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي والدان
وكنت أحلب لهما في إنائهما فإذا أتيتها وهما نائمان قمت
قائما حتى يستيقظا فإذا استيقظا شربا فإن كنت تعلم أني
251

فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا فزال ثلث
الحجر
فقال الثالث اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا يوما
فعمل لي نصف النهار فأعطيته أجره فاستخبر ولم يأخذه
فوفرتها عليه حتى صار من كل المال ثم جاء يطلب أجره
فقلت خذ هذا كله ولو شئت لم أعطه إلا أجره فإن كنت
تعلم أني فعلت ذلك رجاء رحمتك وخشية عذابك فافرج عنا
قال فزال الحجر وخرجوا يتماشون
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله فوفرتها عليه بمعنى
قوله فوفرتها له والعرب في لغتها توقع عليه بمعنى له
وسعيد بن أبي الحسن سمع أبا هريرة بالمدينة لأنه بها
نشأ والحسن لم يسمع منه لخروجه عنها في يفاعته
252

ذكر الأمر لمن أصابه حزن أن يسأل الله
ذهابه عنه وإبداله إياه فرحا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا فضيل بن الاستثناء قال
حدثنا أبو سلمة الجهني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه
عن بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال عبد
قط إذا أصابه هم أو حزن اللهم إني عبدك بن عبدك بن
أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك
أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أأنزلته في
كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم
الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري
وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وأبدله مكان
حزنه فرحا قالوا يا رسول الله ينبغي لنا أن نتعلم هذه
الكلمات قال أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن
253

ذكر ما يجب على المرء الدعاء على
أعدائه بما فيه ترك حظ نفسه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن بن شهاب
عن سهل بن سعد الساعدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلموا
254

قال أبو حاتم رضي الله عنه يعني هذا الدعاء أنه قال يوم
أحد لما شج وجهه قال اللهم اغفر لقومي ذنبهم بي من الشج
لوجهي لا أنه دعاء للكفار بالمغفرة ولو دعا لهم بالمغفرة
لأسلموا في ذلك الوقت لا محالة
ذكر ما يستحب للمرء سؤال الباري جل
وعلا تسهيل الأمور عليه إذا صناعيا
أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا
محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل قال حدثنا سهل بن حماد قال
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا سهل إلا
ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن سهلا إذا شئت
255

ذكر الزجر عن استعجال المرء إجابة دعائه إذا دعا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن أبي عبيد مولى بن أزهر
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يستجاب
لأحدكم ما لم يعجل فيقول قد دعوت فلم يستجب لي
256

ذكر البيان بأن استجابة دعاء الداعي ما لم يعجل
إنما يكون ذلك إذا دعا بما لله فيه طاعة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثنا بن وهب قال حدثنا معاوية بن صالح عن
ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزال
يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم
يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال
يقول يا رب قد دعوت وقد دعوت فما أراك تستجيب
لي فيدع الدعاء
ذكر الزجر عن أن يقول المرء في دعائه
رب اغفر لي إن شئت
أخبرنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي قال حدثنا يعقوب بن
إبراهيم قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن أبي الزناد عن
الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقل
أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت فإنه لا مستكره له ولكن
257

ليعزم المسألة
ذكر الزجر عن إكثار المرء السجع في
الدعاء دون الشئ اليسير منه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن
عامر الشعبي عن بن أبي السائب قاص المدينة قال
258

قالت عائشة قص في الجمعة مرة فإن أبيت فمرتين
فإن أبيت فثلاث ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديثهم
فتقطعه عليهم ولكن إن استمعوا حديث فحدثهم واجتنب
السجع في الدعاء فإني عهدت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يكرهون
ذلك
ذكر ما يستجيب للمرء الدعاء لأعداء الله
بالهداية إلى الإسلام
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو نعيم قال
حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال جاء الطفيل بن عمرو الدوسي إلى
نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إن دوسا قد عصت وأبت
259

فادع الله عليهم فقال صلى الله عليه وسلم اللهم أهد دوسا وأئت
بهم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به أبو الزنا عن الأعرج أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا بن عون عن
مسلم بن بذيل
عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
دوسا فقال إنهم فذكر رجالهم ونساءهم فرفع النبي صلى الله عليه وسلم
يديه فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون هلكت دوس ورب
الكعبة فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم اهد دوسا
260

ذكر ما يستحب للمرء أن يترك
الاستغفار لقرابته المشركين أصلا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا أحمد بن
عيسى المصري قال حدثنا بن وهب قال حدثنا بن جريج عن
أيوب بن هانئ عن مسروق بن الأجدع
عن بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فخرجنا
معه حتى انتهينا إلى المقابر فأمرنا فجلسنا ثم تخطى
القبور حتى انتهى إلى قبر منها فجلس إليه فناجاه طويلا ثم رجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم باكيا فبكينا لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل
علينا فتلقاه عمر رضوان الله عليه وقال ما الذي أبكاك يا
رسول الله فقد أبكيتنا وأفزعتنا فأخذ بيد عمر ثم أقبل علينا فقال أفزعكم بكائي قلنا نعم
فقال إن القبر الذي
رأيتموني أناجي قبر آمنة بنت وهب وإني سألت ربي الاستغفار
لها فلم يأذن لي فنزل علي ما كان للنبي والذين آمنوا أن
يستغفروا للمشركين فأخذني ما يأخذ الولد
للوالد من الرقة فذلك الذي أبكاني ألا وإني كنت نهيتكم عن
زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا وترغب في
الآخرة
261

ذكر ما يجب على المرء من الاقتصار على حمد الله
جل وعلا بما من عليه من الهداية وترك التكلف في
سؤال تلك الحالة لمن خذل وحرم التوفيق والرشاد أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال
أخبرنا يونس عن بن شهاب قال أخبرني
سعيد بن المسيب
عن أبيه قال لما حضر أبا طالب الوفاة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوجد عنده أبا جهل وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عم قل لا إله إلا الله أشهد لك بها عند
الله قال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية يا أبا طالب أترغب
عن ملة عبد المطلب قال فلم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يعرضها عليه
ويعبد له تلك المقالة حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على
ملة عبد المطلب وأبى أن يقول لا إله إلا الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله ما كان للنبي
262

والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد
ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم وأنزلت
في أبي طالب إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي
من يشاء وهو أعلم بالمهتدين
ذكر الشئ الذي إذا قاله المرء عند
الوطأ لم يضر الشيطان ولده
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا هدبة بن
خالد قال حدثنا همام قال حدثنا منصور عن سالم بن أبي
الجعد عن كريب
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما إن أحدكم لو
أنه إذا أراد أن يأتي أهله قال بسم الله اللهم جنبنا
263

الشيطان وجنب الشيطان ما رزقنا ثم رزقا ولدا لم يضره
الشيطان
ذكر ما يستحب للمرء إذا زار قوما
أن يدعو للمزور عند انصرافه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
وكيع عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح
عن جابر قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أستعينه في دين كان على
أبى فقال آتيكم فقلت للمرأة إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يأتينا فإياك أن تكلميه أو تؤذيه قال فأتى صلى الله عليه وسلم فذبحت له
داجنا كان لنا قال يا جابر كأنك علمت حبنا اللحم فلما
264

خرج قالت له المرأة يا رسول الله صل علي وعلى وزوجي
قال ففعل فقال لها ألم أقل لك فقالت رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يدخل بيتي ويخرج ولا يصلي علينا
ذكر الزجر عن أن يدعو المرء لنفسه ويعقب
دعاؤه بسؤال الله منع ذلك غيره
أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر
قال حدثنا علي بن خشرم قال أخبرنا الفضل بن موسى عن
محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة قال دخل أعرابي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المسجد وهو جالس فقال اللهم اغفر لي ولمحمد ولا تغفر
لأحد معنا قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لقد
احتظرت واسعا ثم ولى الغلام حتى إذا كان في ناحية
المسجد فحج ليبول فقال الغلام بعد أن فقه في الإسلام
فقام إلي رسول الله فلم يؤنبني ولم يسبني وقال
إنما بني هذا المسجد لذكر الله والصلاة وإنه لا يبال فيه ثم
دعا بسجل من ماء فأفرغه عليه
265

ذكر الزجر عن أن يدعو المرء لنفسه
بالخبر وحده دون أن يقرن به غيره
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال
حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو أن رجلا قال اللهم اغفر لي
ولمحمد وحدنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حجبتها عن ناس
كثير
266

ذكر الزجر عن سؤال العبد ربه ألا يرحم معه غيره
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
عن أبي سلمة
أن أبا هريرة قال قام النبي صلى الله عليه وسلم الولاء وقمنا معه
فقال أعرابي في الصلاة اللهم ارحمني وارحم محمدا ولا
ترحم معنا أحدا فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأعرابي
لقد تحجرت واسعا يريد رحمه الله
ذكر الخبر الدال على أن المرء إذا أراد أن
يدعو لأخيه المسلم يجب أن يبدأ بنفسه ثم به
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو الربيع
الزهراني حدثنا غسان بن عمر بن عبيد الله العدني حدثنا حمزة
الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن بن عباس
عن أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أحدا
267

من الأنبياء بدأ بنفسه وإنه قال ذات يوم رحمه الله علينا
وعلى موسى لو صبر مع صاحبه لرأى العجب الأعاجيب
ولكنه قال إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني
ذكر استحباب كثرة دعاء المرء لأخيه
بظهر الغيب رجاء الإجابة لهما به
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم بالبصرة قال حدثنا
محمد بن يزيد الرفاعي قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا أبي عن
طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء
عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب إلا قال الملك ولك بمثل
ولك بمثل
268

قال أبو حاتم رضي الله عنه كل ما يجئ في الروايات فهو كريز إلا هذا فإنه
كريز وأم الدرداء اسمها هجيمة بنت
حيي الأوصابية وأبو الدرداء عويمر بن عامر
ذكر إباحة داع المرء لأخيه بكثرة المال والولد
أخبرنا أبو حاتم أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا
269

حميد الطويل
عن أنس بن مالك قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم
سليم فأتته بتمر وسمن فقال أعيدوا سمنكم في سقائه
وتمركم في وعائه فإني صائم فصلى صلاة غير مكتوبة
وصلينا معه فدعا لأم سليم وأهل بيتها فقالت أم سليم يا
رسول الله إن لي خويصة قال ما هي يا أم سليم قالت
خادمك أنس فدعا لي بخير الدنيا والآخرة وقال اللهم ارزقه
مالا وولدا وبارك له قال فإني من أكثر الناس ولدا
قال وأخبرني ابنتي أمينة أنها دفنت من صلبي إلى مقدم
الحجاج البصرة بضعا وعشرين ومئة
270

ذكر ما يدعو المرء به عند وجود الجدب بالمسلمين
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا طاهر بن خالد
بن نزار الأيلي حدثنا أبي حدثنا القاسم بن مبرور عن يونس بن يزيد
الأيلي عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قحط المطر فأمر بالمنبر فوضع له في المصلى ووعد الناس
يوما يخرجون فيه قالت عائشة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
بدا حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال إنكم شكوتم جدب جنانكم واحتباس المطر عن إبان
زمانه عنكم وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب
لكم ثم قال الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم
مالك يوم الدين لا إله إلا أنت تفعل ما تريد اللهم أنت الله
لا إله إلا أنت الغني ونحن الفقراء أنزل علينا الغيث واجعل ما
أنزلت لنا قوة وبلاغا إلى حين ثم رفع يديه صلى الله عليه وسلم حتى رأينا
271

بياض إبطيه ثم حول إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو
رافع يديه ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين فأنشأ الله
سحابا فرعدت وأبرقت وأمطرت بإذن الله فلم يلبث في
مسجده حتى سألت السيول فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم لثق الثياب
على الناس ضحك حتى بدت نواجذه وقال أشهد أن الله
على كل شئ قدير وأني عبد الله ورسوله
ذكر ما يدعو به المرء عند اشتداد
الأمطار وكثرة دوامها بالناس
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال أخبرنا محمد بن عثمان
العجلي قال حدثنا خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن شريك
بن عبد الله بن أبي نمر قال
سمعت أنس بن مالك يقول دخل رجل المسجد يوم
الجمعة من باب كأن رجاءه المنبر ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب
فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت المواشي وانقطعت
272

السبل فادع الله ليغيثنا فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده يقول اللهم
اسقنا اللهم اسقنا قال أنس والله ما نرى في السماء سحابة
ولا قزعة بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة
مثل ترس فلما توسطت السماء انتشر ت ثم أمطرت فوالله ما
رأينا الشمس ستا ثم دخل رجل من الباب يوم الجمعة المقبلة
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فاستقبله قائما ثم قال يا رسول الله
هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يكفها عنا فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يقول اللهم حوالينا ولا علينا اللهم
على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت
وخرج صلى الله عليه وسلم يمشي في الشمس فسألت أنسا أهو الرجل الأول قال لا أدري
273

ذكر ما يقول المرء إذا تفضل الله
جل وعلا على الناس بالمطر ورآه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال حدثنا محمد بن
عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي قال حدثنا عيسى بن يونس عن
الأوزاعي عن الزهر عن القاسم بن محمد
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى المطر
قال اللهم صيبا هنيا
274

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم هنيا أراد به نافعا
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا محمد بن
خنيس الغزي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عن المقدام
بن شريح عن أبيه
275

عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الغيث
قال اللهم صيبا أسيبا نافعا
ذكر الإخبار عما
يجب على المسلمين من سؤالهم ربهم
أن يبارك لهم في ريعهم دون اتكالهم منه على الأمطار
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا وهب بن بقية قال
أخبرنا خالد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست السنة
276

بأن لا تمطروا ولكن السنة أن تمطروا وأن تمطروا ولا تنبت
الأرض شيئا
ذكر الأمر للمسلم
أن يسأل الله ربه جل وعلا
التآلف بين المسلمين وإصلاح ذات بينهم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف بخبر غريب
قال حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم قال حدثنا عمي يعقوب بن
إبراهيم قال حدثنا شريك عن جامع بن شداد عن أبي وائل
عن عبد الله قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا المنكدر في
الصلاة كما يعلمنا السورة من القرآن ويعلمنا ما لم يكن يعلمنا
كما يعلمنا المنكدر اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات
بيننا واهدنا سبل السلام ونجنا من الظلمات إلى النور وجنبنا
الفواحش ما ظهر وما بطن اللهم احفظنا في اسماعنا وأبصارنا
وأزواجنا واجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها عليك قابلين بها
277

فأتممها علينا
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المرء إذا
كان في حالة ليس له سؤال الرب جل وعلا
الحلول من تلك الحالة لن هذا كلام محال
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هناد بن السري
حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن مرة الهمداني
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن للشيطان لمة
وللملك لمة فأما لمة الشيطان فإيعاد بالشر وتكذيب بالحق
وأما لمة الملك فإيعاد بالخير وتصديق بالحق فمن وجد ذلك
فليحمد الله ومن وجد الأخرى فليتعوذ من الشيطان ثم قرأ
الشيطان يعدكم الفقر الآية البقرة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عاصم بن كليب
278

عن أبي بردة قال
سمعت عليا رضوان الله عليه يقول كان النبي
صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أسألك الهدى
والسداد واذكر بالهدى هدايتك الطريق واذكر بالتسديد تسديد
السهم ونهاني نبي الله صلى الله عليه وسلم عن القسي
والميثرة وعن الخاتم في السبابة والوسطى
279

باب الاستعاذة
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الأشياء
الأربع التي يستحق الاستعاذة منها بالله جل وعلا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن أبي الزبير عن طاوس
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا
280

الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن اللهم إني أعوذ بك من
عذاب جهنم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة
المحيا والممات وأعوذ بك من شر المسيح الدجال
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا
من الفتن ما ظهر منها وما بطن
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا وهب بن
بقية قال أخبرنا خالد عن الجريري عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال بينما نحن في حائط لبني
ماتت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على بغلة فحادت به بغلته
281

فإذا في الحائط أقبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يعرف هؤلاء
الأقبر فقال رجل أنا يا رسول الله قال ما هم قال
ماتوا في الشرك قال لولا أن لا تدافنوا لدعوت الله أن
يسمعكم عذاب القبر الذي أسمع منه إن هذه الأمة تبتلى في
قبورها ثم أقبل علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب
النار وعذاب القبر وتعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن
تعوذوا بالله من فتنة الدجال
ذكر ما يستحب للمرء أن يستعيذ بالله
جل وعلا من عذاب القبر يتعوذ منه
سمعت الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة يقول
سمعت إسحاق بن موسى الأنصاري
يقول سمعت أنس بن عياض يقول سمعت موسى بن عقبة يقول
سمعت أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من عذاب القبر ولم أسمع أحدا
282

يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم غيرها
ذكر الخصال التي يستحب للمرء في التعوذ
أن يقرنها إلى ما ذكرنا قبل
أخبرنا الحسين بن أبي معشر أبو عروبة بحران قال حدثنا
محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد
الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن مجاهد أبي الحجاج
عن أبي هريرة قال ما صلى نبي الله صلى الله عليه وسلم أربعا أو اثنتين إلا
سمعته يدعو اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب
القبر ومن فتنة الصدر وسوء المحيا والممات
283

ذكر الأمر بالاستعاذة بالله من الفقر
الذي يطغى والذل الذي يفسد الدين
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال
حدثنا الوليد قال حدثنا
الأوزاعي قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال حدثني
جعفر بن عياض قال
حدثني أبو هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعوذوا بالله
من الفقر والذلة وأن تظلم أو تظلم
ذكر المرء بالاستعاذة بالله جل وعلا من الجبن والبخل
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
أبي شيبة قال حدثنا
عبيدة بن حميد عن عبد الملك بن عمير عن
مصعب بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هؤلاء
الكلمات كما تعلم الكتابة اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن
وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ
284

بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا
من الشيطان عند نهيق الحمير
أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي العابد بالبصرة
قال حدثنا نصر بن علي بن نصر قال حدثنا المقرئ قال
285

حدثنا سعيد بن أبي أيوب عن جعفر بن ربيعة قال حدثني عبد الرحمن
الأعرج
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم
أصوات الديكة فإنها رأت ملكا فاسألوا الله وارغبوا إليه
وإذا سمعتم نهاق الحمير فإنها رأت شيطانا فاستعيذوا بالله من
شر ما رأت
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من شر الرياح إذا هبت
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يحيى بن طلحة
اليربوعي قال حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه
286

عن
عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى في
السماء غبارا أو ريحا تعوذ بالله من شره فإذا أمطرت قال
اللهم صيبا نافعا
ذكر الأمر بالاستعاذة بالله جل وعلا من الرياح إذا هبت
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان بالرقة قال حدثنا
موسى بن مروان قال حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن الزهري عن
ثابت الزرقي قال
سمعت أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الريح من روح الله تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب فلا
تسبوها وسلوا الله خيرها واستعيذوا من شرها
287

ذكر ما يقول المرء عند اشتداد الرياح إذا هبت
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا
المغيرة بن عبد الرحمن قال حدثني يزيد بن أبي عبيد قال
سمعت سلمة بن الأكوع يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال
كان إذا اشتدت الريح يقول اللهم لقحا لا عقيما
288

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من الكسل في الطاعات والهرم القاطع عنها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال
حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا سليمان التيمي
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم
إني أعوذ بك من العجز والكسل والهرم والبخل والجبن
وعذاب القبر وشر المسيح الدجال
289

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا يحيى
بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني
حميد الطويل
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو اللهم
إني أعوذ بك من الكسل والهرم والعجز والبخل وفتنة
المسيح وعذاب القبر
ذكر وصف الهرم الذي يستحب للمرء
أن يتعوذ بالله جل وعلا منه
أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا محمد بن وهب بن
أبي كريمة قال حدثنا بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد
بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن عمير عن مصعب
بن سعد
290

عن أبيه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهؤلاء
الكلمات أعوذ بالله أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بالله من
البخل والجبن وأعوذ بالله من فتنة الصدر وبغي الرجال
ذكر ما يعوذ المرء به ولده وولد ولده
عند شئ يخاف عليهم منه
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن
أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو عن
سعيد بن جبير
عن بن عباس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ حسنا وحسينا
أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل
عين لامة ثم يقول صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم صلوات الله عليه يعوذ به
ابنيه إسماعيل وإسحاق
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به زيد بن أبي أنيسة عن المنهال بن عمرو
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان
291

بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن المنهال بن عمرو
عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ حسنا
وحسينا أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة
ومن كل عين لامة وكان يقول صلى الله عليه وسلم كان أبوكما يعوذ بهما
إسماعيل وإسحاق
292

ذكر الاستحباب للمرء أن يسأل سؤال ربه دخول الجنة
وتعوذه به من النار في أيامه ولياليه
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا أبو
كريب قال حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق
قال بريد بن أبي مريم
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سأل
رجل مسلم الجنة ثلاث مرات إلا قالت الجنة اللهم أدخله
الجنة ولا استجار مسلم من النار ثلاث مرات إلا قالت
النار اللهم أجره
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من الصلاة التي لا تنفع ومن النفس التي لا تشبع
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا هريم بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان قال
سمعت أبي يقول
حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم
293

إني أعوذ بك من نفس لا تشبع وأعوذ بك من صلاة لا تنفع وأعوذ
بك من دعاء لا يسمع وأعوذ بك من قلب لا يخشع
ذكر ما يتعوذ المرء به من سوء
القضاء وشماتة الأعداء
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا داود بن
عمرو الضبي وأبو خيثمة قالا حدثنا سفيان قال حدثني سمي عن
أبي صالح
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من جهد
البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء
294

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من حدوث العاهات به
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم
إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسيئ الأسقام
295

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من شر حياته ومماته
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال
حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا محمد بن زياد
عن أبي هريرة وعن عطاء بن أبي ميمونة عن أبي رافع
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتعوذ من شر
المحيا والممات وعذاب القبر وشر فتنة المسيح الدجال
296

ذكر البيان بأن من شر المحيا الذي يجب على المرء
التعوذ منه الفتنة وكذلك الممات
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن
أبي كثير قال حدثني أبو سلمة
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم
إني أعوذ بك من عذاب القبر وعذاب النار ومن شر فتنة
المحيا والممات
ذكر التعوذ الذي يعاذ الإنسان منه من نهش الهوام
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بيحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن أبي
حبيب والحارث بن يعقوب حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن
297

الأشج عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة
فقال أما إنك لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله
التامات من شر ما خلق لم يضرك
ذكر الشئ الذي يحترز المرء لقوله
عند المساء من لسع الحيات
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رجلا من أسلم قال ما نمت هذه
الليلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شئ قال لدغتني
عقرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك لو قلت حين أمسيت
أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك إن شاء الله
298

ذكر البيان بأن المرء إنما يحترز بقوله ما قلنا من لسع
الحيات عند المساء إذا قال ذلك ثلاث مرات لا مرة واحدة
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا شيبان بن
أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثنا سهيل
عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال حين
يمسي أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث
مرات لم تضره حية إلى الصباح قال وكان إذا لدغ إنسان
299

من أهله قال اما قال الكلمات
ذكر ما يستحب للمرء ان يتعوذ بالله جل وعلا
من النفاق في دينه والرياء في طاعته
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير الحافظ بتستر قال
حدثنا أحمد بن منصور قال حدثنا عبد الصمد بن النعمان قال
حدثنا شيبان عن قتادة
عن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو يقول اللهم إني
أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والهرم والقسوة
والغفلة والذلة والمسكنة وأعوذ بك من الفقر والكفر
والشرك والنفاق والسمعة والرياء وأعوذ بك من الصمم
والبكم والجنون والبرص والجذام وسئ الأسقام
ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا
من فساد الدين والدنيا عليه بسوء عمره
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان
300

بن أبي شيبة قال حدثنا شبابة قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق
عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال
حججت مع عمر بن الخطاب رضوان الله عليه حجتين
إحداهما التي أصيب فيها وسمعته يقول بجمع ألا إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من خمس اللهم إني أعوذ بك من
البخل والجبن وأعوذ بك من سوء العمر وأعوذ بك من فتنة
الصدر وأعوذ بك من عذاب القبر
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من الدين الذي لا وفاء له عنده
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
301

عبد الله بن يزيد قال حدثنا حياة قال حدثني سالم بن غيلان
أنه سمع دراجا أبا السمح أنه سمع أبا الهيثم
أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول أعوذ بالله من الكفر والدين فقال رجل يا رسول الله
يعدل الدين بالكفر قال نعم
ذكر البيان بأن الشئ قد يشتبه بالشئ إذا أشبهه
في بعض الأحوال وإن كان مباينا له في الحقيقة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أحمد بن
عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب أخبرني سالم بن غيلان التجيبي
عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول
اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر فقال رجل يا
رسول الله ويعتدلان قال صلى الله عليه وسلم نعم
302

ذكر الخبر الدال على صحة متأولنا الدين الذي ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا
أحمد بن عمرو بن السرح قال حدثنا بن وهب قال حدثني حيي
بن عبد الله عن الحبلى
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان
يدعو اللهم اغفر لنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا
وكل ذلك عندنا اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة
العباد وشماتة العداء
ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من الفقر عنه إلى العباد
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن عثمان الشحام عن
مسلم بن أبي بكرة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ
بك من الكفر والفقر وعذاب القبر
303

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من الجوع والخيانة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
عبد الله بن إدريس عن بن عجلان عن المقبري
عن أبي هريرة قال كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيج وأعوذ بك من
الخيانة فإنها بئست البطانة
304

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من أن يظلم أحدا أو يظلمه أحد
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن
إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا إسحاق بن عبد الله
بن أبي طلحة عن سعيد بن يسار
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني
أعوذ بك من الفقر والفاقة وأعوذ بك من أن أظلم أو أظلم
ذكر ما يستحب للمرء التعوذ بالله جل وعلا
من المناقشة على جناياته في العقبي والوقوع
في أمثالها في الدنيا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان
بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف
عن فروة بن نوفل الأشجعي قال
سألت أم المؤمنين عائشة عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو
قالت كان يقول اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن
305

شر ما لم أعمل
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
ما وصله إلا منصور بن المعتمر
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا
محمد بن عبد العلي قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن
حصين عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل الأشجعي قال
سألت عائشة قلت حدثيني بشئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو
به قالت كان يقول صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من شر ما
عملت ومن شر ما لم أعمل
306

ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ بالله جل وعلا
من سوء الجوار في العقبي به يتعوذ منه
أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبادان قال
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن
عجلان عن سعيد بن أبي سعيد
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني
أعوذ بك من جار السوء في دار المقامة فإن جار البادي
يتحول
307

ذكر سؤال النار ربها أن يجير من استجار به
من النار
أخبرنا بن الجنيد إملاء ببست قال حدثنا قتيبة حدثنا
أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سأل
الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة اللهم أدخله الجنة ومن
استجار من النار ثلاث مرات قالت النار اللهم أجره من
النار
ذكر الشئ الذي إذا قاله الإنسان دخل الجنة
بقوله ذلك ليلا كان أو نهارا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي قال حدثنا
308

علي بن خشرم قال أخبرنا عيسى عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله
بن بريدة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قال اللهم أنت
ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك على عهدك ووعدك ما
استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء بذنبي فاغفر لي
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فمات من يومه أو ليلته دخل
الجنة
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة الحديث
أن الدعاء يدفع القضاء السابق
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
309

بشار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا عبيد الله بن عمر
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رجلا لدغ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما
إنك لو كنت قلت حين أمسيت أعوذ بكلما ت الله التامات من
شر ما خلق ما ضرك
قال فكان أبو هريرة إذا لدغ إنسان منا أمره أن يقولها
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم ما ضرك أراد به أنك لو قلت
ما قلنا لم يضرك ألم اللدغ لا أن الكلام
الذي قال يدفع قضاء
الله عليه
310

كتاب الطهارة
ذكر إثبات الإيمان للمحافظ على الوضوء
أخبرنا أبو يعلى حدثنا سريج بن يونس وأبو خيثمة حدثنا
الوليد بن مسلم حدثنا بن ثوبان حدثني حسان بن عطية أن أبا كبشة
السلولي حدثه أنه سمع
ثوبان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سددوا وقاربوا
واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحاف على الوضوء إلا
مؤمن
311

قال أبو حاتم هذه اللفظة مما ذكرنا في كتبنا أن العرب
تطلق الاسم بالكلية على جزء من أجزاء شئ يطلق اسم ذلك
الشئ على جزء من أجزائه فقوله صلى الله عليه وسلم لا يحافظ على
الوضوء إلا مؤمن أطلق اسم الإيمان على المحافظ على
الوضوء والوضوء من أجزاء الإيمان كذلك اسم الإيمان على
المفرد العمل به لأنه جزء من أجزاء الإيمان على حسب ما
ذكرناه
وخبر سالم بن أبي الجعد عن ثوبان خبر منقطع فلذلك تنكبناه
312

باب فضل الوضوء
ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات بإسباغ الوضوء على المكاره
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بالبصرة حدثنا
القعنبي عن مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم
بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات إسباغ الوضوء على
المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار
الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط
313

فذلكم الرباط قال أبو حاتم معناه الرباط من الذنوب لأن الوضوء يكفر الذنوب
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر تفرد
به عبد الرحمن بن يعقوب عن أبي هريرة
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا هوبر بن معاذ الكلبي
حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة
عن شرحبيل بن سعد
عن جابر بن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم
على ما يمحو الله به الخطايا ويكفر به الذنوب قالوا بلى يا
رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكروهات وكثرة الخطا
إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلك الرباط
314

ذكر حط الخطايا بالوضوء وخروج المتوضئ نقيا
من ذنوبه بعد فراغه من وضوئه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ
العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرجت من وجهه كل
خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء ومع آخر قطر الماء أو نحو
هذا فإذا غسل يديه خرجت من يديه كل خطيئة بطشتها يداه مع
الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب
ذكر مغفرة الله جل وعلا ما بين الصلاتين
للمتوضئ بوضوئه وصلاته
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصار أخبرنا أحمد بن أبي
315

بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران بن بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران
أن عثمان بن عفان جلس على المقاعد فجاءه المؤذن
فآذنه بصلاة العصر فدعا بماء فتوضأ ثم قال لأحدثنكم
حديثا لولا آية في كتاب الله لما حدثتكموه ثم قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ممن امرئ يتوضأ فيحسن الوضوء ثم
يصلي الصلاة إلا ورجاله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى حتى
يصليها
316

قال مالك أراه يريد هذه الآية أقم الصلاة
طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك
ذكرى للذاكرين
ذكر البيان بأن الله ح جل وعلا إنما يغفر ذنوب المتوضئ بعد
فراغه منه إذا توضأ كما أمر وصلى كما أمر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب
حدثنا الليث بن سعد عن أبي الزبير عن سفيان بن عبد الرحمن
عن عاصم بن سفيان الثقفي أنهم غزوا غزوة السلاسل ففاتهم
العدو فرابطوا ثم رجعوا إلى معاوية وعنده أبو أيوب وعقبة بن
عامر فقال عاصم يا أبا أيوب فاتنا العدو العام وقد أخبرنا أنه
من صلى في المساجد الأربعة ورجاله له ذنبه قال يا بن أخي
317

أدلك على ما هو أيسر من
ذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول من توضأ كما أموصلى كما أمر ورجاله له ما تقدم من
ذنبه أكذلك يا عقبة قال نعم
قال أبو حاتم المساجد الأربعة مسجد الحرام
ومسجد المدينة ومسجد الأقصى ومسجد قباء
وغزاة السلاسل كانت في أيام معاوية وغزاة السلاسل
كانت في أيام النبي صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ورجاله له ما تقدم من ذنبه
أراد به من الصلاة إلى الصلاة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن جامع بن شداد أنه
318

سمع حمران بن أبان يحدث أبا بردة
عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أتم
الوضوء كما امره الله جل وعلا فالصلوات الخمس كفارة لما
بينهن
ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يغفر ذنوب المتوضئ التي
ذكرناها إن كان مجتنبا للكبائر دون من لم يجتنبها
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي هشام بن عبد
الملك حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص حدثني
أبي عن أبيه قال
كنت مع عثمان بن عفان فدعا بطهور فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من امرئ مسلم تحضره الصلاة
المكتوبة فيحسن وضوءها وركوعها وخشوعها إلا كانت كفارة لما
قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله
319

ذكر البيان بأن حليلة أهل الجنة تبلغهم مبلغ
وضوئهم في دار الدنيا نسأل الله الوصول إلى ذلك
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الغفار بن
عبد الله الزبيري حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن أبي حازم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تبلغ حلية أهل
الجنة مبلغ الوضوء
320

ذكر البيان بأن أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم تعرف في
القيامة بالتحجيل بوضوئهم كان في الدنيا
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا القعنبي عن
مالك عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المقبرة فقال
السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون
وددت أني قد رأيت إخواننا قالوا يا رسول الله ألسنا
إخوانك قال بل أصحابي وإخواننا الذين لم يأتوا بعد
وأنا فرطكم على الحوض قالوا يا رسول الله كيف تعرف
من يأتي بعدك من أمتك فقال أرأيت لو كانت لرجل خيل
غير محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول الله قال فإنهم يأتون يوم القيامة غرا محجلين من
الوضوء وأنا فرطهم على الحوض فليذادن رجال عن
حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم ألا هلم ألا هلم
فيقال إنهم قد بدلوا بعدك فأقول فسحقا فسحقا فسحقا
321

قال أبو حاتم الاستثناء يستحيل في الشئ الماضي وإنما
يجوز الاستثناء في المستقبل من الأشياء
وحال الإنسان في الاستثناء على ضربين إذا استثنى في
إيمانه فضرب منه يطلق مباح له ذلك وضرب آخر إذا استثنى
فيه الإنسان كفر
وأما الضرب الذي لا يجوز ذلك فهو أن يقال للرجل
أنت مؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والجنة والنار
والبعث والميزان وما يشبه هذه الحالة فالواجب عليه أن
يقول أنا مؤمن بالله حقا ومؤمن بهذه الأشياء حقا فمتى ما
استثنى في هذا كفر
والضرب الثاني إذا سئل الرجل إنك من المؤمنين الذي
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم فيها خاشعون وعن اللغو
معرضون فيقول أرجو أكون منهم إن شاء الله أو يقال
له أنت من أهل الجنة فيستثنى أن يكون منهم
والفائدة في الخبر حيث قال صلى الله عليه وسلم وإنا إن شاء الله بكم
322

لاحقون أنه صلى الله عليه وسلم دخل بقيع الغرقد في ناس من أصحابه
فيهم مؤمنون ومنافقون فقال إنا إن شاء الله بكم لاحقون
واستثنى المنافقين أنهم إن شاء الله يسلمون فيلحقون بكم
على أن اللغة تسوغ إباحة الاستثناء في الشئ المستقبل وإن لم
يشك في كونه لقوله عز وجل لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين
ذكر وصف هذه الأمة في القيامة بآثار وضوئهم كان في الدنيا
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة حدثنا
حماد بن سلمة عن عاصم عن زر
عن بن مسعود أنهم قالوا يا رسول الله كيف تعرف من
لم تر من أمتك قال غر محجلون بلق من آثار الطهور
323

ذكر البيان بأن التحجيل بالوضوء في القيامة إنما هو
لهذه الأمة فقط وإن كانت الأمم قبلها تتوضأ لصلاتها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تردون غرا
محجلين من الوضوء سيما أمتي ليس لأحد غيرها
ذكر البيان بأن التحجيل يكون للمتوضئ
في القيامة مبلغ وضوئه في الدنيا
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث
عن سعيد بن أبي
هلال عن نعيم بن عبد الله
324

أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فغسل وجهه ويديه حتى كاد يبلغ
المنكبين ثم غسل رجليه حتى رفع إلى الساقين ثم قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي يوم القيامة غر
محجلون من أثر الوضوء فمن استطاع منكم أن يطيل غرته
فليفعل
ذكر إيجاب دخول الجنة لمن شهد لله بالوحدانية
ولنبيه صلى الله عليه وسلم بالرسالة بعد فراغه من وضوئه
أخبرنا بن قتيبة بعسقلان حدثنا حرملة بن يحيى
325

حدثنا بن وهب سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي عثمان عن
جبير بن نفير
عن عقبة بن عامر قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خدام
أنفسنا نتناوب الرعية رعية إبلنا فكنت على رعية الإبل
فرحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس
فسمعته يقول ما منكم من أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ثم
يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجهه فقد أوجب
قال فقلت ما أجود هذه فقال رجل الذي قبلها أجود
فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب قلت ما هو يا أبا حفص
قال إن قال أنا قبل أن تجئ ما من أحد يتوضأ فيحسن
الوضوء ثم يقول حين يفرغ من وضوئه أشهد أن لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأن عبده ورسوله إلا فتحت أبواب
الجنة الثمانية له يدخل من أيها شاء
326

قال معاوية بن صالح وحدثنيه ربيعة بن يزيد عن أبي
إدريس عن عقبة بن عامر
قال أبو حاتم أبو عثمان هذا يشبه أن يكون حريز بن
عثمان الرحبي وإنما اعتمادنا على هذا الإسناد الأخير لن
حريز بن عثمان ليس بشئ في الحديث
ذكر استغفار الملك للبائت متطهرا عند استيقاظه
أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا حدثنا أبو عاصم
أحمد بن جواس الحنفي حدثنا بن المبارك عن الحسن بن ذكوان
عن سليمان الأحول عن عطاء
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بات
طاهرا بات في شعاره ملك فلم يستيقظ إلا قال الملك
328

اللهم اغفر لعبدك فلان فإنه بات طاهرا
ذكر البيان بأن الشيطان قد يعقد على مواضع الوضوء
من المسلم عقدا كعقده على قافية رأسه عند النوم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن أبا عشانة حدثه
أنه سمع
عقبة بن عامر يقول لا أقول اليوم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
لم يقل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كذب علي متعمدا
فليتبوأ بيتا من جهنم
329

وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول رجل من أمتي يقوم من
الليل يعالج نفسه إلى الطهور وعليكم عقد فإذا وضأ يديه
انحلت عقدة فإذا وضأ وجهه انحلت عقدة وإذا مسح
رأسه انحلت عقدة وإذا وضأ رجليه انحلت عقدة
فيقول الله جل وعلا للذي وراء الحجاب أنظروا إلى عبدي هذا
يعالج نفسه ليسألني ما سألني عبدي هذا فهو له ما سألني عبدي هذا فهو له
330

باب
فرض الوضوء
ذكر الأمر بإسباغ الوضوء لمن أراد أداء فرضه
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا محمد بن أبي
صفوان الثقفي حدثنا أبي عن سفيان عن سماك عن عبد الرحمن
بن عبد الله بن مسعود
عن أبيه قال صفقتان في صفقة ربا وأمرنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء
331

ذكر الأمر بتخليل الأصابع للمتوضئ مع القصد في إسباغ الوضوء
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن
عاصم بن لقيط بن صبرة
عن أبيه قال كنت وافد بني المنتفق إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نصادفه في منزله
وصادفنا عائشة فأمرت لنا بخزيرة فصنعت وأتتنا بقناع والقناع
الطبق فيه التمر فأكلنا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هل
332

أصبتم شيئا أو آمر لكم بشئ قلنا نعم يا رسول الله فبينما
نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس إذ رفع الراعي غنمه إلى
المراح ومعه سخلة تيعر فقال صلى الله عليه وسلم ما ولدت قال
بهمة قال اذبح مكانها شاة ثم أقبل علي فقال لا
تحسبن ولم يقل لا تحسبن أنا من أجلك ذبحناها إن لنا غنما
مائة لا تزيد فما ولدت بهمة ذبحنا مكانها شاة قال قلت
يا رسول الله إن لي امرأة في لسانها شئ قال فطلقها
إذا قال قلت يا رسول الله إن لي منها ولدا غنم صحبة
قال وتنتظم فإن يك فيها خير فستقبل ولا تضرب ظعينتك
ضربك أمتك قال قلت يا رسول الله أخبرني عن
الوضوء قال أسبغ الوضوء وخلل بين أصابعك وبالغ في
الاستنشاق إلا أن تكون صائما
333

ذكر العلة التي من أجلها أمر بإسباغ الوضوء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير
عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي يحيى
عن عبد الله بن عمر وقال رجعنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا ببعض الطريق تعجل
قوم عند العصر فتوضؤوا وهم عجال قال فانتهينا إليهم
وأعقابهم تلوح لم يمسها الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل
للأعقاب من النار أسبغوا الوضوء
335

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الفرض على
المتوضئ في وضوئه المسح على الرجلين دون الغسل
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي قال حدثنا زائدة بن قدامة عن خالد بن علقمة عن عبد
خير قال
صلى علي بن أبي طالب رضوان الله عليه الفجر ثم
دخل الرحبة فدخلنا معه فدعا بوضوء فأتاه الغلام بإناء فيه
ماء وطست فأخذ الإناء بيمينه فأفرغ على يساره فغسلها ثلاث
مرات غسل كفيه قبل أن يدخلهما الإناء ثم أدخل يده اليمنى
في الإناء فغرف منه ماء فملأ فاه فمضمض واستنشق
ثلاثا ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاثا وذراعيه
ثلاثا ثم مسح رأسه بيديه جميعا مقدمه ومؤخره ثم أدخل
اليمنى فأفرغ على قدمه اليمنى فغسلها ثم أدخل يده في
الإناء ثم أخرجها فغسل الأخرى ثم قال من أحب أن
ينظر إلى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا وضوءه
337

ذكر العلة التي من أجلها كان يمسح علي بن أبي طالب
رضوان الله عليه رجليه في وضوئه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
جرير عن منصور عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة
قال
صليت مع علي بن أبي طالب رضوان الله عليه الظهر ثم
انطلق إلى مجلس له كان يجلسه في الرحبة فقعد وقعدنا حوله
حتى حضرت العصر فأتي بإناء فيه ماء فأخذ منه كفا
339

فتمضمض واستنشق ومسح وجهه وذراعيه
ومسح برأسه ومسح رجليه ثم قام فشرب فضل إنائه ثم قال إني حدثت
أن رجالا يكرهون أن يشرب
أحدهم وهو قائم وإني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت وهذا وضوء من لم يحدث
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الكعب هو العظم
الناتئ على ظاهر القدم دون العظمين الناتئين على جانبهما
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
أن عطاء بن يزيد المؤذن أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره
أن عثمان بن عفان رضوان الله عليه دعا بوضوء فتوضأ
340

وغسل كفه ثلاث مرات ثم مضمض واستنشق ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم
غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله
اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى مثل
ذلك ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي
هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي
هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ورجاله الله له ما
تقدم من ذنبه
ذكر الزجر عن ترك تعاهد المرء
عراقيبه وبطون قدميه في الوضوء
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد
341

عن أبي سلمة قال
توضأ عبد الرحمن عند عائشة فقالت يا عبد الرحمن
أسبغ الوضوء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل
للعراقيب من النار
342

باب
سنن الوضوء
ذكر وصف إدخال المتوضئ يده في وضوئه عند ابتداء الوضوء
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا أبي قال حدثنا
شعيب بن أبي حمزة عن الزهري قال أخبرني عطاء بن يزيد عن
حمران بن أبان مولى عثمان
343

أنه رأى عثمان دعا بوضوء فأفرغ على يديه من إنائه
فغسلهما ثلاث مرات ثم أدخل يمينه في الوضوء فتمضمض
واستنشق واستنثر وغسل وجهه ثلاثا ويديه إلى المرفقين
ثلاث مرات ثم مسح برأسه ثم غسل كل رجل من رجليه
ثلاث مرات ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ نحو وضوئي
هذا ثم قال من توضأ مثل وضوئي هذا ثم قام فصلى
ركعتين لا يحدث فيهما نفسه ورجاله له ما تقدم من ذنبه
ذكر الزجر عن إدخال المرء يده في الإناء في ابتداء
الوضوء قبل غسلهما ثلاثا إذا كان مستيقظا من نومه
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي مريم قال سمعت
أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا
استيقظ أحدكم من نومه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها
344

ثلاث مرات فإن أحدكم لا يدري أين كانت تطوف يده
ذكر الأمر بغسل اليدين للمستيقظ ثلاثا قبل إدخالهما الإنا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استيقظ
أحدكم من منامه فلا يغمسن يده في إنائه حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده
345

ذكر الأمر بغسل اليدين للمستيقظ من نومه قبل ابتداء الوضوء
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي عن مالك
عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ
أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في وضوئه فإن
أحدكم لا يدري أين باتت يده
ذكر العدد الذي يغسل المستيقظ من نومه يديه به
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا حبان بن
346

موسى أخبرنا عبد الله عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ
أحدكم من منامه فيغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث
مرات
ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر أمر مخافة
النجاسة إذا أصابت يد المرء عند طوفانها من بدن
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب حدثنا محمد بن
الوليد البسري حدثنا غندر عن شعبة عن خالد الحذاء عن
عبد الله بن شقيق
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ
أحدكم من منامه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها ثلاثا
فإنه لا يدري أين باتت يده منه
ذكر الأمر بالمواظبة على السواك إذ استعماله من الفطرة
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
347

عمران بن ميسرة الآدمي
قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد قال
أخبرنا شعيب بن الحبحاب
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثرت
عليكم في السواك
ذكر إثبات رضا الله عز وجل للمتسوك
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا روح بن عبد
المؤمن المقرئ حدثنا يزيد بن زريع عن عبد الرحمن بن أبي عتيق
سمعت أبي سمعت عائشة تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
348

قال أبو حاتم أبو عتيق هذا اسمه محمد بن عبد الرحمن
بن أبي بكر بن أبي قحافة له من النبي صلى الله عليه وسلم
رؤية وهؤلاء أربعة في نسق واحد لهكلهم رؤية من
النبي صلى الله عليه وسلم أبو قحافة وابنه أبو بكر الصديق وابنه عبد
الرحمن وابنه أبو عتيق وليس هذا لأحد في هذه الأمة
غيرهم
ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر أمته بالمواظبة على السواك
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق
على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة
350

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم عند كل صلاة
أراد به عند كل صلاة يتوضأ لها
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا يعقوب بن
حميد حدثنا إسماعيل بن عبد الله حدثنا سليمان بن بلال عن بن
عجلان عن المقبري عن أبي سلمة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لولا أن أشق على أمتي
لأمرتهم مع الوضوء بالسواك عند كل صلاة
ذكر العلة التي من اجلها أراد صلى الله عليه وسلم
أن يأمر أمته بهذا الأمر
أخبرنا بن زهير بتستر حدثنا عبد القدوس بن محمد بن
عبد الكبير حدثنا حجاج بن منهال حدثنا حماد بن سلمة عن
عبيد الله بن عمر عن المقبري
عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم
352

بالسواك فإنه مطهرة للفم مرضاة للرب عز وجل
ذكر الإباحة للإمام أن يستاك بحضرة
رعيته إذا لم يكن يحتشمهم فيه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد
الهمداني قالا حدثنا عمرو بن علي قال حدثنا يحيى بن سعيد
قال حدثنا قرة بن خالد قال حدثني حميد بن هلال قال حدثني
أبو بردة
عن أبي موسى قال أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي
رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والأخر عن
يساري ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك فكلاهما سألا العمل
قلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما
شعرت أنهما يطلبان العمل فكأني انظر إلى سواكه تحت شفته
قلصت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا أو لن نستعين على
عملنا من أراده لكن اذهب أنت فبعثه على اليمن ثم أردفه
معاذ بن جبل
353

ذكر استنان المصطفى صلى الله عليه وسلم عند قيامه لمناجاة حبيبه جل وعلا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور
وحصين عن أبي وائل
عن حذيفة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل
يشوص فاه بالسواك
354

ذكر وصف استنان المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني ومحمد بن إسحاق قالا
حدثنا أحمد بن عبدة الضبي قال حدثنا حماد بن زيد عن غيلان بن
جرير عن أبي بردة
عن أبي موسى قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يستن وطرف السواك على لسانه وهو يقول عأعأ
355

ذكر ما يستحب للمرء أن يستعمل الاستنان
عند دخوله بيته
أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق حدثنا أحمد بن إبراهيم
الدورقي حدثنا بن مهدي عن سفيان عن المقدام بن شريح عن
أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل بيته يبدأ
بالسواك
356

ذكر ما يستحب للمرء إذا تعار من الليل أن يبدأ بالسواك
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير أخبرنا
سفيان عن منصور وحصين عن أبي وائل
عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام من الليل يشوص فاه
ذكر إباحة جمع المرء بين المضمضة والاستنشاق في وضوئه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة وجمع بين
المضمضة والاستنشاق
357

ذكر وصف المضمضة والاستنشاق للمتوضئ في وضوئه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا العباس بن
الوليد قال حدثنا وهيب بن خالد عن عمرو بن يحيى عن أبيه قال
شهدت عمرو بن أبي حسن سأل
عبد الله بن زيد عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بتور
من ماء فأكفأ على يده فغسل يده ثلاث مرات ثم أدخل يده
في الإناء فتمضمض واستنشق ثلاث مرات من ثلاث حفنات
ثم أدخل يده في الإناء فغسل وجهه ثلاث مرات ثم أدخل يده
في الإناء فغسل ذراعيه مرتين إلى المرفقين ثم أدخل يده
في الإناء فمسح برأسه فأقبل وأدبر ثم أدخل يده في الإناء فغسل
358

رجليه إلى الكعبين
359

ذكر إباحة المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة للمتوضئ
أخبرنا الحسين بن
محمد بن مصعب قال حدثنا
عبد الله بن سعيد الكندي قال حدثنا بن إدريس عن بن عجلان
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن بن عباس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغرف غرفة فمضمض واستنشق ثم غرف
غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى ثم غرف غرفة فغسل يده اليسرى ثم
غرف غرفة فمسح برأسه وباطن أذنيه وظاهرهما
وأدخل أصبعيه في أذنيه ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى
ثم غرف غرفة فغسل رجله اليسرى
ذكر وصف الاستنشاق
للمتوضئ إذا أراد الوضوء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا زائدة بن قدامة قال حدثنا خالد بن علقمة الهمداني
360

قال حدثنا عبد خير قال
دخل علي رضوان الله عليه الرحبة بعدما صلى الفجر
فجلس في الرحبة ثم قال لغلام ائتني بطهور فأتاه الغلام
بإناء فيه ماء وطست قال عبد خير ونحن جلوس ننظر إليه
قال فأخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى ثم
غسل كفيه ثم أخذ بيده اليمنى الإناء فأفرغ على يده اليسرى
كل ذلك لا يدخل يده في الإناء حتى غسلهما ثلاث مرات ثم
أدخل يده اليمنى قال فتمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى
فعل هذا ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده
اليمنى ثلاث مرات إلى المرفق ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق
ثلاث مرات ثم أدخل يده اليمنى في الإناء حتى غمرها ثم
رفعها بما حملت من ماء ثم مسحها بيده اليسرى ثم مسح
رأسه بيديه كلتيهما مرة واحدة ثم صب بيده اليمنى ثلاث مرات
على قدمه اليمنى ثم غسلها بيده اليسرى ثم صب بيده اليمنى
على قدمه اليسرى ثلاث مرات ثم غسلها بيده اليسرى ثم
أدخل يده في الإناء فغرف بكفه فشرب منه ثم قال هذا
طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم فمن أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله
صلى الله عليه وسلم فهذا طهوره
361

ذكر استحباب صك الوجه بالماء للمتوضئ عند إرادته غسل وجهه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يعقوب
بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا بن علية قال حدثنا محمد بن
إسحاق قال حدثنا محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن عبيد الله
الخولاني
عن بن عباس قال دخل علي بيتي وقد بال فدعا
بوضوء فجئناه بقعب يأخذ المد حتى وضع بين يديه فقال
ألا أتوضأ لك وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت فداك أبي وأمي
قال فغسل يديه ثم تمضمض واستنشق واستنثر ثم أخذ
بيمينه الماء فصك به وجهه حتى فرغ من وضوئه
ذكر الاستحباب للمتوضئ تخليل لحيته في وضوئه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
362

شيبة قال حدثنا بن نمير قال حدثنا إسرائيل عن عامر بن
شقيق عن أبي وائل قال
رأيت عثمان رضوان الله عليه توضأ فخلل لحيته
ثلاثا وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله
ذكر استحباب دلك الذراعين للمتوضئ في وضوئه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال
363

حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا شعبة قال أخبرني حبيب بن
زيد عن عباد بن تميم
عن عمه قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ فجعل يدلك
ذراعيه
ذكر البيان بأن دلك الذراعين الذي وصفناه في الوضوء
إنما يجب ذلك إذا كان الماء الذي يتوضأ به يسيرا
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير
قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا بن أبي زائدة عن شعبة عن حبيب بن زيد عن عباد بن
تميم
عن عمه عبد الله بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بثلثي الفساد
ماء فتوضأ فجعل يدلك ذراعيه
364

ذكر وصف مسح الرأس إذا أراد المرء الوضوء
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
عمرو بن يحيى عن أبيه
أنه قال لعبد الله بن زيد وهو جد عمرو بن يحيى هل
تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ قال عبد الله
بن زيد نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يده اليمنى ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا
ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين
ثم مسح برأسه بيديه فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم
365

ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ
منه ثم غسل رجليه وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتوضأ
ذكر الاستحباب أيكون مسح الرأس
للمتوضئ بماء جديد غير فضل يده
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب عن عمرو بن الحارث عن حبان بن واسع أن أباه
حدثه انه سمع
عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم توضأ فتمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ويده
اليمنى ثلاثا والأخرى مثلها ومسح برأسه بماء غير فضل يده
366

وغسل رجليه حتى أنقاهما
ذكر استحباب مسح المتوضئ ظاهر أذنيه
في وضوئه بالإبهامين وباطنهما بالسبابتين
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة قال حدثنا بن إدريس عن بن عجلان عن زيد بن أسلم
عن عطاء بن يسار
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغرف غرفة
فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى ثم غرف
غرفة فغسل يده اليسرى ثم غرف غرفة فمسح برأسه وأذنيه
داخلهما بالسبابتين وخالف بإبهاميه الظاهر أذنيه فمسح
ظاهرهما وباطنهما ثم غرف غرفة فغسل رجله اليمنى ثم
غرف غرفة فغسل رجله اليسرى
367

ذكر الأمر بتخليل الأصابع في الوضوء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا يحيى بن سليم عن إسماعيل بن كثير عن عاصم
بن لقيط بن صبرة
عن أبيه قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء
قال أسبغ الوضوء وخلل بين الأصابع وبالغ في
الاستنشاق إلا أن تكون صائما
ذكر العلة التي من أجلها أمر بالتخليل بين الأصابع
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا بندار قال حدثنا
محمد قال حدثنا شعبة عن محمد بن زياد قال
كان أبو هريرة يأتي على الناس وهم يتوضؤون عند
المطهرة فيقول لهم أسبغوا الوضوء بارك الله فيكم فإني
سمعت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول ويل للأعقاب من النار
368

ذكر الزجر عن ابتداء المرء في وضوئه
بفيه قبل غسل اليدين
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن
جبير بن نفير عن أبيه
أن أبا جبير الكندي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر له
رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء وقال يا أبا جبير فبدأ بفيه فقال له
369

رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبدأ بفيك فإن الكافر يبدأ بفيه ثم دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء فغسل يديه حتى أنقاهما ثم
تمضمض واستنثر ثم غسل وجهه ثلاثا ثم غسل يده اليمنى إلى
المرفق ثلاثا ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا ثم مسح
برأسه وغسل رجليه
ذكر الأمر بالتيامن في الوضوء واللباس اقتداء
بالمصطفى صلى الله عليه وسلم فيه
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا عبد الرحمن بن عمرو
الأسماء حدثنا زهير بن معاوية حدثنا الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبستم
وإذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم
370

ذكر ما للمرء أن يستعمل في أسبابه كلها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة وعمر بن محمد
قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد بن الحارث حدثنا
شعبة حدثنا الأشعث بن سليم قال سمعت أبي يحدث عن مسروق
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما
استطاع في طهوره وتنعله وترجله
قال شعبة ثم سمعت الأشعث بواسط يقول يحب التيامن
371

وذكر شأنه كله ثم قال شهدته بكار يقول يحب التيامن ما
استطاع
ذكر استحباب الوضوء ثلاثا ثلاثا
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا
عبد الله أخبرنا الأوزاعي أخبرنا المطلب بن حنطب
أن عبد الله بن عمر كان يتوضأ ثلاثا ثلاثا يسند ذلك إلى
النبي صلى الله عليه وسلم
372

ذكر إباحة غسل المتوضئ بعض أعضائه شفعا
وبعضها وترا في وضوئه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا صالح بن مالك
الخوارزمي قال حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن
عمرو بن يحيى عن أبيه
عن عبد الله بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا في
البيت فدعا بوضوء فأتيناه بتور من صفر فيه ماء فتوضأ وغسل
وجهه ثلاثا وغسل يديه مرتين ومسح رأسه فأقبل بيديه
وأدبر وغسل رجليه 1
ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر من عدد الوضوء
على مرتين مرتين
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بن جوصا أبو الحسن
قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا زيد بن الحباب عن بن
ثوبان قال حدثني عبد الله بن الفضل عن الأعرج
373

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين
ذكر الإباحة للمرء أن يقتصر في الوضوء على مرة
مرة إذا أسبغ
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عمرو بن
علي قال حدثنا يحيى القطان عن سفيان قال حدثني زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار
عن بن عباس قال أنا أعلمكم بوضوء رسول الله
صلى الله عليه وسلم فتوضأ مرة مرة
374

باب
نواقض الوضوء
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا حبان بن
موسى قال أخبرنا عبد الله عن محمد بن إسحاق قال حدثني
صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر
عن جابر بن عبد الله قال خرجنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع فأصاب رجل من المسلمين امرأة
رجل من المشركين فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا أتى
زوجها وكان غائبا فلما أخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق في
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم دما فخرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا
هذه فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار قالا
375

نحن يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم فكونا بفم الشعب قال
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه نزلوا إلى شعب من الوادي فلما
خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي
الليل أحب إليك أن أكفيك أوله آخره قال اكفني أوله
قال فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة
القوم فرماه بسهم فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت
قائما يصلي ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه وثبت
قائما يصلي ثم عاد له الثالثة فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم
ركع فسجد ثم أهب صاحبه وقال أجلس فقد أتيت
فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنه قد نذر به هرب فلما
رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال سبحان الله أفلا
أهببتني أول ما رماك قال كنت في سورة أقرأها فلم أحب
أن أقطعها حتى أنفذها فلما تابع علي الرمي ركعت فأذنتك
وأيم الله لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع
نفسي قبل ان أقطعها أو أنفذها
376

ذكر الخبر الدال على أن القئ ينقض الطهارة
سواء كان ملء الفم أو لم يكن
أخبرنا محمد بن إسحاق بن حزيمة قال حدثنا أبو
موسى قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال سمعت أبي
قال حدثنا حسين المعلم قال حدثنا يحيى بن أبي كثير أن بن
عمرو الأوزاعي حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن طلحة
حدثه
أن أبا الدرداء حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر فلقيت ثوبان
في مسجد دمشق فذكرت له ذلك فقال صدق أنا صببت
له وضوءا
377

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن النوم لا يوجب
الوضوء على النائم في بعض الأحوال
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو
عاصم حدثنا بن جريج قال قلت لعطاء أي حين أحب إليك أن
أصلي للعتمة إما إماما وأما خلوا فقال
سمعت بن عباس يقول اعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعتمة
حتى رقد الناس واستيقظوا ورقدوا واستيقظوا فقال عمر
رضي الله عنه الصلاة الصلاة فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني
أنظر إليه الآن تقطر رأسه ماء واضعا يديه على رأسه فقال
لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم أن يصلوا هكذا
379

ذكر الخبر الدال على أن هذا الخبر كان في أول الإسلام
أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد
الرزاق حدثنا بن جريج أخبرني نافع
حدثنا بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم شغل ذات ليلة عن صلاة
العتمة حتى رقدنا في المسجد ثم استيقظنا ثم رقدنا ثم
استيقظنا ثم خرج فقال صلى الله عليه وسلم ليس ينتظر أحد من أهل
الأرض الصلاة غيركم
380

ذكر الخبر الدال على أن الرقاد الذي هو النعاس لا يوجب
على من وجد فيه وضوءا وأن النوم الذي هو
زوال العقل بوجب على من وجد فيه وضوءا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا
سفيان عن عاصم عن زر قال
أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال لي ما حاجتك قلت
له ابتغاء العلم قال فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم
رضى بما يطلب قلت حك في نفسي المسح على الخفين بعد
الغائط والبول وكنت امرأ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فأتيتك
أسألك هل سمعت منه في ذلك شيئا قال نعم كان يأمرنا
إذا كنا في سفر أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام
381

ولياليهن إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم
382

قال أبو حاتم الرقاد له بداية ونهاية فبدايته النعاس الذي
هو أوائل النوم وصفته أن المرء إذا كلم فيه يسمع وإن حالا
علم إلا أنه يتمايل تمايلا ونهايته زوال العقل وصفته
أن المرء إذا حالا في تلك الحالة لم يعلم وإن تكلم لم
يفهم فالنعاس لا يوجب الوضوء على أحد قليله وكثيره على أي
حالة كان الناعس والنوم يوجب الوضوء على من وجد على أي
حالة كان النائم على أن اسم النوم قد يقع على النعاس
والنعاس على النوم ومعناهما مختلفان والله عز وجل فرق
بينهما بقوله لا تأخذه سنة ولا نوم ولما
قرن صلى الله عليه وسلم في خبر صفوان بين النوم والغائط والبول في
إيجاب الوضوء منها ولم يكن بين البول والغائط فرقان وكان
كل واحد منهما قليل أحدهما أو كثيره أوجب عليه الطهارة سواء
كان البائل قائما أو قاعدا أو راكعا أو ساجد كان كانت كل من
نام بزوال العقل وجب عليه الوضوء سواء اختلفت أحواله أو
اتفقت لأن العلة فيه زوال العقل لا تغير الأحوال عليه كما أن
العلة في الغائط والبول وجودهما لا تغير أحوال البائل والمتغوط
فيه
ذكر الأمر بالوضوء من المذي وضوء الصلاة أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان
أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار
383

عن المقداد بن الأسود أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله ماذا عليه فإن
عندي ابنته وأنا أستحيي أن أسأله قال المقداد فسألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إذا وجد ذلك فلينضح فرجه وليتوضأ
وضوءه الولاء
قال أبو حاتم مات المقداد بن الأسود بالجرف سنة ثلاث
وثلاثين ومات سليمان بن يسار أربع وتسعين وقد سمع
سليمان بن يسار المقداد وهو بن دون عشر سنين
384

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فلينضح فرجه أراد به
فليغسل ذكره
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد
الطيالسي حدثنا زائدة بن قدامة حدثني الركين بن الربيع ها عن
حصين بن قبيصة
عن علي بن أبي طالب قال كنت رجلا مذاء فسألت
النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيت المذي فاغسل ذكرك وإذا رأيت
الماء فاغتسل
385

قال أبو حاتم يشبه أن يكون علي بن أبي طالب أمر المقداد
أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا الحكم فسأله وأخبره ثم
أخبر المقداد عليا بذلك ثم سأل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم عما
أخبره به المقداد حتى يكونا سؤالين في موضعين مختلفين
والدليل على أنهما كانا في موضعين أن عند سؤال علي النبي
صلى الله عليه وسلم أمره بالاغتسال عند المني وليس هذا في خبر المقداد
يدلك هذا على أنهما غير متضادين
386

ذكر الخبر الدال على أن غسل الذكر للذي لا يجزئ
به صلاته دون الوضوء وأن الوضوء يجزئ
عن نضح الثوب له
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم حدثنا محمد بن إسحاق حدثني سعيد بن عبيد بن السباق
عن أبيه
387

عن سهل بن حنيف قال كنت ألقمن المذي شدة
فكنت أكثر الاغتسال منه فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك
فقال إنما يجزئك منه الوضوء فقلت فكيف بما يصيب
ثوبي منه قال يكفيك أتأخذ كفا من ماء فتنضح بها من
ثوبك حيث ترى أنه أصابه
ذكر إيجاب الوضوء على الممذي والاغتسال على الممني
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عثمان العجلي قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي
حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي
عن علي بن أبي طالب قال كنت رجلا مذاء فسألت
النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إذا رأيت الماء فاغسل ذكرك وتوضأ وإذا رأيت المني فاغتسل
388

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أنه مضاد
لخبر أبي عبد الرحمن السلمي الذي ذكرنا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال حدثنا يزيد بن زريع
قال حدثنا روح بن القاسم عن بن أبي
نجيح عن عطاء عن إياس بن خليفة
عن رافع بن خديج أن عليا أمر عمارا أن يسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي فقال يغسل مذاكيره ويتوضأ
ذكر خبر ثالث يوهم من لم يطلب العلم من مظانه
أنه مضاد للخبرين اللذين تقدم ذكرنا لهما
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن سليمان بن يسار
عن المقداد بن الأسود أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل
389

رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا
عليه فإن عندي ابنته وأنا أستحيي أن أسأله قال المقداد
فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إذا وجد أحدكم
ذلك فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه الولاء
قال أبو حاتم رحمه الله قد يتوهم بعض المستمعين لهذه
الأخبار ممن لم يطلب العلم من مظانه ولا دار في الحقيقة
على أطرافه أن بينها تضادا أو تهاترا لأن في خبر أبي عبد
الرحمن السلمي سألت النبي صلى الله عليه وسلم وفي خبر إياس بن خليفة أنه
أمر عمارا أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم وفي خبر سليمان بن يسار أنه أمر
المقداد أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بينها تهاتر لأنه
يحتمل أن يكون علي بن أبي طالب أمر عمارا أن يسأل النبي
صلى الله عليه وسلم فسأله ثم أم المقداد ان يسأله فسأله ثم سأل بنفسه
رسول الله صلى الله عليه وسلم والدليل على صحة ما ذكرت أن متن كل خبر
يخالف متن الخبر الآخر لأن في خبر أبي عبد الرحمن كنت
رجلا مذاء فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا رأيت الماء
فاغتسل وفي خبر إياس بن خليفة أنه أمر عمارا أن يسأل
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يغسل مذاكيره ويتوضأ وليس فيه ذكر
المني الذي في خبر أبي عبد الرحمن وخبر المقداد بن
الأسود سؤال مستأنف فيسأل أنه ليس بالسؤالين الأولين اللذين
390

ذكرناهما لأن فخبر المقداد أن علي بن أبي طالب امره أن
يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا دنا من أهله فخرج منه
المذي ماذا عليه فإن عندي ابنته فذلك ما وصفنا على أن
هذه أسئلة متباينة في مواضع مختلفة لعلل موجودة من غير
أن يكون بينها تضاد أو تهاتر
ذكر إيجاب الوضوء من المذي والاغتسال من المني
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن معاذ
قال حدثنا عبيدة بن حميد الحذاء قال حدثنا الركين بن الربيع بن
عميلة عن حصين بن قبيصة
عن علي بن أبي طالب قال كنت رجلا مذاء
فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري فذكرت ذلك
للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر له فقال لا تفعل إذا رأيت المذي فاغسل
ذكرك وتوضأ وضوءك الولاء وإذا نضحت الماء فاغتسل
391

ذكر خبر فيه كالدليل على أن الوضوء لا يجب من لمس
المرء ذوات المحارم
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة
بن سعيد قال حدثنا الليث عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة أنها أخبرته وثلاثمائة كانت تغتسل مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإناء الواحد
392

ذكر الخبر الدال على أن الملامسة من ذوات المحارم
لا توجب الوضوء
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي
عن أبي قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو
حامل أمامة بنت زينب ابنته فكان إذا قام حملها وإذا
سجد وضعها
393

ذكر الخبر الدال على نفي إيجاب الوضوء
من الملامسة إذا كانت من ذوات المحارم
أخبرنا الفضل قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
حدثنا ليث بن سعد عن سعيد بن أبي المقبري عن عمرو بن
سليم الزرقي
أنه سمع أبا قتادة يقول بينما نحن على باب رسول الله
صلى الله عليه وسلم جلوس إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل أمامه بنت
أبي العاص بن الربيع وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهي صبية فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه يضعها
إذا ركع ويعيدها على عاتقه إذا قام حتى قضى صلاته يفعل
ذلك بها واستوثقت
394

ذكر خبر فيه كالدليل على أن الملامسة للرجل
من امرأته لا يوجب الوضوء عليها أخبرنا عمر بن محمد الهمداني
قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا بن وهب قال حدثني أفلح بن حميد الأنصاري أنه سمع
القاسم بن محمد يقول
سمعت عائشة تقول إن كنت لأغتسل أنا ورسول الله
صلى الله عليه وسلم من إناء واحد تختلف أيدينا فيه وتلتقي أضافه
395

أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال
أخبرنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله
بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن
حزم أنه سمع عروة بن الزبير يقول دخلت على مروان بن الحكم
فذكرنا ما يكون منه الوضوء فقال مروان
أخبرتني بسرة بنت صفوان أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ
396

قال أبو حاتم رضي الله عنه عائذ بالله أن نحتج بخبر رواه
مروان بن الحكم وذووه في شئ من كتبنا لأنا نستحل
الاحتجاج بغير الصحيح من سائر الأخبار وإن وافق ذلك
مذهبنا ولا نعتمد من المذاهب إلا على المنتزع من الآثار
وإن خالف ذلك قول أئمتنا
وأما خبر بسرة الذي ذكرناه فإن عروة بن الزبير سمعه من
مروان بن الحكم عن بسرة فلم يقنعهم ذلك حتى بعث مروان
شرطيا له إلى بسرة فسألها ثم آتاهم فأخبرهم بمثل ما قالت
بسرة فسمعه عروة ثانيا عن الشرطي عن بسرة ثم لم يقنعه
ذلك حتى ذهب إلى بسرة فسمع منها فالخبر عن عروة عن
بسرة متصل ليس بمنقطع وصار مروان والشرطي كأنهما
عاريتان يسقطان من الإسناد
وانتهائها
ذكر الخبر الدال على أن عروة
سمع هذا الخبر من بسرة نفسها
أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرح
الحراني أبو بدر بسر غامرطا من ديار مضر قال حدثنا أبي قال حدثنا
397

شعيب بن إسحاق قال حدثني هشام بن عروة عن أبيه أن مروان
بن الحكم حدثه
عن بسرة بنت صفوان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مس
أحدكم ذكره فليتوضأ قال فأنكر ذلك عروة فسأل بسرة
فصدقته بقربانها
ذكر خبر ثان يصرح بأن عروة بن الزبير
سمع هذا الخبر من بسرة كما ذكرناه قبل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا محمد بن
رافع قال حدثنا بن أبي فديك قال أخبرني ربيعة بن عثمان عن
هشام بن عروة عن أبيه عن مروان
عن بسرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مس فرجه فليتوضأ
398

قال عروة فسألت بسرة فصدقته أعدتك
ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالوضوء من مس
الفرج إنما هو الوضوء الذي لا تجوز الصلاة إلا به
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسلم بن
إبراهيم قال حدثنا علي بن المبارك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن بسرة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس فرجه
فليعد الوضوء
قال أبو حاتم لو كان المراد منه غسل اليدين كما قال
بعض الناس لما قال صلى الله عليه وسلم فليعد الوضوء إذ الإعادة لا
تكون إلا للوضوء الذي هو الولاء لصيانته
399

ذكر خبر ثان يصرح بأن الوضوء من مس الفرج إنما
هو وضوء الصلاة وإن كانت العرب تسمي غسل اليدين وضوءا
أخبرنا أبو نعيم عبد الرحمن بن قريش قال حدثنا محمد
بن عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا عبد الله بن الوليد العدني
عن سفيان قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن مروان
عن بسرة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس ذكره
فليتوضأ وضوءه الولاء كآجال
ذكر البيان بأن حكم الرجال والنساء فيما ذكرنا سواء
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد الله
بن أحمد بن ذكوان الدمشقي
قال حدثنا الوليد بن مسلم قال
حدثنا عبد الرحمن بن نمر اليحصبي عن الزهري عن عروة
عن بسرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مس أحدكم فرجه
فليتوضأ والمرأة مثل ذلك بأهلته
400

ذكر البيان بأن الأخبار التي ذكرناها مجملة بأن
الوضوء إنما يجب من مس الذكر إذا كان
لك بالإفضاء دون سائر المس أو كان بينهما حائل
أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان المعدل بالفسطاط
وعمران بن فضالة الشعيري بالموصل قالا حدثنا أحمد بن سعيد
الهمداني قال حدثنا أصبغ بن الفرج قال حدثنا عبد الرحمن بن
القاسم عن يزيد بن عبد الملك ونافع بن أبي نعيم القارئ عن
المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفضي
أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما ستر ولا حجاب
فليتوضأ
401

قال أبو خاتم رضي الله عنه احتجاجنا في هذا الخبر بنافع
بن أبي نعيم دون يزيد بن عبد
الملك النوفلي لأن يزيد بن عبد الملك تبرأنا من عهدته في كتاب الضعفاء فتخريجه
ذكر خبر أوهم عالما من الناس
أنه مضاد لخبر بسرة أو معارض له
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا نصر بن
علي بن نصر قال أخبرنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر عن
قيس بن طلق
عن أبيه قال خرجنا وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل
فقال يا نبي الله ما تقول في مس الرجل ذكره بعدما يتوضأ
فقال هل هو إلا مضغة أو بضعة منه منشئة
402

ذكر البيان بأن حكم المتعمد والناسي في هذا سواء أخبرنا بن قتيبة بعسقلان حدثنا بن أبي السري أخبرنا
ملازم بن عمرو قال حدثني عبد الله بن بدر قال حدثني قيس بن
طلق قال
حدثني أبي قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه أعرابي فقال
يا رسول الله إن أحدنا يكون في الصلاة فيحتك فيصيب يده
ذكره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل هو إلا بضعة منك أو مضغة
منك والرفاء
403

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا ما رواه
ثقة عن قيس بن طلق خلا ملازم بن عمرو
أخبرنا محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري بمكة
حدثنا محمد بن عبد الوهاب الفراء حدثنا حسين بن الوليد عن عكرمة
بن عمار عن قيس بن طلق
عن أبيه أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يمس ذكره وهو
في الصلاة قال لا بأس به إنه لبعض جسدك وللمطلقة
ذكر الوقت الذي وفد طلق بن علي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد قال حدثنا ملازم بن عمرو قال حدثنا جدي عبد الله بن
بدر عن قيس بن طلق
عن أبيه قال بنيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد المدينة
فكان يقول قدموا اليمامي من الطين فإنه من أحسنكم له
مسا
404

قال أبو حاتم رضي الله عنه خبر طلق بن علي الذي
ذكرناه خبر منسوخ لأن طلق بن علي كان قدومه على النبي
صلى الله عليه وسلم أول سنة من سني الهجرة حيث كان المسلمون يبنون
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة وقد روى أبو هريرة إيجاب
الوضوء من مس الذكر على حسب ما ذكرناه قبل وأبو هريرة
أسلم سنة سبع من الهجرة فدل ذلك على أن خبر أبي هريرة
كان بعد خبر طلق بن علي بسبع سنين للتحري
ذكر الخبر المصرح برجوع طلق بن علي إلى بلده بعد قدمته تلك
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر الحنفي عن قيس بن طلق
عن أبيه قال خرجنا ستة وفدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسة
من بني حنيفة ورجل من بني ضبيعة بن ربيعة حتى قدمنا على
نبي الله صلى الله عليه وسلم فبايعناه وصلينا معه وأخبرناه أن بأرضنا بيعة
لنا واستوهبناه من فضل طهوره فدعا بماء فتوضأ منه
405

وتمضمض وصب لنا في إداوة ثم قال اذهبوا بهذا الماء
فإذا قدمتم بلدكم فاكسروا بيعتكم ثم انضحوا مكانها من هذا
الماء واتخذوا مكانها مسجدا فقلنا يا رسول الله البلد
بعيد والماء ينشف قال فأمدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا
طيبا فخرجنا فتشاححنا على حمل الإداوة أينا يحملها
فجعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم نوبا لكل رجل منا يوما وليلة
فخرجنا بها حتى قدمنا بلدنا فعملنا الذي أمرنا وراهب ذلك
القوم رجل من طئ فنادينا بالصلاة فقال الراهب دعوة
حق ثم هرب فلم ير بعد
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر بيان واضح أن
طلق بن علي رجع إلى بلده بعد القدمة التي ذكرنا وقتها ثلا
يعلم له رجوع
إلى المدينة بعد ذلك فمن ادعى رجوعه بعد
ذلك فعليه أن يأتي بسنة مصرحة ولا سبيل له إلى ذلك لدافع
ذكر الأمر بالوضوء من أكل لحم الجزور
ضد قول من نفى عنه ذلك
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بشر بن
معاذ العقدي قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن
موهب عن جعفر بن أبي ثور
406

عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال
يا رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن
شئت فلا تتوضأ قال أنتوضأ من لحو الإبل قال
نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا المتشاغل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث بن أبي
الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور
عن جابر بن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ
من لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم أفارقها
407

ذكر خبر أوهم غير المتبحر في صناعة
الحديث ان هذا الخبر معلول
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة عن
سماك قال سمعت أبا ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة
عن جابر بن سمرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الصلاة في
مبات الغنم فرخص فيها وسئل عن الصلاة في مبات الإبل فنهى عنها وسئل عن الوضوء من لحوم الغنم
فقال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو ثور بن عكرمة بن جابر بن
سمرة اسمه جعفر وكنية أبيه أبو ثور فجعفر بن أبي ثور
هو أبو ثور بن عكرمة بن جابر بن سمرة روى عنه عثمان بن
408

عبد الله بن موهب وأشعث بن أبي الشعثاء وسماك بن
حرب فمن لم يحكم صناعة الحديث توهم أنهما رجلان
مجهولان فتفهموا رحمكم الله كيلا تغالطوا فيه ملاعن
ذكر الخبر المصرح بإيجاب الوضوء من أكل لحوم الجزور
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث بن
أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور
عن جابر بن سمرة قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتوضأ من
لحوم الإبل ولا نتوضأ من لحوم الغنم وأن نصلي في
مرابض الغنم ولا نصلي في أعطان الإبل يفلحوا
409

ذكر الخبر الدال على الأمر بالوضوء من أكل
لحوم الإبل إنما هو الوضوء المفروض الولاء
دون غسل اليدين
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا الثوري عن
الأعمش عن عبد الله بن عبد الله الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أنصلي في أعطان
الإبل قال لا قيل أنصلي في مرابض الغنم قال
نعم قيل أنتوضأ من لحوم الإبل قال نعم قيل
أنتوضأ من لحوم الغنم قال لا
قال أبو حاتم رضي الله عنه في سؤال السائل عن الوضوء
410

من لحوم الإبل وعن الصلاة في أعطانها وتفريق النبي
صلى الله عليه وسلم بين الجوابين أرى البيان أنه أراد الوضوء المفروض
لولاء دون غسل اليدين ولو كان ذلك غسل اليدين من الغمر
لاستوى فيه لحوم الإبل والغنم جميعا وقد كان ترك الوضوء
مما مسته النار وبقي المسلمون عليه مدة ثم نسخ ذلك
وبقي لحوم الإبل مستثنى من جملة ما أبيح بعد الخطر الذي تقدم
ذكرنا له
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم ان الوضوء
من لحوم الإبل إذا أكلت غير واجب
أخبرنا محمد بن أحمد بن نضر الخلقاني بمرو قال
حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال
حدثنا أبي قال حدثنا داود بن أبي هند عن عكرمة
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قدر فانتشل
منها عظما فأكله ثم صلى ولم يتوضأ
411

قال أبو حاتم قول بن عباس فآكله أراد به اللحم
الذي على العظم لا العظم نفسه والمصتين
ذكر خبر يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن الوضوء من أكل لحوم الجزور غير واجب
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال
حدثني محمد بن المنكدر
سمع جابر بن عبد الله يقول قرب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
خبز ولحم فأكله ودعا بوضوء ثم صلى الظهر ثم دعا بفضل
طعامه فأكل ثم صلى العصر ولم يتوضأ ثم دخلت مع أبي
بكر فقال هل من شئ فلم يجدوا فقال أين شاتكم
الوالد فأمرني بها فاعتقلتها فحلبت لثم صنع لنا طعاما
فأكلنا ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم دخلت مع عمر فوضعت
جفنة فيها خبز ولحم فأكلنا ثم صلينا قبل أن نتوضأ
413

قال وحدثنا معمر عن بن المنكدر عن جابر مثله اللبنين
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أن الوضوء من أكل لحوم الإبل غير واجب
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
إسماعيل بن عليه عن أيوب عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو
بن عطاء
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل من كتف أو
قال تعرق من ضلع ثم صلى ولم يتوضأ
414

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه ناسخ للأمر الذي ذكرناه أو مضاد له
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال حدثنا عبد الله عن معمر قال حدثنا محمد بن المنكدر
عن جابر قال أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من لحم ومعه أبو
بكر وعمر ثم قاموا إلى الصف ولم يتوضؤوا قال جابر ثم
شهدت أبا بكر أكل طعاما ثم قام إلى الصلاة ولم يتوضأ ثم
شهدت عمر أكل من جفنة ثم قام فصلى ولم يتوضأ
ذكر خبر أوهم عالما من الناس انه ناسخ
للأمر بالوضوء من لحوم الإبل
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا
أبو بشر بكر بن خلف قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا هشام بن
415

عروة عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء
عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتفا فصلى
ولم يتوضأ لأخذتها
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه ناسخ لأمره صلى الله عليه وسلم بالوضوء من لحوم الإبل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
موسى بن سهل الرملي قال حدثنا علي بن عياش قال حدثنا
شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال كان آخر الأمرين من
416

رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر مختصر من حديث
طويل اختصره شعيب بن أبي حمزة متوهما لنسخ إيجاب
الوضوء مما مست النار مطلقا وإنما هو نسخ لإيجاب الوضوء
مما مست النار خلا لحم الجزور
فقط
417

ذكر الخبر المقتضي للفظة المختصرة التي ذكرناها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو علقمة عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أبي
فروة المديني قال حدثني محمد بن المنكدر
عن جابر قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل طعاما مما
مست النار ثم صلى قبل أن يتوضأ ثم رأيت بعد رسول الله
صلى الله عليه وسلم أبا بكر أكل طعاما مما مسته النار ثم صلى قبل أن
يتوضأ ثم رأيت بعد أبي بكر عمر أكل طعاما مما مسته النار ثم
صلى قبل أن يتوضأ
ة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله عن معمر قال حدثنا محمد بن المنكدر
عن جابر قال أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من لحم ومعه أبو
بكر وعمر رضوان الله عليهما ثم قاموا إلى العصر ولم
يتوضؤوا قال جابر ثم شهدت أبا بكر أكل طعاما ثم قام إلى
الصلاة ولم يتوضأ ثم شهدت عمر أكل من جفنة ثم قام فصلى
ولم يتوضأ فأفضلهم
ذكر البيان بأن هذا الطعام الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم
من أكله كان لحم شاة لا لحم إبل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
418

الحسن بن قزعة قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي قال
حدثنا أيوب عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال دعت امرأة من الأنصار
رسول الله صلى الله عليه وسلم على شاة فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه
فحضرت الصلاة فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عاد إلى بقيتها
فأكلوا فحضرت العصر فلم يتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وجيدك
ذكر البيان بأن أكل المصطفى صلى الله عليه وسلم ما وصفناه كان
ذلك من لحم شاة لا من لحم جزور
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال حدثني
محمد بن المنكدر
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأة من الأنصار قال
فبسطت له عند ظل صور ورشت بالماء حوله وذبحت شاة
فأكل وأكلنا معه ثم قال تحت الصور فلما استيقظ توضأ ثم
صلى الظهر فقالت المرأة يا رسول الله فضلت عندنا فضلة
من طعام فهل لك فيها قال نعم فأكل وأكلنا معه ثم
419

صلى قبل ان يتوضأ يضافون
ذكر البيان بأن اللحم الذي أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يتوضأ منه كان لحم شاة لا لحم إبل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بشر بن معاذ
العقدي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن
محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال دعتنا امرأة من الأنصار
وذبحت شاة وصنعت طعاما ورشت لنا صورا فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالطهور فتوضأ ثم صلى ثم أتينا بفضول
الطعام فأكله وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ ودخلنا على
أبي بكر فدعا بطعام فلم يجده فقال أين شاتكم التي
ولدت قالت هي ذه فدعا بها فحلبها بيده ثم صنعوا لبأ
فأكل فصلى ولم يتوضأ وتعشيت مع عمر فأتي بقصعتين
فوضعت واحدة بين يديه والأخرى بين يدي القوم فصلى ولم
يتوضأ
420

قال أبو حاتم الصور مجتمع النخل لوقتين
ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من
أكله كان ذلك كتف شاة لا كتف إبا
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو
مروان العثماني قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن موسى بن
عقبة عن محمد بن عمرو بن عطاء
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم
صلى ولم يتوضأ
ذكر خبر ثان يصرح بأن الكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه وسلم
ولم يتوضأ منه كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن
بن شهاب عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري
عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من كتف شاة
421

فيأكل منها فدعي إلى الصلاة فقام فطرح السكين فصلى
ولم يتوضأ
قال بن شهاب وحدثني علي بن عبد الله بن عباس
عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فشاعت
ذكر خبر ثالث يصرح بأن الكتف الذي أكله صلى الله عليه وسلم فصلى من
غير إحداث وضوء كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو مروان
العثماني قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار
422

عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم
قام إلى الصلاة فصلى ولم يتوضأ ولم يتمضمض وهبهما
ذكر البيان بأن الكتف الذي أكله المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ
منه إنما كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة
ثم صلى ولم يتوضأ
ذكر البيان بأن الكتف الذي لم يتوضأ صلى الله عليه وسلم من
أكله كان ذلك كتف شاة لا كتف إبل
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
423

بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى
ولم يتوضأ
ذكر البيان بأن الأكل الذي وصفناه من المصطفى صلى الله عليه وسلم اللحم الذي
لم يتوضأ منه كان ذلك لحم شاة لا لحم إبل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا شيبان بن
أبي شيبة قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأة من
الأنصار فبسطت له عند صور ورشت حوله وذبحت شاة
فصنعت له طعاما فأكل صلى الله عليه وسلم وأكلنا معه ثم توضأ لصلاة
الظهر فصلى فقالت المرأة يا رسول الله قد فضلت عندنا
من صباحهم فضلة فهل لك في العشاء قال نعم فأكل
وأكلنا ثم صلى العصر ولم يتوضأ استسعاها
ذكر الأمر بالشئ الذي نسخه فعله الذي ذكرناه قبل
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا بن علية عن معمر عن الزهري عن عمر بن
424

عبد العزيز عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ
أن أبا هريرة أكل أثوار أقط فتوضأ ثم قال أتدرون
توضأت إني أكلت أثوار أقط سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول توضأ مما مست النار
وكان عمر بن عبد العزيز يتوضأ من السكر فظهوره
425

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بالوضوء من أكل ما مسته النار
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس وعمرو بن الحارث عن بن
شهاب أن عمر بن عبد العزيز حدثه أن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ
حدثه أنه وجد
أبا هريرة على ظهر المسجد يتوضأ فسأله قال أبو
هريرة إنما أتوضأ من أثوار أقط أكلتها إن النبي صلى الله عليه وسلم قال
توضأ مما مسته النار
قال أبو حاتم رضي الله عنه هكذا أخبرنا بن قتيبة وقال
عبد الله بن إبراهيم بن قارظ وإنما هو إبراهيم بن عبد الله بن
قارظ ومكاسبه
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم توضأ مما
مسته النار أراد به ما أنضجته النار
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله
426

بن معاذ قال حدثنا أبي عن شعبة عن أبي بكر بن حفص عن الأغر
أبي مسلم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال توضأ مما مست
النار
ذكر الإباحة للمرء ترك الوضوء مما
مست النار من لحو الغنم
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي
عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن شرحبيل بن سعد الأنصاري
عن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أهديت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فشوي له بطنها فاكل منها ثم قام
يصلي ولم يتوضأ
427

ذكر الإباحة للمرء ترك الوضوء مما
مسته النار من لحوم الغنم
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست ومحمد بن
الحسن الخليل بن سالم قالا حدثنا بن عمار قال حدثنا حاتم بن
إسماعيل قال حدثنا موسى بن عقبة عن صالح بن جلس عن
الفضل بن عمرو بن أمية الضمري
عن عمرو بن أمية أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتز من
عرق يأكل فأتى المؤذن بالصلاة فألقى العرق والسكين من
يده ولم يتوضأ
قال إسحاق عن الفضل بن عمرو بن أمية عن أبيه ولم
يذكر الضمري
وقال يحتز من عرق فأتاه يأمر بالصلاة وقال من يده وصلى ولم يتوضأ
ذكر البيان بأن ترك الوضوء من أكل كتف
الشاة كان بعد الأمر بالوضوء مما مست النار
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبدة الضبي
قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
428

عن أبي هريرة أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم توضأ من ثور أقط
ثم رآه أكل كتف شاة فصلى ولم يتوضأ لنفاذه
ذكر إباحة ترك الوضوء مما مسته النار من الأسوقة
حدثنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا أحمد
بن عبدة الضبي قال حدثنا حماد بن يزيد عن يحيى بن سعيد عن
بشير بن يسار
عن سويد بن النعمان قال اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى إذا كنا على روحه من خيبر دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بطعام
فلم يوجد إلا سويق قال فأكلناه ثم دعا بماء فمضمض
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى ولم يتوضأ
429

ذكر الإباحة للمرء إذا أكل لحما مسته النار ان
يصلي من غير أن يمس ماء بيده ولا فمه
أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك أبو بدر بحران
قال حدثنا أبي قال حدثنا شعيب بن إسحاق عن هشام بن عروة
عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء
عن بن عباس قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل عرقا
430

من شاة ثم صلى ولم يتمضمض ولم يمس ماء مرضيه
ذكر البيان بأن الأمر بالوضوء مما مست النار
منسوخ خلا لحم الإبل وحدها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بشر بن
معاذ العقدي قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب
عن جعفر بن أبي ثور
عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا
رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم قال
إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال
نعم توضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض
الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال
لا
ذكر الخبر الدال على أن
الوضوء لا يجب من أكل
ما مسته النار خلا لحم الجزور للأمر الذي وصفناه قبل
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار
أن سويد بن النعمان أخبره انه خرج مع رسول الله
431

صلى الله عليه وسلم عام خيبر حتى إذا كنا بالصهباء وهي من أدنى خيبر
نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى العصر ثم دعا بالأزواد فلم يؤت
إلا بالسويق فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فثري فأكل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلنا معه ثم قام إلى المغرب فمضمض
ومضمضنا ولم يتوضأ
ذكر الخبر الدال على أن الأمر بالوضوء من لحوم الإبل
هو المستثنى مما أبيح من ترك الوضوء مما مست النار
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا بشر بن
معاذ العقدي قال حدثنا أبو عوانة عن عثمان بن عبد الله بن موهب
عن جعفر بن أبي ثور
عن جابر بن سمرة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله أنتوضأ من لحوم الغنم قال
إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال
نعم توضأ من لحوم الإبل قال أصلي في مرابض
432

الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال
لا
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار
قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا زائدة وإسرائيل عن
أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي ثور
عن جابر بن سمرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الوضوء من لحوم الغنم فقال توضأ إن شئت وسئل عن
الصلاة في مرابض الغنم فقال صل إن شئت وسئل عن
الوضوء من لحوم الإبل فقال توضأ وسئل عن الصلاة في
مبات الإبل فقال لا تصل
ذكر إباحة ترك الوضوء من شرب الألبان كلها
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال حدثني عمرو بن الحارث عن بن شهاب
عن عبيد الله بن عبد الله
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ثم دعا بإناء
فمضمض وقال إن له دسما
433

ذكر البيان بأن شرب اللبن لا يوجب على شاربه وضوءا
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل قال حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا الليث
بن سعد عن عقيل عن الزهري عن عبيد
الله
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فدعا بماء
فتمضمض وقال إن له دسما
ذكر الخبر الدال على إباحة ترك الوضوء من أكل الفواكه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا سعيد بن حفص
خال النفيلي قال حدثنا موسى بن أعين عن عمرو بن الحارث عن
أبي الزبير
عن جابر أنهم كانوا يأكلون تمرا على ترس فمر بنا
النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا سلم فتقدم فأكل معنا من التمر ولم
يمس ماء
434

ذكر الأمر بالوضوء من حمل الميت
أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى قالا حدثنا
إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي
صالح عن أبيه
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من غسل ميتا
435

فليغتسل ومن حمله فليتوضأ
436

قال أبو حاتم أضمر في هذا الخبر إذا لم يكن بينهما
حائل والدليل على أنه الوضوء الذي لا تجوز الصلاة إلا به
دون غسل اليدين تقرينه صلى الله عليه وسلم الوضوء بالاغتسال في شيئين
متجانسين
ذكر إباحة اقتصار المرء على مسح اليد بشئ معه
من الغمر دون غسل اليدين منه عند القيام إلى الصلاة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار
قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال أكل النبي صلى الله عليه وسلم كتفا ثم مسح
يده بمسح كان تحته ثم قام فصلى
437

ذكر البيان بأن مسح المرء اللحم النئ لا يوجب عليه وضوءا
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف قال حدثنا عمرو بن
عثمان قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا هلال بن ميمون
قال حدثنا عطاء بن يزيد المؤذن
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بغلام
يسلخ شاة فقال له تنح حتى أريك فإني لا أراك تحسن
تسلخ قال فأدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده بين الجلد
واللحم فدحس بها حتى توارت إلى الإبط ثم قال صلى الله عليه وسلم
هكذا يا غلام فاسلخ ثم انطلق فصلى ولم يتوضأ ولم
يمس ماء
438

باب
الغسل
ذكر البيان بأن الغسل يجب من الإنزال
وإن لم يكن التقاء الختانين موجودا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة
عن أنس أن أم سليم سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة
ترى في منامها ما يرى الرجل قال إذا أنزلت المرأة
فلتغتسل
439

ذكر البيان بأن قول أم سليم المرأة ترى
في منامها ما يرى الرجل أرادت به الاحتلام
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم
سلمة قالت
جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على
المرأة غسل إذا هي احتلمت قال نعم إذا رأت
الماء
440

ذكر إيجاب الاغتسال على المحتلم من النساء
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني
عروة بن الزبير
عن زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن أم سليم الأنصارية وهي أم
أنس بن مالك قالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من
الحق هل على المرأة من غسل إذا رأت الماء في النوم ما يرى
الرجل أتغتسل أم لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم تغتسل فقالت
زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأقبلت عليها فقلت أف لك وهل ترى
ذلك المرأة قالت فأقبل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
441

تربت يمينك فمن أين يكون الشبه
ذكر البيان بأن الاغتسال إنما يجب على المحتلمة
عند الإنزال دون الاحتلام الذي لا يوجد معه البلل
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم
سلمة أنها قالت
442

جاءت أم سليم امرأة أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق هل على
المرأة من غسل إذا هي احتلمت قال نعم إذا رأت
الماء
ذكر الخبر الدال على إسقاط الاغتسال
عن المحتلم الذي لا يجد بللا
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بن شهاب
حدثه أن أبا سلمة بن عبد الرحمن حدثه
عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
الماء من الماء
443

ذكر البيان بأن الفرض في أول الإسلام كان عند الإكسال
غسل ما مس المرأة منه ثم الوضوء الولاء دون الاغتسال
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن هشام بن عروة قال أخبرني أبي قال حدثني
أبو أيوب قال
حدثني أبي بن كعب قال قلت يا رسول الله الرجل
يأتي المرأة فلا ينزل قال يغسل ما مس المرأة منه ويتوضأ
ويصلي
444

ذكر ما كان على من أكسل في أول الإسلام
سوى الاغتسال من الجنابة
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا
محمد بن عبد ربه قال حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن أبي أيوب الأنصاري
عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلت
أرأيت أحدنا إذا جامع المرأة فأكسل ولم يمفقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ليغسل ذكره وأنثييه وليتوضأ ثم ليصل تجاوره
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن
أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن الحكم بن عتيبة عن أبي
صالح قال سمعت
أبا سعيد الخدري يقول خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوما
حتى مر بدار رجل من الأنصار فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين فلان
فدعاه فخرج الرجل مستعجلا يقطر رأسه ماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم
445

لعلنا أعجلناك عن حاجتك فقال الرجل أجل والله يا
رسول الله لقد أعجلت فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا عجل أحدكم
أو أقحط فلا غسل عليه إنما عليه أن يتوضأ بالعاقدين
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا الحسين
بن عيسى البسطامي قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال
حدثني أبي قال حدثنا حسين المعلم قال حدثني يحيى بن أبي
كثير أن أبا سلمة حدثه أن عطاء بن يسار حدثه أن زيد بن خالد
الجهني حدثه أنه سأل
عثمان بن عفان عن الرجل يجامع فلا ينزل فقال
ليس عليه غسل ثم قال عثمان سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فسألت بعد ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام
وطلحة بن عبيد الله وأبي بن كعب فقالوا مثل ذلك
446

قال أبو سلمة وحدثني عروة بن الزبير
أنه سأل أبا أيوب
فقال مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم والقنافذ
ذكر البيان بأن هذا الخبر يعني خبر عثمان
منسوخ بعد أن كان مباحا أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى قال
أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن
سهل بن سعد
عن أبي بن كعب قال إنما كان الماء من الماء رخصة في
أول الإسلام ثم نهي عنها
447

قال أبو حاتم رضي الله عنه روى هذا الخبر معمر عن
الزهري من حديث غندر فقال أخبرني سهل بن سعد ورواه
عمرو بن الحارث عن الزهري قال حدثني من أرضى عن
سهل بن سعد ويشبه أن يكون الزهري سمع الخبر من سهل بن
سعد كما قاله غندر وسمعه عن بعض من يرضاه عنه فرواه مرة
عن سهل بن سعد وأخرى عن الذي رضيه عنه
وقد تتبعت طرق هذا الخبر على أن أجد أحدا رواه عن
سهل بن سعد فلم أجد أحدا إلا أبا حازم ويشبه أن
يكون الرجل الذي قال الزهري حدثني من أرضى عن سهل
بن سعد هو أبو حازم رواه عنه
ذكر إيجاب الاغتسال على من فعل الفعل الذي
ذكرنا وإن لم ينزل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال وأخبرنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة
ومطر عن الحسن عن أبي رافع
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قعد
449

بين شعبها الأربع ثم جهد فعليه الغسل
450

ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الفعل الذي أباح تركه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن خالد
قال حدثنا عبد الله بن كثير القارئ الدمشقي عن الأوزاعي قال
حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أنها سئلت عن الرجل بجامع فلا ينزل
الماء قالت فعلت ذلك انا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه
جميعا
451

ذكر البيان بأن الغسل يجب على المجامع عند التقاء
الختانين وإن لم يكن الإنزال موجودا
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم عن
الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة قالت إذا جاوز الختان الختان فقد وجب
الغسل فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا
452

ذكر إيجاب الغسل عند التقاء الختانين
وإن لم يكن الإنزال موجودا
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن
عبد الله بن رباح عن عبد العزيز بن النعمان
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاوز الختان
الختان فقد وجب الغسل
ذكر إيجاب الاغتسال من الإكسا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة ومطر عن
الحسن عن أبي رافع
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا جلس بين
شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل وفي حديث
مطر وإن لم ينزل
ذكر البيان بأن ترك الاغتسال من الإكسال كان ذلك
في أول الإسلام ثم أمر بالاغتسال منه بعد
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن مهران
453

الجمال قال حدثنا مبشر بن إسماعيل عن محمد بن مطرف أبي
غسان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال
حدثني أبي أن الفتيا التي كانوا يفتون أن الماء من
الماء كان رخصة رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الزمان أو
بدء الإسلام ثم أمر بالاغتسال بعد
قال أبو حاتم يشبه أن يكون أبي بن كعب أدى نسخ هذا
الفعل على ما أخبر سهل بن سعد عنه ثم نسيه وأفتى بالفعل
الأول الذي هو منسوخ على ما أخبر عنه زيد بن خالد
الجهني
ذكر الوقت الذي نسخ فيه هذا الفعل
أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان قال حدثنا إبراهيم
بن يعقوب الجوزجاني قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة
قال حدثنا أبو حمزة قال حدثنا الحسين بن عمران عن الزهري قال
454

سألت عروة عن الذي يجامع ولا ينزل قال على الناس أن يأخذوا
بالآخر والآخر من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثتني عائشة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ولا
يغتسل وذلك قبل فتح مكة ثم اغتسل بعد ذلك وأمر الناس
بالغسل
قال أبو حاتم رضي الله عنه الحسين هذا هو الحسين
بن عثمان بن بشر بن المحتفز من أهل البصرة سكن مرو ثقة من
الثقات
455

ذكر إيجاب الاغتسال من الجماع
وإن لم يكن ثم إمناء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن خالد
قال حدثنا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن
بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أنها سئلت عن الرجل يجامع فلا ينزل
قالت فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه جميعا بالثنايا
ذكر الخبر المصرح بإيجاب الاغتسال عند التقاء
الختانين وإن لم يكن ثم إمناء
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا إسماعيل بن
مسعود الجحدري قال حدثنا خالد بن الحارث
قال حدثنا هشام قال
حدثنا قتادة عن الحسن عن أبي رافع
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جلس
بين شعبها الأربع ثم جهد فقد وجب الغسل ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو قدامة عبيد الله
بن سعيد قال حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال حدثنا هشام
بن حسان عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى
456

عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى
الختانان فقد وجب الغسل ترفيه
ذكر خبر ثالث يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة قال حدثنا
457

علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة عن سفيان عن محمد
بن عمرو عن أبي سلمة
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاوز الختان
الختان وجب الغسل لإهانته
ذكر فعل النبي صلى الله عليه وسلم نفس ما وصفنا
أخبرنا القطان بالرقة حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن القاسم
عن أبيه
عن عائشة أنها سئلت عن الرجل يجامع أهله فلا ينزل
458

الماء قال فعلته أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه
جميعا
ذكر إيجاب الاغتسال من الجماع وإن لم يكن ثم إمناء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن خالد
قال حدثنا عبد الله بن كثير عن الأوزاعي قال حدثني عبد الرحمن
بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أنها سئلت عن الرجل يجامع فلا ينزل
الماء قالت فعلت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم فاغتسلنا منه
جميعا
ذكر ما يستحب للمرء إذا أراد الاغتسال وهو في فضاء
أن يأمر من يستر عليه بثوب حتى لا يراه ناظر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني يونس عن بن شهاب
قال حدثني عبيد الله بن عبد اللبن الحارث بن نوفل
أن أباه قال سألت وحرصت على أن أجد أحدا من الناس
يخبرني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى فلم أجد أحدا
يخبرني عن ذلك غير أم هانئ أبي طالب أخبرتني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بعدما ارتفع النهار يوم الفتح فأمر بثوب
459

يستر عليه فاغتسل ثم قام فركع ثماني ركعات لا أدري أقيامه
فيها أطول أم ركوعه أم سجوده كل ذلك منه متقاربة
قالت فلم أره يسبحها قبل ولا بعد
ذكر البيان بأن المغتسل جائز أن يستره
عند اغتساله امرأة يكون لها محرم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي النضر
مولى عمر بن عبيد الله أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخبره
أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب تقول ذهبت إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته
تستره بثوب قالت فسلمت فقا من هذه قلت أم
هانئ بنت أبي طالب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مرحبا يا أم
460

هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثمان ركعات ملتحفا في ثوب
واحد ثم
انصر فقلت له يا رسول الله زعم بن أمي علي
بن أبي طالب رضوان الله عليه أنه رجلا أجرته فلان
بن هبيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت يا أم
هانئ وذلك ضحى
461

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد لخبر أبي مرة الذي ذكرناه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
عبد الرحمن بن بشر بن الحكم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا
معمر عن بن طاوس عن المطلب بن عبد الله بن حنطب
عن أم هانئ قالت نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة
قأتيته فجاءه أبو ذر بجفنة فيها ماء قالت إني لأرى فيها أثر
العجين قالت فستره أبو ذر فاغتسل ثم ستر النبي صلى الله عليه وسلم أبا
ذر فاغتسل ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم ثمان ركعات وذلك في
الضحى
462

قال أبو حاتم رضي الله عنه يشبه أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم
حيث اغتسل يوم الفتح سترته فاطمة ابنته وأبو ذر جميعا بثوب
فأدى أبو مرة مولى أم هانئ الخبر بذكر فاطمة وحدها وأدى
المطلب بن حنطب الخبر بذكر أبي ذر وحده حتى لا يكون بين
الخبرين تضاد ولا تهاتر لأن الاغتسال منه صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم
كان مرة واحدة فلما أراد أبو ذر أن يغتسل ستره النبي صلى الله عليه وسلم دون
فاطمة
ذكر الاستحباب للمغتسل من الجنابة أن يكون
غسل فرجه بشماله دون اليمين منه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا علي بن
حجر السعدي قال حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سالم
بن أبي الجعد عن كريب
عن بن عباس قال حدثتني خالتي ميمونة قالت أدنيت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسل من الجنابة قالت فغسل كفيه مرتين أو
ثلاثا ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء فأفرغ بها على فرجه فغسله بشماله ثم ضرب
بشماله الأرض فدلكها دلكا وعطاء ثم توضأ
وضوءه الولاء ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه ثم
463

تنحى غير مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته بالمنديل
فرده
464

ذكر وصف الاغتسال من الجناية للجنب إذا أراده
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي عن عطاء بن السائب
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال
وصفت عائشة غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجنابة
قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل يديه ثلاثا ثم يفيض
بيده اليمنى على اليسرى في فيغسل فرجه وما أصابه ثم يمضمض
ويستنشق ثلاثا ويغسل وجهه ويديه ثلاثا ثلاثا ثم يفيض على
رأسه ثلاثا ثم يصب عليه الماء
465

ذكر البيان بأن المرأة وزوجها إذا أراد الاغتسال
من الجنابة يجب أن تبدأ المرأة فتفرغ
على يديه ثم يغتسلان معا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا عمران
بن موسى القزاز قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن يزيد
الرشك عن معاذة العدوية قالت
سألت عائشة أتغتسل المرأة مع زوجها من الجنابة من الإناء
الواحد جميعا قالت نعم الماء طهور لا يجنب ولقد كنت
أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الإناء الواحد أبدأه فأفرغ على يده من قبل أن يغمسهما في الماء
466

ذكر الإباحة للجنب أن يغتسل مع امرأته
من الإناء الواحد
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان
بن أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك
بن أبي سليمان عن عطاء
عن عائشة قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
من إناء واحد من الجنابة نشرع فيه جميعا كالها
ذكر الإباحه للمرء أن يغتسل مع امرأته من إناء واحد
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت كنت أغتسل أنا ورسول الله
صلى الله عليه وسلم من إناء واحد نغترف منه جميعا
467

ذكر إباحة اغتسال الجنبين معا من إناء واحد
وإن كان الماء قليلا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عاصم
الأحول عن معاذة العدوية
قالت عائشة كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نغتسل من إناء
واحد يبتدر فيقول أبقي لي أبقي لي فيعدون
ذكر استحباب تخليل الجنب أصول شعره
عند اغتساله من الجنابة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي عن مالك عن
468

هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من
الجنابة بدأ فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ الولاء ثم
يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب
على رأسه ثلاث غرفات بيده ثم يفيض الماء على سائر
جسده
ذكر وصف الغرفات الثلاث التي
وصفناه للمغتسل من جنابته
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم البزار بالبصرة قال حدثنا عمرو بن علي قال
حدثنا أبو عاصم قال حدثنا حنظلة بن أبي
469

سفيان قال سمعت القاسم بن محمد قال
سمعت عائشة تقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل في
حلاب مثل هذه وأشار أبو عاصم بكفيه يصب على شق
الأيمن ثم يأخذ بكفيه فيصب على سائر جسده بسلعتك
ذكر الإباحة للمرأة إذا كانت جنبا ترك حلها يفسرونه
رأسها عند اغتسالها من الجنابة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن عيينة عن أيوب بن موسى عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن عبد الله بن رافع
470

عن أم سلمة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم إني امرأة أشد
ضفر رأسي أفأحله لغسل الجنابة فقال صلى الله عليه وسلم إنما يكفيك
أن تحثي على رأسك ثلاث حثيات من ماء ثم تفيضي عليك الماء فإذا أنت قد طهرت
471

ذكر الاستحباب للمرأة الحائض استعمال السدر في
اغتسالها وتعقيب الفرصة بعده
أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا
سفيان حدثني منصور بن صفية عن أمه
عن عائشة ان امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن غسل
الحيض فأمرها أن تغتسل بماء وسدر وتأخذ فرصة فتوضأ بها
وتطهر بها قالت كيف أتطهر بها قال تطهري بها
قالت كيف أتطهر بها فاستتر النبي صلى الله عليه وسلم بيده وقال
472

سبحان الله اطهري بها قالت عائشة فاجتذبت المرأة
وقلت تتبعين بها أثر الدم
473

ذكر البيان بأن المرأة الحائض إنما أمرت بتعقيب
الغسل بالفرصة الممسكة دون غيرها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حميد بن مسعدة حدثنا
الفضيل بن سليمان حدثنا منصور بن عبد الرحمن خبرتني أمي أنها
سمعت
عائشة تقول إن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الحيض كيف تغتسل منه قال تأخذي فرصة ممسكة
فتتوضئين بها قالت كيف أتوضأ بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
توضئين بها قالت كيف أتوضأ بها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
توضئين بها قالت عائشة فعرفت الذي يريد فجبذتها إلى فعلمتها
474

باب
قدر ماء الغسل
ذكر ما كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يغتسل منه إذا كان جنبا
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغتسل من إناء وهو
الفرق من الجنابة
475

ذكر قدر الماء الذي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم عائشة يغتسلان منه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن عراك بن مالك أن حفصة
بنت عبد الرحمن بن أبي بكر كانت تحت المنذر بن الزبير
وأن عائشة أخبرتها أنها كانت تغتسل هي ورسول الله
صلى الله عليه وسلم من إناء واحد يسع ثلاثة أمداد أو قريبا من ذلك
ذكر البيان بأن القدر الذي وصفناه للاغتسال من الجنابة ليس
بقدر لا يجوز تعديه فيما هو أول أو أكثر منه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
قال أخبرنا أبو خيثمة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن عبد الله بن عبد الله
بن جبر بن عتيك قال
سمعت أنسا يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك
476

ويغتسل بخمس مكاكي
قال أبو خيثمة المكوك المد وببدل
ذكر الخبر الدال على أن هذا القدر من الماء
للاغتسال ليس بقدر لا يجوز تعديه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا بندار
قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا شعبة عن عبد الله بن
عبد الله بن جبر بن عتيك قال
سمعت أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمس مكاكي
بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الثالث من
الاحسان في تقريب
صحيح ابن حبان
ويليه الجزء الرابع وأوله
باب
أحكام الجنب
477