الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ٩
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1414 ه‍. 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
2

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفى الفارسي
المتوفى
739 ه‍
المجلد التاسع
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة
الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

كتاب الحج
باب فضل الحج والعمرة
ذكر البيان بأن الحاج والعمار
وفد الله جل وعلا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أحمد بن عيسى
حدثنا بن وهب حدثني مخرمة بن بكير عن أبيه عن سهيل عن
أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد الله
ثلاثة الحاج والمعتمر والغازي رافد
5

ذكر نفي الحج والعمرة
الذنوب والفقر عن المسلم بهما
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن
حنبل حدثنا سليمان بن حيان قال سمعت عمرو بن قيس عن
عاصم عن شقيق
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين
الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير
خبث الحديد والذهب والفضة وليس للحجة المبرورة ثواب
دون الجنة بالطنب
6

ذكر مغفرة الله جل وعلا
ما تقدم من ذنوب العبد الحنفية الذي لا رفث فيه ولا فسوق
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن مسعر وسفيان عن منصور عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حج فلم
يرفث ولم يفسق رجع كما ولدته أمه
7

ذكر تكفير الذنوب للمسلم
ما بين العمرة إلى العمرة
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا الحوضي عن شعبة
عن سهيل بن أبي صالح قال سمعت سميا يحدث عن أبي صالح
8

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحجة المبرورة
ليس لها ثواب إلا الجنة والعمرة إلى العمرة تكفر ما
بينهما وربعة
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله
عن عبيد بن عمر ومالك عن سمي عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العمرة إلى
العمرة تكفر ما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء إلا
الجنة يتغاير
9

ذكر رفع الدرجات وكتب الحسنات
وحط السيئات بخطا الطائف حول البيت العتيق
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا جرير عن
عطاء بن السائب عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه
ان بن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
طاف بالبيت أسبوعا لا يضع قدما ولا يرفع أخرى إلا حط
الله عنه بها خطيئة وكتب له بها حسنة ورفع له بها
درجة
10

ذكر حط الخطايا باستلام الركنين اليمانيين
للحاج والعمار
أخبرنا الحسن بن سفيان بن عامر بن عبد العزيز بن
النعمان بن عطاء الشيباني أبو العباس حدثنا محمود بن غيلان حدثنا
11

عبد الرزاق أخبرنا سفيان الثوري عن عطاء بن السائب عن
عبد الله بن عبيد بن عمير عن أبيه
عن بن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال مسح الحجر والركن
اليماني يحط الخطايا حطا
ذكر البيان بأن العمرة في رمضان
تقوم مقام حجة لمعتمرها
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد
حدثنا سريج بن يونس حدثنا أبو إسماعيل المؤدب حدثنا يعقوب بن
عطاء عن أبيه
عن بن عباس قال جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت حج أبو طلحة وابنه وتركاني فقال يا أم سليم
عمرة في رمضان تعدل حجة
12

ذكر خبر ثان يصرح
بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أحمد بن عيسى بن السكن بواسط حدثنا عبد
الحميد بن محمد بن مستام حدثنا مخلد بن يزيد عن بن جريج
قال سمت عطاء يحدث
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة في
رمضان تعدل حجة الفريعي
ذكر مغفر الله جل وعلا
ما تقدم من ذنوب العبد بالعمرة إذا اعتمرها
من المسجد الأقصى
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
13

يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
سليمان بن سحيم مولى آل حنين عن يحيى بن أبي سفيان الأخنسي
عن أمه أم حكيم بنت أبي أمية بن الأخنس
عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
أهل من المسجد الأقصى بعمرة ورجاله له ما تقدم من ذنبه
قال فركبت أم حيكم إلى بيت المقدس حتى أهلت منه
بعمرة
14

ذكر البيان بأن الحج للنساء
يقوم مقام الجهاد للرجال
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا جرير عن حبيب بن أبي عمرة عن عائشة بنت طلحة
قالت
أخبرتني عائشة أم المؤمنين وثلاثمائة قالت يا رسول الله ألا
نخرج ونجاهد معك فإني لا أرى وأشار في القرآن أفضل من
الجهاد قال لا إن لكن أحسن الجهاد حج البيت حج
مبرور
15

ذكر الاخبار عن اثبات الحرمان
لمن وسع الله عليه ثم لم يزر البيت العتيق
في كل خمسة أعوام مرة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة عن العلاء بن المسيب عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال
الله إن عبدا صححت له جسمه ووسعت عليه في
المعيشة يمضي عليه خمسة أعوام لا يفد إلي لمحروم
16

باب فرض الحج
ذكر الأخبار المفسرة لقوله جل وعلا
ولله على الناس حج البيت
من استطاع إليه سبيلا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو
عبيدة بن فضيل بن عياض قال حدثنا بشر بن السري قال حدثنا
الربيع بن مسلم قال حدثني محمد بن زياد ويوسف بن سعد
أن أبا هريرة ذكر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال يا أيها
الناس إن الله قد افترض عليكم الحج فقام رجل فقال
أكل عام يا رسول قال فسكت عنه حتى أعادها ثلاث
مرات قال لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ما قمتم
بها ذروني ما تركتم فإنما هلك الذين قبلكم بكثرة سؤالهم
واختلافهم عن أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه
وإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم وذكر أن هذه الآية
التي في المائدة نزلت في ذلك يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا
عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم فأسبغوا
18

ذكر البيان بأن فرض الله جل وعلا الحج على
من وجد إليه سبيلا في عمره مرة واحدة
لا في كل عام
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا إسحاق بن
مسلم قال أخبرني محمد بن زياد
عن أبي هريرة قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
فقال يا أيها الناس أن الله فرض عليكم الحج فقام
رجل فقال أوفي كل عام حتى قال ذلك ثلاث مرات
ورسول الله يعرض عنه ثم قال لو قلت نعم لوجبت
ولو وجبت لما قمتم به ثم قال ذروني ما تركتم فإنما
19

هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما
أمرتكم من شئ فاتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم من شئ
فاجتنبوه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي
قال حدثنا عبد الله بن نافع عن عاصم بن عمر عن عبد الله بن
دينار
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما حج بنسائه قال إنما هي
هذه الحجة ثم عليكم بظهور الحصر
20

قال أبو حاتم رضي الله عنه خطاب هذا الخبر وقع على
بعض النساء أراد به نساءه صلى الله عليه وسلم والقصد فيه بعض الأحوال
وهو الحال الذي لا يكون عليهن إقامة الفرائض فيه كالصلاة
والحج وما أشبههما
ذكر الإباحة للمرء أن يؤخر أداء الحج
إذا فرض عليه عن سنته تلك إلى سنة أخرى
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن
منصور الرمادي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
الزهري عن بن المسيب
عن أبي هريرة في قوله براءة من الله ورسوله
التوبة: 1 قال لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من حنين اعتمر
من الجعرانة ثم أمر أبا بكر على تلك الحجة ولوقتها
21

باب فضل مكة
ذكر البيان بأن مكة
خير أرض الله وأحبها إلى الله
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بن زياد بن الطفيل
اللخمي أبو العباس بعسقلان حدثنا عيسى بن حماد حدثنا الليث
عن عقيل عن الزهري ان أبا سلمة بن عبد الرحمن أخبره
ان عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته واقفا بالحزورة يقول والله إنك لخير
أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أخرجت منك
ما خرجت عبادها
22

ذكر البيان بأن مكة
كانت أحب الأرض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا فضيل بن الحسن
الجحدري حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا بن خيثم عن
سعيد بن جبير وأبي الطفيل
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أطيبك
من بلدة أحبك إلي ولولا أن قومي أخرجوني منك ما سكنت
غيرك تبدأ
23

ذكر البيان بأن الركن والمقام
ياقوتتان من يواقيت الجنة
أخبرنا علي بن أحمد بن بسطام بالبصرة حدثنا هدبة بن
خالد حدثنا رجاء بن صبيح الحرشي حدثنا مسافع بن شيبة الحجبي
قال
سمعت عبد الله بن عمرو يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول وهو مسند ظهره إلى الكعبة الركن والمقام ياقوتتان من
يواقيت الجنة ولولا أن الله طمس على نورهما لأضاءتا ما
بين المشرق والمغرب
24

ذكر إثبات اللسان
للحجر الأسود للشهادة لمستلمه بالحق
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا أبو
خيثمة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا ثابت أبو زيد عن عبد الله بن
عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لهذا
الحجر اختلفوا وشفتين يشهد لمن استلمه يوم القيامة بحق أسبغت
ذكر البيان بأن اللسان للحجر
إنما يكون في القيامة لا في الدنيا
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الفضيل بن الحسين
25

الجحدري حدثنا فضيل بن سليمان حدثنا بن خثيم عن سعيد بن
جبير
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبعثن الله هذا
الركن يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به ويشهد
لمن استلمه بحق
ذكر الوقت
الذي أخرج الله زمزم وأظهرها
أخبرنا عبد الله بن صالح البخاري ببغداد حدثنا
حجاج بن شاعر حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت
أيوب يحدث عن سعيد بن جبير عن بن عباس
عن أبي بن كعب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن جبريل حين
ركض زمزم بعقبه جعلت أم إسماعيل تجمع البطحاء قال
النبي صلى الله عليه وسلم رحم الله هاجر لو تركتها كانت عينا معينا
26

ذكر الزجر عن حمل السلاح
في حرم الله جل وعلا
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا سلمة بن شبيب قال
حدثنا الحسن بن محمد بن أعين قال حدثنا معقل بن عبيد الله
الجزري عن أبي الزبير
عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا
يحل لأحد أن يحمل السلاح بمكة المرزنجوش
27

ذكر الزجر عن اختلاء شوك حرم الله جل وعلا
والتقاط ساقطها إلا أن يكون المرء منشدا
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثني الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال لما فتح الله جل وعلا على
رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قتلت هذيل رجلا من بني ليث بقتيل كان لهم
في الجاهلية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام فقال إن
الله جل وعلا حبس الفيل عن مكة وسلط عليها رسوله
والمؤمنين وإنها لا تحل لأحد كان قبلي ولا تحل لأحد بعدي
وإنما أحلت لي ساعة من نهار وإنها ساعتي هذه ثم هي
حرام لا يعضد شجرها ولا يختلى شوكها ولا يلتقط ساقطها
إلا لمنشد ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن
يقتل وإما أن يفدى فقام رجل من اليمن يقال له أبو
شاه فقال يا رسول الله أكتبوا لي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اكتبوا لأبي شاه ثم قام العباس فقال يا رسول الله إلا
الإذخر فإنا نجعله في قبورنا وفي بيوتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلا الإذخر حدثتكما
28

ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم
من حالا في حرمه حدثا
أو أخفر مسلما ذمته
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال
حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن
زيد بن أبي أنيسة عن سليمان عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال
سمعت عليا يقول ما عندنا كتاب نقرأه إلا كتاب الله
وصحيفة في قراب سيفي فقرأها علينا فإذا فيها شئ من
أسنان الإبل والجراحات وإذا فيها من والى قوما بغير إذن
مواليه فعليه لعنة الله وملائكته والناس أجمعين لا يقبل الله
منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ذمة المسلمين واحدة يسعى
بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين ولا يقبل منه يوم القيامة صرف ولا عدل
والمدينة حرام ما بين لابتيها فمن حالا فيها حدثا أو آوى
محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه
يوم القيامة صرف ولا عدل وريان
30

ذكر البيان بأن قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ما عندنا كتاب نقرؤه إلا كتاب الله وصحيفة في قراب سيفي
أراد به مما كتبناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
قال أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه
عن علي قال ما كتبنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا القرآن وما
في هذه الصحيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة حرام
32

ما بين عير إلى ثور فمن حالا حدثا فيها أو آوى محدثا
فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه صرف
ولا عدل ذمة المسلمين واحدة
يسعى بها أدناهم فمن أخفر
مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه
صرف ولا عدل ومن والى قوما بغير إذن مواليه فعليه لعنة الله
والملائكة والناس أجمعين
ذكر الزجر عن قتل القرشي في حرم الله جل وعلا
دون ارتكابه ما يوجب الإسلام قتله
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن يحيى عن
زكريا قال حدثني عامر عن عبد الله بن مطيع قال
سمعت مطيعا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم فتح
مكة لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة
ولم يدرك المسلمون أحدا من كفار قريش غير مطيع وكان
اسمه العاص فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مطيعا السلهمي
33

ذكر الإباحة التي كانت للمصطفى صلى الله عليه وسلم
في سفك الدم في حرم الله جل وعلا ساعة معلومة
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي والحجبي
وأبو الوليد قالوا حدثنا مالك بن أنس عن الزهري
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر
فلما وضعه قيل هذا بن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال
اقتلوه
34

ذكر البيان بأن مكة إنما أحلت للمصطفى صلى الله عليه وسلم
ساعة واحدة فقط ثم حرمت حرام الأبد
أخبرنا المفضل بن محمد الجندي قال حدثنا
الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا
35

مفضل بن مهلل عن منصور عن مجاهد عن طاوس
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
إن هذا البلد حرام حرمه الله إلى يوم القيامة لا ينفر
صيده ولا يعضد شوكة ولا تلتقط لقطته إلا من عرفها ولا
يختلى خلاؤه فقال العباس إلا الإذخر فإنه لبيوتهم
فقال إلا الإذخر ولا هجرة ولكن جهاد ونية وإذا
استنفرتم فانفروا للجزيل
36

ذكر بيان بأن بن خطل قتل في ذلك اليوم
لما أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم بقتله
أخبرنا سعيد بن عبد العزيز الحلبي بدمشق قال حدثنا
عبد السلام بن إسماعيل الدمشقي قال حدثنا الوليد بن مسلم
قال حدثنا مالك بن أنس عن الزهري
عن أنس قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وعلى رأسه
المغفر وإنهم قالوا يا رسول الله بن خطل متعلق بأستار
الكعبة فقال اقتلوه مولاه أخونكم
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث
انه مضاد لخبر أنس بن مالك الذي ذكرناه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
حماد بن سلمة عن أبي الزبير
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم فتح مكة وعليه عمامة
37

سوداء
قال أبو حاتم رضي الله عنه في خبر أنس بن مالك
دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة وعلى رأسه المغفر وفي خبر جابر أنه صلى الله عليه وسلم
دخل مكة وعليه عمامة سوداء ولم يدخل صلى الله عليه وسلم مكة بغير إحرام
إلا مرة واحدة وهو يوم الفتح ويشبه أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم
في ذلك اليوم كان على رأسه المغفر وقد تعمم بعمامة سوداء
فوقه فإذا جابر ذكر العمامة التي عاينها وإذا أنس ذكر المغفر
الذي رآه من غير أن يكون بين الخبرين تضاد أو تهاتر
38

باب فضل المدينة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن يحيى بن سعيد سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار قال
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت
بقرية تأكل القرى يقولون يثرب وهي المدينة تنفي الناس كما
ينفي الكير خبث الحديد
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم أمرت بقرية تأكل القرى لفظة
تمثيل مرادها أن الإسلام يكون ابتداؤه من المدينة ثم يغلب
على سائر القرى ويعلو على سائر الملك فكأنها قد أتت
39

عليها لا أن المدينة تأكل القرى
ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم ربه
ان يحبب إليه المدينة كحبه مكة أو أشد
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة وثلاثمائة قالت لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو
بكر وبلال قالت فدخلت عليهما فقلت يا أبت كيف
تجدك ويا بلال كيف تجدك قالت وكان أبو بكر رضي الله
عنه إذا أخذته الحمى يقول
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله
وكان بلال رحمه الله إذا اقلع عنه يرفع عقيرته ويقول
40

الا ليت شعري هل أبيتن ليلة بواد وحولي إذخر وجليل
وهل أردن يوما مياه مجنة وهل يبدون لي شامة وطفيل
قالت عائشة فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال اللهم
حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد وصححها لنا وبارك لنا
في صاعها ومدها وانقل حمامها واجعلها بالجحفة
41

قال أبو حاتم العلة في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بنقل الحمى إلى
الجحفة ان الجحفة حينئذ كانت دار اليهود ولم يكن بها
مسلم فمن أجله قال صلى الله عليه وسلم وانقل حماها إلى الجحفة لطخا
ذكر خبر أوهم مستمعه ان الألفاظ الظواهر
لا تطلق بإضمار كيفيتها في ظاهر الخطار
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا
القواريري حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا قرة بن خالد عن قتادة
عن أنس قال نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد وقال إن
أحدا جبل يحبنا ونحبه
42

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم جبل يحبنا ونحبه يريد أهل
الجبل كقوله جل وعلا وأشربوا في قلوبهم العجل
بكفرهم يريد حب العجل وكقوله جل
وعلا واسأل القرية يريد به أهل القرية
والقصد فيه أهل المدينة فأطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاب
43

المقصود به المدينة على الجبل الذي هو أحد على سبيل
المقاربة بينهما والمجاورة فاستبقنا
ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وسلم
المدينة طابة
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة حدثنا
عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة حدثنا سماك بن
حرب قال
سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سمى
المدينة طابة
44

ذكر اجتماع الإيمان وانضمامه بالمدينة
أخبرنا صالح بن الأصبغ بن عامر التنوخي بمنبج حدثنا
أحمد بن حرب الطائي حدثنا يحيى بن سليم حدثنا عبيد الله بن
عمر عن نافع
عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الإيمان
ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها
45

ذكر اجتماع الإيمان بمدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا صالح بن زياد السوسي
حدثنا بن نمير عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن
عبد الرحمن عن حفص بن عاصم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الإيمان ليأرز إلى
المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها
46

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم الإيمان ليأرز إلى المدينة
يريد به أهل الإيمان وذلك أن المدينة خشنة قفرة ذات بسابس
ودكادك منع الله جل وعلا عنها طيبات اللذات في الأعين
والأنفس وقدر فيها أقواتها لمن طلب الله والدار الآخرة فلا
يركن إليها إلا كل مشمر عن هذه الفانية الزائلة ولا قطنها إلا
كل منقلع بكليته إلى الآخرة الدائمة يثقلها
ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم
بالإيمان لمن سكن مدينته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن
عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الإيمان
ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها غيابتان
47

ذكر نفي دخول الدجال المدينة
من بين سائر الأرض
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أحمد بن يحيى بن حميد
الطويل حدثنا حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي
عن فاطمة بنت قيس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبشروا
معشر المسلمين لا يدخلها الدجال يعني المدينة ولقومي
ذكر البيان بأن أهل المدينة يعصمون من الدجال
حتى لا يقدر عليهم نعوذ بالله من شره
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه
عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يدخل
48

المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب لكل
باب منها ملكان املأه
ذكر نفي المدينة عن نفسها
الخبث من الرجال كالكير
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن محمد بن المنكدر
49

عن جابر أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام
فأصاب الغلام وعك بالمدينة فخرج الغلام فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع
طيبها بالوزان
50

ذكر ابدال الله جل وعلا المدينة بمن يخرج منها
رغبة عنها من هو خير لها منه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد بن
عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج منها
أحد يعني المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله ما هو خير لها
منه والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون اخترم
ذكر الخبر الدال على أن أهل المدينة من خيار الناس
وأن الخارج عنها رغبة عنها من شرارهم
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي حدثنا عبد العزيز بن
محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس
زمان يدعو الرجل بن عمه وقريبه هلم إلى الرخاء هلم إلى
51

الرخاء والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون والذي نفسي بيده
ما يخرج أحد منها رغبة عنها إلا أخلف الله فيها خيرا منه ألا
إن المدينة كالكير تخرج الخبث ولا تقوم الساعة حتى تنفي
المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد
ذكر السبب الذي من أجله
قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن محمد بن المنكدر
عن جابر أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام
وأصاب الغلام وعك بالمدينة فخرج الغلام فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع
طيبها
ذكر الخبر الدال على أن علماء أهل المدينة
يكونون أعلم من علماء غيرهم
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال
حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري قال سألت سفيان بن عيينة وهو
52

جالس مستقبل الحجر الأسود فأخبرني عن بن جريج عن أبي
الزبير عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك ان
يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم فلا يجد عالما أعلم
من عالم أهل المدينة
قال أبو موسى بلغني عن بن جريج انه كان يقول
53

نرى أنه مالك بن أنس فذكرت ذلك لسفيان بن عيينة فقال
إنما العالم من يخشى الله ولا نعلم أحدا كان أخشى لله من
العمري يريد به عبد الله بن عبد العزيز الخابوري
ذكر ابتلاء الله جل وعلا
من أراد أهل المدينة بسوء بما يذوبه فيه
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان قال حدثنا
أحمد بن المقدام قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا محمد بن
عمرو قال حدثني أبو عبد الله القراظ
انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد
أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء فرصده
54

ذكر البيان بأن الله جل وعلا يخوف
من أخاف أهل المدينة بما شاء من يجري بليته
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا
محمد بن عباد المكي قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن
عبد الرحمن بن عطاء عن محمد بن جابر بن عبد الله
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخاف أهل
المدينة أخافه الله اطلبني
55

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم
للصابرين على جهد المدينة وشفاعته لهم يوم القيامة
أخبرنا الفضل بن الجباب حدثنا موسى بن إسماعيل
حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يصبر على لأوائها
وشدتها أحد إلا كنت له شفيعا يوم القيامة
ذكر اثبات الشفاعة
للصابر على جهد المدينة احتمال
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي بن
عبد الله بن المديني حدثنا أبو ضمرة حدثنا هشام بن عروة عن
صالح بن صالح السمان عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا يصبر أحد
على لأواء وجهدها إلا كنت له شفيعا أو شهيدا وتحفظوني
56

ذكر إثبات شفاعة المصطفى صلى الله عليه وسلم
لمن أدركته المنية بالمدينة من أمته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبيد الله بن عمر
القواريري وإسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن عبد الله بن عمار
الموصلي قالوا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن أيوب عن
نافع
عن أبي عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع
منكم أن يموت بالمدينة فليمت بالمدينة فإني أشفع لمن مات ها استحييتك
57

ذكر تشفيع المدينة في القيامة
لمن مات بها من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا بن وهب أخبرنا
يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
عن الصميتة امرأة من بني ليث قال سمعتها تحدث
صفية بنت أبي عبيد أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
استطاع منكم أن لا يموت إلا بالمدينة فليمت بها فإنه من
يمت بها تشفع له وتشهد له
58

ذكر سؤال المصطفى صلى الله عليه وسلم
تضعيف البركة في المدينة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
بن علية عن علي بن المبارك أخبرنا يحيى بن أبي كثير حدثنا أبو
سعيد مولى المهري
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم
بارك لنا في مدنا وصاعنا واجعل مع البركة بركتين
قال أبو حاتم أبو سعيد مولى المهري من أهل مصر
59

اسمه بكر بن عمرو وأبو سعيد المقبري من أهل المدينة
اسمه جلس من مولى بني ليث ثقتان مأمونان رويا جميعا عن
أبي سعيد الخدري ولبان
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم
للمدينة بتضعيف البركة
أخبرنا محمد بن عبد الله الهاشمي قال حدثنا أبو
مروان محمد بن عثمان العثماني قال حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم
قال حدثنا العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قيل يا رسول الله صاعنا أصغر
الصيعان ومدنا أصغر الأمداد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم
بارك لنا في صاعنا ومدنا وقليلنا وكثيرنا واجعل مع البركة
بركتين للمك
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم
لأهل المدينة بالبركة في مكيالهم
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم بارك
لهم في مكيالهم وبارك لهم في صاعهم ومدهم يعني أهل
المدينة ونمرود
60

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
لما دعا لأهل المدينة بما وصفنا توضأ الولاء
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الربيع بن سليمان
قال حدثنا شعيب بن الليث قال حدثنا الليث بن سعد عن سعيد بن
أبي سعيد عن عمرو بن سليم الزرقي عن عاصم بن عمرو
عن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أنه قال خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالحرة بالسقيا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إيتوني بوضوء فلما توضأ قام فاستقبل
61

القبلة ثم كبر ثقال اللهم إن إبراهيم كان عبدك وخليلك دعاك
لأهل مكة بالبركة وأنا محمد عبد ورسولك أدعوك لأهل
المدينة أن تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل
مكة مع البركة بركتين
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم
لأهل المدينة في تمرها افرايم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أنه قال كان الناس إذا رأوا الثمر جاؤوا
به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أخذه رسول صلى الله عليه وسلم قال اللهم
بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا
ومدنا اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك ونبيك وإني عبدك
ونبيك وإنه دعاك لمكة وأنا أدعوك للمدينة بمثل ما دعا به
لمكة ومثله معه ثم يدعو أصغر وليد يراه فيعطيه ذلك الثمر
62

ذكر أمر الله جل وعلا صفيه صلى الله عليه وسلم
أن يدعو لأهل البقع
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن علقمة بن أبي علقمة
عن أمه أنها قالت سمعت عائشة تقول قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلبس ثيابه ثم خرج قالت فأمرت
بريرة جاريتي تتبعه فتبعته حتى جاء البقيع فوقف في أدناه ما
شاء الله أن يقف ثم انصرف فسبقته بريرة فأخبرتني فلم
أذكر له شيئا حتى أصبحت ثم إني ذكرت له ذلك فقال
إني بعثت لأهل البقيع لأصلي عليهم بهاجر
63

ذكر رجاء نوال الجنان للمرء
بالطاعة عند منبر المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
بن مهدي حدثنا سفيان عن عمار الدهني عن أبي سلمة
عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال قوائم المنبر رواتب في
الجنة
قال أبو حاتم دهن قبيلة من بجيلة وأخدمها
64

ذكر رجاء نوال المرء المسلم بالطاعة
روضة من رياض الجنة إذا أتى بها بين القبر والمنبر
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا
محمد بن بشار حدثنا يحيى القطان حدثنا عبيد الله بن عمر عن
خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بين بيتي ومنبري
روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي
65

قال أبو حاتم خطاب هذين الخبرين مما نقول في كتبنا
بأن العرب تطلق في لغتها اسم الشئ المقصود على سببه فلما
كان المسلم إذا تقرب إلى بارئه جل وعلا بالطاعة عند منبر
النبي صلى الله عليه وسلم ورجي له قبولها وثوابه عليها الجنة أطلق اسم
المقصود الذي هو الجنة على سببه الذي هو المنبر وكذلك
قوله روضة من رياض الجنة وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم منبري على
حوضي لرجاء المرء نوال الشرب من الحوض والتمكن من روضة
من رياض الجنة بطاعته في الدنيا في ذلك الموضع وهذا
كقوله صلى الله عليه وسلم عائد المريض في مخرفة الجنة لما كان
عائد المريض في وقت عيادته يرجى له بها التمكن من مخرفة
الجنة وهو المقصود أطلق اسم ذلك المقصود على سببه نحو
هذا قوله صلى الله عليه وسلم الجنة تحت ظلال السيوف ولهذا نظائر
66

كثيرة سنذكرها فيما بعد من هذا الكتاب إن قضى الله ذلك
وشاءه يوبب
ذكر الزجر عن الاصطياد بين لابتي المدينة
إذ الله جل وعلا حرمها على اختلفوا رسوله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أنه كان يقول لو رأيت الظباء ترتع بالمدينة
ما ذعرتها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها حرام زارح
ذكر الزجر
عن أن يعضد شجر حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن
67

إسماعيل البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثنا خارجة بن
الحارث عن أبيه الحارث بن رافع بن مكيث الجهني ثم الربعي
انه سأل جابر بن عبد الله فقال لنا غنم وغلمان وهم
يخبطون على غنمهم هذه الثمرة الحبلة وهي ثمرة السمر فقال
جابر لا ثم قال لا يخبط ولا يعضد محرم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن هشوا هشا ثم قال إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
المسد ومرود البكرة
68

ذكر الإخبار عن إرادته صلى الله عليه وسلم
إجلاء أهل الكتاب من المدينة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إ
إبراهيم قال أخبرنا المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن أبي الزبير
عن جابر
عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أداء عشت إن شاء الله
لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتى لا يبقى فيها إلا
مسلم الشمطاء
69

باب مقدمات الحج
ذكر إباحة الحج للرجل
على الرحال وأن كان موسرا بغيرها
أخبرنا الحسن بن سفيان وأبو يعلى من كتابه قالا
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال حدثنا يزيد بن زريع قال
حدثنا عزرة بن ثابت عن ثمامة بن عبد الله بن أنس قال
حج أنس بن مالك على رحل ولم يكن شحيحا وحدث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج على رحل وكانت زاملته وتيمنت
70

ذكر الاستحباب للمرء ان يحج ماشيا
وإن كان قادرا على الركوب اقتداء بكليم الله
صلوات الله على نبينا وعليه
أخبرنا المفضل بن محمد الجندي بمكة حدثنا
علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو قرة عن بن جريج قال وحدثني
يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كأني أنظر إلى
موسى بن عمران منهبطا من ثنية هرشي ماشيا
71

ذكر الخبر الدال على أن حج الرجل بامرأته
التي وجب عليها فريضة الحج ولا محرم لها غيره
أفضل من جهاد التطوع
أخبرنا محمد بن محمود بن مقاتل قال حدثنا عبد
الجبار بن العلاء قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار قال سمعت
أبا معبد يقول
سمعت بن عباس يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على
المنبر يخطب فقام إليه رجل فقال يا رسول الله اكتتبت في
غزاة كذا وكذا وخرجت امرأتي حاجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذهب فحج بامرأتك لألحقنك
ذكر بيان بأن خروج المرء مع امرأته
إذا خرجت مؤدية لفرضها في الحج
أفضل من خروجه في جهاد التطوع
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الجبار بن
العلاء قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي معبد
عن بن عباس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يخلون
رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم فقام رجل فقال يا رسول الله
72

إني اكتتبت في غزوة كذا وكذا وانطلقت امرأتي حاجة فقال
انطلق فحج مع امرأتك للجواد
ذكر بيان بأن هذا الزجر الذي ذكرناه
إنما هو زجر تحريم لا زجر تأديب
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا محمد بن عبد الرحيم صاعقة قال حدثنا أبو عاصم عن بن
عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل لامرأة
أن تسافر إلا مع ذي محرم
73

باب مواقيت الحج
ذكر الأمر لمن أراد الحج أو العمرة
أن يحرم من المواقيت
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي حدثنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر أنه قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدينة أن
يهلوا من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد
من قرن قال بن عمر أما هؤلاء فسمعتهن من
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ويهل أهل
اليمن من يلملم والغيداق
74

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن
أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني عبد الله بن
دينار
انه سمع بن عمر يقول أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل المدينة
أن يهلوا من ذي الحليفة وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد
من قرن قال عبد الله بن عمر وأخبرت أنه قال ويهل أهل
اليمن من يلملم يعقبوا
ذكر المواقيت للحاج
وما يلبس من اللباس عند إحرامه
أخبرنا الحسن بن سفيان بن سالم وأحمد بن علي بن المثنى
75

التميمي بالموصل قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي أبو الفضل
حدثنا يحيى بن سعيد القطان حدثنا عبيد الله بن عمر بن حفص
العمري أخبرني نافع
عن عبد الله بن عمر أن رجلا نادى النبي صلى الله عليه وسلم فقال من
أين تأمرنا أن نهل فقال صلى الله عليه وسلم يهل أهل المدينة من ذي
الحليفة ويهل أهل الشام من الجحفة ويهل أهل نجد من
قرن
قال عبد الله بن عمر ويزعمون أنه قال ويهل أهل اليمن
من يلملم أو ألملم شك يحيى
وعن عبد الله بن عمر أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
نلبس من الثياب إذا أحرمنا فقال لا تلبسوا القميص ولا
السراويلات ولا العمائم ولا البرانس ولا الخفاف إلا أن
يكون الرجل ليست له نعلان فليقطع الخفين أسفل من
الكعبين ولا يلبس ثوبا مسه زعفران أو ورس فتائل
76

ذكر الموضع الذي كان يهل الحاج منه
إذا كان طريقه على المدينة أو نواحيها
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن موسى بن عقبة عن سالم بن عبد الله
انه سمع أباه يقول بيداؤكم هذه التي تكذبون على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها ما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد
يعني مسجد ذي الحليفة أخذناه
77

ذكر الوقت الذي يهل المرء فيه
إذا عزم على الحج وهو بمكة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن عبيد بن جريج أنه قال لعبد الله بن عمر يا أبا عبد
الرحمن رأيتك تصنع أربعا لم أر أحدا من أصحابك يصنعها قال
ما هي يا بن جريج قال رأيتك لا تمس من الأركان إلا
اليمانيين ورأيتك تلبس النعال السبتية ورأيتك تصبغ بالصفرة
ورأيتك إذا كنت بمكة أهل الناس إذا رأوا الهلال ولم تهل أنت
حتى يكون يوم التروية
78

فقال عبد الله بن عمر أما الأركان فإني لم أر رسول
الله صلى الله عليه وسلم يستلم إلا اليمانيين وأما النعال السبتية فإني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال السبتية التي ليس فيها شعر ويتوضأ
فيها فأنا أحب أن ألبسها وأما الصفرة فإني رأيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها وأما الإهلال فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل
حتى تنبعث به راحلته
79

ذكر الإباحة للمعتمر أن يعتمر في ذي القعدة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد
قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة
عن أنس بن مالك ان نبي الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر كلهن
في ذي القعدة عمرة الحديبية في ذي القعدة وعمرة من
العام المقبل في ذي القعدة وعمرة من الجعرانة حين قسم
غنائم حنين في ذي القعدة وعمرة مع حجته فيجدان
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا
الحسن بن سهل الجعفري قال حدثنا بن أبي زائدة قال حدثنا
ابن جريج وابن إسحاق عن بن طاوس عن أبيه
عن بن عباس قال والله ما أعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي
الحجة إلا ليقتطع بذلك أمر أهل الشرك فإن هذا الحي من
قريش ومن دان دينهم كانوا يقولون إذا عفا الوبر وبرا الدبر
80

ودخل صفر فقد حلت العمرة لمن اعتمر وكانوا يحرمون
العمرة حتى ينسلخ ذو الحجة فما أعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
عائشة إلا لينقض ذلك من قولهم
81

باب الإحرام
ذكر استحباب التطيب للإحرام
اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال حدثنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة وثلاثمائة قالت كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه
قبل أن يحرم ولحله قبل ان يطوف بالبيت وربحوا
82

ذكر البيان بأن المحرم مباح له أن يبقى عليه
أثر طيبه بعد إحرامه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت كأني أنظر إلى وبيص الطيب في
رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم تستتم
83

ذكر الإباحة للمحرم أن يبقى عليه
أثر الطيب بعد إحرامه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا زكريا بن يحيى
زحمويه الواسطي قال حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود
عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إحرامه
فرأيت الطيب في مفرق رأسه بعد ثلاث وهو محرم رشها
ذكر إباحة التطيب لمن أراد الإحرام بالمسك
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسن المدائني بمصر قال
حدثنا يزيد بن سنان قال حدثنا أبو عامر عن سفيان الثوري عن
الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت كأني أنظر إلى وبيص المسك في مفرق
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم فتحطمت
84

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
يعقوب بن حميد بن كاسب قال حدثنا هشيم عن منصور بن
زاذان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم
ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك وأقلهم
ذكر الإباحة لمن أراد أن يتطيب لإحرامه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أنها قالت طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه حين
يحرم ولحله قبل أن يطوف بالبيت
85

ذكر البيان بأن قول عائشة حين يحرم
أرادت به قبل ان يحرم
أخبرنا محمد بن علان بأذنة قال حدثنا محمد بن يحيى
الزماني قال أخبرنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا أيوب عن
هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه قبل أن
يحرم ولحله قبل ان يفيض بغضهما
ذكر إباحة الاشتراط في الإحرام
لمن به علة
أخبرنا مسدد بن يعقوب بن إسحاق القلوسي بنصيبين
قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو همام الصلت بن محمد قال حدثنا
حماد بن زيد عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لضباعة حجي واشترطي أن
محلي حيث حبستني
86

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أباح لضباعة
أن تشترط في حجها لأنها كانت شاكية
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن
أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
عروة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة بنت الزبير بن
عبد المطلب وهي شاكية فقال لها حجي واشترطي أن
محلي حيث حبستني
87

ذكر الأمر بالاشتراط لمن أراد الحج وهو شاكي
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا بن أبي السري حدثنا
شعيب بن إسحاق حدثنا بن جريج أخبرني أبو الزبير ان طاوسا أخبره
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على ضباعة وهي
شاكية فقالت إني أريد الحج وأنا شاكية فقال لها حجي
واشترطي أن محلي حيث حبستني
88

ذكر الإباحة للحاج أن يهل بإهلال أخيه
وإن لم يسمع إهلاله بأذنه بعد أن يعلم أن ذلك بعده
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا بهز بن أسد قال حدثنا سليم بن حيان
قال سمعت مروان الأصفر يحدث
عن أنس بن مالك أن عليا قدم من اليمن فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم بم أهلت قال أهلت بما أهل به
نبي الله صلى الله عليه وسلم قال فإني لولا أن معي الهدي لحللت فخبرني
ذكر وصف إهلال المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن أبي
كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم قال
حدثنا زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن
سبرة قال
89

حدثنا علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من
المدينة حاجا وخرجت أنا من اليمن قلت لبيك إهلالا
كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم فإني أهللت بالعمرة والحج
جميعا
ذكر الأمر لمن أحرم في قميصه
أن ينزعه نزعا ضد قول من أمر بشقه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب
حدثني الليث بن سعد عن عطاء بن أبي رباح عن صفوان بن يعلى
عن أبيه أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أحرم بعمرة
وعليه جبة وهو متخلق فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزعها نزعا
ويغتسل مرتين أو ثلاثا وقال ما كنت فاعلا في حجتك
فاصنعه في عمرتك فعرفتموه
ذكر الوقت الذي سأل هذا السائل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عما سأل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا همام
حدثنا عطاء عن صفوان بن يعلى بن أمية
90

عن أبيه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجعرانة وعليه
جبة وعليها الخلوق أو قال أثر صفرة فقال كيف
تأمرني ان أصنع في عمرتي قال وأنزل علي النبي صلى الله عليه وسلم
الوحي فستر بثوب وكان يعلى يقول وددت أني أرى
النبي صلى الله عليه وسلم وقد أنزل عليه الوحي قال فرفع عمر طرف الثوب
قال فنظرت إليه وله غطيط قال فلما سري عنه قال أين
السائل عن العمرة اغسل عنك أثر الصفرة أو قال الخلوق
واخلع عنك جبتك واصنع في عمرتك ما أنت صانع في
حجتك بملآن
91

ذكر الإخبار عما أبيح للمحرم
من لبس الخفين والسراويل عند عدمه الإزار والنعلين
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني وأحمد بن علي بن
المثنى قالا حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن
زيد قال جلست إلى أبي حنيفة بمكة فجاءه رجل فقال أني
لبست خفين وانا محرم أو قال لبست سراويل وانا محرم شك
إبراهيم فقال له أبو حنيفة عليك دم قال فقلت للرجل وجدت
نعلين أو وجدت إزارا فقال لا فقلت يا أبا حنيفة إن هذا يزعم
أنه لم يجد فقال سواء وجد أو لم يجد فجهشنا
فقلت حدثنا عمرو بن دينار عن جابر بن زيد
عن بن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
السراويل لمن لم يجد الإزار والخفان لمن لم يجد
النعلين ففقر
92

وحدثنا أيوب عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال السراويل لمن لم
يجد الإزار والخفان لمن لم يجد النعلين
قال فقال بيده وأشار إبراهيم بن الحجاج كأنه لم
يعبأ بالحديث فقمت من عنده فتلقاني الحجاج بن أرطاة انظر
المسجد فقلت يا أبا أرطاة ما تقول في محرم لبس
السراويل أو لبس الخفين فقال حدثنا عمرو بن دينار عن
جابر بن زيد عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
السراويل لمن لم يجد الإزار والخفان لمن لم يجد
النعلين
93

وحدثني أبو إسحاق عن الحارث
عن علي أنه قال السراويل لمن لم يجد الإزار والخفان
لمن لم يجد النعال
قال قلت فما بال صاحبكم يقول كذا وكذا فيطرحونه
ذكر البيان بأن المحرم إنما أبيح له في لبس الخفين
عند عدم النعلين إذا قطعهما أسفل من الكعبين
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم ما يلبس المحرم من
الثياب فقال صلى الله عليه وسلم لا يلبس القميص ولا العمائم
ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد
94

النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين
ولا تلبسوا من الثياب شيئا مسه الورس والزعفران وغضبوا
95

أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال
حدثنا أيوب بن محمد الوزان قال حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب
السختياني عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد
عن بن عباس قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من لم يجد إزارا فليلبس سراويل ومن لم يجد نعلين
فليلبس خفين نتفانى
ذكر نفي الحرج عن لابس الخفين والسراويل
في إحرامه عند عدم النعلين والإزار
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا الحوضي
حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار عن جابر بن زيد
عن بن عباس قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بعرفات
96

من لم يجد نعلين فليلبس خفين ومن لم يجد إزارا فليلبس
سراويل
ذكر وصف الخفين اللذين أبيح للمحرم لبسهما
عند عدم النعلين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يجد نعلين
فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل من الكعبين فيكذبوك
97

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وكيع قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الله بن
دينار عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا لم يجد المحرم النعلين
فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا أسفل من
الكعبين وآووا
ذكر الخبر المدحض
قول من زعم أن لبس المحرم الخفين عند عدم النعل
أو السراويل عند عدم الإزار عليه دم
أخبرنا محمد بن علان بأذنة قال حدثنا محمد بن يحيى
الزماني قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا أيوب عن عمرو بن
دينار عن جابر بن زيد
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يجد
98

الإزار فليلبس السراويل ومن لم يجد النعلين فليلبس
الخفين أو أكثر
ذكر الإخبار عما يستحب للحاج
من الصلاة في الوادي العقيق
أخبرنا بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا
الوليد حدثنا الأوزاعي حدثنا يحيى بن أبي كثير حدثني عكرمة
حدثني بن عباس
حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بالعقيق أتاني آت من ربي فقال
صل في هذا الوادي وقال عمرة في حجة فدخلاه
99

ذكر الأمر لمن أهل الحنفية أن يجعلها عمرة
عند قدومه مكة إلى وقت إنشائه الحج منها
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن بن جريج أخبرني عطاء
عن جابر بن عبد الله قال أهللنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الحنفية
100

بالحج خالصا ليس معه شئ غيره فقدمنا مكة صبح رابعة مضت
من ذي الحجة فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم ان نحل قال أحلوا
واجعلوها عمرة فبلغه عنا أنا نقول لما لم يكن بيننا وبين
عرفة إلا خمسا أمرنا ان نحل نروح إلى منى ومذاكيرنا تقطر من
المني فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال قد بلغني الذي قلتم
وإني لأبركم وأتقاكم ولولا الهدي لحللت ولو استقبلت من
أمري ما استدبرت ما أهديت قال ربع علي من اليمن فقال
بم أهللت قال بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم قال فاهد
وامكث حراما كما أنت قال وقال له سراقة
يا رسول الله
عمرتنا هذه لعمانا أم للأبد قال فقال بل للأبد جزاءهن
101

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عثمان بن سعيد الدارمي أبو بكر حدثنا
أحمد بن مقدام العجلي حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة
عن أبيه
عن عائشة وثلاثمائة قالت خرجنا موافين لهلال ذي الحجة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من شاء ان يهل بحج فليهل ومن شاء أن
يهل بعمرة فليهل بعمرة قالت فمنا
من أهل بحج ومنا من أهل بعمرة قال فكنت أنا ممن أهل بعمرة حتى إذا كنا
بسرف ذكرت المحيضة دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي
فقلت وددت أني لم أخرج العام وذكرت محيضتها
قالت فقال النبي صلى الله عليه وسلم انقضي رأسك وامتشطي وافعلي ما
يفعل المسلمين في حجهم قال فأطعت الله ورسوله
فلما كانت ليلة الصدر أمر عبد الرحمن بن أبي بكر فأخرجها
إلى التنعيم قالت فأهللت منه بعمرة فأوكت
102

ذكر البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بهذا الأمر
من لم يكن معه هدي ساقه دون من كان معه الهدي
أخبرنا علي بن الحسين بن سليمان العدل بالفسطاط
حدثنا محمد بن هشام بن أبي خيرة حدثنا بن أبي عدي عن داود بن
أبي هند عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
نصرخ الحنفية صراخا فلما طفنا بالبيت قال اجعلوها
عمرة إلا من كان معه هدي قال فحللنا وجعلناها عمرة
فلما كان غداة التروية صرخنا الحنفية ثم انطلقنا إلى
منى
103

ذكر البيان بأن هذا الأمر الذي وصفناه
أمر ندب وإرشاد دون حتم وإيجاب
أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبد الجبار الصوفي حدثنا
سليمان بن محمد أبو داود المباركي حدثنا أبو شهاب عن شعبة عن
أيوب عن أبي العالية
عن بن عباس قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نهل
بالحج فقدم لأربع من ذي الحجة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصبح بالبطحاء فلما صلى قال من شاء أن يجعلها عمرة
فليجعلها بأسماعهم
104

ذكر البيان بأن الأخبار الثلاثة
التي ذكرناها قبل في الإهلال الحنفية خالصا
أريد به أن بعض الصحابة فعل ذلك لا الكل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا أبو بكر
الحنفي حدثنا أفلح بن حميد قال سمعت القاسم بن محمد
عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشهر
الحج وليالي الحج وحرم الحج حتى نزلنا بسرف قالت
فخرج إلى الصحابة فقال من لم يكن معه هدي وأحب
أن يجعلها عمرة ليفعل ومن كان معه الهدي فلا قالت
فلآخذ بها والتارك لها من أصحابه قالت فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم
ورجال من أصحابه فكانوا أهل قوة وكان معهم الهدي فلم
يقدروا على العمرة قالت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا
أبكي فقال ما يبكيك يا هنتاه قلت قد سمعت قولك
لأصحابك فمنعت العمرة قال وما شأنك قلت لا
أصلي قال فلا يضرك إنما أنت امرأة من بنات آدم كتب
الله عليك ما كتب عليهن فكوني في حجتك فعسى أن
تدركيها قالت فخرجنا في حجته حتى قدمنا منى فطهرت
ثم خرجت من منى فأفضت البيت قالت ثم خرجت معه
في النفر الآخر حتى نزل المحصب ونزلنا معه فدعا
عبد الرحمن بن أبي بكر فقال أخرج بأختك من الحرم
فلتهل بعمرة ثم أفرغا ثم ائتيا ها هنا فإني أنظركما حتى
تأتياني قالت فخرجت لذلك حتى فرغت وفرغت من
105

الطواف ثم جئته سحرا فقال هل فرغتم قلت
نعم قال فآذن بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس فمر
بالبيت قبل صلاة الصبح فطاف به ثم خرج فركب ثم
انصرف متوجها إلى المدينة مسقوفا
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
أمر من أحل وجعل عمرة إهلاله الأول
بإنشائه الحج ثانيا من مكة
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم حدثنا
محمد بن يحيى القطعي حدثنا محمد بن بكر حدثنا بن جريج
أخبرنا أبو الزبير
106

أنه سمع جابر بن عبد الله يذكر حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال فأمرنا
بعد ما تمتعنا أن نحل قال النبي صلى الله عليه وسلم فإذا أردتم ان تنطلقوا
إلى منى فأهلوا قال فأهللنا من البطحاء أعشاش
ذكر الإباحة للمرء أن يحج بصبي
لم يدرك حجة التطوع دون الفريضة
أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى بن عباس
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بامرأة فقيل لها
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت بعضد صبي كان معها فقالت ألهذا
حج يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم ولك أجر مجسا
ذكر الموضع
الذي سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه عما وصفنا
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
107

حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال حدثنا سفيان بن عيينة عن
إبراهيم بن عقبة عن كريب
عن بن عباس قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في بطن
الروحاء إذ أقبل وفد فقال رجل منهم من أنتم فقال نحن
المسلمون ثم قالت امرأة من أنت قال أنا رسول الله
فأخرجت صبيا فقال يا رسول الله ألهذا حج فقال
ولك أجر والأعجم
ذكر وصف الإهلال الذي يهل المرء به
إذا عزم على الحج أو العمرة
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن نافع
108

عن بن عمر أن تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيك اللهم لبيك
لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك
لك
قال نافع وكان عبد الله بن عمر يزيد فيها لبيك
وسعديك لبيك والرغباء إليك والعمل لهوذة
ذكر الإباحة للمرء أن يزيد في تلبيته على ما ذكرنا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عبد الله بن
الفضل عن الأعرج
109

عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في تلبيته لبيك إله
الحق لبيك وبأحسن
ذكر الاستحباب للملبي
عند التلبية إدخال الأصبعين في الأذنين
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل حدثنا علي بن سعيد
المسروقي حدثنا بن أبي زائدة عن داود بن أبي هند عن أبي العالية
عن بن عباس قال انطلقنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة
إلى المدينة فلما أتينا على وادي الأزرق قال أي واد
هذا قالوا وادي الأزرق قال كأنما أنظر إلى موسى
ينعت من طوله وشعره ولونه واضعا أصبعيه في أذنيه له جؤار
إلى الله تعالى بالتلبية مارا بهذا الوادي ثم نفذنا الوادي حتى
أتينا قال داود أظنه ثنية هرشي قال أي ثنية هذه
فقلنا ثنية هرشي قال كأنما أنظر إلى يونس على ناقة
110

حمراء خطام الناقة خلبة عليه جبة له من صوف يهل نهارا
بهذه الثنية ملبيا
الجؤار الابتهال والخلبة الحشيش قاله
الشيخ
ذكر الإخبار عما يستحب للحاج والمعتمر
من رفع الصوت بالتلبية
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
111

أبي شيبة حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي بكر عن عبد الملك بن
أبي بكر عن خلاد بن السائب
عن أبيه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال أتاني جبريل فأمرني أن
آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال وحاشيتهم
ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد الله بن أبي لبيد عن
المطلب بن عبد الله بن حنطب عن خلاد بن السائب
112

عن زيد بن خالد الجهني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
أتاني جبريل صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد مر أصحابك فليرفعوا
أصواتهم بالتلبية فإنه من شعار الحج
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر خلاد بن السائب من أبيه
ومن زيد بن خالد الجهني ولفظاهما مختلفان وهما طريقان
محفوظان
ذكر الوقت الذي يقطع الحاج تلبيته فيه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد عن
يحيى عن بن جريج قال أخبرني عطاء
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردف الفضل بن عباس
من جمع إلى منى قال عطاء أخبرني بن عباس أن الفضل
أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة
113

باب دخول مكة
ذكر الإباحة للداخل الحرم بغير إحرام لعلة تحدث
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم وعمر بن محمد بن
بجير الهمداني ومحمد بن المعافى والحسن بن سفيان وأبو عروبة
قالوا حدثنا محمد بن المصفى قال حدثنا محمد بن حرب عن بن
جريج عن مالك بن أنس عن الزهري
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وعلى رأسه المغفر
ذكر الوقت
الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بغير إحرام
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال حدثنا حامد بن
يحيى البلخي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن مالك بن أنس عن
الزهري
115

عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وعلى
رأسه المغفر تروك
ذكر الموضع الذي يستحب دخول المرء منه مكة
أخبرنا بن سلمة حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب
قال حدثني عمرو بن الحارث عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح من كداء
أعلى مكة
116

ذكر ما يستحب للحاج ان يبدأ به عند دخوله مكة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة
بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث
عن محمد بن عبد الرحمن ان رجلا من أهل العراق
قال سل لي عروة بن الزبير عن رجل يهل الحنفية فإذا طاف
بالبيت أهل أم لا فقال عروة قد حج النبي صلى الله عليه وسلم وأخبرتني
عائشة أن أول شئ بدأ به حين قدم مكة انه توضأ وطاف
بالبيت
ذكر وصف الطواف بالبيت للحاج والمعتمر إذا أراده
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا محمد قال حدثنا شعبة عن عمرو بن دينار
قال
سمعت بن عمر يقول لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة
طاف بالبيت سبعا ثم صلى خلف المقام ركعتين ثم خرج
إلى الصفا من الباب الذي يخرج منه فطاف بالصفا والمروة
قال شعبة وأخبرني أيوب عن عمرو بن دينار عن بن
عمر أنه قال سنة
117

ذكر وصف الطواف بالبيت العتيق للمحرم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة رمل صلى الله عليه وسلم فيما
وصفناه
118

ذكر العلة التي من أجلها رمل صلى الله عليه وسلم فيما وصفنا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال أخبرنا
عبد الله عن فطر
عن أبي الطفيل قال دخلت علي بن عباس فقلت
يا بن عباس إن قومك يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل وانه
سنة فقال صدقوا وكذبوا قد رمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس
بسنة ثم قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمشركون على قعيقعان
وقد تحدثوا ان بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هزالا وجهدا فأمرهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرملوا ليريهم ان بهم قوة
119

أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا
العباس بن الوليد النرسي قال حدثنا يحيى بن سليم عن بن
خثيم قال
سألت أبا الطفيل فقلت الأطراف الثلاثة التي تسند
بالكعبة قال أبو الطفيل سألت بن عباس عنها فقال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مر الظهران في صلح قريش بلغ
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريشا كانت تقول تبايعون ضعفاء
قال أصحابه يا رسول الله لو أكلنا من ظهرنا فأكلنا من
شحومها خففنا من المرق فأصبحنا غدا حتى ندخل على
القوم وبنا جمام قال لا ولكن ائتوني بفضل أزوادكم
فبسطوا أنطاعهم ثم جمعوا عليها من أطعماتهم كلها فدعا لهم
فيها بالبركة فأكلوا حتى تضلعوا شبعا فاكتفوا في جربهم
فضول ما فضل منها فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على قريش
120

واجتمعت قريش نحو الحجر اضطبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال
النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه لا يرى القوم فيكم غميزة واستلم الركن
اليماني وتغيبت قريش مشى هو وأصحابه حتى استلموا
الركن الأسود فطاف ثلاثة أطواف فلذلك تقوم قريش وهم يمرون
بهم يرملون لكأنهم الغزلان قال بن عباس وكانت
سنة
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد لخبر بن عباس الذي ذكرناه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي عن
مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر إلى الحجر
121

قال أبو حاتم رضي الله عنه رمل النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت ثلاثا
ومشى أربعا كذلك قاله جعفر بن محمد في رواية أصحابه
عنه عن جابر واختصر مالك الخبر ولم يذكر أنه رمل
ثلاثا ومشى أربعا فكان الرمل لعلة معلومة وهي أن يراهم
المشركون جلداء لا ضعف بهم فارتفعت هذه العلة وبقي
الرمل فرضا على أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يوم القيامة الرفيقة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر
عن بن خثيم عن أبي الطفيل
عن بن عباس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حين أرادوا
دخول مكة في عمرته بعد الحديبية إن قومكم غدا
سيرونكم فليرونكم جلداء فلما دخلوا المسجد استلموا
الركن ثم رملوا والنبي صلى الله عليه وسلم معهم حتى إذا بلغوا الركن مشوا إلى
122

الركن الأسود ثم رملوا حتى بلغوا الركن فعل ذلك ثلاث مرات
ثم مشى الأربع بالمرباع
ذكر الخبر الدال على أن الحجر من البيت
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله ان عبد الله بن
محمد بن بكر الصديق رضي الله عنه أخبر عبد الله بن عمر
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألم
تري ان قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم
قالت فقلت يا رسول الله أفلا تردها على قواعد إبراهيم
قال لولا حدثان قومك بالكفر قال فقال عبد الله بن
عمر أداء كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن
البيت لم يتم على قواعد إبراهيم
123

قال أبو حاتم قول عبد الله بن عمر أداء كانت عائشة
سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم لفظة ظاهرها التوقف عن صحتها
مرادها ابتداء إخبار عن شئ يأتي بتيقن شئ ماض
ذكر العلة التي من اجلها
اقتصر القوم في بناء الكعبة على قواعد إبراهيم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن
124

يحيى الذهلي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يزيد بن
رومان يحدث عن عبد الله بن الزبير
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة لولا أن
قومك حديث عهد بالجاهلية لهدمت البيت حتى أدخل فيه ما
أخرجوا منه في الحجر فإنهم عجزوا عن نفقته وألصقته
بالأرض ووضعته على أساس إبراهيم وجعلت له بابين بابا
شرقيا وباب غربيا قال فكان هذا الذي دعا بن الزبير إلى
هدمه وبنائه وشمرت
125

أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن كثير العبدي
عن شعبة عن أبي إسحاق عن الأسود ان بن الزبير سأل الأسود وكان
يأتي عائشة رضي الله عنها وكانت تفضي إليه قال الأسود
قالت عائشة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن قومك حديث
عهد بجاهلية لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين فهدمه بن
الزبير وجعل لها بابين خوفت
126

ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أن يزيد الحجر في البيت لو لهدمه
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أحمد بن
سنان القطان حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا سليم بن حيان
حدثنا سعيد بن ميناء قال سمعت بن الزبير يقول وهو
على المنبر حين أراد أن يهدم الكعبة ويبنيها حدثتني عائشة
خالتي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها يا عائشة لولا أن قومك حديث
عهد بشرك لهدمت الكعبة ثم زدت فيها ستة أذرع من
الحجر فإن قريشا اقتصرت بها حين يبنت البيت وجعلت لها
بابين بابا شرقيا وبابا غربيا وألزقتها بالأرض مخوس
ذكر الإباحة للمفرد
أن يطوف لحجه طوافا واحدا بين الصفا والمروة
من غير أن يحدث عند طواف الزيارة للسعي بينهما
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال
أخبرنا هشام بن يوسف عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول لم يطف رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا طوافه الأول
127

ذكر الزجر عن طواف غير مسلم
أو العريان بالبيت العتيق
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن المغيرة عن الشعبي عن المحرر بن
أبي هريرة
عن أبيه قال كنت مع علي بن أبي طالب أنادي
بالمشركين فكان علي إذا صحل صوته أو اشتكى حلقه
أو عيي مما ينادي ناديت مكانه قال فقلت لأبي أي شئ
كنتم تقولون قال كنا نقول لا يحج بعد العام مشرك فما حج
بعد ذلك العم مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل
الجنة إلا مؤمن ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة
128

فمدته إلى أربعة أشهر فإذا قضى أربعة أشهر فإن الله برئ
من المشركين ورسوله قال فكان المشركون يقولون لا بل
شهر يضحكون بذلك
129

ذكر استحباب تقبيل الحجر الأسود
للطائف حول البيت العتيق
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله
ان أباه حدثه قال قبل عمر بن الخطاب الحجر ثم
قال والله لقد علمت أنك حجر ولولا أني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك
130

ذكر خبر ثان يصرح بإباحة استعمال ما ذكرناه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن شريك قال أخبرنا
سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عابس بن ربيعة
عن عمر أنه جاء للحجر فقبله وقال إني لأعلم أنك
حجر ما تنفع وما تضر ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما
قبلتك صبحتكم
ذكر الإباحة للطائف حول البيت العتيق
استلام الحجر وتركه معا
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
131

عبد الجبار بن العلاء قال حدثنا بشر بن السري قال حدثنا
الثوري عن هشام بن عروة عن عروة بن الزبير
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم كيف
صنعت في استلام الحجر فقلت استلمت وتركت
قال صلى الله عليه وسلم أصبت
ذكر الإباحة لمستلم الحجر في الطواف
أن يقبل يده بعد استلامه إياه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
132

عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن
نافع
عن عبد الله بن عمر أنه استلم الحجر ثم قبل يده وقال
ما تركته منذ رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله ينفضها
ذكر إباحة الإشارة إلى الركن للطائف حول البيت
إذا عدم القدرة على الاستلام
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
حدثنا بشر بن هلال الصواف قال حدثنا عبد الوارث وعبد الوهاب
عن خالد الحذاء عن عكرمة
133

عن بن عباس قال طاف النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته فإذا
أتينا إلى الركن أشار إليه يضاء
ذكر ما يقول الحاج بين الركن والحجر في طوافه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يحيى القطان عن بن جريج عن
يحيى بن عبيد عن أبيه
عن عبد الله بن السائب قال سمعت النبي وهو صلى الله عليه وسلم يقول
بين الركن والحجر ربنا آتنا بالدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار
134

ذكر ما يستحب للطائف حول البيت العتيق
ان يقتصر في الاستلام على الركنين اليمانيين
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن وهب قال حدثني
الليث بن سعد عن بن شهاب عن سالم
عن بن عمر قال لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح من البيت
إلا الركنين اليمانيين فأشاء
136

ذكر جواز طواف المرء على راحلته
أخبرنا تثبت ببيروت قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
يزيد قال حدثنا عبد الله بن رجاء قال حدثنا موسى بن عقبة عن
عبد الله بن دينار
عن بن عمر قال طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته
القصواء يوم الفتح واستلم الركن بمحجنه وما وجد لها مناخا
في المسجد حتى أخرجت إلى بطن الوادي فأنيخت ثم
حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد أيها الناس فإن الله
قد اذهب عنكم عبية الجاهلية يا أيها الناس إنما الناس رجلان بر
تقي كريم على ربه وفاجر شقي هين على ربه ثم تلا يا أيها
الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل
لتعارفوا حتى قرا الآية ثم قال
أقول هذا واستغفر الله لي ولكم وأصبحتم
137

ذكر الإباحة للمرء أن يطوف على راحلته
حول البيت العتيق إذا أمن تأذي الناس به
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن عبيد الله بن
عبد الله
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت على راحلته
يستلم الركن بمحجن
138

ذكر الإباحة للمرأة الشاكية
أن تطوف بالبيت وهي راكبة
أخبرنا محمد بن أحمد بن الرقام بتستر قال حدثنا
نصر بن علي الجهضمي قال أخبرنا معن بن عيسى قال حدثنا
مالك بن أنس عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن
الزبير عن زينب بنت أم سلمة
عن أسلمة قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني
شاكية فقال طوفي من وراء الناس وأنت راكبة قالت
ففعلت
139

ذكر الزجر عن قود المرء المسلم بخزامة يجعلها في أنفه
إذ الله جل وعلا رفع أقدار المسلمين
عن أن يشبهوا بذوات الأربع
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال حدثنا
يحيى بن معين قال حدثنا حجاج عن بن جريج عن سليمان
الأحول ان طاوسا أخبره
عن بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة
بانسان يقود إنسانا بخزامة في انفه فقطعه النبي صلى الله عليه وسلم بيده ثم
أمره أن يقوده بيده بأشداقه
140

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بن جريج
لم يسمع هذا الخبر من سليمان الأحول
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن
سعيد قال حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني سليمان الأحول
أن طاوسا أخبرنا
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر وهو يطوف بالكعبة بإنسان
قد ربط يده بإنسان آخر بسير أو بخيط أو بشئ غير ذلك فقطعه
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال قده بيدك فيتشاغل
ذكر الإباحة للحاج العليل أن يطاف به وهو راكب
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن عروة بن
الزبير عن زينب بنت أبي سلمة
141

عن أم سلمة أنها قالت شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني
أشتكي فقال صلى الله عليه وسلم طوفي من وراء الناس وأنت راكبة
قالت فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جنب البيت وهو
يقرأ ب الطور وكتاب مسطور إيطانها
ذكر الأمر للمرأة إذا حاضت أن تعمل عمل الحج
خلا الطواف بالبيت
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا سفيان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ننوي إلا
الحج فلما كنا بسرف حضت فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنا أبكي فقال ما لك أنفست فقلت نعم فقال
هذا أمر كتبه الله على بنات آدم فاقضي ما يقضي الحاج غير أن
لا تطوفي البيت وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه
البقر
142

أخبرنا الحسين بن إدريس قال حدثنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أنها قالت قدمت مكة وانا حائض لم أطف
بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى
تطهري وجيهة
ذكر الإخبار عن إباحة الكلام
للطائف حول البيت العتيق وإن كان الطواف صلاة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
المتوكل بن أبي السري قال حدثنا قال حدثنا فضيل بن عياض عن عطاء بن
السائب عن طاوس
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والطواف بالبيت
143

صلاة إلا أن الله أحل فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا
بخير ومشربة
ذكر الإباحة للطائف حول البيت العتيق
إذا عطش ان يشرب في طوافه
أخبرنا هارون بن عيسى بن السكين ببلد قال حدثنا
عباس بن محمد بن حاتم قال حدثنا أبو غسان قال حدثنا عبد
144

السلام بن حرب عن شعبة عن عاصم عن الشعبي
عن بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم شرب ماء في الطواف فهابهم
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان شربه الذي وصفنا من ماء زمزم
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا علي بن
حجر قال حدثنا بن المبارك عن عاصم الأحول عن الشعبي
145

عن بن عباس قال سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من ماء زمزم
فشربه وهو قائم
146

باب السعي بين الصفا والمروة
ذكر الخبر الدال
على أن السعي بين الصفا والمروة على الحاج والمعتمر
فرض لا يسع تركه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن هشام بن عروة
عن أبيه أنه قال قلت لعائشة وانا يومئذ حديث السن
أرأيت قول الله جل وعلا إن الصفا والمروة من شعائر الله
فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما
البقرة: 158 فما أرى على أحد شيئا ان لا يطوف بهما
قالت عائشة كلا لو كانت كما تقول كانت فلا جناح عليه
ان يطوف بهما إنما نزلت هذه الآية في الأنصار كانوا يهلون
لمناة وكانت مناة حذو قديد وكانوا يتحرجون أن يطوفوا
بين الصفا والمروة فلما جاء الإسلام سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن ذلك فأنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
147

البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن
الله شاكر عليم مهريا
ذكر الخبر الدال على أن السعي بين الصفا والمروة
فريضة لا يجوز تركه
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد قال حدثنا شعيب بن أبي
حمزة عن الزهري قال
قال عروة بن الزبير سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت
148

لها أرأيت قول الله إن الصفا والمروة من شعائر الله
إلى آخر الآية فقلت لعائشة فوالله ما على أحد جناح إلا
يطوف بين الصفا والمروة فقالت عائشة بئس ما قلت يا بن
أختي إن هذه الآية لو كانت على ما أولتها عليه كانت فلا
جناح عليه أن لا يطوف بهما ولكنها إنما أنزلت في الأنصار قبل
أن يسلموا كانوا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدون عند
المشلل وكان من أهل لها يتحرج ان يطوف بين الصفا
والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك
وقالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج ان نطوف بالصفا والمروة
فأنزل الله إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت
أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما قالت عائشة ثم قد
سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بهما فليس لأحد أن يترك
الطواف بهما
قال الزهري ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام بالذي حدثني عروة عن عائشة فقال أبو
بكر إن هذا لعلم وإني ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا
من أهل العلم يزعمون أن الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان
يهل لمناة كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة فلما ذكر
الله الطواف بالبيت في القرآن ولم يذكر الطواف بالصفا والمروة
فأنزل الله جل ذكره إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
149

البيت أو اعتمر فلا جناح عليه ان يطوف بهما قال أبو بكر
فاسمع هذه نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون
في الجاهلية أن يطوفوا بالصفا والمروة ثم تحرجوا أن يطوفوا
بهما في الإسلام من أجل ان الله أمرنا بالطواف بالبيت ولم
يذكرهما حين غيرتهم ذكر ذلك بعدما
ذكر الطواف بالبيت ذكر لفظة قد توهم عالما من الناس
أن السعي بين الصفا والمروة ليس بفرض
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
عبد الله بن داود عن فطر بن خليفة
150

عن عامر بن واثلة قال قلت لابن عباس إن قومك
يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل وأنه سنة فقال كذبوا
وصدقوا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة والمشركون على
قعيقعان فتحدثوا أن محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه هزلى فرمل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر أصحابه فرملوا وليست بسنة أيقظوني
ذكر ما يقول الحاج والمعتمر
على الصفا والمروة إذا رقاهما
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان بمنبج قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا وقف على
الصفا يكبر ثلاثا ويقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير يصنع ذلك
ثلاث مرات ويدعو ويصنع على المروة مثل ذلك فمصيبة
151

ذكر ما يستحب للمرء أن يدعو على أعداء الله
عند الصفا والمروة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا إسماعيل بن
أبي خالد
عن بن أبي أوفى قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فطاف
بالبيت ثم خرج فطاف بين الصفا والمروة ونحن نستره من
أهل مكة أن يرميه أحد أو يصيبه بشئ قال فسمعته يدعو
على الأحزاب يقول اللهم اهزمهم وزلزلهم منزل الكتاب
سريع الحساب اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم ومغفر
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
لم يسمعه إسماعيل بن أبي خالد
عن بن أبي أوفى
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار
152

الرمادي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد قال
سمعت بن أبي أوفى يقول سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم
الأحزاب اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزمهم
وزلزلهم يعني الأحزاب وأوعز
ذكر الإباحة للمرء أن يركب في السعي
بين الصفا والمروة لعلة تحدث
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو كامل
الجحدري قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الجريري
153

عن أبي الطفيل قال قلت لابن عباس أرأيت هذا الرمل
بالبيت ثلاثة أطواف ومشى أربعة أطواف أسنة هو فإن قومك
يزعمون أنه سنة فقال صدقوا وكذبوا قلت ما قولك
صدقوا وكذبوا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة فقال
المشركون إن محمدا وأصحابه لا يستطيعون أن يطوفوا بالبيت
من الهزال قال وكانوا يحسدونه قال فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان يرملوا ثلاثا ويمشوا أربعا قال فقلت له أخبرني عن
الطواف بين الصفا والمروة راكبا سنة هو فإن قومك يزعمون أنه
سنة قال صدقوا وكذبوا قال قلت ما قولك صدقوا
وكذبوا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثر عليه الناس يقولون هذا
محمد هذا محمد صلى الله عليه وسلم حتى خرجت العواتق من البيوت قال
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصرف الناس بين يديه فلما كثر عليه
ركب والمشي والسعي أفضل
154

باب
الخروج من مكة إلى منى
ذكر ما يستحب للحاج
ان يصلي الظهر يوم التروية بمنى لا بمكة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا إسحاق الأزرق قال حدثنا سفيان
الثوري عن عبد العزيز بن رفيع قال
سألت أنس بن مالك أخبرني عن شئ عقلته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم أين أصلي الظهر يوم التروية قال بمنى
قال قلت فأين صلى الظهر يوم النفر قال بالأبطح تندقا
155

ذكر الإباحة للغازي من منى إلى عرفات
ان يهلل ويكبر
أخبرنا محمد بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي
انه سأل أنس بن مالك وهما غاديان من منى إلى عرفة
كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
156

كان يهل المهل بمنى فلا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر
عليه
157

باب الوقوف بعرفة
والمزدلفة والدفع منهما
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن عبد
الأعلى قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا بن عون عن محمد بن
سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبي بكرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال وقف على بعيره
وامسك إنسان بخطامه أو قال بزمامه فقال أي يوم
هذا فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه فقال
أليس يوم النحر قلنا بلى قال فأي شهر هذا
فسكتنا حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه فقال
أليس بذي الحجة قلنا بلى قال فأي بلد هذا
فسكتنا حتى ظننا انه
سيسميه سوى اسمه قال أليس البلد
الحرام قلنا بلى فقال فإن دماءكم وأولادكم
وأعراضكم بينكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في
شهركم هذا في بلدكم هذا ألا ليبلغ الشاهد منكم الغائب
فإن الشاهد يبلغ من هو أوعى له منه
158

ذكر ما يجب على المرء من الوقوف بعرفات في حجه
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني قال حدثنا
زياد بن أيوب الطوسي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار
سمع محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال أضللت بعيرا لي فذهبت اطلبه بعرفة
فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة واقفا مع الناس فقلت والله إن هذا
لمن الحمس فما شأنه واقفا ها هنا فلنصيبن
160

ذكر الإخبار عن تمام حج الواقف بعرفة
من حين يصلي الأولى والعصر بعرفات
إلى طلوع الفجر من ليلته قل وقوفه بها أم كثر
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي
عن عروة بن مضرس بن حارثة بن لام قال أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بجمع فقلت هل علي من حج قال
من شهد معنا هذا الموقف حتى يفيض وقد أفاض قبل ذلك من
عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه
161

ذكر الإخبار عن تمام حج الواقف بعرفة ليلا أو نهارا
من وقت جمعه بين الأولى والعصر
إلى وقت طلوع الفجر الذي يطلع على الناس بالمزدلفة
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي حدثنا سعيد بن
عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن داود بن أبي هند
وإسماعيل وزكريا عن الشعبي
عن عروة بن مضرس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو واقف
بالمزدلفة فقال من صلى صلاتنا هذه ثم أقام معنا وقد وقف
قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا فقد تم حجه وسرحوا
162

ذكر مباهاة الله جل وعلا
ملائكته بالحاج عند وقوفهم بعرفات
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن
مجاهد
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يباهي
بأهل عرفات ملائكة أهل السماء فيقول أنظروا إلى عبادي
هؤلاء جاءوني شعثا غبرا ببضائع
163

ذكر رجاء العتق من النار
لمن شهد عرفات يوم عرفة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عمرو بن
جبلة حدثنا محمد بن مروان العقيلي حدثنا هشام هو الدستوائي عن
أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من أيام أفضل
عند الله من أيام عشر ذي الحجة قال فقال رجل يا
رسول الله هن أفضل أم عدتهن جهادا في سبيل الله قال
هن أفضل من عدتهن جهادا في سبيل الله وما من يوم
أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل
الأرض أهل السماء فيقول أنظروا إلى عبادي شعثا غبرا
ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا
عذابي فلم ير يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة
164

قال أبو حاتم هشام هذا هو هشام بن أبي عبد الله
الدستوائي والدستواء قرية من قرى الأهواز وإنما سمي
الدستوائي لأنه كان يبيع الثياب التي تحمل منها فنسب
إليها
ذكر وقوف الحاج بعرفات والمزدلفة
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ببغداد
حدثنا أبو نصر التمار عبد الملك بن عبد العزيز القشيري في شوال سنة
سبع وعشرين ومئتين حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن
موسى عن عبد الرحمن بن أبي حسين
عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
عرفات موقف وارفعوا عن عرنة وكل مزدلفة موقف وارفعوا
عن محسر فكل فجاج منى منحر وفي كل أيام التشريق
ذبح
166

ذكر وصف خروج المرء إلى عرفات
ودفعه منها إلى منى
أخبرنا بن سلم قال قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير عن
أبي معبد عن بن عباس
عن الفضل بن عباس انه كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوقف يهلل ويكبر الله ويدعوه فلما نفر دفع الناس
فصاح عليكم السكينة فلما بلغ الشعب إهراق الماء
وتوضأ ثم ركب فلما قدم المزدلفة جمع بين المغرب
والعشاء فلما صلى الصبح وقف فلما نفر دفع الناس فقال
حين دفعوا عليكم السكينة وهو كاف راحلته حتى إذا دخل
بطن منى قال عليكم بحصا الخذف الذي يرمى به
168

الجمرة وهو في ذلك يهل حتى رمى الجمرة
ذكر الإخبار عن نفي جواز الإفاضة للحاج من منى
دون عرفات والكينونة بها
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا زيد بن أخزم قال حدثنا
أبو داود قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت كانت قريش قطان البيت وكانوا
يفيضون من منى وكان الناس يفيضون من عرفات فأنزل
الله ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس وأخلفتنا
169

ذكر وقوف المرء بعرفات ودفعه عنها إلى المزدلفة
إذا كان حاجا
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن موسى بن عقبة عن كريب مولى بن
عباس
عن أسامة بن زيد أنه سمعه يقول دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من
عرفة حتى إذا كان بالشعب نزل فبال ثم توضأ ولم يسبغ
الوضوء فقلت له الصلاة يا رسول الله قال الصلاة
أمامك فركب فلما جاء المزدلفة نزل فتوضأ فأسبغ
الوضوء ثم أقيمت الصلاة فصلى المغرب ثم أناخ كل
إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت العشاء فصلاهما ولم يصل
بينهما شيئا
ذكر الإباحة للحاج الجمع بين المغرب والعشاء بالمزدلفة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
170

بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عدي بن ثابت
عن عبد الله بن يزيد الأنصاري
ان أبا أيوب الأنصاري أخبره أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع المغرب والعشاء بالمزدلفة جميعا الجموم
ذكر البيان بأن الجمع بين الصلاتين للحاج
إذا كانوا غير أهل الحرم
يجب ان يصلوا صلاة المسافر لا صلاة المقيم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبي بكر
171

المقدمي قال حدثنا يحي القطان عن شعبة عن سلمة بن كهيل
عن سعيد بن جبير قال صلى بنا بن عمر بجمع
المغرب ثلاثا فلما سلم قام فصلى العشاء ركعتين
وحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم في ذلك المكان مثل ذلك فأوجعوا
172

ذكر وقت الدفع للحاج من المزدلفة إلى منى
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا محمد بن كثير
العبدي قال أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون
قال
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أهل الجاهلية لا
يفيضون حتى يروا الشمس على ثبير فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فدفع
قبل طلوع الشمس فتصايح
173

ذكر الأخبار عن جواز تقديم النساء من المزدلفة
إلى منى صارت
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الرحمن بن
القاسم حدثه أن القاسم قال
قالت عائشة استأذنت سودة النبي صلى الله عليه وسلم أن تتقدم من جمع
وكانت امرأة ثقيلة ثبطة فأذن لها ووددت أني استأذنته لتخلن
174

ذكر الإباحة للمرء أن يتقدم ضعفة أهله وعياله
من المزدلفة إلى منى
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبيد بن
حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة
عن بن عباس قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثقل من
جمع بليل فجميعهم
ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ما ذكرنا
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست قال
175

حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا حماد بن زيد عن عبيد الله بن
أبي يزيد قال
سمعت بن عباس يقول بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جمع
بليل أوعز
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
صالح بن زياد السوسي قال حدثنا بن نمير عن أبيه عن
عبيد الله بن عمر عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة قالت لوددت أني كنت استأذنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنت سودة فأصلي الصبح
بمنى وأرمي الجمرة قبل أن يأتي الناس فقلت لعائشة وكانت
سودة استأذنته قالت نعم إنها كانت امرأة ثقيلة ثبطة فاستأذنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لها لاقبل
176

ذكر البيان بأن الإباحة التي وصفناها
هي للضعفاء من الرجال كما هي للضعفاء من النساء
أخبرنا أحمد بن محمود بن مقاتل الشيخ الصالح قال
حدثنا محمد بن منصور الجواز قال حدثنا سفيان عن عبيد الله بن أبي
يزيد
سمع بن عباس يقول كنا ممن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ضعفة أهله ليلة المزدلفة فأجارتهما
ذكر الإباحة للضعفاء من النساء والأولاد
أن يدفعن من جمع بليل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
177

حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا الثقفي قال حدثنا
أيوب عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة قالت كانت سودة امرأة ضخمة ثبطة فاستأذنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفيض من جمع بليل فأذن لها
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت عائشة تقول وددت أني كنت استأذنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم كما استأذنته سودة الحقاء
ذكر ما يستحب للإمام تقديم ضعفة أهله من المزدلفة بليل
أخبرنا بن قتيبة حدثنا أحمد بن أبي الحواري حدثنا
بن وهب حدثنا يونس عن الزهري
عن سالم قال كان أبي يقدم ضعفة أهله من المزدلفة إلى
منى ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بالصلاة ونتر
178

باب
رمي جمرة العقبة
ذكر البيان بأن رمي الجمار من آثار إبراهيم الخليل صلوات الله عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال حدثنا أبي قال حدثنا
بن إسحاق قال حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة قالت أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى
الظهر ثم رجع إلى منى فأقام بها أيام التشريق الثلاث يرمي
الجمار حتى تزول الشمس بسبع حصيات كل جمرة ويكبر مع
كل حصاة تكبيرة يقف عند الأولى وعند الوسطى ببطن الوادي
فيطيل المقام وينصرف
إذا رمى الكبرى ولا يقف عندها
وكانت الجمار من آثار إبراهيم صلوات الله عليه وأجار
180

ذكر الزجر عن رمي الجمار للحاج قبل طلوع الشمس
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا
محمد بن كثير العبدي قال أخبرنا سفيان الثوري قال حدثني
سلمة بن كهيل عن الحسن العرني
عن بن عباس قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من
المزدلفة أغيلمة بني عبد المطلب على حمرات فجعل يلطح
بأفخاذنا ويقول أبيني لا ترموا الجمرة حتى تطلع
الشمس وماطله
181

ذكر الموضع الذي يقف منه الحاج عند رميه الجمار
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير قال
أخبرنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم
عن عبد الرحمن بن يزيد قال رمى عبد الله من بطن
الوادي فقلت يا أبا عبد الرحمن إن الناس يرمونها من فوقها
فقال هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة
البقرة شكوة
182

ذكر وصف الحصى التي ترمى بها الجمار
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال أخبرنا
عبد الله قال أخبرنا عوف عن زياد بن حصين قال حدثني أبو
العالية قال
حدثني بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة
وهو واقف على راحلته هات القط لي فلقطت له
حصيات وهي حصى الحذف فلما وضعتهن في يده قال
نعم بأمثال هؤلاء بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في
183

الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين ضجره
ذكر الأمر برمي الجمار بمثل حصى الحذف
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب
حدثنا الليث عن أبي الزبير عن أبي معبد مولى بن عباس
عن بن عباس عن الفضل بن عباس وكان رديف
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في عشية عرفة وغداة
جمع للناس حين دفع عليكم بالسكينة وهو كاف ناقته حتى
أوضع في وادي محسر وهو من منى قال عليكم بحصى
الخذف الذي ترمى بها الجمرة قال ولم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي
حتى رمى الجمرة ليحط
184

ذكر عدد الحصيات التي يرميها المرء عند جمرة العقبة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
عبد الغفار بن عبد الله قال حدثنا علي بن مسهر
عن الأعمش قال سمعت الحجاج بن يوسف قال وهو
على المنبر ألفوا القرآن كما ألفه جبرائيل السورة التي يذكر فيها
البقرة السورة التي يذكر فيها آل عمران السورة التي يذكر فيها
النساء قال الأعمش فلقيت إبراهيم النخعي فأخبرته فسبه
ثم قال إبراهيم حدثني عبد الرحمن بن يزيد انه كان مع
عبد الله بن مسعود حين رمى جمرة العقبة فاستبطن الوادي
فرماها من بطن الوادي بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة
فقلت يا أبا عبد الرحمن إن الناس يرمونها من فوقها فقال بن
مسعود هذا والذي لا إله غيره مقام الذي أنزلت عليه سورة
البقرة أعوذه
185

ذكر الإباحة للمرء ان يخطب الناس
عند رمي الجمرة على راحلته إذا كان إماما يأمر الناس وينهاهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه
عن أبي كاهل قال إسماعيل وقد رأيت أبا كاهل قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم عيد على ناقة له خرماء
وحبشي ممسك بخطامها أخفتم
186

ذكر جواز خطبة المرء على الراحلة في الأوقات
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا
عكرمة بن عمار قال
حدثني الهرماس بن زياد الباهلي قال أبصرت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي وانا مردف وراءه على جمل وأنا صبي
صغير فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس على ناقته العضباء
بمنى حللني
187

باب الحلق والذبح
ذكر الإباحة للحاج ان يذبح قبل الرمي
أو يحلق قبل الذبح من غير حرج يلزمه في ذلك الفعل
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال حدثنا هشيم عن منصور عن
عطاء
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن رجل حلق قبل أن
يذبح أو ذبح قبل أيرمي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا
حرج فخزم
188

ذكر الأمر بالذبح والرمي لمن قدم الحلق والنحر عليهما
مع إسقاط الحرج عن فاعل ذلك
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله
عن عبد الله بن عمرو قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في
حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال يا
رسول الله لم اشعر فحلقت قبل أن أذبح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اذبح ولا حرج فجاءه رجل آخر فقال يا رسول الله لم
أشعر فنحرت قبل أن أرمي فقال ارم ولا حرج فما سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ قدم ولا أخر إلا قال افعل ولا
حرج
189

ذكر الإباحة للمحرم الحلق قبل الذبح
والذبح قبل الرمي
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا حماد بن سلمة عن
قيس بن سعد عن عطاء بن أبي رباح
عن جابر بن عبد الله ان رجلا قال يا رسول الله ذبحت
قبل ان أرمي فقال ارم ولا حرج فقال آخر يا رسول الله
حلقت قبل أن اذبح قال اذبح ولا حرج فقال آخر
طفت قبل أن أرمي يا رسول الله فقال ارم ولا حرج لكفنه
190

ذكر البيان بأن المرء في الحلق
يجب أن يبدأ بالأيمن من رأسه ثم بالأيسر
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان قال سمعت
هشام بن حسان يخبر عن محمد بن سيرين
عن أنس بن مالك قال لما رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة
ونحر نسكه ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه ثم ناول أبا
طلحة الأنصاري فأعطاه إياه ثم ناوله الشق الأيسر فقال
احلقه فحلقه فأعطاه أبا طلحة وقال اقسمه بين
الناس منتجب
191

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمغفرة
للمحلقين أكثر مما دعا للمقصرين
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم ارحم
المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال اللهم
ارحم المحلقين قالوا والمقصرين يا رسول الله قال
والمقصرين فبفضل
192

باب
الإفاضة من منى لطواف الزيارة
ذكر الإباحة للمحرم إذا أراد طواف الزيارة
أن يتطيب بمنى قبل إفاضته
أخبرنا أحمد بن سعيد العابد بالبصرة قال حدثنا
محمد بن عبيد بن حساب قال حدثنا حماد بن زيد عن عمرو بن
دينار عن سالم بن عبد الله قال
قالت عائشة طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى قبل أن يزور
البيت يستمعن
ذكر وصف الإفاضة من منى لطواف الزيارة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إبراهيم بن محمد بن
عرعرة بن البرند قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبيد الله بن
عمر قال حدثنا نافع عن
194

بن عمر أنه كان يفيض يوم النحر ثم يرجع فيصلي
الظهر بمنى ويذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بالصلاة الطراء
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
رفع هذا الخبر وهم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبيد الله عن
نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر ثم
رجع فصلى الظهر بمنى فأتوسد
ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد لخبر بن عمر الذي ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا
195

عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد قال حدثني أبي عن
جدي قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال
عن قتادة
عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر
والمغرب والعشاء ورقد رقدة بمنى ثم ركب إلى البيت فطاف
به
قال أبو حاتم رضي الله عنه في خبر بن عمر أنه كان
196

يفيض يوم النحر ثم يرجع فيصلي الظهر بمنى وفي خبر
أنس انه صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقدة
بمنى ثم ركب إلى البيت فطاف به فجعل أنس طوافه
للزيارة صارت وأخبرنا بن عمر أنه صلى الله عليه وسلم طاف الزيارة قبل الظهر
وتلك حجة واحدة وطواف واحد للزيارة والذي يجمع بين
الخبرين به انه صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة ونحر ثم تطيب
للزيارة ثم أفاض فطاف بالبيت طواف الزيارة ثم رجع إلى
منى فصلى الظهر بها والعصر والمغرب والعشاء ورقد رقد
بها ثم ركب إلى البيت ثانيا فطاف بها طوافا آخر صارت دون
أن يكون بين الخبرين تضاد أو تهاتر ويجرونها
ذكر الاستحباب لمن أفاض من منى
ألا يصلي الظهر إلا بها
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبيد الله بن عمر
عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض يوم النحر ثم
رجع فصلى الظهر بمنى
197

باب
رمي الجمار أيام التشريق
ذكر وصف رمي الجمار أيام منى
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى
قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا بن إدريس عن جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر
ضحى ثم رمى سائرهن عند الزوال فعولج
198

ذكر وصف رمي المرء الجمار ووقوفه حينئذ إلى أن يرميها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عثمان بن أبي
شيبة قال حدثنا طلحة بن يحيى عن يونس عن بن شهاب عن
سالم
عن بن عمر أنه كان يرمي الجمرة الأولى بسبع حصيات
يكبر مع كل حصاة ثم يتقدم فيقوم مستقبلا القبلة قياما طويلا
فيدعو ويرفع يديه ثم يرمي الجمرة ذات العقبة من بطن
الوادي ولا يقف عندها ثم ينصرف ويقول هكذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل بالمضيق
199

ذكر الإباحة للرعاء بمكة
ان يجمعوا رمي الجمار فيرموه اليومين في يوم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
بن عيينة عن عبد الله بن أبي بكر عن أبيه عن أبي البداح بن عدي
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء أن يرموا يوما ويدعوا
يوما تأتكم
200

ذكر الإباحة للعباس وأهله ان يبيتوا بمكة ليالي منى
من أجل سقايتهم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر
قال حدثني نافع
عن بن عمر أن العباس بن عبد المطلب استأذن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي من أجل سقايته فأذن
له تقتلونني
ذكر البيان بأن هذا الأمر للعباس
إنما هو أمر رخصة وندب دون أن يكون حتما وإيجابا
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
201

إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص للعباس أن يبيت
بمكة أيام منى من أجل سقايته وترة
ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ما تقدم ذكرنا لها
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة قال
حدثنا علي بن زياد اللحجي قال حدثنا أبو قرة موسى بن طارق
السكسكي عن موسى بن عقبة عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن العباس بن عبد المطلب استأذن النبي صلى الله عليه وسلم
أن يبيت بمكة ليالي من أجل سقايته فأذن له من أجل
السقاية
202

ذكر الإخبار عن وصف أيام منى
واسقاط الحرج عمن تعجل في يومين منها
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن بن الشرقي
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم حدثنا سفيان بن عيينة عن
سفيان الثوري عن بكير بن عطاء
عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحج عرفات فمن أدرك عرفة ليلة
جمع قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك أيام منى ثلاثة أيام
فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم
عليه
قال بن عيينة فقلت لسفيان الثوري ليس عندكم بالكوفة حديث أشرف ولا أحسن من هذا
203

ذكر وصف صلاة الحاج بمنى أيام مقامه بها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير قال حدثنا عقبة بن خالد عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بمنى ركعتين
وأبو بكر وعمر وعثمان ثم صلى عثمان بعد أربعا وكان بن
عمر يصلي مع الإمام بصلاته فإذا صلى وحده صلى
أربعا أغشي
204

ذكر الخبر الدال على إباحة التجارة للحاج والمعتمر
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا الحسن بن الصباح البزار قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار
عن بن عباس قال عكاظ وذو المجاز أسواق كانت لهم
في الجاهلية فلما جاء الله بالإسلام كأنهم تأثموا أن يتجروا
في الحج فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت ليس عليكم جناح أن
تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم
الحج
205

باب
الإفاضة من منى لطواف الصدر
ذكر ما يستحب للحاج نزول المحصب ليلة النفر
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا
عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر ومعمر عن أيوب عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا
ينزلون المحصب لسباع
207

ذكر ما يستحب للحاج إذا أراد القفول
أن يتحصب ليلتئذ ليكون أسهل لظعنه
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه
أن أسماء وعائشة كانتا لا تحصبان قالت عائشة إنما
نزله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه كان أسمح لخروجه الجبلا
فصل
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد عن
سفيان عن سليمان الأحول عن طاوس
عن بن عباس قال كان الناس ينفرون من كل وجه فقال
208

رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده الطواف
بالبيت واستنفق
ذكر الرخصة لبعض النساء
في استعمال هذا الشئ المزجور عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي قال حدثنا وهيب عن بن طاوس عن أبيه
عن بن عباس قال رخص للحائض أن تنفر إذا
حاضت
209

قال وسمعت بن عمر يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص
لهن ومحلب
أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مسرح قال
حدثنا عمي الوليد بن عبد الملك بن مسرح حدثنا عيسى بن يونس عن
عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر قال من حج البيت فليكن آخر عهده
بالبيت إلا الحيض رخص لهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
210

ذكر البيان بأن المرأة الحائض
إنما رخص لها أن تنفر من غير أن يكون عهدها بالبيت
إذا كانت طافت قبل ذلك
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر عن
القاسم بن محمد
عن عائشة قالت قلت يا رسول الله ما أرى صفية إلا
حابستنا قال ما شأنها قلت حاضت قال أما كانت
طافت قبل ذلك قلت بلى ولكنها حاضت قال فلا
حبس عليها فلتنفر ويغل
211

ذكر الخبر الدال على أن حكم النفساء حكم الحائض
في هذا الفعل إذ اسم النفاس
يقع على الحيض والعلة فيهما واحدة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن يحيى بن
أبي كثير قال حدثنا أبو سلمة بن عبد الرحمن أن زينب بنت أم سلمة
حدثته
أن أم سلمة حدثتها قالت بينما أنا مضجعة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة إذ حضت فانسللت فأخذت ثياب
حيضتي فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أنفست قلت نعم
فدعاني فأضجعت معه في الخميلة أنفسكن
ذكر الإخبار
عن الإباحة للمرأة الحائض
أن تنفر إذا كانت طافت طواف الزيارة قبل رؤيتها الدم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم حاضت فذكر
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحابستنا هي فقيل له إنها قد
أفاضت قال فلا إذا خذيفة
212

ذكر الأمر للمرأة إذا حاضت بعد الإفاضة أن تنفر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث عن بن شهاب عن أبي سلمة وعروة
أن عائشة قالت حاضت صفية بنت حيي بعدما طافت
قالت عائشة فذكرت حيضتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحابستنا هي قالت فقلت يا
رسول الله إنها قد كانت أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت
بعد الإفاضة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتنفر أساءك
213

ذكر البيان بأن الحائض إنما رخص لها أن تنفر
وإن لم يكن آخر عهدها بالبيت
إذا كانت طافت قبل ذلك طواف الزيارة
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا يحيى القطان عن عبيد الله بن عمر قال
سمعت القاسم بن محمد
عن عائشة أنها قالت يا رسول الله ما أرى صفية إلا
حابستنا قال وما شأنها قالت حاضت قال أما
كانت أفاضت قلت بلى ولكنها حاضت قال فلا
حبس عليها فلتنفر وقتلاه
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا ليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة وأبي سلمة
أن عائشة قالت حاضت صفية بنت حيي بعدما أفاضت
214

قالت عائشة فذكرت حيضتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحابستنا هي فقلت يا رسول الله إنها قد
أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلتنفر لأعزلن
ذكر الإخبار عما يقيم المهاجر بعد الإفاضة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يحيى بن سعيد عن سفيان عن عبد الرحمن بن حميد بن
عبد الرحمن بن عوف قال
سمعت عمر بن عبد العزيز يسأل السائب بن يزيد ما
سمعت في سكنى مكة فقال حدثني العلاء بن الحضرمي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للمهاجر ثلاثا بعد الصدر أمروك
215

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم للمهاجر
ثلاثا بعد الصدر أراد به المكث بمكة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن يحيى عن
سفيان عن عبد الرحمن بن حميد عن السائب بن يزيد
عن العلاء بن الحضرمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يمكث
المهاجر ثلاثا بعد قضاء نسكه فجثيت
ذكر الثنية التي يستحب للحاج أن يكون خروجه من مكة منها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي
قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال أخبرني
نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بات بذي طوى حتى صلى
216

الصبح ثم دخل مكة وكان بن عمر بالصلاة وإن
رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة من كداء الثنية العليا التي بالبطحاء
وخرج من ثنية السفلى نشج
ذكر الموضع الذي يستحب
أن يكون رجوع المرء من مكة إلى بلده عليه
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا هارون بن موسى الفروي
قال حدثنا عبد الله بن الحارث الجمحي عن عبيد الله بن عمر عن أبي
الزناد عن الأعرج
217

عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من مكة
خرج من طريق الشجرة وإذا رجع رجع من طريق المعرس
218

باب القران
ذكر خبر قد احتج به بعض أئمتنا
في استحباب التمتع بالعمرة إلى الحج به
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري
قال حدثنا سفيان عن عبدة بن أبي لبابة عن شقيق بن سلمة
عن الصبي بن معبد أنه أهل بحج وعمرة فذكر ذلك
لعمر فقال هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم خالفتهما
ذكر وصف إهلال الصبي بن معبد بما أهل به
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن بن عيينة
عن عبدة بن أبي لبابة
عن أبي وائل شقيق بن سلمة قال كثيرا ما كنت آتي
الصبي بن معبد أنا ومسروق نسأله عن هذا الحديث قال
219

كنت امرأ نصرانيا فأسلمت فأهللت الحنفية والعمرة
فسمعني سلمان بن ربيعة وزيد بن صوحان وأنا أهل بهما
بالقادسية فقالا لهذا أضل من بعير أهله فكأنما حمل علي
بكلمتهما جبل حتى قدمت مكة فأتيت عمر بن الخطاب وهو
بمنى فذكرت ذلك له فأقبل عليهما فلامهما وأقبل
علي فقال هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم مرتين ولأزواج
ذكر الأمر لمن ساق الهدي أن يجعل إهلاله الحنفية والعمرة معا
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير
عن عائشة أنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه
هدي فليهلل الحنفية والعمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما
جميعا قالت فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا
والمروة ثم أحلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى
220

لحجهم وأما الذين أهلوا الحنفية وجمعوا بين الحج
والعمرة فإنما طافوا طوافا واحدا قالت فقدمت مكة وأنا
حائض لم أطف بالبيت ولا بين الصفا والمروة فشكوت ذلك
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج ودعي العمرة قالت ففعلت فلما قضينا الحج
أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي بكر إلى التنعيم
فاعتمرت فقال هذه مكان عمرتك الأنقاب
ذكر البيان بأن المتمتع بالعمرة إلى الحج
يجزئه أن يطوف طوافا واحدا ويسعى سعيا واحدا لعمرته وحجه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى
221

وأيوب السختياني وعبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أنه جمع بين الحج والعمرة وطاف لهما
سبعا وسعى بين الصفا والمروة سبعا وقال هكذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
222

ذكر وصف طواف القارن إذا قرن بين حجه وعمرته
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبو عاصم عن بن جريج عن
أبي الزبير
عن جابر قال لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة إلا
طوافا واحدا لحجته وعمرته ويفتل
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن القارن يطوف طوافين
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي والمفضل بن
محمد بن إبراهيم الجندي قالا حدثنا أحمد بن أبي بكر الزهري
قال أخبرنا الدراوردي عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من جمع بين الحج
223

والعمرة طاف لهما طوافا واحدا ثم لم يحل حتى يحل من
حجته
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن القارن
يطوف طوافين ويسعى سعيين
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
إبراهيم بن حمزة الزبيري قال حدثنا الدراوردي عن عبيد الله بن
عمر عن نافع
224

عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من جمع الحج والعمرة
كفاه لهما طواف واحد ولا يحل حتى يوم النحر ثم يحل
منهما جميعا فناجى
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن القارن
يطوف طوافين ويسعى سعيين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير
عن عائشة أنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة
الوداع فأهللنا بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان معه
هدي فليهلل الحنفية مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما
جميعا قالت فقدمت مكة وأنا حائض لم أطف بالبيت ولا بين
الصفا والمروة فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انقضي
رأسك وامتشطي وأهلي الحنفية ودعي العمرة قالت ففعلت
فلما قضينا الحج أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن أبي
بكر إلى التنعيم فاعتمرت فقال هذه مكان عمرتك
قالت فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة
ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى بحجهم
وأما الذين كانوا أهلوا الحنفية وجمعوا الحج والعمرة فإنما
طافوا طوافا واحدا يصلد
225

ذكر الموضع الذي أمرهم المصطفى صلى الله عليه وسلم بما وصفنا فيه
بعد تقدمتهم الإهلال بعمرة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا أبو بكر الحنفي قال حدثنا أفلح بن حميد قال
سمعت القاسم بن محمد
عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في أشهر
الحج وليالي الحج وحرم الحج حتى نزلنا بسرف قالت
فخرج صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه فقال من لم يكن معه هدي
وأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ومن كان معه الهدي فلا
قالت فالآخذ بها والتارك لها من أصحابه قالت فأما
رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجال من أصحابه فكانوا أهل قوة فكان
معهم الهدي فلم يقدروا على العمرة قالت فدخل علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال صلى الله عليه وسلم ما يبكيك يا هنتاه قلت قد
سمعت قولك لأصحابك فمنعت العمرة قال وما شأنك
قالت لا أصلي قال فلا يضرك إنما أنت امرأة من بنات
آدم كتب الله عليك ما كتب عليهن فكوني في حجتك فعسى
أن تدركيها قالت فخرجنا في حجه حتى قدمنا منى
فطهرت ثم خرجت من منى فأفضت البيت قالت ثم
خرجت معه في النفر الآخر حتى نزل المحصب ونزلنا معه
فدعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال صلى الله عليه وسلم أخرج بأختك من
الحرم فلتهل بعمرة ثم افرغا ثم ائتيا هنا فإني أنظركما حتى
تأتياني قالت فخرجت لذلك حتى فرغت وفرغت من
226

الطواف ثم جئته سحرا فقال صلى الله عليه وسلم هل فرغتم قلت
نعم قال فأذن بالرحيل في أصحابه فارتحل الناس فمر
بالبيت قبل صلاة الصبح فطاف به ثم خرج فركب ثم
انصرف متوجها إلى المدينة بغتهم
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أمرهم ما وصفنا
قبل دخولهم مكة مرة أخرى مثل ما أمرهم به بسرف
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا الملائي ويحيى بن آدم قالا حدثنا زهير أبو
خيثمة عن أبي الزبير
عن جابر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين الحنفية
ومعنا النساء والذراري فلما قدمنا مكة طفنا بالبيت وبين
الصفا والمروة فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي
فليحل فقلنا أي الحل فقال الحل كله فلما كان يوم
التروية أهللنا الحنفية قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتركوا في
الإبل والبقر كل سبعة في بدنة قال فجاء سراقة بن
مالك بن جعشم فقال يا رسول الله أرأيت عمرتنا هذه
لعامنا هذا أم للأبد فقال صلى الله عليه وسلم لا بل للأبد فقال يا
رسول الله بين لنا ديننا كأنما خلقنا الآن أرأيت العمل الذي نعمل
به أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير أم مما نستقبل
فقال صلى الله عليه وسلم لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير
227

قلت ففيم العمل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعملوا فكل
ميسر
قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذه الأخبار التي ذكرناها
في إفراد المصطفى صلى الله عليه وسلم الحج وقرانه وتمتعه بهما مما تنازع فيها
الأئمة من لدن المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا ويشنع به
المعطلة وأهل البدع على أئمتنا وقالوا رويتم ثلاثة
أحاديث متضادة في فعل واحد ورجل واحد وحالة واحدة
وزعمتم أنها ثلاثتها صحاح من جهة النقل والعقل يدفع ما
قلتم إذ محال أن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع كان
مفردا قارنا متمتعا فلما صح أنه لم يكن في حالة واحدة قارنا
متمتعا مفردا صح أن الأخبار يجب أن يقبل منها ما يوافق
العقل ومهما جاز لكم أن تردوا خبرا يصح ثم لا تستعملوه أو
تؤثروا غيره عليه كما فعلتم في هذه الأخبار الثلاثة يجوز
لخصمكم أن يأخذ ما تركتم ويترك ما أخذتم
ولو تملق قائل هذا في الخلوة إلى البارئ جل وعلا
228

وسأله التوفيق لإصابة الحق والهداية لطلب الرشد في الجمع
بين الأخبار ونفي التضاد عن الآثار لعلم بتوفيق الواحد
الجبار أن أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تضاد بينها ولا تهاتر ولا يكذب
بعضها بعضا إذا صحت من جهة النقل لعرفها المخصوصون
في العلم الذابون عن المصطفى صلى الله عليه وسلم الكذب وعن سنته
القدح المؤثرون ما صح عنه صلى الله عليه وسلم على قول من بعده من
أمته صلى الله عليه وسلم
والفصل بين الجمع في هذه الأخبار أن المصطفى صلى الله عليه وسلم أهل
بالعمرة حيث أحرم كذلك قاله مالك عن الزهري عن عروة
عن عائشة فخرج صلى الله عليه وسلم وهو يهل بالعمرة وحدها حتى بلغ
سرف أمر أصحابه بما ذكرنا في خبر أفلح بن حميد فمنهم
من أفرد حينئذ ومنهم من أقام على عمرته ولم يحل فأهل صلى الله عليه وسلم
بهما معا حينئذ إلى أن دخل مكة وكذلك أصحابه الذين ساقوا
معهم الهدي وكل خبر روي في قران النبي صلى الله عليه وسلم إنما كذلك
حيث رأوه يهل بهما بعد إدخاله الحج على العمرة إلى أن دخل
مكة فلما دخل مكة صلى الله عليه وسلم وطاف وسعى أمر ثانيا من لم يكن
ساق الهدي وكان قد أهل بعمرة أن يتمتع ويحل وكان
يتلهف صلى الله عليه وسلم على ما فاته من الإهلال حيث كان ساق الهدي
229

حتى إن بعض أصحابه ممن لم يسق الهدي لم الريح يحلون
حيث رأوا المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يحل حتى كان من أمره ما وصفناه
من دخوله صلى الله عليه وسلم على عائشة وهو غضبان فلما كان يوم التروية
وأحرم المتمتعون خرج صلى الله عليه وسلم إلى منى وهو يهل الحنفية مفردا إذ
العمرة التي قد أهل بها في أول الأمر قد انقضت عند دخوله مكة
بطوافه بالبيت وسعيه بين الصفا والمروة فحكى بن عمر
وعائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج أراد من خروجه إلى منى من مكة
من غير أن يكون بين هذه الأخبار تضاد أو تهاتر
وفقنا الله لما يقربنا إليه ويزلفنا لديه من الخضوع عند
ورود السنن إذا صحت والانقياد لقبولها واتهام الأنفس
وإلزاق عقب بها إذا لم نوفق لإدراك حقيقة الصواب دون القدح
في السنن والتعرج على الآراء المنكوسة والمقايسات
المعكوسة إنه خير مسؤول وكفني
230

باب التمتع
ذكر الأمر بالتمتع لمن أراد الحج
واستحبابه وإيثاره على القران والإفراد معا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
المقرئ حدثنا حياة وذكر أبو يعلى آخر معه قالا سمعنا يزيد بن أبي
حبيب يقول
حدثني أبو عمران أنه حج مع مواليه قال فأتيت أم سلمة
أم المؤمنين فقلت يا أم المؤمنين إني لم أحج قط فبأيهما
أبدأ بالعمرة أم الحنفية قالت ابدأ بأيهما شئت قال ثم أتيت
صفية أم المؤمنين فسألتها فقالت لي مثل ما قالت قال ثم
جئت أم سلمة فأخبرتها بقول صفية فقالت لي أم سلمة
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا آل محمد من حج منكم فليهل
بعمرة في حجة
قال أبو حاتم أبو عمران هذا اسمه أسلم أبو عمران من
ثقات أهل مصر فاستأذنها
231

ذكر الخبر الدال على استحباب التمتع لمن قصد البيت العتيق
وإيثاره على القران والإفراد
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال
حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثني عطاء
عن جابر بن عبد الله قال أهللنا مع النبي صلى الله عليه وسلم الحنفية
خالصا لا نخلط بغيره فقدمن مكة لأربع ليالي خلون من ذي
الحجة فلما طفنا بالبيت وسعينا بين الصفا والمروة وأمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلها عمرة وأن نحل إلى النساء فقلنا
بيننا ليس بيننا وبين عرفة إلا خمس فنخرج إليها ومذاكيرنا
تقطر منيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني لأبركم وأصدقكم ولولا
الهدي لأحللت فقام سراقة بن مالك فقال يا رسول الله
أمتعتنا هذه لعامنا هذا أم للأبد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بل
للأبد سبني
232

ذكر الخبر الدال على استحباب إهلال المرء بالتمتع بالعمرة إلى الحج
والإيثار على القران والإفراد معا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حياة
قال سمعت يزيد بن أبي حبيب يقول
حدثني أبو عمران أنه حج مع مواليه قال فأتيت أم
سلمة فقلت يا أم المؤمنين إني لم أحج قط فبأيهما أبدأ
بالحج أم بالعمرة فقالت إن شئت فاعتمر قبل أن تحج
وإن شئت بعد أن تحج فذهبت إلى صفية فقالت لي مثل
ذلك فرجعت إلى أم سلمة فأخبرتها بقول صفية فقالت أم
سلمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا آل محمد من حج
منكم فليهل بعمرة في حج لمتمم
233

ذكر الإباحة للمرء أن يتمتع بالعمرة
إلى الحج إذا قصد البيت العتيق
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة بعسقلان قال حدثنا
حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن
شهاب قال أخبرني محمد بن عبد الله بن نوفل
أنه سمع الضحاك بن قيس في حجة معاوية بن أبي سفيان
يقول لا يفتي بالتمتع بالعمرة إلى الحج إلا من جهل أمر الله
جل وعلا فقال له سعد بن أبي وقاص بئس ما قلت يا بن
أخي فوالله لقد فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعلناه معه سهمنا
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر من لم يكن معه الهدي
بكل الإحلال لا بالبعض منه
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي
الزبير
عن جابر قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مهلين الحنفية فقدمنا
234

مكة فطفنا بالبيت وبين الصفا والمروة ثم قام فينا النبي صلى الله عليه وسلم
فقال من لم يكن منكم ساق هديا فليحلل وليجعلها
عمرة فقلنا حل من ذا يا رسول الله قال الحل كله
فواقعنا النساء ولبسنا وتطيبنا بالطيب فقال أناس ما هذا
الأمر نأتي عرفة وأيورنا تقطر ما فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقام
فينا كالمغضب فقال والله لقد علمتم أني أتقاكم ولو علمت أنكم
تقولون هذا ما سقت الهدي فاسمحوا بما تأمرون به
فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال يا رسول الله عمرتنا
هذه التي أمرتنا بها ألعامنا هذا أم للأبد فقال النبي صلى الله عليه وسلم بل
للأبد
ذكر السبب الذي من أجله أمرهم صلى الله عليه وسلم
بالإحلال ولم يحل هو بنفسه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع عن بن عمر
عن حفصة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما شأن الناس حلوا
ولم تحل أنت من عمرتك فقال إني لبدت رأسي وقلدت
هدي فلا أحل حتى أنحر بساعده
235

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين أحلوا بالعمرة
ولم يسوقوا هديا أن يحلوا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا يونس بن يزيد عن الزهري عن
عروة
عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع فمنا من أهل بحج ومنا من أهل بعمرة وأهدى فقال
النبي صلى الله عليه وسلم من أهل
بعمرة فلم يهد فليحل ومن أهل بعمرة فأهدى فلا يحل ومن أهل بحج فليتم حجه
قالت عائشة وكنت ممن أهل بعمرة حولوه
236

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
أمر بإدخال الحج على العمرة من أهل بها
ومن ساق الهدي قبل ذلك
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
عروة
عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة
الوداع فأهللت بعمرة ولم أكن سقت الهدي فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم قد ساق هديا فليهل بحج مع
عمرته ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا قالت فحضت
ليلة عرفة فقلت يا رسول الله كيف أصنع في حجتي قال
امتشطي ودعي العمرة وأهلي الحنفية قالت فحججت
فبعث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر رشاه
مكان عمرتي التي تركتها وتميزوا
237

ذكر البيان بأن الإحلال
إنما أبيح لمن لم يسق الهدي معه في الابتداء
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن
عبد الرحمن بن أخي عمرة عن عمرة
عن عائشة قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس
بقين من ذي القعدة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان طاف بالبيت
أن يحل إلا أن يكون ساق هديا قالت وأتينا بلحم بقر فقلت
ما هذا قالوا ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه إراشة
ذكر وصف ما يعمل المتمتع بالعمرة إلى الحج
عند دخول مكة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن
أنها سمعت عائشة تقول خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
لخمس ليال بقين من ذي القعدة لا نرى إلا أنه الحج فلما
238

دنونا من مكة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن معه هدي إذا طاف
بالبيت وسعى بين الصفا والمروة أن يحل قالت عائشة فدخل
علينا يوم النحر بلحم بقر فقلت ما هذا قال نحر
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أزواجه
قال يحيى فذكرت هذا الحديث للقاسم بن محمد فقال أتتك والله بالحديث على وجهه
239

باب
ما جاء في حج النبي صلى الله عليه وسلم
واعتماره
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
قال حدثنا خالد بن الحارث عن حميد عن يحيى بن أبي إسحاق
عن أنس أنه سمع النبي يقول لبيك عمرة
وحجا أقحموا
240

ذكر الخبر المصرح بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان قارنا في حجته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حميد بن مسعدة
قال حدثنا بشر بن المفضل قال حدثنا الأشعث أن الحسن حدثهم
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن بين الحج
والعمرة وقرن القوم معه يتثنون
ذكر البيان بأن ما وصفنا كان من المصطفى صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن
عبد الواحد عن الأوزاعي عن أيوب بن موسى عن عبد الله بن
عبيد بن عمير عن ثابت البناني
عن أنس بن مالك قال إن عند ثفنات ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عند المسجد فلما استوت به قال لبيك بحجة وعمرة
معا وذلك في حجة الوداع
241

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث
أنه مضاد لخبر أنس بن مالك الذي ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا
إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا أبو ضمرة عن حميد الطويل
عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لبيك بعمرة وحجة
قال حميد حدثني بكر بن عبد الله المزني أنه ذكر حديث
أنس بن مالك لابن عمر فقال وهل أنس أفرد
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحج قال فذكرت قول بن عمر لأنس بن
مالك فقال ما يحسب بن عمر إلا أنا صبيان الزحوف
242

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد
الطيالسي وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي قالا حدثنا مالك بن
أنس عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن
عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج وحولا
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به مالك عن عبد الرحمن بن القاسم
أخبرنا حاجب بن أركين بدمشق قال حدثنا أحمد بن
عبد الله بن أبي السفر قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا سفيان
الثوري عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج بلذمة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذه اللقطة
تفرد بها القاسم بن محمد
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
243

بكر عن مالك عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن
عروة بن الزبير
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفرد الحج بزقت
ذكر خبر ثالث أوهم عالما من الناس
أنه مضاد للخبرين الأولين اللذين ذكرناهما
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن
الأوزاعي قال حدثني أسيد بن عبد الرحمن قال حدثني خالد بن
دريك
أن مطرفا عاد عمران بن حصين فقال له إني محدثك
حديثا فإن برئت من وجعي فلا تحدث به ولو مضيت
لشأني فحدث به إن بدا لك إنا استمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم لم ينهنا عنه حتى مات صلى الله عليه وسلم رأى رجل رأيه وانقرضوا
244

ذكر وصف الاستمتاع الذي ذكره خالد بن دريك
في هذا الخبر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا موسى بن
محمد بن حيان قال حدثنا أبو غسان يحيى بن كثير قال أخبرنا
شعبة عن حميد بن هلال عن مطرف بن عبد الله قال
قال لي عمران بن حصين ألا أحدثك حديثا لعل الله أن
ينفعك به إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع بين الحج والعمرة ولم ينه
عنه ولم ينزل فيه ولم يحرمه وكان يسلم علي فلما
اكتويت ذهب أو رفع عني فلما تركته رجع إلي ووفاتهم
245

ذكر خبر ثالث يصرح باستعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم
الفعل الذي ذكرناه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن بن شهاب
عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد
المطلب أنه حدثه أنه سمع سعد بن أبي وقاص والضحاك بن
قيس عام حج معاوية بن أبي سفيان وهما يذكران التمتع بالعمرة
إلى الحج فقال الضحاك لا يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله
فقال سعد بن أبي وقاص بئس ما قلت يا بن أخي فقال
الضحاك كان عمر بن الخطاب قد نهى عن ذلك فقال سعد
وقد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها معه عقلائهم
246

ذكر العلة التي من أجلها
كان ينهى عمر بن الخطاب رضوان الله عليه
عن التمتع بالعمرة إلى الحج
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا خالد بن الحارث قال حدثنا شعبة عن
قتادة قال سمعت أبا نضرة يحدث قال
كان بن عباس يأمرنا بالمتعة وكان بن الزبير ينهى
عنها فذكرت ذلك لجابر فقال على يدي دار الحديث
تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كان عمر بن الخطاب قال إن
الله كان يحل لنبيه صلى الله عليه وسلم ما شاء لما شاء وإن القرآن قد نزل
منازله فأتموا الحج والعمرة كما أمركم الله وأبتوا نكاح هذه
النساء فلا أوتى برجل تزوج بامرأة إلى أجل إلا رجمته
بالحجارة نطاعن
247

ذكر الخبر الدال على أن المصطفى صلى الله عليه وسلم
لم يكن متمتعا في حجته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا النضر بن شميل ووهب بن جرير قالا حدثنا
شعبة عن الحكم بن عتبة عن علي بن حسين عن ذكوان مولى
عائشة
عن عائشة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي لأربع ليال
خلون أو خمس من ذي الحجة في حجته وهو غضبان قالت
فقلت يا رسول الله من أغضبك أدخله الله النار فقال صلى الله عليه وسلم
أما شعرت أني أمرتهم بأمر وهم يترددون فيه ولو كنت
استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ولا اشتريته
حتى أحل كما حلوا
قال أبو حاتم رضي الله عنه في قوله صلى الله عليه وسلم ولو كنت
استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي حتى أحل أبين
البيان بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن متمتعا في حجته إذ لو كان متمتعا
248

لأحل كما أحلوا ولم يتلهف على ما فاته من ذلك حيث ساق
الهدي
وأما الأخبار التي ذكرناها قبل التمتع فإنها مما نقول
في كتبنا إن العرب تنسب الفعل إلى الأمر كما تنسبه إلى
الفاعل فلما أذن لهم صلى الله عليه وسلم في التمتع وقال من أهل
بعمرة ولم يكن قد ساق الهدي فليحل كان فيه إباحة
التمتع لمن شاء فنسب هذا الفعل إلى المصطفى صلى الله عليه وسلم على
سبيل الأمر به لا أنه صلى الله عليه وسلم كان متمتعا ولذلك قال عمر بن
الخطاب للصبي بن معبد حيث أخبره أنه أهل الحنفية والعمرة
فقال هديت لسنة نبيك صلى الله عليه وسلم تفاخرت
ذكر خبر ثان يصرح بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يكن متمتعا في حجته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت خرجنا موافين لهلال ذي الحجة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم من أحب منكم أن يهل
بعمرة فليهل فإني لولا أني هديت لأهللت بعمرة فأهل به
بعض أصحابه بحجة وبعضهم بعمرة قالت وكنت فيمن
أهل بعمرة فأدركني يوم عرفة وأنا حائض لم أحل من عمرتي
فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعي
249

عمرتك وانقضي رأسك وامتشطي وأهلي الحنفية قالت
ففعلت حتى إذا كانت ليلة الحصبة أرسل معها عبد الرحمن بن
أبي بكر فأردفها فخرجت إلى التنعيم فأهلت بعمرة مكان
عمرتها فطافت بالبيت وبين الصفا والمروة فقضى الله حجها
وعمرتها ولم يكن في شئ من ذلك صوم ولا هدي ولا
صدقة
ذكر وصف حجة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا العباس بن الوليد النرسي
قال حدثنا وهيب بن خالد قال حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر بن عبد الله قال أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعا
بالمدينة لم يحج ثم أذن في الناس بالخروج فلما جاء ذا
الحليفة صلى بذي الحليفة وولدت أسماء بنت عميس
محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسلي واستثفري بثوب وأهلي قال
ففعلت فلما اطمأن صدر راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر
البيداء أهل وأهللنا لا نعرف إلا الحج وله خرجنا
250

ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا والقرآن ينزل عليه وهو يعرف
تأويله وإنما يفعل ما أمر به
قال جابر فنظرت بين يدي ومن خلفي وعن يميني
وعن شمالي الفساد بصري والناس مشاة وركبان فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
فلما قدمنا مكة بدأ فاستلم الركن ثم سعى ثلاثة
أطواف ومشى أربعا فلما فرغ من طوافه انطلق إلى
المقام فقال قال الله واتخذوا من مقام إبراهيم
مصلى فصلى خلف مقام إبراهيم
ركعتين ثم انطلق إلى الركن فاستلمه ثم انطلق إلى
الصفا فقال نبدأ بما بدأ الله به إن الصفا والمروة من
شعائر الله فرقي على الصفا حتى بدا له
البيت فكبر ثلاثا وقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له
له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شئ
قدير ثلاثا ثم دعا ثم هبط من الصفا فمشى حتى إذا
تصوبت قدماه في بطن المسيل سعى حتى إذا صعدت
قدماه من بطن المسيل مشى إلى المروة فرقي على المروة
حتى بدا له البيت فقال مثل ما قال على الصفا فطاف سبعا
وقال من لم يكن معه هدي فليحل ومن كان معه هدي
251

فليقم على إحرامه فإني لولا أني معي هدي لتحللت ولو أني
استقبلت من أمري ما استدبرت لأهللت بعمرة
قال ربع علي من اليمن فقال له النبي صلى الله عليه وسلم بأي
شئ أهللت يا علي قال قلت اللهم إني أهل بما أهل به
رسولك قال فإن معي هديا فلا تحل قال علي
فدخلت على فاطمة وقد اكتحلت ولبست ثياب صبغ فقلت
من أمرك بهذا فقالت لي أمرني أبي صلى الله عليه وسلم قال فكان علي
يقول بالعراق فانطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة
مستثبتا في الذي قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت أنا
أمرتها قال ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة
بدنة من ذلك بيده ثلاثا
وستين ونحر علي ما غبر ثم أخذ من كل بدنة قطعة فطبخ
جميعا فأكلا هذه من اللحم وشربا من المرق فقال سراقة بن
مالك بن جعشم ألعامنا هذا أم للأبد قال لا بل للأبد
دخلت العمرة في الحج وشبك بين أصابعه
قال أبو حاتم رضي الله عنه العلة في نحر المصطفى صلى الله عليه وسلم
ثلاثا وستين بدنة بيده دون ما وراء هذا العدد أن له في ذلك اليوم
كانت ثلاث وستين سنة ونحر لكل لسنة من سنيه بدنة بيده
وأمر عليا بالباقي فنحرها فوكلوا
252

ذكر وصف حجة المصطفى صلى الله عليه وسلم
الذي أمرنا الله جل وعلا باتباعه واتباع ما جاء به
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا هشام بن
عمار وأخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بمن أبي شيبة
قالا حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه قال
دخلنا على جابر بن عبد الله فسأل عن القوم حتى
انتهى إلي فقلت أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب فأهوى بيده إلى رأسي فنزع زري الأعلى ثم
نزع زري الأسفل ثم وضع كفه بين ثديي وأنا غلام يومئذ
شاب فقال مرحبا يا بن أخي
سل عما شئت فسألته وهو
أعمى وجاء وقت الصلاة فقام في نساجة ملتحف بها
كلما وضعها على منكبيه رجع طرفاها إليه من صغرها ورداؤه
إلى جنبه على المشجب فصلى بنا فقلت أخبرني عن
حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بيده وعقد تسعا وقال إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ثم أذن في الناس في
العاشر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج فقدم المدينة بشر كثير
253

كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويعمل مثل عمله
فخرجنا معه حتى أتينا ذا الحليفة فولدت أسماء بنت عميس
محمد بن أبي بكر فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصنع
فقال اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي
فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ثم ركب القصواء حتى
إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى الفساد بصري بين يديه
من راكب وماشي وعن يمينه مثل ذلك وعن يساره مثل
ذلك ومن خلفه مثل ذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا
وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأوليه وما عمل به من شئ
عملنا به فأهل بالتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك
لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك
وأهل الناس بهذا الذي يهلون به فلم يرد عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
منه شيئا ولزم رسول الله صلى الله عليه وسلم تلبيته
قال جابر لسنا ننوي إلا الحج لسنا نعرف العمرة
حتى أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى
أربعا ثم تقدم إلى مقام إبراهيم فقرأ واتخذوا من مقام
إبراهيم مصلى فجعل المقام بينه وبين
البيت فكان أبي يقول ولا أعلمه ذكره إلا عن
النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان يقرأ في الركعتين قل هو الله أحد
254

وقل يا أيها الكافرون ثم رجع إلى الركن فاستلمه
ثم خرج من الباب إلى الصفا فلما دنا من الصفا قرأ إن
الصفا والمروة من شعائر الله أبدأ بما بدأ
الله به فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت
فاستقبل القبلة ووحد الله وكبره وقال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير لا إله إلا الله وحده نجز وعده ونصر عبده وهزم
الأحزاب وحده ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ثم
نزل إلى المروة حتى انصبت قدماه إلى بطن الوادي سعى
حتى إذا صعد مشى حتى أتى المروة ففعل على المروة
كما فعل على الصفا حتى إذا كان آخر طواف على المروة
قال لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق
الهدي وجعلتها عمرة فمن كان منكم ليس معه هدي
فليحل وليجعلها عمرة
فقام سراقة بن جعشم فقال يا رسول الله ألعامنا هذا
أم للأبد قال فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في
الأخرى وقال دخلت العمرة في الحج مرتين لا بل لأبد
الأبد لا بل لأبد الأبد
255

ربع علي من اليمن ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد فاطمة ممن قد
حل ولبست ثياب صبغ واكتحلت فأنكر ذلك عليها
فقالت أبي أمرني بهذا قال فكان علي يقول بالعراق
فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة للذي صنعت
وأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال صلى الله عليه وسلم صدقت ما قلت
حين فرضت الحج قال قلت اللهم إني أهل لما أهل به
رسولك قال فإن معي الهدي فلا تحل قال فكان
جماعة الهدي الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به
النبي صلى الله عليه وسلم مائة قال فحل الناس كلهم وقصروا إلا
النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان معه هدي
فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا الحنفية
ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء
والصبح ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من
شعر فضربت له بنمرة فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تشك قريش
إلا أنه واقف عند المشعر الحرام كما كانت قريش تصنع في
الجاهلية فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة
قد ضربت له بنمرة فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر
بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي يخطب الناس ثم
قال صلى الله عليه وسلم
إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا
256

في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شئ من أمر الجاهلية
تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وأن أول دم
أضع من دمانا دم بن ربيعة بن الحارث وكان مسترضعا في
بني ليث فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع
ربا العباس بن المطلب فإنه موضوع كله فاتقوا الله في
النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن
بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحد تكرهونه
فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم
رزقهن وكسوتهن بالمعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده
إن اعتصمتم به كتاب الله التجارة تسألون عني فما أنتم
قائلون قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال صلى الله عليه وسلم
بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم
اشهد ثلاث مرات
ثم أذن ثم قام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر
ولم يصل بينهما شيئا ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى
الموقف فجعل باطن ناقته القصوى إلى الصخرات وجعل
حبل المشاة بين يديه فاستقبل القبلة فلم يزل واقفا حتى
غربت الشمس وذهبت الصفرة قليلا وغاب القرص أردف
رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة خلفه ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق
257

للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رحله ويقول
بيده اليمنى أيها الناس السكينة السكينة كلما أتى حبلا من
الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة
فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ولم يسبح
بينهما شيئا
ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى طلع الفجر فصلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان وإقامة ثم ركب القصواء حتى أتى
المشعر الحرام فاستقبل القبلة فدعاه وكبره وهلله
ووحده فلم يزل واقفا حتى أصفر جدا دفع قبل أن تطلع
الشمس وأردف الفضل بن العباس وكان رجل حسن
الشعر أبيض وسيما فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت ظعن
يجرين فطفق الفضل ينظر إليهن فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده
على وجه الفضل فحول الفضل وجهه من الشق الآخر
فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الشق الآخر على وجه الفضل
فصرف وجهه من الشق الآخر حتى أتى محسرا فحرك قليلا
ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج إلى الجمرة الكبرى حتى
أتى الجمرة فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها
مثل حصاة الخذف رمى من بطن الوادي ثم انصرف إلى
المنحر فنحر ثلاث وستين بيده ثم أعطى عليا رضوان الله
عليه فنحر ما غبر منها وأشركه في هديه وأمر من كل بدنة
ببضعة فجعلت في قدر فطبخت فأكلا هذه من لحمها وشربا
من مرقها
258

ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض إلى البيت فصلى بمكة
الظهر فأتى بني عبد المطلب يستقون على زمزم فقال
انزعوا يا بني عبد المطلب فلولا أن يغلبكم الناس على
سقايتكم لنزعت معكم فناولوه دلوا فشرب منه
لفظ الخبر لأبي بكر بن أبي شيبة
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا النوع لو استقصيناه
لدخل فيه ثلث السنن وفيما أومأنا إليه من الأشياء التي فرضت
على المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى أمته جميعا من الوضوء والتيمم
والاغتسال من الجنابة والصلاة والحج وما أشبه هذه الأشياء ما
فيها غنية عن الإمعان والإكثار فيها لمن وفقه الله للصواب
وهداه لسلوك الرشاد فللفضل
ذكر وصف اعتمار المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال
حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور
259

عن مجاهد قال دخلت أنا وعروة بن الزبير المسجد
فإذا عبد الله بن عمر جالس إلى حجرة عائشة وإذا الناس
يصلون في المسجد صلاة الضحى قال فسألناه عن
صلاتهم فقال بدعة ثم قال اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعا
إحداهن في رجب فكرهنا أن نكذبه أو نرد عليه وسمعنا
استنان عائشة في الحجرة فقال عروة يا أم المؤمنين ألا
تسمعين ما يقول أبو عبد الرحمن قالت ما يقول قال
يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر أربع عمر إحداهن في رجب
فقالت يرحم الله أبا عبد الرحمن ما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم
عمرة إلا وهو شاهد وما اعتمر في رجب قط
260

قال أبو حاتم رضي الله عنه في قول بن عمر اعتمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر إحداهن في رجب أبين البيان أن
الخير المتقن الفاضل قد ينسى بعض ما يسمع من السنن أو
يشهدها لأن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما اعتمر إلا أربع عمر الأولى
عمرة القضاء سنة القابل من عام الحديبية وكان ذلك في
رمضان ثم العمرة الثانية حيث فتح مكة وكان فتح مكة في
رمضان ثم خرج منها صلى الله عليه وسلم قبل هوزان وكان من أمره ما كان
فلما رجع وبلغ الجعرانة قسم الغنائم بها واعتمر منها إلى
مكة وذلك في شوال واعتمر العمرة الرابعة في حجته وذلك في ذي
الحجة سنة عشرة من الهجرة أتتهمني
261

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم
لم يعتمر إلا ثلاث عمر
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي قال
حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال حدثنا داود بن عبد الرحمن
العطار عن عمرو بن دينار عن عكرمة
عن بن عباس قال اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم أربع عمر عمرة
الحديبية وعمرة القضاء من قابل وعمرة الجعرانة وعمرته
التي مع حجته
262

باب
ما يباح للمحرم وما لا يباح
أخبرنا النضر بن محمد بن المبارك قال حدثنا
محمد بن عثمان العجلي قال حدثنا عبيد الله بن موسى عن
إسرائيل عن أبي إسحاق
عن البراء قال كانوا في الجاهلية إذا أحرموا أتوا البيت من
ظهره فأنزل الله وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها
ولكن البر من اتقى الآية فأخلفه
263

ذكر الإباحة للمحرم أن يغسل رأسه في إحرامه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن زيد بن أسلم عن إبراهيم بن
عبد الله بن حنين عن أبيه
أن عبد الله بن عباس والمسور بن مخرمة اختلفا
بالأبواء فقال عبد الله بن عباس يغسل المحرم رأسه وقال
المسور لا يغسل المحرم رأسه فأرسلني إلى أبي أيوب
الأنصاري أسأله عن ذلك فوجدته يغتسل بين القرنين وهو
يستتر بثوب قال فسلمت عليه فقال من هذا فقلت
أنا عبد الله بن حنين أرسلني إليك بن عباس أساله كيف كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يغسل رأسه وهو محرم قال فوضع أبو أيوب
يده على الثوب وطأطأه حتى بدا لي رأسه ثم قال لإنسان
يصب عليه أصبب فصب على رأسه ثم حرك رأسه بيديه
فأقبل بهما وأدبر ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يفعله
264

ذكر الإباحة للمحرم عند إرادته الجمرة أن يستتر من الحر
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم
عن زيد بن أبي أنيسة عن يحيى بن الحصين
أن أم الحصين حدثته قالت حججت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجة
الوداع فرأيت أسامة وبلالا أحدهما أخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة
العقبة رأتنا
265

ذكر جواز احتجام المرء المحرم لعلة تعترضه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن أبي بكر
المقدمي قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا هشام بن حسان
عن عكرمة
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم من أذى
كان برأسه
ذكر الإباحة للمحرم أن يحتجم لعلة تحدث به
ما لم يقطع شعرا
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس وعطاء
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم
266

ذكر الموضع الذي احتجم النبي صلى الله عليه وسلم من بدنه في احرامه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
قتادة
عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم على ظهر القدم
من وجع كان به
267

ذكر الخبر الدال على هذا الفعل كان
من المصطفى صلى الله عليه وسلم غير مرة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن خالد
ابن عثمة قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثني علقمة بن
أبي علقمة أنه سمع عبد الرحمن الأعرج يحدث
انه سمع عبد الله بن بحينة يقول احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بلحى جمل من طريق مكة وهو محرم في وسط رأسه سبقناه
268

ذكر الإباحة مداواة عينيه إذا رمدت
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل
الطالقاني قال حدثنا سفيان عن أيوب بن موسى عن نبيه بن
وهب عن أبان بن عثمان
أخبره عن عثمان عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أن المحرم إذا اشتكى
عينه ضمدها بالصبر سريعين
ذكر الزجر عن لبس المحرم أجناسا من الثياب المعلومة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبي قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع
269

عن بن عمر أنه قال قال رجل يا رسول الله ما نلبس من
الثياب إذا أحرمنا قال لا تلبسوا القمص ولا السرويلات
ولا العمائم ولا البرانس ولا الخفاف إلا أن يكون ليس له نعلان
فليلبس الخفين أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيئا
مسه الزعفران والورس
ذكر الزجر عن لبس المحرم المصبوغ من الثياب
أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن بن عمر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبس المحرم
ثوبا مصبوغا بزعفران أو ورس فلكمني
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن منصور عن الحكم عن
سعيد بن جبير
عن بن عباس قال وقصت برجل محرم ناقته فقتلته
فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اغسلوه وكفنوه ولا تغطوا
رأسه ولا تقربوه طيبا فإنه يبعث يهل فأعرس
270

ذكر العلة التي من أجلها أمر بهذا الأمر
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن عمرو بن دينار حدثه عن
سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رجلا صرعه بعيره فوقصه وهو محرم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألبسوه ثوبين واغسلوه بماء وسدر ولا
تغطوا رأسه فإن الله يبعثه يوم القيامة يلبي
271

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم ألبسوه ثوبين
أراد به الثوبين اللذين كان قد أحرم فيهما
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا
أحمد بن منيع وعلي بن حجر قالا حدثنا هشيم عن أبي بشر
جعفر بن أبي وحشية عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رجلا كان محرما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فوقصته ناقته فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء
وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه ولا تمسوه طيبا
272

فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا يحالفه
ذكر الزجر عن تغطية وجه المحرم ورأسه معا
عند تكفينه إذا مات
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا
موسى بن عبد الرحمن المسروقي قال حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن
جعفر بن إياس عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال جاء رجل على ناقة وهو محرم فأوقصته
فمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغسل بماء وسدر وأن يكفن في
ثوبيه ولا يمس طيبا ولا يخمر وجهه ورأسه تؤذين
273

ذكر الإخبار عما يجب على المحرم اجتنابه
من قتل صيد من الدواب وغيرها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا وهب بن
بقية قال حدثنا هشيم عن بن عون ويحيى بن سعيد
وعبيد الله بن عمر عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما يقتل المحرم قال
الفأرة والحداة والكلب العقور والغراب الأبقع لا يستطيعون
274

ذكر الإباحة للمحرم قتل الضرارات من الدواب
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
أخبرني عبد الله بن دينار مولى بن عمر
انه سمع عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خمس من قتلهن وهو حرام فلا جناح عليه فيهن العقرب
والفأرة والكلب العقور والغراب والحدأة ويلحقوا
275

ذكر إباحة إطلاق اسم الفسق على غير أولاد آدم والشياطين
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا أبو طاهر بن
السرح حدثنا بن وهب أخبرني مالك بن أنس ويونس عن بن
شهاب عن عروة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الوزغ فويسق
وهذا غريب قاله الشيخ
276

ذكر البيان بأن اصطياد المحرم الضبع
صيد وفيه جزاء
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان قال
أخبرنا عبد الله عن جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد بن
عمير يقول حدثني عبد الرحمن بن أبي عمار
عن جابر بن عبد الله قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الضبع فقال هي صيد وفيها كبش
277

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به جرير بن حازم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا بن جريج قال
أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي عمار
عن جابر بن عبد الله قال سألت عن الضبع أأكله
قال نعم يعني فقلت أصيد هو قال نعم فقلت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الحمصية
ذكر إباحة أكل المحرم لحم صيد البر
إذا تعرى عن معونته عليه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
278

جرير بن عبد الحميد عن عبد العزيز بن رفيع
عن عبد الله بن أبي قتادة قال كان أبو قتادة في قوم
محرمين وهو حلال فعرض لأصحابه حمار وحشي فلم
يؤذنوه حتى أبصره وهو جالس فاختلس من بعضهم سوطا
فحمل عليه فصرعه فأتاهم به فأكلوا وحملوا معهم فأتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه فقال هل أشار إليه إنسان منكم
قالوا لا قال فكلوه
279

أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا منصور بن
أبي مزاحم قال حدثنا يحيى بن حمزة عن الزبيدي عن
الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس
عن الصعب بن جثامة أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حمار
وحشي بالأبواء أو بودان قال فرده علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتد
ذلك علي فلما عرف ذلك في وجهي قال ليس بنا رد عليك
ولكنا حرم
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي بخبر غريب حدثنا
أبو الوليد الطيالسي عن حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن عطاء
عن بن عباس قال قلت لزيد بن أرقم أما علمت أن
280

رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدى له عضو صيد وهو محرم فرده قال نعم
ذكر اسم المهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم الصيد الذي رده عليه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس
عن الصعب بن جثامة المؤذن أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
حمارا وحشيا وهو بالأبواء أو بودان فرده عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في وجهي قال إنا لم نرده عليك
إلا أنا حرم
281

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث
أنه مضاد لخبر عبيد الله بن عبد الله الذي ذكرناه
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد عن يحيى القطان عن
شعبة حدثني الحكم عن سعيد بن جبير
عن بن عباس أن الصعب بن جثامة أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
عجز حمار وحشي بقديد وكان محرما فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم
282

ذكر العلة التي من أجلها رد صلى الله عليه وسلم لحم الصيد
على الصعب بن جثامة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا
يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن عمرو بن أبي عمرو عن المطلب
عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
صيد البر حلال ما لم تصيدوه أو يصاد لكم فأدلجنا
283

ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الأخبار
ولا تفقه في صحيح الآثار
أنه مضاد لخبر الصعب بن جثامة الذي ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن
يحيى حدثنا بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن
الأشج عن محمد بن المنكدر عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي أنه
قال
كنا مع طلحة بن عبيد الله فأهدى له لحم صيد وهم
محرمون وهو راقد فأبينا أن نأكله حتى إذا استيقظ قلنا
صيد أهدي لك فقال ما شأنكم لم تأكلوا قالوا
انتظرنا حتى ننظر ما تقول فيه قال أكلنا مثل هذا مع
284

رسول الله صلى الله عليه وسلم كلوا فأكلوا وأكل وإمارته
ذكر خبر قد يوهم عالما من الناس
أن بن المنكدر لم يسمع هذا الخبر من عبد الرحمن بن عثمان التيمي
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا يحيى القطان عن بن جريج عن محمد بن منكدر عن
معاذ بن عبد الرحمن التيمي
عن أبيه قال كنا مع طلحة بن عبيد الله في الحج ونحن
محرمون فأهدى لنا طائر وطلحة نائم فمنا من أكل ومنا من
تورع فلم يأكله فلما استيقظ طلحة ذكرنا ذلك له فرفق من
أكله وقال أكلناه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
285

قال أبو حاتم لست أنكر أن يكون بن المنكدر سمع هذا
الخبر من عبد الرحمن بن عثمان التيمي وسمعه من بن
عبد الرحمن عن أبيه فمرة روى عن معاذ وأخرى عن أبيه
ذكر البيان بأن المحرم له أكل ما أهدي له من الصيد
ما لم يكن بأمره أو بإشارته
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا منصور
ابن أبي مزاحم حدثنا أبو الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع
عن عبد الله بن أبي قتادة قال كان أبو قتادة في ناس
محرمين وأبو قتادة حل فأبصر القوم حمار وحش فلم
يؤذنوه حتى أبصره أبو قتادة فقعد على ظهر فرس واختلس
من بعضهم سوطا فحمل على الحمار فصرعه فأتاهم به
فأكلوا وحملوا فلقوا رسول الله فسألوه عما صنع أبو قتادة
فقال صلى الله عليه وسلم هل أشار إليه إنسان منكم بشئ أو أمره قالوا
لا قال فكلوه
286

ذكر الإباحة للمحرم
أكل لحم الصيد إذا لم يكن أعان عليه بشئ
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله التيمي عن
نافع مولى أبي قتادة
عن أبي قتادة بن ربعي انه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا
كان ببعض طريق مكة تخلف مع أصحاب له محرمين وهو غير
محرم فرأى حمارا وحشيا فاستوى على فرسه وسأل أصحابه
أن يناولوه سوطه فأبوا فسألهم رمحه فأبوا فأخذه ثم شد على
الحمار فقتله فأكل منه بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأبى
بعضهم فلما أدركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن ذلك فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هي طعمة أطعمكموها الله
287

أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر ومحمد بن
الحسين بن مكرم بالبصرة شيخان حافظان قالا حدثنا محمد بن عثمان
العقيلي قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى قال حدثنا
عبيد الله بن عمر عن عياض بن عبد الله
عن أبي سعيد الخدري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا
قتادة الأنصاري على الصدقة وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
محرمون حتى نزلوا بعسفان ثنية الغزال فإذا هم بحمار
وحشي فجاء أبو قتادة وهو حل فنكسوا رؤوسهم كراهية ان
يحدوا أبصارهم فيفطن فرآه فركب فرسه وأخذ الرمح
فسقط منه السوط فقال ناولنيه فقلنا لا نعينك عليه
بشئ فحمل عليه فعقره قال ثم جعلوا يشوون منه ثم
قالوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا وكان تقدمهم فأتوه
فسألوه فلم ير به بأسا وأظنه قال معكم منه شئ شك
عبيد الله
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أكل من لحم الحمار الوحشي
الذي عقره أبو قتادة في ذلك السفر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا بشر بن
288

الوليد الكندي قال حدثنا فليح بن سليمان عن أبي حازم عن
عبد الله بن أبي قتادة
عن أبي قتادة قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرم
القوم كلهم غيري
فرأينا حمار وحش فأسرجت وألجمت ثم
ركبت وأخذت الرمح ونسيت السوط فسألتهم أن يناولونيه
فأبوا فنزلت فأخذت سوطي ثم ضربت الحمار فعقرته فأكل
منه بعض القوم وترك بعض فلما اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قد
أصاب الذين اكلوا هل معكم منه شئ قال نعم هذه
رجل فأكل منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
289

باب الكفارة
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف بن سالم قال حدثنا
نصر بن علي الجهضمي قال حدثنا يزيد بن زريع عن أيوب عن
مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة قال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد
تحت قدر لي والقمل يتهافت من رأسي فقال صلى الله عليه وسلم أتؤذيك
هوام رأسك قلت نعم قال أنسك نسيكة أو صم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين
ذكر البيان بأن الله جل وعلا أنزل آية الفدية
حيث أمر صلى الله عليه وسلم كعب بن عجرة بالفدية
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
290

إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن بن أبي نجيح
عن مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو
بالحديبية فقال له أتؤذيك هوام رأسك فقلت نعم
فأمرني أن أحلق قال ولم يبين لهم انهم يحلقون بها وهم
على طمع أن يدخلوا مكة قال فنزلت آية الفدية
وأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان أصوم ثلاثة أيام أو أطعم فرقا بين ستة
مساكين أو أذبح شاة
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر كعب بن عجرة
بالكفارة التي ذكرناها بعد حلقه رأسه
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي
قال حدثنا سفيان قال حدثنا أيوب السختياني عن مجاهد عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى
291

عن كعب بن عجرة قال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية
وأنا أوقد تحت قدر لي أو تحت برمة لي والقمل يتهافت على
وجهي فقال أتؤذيك هوامك يا كعب قلت نعم يا
رسول الله قال فاحلق رأسك وانسك نسيكة أو صم
ثلاثة أيام أو أطعم فرقا بين ستة مساكين
أخبرنا أبو خليفة في عقبه قال حدثنا إبراهيم بن بشار
قال حدثنا سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال اذبح
شاة
292

ذكر البيان بأن المرء مخير في الافتداء
بما تيسر عليه من هذه الأشياء الثلاث
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا بن عون عن
مجاهد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا
كعب بن عجرة أتؤذيك هوام رأسك قال قلت نعم قال
فأمرني بصيام أو صدقة أو نسك أيما تيسر
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا
عبيد الله بن عمر القواريري قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب
قال سمعت مجاهدا يحدث عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة قال أتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن
الحديبية وأنا أوقد تحت برمة لي والقمل يتناثر على وجهي
293

فقال أتؤذيك هوام رأسك قال قلت نعم قال
فاحلق وصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين أو أنسك
شاة قال أيوب فلا أدري بأي ذلك بدأ
294

ذكر وصف القدر الذي يطعم لكل مسكين
في الكفارة التي ذكرناها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال حدثنا خالد
عن أبي قلابة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
عن كعب بن عجرة قال أتى على رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن
الحديبية وانا كثير الشعر فقال كأن هوام رأسك تؤذيك
فقلت أجل قال فاحلقه واذبح شاة نسيكة أو صم ثلاثة
أيام أو تصدق بثلاثة آصع تمر بين ستة مساكين
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
295

بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن
عبد الرحمن الأصبهاني
عن عبد الله بن معقل قال قعدت إلى كعب بن عجرة في
المسجد فسألته عن هذه الآية ففدية من صيام أو صدقة أو
نسك فقال كعب في نزلت كان بي
أذى من رأسي فحملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على
وجهي فقال صلى الله عليه وسلم ما كدت أرى الجهد بلغ منك ما أرى
أتجد شاة قلت لا قال فنزلت هذه الآية ففدية من
صيام أو صدقة أو نسك فالصوم ثلاثة أيام والصدقة على
كل مسكين نصف صاع من طعام والنسك شاة
296

ذكر قدر الطعام الذي يطعم المساكين الستة في الفدية
أخبرنا شباب بن صالح بواسط قال حدثنا وهب بن
بقية قال أخبرنا خالد عن خالد عن أبي قلابة عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى
عن كعب بن عجرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به زمن الحديبية
فقال قد أذاك هوام رأسك قال نعم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
احلق ثم اذبح شاة نسكا أو صم ثلاثة أيام أو أطعم ثلاثة
آصع من تمر على ستة مساكين
ذكر البيان بأن هذا الحكم لكعب بن عجرة
ومن كانت حالته فيه سواء
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا الحوضي عن
شعبة عن عبد الرحمن الأصبهاني قال سمعت عبد الله بن معقل
قال قعدت إلى كعب بن عجرة فسألته عن قول الله
297

جل وعلا ففدية من صيام أو صدقة أو نسك قال
حملت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقمل يتناثر على وجهي فقال ما
كنت أرى الجهد قد بلغ بك ما أرى أتجد شاة قلت لا
قال فصم ثلاثة أيام أو أطعم ستة مساكين لكل مسكين
نصف صاع قال فنزلت في خاصة وهي لكم عامة
298

باب
الحج والاعتمار عن الغير
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن عزرة عن
سعيد بن جبير
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول لبيك
عن شبرمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من شبرمة قال أخ لي
أو قرابة قال هل حججت قط قال لا قال فاجعل
هذه عن نفسك ثم احجج عن شبرمة
299

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم فاجعل هذه عن نفسك أراد
به الاعلام بنفي جواز الحج عن الغير إذا لم يحج عن نفسه
وقوله ثم احجج عن شبرمة أمر إباحة لا حتم
ذكر الأمر الحنفية عن من وجب عليه فريضة الله فيه
وهو غير مستطيع للركوب على الراحلة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن بن شهاب عن سليمان بن يسار
عن بن عباس أنه قال كان الفضل بن عباس رديف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل
ينظر إليها وتنظر إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه
الفضل إلى الشق الآخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله
على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع ان يثبت
على الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة
الوداع
301

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الحج
على من وجبت عليه بالدين إذا كان عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن الحجاج
السامي حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن أبي إسحاق
أن رجلا سأل سليمان بن يسار عن امرأة أرادت أن تعتق
عن أمها قال سليمان
حدثني عبد الله بن عباس أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم
302

فقال يا رسول الله إن أبي دخل في الإسلام وهو شيخ كبير
فإن أنا شدته على راحلتي خشيت ان أقتله وإن لم أشده لم
يثبت عليها أفأحج عنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو كان
على أبيك دين فقضيته عنه أكان يجزئ عنه قال نعم
قال فاحجج عن أبيك
303

في هذا الخبر دليل على رخص المقايسات
ذكر الأمر بالعمرة عمن لا يستطيع ركوب الراحلة
إذ فرضها كفرض الحج سواء
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا
شعبة عن النعمان بن سالم عن عمرو بن أوس
عن أبي رزين العقيلي انه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال يا
رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج والعمرة والظعن
فقال حج عن أبيك واعتمر
أبو رزين لقيط بن عامر
304

ذكر الإخبار عن جواز حج الرجل عن المتوفي
الذي كان الفرض عليه واجبا
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حكيم بن سيف
الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن الأعمش عن مسلم
البطين عن سعيد بن جبير
عن بن عباس ان رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أبي
مات ولم يحج أفأحج عنه قال أرأيت لو كان على أبيك دين
أكنت قاضيه قال نعم قال حج عن أبيك
305

ذكر الإباحة للمرء أن يحج عن الميت
الذي مات قبل ان يحج عن نفسه
إذا كان الحاج عنه قد حج عن نفسه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال
إن أختي ماتت ولم تحج أفأحج عنها فقال صلى الله عليه وسلم أرأيت
لو كان عليها دين فقضيته فالله أحق بالوفاء
306

ذكر الإخبار عن جواز الحج
عمن لا يستطيع الحج عن نفسه عن كبر سن به
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد ببست قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج أفأحج
عنه قال نعم حج مكان أبيك
307

ذكر الإباحة للمرء إذا حطمه السن
حتى لم يقدر يستمسك على الراحلة
وفرض الحج قد لزمه ان يحج عنه وهو في الأحياء
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا
ليث بن سعد عن بن شهاب عن سليمان بن يسار
عن بن عباس أن امرأة من خثعم قالت يا رسول الله
إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن
يستوي على راحلته فهل أقضي عنه أو أحج عنه فقال لها
رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم
ذكر إباحة حج المرأة عن الرجل ضد قول من كرهه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
308

بكر عن مالك عن بن شهاب عن سليمان بن يسار
عن بن عباس أنه قال كان الفضل بن العباس رديف
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءته امرأة من خثعم تستفتيه فجعل الفضل
ينظر إليها وتنظر إليه فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل
إلى الشق الآخر فقالت يا رسول الله إن فريضة الله على
عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع ان يثبت على
الراحلة أفأحج عنه قال نعم وذلك في حجة
الوداع
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به سليمان بن يسار
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا خلف بن هشام البزار
قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا
رسول الله إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج أفأحج عنه قال
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فحج عن أبيك
309

باب الإحصار
ذكر وصف ما يعمل المحرم
إذا خاف الصد عن البيت العتيق
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال
أخبرنا الليث عن نافع
أن عبد الله بن عمر أراد الحج عام نزل الحجاج بابن
الزبير فقيل له إن الناس كائن فيهم قتال وإنا نخاف أن
يصدوك فقال لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة إذا
اصنع كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أشهدكم اني قد أوجبت
عمرة ثم خرج حتى إذا كان بظاهر البيداء قال ما شأن الحج
والعمرة إلا شان واحد أشهدكم أني قد أوجبت حجا مع
عمرتي وأهدي هديا اشتراه بقديد فانطلق يهل بهما جميعا
حتى قدم مكة فطاف بالبيت وبالصفا والمروة ولم يزد على
ذلك ولم ينحر ولم يحلق ولم يقصر ولم يحل من شئ
310

أحرم منه حتى كان يوم النحر نحر وحلق ثم رأى أن قد قضى
طواف الحج والعمرة بطواف الأول وقال كذلك فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم
311

باب الهدي
ذكر الإباحة للحاج بعث الهدي وسوقها من المدينة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث عن أبي الزبير
عن جابر أنهم كانوا حاضرين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة
يبعث بالهدي فمن شاء منا أخر ومن شاء ترك
ذكر استحباب الإشعار لمن ساق الهدي إلى البيت العتيق
اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي بالبصرة قال حدثنا
محمد بن المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن
قتادة عن أبي حسان الأعرج
عن بن عباس أن نبي الله
صلى الله عليه وسلم لما اتى ذا الحليفة أشعر
الهدي في جانب السنام الأيمن ثم أماط الدم وقلده نعليه
312

ثم ركب راحلته فلما استوت به البيداء أحرم وأهل
بالحج
ذكر ما يستحب للحاج إذا ساق الهدي
أن يشعرها ويقلدها نعلين
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة
عن أبي حسان الأعرج
313

عن بن عباس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما أتى ذا الحليفة أشعر
الهدي في جانب السنام الأيمن ثم أماط الدم وقلده نعليه
ثم ركب راحلته صلى الله عليه وسلم فلما استوت به البيداء أحرم وأهل
بالحج
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن قتادة لم يسمع هذا الخبر من أبي حسان
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا الوليد قال حدثنا
شعبة عن قتادة قال سمعت أبا حسان يحدث
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بذي
الحليفة ثم دعا ببدنة فأشعرها من صفحة سنامها الأيمن ثم
سلت الدم عنها وقلدها نعلين ثم أتى براحلته فلما قعد
عليها واستوت به البيداء أهل
314

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن السنة في الإشعار للهدي
ما رواها إلا أبو حسان الأعرج
أخبرنا زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا أحمد بن سعيد
الهمداني قال حدثنا بن وهب قال أخبرني أفلح بن حميد
عن القاسم بن محمد
عن عائشة ان النبي صلى الله عليه وسلم اشعر
ذكر الأمر بالاشتراك للجماعة في البدنة تنحر
أخبرنا أبو عروبة حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن
حدثنا سفيان عن أبي الزبير
عن جابر قال نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة عن
315

سبعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يشترك النفر بالهدي
ذكر جواز اشتراك النفر بالبقرة الواحدة في الحج
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
316

حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال عمرو بن الحارث
إن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أنه سمع القاسم بن محمد يخبر
عن عائشة أنها قالت خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاجا
حتى قدمنا سرف فحضت فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
أبكي فقال مالك فقلت ليتني لم أحج العام قال
مالك قلت حضت قال هذا شئ كتبه الله على
بنات آدم غناؤها كما يصنع الحاج غير أن لا تطوفي
بالبيت فلما قدمنا مكة قال النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوها عمرة
ففعلوا فمن لم يسق هديا حل وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر وعمر وناس من أصحابه من أهل اليسار فلم يحلوا
فلما كان يوم النحر ذبح النبي صلى الله عليه وسلم عن نسائه البقر وطهرت
فطفت بالبيت وسعيت ثم رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمنى فلما
نفرنا أرسلني مع أخي عبد الرحمن بن أبي بكر من
المحصب فقال أردف أختك فاعمرها من التنعيم
فاردفني فأهللت من التنعيم فطفت بالبيت ثم رجعت إليه
فصدرنا
ذكر إباحة اشتراك الجماعة في البدنة والبقرة بنحر
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي الزبير
317

عن جابر أنه قال نحرنا مع رسول اله صلى الله عليه وسلم بالحديبية
البقرة عن سبعة والبدنة عن سبعة
ذكر خبر ثان يصرح بإباحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا
الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن
واقد عن علباء بن أحمر عن عكرمة
عن بن عباس قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فحضر
النحر فاشتركنا في البقرة سبعة وفي البعير سبعة أو
عشرة
318

ذكر الإباحة للمرء أن يذبح بقرة عن سبعة أنفس فما دونها
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا إسماعيل بن سماعه عن الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه
بقرة
319

ذكر جواز بعث المرء هديه إلى البيت العتيق لينحر بها
وإن لم يكن بحاج ولا معتمر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن بن شهاب عن عروة وعمرة
عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي من المدينة
فأفتل قلائد هديه ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنب المحرم
320

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يفعل ما وصفنا
وهو مقيم بالمدينة
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن هشام بن عروة
عن أبيه
321

عن عائشة أنها قالت إن كنت لأفتل قلائد هدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي ثم يبعث بالهدي وهو مقيم عندنا بالمدينة
ثم لا يحرم ولا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم
ذكر الإباحة للمرء ان يهدي إلى البيت العتيق
وهو مقيم ببلده حل غير محرم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي
قال أخبرنا سفيان عن منصور والأعمش عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت كنت أفتل قلائد الغنم لرسول الله صلى الله عليه وسلم
فيبعث بها ويمكث حلالا
322

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن باعث الهدي ومقلده
عليه الإحرام إن عزم أو لم يعزم على الحج
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن
الجعد قال أخبرنا بن أبي ذئب عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة قالت كنت أفتل قلائد هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فيبعث بها ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم
323

ذكر الإباحة لمن قلد الهدي
أن لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم حين يحرم
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا الليث
عن بن شهاب عن عروة وعمرة
أن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهدي من المدينة
فأفتل قلائد هديه ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم
ذكر الأمر بركوب البدنة المقلدة عند الحاجة إليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال بينما رجل يسوق بدنة مقلدة فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم اركبها قال بدنة يا رسول الله قال
اركبها ويلك
324

ذكر البيان بأن هذا الأمر إنما أبيح استعماله بالمعروف
إلى أن يستغني عنه بظهر يجده
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركبوا الهدي
بالمعروف حتى تجدوا ظهرا
325

ذكر الإباحة لسائق البدن إلى البيت العتيق
أن يركبها إن شاء
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس قال حدثنا حامد بن
يحيى البلخي قال حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن موسى بن أبي
عثمان عن أبيه
عن أبي هريرة قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يسوق بدنة قال
اركبها قال إنها بدنة يا رسول الله قال اركبها قال
إنها بدنة يا رسول الله قال اركبها قال في الثالثة والرابعة
اركبها ويلك
ذكر البيان بأن سائق البدن إنما أبيح له ركوبها
إلى أن يجد ظهرا غيره
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
326

قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن بن جريج عن أبي الزبير
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اركبوا الهدي
بالمعروف حتى تجدوا ظهرا
ذكر وصف ما نحر النبي صلى الله عليه وسلم من الهدي في حجته
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم ساق معه مائة بدنة فلما انصرف
إلى المنحر نحر ثلاثا وستين بيده ثم أعطى عليا فنحر ما غبر
منها
327

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم
نحر من بدنه عند دخوله مكة سبعا بها
وأخر نحر الباقية إلى منى
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن شيبة قال
حدثنا أحمد بن إسحاق حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قلابة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة أمرهم أن يحلوا إلا من
كان معه الهدي قال ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده سبع بدنات
قياما
ذكر ما فعل المصطفى صلى الله عليه وسلم ببدنه المنحورة
عند إرادته أكل بعضها
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا
328

سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن جعفر بن محمد عن أبيه
عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالهدي من كل جزور بضعة
فجعلت في قدر فأكلوا من اللحم وحسوا من المرق
ذكر الأمر لمن نحر هديه أن يتصدق بها كلها
أخبرنا محمد بن علان بأذنة حدثنا محمد بن يحيى
الزماني حدثنا عبد الوهاب حدثنا أيوب عن عبد الكريم وابن أبي
نجيح عن مجاهد عن بن أبي ليلى
عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث معه بهديه
وأمره أن يتصدق بلحومها وجلودها وأجلتها
329

ذكر البيان بأن لا يعطي الجازر من الهدي على أجرته شيئا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن معمر
البحراني حدثنا محمد بن بكر حدثنا بن جريج أخبرني الحسن بن
مسلم أن مجاهدا أخبره أن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره
أن علي بن أبي طالب أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يقيم على
بدنه وأمره أن يقسم بدنه كلها لحومها وجلودها وجلالها
للمساكين ولا يعطي في جزارتها منها شيئا
330

ذكر الأمر لمن ساق البدن وأرادت أن تعطب أن ينحرها
ثم يجعلها للوارد والصادر
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا محمد بن
خازم حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن ناجية الهدي وكان صاحب بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال قلت يا رسول الله كيف أصنع بما عطب من البدن
قال انحرها ثم ألق نعلها في دمها ثم خل بينها وبين
الناس فيأكلوها
331

ذكر الزجر عن أكل سائر البدن
إذا زحفت عليه منها إذا نحرها
أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمري بالموصل
قال حدثنا المعلى بن مهدي قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي
التياح عن موسى بن سلمة
عن بن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسلمي وبعث
معه ثمان عشرة بدنة فقال يا رسول الله أرأيت إن أزحف
علي منها شئ قال انحرها ثم أصبغ نعلها في دمها ثم
اضرب به صفحتها ولا تأكل منها أنت ولا أحد من أهل
رفقتك
332

ذكر الإخبار عن نفي جواز أكل سائق البدن
المنحورة إذا بقيت وأهل رفقته كذلك
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن فروخ
قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن أبي التياح قال
حدثني موسى بن سلمة قال انطلقت انا وسنان معتمرين
وانطلق سنان معه ببدنة يسوقها فأزحفت عليه في الطريق فقال
لئن قدمنا البلد لأستفتين عن ذلك قال فأصبحت فلما نزلنا
البطحاء قال انطلق إلى بن عباس فانطلقنا فذكر له شأن
بدنته فقال على الخبير سقطت بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بست
عشرة بدنة مع رجل وأمره فيها فمضي ثم رجع فقال
333

يا رسول الله كيف أصنع بما يبدع منها قال انحرها ثم
اصبغ نعلها في دمها ثم اجعله على صفحتها ولا تأكل منها
أنت ولا أحد من أهل رفقتك
334

كتاب النكاح
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال
حدثنا حكيم بن سيف الرقي قال حدثنا عبيد الله بن عمرو عن
زيد بن أبي أنيسة عن سليمان بن مهران عن إبراهيم النخعي عن
علقمة بن قيس قال
بينا أنا وابن مسعود نمشي بالمدينة قال فلقي عثمان بن
عفان فأخذ بيده قال فقاما وتنحيت عنهما فلما رأى
عبد الله أن ليس له حاجة يسرها قال أدن علقمة قال
فانتهيت إليه وهو يقول الا نزوجك يا عبد الله جارية لعلها أن
تذكرك ما فاتك قال فقال عبد الله أداء قلت ذلك فإنا قد كنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم شبابا فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من
استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن
للفرج ومن لم يستطع منكم الباءة فليصم فإنه له وجاء وهو
الإخصاء
335

قال أبو حاتم الأمر بالتزويج في هذا الخبر وسببه
استطاعه الباءة وعلته غض البصر وتحصين الفرج والأمر
الثاني هو الصوم عند عدم السبب وهو الباءة والعلة الأخرى هو
قطع الشهوة
336

ذكر الزجر عن التبتل إذ تبتل هذه الأمة
الجهاد في سبيل الله
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن
سعيد بن المسيب
أن سعد بن أبي وقاص أخبره قال أراد عثمان بن مظعون
أن يتبتل فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه
قال سعد فلو أجاز له ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
لاختصينا
337

ذكر العلة التي من اجلها نهى عن التبتل
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا خلف بن خليفة عن حفص بن أخي أنس بن
مالك
عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بالباءة
وينهى عن التبتل نهيا وعطاء ويقول تزوجوا الودود الولود
فإني مكاثر الأنبياء يوم القيامة
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن قوله جل وعلا ذلك أدنى أن لا تعولوا
أراد به كثرة العيال
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا محمد بن شعيب عن عمر بن محمد بن زيد العمري
عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ذلك أدنى أن لا
338

تعولوا قال أن لا تجوروا
ذكر معونة الله جل وعلا
القاصد في نكاحه العفاف والناوي في كتابته الأداء
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثني يحيى بن سعيد قال حدثنا بن عجلان
عن سعيد بن أبي سعيد
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة حق على الله
أن يعينهم المجاهد في سبيل الله والناكح يريد أن يستعف
والمكاتب يريد الأداء
339

ذكر البيان بأن المرأة الصالحة خير متاع الدنيا
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الحسين بن عيسى
البسطامي قال حدثنا المقرئ حدثنا حياة وذكر بن خزيمة
آخر معه قالا حدثنا شرحبيل بن شريك انه سمع أبا عبد الرحمن
الحبلي
يحدث عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة
ذكر الإخبار عن الأشياء التي هي من سعادة المرء في الدنيا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال حدثنا الفضل بن
موسى عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن إسماعيل بن محمد بن
سعد بن أبي وقاص عن أبيه
عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع من السعادة
المرأة الصالحة والمسكن الواسع والجار الصالح والمركب
340

الهنئ وأربع من الشقاوة الجار السوء والمرأة السوء
والمسكن الضيق والمركب السوء
ذكر الإخبار بأن في أشياء معلومة
يوجد الشؤم والبركة معا
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى بعسكر مكرم قال
حدثنا عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا بن
جريج قال أخبرني أبو الزبير
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن كان في شئ ففي الربع والفرس والمرأة
يعني الشؤم
341

ذكر الإخبار عن وصف خير النساء للمتزوج من الرجال
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو عمار قال حدثنا
الفضل بن موسى عن رجاء بن الحارث عن مجاهد
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرهن
أيسرهن صداقا
ذكر ما يستحب للمرء عند التزويج
ان يطلب الدين دون المال
في العقد على ولده أو على نفسه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج السامي قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن
كنانة بن نعيم العدوي
342

عن أبي برزة الأسلمي أن جليبيبا كان امرأ من الأنصار
وكان يدخل على النساء ويتحدث إليهن قال أبو برزة
فقلت لامرأتي لا يدخلن عليكم جليبيب قال فكان
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان لأحدهم أيم لم يزوجها حتى يعلم
الرسول صلى الله عليه وسلم فيها حاجة أم لا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
لرجل من الأنصار يا فلان زوجني ابنتك قال نعم ونعمى
عين قال إني لست لنفسي أريدها قال فلمن قال
لجليبيب قال يا رسول الله حتى أستأمر أمها فأتاها فقال
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ابنتك قالت نعم ونعمى عين
قال إنه ليست لنفسه يريدها قالت فلمن يريدها قال
لجليبيب قالت حلقي ألجليبيب قالت لا
لعمر الله لا أزوج جليبيبا فلما قام أبوها ليأتي النبي صلى الله عليه وسلم
قالت الفتاة من خدرها لأمها من خطبني إليكما قالا
رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت أتردون على رسول الله أمره
ادفعوني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لن يضيعني فذهب أبوها
إلى النبي صلى الله عليه وسلم شأنك بها فزوجها جليبيبا
قال حماد قال إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة هل
343

تدري ما دعا لها به قال وما دعا لها به قال اللهم صب
الخير عليهما صبا ولا تجعل عيشهما كدا قال ثابت فزوجها
إياه فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة قال تفقدون من أحد
قالوا لا قال لكني أفقد جليبيبا فاطلبوه في القتلى
فوجدوه إلى جنب سبعة قد قتلهم ثم قتلوه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقتل سبعة ثم قتلوه هذا مني وأنا منه
يقولها سبعا فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم على ساعديه ما له سرير إلا
ساعدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وضعه في قبره
قال ثابت وما كان في الأنصار أيم أنفق منها
ذكر الأمر للمتزوج أن يقصد ذوات الدين من النساء
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثنا محمد بن
بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر عن سعيد المقبري
عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنكح المرأة
344

لأربع لجمالها ولحسبها ولمالها ولدينها فعليك بذات الدين
تربت يداك
ذكر البيان بأن المتزوج
إنما أمر أن يقصد من النساء ذوات الدين والخلق
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا علي بن سعيد
النسوي حدثنا خالد بن مخلد حدثنا محمد بن موسى وهو الفطري
عن سعد بن إسحاق عن عمته قالت
حدثني أبو سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تنكح المرأة على مالها وتنكح المرأة على جمالها وتنكح
345

المرأة على دينها خذ ذات الدين والخلق تربت يمينك
عمته زينب بنت كعب بن عجرة
ذكر ما يجب على المرء من التفقد
في أسباب من يريد أن يتزوج بها من النساء
أخبرنا أبو يعلى حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا النضر بن
شميل حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله ألا تتزوج في
الأنصار قال إن في أعينهم شيئا
346

ذكر الإباحة للمرء أن يذكر التي يريد أن يخطبها لإخوانه
قبل أن يخطبها إلى وليها
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري
عن سالم
عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب تأيمت حفصة بنت عمر
من خنيس بن حذافة السهمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن
شهد بدرا ضرر بالمدينة قال عمر فلقيت عثمان بن عفان
فعرضت عليه حفصة فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت
عمر فقال سأنظر في ذلك قال فلبثت ليالي فلقيني
فقال ما أريد النكاح يومي هذا قال عمر فلقيت أبا بكر
فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر قال فلم يرجع
إلي شيئا فكنت أوجد عليه مني على عثمان فلبثت ليالي
فخطبها إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه فلقيني أبو بكر
فقال لعلك وجدت في نفسك حين عرضت علي حفصة فلم
ارجع إليك شيئا قال قلت نعم قال فإنه لم يمنعني أن
أرجع إليك شيئا لما عرضت علي إلا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يذكرها ولم أكن أفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو تركها
لنكحتها
347

ذكر الأمر بكتمان الخطبة
واستعمال دعاء الاستخارة بعد الوضوء والصلاة
والتحميد والتمجيد لله جل وعلا عندها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا يونس بن
عبد الأعلى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حياة أن الوليد بن
أبي الوليد أخبره ان أيوب بن خالد بن أبي أيوب الأنصاري حدثه عن أبيه
عن جده أبي أيوب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اكتم الخطبة
ثم توضأ فأحسن وضوءك ثم صل ما كتب الله لك ثم
أحمد ربك ومجده ثم قل اللهم إنك تقدر ولا أقدر وتعلم
ولا أعلم وأنت علام الغيوب فإن رأيت في فلانة وتسميها
باسمها خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي وإن كان
غيرها خيرا لي منها في ديني ودنياي وآخرتي فاقض لي
ذلك
348

ذكر الإباحة لمن أراد خطبة امرأة
أن ينظر إليها قبل العقد
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار
قال حدثنا سفيان عن يزيد بن جلس عن أبي حازم
عن أبي هريرة أن رجلا أراد أن يتزوج امرأة من الأنصار
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم انظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا يعني
صغرا
ذكر الإباحة للخاطب المرأة أن ينظر إليها قبل العقد
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
محمد بن خازم عن سهل بن محمد بن أبي حثمة
349

عن عمه سليمان بن أبي حثمة قال رأيت محمد بن
مسلمة يطارد ابنة الضحاك على أنجار من أناجير المدينة
يبصرها فقلت له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال نعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ألقى الله في قلب
امرئ خطبة امرأة فلا بأس أن ينظر إليها
350

ذكر الأمر للمرء إذا أراد خطبة امرأة أن ينظر إليها قبل العقد
أخبرنا عمران بن موسى قال حدثنا العباس بن
عبد العظيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت
عن أنس أن المغيرة بن شعبة خطب امرأة فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم اذهب فانظر إليها فإنه أجدر أن يؤدم
بينكما
ذكر العلة التي من أجلها أمر صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
عبد الله بن محمد الزهري قال حدثنا سفيان عن يزيد بن جلس
عن أبي حازم
351

عن أبي هريرة أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له نكاح امرأة
من الأنصار فقال انظر إليها فإن في أعين الأنصار
شيئا
ذكر الإباحة للمرء إذا أراد خطبة امرأة وهي في عدتها
ان يعرض لها ولا يصرح
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا يوسف بن موسى القطان
قال حدثنا عبد الله بن إدريس قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت
قيس اذهبي إلى أم شريك ولا تفوتينا بنفسك
ذكر الزجر عن خطبة المرء عن خطبة أخيه
أو أن يستام على سومه
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا محمد بن
أحمد بن زيد قال أخبرنا عمر بن عاصم قال حدثنا شعبة عن
داود بن فراهيج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستام
الرجل على سوم أخيه ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه
352

ولا تسأل المرأة طلاق أختها لتكتفئ ما في صحفتها
قال الشيخ بن زيد هذا من أهل النزار بصري ثقة
353

أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يخطب أحدكم
على خطبة أخيه
354

ذكر الخبر المدحض
قول من زعم أن هذا إخبار دون النهي
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد قال
حدثنا شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى أن يستام الرجل
على سوم أخيه أو يخطب على خطبة أخيه
355

ذكر الخبر الدال على أن هذا الزجر إنما زجر
إذا ركن أحدهما إلى صاحبه وهو العلة التي ذكرناها
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن يزيد مولى الأسود بن
سفيان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن فاطمة بنت قيس ان أبا عمرو بن حفص طلقها البتة
وهو غائب بالشام فأرسل إليها وكيله بشعير فسخطته فقال
والله ما لك علينا من شئ فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت
ذلك له فقال ليس لك عليه نفقة وأمرها أن تعتد في بيت
أم شريك ثم قال تلك امرأة يغشاها أصحابي فاعتدي
عند أم مكتوم فإنه رجل أعمى فإذا حللت فآذنيني
قالت فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم
خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أبو جهم فلا يضع
عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحي
أسامة بن زيد قالت فكرهته ثم قال انكحي أسامة
فنكحته فجعل الله فيه خيرا واغتبطت به
356

ذكر إحدى الحالتين اللتين قد أبيح هذا الفعل المزجور عنه فيهما
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي
قال حدثني أبو كثير
انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستام
الرجل على سوم أخيه حتى عمي أو يترك ولا يخطب على
خطبة أخيه حتى ينكح أو يذر
358

أبو كثير اسمه يزيد بن عبد الرحمن بن أذينة
ذكر الحالة الثانية
التي أبيح استعمال هذا الفعل المزجور عنه فيهما
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا علي بن الجعد قال
أنبأنا صخر بن جويرية عن نافع
عن بن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يخطب الرجل
على خطبة أخيه حتى يترك الخاطب الأول أو يأذن له فيخطب
ذكر ما يقال للمتزوج إذا تزوج أو عزم على العقد عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا نصر بن
مرزوق قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا الدراوردي عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد الرجل أن يتزوج
قال له بارك الله لك وبارك عليك
359

ذكر تضعيف الأجر لمن تزوج بجاريته
بعد حسن تأديبها وعتقها ولمن أسلم من أهل الكتاب
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حبان بن موسى
قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا صالح بن حي ان رجلا من أهل
خراسان قال للشعبي إنا نقول عندنا إن الرجل إذا أعتق أم ولده ثم
تزوجها فهو كالراكب هديه قال الشعبي أخبرني أبو بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أدب
الرجل أمته وأحسن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم
أعتقها وتزوجها كان له أجران وإذا آمن الرجل بعيسى ثم
آمن بي فله أجران والعبد إذا اتقى ربه وأطاع مواليه فله
أجران
360

ذكر الإباحة للإمام أن يزوج بالمكاتبة
إذا جعل صداقها أداء ما كوتبت عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت
محمد بن إسحاق يقول حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن عروة
عن عائشة قالت لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني
المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن
قيس بن الشماس أو لابن عمه فكاتبت على نفسها وكانت
امرأة حلوة ملاحة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها فوالله ما هو إلا أن وقفت على
361

باب الحجرة فرأيتها كرهتها وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرى
منها مثل ما رأيت فقالت جويرية يا رسول الله كان من الأمر ما
قد عرفت فكاتبت نفسي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما هو خير من ذلك فقالت وما
هو قال أتزوجك وأقضي عنك كتابتك فقالت نعم
قال قد فعلت قالت فبلغ المسلمين ذلك قالوا أصهار
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني
المصطلق قالت فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني
المصطلق قالت فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها
منها
ذكر السبب الذي من أجله تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
جويرية بنت الحارث
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي
362

قال سمعت بن إسحاق يقول حدثني محمد بن جعفر بن الزبير عن
عروة
عن عائشة قالت لما سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني
المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في سهم لثابت بن
قيس بن شماس أو لابن عمه فكاتبت على نفسها وكانت امرأة
حلوة لا يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه فأتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها فوالله ما هو إلا أن وقفت
على باب الحجرة فرأيتها كرهتها وعرفت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيرى منها ما رأيت فقالت جويرية يا رسول الله كان من
الأمر ما قد عرفت فكاتبت على نفسي فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أستعينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ما هو خير من ذلك
فقالت وما هو فقال أتزوجك وأقضي عنك كتابك
فقالت نعم قال قد فعلت فلما بلغ المسلمين ذلك
قالوا أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلوا ما كان بأيديهم من
سبايا بني المصطلق فلقد عتق بتزويجه مائة أهل بيت من بني
المصطلق قالت فما اعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها
منها
ذكر الزجر عن تزويج الرجل من النساء من لا تلد
أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي قال حدثنا
علي بن المديني قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المستلم بن
سعيد عن منصور بن زاذان عن معاوية بن قرة
363

عن معقل بن يسار قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال
ولكنها لا تلد أفأتزوجها فنهاه ثم أتاه الثانية فقال مثل ذلك
فنهاه ثم أتاه الثالثة فقال مثل ذلك فقال صلى الله عليه وسلم تزوجوا
الودود الولود فإني مكاثر بكم
ذكر الزجر عن أن يتزوج المرء من النساء التي لا تلد
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا
يزيد بن هارون أخبرنا المستلم بن سعيد عن منصور بن زاذان عن
معاوية بن قرة
عن معقل بن يسار أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني أصبت امرأة ذات جمال وإنها لا تلد
قال أأتزوجها فنهاه ثم أتاه الثانية فنهاه ثم أتاه الثالثة
فنهاه وقال تزوج الودود الولود فإني مكاثر بكم
364

ذكر إباحة تزويج المرء المرأة في شوال
ضد قول من كرهه
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أبو موسى محمد بن
المثنى قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا سفيان عن
إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها في شوال وبنى بها
في شوال فأي نساءه كان أحظى عنده
ذكر إباحة الإمام أن يخطب إلى من أحب
على من أحب من رعيته
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت
عن أنس بن مالك قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على جليبيب
365

امرأة من الأنصار إلى أبيها قال حتى أستأمر أمها قال
فنعم إذا فذهب إلى امرأته فذكر ذلك لها فقالت لا ها الله
إذا وقد منعناها فلانا وفلانا قال والجارية فسترها
تسمع فقالت الجارية أتردون على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره أن
كان قد رضيه لكم فأنكحوه قال فكأنها حلت عن أبويها
فقالا صدقت فذهب أبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن
رضيته لنا رضيناه فقال إني أرضاه فزوجها ففزع أهل
المدينة وخرجت أم جليبيب فيها فوجدت زوجها وقد قتل
وتحته قتلى من المشركين
قد قتلهم قال أنس بن مالك فما
رأيت بالمدينة ثيبا أنفق منها
ذكر الأمر للمتزوج بوليمة ولو شاة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان والحسين بن إدريس
قالا حدثنا أحمد بن أبي بكر عن مالك عن حميد الطويل
عن أنس بن مالك أن عبد الرحمن بن عوف جاء إلى
366

رسول الله صلى الله عليه وسلم وبه أثر صفرة فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه
تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم كم سقت
إليها قال زنة نواة من ذهب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
أولم ولو بشاة
367

ذكر الخبر الدال على أن هذا الأمر أمر ندب لا حتم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا حامد بن يحيى
البلخي وابن أبي عمر العدني قالا حدثنا سفيان عن وائل بن
داود عن ابنه بكر بن وائل عن الزهري
عن أنس ان النبي صلى الله عليه وسلم أولم على صفية بسويق وتمر
368

ذكر ما أولم به صلى الله عليه وسلم
على زينب بنت جحش حين بنى بها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد عن
يحيى عن حميد
عن أنس قال أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوسع المسلمين خبزا
ولحما كما كان يصنع إذا تزوج فأتى حجر أمهات
المؤمنين فسلم عليهن ويدعون له ثم رجع وأنا معه فلما
انتهينا إلى البيت إذا رجلان يذكران بينهما الحديث في ناحية
البيت فلما أبصرهما ولى راجعا وأنزل الله آية الحجاب
369

ذكر استعمال المصطفى صلى الله عليه وسلم الحيس عند تزويجه صفية
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا عمران بن ميسرة
قال حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن شعيب بن الحبحاب
عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل
عتقها صداقها وأولم عليها بحيس
370

ذكر الشئ الذي اتخذ منه الحيس
عند تزويج المصطفى صلى الله عليه وسلم صفية
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي بمنبج وإبراهيم بن
أبي أمية بطرسوس شيخان عابدان فاضلان قالا حدثنا حامد بن
يحيى البلخي قال حدثنا سفيان عن وائل بن داود عن ابنه بكر بن
وائل عن الزهر
371

عن أنس بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم أولم على صفية بسويق
وتمر
ذكر وصف تزويج المصطفى صلى الله عليه وسلم أم سلمة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
روح بن عبادة حدثنا بن جريج أخبرني حبيب بن أبي ثابت ان
عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمر والقاسم بن محمد بن
عبد الرحمن بن هشام أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام يخبر
أن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته وثلاثمائة لما قدمت المدينة
أخبرتهم وثلاثمائة بنت أبي أمية بن المغيرة فكذبوها وجعلوا
يقولون ما أكذب الغرائب ثم أنشأ ناس منهم الحج
فقالوا تكتبين غلى أهلك فكتبت معهم فرجعوا إلى
المدينة فصدقوها فازدادت عليهم كرامة فقالت لما
وضعت زينب جاءني النبي صلى الله عليه وسلم يخطبني فقلت مثلي لا
ينكح أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال قال صلى الله عليه وسلم
أنا أكبر منك وأما الغيرة فيذهبها الله وأما العيال فإلى الله
وإلى رسوله فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إني آتيكم
الليلة قالت فأخرجت حبات من شعير كانت في جرتي
وأخرجت شحما فعصدت له قال فبات ثم أصبح، فقال
372

حين مطرف إن بك على أهلك كرامة إن شئت سبعت لك
وإن أسبع لك أسبع لنسائي
373

أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثني عبد الله بن الأسود عن
عامر بن عبد الله بن الزبير
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أعلنوا النكاح
374

قال الشيخ رضي الله عنه معناه أعلنوا بشاهدين
عدلين
ذكر الأمر بالإنكاح إلى الحجامين
واستعمال ذلك منهم
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا الربيع بن سليمان
حدثنا أسد بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا بني بياضة
أنكحوا أبا هند وانكحوا إليه وكان حجاما
375

ذكر الزجر عن سؤال المرأة الرجل طلاق أختها
لتكتفئ بما في صحفتها
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
محمد بن عبد الأعلى الصنعاني بمكة قال حدثنا الطفاوي قال
حدثنا أيوب عن محمد
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنكح المرأة
على عمتها ولا على خالتها ولا تسأل المرأة طلاق أختها
لتكتفئ ما في صحفتها فإن لها ما كتب لها
376

ذكر البيان بأن المرأة إذا وقع في خلدها بعض ما ذكرت لها
ان تنكح دون سؤال طلاق أختها
أخبرنا الحسين بن إدريس قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تسأل المرأة
طلاق أختها لتستفرغ ما في صحفتها هو لتنكح فإن لها ما
قدر لها
377

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل
أخبرنا بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم
قال حدثنا الوليد بن مسلم قال أخبرنا الأوزاعي قال حدثنا أبو كثير
السحيمي
انه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل
المرأة طلاق أختها لتستفرغ ما في صحفتها فإن المسلمة أخت
المسلمة
378

باب الولي
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا سعيد بن قتادة
عن الحسن
عن معقل بن يسار قال كانت أخته تحت رجل
فطلقها ثم خلى عنها حتى انقضت عدتها ثم قرب
يخطبها فحمي معقل من هذا وقال خلي عنها وهو
يقدر عليها فحال بينه وبينها فأنزل الله وإذا طلقتم
النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا
تراضوا بينهم بالمعروف
379

قال أبو حاتم أضمر في هذا الخبر فتزوجت زوجا
أخر
380

ذكر الإباحة للإمام
أن يزوج المرأة التي لا يكون لها ولي غيره
من رضيت من الرجال وإن لم يفرض الصداق في وقت العقد
أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا هاشم بن
القاسم الحراني قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم
عن زيد بن أبي أنيسة عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله
اليزني
عن عقبة بن عامر قال قال صلى الله عليه وسلم خير النكاح
أيسره وقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل أترضى أن أزوجك فلانة
قال نعم قال لها أترضين ان أزوجك فلانا قالت
نعم فزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفرض صداقا فدخل بها فلم يعطها
شيئا فلما حضرته الوفاة قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني فلانة
ولم أعطها شيئا وقد أعطيتها سهمي من خيبر فكان له سهم
بخيبر فأخذته فباعته فبلغ مائة ألف
381

ذكر الزجر عن أن يزوج الولي المرأة
بغير صداق عدل يكون بينهما
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني عروة بن
الزبير
أنه سأل عائشة عن قول الله وإن خفتم ان لا تقسطوا
في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث
ورباع قالت يا بن أختي هذه اليتيمة
تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه مالها وجمالها
فيريد وليها أن يتزوجها بغير أن قسط في صداقها فيعطيها
مثل ما يعطيها غيره فنهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن مهرا
أعلى سنتهن من الصداق وأمروا أن ينكحوا ما طاب لهم
من النساء سواهن
قال عروة قالت عائشة ثم إن الناس استفتوا بعد هذه
الآية فيهم فأنزل الله يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم
فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا
تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون أن تنكحوهن
127). قالت والذي ذكر الله أنه يتلى عليكم في الكتاب
الآية الأولى التي قال فيها وإن خفتم الا تقسطوا في اليتامى
فانكحوا ما طاب لكم من النساء قالت عائشة وقال الله في
382

الآية الأخرى رغبة أحدكم عن يتيمته التي في حجره حين
تكون قليلة المال والجمال فنهوا ان ينكحوا ما رغبوا في مالها
وجمالها من النساء إلا بالقسط من أجل رغبتهم عنهن
383

ذكر بطلان النكاح الذي نكح بغير ولي
أخبرنا بن خزيمة حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن
عبد الأعلى حدثنا يعلى بن عبيد عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن
بن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما امرأة
نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل مرتين غنم ما أعطاها بما
أصاب منها فإن كانت بينهما خصومة فذاك إلى السلطان
والسلطان ولي من لا ولي له
384

قال أبو حاتم هذا خبر أوهم من لم يحكم صناعة
الحديث أنه منقطع أو لا أصل له بحكاية حكاها بن علية عن
بن جريج في عقب هذا الخبر قال ثم لقيت الزهري
فذكرت ذلك له فلم يعرفه وليس هذا مما يهي الخبر بمثله
385

وذلك أن الخير الفاضل المتقن الضابط من أهل العلم قد يحدث
بالحديث ثم ينساه وإذا سئل عنه لم يعرفه فليس بنسيانه
الشئ الذي حدث به بدال على بطلان أصل الخبر
والمصطفى صلى الله عليه وسلم خير البشر صلى فسها فقيل له يا رسول الله
أقصرت الصلاة أم نسيت فقال كل ذلك لم يكن فلما
جاز على من اصطفاه الله لرسالته وعصمه من بين خلقه
النسيان في أعم الأمور للمسلمين الذي هو الصلاة حتى نسي
فلما استثبتوه أنكر ذلك ولم يكن نسيانه بدال على بطلان
الحكم الذي نسيه كان من بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم من أمته الذين
لم الريح معصومين جواز النسيان عليهم أجوز ولا يحوز مع
وجوده أن يكون فيه دليل على بطلان الشئ الذي صح عنهم قبل
نسيانهم ذلك
ذكر نفي إجازة النكاح بغير ولي وشاهدي عدل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني من أصل كتابه حدثنا
سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا حفص بن الصالح عن بن
جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري عن عروة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نكاح إلا بولي
وشاهدي عدل وما كان من نكاح على غير ذلك فهو باطل فإن
تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له
386

قال أبو حاتم لم يقل أحد في خبر بن جريج عن
سليمان بن موسى عن الزهري هذا شاهدي عدل إلا ثلاثة
أنفس سعيد بن يحيى الأموي عن حفص بن الصالح
وعبد الله بن عبد الوهاب الحجبي عن خالد بن الحارث
وعبد الرحمن بن يونس الرقي عن عيسى بن يونس ولا
يصح في ذكر الشاهدين غير هذا الخبر
ذكر الزجر عن أن يزوج النساء إلا الأولياء
الذين جعل الله جل وعلا عقدة النكاح إليهم دونهن
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا هلال بن
بشر قال حدثنا أبو عتاب الدلال قال حدثنا أبو عامر الخزاز عن
محمد بن سيرين
387

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا
بولي
أبو عامر صالح بن رستم
ذكر البيان بأن الولاية في الإنكاح
إنما هي للأولياء دون النساء
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن يعقوب
388

الجوزجاني حدثنا عمرو بن عثمان الرقي عن زهير بن معاوية عن
أبي إسحاق عن أبي بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا
بولي
389

ذكر نفي إجازة عقد النساء على أنفسهن بأنفسهن
دون الأولياء
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني ومحمد بن
إسحاق بن خزيمة والحسن بن سفيان وعبد الله بن محمد بن
ماهك قالوا حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا شريك عن
أبي إسحاق عن أبي بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا
بولي
391

ذكر الإخبار عما يجب على الأولياء من استئمار النساء أنفسهن
إذا أرادوا عقد النكاح عليهن
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا مصعب بن مقدام حدثنا زائدة عن محمد بن عمرو
عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تستأمر اليتيمة
في نفسها فإن سكتت فهو رضاها وأبت فلا جواز
عليها
392

ذكر الأمر باستئمار النساء في أبضاعهن
عند العقد عليهن
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا عبيد الله بن موسى عن بن جريج عن بن أبي مليكة عن
ذكوان
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
استأمروا النساء في أبضاعهن قيل إن البكر تستحي قال
سكوتها إقرارها
ذكر البيان بأن عائشة هي التي سألت المصطفى صلى الله عليه وسلم
عن هذا الحكم
أخبرنا بن خزيمة حدثنا محمد بن المثنى حدثنا
الأنصاري حدثنا بن جريج قال وحدثني بن أبي مليكة حدثني
أبو عمرو ذكوان
393

عن عائشة أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن البكر تخطب
فقالت قال النبي صلى الله عليه وسلم تستأمر النساء في أبضاعهن
قالت يا رسول الله البكر تستحي فتسكت قال سكوتها
إقرارها
ذكر البيان بأن الإقرار الذي وصفنا
إنما هو الرضى بما سئلت
أخبرنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن وهب حدثنا ليث بن
سعد عن بن أبي مليكة عن أبي عمرو مولى عائشة
أن عائشة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن البكر تستحي
فقال صلى الله عليه وسلم رضاها صمتها
ذكر البيان بأن عقد النساء إلى الأولياء عليهن دونهن
وإن يأمر للأيم منهن عند ذلك
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن بشار حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة
394

عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا
بولي
قال أبو حاتم سمع هذا الخبر أبو بردة عن أبي موسى
مرفوعا فمرة كان يحدث به عن أبيه مسندا ومرة يرسله
وسمعه أبو إسحاق بن أبي بردة مرسلا ومسندا معا فمرة كان
يحدث به مرفوعا وتارة مرسلا فالخبر صحيح مرسلا ومسندا
معا لا شك ولا ارتياب في صحته
ذكر البيان بأن الثيب
أحق بنفسها من وليها عند استئمارها في يأمر عليها
أخبرنا أبو خليفة حدثنا القعنبي عن مالك عن
عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الأيم أحق
395

بنفسها من وليها والبكر تستأذن وإذنها صماتها
ذكر نفي جواز عقد الولي نكاح البالغة عليها
إلا باستئمارها
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة حدثنا
يحيى بن أبي زائدة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي
موسى
396

عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تستأمر اليتيمة في
نفسها فإن سكتت فقد أذنت وإن أبت لم تكره
أخبرنا أبو يعلى في عقبه حدثنا عبد الله بن عامر حدثنا
بن أبي زائدة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
قال أبو حاتم معنى هذا الخبر ان اليتيمة تستأمر قبل
إرادة عقد النكاح عليها لمن تختار من الأزواج من شاءت فإذا
سكتت فقد أذنت في عقد النكاح عليها
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا القعنبي عن مالك
عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير بن مطعم
397

عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأيم أحق بنفسها
من وليها والبكر تستأذن في نفسها وإذنها صماتها
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم الأيم أحق بنفسها أراد به
أحق بنفسها من وليها بأن تختار من الأزواج من شاءت
فتقول أرضى فلانا ولا أرضى فلانا لا أن عقد النكاح إليهن
دون الأولياء
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون معروف حدثنا
سفيان عن زياد بن سعد عن عبد الله بن الفضل عن نافع بن جبير
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الثيب أحق
بنفسها من وليها والبكر يستأمرها أبوها في نفسها وإذنها
صماتها
398

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به عبد الله بن الفضل
عن نافع بن جبير بن مطعم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله
عن معمر حدثني صالح بن جلس عن نافع بن جبير
عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس لولي مع الثيب
أمر واليتيمة تستأمر وصمتها إقرارها
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم ليس للولي مع الثيب أمر
يبين لك صحة ما ذهبنا إليه ان الرضا والاختيار إلى النساء
والعقد إلى الأولياء لنفيه صلى الله عليه وسلم عن الولي انفراد الأمر دونها إذا
كانت ثيبا لأن لها الخيار في
بضعها والرضا بما يعقد عليها
وقوله صلى الله عليه وسلم اليتيمة تستأمر أراد به تسترضي فيمن عزم
له على العقد عليها فإن صمتت فهو إقرارها ثم يتربص
399

بالعقد إلى البلوغ لأنها وإن صمتت وأذنت ليس لها أمر ولا
إذن إذ الأمر والإذن لا يكون إلا للبالغة
ذكر الخبر الدال على صحة ما ذهبنا إليه
في الجمع بين هذه الأخبار
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا علي بن حجر
السعدي حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نكاح إلا
بولي
400

باب الصداق
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبد العزيز بن صهيب
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم أعتق صفية وجعل عتقها
صداقها
401

أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي
قال حدثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير
عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أحق الشروط أن
يوفى به ما استحللتم به الفروج
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله
اليزني
402

ذكر البيان بأن جواز المهر للنساء
يكون على أقل من عشرة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي حازم
عن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته
امرأة فقالت له يا رسول الله إني قد وهبت نفسي لك
فقامت طويلا فقام رجل فقال يا رسول الله زوجنيها إن
لم يكن لك حاجة بها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل عندك من
شئ تصدقها إياه فقال ما عندي إلا إزاري هذا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أعطيته إياها جلست لا إزار لك
فالتمس شيئا فقال ما أجد قال فالتمس فلم يجد
شيئا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل معك من القرآن شئ
قال نعم سورة كذا وسورة كذا لسور سماها فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوجتكها بما معك من القرآن
403

ذكر الإخبار عن كراهية الإكثار في الصداق
بين الرجل وامرأته
أخبرنا عمران بن موسى السختياني بجرجان حدثنا أبو
معمر القطيعي إسماعيل بن إبراهيم حدثنا مروان بن معاوية ها
حدثنا يزيد بن جلس عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
إني تزوجت امرأة فقال كم أصدقتها فقال أربع أواق
فقال صلى الله عليه وسلم أربع أواق كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا
الجبل
404

ذكر البيان بأن تسهيل الأمر وقلة الصداق
من يمن المرأة
أخبرنا محمد بن جبريل الشهرزوري بطرسوس حدثنا
الربيع حدثنا بن وهب عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم
عن عروة
عن عائشة قالت قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من يمن
المرأة تسهيل أمرها وقلة صداقها
قال عروة وأنا أقول من عندي ومن شؤمها تعسير
أمرها وكثرة صداقها
405

ذكر الإباحة للمرء أن يجعل صداق امرأته ذهبا
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا محمد بن يحيى
الذهلي قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت
عن أنس قال لقي النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن عوف وبه
وضر من خلوق فقاله النبي صلى الله عليه وسلم مهيم عبد الرحمن
قال تزوجت امرأة من الأنصار قال كم أصدقتها قال
وزن نواة من ذهب فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولم ولو بشاة
قال أنس فلقد رأيته قسم لكل امرأة من نسائه بعد موته
مائة ألف
406

ذكر الإباحة للمرء أن يجعل صداق امرأته أربع مائة درهم
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا
داود بن قيس الفراء عن موسى بن يسار
عن أبي هريرة قال كان صداقنا إذ كان فينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عشر أواق
ذكر وصف الحكم في المتوفي عنها زوجها
حيث لم يفرض لها صداق في العقد ولم يدخل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
407

محمد بن المثنى قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن
فراس عن الشعبي عن مسروق
عن عبد الله في رجل تزوج ولم يدخل بها ولم يفرض
فقال لها الصداق كاملا وعليها العدة غنم يفرق قال
معقل بن سنان شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به في بروع بنت
واشق
408

أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة في عقبه قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا سفيان عن
منصور عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله بمثله
ذكر الخبر المدحض قول من نفى تصحيح هذه السنة
التي ذكرناها من جهة النقل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا مصعب بن المقدام قال حدثنا زائدة عن
منصور عن إبراهيم عن علقمة والأسود
عن عبد الله أن رجلا أتاه فسأله عن رجل تزوج امرأة
409

فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها فلم يقل شيئا
ورددهم شهرا قت قال أقول برأي فإن كان صوابا فمن
الله وإن كان خطأ فمن قبلي أرى لها صداق نسائها لا
وكس ولا شطط وعليها العدة غنم يفرق فقام فلان
الأشجعي وقال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق
بمثل ذلك قال ففرح عبد الله بذلك وكبر
ذكر الخبر المدحض قول من زعم
أن الإمام من الأئمة لا يجوز له أن يخفي عليه شئ
من أحكام الدين الذي لا بد للمسلمين منه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا علي بن
حجر السعدي قال حدثنا علي بن مسهر عن داود بن أبي هند عن
الشعبي عن علقمة
ان قوما أتوا عبد الله بن مسعود فقالوا جئناك لنسألك
عن رجل تزوج منا ولم يفرض صداقا ولم يجمعهما الله
حتى مات فقال عبد الله ما سئلت عن شئ منذ فارقت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد علي من هذه فاتوا غيري فاختلفوا إليه
410

شهرا ثم قالوا له في آخر ذلك من نسأل إن لم نسألك وأنت
أخية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه البلدة ولا نجد غيرك
فقال بن مسعود سأقول فيها بجهد أجرة إن كان صوابا فمن
الله وإن كان خطأ فمني والله ورسوله منه برئ أرى أن
يفرض لها كصداق نسائها ولا وكس ولا شطط غنم يفرق
وعليها العدة أربعة أشهر وعشرا وذلك بحضرة ناس من أشجع
فقام رجل يقال له معقل بن سنان الأشجعي فقال أشهد
أنك قضيت بمثل الذي قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة منا يقال
لها بروع بنت واشق فما رئي عبد الله فرح بشئ بعد
الإسلام كفرحه بهذه القصة
411

باب
ثبوت النسب وما جاء في القائف
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا أبو
الوليد الطيالسي قال حدثنا ليث عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسارير وجهه
تبرق فقال ألم تري إلى مجزز أبصر آنفا زيد بن حارثة
وأسامة بن زيد فقال إن بعض هذه الأقدام لمن
بعض
412

ذكر البيان بأن مجززا المدلجي كان قائفا
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن عروة
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فرحا
مما قال مجزز المدلجي ونظر إلى أسامة بن زيد مضطجعا مع
أبيه فقال هذه الأقدام بعضها من بعض وكان مجزز
قائفا
ذكر الإخبار عن إيجاب إلحاق الولد من له الفراش
إذا أمكن الجوزي ولم يستحل كونه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا محمد بن قدامة
المصيصي حدثنا جرير عن اني عن أبي وائل
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الولد للفراش
وللعاهر الحجر
413

أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن بن شهاب عن عروة بن الزبير
عن عائشة وثلاثمائة قالت كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى
أخيه سعد بن أبي وقاص ان بن وليدة زمعة مني فاقبضه
إليك قالت فلما كان عام الفتح أخذه سعد بن أبي
وقاص فقال بن أخي قد كان عهد إلي فيه فقام إليه
عبد بن زمعة فقال أخي وابن وليدة أبي ولد على فراشه
فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سعد يا رسول الله أخي كان عهد إلي
فيه وقال عبد بن زمعة أخي وابن وليدة أبي ولد على
فراشه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد بن زمعة الولد
للفراش وللعاهر الحجر ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسودة بنت
زمعة احتجبي منه لما رأى من شبهة بعتبة فما رآها حتى
لقي الله
414

ذكر الخبر الدال على أن الحكم بالتشبيه مما وصفنا
غير جائز إذا كان الفراش معدوما
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب حدثنا سريج بن
يونس حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال جاء رجل من بني فزارة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إن امرأتي وضعت غلاما أسود فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
هل لك من إبل قال نعم قال فما ألوانها قال
حمر قال هل فيها من أورق قال إن فيها ورقا قال
فأنى أتاه ذلك قال عسى أن يكون نزعة عرق قال
وهذا عسى أن يكون نزعة عرق
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن
المسيب
416

عن أبي هريرة ان رجلا من بني فزارة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال إن امرأتي ولدت غلاما أسود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل
لك من إبل قال نعم قال فما ألوانها قال
حمر قال فهل فيها من أورق فقال إن فيها لورقا
قال فأنى تراه ذلك فقال عسى أن يكون نزعة عرق
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا عسى أن يكون نزعة عرق
حدثناه عبد الله مرة أخرى وقال إن أمتي ولدت
417

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم هل لك من إبل ثم تعقيبه هذه
اللفظة بقول فما ألوانها لفظة استخبار عن هذا الشئ
مرادها الزجر عن استعمال المرء في فراشه بوسوسة الشيطان
إياه أو بتباين الصورتين عند وجود الشخص من الشخص
المقدم ما عسى أن يأثم باستعماله
ذكر نفي دخول الجنة عن المرأة الداخلة
على قوم بولد ليس منهم
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن بن الهاد عن
عبد الله بن يونس عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين أنزلت آية
الملاعنة أيما امرأة أدخلت على قوم من ليس منهم فليست
من الله في شئ ولن يدخلها الله جنته وأيما رجل جحد
ولده وهو ينظر إليه احتجب الله منه وفضحه على رؤوس
الأولين والآخرين
418

باب حرمة المناكحة
ذكر البيان بأن الرضاعة يحرم منها ما يحرم من الولادة سواء
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أنها قالت جاء عمي من الرضاعة فاستأذن علي
فأبيت أن آذن له حتى أسأل النبي صلى الله عليه وسلم قالت فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فقال إنه عمك فأذني له فقالت يا
رسول الله إنما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل فقال
رسول اله صلى الله عليه وسلم يحرم من الرضاعة من يحرم من الولادة
420

ذكر الإخبار عن نفي جواز تزويج المرء
أخته من الرضاع
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو داود بن شبيب حدثنا حماد بن
سلمة عن هشام بن عروة عن زينب بنت أم سلمة
عن أم حبيبة وثلاثمائة قالت يا رسول الله هل لك في درة بنت
أبي سفيان قال أصنع بها ماذا قالت تنكحها
قال وهل تحل لي قالت والله لقد أخبرت أنك تخطب
زينب بنت أم سلمة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن زينب تحرم
علي وإنها في حجري وأرضعتني وإياها ثويبة فلا تعرضن علي
بناتكن ولا أخواتكن ولا عماتكن ولا خالاتكن ولا أمها تكن
421

ذكر الإخبار عن نفي جواز نكاح المرء بنت أخيه في الرضاع
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن
عروة بن الزبير حدثه عن زينب بنت أبي سلمة
ان أم حبيبة قالت يا رسول الله انكح بنت أبي سفيان
لأختها فقال النبي صلى الله عليه وسلم وتحبين ذلك قالت نعم أحب
من يشاركني في خير أختي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن ذلك لا
يحل قالت أم حبيبة يا رسول الله والله لقد حدثنا إنك
تنكح درة بنت أبي سلمة قال ابنة أبي سلمة فقالت أم
حبيبة نعم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو وثلاثمائة لم تكن ربيبتي في
حجري ما حلت لي إنها ابنة أخي من الرضاعة أرضعتني وأبا
سلمة ثويبة فلا تعرضن علي بناتكن ولا أخواتكن
422

ذكر الزجر عن تزوج المرء
امرأة أبيه أو وطئه جاريته التي هي في فراشه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا وكيع عن الحسن بن صالح عن السدي عن
عدي بن ثابت
عن البراء قال لقيت خالي أبا بردة ومعه الراية
فقلت إلى أين فقال أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل
تزوج امرأة أبيه أن أقتله أو أضرب عنقه
423

ذكر الزجر عن الجمع بين المرأة وعمتها
وبين المرأة وخالتها
أخبرنا الحسين بن إدريس أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن بن الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع بين
المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها
424

ذكر الزجر عن أن تنكح المرأة
على عمتها أو على خالتها
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار قال حدثنا
عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال حدثنا بن المبارك عن عاصم بن
سليمان عن عامر قال
سمعت جابر يقول نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تنكح المرأة
على عمتها أو على خالتها
ذكر البيان بأن المراد من هذا الزجر
الجمع بينهما لا تزوج إحداهما بعد موت الأخرى
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع بين
المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها
425

ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل
أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي ببغداد قال
حدثنا علي بن المديني قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال قرأت
على الفضيل عن أبي حريز أن عكرمة حدثه
عن بن عباس قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان تزوج المرأة
على العمة والخالة قال إنكن إذا فعلتن ذلك قطعتن
أرحامكن
قال أبو حاتم أبو حريز اسمه عبد الله بن الحسين
قاضي سجستان وأبو حريز مولى الزهري ضعيف واهي
اسمه سليم وجميعا يرويان عن الزهري
426

ذكر الزجر عن تزويج العمة على ابنة أخيها
والخالة على بنت أختها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال
حدثنا داود بن أبي هند قال حدثنا الشعبي قال
حدثنا أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تنكح المرأة
على عمتها ولا العمة على بنت أخيها ولا تنكح المرأة على
خالتها ولا الخالة على بنت أختها
ذكر الزجر عن أن تنكح الصغرى
بما ذكرنا على الكبرى منهن أو الكبرى على الصغرى منهن
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا زكريا بن يحيى الواسطي
قال حدثنا هشيم عن داود عن الشعبي
427

عن أبي هريرة قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة
على عمتها وعلى خالتها وعلى بنت أخيها وعلى بنت أختها
ونهى أن تنكح الكبرى على الصغرى والصغرى على
الكبرى
ذكر الزجر عن تزويج المطلقة البائنة
بعد تزويجها زوجا آخر الزوج الأول
قبل أن يذوق عسيلتها الزوج الثاني
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا عبد الرحمن بن
صالح الأزدي قال حدثنا بن أبي زائدة عن يحيى بن سعيد
الأنصاري عن القاسم بن محمد
عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق
امرأته البتة فتزوجت زوجا فطلقها قبل أن يدخل بها أترجع
إلى زوجها الأول قال لا حتى يذوق عسيلتها ما ذاق
صاحبها
قال أبو حاتم عموم الخطاب في الكتاب فإن طلقها فلا
428

تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره
وأباح الله جل وعلا للزوج الأول أن يتزوج بها بعد أن تزوجها
زوج آخر وفسرته السنة وثلاثمائة لا تحل للزوج الأول حتى
يكون بينها وبين الزوج الثاني وطء بذواق العسيلة ثم تبين عنه
بطلاق أو وفاة ثم تحل حينئذ للزوج الأول
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا محمد بن الصباح
قال حدثنا عبد الله بن رجاء عن عبيد الله بن عمر عن القاسم بن محمد
عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم في رجل طلق امرأته ثلاثا ثم
تزوجت زوجا غيره فطلقها قبل أن يدخل بها ثم أراد الأول ان
يتزوجها قال لا حتى يذوق الآخر عسيلتها وتذوق عسيلته
قال أبو حاتم قال الله جل وعلا فإن طلقها فلا تحل
له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فأباح الله لها أن تنكح الزوج
الأول بعد أن نكحها الزوج الثاني وأبان المصطفى صلى الله عليه وسلم مراد الله
429

جل وعلا من قوله حتى
تنكح زوجا غيره إذ هو المبين
لمجمل الخطاب في الكتاب إذ المراد من قوله حتى
تنكح زوجا غيره الوطء دون عقدة النكاح
ذكر البيان بأن هذا الزجر زجر حتم لا زجر ندب
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن المسور بن رفاعة القرظي عن الزبير
ابن عبد الرحمن بن الزبير
أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب في
عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا فنكحها عبد الرحمن بن الزبير فلم
يستطع أن يمسها ففارقها فأراد رفاعة ان ينكحها وهو زوجها
الأول الذي كان طلقها فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فنهاه أن
يتزوجها وقال لا تحل لك حتى تذوق العسيلة
430

ذكر الإخبار عن نفي جواز تزويج المرء امرأته المطلقة
قبل أن تذوق عسيلة غيره وإن انقضت عدتها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم
عن الأسود
عن عائشة قالت سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل طلق
امرأته فتزوجت زوجا غيره فدخل بها ثم طلقها قبل أن
يواقعها أتحل للأول قال لا حتى يذوق عسليتها وتذوق
عسليته
431

ذكر الزجر عن أن يخطب المرء النساء وهو محرم
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن نافع مولى بن عمر عن نبيه بن وهب أحد
بني عبد الدار أنه أخبره
عن عمر بن عبيد الله أرسل إلى أبان بن عثمان وأبان
يومئذ أمير الحاج وهما محرمان إني أردت أن أنكح
طلحة بن عمر ابنة شيبة بن جبير فأردت ان تحضر ذلك فأنكر
ذلك عليه أبان بن عثمان وقال سمعت عثمان بن عفان
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينكح المحرم ولا يخطب ولا
ينكح
433

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر ما رواه عن نبيه بن وهب إلا نافع
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا
محمد بن رافع قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا فليح بن
سليمان عن عبد الجبار بن نبيه بن وهب عن أبيه عن أبان بن عثمان
عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينكح المحرم ولا
ينكح ولا يخطب ولا يخطب عليه
ذكر خبر ثان يصرح بدفع قول القائل
الذي به دفع الخبر
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا أبو عباد يحيى بن عباد
قال حدثنا فليح بن سليمان قال حدثني عبد الأعلى وعبد الجبار
ابنا نبيه بن وهب عن أبيهما نبيه بن وهب عن أبان بن عثمان
عن عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا ينكح
المحرم ولا ينكح ولا يخطب
434

ذكر خبر ثالث يدحض تأويل هذا المتأول لهذا الخبر
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن أيوب بن موسى عن نبيه بن
وهب
أن عمر بن عبيد الله بن معمر أراد أن ينكح وهو محرم
فأرسل إلى أبان بن عثمان فقال أبان إن عثمان حدث ان
رسول الله صلى الله قال المحرم لا ينكح ولا يخطب ولا
ينكح
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر أيوب بن
موسى عن نبيه بن وهب نفسه وسمعه أيوب السختياني عن
نافع عن نبيه بن وهب فالطريقان جميعا محفوظان
435

ذكر خبر رابع يدفع قول هذا المتأول الداخل
فيما ليس من صناعته
أخبرنا بن خزيمة وكتبته من أصله قال حدثنا محمد بن
عمرو بن تمام قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا ميمون بن
يحيى بن مسلم بن الأشج عن مخرمة بن بكير عن أبيه قال سمعت
نبيه بن وهب يقول قال أبان بن عثمان
سمعت عثمان بن عفان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
ينكح المحرم ولا ينكح
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو مسعود
أحمد بن الفرات قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب
هو السختياني عن نافع عن نبيه بن وهب عن أبان بن عثمان
436

عن عثمان بن عفان قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا ينكح
المحرم ولا ينكح
ذكر خبر أوهم عالما من الناس
أنه يضاد الأخبار التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا محمد بن عمرو الباهلي قال حدثنا بن أبي عدي عن داود بن
أبي هند عن عكرمة
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم
437

قال أبو حاتم قول بن عباس تزوج النبي صلى الله عليه وسلم ميمونة
وهو محرم أراد به انظر الحرم لا أنه كان محرما في ذلك
الوقت كما تستعمل العرب ذلك في لغتها فتقول لمن دخل
النجد أنجد ولمن دخل الظلمة أظلم ولمن دخل
تهامة أتهم أراد أنه كان انظر الحرم
لا أنه كان محرما
بنفسه في ذلك الوقت والدليل على صحة هذا التأويل الأخبار
التي قدمنا والخبر الفاصل بينهما الذي يردفه
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وها حلالان
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو الربيع
الزهراني وخلف بن هشام البزار قالا حدثنا حماد بن زيد قال
حدثنا مطر الوراق عن ربيعة بن أبي عد الرحمن عن سليمان بن
يسار
عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة حلالا وبنى
بها حلالا وكنت الرسول بينهما
438

ذكر خبر قد أوهم غير المتبحر في صناعة العلم
ان نكاح المحرم وإنكاحه جائز
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن يحيى القطان عن بن جريج عن عمرو بن دينار عن
أبي الشعثاء
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم
439

ذكر خبر يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن
الحجاج النيلي قال حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن أبي الضحى
عن مسروق
عن عائشة قالت تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه وهو
محرم واحتجم وهو محرم
440

ذكر الوقت الذي تزوج المصطفى صلى الله عليه وسلم فيه ميمونة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن منصور الطوسي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
قال حدثنا أبي عن أبي إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي
نجيح وأبان بن صالح عن عطاء بن أبي رباح ومجاهد بن جبر
عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو محرم في
عمرة القضاء
441

ذكر البيان بأن تزوج المصطفى صلى الله عليه وسلم ميمونة
كان وهو حلال لا حرام
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت أبا فزارة
يحدث عن يزيد بن الأصم
عن ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها حلالا وبنى بها
حلالا وماتت بسرف فدفنها في الظلة التي بنى بها فيها
فنزلت في قبرها أنا وابن عباس فلما وضعناها في اللحد مال
رأسها وأخذت ردائي فوضعته تحت رأسها فاجتذبه بن
عباس فألقاه وكانت حلقت في الحج رأسها فكان رأسها
محمما
ذكر شهادة الرسول
الذي كان بين المصطفى صلى الله عليه وسلم وبين ميمونة حيث تزوج بها
أنه صلى الله عليه وسلم كان حلالا حينئذ لا محرما
أخبرنا بن خزيمة قال حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا
442

حماد بن زيد عن مطر الوراق عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن
سليمان بن يسار
عن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة وهو حلال
وبنى بها وهو حلال وكنت الرسول بينهما
ذكر شهادة ميمونة على أن هذا الفعل
كان من المصطفى صلى الله عليه وسلم بها وهو حلال لا حرام
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا جرير بن حازم قال
حدثنا أبو فزارة عن يزيد بن الأصم قال
حدثتنا ميمونة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها وهو حلال
ذكر الموضع الذي بنى بها صلى الله عليه وسلم حيث تزوجها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أحمد بن
الفرات قال حدثنا الحجاج بن المنهال قال حدثنا حماد بن
سلمة عن حبيب بن الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد بن
الأصم
443

عن ميمونة ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها بسرف وهما حلالان
ذكر البيان بأن تزوج المصطفى صلى الله عليه وسلم ميمونة
كان ذلك بعد انصرافها من عمرة القضاء
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
أحمد بن إسحاق الحضرمي قال حدثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن
الشهيد عن ميمون بن مهران عن يزيد الأصم
عن ميمونة قالت تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف وهما
حلالان بعدما رجعا من مكة
ذكر الخبر المصرح بنفي جواز نكاح المحرم وإنكاحه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر الزهري عن مالك عن نافع مولى بن عمر عن
نبيه بن وهب أخي بني عبد الدار أنه أخبره ان عمر بن عبيد الله أرسل إلى
444

أبان بن عثمان وأبان يومئذ أمير الحاج وهما محرمان قد أردت ان
أنكح طلحة بن عمر بنت شيبة بن جبير وأردت أن تحضر ذلك فأنكر
ذلك عليه أبان بن عثمان وقال
سمعت عثمان بن عفان رضوان الله عليه يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينكح المحرم ولا يخطب ولا
ينكح
قال أبو حاتم رضي الله عنه هذان خبران في نكاح
المصطفى صلى الله عليه وسلم ميمونة تضادا في الظاهر وعول أئمتنا في الفصل
فيهما بأن قالوا إن خبر بن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ميمونة
وهو محرم وهم كذلك قاله سعيد بن المسيب وخبر
445

يزيد بن الأصم يوافق خبر عثمان بن عفان رضوان الله عليه في
النهي عن نكاح المحرم وإنكاحه وهو أولى بالقبول لتأييد خبر
عثمان إياه
والذي عندي أن الخبر إذا صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم غير جائز
ترك استعماله إلا أن أخذت السنة على إباحة تركه فإن جاز
لقائل أن يقول وهم بن عباس وميمونة خالته في الخبر الذي
ذكرناه جائز لقائل آخر أن يقول وهم يزيد بن الأصم في خبره
لأن بن عباس احفظ واعلم وأفقه من مئتين مثل يزيد بن
الأصم
ومعنى خبر بن عباس عندي حيث قال تزوج
رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو محرم يريد به وهو انظر الحرم ولا
أنه كان محرما كما يقال للرجل إذا دخل الظلمة أظلم
446

وان جد إذا دخل نجد وأتهم إذا دخل تهامة وإذا دخل
الحرم أحرم وإن لم يكن بنفسه محرما وذلك أن
المصطفى صلى الله عليه وسلم عزم على الخروج إلى مكة في عمرة القضاء
فلما عزم على ذلك بعث من المدينة أبا رافع ورجلا من
الأنصار إلى مكة ليخطبا ميمونة له ثم خرج صلى الله عليه وسلم وأحرم
فلما دخل مكة طاف وسعى وحل من عمرته وتزوج
ميمونة وهو حلال بعدما فرغ من عمرته وأقام بمكة ثلاثا ثم
سأله أهل مكة الخروج منها فخرج منها فلما بلغ سرف
بنى بها بسرف وهما حلالان فحكى بن عباس نفس العقد
الذي كان بمكة وهو انظر الحرم بلفظ الحرام وحكى يزيد بن
الأصم القصة على وجهها وأخبر أبو رافع أنه صلى الله عليه وسلم تزوجها وهما
حلالان وكان الرسول بينهما وكذلك حكت ميمونة عن
نفسها فدلتك هذه الأشياء مع زجر المصطفى عن نكاح
المحرم وإنكاحه على صحة ما أصلنا ضد قول من زعم أن
أخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم تتضاد وتتهاتر حيث عول على الرأي
المنحوس والقياس المعكوس
447

باب نكاح المتعة
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا عمر بن
يزيد السياري قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال سمعت يحيى بن
سعيد الأنصاري يقول أخبرني مالك بن أنس عن بن شهاب أن
عبد الله والحسن مشهور محمد بن علي أخبراه أن أباهما أخبرهما
ان علي بن أبي طالب قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن متعة
النساء
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن
أبي حازم قال
448

سمعت بن مسعود يقول كنا نغزو مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم
ليس لنا نساء فقالوا يا رسول الله ألا نستخصي فنهانا عن
ذلك وأمرنا ان ننكح المرأة بالثوب ثم قرأ عبد الله هذه
الآية يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله
لكم
قال أبو حاتم رضي الله عنه الدليل على أن المتعة كانت
محظورة قبل أن أبيح لهم الاستمتاع قولهم للنبي صلى الله عليه وسلم ألا
نستخصي عند عدم النساء ولم لم تكن محظورة لم يكن
لسؤالهم عن هذا معنى
ذكر البيان بأن هذا الأمر بالتمتع أمر رخصة
كان من المصطفى صلى الله عليه وسلم لا أمر حتم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا جرير ووكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم
449

عن بن مسعود قال كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وليس معنا نساء فقلنا يا رسول الله ألا تستخصي فنهانا عن
ذلك ورخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل ثم قرأ
يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا
تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين
ذكر الوقت الذي نهى صلى الله عليه وسلم عن المتعة فيه
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبد الله والحسن مشهور محمد بن
علي عن أبيهما
عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم
خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية
450

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم رخص لهم في المتعة
مدة معلومة بعد هذا الزجر المطلق
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا حفص بن عمر
الحوضي عن شعبة عن عبد ربه بن سعيد عن عبد العزيز بن عمر بن
عبد العزيز عن الربيع بن سبرة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في متعة النساء فأتيته
بعد ثلاث فإذا هو يحرمها أشد التحريم ويقول فيها أشد
القول
452

ذكر البيان بأن المتعة حرمها المصطفى يوم خيبر
بعد هذا الأمر المطلق
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن بن شهاب عن عبد الله والحسن مشهور محمد بن
علي عن أبيهما
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر
الأهلية
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أباح لهم في المتعة
ثلاثة أيام يوم الفتح بعد نهيه عنها يوم خيبر
ثم نهى عنها مرة ثانية
أخبرنا بن سلم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال
حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث عن الزهري عن
الربيع بن سبرة الجهني
عن أبيه أنه قال اذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المتعة عام
الفتح فانطلقت أنا ورجل آخر إلى امرأة شابة كأنها بكرة
عيطاء لنستمتع إليها فجلسنا بين يديها وعليه برد وعلي برد
فكلمناها ومهرناها بردينا وكنت أشب منه وكان برده أجود من
بردي فجعلت تنظر إلي مرة وإلى برده مرة ثم اختارتني
453

فنكحتها فأقمت معها ثلاثا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها
ففارقتها
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم حرم المتعة عام حجة الوداع
تحريم الأبد إلى يوم القيامة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن إسماعيل الأحمسي قال حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن
عمر بن عبد العزيز قال حدثنا الربيع بن سبرة الجهني
عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضينا
عمرتنا قال لنا استمتعوا من هذه النساء قال والاستمتاع عندنا
يومئذ التزويج فعرضنا بذلك النساء أن نضرب بيننا وبينهن
أجلا قال فذكرنا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال افعلوا ذلك
فخرجت أنا وابن عم لي معي
بردة ومعه بردة وبرده أجود من
بردي وانا أشب منه فأتينا امرأة فعرضنا ذلك عليها فأعجبها
شبابي وأعجبها برد بن عمي فقالت برد كبرد فتزوجتها
وكان الأجل بيني وبينها عشرا فلبثت عندها تلك اللية ثم أصبحت
454

غاديا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الحجر والباب
قائم يخطب الناس وهو يقول أيها الناس إني قد أذنت لكم
في الاستمتاع في هذه النساء ألا وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم
القيامة فمن كان عنده منهن شيئا فليخل سبيله ولا تأخذوا
مما آتيتموهن شيئا
ذكر البيان بأن الزجر عن المتعة يوم الفتح
كان زجر تحريم لا زجر ندب
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن
مسرهد قال حدثنا بشر بن الفضل عن عمارة بن غزية عن
الربيع بن سبرة
أن أباه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فخرجت أنا ورجل من
قومي لي عليه فضل في الجمال وهو قريب من الدمامة
مع كل واحد منا برد أما بردي فبرد خلق واما برد بن
عمي فبرد جديد غض حتى إذا كنا أسفل مكة أو بأعلاها
455

فلقينا فتاة مثل البكرة فقلنا هل نستمتع منك قالت وماذا
تبذلان فنشر كل واحد برده فجعلت تنظر إلى الرجل
فإذا رآها الرجل تنظر إلي عطفها وقال برد هذا خلق وبردي
جديد غض فتقول برد هذا لا بأس به ثم استمتعت معها
فلم نخرج حتى حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الأسباب التي حرمت المتعة التي كانت مطلقة قبلها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا المؤمل بن إسماعيل قال حدثنا عكرمة بن عمار
قال حدثنا سعيد المقبري
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج نزل ثنية الوداع
فرأى مصابيح وسمع نساء يبكين فقال ما هذا قالوا يا
رسول الله نساء كانوا تمتعوا منهن أزواجهن فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هدم أو قال حرم المتعة النكاح
والطلاق والعدة والميراث
456

ذكر البيان بأن المتعة حرمها المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم الفتح
تحريم الأبد
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران قال
حدثنا محمد بن معدان الحراني قال حدثنا الحسن بن محمد بن أعين
قال حدثنا معقل بن عبيد الله عن إبراهيم بن أبي عبلة عن عمر بن
عبد العزيز قال حدثني الربيع بن سبرة الجهني
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة وقال إنها
حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة ومن كان أعطى شيئا
فلا يأخذه
ذكر خبر أوهم من جهل صناعة الحديث
انه مضاد للأخبار التي تقدم ذكرنا لها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا
عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا
457

عبد الواحد بن زياد قال حدثنا أبو العميس عن إياس بن سلمة عن
الأكوع
عن أبيه قال رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في
المتعة ثلاثا ثم نهانا عنها
قال أبو حاتم رضي الله عنه عام أوطاس وعام الفتح
واحد
458

باب الشغار
ذكر الزجر عن أن يجعل بضع بعض النساء صداقا لبعضهن
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار
459

ذكر وصف الشغار الذي نهى عن استعماله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
سعيد الجوهري قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال حدثنا أبي عن
ابن إسحاق قال حدثني عبد الرحمن بن هرمز الأعرج
ان عباس بن عبد الله بن عباس أنكح عبد الرحمن بن
الحكم ابنته وانكحه عبد الرحمن ابنته وقد كانا جعلاه صداقا
فكتب معاوية بن أبي سفيان وهو خليفة إلى مروان يأمره بالتفرق
بينهما وقال في كتابه هذا الشغار قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عنه
460

ذكر الزجر عن أن يزوج المرء ابنته أخاه المسلم
على أن يزوجه إياه ابنته من غير صداق يكون بينهما
إلا بضع كل واحد منهما
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن
يحيى حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا شغار في
الإسلام
461

باب نكاح الكفار
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال
حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي
قال سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي
وهب الجيشاني عن الضحاك بن فيروز
عن أبيه قال قلت يا رسول الله إني أسلمت وعندي
أختان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلق أيتهما شئت
462

أخبرنا أبو يعلى قال حد ثنا أبو خيثمة قال حدثنا
إسماعيل بن علية عن معمر عن الزهري عن سالم
عن أبيه أن غيلان بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشر نساء
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اختر منهن أربعا فلما كان في عهد عمر
طلق نساءه وقسم ماله بين بنيه فبلغ ذلك عمر فلقيه فقال
إني أظن الشيطان فيما يسترق من السمع سمع بموتك فقذفه
في نفسك ولعلك أن لا تمكث إلا قليلا وأيم الله لتردن
نساءك ولترجعن في مالك أو لأورثهن منك ولآمرن
بقبرك فيرجم كما رجم قبر أبي رغال
463

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر حدث به معمر بالبصرة
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو
عمار قال حدثنا الفضل بن موسى عن معمر عن الزهري عن
سالم
عن بن عمر قال أسلم غيلان الثقفي وعنده عشر
465

نسوة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك أربعا وفارق
سائرهن
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال أخبرنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس عن معمر عن الزهري عن
سالم
عن أبيه قال أسلم غيلان بن سلمة الثقفي وعنده عشر
نسوة فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتخير منهن أربعا ويترك
سائرهن
466

ذكر البيان بأن الذميين إذا أسلما
يجب ان يقرأ على نكاحهما
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة
عن بن عباس ان امرأة أسلمت على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء زوجها فقال يا رسول الله إنها قد
كانت أسلمت معي فردها عليه
467

باب معاشرة الزوجين
أخبرنا إبراهيم بن علي بن عبد العزيز العمري بالموصل
قال حدثنا معلى بن مهدي قال حدثنا حماد بن زيد عن عاصم
عن أبي وائل
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تباشر المرأة المرأة كأنها تنعتها لزوجها أو تصفها لرجل كأنه
ينظر إليها
468

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم حدثنا جرير عن منصور عن أبي وائل
عن عبد الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تباشر المرأة
المرأة فتصفها لزوجها حتى كأنه لينظر إليها
469

ذكر تعظيم الله جل وعلا حق الزوج على زوجته
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن سعيد
الجوهري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي
سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا من حوائط
الأنصار فإذا فيه جملان يضربان ويرعدان فاقترب
رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فوضعا جرانهما بالأرض فقال من
معه سجد له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ينبغي لأحد ان
يسجد لأحد ولو كان أحد ينبغي ان يسجد لأحد لأمرت المرأة
أن تسجد لزوجها لما عظم الله عليها من حقه
470

ذكر إيجاب الجنة للمرأة إذا أطاعت زوجها
مع إقامة الفرائض لله جل وعلا
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى الجواليقي بعسكر مكرم
قال حدثنا داهر بن نوح الأهوازي قال حدثنا أبو همام محمد بن
الزبرقان قال حدثنا هدبة بن المنهال عن عبد الملك بن عمير عن
أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلت
المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت
بعلها دخلت من أي أبواب الجنة شاءت
471

قال أبو حاتم رضي الله عنه تفرد بهذا الحديث
عبد الملك بن عمير من حديث أبي سلمة وما رواه عن
عبد الملك إلا هدبة بن المنهال وهو شيخ أهوازي
ذكر استحباب تحمل المكاره للمرأة عن زوجها
رجاء الإبلاغ في قضاء حقوقه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
أحمد بن عثمان بن حكيم قال حدثنا جعفر بن عون قال حدثنا
ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن نهار العبدي
عن أبي سعيد الخدري قال جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنة له فقال يا رسول الله هذه ابنتي قد أبت
أن تتزوج فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أطيعي أباك فقالت
والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق الزوج على
زوجته فقال النبي صلى الله عليه وسلم حق الزوج على زوجته ان لو كانت
قرحة فلحستها ما أدت حقه قالت والذي بعثك بالحق لا
أتزوج أبدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكحوهن إلا بإذن
أهلهن
472

ذكر الأمر للمرأة بإجابة الزوج على أي حالة كانت
إذا كانت طاهرة
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد قال حدثنا
ملازم بن عمرو قال حدثنا عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق قال
حدثني أبي قال سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا
الرجل زوجته لحاجته فلتجبه وإن كانت على التنور
473

ذكر الإخبار عن جواز مواقعة المرء أهله
على أي حال أحب إذا قصد فيه موضع الوتر
أخبرنا أحمد بن زهير بتستر قال حدثنا زيد بن أخزم
قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال سمعت النعمان بن
راشد يحدث عن الزهري عن بن المنكدر
عن جابر قال قالت اليهود إن الرجل إذا أتى امرأته وهي
مجبية جاء ولده أحول فنزلت نساؤكم حرث لكم فأتوا
حرثكم أنى شئتم إن شاء مجيبة وإن شاء
غير مجيبة إذا كان في صمام واحد
474

ذكر كتبة الله جل وعلا الصدقة للمسلم بمواقعة أهله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبد الله بن
محمد بن أسماء قال حدثنا مهدي بن ميمون قال حدثنا واصل مولى
أبي عيينة عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود
الديلي
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال في بضع أحدكم
صدقة قالوا يا رسول أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيه
أجر فقال أرأيتم لو وضعها في الحرام أكان عليه فيه
وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له
أجر
هذا خبر أصل في المقايسات في الدين قاله الشيخ
475

ذكر الزجر عن أن تأذن المرأة لأحد في بيتها
إلا بإذن زوجها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن
عبد العظيم العنبري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن
همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تأذن المرأة
في بيت زوجها وهو شاهد إلا بإذنه
476

ذكر بعض السبب الذي من أجله تخون النساء أزواجهن
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا بنو
إسرائيل لم يخزن الطعام ولم يخزن اللحم ولولا حواء لم تخن
أنثى زوجها
477

ذكر البيان بأن الزجر عن الشيئين اللذين ذكرناهما قبل
إنما هو زجر تحريم لا زجر تأديب
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا حياة عن بن الهاد عن
مسلم بن الوليد عن أبيه
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل
لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن لرجل في
بيتها وهو له كاره وما تصدقت من صدقة فله نصف صدقتها
وإنما خلقت من ضلع
478

ذكر استحباب الاجتهاد للمرأة في قضاء حقوق زوجها
بترك الامتناع عليه فيما أحب
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
أبي بكر المقدمي قال حدثنا حماد بن يزيد عن أيوب عن القاسم
الشيباني
عن بن أبي أوفى قال لما قدم معاذ بن جبل من الشام
سجد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذا قال
يا رسول الله قدمت الشام فرأيتهم يسجدون لبطارقتهم
وأساقفتهم فأردت أن أفعل ذلك بك قال فلا تفعل فإني
لو أمرت شيئا ان يسجد لشيئ لأمرت المرأة أن تسجد
لزوجها والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها حتى تؤدي
حق زوجها حتى لو سألها نفسها وهي على قتب لم تمنعه
479

ذكر لعن الملائكة المرأة التي لم تجب زوجها
إلى ما دعاها إليه
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن وهب بن أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي
عبد الرحيم قال حدثني زيد عن سليمان عن أبي حازم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما رجل دعا
امرأته فلم تجبه فبات ساخطا عليها حتى يصبح لعنتها
الملائكة حتى تصبح
480

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم فلم تجبه أراد به
إذا دعاها إلى فراشه دون أمره إياها لسائر الحوائج
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا بن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي
حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا
أحدكم امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيئ لعنتها الملائكة
حتى تصبح
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم حتى تصبح
أراد به إن لم تجبه في بعض الليل إلى ما رام منها
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة
عن قتادة عن زرارة بن أبي أوفى
481

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا كانت
المرأة هاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى ترجع
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من حق زوجته عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة قال حدثنا
محمد بن رافع عن يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن أبي
قزعة عن حكيم بن معاوية
عن أبيه أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حق المرأة على
الزوج قال يطعمها إذا طعم ويكسوها إذا اكتسى ثم لا
يضرب الوجه ولا يقبح ولا يهجر إلا في البيت
482

ذكر البيان بأن من خيار الناس من كان خيرا لامرأته
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا محمد بن
المنهال الضرير قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا محمد بن
عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أكمل
المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائكم
483

ذكر استحباب الاقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم للمرء في الإحسان إلى عياله
إذ كان خيرهم خيرهم لهن
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
قال حدثنا هشام بن عبد الملك ويحيى بن عثمان قالا حدثنا
محمد بن يوسف عن الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم خيركم
لأهله وأنا خيركم لأهلي وإذا مات صاحبكم فدعوه
قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم فدعوه يعني لا
تذكروه إلا بخير
484

ذكر الأمر بالمداراة للرجل مع امرأته
إذ لا حيلة له فيها إلا إياها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم
المروزي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال حدثنا عوف عن أبي
رجاء
عن سمرة بن جندب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
المرأة خلقت من ضلع فإن أقمتها كسرتها فدارها تعش
بها
485

ذكر الإخبار عما يجب على المرء من مداراة امرأته
ليدوم دوام عيشه بها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال
حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم أن المرأة خلقت من
ضلع ولن تصلح لك على طريقة وإن استمتعت بها استمتعت
بها وبها عوج وإن ترد إقامتها تكسرها وكسرها طلاقها
486

ذكر الإخبار عن إباحة استمتاع المرء بالمرأة التي يعرف منها اعوجاج
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الله بن رجاء عن بن عجلان عن أبيه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثل
المرأة كالضلع إن أردت إقامتها كسرت وإن
تستمتع بها تستمتع بها وفيها عوج فاستمتع بها على ما كان منها من
عوج
ذكر ما يستحب للمرء من مؤاكلته عياله ومشاربته إياها
دون التصلف عليها بالانفراد به
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن خلاد
الباهلي قال حدثنا يحيى القطان قال حدثنا مسعر عن المقدام بن
ريح عن أبيه
487

عن عائشة قالت إن كنت لآتي النبي صلى الله عليه وسلم بالإناء فاخذه
فأشرب منه فيأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فاه موضع في وإن كنت
لآخذ العرق من اللحم فآكله فيأخذه فيضع فاه موضع
في فيأكله وأنا حائض
ذكر الزجر عن طلب المرء عثرات أهله
أو تقصد خيانتهم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
وكيع عن سفيان عن محارب بن دثار
عن جابر قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطرق المرء أهله
ليلا أو يخونهم ويلتمس عثراتهم
488

ذكر ما يستحب للمرء ان لا يحرم عليه امرأته
من غير سبب يوجب ذلك أو شيئا من أسبابها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو معمر قال
حدثنا حجاج عن بن جريج قال زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير
قال
سمعت عائشة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب
بنت جحش ويشرب عندها عسلا قالت فتواصيت أنا
وحفصة إن دخل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح
المغافر فدخل على إحداهما فقالت ذلك له فقال بل
شربت عند زينب بنت جحش عسلا ولن أعود له فنزلت
يا أيها النبي لما تحرم الآية
489

ذكر تحريم الله جل وعلا الجنة على السائلة طلاقها زوجها
من غير سبب يوجب ذلك
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
عبد الأعلى بن حماد قال حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قلابة
عن أبي أسماء
عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة سألت زوجها
طلاقها من غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة
490

ذكر الإباحة للمرء أن يستعذر لصهره من امرأته
إذا كره منها بعض الاختلاف
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن
سعيد بن العاص
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم استعذر أبا بكر عن عائشة ولم
يظن النبي صلى الله عليه وسلم أن ينالها بالذي نالها فرفع أبو بكر يده فلطمها
وصك في صدرها فوجد من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا أبا
بكر ما أنا بمستعذرك منها بعدها أبدا
ذكر الزجر عن ضرب النساء إذ خير الناس خيرهم لأهله
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم
مولى ثقيف قال
حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي قال حدثنا أبو عاصم قال حدثنا
جعفر بن يحيى بن ثوبان عن عمه عمارة بن ثوبان عن عطاء
عن بن عباس أن الرجال استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ضرب النساء فأذن لهم فضربوهن فبات فسمع صوتا
عاليا فقال ما هذا قالوا أذنت للرجال في ضرب
491

النساء فضربوهن فنهاهم وقال خيركم خيركم لأهله وأنا
من خيركم لأهلي
ذكر البيان بأن المرء جائز له أن يؤدب امرأته
بهجرانها مدة معلومة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب
عن عبيد الله بن عبد الله بن أبي ثور
عن بن عباس قال لم أزل حريصا على أن أسأل عمر بن
الخطاب عن المرأتين من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اللتين قال الله
لهما إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما
؟؟؟ حتى حج فحججت معه فعدل وعدلت
معه بإداوة فتبرز ثم جاء فسكبت على يديه من الإداوة
فتوضأ فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان من أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم اللتان قال لهما الله إن تتوبا إلى الله فقد صغت
قلوبكما فقال عمر واعجبا منك يا بن عباس هي حفصة
وعائشة ثم استقبل عمر الحديث فقال
إني كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد
وهو من عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
492

ينزل يوما وأنزل يوما فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من
الوحي وغيره وإذا نزل فعل مثل ذلك وكنا معاشر قريش
نغلب النساء فلما قدمنا على الأنصار إذا قوم تغلبهم نساؤهم فطفق
نساؤنا يأخذن من نساء الأنصار فصخبت على امرأتي
فراجعتني فأنكرت أن تراجعني قالت ولم تنكر أن أراجعك
فوالله إن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره
اليوم حتى الليل فالتنكير ذلك فقلت خاب من فعل ذلك
منهن ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على حفصة
بنت عمر فقلت لها يا حفصة أتغضب إحداكن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتهجره اليوم حتى الليل قالت نعم قلت قد خبت
وخسرت أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله صلى الله عليه وسلم فتهلكين لا
تستنكري رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تراجعيه ولا تهجريه وسليني ما
بدا لك ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أضوأ وأحب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد عائشة
قال عمر وقد تحدثنا أن غسان تنعل الخيل لتغزونا فنزل
صاحبي الأنصاري يوم نوبته فرجع إلي عشيا فضرب بابي ضربا
شديدا ففزعت فخرجت إليه فقال قد حدث أمر عظيم
قلت ما هو أجاءت غسان قال لا بل أعظم وأطول
طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قال عمر قلت خابت حفصة
وخسرت قد كنت أظن أن هذا يوشك أن يكون
قال فجمعت علي ثيابي وصليت صلاة الفجر مع
493

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشربة له اعتزل
فيها قال ودخلت على حفصة فإذا هي تبكي قلت وما
يبكيك ألم أكن أحذرك هذا أطلقكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لا
أدري ها هو ذا معتزل في هذه المشربة فخرجت فجئت
المنبر فإذا حوله رهط يبكون فجلست معهم قليلا ثم غلبني
ما أجد فجئت المشربة التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لغلام
أسود استأذن لعمر قال فدخل الغلام فكلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج إلي فقال قد ذكرتك له
فصمت فانصرفت حتى جلست مع الرهط الذين عند المنبر
ثم غلبني ما أجد فجئت فقلت للغلام استأذن لعمر
فدخل ثم رجع قال قد ذكرتك له فصمت فلما أن وليت
منصرفا إذا الغلام يدعوني يقول قد اذن لك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو مضطجع على
رمال حصير قد أثر بجنبه متكئ على وسادة من آدم حشوها
ليف فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت وانا قائم يا
رسول الله أطلقت نساءك فرفع بصره إلى السماء وقال لا
فقلت الله أكبر يا رسول الله لو رأيتني وكنا معاشر قريش نغلب
نساءنا فلما أن قدمنا المدينة قدمنا على قوم تغلبهم
نساؤهم فصخبت علي امرأتي فإذا هي تراجعني فأنكرت
ذلك عليها فقالت أتنكر أن أراجعك والله إن أزواج
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراجعنه وتهجره إحداهن اليوم حتى الليل
494

قال قلت قد خابت حفصة وخسرت أفتأمن إحداهن أن
يغضب الله عليها لغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هي قد هلكت
قال فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قلت يا رسول الله لو
رأيتني ودخلت على حفصة فقلت لا يغرنك إن كانت
جارتك هي أوسم وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد عائشة قال
فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسما آخر قال فجلست حين رايته
تبسم قال فرجعت بصري في بيته فوالله ما رأيت فيه شيئا يرد
البصر غير أهبة ثلاثة فقلت يا رسول الله ادعو الله أن يوسع
على أمتك فإن فارس الروم قد أوسع عليهم وأعطوا الدنيا
وهم لا يعبدون الله
قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا ثم قال أفي
شك أنت يا بن الخطاب أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في
الحياة الدنيا قال فقلت استغفر الله يا رسول الله فاعتزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه من أجل ذلك الحديث وكان قال ما
أنا بداخل عليهن شهرا من شدة موجدته عليهن حتى عاتبه
الله فلما مضت تسع قرة ليلة دخل على عائشة فبدأ
بها فقالت له عائشة يا رسول الله إنك قد أقسمت أن لا
تدخل علينا شهرا وإنا أصبحنا في تسع وعشرين ليلة عدها
فقال الشهر تسع قرة ليلة وكان الشهر تسع وعشرين
ليلة
495

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به الزهري
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني قال حدثنا محمد بن
المثنى قال حدثنا عمر بن يونس قال حدثنا عكرمة بن عمار عن
سماك أبي زميل قال حدثني عبد الله بن عباس قال
حدثني عمر بن الخطاب رضوان الله عليه قال لما
اعتزل نبي الله صلى الله عليه وسلم نساءه دخلت المسجد والناس ينكتون
بالحصى ويقولون طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء وذلك قبل ان
يؤمرن بالحجاب فقال عمر لأعلمن ذلك اليوم فدخلت
على عائشة فقلت يا بنت أبي بكر لقد بلغ من شأنك ان
تؤذي الله ورسوله قالت مالي ومالك يا بن الخطاب
عليك بعيبتك فدخلت على حفصة بنت عمر فقلت لها يا
496

حفصة لقد بلغ من شأنك ان تؤذي الله ورسوله ولقد علمت أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحبك ولولا انا لطلقك فبكت أشد البكاء
فقلت أين رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هو في خزانته في
المشربة فدخلت فإذا أنا برباح غلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد
على أسكفة المشربة مدل رجليه على نقير من خشب
وهو جذع يرقى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وينحدر فناديت يا رباح
استأذن لي عندك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظر إلى الغرفة ثم
نظر إلي فلم يقل شيئا فقلت يا رباح استأذن لي على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أظن أن رسول صلى الله عليه وسلم ظن أني جئت من
أجل حفصة والله أداء أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بضرب عنقها
لأضربن عنقها ورفعت صوتي فأومأ إلي بيده فدخلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير قال فجلست فإذا
عليه إزار ليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت
ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا بقبضة من شعير نحو
الصاع ومثلها قرظ في ناحية الغرفة وإذا أفيق قال أبو
حفص الأفيق الإهاب الذي قد ذهب شعره ولم يدبغ
فابتدرت عيناي فقال ما يبكيك يا بن الخطاب قلت يا
نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه
خزانتك ولا أرى فيها إلا ما أرى وذلك قيصر وكسرى في
الثمار والأنهار وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك
قال يا بن الخطاب ألا ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم
الدنيا قلت بلى فدخلت عليه وانا أرى في وجهه الغضب
فقلت يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء فإن كنت
497

طلقتهن فإن الله وملائكته وجبريل وميكائيل وأنا وأبو بكر
معك وقلما تكلمت وأحمد الله بكلام إلا رجوت أن يكون الله
يصدق قولي وأنزلت هذه الآية آية التخيير عسى ربه إن طلقكن
ان يبدله أزواجا خير منكن وإن تظاهرا عليه فإن الله هو
مولاه الآية وكانت عائشة وحفصة تظاهران على سائر
نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله أطلقتهن قال لا قلت
يا رسول الله فأنزل فأخبرهن أنك لم تطلقهن قال نعم إن
شئت فلم أزل أحدثه حتى تحسر الغضب عن وجهه وحتى
كشر فضحك وكان من أحسن الناس ثغرا فنزل
نبي الله صلى الله عليه وسلم ونزلت أتشبث بالجذع ونزل كما يمشي على
الأرض ما يمسه بيده فقلت يا رسول الله كنت في الغرفة تسعا
وعشرين فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي
لم يطلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه ونزلت هذه الآية وإذا جاءهم أمر
من الأمن أو الخوف أذاعوا به إلى قوله لعلمه الذين
يستنبطونه منهم فكنت أنا استنبطت ذلك
الأمر وأنزل الله آية التخيير
498

ذكر الزجر عن ضرب النساء إلا عند الحاجة إلى أدبهن
ضربا غير مبرح
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا بن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب
عن إياس بن أبي ذباب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
تضربوا إماء الله قال فذئر النساء وساءت أخلاقهن على
أزواجهن فقال عمر بن الخطاب ذئر النساء وساء أخلاقهن
على أزواجهن منذ نهيت عن ضربهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم
فاضربوا فضرب الناس نسائهم تلك الليلة فأتى نساء كثير
يشتكين الضرب فقال النبي صلى الله عليه وسلم حين مطرف لقد طاف لآل
محمد الليلة سبعون امرأة كلن يشتكين الضرب وأيم الله لا
تجدون أولئك خياركم
499

ذكر الزجر عن جلد المرء امرأته عند إرادته تأديبها
أخبرنا أبو عروبة بحران قال حدثنا إسحاق بن زيد
الخطابي قال حدثنا الفريابي عن الثوري عن هشام بن عروة عن
أبيه
500

عن عبد الله بن زمعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علام
يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ثم يجامعها في آخر
اليوم
501

باب العزل
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد بن
كثير عن شعبة قال أخبرني أبو إسحاق
عن أبي الوداك قال سمعت أبا سعيد الخدري يقول
أصبنا سبيا يوم خيبر فكنا نريد الفداء فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن
العزل فقال لا عليكم أن لا تفعلوا ذلكم فإنما هو القدر
اسم أبي الوداك جبر بن نوف قاله الشيخ
502

ذكر الخبر الدال على أن هذا الفعل
مزجور عنه لا يباح استعماله
أخبرنا بن سلم قال حدثنا بن حرملة قال حدثنا بن
وهب قال أخبرني عمر بن الحارث ان سعيد بن أبي هلال حدثه
عن أبي سعيد مولى المهري
عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لك في جماع
زوجتك أجر فقيل يا رسول الله وفي شهوة يكون من أجر
قال نعم أرأيت لو كان لك ولد قد أدرك ثم مات أكنت
محتسبه قال نعم قال أنت كنت خلقته قال بل
الله خلقه قال أنت كنت هديته قال بل الله هداه
قال أكنت ترزقه قال بل الله كان وتبطر قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فضعه في حلاله وجنبه حرامه واقرره فإن
شاء الله أحياه وإن شاء أماته ولك أجر
503

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم إنما هو القدر أراد به
ان الله جل وعلا قد قدر ما هو كائن إلى يوم القيامة
أخبرنا سليمان بن الحسن بن المنهال العطار قال
أخبرنا أبو كامل الجحدري قال حدثنا فضيل بن سليمان قال
حدثنا موسى بن عقبة عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز
عن أبي سعيد الخدري أن بعض الناس سألوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شأن العزل وذلك في غزوة بني
المصطلق وكانوا أصابوا سبايا وكرهوا أن يلدن منهم فقال
504

رسول الله صلى الله عليه وسلم لا عليكم أن لا تفعلوا فإن الله قدر ما هو
خالق إلى يوم القيامة
505

أخبرنا سليمان بن الحسن العطار بالبصرة قال أخبرنا
عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو عوانة عن سليمان الأعمش
عن سالم بن أبي الجعد
عن جابر بن عبد الله أن رجلا من الأنصار جاء إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن عندي جارية وأنا أعزل عنها
فقال صلى الله عليه وسلم إنه سيأتيها ما قدر لها ثم أتاه بعد ذلك فقال
إنها قد حملت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قدر الله نسمة تخرج
إلا هي كائنة
فذكرت ذلك لإبراهيم فقال كان يقال لو أن النطفة التي
قدر منها الولد وضعت على صخرة لأخرجت
506

ذكر إباحة عزل المرء بإذنها أو جاريته
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الصمد
حدثنا هشام عن أبي الزبير
عن جابر قال كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينهنا
عنه
507

باب الغيلة
ذكر الإخبار عن جواز إرضاع المرأة
وإتيان زوجها إياها في حالتها
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي
بكر عن مالك عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل قال أخبرني
عروة بن الزبير عن عائشة أم المؤمنين
عن جذامة بنت وهب الأسدية وثلاثمائة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لقد هممت أن أنهي عن الغيلة حتى ذكرت أن الروم
وفارس يصنعون ذلك فلا يضر أولادهم
510

قال مالك والغيلة ان يمس الرجل امرأته وهي
ترضع
511

باب النهي
عن إتيان النساء في أعجازهن
ذكر الخبر المدحض قول من أجاز اتيان النساء في غير موضع الوتر
أخبرنا خالد بن النضر بن عمرو القرشي قال حدثنا
عبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو عوانة عن محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال قالت اليهود إنما يكون الحول
إذا أتى الرجل امرأته من خلفها فأنزل الله نساؤكم حرث
لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم من قدامها ومن
خلفها ولا يأتيها إلا في المأتى
ذكر الزجر عن اتيان النساء في أعجازهن
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يعقوب بن إبراهيم قال سمعت أبي عن بن الهاد أن عبيد الله بن
حصين الوائلي حدثه أن هرمي بن عبد الله الواقفي حدثه
512

أن خزيمة بن ثابت الخطمي حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في
أعجازهن
513

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا عاصم الأحول عن
عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام
عن علي بن طلق أن رجلا قال يا رسول الله إنه يخرج
من أحدنا الرويحة قال إذا فسا أحدكم فليتوضأ ولا تأتوا
النساء في أعجازهن
ذكر البيان قول بأن قوله صلى الله عليه وسلم في أعجازهن أراد به في أدبارهن
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
514

حرملة بن يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث
أن سعيد بن أبي هلال حدثه أن عبد الله بن علي بن السائب حدثه ان
حصين بن محصن حدثه ان هرميا حدثه ان خزيمة بن ثابت حدثه
انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله لا يستحي من الحق لا تأتوا النساء في أدبارهن
ذكر الزجر عن إتيان المرء أهله في غير موضع الوتر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا
عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول
عن عيسى بن حطان عن مسلم بن سلام
عن علي بن طلق قال جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إنا نكون في الأرض الفلاة فيكون منا الرويحة وفي
الماء قلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا فسا أحدكم فليتوضأ ولا تأتوا
النساء في أعجازهن فإن الله لا يستحي من الحق
515

ذكر الخبر المدحض قول من زعم
إباحة إتيان المرء أهله في غير موضع الوتر
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يونس بن محمد قال حدثنا يعقوب القمي قال حدثنا جعفر بن أبي
المغيرة عن سعيد بن جبير
عن بن عباس قال جاء عمر بن الخطاب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال هلكت قال وما أهلكك قال
حولت رحلي الليلة قال فلم يرد عليه شيئا فأوحى الله إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم
أنى شئتم يقول أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة
516

ذكر الزجر عن إتيان المرء امرأة في غير موضع الوتر
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا أبو سعيد الأشج
حدثنا أبو خالد الأحمر عن الضحاك بن عثمان عن مخرمة بن
سليمان عن كريب
عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله
إلى رجل أتى امرأة في دبرها
قال أبو حاتم رفعه وكيع عن الضحاك بن عثمان
ذكر نفي نظر الله جل وعلا
على الآتي نساءه وجواريه في أدبارهن
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن الضحاك بن
عثمان عن مخرمة بن سليمان عن كريب
517

عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينظر الله
إلى رجل أتى امرأته في دبرها
بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء التاسع من
الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان
ويليه الجزء العاشر وأوله
باب القسم
518