الكتاب: الحد الفاصل
المؤلف: الرامهرمزي
الجزء:
الوفاة: ٣٦٠
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: د . محمد عجاج الخطيب
الطبعة: الثالثة
سنة الطبع: ١٤٠٤
المطبعة:
الناشر: دار الفكر - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

المحدث الفاصل
بين الراوي والواعي
للقاضي الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزي
(نحو 265 - 360 ه)
تحقيق
الدكتور محمد عجاج الخطيب
ينشر لأول مرة عن أربع نسخ مخطوطة
157

بسم الله الرحمن الرحيم
1 - الحمد لله ولا إله إلا الله، وعلى محمد نبي الله وآله صلوات الله.
اعترضت طائفة ممن يشنأ الحديث ويبغض أهله، فقالوا بتنقص أصحاب
الحديث والازراء بهم، (س و 2: ب) وأسرفوا في ذمهم والتقول عليهم، وقد
شرف الله الحديث وفضل أهله، وأعلى منزلته، وحكمه على كل نحلة، وقدمه
على كل علم، ورفع من ذكر من حمله وعني به، فهم بيضة الدين ومنار الحجة،
وكيف لا يستوجبون الفضيلة ولا يستحقون الرتبة الرفيعة، وهم الذين
حفظوا على الأمة هذا الدين، وأخبروا عن أنباء التنزيل، وأثبتوا ناسخه
ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهة، وما عظمه الله عز وجل به من شأن الرسول
صلى الله عليه وسلم، فنقلوا شرائعه، ودونوا مشاهده، وصنفوا أعلامه ودلائله،
وحققوا مناقب عترته، ومآثر آبائه وعشيرته، وجاؤوا بسير الأنبياء،
ومقامات الأولياء، وأخبار الشهداء والصديقين، وعبروا عن جميع فعل النبي
صلى الله عليه وسلم، في سفره وحضره، وظعنه وإقامته، وسائر أحواله، من منام ويقظة،
وإشارة وتصريح، وصمت ونطق، ونهوض وقعود، ومأكل ومشرب وملبس
ومركب، وما كان سبيله في حال الرضا والسخط، والإنكار والقبول، حتى
القلامة من ظفره (ظ ص 3) ما كان يصنع بها، والنخاعة من فيه (س و 3: آ)
159

أين كانت وجهتها، وما كان يقوله عند كل فعل يحدثه (م و 3: ب) ويفعله
عند كل موقف ومشهد يشهده، تعظيما له صلى الله عليه وسلم، ومعرفة بأقدار ما ذكر عنه
وأسند إليه، فمن عرف للإسلام حقه، وأوجب للرسول حرمته - أكبر
أن يحتقر من عظم الله شأنه، وأعلى مكانه، وأظهر حجته وإبان فضيلته،
ولم يرتق بطعنه إلى حزب الرسول وأتباع الوحي، وأوعية الدين، ونقلة الأحكام
والقرآن، الذين ذكرهم الله عز وجل في التنزيل، فقال: (والذين
اتبعوهم باحسان) فإنك إن أردت التوصل إلى معرفة هذا القرن، لم
يذكرهم لك إلا راو للحديث، متحقق به، أو داخل في حيز أهله، ومن
سوى ذلك فربك بهم أعلم، وقد كان بعض (ك و 2: ب) شيوخ العلم، ممن
جلس مجلس الرياسة، واستحقها لعلمه وفضله - لحقه بمدينة السلام من أهل
الحديث جفاء، قلق عنده، وغمه ما شاهد من عقد المجالس ونصب المنابر
لغيره، وتكاثف الناس في مجلس من لا يدانيه في علمه ومحله، فعرض بأصحاب
الحديث في كلام له، يفتتح به بعض ما صنف، فقال: «يترك المحدث حتى
إذا بلغ الثمانين من عمره وكان (س و 3: ب) مصيره إلى قبره - قيل عند الشيخ
حديث غريب فاكتبوه»، فلم ينقص هذا القول من غيره ما نقص من نفسه،
لظهور العصبية فيه، ولأنه عول في أكثر ما أودعه كتبه وأكثر الرواية عنه
على طبقه لا يعرفون إلا الحديث، ولا ينتحلون سواه، وهم عيون رجاله، ليس
فيهم أحد يذكر بالدراية ولا يحسن غير الرواية، فإلا تأدب بأدب العلم،
160

وخفض جناحه لمن تعلق بشئ منه، (ظ ص 4) ولم يبهرج شيوخه الذين عنهم
أخذ، وبهم تصدر، ووفى الفقهاء حقوقهم من الفضل، ولم يبخس
الرواة حظوظهم من النقل، ورغب الرواة في التفقه، والمتفقهة في الحديث،
وقال بفضل الفريقين، وحض على سلوك الطريقين!؟ فإنهما يكملان إذا
اجتمعا وينقصان إذ افترقا.
فتمسكوا - جبركم الله - بحديث نبيكم صلى الله عليه وسلم، وتبينوا معانيه، وتفقهوا
به، وتأدبوا بآدابه، ودعوا ما به تعيرون من تتبع الطرق وتكثير
الأسانيد، وتطلب شواذ الأحاديث، وما دلسه المجانين، وتبلبل فيه المغفلون،
واجتهدوا في أن توفوه حقه من التهذيب والضبط والتقويم، (س و 4: آ)
لتشرفوا به في المشاهد (م و 4: آ)، وتنطلق ألسنتكم في المجالس، ولا تحفلوا بمن
يعترض عليكم حسدا على ما آتاكم الله من فضله، فإن الحديث ذكر لا يحبه
إلا الذكران، ونسب لا يجهل بكل مكان، وكفى بالمحدث شرفا أن
يكون اسمه مقرونا باسم النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره متصلا بذكره، وذكر
أهل بيته وأصحابه، ولذلك قيل لبعض الأشراف: نراك تشتهي أن تحدث
فقال: أولا أحب أن يجتمع اسمي واسم النبي صلى الله عليه وسلم في سطر واحد. وحسبك
161

جمالا عصبة منهم علي بن الحسين بن علي عليهم السلام، ومن يليه من ذريته،
وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأبناء المهاجرين والأنصار، والتابعين بإحسان، وأهل
الزهادة والعبادة، والفقهاء وأكثر الخلفاء، ومن لا يدركه (ظ ص 5) الإحصاء،
من العلماء والنبلاء والفضلاء، والأشراف وذوي الأخطار، فكيف بمن
يسميهم الحشوية والرعاع، ويزعم أنهم أغثار فإن وحملة أسفار!؟
والله المستعان.
162

باب فضل الناقل
لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
2 - حدثنا أو حصين محمد بن الحسين الوادعي، قاضي الكوفة،
ثنا أحمد (س و 4: ب) ابن عيسى بن عبد الله أبو طاهر، ثنا ابن أبي فديك، ثنا
هشام بن سعد (ك و 3: آ) عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن ابن عباس، قال:
سمعت على ابن أبي طالب (رضي الله عنه) يقول: خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «اللهم ارحم خلفائي». قلنا: يا رسول الله، من
خلفاؤك؟ قال: «الذين يروون أحاديثي وسنتي ويعلمونها للناس».
163

3 - حدثنا عبد الله بن محمد بن زياد الشيباني، ثنا عمرو بن مرزوق،
أنا شعبة عن عمر بن سليمان عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه عن
زيد ين ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نضر الله أمرا سمع منا حديثا فبلغه
غيره، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه،
ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أولي الأمر،
ولزوم الجماعة، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم). يقال: يغل ويغل،
غل على قلبه يغل، إذا كان ذا غش، وأغل يغل إذا كان ذا غدر،
ويقال: ليس على المؤتمن غير المغل ضمان، بمعنى غير الخائن، وأنشد:
حدثت نفسك بالوفاء ولم تكن * بالغدر خائنة مغل الإصبع
س و 5 آ و 4: ب فمن قال: يغل جعله من الغل وهو الضغن والعداوة،
ومن قال يغل جعله من الأغلال من الخيانة.
4 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء، ثنا محمد بن غالب
الأنطاكي، ثنا حجاج بن محمد، حدثني شعبة عن عمر بن سليمان عن عبد
الرحمن بن أبان ظ ص 6 عن أبيه، قال: خرج زيد بن ثابت من عند مروان بن
الحكم نصف النهار، فقلنا: ما خرج هذه الساعة إلا لشئ سأله عنه،
قال: أجل، سألني عن أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت
164

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا فبلغه» ثم ذكر
نحوه.
5 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا إسحاق بن إبراهيم
البغوي ثنا داود ابن عبد الحميد، ثنا عمرو بن قيس عن عطية عن أبي سعيد،
قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «نضر الله عبدا سمع منا حديثا،
فبلغه كما سمعه».
6 - حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا
عمرو عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نضر الله امرأ سمع منا حديثا، فبلغه كما سمعه، فإنه
رب مبلغ هو أوعى له من سامع».
7 - س: و 5 ب حدثنا الحضرمي، ثنا يحيى الحماني، ثنا أبو الأحوص عن
سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر
165

الله امرأ سمع مقالتي فبلغها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب
حامل فقه غير فقيه».
8 - حدثنا عمر بن أيوب، ثنا عبد الأعلى النرسي، ثنا حماد بن
سلمة عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«نضر الله رجلا سمع منا كلمة فبلغها كما سمع، فإنه رب مبلغ أوعى من
سامع».
9 - حدثنا موسى بن زكريا، ثنا شباب، ثنا عبد المجيد أبو خداش،
ثنا منصور ابن وردان، ثنا أبو حمزة الثمالي عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس، قال: خطبنا ك و 3: ب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف، فحمد الله،
وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: «نضر الله امرأ سمع مقالتي، (ظ ص 7) فوعاها،
ثم بلغها من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من
هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة
166

(م و 5: آ) لأئمة المسلمين والدعوة لأئمتهم، فان الدعوة تحيط من ورائهم،
من تكن الدنيا نيته وأكبر همه - جعل الله فقره بين عينيه، س و: 6: آ
وفرق عليه شمله؛ ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن تكن الآخرة
نيته وأكبر همه جعل الله غناه بين عينيه، ولم يفرق عليه شمله، وتأتيه
الدنيا وهي راغمة».
10 - قال القاضي: قوله صلى الله عليه وسلم: نضر الله امرأ مخفف وأكثر المحدثين
يقوله بالتثقيل إلا من ضبط منهم، والصواب التخفيف، ويحتمل معناه
وجهين:
أحدهما: يكون في معنى ألبسه الله النضرة، وهي الحسن وخلوص
اللون، فيكون تقديره جمله الله وزينه.
والوجه الثاني: أن يكون في معنى أوصله الله إلى نضرة الجنة، وهي
نعمتها ونضارتها، قال الله عز وجل: «تعرف في وجوههم نضرة
النعيم»، وقال: «ولقاهم نضرة وسرورا».
وفيه لغتان،
167

تقول: نضر وجه فلان، بكسر الضاد ينضر نضرة، ونضارة ونضورا،
ونضر الله وجهه، وأنضره لغتان، تقول: نضر الله وجه فلان، فنضر،
فالوجه نضير، وناضر، قال الله عز وجل: (وجوه يومئذ ناضرة)،
وهو من قولهم: نضر وجهه فهو ناضر من فعله، قال جرير:
طرب الحمام بذي الأراك فشاقني * لا زلت في فنن وأيك ناضر
يعني بالناضر المورق الغض.
ورواه النعمان بن بشير عن النبي صلى الله س و 6: ب عليه وسلم، فقال:
نضر الله وجه عبد.
11 - حدثنا موسى بن زكريا، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا أبو أمية بن
يعلى، ثنا عيسى بن أبي عيسى الخياط عن الشعبي ظ ص 8، قال: خطبنا
النعمان بن بشير فقال في خطبته: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الخيف،
فقال: «نضر الله وجه عبد سمع مقالتي فحملها، فرب حامل فقه غير
فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب
168

مسلم، اخلاص العمل لله، ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين،
فان دعوتهم تحيط من ورائهم».
ففرق النبي صلى الله عليه وسلم بين ناقل السنة وواعيها، ودل على فضل الواعي
بقوله: (فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه غير
فقيه). وبوجوب الفضل لأحدهما يثبت الفضل للآخر. م و 5: ب مثال ذلك
أن تمثل بين مالك بن أنس وعبيد الله العمري، وبين الشافعي وعبد
169

الرحمن بن مهدي، وبين أبي ثور وابن أبي شيبة، فان الحق
يقودك إلى أن تقضي لكل واحد منهم ك و 4: آ بالفضل وهذا طريق الانصاف
لمن سلكه، وعلم الحق لمن أمه ولم يتعده.
12 - حدثنا عبد الله بن معدان الغزاء، ثنا يوسف بن مسلم المصيصي
ثنا روج ابن عبد الله الحراني عن خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس قال:
رسول س و 7: آ الله صلى الله عليه وسلم: «يا حبذا كل عالم ناطق ومستمع واع»
170

13 - حدثنا الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ثنا الحجاج بن يوسف
ابن قتيبة، ثنا بشر بن الحسين، ثنا الزبير بن عدي عن أنس بن مالك،
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا خير في العيش إلا لرجلين: مستمع واع،
أو عالم ناطق».
14 - حدثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا الوليد بن عتبة الدمشقي،
ثنا الوليد بن مسلم، حدثني أبو محمد عيسى بن موسى عن إسماعيل بن
الحارث المذحجي، أنه سمع عبادة بن الصامت يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقول: «اني أحدثكم بالحديث، فليحدث الحاضر منكم الغائب».
15 - ظ ص 9 حدثني علي بن محمد بن الحسين بمدينة كازرون من فارس،
ثنا جعفر ابن محمد بن فضيل الرسعني، ثنا عبد الغفار، ثنا عبد الله بن
لهيعة، ثنا محمد بن الحرث عن يحيى بن ميمون عن وداعة الغافقي، قال:
171

كنت بجنب مالك بن عتاهية الغافقي، وعقبة بن عامر إلى جنبه يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال مالك: ان صاحبكم هذا لغافل أو هالك. ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا في حجة الوداع، فقال: «عليكم بالقرآن، وسترجعون
إلى أقوام سيبلغون الحديث عني، فمن عقل شيئا س و 7: ب فليحدث به،
ومن قال علي ما لم أقل فليتبوأ بيتا، أو مقعده في جهنم».
16 - حدثنا محمد بن يعقوب الأهوازي، ثنا إسحاق بن الضيف، ثنا
أيوب بن علي، قال: ثنا زياد بن سيار، قال: حدثتني عزة بنت
عياض أنها سمعت جدها أبا قرصافة واسمه جندرة. بن خيشنة
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «حدثوا عني ما تسمعون مني، ولا تقولوا
إلا حقا، ومن قال علي ما لم أقل بني له في جهنم بيت يوقع فيه».
17 - حدثنا الحضرمي، م و 6: آ ثنا عباد بن يعقوب، ثنا حاتم بن إسماعيل
عن شعيب بن سليمان السلمي، عن إسماعيل بن زياد عن معاذ بن جبل،
172

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا من أمر
دينها، بعثه الله يوم القيامة فقيها عالما».
18 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا محمد بن سعيد، ثنا عبد
المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن
معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حفظ على أمتي أربعين
حديثا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء».
19 - حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا عمرو بن الحصين العقيلي، ثنا ابن
علاثة، ثنا خصيف عن مجاهد عن أبي هريرة، قال: قال رسول س و 8: آ الله صلى الله عليه وسلم
ك و 4: ب «من حفظ على أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم في أمر دينهم، بعث يوم
173

القيامة من العلماء، وفضل العالم على العابد بأربعين درجة، الله أعلم بما بين
كل درجتين».
174

باب فضل الطالب
لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والراغب فيها والمستن بها
20 - حدثنا موسى بن زكرياء (ظ ص 10) ثنا بشر بن معاذ العقدي،
ثنا أبو عبد الله - شيخ ينزل وراء منزل حماد بن زيد - ثنا الجريري،
عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه كان إذا رأى الشباب قال: مرحبا
بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرنا أن نحفظكم الحديث، ونوسع لكم في
المجالس.
21 - وحدثنا الحضرمي، ثنا ابن اشكاب، ثنا سعيد بن سليمان،
175

ثنا عباد بن العوام عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد، قال: مرحبا
بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم.
22 - حدثنا أبي، ثنا يحيى بن عبد الله بن جعفر، ثنا علي بن عاصم،
ثنا أبو هارون العبدي، قال كنا إذا أتينا أبا سعيد، قال: مرحبا بوصية
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلنا: وما وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: (س و 8: ب)
قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيأتي من بعدي قوم يسألونكم الحديث عني، فإذا
جاؤوكم فالطفوهم وحدثوهم.
23 - حدثنا الحضرمي، ثنا يحيى الحماني، ثنا ابن الفسيل عن أبي
خالد مولى ابن الصباح الأسدي عن أبي سعيد (م و 6. ب) الخدري، أنه كان
يقول: مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا جاؤوه في العلم.
24 - حدثنا أبي، ثنا نهشل الدارمي، ثنا زنبور الكوفي، ثنا رواد
ابن الجراح عن المنهال بن عمرو عن رجل عن جابر، قال: قال رسول الله
176

صلى الله عليه وسلم لأصحابه: «انه سيضرب إليكم في طلب العلم، فرحبوا ويسروا
وقاربوا».
25 - حدثنا عبد الله بن غنام الكوفي، ثنا علي بن حكيم الأودي،
قال: سمعت وكيعا يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: ما شئ أخوف
عندي من الحديث، ولا شئ أفضل منه لمن أراد به ما عند الله.
26 - حدثنا عبدان بن أحمد بن أبي صالح صاحب التفسير، ثنا أبو
حاتم الرازي، ثنا عبيد بن هشام، ثنا عطاء بن مسلم قال: كان الأعمش
يقول: لا أعلم لله قوما أفضل من قوم يطلبون هذا الحديث، ويحبون هذه
السنة، وكم أنتم في الناس!؟ (ظ ص 11) والله لأنتم أقل من الذهب.
27 - حدثنا الحسن بن عثمان التستري، ثنا أحمد بن أبي سريج
الرازي، ثنا يزيد (س و 9: آ) بن هارون، ثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن
مطرف عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال
177

طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة». قال يزيد بن
هارون: ان لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم!!؟.
28 - حدثنا إبراهيم بن قيس الصفار، ثنا ابن أبي الحنين، ثنا عمر بن
حفص بن غياث (ك و 5: آ) قال: قلت لأبي يا أبة أما ترى أصحاب
الحديث كيف تغيروا؟ فقال: يا بني هم على ما هم فيه خيار القبائل.
29 - حدثنا سهل بن موسى شيران، ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، ثنا
المعتمر بن سليمان عن أبيه، قال: كما أنا وأبو عثمان النهدي وأبو نضرة وأبو
مجلز وخالد الأبح نتذاكر الحديث والسنة، فقال بعضهم: لو قرأنا سورة؟
178

فقالوا: ما نرى أن قرائة سورة أفضل مما نحن فيه.
30 - حدثنا الحضرمي، ثنا جعفر بن أصبغ الصفار، ثنا أبو بكر بن
عياش عن الأعمش عن أبي الضحى قال: اجتمع شتير بن شكل ومسروق،
فأتاهما قوم من أصحاب الحديث فقال شتير لمسروق: ان هؤلاء جاؤوا ليسمعوا
خيرا، فإما أن تحدث وأصدقك، وإما أن أحدث (س و 9: ب) وتصدقني.
31 - حدثنا (م و 7: آ) محمد بن أحمد بن سهل الرازي، نزيل تستر،
ثنا بشر بن آدم، ثنا محمد بن عبد الله العتبي، ثنا سعيد بن محمد الخصاف
عن الزهري، قال: لا يطلب الحديث من الرجال إلا ذكرانها، ولا يزهد
فيه إلا إناثها.
32 - حدثني أحمد بن فذربخت وقال السيرافي نزيل البصرة، ثنا عبد
القدوس الحبحابي، حدثني عمرو بن عاصم، حدثني بكر بن سلام، حدثني
أبو بكر الهذلي، قال: قال لي الزهري يا هذلي أيعجبك الحديث؟ قلت:
نعم. قال أما انه يعجب ذكور الرجال، ويكرهه مؤنثوهم.
33 - حدثنا الحسين بن بهان العسكري، ثنا سهل بن عثمان، ثنا
179

يحيى بن أبي غنية عن أبيه عن الحكم عن بعض أصحاب عبد الله أنه دخل
المسجد ثم نظر في نواحيه ثم قال: عهدي بهذا المسجد وانه لمثل الروضة
اختر منها حيث شئت، فقال الحكم: فكيف لو أدرك زماننا هذا.
34 - حدثني عمر بن الحسن بن جبير الواسطي، ثنا محمد بن غالب، ثنا
الحجبي، قال: سمعت يوسف الماجشون، (ظ ص 12) قال: سمعت محمد
بن المنكدر يقول: ما كنا ندعو الراوية إلا راوية الشعر، كنا نقول للذي
يروي الحديث عالم.
35 - حدثني أحمد بن محمود بن خرزاذ، ثنا إبراهيم بن يونس
البصري، (س و 10: آ) ثنا أبو غسان نصر بن منصور الطفاوي، ثنا أبو
عاصم الضحاك بن مخلد، قال: دخل المأمون مصر فقام إليه فرج النوبي
أبو حرملة، فقال: يا أمير المؤمنين الحمد لله الذي كفاك أمر عدوك، وأدان
لك العراقين والحرمين، والشامات والجزيرة، والثغور والعواصم،
وأنت العالم بالله، وابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ويلك يا فرج، أو قال:
ويحك، قد بقيت لي خلة. قال: وما هي يا أمير المؤمنين؟ قال: جلوس
في عسكر ومستمل تحتي - قال إبراهيم: العسكر جناح - يقول: من
ذكرت رضي الله عنك؟ فأقول: حدثنا الحمادان: حماد بن سلمة بن
180

دينار، وحماد بن (ك ر 5: ب) زيد بن درهم، قالا: ثنا ثابت البناني عن
أنس ابن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من عال ابنتين أو ثلاثا،
أو أختين أو ثلاثا حتى يمتن أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين،
وأومأ حماد بإصبعه الوسطى.
181

باب النية فيه
36 - (م و 7: ب) حدثني أبي، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا
حسن بن قتيبة، حدثني محمد بن إسحاق، قال: جاء قوم إلى سماك بن
حرب يطلبون الحديث فقال جلساؤه: وما (س و 10: ب) ينبغي لك
أن تحدث فما لهؤلاء رغبة ولا نية. فقال سماك: قولوا خيرا، قد طلبنا هذا
الأمر لا نريد الله به، فلما بلغت منه حاجتي دلني على ما ينفعني وحجزني
عما يضرني.
37 - حدثنا الحسن بن علي السراج، ثنا جعفر الصائغ، ثنا أبو معاوية
الفلابي، ثنا وكيع، قال: سمعت سفيان يقول: لا أعلم شيئا من
الأعمال أفضل من طلب العلم والحديث، لمن حسنت فيه نيته. قال أبو
معاوية الفلابي: وحدثني أبو بحر البكراوي عن فتى كان يلزمنا،
182

فمات، قال: فرأيته في المنام فسألته عن حاله، قال: غفر لي. قلت:
بأي شئ؟ قال: بطلب الحديث.
38 - حدثنا الحسين بن بهان، ثنا أحمد بن غياث، حدثني حفص بن
ماهان، قال كنا في (ظ ص 13) مجلس سفيان بن عيينة، فقام إليه
رجل، فقال: يا أبا محمد، نشدتك بالله أطلبت هذا العلم يوم طلبته لله،
فأعرض عنه سفيان، ثم قام الثانية، فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم
قام الثالثة، فقال مثل مقالته، فقال سفيان: اللهم لا، إنما طلبناه تأدبا
وتظرفا، فأبى الله الا أن يكون له.
39 - حدثني الحضرمي، ثنا إسماعيل بن موسى، ثنا عبد الله بن
الأحلج عن ليت عن مجاهد، قال: طلبنا هذا الأمر، وما زلنا في كثير منه
نية ثم (س و 11: آ) حسن الله (عز وجل) النية بعد.
40 - حدثنا أحمد بن علي بن زيد الدينوري، ثنا أبو صالح الأشج،
قال: سمعت عبد الصمد بن حسان يقول: قيل لسفيان الثوري: ان هؤلاء
يكتبون وليس لهم نية. فقال سفيان: طلبتهم له نية.
41 - حدثني عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا هارون بن إسحاق
الهمداني، ثنا محمد بن عبد الوهاب القناد، قال: سمعت سفيان الثوري
183

يقول: لو علمت أن أحدا يطلب الحديث لله لصرت إليه في بيته فحدثته.
42 - حدثنا أحمد بن محمد بن سهيل الفقيه، ثنا محمد بن إسحاق بن
عبد الله الكوفي، قال: سمعت أبي يقول: جاء رجل إلى سفيان الثوري
وهو في مجلسه بعد العصر، وحوله أصحاب الحديث، فقال له: يا شيخ ما
يمنعك أن تنشر ما عندك، وتحدث به هؤلاء؟ فقال سفيان: لو علمت أن
الذي يطلب هذا - لله، لكنت آتيه في منزله (م و 8: آ) حتى أحدثه.
43 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا محمد بن قدامه الحمصي،
قال: كنا (ك و 6: آ) نواظب على ابن عيينة، فقال: تتركون الصلاة
والطواف وتأتوني؟ فقال بعضنا: لعلنا نسمع منك بعض ما ينفعنا الله به.
فقال: لوددت (س و 11: ب) أني أرى من يطلبه لله فأتيه وأحدثه.
44 - حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن موسى، ثنا سعيد بن الربيع
قال: سمعت هشاما الدستوائي يقول: وددت أن الحديث ماء
فأسقيكموه.
184

باب القول في أوصاف الطالب
والحد الذي إذا بلغه صلح يطلب فيه
45 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء، ثنا إبراهيم بن سعيد
الجوهري، ثنا سفيان بن عيينة، قال: قال الزهري: ما رأيت طالبا للعلم
أصغر منه، يعنيني. وسمعت منه وأنا ابن خمس عشرة سنة.
46 - (ظ ص 46) حدثنا الحضرمي، ثنا أبو موسى الأنصاري،
ثنا ابن عيينة قال: قال لي الزهري: ما رأيت طالبا للعلم أصغر منك. قال
ابن عيينة: وكنت أحفظ الحديث قبل أن أسأل الزهري عنه.
47 - قال القاضي أبو محمد: ولد ابن عيينة سنة سبع ومائة على ما
حدثني به عبد الله بن أحمد، ثنا جعفر بن محمد الأذني، قال: سمعت محمد
بن عيسى الطباع. ومات الزهري سنة أربع وعشرين ومائة على ما حدثنا
به أبو عمران عن شباب، وابن البري عن أبي حفص. وقد أخبر ابن
عيينة من رواية الجوهري (س و 12: آ) أنه كتب عن الزهري وهو ابن
خمس عشرة، فصار بين ابتداء كتبه عنه إلى يوم توفي الزهري سنتان أو
نحوهما، واستصغره الزهري لخمس عشرة، وهي حد البلوغ عند مالك
والشافعي وأبي يوسف ومحمد.
185

48 - وحكى لي حاك أن الأوزاعي سئل عن الغلام يكتب الحديث
قبل أن يبلغ الحد الذي تجري عليه فيه الأحكام، فقال: إذا ضبط الاملاء
جاز سماعه، وإن كان دون العشر، واحتج بحديث سبرة بن معبد أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر)،
وهذه حكاية عن الأوزاعي، ولا أعرف صحتها، إلا أنها صحيحة الاعتبار،
لأن الأمر بالصلاة والضرب عليها إنما هو على وجه الرياضة، لا على وجه
الوجوب، وكذلك كتب الحديث إنما هو للقاء وتحصيل السماع، وإذا كان
هذا هكذا، فليس المعتبر في كتب الحديث (م و 8: ب) البلوغ ولا
غيره، بل تعتبر فيه الحركة والنضاجة والتيقظ والضبط، وقد دل
قول الزهري (ما رأيت طالبا للعلم أصغر من ابن عيينة) على أن طلاب
الحديث عصر التابعين كانوا في حدود العشرين (س و 12: ب) وكذلك
يذكر عن أهل الكوفة، فأخبرني عدة من شيوخنا (أنه قيل لموسى بن
إسحاق: كيف لم تكتب عن أبي نعيم؟ قال: كان أهل الكوفة لا
يخرجون أولادهم في طلب العلم صغارا حتى يستكملوا عشرين سنة)،
وحدثني من ذكر انه سمع محمد بن (ك و 6: ب) عبد الله الحضرمي يقول
ذلك أيضا. وولد الحضرمي سنة مائتين ومات أبو نعيم سنة تسع عشرة.
186

49 - وحدثني محمد بن عبد الله قال: سمعت (ظ ص 15) أبا
طالب بن نصر يقول: سمعت موسى ابن هارون يقول: أهل البصرة يكتبون
لعشر سنين، وأهل الكوفة لعشرين، وأهل الشام لثلاثين، وقال حنبل
بن إسحاق سمعت أحمد بن حنبل يقول: مات الأعمش ولأبي نعيم ثماني عشرة
سنة.
50 - حدثنا الحضرمي، ثنا نعيم بن يعقوب قال: سمعت أبا الأحوص
يقول: كان الرجل يتعبد عشرين سنة، ثم يكتب الحديث.
51 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا العباس العنبري، ثنا أبو
عاصم، قال: سمعت سفيان الثوري يقول: كان الرجل يتعبد عشرين سنة
ثم يكتب الحديث. وقال أبو عبد الله الزبيري: يستحب كتب الحديث
187

من العشرين لأنها مجتمع العقل، قال: (س و 13: آ) وأحب إلى أن
يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض.
52 - وسمعت بعض شيوخ العلم يقول: الرواية من العشرين، والدراية
من الأربعين.
53 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا محمد بن يحيى الأزدي عن
قبيصة، قال: سمعت أن الثوري يقول: يثغر الغلام لسبع، ويحتلم
لأربع عشرة، ويكمل عقله لعشرين، ثم هو التجارب. وقد روي نحو من
هذا عن علي. وقال هشام بن صالح في رجل من الاشراف:
عددنا له بضعا وعشرين حجة * فلما توافاها فقال استوى سيدا ضخما
وسمعت من ينشده إحدى وعشرين، (ويروي خمسا وعشرين)
وقال الكميت لمخلد بن يزيد بن المهلب لما ولاه أبوه خلافته:
188

قاد الملوك لخمس عشرة حجة * ولداته عن ذاك في أشغال
(م و 9: آ) وقال آخر في معناه:
غلام من سراة بني لؤي * منافي الأبوة والجدود
جدير عن تكامل خمس عشر * بانجاز المواعد والوعيد
54 - حدثنا الحضرمي، ثنا علي بن محمد بن أبي المضاء المصيصي، ثنا
(س و 13: ب) أبو اليمان، ثنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري، قال:
قال سهل بن سعد - وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وسمع منه -: كنت ابن
خمس عشرة سنة يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
55 - حدثنا علي بن محمد بن الحسين الفارسي، ثنا أحمد بن إبراهيم
الدورقي، ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر، قال:
عرضني (رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني،
ثم) عرضني يوم الخندق، وأنا ابن خمس عشرة فأجازني، فحدثت به
عمر بن عبد العزيز، فقال: إن هذا الحد ما بين الصغير والكبير، وكتب
إلى عماله (ظ ص 16) ما دون ذلك في العيال.
56 - ولو كان السماع لا يصح إلا بعد العشرين لسقطت رواية كثير من
أهل العلم - سوى من هو في عداد الصحابة - ممن حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم
189

(ك و 7: آ) وهو صغير، ولد الحسن بن علي سنة اثنتين من الهجرة، وقد
حفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أول مولود ولد في الإسلام من المهاجرين، وقد
قيل أول مولود عبد الله بن الزبير، وبين الحسن والحسين (س و 14: آ)
عليهما السلام طهر واحد، على ما حدثني به أبي.
57 - ثنا عثمان بن طالوت، ثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد
عن أبيه، وقال عبد الله بن العباس: مات النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ختين.
58 - وقال هشيم: عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس،
قال: قبض (رسول الله) صلى الله عليه وسلم وانا ابن عشر سنين، حدثنا بذلك
الحضرمي، ثنا سريج بن يونس ثنا هشيم، وكان لعبد الله بن جعفر عشر
سنين يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم.
59 - وقال علي بن المديني: حفظ المسور بن مخرمة وهو ابن ثمان
190

وقال: حفظ عمر بن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن سبع سنين، وكذلك
السائب بن يزيد، وكذلك سهل بن أبي حثمة، وثابت ابن الضحاك
الأشهلي، هؤلاء أبناء ثمان (م و 9: ب) سنين، فأما عبد الله بن
حنظلة الراهب، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن سبع سنين وله
رواية.
60 - وقال أحمد بن حنبل: حدثني ثابت بن الوليد بن عبد الله بن
جميع، حدثني أبي، قال: قال أبو الطفيل: أدركت ثماني سنين من حياة
رسول الله صلى الله (س و 14: ب) عليه وسلم، وولدت علم أحد.
191

61 - حدثنا الحضرمي، ثنا عثمان، ثنا وكيع عن موسى بن علي بن
رباح عن أبيه، قال: سمعت مسلمة بن مخلد قال: ولدت مقدم النبي
صلى الله عليه وسلم المدينة، ومات وأنا ابن عشر.
62 - وقال حنبل بن إسحاق عن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن مهدي،
عن موسى بن علي عن أبيه عن مسلمة قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وانا ابن
أربع سنين، ومات وأنا ابن أربع عشرة. قال: وإذا اختلف وكيع
وعبد الرحمن، فعبد الرحمن أثبت لأنه أقرب عهدا بالكتاب.
63 - حدثني محمد بن إسحاق بن إبراهيم الآملي، حدثنا هارون بن
سليمان المعمري، ثنا يزيد بن سعيد الإسكندراني (ظ ص 17) ثنا همام بن
محمد العبدي، ثنا محمد بن يحيى بن غيلان الأسلمي، ثنا ضمام بن إسماعيل
المعافري عن يزيد ين أبي حبيب، قال: كان الحسن يقول: قدموا إلينا
أحداثكم، فإنهم أفرغ قلوبا وأحفظ لما سمعوا، فمن أراد الله عز وجل أن
يتم ذلك له أتمه.
192

64 - حدثنا الحسن بن علي القطان، (ك و 7: ب) ثنا محمد بن
الصباح، وحدثنا همام، ثنا طالوت، قالا: أنا يوسف بن الماجشون،
قال: قال لي ابن شهاب الزهري ولابن عم (س و 15: آ) لي ولآخر
معنا - لا تستحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم، فإن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه كان إذا أعياه الأمر المعضل دعا الأحداث، فاستشارهم لحدة عقولهم
وأنشدنا أصحابنا البغداديون:
ان الحداثة لا تقصر * بالفتى المرزوق ذهنا
لكن تذكي قلبه * فيفوق أكبر منه سنا
65 - حدثني بكر بن أحمد بن الفرج الزهري، ثنا يزيد بن مهران أبو
خالد، ثنا أبو بكر بن عياش، قال: كنا عند الأعمش ونحن حوله نكتب
الحديث، فمر به رجل فقال: يا أبا محمد ما هؤلاء الصبيان حولك؟ قال:
هؤلاء الذين يحفظون عليك دينك.
66 - حدثنا النعمان بن أحمد، ثنا يحيى بن أبي طالب، حدثني بعض
193

البصريين، (م و 10: آ) قال: مر رجل بحماد بن سلمة وحوله صبيان،
فقال: يا أبا سلمة، ما هذا؟ قال: هؤلاء الذين يحفظون عليك أمر
دينك.
67 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا سعيد بن رحمة الأصبحي،
قال: كنت أسبق إلى حلقة عبد الله بن المبارك بليل مع أقراني، لا
يسبقني أحد، ويجئ هو مع الأشياخ، فقيل له: قد غلبنا عليك هؤلاء
الصبيان. فقال: هؤلاء أرجى عندي (س و 15: ب) منكم، أنتم كم
تعيشون؟ وهؤلاء عسى الله أن يبلغ بهم. قال: قال سعيد: فما بقي أحد
غيري.
68 - حدثنا أبو جعفر الحضرمي، ثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو أسامة
عن هشام ابن عروة ح وحدثنا الحسن، ثنا عفان، ثنا حماد بن زيد، قال:
سمعت هشام بن عروة المعنى، قال: كان أبي يقول: أي بني كنا صغار
قوم فأصبحنا كبارهم، وانكم اليوم صغائر قوم ويوشك ان تكونوا
كبارهم، فما خير في كبير ولا علم له، فعليكم بالسنة.
69 - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا أحمد بن عمران الأخنسي
194

ثنا ابن فضيل، ثنا الأعمش عن إسماعيل بن رجاء، انه كان يجمع غلمان
المكاتب ويحدثهم لكيلا ينسى حديثه.
70 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الأهوازي ويعرف (ظ ص 18)
بالشعراني، ثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة بجبلة، قال: سمعت أبي يقول:
سمعت إسماعيل ابن عياش، يقول: كان ابن أبي حسين المكي يدنيني، فقال
له أصحاب الحديث: نراك تقدم هذا الغلام الشامي، وتؤثره علينا،
فقال: إني أؤمله، فسألوه يوما عن حديث حدث به عن شهر، إذا جمع
الطعام أربعا فقد كمل، فذكر الثلاثة ونسي الرابعة (س و 16: آ)
فسألني عن ذلك، فقال لي: كيف حدثتكم؟ فقلت: حدثتنا عن شهر انه
إذا جمع الطعام أربعا فقد كمل، إذا كان أوله حلالا، وسمي عليه الله
195

حين يوضع، وكثرت عليه الأيدي، وحمد الله حين يرفع. فأقبل على القوم،
فقال: كيف تروني؟
71 - سمعت (ك و 8: آ) أبا إسماعيل الأصبهاني، يحكي عن إبراهيم
الأصبهاني أو غيره، قال: بلغني أن ابن عيينة قال: كنا أختلف إلى
الزهري - وأنا حديث السن ولي ذؤابتان - فأملى يوما حديثا عن أبي سلمة
وسعيد، فلما فرغنا جلسنا نقابل، فاختلف القوم، فقال بعضهم: عن أبي
سلمة، وقال بعضهم عن سعيد، وابن شهاب يسمع، فقال: ما تقول (م
و 10: ب) أنت يا صبي؟ فقلت: عن كلاهما فضممت الكاف، فجعل
يعجب من ضبطي ويضحك من لحني.
72 - حدثنا علي بن محمد بن المسور، حدثني عمي عبد الرحمن بن المسور
ثنا عبد الله بن سليمان بن عبد العزيز عن أبيه سليمان بن عبد العزيز، أخبرني
محمد بن إدريس، قال: قلت لسفيان بن عيينة: كم سمعت من الزهري؟
قال: أما مع الناس فما لا أحصي، وأما وحدي فحديث واحد، قلت:
ما هو؟ قال: دخلت يوما باب بني شيبة، فإذا انا به جالس إلى عمود من
أساطين المسجد، فقلت: (س و 16: ب) هذا أبو بكر ولا أجده أخلى
منه الساعة، فجلست إليه، فقلت: يا أبا بكر، حدثني حديثا أو حديثين،
فقال: سلني عما شئت. قلت: حدثني حديث المخزومية، التي قطع رسول
196

الله صلى الله عليه وسلم يدها، قال: فضرب وجهي بالحصا، ثم قال: قم، لا أقامك
الله، فما يزال عبد يقدم علينا بما نكره. قال: فقمت منكسرا نادما،
فجلست قريبا منه، فمر رجل في المسجد، لابن شهاب إليه حاجة، فسبح
به فلم يسمع، فرماه بالحصا، فلم يبلغه، فاضطر إلي، فقال: قم
فادعه لي، فدعوته (ظ ص 19) له، فأتاه فقضى حاجته، وعدت إلى
مجلسي، فنظر إلي فدعاني، فجئته، فقال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو
سلمة بن عبد الرحمن جميعا عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: العجماء
جبار والبئر جبار، والمعدن جبار، وفي الركاز الخمس. هذا خير لك
من الذي أردت.
73 - حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا زياد بن عبيد الله بن خزاعي بن
عبد الله بن مغفل، قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول: كان أبي صيرفيا
بالكوفة، فركبه الدين، فحملنا إلى مكة، فلما رحنا إلى المسجد لصلاة
الظهر، وصرت إلى باب المسجد، إذا شيخ على حمار، فقال لي: يا غلام
أمسك على هذا الحمار حتى أدخل المسجد فأركع، فقلت: ما انا بفاعل
(س و 17: آ) أو تحدثني، قال: وما تصنع أنت بالحديث، واستصغرني،
فقلت: حدثني. فقال: حدثني جابر بن عبد الله، وحدثنا ابن عباس
197

فحدثني بثمانية أحاديث، فأمسكت حماره، وجعلت أتحفظ ما حدثني به،
فلما صلى وخرج، قال: ما نفعك ما حدثتك، حبستني!؟ فقلت:
حدثتني بكذا وحدثتني بكذا، فرددت عليه جميع ما حدثني به، فقال:
بارك الله فيك، (م و 11: آ) تعال غدا إلى المجلس، فإذا هو عمرو بن
دينار. فهذا ما حدثنا به أبو عمران عن هذا الشيخ (ك و 8: ب)
المزني.
74 - حدثني الحسين بن أحمد الجشمي، ثنا الوليد عن ابن عيينة،
قال: دخلت المدينة فإذا انا - يعني - برجل يتهادى بين رجلين،
فقلت: من هذا؟ فقالوا: جعفر بن محمد. قلت: من الذي على يمينه؟
قالوا: أيوب السختياني. قلت: من الذي عن يساره؟ قالوا: عمرو بن
دينار، فقمت بين يديه، فقلت: حدثني. فقال: حدثني أبي محمد بن علي -
وكان خير محمدي على وجه الأرض - عن أبيه علي ابن الحسين، ان النبي صلى الله عليه وسلم بصر برجل يصلي في المسجد، ينقر كما ينقر الغراب، فقال: لو مات
هذا لمات على غير دين محمد.
75 - قال الحسن بن عبد الرحمن: مات عمرو بن دينار سنة خمس
وعشرين ومائة، بعد الزهري بسنة واحدة، على ما أخبرني به ابن أبي
(س و 17: ب) حبيب الأنصاري، ثنا بكر الخياط، ثنا الواقدي،
حدثني ابن جريج. ويمكن أن رآه ابن عيينة بالمدينة قبل وصوله إلى مكة،
ثم رآه بمكة، ولم يعرفه حتى سمع منه.
198

76 - حدثنا ابن بهان، ثنا محمد بن زياد الزيادي، قال: سمعت
(ظ ص 20) ابن عيينة يقول: حفظت عن عبدة بن أبي لبابة، وكان
أسن من الحكم وحبيب بن أبي ثابت.
فقد دلت حكاية الزيادي عن ابن عيينة انه حفظ وهو ابن عشر أو في
حدوده، لأن الحكم مات سنة أربع عشرة ومائة، وحبيب بن أبي ثابت
سنة تسع عشرة، على ما أخبرني به أبو عمران عن شباب، وعد عبدة بن
أبي لبابة في طبقتهما، ولم يذكر لي وفاته.
77 - حدثنا يحيى بن معاذ، ثنا محمد بن منصور الجواز، قال: سمعت
سفيان يقول: رأيت محارب بن دثار يقضي في المسجد، ورأيت حماد
ابن أبي سليمان أشيب لا يخضب.
78 - وحدثنا ابن صاعد، ثنا محمد بن ميمون الخياط، قال: قلت
لسفيان بن عيينة: يا أبا محمد، حديث حدث به الوليد بن مسلم عن الأوزاعي
199

عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة؟ فقال
سفيان: أنا سمعته من محمد بن عبد الرحمن قبل أن أسمع من الزهري، عن
امرأة منهم، قالت: (كان تنورنا إلى جنب تنور النبي صلى الله عليه وسلم (س و 18: آ)
فحفظت منه قاف من كثرة ما كان يرددها). وقال ابن صاعد: هذه
المرأة هي بنت حارثة بن النعمان.
79 - حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، ثنا أحمد بن محمد المقدمي
(م و 11: ب)، ثنا الفروي، قال: سمعت مالكا يقول: دخلت أنا
وموسى بن عقبة ومشيخة كثيرة على ابن شهاب، فسألنا لشاب منهم عن
حديث، قال: تركتم العلم حتى إذا صرتم كالشن قد وهي طلبتموه،
لا جئتم والله بخير أبدا.
200

أوصاف الطالب وآدابه
80 - حدثنا موسى بن زكريا، ثنا أحمد بن عبد الرحمن المصري، ثنا
مطرف، قال: سمعت مالك ابن أنس يقول: قلت لأمي: اذهب فاكتب
العلم؟ فقالت لي أمي: تعال فالبس ثياب العلماء، ثم اذهب فاكتب، (ك
و 9: آ) قال: فأخذتني فألبستني ثيابا مشمرة، ووضعت الطويلة على
رأسي، وعممتني فوقها، ثم قالت: اذهب الآن فاكتب.
81 - حدثنا عمر بن الحسن بن جبير الواسطي، ثنا إبراهيم بن عبد الرحمن
ثنا أبو معمر، قال: قال لي أبي كنت عند معمر بن كدام، فرأى رجلا
نبيلا عليه ثياب خيار (س و 18: ب) فقال له مسعر: أنت من أصحاب
الحديث؟ قال: نعم. قال لو كنت (ظ ص 21) من أصحاب الحديث
كنت مقنعا، وكانت نعلك مخصوفة.
201

82 - حدثنا محمد بن جعفر الأهوازي المقرئ، ثنا أبو عبد الله الأخفش
ثنا سلمة بن شبيب بمكة، ثنا ابن الأصبهاني، قال: قيل لشريك: ما بال
حديثك منتقى؟ قال: لأني تركت العصائد بالغدوات.
83 - حدثنا أحمد بن سعيد ان الزبير بن بكار حدثهم، قال:
حدثني أبو ضمرة، حدثني من سمع يحيى بن أبي كثير يقول: لا يدرك العلم
بالراحة.
84 - حدثنا الساجي، ثنا أحمد بن مدرك حدثني حرملة، قال:
سمعت الشافعي يقول: لا يطلب هذا العلم من يطلبه بالتملك وغنى النفس
فيفلح، ولكن من طلبه بذلة النفس، وضيق العيش، وخدمة العلم أفلح.
202

قال الساجي: وحدثنا الربيع أو حدثت عنه، قال: كان الشافعي يجزئ
الليل ثلاثة أثلاث، الثلث الأول يكتب، والثاني يصلي، والأخير ينام.
85 - حدثنا الحضرمي، ثنا ابن نمير، ثنا أبو خالد الأحمر، قال: سمعت
أبا عقيل الثقفي يقول: إنما نحفظ الحديث لأن أجوافنا قد أقرحها البز.
قال أبو خالد، ثم رأيت له بعد ذلك غلاما خيارا.
86 - (س و 19: آ) وحدث محمد بن سعيد بن سلم، ثنا عبد الله بن
جعفر العسكري، ثنا سهل به محمد العسكري، قال: سمعت (م و 12: آ)
حفص بن غياث يقول: أتيت الأعمش فقلت: حدثني. قال: أتحفظ
القرآن؟ قلت: لا. قال: إذهب فاحفظ القرآن، ثم هلم أحدثك.
قال: فذهبت فحفظت القرآن، ثم جئته فاستقرأني، فقرأته، فحدثني.
87 - حدثني علي بن محمد بن الحسين الفارسي، ثنا محمد بن هارون
الموصلي، ثنا عبيد بن جناد، قال: عرضت لابن المبارك، فقلت: أمل
علي، فقال: أقرأت القرآن؟ قلت: نعم. قال: إقرأ. فقرأت عشرا.
203

فقال: هل علمت ما اختلف الناس فيه من الوقوف والابتداء؟ قلت: أبصر
الناس بالوقوف والابتداء. فقال: (مدهامتان)؟ قلت: آية. قال:
فالألفاظ؟ قلت: عبقري وعباهري، ورفرف، ورفارف، وسرق،
وسرق، قال: فالحديث سمعته من أحد غيري؟ قلت: نعم. قال:
فحدثني. قال: فحدثته في المناسك بأحاديث، فقال لي: أحسنت، ثم
قال: أخرج ألواحك. فأخرجت، ثم قال لي: من أين أنت؟ قلت: من
بغداد (ك و 9: ب) قال: قم. قال: قلت: هل رأيت إلا خيرا؟
قال: قم. قلت: (ظ ص 22) امرأة الآخر طالق ثلاثا ان قمت،
أو تمل (س و 19: ب) علي وتفتيني وتغنيني، أقولها أربعا. قال: اكتب:
204

أيها القارئ الذي لبس الصوف * وأمسى يعد في الزهاد
الزم الثغر والتواضع فيه * ليس بغداد منزل العباد
ان بغداد للملوك محل * ومناخ للقارئ الصياد
قلت: من الناس؟ قال: العلماء. قلت: من الملوك؟ قال: الزهاد.
قلت: من الغوغاء؟ قال: هرثمة وخزيمة بن خازم. قلت: من السفل؟
قال: من باع دينه بدنيا غيره.
88 - حدثنا الحضرمي، ثنا علي بن الحسين البزاز، ثنا يحيى بن يمان
عن سفيان عن عمرو بن قيس الملائي، قال: كان يقال: تعلموا العلم، وتعلموا
للعلم السكينة والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه، وليتواضع لكم من
علمكم.
205

89 - قال أيوب بن المتوكل، سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: كان
الرجل من أهل العلم إذا لقي من هو فوقه في العلم، فهو يوم غنيمته، سأله
وتعلم منه، وإذا لقي من هو دونه في العلم علمه وتواضع له، وإذا لقي من
هو مثله في العلم ذاكره ودارسه، وقال: لا يكون إماما في العلم من أخذ
بالشاذ من العلم، ولا يكون إماما في العلم من روى كل ما سمع، ولا
يكون إماما في (م و 12: ب) العلم من روى عن كل أحد، والحفظ
الاتقان.
90 - حدثني عبد الله بن أحمد (س و 20: آ) الغزاء، ثنا يوسف
بن مسلم، ثنا إسحاق ابن عيسى الطباع، حدثني مالك بن أنس عن الزهري
عن علي بن الحسين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من حسن إسلام المرء تركه
ما لا يعينه). قال إسحاق: قال لي مالك: ينبغي لطالب العلم أن
يبدأ بهذا القول من الاسناد.
91 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة
قالا: ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى، ثنا أبي عن ابن أبي ليلى عن
عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن ثابت بن قيس، قال: قال رسول
206

الله صلى الله عليه وسلم: «تسمعون، ويسمع منكم، ويسمع من الذين يسمعون
منكم».
92 - حدثنا الحضرمي ومحمد بن عثمان وعبدان، قالوا: ثنا عثمان
بن أبي شيبة، ثنا جرير، ح، وحدثنا أبو جعفر بن زهير، ثنا يوسف
بن موسى، ثنا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تسمعون ويسمع منكم،
ويسمع ممن (ظ ص 23) يسمع منكم).
207

93 - حدثنا موسى بن زكريا، ثنا نصر بن علي، ثنا عثام بن علي عن
إسماعيل، ح وحدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الثغري - وهذا لفظه -
ثنا إبراهيم ابن سعيد الجوهري، ثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل (س و 20: ب)
بن أبي خالد عن الشعبي عن الربيع بن خثيم، قال: (ك و 10: ب) من
قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو
على كل شئ قدير. فله كذا وكذا وسمى من الخير. قال الشعبي فقلت:
من حدثك؟ قال: عمرو بن ميمون، وقلت: من حدثك؟ فقال: أبو
أيوب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال يحيى بن سعيد: وهذا أول ما فتش
عن الاسناد.
94 - حدثنا مهذب بن محمد بن يسار من أهل الموصل، ثنا إسحاق
ابن سيار النصيبي، ثنا عمرو بن عاصم، ثنا عمر بن أبي زائدة،
حدثني عبد الله بن أبي السفر عن عامر الشعبي عن الربيع بن خثيم مثله،
وقال: كان كمن أعتق رقابا من ولد إسماعيل.
95 - حدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا
إسماعيل بن زكريا أبو زياد عن عاصم الأحول عن محمد بن سيرين، قال:
208

كانوا لا يسألون عن (م و 13: آ) إسناد الحديث، حتى وقعت الفتنة،
فسئل عن إسناد الحديث، لينظر من كان من أهل السنة أخذ بحديثه، ومن
كان من أهل البدعة ترك حديثه.
96 - حدثني عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا أبو عبد الرحمن ابن شبويه
قال: سمعت علي بن الحسن يقول: سمعت ابن المبارك يقول: لولا الإسناد
لقال كل من شاء كل ما شاء.
97 - (س و 21: آ) حدثنا الحضرمي، ثنا ابن نمير، ثنا ابن إدريس
عن الأعمش قال: جالست إياس بن معاوية فحدثني بحديث، قلت: من يذكر
هذا؟ فضرب لي مثل رجل من الحرورية. فقلت: إلي تضرب هذا المثل؟
تريد أن أكنس الطريق بثوبي، فلا أدع بعرة ولا خنفساءة إلا حملتها!!
98 - حدثني الحسن بن مهران بن الوليد من أهل أصبهان - كتبنا
عنه في مجلس الحضرمي - ثنا أحمد بن بشر الرقي، ثنا يزيد بن موهب
209

الرملي عن ضمرة عن ابن شوذب عن مطر في قوله عز وجل: (أو
إثارة من علم) قال: اسناد الحديث.
99 - حدثني أبي، ثنا أبو حاتم السجستاني، ثنا الأصمعي، ثنا
ابن أبي الزناد، قال: قال لي هشام بن عروة: إذا حدثت بحديث أنت منه
في ثبت، فخالفك إنسان، فقل: من حدثك بذا؟ فإني حدثت بحديث،
فخالفني فيه رجل، فقلت: هذا حدثني به أبي، فأنت من حدثك؟ فجف.
100 - (ظ ص 24) حدثني عبد الله بن محمد بن أبان الخياط من أهل
رامهرمز، ثنا القاسم بن نصر المخرمي، ثنا سليمان بن داود المنقري، قال:
وجه المأمون عبد الله بن هارون إلى محمد بن عبد الله الأنصاري خمسين
ألف درهم، وأمر أن يقسمها بين الفقهاء بالبصرة، فكان هلال بن مسلم
يتكلم عن أصحابه، قال (س و 21: ب) الأنصاري: وكنت أنا أتكلم
210

عن أصحابي، فقال هلال: هي لي ولأصحابي، وقلت أنا: بل هي لي
ولأصحابي، فاختلفنا، فقلت لهلال: (ك و 10: ب) كيف تتشهد؟
فقال هلال: أو مثلي يسأل عن التشهد!!؟ قلت: إنما عليك الجواب،
والجواب عن الواضح السهل أولى، فتشهد هلال على حديث ابن مسعود،
فقال له الأنصاري: من حدثك به؟ ومن أين ثبت عندك؟ فبقي هلال ولم
يجبه. فقال الأنصاري: تصلي في كل يوم وليلة خمس صلوات، وتردد
فيها هذا الكلام، وأنت لا تدري من رواه عن نبيك صلى الله عليه (م
و 13: ب) وسلم؟ قد باعد الله بينك وبين الفقه، فقسمها الأنصاري
في أصحابه.
101 - حدثنا أبو عبد الله اليزيدي، ثنا الخليل بن أسد النوشجاني، ثنا
عمر ابن سعيد، ثنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن سليمان بن موسى، قال:
كان يقال: لا تقرؤا القرآن على المصحفيين، ولا تحملوا العلم عن
الصحفيين.
102 - حدثنا محمد بن الجنيد، ثنا حاتم بن حاتم الجوهري، ثنا
211

عبيد بن يعيش، ثنا يحيى بن آدم، ثنا الحسن بن صالح عن الحسن بن عبيد
الله، قال: ذكرت لإبراهيم شيئا، فقال: هذا وجدته في صحيفة، قال
يحيى: كانوا يضعفون ما يوجد في الكتب. قال شاعر من أهل البصرة يذكر
رجلا من أهلها:
لا تصل الحاء في القراءة بالخاء * ولا لامها إلى الألف
ولا تضل العلوم عنك ولا * يكون اسنادها من الصحف
وقال آخر يذكر قوما لا رواية لهم:
ومن بطون كراريس روايتهم * لو ناظروا باقلا يوما لما غلبوا
والعلم ان فاته إسناد مسنده * كالبيت ليس له سقف ولا طنب
وقال بعض أصحابنا أنشدناه قائله:
توقف ولا تقدم على العلم حادسا * فحدس الفتى في العلم يبدي المعايبا
(ظ ص 25)
فليس طلاب العلم بالحدس مدركا * ولو كان فهم المرء كالنجم ثاقبا
ولكن بترحال وحل من الفتى * وإنضائه في الحالتين الركائبا
212

وقضقضة الأوجال منه ضلوعه * وخلخلة الأهوال منه الترائبا
واصباحه في المشرقين مشارقا * لشمسهما والمغربين مغاربا
213

القول في التعالي والتنزل فيه
103 - حدثنا محمد بن الوليد بن صالح النرسي، ثنا نصر بن علي،
أخبرني أبي، ثنا شعبة، قال: قال لي قتادة: أعند أهل الكوفة مثل هذا
الحديث؟ ثم حدث بحديث يونس عن حطان بن عبد الله عن أبي موسى في
التشهد، قلت: نعم (س و 22: ب) حدثني الأعمش عن أبي وائل عن
عبد الله في التشهد. فقال لي (ك و 11: آ) قتادة: أنت مثلي في هذا الاسناد
قال نصر بن علي: فحدثت بهذا الحديث أبا داود، فقال: شعبة (م و 14: آ)
أرفع اسناد من قتادة.
104 - حدثنا الحسين بن محمد بن الحسين الشريكي، ثنا محمد بن إسحاق
البكائي، قال سمعت حسين بن عبد الأول يقول: قال لي يحيى ابن آدم:
أتحفظ عن سفيان عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال: «نهى رسول
الله صلى الله عليه وسلم عن الصبرة من الطعام بالصبرة، لا يدرى ما كيلها»؟ قلت:
لا. فقال: ويحك قبيصة. قال: فذهبت فسمعته. قال محمد بن إسحاق
214

البكائي: وحدثنا قبيصة، ثنا عمر بن إسحاق الشيرازي، ثنا أبو جعفر
التمار قال: سمعت الشاذكوني يقول: دخلت الكوفة نيفا وعشرين دخلة،
أكتب الحديث، فأتيت حفص ابن غياث، فكتبت حديثه، فلما رجعت
إلى البصرة وصرت في بنانة - لقيني ابن أبي خدويه، فقال لي: يا
سليمان من أين جئت؟ قلت: من الكوفة. قال: حديث من كتبت؟ قلت
حديث حفص بن غياث، قال: أفكتبت علمه كله؟ قلت: نعم. قال:
اذهب عليك منه شئ؟ قلت: لا. قال: فكتبت عنه عن جعفر بن محمد
عن أبيه عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم ضحى (س و 23: آ)
بكبش فحيل، كان يأكل في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد؟
قلت: لا. قال: فأسخن الله عينك، أيش كنت تعمل بالكوفة؟ قال:
فوضعت خرجي عند النرسيين، ورجعت إلى الكوفة فأتيت حفصا،
فقال: من أين؟ قلت: من (ظ ص 26) البصرة. قال لم رجعت؟ قلت:
إن ابن أبي خدويه ذاكرني عنك بكذا وكذا. قال: فحدثني ورجعت،
ولم تكن لي حاجة بالكوفة غيرها.
215

105 - حدثني عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا سعيد بن رحمة الأصبحي،
ثنا محمد بن، قال: قال لي محمد بن زياد: اكشف الستر وادخل، ليس
بينك وبين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غيري.
106 - قال القاضي: تختلف مذاهب طلاب الحديث في هذا، فمنهم
من لا يقتصر على أن يسمع الحديث من المحدث، وهو على أن يسمعه من المحدث
قادر، فتنزع نفسه إلى لقاء الأعلى والسماع منه بالمشاهدة، إن كان داني الدار،
وبالرحلة إليه إذا كان بعيد الدار. ومنهم من لا يشتغل بالرحلة إذا حصل له
الحديث عمن يرتضيه تنزل في الحديث أو تعالى فيه. وأهل النظر أيضا في
ذلك مختلفون، فمنهم من يقول: التنزل في الاسناد أفضل لأنه يجب على
الراوي (م و 14: ب) أن يجتهد في متن الحديث وتأويله، وفي الناقل
وتعديله، وكلما زاد الاجتهاد زاد صاحبه ثوابا، وهذا (س و 23: ب)
مذهب من يزعم أن الخبر أقوى من القياس. وقال آخرون: التعالي في
الاسناد مسقط لبعض (ك و 11: ب) الاجتهاد، وسقوط الاجتهاد فيما
أمكن أسلم.
107 - قال القاضي: وفي الاقتصار على التنزل في الاسناد ابطال الرحلة
وفضلها. وقال: وقال بعض متأخري الفقهاء يذم أهل الرحلة في فصل
216

من كلام له: نبغوا فعابوا الناظرين المميزين وبدعوهم، والى الرأي والكلام
فنسبوهم، وجعلوا العلم الواجب طلبه، الدوران والجولان في البلدان،
لالتماس خبر لا يفيد طائلا، وأثر لا يورث نفعا. فأسهروا ليلهم، وأظمأوا
نهارهم، وأتعبوا مطيهم، واغتربوا عن بلادهم، وضيعوا ما وجب عليهم من
حق خلفائهم، وعقوا الآباء والأمهات، فتعجلوا المأثم بتضييع الواجب
والحقوق، وحرموا أنفسهم التلذذ بمعاشرة الأهل والولد، وطابت أنفسهم
لها، فحرموا لذة الدنيا، واستوجبوا العقاب في الآخرة، فهم حيارى
كالأنعام، ان سئلوا عن مسألة (ظ ص 27) قالوا: هل حدثت هذه
المسألة حتى تقول فيها؟ فان قيل لهم: هي نازلة. قالوا: ما نحفظ فيها
شيئا، فان سئلوا عن السنن، يقول خطيبهم: ما تحفظون فيمن بنى لله
مسجدا، ومن كذب علي متعمدا، وفي (س و 24: آ) أسلم سالمها الله،
وفي قوله أما بعد.
108 - وقال المعارض لصاحب هذا الكلام: تهيبوا كد الطلب،
ومعالجة السفر وبعلوا بحفظ الآثار، ومعرفة الرجال، واختلفت عليهم
طرائق الأسانيد، ووجوه الجرح والتعديل، فآثروا الدعة، واستلذوا
الراحة، وعادوا ما جهلوا، وعلى المطامع تألفوا، وفي المآثم والحطام
تنافسوا، وتباهوا في الطيالس والقلانس، ولازموا أفنية الملوك وأبواب
السلاطين، ونصبوا المصايد لأموال الأيتام، والإغارة على الوقوف والأوساخ
واقتصروا على ابتياع صحف درسوها، واستعدوا الشغب عليها، فان
217

حفظ أحدهم في السنن شيئا، فمن صحيفة مبتاعة، كفاه غيره مؤونة
جمعه وشرحه وتبويبه، من غير رواية لها ولا دراية بوزن من نقلها فان
تعلق بشئ منها يسير، خلط الغث بالسمين، والسليم بالجريح، ثم فخم
ما لفق من المسائل ما شاء، وانها والسنن المأثورة ضدان، فان قلب عليه
(م و 15: آ) اسناد حديث تحير فيه، تحير المفتون، وصار كالحمار في
الطاحون، وان شاهد المذاكرة سمع ما ليس فس وسعه الجريان فيه، فلجأ إلى
الازراء بفرسانه، واعتصم بالطعن على الراكضين في ميدانه، ولو عرف
الطاعن (س و 24: ب) على أهل الرحلة مقدار لذة الراحل في رحلته،
ونشاطه عند فصوله من وطنه، واستلذاذ جميع جوارحه عند تصرف
لحظاته في المناهل والمنازل، والبطنان والظواهر، والنظر إلى دساكر
الأقطار وغياضها، وحدائقها ورياضها، وتصفح الوجوه، (ك و 12: آ)
واستماع النغم، ومشاهدة ما لم ير من عجائب البلدان، واختلاف الألسنة
والألوان، والاستراحة في أفياء الحيطان، وظلال الغيطان، (ظ ص 28)
والأكل في المساجد، والشرب من الأودية، والنوم حيث يدركه الليل،
واستصحاب من يحب في ذات الله بسقوط الحشمة، وترك التصنع، وكنه
ما يصل إلى قلبه من السرور عن ظفره ببغيته، ووصوله إلى مقصده،
وهجومه على المجلس الذي شمر له، وقطع الشقة إليه - لعلم أن لذات
الدنيا مجموعة في محاسن تلك المشاهد، وحلاوة تلك المناظر، واقتناء تلك
الفوائد، التي هي عند أهلها أبهى من زهر الربيع، وأحلى من صوت
المزامير، وأنفس من ذخائر العقيان من حيث حرمها هو وأشباهه
218

بمنازلة الخصوم، وقصد الأبواب، والتخادم للأغتام، مقصور الهمة على
حضور مجلس يتوجه عند صاحبه، ومصروف الخاطر إلى خطبة عمل
يتقلب في أوساخه، محجوبا مرة ومستخفا (س و 25: آ) به أخرى
يروح متحسرا على الفائت، ويغدو مغتاظا لحظوة من يناوئه عند من يرتجيه،
ولا يزال في كد التصنع وذل الخدمة، وحسرات الفائت، حتى تأتيه منيته،
فتختطفه وتحول بينه وبين ما يؤمله. ألا ذلك هو الخسران المبين.
ولولا عناية الطالب بضبط الشريعة وجمعها، واستنباطها من معادنها
لم يتصدر هو وأصحابه إلى السواري، ولا عقد أهل الفتيا مجالسهم في المسائل
التي هي مبنية من السنن المنقولة، ومستخرجة من الآثار المروية،
وقد قلنا في فضل الدراية إذا اقترنت بالرواية، ما أغنى وكفى، وليس
العمل على تشقيق الخطب، والبلاغة في الكلام، ومن عد كلامه من عمله
قل الا فيما يعنيه (ظ ص 32، س و 27: آ، ك و 14: آ، م و
15: ب)، ولو كان التبالغ في الكلام دركا، يبلغ به من رام ان يضع من
شئ أو يرفع منه - كان منصور بن عمار صاحب المواقف والأوصاف.
219

109 - وقال فيما أخبرني به مكي بن بندار الزنجاني، (ثنا
محمد بن عهد الله ابن ديزويه المقرئ الزنجاني، حدثني عبد الرحمن بن
عبيد المكتب عن سليم بن منصور بن عمار، قال: كان أبي يصف أهل
القرآن وأصحاب الحديث في مجلس فيقول: (س و 27: ت) الحمد لله
المنعم المنان، مظهر الاسلام على كل الأديان، وحافظ القرآن من الزيادة
والنقصان، ومانعه من مكائد الشيطان، وتحريف أهل الزيغ والكفران -
وذكر كلاما في ذكر القرآن طويلا، ثم قال -: ووكل بالآثار المفسرة للقرآن
والسنن القوية الأركان، عصابة منتخبه، وفقهم لطلابها وكتابها،
وقواهم على رعايتها وحراستها، وحبب إليهم قراءتها ودراستها، وهون
عليهم الدأب والكلال، والحل والترحال، وبذل النفس مع الأموال،
وركوب المخوف من الأهوال، فهم يرحلون من بلاد إلى بلاد، خائضين (في
العلم كل واد)، شعث الرؤوس، خلقان الثياب، خمص البطون، ذبل
الشفاه شحب الألوان، نحل الأبدان، قد جعلوا لهم هما واحدا، ورضوا
220

بالعلم دليلا ورائدا، لا يقطعهم عنه جوع ولا ظمأ، ولا يملهم منه صيف ولا
شتاء، مائزين الأثر: صحيحه من سقيمه، وقويه من ضعيفه، بألباب
حازمة، وآراء ثاقبة، وقلوب للحق واعية، فأمنت تمويه المموهين،
واختراع الملحدين، وافتراء الكاذبين، فلو رأيتهم في ليلهم، وقد انتصبوا
لنسخ ما سمعوا، وتصحيح ما جمعوا، هاجرين الفرش الوطي، والمضجع
(ظ ص 33) الشهي، قد (س و 28: آ) غشيهم النعاس فأنامهم،
وتساقطت من أكفهم أقلامهم، فانتبهوا مذعورين قد أوجع الكد أصلابهم،
وتيه السهر ألبابهم، فتمطوا وكان ليريحوا الأبدان، وتحولوا ليفقدوا النوم
من مكان إلى مكان، ودلكوا بأيديهم عيونهم، ثم عادوا إلى الكتابة
حرصا عليها، وميلا بأهوائهم إليها - لعلمت أنهم حرس الاسلام. وخزان
الملك العلام، فإذا قضوا من بعض ما راموا أوطارهم، انصرفوا قاصدين
ديارهم، فلزموا المساجد، وعمروا المشاهد، لابسين ثوب الخضوع، مسالمين
ومسلمين، (م و 16: آ) يمشون على الأرض هونا، لا يؤذون جارا،
ولا يقارفون عارا، حتى إذا زاغ زائغ، أو مرق في الدين مارق،
خرجوا خروج الأسد من الآجام، يناضلون عن معالم الاسلام - في كلام
غير هذا في ذكرهم يطول.
110 - وقال بعض الشعراء المحدثين:
ولقد غدوت على المحدث آنفا * فإذا بحضرته ظباء رتع
221

يتجاذبون الحبر من ملمومة * بيضاء تحملها علائق أربع
من خالص البلور غير لونها * فكأنها سبج يلوح فيلمع
(س و 28: ب)
فمتى أمالوها لرشف رضابها * أداه فوها وهي لا تتمنع
فكأنها قلبي يضن بسره * أبدا ويكتم كل ما يستودع
يمتاحها ماضي الشباة مذلق * يجري بميدان الطروس فيسرع
فكأنه والحبر يخضب رأسه * شيخ لوصل خريدة يتصنع
(ك و 14: ب)
ألا ألاحظه بعين جلالة * وبه إلى الله الصحائف ترفع
222

111 - حدثنا محمد بن خالد الرسبي، ثنا بندار، ثنا عبد الرحمن
عن مالك عن الزهري عن سعيد بن المسيب، قال: إن كنت لأسير ثلاثا في
الحديث الواحد.
112 - حدثنا الراسبي، ثنا بندار، ثنا عبد الرحمن عن حماد بن زيد
عن أيوب عن أبي قلابة، قال: أقمت بالمدينة ما لي بها حاجة إلا رجل
عنده حديث واحد لأسمعه منه.
113 - حدثنا ابن بهان، ثنا سهل (ظ ص 34) بن عثمان، ثنا زيد بن
الحباب العكلي عن جعفر بن سليمان عن أبان بن أبي عياش، قال: قال لي
أبو معشر الكوفي: خرجت من الكوفة إليك إلى البصرة في حديث بلغني
عنك، قال: فحدثته به.
114 - حدثنا ابن بهان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا زيد بن الحباب، ثنا
سنان بن فرقد عن أبي سنان القسملي عن مسلمة (س و 29: آ) بن مخلد
أن جابر بن عبد الله خرج إليه إلى مصر في حديث بلغه عنه، فسأله عنه،
فأخبره به، ثم رجع.
223

115 - حدثنا ابن بهان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا العكلي عن محمد بن
جابر، ثنا بعض أشياخنا أن الشعبي خرج إلى مكة في ثلاثة أحاديث ذكرت
له، فقال: لعلي ألقي رجلا لقي النبي صلى الله عليه وسلم، أو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
116 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا محمد بن إبراهيم بن جبلة،
ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: زعم سفيان بن عيينة عن أيوب الطائي
(م و 15: ب) عن الشعبي، قال: لم يكن أحد من أصحاب عبد الله
أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق.
117 - أبيات شعر في الرحلة:
أخبرني الحسن بن أبي شجاع البلخي، فيما استأذنته في روايته عنه
بالكوفة، فأذن لي، وكان فيما أملاه برامهرمز قديما أن محمد بن الصباح
الجرجرائي أخبرهم أن رجلا يقال له الحطيم، قال في سفيان بن عيينة
وكان مع هارون:
224

سيرى نجاء وقاك الله من عطب * حتى تلاقي بعد البيت سفيانا
شيخ الأنام ومن جلت مناقبه * لاقى الرجال وحاز العلم أزمانا
(س و 29: ب)
حوى البيان وفهما عاليا عجبا * إذا ينص حديثا نص برهانا
قد زانه الله ان دان الرجال له * فقد يراه رواة العلم ريحانا
ترى الكهول جميعا عند مشهده * مستنصتين وشيخانا وشبانا
يضم عمرا إلى الزهري يسنده * وبعد عمر إلى الزهري صفوانا
225

وعبدة وعبيد الله ضمهما * وابن السبيعي أيضا وابن جدعانا
فعنهم عن رسول الله يوسعنا * علما وحكما وتأويلا وتبيانا
118 - (ظ ص 35) أخبرني أحمد بن محمد البواب الأنصاري، أنبأ
أبو الفضل الرياشي أن الأصمعي قال في سفيان بن عيينة يرثيه:
لبيك سفيان باغي سنة درست * ومستبين أثارات وآثار
ومبتغى قرب إسناد وموعظة * وواقفيون من طار ومن ساري
أمست منازله وحشا معطلة * من قاطنين وحجاج وعمار
فالشعب شعب على بعد بهجته * قد ظل منه خلاء موحش الدار
من للحديث عن الزهري يسنده * وللأحاديث عن عمرو بن دينار
ما قام من بعده من قال حدثنا * الزهري في أهل بدو أو بأحضار
226

(ك و 15: آ)
وقد أراه قريبا من ثلاث منى * قد حف مجلسه من كل أقطار
(س و 30: آ)
بنو المحابر والأقلام مرهفة * وسما سمات فرآها كل نجار
119 - وأنشدني شيخ من أهل بابسير في مجلس أبي عبد الله بن البري،
لرجل وفد إلى يزيد ين هارون من حران في شعر له:
(ك و 17: آ)
أقبلت أهوى على حيزوم طاوية * في لجة اليم لا ألوي على سكن
حتى أتيت أمام الناس كلهم * في الدين والعلم والآثار والسنن
أبغي به الله لا الدنيا وزخرفها * ومن تغنى بدين الله لا يهن
227

يا لذة العيش لما قلت حدثنا * عوف وبشر عن الشعبي والحسن
228

الراحلون الذين جمعوا بين الأقطار
الطبقة الأولى
120 - عبد الله بن المبارك، جمع بين اليمن والعراق ومصر والجزيرة
والشام.
زيد بن الحباب، جمع بين العراق، وخراسان، ومصر والشام.
أبو داود الطيالسي، جمع بين العراق والري والجزيرة.
الطبقة الثانية
121 - أسد بن موسى، جمع بين العراق ومصر والشام.
(ظ ص 36) المعلى بن منصور، جمع بين العراق ومصر والشام.
آدم بن أبي إياس (س و 30: ب) جمع بين العراق والشام.
يحيى بن حسان، جمع بين العراق واليمن والشام.
229

الطبقة الثالثة
123 - أحمد بن حنبل، جمع بين العراق واليمن والجزيرة والشام.
إسحاق بن راهويه، جمع بين العراق واليمن والجزيرة والشام.
يحيى بن معين، جمع بين العراق والجزيرة ومصر والشام.
علي بن بحر البري، جمع بين العراق واليمن، وأحسبه دخل الشام.
نعيم بن حماد، جمع بين العراق واليمن ومصر والشام.
يحيى بن يحيى الخراساني، جمع بين العراق واليمامة ومصر والشام.
أحمد بن صالح المصري، جمع بين اليمن والعراق ومصر.
أبو نصر التمار، جمع بين العراق والجزيرة والشام.
الطبقة الرابعة
123 - محمد بين يحيى النيسابوري، جمع بين العراق ومصر واليمن والشام.
أبو زرعة الرازي وأبو حاتم، جمعا بين العراق والحجاز والجزيرة والشام.
أحمد بن الفرات الأصبهاني، وأحمد بن منصور الرمادي، جمعا بين
العراق واليمن ومصر والشام.
يعقوب بن سفيان، جمع بين العراق والجزيرة (س و 31: آ) ومصر
والشام.
أبو داود السجستاني، جمع بين العراق والحجاز ومصر والشام.
230

أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي، جمع بين العراق ومصر والشام.
إبراهيم بن الحسين الهمذاني ديزيل، جمع بين العراق ومصر والشام.
الطبقة الخامسة
124 - الذين جمعوا بين الأقطار، موسى بن هارون، (م و 17: ب)
المعمري، الفريابي، الحسين بن إسحاق، عبدان، الحسن بن سفيان، محمد
بن خزيمة، ابن صاعد، أبو عبد الرحمن النسائي، أبو عروبة الحسين بن
أبي معشر الحراني، ابن أبي داود، زكرياء بن يحيى الساجي، محمد ابن
جرير، عبد الرحمن بن أبي حاتم، أحمد بن عمير المعروف بابن الجوصاء.
(ك و 15: ب).
125 - الذين قصدوا ناحية واحدة للقاء من بها:
رحل ابن شهاب إلى الشام، إلى عطاء بن يزيد، وابن محيريز وابن حيوة.
رحل يحيى بن أبي (ظ ص 37) كثير إلى المدينة للقاء من بها من
أولاد الصحابة.
رحل محمد بن سيرين - يعني إلى الكوفة - فلقي بها عبيدة وعلقمة وعبد
الرحمن بن أبي ليلى.
رحل الأوزاعي إلى يحيى بن أبي كثير باليمامة ودخل البصرة.
231

رحل سفيان الثوري (س و 31: ب) إلى اليمن، ثم دخل البصرة.
رحل عيسى بن يونس إلى الأوزاعي بالشام.
رحل محمد بن إدريس الشافعي إلى مالك بالمدينة، ثم دخل العراق.
رحل سعيد بن بشير إلى عبد الكريم الجزري وخصيف.
رحل شعيب بن أبي حمزة إلى الزهري وهو يومئذ بالشام.
رحل إسماعيل بن عياش من حمص إلى العراق.
رحل موسى بن أعين ومحمد بن سلمة الحرانيان من الجزيرة إلى العراق.
126 - الراحلون من البصرة إلى الكوفة:
محمد بن سيرين إلى علقة وعبيدة. حميد ابن هلال إلى أبي الأحوص.
سليمان التيمي لقي بها جماعة من التابعين. عبد الله بن عون إلى أبي وائل
والشعبي والنخعي ومسلم البطين.
شعبة بن الحجاج وأبو عوانة وعبد الواحد بن زياد إلى الأعمش وأبي
إسحاق وغيرهما، وجرير بن حازم ثم رحل عنهما إلى مصر.
يحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وسلم بن قتيبة ومعاذ بن
معاذ وسفيان بن حبيب وخالد بن الحرث وأبو عامر العقدي ومحمد بن بكر
البرساني والحنفيون، وعثمان بن عمرو أبو (س و 32: آ) الوليد
الطيالسي رحلوا جميعا إلى الكوفة.
232

127 - الراحلون من الكوفة إلى البصرة:
سفيان الثوري، ثم رحل عنها إلى اليمن، شريك بن عبد الله، حفص
بن غياث ثم رحل عنها إلى المدينة.
128 - ومن أهل واسط الذين رحلوا إلى البصرة.
هشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، ومحمد بن الحسن المزني (م و 18: آ).
129 - الراحلون من خراسان إلى العراق:
إبراهيم بن طهمان، وأبو حمزة السكري، وخارجة بن مصعب، وأبو
تميلة يحيى بن واضح، والفضل بن موسى السيناني.
233

من لا يرى الرحلة والتعالي في الاسناد
إذا حصل له الحديث مسموعا
130 - حدثنا أبو عبد الرحمن السراج، أنا عمرو بن مرزوق، أنا
زائدة عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه،
قال: (ظ ص 38) كنت رجلا مذاء، وكانت عندي بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فسألت رجلا، فسأله علية السلام، قال: إذا رأيت المذي (س و 32
: ب) فتوضأ وأغسل ذكرك، وإذا رأيت نضح الماء فاغتسل.
131 - حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا محمد ين أبي بكر المقدمي،
ثنا يحيى وعبد الرحمن عن سفيان عن عاصم عن زر بن حبيش قال: قلت
لعبيدة: سل عليا عن الصلاة الوسطى: فسأله، فقال: كنا نراها الفجر
234

حتى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الأحزاب: شغلونا عن الصلاة الوسطى
صلاة العصر، ملأ الله قلوبهم وأجوافهم نارا.
132 - حدثنا الحسن بن سهل العدوي، ثنا علي بن الأزهر الرازي،
ثنا جرير عن منصور عن مجاهد، ثنا العقار بن المغيرة عن أبيه حديثا فلم
أحفظه، فمكثت بعد ذلك، فأمرت حسان بن أبي وجزه مولى لقريش
أن يسأله لي، فأخبرني أنه سأله، فقال: سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«ما توكل من اكتوى أو استرقى».
133 - حدثنا عبد الوهاب بن رواحة العدوي، ثنا أبو كريب، ثنا
إسحاق بن منصور عن إبراهيم بن يوسف عن أبيه إسحاق، قال: سمعت
البراء يقول: ليس كلنا كان يسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت لنا ضيعة،
وأشغال، ولكن الناس لم يكونوا يكذبون (س و 33: آ) يومئذ، فيحدث
الشاهد الغائب.
235

134 - حدثنا عبدان، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا خالد بن
خداش عن حماد ابن زيد، قال: كنا في مجلس أيوب نسمع رجلا يحدثنا عن
أيوب، فنسمعه منه ولا نسأل أيوب عنه.
135 - حدثنا هارون بن محمد بن المنخل الواسطي، ثنا أحمد بن منصور
ثنا عبد الرزاق قال: قيل للثوري: (ك و 16: آ) مالك لم ترحل إلى
الزهري؟ قال: لم تكن عندي دراهم، ولكن قد كفانا معمر الزهري،
وكفانا ابن جريج عطاء.
136 - حدثنا عمر بن (م و 18: ب) أيوب، ثنا يعقوب بن إبراهيم
قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت شعبة يقول: لا يزال العبد
في فسحة من دينه ما لم يطلب الإسناد، يعني التعالي فيه.
137 - حدثنا عبيد الله بن هارون بن عيسى، (ظ ص 39) ثنا القاسم
بن نصر المخرمي، قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حدثنا يحيى بن آدم،
ثنا زهير، قال سمعت الأعمش يقول: كان زيد بن وهب إذا حدثك حديثا
لم يضرك الا تسمعه من الذي (حدث به عنه).
138 - حدثنا موسى بن زكريا، ثنا عمر بن يزيد السياري، قال:
دخلت على حماد بن زيد وهو شاك، فقلت: حدثني بحديث غيلان بن جرير،
236

فقال: يا بني، سألت غيلان بن جرير وهو شيخ كبير، ولكني حدثني
أيوب. قلت: (س و 33: ب) حدثني به عن أيوب قال: حدثنا
أيوب عن غيلان ابن جرير عن زياد بن رياح القيسي عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى
من مؤمنها، ولا يفي لذي عهد عهده فليس من أمتي، ومن خرج تحت
راية رعمية، ليقاتل لعصبية أو يغضب لعصبية أو ينتصر لعصبية، فقتل
فقتلته جاهلية».
237

القول في فضل من جمع بين الرواية والدراية
139 - حدثني صحيب لنا كان معنا يقال له محمد بن أحمد بن محمد بن
إسحاق الهروي، قال: سمعت محمد بن خزيمة النيسابوري يقول: سمعت
عبد الله بن هاشم الطوسي يقول: كنا عند وكيع فقال: الأعمش أحب
إليكم عن أبي وائل عن عبد الله، أو سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله؟ فقلنا: الأعمش عن أبي وائل أقرب. فقال: الأعمش شيخ
وأبو وائل شيخ، وسفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقيه
عن فقيه عن فقيه عن فقيه.
140 - حدثنا الحسن بن سهل العدوي من أهل رامهرمز، ثنا علي بن
الأزهر الرازي، ثنا جرير عن قابوس، قال: قلت لأبي: كيف تأتي علقمة
وتدع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: يا بني لأن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يستفتونه.
141 - حدثنا الحسين بن بهان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا عبد الله بن
238

إدريس لو عن ليث عن طاوس، قال: قيل له: أدركت أصحاب محمد
وتركتهم ورجعت إلى هذا الغلام! قال: أدركت سبعين شيخا من أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم يتدارؤون في الأمر (ظ ص 40) فيرجعون إلى قول ابن عباس
رضي الله عنه.
142 - وحدثنيه عبد (م و 19: آ) الله بن أحمد الغزاء، ثنا أبو
حميد المصيصي، ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، ثنا محمد بن مسلم
الطائفي عن إبراهيم بن ميسرة قال: قيل لطاوس فذكر نحوه.
143 - حدثني محمد بن الحسين الخثعمي، ثنا إسماعيل بن موسى، ثنا
هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر يأذن
لأهل بدر ويأذن لي معهم، فوجد بعضهم من ذلك وقالوا: يأذن لهذا
الفتى معنا ومن أبنائنا من هو مثله؟ قال: فبلغ ذلك عمر، فقال لهم:
انه ممن قد علمتم أو من حيث علمتم. وقال لهم ذات يوم: - وأذن لي معهم -
ثم سألهم عن تفسير «إذا جاء نصر الله والفتح» فقالوا: أمر الله نبية إذا
فتح عليه أن يستغفر وأن يتوب (س و 34: ب) فقال عمر لي: ما تقول
يا ابن عباس؟ قلت: ليس كما قالوا. قال: فقل. قلت: الفتح، فتح مكة،
أعلم الله نبيه إذا فتح عليه مكة، ورأي الناس يدخلون في دين الله أفواجا
أن يسبحه ويستغفره، وأعلمه موته. فقال عمر: تلومونني عليه بعد
هذا!!؟.
239

144 - حدثني أبي، ثنا أبو عبيدة التستري بن يحيى، ثنا أحمد بن
(ك و 16: ب) جواس، حدثنا نوفل قال: كنا عند ابن المبارك،
فحدثنا عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي انه كره أن يأخذ من المختلعة
كل ما أعطاها، فقال رجل: حدثنا قيس بن الربيع عن أبي حصين عن
الشعبي انه كره أن يأخذ من المختلعة أكثر مما أعطاها. فقال ابن المبارك:
ان قيسا لم يكن يفرق بين كل وأكثر، فاطلب لسفيان قرنا ولن تجد.
145 - حدثنا محمد بن الوليد النرسي، ثنا أبو حفص، ثنا أبو داود
ثنا حماد بن سلمة عن هارون بن رباب عن عبد الله بن عبيد عن ابن عباس
أن رجلا قال: يا رسول الله، ان امرأتي لا تدع يد لامس. قال: «طلقها»
قال: إنها حسناء, واني أخشى على نفسي. قال: «أمسكها» قال
أبو حفص: فحدثت بهذا الحديث يحيى بن سعيد فأنكره، وقال: إنما
(س و 35: آ) هو مرسل عن عبد الله بن عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. فقال
عفان بن مسلم - وكان إلى جنبه -: ثنا حماد بن سلمة، ثنا هارون بن
رباب وعبد الكريم المعلم (ظ ص 41) عن عبد الله بن عبيد، قال أحدها
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يحيى بن سعيد: أبو داود لا يفرق
بين هذين.
240

146 - حدثنا عبد الله بن صالح البخاري، ثنا أحمد بن إبراهيم ابن
كثير، ثنا نعيم بن حماد، قال: قلت لعبد الرحمن بن مهدي أين ابن عيينة
من الثوري؟ فقال: عند ابن عيينة من معرفته بالقرآن، وتفسير الحديث،
وغوصه على حروف متفرقة يجمعها - ما لم يكن عند الثوري.
142 - حدثنا الحسين بن بهان (م و 19: ب)، ثنا سهل بن عثمان،
ثنا حفص عن أشعث عن ابن سيرين، قال: أتيت شريحا، فكنت أجالسه
في مجلس القضاء، فاشتبه عليه يوما في قضية، فأرسل إلى عبيدة السلماني،
فسأله، فقلت: ها هنا من هو أعلم من شريح، فأتيته وتركت شريحا.
148 - حدثنا أبو عمر بن سهيل الفقيه، ثنا محمد بن إسماعيل أبو عبد الله
(س و 35: ب) الأصبهاني بمكة، حدثنا مصعب الزبيري قال:
241

سمعت مالك بن أنس وقد قال لابني أخته، أبي بكر وإسماعيل ابني أبي
أويس -: أراكما تحبان هذا الشأن وتطلبانه - يعني الحديث - قالا:
نعم. قال: إن أحببتما ان تنتفعا وينفع الله بكما، فأقلا منه وتفقها. ونزل
ابن مالك بن أنس من فوق، ومعه حمام قد غطاه. قال: فعلم مالك
أنه قد فهمه الناس. فقال: الأدب أدب الله، لا أدب الآباء والأمهات،
والخير خير الله، لا خير الآباء والأمهات.
149 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا هارون الفروي،
حدثني أبي قال: كان يحي بن مالك بن أنس يدخل ويخرج ولا يجلس
معنا عند أبيه، فكان إذا نظر إليه أبوه يقول: هاه! ان مما يطيب نفسي
أن هذا العلم لا يورث، وأن أحدا لم يخلف أباه في مجلسه الا عبد الرحمن
بن القاسم.
150 - حدثنا بكر بن أحمد بن الفرج الزهري، ثنا العباس بن الفرج
الرياشي، ثنا عبد الملك بن قريب، قال: دخل عبد الملك بن مروان
المسجد الحرام، فرأى حلق العلم والذكر، فأعجب بها، فأشار إلى حلقة،
فقال: لمن هذه الحلقة؟ فقيل لعطاء (س و 36: آ). ونظر إلى أخرى،
فقال: لمن هذه؟ فقيل لسعيد بن جبير. ونظر إلى أخرى، فقال:
لمن هذه؟ فقيل: لميمون بن مهران. ونظر إلى أخرى فقال: لمن هذه!
فقيل: لمكحول ونظر إلى أخرى، فقال: لمن هذه؟ فقيل: لمجاهد. وكل
هؤلاء من أبناء الفرس (ظ ص 42) الذين باليمن، فرجع إلى منزله،
242

وبعث إلى حياء قريش فجمعهم، فقال يا معشر قريش، كنا فيما قد علمتم،
فمن الله علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، وبهذا الدين، فحقرتموه حتى غلبكم أبناء الفرس.
فلم يرد أحد منهم الا علي بن (الحسين، فإنه) قال: ذلك فضل الله
يؤتيه من يشاء. ثم قال عبد الملك: ما رأيت كهذا الحي من الفرس،
ملكوا من أول الدهر فلم يحتاجوا إلينا، وملكناها فما استغنينا عنهم ساعة.
151 - حدثنا (ك و 17: آ) أحمد بن محمد العسكري، حدثنا
أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو مسهر، قال: سمعت كامل بن سلمة بن رجاء
بن حيوة قال: قال هشام بن عبد الملك: من سيد أهل فلسطين؟ قالوا:
رحاء ابن حيوة. قال: فمن سيد أهل (م و 20: آ) الأردن؟ قالوا:
عبادة بن نسي. قال: فمن سيد أهل دمشق؟ قالوا: يحي بن يحي
243

الغساني. قال فمن سيد أهل حمص؟ قالوا: عمرو بن قيس. قال:
فمن سيد أهل (س و 36: ب) الجزيرة؟ قالوا: عدي بن عدي الكندي.
قال: يا لكندة!.
152 - حدثنا موسى بن زكرياء، انا عمرو بن الحصين، ثنا ابن علانة،
ثنا حميد الطويل، قال: قدم رجل من أهل البادية البصرة، فاستقبله
خالد بن مهران، فقال له: يا أبا عبد الله، أخبرني عن سيد أهل هذا
المصر من هو؟ قال: الحسن بن أبي الحسن. قال: أعربي أم مولى؟
244

قال: مولى. (قال: مولى) لمن؟ قال: للأنصار. قال فيم سادهم؟
فقال: احتاجوا إليه في دينهم، واستغنى هو عن دنياهم. فقال البدوي:
كفى بهذا سؤددا.
153 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن حماد الخراساني، ثنا أبو بكر العابدي،
ثنا الزبير بن أبي بكر، حدثني رجل عن قيس بن حفص الدارمي، حدثني
مسعود بن سليم، قال: ابتنى معاوية بالأبطح مجلسا، فجلس عليه ومعه
ابنة قرظة، فإذا هو بجماعة على رحال، وشاب منهم قد رفع عقيرته،
يغني:
بينما يذكرنني أبصرنني * عند قيد الميل يسعى بي الأغر
قلن تعرفن الفتى قلنا نعم * قد عرفناه وهل يخفى القمر
245

(ظ ص 43) قال: من هذا؟ قالوا: عمر بن أبي ربيعة. قال:
خلوا له الطريق فليذهب. قال: ثم إذا هو بجماعة، وإذا رجل يسأل،
يقال له: رميت قبل أن (س و 37: آ) أحلق، وحلقت قبل أن أرمي،
لأشياء أشكلت عليهم من مناسك الحج. قال: من هذا؟ قالوا: عبد الله بن عمر.
فالتفت إلى ابنة قرظة، قال: هذا وأبيك الشرف، هذا والله شرف
الدنيا وشرف الآخرة.
246

154 - حدثنا أحمد بن سعيد أن الزبير حدثهم، ثنا إبراهيم الحزامي
حدثني معن بن عيسى، حدثني ابن أخي ابن شهاب، قال: كتب بعض
ملوك بني أمية إلى عمي يسأله عن الخنثى من أين يورث؟ قال: من حيث
يخرج الماء، فان خرج منهما جميعا فمن أيهما سبق. قال معن: فسمعني
رجل ممن يسكن بلاد الزهري، فقال: ألم تسمع ما قال الشاعر له،
حين قضى بهذا؟ فقلت: لا، وما ذاك؟ قال: قال:
ومهمة أعيى القضاة قضاؤها * تذر الفقيه يشك شك الجاهل
عجلت قبل حنيذها بشوائها * وقطعت مفصلها بحكم فاصل
فتركتها بعد العماية سنة * للمقتدين وللإمام العادل
(م و 20: ب) قال الحزامي: فسمعني المؤمل بن طالوت، فقال:
هذا قائد بن أفرم البلوى.
155 - وقال سعيد بن وهب يذكر مالك بن أنس:
يأبي الجواب فما يراجع هيبة * والسائلون نواكس الأذقان
247

(س و 37: ب)
هدي التقى وعز سلطان الهدى * فهو العزيز وليس ذا سلطان
156 - حدثنا إبراهيم بن حميد النحوي، حدثني أبو بكر الخصاف،
حدثني هلال ابن مسلم، قال: كنت أختلف إلى غندر أكتب عنه،
وكان يستثقلني للمذهب فأتيته يوما وأصحاب الحديث عنده، فلما رآني أظهر
استثقالا، وأقبل على أصحاب الحديث يحدثهم لكراهته لي، فسلمت وجلست
فقلت: أصلحك الله، حديث صفوان (ك و 17: ب) بن عسال المرادي:
أن يهوديين نظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فمالا إليه، فقالا: نسألك عن التسع
الآيات (ظ ص 44) التي جاء بها موسى، قال: فأخبرهما بها، فقالا له:
نشهد أنك نبي. قال: فما يمنعكما ان تسلما؟ قالا: نخاف أن تقتلنا يهود.
فقال: نعم. حدثني شعبة عن الحكم، فأي شئ لصاحبك في هذا؟ قلت:
إنهما قالا: نشهد انك نبي، ثم رجعا إلى اليهودية، فلم يجعل ذلك ردة منهما
فالتفت إلى أصحاب الحديث، فقال أتحسنون فلا أنتم من هذا شيئا؟ ثم أقبل
علي، فقال: أحب أن تلزمني وتبسط إلي، ثم قمت من عنده وتركته.
248

157 - حدثنا شيخنا أبو عمر أحمد بن محمد بن سهيل، حدثني رجل ذكره
من أهل العلم، وأنسيت أنا اسمه، (س و 38: آ) وأحسبه يوسف
بن الصاد قال: وقفت امرأة على مجلس فيه يحيى بن معين وأبو خيثمة وخلف
بن سالم في جماعة يتذاكرون الحديث، فسمعتهم يقولون: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه فلان، وما حدث به غير فلان فسألتهم المرأة عن الحائض تغسل الموتى، وكانت غاسلة، فلم يجبها أحد
منهم، وجعل بعضهم ينظر إلى بعض، فأقبل أبو ثور، فقيل لها عليك
بالمقبل، فالتفتت إليه، وقد دنا منها، فسألته، فقال: نعم تغسل الميت،
249

لحديث عثمان بن الأحنف عن القاسم عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها:
«أما ان حيضتك ليست في يدك»، ولقولها: كنت أفرق رأس رسول الله
صلى الله عليه وسلم بالماء وأنا حائض. قال أبو ثور: فإذا فرقت رأس الحي بالماء فالميت
أولى به، فقالوا: نعم. رواه فلان، ونعرفه من طريق كذا، وخاضوا في
الطرق والروايات، فقالت المرأة: فأين كنتم إلى الآن؟
158 - (م و 21: آ) أخبرني الساجي، أن جعفر بن أحمد حدثهم،
قال: لما وضع أبو عبيد كتب الفقه والرد بلغ ذلك حسين بن علي الكرابيسي
(س و 38: ب) بعض كتبه، فنظر فيه، فإذا هو يحتج عليهم بحجج
250

للشافعي ويحكي لفظه، وهو لا يذكر الشافعي، فغضب حسين ولقيه،
فقال: يا أبا عبيد، تقول في كتبك: قال ابن الحسن، (ظ ص 45) وقال
فلان، وتدغم ذكر الشافعي، وقد سرقت احتجاجه من كتبه!! ما أنت؟
وهل تحسن أنت شيئا؟ إنما أنت راوية. ثم سأله عن رجل ضرب صدر
رجل، فكسر ضلعا من أضلاعه، فأجابه بالخطأ، فقال: أنت لا تحسن
مسألة واحدة، تضع الكتب!!؟ فلم يقم حتى بين أمره.
159 - أخبرني أبي ان القاسم بن نصر المخرمي حدثهم، قال: سمعت
علي بن المديني يقول: قدمت الكوفة، فعنيت بحديث الأعمش فجمعته،
فلما قدمت البصرة لقيت عبد الرحمن، فسلمت عليه، فقال: هات يا علي
ما عندك، فقلت: ما أحد يفيدني عن الأعمش شيئا. قال: فغضب، فقال
هذا كلام أهل العلم!؟ ومن يضبط العلم ومن يحيط به، مثلك يتكلم بهذا
معك شئ تكتب فيه؟ قلت: نعم. قال: أكتب قلت: ذاكرني فلعله
عندي. قال: اكتب، لست أملي عليك الا ما ليس عندك. قال: فأملي
علي ثلاثين حديثا لم أسمع منها حديثا. ثم قال: لا تعد. قلت: لا أعود.
251

قال علي: فلما كان بعد سنة جاء سليمان إلى الباب (س و 39: آ) فقال:
امض إلى عبد الرحمن حتى أفضحه اليوم في المناسك قال علي: وكان سليمان
من أعلم أصحابنا بالحج، قال فذهبنا فدخلنا عليه، فسلمنا وجلسنا بين يديه
فقال: هاتا ما عندكما. وأظنك يا سليمان صاحب الخطبة. قال: نعم،
ما أحد يفيدنا في الحج شيئا، (ك و 18: آ) فأقبل عليه بمثل ما أقبل
علي. ثم قال: يا سليمان ما تقول في رجل قضى المناسك كلها الا الطواف
بالبيت، فوقع على أهله، فاندفع سليمان فروى يتفرقان حيث اجتمعا،
ويجتمعان حيث تفرقا. قال: أرو ومتى يجتمعان، ومتى يفترقان؟
فسكت سليمان، فقال اكتب. وأقبل يلقي عليه المسائل ويملي عليه، حتى
كتبنا ثلاثين مسألة في كل مسألة يروي الحديث والحديثين، ويقول: سألت
مالكا، وسألت سفيان، وعبيد الله بن الحسن. قال: فلما قمت قال:
لا تعد ثانيا تقول ما قلت. فقمنا وخرجنا. قال: فأقبل علي سليمان،
فقال أيش خرج علينا من صلب مهدي هذا؟ كأنه كان قاعدا معهم سمعت
مالكا وسفيان وعبيد الله.
160 - أخبرني أحمد بن محمد بن الفضل التستري، ثنا محمد بن سعيد الترمذي
وقد كتبت أنا عنه، ولم أسمع هذا منه، ثنا علي بن المديني، أنا
(م و 21: ب، س و) عبد الرزاق (39: ب ظ ص 46) عن
معمر عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عقر في الاسلام.
252

قال محمد بن سعيد الترمذي: فسألت أبا عبيد عن العقر، فقال: لا أدري
ثم سألوا أبا عبد الله بن الأعرابي عنها فقال: لا أدري. ثم سألوا أبا عبد الله
بن الأعرابي عنها فقال: لا أدري ثم سألوا أبا عمرو الشيباني: فقال لا أدري
فقيل: سلوا أهلها. فقالوا لأحمد بن حنبل: ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم
«لا عقر في الاسلام»؟ فقال: كانوا في الجاهلية إذا مات فيهم السيد عقروا
على قبره، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال: «لا عقر في الاسلام». قال
محمد بن سعيد: فأخبرت أبا عمر هلال بن العلاء الرقي، فأعجب بقول
أحمد وأنشد:
و إذا مررت بقبره فاعقر به * كوم الهجان وكل طرف سابح
ثم قال لي: عقر في الجاهلية على قبر ربيعة بن مكدم، وفي الاسلام
على قبر المغيرة بن المهلب، عقر عليه كعب بن أبي سود.
161 - حدثني العباس بن الحسين البغدادي، ثنا أحمد بن محمد بن بكر
النيسابوري، قال: سمعت أبا العباس الحراني يقول: سمعت أبا عاصم النبيل
يقول: الرياسة في الحديث بلا دراية رياسة نذلة.
253

162 - حدثني أحمد بن محمد بن سهل (س و 40: آ) الطيالسي،
قال: سمعت محمد بن يونس الكديمي يقول: سمعت سليمان الشاذكوني يقول
وسئل عن أحمد وعلي بن المديني، فقال: ما أشبه السك باللك، يريد
فقه أحمد وعلمه بغوامض الحديث.
163 - أخبرني أبو بكر بن عبد العزيز بن أبي شيبة، أنا محمد بن عمران
الضبي. قال: استأذن شريك على أبي عبيد الله كاتب المهدي فدخل وعنده
جماعة من أهل البصرة وأهل الكوفة، فقال لشريك: يا أبا عبد الله، ان
أصحابنا قد اختلفوا في أمر، وقد ضمنت عنك بأن تقضي بينهم، فقال:
أصلحك الله، الاختلاف قديم، وان أعفيتني كان أحب إلي. قال: لا، انه
لا بد. قال: ففيم اختلفوا؟ قال: زعم أهل الكوفة ان النبيذ بمنزلة الماء،
وزعم البصريون (ظ ص 47) انه حرام كالخمر، فقال شريك: ثنا
إسماعيل عن قيس عن عبد الله أنه شرب نبيذا كأشد النبيذ. وثنا وجعل
يذكر الحديث وما جاء فيه من الرخصة.
254

164 - وأخبرنا به أبو يعلى الموصلي فيما كتب به إلينا أن منصور
255

بن أبي مزاحم (ك و 18: ب) حدثهم، قال سمعت شريك بن عبد الله
في مجلس أبي عبد الله وفيه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي، وأبو مصعب،
وعنده من أشراف (م و 22: آ) الناس، وابن لأبي موسى يقال له:
أبو بلال بن الأشعري، وخالد (س و 40: ب) بن هلال المخزومي،
فتذاكروا النبيذ، فتحدثوا فيه، فتكلم من حضر من العراقيين، فرخصوا
في النبيذ، وذكر الحجازيون التشديد، فقال شريك بن عبد الله: ثنا
أبو إسحاق الهمداني عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر بن الخطاب رضي
الله عنه: انا نأكل لحوم هذه الإبل وليس يقطعه في بطوننا الا النبيذ الشديد
فقال الحسن بن زيد: ما سمعنا بهذا في المللة الآخرة. إن هذا الا اختلاق
فقال شريك للحسن: شغلك عن هذا جلوسك على الطنافس في صدور
المجالس، هذا أمر لم تسهر فيه عيناك، ولم يسمل فيه ثوباك، ولم تتمزق
فيه خفاك، أصحاب هذا يطلبونه في مظانة، فقال أبو عبيد الله: فأنت
يا أبا عبد الله كيف تقول في هذا؟ قال هيهات، أهل الحديث أشد صيانة
من أن يعرضوا للتكذيب، فقال بعضهم: كان سفيان الثوري يشرب.
256

فقال قائل منهم: بلغنا أن سفيان ترك النبيذ، فقال شريك: أنا رأيته
يشرب في بيت حبر أهل الكوفة في زمانه، مالك بن مغول، قال
أبو محمد: والحديث على لفظ أبي يعلى عن منصور قد سبق.
165 - حدثني محمد بن خلف بن المرزبان، ثنا أحمد بن مسعود بن
نصر النحوي عن عبد الله بن صالح العجلي، (س و 41: آ) قال:
سألت الكسائي عن قوله: التحيات لله، ما معناها؟ فقال: التحيات مثل
البركات. قلت: ما معنى البركات؟ فقال: ما سمعت فيها شيئا.
وسألت عنها محمد بن الحسن فقال: هو شئ تعبد لله به عباده. فقدمت
الكوفة، فلقيت عبد الله بن إدريس، فقلت: اني سألت الكسائي
ومحمد عن قوله: التحيات، فأجاباني بكذا وكذا، فقال عبد الله بن إدريس:
انه لا علم لهما بالشعر وبهذه الأشياء. التحية: الملك. وأنشدني:
257

(ظ ص 48)
أوم بها أبا قابوس حتى * أنيخ على تحيته بجندي
166 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن حسان الأنماطي، ثنا أبو همام
الوليد بن شجاع، ثنا مطهر بن الهيثم، ثنا محمد بن ثابت البناني عن أبيه
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لا يقاد البعير بين اثنين» قال
أبو همام: سمعت أبا عاصم الضحاك بن مخلد يقول: لا يركبانه جميعا بل
يمشيان.
167 - حدثنا موسى بن سهل الجوني، ثنا يونس بن عبد الأعلى،
ثنا سفيان بن عيينة، حدثنا عبيد الله بن أبي يزيد عن (م و 22: ب)
أبية عن سباع بن ثابت سمع من أم كرز (س و 41: ب) الكعبية عن
258

النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أقروا الطير على مكناتها). قال يونس: فقال
لي محمد بن إدريس الشافعي: معنى هذا الحديث، أن الرجل من أهل
الجاهلية كان إذا أراد الحاجة أتى الطير في وكرها، فنفرها، فان أخذت
ذات اليمين مضى لحاجته وان أخذت ذات الشمال رجع. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم
عن ذلك.
وأما الحديث الآخر (لا تطرقوا الطير في أوكارها)، فإنه نهي عن
صيدها ليلا. قال القاضي أبو محمد: هكذا في الحديث مكناتها، وأهل
العربية يقولون: (وكناتها). قال امرؤ القيس:
وقد اغتدى والطير في وكناتها.
والوكنة اسم لكل وكر وعش، والوكر موضع الطائر الذي يبيض
فيه، ويفرخ، وهو الخروق في الحيطان والشجر، ويقال وكن الطائر
يكن وكونا إذا حضن على (ك و 19: آ) بيضه، وهذا ونحوه - مما
لا يعرف معناه إلا أهل الحديث - كثير.
259

168 - قال أبو محمد: وقال بعض أصحابنا: قلت لسليمان الشاذكوني
في حديث يذكر فيه علي رضي الله عنه: ضرباته أبكار تقصر معها الأعمار؟
قال: معناه أنه لا (س و 42: آ) لا يحتاج إلى أكثر من ضربة واحدة حتى
يقضي على المضروب.
169 - قال أبو محمد: وحديث رواه معاوية بن قرة: «أمير القوم
أقطفهم دابة»، قال معناه: أنه لهم أن يسيروا بسيره، لأن القطوف،
يتباطأ في السير لئلا يحيط به العدو، ويعرض له السبع. قال: وقوله
(عليه السلام): «ان على كل هدية شيطانا». قال: هذا مثل
في (ظ ص 49) الاجتماع والافتراق، يقول: اجتمعوا ولا تفرقوا، وكونوا
سدى ولحمة، فإنكم إذا تفرقتم كنتم بمنزلة الهدب، كان مع كل واحد
منكم شيطان يدعوه إلى أنواع الخلاف، وإذا اجتمعتم كنتم بمنزلة السدي
واللحمة، ومثله قوله:
«المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».
260

170 - حدثنا القاسم بن محمد بن حماد، ثنا أبو بلال الأشعري،
ثنا عبد الله بن مسعر بن كدام عن أبيه عن وبرة عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لرجل: «توقه وتبقه».
171 - حدثناه الحضرمي، ثنا القاسم بن محمد العبسي، ثنا أبو خالد
الأحمر عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن سيار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لأبي بكر: «يا أبا بكر توق وتبق». وهذا على وجه (م و 23: آ)
الدعاء (س و 42: ب) وتقديره: وقاك الله وأبقاك، وأخرجه مخرج
الأمر. كما قال للآخر: عش حميدا، والبس جديدا، ومت شهيدا، وكما
قال بعض الشعراء: يا أمين الله عش أبدا. ويحتمل أن يكون: توق المحارم
لتصل إلى بقاء الأبد، والهاء عماد. كقوله (عز وجل): «فبهداهم
اقتده» وأشباهه.
261

172 - قال أبو محمد: قال لنا حسنون بن أحمد المصري: قال لنا
أحمد بن صالح: قال لنا ابن وهب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «أعوذ بك من
الفقر» ليس يريد فقر القلة، إنما أراد فقر القلب.
173 - وكان الحسن بن علي السراج يقول: يزعمون أن أصحاب الحديث
أغمار وحملة أسفار، وكيف يلحق هذا النعت قوما ضبطوا هذا العلم، حتى
فرقوا بين الياء والتاء؟ فمن ذلك أن أهل الكوفة رووا حديث إسماعيل بن
أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن المستورد بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما الدنيا في الآخرة إلا كما يضرب أحدكم أصبعه في اليم، فلينظر بم
ترجع»، فقالوا: ترجع بالتاء، جعلوا الفعل للإصبع وهي مؤنثة،
وروى أهل البصرة عن إسماعيل (س و 43: آ) هذا الحديث، فقالوا
يرجع بالياء، جعلوا الفعل لليم.
174 - قال القاضي: وضبطوا الحرفين يشتركان في الصورة، يعجم
أحدهما ولا يعجم الآخر، كقوله عليه السلام: «ينضح (ظ ص 50)
على بول الصبي» بالحاء غير معجمة، وفي الحديث الآخر: نضخه بالماء،
بالخاء، والنضخ بالخاء معجمه فوق النضح.
175 - وأخبرنا أبو خليفة أن التوزي قال: النضخ مجتمع والنضح
262

متفرق. وكذلك النهش والنهس بالشين، والسين، والرضخ،
والرضح، والقبض والقبص.
176 - وحفظوا من قال: كيف أنت إذا بقيت في حفالة من الناس؟
بالفاء، ومن قاله بالثاء. ومن روى رحمة مهداة بكسر الميم من الهداية، ومن
رواه بالضم من الهدية، والنهي عن المخاضرة بالضاد، وهي بيع البقل
والكراث قيل أن يجز جزة، وعن المخاصرة بالصاد غير معجمة،
وروى أيضا الاختصار، وهو أن يمسك الرجل يده على خاصرته في الصلاة.
ونهى عن القزع بالقاف والزاي المعجمة، وهو أن يحلق رأس الصبي
ويترك وسطه، وعن الفرع بالفاء والراء غير معجمة وهو ذبائحهم
لآلهتهم. وعن القرع (س و 43: آ) بالقاف والراء غير معجمة (ك و
19: ب) وهو الانتباذ في القرع، يعنى ظرف الدباء. وضبطوا (اختلاف
263

حركة) الأسماء (م و 23: ب) المتفقة صورها، فميز عبيدة من
عبيدة، وعمارة من عمارة، وعبادة من عبادة، وحبان من حبان،
وسليم من سليم، ومعقل من معقل، ومعمر من معمر، وحبيب من
حبيب، وبشير من بشير. وتوصلوا إلى معرفة الأسماء والألقاب والأنساب،
فقالوا: فلان البدري شهد بدرا، وأبو مسعود البدري كان ينزل ماء بدر،
وليس ممن شهد بدرا، وفلان القارئ من قراءة القرآن، وعبد الرحمن بن
عبد القاري من القارة وهم بنو الهون بن خزيمة.
وعمير مولى آبي اللحم على وزن فاعل من الأباة لأن لأنه كان يأبى أن يأكل
اللحم، فلقب به وليس بكنية.
ويزيد الفقير كان يألم فقار ظهره حتى ينحني لها، وليس من الفقر.
(ظ ص 51) وعمار الدهني مفتوح الهاء من بني دهن حي من بجيلة،
وهم أحمس بن الغوث بن أنمار بن أراش بن الغوث بن نبت بن مالك بن يزيد
بن كهلان ابن سبأ. وبجيلة أم، فنسب ولدها إليها.
والضحاك المشرقي مكسور الميم مفتوح الراء منسوب إلى مشرق (س
و 44: آ) بطن من همدان. الذي روى سفيان الثوري عن حبيب بن
أبي ثابت عن الضحاك المشرقي عن أبي سعيد الخدري: «أن النبي صلى الله عليه وسلم،
264

ذكر فئة مختلفة تخرج، يقتلها أقرب الطائفتين إلى الحق، والضحاك هذا
فارس شريف قاتل مع الحسين رضي الله عنه.
177 - قال القاضي: قال لي أبو عبد الله بن البري يوما: أبو عبد الله
عن أبي عروة عن أبي الخطاب عن أبي حمزة من هم؟ قلت: لا أدري،
قال: الثوري عن معمر عن قتادة، وأبو حمزة لو قال قائل كان أنس بن
مالك. فهذا سألني عنه أبو عبد الله بن البري مفيدا على وجه الاختبار.
178 - ولو سأل سائل عن الحسن بن دينار، فقال: دينار أبوه أو
جده أو أبو جده؟ فأيهما أجاب المسؤول فقد أخطأ، لأن دينارا زوج أمه
عرف به، فنسب إليه. وهو الحسن بن واصل. وكذلك عباد بن عباد
بن علقمة واخضر زوج أمه. وكذلك أبو رجاء العطاردي، يظن أكثر
الناس أنه من ولد عطارد بن حاجب بن زرارة، وهو أبو رجاء عمران
ابن ملحان من اليمن، سباه بنو عطارد في الجاهلية، فبقي فيهم ونسب
إليهم، وهو عطارد بن كعب بن سعد (س و 44: ب) بن زيد مناة
بن تميم.
265

179 - فأما المعرفون بأجدادهم المنسوبون
إليهم دون آبائهم:
كابن أبجر، وابن جريج، وبني أبي شيبة (فهم كثيرون).
1 - فأما ابن أبجر فإنما هو عبد الملك بن حيان (م و 24: آ) ابن
أبجر.
2 - وابن جريج إنما هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج.
3 - وبنو أبي شيبة إنما هم بنو محمد بن أبي شيبة، وهم عثمان، وعبد الله
والقاسم، واسم أبي شيبة إبراهيم.
4 - (ظ ص 52) وكذلك بنو الماجشون، كل واحد منهم في عقبه
الآخر، فسمي ابن الماجشون، وماجشون لقب كان جدهم به
يعرف، سمعت أبي يقول: سمعت يعقوب بن سفيان الفسوي
يقول: هم من أهل أصبهان انتقلوا إلى المدينة، فكان أحدهم
يلقى الآخر، فيقول: شوني شوني، يريد بذلك كيف أنت فلقبوا
بالماجشون.
266

180 - ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن يعرف
يجده وينسب إليه.
(5 - 7) (ك و 20: آ) أحمر بن جزء، وهو ابن سواء بن
جزء، وحمل بن النابغة، وهو حمل بن مالك بن النابغة هذلي،
و مجمع بن جاريه، وهو مجمع ابن يزيد بن جارية.
181 - ثم من يعرف بكنية جده وينسب إليه.
8 - ابن أبي الحسين المكي، هو عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
الحسين، (س و 45: آ).
9 - وابن أبي عمار، وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار.
10 - وابن أبي لبيبة، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة.
11 - وابن أبي ذباب، وهو الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب.
267

12 - وابن أبي ذئب، وهو محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي
ذئب.
13 - وابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى.
14 - وابن أبي سبرة، وهو محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي
رهم من بني عامر بن لؤي.
15 - وابن أبي مليكة، وهو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة،
واسم أبي مليكة زهير بن عبد الله.
182 - ثم المنتسبون إلى أمهاتهم.
16 - فابن علية، وهو إسماعيل بن إبراهيم، وعلية أمه، وكان يكره
أن يدعى ابن علية.
17 - وابن عائشة، وهو محمد بن حفص بن عمر بن موسى بن عبد الله بن
معمر وعائشة أمه، وهي بنت عبيد الله بن عبد الله بن معمر.
وفي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عدة ينسبون إلى أمهاتهم، منهم:
268

18 - شرحبيل بن حسنة، وهو شرحبيل بن شرحبيل بن عبد الله بن المطاع بن
عمرو من كندة، وأمه حسنة مولاة معمر بن حبيب الجمحي.
(ظ ص 53) وأخبرنا أبو خليفة عن الجهم عن الجمحي، قال:
هو شرحبيل بن عبد الله (س و 45: ب) بن المطاع وحسنة أمه
من بطن حمير، وكان سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن
حذافة بن جمح تزوجها بعد عبد الله بن المطاع، وتبنى ابنها في
الجاهلية.
19 - ومنهم بشير بن الخصاصية، هو بشير بن معبد بن شراحيل (م
و 24: ب) بن سبع بن ضباري بن سدوس. والخصاصية أم
ضباري، واسمها كبشة، ويقال مارية بنت عمر بن الحرث بن
الغطريف من الأزد.
20 - وابن أم مكتوم، واسمه عمرو بن قيس، ويقال اسمه عبد الله بن
زائده، وأم مكتوم أمه، وهي عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة
من بني عامر بن لؤي.
269

21 - وابن بحينة، وهو عبد الله بن مالك، وبحينة أمه، وهي بحينة
بنت الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي.
22 - ومعاذ بن عفراء، وهو معاذ بن الحرث بن رفاعة، أمه عفراء بنت
عبيد من بني النجار.
23 - والحارث بن البرصاء هو الحارث بن مالك، وبرصاء أمه، وهي
برصاء ابنة ربيعة.
24 - ويعلى بن منية، وهو يعلى بن أمية بن أبي عبيدة من ولد
زيد ابن مالك ابن حنظلة، ومنية أمه، وهي منية بنت غزوان
أخت عتبة بن غزوان من بني مازن بن منصور أخي سليم بن
منصور.
183 - (س و 46: آ) المعروفون يغير أسمائهم إما بلقب أو
بنعت أو معنى.
25 - منهم الأحلج الكندي، وهو يحيى بن عبد الله بن حسان بن
270

حجر ابن وهب بن ربيعه بن الحارث (ك و 20: ب) بن معاوية
بن ثور. حدثني عبد الله ابن علي عن أبي سعيد الأشج، بهذا الاسم
والنسب.
26 - خاقان الأهتم: اسمه عبد الله بن عبد الله.
27 - أبو عبد الله الأغر، اسمه سلمان.
184 - ومن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن يعرف بلقبه أو نعته:
28 - الجارود العبدي، وهو بشر بن عمرو، قال شباب: الجارود
لقب.
29 - أشج عبد القيس (ظ ص 54)، وهو قيس بن النعمان، ويقال
اسمه المنذر.
30 - الأقرع بن حابس، اسمه فراس.
31 - آبي اللحم: عبد الله بن عبد مالك، ويقال اسمه خلف بن عبد
مالك بن عبد الله من غفار.
271

32 - شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه بلج يقوله شباب، وقال أبو
حفص اسمه صالج.
33 - سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه صالح - يقوله شباب - وهو
مولى أم سلمة، حدثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا حماد بن
سلمة عن سعيد بن جمهان عن سفينة قال: أعتقتني أم سلمة،
وشرطت علي خدمة رسول الله (س و 46: ب) صلى الله عليه وسلم ما
عاش.
34 - ذو الجوشن: اسمه شرحبيل من بني ضباب، ويقال: ان صدره
كان ناتئا فلقب ذا الجوشن.
35 - وكذلك ذو الغرة الجهني الذي روى (قلت: يا رسول الله أنتوضأ
من لحوم الإبل (م و 25: آ) قال: نعم). اسمه يعيش.
36 - 37 - ذو اليدين الذي روى حديث السهو، ذو الشمالين بن
عبد عمرو، وقد قيل إنهما واحد. ومن الفقهاء من يأبى ذلك.
زعموا انه كان طويل اليدين.
272

38 - ذو مخبر بن أخي النجاشي، ويقال: ذو مخمر الذي روى:
تصالحون الروم.
39 - وذو اللحية الكلابي الذي روى (قلت: يا رسول الله: ما نعمل؟
أمر قد فرغ منه أم نستقبل؟ قال: بل أمر قد فرغ منه).
40 - ذو الأصبع الذي روى (قلت: يا رسول الله: ان ابتلينا
بالبقاء بعدك فما تأمرنا؟ قال: عليكم ببيت المقدس).
185 - ثم الملقبون الآباء.
41 - سلمة بن الأكوع، اسم الأكوع سنان بن عبد الله الأسلمي.
42 - سلمة بن المحبق، اسم المحبق صخر بن عبيد من هذيل.
42 - عتبة بن فرقد هو عتبة بن يربوع بن حبيب بن مالك.
273

44 - (حذيفة بن اليمان اسم اليمان حسل) (س و 47: آ) جابر.
45 - شداد بن الهاد، واسم الهاد عمرو بن عبد الله من بني ليث.
46 - قبيصة بن هلب، اسم هلب يزيد بن (ظ ص 55) قنافة.
186 - الأسامي والكنى المشكلة الصور التي يجمعها عصر واحد.
حدثني محمد بن محمد بن يحيى القراب السجستاني بمدينة سابور،
ثنا عثمان بن سعيد الدارمي السمسار، قال: كنا عند سعيد بن أبي
مريم بمصر، فأتاه رجل فسأله كتابا ينظر فيه، أو سأله أن يحدثه
بأحاديث فامتنع عليه، وسأله رجل آخر في ذلك فأجابه، فقال
له الأول: سألتك فلم تجبني، وسألك هذا فأجبته، وليس هذا
حق العلم! أو نحوه من الكلام، قال: فقال ابن أبي مريم: ان
كنت تعرف الشيباني من السيباني، وأبا جمرة من أبي حمزة،
وكلاهما عن ابن عباس حدثناك وخصصناك كما خصصنا هذا. قال
القاضي: حدثت بعض أصحابنا بهذه الحكاية، فقال: هلم نتذاكر
الأسماء المشكلة، فجلسنا نعدها، وكثرت، فاجتمعنا على أن
أشكالها ما تقاربت عصور أهله واتفقت (ك و 21: آ) صورها،
واختلفت حروفها وذلك مثل:
274

47 - (س و 47: ب) أبي جمرة بالجيم، هو نصر بن عمران الضبعي
وأبي حمزة بالحاء، هو عمران بن أبي عطاء القصاب، وكلاهما
رويا عن ابن عباس رضي الله عنه، واشتركا فيما روى عنهما،
ويردان في الحديث غير مسمين.
48 - قال شباب: أبو حمزة الثمالي ثابت بن أبي صفية، وأبو حمزة
الذي روى عنه شعبة عبد الرحمن بن كيسان.
49 - وأبو حمزة طلحة بن يزيد مولى قرظة بن كعب، روى عن زيد بن
أرقم.
50 - وكذلك أبو عمرو الشيباني، سعد (م و 25: ب) بن أياس،
وأبو عمرو السيباني بالسين غير معجمة الذي ابنه يحيى بن أبي عمرو
السيباني.
51 - وشيبان من ربيعة، وسيبان من اليمن.
275

52 - وأبو الجوزاء بالجيم والزاي، وأبو الحوراء بالحاء والراء غير معجمة،
وهما في عداد التابعين، روى أحدهما عن ابن عباس، والآخر عن
الحسن ابن علي رضوان الله عليهم.
53 - بريد بن أبي مريم ويزيد بن أبي مريم.
187 - ومن المشكل
54 - جزي بن بكير بالزاي معجمة، وهو من أهل الكوفة، روى عن
حذيفة، (ظ ص 56) وجري بن كليب من أهل البصرة من
بني سدوس بالراء غير معجمة، وهو أيضا من أهل الكوفة (س
و 48: آ) روى عن علي. هذا قول البرديجي. وجزي النهدي
كوفي، روى عن علي رضي الله عنه.
55 - وعايش بن أنس بالياء والشين معجمة، روى عنه عطاء وهو من
أهل المدينة، وعايس بن ربيعة بالياء والسين، روى عنه إبراهيم
النخعي، وهو من أهل الكوفة.
276

56 - ويافع بن عامر الكلاعي، بالياء من أهل الشام، روى عنه إسماعيل
بن عياش، ونافع مولى ابن عمر، روى عنه مالك والناس.
57 - وحضين بن المنذر، أبو ساسان، بالضاد المعجمة، روى عنه عبد
الله الداناج، وحصين بن عبد الرحمن بالصاد غير معجمة، روى
عنه الثوري والناس.
58 - ودخين بالخاء منقوطة من فوق، من أهل مصر، روى عنه كعب
ابن علقمة، ودجين بالجيم، هو ابن ثابت، أبو الغصن من أهل
البصرة، روى عن أسلم مولى عمر.
59 - وحية بن حابس التميمي بالياء منقوطة بنقطتين من أهل البصرة،
روى عنه يحيى بن أبي كثير، وحبة بالباء، هو حبة بن جوين
العرني من أهل الكوفة، روى عنه سلمة بن كهيل، ويقال:
جوية - وهو الأصوب - العرني من أهل الكوفة.
277

60 - وبحير بن سعد بالحاء غير معجمة على مثال بعير (س و 48: ب)
من أهل الشام، روى عنه إسماعيل بن عياش وبقية بن الوليد،
وبجير بن أبي بجير بالجيم، مضمومة الباء، روى عنه إسماعيل بن
أمية.
61 - ووقاء بن أياس، بالقاف ممدودة مثل وعاء، من أهل الكوفة،
روى عنه ابن المبارك. ووفاء مثل وراء، من أهل الشام،
روى عنه الليث ابن سعد.
62 - وخميل بن عبد الرحمن بالخاء معجمة مضمومة، من أهل الكوفة،
روى عنه حبيب بن أبي ثابت. وجميل بن عبد الله النجراني
بالجيم من أهل الشام.
63 - وشعيث بن محرز منقوطة بثلاث من فوق من أهل البصرة.
64 - وشعيب بن حرب من أهل المدائن.
65 - وهبيب بن مغفل ساكنة الغين مكسورة الفاء (م و 26: آ)،
رجل له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
278

66 - (ك و 21: ب) وعبد الله بن مغفل مفتوحة الغين والفاء
مشددة.
67 - البرند إلا مثل الفرند، فيه أبو عرعرة بن البرند.
68 - والبريد مثل الجريد، أبو هاشم بن البريد.
69 - كنيز بالنون والزاي، أبو بحر بن كنيز، وكثير بالثاء، أبو محمد
بن كثير.
70 - ونسير بالنون (ظ ص 57)، نسير بن ذعلوق، ويسير بن
عميلة، أخو الربيع بالياء من بجيلة.
188 - (س و 49: آ) المتفقه أسماؤهم وعصورهم ورواتهم
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والرواة عنهم.
ومن المشكل أيضا أسام وكنى متفقة، يجمعها عصر واحد،
279

تشترك في أكثر من روت عنه وروى عنها، وربما جمعهما بلد واحد،
تأتي بهما الآثار مفردة غير منسوبة، وذلك مثل:
71 - إبراهيم بن يزيد النخعي، وإبراهيم بن يزيد التيمي، وروى
عنهما جميعا الأعمش ويجمعهما عصر واحد وبلد واحد، واشتركا في
أكثر من رويا عنه، وروى عنهما، وعتب السلطان على أحدهما،
فأمر بازعاجه، فغولط به إلى الآخر.
72 - عطاء بن أبي رباح، وعطاء بن يزيد، وعطاء بن يسار،
روى عنهم جميعا الزهري وغيره، ورووا عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
73 - هشام بن حسان، وهشام الدستوائي، روى عنهما أهل
عصر سنة عشرين ومائتين، ورويا جميعا عن الحسن ومحمد وقتادة،
و ابن حسان أكبر.
280

74 - أشعث بن عبد الملك، وأشعث بن سوار، روى عن ابن
سوار الكوفيون: شريك وأبو (س و 49: ب) الأحوص
وطبقتهما، روى عن ابن عبد الملك البصريون، يزيد بن زريع،
ومعاذ، وخالد بن الحارث ومن في طبقتهم، ورويا جميعا عن
الحسن وابن سيرين.
75 - شريح القاضي، وشريح بن هاني، رويا جميعا عن علي
رضي الله عنه، وروى عنهما النخعي وغيره.
76 - حميد بن قيس المكي، وحميد بن قيس الأنصاري، يجمعهما
عصر واحد، واشتركا فيمن رويا عنه، وروى عنهما.
77 - داود بن أبي هند، وداود بن يزيد الأودي، وداود بن
الحصين، وداود بن شابور، رووا جميعا عن الشعبي وعكرمة
وغيرهما، وروى عنهم الكوفيون والبصريون أهل عصر واحد.
78 - حدثنا محمود بن محمد، ثنا إبراهيم الهروي، ثنا ابن أبي فديك،
281

ثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة حديثا عن داود عن
عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إذا قال الرجل لك
يا مخنث فاجلده عشرين، (ظ ص 58) (م و 26: ب)
هذا داود بن الحصين.
79 - عاصم بن بهدلة وعاصم بن سليمان الأحول، روى عنهما
الثوري وشعبة ومن دونهما: طبقة شريك وأبي الأحوص، ولعاصم
الأحول رواية عن أنس، وليس ذلك لابن بهدلة.
80 - يونس بن عبيد، يونس بن يزيد (س و 50: آ) الأيلي،
روى عنهما جميعا عبد الله بن المبارك، واشتركا في كثير ممن رويا
عنه. حدثنا إسماعيل بن أحمد اليماني، ثنا محمد بن عبد الله
المخرمي، ثنا معاذ بن هشام، ثنا أبي عن يونس عن قتادة عن
282

أنس بن مالك، قال: (ما أكل النبي صلى الله عليه وسلم على خوان، ولا في
سكرجة، ولا خبز له مرقق. قلت لقتادة: علام كانوا يأكلون؟
قال: على السفر). قال: فهذا يونس الإسكاف.
81 - منصور بن المعتمر، ومنصور بن زاذان، روى عنهما جميعا
شعبة، وسفيان ومن بعدهما: طبقة هشيم، ورويا جميعا (ك و
22: آ) عن إبراهيم والشعبي وغيرهما.
82 - أيوب السختياني وأيوب بن موسى، رويا جميعا عن نافع،
روى عنهما شعبة وسفيان.
283

83 - مالك بن مغول، ومالك بن أنس، روى عنهما جميعا
أبو عاصم، وابن مغول أكبر وأقدم، مات مالك بن مغول سنة
نيف وخمسين ومائة، ومات مالك بن أنس سنة تسع وسبعين
ومائة.
84 - حماد بن سلمة وحماد بن زيد، رويا عن ثابت، وداود، وأيوب،
والتيمي، وروى عنهما أهل عصر سنة ثلاثين، وابن سلمة أكبر
وأقدم. مات حماد بن سلمة في ذي الحجة سنة (س و 50: ب)
سبع وستين ومائة، ومات حماد بن زيد في شهر رمضان
سنة تسع وسبعين ومائة.
85 - (س و 52: آ) (ظ ص 60) (ك و 24: آ) (أنا القاضي
أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي قال): إذا
قال عارم: حدثنا حماد، فهو حماد بن زيد. وكذلك سليمان ابن
حرب، وإذا قال: التبوذكي: حدثنا حماد، فهو حماد بن سلمة،
وكذلك الحجاج بن منهال. وإذا قال عفان: ثنا حماد أمكن أن
يكون أحدهما.
284

86 - حدثنا أحمد بن عبد الله الحمادي، ثنا أحمد بن جرير البلخي،
ببلخ، ثنا عبد الله بن معاوية للجمحي، ثنا حماد بن سلفة بن
دينار وحماد ابن زيد بن درهم (س و 52: ب) وفضل حماد بن
سلمة على حماد بن زيد، كفضل الدينار على الدرهم، قالا: ثنا عبد
العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا
فإن في السحور بركة».
87 - سفيان الثوري، (م و 27: آ) وسفيان بن عيينة، رويا
جميعا عن الأعمش وغيره، وروى عنهما الوليد بن مسلم وغيره،
وحضرت القاسم المطرز. فحدثنا عن أبي همام أو غيره عن
الوليد عن سفيان حديثا، فقال له أبو طالب بن نصر من
285

سفيان هذا؟ فقال له المطرز: هذا الثوري. فقال له أبو طالب
بل هو ابن عيينة، قال: من أين قلت؟ قال: لأن الوليد روى
عن الثوري أحاديث معدودة محفوظة، وهو ملئ بابن عيينة،
وسفيان الثوري أكبر وأقدم، وابن عيينة أسند.
88 - وفي عصر سفيان بن عيينة، سفيان بن حبيب، وسفيان بن عقبة،
وسفيان بن عامر ويردون في الحديث منسوبين.
89 - عبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، رويا
عن يزيد بن الهاد وابن أبي ذئب، وغيرهما، وروي عنهما أهل
عصر سنة أربعين ومائتين من أهل الحجاز وغيرها.
90 - يحيى بن سعيد القطان، ويحيى بن سعيد العطار، اشتركا
في أكثر من رويا عنه، وروي عنهما وفي عصرهما يحيى بن سعيد
الأموي.
286

91 - وذكر بعض شيوخنا (ظ ص 61) أن الجنيد بن بهرام حدثهم،
حدثنا يعقوب ابن إسحاق الحضرمي، ثنا شبيب بن شيبة قال:
خرجنا مع معاوية بن قرة في جنازة، وكنا على براذين لنا هماليج
وهو على قطوف، فنادانا قفوا، فوقفنا، فقال: كان يقال:
صاحب الدابة القطوف أمير على أصحاب الهماليج، يسيرون بسيره،
ويقفون بوقوفه. وشبيب بن شيبة هذا، ليس بالأهتم، هذا
أبو جزي، وذلك أبو معمر، شبيب بن شيبة بن عبد الله الأهتم
المنقري.
189 - المتفقة كناهم وعصورهم
منهم المكنون بأبي صالح، عدة منهم اشتركوا في الرواية
عن أبي هريرة، عشرون أو نحوها.
92 - منهم: أبو صالح السمان، أبو سهيل بن أبي صالح، وروي
عنه الأعمش والحكم وأبو حصين، وأبو إسحاق وحبيب بن أبي
ثابت، واسمه ذكوان.
93 - وأبو صالح مولى عثمان، روي عن عثمان وعن أبي هريرة،
287

واسمه الحارث، (ك و 24: ب) (س و 53: ب) حدثنا
إسحاق بن داود الصواف، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب
الخوارزمي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث عن زهرة
ابن معبد عن أبي صالح مولى عثمان عن عثمان وأبي هريرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «من مات مرابطا في سبيل الله بعثه الله تعالى يوم
القيامة آمنا من الفزع الأكبر». قال ابن المديني: روى عن
هذا (م و 27: ب) أبو عقيل زهرة بن معبد. وسمعت أبا الوليد
يقول: اسمه الحارث.
94 - وأبو صالح الذي روى عنه كامل بن العلاء وروى عن أبي هريرة،
قال أحمد بن هارون البرديجي: هذا اسمه ميناء.
95 - وأبو صالح الأشعري الذي يروى عنه أهل الشام، وروي هو
عن أبي هريرة، قال علي بن المديني: لا يعرف اسمه. وحكى
العباس عن يحيى بن معين أن هذا هو أبو صالح مولى عثمان، وقال
غيره: هذا وهم.
288

96 - وأبو صالح مولى الجندعيين الذي روى عنه سليمان بن يسار، وروى
هو عن أبي هريرة (لا سبق إلا في خف أو حافر)، لم
يذكره علي فيمن ذكر، وقال غيره: لا يعرف اسمه.
97 - وأبو صالح مولى الساعديين (س و 54: آ) روى عنه هاشم
بن هاشم، وروى هو عن أبي هريرة ولم يذكر له اسم.
98 - وأبو صالح الحنفي، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وأبو
عون محمد بن عبيد الله، وروى هو عن أبي هريرة، وعن عائشة
وأبي سعيد، قال علي: اسمه عبد الرحمن بن قيس، وهو أخو طليق
بن قيس.
حدثنا موسى بن زكرياء (ظ ص 62) ثنا بندار ونصر، قالا:
ثنا أبو أحمد، ثنا مسعر عن أبي عون عن أبي صالح عن علي
رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي ولأبي بكر: «مع
أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد
القتال ويكون في الصف».
289

حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا هارون بن معروف،
ثنا ابن وهب، أخبرني حيوة عن نافع بن يزيد أن محمد بن أبي
صالح أخبره عن أبيه أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول:
«الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن، فأرشد الله الإمام وعفا عن
المؤذن».
99 - وأبو صالح الخوزي، روى عنه أبو المليح المدني، وروى
هو عن أبي هريرة، قال نصر وبندار عن صفوان بن عيسى عن
أبي المليح (س و 54: ب) المدني حدثني أبو صالح الخوزي،
وقال أبو موسى عن أبي عاصم عن أبي المليح الفارسي عن أبي صالح
الخوزي عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لا يسأل الله عز
وجل يغضب عليه».
290

100 - وأبو صالح مولى بني يربوع، روى عن أبي هريرة، ذكره
أبو موسى محمد بن المثنى، حكى بعض شيوخنا عنه.
فهؤلاء رووا عن أبي هريرة وهم تسعة.
101 - ثم أبو صالح صاحب التفسير الذي يروي عنه الكلبي، وروى
عنه أيضا سماك بن حرب، ومنصور، وابن جحادة، وابن أبي
خالد، والسدي، وابن أرطأة، وابن مغول، وعطاء ابن
السائب، (م و 28: آ) وهو أبو صالح مولى أم هانئ، واسمه
باذام. قال شباب باذان بالنون.
حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا عبد الرحمن بن صالح، ثنا
أبو بكر بن عياش عن أبي حصين، قال: كنا عند أبي صالح
فقال: قال أبو هريرة: ان في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها
سبعين عاما. فقال شقيق الضبي: ما سمعنا في الجنة بظعن
ولا سير! قال: أفتكذب أبا هريرة؟ قال: لا. ولكن
أكذبك. قال: وكان أبو صالح مولى أم (س و 55: آ) هانئ
وقع في السهم لجعدة (ك و 25: آ) بن هبيرة، فبعث به إلى
أم هانئ، فأعتقته وقالت لابن عباس: أكتب له عتقه. ففعل.
291

وكانت تقول لأبي صالح: تعلم فإن الناس يسألونك، وتقول:
خرج من بيت علم.
فأما أبو صالح الأعمش فإنه غير هذا، وهو مولى لقريش، قدم
ها هنا.
102 - وأما أبو صالح الذي يروي عنه يحيى بن أبي كثير ويروي هو
عن ابن عباس، (ظ ص 63) هو من أهل البصرة، قال البرديجي
هو بصري واسمه قيلوية.
103 - وأبو صالح الزيات الذي يروي عنه الأعمش وحماد بن أبي سليمان
وروى عن ابن عباس، اسمه سميع، علي بن المديني يقوله.
104 - وأبو صالح الذي يروي عنه البصريون: قتادة والتيمي وخالد
وغيرهم، قال البرديجي: اسمه ميزان.
105 - وأبو صالح مولى عمر الذي روى عنه العوام بن حوشب لا
يعرف اسمه.
106 - وأبو صالح مولى السفاح الذي روى عنه بسر بن سعيد
وروى عنه أهل المدينة، روى قال: بعت بزا إلى الموسم - أو
قال: برا - فقال: نعجل وتضع لنا؟ فسألت زيد بن ثابت،
292

فقال: لا تأكله (س و 55: ب) ولا تؤكله قال علي بن المديني
هذا اسمه عبيد.
107 - وأبو صالح الخولاني الذي روى عنه أبو قلابة، وروى هو عن
النعمان ابن بشير لا يعرف اسمه. روى أبو الوليد عن أبي قحذم
عن أبي قلابة عن أبي صالح الخولاني عن النعمان بن بشير، قال:
إن الله عز وجل كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي
سنة، أنزل فيه آيتين ختم بهما سورة البقرة، من قرأهما في بيته لم
يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام، «آمن الرسول بما أنزل إليه من
ربه»، ورواه أبو أسامة عن عباد بن منصور عن أيوب عن
أبي قلابة عن أبي صالح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ان الله كتب
كتابا، فذكر نحوه.
108 - وأبو صالح الذي روى عنه البختري سعيد بن عمران الطائفي،
وروى هو عن الحسن والحسين وأم كلثوم بنت علي مجهول.
فهؤلاء الذين أدركنا معرفتهم ممن يجمعهم عصر التابعين،
وتشكل معارفهم، وما رأيت أحدا ضبطهم ضبطا (م و 28: ب)
مستفيضا، وأحاديث الجماعة واهية.
293

190 - المكنون بأبي حازم
قال القاضي: (قال لنا) الحسن بني المثنى: وجدت على ظهر
كتاب لي وهو من كلام علي بن المديني - وكان أصحابنا يذكرون أنه عنه
علق، وأبي الحسن أن يسنده إليه -:
109 - أبو حازم الأشجعي، واسمه سلمان صاحب أبي هريرة، قال
شباب: (س و 56: آ) أبو حازم الأشجعي هو أبو حازم الأعرج.
110 - (ظ ص 64) وأبو حازم المدني مولى الغفاريين اسمه دينار.
111 - وأبو حازم سلمة بن دينار مولى بني مخزوم مدني، قال شباب:
أبو حازم سلمة بن دينار، وهو صاحب الحكمة، (ك و 25: ب) والراوي
عن سهل بن سعد ويعرف بالأفزر.
112 - وأبو حازم التمار لا يعرف اسمه. قال علي بن المديني هو مولى
هذيل، لا أعلم أحدا روى عنه الا محمد بن إبراهيم التيمي.
294

113 - أبو حازم مولى ابن عباس، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد،
اسمه نبتل، قال علي: لم أر أحدا روى عنه غير إسماعيل بن أبي خالد،
وروى هو عن ابن عباس حديثا واحدا.
191 - المكنون أبا مريم
قال القاضي: قال الحسن بن المثنى فيما ذكر أنه وجد على ظهر كتابه
أن منهم:
114 - أبا مريم صاحب علي الذي روى عنه نعيم بن حكيم، وروى
هو عن علي وأبي الدرداء واسمه قيس.
115 - وأبو مريم - الذي روى عن ابن مسعود، وروى عنه أشعث
بن سليم - اسمه عبد الله بن زياد، قال شباب: هو أبو مريم الأسدي.
116 - وأبو مريم - الذي يروي عن عمرو علي وعبد الرحمن بن عوف -
هو أبو مريم البكري، روى عنه سماك بن حرب، اسمه شييم (س و
56: ب) بن ذييم.
117 - وأبو مريم الحنفي، إياس بن صبيح.
فهؤلاء يتوازون في عصر واحد.
192 - المكنون أبا العنبس
295

118 - منهم أبو العنبس صاحب إبراهيم، روى عن أبيه، اسمه عمرو
بن مرزوق.
119 - وأبو العنبس الذي روى عنه عبد الملك بن عمير لا يعرف
اسمه.
120 - وأبو العنبس صاحب زاذان اسمه سعيد بن كثير بن عبيد،
وكثير بن عبيد هو أبو سعيد الذي يقال له رضيع عائشة، روى عنه
ابن عون ومجالد وشعيب (م و 29: آ) بن الحبحاب.
121 - وأبو العنبس الذي روى عنه شعبة وإسرائيل وأبو عوانه لا
يعرف اسمه، حدثنا عبد الله بن الحسن بن النعمان القزاز، ثنا سفيان
ابن وكيع، ثنا ابن نمير عن سفيان عن أبي العنبس عن أبي العدبس
عن أبي مرزوق عن أبي غالب عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول الله
296

صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا، قال: «فقمت إليه، فقال: لا تقوموا كما تقوم»،
وتأكل من كتابه بقية الحديث.
193 - المكنون أبا بكر غير مسمين
122 - أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء (ظ
ص 165) السبعة بالمدينة، اسمه كنيته.
123 - وأبو بكر بن (محمد) بن عمرو بن حزم الأنصاري، اسمه
كنيته.
124 - (س و 57: آ) وأبو بكر بن أبي جهم بن حذيفة، اسمه
كنيته.
125 - وأبو بكر بن أبي موسى الأشعري، اسمه كنيته.
126 - وأبو بكر بن خالد بن عرفطة، اسمه كنيته.
هؤلاء لا يكاد يذكرون الا منسوبين.
297

127 - وأبو بكر بن عتبة بن أبي وقاص.
وممن يتأخر عن عصر هؤلاء:
128 - أبو بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر، اسمه كنيته.
129 - أبو بكر بن حفص بن عمر، اسمه كنيته.
130 - أبو بكر بن (عمر بن عبد الرحمن بن) عبد الله بن عمر،
اسمه كنيته.
131 - أبو بكر بن أبي مريم، اسمه كنيته.
حدثنا الحسن، ثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا إسحاق بن بشر
مولى ابن عمر، حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر عن ابن
عمر، أخبرني أبو سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ك و 26: آ)
«ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة».
298

194 - المكنون أبا نعامة
132 - قال شباب: أبو نعامة العدوي عمر بن قيس.
133 - وأبو نعامة الضبي شيبة بن نعامة.
134 - وأبو نعامة السعدي، عبد ربه.
هؤلاء طبقة.
195 - المكنون أبا غالب
135 - هما اثنان: أحدهما روى عن أبي أمامة، اسمه حزور.
136 - والآخر روى عن أنس، ولم يسم لنا. (س و 57: ب)
حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا أبو كامل، ثنا سلام بن أبي الصهباء عن أبي
غالب، قال: سأل العلاء بن زياد أنسا: كم كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعث؟
قال: ابن أربعين سنة، ثم عاس في النبوة عشرين سنة أخبرني أبو عبيد
299

الآجري عن أبي داود السجستاني قال: سألته عن أبي غالب، فقال: أبو
غالب الحجام (م و 29: ب).
196 - المكنون أبا الدهماء
137 - هما اثنان: أبو الدهماء مالك بن سهم.
138 - وأبو الدهماء قرفة بن بهيس.
197 - المكنون أبا إسحاق
139 - أبو إسحاق السبيعي، وهو الهمداني، واسمه عمرو بن عبد الله.
300

140 - وأبو إسحاق الشيباني. واسمه سليمان بن ماهان.
اشتركا في ابن أبي أوفى، وروى عنهما الثوري وشعبة وغيرهما.
198 - المكنون أبا الزعراء
141 - سمعت أحمد بن هارون البرديجي يقول: أبو الزعراء الذي
روى عن أبي الأحوص، وروى عنه سفيان الثوري وعبيدة بن حميد،
(ظ ص 66) وسفيان بن عيينة - اسمه عمرو بن عمرو، وهو ابن أخي أبي
الأحوص.
142 - قال: وأبو الزعراء الذي روى عن محل بن خليفة روى
عنه (س و 58: آ) عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الله بن داود - اسمه
يحيى بن الوليد بن المسيب.
143 - حدثنا أحمد بن هارون، ثنا علي بن محمد بن أبي الخصيب الكوفي
ثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزعراء عن أبي الأحوص عن عبد الله، قال:
301

ليس أحد يولد عالما، وإنما العلم بالتعلم. وأبو الزعراء هو في عدد التابعين،
وروى عن عبد الله بن مسعود، وروى عنه سلمة بن كهيل، اسمه عبد الله
ابن ماهان.
199 - ومن المشكل أيضا أسام مفردة يغلط بها إلى أشكالها في الصورة،
لغموضها وظهور أشكالها.
144 - تعلى بن عبيد بن تعلى، بالتاء منقوط من فوقه يشتبه بيعلى
إلا أن يعلى في الأسامي أكثر وأشهر.
145 - علبة بالباء مثال قلبة، وهو أبو ذواد بن علبة، يشتبه
بعلية المنتسب إليها إسماعيل بن علية.
146 - عمارة بكسر العين أبو أبي بن عمارة، الذي روى حديث
المسح: (امسح ما بدالك)، يشتبه بعمارة.
302

147 - محرر مثل مكرر، وهو محرر بن أبي هريرة، يشتبه بمحرز
(ك و 26: ب) إلا أن محرزا أشهر، ومجزز المدلجي.
148 - (س و 58: ب) ميسر مثال مكرر بالسين - أبو محمد بن
ميسر، الذي روى حديث سورة الاخلاص يشتبه بمبشر.
149 - منية مثال مديه، يعلى بن منية، يشتبه بمنبه، أبي وهب
بن منبه، وهمام بن منبه. ومنية التي ينسب إليها يعلى هي أمه، وأبوه
أمية. ومن نسبه إلى أمه قال: منية، مثل مدية، ومن نسبه إلى أبيه
فقال: أمية.
150 - فصيل مثل بعير، بالفاء والصاد غير معجمة، أبو الحكم بن
فصيل يشتبه بفضيل.
151 - خريت مثل خمير، أبو الزبير بن الخريت: (م و 30: آ)
يشتبه بحريث.
303

152 - سيابة بالسين غير معجمة مكسورة السين، سيابة بن عاصم،
يشتبه بشبابه، إلا أن شبابة أكثر في الأسماء.
153 - زييد بياءين تصغير زيد يشتبه بزبيد.
154 - عقار ابن المغيرة، يشتبه بغفار.
155 - معمر بن سليمان الرقي يشتبه بمعمر.
156 - عباد يشتبه بعباد.
157 - يسير يشتبه ببشير.
158 - أبو حبرة، بالحاء مكسورة وبالباء منقوطة (ظ ص 67) بواحدة
هو الذي روى عن علي، بصري واسمه شيحة بن عبد الله، يشتبه بأبي
خيرة، وأبي خبزة.
159 - الحنيذ بن عبد الرحمن، الذي (س و 59: آ) روى حديث
أعشى همدان، وقوله للنبي صلى الله عليه وسلم مستعديا على امرأته:
304

يا سيد الناس وديان العرب
يشتبه بالجنيد. وأكثر رواة الحديث يصحفون فيه.
200 - حدثني أبي، ثنا أبو داود: حدثني رجل عن ابن عائشة عن سعيد
الحريري. قال: فقلنا: هذا سعيد الحريري. قال: كان يبيع الجرار، ثم
صار يبيع الحرير. فقلنا: هذا رجل من العرب من بني جرير. فقال:
فعل الله بالعرب، ما أقبح أسماءها.
305

201 - سمعت محمد بن جعفر الشعيري يقول: اطلعت في كتاب رجل
ممن زعم أنه جمع حديث يونس بن عبيد، فإذا قد صدر بما روى يونس عن
الزهري. فقلت: ان يونس لم يرو عن الزهري شيئا، وإذا هو قد غلط
بيونس ابن يزيد، وظن أنه يونس بن عبيد.
202 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا أحمد بن حرب الموصلي،
قال: سمعت محمد بن عبيد يقول: جاء رجل وافر اللحية إلى الأعمش،
فسأله عن مسأله من مسائل الصلاة يحفظها الصبيان، فالتفت إلينا الأعمش
فقال: انظروا لحية تحتمل حفظ أربعة آلاف حديث، ومسألته مسألة
الصبيان.
203 - حدثنا عبد الله (س و 59: ب) ثنا أحمد بن حرب ثنا محمد
بن عبيد، قال: سمعت الأعمش يقول: إذا رأيت الرجل البهي ليس عنده -
يعني حديثا - اشتهيت أن أصفعه.
204 - حدثني سهل بن إسماعيل، ثنا محمد بن عقبة الشيباني، ثنا
هارون بن حاتم، ثنا عثام بن علي، قال: سمعت الأعمش يقول: إذا
رأيت الشيخ ولم يكتب الحديث فاصفعه، فإنه من شيوخ القمراء، قلت لابن
عقبة: ما معنى شيوخ القمراء؟ قال: شيوخ دهريون يجتمعون في ليالي
القمر فيتحدثون بأيام الخلفاء، ولا يحسن أحدهم أن يتوضأ للصلاة.
306

205 - حدثنا أبو جعفر الحضرمي، ثنا (م و 30: ب) إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي، ثنا الفضل بن موسى عن محمد بن عبيد الله عن أبي إسحاق،
قال: كان يختلف شيخ معنا إلى مسروق، وكان يسأله عن الشئ فيخبره،
فلا يفهم، فقال: أتدري ما مثلك؟ (ك و 27: آ) مثلك مثل بغل هرم
حطم جرب، دفع إلى رائض فقيل له: علمه الهملجة.
206 - قال القاضي: فهذا باب من العلم جسيم، مقصور علمه على أهل
(ظ ص 68) الحديث الذين نشؤوا فيه، وعنوا به صغارا، فصار لهم
رياضة، ولا يلحق بهم من يتكلفه على الكبر، وإنك لترى البهي من
(س و 60: آ) الرجال، المشار إليه في فنون من العلم، وضروب من
الأدب، يتصرف في أيها شاء بعبارة وبيان وذكاء ولسن، وهو مع ذلك
في رواء وشيبة، ولباس مروءة، فإذا انتهى إلى إسناد حديث
تستولي الحيرة عليه، فلا يدري أي طريق يركب فيه، فيقدم ويؤخر،
ويصحف ويحرف، وأي شئ أقبح من شيخ لنا يتصدر منذ زمان، كتب
بخطه: وكيع عن شقيق عن الأعمش - نحوا من عشرين حديثا، يفتح
307

القاف فيها كلها، وينقطها، ويحلقها، ولا يعرف سفيان من شقيق، ولا
يفرق بين عصريهما، ولا يميز عصر وكيع من عصر كبراء التابعين والمخضرمة
ثم هو مع ذلك إذا تكلم أشار بأصبعه، وإذا أفتى في بلوى أغمض
تكبرا عينيه، فهذا يستقبح من حيث استقبح تحير أبي خيثمة والنفر الذين
اجتمعوا معه على المذاكرة حين سئلوا عن الحائض تغسل الموتى، وإن
كان ما حكي عن أبي موسى حقا، وانه سئل كما زعموا عن فأرة وقعت في
بئر فقال: البئر جبار - فهو أقبح من هذا كله.
207 - حدثني عمر بن الحسن الواسطي، ثنا جنيد بن حكيم، ثنا محمد
بن أبي عتاب، ثنا أبو الوليد، قال: حضرت شعبة وسئل (س و 60: ب)
عن فأرة وقعت في صحناة، فلم يحسن يجيب عنها.
308

قال القاضي: وليس للراوي المجرد أن يتعرض لما لا يكمل له، فان
تركه ما لا يعنيه أولى به وأعذر له، وكذلك سبيل كل ذي علم. وكان
حرب ابن إسماعيل السيرجاني قد أكثر من السماع وأغفل الاستبصار،
فعمل رسالة سماها (السنة والجماعة) تعجرف فيها، واعترض عليها بعض
الكتبة من أبناء خراسان ممن يتعاطى الكلام، ويذكر بالرياسة (م
و 31: آ) فيه والتقدم، فصنف في ثلب رواة الحديث كتابا تلفظ فيه من
كلام يحيى بن معين وابن المديني، ومن كتاب التدليس للكرابيسي،
309

وتاريخ ابن أبي خيثمة والبخاري، ما شنع به على جماعة من شيوخ
العلم، خلط الغث بالسمين، والموثوق بالظنين، وادعى (ظ ص 69)
دعاوى لم يضبط أكثرها، ولا عرف وجود التصرف فيها، وتساخف في
حكايات أوردها، وروايات أسندها إلى رجال له، ممن لا يعد كلامه من
عمله، ولا له واعظ يزجره من نفسه، ولو أنصف لأيقن أن الغامز على حزبه
أكثر، والخلاف الواقع بين كبراء أهل مقالته أوسع، وما يلحق به وبهم
من أنواع (س و 61: آ) الشناعة أعظم، ولقاده الانصاف إلى أن يحكم
على نفسه بمثل ما حكم به على خصمه، فإنه ذكر ابن شهاب الزهري فيمن
ذكره، وعيره بتقليد الأعمال، وانه عزر رجلا فمات، وهو مع هذا القول
في ابن شهاب - حامل سيف تارة، وصاحب قلم أخرى، يمضيان على غير
مراده، ويعصيان الله في عباده، على أن ما حكي عن ابن شهاب نادر شاذ،
وأمره حاضر مشاهدة، ولو اقتصر على ما بين من دلائل التوحيد، وعظم من
شأن الوعيد، لكان كأحد (ك و 27: ب) المتكلفين الذين يأمرون ولا يأتمرون،
ويقولون ما لا يفعلون، وجدير أن يعقل اللسان عن الخطل، ويقرن العلم
310

بصالح العمل - من كان ذا فهم ثاقب، ولسان بين، ليكون العمل
داعيا، والعلم هاديا، واللسان معبرا، ولو كان حرب مؤيدا مع الرواية
بالفهم لأمسك من عنانه، ودرى ما يخرج من لسانه، ولكنه ترك
أولاها، فأمكن القارة من راماها ونسأل الله أن ينفعنا بالعلم،
ولا يجعلنا من حملة أسفاره، والأشقياء به، انه واسع لطيف قريب مجيب.
311

فصل آخر من الدراية يقترن بالرواية مقصور
علمها على أهل الحديث
208 - (س و 61: ب) حدثنا موسى بن زكريا أبو عمران، ثنا أبو
عمر الباهلي قال: كنا عند عبد الرحمن بن مهدي، فقام اليه خراساني فقال:
يا أبا سعيد حديث رواه الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من ضحك في الصلاة فليعد الوضوء والصلاة»؟ فقال عبد الرحمن: هذا لم يروه إلا حفصة بنت
سيرين، عن أبي العالية، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: من أين قلت؟
قال: إذا أتيت الصراف بدينار (م و 31: ب) فقال لك: هو
بهرج، تقدر أن تقول له: من أين قلت؟ قلت: ففسره لنا، قال: أن
هذا الحديث لم يروه إلا حفصة بنت سيرين، عن أبي العالية، عن (ظ ص 70)
النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعه هشام بن حسان من حفصة، وكان في الدار معها، فحدث
به هشام الحسن، فحدث به الحسن، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
فمن أين سمعها الزهري؟ قال: كان سليمان بن أرقم يختلف إلى الحسن والى
الزهري، فسمعه من الحسن، فذاكر به الزهري، فقال الزهري - قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم - مثله.
312

209 - حدثنا الحسن بن المثنى والحسين بن بهان، قالا: ثنا محمد بن
سعيد بن غالب العطار نا نصر بن حماد، قال: كنا بباب شعبة نتذاكر
الحديث، فقلت: حدثنا إسرائيل، عن (س و 62: آ) أبي إسحاق،
عن عبد الله ابن عطاء، عن عقبة بن عامر، قال: (كنا في عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم نتناوب رعاية الإبل، فرحت ذات يوم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس
وحوله أصحابه، فسمعته يقول: من توضأ فأحسن الوضوء، ثم دخل المسجد
فصلى ركعتين واستغفر الله - غفر الله له، قال: فما ملكت نفسي ان قلت:
بخ بخ! قال: فجذبني رجل من خلفي، فالتفت فإذا عمر بن الخطاب رضي
الله عنه، فقال: يا ابن عامر، الذي قال قبل أن تجئ أحسن. قلت: ما
قال فداك أبي وأمي؟ قال: قال من شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله
فتحت له ثمانية أبواب من الجنة، من أيها شاء دخل.
قال: فسمعني شعبة، فخرج إلي فلطمني لطمة، ثم دخل، ثم خرج
فقال: ما له يبكي؟ فقال عبد الله بن إدريس: لقد أسأت إليه.
فقال: أما تسمع ما يحدث عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن
عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، وأنا قلت لأبي إسحاق: أسمع عبد الله
بن عطاء من عقبة بن عامر؟ قال: لا. وغضب. وكان مسعر بن كدام
حاضرا فقال لي مسعر: أغضبت الشيخ. فقلت: ما له؟ ليصححن
لي هذا الحديث أو لأسقطن حديثه. فقال مسعر: عبد الله بن عطاء بمكة.
313

فرحلت إليه لم (س و 67: ب) أرد الحج، إنما أردت الحديث،
فلقيت عبد الله بن عطاء، فسألته، فقال: سعد بن إبراهيم حدثني.
فقال لي مالك بن أنس: سعد بن إبراهيم بالمدينة لم يحج العام.
فدخلت المدينة، فلقيت سعد بن إبراهيم، فسألته، فقال: الحديث من
عندكم. زياد بن (م و 32: آ) مخراق حدثني، فقلت: أي شئ، هذا
(ظ ص: آ) الحديث؟ بينا هو (كوفي، صار مكيا)، صار مدنيا،
صار بصريا.
(ك و 28: آ) فدخلت البصرة، فلقيت زياد بن مخراق فسألته:
فقال: ليس هذا من بابتك. قلت: بلى. قال لا تريده. قلت
أريده. قال: شهر بن حوشب حدثني عن أبي ريحانة عن عقبة
بن عامر.
314

قال: فلما ذكر لي شهرا، قلت: دمر علي هذا الحديث، لو صح
لي هذا الحديث، كان أحب إلي من أهلي ومن مالي ومن الدنيا كلها!.
210 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: قال لي أبو عبد الرحمن
ابن نمير: اذهب إلى الهيثم الخشاب فاكتب عنه فإنه قد كتب فذهبت إليه، فقال:
حدثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي
الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو يعلم الناس ما في (لم يكن)
الذين كفروا من أهل الكتاب لعطلوا الأهل والمال، فتعلموها، فقال
رجل من خزاعة: وما فيها من الأجر يا رسول الله؟ قال: لا يقرؤها
منافق (س و 63: آ) أبدا، ولا عبد في قلبه شك في الله، والله إن
الملائكة المقربين يقرؤنها مذ خلق الله (عز وجل) السماوات والأرض،
ما يفترون من قراءتها، وما من عبد يقرؤها إلا بعث الله إليه ملائكة
يحفظونه في دينه ودنياه، ويدعون (الله) له بالمغفرة والرحمة.
315

قال الحضرمي: فجئت إلى أبي عبد الرحمن بن نمير، فألقيت هذا
الحديث عليه، فقال: هذا قد كفانا مؤونته فلا تعد إليه.
211 - حدثني عبد الوهاب بن رواحة، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا
وكيع، عن سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، قال: إن
من الحديث حديثا له ضوء كضوء النهار، وان من الحديث حديثا له ظلمة
كظلمة الليل.
212 - حدثنا أحمد بن محمد بن شاذان التستري، ثنا الحسن بن سلام
قال: كان عبد الله بن داود إذا حدثنا بحديث جيد، قال: هذا الحديث
كالجوهر، هذا لم يتغير.
213 - حدثنا مسبح بن حاتم العكلي، ثنا عبد الجبار بن عبد الله
شيخ له قديم، كان يكثر رواية الحكايات عنه، قال: قيل لشعبه: من
أين تعلم أن الشيخ يكذب؟ قال: إذا روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: لا تأكلوا
القرعة حتى تذبحوها - علمت أنه يكذب.
214 - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، قال: سمعت علي بن المديني
يقول. (س و 63: ب) جلست إلى عبد الله بن خراش وأنا حدث،
316

فسمعته يقول: حدثنا العوام: عن إبراهيم التيمي (م و 32: ب) عن
أبيه، عن علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم (ظ ص 72) نصب المنجنيق على أهل
الطائف. فعلمت أنه كذاب، لكن جده شهاب بن خراش الثقة المأمون.
215 - حدثني محمد بن الحسين بن شاهان السابوري، ثنا أبو حفص
الفلاس قال: كان حماد المالكي كذابا، وسمعت عمرا الأنماطي يقول:
أتيته فسمعته يقول، حدثنا الحسن أن عمر بن الخطاب أتى بسارق، فقطع
يده، فقال له: ما حملك على هذا؟ قال: القدر. قال: فضربه
أربعين سوطا، وقال: قطعت يدك لسرقتك، وضربتك لفريتك على الله.
فقلت: لو افترى على عمركم كان يضربه؟ قال: ثمانين. قلت:
يفتري على الله يضرب أربعين، ويفتري على عمر يضرب ثمانين، والله لا
تفارقني حتى استعدي عليك، فأقر انه لم يسمعه من الحسن، وحلف لا
يحدث به، فكتبت عليه كتابا وأشهدت عليه شهودا.
317

216 - حدثنا محمد بن الحسين السابوري، ثنا أبو حفص، قال: كان
بالبصرة شيخ يقال له المنذر بن زياد سمعته، يقول: ثنا الوليد بن سريع
قال: سمعت ابن أبي أوفى يحدث انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس لحيته في
(س و 64: آ) الصلاة، فحدثت به سعيد بن أبي عروبة، فحدث به
سعيد أيوب، فقال أيوب: سله في فريضة أو تطوع!
217 - حدثني محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، ثنا أبو زرعة الدمشقي
ثنا ابن أبي الحواري، ثنا الوليد، قال: سمعت الأوزاعي يقول: كنا
نسمع الحديث، فنعرضه على أصحابنا كما يعرض الدرهم الزائف، فما عرفوا
منه أخذنا به، وما أنكروا تركنا.
218 - حدثني عبد الله بن علي بن مهدي، (ك و 28: ب) ثنا محمد
بن عبيد الله ابن بسطام، ثنا أبو سعيد الحداد، عن سفيان بن سعيد الثوري
قال: ما هم أحد يكذب في الحديث فيستر عليه!
318

219 - حدثنا ابن قضاء الجوهري، ثنا نصر بن علي قال: سمعت
عبد الله ابن داود قال: سمعت سفيان الثوري يقول: من هم بهذا الحديث
أبدى الله خزيه، فكيف بمن يكذب!
220 - أخبرني أبو بكر بن عبد العزيز أن قعنب بن محرر حدثهم عن
الأصمعي قال: كنا (ظ ص 73) عند جعفر بن سليمان، فجاء السمري،
فجعل عن كل شئ، يسأل يقول: عمرو عن الحسن، وجئ بفاكهة
فأكلنا، فأخذ إنسان مدني كمثراة وكانت يابسة، فقال: عمرو عن الحسن
إن هذه اجتنيت قبل أن تدرك، فقال السمري أرأيت عمرا؟ (س و 64:
ب) قال: فقال: لا أدري، (م و 33: آ) ولكن ظننت أن
كل من كذب قال: عمرو عن الحسن!
221 - حدثني أبو عبد الله بن البري، ثنا أبو بكر بن نافع، حدثني
سعيد بن الركين الكليبي قال: قال شعبة: كنت إذا أتيت الكوفة
سألني الأعمش عن حديث قتادة، فقلت له يوما: حدثنا قتادة عن معاذة
عن امرأة. قال: اغرب اغرب!
319

223 - حدثنا زنجويه بن محمد النيسابوري بمكة، ثنا محمد بن إسماعيل
البخاري قال: سمعت علي بن المديني يقول: التفقه في معاني الحديث نصف
العلم، ومعرفة الرجال نصف العلم.
223 - حدثني الحضرمي، ثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود
الطيالسي قال: قال شعبة: ائت جرير بن حازم فقل له: لا يحل لك أن
تروي عن الحسن بن عمارة، فإنه يكذب! قلت لشعبة: ما علامة ذلك؟
قال: روى عن الحكم أشياء لم نجد لها أصلا، قلت للحكم: صلى
النبي صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد؟ قال: لم يصل عليهم. وقال الحسن بن عمارة: حدثني
الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليهم ودفنهم. وقلت
للحكم: ما تقول في أولاد الزنا؟ قال: يعتقون. قلت: من ذكره؟
قال: روي من حديث الحسن البصري عن علي، قال الحسن بن عمارة
(س و 65: آ) ثنا الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي أنهم يعتقون.
224 - حدثنا عبدان، ثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا أبو داود
قال: سمعت شعبة يقول: ألا تعجبون من هذا المجنون! جرير بن
320

حازم وحماد بن زيد أتياني يسألاني أن أسكت عن الحسن بن عمارة! ولا
والله لا سكت عنه، ثم لا والله لا سكت عنه.
هذا الحسن بن عمارة يحدث عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس، وعن
الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي قالا: إذا وضعت زكاتك في صنف من
الأصناف جاز. وأنا والله سألت (ظ ص 74): الحكم عن ذلك فقال:
إذا وضعت في صنف من الأصناف أجزأك، فقلت: عن من؟ فقال: عن
إبراهيم النخعي.
وهذا الحسن بن عمارة يحدث عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس،
وعن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى على قتلى أحد وغسلهم، وأنا سألت الحكم عن ذلك، فقال: يصلى عليهم ولا يغسلون
قلت: عن من؟ قال: بلغني عن الحسن البصري.
225 - قال القاضي: أصل هذا الحكاية عن أبي داود، وقد خلط
فيها، أو خلط عليه فيها (م و 33: ب)، والمخرمي أضبط من محمود
بن غيلان.
وقال: محمود (س و 65: ب) فيما يحكيه عن أبي داود عن شعبة أن
ابن عمارة روى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على
قتلى أحد ودفنهم.
وقال المخرمي في ورايته: صلى عليهم وغسلهم.
321

وقال محمود في روايته عن شعبة قال. قلت للحكم: أصلى النبي صلى الله عليه وسلم
على قتلى أحد؟ قال: لم يصل عليهم.
وقال المخرمي في روايته عن شعبة قال: قلت للحكم أيصلى على
القتلى؟ قال: يصلى عليهم ولا يغسلون.
وبين الحكايتين تفاوت شديد وفرقان ظاهر.
وليس يستدل على تكذيب الحسن (ك و 29: آ) بن عمارة من الطريق
الذي استدل به أبو بسطام، لأنه استفتى الحكم في المسألتين فأفتاه الحكم
بما عنده، وهو أحد فقهاء الكوفة زمن حماد، فلما قال له أبو بسطام: عن
من؟ أمكن أن يكون يظن أنه يقول: من الذي يقوله من فقهاء الأمصار؟
فقال في إحداهما: هو قول إبراهيم، وفي الأخرى هو قول الحسن. هذا
فقيه أهل الكوفة، وذاك فقيه أهل البصرة، ولم تقم الرواية فيهما مقام
الحجة.
وليس يلزم المفتي أن يفتي بجميع ما روى. ولا يلزمه أيضا أن يترك
رواية ما لا يفتي به (س و 66: آ)، وعلى هذا مذاهب جميع فقهاء
الأمصار، هذا مالك يرى العمل بخلاف كثير مما يروى، والزهري عن سالم
عن أبيه أثبت وأقوى عند علماء أهل الحديث من الحكم عن مقسم عن
322

ابن عباس، وقد خالف مالك هذه الرواية في رفع اليدين بعد أن حدث به
عن الزهري.
226 - وهذا أبو حنيفة (ظ ص 75) يروى حديث فاطمة بنت أبي
حبيش في المستحاضة ويقول بخلافه، وقد يمكن أن يحدث الحكم ابن
عمارة من كتابه بما لا يحفظه، والعمل عنده بخلافه، ويسأله شعبة (فيجيب
على) ما يحفظ والعمل عليه عنده، والانصاف أولى بأهل العلم.
وكان أبو بسطام سئ الرأي في الحسن، والله يغفر لهما.
323

227 - حدثني محمد بن جعفر الأهوازي المقرئ، ثنا أبو عبد الله الأخفش،
ثنا محمد بن عبد الله المخرمي، ثنا شباب قال: قيل لشعبة: إن الحسن
بن عمارة قد عقد مجلسا، قال: أي يوم؟ قالوا: يوم الجمعة، قال:
إن كان صادقا فليحدث يوم السبت.
228 - حدثنا ابن البري، ثنا أبو حفص، قال: سمعت سفيان بن
زياد يقول ليحيى بن سعيد في حديث سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن
زيد (م و 34: آ) بن معاوية (س و 66: ب) العبسي عن علقمة عن
عبد الله «ختامه مسك» فقال: يا أبا سعيد خالفه أربعة.
قال: من؟ قال: زائدة، وأبو الأحوص، وإسرائيل، وشريك،
فقال يحيى: لو كان أربعة آلاف أمثال هؤلاء كان سفيان أثبت منهم.
324

وسمعت سفيان بن زياد يسأل عبد الرحمن عن هذا، فقال عبد الرحمن،
هؤلاء قد اجتمعوا، وسفيان أثبت منهم، والانصاف لا بأس به.
229 - حدثني عبد الله بن علي بن مهدي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا
أحمد بن بشير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي أيوب، عن أبي بن
كعب قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت أحدنا إذا جامع فأكسل فلم يمن؟
قال: يغسل ما أصاب المرأة منه ويتوضأ ويصلي. قال: وكان أبو
أيوب يفتي به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يفعله. وكان عروة يفتي به ويفعله.
230 - حدثني الحسين بن إدريس، ثنا يحيى بن عمر التستري، ثنا
أبو عبد الرحمن المقرئ، عن أبي حنيفة، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة انها قالت: إن فاطمة بنت أبي حبيش أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت:
إني أحيض الشهر والشهرين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (س و 67: آ): «ان
325

ذلك ليس بالحيض, ان ذلك عرق من دمك, فإذا أقبل الحيض فدعى
الصلاة, وإذا أدبر فاغتسلي لطهرك, ثم توضئي لكل صلاة».
قال أبو عبد الرحمن: سمعت أبا حنيفة (ظ ص 76) يقول: لا يحل
لأحد أن يفتي بهذا الحديث في المستحاضة.
231 - حدثنا الحسن بن المثنى، ثنا أبي، ثنا المعتمر قال: قلت:
لعاصم: ان ليثا حدثني أن ابن عباس كان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم،
وكان ليث يسرها، فقال: بئس ما صنع، يحدث أن ابن عباس كان يجهر
ويعمد هو فيسر.
326

232 - حدثنا موسى بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن شيبة، ثنا أبو
معاوية، (ك و 29: ب) عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن
عائشة: قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطيب ما أكل الرجل من كسبه
وولده من كسبه» قال ابن خلاد: وهذا لا يقول به إبراهيم ولا أحد من
أهل الكوفة، وكذلك روى شعبة، عن الحكم، عن عمارة بن عمير التيمي
عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك.
233 - حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي، ثنا هشام به عمار،
ثنا محمد بن حمير، ثنا إبراهيم بن أبي عبلة، (س و 67: ب) حدثني أبان
بن صالح، عن نافع قال: خرجت مع طاوس إلى ابن رافع بن خديج،
فسأله طاوس (م و 34: ب): عن كراء الأرض، فحدثنا عن أبيه
قال: كنا نعطي الأرض على الثلث والربع فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
327

فلما انصرف طاوس ويده على يدي قال: إن كانت لك أرض
فاكرها.
328

القول في ترجمة المشكل المقصور علمه
على أصحاب الحديث
1 - ترجمة:
234 - حدثنا أبو جعفر الحضرمي، ثنا سقير بن عداس أبو عروة
المالكي البصري قال: سمعت يحيى بن سعيد يحدث عن سفيان، عن عاصم،
عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تنقضي الدنيا حتى
يملك العرب رجل من أهل بيتي - أو قال عترتي - يواطئ اسمه اسمي».
235 - حدثنا أبو حفص السلمي، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد عن
سفيان، حدثني عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي (ظ ص 77) صلى الله عليه وسلم، قال:
«يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في دار الدنيا،
فان منزلتك آخر آية تقرؤها».
329

فالأول عبد الله بن مسعود، والثاني يذكرون أنه عبد الله بن عمرو.
236 - حدثنا سهل بن علي بن زياد، حدثني أبي علي بن زياد المقرئ
الواسطي، ثنا إسماعيل (س و 68: آ) بن عمر، عن سفيان الثوري،
عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقال لصاحب
القرآن: اقرأ وارق ورتل) فذكر نحوه.
237 - حدثنا الحسن بن علي بن حرب الرقي، ثنا عقبة بن
مكرم، ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله
بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - ترجمة:
238 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الثغري، ثنا إبراهيم ابن عبد
الله بن خالد، ثنا حجاج بن محمد، ثنا ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن
سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (من رأى أحدا به بلاء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما
330

ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق عوفي من ذلك البلاء كائنا من
كان).
239 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن
خالد، ثنا حجاج بن محمد قال: قال ابن جريج أخبرني عمرو بن دينار أن
يحيى بن جعدة أخبره عن علي بن رفاعة قال: خرج عشرة رهط من أهل
الكتاب منهم أبو رفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فآمنوا، فأوذوا، فنزلت «الذين
آتيناهم الكتاب من (م و 35: آ) قبله هم به مؤمنون» (س و 68: ب)
- قبل القرآن - «وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه».
فأما الأول - (ابن جريج) عن عمرو بن دينار - قهرمان آل
الزبير، رجل من أهل البصرة ويكنى أبا يحيى، والثاني عمرو بن دينار
المكي أبو محمد.
331

3 - ترجمة
240 - حدثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا عاصم بن علي عن حماد
ابن زيد عن عمرو بن دينار عن ابن عمر عن بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلي
في جوف البيت.
241 - حدثنا محمد بن خالد الزريقي، ثنا عارم، ثنا حماد ابن زيد،
عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن أبيه، عن جده (ك و 30: آ) قال:
قال (ظ ص 78) رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من دخل سوقا فقال: لا إله إلا
الله وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد, وهو على كل شئ قدير - كتب
الله له ألف حسنة, ومحا عنه ألف ألف سيئة, وبنى له بيتا في الجنة»
ورواه هشام بن حسان عن عمرو بن دينار.
332

242 - وحدثناه عبد الله بن أحمد، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا
روح بن عبادة، عن هشام بن حسان عن عمرو بن دينار، عن سالم، عن
أبيه، عن جده.
فأما الأول فعمرو بن دينار المكي، والثاني عمرو بن دينار الذي
يقال له قهرمان (س و 69: آ) آل الزبير.
4 - ترجمة:
243 - حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا
سفيان عن عمرو بن دينار، وابن جريج، عن عطاء، قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تمتلئ جهنم حتى تقول كذا,
وينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قطي قطي, تعني حسبي حسبي».
244 - حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد
333

بن زريع، عن عمران أبي العوام، عن قتادة، عن عطاء، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله,
وكان في قلبه ما يزن شعيرة من الخير».
245 - حدثنا أحمد بن زكريا العايدي، ثنا محمد بن زنبور المكي،
ثنا فضيل بن عياض، عن زياد بن سعد، عن عمرو بن دينار، عن عطاء،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة
الا المكتوبة».
246 - حدثنا عمر بن أيوب، ثنا منصور بن أبي مزاحم، ثنا محمد بن
الخطاب، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جند
الله أهل المعروف, وبقاؤهم نور في الاسلام وفناؤهم ظلمة».
334

247 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا قتيبة (س و 69: ب) بن
سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن محمد بن عمرو (م و 35: ب)، عن
إسماعيل بن أمية، عن عطاء، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في
«اقرأ باسم ربك». قال موسى بن هارون: وهو عطاء بن مينا.
(ظ ص 79) فأما الأول فعطاء بن أبي رباح المكي، والثاني عطاء
بن يزيد الليثي، والثالث عطاء بن يسار، والرابع عطاء بن أبي ميمونة،
والخامس عطاء بن مينا.
5 - ترجمة:
248 - حدثنا أبو شعيب الحراني، ثنا أبو جعفر النفيلي، ثنا محمد بن
335

سلمة عن محمد بن إسحاق، حدثني داود عن عكرمة عن ابن عباس، قال:
رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي العاص زينب بالنكاح الأول، لم يجدد
شيئا.
249 - حدثنا أبو جعفر الحضرمي، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا
إسحاق بن إبراهيم الدمشقي، ثنا عمر بن المغيرة عن داود عن عكرمة عن
ابن عباس، قال: الضرار في الوصية من الكبائر.
فأما الأول داود بن الحصين المدني، والثاني داود بن أبي هند القارئ
البصري، واسم أبي هند دينار.
6 - ترجمة:
250 - حدثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا شعبة، عن أيوب،
عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (س و 70: آ)
الخيل معقود في نواصيها الخير.
251 - حدثني عبدان بن أحمد بن أبي صالح صاحب التفسير، ثنا
إبراهيم بن الحسين، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن أيوب، عن نافع، عن
336

ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن قيمته ثلاثة دراهم.
فأما الأول: أيوب بن أبي تميمة، والثاني أيوب بن موسى.
7 - (ك و 30: ب) ترجمة:
252 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى، ثنا مسروق بن المرزبان،
ثنا حفص بن غياث، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعجز الناس من عجز في الدعاء، وأبخل
الناس من بخل بالسلام).
253 - حدثنا عبدان، ثنا يحيى بن درست، ثنا أبو عوانة، عن
أبي عثمان، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «يا بني» قال
عبدان: هذا أبو عثمان الجعد بن عثمان.
فأما الأول أبو عثمان عبد الحمن بن مل النهدي، والثاني أبو عثمان
مولى المغيرة بن شعبة.
8 - ترجمة:
254 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا كامل بن طلحة، ثنا ابن
337

لهيعة، (ظ ص 80)، ثنا أبو النضر، عن عمرة، عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (لا تقطع يد السارق إلا في ثمن المجن فما فوقه). قلت (س
و 70: ب) لعمرة: كم قيمة المجن يومئذ؟ قالت: (م و 36: آ)
أربعة دراهم.
255 - حدثنا عبدان، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا الطيب بن سلمان
قال: سمعت عمرة تقول: سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي
عن الوصال، ويأمر بتبكير الفطور، وتأخير السحور.
قال عبدان: هذه عمرة الطاحية، وليست بعمرة بنت عبد الرحمن
ابن زرارة.
قلنا والأولى هي عمرة بنت عبد الرحمن.
9 - ترجمة:
256 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا قتيبة، ثنا عبد الواحد، عن
أبي شيبة عبد الرحمن بن إسحاق، حدثني النعمان بن سعد قال: سمعت
338

عليا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم بارك لأمتي في
بكورها».
257 - حدثنا موسى، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، ثنا يزيد بن
زريع، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه،
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤذنون أمناء, فأرشد الله
الأئمة وغفر للمؤذنين».
قال موسى بن هارون: عبد الرحمن بن إسحاق المذكور في الحديث الثاني
يلقب بعباد، وليس هو عبد الرحمن بن إسحاق الراوي عن النعمان ابن سعد.
10 - ترجمة:
258 - حدثنا موسى (س و 71: آ) بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن
أبي شيبة، ثنا عبدة، عن عبد الملك، عن عطاء، عن جابر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الجار أحق بسقب جاره إذا كان طريقهما
واحدا, وينتظر به إذا كان غائبا».
339

259 - حدثنا الحلواني، ثنا يحيى الحماني، ثنا أبو بكر بن عياش،
عن عبد الملك، عن جابر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا هلك
كسرى فلا كسرى بعده, وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده, والذي نفسي
بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله تعالى».
قلنا: الأول عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء عن جابر ابن عبد الله.
والثاني عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة.
11 - (ظ ص 81) ترجمة:
260 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا طالوت بن عباد، ثنا
جرير بن حازم، ثنا عبد الملك بن عمير، ح، وحدثنا الحلواني، ثنا
سريج بن يونس، ثنا هشيم، عن عبد الملك بن عمير، عن اياد بن لقيط،
عن أبي رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ومعي ابن لي، فقال لي: «ابنك
340

هذا؟ فقلت: ابني, أشهد به. قال: لا يجني عليك, ولا تجني عليه».
261 - حدثنا الحلواني. ثنا سريج قال: حدثنا مروان بن معاوية،
ثنا عبد الملك (م و 36: ب) ابن أبجر، عن اياد بن لقيط، عن أبي
رمثة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا رجل (جالس بفناء) داره، به
لمعة، فقال: ما أنت؟ قلت: طبيب. قال: الطبيب (الله،
ولكن رقيق. قال: ورأي معي ابنا لي)، فقال: ابنك؟ فقلت:
نعم. قال سريج: قال مروان: وأراه قال: لا يجني عليك ولا تجني
عليه.
12 - ترجمة:
262 - حدثنا أبو خليفة، ثنا داود بن شبيب، ثنا حماد، عن
341

عمرو بن دينار، عن ابن عباس أنه قال: إذا تزوج الحرة على الأمة فهو
(ك و 31: آ) طلاق الأمة.
263 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا يحيى الحماني، ثنا حماد، عن
عمرو بن دينار، عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الكلاب إلا كلب
صيد أو كلب ماشية.
قلنا: الأول حماد بن سلمة عن عمر بن دينار، والثاني حماد بن زيد عن
عمرو.
13 - ترجمة:
264 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا نصر بن علي، ثنا أبو
أحمد، ثنا سفيان، عن عمرو، عن طاوس، عن ابن عباس، ان رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: «من اشترى طعاما فلا يبعه حتى يقبضه» قال ابن عباس:
وكل شئ مثل ذلك.
342

265 - حدثنا أبو خليفة، ثنا إبراهيم بن بشار، ثنا سفيان، عن عمرو،
عن طاوس، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اشترى
طعاما فلا يبعه حتى يقبضه» قال ابن عباس: وأنا أرى كل شئ مثل
ذلك.
قلنا الأول: سفيان الثوري عن عمرو بن دينار، والثاني سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار.
14 - ترجمة:
266 - حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي، ثنا إسماعيل السدي، ثنا
علي، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم بارك لأمتي في بكورها».
267 - حدثنا سعيد بن إسرائيل، ثنا علي بن (ظ ص 82) جعفر بن
زياد الأحمر، ثنا علي، عن العلاء بن المسيب، عن ابن بريدة، عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بريدة, ألا أعلمك كلمات إذا أراد الله
بعبد خيرا علمه إياهن, ثم لم ينسهن أبدا؟ قال: قلت: بلى يا رسول
الله, قال: قل: اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي, وخذ إلى الخير
343

بناصيتي, واجعل الاسلام منتهى رضائي, اللهم إني ضعيف فقوني وإني
فقير فاغنني, وإني ذليل فأعزني».
قلنا: الأول علي بن عابس عن العلاء بن المسيب، والثاني علي بن مسهر
عن العلاء.
268 - حدثنا (م و 37: آ) أبو جعفر الخثعمي، ثنا محمد بن عبيد
المحاربي، ثنا علي، عن ابن أبي ليلى، عن عبد الكريم أبي أمية، عن
عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما سقي
سيحا ففيه العشر وما سقي بالغرب ففيه نصف العشر». وهذا
علي بن هاشم بن البريد وهذا حديثه.
15 - ترجمة:
269 - حدثنا عبدان، ثنا أبو كامل الجحدري، ثنا عمرو النميري،
344

ثنا ثابت البناني، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من
توضأ بعد الغسل».
270 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عبد الرحمن
ابن أبي الرجال، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة، حدثني ثابت، عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أحد أفضل منزلة عند الله عز وجل من
إمام إن قال صدق, وإن حكم عدل, وإن استرحم رحم».
قال موسى: هذا ثابت الأعرج، وهو ثابت بن عياض، روى عنه
مالك وغيره من أهل مكة، وليس هو ثابتا البناني.
قلنا: الأول ثابت بن أسلم البناني، وهذا ثابت بن عياض.
16 - ترجمة:
271 - حدثنا الفضل بن الحباب ثنا داود بن شبيب ثنا حماد عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر
وعمر وعثمان كانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين حدثنا سهل بن موسى شيران
ثنا أحمد بن عبدة ثنا حماد
345

عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال المرء من
أحب حدثنا عبد الله بن محمد البغوي ثنا محمد بن جعفر الوركاني ثنا حماد
بن يحيى الأبح عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل أمتي
مثل القطر لا يدرى أوله خير أم آخره قلنا الأول حماد بن سلمة والثاني
حماد بن زيد والثالث حماد بن يحيى وها هنا رابع بإزائهم وهو حماد بن واقد أبو
بكر محمد بن عمر حدثني علي بن أحمد بن عبد الحميد المخرمي ثنا أحمد بن عبد الله
بن زياد الحداد ثنا عبد الرحمن بن يونس المستملي أبو مسلم ثنا معاذ بن هشام عن
أبيه عن يونس بن
346

عبيد هكذا قال ووهم عن قتادة عن أنس قال قبض
النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث وستين حدثنا إسماعيل بن أحمد اليماني ثنا محمد بن عبد
الله المخرمي ثنا معاذ بن هشام ثنا أبي عن يونس عن قتادة عن أنس قال ما أكل
النبي صلى الله عليه وسلم على خوان ولا في سكرجة ولا خبز له مرقق قلت لقتادة علام كانوا
يأكلون قال على السفر قال وهذا يونس الإسكاف حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة
ثنا أبي ثنا طلحة ابن يحيى الأنصاري عن يونس عن طارق بن سعد عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة يعني يونس بن
يزيد الأيلي
347

حدثنا عبد الله بن علي بن مهدي ثنا محمد بن خالد بن
خداش المهلبي ثنا سلم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن الوليد بن العيزار قال
كان عمرو بن العاص جالسا في ظل الكعبة فأقبل الحسين بن علي رضي الله عنه فقال
عمرو هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء قلنا الأول يونس بن عبيد والثاني
يونس الإسكاف والثالث يونس بن يزيد الأيلي والرابع يونس بن أبي إسحاق
ويجمعهم عصر واحد والخامس يونس بن الحارث الثقفي حدثنا محمد بن عثمان ثنا
إبراهيم بن إسحاق الضبي ثنا غياث بن إبراهيم عن يونس بن الحارث الثقفي عن أبي
بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سبح الله تسبيحة غرست له نخلة في الجنة
وسمعت محمد بن جعفر الشعيري يقول اطلعت في كتاب رجل من أصحابنا ممن زعم أنه
جمع حديث يونس بن عبيد فإذا هو قد صدر بما روى يونس عن الزهري فقلت
ان يونس لم يرو عن
348

الزهري شيئا فإذا هو قد غلط بيونس بن يزيد وظن
أنه يونس بن عبيد قال القاضي وكان أبو محمد بن صاعد مع محله من الحديث وضبطه
جمع حديث عبد الله بن عثمان بن خثيم فأورد فيه حديثا رواه هاني بن يحيى عن شعبة
عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت كنت
أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لحله ولا حرامه لا ويذكرون أن هذا ليس بابن خثيم وإنما هو شيخ
بصري يقال له عبد الله بن عثمان روى عنه يحيى بن سعيد القطان وروى أبو خليفة عن
مسدد عن عيسى بن يونس عن عبيد الله بن اياد عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد
حديثا في الغيبة فغلط فيه وظن أنه عبيد الله بن اياد بن لقيط وإنما هو عبيد الله
بن أبي زياد القداح المكي حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان ثنا جعفر بن محمد
الحقاف الأنطاكي ثنا حجاج بن محمد حدثني شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي عبد
الله عن أبي عبد الرحمن
349

قلت لشعبة من أبو عبد الرحمن قال كنت قاعدا
مع عبد الرحمن بن عوف فمر بلال فسأله عن المسح على الخفين فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقضي حاجته فنأتيه بالماء فيتوضأ ويمسح على العمامة وعلى الخفين
350

القول في المحدث والحد الذي إذا بلغه حدثنا علي بن محمد بن الحسين بمدينة
كازرون من فارس ثنا أبو الوليد أحمد بن عبد الرحمن القرشي ثنا الوليد بن مسلم
أخبرني شعيب بن زريق انه سمع عطاء الخراساني يحدث أن الحسن قال للعلاء بن
الشخير حدثنا يا علاء قال انا لم نبلغ ذلك يا أبا سعيد قال الحسن فأينا يبلغ
ذلك والله لولا ما اعتقده الله تعالى على العلماء لم ننطق ود الشيطان لو
يمكنونه من هذا حدثنا الفضل بن حمي بن خلاد الرازي سنة تسعين قدم
علينا قال سمعت أبا حاتم الرازي يقول سمعت آدم بن أبي إياس العسقلاني
يقول مررت مع سفيان الثوري على شاب يحدث فقال سفيان اللهم لا يقل حيائي ثم مر
على شاب يفتي فقال ما أملح هذا حدثنا عبد الله بن علي بن مهدي ينزل سفح الجبل
برامهرمز
351

ثنا إبراهيم بن بسطام قال: سمعت سليمان بن حرب يقول: قيل لحماد بن زيد:
ان خالدا يحدث، فقال: عجل خالد.
286 - حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن أبي العنبس، ثنا الحسن بن قتيبة
قال: قال سفيان الثوري لسفيان بن عيينة: مالك لا تحدث؟ فقال: أما
وأنت حي فلا.
278 - قال القاضي: الذي يصح عندي من طريق الأثر والنظر في الحد
الذي إذا بلغه الناقل حسن به أن يحدث - هو أن يستوفي الخمسين، لأنها
انتهاء الكهولة، وفيها مجتمع الأشد. قال سحيم بن وثيل:
أخو خمسين مجتمع أشدي * ونجذني مداورة الشؤون
وقال آخر:
هل كهل خمسين إن نابته نائبة * مسفه رأيه فيها ومسبوت
352

وليس بمستنكر أن يحدث عند استيفاء الأربعين، لأنها حد الاستواء
ومنتهى الكمال، نبئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين، وفي الأربعين
(م و 38: ب) تتناهى عزيمة الإنسان وقوته، ويتوفر عقله، ويجود
رأيه. وقال:
في الأربعين إذا ما عاشها رجل * ما أوضح الحق والتبيان للرجل
وفي هذا المعنى شعر كثير.
وقال عمر بن عبد العزيز: تمت حجة الله على ابن الأربعين، ومات
فيها. وقال ذو الرمة وقد بلغ أربعين سنة: عشت نصف عمر الهرم.
288 - وكان لا يدخل دار الندوة - إذا حزب أمر - إلا ابن الأربعين
353

وصاعدا. حدثنا بذلك أحمد بن عمرو الحنفي، ثنا الرياشي، عن ابن
سلام، عن أبان بن عثمان.
289 - فإذا تناهى العمر بالمحدث، فأعجب إلي أن يمسك في الثمانين
فإنه حد الهرم، والتسبيح والاستغفار وتلاوة القرآن أولى بأبناء الثمانين، فإن
كان عقله ثابتا ورأيه مجتمعا، يعرف حديثة ويقوم به، وتحرى أن يحدث
احتسابا. رجوت له خيرا، كالحضرمي، وموسى، (ظ ص 86)
وعبدان، ولم أر بفهم أبي خليفة وضبطه ناسا مع سنه.
290 - حدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، ثنا سفيان بن عيينة بمكة
وعبادان - وبين اللقائين أربعون سنة - قال: سمعت محمد بن المنكدر يقول:
سمعت جابر بن عبد الله يقول: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا.
354

قال ابن خلاد: فقد دل قول أبي الوليد في هذا الحديث على أنه كتب
عن سفيان وهو ابن نيف وأربعين سنة، لآن سفيان مات وهو ابن إحدى
وتسعين سنة.
291 - قال القاضي: وقرأت في بعض كتب والدي عن القاسم بن نصر
المخرمي، قال: سمعت هشام بن عبد الملك يقول: قدم علينا ابن عيينة
عبادان سنة ثلاث وتسعين.
293 - حدثنا أحمد بن محمد البراثي، قال: سمعت علي بن الجعد
يقول: كتبت عن سفيان بن عيينة قبل أن أكتب عن سفيان الثوري،
وهو بالكوفة، وهو إذ ذاك يستقي الماء، قال البراثي: فذكرت هذا
لإبراهيم بن عمر الوكيعي، قال كان لسفيان بن عيينة جمل يستقي
عليه الماء.
293 - قال القاضي: وهذا عند عوده إلى الكوفة، لأن أبي حدثني،
ثنا محمد بن النعمان الباهلي، قال: سمعت عبد الله بن داود يقول: كنا عند
الأعمش فقالوا: قدم سفيان بن عيينة صاحب الزهري وعمرو بن دينار،
قال: فسرنا إليه، وتركنا الأعمش، فقال الأعمش: سلوه عن عمرو بن
355

دينار عن عبد الله سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن (السائحون)، (م و 39: آ)
فقال: الصائمون.
294: حدثني أبي، ثنا أبو عمر بن خلاد الباهلي، قال: سمعت عبد
الله بن داود يقول: قمنا من مجلس الأعمش، فأتينا ابن عيينة وسألناه
عن الحديث.
295 - حدثنا أبي، ثنا أبو عمر بن خلاد قال: سمعت سفيان بن
عيينة يقول: قدمت الكوفة فقال لي الأعمش: يا سفيان، أي شئ تحدث
به عن الحجازيين؟ قلت: حديث وحديث، قال: ذلك لك، قال:
فجعلت أحدثه بحديث ويحدثني بحديث، فقدمت بعد ذلك بسنتين الكوفة،
فقلت: يا أبا محمد ما تقول فيما كنا فيه، (ك و 32: ب) فقال: نفقت
السوق بعدك. قال القاضي: فقد حدث ابن عيينة في حياة الأعمش،
ولعله دون الستين. ومات شعبة وله خمس وسبعون سنة وحدث
نحوا من (ظ ص 87) ثلاثين سنة. ومات عبد الله بن عون وهو ابن خمس
وسبعين، وقد حدث عند شعبة والأعمش والثوري، ومات الأوزاعي وله
سبعون سنة، سوى من مات منهم وهو في الخمسين أو دونها، مات إبراهيم
النخعي وهو ابن ست وأربعين، ومات قتادة وهو ابن نيف وخمسين، وقال
356

حنبل بن إسحاق: قال لي عمي: ولد عبد الرحمن بن مهدي سنة خمس
وثلاثين، وتوفي سنة إحدى وثمانين.
296 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا أبو حميد المصيصي، ثنا ابن
قدامة، ثنا جرير، عن واصل بن سليمان، عن عبد الله بن سعيد بن جبير
قال: قتل أبي وهو ابن تسع وأربعين.
357

القول في السؤال
297 - حدثني عمر بن إسحاق الشيرازي، قال: قرئ على محمد بن
إبراهيم الصوري، وأنا شاهد بأنطاكية، ثنا رواد بن الجراح، عن الأوزاعي،
عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: شفاء العي السؤال.
298 - حدثنا عمر، ثنا إسماعيل بن محمد الثقفي، ثنا نعيم بن حماد،
ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «شفاء العي السؤال».
299 - حدثنا عبدان، ثنا هشام بن عمار، ثنا محيس بن تميم أبو بكر
الأشجعي، ثنا حفص بن عمر، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن الزبير، عن نافع،
358

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التودد إلى الناس نصف العقل,
وحسن السؤال نصف العلم».
300 - حدثنا الحضرمي، ثنا صالح بن زياد السوسي، ثنا يحيى بن
سعيد العطار، ثنا عبد الله بن حكيم المدني (م و 39: ب) عن شبيب
بن بشر، عن أنس ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السؤال
نصف العلم».
301 - حدثني سهل بن علي بن زياد البابسيري، ثنا أبي، ثنا عبد الله بن
أبي كريم، ثنا عمر بن عبد الرحمن عن مكحول عن أبي الدرداء، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا جلس أحدكم إلى العالم, فليسأله تفقها ولا
يسأله تعنتا, فإن من فعل ذلك فالله عز وجل يمقته».
302 - حدثني علي بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي،
359

ثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا يونس بن عبيد،
عن ميمون بن مهران، قال: التودد إلى الناس يصف العقل، وحسن المسألة
نصف العلم، واقتصادك في معيشتك يلقي عنك نصف المؤونة.
303 - حدثني الحضرمي، نثا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا حسان بن
إبراهيم، عن يونس بن (ظ ص 88) يزيد الأيلي، عن الزهري قال: للعلم
خزائن تفتحها المسألة.
304 - حدثنا الحضرمي، ثنا الفضل بن الصباح، ثنا أبو عبيدة الحداد،
عن سعيد ابن زيد، ثنا المهاجر أن أبا خالد مولى ثقيف قال: كان أبو العالية
الرياحي جار بيتي، فكان يقول: سلني واكتب حديثي قبل أن تلتمسه
عند غيري فلا تجده.
305 - حدثنا العباس بن الحسن، ثنا أحمد بن عبد الله بن بكر النيسابوري
ثنا أبو التقي، ثنا أبان بن حاتم، عن عمر بن المغيرة، عن هشام، عن ابن
سيرين قال: إن للعلم أقفله ومفاتيحها المسألة.
306 - حدثنا الحسين بن بهان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا حفص بن غياث
عن الأعمش قال: ما زال الحسن يبتغي الحكمة حتى نطق بها.
307 - حدثني أبو الحسن المازني، ثنا هارون الفروي، ثنا عبد الملك
ابن عبد العزيز الماجشون، عن إبراهيم بن سعد، قال: قلت لأبي سعد بن
إبراهيم: بم فاقكم الزهري. قال: كان يأتي المجالس من صدورها،
360

ولا يأتيها من خلفها، ولا يبقى في المجلس شابا إلا ساءله، ولا كهلا إلا ساءله
ولا فتى إلا ساءله، ثم يأتي الدار من دور الأنصار فلا يبقى فيها شابا إلا
ساءله، ولا كهلا إلا ساءله، ملا فتى إلا ساءله، ولا عجوزا إلا سائلها، ولا
كهلة إلا سائلها، حتى يحاول ربات الحجال.
308 - حدثنا الحضرمي، ثنا عيسى بن السري، ثنا أبو داود، عن
سفيان، عن عطاء ابن السائب، عن سعيد (م و 40: آ) بن جبير قال:
ليس أحد يسألني!؟
309 - حدثنا أحمد بن هارون البرديجي، ثنا أبو حاتم الرازي، ثنا
محمد ابن عمرو الشامي، ثنا أبو تميلة يحيى بن واضح قال: جلست يوما إلى
عبد الله ابن المبارك، فرآني ساكتا لا أسأل عن شئ، فقال: مالك لا
تسأل عن شئ؟
ان تعليت عن سؤالك عبد الله * ترجع إذن بخفي حنين
فاغتت الشيخ بالسؤال تجده * سلسا يلتقيك بالراحتين
وإذا لم تصح صياح الثكالى * رحت عنه وأنت صفر اليدين
310 - وقال بعض المتفقهة:
تالله ما يبرز إلا سابقا * علما عزيزا وبيانا رائقا
إذا احتدى الجليل والدقائقا * كان المصيب سائلا وناطقا
361

311 - قال (ظ ص 89) القاضي: أنشدنا ابن عرفة الأزدي،
أنشدنا ثعلب عن ابن الأعرابي:
تمام العمى طول السكوت وإنما * شفاء العمى يوما سؤالك من يدري
312 - حدثنا همام، ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف، ثنا حماد بن زيد،
عن جرير ابن حازم، عن حميد الأعرج قال: قدم الحسن مكة سنة مائة،
قال فحشد عليه الناس، فقام رجل فقال: يا أبا سعيد، ما تقول في القدر؟
قال: اجلس ليس تحسن أن تسأل:.
313 - حدثنا أبو خليفة، عن التوزى قال: قال كيسان لأبي
زيد: علقمة بن عبدة من بني تميم هو أم من المحضرة؟ فقال: صحح
المسألة ليصح لك الجواب *.
362

باب الكتاب
(ظ ص 92، ك و 34: آ)
314 - حدثني أبي، ثنا عبد الله بن الزهري، ثنا الوليد بن مسلم، عن
الأوزاعي، ثنا يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، حدثني
أبو هريرة قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة قام في الناس، فحمد الله
وأثنى عليه، ثم قال: إن الله تعالى حبس عن مكة الفيل وسلط عليها
رسوله والمؤمنين، وانها لم تحل لأحد كان قبلي، وإنما أحلت لي ساعة من
نهار، وانها لا تحل لأحد كان بعدي، لا ينفر صيدها، ولا يختلى شوكها،
ولا تحل ساقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظيرين، إما
أن يفتدى، وإما أن يقتل، فقال العباس: الا الأذخر يا رسول الله، فإنا
نجعله في قبورنا وبيوتنا، فقال: الا الأذخر. (م و 40: ب) فقام أبو
شاه - رجل من أهل اليمن - فقال: اكتبه لي يا رسول، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اكتبوا لأبي شاه. قال الوليد: قلت للأوزاعي: ما قوله
363

اكتبوا لأبي شاه؟ قال: هذه الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
315 - حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن عبد الله
بن المؤمل، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو قلت: يا
رسول الله، أقيد العلم؟ قال: نعم. قلت: وما تقييده؟ قال: الكتاب.
316 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا محمد بن أبي رجاء، ثنا محمد بن
يزيد، عن محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده عبد
الله بن عمرو قلت: يا رسول الله، أكتب ما أسمعه منك؟ قال: نعم.
قلت: في الغضب والرضا؟ قال: نعم. فإني لا أقول إلا حقا
317 - حدثني أبي، (ظ ص 93) ثنا يحيى بن أبي طالب، ثنا علي
بن عاصم قال: قعدت إلى الزبير بن عدي - قال مرة بالري ومرة لم يذكر
364

الري - فأتاه دويد ابن طارق قال: ثنا عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن
جده قال: قلنا: يا رسول الله، انا نسمع منك أشياء لا نحفظها، أفلا
نكتبها؟ قال: بلى فاكتبوها.
318 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا الحسن بن أبي أمية الأنطاكي
ثنا إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي ذو يد عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قيدوا العلم بالكتاب».
319 - أخبرنا أحمد بن يحيى بن حبيب النيلي، ثنا شعيب بن عبد الحميد
الواسطي، ثنا عبد الرحيم بن هارون الغساني قال: إن إسماعيل المكي، ثنا
عن داود بن شابور، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال:
قلت: يا رسول الله، أني أسمع منك الشئ أفأكتبه؟ قال: نعم فاكتبه،
قلت: انك تغضب وترضى؟ قال: إني لا أقول في الرضا والغضب إلا حقا»
قال عبد الرحيم: وقال شعبة - وحدثته به قال -: (ك و 34: ب)
سمعته من داود بن شابور، كما سمعه إسماعيل، ولكن سمعت علما عن الحكم
وحماد، فما كتبته نسيته، وما لم أكتبه لم أنسه.
365

320 - حدثنا الحسين بن بهان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو معاوية، عن
يحيى بن أبي أنيسه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قلت:
يا رسول الله، انا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: نعم. قلت: في
حال الرضا والسخط؟ قال: في حال الرضا والسخط.
321 - وحدثنا أبو خليفة، ثنا أبي الحباب بن محمد، ثنا يحيى بن سليم
(م و 41: آ)، عن عبيد الله بن الأخنس، عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده قال: قالت لي قريش: ان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الغضب
والرضا فلا تكتب، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «اكتب فوالذي
نفسي بيده ما يخرج مني إلا حق»
322 - حدثنا الحضرمي، ثنا الحماني، ثنا ابن إدريس، عن ليث، عن
مجاهد، عن عبد الله بن عمر وقال: ما آسى على شئ إلا على الصادقة،
والصادقة صحيفة استأذنت فيها النبي صلى الله عليه وسلم أن أكتب فيها ما أسمع منه
فأذن لي.
323 - حدثنا عبد الله بن عنام، ثنا علي بن حكيم، ثنا شريك، عن
ليث عن مجاهد، (ظ ص 94) عن عبد الله بن عمرو قال: ما يرغبني في
الحياة الا خصلتان، الوهط والصادقة، صحيفة كنت استأذنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أكتبها عنه، فكتبتها وهي الصادقة.
324 - حدثني عمر بن الحسن بن جبير الواسطي، ثنا محمد بن عيسى
العطار، ثنا عاصم بن علي، ثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة، عن مجاهد قال:
رأيت عند عبد الله بن عمرو صحيفة، فذهبت أتناولها فقال: مه يا غلام
بني محزوم، قلت: ما كنت تمنعني شيئا!؟ قال: هذه الصادقة، فيها ما
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم، ليس بيني وبينه فيها أحد.
325 - حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن حنان الحمصي، ثنا بقية بن
الوليد، عن عتبة ابن أبي حكيم، عن هبيرة بن عبد الرحمن قال: كنا إذا
أكثرنا على أنس ابن مالك ألقى إلينا مخلاة، فقال: هذه أحاديث كتبتها
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
366

326 - حدثنا محمد بن خالد الراسبي، ثنا عبد الواحد بن غياث، ثنا
عبد الله بن المثنى، حدثني عمي ثمامة، عن أنس بن مالك انه كان يأمر بينه
أن يقيدوا العلم بالكتاب.
327 - حدثنا محمد بن الجنيد بن بهرام الأرجاني، ثنا لوين، ثنا عبد
الحميد ابن سليمان، عن عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة، عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قيدوا العلم بالكتاب. قال لوين: هذا الحديث لم
يروه غير هذا الشيخ.
328 - حدثنا الحضرمي، ثنا عبد الله بن عمر، ثنا سفيان بن عيينة، عن
عمرو، عن وهب بن منبه، عن أخيه قال: سمعت أبا هريرة يقول: ما
أحد من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني (م و 41: ب) عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم الا عبد الله بن عمرو، فإنه كان يكتب وأنا لا (ك و 35: آ)
أكتب.
368

329 - حدثنا محمد بن يعقوب، ثنا أبو الخطاب، ثنا عبد الأعلى، ثنا
محمد بن إسحاق، عن عمرو بن شعيب، عن المغيرة بن حكيم، عن أبي هريرة
قال: كنت أعي بقلبي، وكان (ظ ص 95) هو يعي بقلبه ويكتب بيده،
يعني عبد الله بن عمرو.
330 - حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، ثنا منصور بن أبي مزاحم،
ثنا يحيى بن حمزة، عن رجل ذكره سقط من كتابي اسمه، عن عباية بن
رافع بن خديج عن رافع، قال: قلت: يا رسول الله انا نسمع منك أشياء
أفنكتبها؟ قال: نعم.
331 - حدثنا العباس بن أحمد بن حسان الشامي، ثنا بن المصفى، ثنا
بقية، حدثني ابن ثوبان، حدثني أبو مدرك، حدثني عباية بن رافع بن خديج،
عن رافع ابن خديج قال: مر علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، ونحن نتحدث،
فقال: ما تحدثون؟ فقلنا: ما سمعنا منك يا رسول الله، قال: تحدثوا
وليتبوأ مقعده من كذب علي من جهنم، ومضى لحاجته، وسكت القوم،
فقال: ما شأنهم لا يتحدثون؟ قالوا، للذي سمعناه منك يا رسول الله.
قال: إني لم أرد ذلك، إنما أردت من تعمد ذلك، فتحدثنا، قال:
قلت: يا رسول الله انا نسمع منك أشياء أفنكتبها؟ قال: «اكتبوا ذلك
ولا حرج».
369

332 - حدثنا الحضرمي، ثنا يحيى الحماني، ثنا شريك، عن أبي
روق، عن أبي زيد مولى عمرو - يعني - ابن حريث قال: سمعت عليا
يقول: من يشتري علما بدرهم؟ فذهب الحارث الأعور فاشترى صحفا
فجاء بها.
333 - حدثنا الحضرمي، ثنا يحيى، ثنا داود بن عبد الجبار، ثنا أبو
إسحاق، عن الحارث، عن علي أنه قال: من يشتري علما بدرهم؟ فذهبت
فاشتريت صحفا بدرهم.
334 - حدثنا الحضرمي، ثنا شيبان، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا ثابت،
عن أنس ابن مالك، عن محمود بن الربيع قال: لما حدث عتبان (بن
مالك) قال أنس: فأعجبني الحديث، وقلت له: أكتبه؟ قال:
اكتبه.
335 - حدثنا الحضرمي، ثنا عون بن سلام، ثنا مندل بن علي،
عن محمد بن علي السلمي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: كنت أذهب
370

أنا وأبو جعفر إلى جابر بن عبد الله ومعنا ألواح صغار نكتب فيها
الحديث.
336 - حدثنا أبو حليفة، ثنا أبو الوليد، ثنا مندل، عن جعفر بن أبي
المغيرة، (ظ ص 96) عن سعيد بن جبير قال: كنت أكتب عند ابن
عباس، (م و 42: آ) فإذا امتلأت الصحيفة أخذت نعلي فكتبت فيها
حتى تمتلئ.
337 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا محمد بن عقبة، ثنا جرير عن
الأعمش قال: قال الحسن: ان لنا كتبا نتعاهدها.
338 - حدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد،
عن أيوب أن أبا قلابة أبا المليح كانا يكتبان العلم.
339 - حدثنا الحضرمي، ثنا أحمد بن أسد، ثنا عبد الحميد بن الحماني،
عن إسماعيل ابن عبد الملك قال: كنت جالسا عند عطاء، فحدثه رجل
بحديث فقال عطاء لابنه اكتبه.
371

340 - حدثنا ابن منيع، ثنا ابن زهير، ثنا أبو سلمة، ثنا أبو هلال
قال: قالوا لقتادة: نكتب ما نسمع منك؟ قال: وما يمنعك أن تكتب
(ك و 35: ب) وقد أخبرك اللطيف الخبير انه يكتب، فقال:
«علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى».
341 - حدثنا عبد الله بن أحمد الثغري، ثنا محمد بن سعيد، ثنا أبو
زيد، ثنا سوادة بن حيان، عن معاوية بن قرة قال: من لم يكتب
العلم لم يعد علمه علما.
342 - حدثنا عبد الله، ثنا عمران المجاشعي، ثنا عبد السلام بن هاشم
ثنا سواده بن حيان، عن معاوية بن قرة أنه قال ذلك.
343 - حدثنا عبد الوهاب بن حمدان التستري، ثنا لوين، ثنا الوليد
ابن دينار، عن يزيد الرقاشي قال: حججت مع عمر بن عبد العزيز،
فحدثته بأحاديث عن أنس بن مالك فكتبها، وقال: ليس عندي مال
فأعطيك، ولكن أفرض لك في الديوان، ففرض لي أربعمائة درهم.
372

344 - حدثنا الحسن بن علي السراج، ثنا عبيد بن عبد الواحد، ثنا
بحر بن وهب، ثنا بقية، ثنا عتبة بن أبي حكيم الهمداني قال: كنت عند
عطاء ابن أبي رباح ونحن غلمان، فقال: يا غلمان، تعالوا اكتبوا، فمن
كان منكم لا يحسن كتبنا له، ومن لم يكن معه قرطاس أعطيناه
من عندنا.
345 - حدثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا سلمة بن شبيب، (ظ ص
97) ثنا عبد الرزاق، أنا معمر قال: قدمت على يحيى بن اليمان
فحدثته بحديث لا ستخرج منه حديثا، فلما قمت من عنده قال: أكتب لي
حديث كذا وكذا. قلت له: يا أبا نصر، ألستم تكرهون كتابة الحديث؟
فقال: اكتبه لي، فإنك تكتبه لي ان لم فقد ضيعت أو
أخطأت.
346 - وحدثنا أبو خليفة، ثنا أبو عمر الضرير ثنا عبد العزيز بن
مسلم القسملي ح، وثنا الحضرمي، ثنا عبد الله بن معاوية، ثنا عبد العزيز
القسملي، ثنا عبد الله بن دينار قال: كتب (م و 42: ب) عمر بن
373

عبد العزيز إلى أهل المدينة: انظروا ما كان من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاكتبوه، فاني خفت دروس العلم، وذهاب العلماء.
347 - حدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد، ثنا مندل، عن جعفر بن
أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير قال: كنت أكتب عند ابن عباس، فإذا
امتلأت الصحيفة
أخذت نعلي فكنت أكتب في ظهورهما حتى تمتلئ.
348 - حدثنا أبي، ثنا يحيى بن جعفر، ثنا عبد الوهاب الخفاف،
ثنا سليمان التيمي، عن طاووس قال: كنت أنا وسعيد بن جبير عند ابن
عباس يحدثنا ويكتب سعيد ابن جبير.
349 - حدثنا أبي، ثنا ابن أبي خيثمة، ثنا أبي، ثنا يحيى بن سعيد،
عن سفيان، عن منصور قال: قلت لإبراهيم: سالم بن أبي الجعد أتم حديثا
منك. قال: إن سالما كان يكتب.
374

350 - حدثنا الحضرمي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا شريك، عن أبي
روق، عن الشعبي قال: الكتاب قيد العلم.
351 - حدثنا البرتي، ثنا ابن عبد الأعلى، قال: سمعت المعتمر
يقول: كتب إلي أبي وأنا بالكوفة: أن أشتر الصحف واكتب العلم،
فان المال يذهب والعلم يبقى.
352 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا ابن يمان، عن
المنهال بن خليفة، عن سلمة بن تمام أبي عبد الله الشقري، عن الحسن قال: ما
قيد العلم بمثل الكتاب.
375

353 - حدثنا محمد بن عطية الشامي، ثنا الرياشي، عن الأصمعي
قال: سمعت ابن أبي الزناد يحدث عن عروة قال: لأن تكون كتب (ظ
ص 98) لي عندي أحب إلي من كذا وكذا، كنا نسمع ونقول: لا
نتخذ مع كتاب الله كتابا، قد والله استمر (ك و 36: آ) كتاب الله
لمريره لا يخلطه شئ أبدا.
354 - حدثنا الحضرمي، ثنا الحماني، ثنا مندل، عن أبي كبران
قال: سمعت الشعبي يقول: اكتبوا ما سمعتم مني ولو على جدار.
355 - حدثنا عبيد الله بن هارون بن عيسى، ثنا إسحاق بن إبراهيم،
ثنا وكيع، ثنا الحسن بن عقبة المرادي، عن عامر قال: إذا سمعت شيئا
فاكتبه ولو على الحائط.
356 - حدثنا سهل بن موسى شيران، ثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي
ثنا يحيى بن سعيد، عن ابن حرملة قال: كنت سئ الحفظ، فرخص لي
سعيد بن جبير في الكتاب.
376

357 - حدثنا سهل، ثنا محمد بن عمر قال: سمعت إبراهيم بن حبيب
(م و 43: آ) يقول: سمعت ابن جريج يقول: قيدوا العلم بالكتاب.
358: حدثنا محمد بن الحسين بن شاهان، ثنا عمر بن حفص، ثنا أبو
عاصم، ثنا ابن جريج، حدثني عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان، عن
عمه عمرو بن أبي سفيان أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: قيدوا العلم
بالكتاب.
359: حدثنا الحسن بن عثمان التستري، ثنا أبو زرعة الرازي قال:
سمعت أبا بكر بن أبي شيبة يقول: من لم يكتب عشرين ألف حديث املاء
لم يعد صاحب حديث.
360 - حدثنا ابن معدان الغزاء، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، ثنا أبو
صالح الفراء قال: سألت ابن المبارك عن كتاب الحديث، فقال: لولا
الكتاب ما حفظنا.
377

361 - حدثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا عاصم بن علي، ثنا إسحاق
ابن يحيى بن طلحة بن عبيد الله، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو قال:
كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ناس من أصحابه وأنا معهم وأنا أصغر القوم، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار». فلما
خرج القوم قلت لهم: كيف تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد سمعتم ما
قال، وأنتم تنهمكون (ظ ص 99) في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
فضحكوا، وقالوا: يا ابن أخينا، إن كل ما سمعنا منه فهو عندنا في
كتاب.
378

من كان لا يرى أن يكتب
362 - حدثنا سهل بن موسى، ثنا الحسين بن الحسن المروزي، ثنا
سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن
يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: جهدنا بالنبي صلى الله عليه وسلم أن يأذن لنا في
الكتاب فأبى.
363 - حدثنا سهل، ثنا عقبة بن سنان، ثنا غسان بن مضر، عن
سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة قال: قيل لأبي سعيد: أنكتب حديثكم
هذا؟ قال: لا لم تجعلونه قرآنا؟ ولكن احفظوا كما حفظنا.
364 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري
ثنا سفيان، عن أيوب، سمع سعيد بن جبير يقول: كنا نختلف بالكوفة في
أشياء كتبتها في صحيفة، فأتيت ابن عمر، فجعلت أقرأ وأسأله، ولو
رآها لكانت الفيصل فيما بيني وبينه.
379

365 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا أبو حميد عبد الله بن
محمد (ك و 36: ب)، ثنا محمد بن عيسى بن الطباع، ثنا ابن فضيل،
عن ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول: ما كتبت (م و 43: ب)
سوداء في بيضاء قط، ولا حدثني رجل بحديث فأحببت أن يعيده
علي.
366 - حدثني عمر بن الحسن الواسطي، ثنا محمد بن غالب، ثنا يحيى
ابن يوسف، عن أبي الأحوص قال: كان ابن عون في زمانه يسمونه سيد
القراء. فقيل لابن عون انهم يكتبون عنك، قال إبراهيم: يكتبون وأنا
أكره ذلك.
367 - حدثنا محمد بن الحسين بن مكرم، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي
ثنا حجاج قال: سمعت شعبة يحدث عن منصور قال: قال إبراهيم: ما
كتبت شيئا قط. قال شعبة: وقال منصور: وددت أني كنت كتبت وأن
380

علي كذا وكذا، وقد ذهب عني مثل علمي. قال شعبة: وقال يونس
بن عبيد: ما كتبت شيئا قط، قال شعبه: (وقال خالد الحذاء ما كتبت
شيئا قط إلا حديثا واحدا، فلما حفظته محوته).
368 - حدثنا محمد بن أحمد بن كساء الواسطي، ثنا عمر بن شبة،
ثنا قريش بن أنس، عن ابن عون قال: قال محمد: ما كتبت شيئا قط.
قال: وقال (ظ ص 100) ابن عون: وأنا ما كتبت شيئا قط.
369 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا أحمد بن الحكم القزاز،
ثنا سهل بن أسلم العدوي، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة بن أبي موسى
قال: كنت أكتب حديث أبي، فقال: يا بني، تكتب حديثي؟ قلت:
نعم. قال: جئ به، فأتيته، فنظر فيه فمحاه، وقال: يا بني احفظ
كما حفظت.
381

من كان يكتب فإذا حفظه محاه
370 - حدثنا عبدان، ثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد، ثنا سعيد
بن عبد العزيز قال: قال عبد الرحمن بن سلمة الجمحي: سمعت عبد الله بن
عمرو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا، فكتبته فلما حفظته محوته، قال:
قد أفلح من أسلم، وكان رزقه كفافا، وصبر عليه.
371 - حدثنا الحضرمي، ثنا الحماني، ثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن
عتيق، عن محمد بن سيرين انه كان لا يرى بكتاب الحديث بأسا، فإذا
حفظه محاه.
372 - حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا
أبي، عن عقبة بن أبي حفصة، عن أخيه، عن عاصم بن ضمرة انه كان
يسمع الحديث ويكتبه، فإذا حفظه دعا بمقراض فقرضه.
382

373 - حدثني عبد الله بن علي بن مهدي، ومحمد بن عبد الله بن مهران
الرامهرمزيان، قالا: ثنا محمد بن محمد بن مرزوق، ثنا أبي قال: سمعت
جدتي أمة الملك بنت هشام بن حسان تقول: سمعت أبي هشام بن حسان
يقول: ما كتبت حديثا قط إلا حديث الأعماق، فلما حفظته محوته.
وحدثنيه عبد الله بن علي، ثنا (م و 44: آ) ابن أبي الزرد، ثنا سعيد
بن عامر، عن هشام قال: ما كتبت عن محمد إلا حديث الأعماق، فلما
(ك و 37: آ) حفظته محوته.
374 - حدثنا عبيد الله بن هارون، ثنا القاسم بن نصر، ثنا أحمد بن
حنبل، ثنا حجاج قال: سمعت شعبة يقول: قال خالد الحذاء: ما كتبت
شيئا قط إلا حديثا واحدا، فلما حفظته محوته.
375 - حدثنا الحضرمي، ثنا أحمد بن سنان قال: سمعت الفضل بن
عنبسة الواسطي يقول: لم يكن عند حماد بن سلمة كتاب، إنما كتب حديث
قيس بن سعد على باب، قال: - يعني - ثم محاه.
383

من كان يحفظ ثم يكتب ما حفظ ومن كره ذلك
376 - حدثنا عبد الله بن علي بن مهدي، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي
الأشج قال: قال خالد بن نافع مولى أبي موسى: عن سعيد بن أبي بردة
قال: كنت إذا سمعت من أبي موسى الحديث قمت فكتبته، فلما كثر
قيامي قال: يا بني، كثر قيامك. قلت: اني أكتب هذا الذي أسمعه
منك، قال: فأت به. قال: فجئت به، فقرأته عليه. فقال: نعم،
هكذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أخاف أن تزيد فيه وتنقص،
فدعا بإجانة فصب فيها ماء، ثم طرح تلك الكتب فيها فمحاها.
377 - حدثنا عبد الله بن غنام، ثنا بن حكيم، ثنا شريك، عن أبي
جعفر الفراء قال: كان الأعمش يسمع من أبي إسحاق، ثم يجئ فيكتبه في
منزله.
384

378 - حدثني عبد الله بن علي، ثنا الأشج، قال: سمعت ابن إدريس
يقول: ما كتبت عند الأعمش ولا عند حصين ولا عند ليث، ولا عند
أشعث، إنما كنت أحفظ ثم أجئ، فأكتب في البيت.
379 - حدثنا أبو حفص الواسطي، ثنا محمد بن غالب، ثنا محمد بن
الصباح الدولابي الثقة المأمون، والله قال: سمعت هشيما يقول: ما كتبت
حديثا قط في مجلس، كنت أسمعه ثم أجئ إلى البيت فأكتبه.
380 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا يوسف بن مسلم قال:
سمعت خلف بن تميم يقول: (سمعت من سفيان الثوري عشرة آلاف حديث
أو نحوها، فكنت أستفهم جليسي، فقلت لزائدة: يا أبا الصلت اني)
كتبت عن سفيان الثوري عشرة آلاف حديث، أو نحوا من عشرة آلاف.
فقال: لا تحدث منها إلا بما حفظ قلبك وسمعت أذنك،
فألقيتها.
381 - قال القاضي: قد ذكرنا في وجوب الكتاب ما ورد عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ثم عن علي وعمر وجابر (س و 71: ب) وأنس ومن يليهم
من كبراء التابعين كالحسن، وعطاء، وطاووس، وسعيد بن جبير، وعروة
بن الزبير، ومن بعدهم من أهل العلم. والحديث لا يضبط إلا بالكتاب ثم
بالمقابلة (م و 44: ب) والمدارسة، والتعهد، والتحفظ، والمذاكرة،
والسؤال، والفحص عن الناقلين، والتفقه بما نقلوه.
385

وإنما كره الكتاب (ظ ص 102) من كره من الصدر الأول، لقرب
العهد، وتقارب الاسناد ولئلا يعتمده الكاتب فيهمله، أو يرغب عن
تحفظه والعمل به فأما (ك و 37: ب) والوقت متباعد، والاسناد غير
متقارب، والطرق مختلفة، والنقلة متشابهون، وآفة النسيان معترضة،
والوهم غير مأمون - فان تقييد العلم بالكتاب أولى وأشفى، والدليل
على وجوبه أقوى، وحديث أبي سعيد: حرصنا أن يأذن لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الكتاب فأبى - أحسب أنه كان محفوظا في أول الهجرة وحين
كان لا يؤمن الاشتغال به عن القرآن.
382 - قال القاضي: قال أبو زرعة الرازي أو غيره - وذكر الحفظ -
فقال: يزعمون أن حمادا قلت كتبه، وأن هشاما (س و 72: آ)
الدستوائي ما كتب شيئا، وأن الزهري قال: ما خططت سوداء في بيضاء
الا نسب قومي، وما كان الزهري يصنع بالكتاب وبينه وبين كبراء
الصحابة كثير من التابعين سوى من لقي ممن تأخرت وفاته من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم فحفظ عنه ما حفظ؟ فألا وعى نسب قومه كما وعي غيره، واستغنى عن
كتبه!! وهكذا سبيل الحفاظ المتقدمين، مثل أصحاب عبد الله ومن
بعدهم من ذكر أنه كان يحفظ ولا يكتب، بل الحافظ ابن راهويه،
386

وابن وارة، ونظراؤهما ممن هو في حدود سنة أربعين وما بعدها، وعلى
أن من اعتمد على حفظه كثر وهمه، وإنما الحفظ للمشاهدة، ولصاحبه
التقدم والرياسة عند المذاكرة، ولا خير في علم يودع الكتب ويهمل كما
قال بعض القوال:
لا خير في علم وعى القمطر * ما العلم إلا ما وعاه الصدر
383 - وتمثل الأعمش بهذا البيت أو قاله:
تستودع أهل العلم قرطاسا تضيعه * وبئس مستودع العلم القراطيس
384 - (ظ ص 103، س 72: ب) أنشدنا إبراهيم بن حميد،
هو النحوي:
إذا ما غدت طلابة العلم ما لها * من العلم إلا ما يدون في الكتب
غدوت بتشمير وجد عليهم * فمحبرتي أذني ودفترها قلبي
385 - وقال ابن بشير الأزدي:
أأشهد بالجهل في مجلس * وعلمي في الكتب مستودع
387

إذا لم تكن عالما واعيا * فجمعك للكتب لا ينفع
386 - قال القاضي: وإنما نقول أن الأولى بالمحدث والأحوط لكل
راو أن يرجع عند الرواية إلى كتابه، ليسلم من الوهم، والله الموفق
والمرشد للصواب.
387 - حدثنا الحسن بن المثنى، ثنا محمد بن خلاد الباهلي، ثنا يحيى
ابن سعيد، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان يجمع بين المغرب
والعشاء إذا جد به السير بعد ما يغيب الشفق، ويزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم يجمع
بينهما، قال يحيى: حدثت بهذا الحديث ست عشرة سنة بمكة، فكنت
أقول: قبل أن يغيب الشفق. ثم نظرت في كتابي فإذا هو بعد ما
يغيب الشفق.
388 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا إبراهيم بن الحسن: (س و
73: آ) العلاف. حدثني العلاء بن الحسين، ثنا سفيان بن عيينة حديثا في
388

القرآن. فقال له عبد الله بن يزيد: ليس هو كما حدثت يا أبا محمد قال: وما
علمك يا قصير قال: فسكت عنه هنية، ثم قام إلى سفيان فقال: يا أبا
محمد أنت معلمنا وسيدنا فإن كنت أوهمت فلا تؤاخذني (ك و 38: آ)
قال: فسكت سفيان هنية، ثم قال: يا أبا عبد الرحمن، قال: لبيك
وسعديك: قال: الحديث كما حدثت أنت وأنا أوهمت.
389 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري،
ثنا ابن عيينة قال: قال محمد بن عمرو: لا والله لا أحدثكم حتى تكتبوه،
أخاف أن تغلطوا علي.
390 - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا صالح بن أحمد، حدثني علي
ابن المديني، قال: سمعت عفان يقول: ثنا حماد بن سلمة، ثنا قتادة، عن
عمرو بن دينار حديث عبد الملك بن مروان في الوصية. قال حماد: فسألت
عنه عمرو بن دينار، فقلب معناه عما قال قتادة، فقلت: إن قتادة حدثنا
عنك بكذا وكذا، فقال: إني أوهمت يوم حدثت به قتادة.
391 - (ظ ص 104) حدثني عمر بن غالب، ثنا أبو يحيى العطار
قال: سمعت إسماعيل ابن علية يقول: روى عني شعبة حديثا واحدا
فأوهم فيه، حدثته عن عبد العزيز ابن صهيب، (س و 73: ب) عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتزعفر الرجل، فقال شعبة: ان
النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التزعفر، وكان شعبة حفظ عن إسماعيل،
فأنكر إسماعيل لفظ التزعفر لأنه لفظ العموم، وإنما المنهي عنه
389

الرجال، وأحسب شعبة قصد المعنى ولم يفطن لما فطن له إسماعيل، وشعبة
شعبة. وقد روى الحديث عن شعبة محمد بن عباد الهنائي، فقال فيه
كما قال غيره ممن حدث عن إسماعيل.
392 - حدثنا أبي من أصل كتابه، ثنا محمد بن معمر البحراني، ثنا
محمد بن عباد الهنائي، ثنا شعبة، عن ابن علية، عن عبد العزيز، عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتزعفر الرجل.
393 - قال القاضي: وأما أشياخنا فحدثونا عن علي بن الجعد، منهم
أحمد بن البراثي، ثنا شعبة، عن إسماعيل بن إبراهيم بن علية، عن
عبد العزيز، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن التزعفر.
وقد اختلفت ألفاظ هذا الحديث عن إسماعيل أيضا، فقال شعبة: نهى
عن التزعفر، وروى أكثر أصحابه عنه، نهى أن يتزعفر الرجل.
394 - حدثني علي بن عبد الله، حدثنا علي بن الحسين الدرهمي، ثنا
زكريا بن يحيى بن عمارة، عن عبد العزيز (س و 74: آ) بن صهيب، عن
أنس قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزعفر الرجل جلده، ورواه حماد بن
واقد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك - مثل ما قال شعبة.
395 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا علي بن مخلد الأيلي، ثنا
حماد بن واقد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس قال: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن التزعفر.
396 - وروى شعبة عن ابن علية حديثا آخر، فخالف في اللفظ
والاسناد، حدثنا بذلك أبو جعفر بن زهير، ثنا عبد الله بن أبي بكر
390

الكرماني، ثنا يحيى بن أبي بكير، عن شعبة ح، وحدثنا محمد بن موسى
الإصطخري، ثنا إبراهيم بن حماد بن داود البجلي الكرماني، ثنا يحيى بن
أبي بكير، عن شعبة عن إسماعيل بن إبراهيم - وهو ابن علية - عن عبد
العزيز بن صهيب قال: قلت لأنس: أي دعاء كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: «اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار».
فلقيت إسماعيل، فسألته عن الحديث فقال: أخبرنا عبد العزيز قال:
سأل قتادة أنسا: أي دعوة كان أكثر ما يدعو (س و 74: ب) بها النبي
صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كان أكثر دعوة يدعو بها: اللهم آتنا في الدنيا حسنة (ك و
38: ب) وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وإذا دعا بدعاء (ظ
ص 105) دعا به.
397 - حدثنا إسماعيل بن محمد المزني، ثنا أبو نعيم الفضل بن
دكين، ثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: قال عبد الله: الرؤيا ثلاث، الرجل
يهم بالشئ بالنهار، فيراه بالليل، والشيطان، والرؤيا التي هي الرؤيا.
391

فقيل للأعمش: إنما حدثنا عن أبي ظبيان عن علقمة عن عبد الله. فقال:
صدقتم أنتم أحفظ مني.
398 - حدثنا موسى بن زكريا، ثنا الحسن بن قزعة، ثنا الفضيل
بن عياض، عن ليث، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ربما يقرن شعبان ورمضان، قال حسن: فلقيني فضيل بعد أيام،
فقال: اجعل مكان نافع طلحة.
399 - حدثني محمد بن الحسين بن شاهان السابوري، ثنا أبو حفص
الفلاس قال: سمعت أبا داود يقول: كنا عند شعبة فجاء الحسن بن دينار
فقال له شعبة: ها هنا يا أبا سعيد. فجلس فقال: حدثنا حميد بن
هلال، عن مجاهد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول.
قال: فجعل شعبة يقول: مجاهد سمع عمر بن الخطاب!.
فقام الحسن فذهب، ودخل بحر السقاء، فقال (س و 75: آ) له
شعبة: يا أبا الفضل، تحفظ شيئا عن حميد بن هلال، عن مجاهد عن عمر
392

ابن الخطاب؟ قال: نعم. حدثنا حميد بن هلال، ثنا شيخ من بني عدي
يكنى أبا مجاهد قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
قال: فقال شعبة: هيها هيها.
400 - حدثنا أبي، ثنا السري بن يحيى التميمي، ثنا أبو عتبة الليث
ابن هارون العكلي قال: كنا عند وكيع بن الجراح، فقال وكيع: حدثنا
سفيان، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عثمان بن عفان
انه كان يقرأ القرآن في ثمان.
فقال نوفل بن مطهر الضبي، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي
قلابة، عن أبي المهلب، عن أبي بن كعب انه كان يقرؤه في ثمان.
فقال وكيع: لم تأت بمثل سفيان.
فقال نوفل: (ثنا ابن علية، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب
عن أبي.
فقال وكيع: ولا أيضا.
فقال نوفل): ثنا عبد العزيز بن أبان، عن سفيان، عن أيوب، عن
أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن أبي.
393

فقال وكيع: دعوه.
فلما كان بالعشى قال وكيع: اجعلوه عن عثمان، أو عن أبي.
قال أبو عبيدة السري: ثنا أبو السري، ثنا وكيع، عن سفيان، عن
أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن عثمان.
وحدثنا به يعلى، وعبيد الله، وأبو نعيم، وقبيصة - عن سفيان، عن
أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن أبي بن كعب قال: إنا
لنقرؤه في ثمان الا أن يعلى قال: عن (س و 75: ب) أبي قلابة، عن
رجل، عن أبي.
401 - حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا أحمد بن سنان الواسطي قال:
سمعت عبد الرحمن بن مهدي (ظ ص: 106) يقول: حدثنا سفيان
الثوري، عن حماد بن أبي سليمان، عن عمرو بن عائذ، عن سلمان قال:
إذا حك أحدكم جسده فلا يمسحه ببزاق، فإنه ليس بطهور.
قلت: هذا عن حماد، عن ربعي عن سلمان.
قال: من يقوله؟ قلت: حدثنا حماد بن سلمه.
(ك و 39: آ) قال: امضه. قلت: حدثنا شعبة، عن حماد، عن
ربعي، عن سلمان.
قال: امضه. قلت: حدثنا هشام الدستوائي عن حماد، عن ربعي.
394

قال: هشام؟ قلت: هشام.
فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه فقال: ثنا حماد بن أبي سليمان، عن عمرو
ابن عطية: عن سلمان.
قال عبد الرحمن: فمكثت زمانا أحمل الخطأ على سفيان حتى نظرت في
كتاب عند غندر، عن شعبة، عن حماد، عن ربعي، قال شعبة وقال
حماد مرة عن عمرو بن عطية، عن سلمان.
قال عبد الرحمن: فعلمت أن سفيان كان إذا حفظ الشئ لا يبالي
من خالفه.
402 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء قال: سمعت إبراهيم بن سعيد
الجوهري يقول: كان شعبة وسفيان إذا اختلفا قالا: اذهبا بنا إلى الميزان
مسعر.
403 - (س و 76: آ) حدثنا أبو حفص الصيرفي، ثنا أبو عيسى
الشيص موسى بن موسى، ثنا علي بن مسلم، ثنا أبو داود قال: كان سعيد
أبو هلال وشعبة إذا اختلفوا في قتادة رجعوا إلى هشام - يعنى -
الدستوائي.
395

404 - حدثنا عبيد الله بن هارون بن عيسى - ينزل جبل رامهرمز -
حدثنا زياد بن يحيى الحساني، ثنا حاتم بن وردان، ثنا أيوب قال: اجتمع
حفاظ ابن عباس على عكرمة، فأقعدوه، وفيهم سعيد بن جبير وطاوس.
وجعلوا يسألونه عن حديث ابن عباس، فكلما سألوه عن حديث ففرغ منه
جعل سعيد يضع إصبعه السبابة على الإبهام، كأنه يقول سواء. حتى سئل
عن حديث الحوت، فقال عكرمة: سايرهما في ضحضاح من الماء، فقال
سعيد بن جبير: أشهد على ابن عباس أنه قال: كان معهما يحملانه في مكتل
قال أيوب: أراه كان يقول القولين جميعا.
405 - حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير وعبد الله بن علي الرامهرمزي
قالا: ثنا محمد بن علي بن الوضاح، ثنا وهب بن جرير بن حازم بن زيد بن
عبد الله بن شجاع، ثنا أبي، عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن (س
و 76: ب) ابن (ظ ص 107) عباس، عن أبي بن كعب، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: لما ولد إسماعيل وترعرع وجدت سارة بعض ما تجده النساء من
الغيرة، فأخذ إبراهيم إسماعيل وهاجر حتى أقدمهما مكة، وذكر القصة
بطولها. قال وهب: وحماد بن زيد يحدث بهذا الحديث عن أيوب،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، لا يذكر أبيا، قال وهب: فكنا
يوما عند سلام بن أبي مطيع أنا وأبو يحيى أخو أبي يعقوب صاحب
396

السلعة الذي في بني ضبيعة، وكان قد حفظ، ولو بقي لانتفع به، فذكر
أبو يحيى هذا الحديث، حماد، عن أيوب عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
فقال سلام. إنما هو عن عكرمة بن خالد، ثم قال لي: كيف يقول أبوك؟
قلت: يقول: عن أيوب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، ولم أذكر
النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أبي بن كعب، فقال: سبحان الله. ربما أسقط الرجل من
إخواننا (ك و 39: ب) من الحفاظ، إنما هو عن أيوب عن عكرمة
ابن خالد.
406 - حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي، ثنا هشام بن عمار أنا
الوليد، عن سعيد أن هشام بن عبد الملك (س و 77: آ) سأل الزهري
أن يملي على بعض ولده شيئا من الحديث، فدعا بكاتب، وأملى عليه أربعمائة
حديث، فخرج الزهري من عند هشام فقال: أين أنتم يا أصحاب الحديث،
فحدثهم بتلك الأربعمائة، ثم لقي هشاما بعد شهر أو نحوه، فقال الزهري
ان ذلك الكتاب قد ضاع. قال: لا عليك، فدعا بكاتب، فأملاها
عليه، ثم قابل هشام بالكتاب الأول، فما غادر حرفا واحدا.
407 - حدثنا عبيد الله بن هارون، ثنا القاسم بن نصر المخرمي قال:
سمعت خلف بن سالم يقول: سمعت بهز بن أسد يقول: خرجت أنا وعفان
وحبان بن هلال نريد الكوفة، فمررنا بواسط، فدخلنا على علي بن
عاصم، فسألته: فحدثني عن مطرف بحديث أخطأ فيه، فقلت:
أخطأت.
397

قال: وما يدريك؟ قلت: حدثنا أبو عوانة عن مطرف.
قال: وما يدري ذلك العبد؟ ما هذا؟ أسكت.
ثم حدثنا عن يونس بن عبيد، فأخطأ فيه، فقلت: أخطأت يا شيخ
قال: وما يدريك؟ قلت: حدثنا يزيد بن زريع.
قال: وما يدري ذلك الصبي؟ ما هذا؟ أسكت.
ثم حدثنا بحديث عن ابن خثيم (س و 77: ب) أخطأ فيه، فقلت:
أخطأت يا شيخ.
قال: وما يدريك؟ (ظ ص 108) قلت: ثنا وهيب بن خالد.
قال: نعم أعرفه غلاما كيسا.
قال: فخرجنا من عنده، فقلت لأصحابنا: هذا الشيخ لا يفلح.
408 - حدثنا عبيد الله، ثنا القاسم بن نصر، قال: سمعت خلف بن
سالم يقول: حدثني يحيى بن سعيد قال: قدمت الكوفة وبها ابن عجلان،
وبها من يطلب الحديث: مليح بن وكيع، وحفص بن غياث، وعبد الله
بن إدريس، ويوسف بن خالد السمتي، فقلنا: نأتي ابن عجلان، فقال
398

يوسف بن خالد: نقلب على هذا الشيخ حديثه، ننظر تفهمه، قال: فقلبوا
فجعلوا ما كان عن سعيد عن أبيه، وما كان عن أبيه عن سعيد، ثم جئنا
إليه، لكن ابن إدريس تورع وجلس بالباب وقال: لا أستحل،
وجلست معه.
ودخل حفص، ويوسف بن خالد، ومليح، فسألوه، فمر فيها، فلما
كان عند آخر الكتاب انتبه الشيخ فقال: أعد العرض، فعرض عليه،
فقال: ما سألتموني عن أبي فقد حدثني سعيد به، وما سألتموني عن سعيد
فقد حدثني به أبي، ثم أقبل على يوسف بن خالد، فقال: إن كنت أردت
شيني وعيبي فسلبك (س و 78: آ) الله الاسلام، وأقبل على حفص فقال:
ابتلاك الله في دينك، ودنياك، وأقبل على مليح فقال: لا نفعك (ك و
40: آ) الله بعلمك.
قال يحيى: فمات مليح ولم ينتفع به، وابتلى حفص في بدنه بالفالج،
وبالقضاء في دينه، ولم يمت يوسف حتى اتهم بالزندقة.
409 - حدثني عبد الله بن أحمد الغزاء، حدثني سعيد بن رحمة، عن
القرقساني قال: كنت آتي الأوزاعي، فيحدث بثلاثين حديثا، فإذا
تفرق الناس عرضتها عليه، فلا أخطئ فيها، فيقول الأوزاعي: ما أتاني
أحفظ منك.
399

410 - أخبرني أبي، ثنا أبو داود، ثنا ابن بشار، قال: سمعت أبا
داود يقول: أمليت بأصبهان اثنين وأربعين ألف حديث من حفظي، لم
أسأل عن طرق.
411 - حدثنا عمر بن الحسن بن جبير الواسطي، حدثني محمد بن علي
العائشي قال: قال شعبة لأبي عوانة: ويحك يا وضاح! كتابك جيد
وحفظك ردئ، وحفظك جيد وكتابك ردئ، مع من كنت تطلب
الحديث. قال: مع منذر الصيرفي، قال: هذا منذر صنع بك.
412 - حدثنا ابن البري وعبيد الله بن هارون قالا: ثنا عمرو بن علي
قال: سمعت أبا داود يقول: سمعت شعبة (س و 78: ب) يقول: ما
رأيت أحدا أسوأ (ظ ص 109) حفظا من ابن أبي ليلى.
413 - حدثني أبي: ثنا محمد بن معمر البحراني، ثنا محمد بن عباد
الهنائي، ثنا شعبة أخبرني منصور قال: ما كتبت ولوددت إني كتبت،
وما حفظت نصف ما سمعت.
414 - حدثنا ابن البري، ثنا أبو حفص قال: سمعت معاذ بن معاذ
يقول: رأيت المسعودي سنة أربع وخمسين يطالع بالكتاب، يعني انه
تغير حفظه.
400

415 - حدثنا ابن الجنيد، ثنا إبراهيم بن سعيد، حدثني يونس بن محمد،
ثنا أبو هلال، عن غالب عن بكر بن عبد الله قال: من سره أن ينظر إلى
أعلم رجل أدركنا في زماننا فلينظر إلى الحسن، فان الذي لم يره كان يشتهي
أن يراه، والذي رآه أحب أن يزداد من علمه. ومن سره أن ينظر إلى
أورع رجل أدركنا في زماننا، فلينظر إلى محمد بن سيرين فإنه كان يدع كثيرا
من الحلال تورعا، ومن سره أن ينظر إلى أعبد رجل رأينا في زماننا،
فلينظر إلى ثابت البناني، فإنه كان في اليوم المعمعاني الطرفين يظل صائما
يراوح بين جبهته وقدميه، ومن سره أن ينظر إلى أحفظ رجل أدركنا
وأحرى أن يؤدي الحديث كما (س و 79: آ) سمعه، فلينظر إلى قتادة.
401

416 - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا زهير بن حرب، ثنا
عبد الرحمن بن المبارك، ثنا الصعق بن حزن، ثنا زيد أبو عبد الواحد،
قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة.
417 - حدثنا البغوي، ثنا علي بن سهل النسائي، ثنا (ك و 40: ب)
عفان، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن روح بن القاسم، عن مطر قال: كان
قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا، وكان إذا سمع الحديث يأخذه
العويل والزويل حتى يحفظه.
402

القول فيمن يستحق الأخذ عنه
418 - حدثنا عبد الله بن الصقر السكري، ثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي، ثنا معن - وقال مرة محمد بن صدقة الفدكي أحدهما
أو كلاهما - قال: سمعت مالك بن أنس يقول: لا يؤخذ العلم عن أربعة،
ويؤخذ ممن سوى ذلك: لا يؤخذ من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه،
ولا من سفيه معلن بالسفه وإن كان من أروى الناس، لو ولا من رجل يكذب
في أحاديث الناس وان كنت لا تتهمه أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا
من رجل له فضل وصلاح (س و 79: ب) وعبادة إذا (ظ ص 110)
كان لا يعرف ما يحدث، قال الحزامي: فذكرت ذلك لمطرف بن عبد الله
فقال: ما أدرى ما تقول، غير أني أشهد لسمعت مالكا يقول: أدركت
ببلدنا هذا - يعني المدينة - مشيخة لهم فضل وصلاح وعبادة، يحدثون،
فما كتبت عن أحد منهم حديثا قط. قلت: لم يا أبا عبد الله قال: لأنهم لم
403

يكونوا يعرفون ما يحدثون، قال: وقال مالك كنا نزدحم على باب
ابن شهاب.
419 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي أن الربيع حدثهم قال: قال
الشافعي: ويكون المحدث عالما بالسنة، ثقة في دينه، معروفا بالصدق في
حديثه، عدلا فيما يحدث، عالما بما يحمل من معاني الحديث، بعيدا من الغلط،
أو يكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمعه، لا يحدث على المعنى، لأنه
- إذا حدث على المعنى وهو غير عالم بما يحتمل معناه - لا يدري لعله يحمل
الحلال على الحرام، فإذا أداه بحروفه لم يبق وجه يخاف فيه إحالة الحديث،
ويكون حافظا ان حدث من حفظه، حافظا لكتابه ان حدث من كتابه،
يؤمن أن يكون مدلسا، يحدث عمن لقي بما لم يسمع، أو يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم بما يحدث (س و 80: آ) الثقات بخلافه عنه عليه
والسلام، ويكون هكذا في حديثه حتى ينتهي بالحديث موصولا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم، فمن عرفناه دلس مرة، فقد بان لنا عواره في روايته، وليس
تلك العورة كذبا فنرد حديثه، ولا بنصيحة في الصدق فنقبل منه ما قبلنا
من أهل النصحية في الصدق، فنقول: لا نقبل من مدلس حديثا حتى
404

يقول: سمعت أو حدثني. ومن كثر تخليطه من المحدثين (ك و 41: آ)
ولم يكن له أصل كتاب صحيح لم نقبل حديثه. ونقبل الخبر الواحد
ونستعمله، تلقاه العمل أو لم يتلقه العمل، وهو أهل للحديث.
قال الشافعي: وكان ابن سيرين والنخعي وغير واحد من التابعين يذهبون
إلى ألا يقبلوا الحديث الا عن من عرف.
قال الشافعي: وما لقيت أحدا من أهل العلم يخالف هذا المذهب.
420 - حدثنا عبد الله بن الصقر السكري، ثنا الحزامي قال:
(ظ ص 111) سمعت أيوب بن واصل يقول: سمعت عبد الله بن عون
يقول: لا نكتب الحديث الا ممن كان عندنا معروفا بالطلب.
421 - حدثنا الساجي أن أحمد بن محمد بن بكر أخبره فيما كتب إليه
عن ابن أبي الحواري قال: سمعت (س و 80: ب) مروان بن محمد
يقول: لا غنى لصاحب الحديث عن صدق، وحفظ، وصحة كتب،
405

فإذا أخطأته واحدة وكانت فيه واحدة لم تضره، ان لم يكن حفظ رجع
إلى الصدق وكتبه صحيحة، لم يضره ان لم يحفظ.
422 - حدثنا الساجي، ثنا أبو موسى قال: سمعت عبد الرحمن بن
مهدي يقول: المحدثون ثلاثة. رجل حافظ متقن، فهذا لا يختلف فيه،
وآخر يوهم والغالب على حديثه الصحة، فهذا لا يترك حديثه، والآخر
يوهم والغالب على حديثه الوهم، فهذا متروك الحديث.
423 - حدثنا عمر بن إسحاق الشيرازي، ثنا أبو هارون إسماعيل بن
محمد الثقفي، ثنا رواد بن الجراح قال: قال سفيان الثوري: خذ الحلال
والحرام من المشهورين في العلم: وما سوى ذلك فمن المشيخة.
424 - حدثنا الساجي، ثنا أحمد بن محمد الأزرق، قال: سمعت
يحيى ابن معين يقول: آلة الحديث الصدق، والشهرة، والطلب، وترك
البدع، واجتناب الكبائر.
406

425 - حدثنا أبي، ثنا أبو حاتم السجستاني، ثنا الأصمعي، ثنا ابن
أبي الزناد، عن أبيه قال: أدركت بالمدينة مائة أو قريبا من المائة ما
يؤخذ عن أحد منهم وهم ثقات، يقال: ليس من أهله.
426 - حدثنا أبو شعيب الحراني، ثنا يحيى بن عبد الله الحراني،
ثنا الأوزاعي، ثنا سليمان بن موسى (س و 81: آ) قال: لقيت طاوسا،
فقلت: حدثني فلان بكيت وكيت، فقال: إن كان مليا فخذ عنه.
427 - حدثني محمد بن يعقوب الأهوازي، ثنا معمر بن إبراهيم بن
الربيع ابن المسيب، ثنا المنهال بن بحر قال: سمعت شعبة يقول: أنظروا
عن من تكتبون، أكتبوا عن قرة (ك و 41: ب) بن خالد، وسليمان
ابن المغيرة، والأسود بن شيبان، وابن عون، والله لوددت أني
407

آخذ لابن عون كل يوم بالركاب.
428 - حدثنا الحضرمي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا شريك، عن
أشعث، عن ابن سيرين قال: قدمت الكوفة قبل الجماجم، فرأيت
فيها أربعة آلاف يطلبون الحديث. قال القاضي: وقال لنا الحضرمي
في موضع آخر: ثنا منجاب، (ظ ص 112) ثنا شريك، ولم يذكر
الجماجم.
429 - حدثنا عبدان، ثنا الحسن بن علي بن بحر قال: قدم دحيم
الدمشقي بغداد سنة ست وثلاثين ومائتين، فرأيت أبي وأحمد ويحيى بن
408

معين وأبا خيثمة بين يديه مثل الصبيان يكتبون.
430 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا محمد بن عثمان الأسلمي
الواسطي، ثنا حفص بن غياث، عن أبي جعفر، عن الربيع بن أنس، عن
أبي العالية قال: كنا إذا أتينا الرجل (س و 81: ب) لنأخذ عنه نظرنا
إلى صلاته، فإن أحسن الصلاة أخذنا عنه، وإن أساء الصلاة لم نأخذ
عنه.
431 - حدثنا علي بن محمد بن المسور الزهري، ثنا عمي عبد الرحمن
بن المسور، حدثني حسين بن مهدي، عن عبد الرزاق، عن معمر قال:
قيل للزهري: مالك لا تروي عن الموالي؟ قال: بلى قد رويت عنهم،
ولكن إذا كان عندي أبناء المهاجرين والأنصار، لا أبالي على أيهم اتكأت،
فما لي (لا) أروي عنهم!؟ ولكن قد رويت عنهم، منهم سليمان بن
يسار، وطاوس، ونافع مولى ابن عمر، وأفلح مولى أبي أيوب، وندبة
مولاة ميمونة، وحبيب مولى عروة، وعطاء مولى سباع، وأبو عبيد
مولى ابن الأزهر، وعبد الرحمن الأعرج.
409

432 - حدثني أبو حفص الصيرفي، ثنا أبو عيسى الشيص موسى بن
موسى، ثنا ابن أبي جعفر، ثنا بشر بن عمر قال: سألت مالكا عن
رجل، فقال: رأيته في كتبي؟ قلت: لا. فقال: لو كان ثقة رأيته في
كتبي.
433 - حدثنا إسحاق بن داود الصواف، ثنا عبد الله بن عبد الوهاب
الخوارزمي، ثنا نعيم بن حماد قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول:
قيل لشعبة: متى يترك حديث الرجل؟ قال: إذا روى (س و 82: ب)
عن المعروفين ما لا يعرفه المعروفون فأكثر، وإذا أكثر الغلط، وإذا اتهم
بالكذب، وإذا روى حديث غلط مجتمع عليه، فلم يتهم نفسه فيتركه
طرح حديثه، وما كان غير ذلك فارو عنه.
410

من روى لا تأخذوا العلم
الا عن من تجيزون شهادته
434 - حدثنا الحضرمي وعمر بن أيوب قالا: ثنا محمد بن بكار، ثنا
حفص بن عمر قاضي حلب، عن صالح بن كيسان، عن محمد بن كعب،
عن ابن عباس (ظ ص 113) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تأخذوا
العلم إلا عن من تجيزون شهادته».
411

قال القاضي: معنى هذا الحديث (ك و 42: آ) - إن كان محفوظا -
أن سقوط الشهادة يوجب سقوط الخبر، فقد يكون الشاهد عدلا مرضيا
ولا يكون من أهل الحديث، ويكون الرجل تقيا فاضلا ولا يكون من
أهل الشهادة ولا الحديث، وقد حكي عن يزيد بن هارون قال: إن في
جيراني من أرجو دعوته، ولو شهد عندي على قبالة نعل ما قبلتها.
وكان سوار يقول: عمدة الشهادة الصلاح، فقال له عبيد الله ابن الحسن:
ليس الصلاح عمدتها، هذا سعد مولانا، لا يرتاب في صلاحه، ثم دعاه
فقال: يا سعد، أنظر الريح ما هي، أشمأل هي (س و 82: ب) أم
جنوب؟ فخرج ثم عاد إليه فقال: هي جنوب قد خالطها شئ من الشمال،
قال عبيد الله: هذا كيف تنفذ شهادته!!؟
435 - حدثني أبي، ثنا أحمد بن حازم الغفاري، ثنا حسن بن قتيبة،
ثنا عبد الله بن زياد - يعني ابن سمعان المخزومي - عن عطاء - يعني ابن أبي
رباح، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أخوف ما أخاف
على أمتي العصبية والقدرية والرواية عن غير عدل».
436 - وحدثناه أبي، ثنا محمد بن معمر البحراني، ثنا عمر بن
412

يونس، ثنا سعيد الحمصي، عن هارون، عن مجاهد، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هلاك أمتي في ثلاث: في العصبية والقدرية
والرواية عن غير ثبت».
413

من قال: هو دين فانظروا عن من تأخذونه
437 - حدثنا أبو خليفة، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن ابن
عون، عن محمد قال: العلم دين، فانظر عن من تأخذ دينك.
438 - حدثنا عبدان، ثنا أبو بكر، ثنا معاذ، عن ابن عون، عن
محمد قال: كان يقال: العلم دين، فانظروا عن من تأخذونه.
439 - حدثنا أبو شعيب، ثنا يحيى البابلتي، ثنا الأوزاعي، قال:
كان (س و 83: آ) ابن سيرين يقول: إن هذا دينكم، فانظروا عن من
تأخذونه.
440 - حدثنا محمد بن الوليد النرسي والحسن بن علي السراج قالا:
ثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي، ثنا محمد بن إسماعيل الفيدي، ثنا حماد بن
414

زيد قال: دخلنا على أنس بن سيرين في مرضه فقال: اتقوا الله يا معشر
الشباب، وانظروا عن من تأخذون هذه الأحاديث، فإنها دينكم.
441 - حدثنا محمد بن حميد الجرجاني، ثنا أبو أمية الطرسوسي،
ثنا يونس بن محمد، ثنا مغيث (ظ ص 114) قال: سمعت الضحاك بن
مزاحم يقول: إن هذا العلم (ك و 42: ب) دين، فانظروا عن من
تأخذونه.
442 - حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى، ثنا أبو إسماعيل
محمد بن إسماعيل الترمذي، ثنا ابن أبي مريم، ثنا نافع بن يزيد، حدثني
صاعد بن محمد أن أبا عبيدة بن عقبة بن نافع حدثه عن أبيه انه كان يوصي
بنيه بثلاث يقول: يا بني إياكم والقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانظروا
عن من تأخذون منه، فإنه دين، وأياكم والدين وإن لبستم العباء،
والثالثة أنسيها نافع.
443 - حدثني الحسين بن عبد الله الجشمي (س و 83: ب) من ولد
415

مالك بن جشم، ثنا عبيد بن هشام، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن عبد
الكريم قال: قال لي رجل من الخوارج، إن هذا الحديث دين، فانظروا
عن من تأخذون دينكم، انا كنا إذا هوينا أمرا جعلنا في حديث.
444 - حدثنا الحسن بن سهل بن سعيد العسكري، ثنا نصر بن
داود ابن طوق، ثنا ابن أبي أويس قال: سمعت مالك بن أنس يقول: إن
هذا العلم هو لحمك ودمك، وعنه تسأل يوم القيامة، فانظر عن من
تأخذه.
445 - حدثنا علي بن محمد بن إبراهيم الدستوائي، ثنا حسن بن علي
الخلال، ثنا حسين بن علي، عن زائدة قال: إن هذا العلم دين، فانظروا
من تودعونه، قال: وحدثني هشام وابن عون، عن محمد قال: انظروا
عن من تأخذونه قال: فقال مجالد: لا يؤخذ الدين الا عن أهل الدين.
416

باب من تجوز في الأخذ
446 - حدثنا الحضرمي، ثنا الوليد بن أبان الكرابيسي قال: قلت
ليزيد بن هارون: يا أبا خالد، هذه المشيخة الضعفاء الذين تحدث عنهم!؟
قال: أدركت الناس يكتبون عن كل، فإذا وقعت المناظرة حصلوا.
447 - (س و 84: آ) حدثنا ابن أبي خيثمة، ثنا محمد بن عبد الله
الرزي، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن العلاء قال: كان قتادة لا
يغث عليه شئ يروي عن كل أحد.
448 - حدثنا الحضرمي، ثنا عثمان، ثنا أبو عبد الرحمن الطائي، عن
إسماعيل ابن أبي خالد قال: قلت للشعبي: رأيت قتادة؟ قال: نعم
(ك و 43: آ) رأيته، فرأيت دروازة القماش.
449 - حدثنا عمر بن إسحاق الشيرازي، ثنا أبو هارون إسماعيل بن
محمد الثقفي، حدثنا رواد بن الجراح قال: قال سفيان الثوري: خذ
417

الحلال والحرام من المشهورين في العلم، وما سوى ذلك من المشيخة.
450 - (ظ ص 115) حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه العسكري،
ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا عبد الله بن أحمد، عن عمرو بن أبي سلمة
أنه حدثه، ثنا سعيد بن عبد العزيز قال: إنما العلم عندنا ما سمعنا من
الزهري ومكحول، فأما ما سوى ذلك فهو هكذا، يعني ضعيفا.
451 - حدثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر، ثنا أبو حفص، قال:
قال لي يحيى: لا تكتب عن معمر عن رجل لا يعرف، فإنه لا يبالي
عمن روى.
452 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا أبو حميد المصيصي، ثنا
ابن (س و 84: ب) قدامة، ثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي: انا
الأعور صاحبنا، وأشهد أنه كان كذابا.
453 - حدثني العباس بن الحسن البغدادي، ثنا أحمد بن محمد بن مكي
النيسابوري، ثنا هشام بن عمار قال: قال لي سويد بن عبد العزيز: قال لي
شعبة: تأخذ عن أبي الزبير وهو لا يحسن يصلي!؟ وتأخذ عن أبان بن
418

أبي عياش وإنما كان قتادة يروي عن أنس مائتي حديث، وهو يروي
الفين!؟ قال: ثم ذهب هو فأخذ عنهما.
454 - حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه، ثنا أبو زرعة، ثنا عبد الله
بن أحمد، ثنا بقية بن الوليد قال: سمعت الأوزاعي يقول: تعلم ما لا
يؤخذ به كما تتعلم ما يؤخذ به.
455 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا محمد بن عثمان الأسلمي،
ثنا عبد الله بن صالح بن مسلم، عن الحسن بن حي، عن سماك، عن
عكرمة، عن ابن عباس قال: خذ الحكمة ممن سمعته، فقد يتكلم الرجل
بالحكمة وليس بحكيم، فتكون بمنزلة الرمية من غير رام.
419

باب في القراءة على المحدث
456 - حدثنا مهذب بن محمد بن يسار الموصلي، وأصله من رامهرمز،
(س 85: آ) حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي، قال: سمعت أبا عاصم
قال: سمعت سفيان وأبا حنيفة ومالكا (ك و 43: ب) وابن جريج -
كل هؤلاء سمعتهم - يقولون: لا بأس بها، يعني القراءة، وأنا لا أراه،
وما حدثت بحديث عن أحد من الفقهاء قراءة.
457 - حدثنا الحسن بن عثمان، ثنا بندار، ثنا عبد الرحمن قال: سمعت
مالكا يقول: القراءة والسماع سواء.
458 - حدثنا مهذب بن محمد، ثنا إسحاق بن سيار قال: سمعت أبا
عاصم يقول: زعم سفيان أن القراءة جائزة. قيل له: كيف يقول إذا
قرأ عليك كتابا فيه ألف درهم؟ قال: لا بأس أن يقول: أشهدني،
وسمعت أبا حنيفة يقوله.
420

459 - حدثنا أبو خليفة قال: سمعت عبد الرحمن بن سلام يقول:
دخلت على مالك ابن أنس وعلي بابه من يحجبه. قال: وبين يديه ابن
أبي أويس (ظ ص 116) وهو يقول: حدثك نافع، حدثك ابن شهاب،
حدثك فلان وفلان. فيقول مالك: نعم، نعم. فلما فرغ قلت: يا أبا
عبد الله، عوضني مما حدثته بثلاثة أحاديث تقرؤها علي، قال: أعراقي
أعراقي؟ أخرجوه عني.
460 - حدثنا الساجي، ثنا أحمد بن عبد الرحمن الوهبي، حدثني
عمي عبد الله بن وهب قال: قيل (س و 85: ب) لمالك: ما قرئ على
العالم يقول فيه حدثنا؟ قال: نعم.
461 - حدثنا محمد بن إبراهيم العقيلي الأصبهاني، ثنا أحمد بن الفرات
قال: سمعت عبد الرزاق يقول: كان سفيان ومالك وابن جريج ومعمر
والزهري وأيوب ومنصور - لا يرون بالقراءة على العالم بأسا.
462 - حدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد قال: سمعت شعبة يقول:
قلت لمنصور: إذا قرأت عليك ماذا أقول؟ قال: قل: حدثنا.
421

463 - حدثنا العباس بن يوسف الشكلي، ثنا إبراهيم بن مسلم، ثنا
يحيى بن كثير العنبري، ثنا شعبة قال: قلت لمنصور: قرأت عليك شيئا،
فما أقول (ك و 44: آ) فيه؟ فقال: إذا قرأت على المحدث
فعرفته أليس قد حدثك؟
464 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء، ثنا أحمد بن حرب
الموصلي، ثنا زيد بن أبي الزرقاء قال: سمعت سفيان الثوري يقول - في
الرجل يقرأ على المحدث عشرة أحاديث أو أكثر أو أقل أو مسائل، أيقول
سمعت فلانا؟ - قال: نعم.
قلت فهل يسع السامع أن يعترض حديثا من وسطها فيقول: سألت
سفيان عن كذا وكذا، أو قال: كذا وكذا؟ قال: نعم. إنما هي بمنزلة
الشهادة.
465 - حدثني محمد بن أحمد بن عز رويه، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة،
ثنا محمد بن حماد الطهراني، (س و 86: آ) ثنا عبد الرزاق، عن ابن
جريج قال: قلت لعطاء بن أبي رباح: أقرأ عليك، فكيف أقول؟ قال:
قل: حدثنا عطاء.
422

466 - حدثنا محمد بن القاسم بن عبد الرزاق الجمحي المكي،
ثنا محمد بن منصور الجواز، ثنا مروان بن معاوية، ثنا عاصم قال:
قرأت على الشعبي أحاديث فأجازها.
467 - حدثنا ابن معدان الثغري، ثنا الحسن بن ناصح، ثنا الحزامي
ثنا داود بن عطاء قال: سمعت هشام بن عروة يقول: كان أبي يقول: يقال
الحديث والعرض سواء.
468 - حدثنا ابن معدان، ثنا يوسف بن مسلم المصيصي قال:
سمعت الحجاج بن محمد (ظ ص 117) يقول لخطاب بن عمر: قال لي
شعبة: (ما أبالي سمعته) عشر مرات، أو قرأت مرة واحدة، غير
أني أحب أن يبين.
469 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن شطن البغدادي، ثنا عبد الله بن
شبيب، ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، وحدثني عبد الملك بن عبد العزيز
الماجشون قال: حضرت مالكا وأتاه رجل من الصوفية فسأله عن ثلاثة
أحاديث يحدثه بها؟ فقال مالك: اعرضها (ك و 44: ب) ان كانت
423

لك حاجة. فقال: يا أبا عبد الله، ان العرض لا يجوز عندنا. فقال له
مالك: فأنت أعلم، فأتاه مرارا كل ذلك يقول: (س و 86: ب) اعرضها
ان كانت لك حاجة. فيقول: العرض لا يجوز، فلما أراد أن يقوم وثب
إليه الصوفي، فلزم مضربة كانت تحته ثم قال: ورب هذا القبر لا
أدعها أو تحدثني بثلاثة أحاديث!! فقال مالك لرجل من جلسائه يكنى
أبا طلحة: ليتك يا أبا طلحة دخلت بيني وبين هذا الرجل، فإني أرى به
لمما، فقال أبو طلحة: ما أرى بالرجل لمما يا أبا عبد الله، ان رأيت
أن تحدثه بهذه الأحاديث الثلاثة. فقال مالك: هات. فقال الصوفي
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه المغفر. فقال
مالك: حدثني الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح
424

وعلى رأسه المغفر، قال: فقال ابن شهاب ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
محرما.
قال الصوفي: ان ابن عباس سئل عن رجل له امرأتان، أرضعت
إحداهما غلاما، والأخرى جارية، فقال مالك: حدثني ابن شهاب، عن
عمرو بن الشريد أن ابن عباس سئل عن رجل له امرأتان، أرضعت إحداهما
غلاما، والأخرى جارية، أيتناكحان؟ قال: لا، الفطام واحد.
قال: يا أبا عبد الله، ان ابن عمر سمع الإقامة (س و 87: آ) وهو
بالبقيع. فقال مالك: حدثني نافع عن ابن عمر أنه سمع الإقامة وهو بالبقيع
فأسرع المشي.
470 - حدثنا الساجي، ثنا الربيع قال: سمعت الشافعي يقول:
إذا قرأ عليك العالم فقل حدثنا، وإذا قرأت عليه فقل أخبرنا.
471 - قال (ك و 45: آ) القاضي: فهذا ما رويناه عن فقهاء
المدينة والكوفة في القراءة على المحدث. (ظ ص 118) سمعت الساجي
يقول: روي عن أبي حنيفة أنه قال: إذا قرأت فقل حدثني، وحكي
425

عن ابن كأس في بعض الروايات، عن أبي حنيفة أنه قال: قراءتك على
المحدث وقراءة المحدث عليك سواء، ألا ترى أنك تقرأ الصك على
المشهود عليك، فتقول: أشهد عليه بما فيه؟ فيقول: نعم. ويسعك أن
تشهد عليه وتقول: أقر عندي، كما تقول لو قرأ هو عليك الصك؟
قال: وهذه الحجة في كتاب الاقرار أيضا.
472 - قال الساجي: أهل الحجاز يرخصون في القراءة، وأهل
البصرة يغلظون. هذا رواية الساجي عنهم.
وقد روينا عن الحسن وابن سيرين - وهما في الصدر الأول من فقهاء
البصرة - تجويزه أيضا من غير وجه.
473 - قال القاضي: فمن ذلك ما حدثناه عبد الله بن أحمد (س و
87: ب)، ثنا يوسف ابن مسلم المصيصي، ثنا إسحاق بن عيسى،
ثنا محمد بن حصين الواسطي - وقال في موضع آخر: حدثناه محمد بن يزيد
426

الواسطي - ثنا عوف قال: سمعت رجلا قال للحسن: يا أبا سعيد، اني
رجل نائي الدار، وانه تبلغنا عنك أحاديث لا أستطيع أن أسمعها، فإذا
قرأتها عليك وعرفتها أحدث بها عنك؟ قال: نعم. قلت: وأقول حدثني
الحسن؟ قال: نعم، قل: حدثني الحسن *.
474 - (س و 90: آ) (ظ ص 122) (ك و 46: آ) حدثنا عبد الله بن
أحمد الغزاء، حدثنا محمد بن عبد الله بن حميد المكي، ثنا بشر بن عبيد الدارسي
ثنا صالح ابن عمرو، عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا بقراءة الكتب (س و
90: ب) على العالم، فإذا أقر بها رويتها عنه، وقلت حدثني فلان عن
فلان.
475 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا يوسف بن مسلم، ثنا
داود ابن معاذ، عن عبد الوارث، عن عمرو، عن الحسن انه كان يرى
القراءة جائزة في العلم بمنزلة السماع، قال عبد الوارث: وقال عمرو: بيان
ذلك أن الرجل يجتمع عليه النفر، تقرأ علية الوصية والوثيقة، فيقر بها،
ويشهدون علية الجماعة بها.
427

476 - حدثنا عبد الله، ثنا ابن حميد، ثنا بشر بن عبيد، حدثني عيسى
بن شعيب، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري أنه كان لا يرى بأسا
أن تقرأ الكتب على المحدث، فإذا أقر بها قال: حدثني فلان عن فلان
بكذا وكذا.
477 - أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة المازاني، ثنا عبد الله بن
أحمد شبويه الخراساني، ثنا أبي، ثنا عبد الرزاق، عن معمر قال: قال
رجل للزهري: أقرأ عليك الحديث، فأقول حدثني الزهري؟ قال: فمن
حدثك غيري!؟
478 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا محمد بن عبد الله بن حميد
ثنا بشر بن عبيد، ثنا حذيم السعدي عن الحسن ومحمد بن سيرين (س و
91: آ) بمثل حديث صالح بن أبي الأخضر، قال بشر: وهو قول أبي
حنيفة وزفر.
وروى أيضا تجويزه عن علي وابن عباس.
فأما ما روى عن علي، فاني حدثت عن محمد بن الحسن بن قتيبة أن
محمد بن خلف حدثهم، ثنا نعيم بن حماد قال: سمعت نوح بن أبي مريم
يذكر عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن يريم قال: سألت عليا عن
428

القراءة على العالم فقال: القراءة عليه بمنزلة السماع منه.
وأما ابن عباس فان الحسن بن عثمان حدثنا قال: ثنا محمد بن منصور
الجواز، ثنا يحيى بن سليم الطائفي، عن ابن جريج، عن عكرمة، عن
ابن عباس أنه قال: اقرؤوا علي، فان قراءتكم علي كقراءتي عليكم.
479 - حدثنا أبو حفص محمد بن الحسن الصيرفي، ثنا أحمد بن منصور
ثنا عبد الرزاق، ثنا عبد اله بن عمرو قال: لا والله ما (ظ ص 123)
أخذنا عن ابن شهاب الا قراءة، كان يقرأ لنا مالك، وكان جيد القراءة.
480 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاة، ثنا يوسف بن مسلم، قال:
قال لي موسى بن داود: القراءة أثبت من الحديث، وذلك أنك إذا قرأت
علي شغلت نفسي بالإنصات لك، وإذا حدثتك غفلت عنك.
481 - حدثنا عبد الله بن أحمد، (ك و 46: ب) ثنا يوسف بن
مسلم قال: قال لي (س و 91: ب) محمد بن يزيد - من أصحاب
ابن المبارك - قال ابن المبارك - أو سمعته يقول -: وددت
أن جميع ما عندي - أو قال: ما كنت أبالي أن جميع ما عندي - من
الكتب قراءة أو عرض بزيادة حديث واحد.
482 - حدثنا عبد الله، ثنا يوسف، ثنا محمد بن مسعود الأحول
429

قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي إذا حدث عن مالك يقول: عرض
الحنيني، يفتخر به.
483 - حدثنا ابن بهان، ثنا عبدان الوكيل، ثنا ابن أبي زائدة
حدثني عاصم، قال: عرضنا على عامر صحيفة كل كتبت عن جابر بن عبد الله،
فقال: قد سمعت هذا كله من جابر رضي الله عنه.
484 - حدثنا إسحاق بن أبي حسان، ثنا دحيم قال: سمعت شعيب
ابن إسحاق، عن هشام ابن عروة قال: أتاني ابن جريج بصحيفة فقال: يا
أبا المنذر، هذه أحاديثك؟ فقلت: نعم. فذهب.
485 - حدثنا ابن عبد الرزاق الجمحي بمكة، حدثنا محمد بن منصور
الجواز، ثنا مروان، ثنا عاصم قال: قرأت على الشعبي أحاديث فأجازها.
430

486 - قال بخلاف ذلك أخبرنا الساجي أن الربيع حدثهم قال: قال الشافعي
- (رحمه الله) -: إذا قرأ عليك فقل حدثنا، وإذا قرأت فقل
أخبرنا.
487 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا يوسف بن مسلم، ثنا
محمد بن كثير قال: سألت الأوزاعي عن الرجل يقرأ على المحدث أو العالم
حديثه، كيف يقول فيها؟ أيقول فيها حدثني؟ فقال: يقول كما كان.
488 - حدثنا عبد الله، ثنا يوسف، ثنا شعيب بن سليمان بن النضير
الشيرازي قال: سمعت أبا قتادة يقول: كنت مع الوليد عند الأوزاعي
قال: فاستقبلته يوما وبيده درج، فقال لي: يا أبا قتادة، لو
431

سبقت قليلا كنت قد أدركت هذا، رفعت هذا إلى الأوزاعي، فنظر فيه
البارحة، فأجازه لي اليوم فقلت: لو حضرت ذا ما قبلته.
489 - حدثنا العباس بن يوسف الشكلي، ثنا العباس بن الوليد بن
مزيد، حدثني أبي قال: قلت للأوزاعي: ما قرأته عليك، وما
أجزته لي - ما أقول فيهما؟ فقال: ما أجزت لك وحدك (ظ ص 124)
فقل فيه «خبرني»، وما أجزته لجماعة أنت فيهم فقل فيه «خبرنا»،
و ما قرأت علي وحدك فقل «أخبرني»، وما قرئ علي في جماعة أنت
فيهم فقل فيه «أخبرنا»، وما قرأته عليك وحدك فقل فيه «حدثني»،
وما قرأته على جماعة أنت فيهم فقل فيه «حدثنا».
490 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا عبيد بن محمد
الصنعاني (س و 92: ب) حدثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا عبد الرحمن
بن عبد الخالق عن سفيان بن عيينة أن قوما قرؤوا عليه كتابا من حديثه،
فلما فرغوا قالوا: نحدث به عنك ومنك سمعناه؟ قال: أنتم حدثتموني
(ك و 47: آ) به منذ اليوم.
432

491 - حدثنا أبو عبد الله بن البري، ثنا أبو حفص قال: سمعت يحيى
ابن سعيد يقول: سألت ابن المبارك عن حديث فقال: هو عن معمر
قراءة، وعن يونس سماع، فقلت: هات حديث معمر.
492 - حدثنا أبو محمد الغزاء، ثنا جعفر بن عبد الواحد قال: قال
لنا يحيى بن سعيد القطان: كان ابن جريج صدوقا، إذا قال حدثني فهو
سماع، وإذا قال أخبرنا أو أخبرني فهو قراءة، وإذا قال قال فهو شبه
الريح.
493 - حدثنا عمر بن أيوب، ثنا ابن أبي رزمة، ثنا عبدان، عن أبي
حمزة قال: قرأت على الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أدرك من صلاة العصر ركعة قبل أن تغيب الشمس
فقد أدرك الصلاة، ومن أدرك من صلاة الفجر ركعة قبل أن تطلع الشمس
فقد أدرك.
494 - حدثنا أبي، ثنا أبو داود، ثنا النفيلي، (س و 93: آ) ثنا
زهير قال: قرأت على عبد الملك بن أبي سليمان، وقرأ عبد الملك على أبي
الزبير، وقرأ أبو الزبير على جابر قال: كنا نعفي السبال الا في الحج
والعمرة.
433

495 - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا الحسن بن سهل
الحناط، ثنا محمد ابن الحسن قال: قرأت على جرير بن حازم فأقر به.
496 - حدثنا الفريابي، قال: قرئ على أبي مصعب - وكتابه في يده
ينظر فيه وأنا أسمع -: حدثكم فلان، حدثنا موسى بن هارون قال:
قلت لأبي نعيم الحلبي: حدثكم فلان؟ فقال أبو نعيم: نعم.
497 - حدثنا أبو حفص الصيرفي، ثنا الحسن بن ثواب، ثنا الشقيقي
قال: سمعت أبي يقول: عن عوف قال: إذا قرأت على العالم فقلت حدثني
(ظ ص 125) فهي كذيبة، قال: فسألت أحمد: إلام تذهب في
القراءة على العالم، وقلت: أتقول حدثني؟ فقال أحمد - وأنا اسمع -:
سمعت سفيان بن عيينة وسئل عن هذا، فقال: كيف قال ذاك الخراساني؟
يعني ابن المبارك قرأت على فلان، قال أحمد: وإلى هذا أذهب.
434

باب القول في الإجازة والمناولة 498 - حدثنا عبد الله بن أحمد (س 93: ب) بن معدان، ثنا محمد بن عبد الله بن حميد المكي، ثنا بشر بن عبيد الدارسي، ثنا صالح بن
عمرو عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا أن يدفع المحدث كتابه، ويقول:
أرو عني جميع ما فيه يسعه أن يقول: حدثني فلان عن فلان.
499 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، حدثنا هارون بن سعيد الأيلي،
ثنا أنس ابن عياض، عن عبيد الله بن عمر قال: أشهد علي بن شهاب، لقد
كان يؤتى بالكتب من كتبه، فيقال له: (ك و 47: ب) يا أبا بكر،
هذه كتبك؟ فيقول: نعم. فيجتزي بذلك، ويحمل عنه ما قرئ
عليه.
435

500 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا إبراهيم بن سعيد
الجوهري، ثنا سفيان بن عيينة قال: كنت عند الزهري ومعه سعد بن
إبراهيم، فجاءه ابن جريج يريد أن يعرض عليه كتابا، فقال: إن سعدا
كلمني في ابنه. قال: أفأحدث عنك؟ قال: نعم.
501 - حدثنا العباس الشكلي، ثنا العباس بن الوليد بن مزيد،
حدثني أبي قال: لي الأوزاعي: ما أجزته لك وحدك فقل فيه خبرني،
وما أجزته لجماعة أنت فيهم فقل فيه: خبرنا.
502 - حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه العسكري، ثنا أبو زرعة
الدمشقي، (س و 94: آ) أخبرني عبد الرحمن بن إبراهيم، عن عمرو بن
أبي سلمة قال: قلت للأوزاعي في المناولة: أقول فيها حدثنا؟ قال: إن
كنت حدثتك فقل! فقلت: أقول فيها أخبرنا؟ قال: لا. قلت: فكيف
أقول؟ قال: قل قال أبو عمرو، وعن أبي عمرو.
436

503 - حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه، ثنا أبو زرعة، أخبرني عبد الله
بن ذكوان، ثنا الوليد قال: قال الأوزاعي في كتب الأمانة - يعني
المناولة -: يعمل به ولا يحدث به.
504 - حدثني محمد، ثنا أبو زرعة، حدثني صفوان، ثنا عمر بن عبد
الواحد قال: دفع إلي الأوزاعي كتابا بعد ما نظر فيه، فقال: أروه
عني.
505 - حدثنا محمد، ثنا أبو زرعة، حدثني صفوان، حدثني عمر،
عن الأوزاعي قال: دفع إلي يحيى بن أبي كثير صحيفة فقال: أروها
عني.
506 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول، ثنا أبو إسحاق
437

إسماعيل بن (ظ ص 126) إسحاق قال: سمعت إسماعيل بن أبي أويس
قال: سألت مالكا عن أصح السماع، فقال: قراءتك على العالم، أو قال
المحدث، ثم قراءة المحدث عليك، ثم أن يدفع إليك كتابه فيقول: أرو
هذا عني، قال: فقلت لمالك: أقرأ عليك وأقول حدثني؟ قال: أو لم
يقل أين عباس أقرأني أبي بن كعب؟ وإنما (س و 94: ب) قرأ علي
أبي.
507 - حدثني عبد الله بن صالح البخاري، ثنا أبو بكر السالمي قال:
سمعت ابن أبي أويس يقول: سمعت مالكا يقول: (جاءني يحيى بن سعيد
الأنصاري فقال: يا أبا عبد الله، أكتب لي غرر حديث الزهر ي ابن شهاب،
فكتب له ثلاثة قراطيس، ثم لقيته بها، فأخذها مني).
فقال له رجل: يا أبا عبد الله، قرأتها عليه؟
قال: هو كان أفقه من ذلك، بل أخذها عني وحدث بها.
438

508 - حدثنا الساجي، ثنا هارون الأيلي، أخبرني ابن وهب
قال: دخلت (ك و 48: آ) على ابن لهيعة، فقرأت عليه - أو قال:
قرأ علي - فلما فرغت قال: ارفع هذه الطنفسة، فإذا أنا بكتاب،
فقال: انظر فيه، تعرف هذه الأحاديث؟ حدثني بها مخرمة بن بكير.
فأعطيته الكتاب، وخرجت من عنده.
509 - حدثني العباس بن الحسن، ثنا أحمد بن عبد الله بن بكير
النيسابوري، ثنا يحيى بن عثمان، ثنا بقية قال: سمعت شعبة يقول: كتب
إلي منصور بأحاديث، فقلت: أقول حدثني؟ قال: نعم، إذا كتبت
إليك فقد حدثتك. قال شعبة: فسألت أيوب عن ذلك، فقال: صدق،
إذا كتب إليك فقد حدثك.
510 - حدثنا (أحمد) بن منع، ثنا إبراهيم بن هاني، ثنا أحمد بن
حنبل، ثنا محمد ابن جعفر، (س 95: آ) ثنا شعبة قال: كتب إلي
منصور وقرأته عليه. حدثنا إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: صلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة - لا أدري زاد أو نقص، إبراهيم القائل: لا يدري
علقمة أو عبد الله زاد أو نقص - فاستقبلنا حزينا، فثنى رجله، واستقبل
القبلة، وسجد سجدتين ثم أقبل علينا بوجهه فقال: لو حدث في الصلاة
439

شئ لأنبأتكموه، ولكن انا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني
وأيكم ما شك في صلاته فليتحر أقرب ذلك للصواب. فليتم عليه،
وليسلم (ظ ص 127) ثم يسجد سجدتين.
511 - حدثنا ابن منيع، ثنا بندار، ثنا محمد بن أبي عدي وعبد
الرحمن عن شعبة، قال: كتب إلي منصور وقرأته عليه، قال:
حدثني أبو عثمان مولى المغيرة ابن شعبة قال: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم - صاحب هذه الحجرة الصادق المصدوق - يقول: «لا
تنزع الرحمة إلا من شقي».
512 - حدثنا الساجي، ثنا هارون الأيلي، حدثنا عبد الله بن صالح
كاتب الليث ابن سعد، أن الليث بن سعد كان يجيز كتب العلم لكل من سأله
ذلك، ولا يمنع، ويراها جائزة واسعة لمن أخذه (س 95: ب) وحدث
به.
513 - حدثنا الساجي، ثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا أبو زيد بن أبي
440

الغمر قال: اجتمع ابن وهب وابن القاسم وأشهب بن عبد العزيز أني إذا
أخذت الكتاب من المحدث أن أقول فيه أخبرني.
514 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، حدثنا يوسف بن مسلم،
ثنا خلف بن تميم قال: أتيت حيوة بن شريح فسألته، فأخرج إلي كتابا
قال: اذهب فانسخ هذا واروه عني، قلت: لا نقبله إلا سماعا، قال:
(ك و 48: ب) كذا أفعل بغيرك، فإن أردته والا فذره. قال:
فتركته.
515 - حدثنا عبدان، ثنا دحيم، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي قال:
كتب إلي قتادة.
516 - حدثني محمد بن الجنيد، ثنا محمد بن عبد الله بن بزيع، ثنا
يزيد بن زريع، ثنا سعيد عن قتادة قال: كتبنا إلى إبراهيم النخعي نسأله
441

عن الرضاع، فكتب يذكر أن شريحا حدث أن عليا وابن مسعود كانا
يقولان: يحرم من الرضاع قليله وكثيره، وكان في كتابه أن أبا
الشعثاء المحاربي حدثه أن عائشة، حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا
تحرم الخطفة والخطفتان».
517 - حدثنا القاسم بن زكرياء، ثنا يوسف بن موسى، ثنا حجاج،
ثنا حماد بن سلمة، (س 96: آ) عن أيوب قال: كتب إلي نافع عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا تقيمن الرجل ثم تقعد في
مقعده».
518 - حدثنا أبو شعيب، ثنا البابلي، ثنا الأوزاعي قال: كتب ألي
قتادة قال: حدثني أنس بن مالك انه صلى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي
بكر وعمر، فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم
الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا آخرها.
442

519 - حدثنا أبي، ثنا يعقوب الفسوي، ثنا أبو مسهر قال: كتب
إلي ابن لهيعة، (ظ ص 128) يذكر عن بكير بن عبد الله، عن أم
علقمة، عن عائشة - في الحامل ترى الدم - قالت: لا تصلي.
قال أبو مسهر: حدثنا مالك بن أنس أنه سأل ابن شهاب عن ذلك
فقال مثله.
520 - حدثنا سهل بن موسى، ثنا محمد بن إسماعيل بن يوسف الترمذي
ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد قال:
كتب إلي خالد بن أبي عمران قال: حدثني نافع، عن ابن عمر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس، انى لكم على الحوض، ان آنيته
كعدد النجوم).
521 - حدثنا الحسين بن بهان، ثنا عبد الله بن محمد بن يزيد، ثنا ابن
أبي زائدة قال: حدثني مجالد، عن عامر (س و 96: ب) الشعبي،
443

عن الأشعث بن قيس قال: خاصم رجل من الحضرميين رجلا منا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم في أرض له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم للحضرمي: شهودك على حقك،
والا حلف لك قال: إن الأرض أعظم منزلة من أن يحلف عليها، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: أن يمين المسلم من وراء ما هو أعظم من ذلك، فانطلق
ليحلف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (ك و 49: آ) ان حلف كاذبا أدخله الله النار.
فأخبرته، فقال: أصلح بيني وبينه.
522 - حدثنا أبو بكر الشعراني، ثنا أبو زرعة الدمشقي، حدثني محمد
بن زرعة بن روح الرعيني الثقة المأمون - ومات سنة ست عشرة ومائتين -
قال: سألت مروان بن محمد: أمكحول سمع من عنبسة بن أبي سفيان؟
فلم ينكر. قال أبو زرعة: وسمعت أبا مسهر يقول: كتب إلي أحمد بن
صالح يسألني أن أكتب إليه بحديث أم حبيبة في مس الفرج، فكتب إليه:
حدثني الهيثم بن حميد، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عنبسة
بن أبي سفيان، عن أم حبيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من مس فرجه
فليتوضأ.
444

523 - حدثنا عبدان، ثنا عمرو بن سواد، ثنا ابن وهب قال:
كتب إلي (س و 97: آ) محمد بن جعفر بن أبي كثير، عن موسى بن
عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رسول
الله كان يقرأ في الصبح يوم الجمعة. (ألم تنزيل) السجدة، و (هل
أتى على الانسان).
524 - حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأملي، ثنا يحيى بن عثمان بن
صالح، (ظ ص 129) ثنا أبي، ثنا ابن لهيعة قال: كتب إلي ابن جريج يخبر عن
عمرو ابن شعيب، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر عمرو بن العاص
أن يجهز جيشا، فلم يقدر على ظهر، فابتاع بعيرا ببعيرين إلى الصدقة، فلم
ينكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
445

525 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: كتب إلينا إسحاق بن
إبراهيم الشيرازي يذكر أن جده سعد بن الصلت حدثهم.
526 - حدثنا الساجي، أخبرني محمد بن عبد الله الحضرمي، فيما
كتب إلي.
446

527 - وحدثنا موسى بن هارون قال: أخبرني أبي فيما أذن لي في
روايته عنه قال: حدثنا.
528 - حدثنا أبو جعفر بن بهلول، أخبرني أبي مناولة.
529 - حدثنا أبو حفص الصيرفي، ثنا جنيد بن حكيم، ثنا ابن
المصفى، ثنا بقية قال: استهداني شعبة أحاديث بحير (س و 97: ب)
بن سعد.
530 - قال القاضي: وفي كتابي عن محمد بن موسى - أظنه التيمي -
ثنا جعفر بن عبد الواحد، ثنا يعقوب الحضرمي، ثنا وهيب بن خالد قال:
كتب إلي سهيل بن أبي صالح، وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن
عمر، قال (ك و 49: ب) قال سهيل: ثنا أبي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يصلي بعد الجمعة أربعا، وقال عبد الله بن عمر: حدثني نافع، عن
ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين.
531 - حدثنا الساجي قال: سمعت الزعفراني يقول: كان أبو ثور
يحضر معنا عند الشافعي، قد سمع معنا منه الكتب. قال الساجي:
فسألته عن الكرابيسي، فقال: لم أره في القدمة الأولى، ولكنه لما
447

قدم الشافعي قدمته الثانية لزمه فلا شهرين وسأله أن يعرض عليه الكتب،
فأجاز له كتبه، وسأله عن بعضها.
532 - حدثنا الساجي، ثنا داود الأصبهاني، قال: قال لي حسين
الكرابيسي، لما قدم الشافعي قدمته أتيته فقلت له: أتأذن لي أقرأ عليك
الكتب؟ فأبى وقال: خذ كتب الزعفراني فانسخها، (س و 98: آ)
فقد أجزتها لك. فأخذها إجازة.
533 - حدثنا ابن منيع، ثنا محمد بن ميمون الخياط قال: سمعت
سفيان بن عيينة يقول: ما رأيت مثل عبد الكريم الجزري، إنما كان
يقول: سألت وسمعت وبلغني وأوشك.
534 - قال القاضي: اختلفت ألفاظ أهل العلم في الحكاية عن الكتب
في الإجازات، وأحسنها ما حكاه معاذ بن معاذ، عن زكرياء بن أبي
زائدة.
448

(ظ ص 130) فان محمد بن الحسن بن علي البري حدثني: ثنا عمرو
بن علي قال: سمعت معاذا يقول: كتب إلي زكرياء بن أبي زائدة، والى
خالد بن الحرث: أما بعد فان العباس بن ذريح حدثني أن الشعبي حدث،
أن عائشة كتبت إلى معاوية. أما بعد فإنه من يعمل بمعاصي الله يعد
حامده له من الناس ذاما والسلام.
535 - حدثني أبي، ثنا عباس الدوري قال: كتب إلي إسحاق بن
راهويه: من إسحاق بن إبراهيم إلى العباس بن محمد الدوري. قلت لأبي
قرة: أذكر ابن جريج، عن مسلم بن أبي مريم، عن عبد الله بن سرجس
- (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوما وعليه نمرة، فقال لرجل من أصحابه: أعطني
نمرتك وخذ (س و 98: ب) نمرتي، فقال: يا رسول الله، نمرتك
أجود من نمرتي. قال: أجل ولكن فيها خيط أحمر، فخشيت أن
أنظر إليه فيفتنني)؟
فأقر به أبو قرة وقال: نعم.
536 - سمعت الحسن بن المثنى يقول: سمعت سليمان بن حرب يقول:
سمعت حماد بن زيد يقول: كان الناس يكتبون من فلان بن فلان إلى فلان
بن فلان، أما بعد.
537 - (ك و 50: آ) قال القاضي: وقال لي الحسين بن محمد
449

الشريكي: سألت أحمد بن منصور عن ذلك - يعني الأخبار عن المكاتبة -
فقال: أحبه إلي أن يقول: كتب ألي فلان، ثنا فلان.
538 - حدثنا عبد الوهاب بن رواحة العدوي، ثنا عثمان بن أبي
شيبة وسفيان بن وكيع قالا: ثنا جرير، عن سليمان التيمي، عن أبي
عثمان النهدي قال: كنا مع عتبة بن فرقد، فجاءنا كتاب عمر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تلبسوا الحرير، ألا من لبس منه شيئا في الدنيا لم يلبسه في الآخرة.
539 - قال بعض المتأخرين من الفقهاء: كل من روى من أخبار النبي
صلى الله عليه وسلم خبرا - فلم يقل فيه: سمعته، ولا حدثنا، ولا أنبأنا، ولا أخبرنا،
ولا لفظة توجب صحة الرواية إما بسماع أو غيره مما يقوم مقامه - فغير
واجب أن (س و 99: آ) يحكم بخبره. وإذا قال: حدثنا، أو أخبرنا
فلان عن فلان، ولم يقل حدثنا فلان أن فلانا حدثه، ولا ما يقوم به مقام
هذا من الألفاظ - احتمل أن يكون بين فلان الذي حدثه وبين فلان الثاني
رجل آخر لم يسمه، لأنه ليس بمنكر أن يقول قائل: حدثنا عن النبي
صلى الله عليه وسلم بكذا وكذا، وفلان حدثنا عن مالك والشافعي، (ظ ص 131)
وسواء قيل ذلك فيمن علم أن المخاطب لم يره أو فيمن لم يعلم ذلك منه،
لأن معنى قوله «عن», إنما هو أن رد الحديث إليه، وهذا سائغ في اللغة،
450

مستعمل بين الناس، قال: وهذا هو العلة في المراسيل، وقد نظم هذا
المعنى بعض المتأخرين شعرا فقال:
يتأدى إلي عنك مليح * من حديث وبارع من بيان
فلهذا اشتهت حديثك أذنا * ي وليس الأخبار مثل العيان
بين قول الفقيه: حدثنا سف * يان - فرق - وبين عن سفيان
540 - وقال غيره من المتأخرين ممن يقول بالظاهر: إذا دفع المحدث
إلى الذي يسأله أن يحدثه كتابا، ثم قال: قد قرأته ووقفت على ما فيه،
وقد حدثني بجميعه فلان بن فلان على ما في هذا الكتاب سواء (س و 99:
ب) حرفا بحرف - فإن للمقول له ما وصفنا أن يرويه عنه، فيقول:
حدثني أو أخبرني فلان أن فلانا حدثه، ولا يقول حدثني فلان أن فلانا
قال: حدثنا فلان، ثم يسوق الحديث إلى آخره لآن قوله حدثني فلان
أن فلانا قال: حدثنا - حكاية توجب سماع الألفاظ وهو لم يسمع الألفاظ،
وسواء إذا اعترف (ك و 50: ب) له بما وصفنا أن يقول له قد أجزت
لك أن ترويه أو لا يقول له ذلك، لأن الغرض إنما هو سماع المخبر الاقرار
من المخبر، فهو إذا سمعه لم يحتج إلى أن يأذن له في أن يرويه عنه، ألا
ترى أن رجلا لو سمع من رجل حديثا ثم قال له المحدث: لا (أجيز لك
أن ترويه عني - كان ذلك لغوا، وللسامع أن يرويه)، أجازه المحدث
451

له أم لم يجزه؟ فهكذا أيضا، إذا أخبر أنه قد قرأه، ووقف على ما فيه،
وأنه قد سمعه من فلان كما في الكتاب لم يحتج أن يقول: أروه عني، ولا
قد أجزته لك، ولا يضره أن يقول: لا تروه عني، ولا أن يقول: لست
أجيزه لك، بل روايته عنه في كلتي الحالتين جائزة.
وان قال المحدث: قد أجزت لك أن تروي هذا الكتاب عني، ولم يقل
له: فاني قد (س و 100) سمعته من فلان كما فيه، أو على ما وصفنا،
أو قال: قد أجزت لك أن ترويه عني عن فلان، ولم يزده على هذا القول
شيئا - لم ينفعه ذلك، إذ يمكن (ظ ص 132) أن يكون بين المحدث وبين
ذلك الفلان المثبت اسمه في الكتاب رجل آخر. وهذا كقول المحدث حدثنا
فلان عن فلان، فإنه يمكن أن يكون بينهما رجل ورجلان.
قال: وإذا كان مناولة الكتاب مع الاقرار بما فيه مجيزة لروايته
فليست بنا حاجة إلى الكلام في القراءة إذا فهمها واعترف بما قرئ،
عليه منها، لأنها أوكد حالا من المناولة.
541 - وأما الكتاب من المحدث إلى آخر بأحاديث يذكر أنها أحاديثه
سمعها من فلان كما رسمها في الكتاب - فان المكاتب لا يخلو من أن يكون
على يقين من أن المحدث كتب بها إليه، أو يكون شاكا فيه، فإن كان
شاكا فيه - لم تجز له روايته عنه، وإن كان متيقنا له - فهو وسماعه
الاقرار منه سواء، لأن الغرض من القول باللسان فيما تقع العبارة فيه باللفظ
إنما هو تعبير اللسان عن ضمير القلب، فإذا وقعت العبارة عن الضمير بأي
452

سبب كان من أسباب العبارة - إما بكتاب وإما بإشارة، وإما بغير ذلك
مما يقوم مقامه - كان ذلك كله سواء. وقد روي عن النبي (س و 100:
ب) صلى الله عليه وسلم ما يدل على أنه أقام الإشارة مقام القول في باب العبارة «وهو
حديث الرجل الذي أخبره أن عليه عتق رقبة, وأحضره جارية فقال:
إنها أعجمية, فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أين ربك؟ فأشارت إلى السماء, قال:
من أنا؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها».
542 - حدثنا زكريا الساجي، حدثني جماعة من أصحابنا أن إسحاق
ابن راهويه ناظر الشافعي - وأحمد بن حنبل حاضر - في جلود الميتة إذا
دبغت فقال الشافعي: دباغها طهورها، فقال إسحاق: ما الدليل؟ فقال:
حديث الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، عن ميمونة:
«أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بشاة ميتة, فقال: هلا انتفعتم بجلدها».
فقال إسحاق: حديث ابن عكيم - كتب إلينا النبي صلى الله عليه وسلم (ظ ص 133)
قبل موته بشهر «لا تنتفعوا من الميتة باهاب ولا عصب» أشبه أن يكون
453

ناسخا لحديث ميمونة، لأنه قبل موته بشهر، فقال الشافعي: هذا كتاب
وذاك سماع فقال إسحاق: ان النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى كسرى وقيصر، وكان
حجة عليهم عند الله. فسكت الشافعي. فلما سمع ذلك أحمد بن حنبل
ذهب إلى حديث ابن عكيم، وأفتى به، ورجع إسحاق إلى حديث
الشافعي، فأفتى بحديث ميمونة. وكان إسحاق ينكر على الشافعي (س
و 101: آ) في مسألة دارت بينهم في الرجل يشترى الجارية الثيب
فيطؤها، ويرى بها العيب - أن يردها ويحتج أن الخراج بالضمان.
454

قال داود: فجعلت أتعجب من إسحاق وانكاره على الشافعي، وانه ذهب
عليه هذا الموضع.
543 - حدثني شيران، ثنا إسحاق الشهيدي، ثنا أبو بكر بن عياش
455

عن الأعمش قال: قال لي حبيب بن أبي ثابت: لو أن رجلا حدثني عنك
بحديث ما باليت أن أرويه عنك.
544 - أبيات شعر في الإجازة.
حدثنا يوسف مشطاح، قال: سمعت أحمد بن المقدام أبا الأشعث العجلي
يقول: كتب إلي جماعة من أهل بغداد يسألوني (ك و 51: آ) إجازة،
فكتبت إليهم:
كتابي هذا فافهموه فإنه * كتابي إليكم والكتاب رسول
وفيه سماع من رجال لقيتهم * لهم بصر في علمهم وعقول
فان شئتم فارووه عني فإنكم * تقولون ما قد قلته وأقول
ألا فاحذروا التصحيف فيه فربما * تغير معقول له ومقول
456

545 - قال القاضي: كتب إلي بعض وزراء الملوك يسألني إجازة
كتاب ألفته لابن له، فكتبت الكتاب له ووقعت عليه:
(س و 101: ب)
يا أبا القاسم الكريم المحيا * زانك الله بالتقى والرشاد
وتولاك بالكفاية والعز * وطول البقاء والاسعاد
أرو عني هذا الكتاب فقد هذ * بت ما قد حواه من مستفاد
وشكلت الحروف منه فقامت * لك بالشكل في نظام السداد
جاء مستلخصا لسبك المعاني * كالدنانير من يد النقاد
نظم شعر ونثر قول يروقان * كنوز الرياض غب العهاد
457

لا يعنيك بالهجاء ولا يش * كل في الخط بين صاد وضاد
وكأن السطور منه سموط * بل عقود يلحن في أجياد
(ظ ص 134)
فتحفظ ما فيه من ملح الآ * دأب وأضبط طرائق الاسناد
واحذر بعد اللحن في الرواية والتحريف * فيها والكسر في الانشاد
والقياس الجلي يوجدك الأخبار * في نشره على الأفراد
458

الوصية بالكتب
546 - حدثنا يوسف بن يعقوب، ثنا عارم، ثنا حماد بن زيد، عن
أيوب قال: قلت لمحمد: ان فلانا أوصى إلي بكتبه، أفأحدث بها عنه؟
قال: نعم ثم قال لي بعد ذلك: لا آمرك ولا أنهاك.
547 - حدثني أحمد بن مردويه الضرير - شيخ من أهل رامهرمز -
حدثنا الحسن بن حابس البناء - وهو من أهل رامهرمز - ثنا حماد بن زيد
459

قال: أوصى أبو قلابة فقال: ادفعوا كتبي إلى (س و 102: آ) أيوب
إن كان حيا، وإلا فاحرقوها.
548 - حدثنا محمد بن الوليد النرسي، ثنا مؤمل بن هشام، ثنا ابن
علية، عن أيوب قال: أوصى إلي أبو قلابة في كتبه، فبعثت فجئ بها
إلي، وأنفقت بضعة عشر درهما.
460

من قاله على لفظ الشهادة
549 - حدثنا أبو القاسم بن بحر الجوهري، ثنا بشر بن الوليد، ثنا
عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه قال: شهد عندي أبو سلمة بن عبد
الرحمن (لأخبره عبد) الرحمن بن الحارث: أن أبا موسى الأشعري
أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط بالمدينة، على قف مدليا رجليه
في البئر فدق الباب أبو بكر رضي الله عنه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ائذن له
وبشره بالجنة... الحديث.
461

550 - حدثنا عمر بن عبد الرحمن السلمي، ثنا مسدد، عن يحيى
التيمي، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري (ك و 51: ب) قال:
أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الجر أن ينتبذ فيه، وعن
462

الزبيب والتمر أن يخلط بينهما، وعن البسر والتمر أن يخلط
بينهما.
463

551 - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا صالح بن عبد الله الترمذي
ثنا سفيان بن عامر، عن عبد الله بن طاوس قال: أشهد على والدي طاوس
أنه قال: أشهد (س و 102: ب) على جابر بن عبد الله أنه قال: أشهد
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا
إله إلا الله، فإذا قالوها عصموا منى دماءهم وأموالهم الا بحقها (ظ ص 135)
وحسابهم على الله عز وجل».
552 - حدثنا القاسم بن محمد بن حماد الكوفي، حدثنا مخول، ثنا
إسرائيل، عن أبي إسحاق، ح، وحدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا
إبراهيم ابن الحسن العلاف، ثنا أبو عوانة، عن أبي إسحاق،
عن أبي مسلم الأغر أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول
464

يقول: هل من مذنب فيتوب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ هل من
داع؟ حتى يطلع الفجر».
553 - حدثنا أبو خليفة، ثنا ابن كثير، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق
سمع الأغر أبا مسلم: أنه شهد علي أبي هريرة وأبي سعيد انهما شهدا على
النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
554 - حدثنا محمد بن عثمان، ثنا أحمد بن يونس، ثنا محمد بن طلحة،
عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأغر أبي مسلم أنه شهد على أبي سعيد وأبي
هريرة أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما (س و 103: آ) جلس
قوم يذكرون الله عز وجل الا حفت بهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة،
وذكرهم الله عز وجل عنده.
555 - حدثنا عبدان، ثنا عبيد الله بن محمد بن حفص - وليس بابن
عائشة - ثنا الأغلب بن تميم، ثنا محمد بن جحادة، عن أبي إسحاق
465

الهمداني، عن الأغر قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد أنهما سمعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «خمس من قالهن صدقة ربه عز وجل: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، لا إله إلا
الله والله أكبر، لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من تكلم بهؤلاء الكلمات مرة في مرضه حرمه الله على النار».
466

556 - حدثني أبي وأبو عمر بن سهيل قالا: ثنا زيد بن أخزم قال:
أشهد على سلم بن قتيبة قال: أشهد على يونس بن أبي إسحاق قال: أشهد على
الشعبي قال: أشهد على عروة بن المغيرة قال: أشهد على المغيرة قال:
(أنه أخبر) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على
خفيه بعد الحدث. قال القاضي وأنا أشهد عليهما.
557 - حدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد وابن كثير، عن شعبة، عن
أيوب قال: سمعت (عطاء (س و 103: ب) يحدث) عن ابن عباس
467

قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قال عطاء: أشهد على ابن (عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم - خرج يوم فطر أو أضحى، فصلى، ثم
خطب، ثم أتى النساء فأمرهن بالصدقة.
558 - (ظ ص 136) (حدثنا موسى) بن زكرياء، ثنا أزهر
بن مروان، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو التياح، عن حفص الليثي قال:
أشهد على عمران بن حصين انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير،
وعن الشرب في الحناتم، وعن التختم بالذهب.
468

559 - حدثنا الحسن بن المثنى، ثنا عفان، ثنا همام، عن قتادة
(ك و 52: آ) عن أبي العالية، عن ابن عباس قال: شهد عندي رجال
مرضيون فيهم عمر، وأرضاهم عندي عمر - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا
صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع
الشمس.
560 - حدثنا أحمد بن سهل الأشناني، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة،
ثنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب قال: شهد عندي رجال من أهل
البصرة - منهم الحسن بن أبي الحسن - على معقل بن يسار الأشجعي قال:
مر علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحتجم لثماني عشرة خلت من رمضان،
فقال: «أفطر الحاجم والمحجوم».
469

561 - (س و 104: آ) حدثني أبي، ثنا يحيى بن حكيم المقوم،
ثنا أبو داود، ثنا المسعودي، عن جابر، عن أبي الضحى، عن مسروق،
عن عبد الله قال: أشهد على الصادق المصدوق أبي القاسم صلى الله عليه وسلم، قال:
بيع المحفلات خلابة، ولا تحل الخلابة لمسلم.
562 - حدثنا أبو أحمد يوسف بن هارون بن زياد، ثنا ابن أبي عمر،
ثنا محمد بن جعفر بن محمد قال: أشهد على أبي لحدثني عن أبيه، عن جده،
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح،
من لدن آدم إلى أن ولدني أبي ثم ولدني أبي وأمي، لم يصبني من سفاح
الجاهلية.
470

563 - حدثنا أبو خليفة، ثنا ابن كثير، عن شعبة، عن أبي إسحاق،
عن الأسود ومسروق قالا: نشهد على عائشة أنها قالت: ما من يوم كان
يأتي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا صلى بعد العصر ركعتين.
471

من قال سمعت
564 - حدثنا همام بن محمد، ثنا محمد بن عقبة السدوسي، ثنا سفيان ابن
عيينة، عن عمرو بن دينار قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت ابن
عباس يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، يقول: أنكم ملاقو الله
حفاة عراة مشاة غرلا.
565 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، (س و 104: ب) ثنا الحسن
بن أبي أمية الأنطاكي، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت حنظلة
بن (ظ ص 137) أبي سفيان يقول: سمعت طاوسا يقول: سمعت ابن عمر
يقول: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «لا تبيعوا الثمر حتى يبدو
صلاحها».
566 - حدثنا همام, ثنا محمد بن إبراهيم الشامي، ثنا الوليد، عن
472

عبد الله بن العلا، قال: سمعت الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب يقول:
سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقو ل: «أول ما يحاسب
به العبد يوم القيامة فيقال له: ألم أصح جسمك وأروك من الماء
البارد».
567 - حدثنا عبد الله بن علي بن مهدي، ثنا إبراهيم بن بسطام، ثنا
مكي بن إبراهيم الخراساني، ثنا داود بن يزيد قال: سمعت عبد الملك بن
ميسرة الزراد قال: سمعت النزال بن سبرة الهلالي قال: سمعت سراقة
بن مالك المدلجي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: دخلت العمرة في
الحج إلى يوم القيامة».
473

568 - حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد الزهري، ثنا الوليد بن مسلم
قال: سمعت الأوزاعي يقول: سمعت عبد الرحمن بن القاسم يقول: سمعت
القاسم عن عائشة قالت: إذا جاوز الختان الختان فقد وجب (ك و 52:
ب) الغسل، فعلته (س و 105: آ) أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
فاغتسلنا.
569 - حدثنا محمد بن الحسن بن علي البري، ثنا عمرو بن علي قال:
سمعت بشر بن المفضل يقول: سمعت خالد الحذاء يقول: سمعت علي بن
الأقمر يقول: من لم يدرك الركوع والسجود فلا يعتد بالسجود.
570 - سمعت محمد ين أحمد بن الجنيد بن بهرام يقول: سمعت محمد بن
خالد بن خداش يقول: سمعت سلم بن قتيبة يقول: سمعت شعبة يقول:
سمعت سلمة بن كهيل يقول: سمعت عباية بن ربعي يقول: سمعت
عليا يقول في قوله (تعالى): «وألزمهم كلمة التقوى» قال: لا إله
إلا الله.
571 - حدثنا أبو خليفة قال: سمعت عبد الرحمن بن بكر بن الربيع
بن مسلم يقول: سمعت الربيع يقول: سمعت محمد بن زياد يقول: سمعت
474

أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الولد للفراش وللعاهر
الحجر».
572 - سمعت أبي يقول: سمعت يحيى بن حكيم يقول: سمعت عبد
الوهاب بن عبد المجيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سمعت سعيد ابن
المسيب - وذكر هذه الآية: «وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين» -
قال: فكان عبد الله بن سلام يقول: هي دمشق.
573 - حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا زيد بن
الحباب، حدثنا (س و 105: ب) عبد الرحمن بن شريح الإسكندراني
قال: سمعت محمدا الرعيني يقول: سمعت (ظ ص 138) أبا علي التجيبي
يقول: سمعت أبا ريحانة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «حرمت
النار على عين بكت من خشية الله عز وجل, وعلى عين سهرت في سبيل
الله عز وجل».
475

من قال: حدثنا فلان أن فلانا حدثه
574 - حدثنا عبدان وجعفر بن محمد الخاركي قالا: ثنا هدبة بن
خالد، ثنا حماد بن الجعد، ثنا قتادة أن محمد بن سيرين حدثه أن أبا هريرة
حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في المصراة إذا اشتراها الرجل فحلبها،
فهو بالخيار ان شاء أمسك، وان شاء ردها ومعها صاعا من تمر.
575 - أخبرني أبي، أن أبا داود حدثهم، ثنا عيسى بن حماد المصري،
ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمار بن أبي فروة أن محمد بن
مسلم حدثهم، أن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن بن سعيد حدثاه، أن
عائشة حدثتهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا زنت الأمة فاجلدوها,
وان زنت فاجلدوها, ثم بيعوها ولو بضفير, والضفير الحبل».
576 - حدثنا عبدان, (س و 106: آ) حدثنا يونس بن عبد الأعلى
ثنا ابن وهب، حدثني عمرو بن الحارث، أن كثير بن فرقد حدثه، أن
476

نافعا حدثهم، عن عبد الله ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف
على يمين فقال: إن شاء الله - فله ثنياه».
577 - حدثني عبد الله بن علي, ثنا علي بن الحسين الدرهمي, ثنا عبد
الأعلى, عن هشام بن أبي (ك و 53: آ) عبد الله، عن يحيى بن أبي كثير،
عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، أن خالد بن معدان أخبره، أن جبير
بن نفير أخبره، أن عبد الله بن عمرو أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى
عليه ثوبين معصفرين فقال: «هذه لبسة الكفار, فلا تلبسها».
578 - حدثنا يوسف بن يعقوب القاضي، ثنا أحمد بن عيسى، ثنا ابن
وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، أن سعيد بن أبي هلال حدثه، أن
عبد الله بن علي بن السائب حدثه، ان حصين بن محصن حدثه أن
هارون بن عمرو الخطمي حدثه، أن خزيمة بن ثابت حدثه، أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أن الله لا يستحي من الحق, لا تأتوا النساء في
أدبارهن».
579 - حدثنا سهل بن موسى النجيرمي ومحمد بن الحسن بن بندار
477

كرشيذ - وهما من أهل رامهرمز، سنة تسع وثمانين ومائتين - (س و
106: ب) قالا: ثنا أحمد ابن عبدة الضبي، ثنا محرز بن وزر بن
عمران بن شعيب بن عاصم بن حصين (ظ ص 139) بن مشمت الحماني،
أن أباه وزرا حدثه، أن أباه عمران حدثه، أن أباه شعيبا حدثه، أن
أباه عاصما حدثه، أن أباه حصينا حدثه، أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه
على الإسلام، وصدق إليه ماله، وأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم مياها عدة
بالمروت، منها اسناد جراد، ومنها أصيهب، ومنها الماعزة،
ومنها الهوي، ومنها الثماد، ومنها السدير، وشرط له رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيما أقطعه ألا يباع ماؤه، ولا يعقر مرعاه، فقال زهير
بن عاصم:
478

ان بلادي لم تكن أملاسا * بهن خط القلم الأنقاسا
من النبي حيث أعطى الناسا * ولم يدع لبسا ولا التباسا
(م و 45: ب) وقال أبو نخيلة:
أعوذ بالله وبالسري * وبالكتابين من النبي
من حادث حل على عادي
479

580 - وحدثنا بهذا الحديث الحسن بن علي السراج، ثنا أبو خالد (س
و 107: آ) القرشي، ثنا محرز، عن أباه وزر أحدثه، عن أباه عمران
حدثه، عن أباه شعيبا حدثه، عن أباه عاصما أحدثه، عن أباه حصينا
حدثه، أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر مثله، وأبدل من الهمزة عينا في
جميعه، وهي لغة معروفة، وهي التي يقال لها عنعنة قيس على وجه الذم
لها، قال: وقرأ قارئهم: «فعسى الله عن يأتي بالفتح». يريد أن
يأتي, وينشد:
فعيناك عيناها وثغرك ثغرها * وجيدك الا أنها غير عاطل
يريد أنها.
480

من قال أنبأني فلان عن فلان
581 - حدثني أبي وابن زهير قالا: ثنا يحيى بن حكيم المقوم، ثنا
أبو داود، ثنا شعبة قال: أنبأني (ك و 53: ب) حماد بن أبي سليمان
وعبد العزيز بن صهيب وعتاب مولى هرمز وسليمان التيمي - انهم سمعوا
أنس بن مالك يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار».
582 - حدثنا أبو خليفة, ثنا أبو الوليد وابن كثير عن شعبة, ح,
وحدثنا عبد الله بن خلاد القطان، ثنا محمد بن كثير، ثنا شعبة قال:
أنبأني أبو إسحاق، حدثنا (س و 107: ب) البراء بن عازب أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا - إذا أخذ مضجعه أن يقول: أسلمت نفسي إليك،
وفوضت أمري إليك، وجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة
ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، (ظ ص 140) آمنت
481

بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. قال أبو خليفة في حديثه:
فإن مات مات على الفطرة.
583 - حدثني أبي، حدثني يحيى بن المقوم، ثنا ابن أبي عدي، أنبأنا
يونس بن عبيد وابن عون، عن محمد، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشيت الصبح أو أحسست الصبح فأوتر
بركعة.
584 - حدثنا أبو حاتم العبدي، ثنا إبراهيم العلاف، ثنا حماد بن
زيد، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة قال: أنبأني من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم
أو من أقرأه من أقرأه النبي صلى الله عليه وسلم: «فيومئذ لا يعذب عذابه أحد,
ولا يوثق وثاقه أحد».
585 - حدثني محمد بن عبد الله بن مهدي، ثنا إبراهيم بن محمد الحلبي،
ثنا أبو داود، ثنا شعبة قال: أنبأني أبو حمزه قال: سمعت أبي يقول:
482

سمعت (س و 108: آ) عليا يقول: الله قتل عثمان وأنا معه، قال أبو
حمزه: فذكرت ذلك لابن عباس، فقال: وما يدريك ما أراد؟ إنما أراد
علي بقوله: الله قتل عثمان, ويقتلني معه.
586 - حدثنا أحمد بن (م و 46: آ) محمد بن إسحاق الأهوازي -
ويعرف بالشعراني - ثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمر الدمشقي، ثنا نعيم
بن حماد، ثنا محمد بن ثور، عن ابن جريج قال: كنت عند عطاء، فأتاه
الأعمش فقال: يا أبا محمد، أنبأتنا عن جابر قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
الحج خالصا. قال: قد أنبأتك، فدع. فقلت: تجيب أهل العراق بمثل
هذا؟ فقال: سمعت أبا هريرة يقول: لولا آية في كتاب الله (عز وجل)
ما حدثت بشئ «ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى -
الآية».
587 - حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا بدل بن
المحبر أنبأنا شعبة، عن سليمان، عن عبد الله بن مرة، عن (ك و
54: آ) مسروق قال: كفى بالرجل علما أن يخشى الله، وكفى بالرجل
جهلا أن يعجب برأيه.
483

588 - حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي، ثنا محمد بن خالد
بن عبد الله، ثنا أبي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عمرو بن مرة قال:
دخلت مسجد حضرموت (س و 108: ب) فأنبأني علقمة بن وائل بن
حجر، أن أباه حدثه، أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا قام وإذا
قعد، قال: فحدثت به إبراهيم، فقال: ما أدرى، لعله لم ير رسول
الله صلى الله عليه وسلم قط غير تلك المرة، (ظ ص 141) فحفظ هو ولم يحفظ عبد الله
وأصحابه.
589 - حدثنا عبد الله بن أحمد القطان، ثنا أبو الوليد، حدثنا
شعبة، عن الأعمش قال: أنبأني تميم، عن عبد الرحمن بن هلال عن جرير
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من يحرم الرفق يحرم الخير».
484

590 - حدثنا محمود بن محمد الواسطي، ثنا أبو الشعثاء علي بن الحسن
قال: أنبأنا أبو معاوية، عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن، عن
جندب الخير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «حد الساحر ضربة
بالسيف».
591 - حدثنا الساجي، ثنا أحمد بن عبدة، ثنا سفيان قال:
أنبأني حكيم بن جبير ومحمد بن عبد الرحمن، عن موسى بن طلحة، عن
ابن الحوتكية، عن أبي ذر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا بصيام ثلاث
عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة.
485

من قال: فلان حدثنا، فقدم الاسم
592 - (س و 109: آ) حدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد وابن كثير
قالا: ثنا شعبة قال: واقد بن عبد الله أخبرني عن أبيه انه سمع ابن
عمر يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم
رقاب بعض».
593 - حدثنا أبو خليفة، ثنا أبو الوليد والحوضي، عن شعبة قال:
عبد الله بن دينار أسيوني قال: سمعت ابن عمر يقول: كنا إذا بايعنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم يلقننا على السمع والطاعة فيما استطعتم.
594 - حدثني أبي، ثنا (م و 46: ب) أبو داود، ثنا يحيى بن
معين، ثنا عبد الله ابن رجاء قال: ابن خثيم حدثني، عن أبي الزبير، عن
486

جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يذر المخابرة فليؤذن بحرب
من الله ورسوله».
595 - حدثنا عبدان، ثنا حميد (ك و 54: ب) بن مسعده، ثنا
عمر بن علي قال: مجالد حدثني، عن زياد بن علاقة، عن أسامة بن شريك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أتى - وأمتي جميع - يريد أن يفرق
جماعتهم - فاضربوا عنقه».
596 - حدثني همام بن محمد العبدي، ثنا أبو موسى، ثنا سالم بن
نوح قال: سعيد ابن أبي عروبة أخبرنا، عن قتادة، عن أنس أن رسول
الله (س و 109: ب) صلى الله عليه وسلم دخل على رجل يعوده، فإذا هو كأنه هامة،
فقال له: هل سألت ربك من شئ؟ قال: نعم، قلت: اللهم ما كنت
معاقبي في الآخرة فعجله لي في الدنيا. فقال: سبحان الله!! ألا قلت:
487

اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة، (ظ ص 142) قال:
فقالها الرجل فعوفي.
597 - حدثنا عبد الله بن علي بن مهدي، ثنا إبراهيم بن بسطام، ثنا
أمية بن خالد قال: شعبة ثنا، عن أبي إسحاق، عن أبي عبيدة، عن
أبيه قال: قلت يا رسول الله! إن الله تعالى قد قتل أبا جهل. فقال: «الحمد
لله الذي نصر عبده، وأعز دينه».
598 - حدثنا همام، ثنا عباس العنبري، ثنا عبد الرزاق قال:
رباح أخبرنا، عن عبد الله بن خشك قال: سمعت وهبا يقول: إن لهذا
العلم طغيانا كطغيان الماء، ثم قرأ (أنا لما طغى الماء..).
599 - حدثنا همام، ثنا محمد بن إبراهيم الشامي، ثنا ضمرة بن
ربيعة قال: علي ابن أبي حملة ثنا قال: ولد لي غلام، فأولمت عليه،
فدعوت أبا قلابة، فسقيته طلاء مما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه، فشرب.
488

600 - حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا عمرو بن الحصين، ثنا ابن
علاثة قال: خصيف حدثنا، عن مجاهد، (س و 110: آ) عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم لهو المرأة المغزل».
489

من قال: قال لي فلان: أخبرني فلان
601 - حدثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا عبيد بن جناد، ثنا عبد
الرحمن بن أبي الرجال، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله قال:
قال لي ثابت الأعرج: أخبرني أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا
تزال هذه الأمة بخير ما إذا قالت صدقت وإذا حكمت عدلت، وإذا
استرحمت رحمت».
602 - حدثنا يحيى بن معاذ، ثنا محمد بن منصور الجواز، ثنا سفيان
قال: قال لنا أبو زيد، عن الشعبي، عن وهب بن خنبش أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: «عمرة في رمضان تعدل حجة».
490

من قال: سمعت فلانا يأثر عن فلان
(م و 47: آ)
603 - حدثنا عبد الله بن أحمد المزاء، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن خالد،
المقدسي، ثنا حجاج بن محمد (ك و 55: آ) قال: سمعت عيسى بن
ميمون يحدث قال: سمعت أبا الزبير يأثر عن جابر بن عبد الله، أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يأمر بتعليم هؤلاء الكلمات كما يأمر بتعليم السورة من القرآن:
«اللهم إني أعوذ بك من عذاب (س و 110: ب) جهنم، ومن عذاب
القبر، ومن فتنة المسيح الدجال. وفتنة المحيا، وفتنة الممات».
491

من قال قلت لفلان أحدثك فلان 604 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الأهوازي الجوال، ثنا عبيد بن محمد الصنعاني، ثنا أحمد بن سليمان بن هاشم، ثنا محمد بن إسماعيل بن
الأشج قال: سألت يوسف بن محمد المنكدري، فقلت: أأخبرك أبوك
أن جابر بن (ظ ص 143) عبد الله حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا
توضع النواصي إلا لله عز وجل في حج أو عمرة»؟ قال: نعم،
605 - حدثنا مهذب بن محمد الموصلي، ثنا أحمد بن محمد بن الحجاج
المروزي بحلب قال: قلت لأحمد بن حنبل: أكتبت عن سيار، عن
جعفر، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «يعفى عن الأميين قبل
أن يعفى عن العلماء»؟ قال: نعم.
606 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق، ثنا يعقوب بن سفيان قال:
قلت: قلت ليزيد ابن عبد ربه الزبيدي: أأخبرك بقية بن الوليد، عن
خالد بن حميد المهري، عن أبي الأسود المالكي، عن أبيه، عن جده قال:
492

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما عدل وال تجر في رعيته ابدا»؟ (س و
111: آ) فقال يزيد: نعم.
607 - حدثنا موسى بن هارون قال: قلت لأبي نعيم: أحدثكم
عبيد الله بن عمر الرقي، عن ابن عقيل، عن أبي سلمة، عن علي بن
الحسين قال: أخبرني أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ان الحسن بن علي:
حين ولد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احلقي رأسه، ثم تصدقي بوزنه من
الورق في سبيل الله على الأوفاض، ثم ولد الحسين، فصنعت
كذلك»؟ فقال أبو نعيم: نعم
493

من قال حدثني فلان وثبتني فيه فلان 608 - حدثنا عبدان، ثنا زيد بن الحريش، ثنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، عن عطاء بن أبي ميمونة، عن جابر بن سمرة قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اثنا عشر قيما (ك و 55: ب) من قريش لا تضرهم
عداوة من عاداهم» فالتفت، فإذا عمر ابن الخطاب وأبي في
أناس، (م و 47: ب) فأثبتوا لي الحديث كما سمعت.
609 - حدثنا عبدان، ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، عن سفيان، عن
494

يزيد أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم السكسكي، عن ابن أبي أوفى قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، اني لا أستطيع (س و
111: ب) ان آخذ من القرآن شيئا، فعلمني ما يجزئني، قال: «قل
سبحان الله، والحمد الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة
إلا بالله» قال سفيان: قال مسعر سمعت هذا الحديث من إبراهيم
السكسكي، عن ابن أبي أوفى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وثبتني فيه غيره.
610 - حدثني علي بن محمد بن الحسين الخشني، ثنا محمد بن يزيد أبو
بكر السلمي، حدثني يحيى بن عبيد الله التيمي، حدثني أبي، وثبتني
ابن جريج، قال: قلت لعطاء: لم لا تلبس الخاتم؟ (ظ ص 144)
قال: ما أنا بقاض ولا سلطان.
611 - حدثني محمد بن الحسين بن شاهان، ثنا سهيل بن إبراهيم الجارودي
ثنا محمد النجار، وثبتني في هذا الحديث أبي، قال: قرأت في كتاب
ميسرة عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أصابته مصيبة، فخرق جيبا، فقد خرق دينه».
495

612 - حدثني أبي، ثنا أبو داود، ثنا أبو موسى الأنصاري قال:
سمعت هذا الحديث من سفيان بن عيينة، وقرأته عليه، قال سفيان:
سمعته من الزهري، وثبتني في بعضه معمر، عن عبيد الله بن عبيد الله
بن عبد الله، عن ابن عباس قال: كنت أقرئ عبد الرحمن بن عوف
(س و 112: آ) القرآن في خلافة عمر، وذكر حديث السقيفة.
613 - حدثنا أبي، ثنا العباس الدوري، ثنا يحيى بن معين قال: قال
جرير الضبي: سمعت من أشعث وعاصم الأحوال، فلم أفرق هذه من
هذه حتى قدم بهر البصري، فخلصهما لي، فان شئتم فخذوها، وان
شئتم فاتركوها. قال جرير: وسمعنا حديث الأعمش فكنا نرفعها، فان
شئتم فخذوها، وان شئتم فلا تأخذوها، وكان إذا حدث عن الأعمش قال:
هذا (ك و 56: آ) الديباج الخسرواني.
614 - حدثني أحمد بن محمد بن إسحاق التيمي الوراق، ثنا إبراهيم
ابن سعيد الجوهري، ثنا ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،
قال الزهري: حفظه لنا ابن أبي إسحاق، ان أول شئ نزل من القرآن اقرا
496

من قال وجدت في كتاب فلان 615 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا إبراهيم بن الحسن العلاف، ثنا نائل ابن نجيح، حدثني عائذ بن حبيب، عن محمد بن سعيد قال: لما
مات محمد بن مسلمة الأنصاري - وجدنا في ذؤابة / (م و 48: آ) سيفه
كتابا: بسم الله الرحمن الرحيم، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن لربكم في
بقية دهركم نفحات فتعرضوا له، / (س و 112: ب) لعل دعوة أن
توافق رحمة تسعد بها صاحبها سعادة لا يخسر بعدها أبدا».
616 - أخبرني أبي، أن أبا داود حدثهم (قال): حدثني ابن
السرح قال: وجدت في كتاب خالي، عن عقيل، عن ابن شهاب
أخبره عن عبد الرحمن بن سعد، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام،
عن أبيه قال: يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به، قال: إملك عليك،
وأشار إلى لسانه.
497

617 - حدثنا ابن زهير، ثنا محمد بن عثمان بن مخلد، قال: وجدت
في كتاب أبي بخطه، عن سلام أبي المنذر، عن مطر، عن / (ظ ص
145) عطاء، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفطر الحاجم
والمحجوم».
618 - حدثنا عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث قال: وجدت في
كتاب جدي حفص ابن غياث، عن مسعر، ثنا حبيب بن أبي ثابت،
عن أبي العباس، عن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أربع كلمات
لو وزنت بكذا لرجحت، سبحان الله عدد خلقه سبحان الله منتهى
مرضاته، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته».
619 - حدثنا العباس بن أحمد بن حسان، ويعرف بالشامي، ثنا
سليمان بن سلمة الخبائري، ثنا بقية، حدثني نصر بن علقمة، عن ابن
عائذ قال: وجدنا في نسخة عن معاذ بن / (س و 113: آ) جبل أن النبي
صلى الله عليه وسلم نهى أن يدخل على المغيبات.
498

620 - حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثني أبي قال: وجدت
في كتاب أبي قال: وأخبرني إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان، عن أبي
إسحاق، عن الحارث، عن علي قال: قال رسول صلى الله / (ك و 56: ب)
صلي وسلم: «ان الله تعال يبغض ثلاثة: الغنى الظلوم، والشيخ
الجهول والعائل المزهو المختال».
621 - حدثنا سليمان بن أيوب الكحال، ثنا إبراهيم بن عرعرة بن
البرند، ثنا معاذ بن هشام قال: وجدت في كتاب أبي، عن قتادة،
عن أبي حسان، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يزور البيت كل ليلة
من ليالي منى.
499

من قال قرأت في كتاب فلان بخطه عن فلان
وأخبرني فلان خط فلان
622 - حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل، ثنا إسماعيل بن عبيد الحراني
قال: قرأت في كتاب أبي عبد الرحيم - وأخبرني محمد بن سلمة انه
خط أبي عبد الرحيم - عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن
عبد الله بن الحارث، حدثني جميل النجراني، قال: سمعت جندب / (م و
48: ب) بن عبد الله / (س و 113: ب) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبل موته بخمس يقول: «قد كان لي فيكم أخلاء وأصدقاء وإني أبرأ إلى
كل ذي خلة من خلته، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا،
وإن الله تعالى اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا *.
623 - / (س و 115: آ / ظ ط 148 / ك و 58: آ) حدثنا
500

الحضرمي قال: قرأت في كتاب الوليد بن حماد، ثنا عبد الله بن الحسن
الأحمسي، عن عبد الله بن جعفر عن مسعر، عن عطية، عن أبي سعيد
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يصلح لأحد يجنب في المسجد غيري وغير علي ((رضي الله عنه».
624 - حدثنا الحسين بن أحمد الجشمي، ثنا كثير بن أبي جابر،
ثنا رواد بن الجراح، عن إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن أبي رباح قال:
قرأت في كتاب ابن حزم الذي كتبه / (س و 115: ب) رسول الله
صلى الله عليه وسلم: «إن المضمضة والاستنشاق من الوضوء لا يتم إلا بهما».
501

من قال سألت فلانا فقال حدثني فلان
625 - حدثنا عبدان، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن مغيرة
قال: ذكر شباك لإبراهيم، فقال: سألنا علقمة بن قيس، فحدثنا عن
عبد الله قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله» فقلت له:
وشاهديه وكاتبه؟ فقال: إنما نحدث بما سمعنا.
502

من قال: حضرت فلانا، فقال: حدثني فلان
626 - حدثنا حسين بن محمد المصري، ثنا يزيد بن سعيد الإسكندراني
قال: حضرت مالك بن أنس سنة ثنتين وسبعين ومائة - وسئل عن غسل
الجمعة - فقال: حدثني صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي
سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «غسل يوم الجمعة واجب على كل
محتلم».
627 - حدثني حمزة بن داود الثقفي, ثنا أبو عبد الله المكتب من ولد
سعيد بن دعلج قال: حضرت أبا بلال الأشعري - وسئل عن حديث
الرؤيا - فقال: حدثني طعمة بن عمرو، عن نافع، عن ابن عمر قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الخضرة من الجنة / (س و 116: ب) والسفينة
نجاة, واللبن الفطرة, والتمر رزق, والحمار حد, ومن رآني في المنام فقد
رآني, فان الشيطان لا يتمثل بي».
503

من قال: ذكر لنا فلان عن فلان
(ظ ص 149)
628 - حدثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا علي بن زياد اللحجي،
حدثنا أبو قرة قال: ذكر لنا موسى بن عقبة / (م و 49: آ) عن نافع،
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع في مجن ثمنه ثلاثة دراهم.
629 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا محفوظ بن بحر - وقيل
يحيى الأنطاكي - حدثنا وكيع، عن سفيان قال: ذكره خالد الحذاء عن
أبي قلابة، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لكل أمة أمين, وأمين هذه
الأمة أبو عبيدة».
630 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا محمد بن مهران الجمال، قال:
ذكره الوليد، عن الأوزاعي، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم ذبح عمن اعتمر من نسائه بقرة بينهن. قال موسى:
قلت لمحمد بن مهران: / (ك و 58: ب) حدثك الوليد عن الأوزاعي بهذا
الحديث؟ قال: نعم.
504

من قال: زعم لنا فلان عن فلان
631 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد، ثنا محمد بن عبادة الواسطي،
/ (س و 116: ب) ثنا يعقوب الزهري قال: زعم لي مزاحم بن زفر،
عن صالح بن عبد الرحمن بن المسور، عن عائشة ابنة سعد قالت: مر
معاوية على سعد بن أبي وقاص في طريق مكة، فوقف عليه بعد الصبح،
فسلم عليه، فلم يرد عليه السلام، فانصرف معاوية، فقال لأهل الشام: هل
تدرون من هذا؟ قالوا: هذا سعد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يتكلم حتى
تطلع الشمس، فقال: ما كان ذلك، ولكني كرهت أن أسلم عليه.
632 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا محمد بن غالب الأنطاكي
ثنا حجاج قال: قال ابن جريج: وزعم موسى بن عقبة، عن نافع، عن
ابن عمر أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر راكبا.
505

633 - حدثنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث، ثنا محمد بن وزير
الدمشقي، ثنا الوليد، حدثني ابن لهيعة، أخبرني جعفر بن ربيعة، عن
يعقوب الأشج قال: إن عون بن عبد الله بن عتبة كتب لي التشهد عن ابن
عباس، وأخذ بيدي، وزعم أن عمر بن الخطاب أخذ بيده، وزعم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده، فعلمه: التحيات لله الصلوات الطيبات المباركات
لله.
506

من قال: حدثني فلان ورد ذلك إلى فلان
/ (ظ ص 150 / س و 117: آ)
634 - حدثنا أبو حاتم العبدي، ثنا محمد بن عقبة السدوسي، ثنا
حماد بن زيد، عن واصل مولى أبي عيينة، عن يحيى بن يعمر، ورد
ذلك إلى أبي ذر قال: يصبح ابن آدم على كل سلامي منه صدقة، ورفعه
الأذى عن الطريق صدقة.
635 - حدثني أبي، ثنا أبو داود، ثنا سعيد بن عمرو الحضرمي، ثنا
بقية، ثنا ابن ثوبان قال: سمعت أبي يرد إلى مكحول إلى جبير بن نفير
أن رجالا سألوا النواس بن سمعان: ما أرجى ما سمعت لنا من رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قال: سمعت رسول الله / (م و 49: ب) صلى الله عليه وسلم يقول: «من مات وهو لا يشرك بالله شيئا - فقد حلت مغفرته له ان شاء أن يغفر
له».
507

636 - حدثنا الحسن بن المثنى، ثنا أبي، ثنا أبي، عن ابن عون،
عن محمد، عن عبد الرحمن بن بشر الأنصاري قال: فرد الحديث
حتى رده إلى أبي سعيد الخدري، قال: ذكر العزل عند النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: وما ذاكم؟ قالوا: الرجل تكون له المرأة ترضع، فيصيب
منها ويكره أن تحمل منه، قال: ما عليكم أن لا تفعلوا ذاك،
فإنما هو / (س و 117: ب) القدر، قال ابن عون: فذكرته للحسن،
فقال: أفلا يكفيكم!؟ والله لكأن هذا زجر.
508

من قال: دلني فلان على ما دل عليه فلان
637 - / (ك و 59: آ) حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي
قال: وجدت في كتاب أبي بخطه، ثنا عبد الحميد بن جعفر قال: لقيت
عمرو بن دينار فقال: ألا أدلك يا بني جعفر على شئ دلني عليه عامر بن
سعد بن أبي وقاص، ودله عليه أبو هريرة ودل أبا هريرة عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
قلت: بلى. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها من كنوز الجنة.
509

من قال: سألت فلانا، فألجأ الحديث إلى فلان
638 - حدثنا الحسن بن علي قاضي الأهواز، الذي يقال له السراج،
ثنا محمد بن علي الوراق، ثنا أبو نعيم، أنا رزام بن سعيد الضبي قال:
سألت جوابا التيمي عن المذي، فقال: سألت عنه أبا إبراهيم يزيد بن
شريك فألجأ الحديث إلى علي وألجأ علي الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: رآني النبي صلى الله عليه وسلم وقد شحبت، فقال لي: يا علي، لقد شحبت. قلت: شحبت
من اغتسالي / (ظ ص 151) بالماء / (س و 118: آ) وأنا رجل مذاء، فإذا
رأيت منه شيئا اغتسلت منه. قال: لا تغتسل منه يا علي إلا من الخذف،
فإن رأيت منه شيئا فلا تعد أن تغسل ذكرك، ولا تغتسل إلا من الخذف.
يعني المني.
510

من قال: خذ عني كما أخذته عن فلان
639 - حدثنا ابن زهير، ثنا عمرو بن علي، ثنا أبو عاصم، ثنا ميمون
بن أبان الجشمي، عن ثابت قال: قال لي أنس، خذ عني، فإني أخذته
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل، ولم تأخذه
عن أوثق مني، صل أربع ركعات ثم سلم.
511

من قال: حدثني فلان أن فلانا حلف له
أن فلانا حدثه
640 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الآملي، ثنا عبد الله بن سعيد
بن أبي مريم المصري، ثنا عمرو بن أبي / (م و 50: آ) سلمة، عن حفص
بن ميسرة، عن عطاء بن أبي مروان، حدثني أبي أن كعبا حلف له
بالذي فلق البحر لموسى. أن صهيبا حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ير قرية
أراد دخولها إلا قال حين يراها «اللهم رب / (س و 118: ب) السماوات
السبع, وما أظللن, ورب الأرضين السبع وما أقللن, ورب الرياح
وما أذرين إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها, ونعوذ بك من شرها
وشر أهلها وشر ما فيها».
641 - حدثنا الحسين بن بهان, ثنا عمر بن حفص الشيباني, ثنا سليمان
ابن داود, ثنا أبو بكر بن عياش, حدثنا - والله - أبو سعد سعيد بن المرزبان,
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى على الجنازة قال: اللهم اغفر لأحيائنا، وموتانا، وشاهدنا وغائبنا،
وذكرنا وأنثانا، وصغيرنا وكبيرنا.
512

من قال: حدثني عدة فيهم فلان
(ك و 59: ب)
642 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا ليث بن الفرج، حدثنا
سفيان بن عيينة، ثنا عدة فيهم يعقوب بن عطاء، عن عمرو بن شعيب،
عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتوارث أهل ملتين
شتى.
من قال: أرسلت إلى فلان فحدث رسولي
643 - حدثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا علي بن زياد اللحجي، ثنا
أبو قرة قال: ذكر بن جريج قال: أرسلت (س و 119: آ) إلى ابن
عجلان، فحدث (ظ ص 152) رسولي عن يعقوب بن عبد اله بن الأشج،
513

عن أبي ريحانة، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه نهى عن الوشم والوشر، والوشر التفلج.
من قال: حدثت حديثا رفع إلى فلان
644 - حدثنا ابن معدان، حدثنا محفوظ بن بحر الأنطاكي، ثنا
حجاج قال: قال ابن جريج. حدثت حديثا رفع إلى عاصم بن ضمرة،
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من خصى عبده خصيناه».
من قال: حدثني فلان عن نفسي
645 - حدثنا الحضرمي، ثنا بشر بن الوليد، ثنا محمد بن طلحة، ثنا
روح، عن نفسي اني حدثته بحديث عن زبيد، عن مرة، عن عبد الله بن
مسعود أنه قال: إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من (كان) قبلكم،
وهما مهلكاكم.
646 - حدثني جعفر بن محمد البغدادي، حدثني محمد بن سهل
514

الرافقي بالرافقة، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن
أنس ابن مالك قال: قال أنس: وحدثني ابني عني، عن النبي صلى الله عليه وسلم، انه
كره ان يلبس الخاتم ويجعل فصه من غيره.
647 - / (س و 119: ب) حدثنا أحمد بن وهب بن هاشم الطرازي،
ثنا محمد بن حرب النشائي، ثنا عاصم بن علي، ثنا أبي، عن حصين بن
عبد الرحمن / (م و 50: ب) قال: قال لي منصور بن المعتمر. حدثتني
أنت يا حصين، عن عبد الله ابن أبي قتادة، عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه طافوا لحجهم وعمرتهم طوافا واحدا.
515

648 - حدثنا أبو أحمد بن فضالة، ثنا أبو الفضل بن عنبر، ثنا الحسن
بن علي الحلواني، ثنا نعيم بن حماد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن ربيعة
ابن أبي عبد الرحمن، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قضى باليمين مع الشاهد، قال ربيعة. ثم ذاكرت
سهيلا هذا الحديث فلم يحفظه، وكان يرويه بعد ذلك سهيل عني عن نفسه
عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
516

باب القول في التحديث والاخبار
649 - / (ك و 60: آ) حدثنا أبو حفص الواسطي في مجلس عبدان،
ثنا العباس الدوري، ثنا قراد أبو نوح قال: سمعت شعبة يقول: كل حديث
ليس فيه حدثنا أو أخبرنا فهو خل وبقل.
650 - حدثنا عبد الله بن أحمد / (س و 120: آ) بن معدان، عن
سلمة بن شبيب قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ثنا عبد الرزاق،
ثنا فلان، فقلت: يا أبا عبد الله، ان عبد الرزاق ما كان يقول حدثنا،
كان يقول أخبرنا، فقال أحمد بن حنبل: / (ظ ص 153) حدثنا وأخبرنا
واحد.
651 - أخبرنا الساجي قال: سمعت الزعفراني يقول: كان الشافعي إذا
حدثنا عن مالك يقول: حدثنا، وربما قال: أخبرنا، كأنه عنده واحد.
652 - قال القاضي: ألفاظ أهل العلم تختلف في هذا، فمنهم (من
يقول): أخبرنا، ومنهم من يقول حدثنا. ومنهم من يجمع بين اللفظين
يرددهما في رواياته.
517

فمن المتقدمين ممن كان يقول أخبرنا ولا يفارقه عروة بن الزبير، وهشام
ابن عروة، وابن جريج في آخرين، وبعدهم ابن المبارك، ويزيد بن هارون،
وأبو عاصم، وعبد الرزاق، وروح بن عبادة في عدد.
وهما عند فقهاء الكوفة سواء، ويخرج هذا بدلالة قوله في قصة
الجساسة: حدثني تميم الداري، وقال في غير حديث: أخبرني جبريل
عليه السلام، وقال علي عليه السلام: كنت إذا سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم
حديثا نفعني الله بما شاء منه، فإذا حدثني غيره استحلفته، / (س و 120: ب)
وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر. وقال ابن مسعود في حديث الصادق
المصدوق: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
518

653 - حدثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم
ثنا إسماعيل بن جعفر، عن مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال:
أخبرني أخي قتادة بن النعمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم - في «قل هو الله أحد» -
/ (م و 51: آ) انها تعدل ثلث القرآن.
654 - وقد يفرق بين حدثنا وأخبرنا بأن يقال: جاءني زيد فحدثني
فيكون هذا كلاما كافيا قائما بنفسه، وفائدته مجئ زيد إليك وكونه
للحديث عندك، فإذا قلت: جاءني زيد فأخبرني - لم يكتف هذا الكلام
بنفسه، وكان محتاجا إلى مخبر عنه يتعلق به، ويروي هذا البيت
باللفظين جميعا.
وخبرتماني إنما الموت بالقرى * فكيف وهاتا رملة وكثيب
655 - وفرق محمد بن الحسن بين قوله حدثنا و (بين) قوله
أخبرنا، فقال:
519

إذا حلف الرجل فقال: أي غلام لي أخبرني بكذا وكذا، وأعلمني
بكذا / (س و 121: آ) وكذا فهو حر - ولا نية له - فأخبره غلام له
بذلك بكتاب أو كلام أو برسول، فقال: إن فلانا يقول لك كذا وكذا -
فان الغلام يعتق، لأن هذا خبر، / (ك و 60: ب) وإن أخبره بعد ذلك
غلام له عتق، لأنه قال: أي غلام لي أخبرني فهو حر، ولو أخبروه كلهم
عتقوا، وإن كان عنى - حين حلف - بالخبر كلام مشافهة - لم يعتق واحد
منهم الا أن يخبره بكلام يشافهه بذلك الخبر.
قال: وإذا قال: أي غلام لي حدثني - فهذا على المشافهة، / (ظ
ص 154) لا يعتق أحد منهم.
قال: وإذا حلف الرجل لآخر ليخبرنه بكذا وكذا - ولا نية له -
فأخبره بذلك بكتاب، أو أرسل إليه رسولا فقال: إن فلانا يخبرك بكذا
وكذا - كان قد بر، وكان هذا خبرا.
656 - وحكى الطحاوي - في رجل حلف لا يخبر فلانا بمكان
520

فلان، أو بما أسر إليه، فلان فأومأ بذلك برأسه، أو قال: تعال
حتى أخبرك بمكانه، فذهب به فوقفه عليه - أنه لا يحنث حتى يخبره
بكتاب أو برسالة، الا إن نوى الا يومي له، فيكون على ما نوى، قال:
والإشارة مثل الخبر.
657 - أخبرنا أحمد بن سعيد، أن الزبير بن بكار قال: حدثني
عمي مصعب بن عبد الله قال: لما قال كثير في محمد / (س و 121: ب) بن
علي (بن الحنفية).
هو المهدي خبرناه كعب * عن الاخبار في الحقب الخوالي
521

قيل لكثير. لقيت كعب الأخبار؟ فقال. لا. قيل لم فلم قلت.
أخبرناه كعب؟ قال: بالوهم.
658 - حدثني علي بن محمد بن الحسين الفارسي، ثنا زيد بن سعيد
الواسطي، ثنا هشيم، ووكيع، ويعلى ومحمد ابنا عبيد، وحفص بن غياث
ويزيد بن هارون، وأبو أسامة - كلهم قالوا: حدثنا، وقال يزيد. أخبرنا
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير - حديث الرؤية.
659 - حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا أبو حفص قال: سمعت يحيى
يقول: من سمع من الشيخ الحديث فلا يبالي ان يقول. حدثنا، وحدثني
وأخبرنا، وأخبرني.
660 - حدثنا ابن منيع، ثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو داود قال:
قال شعبة: كنت أنظر إلى فم قتادة إذا حدث، وكان إذا حدث بما لم
522

يسمع قال: حدث سليمان بن يسار، وحدث أبو قلابة، / (م و 51، ب)
وإذا حدث بما سمع قال. حدثنا سعيد بن المسيب، وحدثنا أنس، وحدثنا
الحسن، وحدثنا مطرف.
661 - حدثنا ابن منيع، ثنا علي بن سهل، ثنا عباد قال: قال لنا
همام: كل شئ أقول / (س و 122. آ) لكم قال قتادة فإنما سمعت
من قتادة.
523

القول في تقويم اللحن باصلاح الخطأ
662 - حدثنا الحسين بن إدريس، ثنا بشر بن معاذ العقدي، ثنا أبو
معاذ مولى لقريش، ثنا شريك، عن جابر، عن الشعبي قال: لا بأس أن
يقوم اللحن في الحديث.
663 - حدثنا محمد بن أحمد بن محمويه، ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا
الوليد بن عتبة، ثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: أعربوا
الحديث فان القوم كانوا عربا. قال أبو زرعة: وحدثني هشام، ثنا
الوليد قال: سمعت / (ك و 61: آ) الأوزاعي يقول: لا بأس بإصلاح
اللحن في الحديث.
664 - / (ظ ص 155) حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الأعلى، ثنا
عمر بن شبة قال: قال لي عفان: قال لنا همام: ما سمعتم من حديث قتادة
524

فأعربوه، فان قتادة كان لا يلحن. ثم قال لنا عفان: قال لنا حماد بن
سلمة: من لحن في حديثي فليس يحدث عني.
665 - حدثني شيخ من أهل خراسان - مر بنا حاجا - عن الحسن بن
علي الحلواني قال: ما وجدتم في كتابي عن عفان لحنا فعربوه، فان عفان
كان لا يلحن. وقال لنا عفان: ما وجدتم في كتابي عن حماد بن سلمة لحنا
فعربوه، فان حمادا كان لا يلحن. وقال حماد: ما وجدتم في كتابي عن
قتادة لحنا فعربوه، فان قتادة كان لا يلحن.
666 - حدثنا عبد الله بن علي، / (س و 122: ب) ثنا أبو سعيد
الأشج قال: سمعت ابن إدريس قال: قرأ علي داود الطائي، فلحن في
حرف فأخبرت به القاسم بن معن، فتماه إليه، فلقيني فقال: ما دعاك
إلى أن حكيت هذا الحرف؟
667 - حدثني الحسن بن علي السراج، ثنا عثمان بن عمر البصري، ثنا
محمد بن سهل الباهلي، ثنا حماد بن زيد قال: كنا عند أيوب فحدثنا فلحن
وعنده الخليل بن أحمد، فنظر إلى وجهه الخليل، فقال أيوب: أستغفر الله.
525

668 - حدثنا الحسن بن علي، ثنا عثمان بن عمر الضبي، ثنا إبراهيم
ابن بشار، ثنا يحيى بن سلم الطائفي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن
عثمان قال: إذا سمعت الحديث فيه اللحن والخطأ فلا تحدث إلا بالصواب
انهم لم يكونوا يلحنون.
669 - أخبرنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا عبد الملك بن عبد الحميد الميموني
- من ولد ميمون بن مهران - قال: رأيت أحمد بن حنبل يغير اللحن في
كتابه.
670 - حدثنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق بن بهلول قال: سألت الحسن
بن محمد الزعفراني عن الرجل يسمع الحديث ملحونا أيعربه؟ قال: نعم.
671 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا مذكور بن / (م و 52: آ)
سليمان الواسطي قال: سمعت عفان بن مسلم قال: قدمنا / (س و 123: آ)
الكوفة، فأقمنا أربعة أشهر، وما رأينا بالكوفة لحنا مجوزا.
672 - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا محمد بن عمران الأخنسي،
ثنا أبو بكر، عن عاصم قال: ما رأيت أحدا كان أعرب من زر بن
حبيش، كان ابن مسعود يسأله.
526

673 - قال القاضي: أما تغيير اللحن فوجوبه ظاهر، لأن من اللحن
ما يزيل المعنى ويغيره عن طريق حكمه، وكثير من رواة الحديث لا
يضبطون الاعراب ولا يحسنونه، وربما حرفوا الكلام عن وجهه، ووضعوا
الخطاب في غير موضعه، وليس يلزم من أخذ عن هذه الطائفة أن يحكي
ألفاظهم إذا عرف وجه الصواب، / (ظ ص 156) إذا كان المراد من
الحديث معلوما ظاهرا، ولفظ العرب به معروفا فاشيا، ألا ترى أن
المحدث إذا قال: لا يؤم / (ك و 61: ب) المسافر المقيم فنصب المسافر
ورفع المقيم، وكذلك لا يؤم المقيد المطلق، فنصب المقيد ورفع المطلق -
كان قد أحال.
وكنا عند عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان يوما وهو يحدثنا، وأبو
العباس سريج حاضر، فقال عبدان: من دعي فلم يجب فقد عصى الله
ورسوله. ففتح الياء من قوله يجب، فقال له ابن سريج: ان رأيت أن
تقول يجب! يعني بضم / (س و 123: ب) الياء: فأبى عبدان أن يقول،
وعجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريج من خطئه.
فهذا ونحوه يزيل المعنى، فلا يعتد بألفاظ هذه الطائفة، ولا يلتفت إلى
كراهيتهم للأعراب وذمهم لأهله.
674 - واني سمعت سهل بن موسى يقول: سمعت بندارا يقول: من
527

أعرب لم ينبل. وسمعت من يحكي نحوا من هذا عن ابن أبي شيبة.
ويذكرون أن ابن وارة استأذن على أبي كريب فقال: نحن طلاب
النهار، سهار الليل، صيارفة العلم. فقال أبو كريب: والله لا حدثتك
وأنا أعرفك.
675 - وحدثني ابن البري، ثنا سلمة بن شبيب قال: سمعت الحميدي
وسعيد بن منصور يقولان: قدم جرير بن عبد الحميد فجعل يقول: حدثنا
المغيرة وقال سلمة ثنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج قال: كنا نريد أن نرد
نافع عن اللحن فلا يرجع.
676 - حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا الصلت بن مسعود، ثنا هشيم،
عن بعض المشيخة - أن رجلا أتى منزل إبراهيم، فقال: أها هنا أبا عمران
فسكت إبراهيم، فقال: أها هنا أبي عمران؟ فقال إبراهيم: قل الثالثة
وادخل.
677 - ومن اللحن ما يستقبح، ولا يزيل المعنى، كقول بعض المحدثين:
لبيك بحجة وعمرة معا، بنصبهما.
/ (س و 124: آ) ومنه ما جاءت به ألفاظهم على غير هيئة كلام
العرب، كقولهم (نهى عن الاقران) و (أحرمه العطاء)، وأشباه ذلك.
528

ومنه ما جاء على وجه / (م و 52: ب) الحكاية، مثل قولهم: سئل
النبي صلى الله عليه وسلم عن (السائحون) فقال: الصائمون. كأن تقديره سئل عن قول
الله عز وجل: «التائبون العابدون الحامدون السائحون». يحكى
اللفظ في التنزيل.
678 - حدثنا أبي، ثنا عمرو بن مخلد التيمي، ثنا عاصم بن هلال
البارقي، ثنا قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
/ (ظ ص 157) تعلموا الزهراوان، البقرة وآل عمران.
679 - وحدثناه أبو خليفة على هذا اللفظ أيضا قال: ثنا مسلم بن
إبراهيم عن علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، عن
جده، عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا القرآن، فإنه
يأتي يوم القيامة شافعا لأصحابه، وعليكم بالزهراوان: البقرة وآل
عمران.
680 - وأما إصابة المعنى بتغيير اللفظ فأهل العلم / (ك و 62: آ) من
نقلة الأخبار يختلفون فيه، فمنهم من يرى اتباع اللفظ، ومنهم من يتجوز
529

في ذلك إذا أصاب المعنى، وكذلك سبيل التقديم والتأخير، والزيادة
/ (س و 124: ب) والنقصان، فان منهم من يعتمد المعنى ولا يعتد باللفظ،
ومنهم من يشدد في ذلك ولا يفارق اللفظ.
681 - وقد دل قول الشافعي في صفة المحدث مع رعاية اتباع
اللفظ على أنه يسوغ للمحدث أن يأتي بالمعنى دون اللفظ إذا كان عالما بلغات
العرب ووجوه خطابها، بصيرا بالمعاني والفقه، عالما بما يحيل المعنى وما لا
يحيله، فإنه إذا كان بهذه الصفة جاز له نقل اللفظ، فإنه يحترز بالفهم عن
تغيير المعاني وإزالة أحكامها، ومن لم يكن بهذه الصفة كان أداء اللفظ له
لازما، والعدول عن هيئة ما يسمعه عليه محظورا، وإلى هذا رأيت الفقهاء
من أهل العلم يذهبون.
ومن الحجة لمن ذهب إلى هذا المذهب - ان الله تعالى قد قص من
أنباء ما قد سبق قصصا كرر ذكر بعضها في مواضع بألفاظ مختلفة والمعنى
واحد، ونقلها من ألسنتهم إلى اللسان العربي وهو مخالف لها في التقديم
والتأخير، والحذف والإلغاء، والزيادة والنقصان وغير ذلك، وقد حكيت
هذه الحجة بعينها عن الحسن.
682 - حدثني بذلك أحمد بن الربيع بن عديس شيخ لنا، حدثني محمد
بن مسلم بن مسعدة - وهو من أهل رامهرمز - قال: قلت لمحمد بن منصور
قاضي الأهواز في شئ جرى بيني وبينه - ثلاثة يشددون في الحروف،
530

وثلاثة يرخصون فيها، فممن رخص فيها الحسن، وكان الحسن يقول:
يحكي الله تعالى عن القرون السالفة بغير لغاتها، أفكذب هو!؟ وكان
محمد بن منصور متكئا، فاستوى جالسا، ثم أخذ بمجامع كفه وقال: ما
أحسن هذا!! / (م و 53: آ) أحسن الحسن جدا.
وقال قتادة عن زرارة بن أوفى -: لقيت عدة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،
فاختلفوا علي في اللفظ، واجتمعوا في المعنى.
683 - ومن الحجة لمن ذهب إلى اتباع اللفظ - قوله صلى الله عليه وسلم: / (ظ ص 158)
نضر الله عبدا سمع مقالتي فبلغها كما سمعها. أو قال: فوعاها ثم أداها كما
سمعها.
684 - ومنه ما روي عنه صلى الله عليه وسلم - أنه أمر رجلا، أن يقول عند
مضجعه في دعاء علمه: آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي
أرسلت، فقال الرجل: وبرسولك الذي أرسلت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وبنبيك
الذي أرسلت. قالوا: أفلا ترى انه لم يسوغ لمن علمه الدعاء مخالفة
اللفظ، وقال: فأداها كما سمعها. فقيل لهم: أما / (س و 125: ب)
قوله: فأداها كما سمعها، فالمراد منه حكمها / (ك و 63: ب) لا لفظها،
لأن اللفظ غير معتبر به، ويدلك على أن المراد من الخطاب حكمه - قوله:
531

فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه. وأما
رده (عليه السلام) الرجل من قوله برسولك إلى قوله وبنبيك - فان
النبي أمدح، ولكل نعت من هذين النعتين موضع. ألا ترى أن اسم الرسول
يقع على الكافة، واسم النبي لا يستحقه إلا الأنبياء عليهم السلام. وإنما
فضل المرسلون من الأنبياء لأنهم جمعوا النبوة والرسالة جميعا، فلما قال:
وبنبيك الذي أرسلت جاء بالنعت الأمدح (و) قيده بالرسالة بقوله
الذي أرسلت.
وبيان آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو المعلم للرجل الدعاء، وإنما القول في
اتباع اللفظ إذا كان المتكلم حاكيا لكلام غيره، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم
نقل الرجل من قوله «وبرسولك» إلى قوله «وبنبيك» ليجمع بين النبوة
والرسالة, ومستقبح في الكلام أن يقول: هذا (رسول عبد الله) الذي
أرسله، وهذا قتيل زيد الذي قتله، لأنك تجتزئ بقولك رسول فلان وقتيل
فلان عن إعادة اسم المرسل والقاتل، / (س و 126: آ) إذا كنت لا تفيد
به الا المعنى الأول، وإنما يحسن أن تقول: هذا رسول عبد الله الذي أرسله
إلى عمرو، وهذا قتيل زيد الذي قتله بالأمس أو في وقعة كذا، والله ولي
التوفيق.
532

من قال بإصابة المعنى ولم يعتد باللفظ
685 - حدثني علي بن محمد بن الحسين الفارسي، ثنا زيد بن سعيد
الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن العلاء بن
الحارث، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: إذا حدثتم بالحديث
على المعنى فحسبكم.
686 - حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن خلف، ثنا قبيصة، عن سفيان
/ (م و 53: ب) عن ابن جريج عن عطاء والربيع، عن الحسن قال: إذا
أصبت معنى الحديث أجزأك.
687 - حدثنا أبي، ثنا جميل بن الحسن، ثنا محمد بن سواء، عن
هشام قال: كان الحسن يحدثني اليوم بحديث / (ظ ص 159) ويعيده من
الغد فيزيد فيه وينقص منه، غير أن المعنى واحد.
688 - حدثنا الحسين بن إدريس، ثنا بشر بن معاذ العقدي، ثنا
533

عبد الله بن جعفر، أخبرني شيخ لنا، عن أبي حمزة قال: قلت لإبراهيم:
انا نسمع منك الحديث، فلا نستطيع أن نجئ به كما سمعناه، قال: أرأيتك
إذا سمعت تعلم أنه حلال من حرام؟ قال: نعم. قال: فهكذا كل ما
نحدث.
689 - / (س و 126: ب) حدثنا الحسين بن إدريس، ثنا بشر بن
معاذ، ثنا إسماعيل بن علية، أنا ابن عون قال: كان الحسن والشعبي
وإبراهيم يحدثون مرة هكذا ومرة هكذا، قال ابن عون: فذكرت ذلك
لمحمد بن / (ك و 63: آ) سيرين، قال: أما انهم لو جاءوا به كما سمعوه
كان خيرا لهم.
690 - حدثني عمر بن الحسن بن جبير الواسطي، ثنا عبد الله بن محمد
ابن أيوب، ثنا الواقدي، ثنا معمر، عن أيوب، عن محمد قال: ربما سمعت
الحديث عن عشرة، كلهم يختلف في اللفظ، والمعنى واحد.
691 - حدثني محمد بن إسماعيل بن سلمة العطار، ثنا أحمد بن محمد ابن
موسى الشامي، حدثني عبد العزيز بن عبيد الله، عن ابن عون قال: لقيت
534

منهم من كان يحب أن يحدث كما سمع، ومنهم من لا يبالي إذا
أصاب المعنى.
قال: ومن الذين كانوا لا يبالون إذا أصابوا المعنى - الحسن، وعامر،
وإبراهيم النخعي.
و الذين كانوا يحبون أن يحدثوا كما سمعوا - محمد بن سيرين، ورجاء ابن
حيوة، والقاسم بن محمد.
692 - حدثنا أحمد بن محمد بن سهيل، ثنا زيد بن أخزم قال: سمعت
الأصمعي يقول: سمعت ابن عون يقول: أدركت ثلاثة يرخصون في الحروف
وثلاثة يشددون فيها، فالذين يرخصون / (س و 127: آ): فيها - الحسن
البصري، وإبراهيم، والشعبي. والذين يشددون - محمد، ورجاء،
والقاسم.
693 - حدثنا أبو حفص الواسطي، ثنا علي بن اشكاب، ثنا معاذ بن
معاذ، عن ابن عون قال: ثلاثة لم أر مثلهم: القاسم بن محمد بالحجاز،
ورجاء ابن حيوة بالشام، ومحمد بن سيرين بالبصرة.
694 - حدثنا ابن معدان، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي، ثنا يحيى ابن
آدم قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما نحدثكم بالمعاني.
535

695 - حدثنا إبراهيم الغزال، ثنا أبو هشام الرفاعي قال: سمعت
يزيد بن هارون - وقد قال في حديث رواه في صلاة الصبح، فقال المستملي
صلاة الغداة - فقال يزيد: صلاة الفجر.
696 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا سعيد بن رحمة
الأصبحي قال: كان محمد ابن مصعب القرقساني يقول: أيش تشددون على
أنفسكم!!؟ / (م و 54: آ) إذا أصبتم المعنى فحسبكم.
697 - حدثني محمد بن إسماعيل بن سلمة العطار، ثنا أحمد بن محمد ابن
موسى الشامي، ثنا عبد العزيز بن عبيد الله، حدثني عمرو بن عبيد قال:
ما سمعت من الحسن حديثا مرتين قط / (ظ ص 160) إلا بلفظتين مختلفتين
والمعنى واحد.
698 - حدثني محمد، ثنا أحمد، ثنا عبد العزيز، ثنا أيوب / (س و
127: ب) ابن سليمان، ثنا الحسن بن دينار، عن الحسن أنه كان لا يرى
بأسا - إذا حدث بالحديث - أن يصيب المعنى.
699 - حدثني محمد بن عثمان بن أبي سويد القرشي، ثنا أبو الوليد
الطيالسي، ثنا شعبة وأبو عوانة يتقاربان، عن الأعمش عن زيد بن وهب،
عن عبد الله بن مسعود - حديث الصادق المصدوق.
536

700 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا الحسن بن أبي أمية / (ك
و 63: ب) الأنطاكي، ثنا إسماعيل بن يحيى، ثنا أبو بكر الهذلي،
عن الشعبي قال: قلت لابن عباس: انك تحدثنا بالحديث اليوم، فإذا كان
من الغد قلبته!! قال: فقال وهو غضبان: أما ترضون أن نحفظ
لكم معاني الحديث، حتى تسألونا عن سياقتها.
537

باب من قال باتباع اللفظ
701 - حدثنا الحضرمي، ثنا هدية بن عبد الوهاب، ثنا الفضل بن
موسى - هو السيناني - عن حسين بن واقد، عن الرديني بن أبي مجاز
عن قيس بن عباد قال: قال عمر بن الخطاب: من سمع حديثا فحدث به كما
سمع فقد سلم.
وروى نحوه عن عبد الله بن عمرو، وزيد بن أرقم.
وهو قول ابن سيرين، وقول القاسم بن محمد، ورجاء بن / (س و 138
: آ) حيوة. وقد تقدمت الرواية فيه عنهم.
702 - حدثنا أبو خليفة، ثنا عثمان بن الهيثم، ثنا عمران بن حدير،
عن أبي مجلز، عن بشير بن نهيك قال: كنت أكتب عند أبي هريرة
ما سمعت منه، فإذا أردت أن أفارقه جئت بالكتاب فقرأته عليه، فقلت:
أليس هذا ما سمعته منك؟ قال: نعم.
538

703 - أخبرنا الساجي أن الربيع حدثهم عن الشافعي أنه قال في صفة
المحدث - قال: ويكون ممن يؤدي الحديث بحروفه كما سمعه، لا يحدث به
على المعنى، لأنه إذا حدث به على المعنى وهو غير عالم بما يحتمل معناه،
لا يدري لعله أن يحمل الحلال على الحرام، وإذا أداه بحروفه لم يبق وجه
تخاف منه إحالة الحديث.
704 - حدثني أحمد بن محمد بن سهيل الفقيه، ثنا زيد بن أخزم، ثنا
أبو أحمد، ثنا سفيان، عن ليث، عن طاوس قال: إذا تعلمت الشئ
فتعلمه لنفسك، فان الناس قد ذهبت منهم الأمانة. قال: وكان
طاوس يعد الحديث حرفا حرفا.
705 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا / (م و 54: ب)
يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن طلحة بن عبد الملك قال: أتيت
القاسم وسألته عن أشياء فقلت: أكتبها؟ قال: نعم، فقال لابنه: أنظر
في / (س و 128: ب) كتابه، لا / (ظ ص 161) يزيد علي شيئا. قلت:
يا أبا محمد، إني لو أردت أن أكذب لم آتك!! قال: إني لم أرد، إنما
أردت - ان أسقطت شيئا - يعد له لك.
706 - قال محمد بن عبد الملك الزيات يصف دفترا.
539

وأرى وشوما في كتابك لم تدع * شكا لمرتاب ولا لمفكر
نقط وأشكال تلوح كأنها * ندب الخدوش تلوح بين الأسطر
تنبيك عن رفع الكلام وخفضه * والنصب فيه بحاله والمصدر
وتريك ما تعنى به، فبعيده * كقريبه، ومقدم كمؤخر
707 - حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن العلاء، ثنا عثام بن علي، عن
الأعمش، عن عمارة، عن أبي معمر قال: إني لأسمع الحديث لحنا، فألحن
اتباعا لما سمعت.
540

القول في التقديم والتأخير
708 - حدثنا الحسين بن إدريس التستري، ثنا بشر بن معاذ العقدي،
ثنا محمد بن سعيد القرشي، ثنا مبارك بن فضالة قال: / (ك و 64: آ)
سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول: لا بأس بالحديث أن تقدم أو تؤخر إذا
أصيب المعنى.
709 - حدثنا الحضرمي، ثنا ابن نمير، ثنا حفص، عن أشعث،
عن الحسن والشعبي وعبيدة، عن إبراهيم قال: لا بأس أن تقدم في الحديث
وتؤخر إذا كان صلب / (س و 129: آ) الحديث قائما.
710 - حدثنا الحسين بن إدريس، ثنا بشر بن معاذ، ثنا الحسن ابن أبي
عزة، ثنا البدي زكرياء بن يحيى، عن إبراهيم قال: لا بأس بتقديم الحديث
وتأخيره إذا أصبت المعنى ما لم تزد فيه.
711 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو يحيى
قال: سمعت محمد بن عبيد الله الضبعي، عن علي بن زيد بن جدعان، عن
أبي نضرة قال: إن كان الخمسة أو الستة لتحدث بالحديث ليس منهم أحد
الا يقدم ويؤخر، إلا أن المعنى واحد.
541

712 - حدثنا علي بن سراج المصري، حدثني أبو عبيدة ليث بن
عبدة الحراني، ثنا محمد بن راشد الخشني، حدثني الوليد بن مسلم، حدثني
عبد الرحمن بن حسان الفلسطيني الكناني، عن من سمع واثلة بن الأسقع،
وسألوه أن يحدثهم حديثا ليس فيه وهم ولا نقصان، فغضب واثلة وقال:
المصاحف تديمون فيها النظر بكرة وعشيا، وأنتم تهمون وتزيدون
وتنقصون.
قال الوليد: وأقول: حدثني مالك بن أنس وغيره، عن إبراهيم بن أبي
عبلة انه حدثهم، عن عبد الله بن الديلمي / (م و 55: آ) عن واثلة.
713 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عنبر الكندي، ثنا سهل بن بكار،
/ (س و 129: ب) ثنا مهدي بن ميمون قال: سأل رجل الحسن قال: يا
أبا سعيد، الرجل يحدث بالحديث لا يألو فيه، يزيد وينقص؟ فقال: وأينا
يطيق ذلك؟
714 - / (ظ ص 162) حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن خلف، ثنا
542

قبيصة، ثنا سفيان، ح وحدثنا ابن الجنيد، ثنا يعقوب الدورقي، ثنا
الأشجعي عن سفيان، عن سيف بن سليمان، عن مجاهد قال: لأن أنقص
من الحديث أحب إلي من أن أزيد فيه.
715 - حدثني عبد الوهاب بن رواحة، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عمر
- يعني ابن هارون - ثنا سيف، عن مجاهد قال: أنقص من الحديث ما
شئت ولا تزد فيه.
716 - حدثنا أبي، ثنا أحمد بن ملاعب قال: سمعت ابن عائشة يقول:
قال لنا ابن المبارك: علمنا سفيان اختصار الحديث.
717 - حدثنا ابن منيع، ثنا محمد بن قدامة الجوهري قال: سمعت
سفيان يقول: سمعت عبد الكريم الجزري يقول: إني لأحدث الحديث
ما أترك منه كلمة.
543

باب المعارضة
718 - حدثنا عبدان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن
عياش، عن هشام بن عروة قال: قال لي أبي: أكتبت؟ قلت: نعم.
قال: عارضت؟ قلت: لا. قال: لم تكتب.
719 - / (س و 130: آ) حدثنا محمد بن عبد الله بن بكر السراج،
ثنا أبو همام، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن هشام بن عروة قال: قال لي
أبي: أكتبت؟ قلت: نعم. قال: قابلت؟ قلت: لا. قال: لم تكتب
يا بني.
720 - حدثني أحمد بن محمود، ثنا / (ك و 64: ب) أحمد بن زيد
بن الحريش، حدثني أحمد بن عبد الرحمن الكوفي، ثنا عفان بن مسلم، ثنا
أبان العطار، عن يحيى بن أبي كثير قال: من كتب ولم يعارض كان كمن
خرج من المخرج ولم يستنج.
544

باب المذاكرة
721 - حدثني علي بن محمد بن الحسين الفارسي، ثنا زيد بن سعيد
الواسطي، ثنا يزيد بن هارون، وأبو عاصم النبيل عن كهمس، عن
ابن بريدة قال: قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: تداوروا وتذاكروا
هذا الحديث ان لا تفعلوا يدرس.
722 - حدثني أبو سعيد السوسي، ثنا عقبة بن سنان، ثنا غسان
ابن مضر، عن سعيد بن يزيد، عن أبي نضرة قال: كان أبو سعيد يقول:
تداوروا وتذاكروا، فان الحديث يذكر الحديث.
545

723 - حدثنا أبي، ثنا أبو الخطاب الحساني، ثنا مالك بن سعير،
ح وحدثنا الحضرمي، ثنا أبو بكر، ثنا وكيع، ح وحدثنا الحسن بن
سهل العدوي، ثنا علي بن / (س و 130: ب) الأزهر، ثنا جرير - كلهم
عن الأعمش - عن جعفر بن اياس، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال:
تذاكروا، فان الحديث يهيج الحديث.
724 - حدثنا الحضرمي، ثنا عون بن سلام، ثنا شريك، / (م و
55: ب) عن الأعمش عن إبراهيم، عن علقمة قال: احياء العلم المذاكرة
وآفته النسيان.
725 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان / (ظ ص 163) الغزاء،
ثنا أحمد بن حرب الموصلي، ثنا أبو يحيى الحماني، عن الأعمش، عن
إبراهيم، عن علقمة قال: تذاكروا الحديث، فان ذكره حياته.
726 - حدثنا الحضرمي، ثنا ضرار، ثنا يحيى بن آدم، عن أبي
إسرائيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال:
تذاكروا الحديث، فان حياته مذاكرته.
727 - حدثنا الحضرمي، ثنا يحيى، ثنا أبو عوانة، وخالد، عن
يزيد ابن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: احياء الحديث
مذاكرته، فقال له عبد الله بن شداد: رحمك الله كم من حديث حسن قد
ذكرتنيه.
546

728 - حدثني مهذب بن محمد الموصلي، ثنا إسحاق بن سيار النصيبي
ثنا معلي بن أسد، ثنا عبد الواحد، عن الحجاج، عن عطاء، عن ابن
عباس قال: إذا سمعتم مني حديثا فتذاكروه بينكم، / (س و 131: آ)
فإنه أجدر وأحرى ألا تنسوه.
729 - حدثنا ابن زهير أبو الربيع، ثنا الحارثي، ثنا عبد الله بن
سنان، ثنا يعقوب، عن جعفر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
تذاكروا الحديث لا يتفلت منكم، انه ليس بمنزلة القرآن، ان القرآن
محفوظ مجموع.
730 - حدثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا عاصم بن علي، عن
المسعودي، عن حبيب، عن طلق بن حبيب قال: تذاكروا الحديث، فان
الحديث يهيج الحديث.
731 - وأنشدنا عزير بن سماك الكرماني - وكان من حفاظ الحديث
لعبد الله ابن المبارك -.
ما لذتي الا رواية مسند * قد قيدت بفصاحة الألفاظ
/ (ك و 65: آ)
ومجالس فيها علي سكينة * ومذاكرات معاشر الحفاظ
نالوا الفضيلة والكرامة والنهى * من ربهم برعاية وحفاظ
547

لاظوا برب العرش لما أيقنوا * أن الجنان لعصبة لواظ
732 - حدثنا يعقوب بن مجاهد، ثنا يوسف بن مسلم، ثنا أبو
مسهر قال. سمعت سعيد بن عبد العزيز يعاتب أصحاب الأوزاعي يقول:
ما لكم لا تجتمعون ما لكم لا تذاكرون.
548

(س و 131: ب) باب من كان يتهيب الرواية
ويتوقاها ويكثر التشكك
733 - حدثنا أبو جعفر الحضرمي، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان،
ثنا حفص، ثنا الأعمش، ثنا عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد،
قال: كان عبد الله يمكث السنة لا يقول. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا قال.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذته / (ظ ض 164) الرعدة، ويقول: أو هكذا
أو نحوه أو شبهه.
734 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا محمد بن أبي رجاء، ثنا
محمد بن / (م و 56: آ) يزيد، عن المسعودي، عن مسلم البطين، عن عمرو
بن ميمون، ح وحدثنا أبي، ثنا أبو سعيد يحيى بن حكيم، ثنا ابن أبي
عدي عن ابن عون عن مسلم البطين، عن عمرو بن ميمون قال: اختلفت
إلى عبد الله بن مسعود سنة، فما سمعته يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا
أنه جرى على لسانه يوما فقال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعلاه كرب حتى
جعل يعرق، ثم قال. إن شاء الله ذا، أو دون ذا أو نحو ذا.
قال أبي في حديثه: فنكس رأسه فرفع رأسه، فرأيته قد حل ازاره
549

وانتفخت أوداجه، واغرورقت / (س و 132: آ) عيناه، قال: أو فوق
ذاك، أو قريبا من ذاك، أو شبيها بذاك.
735 - حدثنا همام، ثنا ابن أبي رجاء، ثنا محمد بن يزيد، عن عاصم
ابن رجاء، عن أبيه، عن أبي الدرداء - أنه كان إذا حدث قال: أو
نحوه، أو شكله.
736 - حدثنا سعيد بن إسرائيل المروزي، ثنا سريج بن يونس، ثنا
معاذ عن ابن عون عن ابن سيرين قال. كان أنس بن مالك إذا حدث عن
رسول الله وفرغ منه قال: أو كما قال.
737 - حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة
عن عمرو ابن مرة قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: كنا إذا أتينا زيد بن
أرقم فنقول له: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: انا كبرنا ونسينا،
والحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد.
738 - حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق المكي، ثنا يزيد بن عبد الله بن
موهب المصري، ثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة،
عن سالم ابن أبي الجعد قال: قال شرحبيل بن السمط لكعب بن مرة
البهزي. حدثني ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم واحذر.
550

739 - حدثنا الحضرمي، ثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة، عن عبد الله
ابن أبي السفر قال: سمعت الشعبي / (س و 132: ب) يقول: جالست
ابن عمر سنة، فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
740 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، / (ك و 65: ب) ثنا إبراهيم
بن سعيد الجوهري، ثنا الربيع بن يحيى الأشناني، عن شعبة قال: ما
رأيت أحدا أخوف من سليمان التيمي، كان إذا ذكر الحديث عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم تغير وجهه.
741 - حدثني أبي، ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك، ثنا نعيم بن
حماد، أنا محمد بن ثور، عن ابن جريج قال: كنت أنا وعطاء بعد العصر
خلف المقام إذ جاءنا الأعمش / (ظ ص 165) فقال: يا أبا محمد، أنبأتنا
عن جابر بن عبد الله أنه قال: أهللنا بالحج خالصا، فقال عطاء: قد أنبأتك
فدعنا عنك، فقال ابن جريج: فقلت لعطاء: أتحدث أهل العراق بمثل
هذا؟ فقال عطاء: سمعت أبا هريرة يقول: لولا آيتان - أو قال آية - من
كتاب الله عز وجل / (م و 50: ب) ما حدثت بشئ أبدا: «ان الذين
يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب»
قال عطاء: لولا هذه الآية ما حدثت بشئ أبدا.
551

742 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن عبد الأعلى، حدثني الفضل بن
الحسن قال: قيل لمسعر بن كدام: ما أكثر تشكك؟ قال: تلك محاماة
على اليقين.
743 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا أبو سعيد / (س و 133: آ) الأشج
ثنا أبو نعيم الأحول قال: سمعت مسعرا يقول: أنا أشك في كل شئ، إلا
في الايمان.
552

باب من كره كثرة الرواية
744 - حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير،
ثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن الشعبي، عن قرظة بن كعب
الأنصاري قال: قال عمر: أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
شريككم.
745 - حدثني أبو عبد الله بن البري، ثنا عبد الله بن جعفر بن يحيى
بن خالد البرمكي الشيخ الصالح، ثنا معن بن عيسى، عن مالك بن أنس،
عن عبد الله ابن إدريس، عن شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، عن
أبيه ان عمر بن الخطاب حبس بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - فيهم ابن مسعود
وأبو الدرداء - فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو
عبد الله / (ك و 66: آ) بن البري: يعني منعهم الحديث، ولم يكن لعمر
حبس.
553

746 - حدثنا عبيد الله بن هارون بن عيسى - ينزل جبل رامهرمز -
ثنا إبراهيم بن بسطام، حدثنا أبو داود، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد،
عن محمد - قال: أظنه ابن يوسف - قال: سمعت السائب بن يزيد يحدث
قال: أرسلني عثمان بن عفان / (س و 133: ب) إلى أبي هريرة فقال: قل
له: يقول لك أمير المؤمنين: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد
أكثرت لتنتهين أو لألحقنك بجبال دوس، وأت كعبا، فقيل له: يقول
لك أمير المؤمنين عثمان: ما هذا الحديث؟ قد ملأت الدنيا حديثا، لتنتهين
أو لألقينك بجبال القردة.
554

747 - حدثنا الحضرمي، ثنا سويد بن سعيد، ثنا عمرو بن يحيى بن
سعيد، عن جده سعيد بن عمرو، عن عائشة أنها قالت لأبي هريرة: ما
أكثر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، انك لتحدث بأشياء ما سمعناها من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لها أبو هريرة: / (ظ ص 166) كان يشغلك عنها
المرآة والمكحلة، ولم يكن يشغلني عنها شئ.
748 - حدثنا الحضرمي، ثنا حسن بن حماد الوراق، ثنا معاوية بن
هشام، عن الوليد بن جميع، عن أبي سلمة قال: قيل لعائشة: إن أبا
هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله / (م و 57: آ) عليه وسلم،
فقالت: أدنوه مني، فأدنوه فقالت: «أذكرتني شيئا سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم». وذكر الحديث، كذا كان في الأصل.
555

749 - حدثنا عبدان، ثنا ضاهر بن نوح، ثنا عمر بن عبد الله البصري
حدثني أبي أن أبا هريرة حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس جرب أحاديث،
/ (س و 134: آ) وقال: إني أخرجت منها جرابين، ولو أخرجت الثالث
لرميتموني بالحجارة.
750 - حدثني أبي، ثنا يحيى بن حكيم، ثنا ابن أبي عدي، عن
شعبة، عن سماك، عن أبي الربيع قال: سمعت أبا هريرة يقول: بسطت
/ (ك و 66: ب) ثوبي عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جمع ثوبي فلاثه، فما
نسيت شيئا بعد.
556

751 - حدثنا عبدان، ثنا (أحمد بن) منيع، ثنا هشيم، عن
يعلى ابن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن ابن عمر أنه قال لأبي
هريرة: أنت كنت ألزمنا لرسول الله، وأحفظنا لحديثه.
752 - حدثنا عبدان، ثنا عيسى بن حماد، ثنا الليث، عن يحيى بن
سعيد، عن السائب بن يزيد قال: صحبت سعد بن أبي وقاص سنة، فما
سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا.
753 - حدثني أبي، ثنا عبيد بن عبد الواحد بن شريك، ثنا نعيم بن
حماد، ثنا أبو ذبان - وكان قدريا - عن شعيب بن أبي حمزة، عن
الزهري، عن عون بن عبد الله قال: أحصينا حديث عبد الله بن مسعود
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا بضعة وخمسون حديثا.
754 - حدثنا الحضرمي، ثنا عبد الجبار بن عاصم، ثنا إسماعيل بن
عياش، عن محمد بن إسحاق، / (س و 134: ب) عن سعيد بن كعب،
557

عن أبي قتادة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إياكم وكثرة الحديث
عني.
755 - حدثنا أحمد بن هارون بن روح الذي يقال له البرديجي، ثنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري، ثنا ابن وهب قال: سمعت مالك
بن أنس يقول: ليس العلم بكثرة الرواية، ولكنه يجعله الله في
القلوب.
756 - حدثنا همام بن محمد العبدي، ثنا محمد بن عقبة السدوسي،
ثنا أبو غصن، ثنا سفيان بن حسين قال: قال لي ابن شبرمة: أقل
الرواية تفقه.
757 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا أبي محمد بن المغيرة ابن
شعيب المازني، / (ظ ص 167) حدثني بن الحارث، حدثني بكر بن
خنيس، عن الحسن قال: من لم يكن له فقه من سوسه لم تنفعه كثرة
الرواية للحديث. قال: وقال سفيان بن عيينة: انه لا ينفع / (ك و 67: آ)
هذا العلم الا من كان له طبع في العلم.
758 - حدثنا الحضرمي، ثنا ضرار بن صرد، ثنا محمد بن معن
الغفاري، حدثني داود بن خالد بن دينار أنه مر هو ورجل يقال له أبو
558

يوسف ابن تميم - على ربيعة بن أبي عبد الرحمن، فقال له أبو يوسف: إنا
نجد عند غيرك من الحديث ما لا نجده عندك؟ قال: أما ان عندي حديثا
كثيرا / (س و 135: آ) ولكن هذا ربيعة بن الهدير كان يلزم طلحة بن
عبيد الله يذكر انه لم يسمع طلحة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم الا حديثا واحدا.
759 - حدثني أحمد بن محمد بن سهيل الفقيه، ثنا محمد بن إسماعيل أبو
عبد الله الأصبهاني بمكة، ثنا مصعب الزبيري قال: سمعت مالك بن أنس
قال لابني أخته أبي بكر وإسماعيل ابني أبي أويس: أراكما تحبان ذا الشأن،
وتطلبانه؟ قالا: نعم. قال: إن أحببتما أن تنتفعان به، وينفع الله بكما -
فأقلا منه وتفقها.
760 - حدثنا عمر بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو ثوبة، عن
ابن المبارك قال: قال لي مخلد بن الحسين: نحن إلى قليل من الأدب أحوج
منا إلى كثير من الحديث.
761 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا مذكور بن سليمان
الواسطي قال: سمعت عفان يقول - وسمع قوما يقولون: نسخنا كتب
فلان، ونسخنا كتب فلان، فسمعته يقول: ترى هذا الضرب من الناس لا
يفلحون، كنا نأتي هذا فنسمع منه ما ليس عند هذا، ونسمع من هذا ما
ليس عند هذا، فقدمنا الكوفة فأقمنا أربعة أشهر، ولو أردنا أن نكتب
مائة ألف حديث لكتبنا بها، فما كتبنا الا قدر خمسين الف حديث، وما
رضينا من أحد الا بالاملاء / (س و 135: ب) الا شريكا فإنه أبى علينا،
وما رأينا بالكوفة لحنا مجوزا.
559

762 - حدثنا الحضرمي، ثنا عثمان، ثنا شريك، عن أشعث، عن ابن
سيرين قال: قدمت الكوفة قبل الجماجم، فرأيت فيها أربعة آلاف
يطلبون الحديث.
763 - حدثنا الحسين / (ك و 67: ب) بن..، ثنا سهل بن
عثمان، ثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن أنس بن سيرين قال: أتيت
الكوفة فرأيت فيها أربعة آلاف يطلبون الحديث، وأربعمائة قد فقهوا.
764 - حدثني أحمد بن يزيد السوسي، ثنا محمد بن عبد الرحمن التيمي،
ثنا هانئ بن سكين العبسي قال: سمعت سفيان الثوري - وذكر
عنده كثرة المحدثين - فقال: أوليس قد يضرب مثل - إذا كثر
الملاحون غرقت السفينة!؟.
560

باب من كره ان يروي أحسن ما عنده
765 - حدثني عبد الوهاب بن رواحة العدوي، ثنا معاوية بن محمد
القرشي، ثنا أشهل، عن ابن عون / (ظ ص 168) قال: كان إبراهيم
يقول: كانوا يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج الرجل أحسن حديثه، أو
أحسن ما عنده.
766 - حدثنا أبو حفص الواسطي، ثنا علي بن حرب الموصلي، ثنا
مصعب بن المقدام، عن داود الطائي، عن الأعمش، عن ابن عون، عن
إبراهيم قال: كانوا / (س و 136: آ) يكرهون إذا اجتمعوا أن يخرج
الرجل أحسن حديثه أو أحسن ما عنده.
767 - حدثنا الحسن بن علي السراج، ثنا الحسن بن مكرم، ثنا الحسن
561

بن قتيبة، ثنا عيسى بن المسيب البجلي قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول:
لا تحدث الناس بأحسن ما عندك، فيرفضوك.
768 - حدثنا محمد بن إسحاق الطبري، ثنا أبو الزنباع المصري،
ثنا عمرو بن خالد، قال: سمعت زهير بن معاوية يقول لعيسى بن
يونس: ينبغي للرجل أن يتوقى رواية غريب الحديث، فإني أعرف رجلا
كان يصلي في اليوم مائتي ركعة، ما أفسده عند الناس الا روايته غرائب
الحديث، ولقد أخذت منه كتاب زبيد الأيامي، فانطلقت به إلى زبيد،
فما غير منه حرفا، إلا أنه بلغني أنه كان يقول في أحاديث سمعها مني:
حدثني عبد الرحمن بن آدم، أو عبد الله بن آدم.
769 - حدثنا جعفر الفريابي، ثنا بشر بن الوليد / (ك و 68: آ)
قال: سمعت أبا يوسف يقول: من تتبع غريب الحديث كذب.
770 - حدثنا عبد الله، ثنا أحمد بن إسحاق، ثنا الحميدي، ثنا سفيان
عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبيه، عن عمار قال: تيممنا
562

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المناكب، قال الحميدي: حضرت سفيان -
وسأله يحيى بن سعيد القطان / (س و 136: ب) عن هذا الحديث -
فحدث به وقال: حدثنا الزهري، وحضرت إسماعيل بن أبي أمية أتى
الزهري فقال: يا أبا بكر، ان الناس ينكرون عليك حديثين تحدث بهما.
قال: ما هما؟ قال: أحدهما تيممنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المناكب. فقال: حدثناه عبيد الله بن عبد الله عن أبيه.
771 - حدثنا أبو عمر بن سهيل، ثنا زيد بن أخرم، ثنا عبد الله بن
داود قال: قلت لسفيان، يا أبا عبد الله حديث مجوس هجر؟ قال:
563

فنظر إلي ثم أعرض، فقلت: يا أبا عبد الله حديث مجوس هجر؟ قال:
فنظر إلي، ثم أعرض عني، ثم سألته، فقال له رجل إلى جنبه، فحدثني
به، وكان إذا كان الحديث حسنا لم يكد يحدث به.
772 - حدثني أحمد بن محمود، ثنا سعيد بن عبد الرحمن، ثنا ابن شبة،
ثنا سليمان صاحب البصري، ثنا خالد بن الحارث قال: جاءني يحيى الأصفر.
فقال: أخرج لي كتاب الأشعث لعلي أجد فيه شيئا غريبا، فقلت: لو
كان فيه شئ غريب لمحوتة.
773 - حدثنا علي بن محمد بن الحسين الفارسي / (ظ ص 169)
ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا أبو داود، ثنا حماد بن زيد قال: سمعت
ثابتا البناني يقول: لولا أن تصنعوا بي ما صنع بالحسن لحدثتكم بأحاديث
مونقة، قال: منعوه القائلة، / (س و 137: آ) منعوه القائلة.
564

774 - حدثنا محمد بن حيان المازني، ثنا مسدد، ثنا محمد
بن جابر، عن الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون غريب الحديث
والكلام.
565

باب من استثقل إعادة الحديث
775 - حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد الزهري، ثنا سفيان بن عيينة
عن عمرو / (ك و 68: ب) بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله
بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الراحمون يرحمهم الله, فارحموا من
في الأرض يرحمكم من في السماء» قالوا: يا أبا محمد، أعده، فقال:
سمعت الزهري يقول: إعادة الحديث أشد من نقل الصخر.
566

776 - حدثنا عبدان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن
عياش، عن عبد الجبار، قال: سمعت ابن شهاب يقول: رد الحديث
أشد من نقل الحجارة.
777 - حدثنا موسى بن زكرياء، ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا حماد بن
زيد، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال: تكريره أشد من نقل الحجر.
778 - قال أحمد بن زيد بن الحريس: ثنا الحسين بن مهدي، ثنا عبد
الرزاق، ثنا معمر، عن قتادة قال: تكرير الحديث يذهب بنوره.
779 - حدثنا ابن منيع، ثنا أبو بكر بن زنجويه، ثنا عبد الرزاق،
/ (س و 137: ب) وزاد فيه وما قلت لأحد قط أعد علي. وحدثناه
الحضرمي، ثنا حسن (بن علي) الخلال، ثنا عبد الرزاق.
780 - حدثنا عبدان، ثنا أبو بكر، حدثنا عفان، ثنا حماد بن زيد،
ثنا أيوب، ثنا سعيد بن جبير ذات يوم حديثا، فقمت إليه فقلت: أعده،
قال: إني ما كل ساعة أحلب فأشرب.
567

781 - حدثني محمد بن الجنيد قال: سمعت أبا السائب سلم بن جنادة
قال: سمعت حفص بن غياث يقول: سمعت الأعمش يقول: رددتموه علي
حتى صار في فمي أمر من العلقم.
782 - حدثني عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا هارون العدوي، حدثني
أبي موسى بن عبد الله بن أبي علقمة قال: سمعت مالكا يقول: قد رويت
عن ابن شهاب أربعين حديثا في مجلس، ثم شككت في اسناد حديث،
فجئته استثبته، فضجر علي وقال: ما هكذا كنا.
783 - حدثني محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام الكوفي، حدثني أبي،
ثنا علي بن الجعد، ثنا الحسن الجفري قال: في حكمة آل داود لا
يعاد الحديث مرتين.
من اختص بالحديث
/ (ظ ص 172، س و 140: آ، ك و 70: آ)
784 - حدثني عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا أبو حفص الفلاس قال:
568

سمعت يحيى بن سعيد يقول: كان شعبة الحافظ يحلف لا يحدث فيستثنى
معاذا وخالدا.
785 - حدثنا مهذب بن محمد الموصلي، ثنا إسحاق بن سيار النصيبي،
قال: سمعت أبا عاصم يقول: ربما رأيت سفيان يجذب الرجل من وسط
الحلقة، / (س و 140: ب) فيحدثه بعشرين حديثا والناس قعود،
قالوا: لعله كان ضعيفا؟ قال: لا.
786 - حدثنا مهذب، ثنا إسحاق قال: سمعت أبا عاصم يقول:
رأيت سفيان وشعبة وابن عون ومالكا وابن جريج يدعو أحدهم الرجل
فيحدثه بأربع مائة حديث أو أقل أو أكثر، ويدع أصحابه، ورأيت
شعبة يتبعه اثنان، فدعا أحدهما، وقال للآخر: لا تجئ.
787 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري
قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول لمسعر: تحدث واحدا وتدع آخر؟
قال: يخف علي أن أحدث واحدا وأدع آخر. قال سفيان: قلت
لعبيد الله بن أبي يزيد: مع من كنت تدخل على ابن عباس؟ قال: مع عطاء
والعامة. قلت لطاوس: مع من كنت تدخل؟ قال: مع الخاصة.
788 - حدثني إبراهيم بن محمد بن شطن، ثنا أبو زيد عمر بن شبة قال:
569

قال لي أبو عاصم: أما ترى لي فيكم خصائص أحب أن أوثرهم؟ بلى والله،
ولو فعلته لكان لي قدوة، كنا نكون على باب ابن عون، فيأتيه ابنان
لسلم بن قتيبة، فيحدثهما ونحن بالباب.
789 - حدثنا إبراهيم بن سعيد التستري ويعرف بالدستوائي - / (س و
141: آ) ثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال: سمعت أبا أسامة - وسأله
رجل عن حديث وقال: أنا غريب - فقال: أهل بلدي حقهم أوجب علي
منك.
570

790 - حدثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا أبو قلابة الرقاشي قال: سمعت
أبا عاصم - وقال له رجل: يا أبا عاصم، أنا غريب فحدثني - قال: أهل
مصري - والله - أحب إلي منك. ثم قال: (ألا تدري) ما كان حماد
بن زيد يقول إذا قال له الرجل: أنا غريب!؟ كان يقول: أهل مصري
- والله - أحب إلي منك.
791 - حدثنا محمد بن الجنيد، ثنا محمد بن خلاد الباهلي، ثنا عبد
الوهاب، ثنا أيوب، عن أبي قلابة قال: لا تحدث بالحديث من لا يعرفه،
يضره / (ك و 70: ب) ولا ينفعه.
/ (ظ ص 173) وضعه في غير أهله
792 - حدثنا عمر بن محمد بن نصر الكاغدي، حدثنا أبو سعيد
الأشج، حدثني يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري قال:
إن للحديث آفة ونكدا وهجنة، فآفته نسيانه، ونكده الكذب، وهجنته
نشره عند غير أهله.
571

793 - حدثني الحسين بن بهان، ثنا سهل بن عثمان، ثنا علي بن هاشم،
عن الأعمش قال: آفة الحديث النسيان، وإضاعته أن تحدث به
غير أهله.
794 - حدثني / (س و 141: ب) إبراهيم الغزال، ثنا أبو هشام
الرفاعي، ثنا أبو أسامة، ثنا مجالد، حدثني الشعبي بحديث الحمار الذي
عاش بعدما مات، فرويته عنه، فأتاه قوم فسألوه عنه، فقال: ما
حدثت بهذا الحديث قط، فأتوني فأتيته فقلت: أو ما حدثتني؟ فقال:
أحدثك بحديث الحكماء، وتحدث به السفهاء.
795 - حدثنا الحضرمي، ثنا إسماعيل بن محمد الطلحي، ثنا روح بن
عباد، عن شعبة ح وحدثنا جعفر بن محمد الزيادي، ثنا مسلم بن إبراهيم
572

ثنا شعبة، عن قتادة قال: سألت أبا الطفيل عن شئ فقال: إن
لكل مقام مقالا.
796 - حدثنا الحضرمي، حدثنا عون بن سلام، ثنا عمرو بن شمر،
عن جابر قال: قال أبو جعفر: «يا جابر، لا تنشر الدر بين أرجل
الخنازير فإنهم لا يصنعون به شيئا» وذلك نشر العلم عند من ليس
له بأهل.
797 - حدثنا أبو حفص الكاغدي وعبد الله بن علي قالا: ثنا أبو سعيد
الأشج، ثنا حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت الأعمش يقول: «أنظروا
إلى هذه الدنانير, لا تلقوها على الكنايس» يعنى الحديث.
798 - حدثنا أبو حفص وعبد الله قالا: ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا حميد
بن عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول: سمعت الأعمش يقول: «لا تنثروا
اللؤلؤ / (س و 142: آ) على أظلاف الخنازير» يعني الحديث.
799 - حدثنا أحمد بن علي الدينوري، ثنا محمد بن أحمد بن البراء،
ثنا علي بن المديني، ثنا يحيى، ثنا شعبة قال: رآني الأعمش أحدث قوما
فقال: ويحك - أو ويلك - يا شعبة!، تعلق الدر في أعناق
الخنازير.
573

800 - أخبرنا العباس بن أحمد بن حسان، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك،
ثنا ابن عباس، عن الوليد بن عباد الأزدي، عن الحسن بن حماد الكندي،
عن عروة، عن ابن مسعود انه كان يقول: أكثروا العلم، ولا تضعوه في غير
أهله، كقاذف اللؤلؤ إلى الخنازير.
801 - حدثنا الحضرمي وغيره قالا: ثنا الربيع بن تعلب، ثنا يحيى
ابن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جحادة، عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تطرحوا الدر في أفواه / (ظ ص 174) الكلاب»
يعني الفقه.
802 - حدثنا عمر بن محمد الصحاف، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي،
ثنا أبو خالد قال: سئل الأعمش عن حديث، فقال لأبي المختار: ترى أحدا
من أصحاب الحديث؟ قال: فغمض عينيه وقال: لا يا أبا محمد، ما أرى
أحدا، قال: فحدث به.
803 - حدثنا أبو عمر بن سهيل، ثنا العباس الترقفي، ثنا / (س
142: ب) معاوية بن عمرو بن المهلب الأزدي قال: كان زائدة لا
يحدث أحدا حتى يمتحنه، فإن كان غريبا قال له: من أين أنت؟ فإن كان
من أهل / (ك و 71: آ) البلد قال: أين مصلاك؟ ويسأل كما يسأل
القاضي عن البينة، فإذا قال له - سأل عنه، فإن كان صاحب بدعة قال:
574

لا تعودن إلى هذا المجلس، فان بلغه عنه خير أدناه وحدثه، فقيل له: يا
أبا الصلت، لم تفعل هذا؟ قال: أكره أن يكون العلم عندهم، فيصيروا
أئمة يحتاج إليهم، فيبدلوا أي كيف شاءوا.
804 - حدثني الحضرمي، ثنا محمد بن عمر الأنصاري، ثنا إسحاق ابن
منصور، ثنا حريز بن عثمان، عن سلمان بن شمير، عن كثير بن هرمز
قال: لا تحدث بالحكمة السفهاء فيكذبوك، ولا تحدث بالباطل الحكماء
فيمقتوك، ولا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تضعه في غير أهله فتجهل، إن
عليك في علمك حقا، كما، أن عليك في مالك حقا.
805 - حدثني إبراهيم بن محمد بن عبد الأعلى، ثنا الفضل بن الحسن
الأهوازي، ثنا نصر بن قديد أبو صفوان، ثنا يزيد بن زريع، ثنا
حجاج بن أبي عثمان الصواف، ثنا أرطأة بن أبي أرطأة قال: رأيت
عكرمة مع رهط فيهم سعيد بن جبير، فقالوا. ان للعلم / (س و 143:
آ) ثمنا، فلا تعطوه حتى تأخذوا ثمنه، قالوا. وما ثمنه يا أبا عبد الله؟
قال أن تضعوه عند من يحسن حمله.
806 - حدثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا صامت بن معاذ الجندي
قال. كنا عند ابن عيينة، فأضجره أصحاب وآذوه، فقال.
قوموا عني. أحدثكم وتؤذوني وتسمعوني!! فقاموا، حتى كانوا
575

بالقرب منه، فقال. ألا ترى هذه الوجوه؟ هل ترى فيها من الخير شيئا؟
أحدهم يريد ان يكون عونا للسلطان. ثم تأوه فقال. وددت اني وجدت
لهذا العلم أهلا فأكثر عليهم منه.
807 - حدثنا إبراهيم الغزال، ثنا أبو هشام الرفاعي قال. كنا عند
أبي بكر بن عياش، فجاءه رجل، فسأله عن حديث، فقال. لحس
السماء قبل ذلك!! فقال له. هو / (ظ ص 175) حديث واحد، فقال.
الموت دون ذلك. قال. إنما هو حديث خطأ، قال الموت الأحمر في الجوالقات
السود.
808 - حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن عمر الأنصاري، ثنا أبو داود
عن حسن بن صالح، عن أبي حيان قال. كان عيسى يقول. نحن
كالطبيب العليم، يضع دواءه حيث ينفع.
576

809 - حدثنا الحضرمي، ثنا ضرار بن صرد، ثنا ابن المبارك، عن
يونس بن يزيد، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله / (س و 143: ب)
بن عتبة قال: ما حدث محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم
فتنة.
/ (ك و 71: ب) المنافسة فيه
810 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا جعفر بن محمد
الأذني، قال: سمعت محمد بن عيسى بن الطباع يقول: سمعت إسماعيل بن
عياش يقول: قدمت الكوفة، فلما أن كان ذات يوم خرجت في وقت حار،
فإذا أنا بسفيان الثوري، مقنع رأسه قد دخل دربا، فتبعته، فلما أن
أمعن في الدرب التفت، قال: وتنحيت فلم يرني، قال: فأتى بابا
فدخل، فإذا هو قد وقع على شيخ، فكتب عنه، وكتبت معه، فلما قمنا
قال لي: يا إسماعيل، إذهب الآن، فلا تدع حائكا بالكوفة الا أفدته
هذه الأحاديث!!!
811 - حدثنا عبد الله بن أحمد، ثنا جعفر بن محمد الأذني، ثنا ابن
عيسى، عن أبي عوانة قال: مررت بشعبة ومعه رجل له ضفيرتان،
577

فقلت: من هذا يا أبا بسطام؟ قال: شاعر. فلما كان بعد سمعته يقول:
حدثنا عمرو بن مرة، فقلت: من أين هذا؟ قال: هو الرجل الذي
مررت به.
812 - حدثنا إبراهيم الغزال، ثنا أبو هشام الرفاعي قال: أملى
/ (س و 144: آ) علي أبو أسامة حديثا قال: لا تحدث به ما دمت
حيا، فاني أغار عليه كما يغار على المرأة الحسناء.
813 - حدثنا ابن بهان، ثنا عيسى بن أبي حرب، قال: سمعت علي
ابن المديني يقول: كنا في مجلس سفيان بن عيينة، فحدث بحديث عن
النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رجل: ما أحسنه فقال سفيان: أتقول لحديث
النبي صلى الله عليه وسلم ما أحسنه؟ ألا قلت: هو أحسن من الجوهر أحسن من الدر،
أحسن من الياقوت، أحسن من الدنيا كلها.
578

814 - حدثنا الحسن بن علي السراج، ثنا أبو حمزة الأنسي قال: قال
لي عبد الله بن داود كنت آتي الأعمش من فرسخ، ولم أسمع منه في مجلس
قط أربعة أحاديث، الا مرة واحدة.
815 - حدثنا محمد بن أحمد بن سهل الرازي، ثنا القاسم بن محمد بن
الحرث المروزي، ثنا عبدان عبد الله بن عثمان، ثنا أبي قال: قال لي شعبة
- هكذا في النسخة -: أي شئ حملت عن سفيان الثوري؟ قلت:
حديثا عن إسماعيل بن كثير، عن عاصم بن لقيط بن صبرة، عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم / (ظ ص 176): «إذا توضأت فخلل
الأصابع وبالغ في الاستنشاق الا أن تكون صائما», فقال شعبة: أوه،
دمغتني، / (س و 144: ب) لو جئتني بغير سفيان لقلت فيه.
816 - حدثني علي بن روحان - وكان على المظالم بالأهواز سنة إحدى
579

وتسعين ومائتين - وعبد الله بن علي بن مهدي وغيرهما، قالوا: ثنا أبو سعيد
الأشج، ثنا عبد الله بن إدريس قال: سئل الأعمش عن حديث / (ك و
72: آ)، فامتنع أن يحدث به، فلم يزالوا به حتى استخرجوه منه، فلما
حدث به ضرب مثلا فقال: جاء قفاف إلى صيرفي بدراهم يريه إياها،
فوزنها، فوجدها تنقص سبعين درهما، فأنشأ يقول:
عجبت عجيبة من ذئب سوء * أصاب فريسة من ليث غاب
فقف بكفه سبعين منها * تنقاها من السود الصلاب
فان أخدع فقد يخدع ويؤخذ * عتيق الطير في جو السحاب
817 - حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، ثنا يحيى بن يوسف الذمي
قال: كنا عند سفيان بن عيينة، فجاءه رجل من أهل بلخ، فجعل يكتب،
فسمع سفيان وقع الميل على اللوح، فالتفت إليه، فأخذ لوحه، فلما
فرغ من حديثه وأراد أن يقوم من مجلسه قال: يا بلخي، أتدري ما مثلي
ومثلك؟ قال: لا أدري! قال: حدثنا عمرو / (س و 145: آ) ابن
580

دينار، سمع أبا فاختة سعيد بن علاقة، حدثني جار لي قال: أتيت عليا
بأسير يوم صفين، فقال: لا تقتلني صبرا، اني أخاف الله رب العالمين،
فقال للذي جاء به: خذ سلاحه - قال سفيان: لم ينفله إياه، انه
لا يحل نفل مال امرئ مسلم - ولكن خذ سلاحه لا يقاتلنا به مرة
أخرى حتى تنقطع الحرب فيما بيننا وبينهم، وقد أخذت سلاحك - يعني
ألواحك - وقد رددته عليك.
818 - حدثني عمر بن الحسن بن جبير الواسطي، ثنا يعقوب بن إسحاق
ابن إبراهيم المؤدب، ثنا عفان قال: كنا عند شعبة، وكان قاعدا في المحراب
فتحول إلى موضع المنارة، فقالوا له: حدثنا، فسمع وقع الأقلام فقال:
لئن كتبتم لا أحدثكم، ثم قال: حدثنا سماك بن حرب قال: نفخ رجل
زقا وأوكأه. وركب البحر، فجعل الوكاء يسترخي، وجعل الرجل
يستغيث فقال الزق: يدك أوكت، وفوك نفخ.
581

819 - حدثني مهذب بن محمد الموصلي، ثنا إسحاق بن سيار النصيبي،
ثنا قبيصة قال: سألت مالك بن مغول عن حديث، فقال: إني أعوذ
بالرحمن منك ان كنت تقيا!!
قال: وأما مسعر / (س و 145: ب) بن كدام فكان لأن
يقلع / (ظ ص 177) ضرسه - أو كما قال - أحب إليه من أن يحدث
بحديث، قال: وما رأيت عنده عشرة قط، كانوا ستة سبعة.
820 - حدثنا ابن البري قال: وجدت في كتابي عن علي بن مضر،
ثنا أبو زيد سعيد ابن الربيع قال: سمعت شعبة - وسأله رجل عن حديث،
فأكثر عليه - فانتهره وقال: حتى متى / (ك و 72: ب) تلزمني كما
لزمني هذا القيسي؟ - وأشار إلى روح بن عبادة.
821 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا الأشج، ثنا عبيد الله بن عبد الله ابن
الأسود الحارثي، قال: كان الحجاج بن أرطأة يقيم على رؤوسنا ثم غلاما أسود،
فيقول: كل من رأيته يكتب، فجر برجله، فقام إليه رجل فقال: سوأة
لك يا أبا أرطأة، يأتيك نظراؤك، وأبناء نظرائك من أبناء القبائل، ثم
تأمر هذا الأسود بما تأمره!! قال: فلم يكن يأمره بعد.
582

822 - حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن يزيد، ثنا أبو بكر بن عياش
قال: كان الأعمش إذا حدث بثلاثة أحاديث قال: قد جائكم السيل.
قال أبو بكر: وأنا اليوم مثل الأعمش.
823 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا إبراهيم بن بسطام، ثنا عفان، ثنا
بشر بن المفضل، عن خالد / (س و 146: آ) الحذاء قال: كنا نأتي أبا
قلابة، فإذا حدثنا بثلاثة أحاديث قال: قد أكثرت.
824 - سمعت الحسن بن المثنى يقول: كان أبو الوليد يحدثنا بثلاثة
أحاديث إذا صرنا إليه، لا يزيدنا على ثلاثة.
583

من كره أن يحدث حتى ينوي
825 - حدثنا عمر بن أيوب، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا هشيم بن أبي
ساسان الكوفي، عن سفيان قال: قلت / (م و 57: ب) لحبيب بن
أبي ثابت: حدثنا فقال: حتى تحضر النية.
826 - حدثني العباس بن الحسن، ثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا
يحيى بن معين، ثنا هارون بن المغيرة، عن عنبسة بن سعيد، عن ليث
قال: كنا نختلف إلى طاوس، فنسكت عنه، فيحدثنا، ونسأله، فلا
يحدثنا، فقلت له ذات يوم: يا أبا عبد الرحمن، نسألك فلا تحدثنا،
ونسكت عنك فتبدأنا!! قال: تسألوني، فلا تحضرني فيه نية، أفتأمروني
أن أملي على كاتبي شيئا بلا نية.
من كره أن يحدث على غير قرار
827 - حدثنا عبد الوهاب بن رواحة، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا عمر
ابن هارون، ثنا أسامة بن زيد، عن معبد بن كعب قال: لا تستكرهوا
584

/ (س و 146: ب) أحدا على حديث، فاني سمعت جابر بن عبد الله
- وقد استكره على حديث - فحدث به على غير ما أراد جابر.
828 - حدثنا عبد الوهاب، ثنا الأشج، ثنا عمر، حدثني من سمع بن
سيرين يقول: كان يقال: لا تفسدوا الحديث، فان فساد الحديث أن يحدث
الرجل بالحديث وهو على غير قرار.
829 - حدثني أبي، ثنا يحيى بن حكيم، ثنا الحسن بن حبيب وأبو
داود / (ظ ص 178) كلاهما عن شعبة، عن خالد الحذاء، عن أبي
العالية قال: إذا حدثت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فازدهر.
من كره أن يحدث حتى يتطهر
830 - حدثنا زنجويه بن محمد / (ك و 73: آ) النيسابوري بمكة،
ثنا علي بن الحسن بن أبي عيسى الهلالي، ثنا أبو بكر الأعين، حدثنا
منصور أبو سلمة الخزاعي قال: كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج يحدث
توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه قلنسوة، ومشط لحيته،
فقيل له في ذلك، فقال: أوقر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
831 - حدثنا إبراهيم بن عبد الوهاب الأبزاري قال: سمعت أحمد بن
585

القاسم صاحب أبي عبيد / (س و 147: آ) قال: سمعت الحسن بن أبي
الربيع يقول: كنا على باب مالك بن أنس، فخرج مناد فنادى: ليدخل
أهل الحجاز، فما دخل إلا أهل الحجاز، ثم خرج فنادى: ليدخل أهل
الشام، فما دخل الا أهل الشام، ثم خرج فنادى: ليدخل أهل العراق،
فكنا آخر من دخل، وكان فينا حماد بن أبي حنيفة، فلما دخل قال:
السلام عليكم ورحمة الله، وإذا مالك جالس على الفرش والخدم قيام بأيديهم
المقارع، فأومأ الناس إليه بأيديهم اسكت، فقال: ويحكم! أفي الصلاة
نحن فلا نتكلم!!؟ قال: فسمعت مالكا يقول: استخير الله، استخير
الله، ثلاثا، ثم قال: أخبرني نافع، عن ابن عمر، فحدثنا بعشرين حديثا.
832 - / (م و 58: آ) حدثنا الحضرمي، ثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، ثنا
إسحاق بن الربيع العصفري، عن الأعمش، عن ضرار بن مرة قال: كانوا
يكرهون أن يحدثوا وهم على غير وضوء.
833 - حدثنا ابن منيع، ثنا ابن زنجويه، ثنا عبد الرزاق، عن
معمر، عن قتادة قال: لقد كان يستحب ألا تقرأ الأحاديث التي عن
النبي صلى الله عليه وسلم الا على طهور.
ما يتكلم به المحدث عند فراغه من الحديث
834 - / (س و 147: ب) حدثنا سهل بن موسى، ثنا عبد الله بن
الصباح العطار، ثنا أبو علي الحنفي، ثنا قرة بن خالد قال: كان الحسن
586

يظهر عند السكتة، يعني إذا سكت عن الحديث، فيكون هجيراه:
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم.
وكان هجيرا محمد بن سيرين - إذا سكت عن الحديث - أن يقول: اللهم
لك الشكر.
وكان الضحاك يقول عند سكوته: لا حول ولا قوة إلا بالله، يعني
إذا سكت عن الحديث.
وكان هجيرا قتادة إذا سكت أن يقول: ألا إلى الله تصير الأمور.
835 - حدثنا الحسن بن أحمد بن بكار القيسي، ثنا إبراهيم بن مرزوق
/ (ظ ص 179) ثنا حجاج بن نصير، ثنا قرة قال: كان محمد بن سيرين
إذا حدث فسكت عن الحديث يقول: اللهم لك الشكر.
836 - حدثنا عبد الله / (ك و 73: ب) بن معدان الثغري، ثنا
أحمد بن حرب الموصلي، ثنا حسين الجعفي، قال: ذكر طعمة بن غيلان
قال: كان الحسن إذا أراد أن يفارق أصحابه قال: اللهم بارك لنا فيما نقلتنا
إليه من قول أو عمل ومال وأهل، اللهم اجعلها نعمة مشكورة مشهورة
مبلغة إلى رضوانك والجنة، واجعله متاع إيمان وزاد إيمان.
587

/ (س و 148: آ) اسماع الأصم
837 - حدثني عبد الله بن أحمد بن أبي صالح الهمذاني، ثنا زيد بن أبي
زيد الهمذاني، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى قال: أتى رجل الأعمش،
فجعل يحدثه، فقال الرجل: زدني في السماع فاني أصم. قال: ليس ذاك
لك، فقال: بيني وبينك أول طالع، فطلع رقبة بن مصقلة،
فأخبراه القصة، فقال للأعمش: عليك أن تزيده، قال: ولم؟ قال: لأنك
تقدر أن تزيد في صوتك، وهو لا يقدر أن يزيد في سمعه، فقال الأعمش:
صدقت.
588

منع السماع
838 - حدثني الحسن بن عثمان التستري، ثنا أبو زرعة الرازي قال:
ادعى رجل على رجل بالكوفة سماعا منعه إياه، فتحاكما إلى حفص بن
غياث - وكان على قضاء الكوفة - فقال حفص لصاحب الكتاب: أخرج
إلينا كتبك، فما كان من سماع هذا الرجل بخط يدك ألزمناك، وما كان
بخطه أعفيناك منه.
فقيل لأبي زرعة ممن سمعته؟ قال: من إسحاق بن موسى الأنصاري.
قال القاضي: سألت أبا عبد الله الزبيري عن هذا فقال: لا يجئ في
/ (م و 58: ب) هذا الباب حكم / (س و 148: ب) أحسن من
هذا، لأن خط صاحب الكتاب دال على رضاه باستماع صاحبه منه.
وقال غيره: ليس بشئ.
839 - حدثنا محمد بن يوسف العسكري، ثنا إبراهيم بن حرب قال:
589

كان أبو الوليد الطيالسي إذا استعدي عنده أن فلانا حبس عن فلان سماعه
تقدم إلى صاحب الربع، فحبسه، وكان يبعث بخاتمه إليه، وهو
العلامة بينه وبينه.
من قال مثله، ونحوه ومن كرههما
840 - حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان، ثنا أبو الخصيب أحمد بن
المستنير، ثنا يعقوب بن كعب قال: سمعت وكيعا يقول: سمعت سفيان
الثوري يقول: مثله ونحوه، وقال شعبة: مثله ونحوه ليس بشئ.
590

/ (ك و 74: آ) من قال: حدث ما نشط السامع
841 - حدثنا عبد الله، ثنا يوسف بن مسلم، ثنا ابن كثير، عن
الأوزاعي عن يحيى قال: قال ابن مسعود: حدث القوم ما حدقوك / (ظ
ص 180) بأبصارهم، فإذا غضوا فأمسك.
842 - حدثنا عبد الله، ثنا يوسف، ثنا حجاج، ثنا شعبة عن منصور
قال: قال عبد الله بن مسعود: لا تنشر برك عند من لا يشتهيه.
843 - حدثنا عبد الله، ثنا يوسف، ثنا إبراهيم بن المبارك / (س و
149: آ) التمار الحلبي - وكان شيخ صدق - ثنا مهدي بن ميمون، عن
غيلان بن جرير، عن مطرف قال: لا تطعم طعامك من لا يشتهيه.
قال ابن المبارك: يعني الحديث.
844 - حدثنا الخطاب بن يحيى بن الخطاب العسكري، ثنا الحسن ابن
سلام، ثنا عبد الرزاق، عن معمر قال: قال قتادة: إذا حدثت ليلا
فاخفض من صوتك، وابصر من حولك.
591

من قال حدثني حتى أحدثك
845 - حدثنا عبدان، ثنا زيد بن الحريش، ثنا عبد الله بن الزبير
ابن معبد، ثنا حفص بن الحارث، عن أبي محمد البجلي قال: التقى علي
بن أبي طالب وكعب الأحبار، فقال كعب: يا علي، أسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول في المنجيات؟ قال: لا. ولكن سمعته يقول في الموبقات،
فقال كعب لعلي: حدثني بالموبقات حتى أحدثك بالمنجيات، فقال علي:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الموبقات، ترك السنة، ونكث البيعة
وفراق الجماعة. فقال كعب لعلي: المنجيات، كف لسانك، وجلوس في
بيتك، وبكاؤك على خطيئتك.
846 - حدثني الحسن بن عاصم في مسجد الخيف، ثنا أحمد بن عبيد
الله الفداني / (س و 149: ب) ثنا الربيع بن بدر العرجي قال:
دخلت على سليمان الأعمش، فقال لي: من أين أنت؟ قلت: من أهل البصرة
قال: أتعرف رجلا يحدث عن أبيه عن جده عن أبي موسى قال. قال
592

رسول الله صلى الله عليه وسلم / (م و 59: آ). اثنان فما فوقهما جماعة؟ قلت:
نعم. قال: من هذا الرجل؟ قلت: أنا. قال: حدثني حتى أحدثك.
847 - حدثناه علي بن محمد بن الحسين، ثنا أبو مسلم الواقدي، ثنا الربيع
بن بدر، عن أبيه، عن جده، عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك.
848 - حدثني أبي، ثنا أبو عمر بن خلاد الباهلي، قال: سمعت سفيان
بن عيينة يقول، قدمت الكوفة، فقال لي / (ك و 74: ب) الأعمش:
يا سفيان، أي شئ تحدث به عن الحجازيين؟ قلت: حديث وحديث،
قال: ذاك لك.
849 - حدثني عمر بن إسحاق الشيرازي، ثنا الحسن بن علي، ثنا نصر
ابن علي، عن أبيه، عن شعبة قال: كان قتادة إذا رآني يسألني عن الشعر،
فأقول: أنشدك بيتا وتحدثني بحديث.
/ (ظ ص 181) الإبانة عن ضعف المحدث
850 - حدثنا محمد بن الحسن بن علي البري، ثنا أبو حفص عمرو بن علي
قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت سفيان / (س و 150: آ)
593

الثوري وشعبة ومالك بن أنس وسفيان بن عيينة عن الرجل واهي الحديث،
فأسأل عنه؟ فاجمعوا أن أقول: ليس هو ثبتا، وأن أبين أمره.
851 - وحدثنا به الحضرمي، (ثنا عثمان)، ثنا عفان، حدثني
يحيى بن سعيد قال: قلت قلت لشعبة وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة ومالك
بن أنس: الرجل يكون كثير الغلط في الحديث، أبين أمره؟ قالوا:
بين أمره.
852 - حدثني عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا أبو عبد الرحمن بن
شبوية قال: سمعت أبي قال: سمعت علي بن الحسن بن شقيق يذكر عن
ابن المبارك قال: قلت لسفيان: ان عباد بن كثير يغلط في الحديث،
فأذكره للناس؟ قال: نعم، أذكره.
قال ابن المبارك: فانتهيت إلى شعبة وهو يقول: ما يسرني أن أروي
عن عباد بن كثير وأن لي كذا وكذا من الدنيا، فذكرت به قول سفيان.
853 - حدثنا ابن البري، ثنا أبو حفص، ثنا عفان قال: كنت عند
إسماعيل بن علية، فحدث رجل عن رجل بحديث، فقال: لا تحدث
عن هذا، فإنه ليس بثبت. قال: اغتبته!! فقال إسماعيل / (ك و
75: آ): ما اغتابه، ولكنه حكم أنه ليس بثبت.
594

854 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا ابن أبي / (س و 150: ب)
الزرد، ثنا موسى بن إسماعيل قال: كنت إذا حدثت سفيان بن عيينة عن
حماد بن سلمة قال: هات، ذاك رجل صالح. وإذا حدثته عن سلام
ابن أبي مطيع قال: هات، ذاك رجل عاقل.
855 - حدثنا عبدان، ثنا دحيم، ثنا أبو مسهر قال: سمعت مزاحما
يقول: قلت لشعبة: ما تقول في أبي بكر الهذلي؟ قال: تدعني أو
أقئ.
856 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا عبد الله بن محمد الزهري، ثنا
سفيان قال: سمعت محمد بن قيس يقول: سمعت حبيب بن أبي ثابت يقول:
كنا نسميه الدروزن، لأبي صالح مولى أم هانئ.
595

857 - حدثنا عبد الرحمن بن محمد المازني، ثنا أبو عبد الرحمن بن شبويه
ثنا أبي، ثنا علي بن الحسين بن واقد قال: سئل عبد الله بن المبارك عن عمر
بن صبح الشامي، هل فيه شئ؟ فقال: فيه ثلاثة أشياء.
858 - أخبرنا الساجي، حدثني أحمد بن مردك قال: سمعت حرملة
يقول: سمعت الشافعي يقول: حرام بن عثمان حديثه حرام.
859 - حدثنا الساجي، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن وزير المصري قال:
سمعت الشافعي يقول: كثير بن عبد الله المزني ركن من أركان الكذب.
860 - / (ظ ص 182 / س) حدثنا محمد بن عبد الله / (س و 151: آ)
الحضرمي، ثنا عثمان، ثنا ابن إدريس قال: قلت لشعبة: أخبرت
عن سلم العلوي انه رأى أبان بن أبي عياش يكتب عند أنس بن مالك،
فقال: سلم الذي كان يرى الهلال قبل الناس بليلتين!!؟.
596

وقال حنبل بن إسحاق، ثنا عثمان، ثنا ابن إدريس قال: قلت لشعبة:
أكان مهدي بن ميمون عندك ثقة؟ قال: نعم. قلت: فإنه أخبرني عن
سلم العدوي أنه رأى أبان يكتب عند أنس، فقال: سلم الذي كان يرى
الهلال قبل الناس بليلة!!؟ وهذا الذي قاله شعبة أن سلما كان يزعم
أنه يرى القمر كيف يساير الشمس، وأن القمر ليس يحتجب عنه.
وسمعت أحمد بن عمرو بن محمد بن جعفر الزئبقي يذكر عن أبيه أو
غيره / (ك و 75: ب) عن البصريين قال: كان سلم العلوي قد خص
بشيئين، بحدة النظر، وسرعة القراءة، وكان يقول. ليس تخفى علي
الكواكب المضيئة بالنهار، ويشير لنا إلى مواضعها، فيقول لنا. ذاك زحل
وذاك المشتري، وذاك الزهرة، وذاك كذا وذاك كذا، وحكي عنه
أشياء غير ذلك عجيبة.
861 - حدثنا ابن البري، ثنا أبو حفص قال: سمعت رجلا من
أصحابنا يقول ليحيى / (س و 151: ب) ابن سعيد. أتحفظ عن عبد
الملك بن عمير عن موسى بن طلحة أن عبد الله اشترى أرضا من أراضي
السواد وأشهدني عليها، فقال يحيى: عن من؟ فقال: حدثنا ابن داود
قال. عن من؟ قال عن إسحاق بن الصباح من ولد الأشعث بن
597

قيس يحدث عن عبد الملك بن عمير، قال: اشترى موسى بن طلحة
أرضا من أراضي السواد، وأشهدني، فأرسل إلى القاسم بن عبد الرحمن،
فأبى أن يشهد، فقال موسى: فأنا أشهد على أبيك - يعني عبد الله بن مسعود -
أنه اشترى أرضا من أراضي السواد وأشهدني عليها.
598

في الذي يسمع ولا يرى وجه المحدث
862 - حدثني أبو حفص الواسطي، ثنا عباس الدوري، ثنا قراد،
قال: سمعت شعبة يقول: إذا سمعت من المحدث ولم تر وجهه فلا
ترو عنه.
/ (م و 60: آ) في سقوط بعض السماع
863 - حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الأهوازي، ويعرف بالشعراني،
ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا دحيم قال: قيل لشعيب بن إسحاق. الذي
يسقط عن الرجل من الحديث؟ قال: إذا حضر المجلس أجزأه.
في الجماعة يسأل أحدهم وهم يسمعون
864 - / (س و 152: آ) حدثنا عبد الله بن أحمد بن معدان الغزاء،
599

ثنا أحمد بن حرب الموصلي، ثنا زيد بن أبي الزرقاء، / (ظ ص 183)
ثنا سفيان الثوري في القوم يكونون جيعا، فيأتون الرجل، ومعهم حديث
من حديثه، ويكون الكتاب مع بعضهم، وهو عندهم ثقة، وهم أكثر
(من) أن يستطيعوا ان ينظروا فيه جميعا، هل يدخل عليهم ان
يصدقوا صاحبهم في مسائله؟ قال: لا. إنما هو بمنزلة الشهادة.
865 - حدثني أحمد، حدثني سعيد ابن / (ك و 76: آ) عبد الرحمن،
ثنا بن الطباع قال: سمعت أبا حفص يقول: كنا عند حماد بن زيد،
فذهب انسان يعيد عليهم، فقال: ليستفهم بعضكم بعضا.
866 - حدثني سهل بن نوح، ثنا الحسين بن علي العجلي، حدثنا قطبة بن
العلاء الغنوي، عن أبيه العلاء بن المنهال قال: قال لي محمد بن سوقة:
اذهب بنا إلى رجل له فضل، فلعلك أن تكون أحفظ لما تسمع مني،
فخرج بنا إلى عاصم بن كليب.
600

من شدد في ذلك
867 - حدثنا عبد الله بن أحمد الغزاء، ثنا يوسف بن مسلم، ثنا
خلف بن تميم قال: كتبت من سفيان الثوري عشرة آلاف حديث أو نحوها،
فكنت استفهم جليسي، / (س و 152: ب) فقلت لزائدة: يا أبا الصلت
اني كتبت عن سفيان عشرة آلاف حديث أو نحوها، فقال لي: لا تحدث
منها إلا بما تحفظ بقلبك وتسمع أذنك. قال فألقيتها.
الاملاء
868 - حدثني أحمد بن محمد بن سهيل، ثنا إبراهيم بن بشير بن أبي
جوالق، ثنا إسماعيل بن صبيح، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن
أبي جعفر قال: قالت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأديم
- وعلي بن أبي طالب عنده - فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يملي وعلي يكتب،
حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه.
601

869 - حدثنا محمد بن سليمان الزبيري، ثنا أحمد بن أبان القرشي،
ثنا ابن عيينة، ثنا ابن جريج قال: أتيت نافعا، فطرح جونته وأملى
علي في ألواحي قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إذا تبايع المتبايعان فكل واحد منهم بالخيار من بيعته ما لم يفترقا أو
يكون بيعهما عن خيار، فإذا كان عن خيار فقد وجب.
870 - حدثني أحمد بن علي الدينوري، ثنا محمد بن أحمد بن البراء،
ثنا علي بن المديني، ثنا يحيى قال: سمعت عكرمة بن عمار يملي حديث سلمة
/ (س و 153: آ) ابن / (م و 60: ب) الأكوع الطويل في مرحب
على الفضل بن الربيع، فلم يكن معي شئ أكتب فيه، فحملته عن بشر بن
السري، كتبه لي، ثم أملاه علي وعلى محمد ابني.
871 - حدثني ابن الغزاء، ثنا مذكور بن سليمان الواسطي قال: سمعت
عفان / (ظ ص 184) يقول: ما رضينا من أحد إلا بالاملاء
الا شريكا.
602

الاستملاء
872 - حدثنا محمد بن عطية - نزل رامهرمز - ثنا العباس بن الفرج
الرياشي قال: كان يحيى بن راشد يستملي لأبي عاصم.
عقد المجالس في المساجد
873 - حدثنا ابن البري، ثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا النضر،
ثنا عكرمة بن عمار قال: سمعت كتاب عمر بن عبد العزيز يقول: أما بعد
فأمر أهل العلم أن ينشروا العلم في مساجدهم، فان السنة كانت قد
أميتت.
السرد
874 - حدثنا عبيد الله بن هارون، ثنا عبدة الصفار، ثنا أبو داود
603

حدثنا شعبة قال: قلت لأبي إسحاق: كيف كان أبو الأحوص يحدثكم؟
قال: كان يسردها علينا في المسجد، قال عبد الله، قال عبد الله.
875 - حدثنا ابن البري، ثنا أبو حفص قال: سمعت أبا داود، ثنا
شعبة قال: قلت / (س و 153: ب) لأبي إسحاق: كيف كان / (ك
و 77: آ) أبو الأحوص يحدثكم؟ قال: كان يسكبها علينا في المساجد،
قال عبد الله، قال عبد الله.
الانتخاب
876 - أخبرني أبي أن القاسم بن نصر حدثهم قال: حدثني أبو
عبد الرحمن قال: سمعت أبي يقول - وذكر أهل الكوفة - فقال: ليس
فيهم من يحسن، هذا ابن أبي ليلى عندهم، ما حدثونا عنه بشئ فيه خير،
قدم عليه ثابت البناني من عندنا قدمة: فجاء عنه بكل شئ حسن.
التلقين
877 - حدثنا يحيى بن معاذ التستري، ثنا محمد بن منصور الجواز قال:
قيل لسفيان بن عيينة: هذه الأحاديث كيف سمعتها من أبي الزناد؟ قال:
كنت أسأله حديثا حديثا، فيقول: أخبرني الأعرج.
604

878 - حدثنا عبد الله بن علي، ثنا أبو موسى، ثنا أبو داود، ثنا
شعبة، عن قتادة، عن أنس قال: صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلف
أبي بكر وعمر، وخلف عثمان، فلم يكونوا يستفتحون القراءة ببسم الله
الرحمن الرحيم. قال شعبة: قلت لقتادة: أسمعت من أنس؟ قال:
نعم، نحن سألناه عنه.
نقل السماع من الكتب
879 - حدثنا ابن البري، ثنا أبو حفص قال: سمعت يحيى يقول:
كنا نأتي ابن عون أنا ومعاذ / (س و 154: آ) وخالد، فيخرج إلينا،
فيقعد معاذ وخالد فيكتبان، وأرجع فأكتبها في البيت.
نقل السماع من الحفظ
880 - / (ظ ص 185) حدثنا عبد الله بن علي بن مهدي، ثنا / (م
و 61: آ) أبو سعيد الأشج قال: سمعت ابن / (ك و 77: ب) إدريس
يقول: ما كتبت عند الأعمش ولا عند حصين ولا عند ليث ولا عند أشعث،
إنما كنت أحفظها، ثم أجئ، فأكتبها في البيت.
881 - قال حنبل بن إسحاق: ثنا محمد بن سعيد، أنا شريك، عن
605

طارق، عن سعيد بن جبير قال: كنت أسمع من ابن عمر وابن عباس
الحديث بالليل، فأكتبه في واسطة رحلي، حتى أصبح، فأنسخه.
الدائرة بين الحديثين
882 - حدثنا محمد بن عطية الشامي، ثنا أبو حاتم السجستاني، حدثنا
الأصمعي، ثنا ابن أبي الزناد قال: في كتاب أبي هذا ما سمعته من عبد
الرحمن ابن هرمز الأعرج، قال: فكلما انقضى حديث أدار دارة، ثم قال:
هكذا كل الكتاب.
الحك والضرب
883 - قال أصحابنا: الحك تهمة، وأجود الضرب ألا يطمس المضروب
عليه، بل يخط من فوقه خطا جيدا بينا، يدل على إبطاله، ويقرأ من
/ (س و 154: ب) تحته ما خط عليه.
التخريج على الحواشي
884 - أجوده أن يخرج من موضعه حتى يلحق به طرف الحرف
606

المبتدأ به من الكلمة الساقطة في الحاشية، ويكتب في الطرف الثاني حرف
واحد مما يتصل به في الدفتر، ليدل أن الكلام قد انتظم.
الحرف المكرر
885 - قال بعض أصحابنا. إذا كتب حرفا واحدا وكلمة واحدة
مرتين، فأولاهما بأن يبطل الثاني، لأن الأول كتب على صواب، والثاني
/ (ك و 78: آ) كتب على الخطأ، فالخطأ أولى بالإبطال، وقال آخرون
إنما الكتاب علامة لما يقرأ، فأولى الحرفين بالإبقاء أدلهما عليه، وأجودهما
صورة.
607

النقط والشكل
886 - قال أصحابنا: أما النقط، فلابد منه لأنك لا تضبط الأسامي
المشكلة إلا به، ومن ذلك ما قد تقدم ذكر بعضه، وقالوا: إنما يشكل
ما يشكل، ولا حاجة إلى الشكل مع عدم الإشكال، وقال آخرون:
الأولى أن يشكل الجميع، وكان عفان وحبان من أهل الشكل
والتقييد.
887 - حدثنا إبراهيم بن محمد الشطني، ثنا ابن أبي / (س و 155:
آ) سعد، ثنا جعفر بن محمد بن فضيل الرسعني قال: قال بقية:
قال الأوزاعي: العجم نور الكتاب، هكذا لفظ الحديث، والصواب
الاعجام: أعجمت الكتاب، فهو معجم لا غيره، وهو النقط، أن
608

تبين التاء من / (ظ ص 186) الياء، والحاء من الخاء، والشكل تقييد
الأعراب.
888 - وحدثني الضبي، ثنا أبو يعلي المنقري، عن الأصمعي قال:
بلغني ان الأوزاعي قال: تعجيم الكتاب نوره.
التبويب في التصنيف
889 - حدثني محمد بن يوسف العسكري قال: سمعت الحسين بن حميد
ابن الربيع قال: قيل لوكيع: أنت تطلب الآخرة تصنف الأبواب / (م
و 61: ب) فتقول: باب كذا، وباب كذا؟ فقال: حدثني إسماعيل
ابن أبي خالد، عن الشعبي قال: باب من الطلاق جسيم، إذا اعتدت المرأة
ورثت.
890 - حدثني أبي، ثنا سعدان بن زكريا، ثنا إسماعيل بن يحيى
التيمي، عن مجالد، عن الشعبي قال: باب / (ك و 78: ب) من الفقه
جسيم، إذا اعتدت المرأة ورثت.
609

الجمع بين الرواة
891 - حدثنا موسى بن هارون، ثنا هارون بن معروف، ومنصور
ابن أبي مزاحم، قال هارون: ثنا رواد بن الجراح، وقال منصور: ثنا
يحيى بن حمزة كلاهما عن الأوزاعي، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن
أنس - ولفظ الحديث / (س و 155: ب) لمنصور - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: «ما من بلد إلا سيدخله الدجال, إلا الحرمين مكة والمدينة».
هذا لفظ يتفرد به موسى بن هارون فاما سائر من لقيناه من نظرائه في الفهم
فلا يجمعون بين الراويين إذا اختلف من رويا عنه، بل يقولون بخلاف ذلك،
ومثاله: حدثنا هارون بن معروف، ثنا رواد بن الجراح، ح وحدثنا
منصور، ثنا يحيى بن حمزة - كلاهما عن الأوزاعي - وربما لم يقولوا كلاهما.
ومنهم من يقول: حدثنا هارون، ثنا رواد، عن الأوزعي، ح وحدثنا
منصور، ثنا يحيى عن الأوزاعي.
610

المصنفون من رواة الفقه في الأمصار
892 - أول من صنف وبوب فيما أعلم الربيع بن صبيح بالبصرة،
ثم سعيد بن عروبة بها.
وخالد بن جميل الذي يقال له العبد، ومعمر بن راشد باليمن، وابن
611

جريج بمكة، ثم سفيان الثوري بالكوفة، وحماد بن سلمة
بالبصرة.
وصنف سفيان بن عيينة بمكة، والوليد بن مسلم بالشام، وجرير
ابن عبد الحميد بالري، وعبد الله ابن المبارك بمرو وخراسان، وهشيم
ابن بشير بواسط.
612

/ (س و 156: آ) وصنف في هذا العصر بالكوفة ابن أبي زائدة،
وابن فضيل، ووكيع.
ثم صنف عبد الرزاق باليمن، / (ظ ص 187) وأبو قرة موسى
بن طارق.
613

وتفرد بالكوفة أبو بكر بن أبي شيبة بتكثير الأبواب / (ك و 79
: آ). وجودة الترتيب، وحسن التأليف.
893 - وسمعت من يذكر أن المصنفين ثلاثة، فذكر أبا عبيد القاسم بن
سلام وابن أبي شيبة، وذكر عمرو بن بحر في معناه.
894 - وذكر علي بن المديني أصحاب التصنيف بعد أن قال: نظرت
فإذا الإسناد يدور على ستة.
614

فلأهل المدينة ابن شهاب، وهو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله ابن
شهاب، ويكنى أبا بكر، مات سنة أربع وعشرين ومائة.
ولأهل مكة عمرو بن دينار، مولى بني جمح، ويكنى أبا محمد،
مات سنة ست وعشرين ومائة.
/ (م و 62: آ) ولأهل البصرة قتادة بن دعامة السدوسي، وكنيته
أبو الخطاب، مات سنة سبع عشرة ومائة، ويحيى بن أبي كثير،
ويكنى أبا نصر، مات سنة اثنتين وثلاثين ومائة باليمامة.
ولأهل الكوفة أبو إسحاق، واسمه عمرو بن عبد الله بن محمد السبيعي
مات سنة سبع وعشرين ومائة، وسليمان بن مهران الأعمش، مولى بني
كاهل من بني أسد، / (س و 156: ب) يكنى أبا محمد، مات سنة
ثمان وأربعين ومائة، وكان جميلا.
615

895 - قال علي: ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب الأصناف.
فممن صنف في أهل المدينة مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي،
وعداده في بني تميم مات سنة تسع وسبعين ومائة، وسمع من ابن شهاب
ومحمد بن إسحاق بن يسار مولى بني مخرمة، يكنى أبا بكر، مات سنة
إحدى وخمسين ومائة، وسمع من ابن شهاب والأعمش.
ومن أهل مكة عبد الله بن عبد العزيز بن جريج، مولى لقريش، ويكنى
أبا الوليد، مات سنة إحدى وخمسين ومائة، وسفيان بن عيينة مولى
محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مزاحم الهلالي، ويكنى أبا محمد، مات
سنة ثمان وتسعين ومائة، ولقي ابن شهاب، وعمرو بن دينار، / (ك و
79: ب) وأبا إسحاق والأعمش.
616

ومن أهل البصرة سعيد بن أبي عروبة مولى لبني عدي بن يشكر، وهو
سعيد بن مهران، ويكنى أبا النضر، ومات سنة ثمان أو تسع وخمسين
ومائة. وحماد بن سلمة، أحسبه مولى لبني سليم، ويكنى أبا سلمة،
ومات سنة ثنتين وثمانين ومائة. وأبو عوانة، واسمه الوضاح مولى يزيد
ابن عطاء، / (س و 157: آ) مات سنة خمس وسبعين ومائة. وشعبة
ابن الحجاج أبو بسطام، مولى الأشاقر، مات سنة ستين ومائة. ومعمر
ابن / (ظ ص 188) راشد، ويكنى أبا عروة مولى لحدان، ومات سنة
ستين ومائة، وسمع من الزهري، ومن عمرو بن دينار، ومن قتادة، ومن
يحيى بن أبي كثير، ومن أبي إسحاق.
617

ومن أهل الكوفة سفيان بن سعيد الثوري، ويكنى أبا عبد الله، ومات
سنة إحدى وستين ومائة.
ومن أهل الشام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، ويكنى أبا عمرو،
مات سنة إحدى وخمسين ومائة.
ومن أهل واسط هشيم بن بشير مولى بني سليم، ويكنى أبا معاوية،
مات سنة ثلاث وثمانين ومائة.
896 - قال علي: ثم انتهى علم هؤلاء الستة. وعلم الاثني عشر إلى
ستة نفر:
إلى يحيى بن سعيد القطان، ويكنى أبا سعيد مولى لبني تميم، ومات
618

سنة ثمان وتسعين ومائة.
ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويكنى أبا سعيد مولى لهمذان، مات
سنة اثنتين وثمانين ومائة.
ووكيع بن الجراح بن مليح بن عدي بن فرس، ويكنى أبا سفيان،
مات سنة سبع وتسعين ومائة.
وعبد الله بن المبارك، وهو حنظلي مولى لبني حنظلة، ويكنى أبا
عبد الرحمن، مات سنة إحدى / (س و 157: ب) وثمانين ومائة
بهيت.
وعبد الرحمن بن مهدي الأسدي / (ك و 80: آ)، ويكنى أبا سعيد
ومات سنة ثمان وثمانين ومائة.
619

ويحيى بن آدم، ويكنى أبا زكرياء، وهو مولى خالد بن عبد الله بن
أسيد - بالظن من علي - ومات سنة ثمان وثمانين ومائة.
897 - قال غير علي ممن هو من أهل الدراية بهذا العلم: ثم صار علم
هؤلاء كلهم إلى رجل واحد، ولم ينتفع الناس به، وهو يحيى بن معين.
قال: وما بدد في الإسلام أحد حديثه في الأمصار تبديد الثوري،
فإنه حدث بالبصرة ما لم يحدث بالكوفة، وحدث بالشام ما لم يحدث
بالعراق، وحدث بالعراق، وحدث باليمن ما لم يحدث بالعراق ولا بالشام،
وحدث بالري ما لم يحدث بغيرهما من الأمصار.
قال: وما جمع أحد علم الأقطار في الرواية عنهم كمعمر بن راشد،
فإنه روى عن الستة الذين دار عليهم الحديث في الصدر الأول، وهم الزهري
وعمرو بن دينار بالحجاز، والسبيعي والأعمش بالكوفة، وقتادة ويحيى بن
أبي كثير بالبصرة.
620

898 - وقال ابن عقدة: ليس في الإسلام أسند من رجلين: علي بن
الجعد، ولوين، لأنهما جمعا شيوخ الأمصار العالية، وعمرا، / (س و
158: آ) واسم لوين محمد بن سليمان بن حبيب، سمي لوينا لأنه كان
/ (ظ ص 189) صاحب رقيق بالمصيصة، فكان يقول: عندي
جارية لها لوين.
621

899 - حدثنا أحمد بن محمد البراثي، ثنا علي بن الجعد، قال:
كان لي حين ولي أبو جعفر المنصور الخلافة سنة ونصف. قال البراثي: ولي
أبو جعفر الخلافة سنة ست وثلاثين ومائة، فنظرنا فيها، فكان على ما قال
من مولد علي بن الجعد سنة أربع وثلاثين ومائة، وتوفي سنة ثلاثين ومائتين
فكان عمره ستا وتسعين سنة.
قال: وسمعت عليا يقول: لقيت سفيان الثوري ومالك بن مغول
قبل موت (أبي جعفر) المنصور، وكتبت / (ك و 80: ب) عن
سفيان بن عيينة قبل أن أكتب عن سفيان الثوري.
900 - قال ابن عقدة: وليس في الإسلام أكثر حديثا خروجا إلى الناس
من رجلين، ولم يرحلا - يعني كثيرا - وهما عبد الله بن وهب المصري
بمصر، وبعده أبو كريب محمد بن العلاء الهمداني بالكوفة، وكتب
أبو كريب عن رشد بن سعد بمكة.
622

901 - وأقول: لا يعرف في الإسلام محدث وازى عبد الله بن محمد
البغوي المعروف بابن منيع في قدم السماع، فإنه توفي سنة سبع عشرة
وثلاثمائة، سمعناه يقول: حدثنا إسحاق بن إسماعيل / (س و 158: ب)
الطالقاني سنة خمس وعشرين ومائتين.
902 - وسمعت أبا علي شعبة يقول: سمعت عاصما سنة اثنتين
وعشرين ومائتين يقول: حدثنا شعبة، ثنا يزيد بن خمير (قال: ولا أحفظ
وراء يزيد بن خمير).
903 - ولا يعرف في الإسلام رجل حدث بعد استيفاء مائة سنة إلا
أبو إسحاق الهجيمي أبو البصري.
623

904 - ولا يعرف أخوة من الفقهاء روى بعضهم عن بعض سوى ولد
سيرين، حدثنا أحمد بن محمد بن إسحاق الأهوازي - ويعرف بأبي بكر
الشعراني الجوال - ثنا عثمان بن خرزاد، ثنا هدية بن عبد الوهاب، ثنا
الفضل بن موسى السيناني، ثنا جعفر بن سليمان، عن هشام بن حسان،
عن محمد بن سيرين، عن أخيه يحيى بن سيرين، عن أخيه أنس بن
سيرين، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لبيك حجا حقا, تعبدا ورقا»
624