الكتاب: صحيح ابن حبان
المؤلف: ابن حبان
الجزء: ١٥
الوفاة: ٣٥٤
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: شعيب الأرنؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٤ - ١٩٩٣ م
المطبعة:
الناشر: مؤسسة الرسالة
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة
الثانية
1414 ه‍ 1993 م
طبعة جديدة مزيدة ومنقحة
2

صحيح ابن حبان
بترتيب
ابن بلبان
تأليف
الأمير علاء الدين علي بن بلبان الفارسي
المتوفي سنة 739
المجلد الخامس عشر
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه
شعيب الأرنؤوط
مؤسسة الرسالة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

باب
إخباره صلى الله عليه وسلم عما يكون
في أمته من الفتن والحوادث
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا جرير عن الأعمش عن شقيق
عن حذيفة قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ترك شيئا يكون
في مقامه إلى أن تقوم الساعة إلا حدث به حفظه من حفظه ونسيه
من نسيه قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون الرجل منه الشئ
قد نسيه فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه
فإذا رآه عرفه
5

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد
قال حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري عن
أبي إدريس الخولاني
عن حذيفة قال لقد قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما فحدثنا
ما هو كائن بيننا وبين الساعة ما بي أقول لكم إني كنت
وحدي لقد كان معي غيري حفظ ذاك من حفظه ونسيه
من نسيه
6

ذكر الأخبار عن وصف قدر ذاك المقام
الذي قال فيه المصطفى صلى الله عليه وسلم ما قال
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عمرو بن
الضحاك بن مخلد قال حدثنا أبي قال حدثنا عزرة بن ثابت حدثنا
علباء بن أحمر اليشكري قال
حدثنا أبو زيد اسمه عمرو بن أخطب قال صلى بنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصبح ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت الظهر ثم نزل
فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ثم نزل
فصلى ثم صعد المبر فخطبنا حتى غابت الشمس فحدثنا بما
كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا
9

ذكر الإخبار عن قدر ما بقي من هذه الدنيا
في جنب ما خلا منها
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال
وأخبرني عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما أجلكم
في أجل من خلا من الأمم كما بين صلاة العصر إلى مغارب
الشمس وإنما مثلكم ومثل اليهود والنصارى كرجل استعمل
عمالا فقال من يعلم لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط قال
فعملت اليهود إلى نصف النهار على قيراط قيراط ثم قال من
يعمل لي من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط قيراط قال
فعملت النصارى من نصف النهار إلى صلاة العصر على قيراط
قيراط ثم قال أنتم الذين يعملون من صلاة العصر إلى مغارب
الشمس على قيراطين قيراطين قال فغضبت اليهود والنصارى وقالوا
نحن كنا أكثر وأشار وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم
شيئا قالوا لا قال فإنه فضلي أوتيه من أشاء
10

ذكر الإخبار عن قرب الساعة من النبوة بالإشارة المعلومة
أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني بالري حدثنا
11

محمد بن عصام بن يزيد حدثنا أبي قال شعبة يحدث عن
أبي التياح وقتادة وحمزة الضبي قالوا
سمعنا أنس بن مالك يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بعثت أنا
والساعة هكذا وأشار بأصبعيه قال وكان قتادة يقول كفضل
إحداهما على الأخرى
12

قال أبو حاتم يشبه أن يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا
والساعة كهاتين أراد به أني بعثت أنا والساعة كالسبابة والوسطى من
غير أن يكون بيننا نبي آخر لأني آخر الأنبياء وعلى أمتي
تقوم الساعة
ذكر وصف الأصبعين اللذين أشار المصطفى صلى الله عليه وسلم
بهما في هذا الخبر
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا عبد
13

الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة
كهاتين وجمع بين السبابة والوسطى
ذكر خبر ثان يصرح بعموم هذا الخطاب
الذي ذكرناه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن الإسكندراني عن أبي حازم
14

أنه سمع سهل بن سعد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
بأصبعه التي تلي الإبهام والوسطى بعثت أنا والساعة هكذا
ذكر نفي المصطفى صلى الله عليه وسلم كون النبوة بعده
إلى قيام الساعة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا داود بن عمرو
الضبي قال حدثنا حسان بن إبراهيم عن محمد بن سلمة بن كهيل عن
أبيه عن المنهال بن عمرو عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه وعن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أما ترضى
15

أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي
ذكر العلة التي من أجله قال صلى الله عليه وسلم
هذا القول
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن موسى عبدان بعسكر مكرم
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو ربيعة حدثنا أبو عوانة عن
الأعمش عن أبي صالح
16

أبي سعيد أو أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبا بكر رضي الله عنه فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي رضي
الله عنه فعرفه فأتاه فقال ما شأني قال خير إن النبي صلى الله عليه وسلم
بعثني ببراءة فلما رجعنا انطلق أبو بكر رضي الله عنه فقال
يا رسول الله مالي قال خير أنت صاحبي في الغار غير أنه
لا يبلغ غيري أو رجل مني يعني عليا
17

ذكر وصف قراءة علي رضي الله عنه
سورة براءة على الناس
أخبرنا المفضل بن محمد بن إبراهيم الجندي بمكة
حدثنا علي بن زياد اللحجي حدثنا أبو قرة موسى بن طارق عن
ابن جريج قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير
عن جابر أنهم حين رجعوا إلى المدينة من عمرة الجعرانة
بعث أبا بكر رضي الله عنه على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا
بالعرج ثوب الصبح فلما استوى للتكبير سمع الرغوة خلف
ظهره فوقف عن التكبير فقال هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
الجدعاء فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي
19

عليها فقال له أبو بكر أمير أنت أم رسول قال لا بل رسول
أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في موقف الحج
فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس
حتى إذا فرغ قام علي فقرأ ببراءة حتى ختمها ثم خرجنا معه
حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس يعلمهم
مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى
ختمها ثم كان يوم النحر فأفضنا فلما رجع أبو بكر خطب
الناس فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم فلما
فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم
النفر الأول قال أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون
وكيف يرمون وعلمهم مناسكهم فلما فرغ قال علي فقرأ براءة
على الناس حتى ختمها
20

ذكر الإخبار بأن أول حادثة في هذه الأمة
من الحوادث قبض نبيها صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد
الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد
قالا حدثنا الأوزاعي قال حدثني ربيعة بن يزيد قال
سمعت واثلة بن الأسقع يقول خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال تزعمون أني من آخركم وفاة إني من أولكم وفاة
وتتبعوني أفنادا يضرب بعضكم رقاب بعض
21

ذكر البيان بأن ما وصفنا من أول الحوادث هو من
أمارة إرادة الله جل وعلا الخير بهذه الأمة
أخبرنا محمد بن المسيب بن إسحاق قال حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بريد عن
أبي بردة
عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله إذا أراد
رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها فجعله لها فرطا وسلفا وإذا
أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه
22

وعصوا أمره
23

ذكر الإخبار بأن أول حادثة في هذه الأمة
تكون من البحرين
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر أنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير نحو المشرق
ويقول ها إن الفتنة هاهنا إن الفتنة هاهنا من حيث يطلع
قرن الشيطان
24

قال أبو حاتم رضي الله عنه مشرق المدينة هو البحرين
ومسيلمة منها وخروجه كان أول حادث حدث في الإسلام
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
يحيى بن أيوب المقابري قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني
عبد الله بن دينار أنه
سمع بن عمر يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى
المشرق ويقول إن الفتنة هنا إن الفتنة هنا من حيث يطلع
قرن الشيطان
ذكر الإخبار عن وصف ما كان يتوقع صلى الله عليه وسلم
من وقوع الفتن من ناحية البحرين
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا الحسن بن الصباح
البزار قال حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم قال أخبرني إبراهيم بن
عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه
25

عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن
بين يدي الساعة كذابين منهم صاحب اليمامة ومنهم صاحب
صنعاء العنسي ومنهم صاحب حمير ومنهم الدجال
وهو أعظمهم فتنة قال وقال أصحابي قال هم قريب من
ثلاثين كذابا
26

ذكر البيان بأن هذه اللفظة ثلاثين كذابا
إنما هي من كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد
العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
27

حتى يخرج ثلاثون دجالون كلهم يزعم أنه رسول الله حتى يفيض
المال وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله
قال القتل القتل
28

ذكر بيان بأن مسيلمة الكذاب كان أصحاب
رسول الله يخوضون فيه في حياته صلى الله عليه وسلم
أخبرنا ابن قتيبة حدثنا حرملة قال حدثنا ابن وهب
أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني طلحة بن عبد الله بن عوف عن
عياض بن مسافع قال
قال أبو بكرة أكثر الناس في شأن مسيلمة الكذاب قبل أن
يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا ثم قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس
فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد في شأن هذا الرجل
الذي قد أكثرتم في شأنه فإنه كذاب من ثلاثين كذابا يخرجون قبل
الدجال وإنه ليس بلد إلا يدخله رعب المسيح إلا المدينة
على كل نقب من أنقابها ملكان يذبان عنها رعب المسيح
29

ذكر رؤيا المصطفى صلى الله عليه وسلم في مسيلمة والعنسي
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
قال أخبرنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت في يدي
سوارين من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين
مسيلمة والعنسي
30

ذكر البيان بأن مسيلمة طلب من
المصطفى صلى الله عليه وسلم خلافته بعده
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا حرملة قال حدثنا
ابن وهب قال سمعت عمرو بن الحارث قال قال بن أبي هلال
فأخبرني سعيد بن زياد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ورجل آخر عن
نافع بن جبير
عن ابن عباس أن مسيلمة قدم في جيش عظيم حتى نزل في
نخل فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول إن جعل لي محمد الأمر
بعده تبعته قال فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا ثابت بن قيس بن
شماس وفي يده جريدة حتى وقف عليه ثم قال لو أنك
سألتني هذه ما أعطيتك ولئن أدبرت ليعقرنك الله وهذا ثابت
يجيبك عني وإني لأحسبك الذي رأيت فيما أريت
قال ابن عباس فطلب رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثنا
أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم أريت كأن في يدي
سوارين من ذهب فأهمني شأنهما فأوحي إلي أن انفخهما
31

فنفختهما فطارا فأولتهما الكذابين يخرجان بعدي العنسي صاحب
صنعاء ومسيلمة صاحب اليمامة
32

ذكر الإخبار بأن الذي يلي أمر الناس إلى أن تقوم
الساعة يكون من قريش لا من غيرها
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد بن مسرهد قال حدثنا
بشر بن المفضل قال حدثنا عاصم بن محمد بن زيد عن أبيه
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الأمر في
قريش ما بقي في الناس اثنان
33

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عن خلافة
أبي بكر الصديق بعده
أخبرنا يوسف بن يعقوب المقرئ الخطيب بواسط قال
حدثنا محمد بن خالد بن عبد الله الواسطي قال حدثنا إبراهيم بن سعد
عن أبيه عن محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته فأمرها أن
ترجع قالت يا رسول الله أرأيت إن جئت فلم أجدك يعني
الموت قال إن لم تجديني فأتى أبا بكر
ذكر الإخبار بأن أبا بكر الصديق ثم عمر ثم عثمان
ثم عليا الخلفاء بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم
ورضي عنهم وقد فعل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي قال
34

حدثنا عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان
عن سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخلافة ثلاثون سنة
وسائرهم ملوك والخلفاء والملوك اثنا عشر
35

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر أوهم من لم يحكم
صناعة الحديث أن آخره ينقض أوله إذا المصطفى صلى الله عليه وسلم أخبر أن
الخلافة ثلاثون سنة ثم قال وسائرهم ملوك فجعل من تقلد أمور
المسلمين بعد ثلاثين سنة ملوكا كلهم ثم قال والخلفاء والملوك
اثنا عشر فجعل الخلفاء والملوك اثني عشر فقط فظاهر هذه
اللفظة ينقض أول الخبر
وليس بحمد الله ومنه كذلك ولا يجب أن يجعل حرمان
توفيق الإصابة دليلا على بطلان الوارد من الأخبار بل يجب أن
يطلب العلم من مظانه فيتفقه في السنن حتى يعلم أن أخبار من
عصم ولم يكن ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى صلى الله عليه وسلم
لا تتضاد ولا تتهاتر ولكن معنى الخبر عندنا أن من بعد الثلاثين سنة
يجوز أن يقال لهم خلفاء أيضا على سبيل الاضطرار وإن كانوا
36

ملوكا على الحقيقة وآخر الاثني عشر من الخلفاء كان عمر بن
عبد العزيز
فلما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلافة ثلاثين سنة وكان آخر الاثني
عشر عمر بن عبد العزيز وكان من الخلفاء الراشدين المهديين
أطلق على من بينه وبين الأربع الأول اسم الخلفاء
وذاك أن المصطفى صلى الله عليه وسلم قبضه الله إلى جنته يوم الاثنين لثنتي
عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة عشرة من الهجرة
واستخلف أبو بكر الصديق يوم الثلاثاء ثاني وفاته صلى الله عليه وسلم وتوفي
أبو بكر الصديق ليلة الاثنين لسبع عشرة ليلة مضين من جمادي
الآخرة وكانت خلافته سنتين وثلاثة أشهر واثنين وعشرين يوما
ثم استخلف عمر بن الخطاب يوم الثاني من موت أبي بكر
الصديق ثم قتل عمر رضي الله عنه وكانت خلافته عشر سنين
وستة أشهر وأربع ليال
37

ثم استخلف عثمان بن عفان رضوان الله عليه ثم قتل
عثمان وكانت خلافته اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما
ثم استخلف علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقتل
وكانت خلافته خمس سنين وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوما
فلما قتل علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وذلك يوم
السابع عشر من رمضان سنة أربعين بايع أهل الكوفة
الحسن بن علي بكار وبايع أهل الشام معاوية بن أبي سفيان
بإيلياء ثم سار معاوية يريد الكوفة وسار إليه الحسن بن علي فالتقوا
بناحية الأنبار فاصطلحوا على كتاب بينهم بشروط فيه وسلم
الحسن الأمر إلى معاوية وذلك يوم الاثنين لخمس ليال بقين من
شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين وتسمي هذه السنة
سنة الجماعة
38

توفي معاوية بدمشق يوم الخميس لثمان بقين من رجب
سنة ستين وكانت ولايته تسع عشرة سنة وأربعة أشهر إلا ليال
وكانت له يوم مات ثمان وسبعون سنة
ثم ولي يزيد بن معاوية ابنه يوم الخميس في اليوم الذي مات
فيه أبوه ضرر بحوارين قرية من قرى دمشق لأربع عشرة ليلة
خلت من ربيع الأول سنة أربع وستين وهو بن ثمان وثلاثين سنة
وكانت ولايته ثلاث سنين وثمانية أشهر إلا أياما
ثم بويع ابنه معاوية بن يزيد يوم النصف من شهر ربيع
الأول سنة أربع وستين ومات يوم الخامس والعشرين من شهر
ربيع الآخر سنة أربع وستين وكانت إمارته أربعين ليلة ومات
وهو بن إحدى وعشرين سنة
ثم بايع أهل الشام مروان بن الحكم وبايع أهل الحجاز
عبد الله بن الزبير فاستوى الأمر لمروان يوم الأربعاء لثلاث ليال
خلون من ذي القعدة سنة أربع وستين ومات مروان بن الحكم في
شهر رمضان بدمشق سنة خمس وستين وله ثلاث وستون سنة
وكانت إمارته عشرة أشهر إلا ليال
ثم بايع أهل الشام عبد الملك بن مروان في اليوم الذي مات
39

فيه أبوه ومات عبد الملك بدمشق في شوال سنة ست وثمانين وله
اثنان وستون سنة
ثم بايع أهل الشام الوليد ابنه يوم توفي عبد الملك ثم توفي
الوليد بدمشق في النصف من جمادي الآخرة سنة ست وتسعين
وكان له يوم مات ثمان وأربعون سنة وكانت إمارته تسع سنين
وثمانية أشهر
ثم بويع سليمان بن عبد الملك أخوه لأمه وأبيه وتوفي
سليمان يوم الجمعة لعشر ليال بقين من صفر بدابق سنة تسع
وتسعين وله خمس وأربعون سنة وكانت إمارته سنتين وثمانية أشهر
وخمس ليال
ثم بايع الناس عمر بن عبد العزيز في اليوم الذي مات فيه
سليمان ضرر رحمه الله بدير سمعان من أرض حمص يوم الجمعة
لخمس ليال بقين من رجب سنة إحدى ومئة وله يوم مات إحدى
وأربعون سنة وكانت خلافته سنتين وخمسة أشهر وخمس ليال
40

وهو آخر الخلفاء الاثني عشر الذين خاطب النبي صلى الله عليه وسلم أمته بهم
ذكر البيان بأن الملوك يطلق عليهم اسم الخلفاء
في الضرورة أيضا على ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد
الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي عن
الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون من بعدي
خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون وسيكون من
بعدهم خلفاء يعملون مالا يعلمون ويفعلون مالا يؤمرون فمن
أنكر برئ ومن أمسك سلم ولكن من رضي وتابع
41

أخبرناه بن سلم في عقبه قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي عن إبراهيم بن
مرة عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر الأوزاعي عن
الزهري وسمعه عن إبراهيم بن مرة عن الزهري فالطريقان
جميعا محفوظان
ذكر الخبر المصرح بأن الأوزاعي سمع هذا
الخبر عن الزهري على ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا الوليد قال حدثني الأوزاعي قال حدثني الزهري
عن أبي سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيكون بعدي
خلفاء يعملون بما يعلمون ويفعلون ما يؤمرون ثم يكون من
42

بعد خلفاء يعملون بما لا يعلمون وما لا يؤمرون فمن
أنكر عليهم فقد برئ ولكن من رضي وتابع
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث أن الخلفاء
لا يكونون بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلا اثنى
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا علي بن الجعد
الجوهري قال أخبرنا زهير بن معاوية عن زياد بن خيثمة عن
الأسود بن سعيد الهمداني قال
سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش فلما رجع إلى
منزله أتته قريش قالوا ثم يكون ماذا قال ثم
يكون الهرج
43

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أراد بقوله يكون بعدي اثنا عشر
خليفة أن الإسلام يكون عزيزا في أيامهم لا أنه أراد به
نفي ما وراء هذا العدد من الخلفاء
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا هدبة بن
خالد قال حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب قال
سمعت جابر بن سمرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة قال فقال كلمة لم
أفهمها قلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش
44

ذكر وصف عزة الإسلام التي ذكرناها
في أيام الاثني
أخبرنا بكر بن أحمد بن سعيد الطاحي قال حدثنا نصر بن
علي بن نصر قال أخبرنا يزيد بن زريع عن بن عون عن الشعبي
عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال هذا الدين
عزيزا منيعا ينصرون على من ناوأهم عليه إلى اثني عشرة خليفة
قال ثم تكلم بكلمة أصمتنيها الناس فقلت لأبي ما قال
45

قال كلهم من قريش
ذكر خبر شنع به بعض المعطلة وأهل البدع
على أصحاب الحديث حيث حرموا
توفيق الإصابة لمعناه
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد بن مسرهد
قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن
أبي سليمان عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تدور رحى
الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاثين فإن هلكوا فسبيل
من هلك وإن بقوا بقي لهم دينهم سبعين سنة
46

قال أبو حاتم رضي الله عنه هذا خبر شنع به أهل البدع
على أئمتنا وزعموا أن أصحاب الحديث حشوية يرون ما يدفعه
العيان والحس ويصححونه فإن سئلوا عن وصف ذلك قالوا
نؤمن به ولا نفسره
47

ولسنا بحمد الله ومنه مما رمينا به في شئ بل نقول إن
المصطفى صلى الله عليه وسلم ما خاطب أمته قط بشئ لم يعقل عنه ولا في سننه
شئ لا يعلم معناه ومن زعم أن السنن إذا صحت يجب أن تروى
ويؤمن بها من غير أن تفسر ويعقل معناها فقد قدح في الرسالة
اللهم إلا أن تكون السنن من الأخبار التي فيها صفات الله جل وعلا
التي لا يقع فيها التكييف بل على الناس الإيمان بها
ومعنى هذا الخبر عندنا مما نقول في كتبنا إن العرب تطلق
اسم الشئ بالكلية على بعض أجزائه وتطلق العرب في لغتها اسم
النهاية على بدايتها واسم البداية على نهايتها أراد صلى الله عليه وسلم بقوله تدور
رحى الإسلام على خمس وثلاثين أو ست وثلاثين زوال الأمر عن
بني هاشم إلى بني أمية لأن الحكمين كان في آخر سنة ست
وثلاثين فلما تلعثم الأمر على بني هاشم وشاركهم فيه بنو أمية
أطلق صلى الله عليه وسلم اسم نهاية أمرهم على بدايته وقد ذكرنا استخلافهم واحدا
واحدا إلى أن مات عمر بن عبد العزيز سنة إحدى ومئة وبايع
الناس في ذلك يزيد بن عبد الملك ضرر يزيد بن عبد الملك
ببلقاء من أرض الشام يوم الجمعة لخمس ليال بقين من شعبان
48

سنة خمس ومئة وبايع الناس هشام بن عبد الملك أخاه في
ذلك اليوم فولى هشام خالد بن عبد الله القسر ي العراق وعزل
عمر بن هبيرة في أول سنة ست ومئة وظهرت الدعاة بخراسان
لبني العباس وبايعوا سليمان بن كثير الهدي الداعي إلى بني
هاشم فخرج في سنة ست ومئة إلى مكة وبايعه الناس لبني
هاشم فكان ذلك تلعثم أمور بني أمية حيث شاركهم فيه بنو هاشم
فأطلق صلى الله عليه وسلم نهاية أمرهم على بدايته وقال وإن بقوا بقي لهم
دينهم سبعين سنة يريد على ما كانوا عليه
49

ذكر الإخبار عن أول نسائه لحوقا به بعده صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمود بن غيلان
قال حدثنا الفضل بن موسى قال حدثنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن
عائشة بنت طلحة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعكن لحاقا بي
أطولكن يدا قالت فكن يتطاولن أيهن أطول قالت فكان أطولنا
يدا زينب لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق
ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على المسلمين
عند كون الصحابة فيهم أو التابعين
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا
50

سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار سمع جابر بن عبد الله يقول
سمعت أبا سعيد الخدري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل
فيكم من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح لهم ثم يأتي
على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم من
صحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقال نعم فيفتح لهم ثم
يأتي على الناس زمان يغزو فيه فئام من الناس فيقال هل فيكم
من صحب من صاحبهم فيقال نعم فيفتح لهم
ذكر الإخبار عن وصف موت أم حرام بنت ملحان
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان الطائي قال أخبرنا
أحمد بن أبي بكر عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل
على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن
الصامت فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فأطعمته ثم جلست
تفلي رأسه فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك قالت
فقلت ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا
علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على
الأسرة أو مثل الملوك على
الأسرة يشك أيهما قالت
51

فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها ثم
وضع رأسه فنام ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت
ما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة
في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله
ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت أم حرام
البحر في زمان معاوية بن أبي سفيان فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت
ذكر الإخبار عن إخراج الناس أبا ذر
الغفاري من المدينة
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الأعلى بن حماد قال
حدثنا معتمر بن سليمان عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن
أبي الأسود الديلي عن عمه
عن أبي ذر قال أتاني نبي الله صلى الله عليه وسلم وأنا نائم في مسجد
المدينة فضربني برجله وقال ألا أراك نائما فيه قلت بلى
يا رسول الله غلبتني عيني قال فكيف تصنع إذا أخرجت
منه قلت ما أصنع يا نبي الله أضرب بسيفي فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك وأقرب رشدا
52

تسمع وتطيع وتنساق لهم حيث ساقوك
ذكر خبر ثاني يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا كهمس بن الحسن
القيسي عن أبي السليل ضريب بن نقير القيسي قال
قال أبو ذر جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية ومن يتق الله
يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب
قال فجعل يرددها علي حتى نعست فقال يا أبا ذر لو أن الناس
كلهم أخذوا بها لكفتهم ثم قال يا أبا ذر كيف تصنع إذا أخرجت
من المدينة قلت إلى السعة والدعة أكون حماما من حمام
مكة قال كيف تصنع إذا أخرجت من مكة قلت إلى السعة
والدعة إلى أرض الشام والأرض المقدسة قال فكيف تصنع
إذا أخرجت منها قلت إذا والذي بعثك بالحق آخذ سيفي
53

فأضعه على عاتقي فقال صلى الله عليه وسلم أو خير من ذلك تسمع وتطيع لعبد
حبشي مجدع
54

ذكر الاخبار عن وصف موت أبي ذر
الغفاري رحمة الله عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح قال حدثنا يحيى بن سليم قال حدثني
عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن الأشتر عن أبيه
عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال
ما يبكيك فقلت مالي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض
وليس عندي ثوب يسعك كفنا قال فلا تبكي وأبشري فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة
من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر
أحد إلا وقد هلك في قرية جماعة وأنا الذي أموت بفلاة والله
57

ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق قالت وأنى وقد ذهب
الحاج وانقطعت الطرق قال اذهبي فتبصري
قال فكنت أجئ إلى كثيب فأتبصر ثم أرجع إليه
فأمرضه فبينما أنا كذلك إذا أنا برجال على رحالهم كأنهم
الرخم فأقبلوا حتى وقفوا علي وقالوا ما لك أمة الله قلت
لهم امرؤ من المسلمين يموت تكفنونه قالوا من هو فقلت
أبو ذر قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قالت
ففدوه بآبائهم وأمهاتهم وأسرعوا إليه فدخلوا عليه فرحب بهم
وقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن
منكم رجل بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس
من أولئك النفر أحد إلا هلك في قرية وجماعة وأنا الذي أموت
بفلاة أنتم تسمعون إنه لو كان عندي ثوب يسعني كفنا لي
أو لامرأتي لم أكن إلا في ثوب لي أو لها أنتم تسمعون إني
أشهدكم أن لا يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا أو بريدا
أو نقيبا فليس أحد من القوم إلا قارف بعض ذلك إلا فتى من
الأنصار فقال يا عم أنا أكفنك لم أصب مما ذكرت شيئا
58

أكفنك في ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي
حاكتهما لي فكفنه الأنصاري في النفر الذين شهدوه منهم
حجر بن الأدبر ومالك بن الأشتر في نفر كلهم يمان
59

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم عن موت أبي ذر
أخبرنا أبو خليفة حدثنا علي بن المديني حدثنا يحيى بن
سليم حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن إبراهيم بن
الأشتر عن أبيه
عن أم ذر قالت لما حضرت أبا ذر الوفاة بكيت فقال
ما يبكيك فقلت وما لي لا أبكي وأنت تموت بفلاة من الأرض
وليس عندي ثوب يسعك كفنا ولا يدان لي في تغييبك قال
أبشري ولا تبكي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يموت بين
امرأين مسلمين ولدان أو ثلاث فيصبران ويحتسبان فيريان النار
أبدا وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل
منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من
أولئك النفر أحد إلا وقد مات في قرية وجماعة فأنا ذلك الرجل
والله ما كذبت ولا كذبت فأبصري الطريق فقلت أنى وقد ذهبت
الحاج وتقطعت الطرق فقال اذهبي فتبصري قالت فكنت
60

أشتد إلى الكثيب أتبصر ثم أرجع فأمرضه فبينما هو وأنا كذلك إذا
أنا برجال على رحلهم كأنهم الرخم تخب بهم رواحلهم قالت
فأسرعوا إلي حين وقفوا علي فقالوا يا أمة الله ما لك قلت امرؤ
من المسلمين يموت فتكفنونه قالوا ومن هو قالت أبو ذر
قالوا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم ففدوه بآبائهم وأمهاتهم
وأسرعوا إليه حتى دخلوا عليه فقال لهم أبشروا فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لنفر أنا فيهم ليموتن رجل منكم بفلاة من
الأرض يشهده عصابة من المؤمنين وليس من أولئك النفر رجل
إلا وقد هلك في جماعة فوالله ما كذبت ولا كذبت إنه لو كان
عندي ثوب يسعني كفنا لي أو لامرأتي لم أكفن إلا في ثوب هو لي
أو لها إني أنشدكم الله أن يكفنني رجل منكم كان أميرا أو عريفا
أو بريدا أو نقيبا فليس من أولئك النفر أحد وقد قارف بعض
ما قال إلا فتى من الأنصار قال أنا أكفنك يا عم أكفنك في
ردائي هذا وفي ثوبين في عيبتي من غزل أمي قال أنت
فكفني فكفنه الأنصاري في النفر الذين حضروا وقاموا عليه
ودفنوه في نفر كلهم يمان
61

ذكر البيان بأن أول فتح يكون للمسلمين
بعده فتح جزيرة العرب
أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال
حدثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال سألت نافع بن عتبة بن
أبي وقاص قلت حدثني هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر
الدجال قال فقال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ناس من أهل
المغرب أتوه ليسلموا عليه وعليهم الصوف فلما دنوت منه سمعته
يقول تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله عليكم ثم تغزون
فارس فيفتحها الله عليكم ثم تغزون الروم فيفتحها الله عليكم
ثم تغزون الدجال فيفتحه الله عليكم
62

ذكر الإخبار عن فتح اليمن والشام
والعراق بعده صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير
عن سفيان بن أبي زهير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
تفتح اليمن فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وتفتح الشام فيأتي قوم
فيبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا
يعلمون وتفتح العراق فيأتي قوم فيبسون فيتحملون بأهليهم
ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
63

قال الشيخ يبسون أي ينسلون
64

ذكر الإخبار عن فتح المسلمين الحيرة بعده
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا محمد بن
يحيى بن أبي عمر العدني قال حدثنا سفيان عن إسماعيل بن
أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن عدي بن حاتم قال قال رسول الله يقول مثلت لي
الحيرة كأنياب الكلاب وإنكم ستفتحونها فقام رجل فقال هب
لي يا رسول الله ابنة بقيلة فقال هي لك فأعطوه إياها فجاء
أبوها فقال أتبيعها قال نعم قال بكم احتكم ما شئت
قال بألف درهم قال قد أخذتها فقيل له لو قلت ثلاثين ألفا
قال وهل عدد أكثر من ألف
65

ذكر الإخبار عن فتح المسلمين
بيت المقدس بعده
أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الله بن
العلاء بن زبر أنه سمع بسر بن عبيد الله يحدث عن أبي إدريس الخولاني
عن عوف بن مالك الأشجعي قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
غزوة تبوك وهو في خباء من أدم فجلست في فناء الخباء
فسلمت فرد فقال ادخل يا عوف فقلت كلي فقال كلك
فدخلت فوافقته يتوضأ وضوءا مكيثا ثم قال يا عوف احفظ
خلالا ستا بين يدي الساعة إحداهن موتي
قال عوف فوجمت
عندها وجمة شديدة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل إحدى فقلت
إحدى ثم قال فتح بيت المقدس ثم يظهر فيكم داء ثم
استفاضة المال فيكم حتى يعطى الرجل منكم مائة دينار فيظل
ساخطا ثم فتنة تكون بينكم حتى لا يبقى بيت مؤمن إلا دخلته ثم
صلح يكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون بكم فيسيرون
إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثنا عشر ألفا
66

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا
على المسلمين أرض بربر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
67

يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني حرملة بن عمران عن
عبد الرحمن بن شماسة المهري قال
سمعت أبا ذر يقول قال النبي صلى الله عليه وسلم إنكم ستفتحون أرضا
يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة
ورحما
68

قال حرملة يعني بالقيراط أن قبط مصر يسمون أعيادهم وكل
مجمع لهم القيراط يقولون نشهد القيراط
ذكر الإخبار عن تقوي المسلمين بأهل
المغرب على أعداء الله الكفرة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا عبد الله بن يزيد قال حدثنا حياة قال حدثنا أبو هانئ
حميد بن هانئ أنه
سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وعمرو بن حريث يقولان إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم
فاستوصوا بهم فإنه قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني
قبط مصر
69

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا الأموال على المسلمين في هذه الأمة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
بشار قال حدثنا أبو داود قال حدثنا شعبة عن معبد بن خالد قال
سمعت حارثة بن وهب الهدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
تصدقوا فسيأتي عليكم يوم يمر أحدكم بصدقته فلا يجد من
يقبلها يقول فهلا قبل اليوم فأما اليوم فلا حاجة لي فيها
70

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على
المسلمين كثرة الأموال
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا إسحاق بن إبراهيم
المروزي قال حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد
71

عن أبي عبيدة بن حذيفة قال كنت أسأل عن حديث
عدي بن حاتم وهو إلى جنبي لا آتيه فأسأله فأتيته فسألته فقال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث بعث فكرهته أشد ما كرهت شيئا قط
فانطلقت حتى كنت في أقصى الأرض مما يلي الروم فقلت لو أتيت
هذا الرجل فإن كان كاذبا لم يخف علي وإن كان صادقا اتبعته
فأقبلت فلما قدمت المدينة استشرف لي الناس وقالوا جاء عدي بن حاتم جاء عدي بن
حاتم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي يا عدي بن
حاتم أسلم تسلم قال قلت إن لي دينا قال أنا أعلم بدينك منك
مرتين أو ثلاثا ألست ترأس قومك قال قلت بلى قال ألست تأكل
المرباع قال قلت بلى قال فإن ذلك لا يحل لك في دينك
قال فتضعضعت لذلك ثم قال يا عدي بن حاتم أسلم تسلم
فإني قد أظن أو قد أرى أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
ما يمنعك أن تسلم خصاصة تراها من حولي وتوشك الظعينة أن
ترحل من الحيرة بغير جوار حتى تطوف بالبيت ولتفتحن علينا كنوز
كسرى بن هرمز وليفيضن المال أو ليفيض حتى يهم الرجل
من يقبل منه ماله صدقة
قال عدي بن حاتم فقد رأيت الظعينة ترحل من الحيرة بغير
72

جوار حتى تطوف بالبيت وكنت في أول خيل أغارت على المدائن
على كنوز كسرى بن هرمز وأحلف بالله لتجيئن الثالثة إنه لقول
رسول الله صلى الله عليه وسلم لي
ذكر الإخبار عن عرض الناس صدقة
الأموال على الناس في آخر الزمان وعدم من يقبلها منهم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا
73

محمد بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا
أبو الزناد قال حدثنا الأعرج
أنه سمع أبا هريرة يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى تكثر فيكم الأموال وتفيض حتى يهم رب المال من
يقبل منه صدقته وحتى يعرضه ويقول الذي يعرض عليه
لا أرب لي فيه
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم أراد به دون التطوع
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
74

حتى يكثر المال ويفيض حتى يخرج الرجل زكاة ماله فلا يجد
أحدا يقبلها منه
ذكر الإخبار عن وصف الوقت الذي يكون
فيه ما وصفنا من سعة الأموال
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا الجريري
عن أبي نضرة قال كنا عند جابر بن عبد الله قال يوشك
أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا من أي شئ
ذلك قال من قبل العجم يمنعون ذلك ثم قال يوشك أهل
الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي قلنا من أي ذلك
قال من قبل الروم ثم أسكت هنية ثم قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا
لا يعده عدا
75

ذكر الإخبار عن وصف بعض سعة
الدنيا على المسلمين
أخبرنا بن قتيبة حدثنا ثور بن عمرو القيسراني حدثنا
سفيان عن محمد بن المنكدر
76

سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر
أنكحت قلت نعم قال اتخذتم أنماطا قلت أنى لنا
أنماط قال أما إنها ستكون
ذكر الإخبار عن وصف البعض الآخر من
سعة الدنيا على المسلمين
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا وهب بن بقية قال أخبرنا
خالد عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود
عن طلحة بن عمرو قال كان الرجل إذا قدم المدينة فكان له
بها يعني عريف نزل على عريفه فإن لم يكن له بها عريف
77

نزل الصفة قال فكنت فيمن نزل الصفة قال فرافقت رجلا
فكان يجري علينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم الفساد من تمر بين
رجلين فسلم ذات يوم من الصلاة فناداه رجل منا فقال
يا رسول الله قد أحرق التمر بطوننا قال فمال النبي صلى الله عليه وسلم إلى
منبره فصعد فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر ما لقي من قومه
قال حتى مكثت أنا وصاحبي بضعة عشر يوما ما لنا طعام إلا البرير
والبرير ثمر الأراك فقدمنا على إخواننا من الأنصار وعظم
طعامهم التمر فواسونا فيه والله لو أجد لكم الخبز واللحم
لاطعمتكموه ولكن لعلكم تدركون زمانا أو من أدركه منكم
يلبسون فيه مثل أستار الكعبة ويغدي عليهم ويراح بالجفان
ذكر البيان بأن فتح الله جل وعلا الدنيا على المسلمين
إنما يكون ذلك بعقب جدب يلحقهم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم
78

قال أخبرنا مرحوم بن عبد العزيز قال حدثنا أبو عمران الجوني عن
عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا وأردفني
خلفه ثم قال يا أبا ذر أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد حتى
لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع قال الله
ورسوله أعلم قال تعفف قال يا أبا ذر أرأيت إن أصاب
الناس موت شديد حتى يكون البيت بالعبد كيف تصنع قال الله
ورسوله أعلم قال اصبر يا أبا ذر أرأيت إن قتل الناس
بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت موضع بالمدينة من
الدماء كيف تصنع قال الله ورسوله أعلم قال اقعد في
بيتك وأغلق عليك بابك قال أرأيت إن لم أترك قال فائت
من أنت منه فكن فيهم قال فآخذ سلاحي قال إذا تشاركهم
فيه ولكن إن خشيت أن يروعك شعاع السيف فألق طرف ردائك
على وجهك يبوء بإثمك وإثمه
ذكر الإخبار عن أداء العجم الجزية إلى العرب
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا مسدد عن يحيى
عن سفيان قال حدثني الأعمش عن يحيى بن عمارة عن سعيد بن جبير
79

عن بن عباس قال مرض أبو طالب فأتته قريش وأتاه
النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وعند رأسه مقعد رجل فقال أبو جهل فقعد فيه
فشكوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي طالب فقالوا إن بن أخيك يقع
في آلهتنا قال ما شأن قومك يشكونك يا بن أخي قال يا عم
إنما أردتهم على كلمة واحدة تدين لهم بها العرب وتؤدي إليهم
بها العجم الجزية فقال وما هي قال لا إله إلا الله فقاموا
فقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا قال ونزلت ص والقرآن
ذي الذكر إلى قوله إن هذا لشئ عجاب
80

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا كنوز
آل كسرى على المسلمين
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك بن حرب
أنه سمع جابر بن سمرة حدث أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
ليفتحن كنز آل كسرى الأبيض أو قال في الأبيض عصابة
من المسلمين
81

ذكر الإخبار عما تكون أحوال الناس عند
فتح خزائن فارس عليهم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن بكر بن
سوادة حدثه أن يزيد بن رباح حدثه
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا فتحت
عليكم خزائن فارس والروم أي قوم أنتم قال عبد الرحمن بن
عوف نكون كما أمرنا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تتنافسون ثم
تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتغاضون ثم تنطلقون إلى مساكين
المهاجرين فتحملون بعضهم على رقاب بعض
82

ذكر الإخبار بأن كسرى إذا هلك يهلك
ملكه به إلى قيام الساعة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا ابن
أبي السري قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سعيد بن
المسيب
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا هلك كسرى
فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي
بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله عز وجل
83

قال أبو حاتم رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم إذا هلك كسرى
فلا كسرى بعده أراد به بأرضه وهي العراق وقوله صلى الله عليه وسلم وإذا
هلك قيصر فلا قيصر بعده يريد به بأرضه وهي الشام لا أنه
لا يكون كسرى بعده ولا قيصر
84

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا عبدة بن
عبد الله الهدي قال حدثنا معاوية بن هشام قال حدثني سفيان عن
عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا هلك
كسرى فلا كسرى بعده أبدا وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده
أبدا وأيم الله لتنفقن كنوزهما في سبيل الله
ذكر الإخبار عن حسر الفرات عن كنز
الذهب الذي يقتتل الناس عليه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا علي بن
الجعد قال حدثنا زهير بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيأتي عليكم زمان
يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل من
85

كل مائة تسعة وتسعون قال يا بني إن أدركته فلا تكونن ممن يقاتل
عليه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به سهيل بن أبي صالح
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى السيناني قال حدثنا محمد بن
عمرو قال حدثنا أبو سلمة
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة
حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب فيقتتل الناس عليه فيقتل من كل
عشرة تسعة
86

ذكر الزجر عن أخذ المرء من كنز الذهب
الذي يحسر الفرات عنه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو سعيد
الأشج قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن
خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن
يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا الخبر
تفرد به خبيب بن عبد الرحمن
أخبرنا أحمد بن حمدان بن موسى التستري بعبدان قال
87

حدثنا أبو سعيد الأشج قال حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن
عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات أن
يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا
حدثناه أحمد بن حمدان في عقبه قال حدثنا
الأشج حدثنا عقبة بن خالد قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا
أبو الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أنه قال يحسر عن
جبل من ذهب
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به أبو هريرة
أخبرنا يحيى بن محمد بن عمرو بالفسطاط قال حدثنا
إسحاق بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي قال حدثنا عمرو بن الحارث قال
88

حدثنا عبد الله بن سالم عن الزبيدي قال أخبرني محمد بن مسلم
قال أخبرني إسحاق مولى المغيرة بن نوفل
أن المغيرة بن نوفل أخبره
عن أبي بن كعب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يحسر الفرات عن تل من ذهب فيقتتل عليه الناس فيقتل
تسعة أعشارهم
89

ذكر البيان بأن القوم يقتتلون على ما وصفنا
من غير أن يتمكنوا مما يقتتلون عليه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا واصل بن عبد الأعلى قال
حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقئ الأرض
أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة قال فيجئ
السارق فيقول في هذا قطعت وجئ القاتل فيقول في هذا
قتلت وجئ القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي ويدعونه
لا يأخذون منه شيئا
90

ذكر الإخبار عن أمن الناس عند ظهور
الإسلام في جزائر العرب
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا مسدد عن يحيى عن
إسماعيل قال حدثني قيس
عن خباب قال شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة
له في ظل الكعبة فقلنا ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا فقال قد
كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها
فيؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل بنصفين ويمشط
بأمشاط الحديد فيما دون عظمه ولحمه فما يصرفه ذلك عن دينه
والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت
لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون
ذكر الإخبار عن إظهار الله الإسلام في
أرض العرب وجزائرها
أخبرنا جعفر بن أحمد بن عاصم الأنصاري بدمشق قال
91

حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر
قال سمعت سليم بن عامر يقول
سمعت المقداد بن الأسود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يبقى على الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله الإسلام بعز
عزيز أو بذل ذليل
92

ذكر الإخبار عن كون العمران وكثرة
الأنهار في أراضي العرب
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل عن
أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يكثر الهرج وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا
ذكر البيان بأن المراد من هذا الخبر إدخال الله كلمة
الإسلام بيوت المدر والوبر لا الإسلام كله
أخبرنا عبد الله بن سلم قال حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم قال حدثني الوليد بن مسلم قال حدثنا بن جابر قال سمعت
سليم بن عامر يقول
سمعت المقداد بن الأسود يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا يبقى على ظهر الأرض بيت مدر ولا وبر إلا أدخل عليهم
93

كلمة الإسلام بعز عزيز أو بذل ذليل
ذكر الإخبار عن اتباع هذه الأمة
سنن من قبلهم من الأمم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة قال
حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب أن سنان بن أبي سنان
الدؤلي وهم حلفاء بني الديل أخبره
أنه سمع أبا حكى المؤذن يقول وكان من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما افتتح رسول الله مكة خرج بنا معه قبل
هوازن حتى مررنا على سدرة الكفار سدرة يعكفون حولها
ويدعونها ذات أنواط قلنا يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواط كما
لهم ذات أنواط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر إنها السنن هذا
كما قالت بنو إسرائيل لموسى اجعل لنا إلها كما لهم آلهة قال
إنكم قوم تجهلون ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم لتركبن سنن من
قبلكم
94

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم سنن من قبلكم
أراد به أهل الكتابين
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا محمد بن يحيى الذهلي قال حدثنا بن أبي مريم قال حدثنا
أبو غسان قال حدثني زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتبعن سنن
الذين قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب
لسلكتموه قلنا يا رسول اليهود والنصارى قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن
95

ذكر الإخبار عن وقوع الفتن
نسأل الله السلامة منها
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا القعنبي
قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بادروا بالأعمال فتنا
كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا
ويصبح كافر ويمسي مؤمنا يبيع دينه بعرض من الدنيا
96

ذكر البيان بأن الفتن التي ذكرناها قصد العرب بتوقعها دون غيرهم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال حدثنا
قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن ثور بن زيد عن أبي الغيث
97

عن أبي هريرة ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ويل للعرب
من شر قد اقترب من فتنة عمياء صماء بكماء القاعد فيها خير من
القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من
الساعي ويل للساعي فيها من الله يوم القيامة
98

ذكر الإخبار عن الأمارات التي تظهر
قبل وقوع الفتن
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم ببيت المقدس قال
حدثنا حرملة قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن
خالد بن عبد الله الزبادي حدثه عن أبي عثمان
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لو تعلمون
ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا يظهر النفاق وترفع
الأمانة وتقبض الرحمة ويتهم الأمين ويؤتمن غير الأمين أناخ
بكم الشرف الجون قالوا وما الشرف الجون يا رسول الله قال
فتن كقطع الليل المظلم
99

ذكر الإخبار عن تمني المسلمين حلول
المنايا بهم عند وقوع الفتن
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن أبي بكر
عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه
100

ذكر الإخبار عن وصف مصالحة المسلمين الروم
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا علي ابن
المديني قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن حسن بن عطية
عن خالد بن معدان عن جبير بن نفير
عن ذي مخبر بن أخي النجاشي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول تصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من
ورائهم فتنصرون وتغنمون وتنصرفون حتى تنزلوا بمرج
ذي تلول فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من
المسلمين بل الله غلب فيثور المسلم إلى صليبهم وهو منه غير
بعيد فيدقه وتثور الروم إلى كاسر صليبهم فيضربون عنقه ويثور
المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة من
المسلمين بالشهادة فتقول الروم لصاحب الروم كفيناك العرب
فيجتمعون للملحمة فيأتونكم تحت ثمانين غاية تحت كل غاية
اثنا عشر ألفا
101

ذكر خبر قد يوهم بعض المستمعين أن
حسان بن عطية سمع هذا الخبر
من مكحول
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال
102

حدثني حسان بن عطية قال مال تثبت إلى خالد بن معدان وملنا معه
فحدثنا عن جبير بن نفير
أن ذا مخبر بن أخي النجاشي حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ستصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا
من ورائهم فتنصرون وتسلمون وتغنمون حتى تنزلوا بمرج
فيقول قائل من الروم غلب الصليب ويقول قائل من المسلمين
بل الله غلب ويتداولونها وصليبهم من المسلمين غير بعيد فيثور
إليه رجل من المسلمين فيدقه ويثورون إلى كاسر صليبهم
فيضربون عنقه ويثور المسلمون إلى أسلحتهم فيقتتلون فيكرم الله
تلك العصابة بالشهادة فيأتون ملكهم فيقولون كفيناك جزيرة
العرب فيجتمعون للملحمة فيأتون تحت ثمانين غاية تحت كل
غاية اثنا عشر ألفا
ذكر البيان بأن الله جل وعلا ينزع صحة
عقول الناس عند وقوع الفتن
أخبرنا محمد بن عمر بن يوسف قال حدثنا محمد بن
عبد الله المخرمي قال حدثنا يونس بن محمد قال حدثنا حماد بن سلمة
عن يونس وثابت وحميد وحبيب عن الحسن عن حطان بن عبد الله
الرقاشي
103

عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يكون بين يدي
الساعة الهرج قالوا يا رسول الله وما الهرج قال القتل قالوا
أكثر مما نقتل قال إنه ليس من قتلكم المشركين ولكن قتل
بعضكم بعضا قال ومعنا عقولنا قال إنه لتنزع عقول أهل ذلك
الزمان
104

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من
الشح عند وقوع الفتن بهم
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى
قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني
حميد
أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان
وينقص العلم وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قالوا
وما الهرج يا رسول الله قال القتل القتل
105

ذكر الإخبار عمن يكون هلاك أكثر
هذه الأمة على أيديهم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال
حدثنا عبيد الله بن موسى قال حدثنا شيبان عن الأعمش عن
أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلاك أمتي على يدي
غلمان سفهاء من قريش قال فقال مروان والغلمان هؤلاء
107

ذكر الإخبار عن وصف أقوام يكون
فساد هذه الأمة على أيديهم
أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصبهاني قال حدثنا
محمد بن عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا سفيان عن
سماك بن حرب عن مالك بن ظالم قال
سمعت أبا هريرة يقول لمروان بن الحكم حدثني حبيبي
أبو القاسم صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق إن فساد أمتي على يدي
أغيلمة سفهاء من قريش
108

ذكر البيان بأن حدوث وقع السيف في هذه الأمة
بين المسلمين يبقى إلى قيام الساعة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة
عن أبي أسماء
عن ثوبان أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله زوى لي الأرض
حتى رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض
وان ملك أمتي سيبلغ ما زوي لي وإني سألت ربي لأمتي أن
لا يهلكهم بسنة عامة وأن لا يسلط عليهم عدوا من غيرهم
فيهلكهم ولا يلبسهم شيعا ويذيق بعضهم بأس بعض فقال
يا محمد إني إذا أعطيت عطاء فلا مرد له إني أعطيتك لأمتك
أن لا يهلكوا بسنة عامة وأن لا أسلط عليهم عدوا من غيرهم
109

فيستبيحهم ولكن ألبسهم شيعا ولو اجتمع عليهم من بين أقطارها
حتى يكون بعضهم يهلك بعضا وبعضهم يفني بعضا وبعضهم
يسبي بعضا وإنه سيرجع قبائل من أمتي إلى الترك وعبادة
الأوثان وإن من أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلين وإنهم
إذا وضع السيف فيهم لم يرفع عنهم إلى يوم القيامة وإنه
سيخرج من أمتي كذابون دجالون قريبا من ثلاثين وإني خاتم
الأنبياء لا نبي بعدي ولا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة
حتى يأتي أمر الله
قال أبو حاتم رضي الله عنه الصواب الشرك
110

ذكر الإخبار بأن أول ما يظهر من نقض عرى الإسلام
من جهة الأمراء فساد الحكم والحكام
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم المروزي قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثني عبد العزيز بن
إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر قال حدثني سليمان بن حبيب
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتنتقضن عرى
الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي
تليها فأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة
111

ذكر الإخبار عن الأمارة التي إذا ظهرت في هذه
الأمة سلط البعض منها على بعض
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
عثمان بن يحيى القرقساني قال حدثنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثنا
حماد بن سلمة قال حدثنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن عبيد سنوطا
عن خولة بنت قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا مشت أمتي
المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض
112

ذكر الإخبار عن نقص العلم الذي كان عليه
المصطفى صلى الله عليه وسلم عند ظهور الفتن في أمته
أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث السجستاني أبو بكر
قال حدثنا أحمد بن صالح قال حدثنا عنبسة عن يونس عن
ابن شهاب قال حدثني حميد بن عبد الرحمن
أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان
وينقص العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج قيل يا رسول الله أي
هو قال القتل
ذكر الإخبار عن تقارب الأسود وظهور كثرة الكذب
عند رفع العلم الذي وصفناه قبل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
113

إبراهيم قال أخبرنا عثمان بن عمر قال حدثنا بن أبي ذئب عن
سعيد بن سمعان
عن أبي هريرة عن رسول الله قال يوشك أن لا تقوم
الساعة حتى يقبض العلم وتظهر الفتن ويكثر الكذب ويتقارب الزمان
وتتقارب الأسواق ويكثر الهرج قيل وما الهرج قال
القتل
ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم حتى يقبض العلم
أراد به ذهاب من يحسن علمه صلى الله عليه وسلم لا أن
علمه يرفع قبل قيام الساعة
أخبرنا أبو يعلى من كتابه قال حدثنا أبو الربيع الزهراني
قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله
لا يقبض العلم انتزاعا من الناس ولكن يقبض العلماء بعلمهم
حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فأفتوا
بغير علم فضلوا وأضلوا
114

ذكر خبر ثان يصرح بوصف رفع
العلم الذي ذكرناه قبل
أخبرا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق قال حدثنا
الربيع بن سليمان قال حدثنا بن وهب قال سمعت الليث بن سعد
يقول حدثني إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي
عن جبير بن نفير قال
حدثني عوف بن مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى
السماء يوما فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من
الأنصار يقال له لبيد بن زياد يا رسول الله يرفع العلم وقد
أثبت ووعته القلوب فقل له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت لأحسبك
من أفقه أهل المدينة ثم ذكر اليهود والنصارى على ما في أيديهم
من كتاب الله
قال فلقيت شداد بن أوس فحدثته بحديث عوف بن مالك
فقال صدق عوف ألا أدلك بأول ذلك يرفع الخشوع حتى
لا ترى خاشعا
115

ذكر الإخبار بأن الدنيا يملكها من
لاحظ له في الآخرة
أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك بحران قال حدثنا
عمي الوليد بن عبد الملك قال حدثنا مخلد بن يزيد عن حفص بن
ميسرة عن يحيى بن سعيد الأنصاري
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تنقضي الدنيا
حتى تكون عند لكع بن لكع
116

ذكر الإخبار عن خوض الناس في الأغلوطات
من المسائل التي أغضي لهم عنها
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزالون يستفتون
حتى يقول أحدهم هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله
117

ذكر الإخبار عما يظهر في آخر الزمان من المنتحلين للعلم
والمفتين فيه من غير علم ولا استحقاق له
نعوذ بالله من فتنهم
أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب بمرو قال حدثنا
محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبي عن الليث بن سعد
عن محمد بن عجلان عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا ينزع
العلم من الناس انتزاعا ينتزعه منهم بعد إذا أعطاهموه ولكن
بقبض العلماء فإذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا
يستفتونهم فيفتون بغير علم فيضلون ويضلون
ذكر الإخبار عن الأمارة التي إذا ظهرت
في العلماء زال أمر الناس عن سننه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا يزيد بن صالح
اليشكري ومحمد بن أبان الواسطي قالا حدثنا جرير بن حازم قال
سمعت أبا رجاء العطاردي قال
سمعت ابن عباس وهو يقول على المنبر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال أمر هذه الأمة ملائما أو مقاربا ما لم يتكلموا في
118

الولدان والقدر
قال أبو حاتم الولدان أراد به أطفال المشركين
119

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من حسن
قراءة القرآن من غير عمل به
حدثنا بن قتيبة حدثنا يزيد بن موهب حدثنا ابن وهب
عن عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح
عن سهل بن سعد قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
نقترئ فقال الحمد لله كتاب الله واحد وفيكم الأحمر
والأبيض والأسود اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقومونه كما يقوم
السهم
ذكر ما يظهر في آخر الزمان من قلة النظر
في جمع المال من حيث كان
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن
عبد الله بن يونس اليربوعي حدثا بن أبي ذئب عن سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليأتين زمان لا يبالي
المرء بما أخذ المال بحلال أو حرام
120

ذكر الإخبار عن مبادرة المرء في آخر
الزمان باليمين والشهادة
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب بن
أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن
أبي أنيسة عن عاصم عن خيثمة بن عبد الرحمن
عن النعمان بن بشير قال قال النبي صلى الله عليه وسلم خير الناس
قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يأتي قوم يسبق
أيمانهم شهادتهم وشهادتهم أيمانهم
121

ذكر الإخبار عما يظهر في الناس من المسابقة
في الشهادات والأيمان الكاذبة
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر قال حدثنا عبد
الله بن محمد بن يزيد بن البراء الغنوي قال حدثنا عبد الأعلى عن
هشام بن حسان عن جرير بن حازم عن عبد الملك بن عمير
عن جابر بن سمرة قال خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية قال
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم اليوم فقال أحسنوا إلى
أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم يفشو الكذب
حتى يشهد الرجل على اليمين لا يسألها فمن أراد بحبوحة الجنة
فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد
ولا يخلون أحدكم بالمرأة فإن الشيطان ثالثهما ومن سرته حسنته
وساءته سيئته فهو مؤمن
122

ذكر الإخبار بظهور السمن في هذا الأمة عند
ظهور الكذب وعدم الوفاء فيهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا خلف بن
هشام البزار وعبد الواحد بن الصالح قال حدثنا أبو عوانه عن قتادة عن
زرارة بن أوفى
عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير أمتي
القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم الله أعلم أذكر الثالث
أم لا ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون
ويخونون ولا يؤتمنون ويفشو فيهم السمن
123

ذكر البيان بأن على المرء عند ظهور ما وصفنا لزوم نفسه
والإقبال على شأنه دون الخوض فيما فيه الناس
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال
124

حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا عبد
الله بن عمرو لو بقيت في حثالة من الناس قال وذاك ما هم
يا رسول الله قال ذاك إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وصاروا
هكذا وشبك بين أصابعه قال فكيف بي يا رسول الله قال
تعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بما تعرف وتدع ما تنكر وتعمل بخاصة نفسك وتدع
عوام الناس
ذكر الإخبار عن فرق البدع وأهلها
في هذه الأمة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا الفضل بن موسى عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن اليهود افترقت
على إحدى وسبعين فرقة أو ثنتين وسبعين فرقة والنصارى
على مثل ذلك وتتفرق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة
125

ذكر الإخبار عن خروج عائشة أم
المؤمنين إلى العراق
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
أبي شيبة قال حدثنا وكيع وعلي بن مسهر عن إسماعيل عن
قيس قال
لما أقبلت عائشة مرت ببعض مياه بني عامر طرقتهم ليلا
فسمعت نباح الكلاب فقالت أي ماء هذا قالوا ماء الحوأب
قالت ما أظنني إلا راجعة قالوا مهلا يرحمك الله تقدمين
فيراك المسلمون فيصلح الله بك قالت ما أظنني إلا راجعة
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كيف بإحداكن تنبح عليها
كلاب الحوأب
126

ذكر الإخبار عن خروج علي بن أبي طالب
رضوان الله عليه إلى العراق
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار
الرمادي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عبد الملك بن أعين عن
أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي عن أبيه
عن علي بن أبي طالب قال قال لي عبد الله بن سلام
وقد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق لا تأت أهل
العراق فإنك إن أتيتهم أصابك ذباب السيف بها قال علي
وأيم الله لقد قالها لي رسول الله قال أبو الأسود فقلت في
نفسي ما رأيت كاليوم رجلا محاربا يحدث الناس بمثل هذا
127

ذكر الإخبار عن قاضي الله جل وعلا وقعة الجمل
بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تقتتل فئتان عظيمتان بينهما مقتلة عظيمة
دعواهما واحدة
128

ذكر الإخبار عن قضاء الله جل وعلا
وقعة صفين بين المسلمين
أخبرنا أحمد بن محمد أبو عمرو الحيري قال حدثنا عبد
الله بن هاشم قال حدثنا يحيى القطان عن عوف قال حدثنا أبو نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في
أمتي فرقتان تمرق بينهما مارقة تقتلها أولى الطائفتين بالحق
129

ذكر الخبر الدال على أن علي بن أبي طالب
كان في تلك الوقعة على الحق
أخبرنا سهل بن عبد الله بن أبي سهل بواسط قال حدثنا
الفضل بن داود الطرازي قال حدثنا عبد الصمد قال حدثنا شعبة عن
عوف عن الحسن عن أمه
130

عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا
الفئة الباغية
131

ذكر الإخبار عن خروج الحرورية
التي خرجت في أول الإسلام
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يخرج قوم فيكم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم وصيامكم
مع صيامهم وعملكم مع عملهم يقرءون القرآن لا يجاوز
حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تنظر في
النصل فلا ترى شيئا وتنظر في القدح فلا ترى شيئا وتنظر في
الريش فلا ترى شيئا وتتمارى في الفوق
132

ذكر الإخبار بأن الحرورية هم من شرار
الخلق عند الله جل وعلا
أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسين قال حدثنا شيبان بن
أبي شيبة قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا حميد بن هلال عن
عبد الله بن الصامت
عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بعدي من أمتي
أو سيكون بعدي من أمتي قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز
حلاقمهم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية ثم
لا يعودون فيه هم شر الخلق والخليقة
135

ذكر الأمر بقتل الحرورية إذا خرجت
تريد شق عصا المسلمين
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا محمد بن كثير العبدي قال
أخبرنا سفيان عن الأعمش عن خيثمة
عن سويد بن غفلة قال قال علي إذا حدثتكم عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلأن أخر من السماء أحب إلى من أن أكذب عليه
وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإنما الحرب خدعة سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يأتي في آخر الزمان قوم حديثوا الأسنان سفهاء
الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما
يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم تراقيهم فأينما لقيتموهم
فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة
136

ذكر الإخبار عن خروج أهل النهروان على
الإمام وشق عصا المسلمين
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي قال حدثنا
الحارث بن سريج النقال قال حدثنا معتمر بن سليمان قال سمعت
أبي يحدث عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري أن نبي الله صلى الله عليه وسلم ذكر ناسا يكونون
في أمته يخرجون في فرقة من الناس سيماهم التحليق هم من
شرار الناس أو هم من شر الخلق تقتلهم أدنى الطائفتين
إلى الحق
138

ذكر الإخبار عن وصف الشئ الذي يستدل به
على مروق أهل النهروان من الإسلام
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال
أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن والضحاك المشرقي
أن أبا سعيد الخدري قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقسم قسما إذا جاءه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم
فقال يا رسول الله اعدل فقال رسول الله ويلك ومن يعدل
إذا لم أعدل قال عمر بن الخطاب يا رسول الله ائذن لي فيه
أضرب عنقه قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم دعه فإن له أصحابا يحقر
أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤون القرآن
140

لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من
الرمية ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه
فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه فلا يوجد فيه شئ
وهو القدح ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ سبق الفرث
والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل
البضعة تدردر يخرجون على حين فرقة من الناس
قال أبو سعيد فأشهد أني سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه فأمر بذلك الرجل
فالتمس فوجد فأتي به حتى نظرت إليه على
نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي نعت
141

ذكر الإخبار عن قتل هذه الأمة
ابن ابنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا شيبان بن فروخ
قال حدثنا عمارة بن زاذان قال قال حدثنا ثابت
عن أنس بن مالك قال استأذن ملك القطر ربه أن يزور
النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي على الباب إذ
جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل
يتوثب على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك
أتحبه قال نعم قال أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك
المكان الذي يقتل فيه قال نعم فقبض قبضة من المكان الذي
يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة
فجعلته في ثوبها
قال ثابت كنا نقول إنها كربلاء
142

الإخبار عن قتال المسلمين العجم
من أهل خوز وكرمان
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا
عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تقاتلوا خوزا وكرمان قوما من الأعاجم حمر الوجوه فطس
الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة
144

ذكر الإخبار عن قتال المسلمين أعداء الله الترك
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
تقتلوا قوما صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة
145

ذكر الإخبار عن وصف لباس القوم
الذين وصفنا نعتهم
أخبرنا محمد بن إسحاق إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة
يلبسون الشعر ويمشون في الشعر
146

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم يمشون في الشعر
يريد به أنهم ينتعلونه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال حدثنا يونس عن بن شهاب قال
حدثني سعيد بن المسيب
أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى
تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر وجوههم مثل المجان المطرقة
وهي الترسة
ذكر الإخبار عن وصف الموضع الذي يكون
ابتداء قتال المسلمين إياهم فيه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير قال حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن
الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين كأن أعينهم حدق الجراد عراض
147

الوجوه كأن وجوههم المجان المطرقة يجيئون حتى يربطوا
خيولهم بالنخل
ذكر الإخبار عن وصف قتال المسلمين
الترك بأرض النخل
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي قال حدثنا مسدد بن
مسرهد عن عبد الوارث بن سعيد عن سعيد بن جمهان قال حدثني
مسلم بن أبي بكرة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن ناسا من أمتي ينزلون
بحائط يسمونه البصرة عندها نهر يقال له دجلة يكون لهم
عليها جسر ويكثر أهلها ويكون من أمصار المهاجرين فإذا كان
في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء أقوام عراض الوجوه حتى ينزلوا
على شاطئ النهر فيفترق أهلها على ثلاث فرق فأما فرقة
148

فتأخذ أذناب الإبل والبرية فيهلكون وأما فرقة فيأخذون لأنفسهم
ويكفرون وأما فرقة فيجعلون ذراريهم خلف ظهورهم
ويقاتلونهم وهم الشهداء
ذكر الإخبار عن ظهور أمارات أهل
الجاهلية في المسلمين
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا ابن أبي
السري قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
سعيد بن المسيب
149

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة وكانت صنما
تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة
قال معمر إن عليه الآن بيتا مبنيا مغلقا
150

ذكر الإخبار عن انقطاع الحج إلى البيت
العتيق في آخر الزمان
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة قال حدثني قتادة عن عبد الله بن
أبي عتبة
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى لا يحج البيت
ذكر الإخبار بأن الكعبة تخرب
في آخر الزمان
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية بطرسوس وعمر بن سعيد
بمنبج قالا حدثنا حماد بن يحيى البلخي قال حدثنا سفيان قال
حدثنا زياد بن سعد عن الزهري عن سعيد بن المسيب
151

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرب الكعبة ذو
السويقتين من الحبشة
السويقتين الكسائين
ذكر الإخبار عن وصف تخريب الحبشة الكعبة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا عبيد الله بن
عمر القواريري قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عبيد الله بن
الأخنس قال حدثني بن أبي مليكة
152

عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كأني أنظر إليه
أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا يعني الكعبة
ذكر الإخبار عن وصف العدد الذي
تخرب الكعبة به
أخبرنا عبد الله بن قحطبة قال حدثنا الحسن بن قزعة
قال حدثنا سفيان بن حبيب عن حميد الطويل عن بكر بن عبد الله المزني
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استمتعوا من
هذا البيت فإنه قد هدم مرتين ويرفع في الثالثة
153

ذكر الإخبار عن استحلال المسلمين الخمر
والمعازف في آخر الزمان
أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا صدقة بن خالد قال حدثنا بن جابر قال حدثنا
عطية بن قيس قال حدثنا عبد الرحمن بن غنم قال
حدثنا أبو عامر وأبو مالك الأشعريان سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير
والخمر والمعازف
154

ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون
الخسف في هذه الأمة
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا محمد بن بكار بن
الريان قال حدثنا إسماعيل بن زكريا عن محمد بن سوقة قال سمعت
نافع بن جبير بن مطعم يقول
حدثتني عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يغزو جيش
الكعبة حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم
155

وآخرهم قالت عائشة يا رسول الله وفيهم سواهم ومن ليس
منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به نافع بن جبير بن مطعم
أخبرنا أبو خليفة قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال
156

حدثنا زهير بن معاوية عن عبد العزيز بن رفيع
عن ابن القبطية قال انطلقت أنا وعبد الله بن صفوان
والحارث بن ربيعة حتى دخلنا على أم سلمة فقالوا يا أم سلمة
ألا تحدثينا عن الخسف الذي يخسف بالقوم قالت بلى قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث حتى إذا كانوا
ببيداء من الأرض خسف بهم قالت قلت يا نبي الله من كان
كارها قال يخسف معهم ولكنه يبعث يوم القيامة على ما كان
في نفسه
قال عبد العزيز فقلت لأبي جعفر إنها قالت ببيداء من
الأرض قال أبو جعفر والله إنها لبيداء المدينة
157

ذكر الخبر المصرح بأن القوم الذين يخسف بهم إنما هم
القاصدون إلى المهدي في زوال الأمر عنه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن يزيد بن رفاعة قال
حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن
صالح أبي الخليل عن مجاهد
عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون اختلاف عند
موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة إلى مكة
158

فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن
والمقام فيبعثون إليه جيشا من أهل الشام فإذا كانوا بالبيداء
خسف بهم فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال أهل الشام
وعصابة أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من قريش أخواله
من كلب فيبعث إليهم جيشا فيهزمونهم ويظهرون عليهم
فيقسم بين الناس تتنصر ويعمل فيهم بسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم ويلقي
الإسلام بجرانه إلى الأرض يمكث سبع سنين
159

ذكر
الخبر المدحض قول من نفى كون
المسخ في هذه الأمة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
أبي شيبة قال حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني معاوية بن صالح
قال حدثني حاتم بن حريث
عن مالك بن أبي مريم قال تذاكرنا الطلاء فدخل علينا
عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا فقال حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها
يضرب على رؤوسهم بالمعازف والقينات يخسف الله بهم الأرض
160

ويجعل منهم القردة والخنازير
قال أبو حاتم اسم أبي مالك الأشعري الحارث بن
مالك وقد قيل إن أبا مالك الأشعري اسمه كعب بن عاصم
161

ذكر الخبر المدحض قول من نفى كون القذف في هذه الأمة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي قال حدثنا
إبراهيم بن حمزة الزبيري عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
يكون في أمتي خسف ومسخ وقذف
ذكر الإخبار بأن من أمارة آخر الزمان مباهاة الناس بزخرفة المساجد
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الله بن معاوية قال حدثنا
حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يتباهى الناس في المساجد
ذكر الإخبار بأن من أمارة آخر الزمان اشتغال الناس
بحديث الدنيا في مساجدهم
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد حدثنا عبد الصمد بن
162

عبد الوهاب النصري قال حدثنا أبو التقي قال حدثنا عيسى بن يونس
عن الأعمش عن شقيق
عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيكون في آخر
الزمان قوم يكون حديثهم في مساجدهم ليس لله فيهم حاجة
163

قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو التقي هذا هو أبو التقي
الكبير اسمه عبد الحميد بن إبراهيم من أهل حمص وأبو التقي
الصغير هو هشام بن عبد الملك اليزني وهما جميعا
حمصيان ثقتان
ذكر الإخبار عما ينقص الخير
في آخر الزمان
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عيسى بن يونس حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب
عن حذيفة قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين فرأيت أحدهما
وأنا انتظر الآخر حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال
ونزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة ثم حدثنا عن رفعها قال
ينام الرجال نومة فتقبض الأمانة من قلبه فيبقى أثرها مثل أثر
الوكت ثم ينام الرجل نومة فتقبض الأمانة من قلبه فيبقى أثرها مثل
أثر المجل كجمر دحرجته على رجلك فتراه منتبرا وليس فيه شئ
فيصبح الناس يتبايعون ولا يكاد أحد يؤدي الأمانة حتى يقال إن
في بني فلان رجلا أمينا وحتى يقال للرجل ما أجلده وأطرفه
وأعقله وليس في قلبه مثقال حبة خردل من خير ولقد أتى علي
زمان وما أبالي أيكم بايعته أداء كان مؤمنا ليردنه علي دينه ولئن
164

كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه علي ساعيه فأما اليوم فما كنت أبايع
إلا فلانا وفلانا
165

ذكر الإخبار عن اعتداء الناس في الدعاء
والطهور في آخر الزمان
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي
عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي العلاء قال
سمع عبد الله بن المغفل ابنا له وهو يقول اللهم إني أسألك
القصر الأبيض عن يمين الجنة قال يا بني إذا سألت فاسأل الله
الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يكون
في آخر الزمان قوم يعتدون في الدعاء والطهور
ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث
أن إحدى الكلب اللتين تقدم ذكرنا لها وهم
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا كامل بن طلحة قال حدثنا
حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نعامة
أن عبد الله بن المغفل سمع ابنا له يقول في دعائه اللهم
166

إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها قال أي
بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الدعاء والطهور
قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر الجريري عن
يزيد بن عبد الله بن الشخير وأبي نعامة فالطريقان جميعا
محفوظان
167

ذكر الإخبار عن تمني المسلمين رؤية
المصطفى صلى الله عليه وسلم في آخر الزمان
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي
بيده ليأتين على أحدكم يوم لا يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله
وماله
ذكر الإخبار عما يظهر في آخر الزمان
من الكذب في الروايات والأخبار
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا أبو الطاهر
قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن أبي هانئ
الخولاني عن مسلم بن يسار
168

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال سيكون في
آخر الزمان ناس من أمتي يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم
فإياكم وإياهم
ذكر الإخبار عن ظهور الزنى وكثرة
الجهر به في آخر الزمان
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا إبراهيم بن
169

الحجاج السامي قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عثمان بن
حكيم قال حدثنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف
عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم
الساعة حتى تتسافدوا في الطريق تسافد الحمير قلت إن ذاك
لكائن قال نعم ليكونن
170

ذكر الإخبار عن قلة الرجال وكثرة النساء
في آخر الزمان
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا هدبة بن خالد قال
حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة
عن أنس بن مالك أنه قال يوما ألا أحدثكم بحديث
لا يحدثكم به أحد بعدي سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تقوم الساعة أو من شرائط الساعة أن يرفع
العلم ويكثر الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنى ويقل
171

الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد
172

ذكر الإخبار عن كثرة ما يتبع الرجال
من النساء في آخر الزمان
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا محمد بن العلاء بن كريب
قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا بريد عن أبي بردة
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليأتين زمان يطوف
الرجل بالصدقة من الذهب ثم لا يجد أحدا يأخذها منه ويرى
الرجل تتبعه أربعون امرأة من قلة الرجال وكثرة النساء
ذكر الإخبار عن المطر الشديد الذي يكون في آخر الزمان
الذي يتعذر الكن منه في البيوت
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا بسام بن يزيد النقال قال
173

حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
تمطر السماء مطرا لا يكن منه بيوت المدر ولا يكن منه إلا
بيوت الشعر
ذكر الإخبار بأن المدينة تحاصر في آخر
الزمان على أهلها وقاطنيها
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا إبراهيم بن المنذر
الحزامي قال حدثنا بن وهب قال حدثنا جرير بن حازم عن عبيد
الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك المسلمون أن
يحصروا بالمدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح
174

ذكر الإخبار عن انجلاء أهل المدينة عنها عند وقوع الفتن
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
ابن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمدينة
ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي
السباع والطير
175

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا الحسين بن إدريس الأنصاري قال أخبرنا أحمد بن
أبي بكر عن مالك عن يوسف بن يونس بن حماس عن عمه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لتتركن
المدينة على أحسن ما كانت حتى يدخل الكلب فيغذي على
176

بعض سواري المسجد أو على المنبر قالوا يا رسول الله
فلمن تكون الثمار ذلك الزمان قال للعوافي الطير والسباع
ذكر البيان بأن مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم
يتخلى عنها الناس في آخر الزمان
حتى تبقى للعوافي
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عمرو بن أبي عاصم النبيل
177

قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال حدثنا صالح بن
أبي عريب عن كثير بن مرة
عن عوف بن مالك الأشجعي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وفي يده عصا وأقناء معلقة في المسجد قنو منها حشف فطعن
بذلك العصا في ذلك القنو ثم قال لو شاء رب هذه الصدقة
فتصدق بأطيب منها إن صاحب هذه الصدقة ليأكل الحشف يوم
القيامة ثم أقبل علينا فقال أما
والله يا أهل المدينة لتذرنها
للعوافي هل تدرون ما العوافي قلنا الله ورسوله أعلم قال
الطير والسباع
178

ذكر البيان بأن ستكون المدينة خيرا لأهلها
من الإنجلاء عنها لو علموه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال
حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد قال
ويأتي على الناس زمان يدعو الرجل قريبه وحميمه إلى الرخاء
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
ذكر الخبر الدال على أن المدينة
تعمر ثانيا بعد ما وصفناه
أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال حدثنا
سلم بن جنادة قال حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر قرية في
الإسلام خرابا المدينة
179

ذكر الإخبار عن وجود كثرة الزلازل
في آخر الزمان
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق قال حدثنا
محمد بن عوف قال حدثنا أبو المغيرة قال حدثني أرطاة بن المنذر
قال حدثني ضمرة بن حبيب قال
سمعت سلمة بن نفيل السكوني قال كنا جلوسا عند
النبي صلى الله عليه وسلم وهو يوحى إليه فقال إني غير لابث فيكم ولستم
لابثين بعدي إلا قليلا وستأتوني أفنادا يفني بعضكم بضعا وبين
يدي الساعة موتان شديد وبعده سنوات الزلازل
180

ذكر الإخبار عن نفي تغيير قلوب المؤمنين
في آخر الزمان عند خروج الدجال
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن خالد
الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن عبد الله بن سراقة
عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
إنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد أنذر قومه الدجال وإني أنذركموه
قال فوصفه لنا وقال لعله أن يدركه بعض من رآني أو سمع
كلامي قالوا يا رسول الله قلوبنا يومئذ مثلها اليوم فقال
أو خير
181

ذكر الإخبار عن عزة الدين وإظهاره
في آخر الزمان
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا عبيد الله بن سعد بن
إبراهيم حدثنا عمي حدثنا أبي عن صالح بن جلس عن الزهري
عن سعيد بن المسيب
182

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها
ذكر إنذار الأنبياء أممهم الدجال
نعوذ بالله من فتنته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
حدثنا محاضر عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان
عن ابن عمر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من
نبي إلا وقد أنذر أمته الدجال وإني سأبين لكم شيئا تعلمون أنه
183

كذلك إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور وإنه بين عينيه مكتوب
كافر يقرؤه كل مؤمن غالبا وغير غالبا
ذكر الإخبار عن تحذير الأنبياء أممهم
فتنة المسيح نعوذ بالله منه
أخبرنا علي بن أحمد بن بسطام بالبصرة قال حدثنا
عمرو بن العباس الأهوازي قال حدثنا محمد بن مروان العقيلي قال
حدثنا يونس بن عبيد عن الحسن
عن عبد الله بن مغفل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لم
يكن نبي إلا حذر أمته الدجال وإني أنذركموه وإنه
كائن فيكم
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن الدجال
إذا خرج يكون معه المياه والطعام
أخبرنا أحمد بن خالد بن عبد الملك قال حدثنا عيسى بن
يونس قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال
حدثني المغيرة بن شعبة قال ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن
184

الدجال أكثر ما سألته فقال إنه لن يضرك قلت يا نبي الله
يزعمون أن معه الأنهار والطعام قال هو أهون على الله
من ذلك
ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم بن صياد بالمدينة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا أبو معاوية قال حدثنا الأعمش عن شقيق
عن عبد الله قال كنت أمشي مع رسول الله فمر
بابن صياد فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني قد خبأت لك خبأ فقال
185

هو الدخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك قال فقال عمر
رضي الله عنه دعني فأضرب عنقه قال لا إن يكن الذي
تخاف فلن تستطيع قتله
186

ذكر وصف العرش الذي كان يراه
ابن صياد في تلك الأيام
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن
عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن أبي نضرة
عن جابر بن عبد الله قال لقي نبي الله صلى الله عليه وسلم ابن صائد ومعه
أبو بكر وعمر قال وابن صائد مع الغلمان فقال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتشهد أني رسول الله قال أتشهد أني رسول الله فقال
نبي الله آمنت بالله وبرسوله قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ترى قال أرى عرشا على الماء فقال صلى الله عليه وسلم ترى عرش
إبليس على البحر قال انظر ما ترى قال أرى صادقين وكاذبين
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس علي نفسه فدعاه
ذكر الإخبار عن الوقت الذي ولد فيه الدجال
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن ابن شهاب أن
سالم بن عبد الله أخبره
187

أن بن عمر أخبره أن عمر انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط
قبل بن صياد حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم بني
مغالة وقد قارب بن صياد يومئذ الحلم فلم يشعر حتى ضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال رسول الله لابن صياد أتشهد أني
رسول الله فقال بن صياد أتشهد أني رسول الله فرفصه رسول
الله وقال آمنت بالله وبرسوله ثم قال له رسول الله
ماذا ترى قال بن صياد يأتيني صادق وكاذب قال له رسول
الله صلى الله عليه وسلم خلط عليك الأمر ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خبأت لك
خبأ فقال بن صياد هو الدخ فقال له رسول الله اخسأ فلن
تعدو قدرك فقال له عمر بن الخطاب دعني يا رسول الله أضرب
عنقه فقال له رسول الله إن أدركته فلن تسلط عليه وإن لم
تدركه فلا خير لك في قتله
قال بن شهاب قال سالم وسمعت بن عمر يقول انطلق
بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب إلى النخل التي فيها
ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله النخل طفق يتقي بجذوع
النخل وهو يحب أن يسمع من بن صياد شيئا قبل أن يراه
ابن صياد فرآه رسول الله وهو مضطجع على فراش في قطيفة له فيها
زمزمة فرأت أم بن صياد رسول الله وهو يتقي بجذوع النخل
فقالت لابن صياد فقال رسول الله لو تركتيه
188

قال ابن عمر فقام رسول الله في الناس فأثنى على الله بما
هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني أنذركموه ما من نبي إلا قد
أنذر قومه لقد أنذر نوح قومه ولكني أقول لكم فيه قولا لم يقله
نبي لقومه تعلموا أنه أعور وأن الله ليس بأعور
189

ذكر الإخبار عن وصف الملحمة التي تكون
للمسلمين مع بني الأصفر قبل
خروج المسيح الدجال
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا محمد بن
أبي بكر المقدمي قال حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن حميد بن
هلال عن أبي قتادة
191

عن أسير بن جابر قال هاجت ريح ونحن عند عبد الله
فغضب ابن مسعود حتى عرفنا الغضب في وجهه فقال ويحك
إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة ثم ضرب
بيده إلى الشام وقال عدو يجتمع للمسلمين من ها هنا
فيلتقون فتشترط شرطة الموت لا ترجع إلا وهي غالبة
فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفئ هؤلاء وهؤلاء وكل غير
غالب وتفنى الشرطة ثم تشترط الغد شرطة الموت لا ترجع إلا
وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفئ هؤلاء وهؤلاء وكل
غير غالب وتفنى الشرطة ثم تشترط الغد شرطة الموت في اليوم الثالث
لا ترجع إلا وهي غالبة فيقتتلون حتى تغيب الشمس فيفئ هؤلاء
وهؤلاء وكل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يلتقون في اليوم الرابع
فيقاتلونهم ويهزمونهم حتى تبلغ الدماء نحر الخيل ويقتتلون حتى
إن بني الأب كانوا يتعادون على مائة فيقتلون حتى لا يبقي منهم
رجل واحد فأي ميراث يقسم بعد هذا وأي غنيمة يفرح بها ثم
يستفتحون القسطنطينية فبينما هم يقسمون الدنانير بالترسة إذ
أتاهم فزع أكبر من ذلك إن الدجال قد خرج في ذراريكم
192

فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون ويبعثون طليعة فوارس قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم هم يومئذ خير فوارس الأرض إني لأعلم أسماءهم وأسماء
آبائهم وقبائلهم وألوان خيولهم
ذكر الإخبار عن وصف العلامتين اللتين تظهران
عند خروج المسيح الدجال من وثاقه
أخبرنا هارون بن عيسى بن السكين ببلد الموصل قال
193

حدثنا الفضل بن موسى مولى بني هاشم قال حدثنا عون بن كهمس
قال حدثني أبي عن عبد الله بن بريدة
عن يحيى بن يعمر أنه قال لفاطمة بنت قيس حدثيني بشئ
سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تحدثيني بشئ لم تسمعيه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم قالت نعم نودي بالصلاة جامعة فاجتمع الناس
وفزعوا قالت فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فحمد الله وأثنى
عليه وقال إني لم تولا لرغبة ولا لرهبة ولكن حديث حدثنيه
تميم الداري زعم أنه ركب البحر في ثلاثين رجلا من لخم
وجذام قال فلعب بنا البحر وربما قال لعب بنا الموج
شهرا ثم قذف بنا السفية إلى جزيرة في البحر قال فخرجنا
إليها فلقيتنا جارية تجر شعرها لا ندري مقبلة هي أم مدبرة قلنا ما
أنت قالت أنا الجساسة قلنا أخبرينا قالت عليكم بصاحب الدير
وهو يخبركم ويستخبركم قال فدخلنا عليه فإذا رجل ذكر من
عظمه ما شاء الله وهو موثق إلى حبل بالحديد فقلنا من أنت
قال أخبروني عما أسألكم عنه قالوا سلنا قال ما فعل نخل
بيسان يطعم قلنا نعم قال يوشك أن لا يطعم ثم قال
أخبروني عن عين زغر بها ماء قلنا نعم قال يوشك أن لا يكون
بها ماء ثم قال أخبروني عن هذا الرجل هل خرج قالوا
نعم قال إنه صادق فاتبعوه فقلنا من أنت قال أنا الدجال
قال كهمس فذكر بن بريدة شيئا لم أحفظه إلا أنه قال
194

تطوي له الأرض ويأتي على جميعهن في أربعين صباحا
ذكر العلامة الثالثة التي تظهر في العرب عند خروج
الدجال من وثاقه كفانا الله وكل مسلم شره وفتنته
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني قال حدثنا عبد الملك بن
سليمان القرقساني قال حدثنا عيسى بن يونس قال حدثنا عمران بن
سليمان القمي عن الشعبي قال
سمعت فاطمة بنت قيس تقول صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر
195

فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أنذركم الدجال فإنه لم يكن نبي
قبلي إلا وقد أنذره أمته وهو كائن فيكم أيتها الأمة إنه لا نبي
بعدي ولا أمة بعدكم ألا إن تميما الداري أخبرني أن ابن عم له
وأصحابه ركبوا بحر الشام فانتهوا إلى جزيرة من جزائره فإذا هم
بدهماء تجر شعرها قالوا ما أنت قالت الجساسة
أو الجاسسة قالوا أخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم عن
شئ ولا سائلتكم عنه ولكن ائتوا الدير فإن فيه رجلا
بالأشواق إلى لقائكم فأتوا الدير فإذا هم برجل ممسوح
العين موثق في الحديد إلى سارية فقال من أين أنتم ومن
أنت قالوا من أهل الشام قال فمن أنتم قالوا نحن
العرب قال فما فعلت العرب قالوا خرج فيهم نبي بأرض
تيماء قال فما فعل الناس قالوا فيهم من صدقة وفيهم من
كذبه قال أما إنهم إن يصدقوه ويتبعوه خير لهم لو كانوا يعلمون
ثم قال ما بيوتكم قالوا من شعر وصوف تغزله نساؤنا قال
فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعلت بحيرة
طبرية قالوا تدفق جوانبها يصدر من أتاها فضرب بيده على
فخذه ثم قال هيهات ثم قال ما فعلت عين زغر قالوا تدفق
196

جوانبها يصدر من أتاها قال فضرب بيده على فخذه ثم قال
هيهات ثم قال ما فعل نخل بيسان قالوا يؤتي جناه في كل
عام قال فضرب بيده على فخذه ثم قال هيهات ثم قال أما
إني لو قد حللت من وثاقي هذا لم يبق منهل إلا وطئته إلا مكة
وطيبة فإنه ليس لي عليهما سبيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه
طيبة حرمتها كما حرم إبراهيم مكة والذي نفسي بيده ما فيها
نقب في سهل ولا جبل إلا وعليه ملكان شاهرا السيف يمنعان
الدجال إلى يوما القيامة
197

أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أحمد بن يحيى بن حميد
الطويل عن حماد بن سلمة عن داود بن أبي هند عن الشعبي
عن فاطمة بنت قيس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم
مسرعا فصعد المنبر فنودي في الناس الصلاة جامعة فاجتمع
الناس فقال أيها الناس إني لم أدعكم لرغبة ولا لرهبة نزلت
ولكن تميما الداري أخبرني أن ناسا من أهل فلسطين ركبوا البحر
فقذفتهم الريح إلى جزيرة من جزائر البحر فإذا هم بدابة لا يدري
أذكر هو أم أنثى من كثرة الشعر فقالوا من أنت قالت أنا
الجساسة قالوا أخبرينا قالت ما أنا بمخبرتكم ولا مستخبرتكم
ولكن ها هنا من هو فقير إلى أن يخبركم وإلى أن يستخبركم فأتوا
الدير فإذا برجل مرير مصفد بالحديد فقال من أنتم قالوا
نحن العرب قال هل بعث النبي قالوا نعم قال فهل تبعته
198

العرب قالوا نعم قال ذلك خير لهم قال ما فعلت فارس
قالوا لم يظهر عليها قال أما إنه سيظهر عليها ثم قال ما فعلت
عين زغر قالوا تدفق ملأى قال فما فعل نخل بيسان قالوا قد
أطعم أوائله فوثب عليه وثبة حتى خشينا أن والجمود فقلنا من أنت
قال أنا الدجال أما إني سأطأ الأرض كلها إلا مكة وطيبة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشروا معشر المسلمين هذه طيبة لا يدخلها
ذكر الإخبار عما يجب على المرء من المبادرة بالأعمال
الصالحة قبل خروج المسيح نعوذ بالله منه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا أمية بن بسطام قال
حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن
زياد بن رياح
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالعمل ستا
الدجال والدخان ودابة الأرض وطلوع الشمس من مغربها
199

وأمر فضالة وخويصة أحدكم
ذكر البيان بأن هذا العدد المذكور للأشياء
المتوقعة قبل خروج المسيح ليس بعدد
لم يرد به النفي عما وراءه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
200

إبراهيم قال أخبرنا النضر بن شميل قال حدثنا شعبة قال حدثنا
الفرات القزاز قال سمعت أبا الطفيل يحدث
عن حذيفة بن أسيد قال بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن
تحتها إذا أشرف علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما تتذاكرون قلنا
نذكر الساعة قال فإنها لا تكون حتى يكون بين يديها عشر
آيات طلوع الشمس من مغربها والدجال والدخال وعيسى ابن
مريم والدابة وخروج يأجوج ومأجوج وخسف بالمشرق
وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من موضع
كذا قال أحسبه قال نقيل معهم حيث قالوا وتنزل معهم
حيث ينزلون
201

قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل
عن حذيفة بن أسيد مثله ولم يرفعه
ذكر الإخبار عن الموضع الذي يخرج
من ناحية الدجال
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم قال حدثنا محمد بن
مسلم بن وارة قال حدثنا محمد بن سعيد بن سابق قال حدثنا عمرو بن
أبي قيس عن مطرف عن الشعبي عن بلال بن أبي هريرة
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يخرج الدجال من هاهنا
وأشار نحو المشرق
202

قال أبو حاتم رضي الله عنه قول أبي هريرة وأشار نحو
المشرق أراد به البحرين لأن البحرين مشرق المدينة وخروج
الدجال يكون من جزيرة من جزائرها لا من خراسان والدليل على
صحة هذا أنه موثق في جزيرة من جزائر
البحر على ما أخبر تميم
الداري وليس بخراسان بحر ولا جزيرة
ذكر الإخبار عن السبب الذي يكون
خروج المسيح به
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا روح بن أسلم قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب
وعبيد الله بن عمر عن نافع
203

أن ابن عمر رأى بن صائد في سكة من سكك المدينة فسبه
ابن عمر ووقع فيه فانتفخ حتى سد الطريق فضربه ابن عمر
بعصا فسكن حتى عاد فانتفخ حتى سد الطريق فضربه ابن عمر
بعصا معه حتى كسرها عليه فقالت له حفصة ما شأنك وشأنه
ما يولعك به أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما يخرج الدجال
من غضبة يغضبها
قال أبو حاتم رضي الله عنه رؤية حفصة ابن عمر وضربه
204

حيث كان يضرب المسيح بالعصا كان ذلك في حياة رسول
الله صلى الله عليه وسلم
ذكر الإخبار عن العلامة التي يعرف بها
الدجال عنه خروجه
أخبرنا الحسن بن سفيان قال حدثنا العباس بن الوليد
النرسي قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا سعيد عن قتادة
عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن بين عينيه مكتوب
ك ف ر يقرؤه كل مؤمن من أمي وكاتب يعني الدجال
205

ذكر الإخبار عن وصف عين الدجال التي هي
العوراء من عينيه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عبيد
الله بن معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن حبيب بن
الزبير عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الرحمن بن أبزى عن
عبد الله بن خباب
عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الدجال عينه
خضراء كزجاجة وتعوذوا بالله من عذاب القبر
206

ذكر الإخبار عن وصف خلقة الدجال
ومن كان يشبه من هذه الأمة
أخبرنا سليمان بن الحسن العطار قال حدثنا عبيد الله بن
معاذ بن معاذ قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة عن سماك عن عكرمة
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدجال فقال أعور
هجان أزهر كأن رأسه أصلة أشبه الناس بعبد العزى بن قطن
فإن هلك الهلك فإن ربكم ليس بأعور
207

ذكر الإخبار عن فرار الناس من المسيح عند ظهوره
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا مجاهد بن موسى المخرمي
قال حدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا بن جريج عن أبي الزبير قال
سمعت جابرا يقول حدثتني أم شريك أنها سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ليفرن الناس من الدجال في الجبال قالت أم
شريك يا رسول الله فأين العرب يومئذ قال هم قليل
208

ذكر الإخبار عن تبع الدجال نعوذ بالله من شرهم
أخبرنا محمد بن الحسين بن الخليل قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد قال حدثنا الأوزاعي قال
حدثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال
حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبع
الدجال سبعون ألفا من يهود أصبهان عليهم الطيالسة
ذكر الإخبار عن بعض الفتن التي يبتلي الله
جل وعلا البشر بكونه مع المسيح
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا جرير عن اني عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن
حراش قال
اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال حذيفة أنا أعلم بما مع
الدجال منه إن معه نهرا من نار ونهرا من ماء فالذي يرون أنه
نار ماء والذي يرون أنه ماء نار فمن أدرك ذلك منكم فأراد
الماء فليشرب من الذي يرى أنه نار فإنه سيجده ماء
209

قال أبو مسعود هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
210

ذكر خبر قد يوهم غير المتبحر في صناعة العلم
أنه مضاد لخبر أبي مسعود الذي ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم الحنظلي قال أخبرنا جرير عن إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن أبي حازم
عن المغيرة بن شعبة قال قلت يا رسول الله بلغني أن
مع الدجال جبال الخبز وأنهار الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هو أهون على الله من ذلك قال المغيرة فكنت من أكثر الناس
سؤالا عنه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بالذي يضرك
قال أبو حاتم رضي الله عنه إنكار المصطفى صلى الله عليه وسلم على المغيرة
بأن مع الدجال أنهار الماء ليس يضاد خبر أبي مسعود والذي
ذكرناه لأنه أهون على الله من أن يكون معه نهر الماء يجري
والذي معه يرى أنه ماء ولا ماء من غير أن يكون بينهما تضاد
ذكر الإخبار عن البعض الآخر من الفتن
التي تكون مع الدجال
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا بن أبي السري قال حدثنا
211

عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
أن أبا سعيد الخدري حدثه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الدجال فقال فيما حدثنا يأتي الدجال وهو محرم عليه أن
يدخل أنقاب المدينة فيخرج إليه رجل وهو خير الناس يومئذ
أو من خيرهم فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته
أتشكون في الأمر فيقولون لا فيسلط عليه فيقتله ثم يحيه
فيقول حين يحيى والله ما كنت بأشد بصيرة فيك مني الآن فيريد
قتله الثانية فلا يسلط عليه
212

قال معمر يرون أن أهل الرجل الذي يقتله الدجال ثم
يحييه الخضر
ذكر الخبر الدال على أن الدجال لا يفتتن به كل
الناس ولا يزيل الإمامة عمن كانت له
إلى نزول عيسى ابن مريم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا عبد
الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي عن
ابن شهاب أن نافع بن أبي نافع مولى أبي قتادة أخبره
أن أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أنتم إذا نزل ابن
مريم فيكم وإمامكم منكم
213

ذكر الإخبار عن نفي دخول الدجال
حرم الله جل وعلا
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا
عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي
قال حدثني إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال
حدثني أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس من
بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة ليس نقب من أنقابها إلا
عليه الملائكة صافين يحرسونها فينزل السبخة فترجف المدينة
بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه كل كافر ومنافق
214

ذكر الإخبار عن نفي دخول الدجال
مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الكبير بن عمر الخطابي قال حدثنا أحمد بن
سنان قال حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة يأتيها الدجال فيجد
215

الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال ولا الطاعون إن شاء
الله تعالى
ذكر الإخبار عن وصف عدد الملائكة التي تحرس حرم
المصطفى صلى الله عليه وسلم عن دخول الدجال إياها
أخبرنا محمد بن صالح بن ذريح بعكبرا قال حدثنا
مسروق بن المرزبان قال حدثنا أبي عن مسعر بن كدام عن سعد بن
إبراهيم عن أبيه
عن أبي بكرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل المدينة رعب
المسيح لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان
216

ذكر الإخبار عن ظهور أهل المدينة على
من يكون مع الدجال في ذلك الزمان
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا
ابن وهب قال أخبرنا يونس عن بن شهاب قال حدثني سالم بن
عبد الله
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلكم اليهود فتنظرون
عليهم حتى يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي
ورائي فاقتله
217

ذكر الإخبار عن العلامة التي بها يعرف
نجاة المرء من فتنة الدجال
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا
يحيى بن آدم عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن سليمان بن
ميسرة عن طارق بن شهاب
عن حذيفة قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الدجال فقال
لفتنة بعضكم أخوف عندي من فتنة الدجال إنها ليست من فتنة
صغيرة ولا كبيرة إلا تتضع لفتنة الدجال فمن نجا من فتنة ما قبلها
نجا منها وإنه لا يضر مسلما مكتوب بين عينيه كافر
مهجاة كفر
218

ذكر البيان بأن تميم هم أشد هذه الأمة على الدجال
نعوذ بالله من شر الدجال
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا جرير عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث
سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم منهم سبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكان على بعضهم رقبة من بني إسماعيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أعتقها فإنها من ولد إسماعيل وجاءته صدقات بني تميم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه صدقات قومنا وسمعته يقول هم أشد
أمتي على الدجال
219

ذكر الإخبار عن فتح الله جل وعلا على
المسلمين عند قتالهم الدجال
أخبرنا علي بن حمدون بن هشام قال حدثنا أحمد بن
سعيد الدارمي قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا شعبة عن
سماك بن حرب عن جابر بن سمرة
عن نافع بن عتبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تقاتلون جزيرة
العرب فيفتحه الله عليكم وتقاتلون فارس فيفتحه الله عليكم
ثم تقاتلون الدجال فيفتحه الله عليكم
220

ذكر الإخبار عن البلد الذي يهلك الله
جل وعلا الدجال به
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا موسى بن إسماعيل
قال حدثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي المسيح من قبل
المشرق وهمته المدينة حتى ينزل عند أحد ثم يغدو قبل
الشام وهناك يهلك
ذكر الإخبار عن قاتل المسيح ووصف
الموضع الذي يقتله فيه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا يزيد ابن
موهب قال حدثني الليث بن سعد عن ابن شهاب أنه سمع عبد الله بن
221

ثعلبة الأنصاري يحدث عن عبد الرحمن بن يزيد الأنصاري من بني
عمرو بن عوف قال
سمعت عمي مجمع بن جارية يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول يقتل بن مريم الدجال بباب لد
222

ذكر قدر مكث الدجال في الأرض عند
خروجه من وثاقه
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
يونس بن محمد قال حدثنا صالح بن عمر قال حدثنا عاصم بن كليب
عن أبيه قال
سمعت أبا هريرة يقول أحدثكم ما سمعت من رسول
الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق حدثنا رسول الله أبو القاسم الصادق
المصدوق إن الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل
المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة فيبلغ ما شاء الله من
الأرض في أربعين يوما الله أعلم ما مقدارها الله أعلم
ما مقدارها مرتين وينزل الله عيسى ابن مريم فيؤمهم فإذا
رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده قتل الله
الدجال وأظهر المؤمنين
223

قال أبو حاتم رضي الله عنه في هذا الخبر فيؤمهم أراد
به فيأمرهم بالإمامة إذا العرب تنسب الفعل إلى الآمر كما تنسبه
إلى الفاعل كما ذكرنا في غير موضع من كتبنا
ذكر ذوبان الدجال عند رؤيته عيسى ابن مريم
قبل قتله إياه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون قال حدثنا أبو ثور
قال حدثنا معلى بن منصور قال حدثنا سليمان بن بلال قال حدثنا
سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
تنزل الروم بالأعمال أو بدابق فيخرج إليهم جيش من أهل
المدينة هم خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم
خلو بيننا وبين الذي سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله
لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله
عليهم أبدا ثم يقتل ثلثهم وهم أفضل الشهداء عند الله
ويفتتح ثلث وعزائمه القسطنطينية فبينما هم يقسمون الغنائم
قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان إن المسيح قد
خلفكم في أهاليكم فيخرجون وذلك باطل فإذا جاؤوا الشام
224

خرج يعني الدجال فبينما هم يعدون للقتال ويسوون
الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فإذا رآه
عدو الله يذوب كما يذوب الملح ولو تركوه لذاب حتى يهلك ولكنه
يقتله الله بيده فيريهم دمه بحربته
ذكر الإخبار عن وصف الأمن الذي يكون في
الناس بعد قتل بن مريم الدجال
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا معاذ بن هاشم قال حدثني أبي عن قتادة عن
عبد الرحمن بن آدم
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء إخوة
لعلات وأمهاتهم شتى وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم وإنه
نازل فاعرفوه فإنه رجل ينزع إلى الحمرة والبياض كأن رأسه
225

يقطر وإن لم يصبه بلة وإنه يدق الصليب ويقتل الخنزير
ويفيض المال ويضع الجزية وإن الله يهلك في زمانه الملل كلها
غير الإسلام ويهلك الله المسيح الضال الأعور الكذاب ويلقي
الله الأمنة حتى يرعى الأسد مع الإبل والنمر مع البقر والذئاب
مع الغنم ويلعب الصبيان مع الحيات لا يضر
بعضهم بعضا
ذكر الإخبار عما يفعل عيسى ابن مريم
بمن نجاه الله من فتنة المسيح
أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق قال
حدثنا الوليد بن عتبة قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا ابن جابر
عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن
النواس بن سمعان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عيسى
ابن مريم يأتي قوما قد عصمهم الله من الدجال فيمسح وجوههم
بدرجاتهم في الجنة
226

ذكر الإخبار عن رفع التباغض والتحاسد
والشحناء عند نزول عيسى ابن مريم
صلوات الله عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عمرو بن محمد العنقزي قال حدثنا ليث بن سعد
عن المقبري عن عطاء بن ميناء
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينزلن ابن مريم
حكما عادلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير وليضعن الجزية
ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ولتذهبن الشحناء والتباغض
والتحاسد وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد
227

ذكر البيان بأن نزول عيسى بن مريم
من أعلام الساعة
أخبرنا محمد بن الحسن بن الخليل قال حدثنا هشام بن
عمار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن
عاصم عن أبي رزين عن أبي يحيى مولى ابن عفراء
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله وإنه لعلم
للساعة قال نزول عيسى بن مريم من قبل
يوم القيامة
228

ذكر خبر قد يوهم من لم يحكم صناعة الحديث
أن خبر عمرو بن محمد الذي ذكرناه وهم
أخبرنا بن قتيبة قال حدثنا يزيد بن موهب قال حدثني
الليث بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي
بيده ليوشكن أن ينزل فيكم بن مريم حكما مقسطا يكسر
الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى
لا يقبله أحد
230

قال أبو حاتم رضي الله عنه سمع هذا الخبر ليث بن سعد
عن سعيد المقبري عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة وسمعه عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة فالطريقان
جميعا محفوظان
ذكر البيان بأن إمام هذه الأمة عند نزول عيسى بن مريم
يكون منهم دون أن يكون عيسى إمامهم في ذلك الزمان
أخبرنا محمد بن المنذر بن سعيد قال حدثنا يوسف بن
سعيد بن مسلم حدثنا حجاج عن بن جريج قال أخبرني أبو الزبير
أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم
القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعال صل لنا
فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء لتكرمة الله هذه
231

الأمة
ذكر الإخبار بأن عيسى بن مريم يحج
البيت العتيق بعد قتله الدجال
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر قال حدثنا
محمد بن بشار قال حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن
الزهري عن حنظلة بن علي الأسلمي
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليهلن بن مريم بفج
الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما
232

ذكر البيان بأن عيسى بن مريم إذا نزل
يقاتل الناس على الإسلام
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا هدبة بن
خالد قال حدثنا همام بن يحيى قال حدثنا قتادة عن عبد الرحمن
ابن آدم
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الأنبياء كلهم إخوة
لعلات أمهاتهم شتى ودينهم واحد وأنا أولى الناس بعيسى
ابن مريم إنه ليس بيني وبينه نبي وإنه نازل إذا رأيتموه
فاعرفوه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض بين مصرين كأن
رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل فيقاتل الناس على الإسلام فيدق
الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويهلك الله في زمانه
الملل كلها إلا الإسلام ويهلك المسيح الدجال وتقع الأمنة في
الأرض حتى ترتع الأسد مع الإبل ومصرا مع البقر والذئاب
233

مع الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم فيمكث في
الأرض أربعين سنة ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون صلوات
الله عليه
ذكر الإخبار عن قدر مكث عيسى ابن مريم
في الناس بعد قتله الدجال
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع السختياني قال حدثنا
234

عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا الحسن بن موسى الأشيب قال حدثنا
شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن الحضرمي بن لاحق
عن أبي صالح
عن عائشة قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقال
ما يبكيك قالت يا رسول الله ذكرت الدجال قال
فلا تبكين فإن يخرج وأنا حي أكفيكموه وإن مت فإن ربكم ليس
بأعور وإنه يخرج معه اليهود فيسير حتى ينزل بناحية المدينة
وهي يومئذ لها سبعة أبواب على كل باب ملكان فيخرج إليه شرار
أهلها فينطلق حتى يأتي لد فينزل عيسى بن مريم فيقتله ثم يلبث
عيسى في الأرض أربعين سنة أو قريبا من أربعين سنة إماما
عدلا وحكما مقسطا
235

ذكر البيان بأن خروج المهدي إنما يكون بعد
ظهور الظلم والجور في الدنيا وغلبهما
على الحق والجد
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يحيى بن سعيد قال حدثنا عوف قال حدثنا أبو الصديق
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم
الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا ثم يخرج رجل من أهل
بيتي أو عترتي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وعدوانا
ذكر الإخبار عن وصف اسم المهدي واسم أبيه ضد قول
من زعم أن المهدي عيسى ابن مريم
أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام بالأبلة قال حدثنا
عمرو بن علي بن بحر قال حدثنا بن مهدي عن سفيان عن عاصم
عن زر
236

عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى
يملك الناس رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه
اسم أبي فيملؤها قسطا وعدلا
ذكر البيان بأن المهدي يشبه خلقه
خلق المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني قال حدثنا
237

علي بن المنذر قال حدثنا بن فضيل قال حدثنا عثمان بن شبرمة عن
عاصم بن أبي النجود عن زر
عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يخرج رجل من أمتي
يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملؤها قسطا وعدلا كما ملئت
ظلما وجورا
ذكر الإخبار عن وصف المدة التي تكون
للمهدي في آخر الزمان
أخبرنا محمد بن علي بن العباس المروزي بالبصرة قال
حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا شيبان بن
عبد الرحمن عن مطر الوراق عن أبي الصديق الناجي
عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يملك رجل من أهل بيتي أقنى يملأ الأرض عدلا كما ملئت
قبله ظلما يملك سبع سنين
238

أبو الصديق اسمه بكر بن قيس الناجي
ذكر الموضع الذي يبايع فيه المهدي
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا
إسحاق بن سليمان الرازي قال سمعت بن أبي ذئب يذكر عن
سعيد بن سمعان
أنه سمع أبا هريرة يحدث أبا قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
يبايع لرجل بين الركن والمقام ولن يستحل هذا البيت إلا أهله
فإذا استحلوه فلا تسل عن هلكة العرب ثم تظهر الحبشة
فيخربونه خرابا لا يعمر بعده أبدا وهم الذين يستخرجون كنزه
239

ذكر الإخبار عن كثرة خلق الله جل وعلا
النسل من أولاد يأجوج ومأجوج
أخبرنا أبو عروبة قال حدثنا محمد بن وهب
أبي كريمة قال حدثنا محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن
أبي أنيسة عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي
240

عن بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن يأجوج ومأجوج أقل
ما يترك أحدهم لصلبه ألفا من الذرية وإن من ورائهم أمما
ثلاثة منسك وتأويل وتاريس لا يعلم عددهم إلا الله
241

ذكر الإخبار بأن يأجوج ومأجوج محاصرون
إلى وقت يأذن الله جل وعلا بخروجهم
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير قال حدثنا أحمد بن
242

المقدام العجلي قال حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي
يحدث عن قتادة أن أبا رافع حدثه
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يحفرون في كل
يوم حتى يكادوا أن يروا شعاع الشمس فيقولون نرجع إليه
غدا فيرجعون وهو أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد الله أن
يبعثهم على الناس قالوا نرجع إليه غدا إن شاء الله فيرجعون
إليه كهيئة ما تركوه فيحفرونه فيخرجون
على الناس فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم فيفر الناس منهم إلى حصونهم
243

ذكر الإخبار عن وصف الفتنة التي يبتلي الله عباده بها
عند خروج يأجوج ومأجوج
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا أبي عن ابن إسحاق
قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة الأنصاري ثم الظفري عن محمود بن
لبيد أحد بني عبد الأشهل
244

عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
تفتح يأجوج ومأجوج ويخرجون على الناس كما قال الله وهم من
كل حدب ينسلون وينحاز المسلمون عنهم إلى
مدائنهم وحصونهم ويضمون إليهم مواشيهم ويشربون مياه
الأرض حتى إن بعضهم ليمر بذلك النهر فيقول قد كان هاهنا
ماء مرة حتى إذا لم يبق من الناس أحد إلا في حصن أو مدينة
قال قائلهم هؤلاء أهل الأرض قد فرغنا منهم بقي أهل السماء
قال ثم يهز أحدهم حربته ثم يرمي بها إلى السماء فترجع إليهم
خضبة دما للبلاء والفتنة فبينما هم على
ذلك يبعث الله دودا في
أعناقهم كنغف الجراد الذي يخرج في أعناقهم فيصبحون موتى
حتى لا يسمع لهم حس فيقول المسلمون ألا رجل يشري لنا
نفسه فينظر ما فعل هؤلاء العدو فيتجرد رجل منهم لذلك محتسبا
لنفسه على أن مقتول فيجدهم موتى بعضهم على بعض فينادي
يا معشر المسلمين ألا أبشروا فإن الله قد كفاكم عدوكم
فيخرجون عن مدائنهم وحصونهم ويسرحون مواشيهم
245

ذكر الإخبار بأن ردم يأجوج ومأجوج
قد فتح منه الآن الشئ اليسير
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي قال حدثنا
سريج بن يونس قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة عن زينب
بنت أم سلمة
عن أم حبيب قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لا إله إلا
الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج
ومأجوج وحلق بيده عشرة قال قلت يا رسول الله أنهلك وفينا
الصالحون قال نعم إذا كثر الخبث
246

ذكر الإخبار عن نفي انقطاع الحج
بعد خروج يأجوج ومأجوج
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي
قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عمران القطان عن قتادة عن عبد الله بن
أبي عتبة
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحجن
هذا البيت وليعتمرن بعد خرج يأجوج ومأجوج
247

ذكر الإخبار عن تتابع الآيات وتواترها
إذا ظهرت في الأرض أوائلها
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا أبو الربيع الزهراني قال
حدثنا أبي قال حدثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خروج الآيات بعضها
على بعض تتابعن كما تتتابع الخرز
ذكر البيان بأن الفتن إذا وقعت والآيات إذا ظهرت
كان في خللها طائفة على الحق ابدا
أخبرنا علي بن الحسن بن سلم الأصفهاني قال حدثنا
248

محمد بن عصام بن يزيد قال حدثنا أبي قال حدثنا شعبة بن الحجاج
عن معاوية بن قرة قال
سمعت أبي يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال ناس من أمتي
منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الجنيد قال حدثنا قتيبة بن
سعيد قال حدثنا الليث بت سعد عن بن عجلان عن القعقاع بن
حكيم عن أبي صالح
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال على هذا الأمر
عصابة على الحق لا يضرهم خلاف من خالفهم حتى يأتيهم أمر
الله وهم على ذلك
249

ذكر الإخبار عن وصف الطائفة المنصورة التي
تكون على الحق إلى أن تأتي الساعة
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا حرملة بن
يحيى قال حدثنا بن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن يزيد بن
أبي حبيب حدثه
أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه أنه كان عند مسلمة بن
مخلد وعنده عبد الله بن عمرو فقال عبد الله لا تقوم الساعة إلا
على شرار الخلق هم شر من أهل الجاهلية لا يدعون الله بشئ
إلا رده عليهم فبينا هم كذلك أقبل عقبة بن عامر فقال له مسلمة
يا عقبة اسمع ما يقول عبد الله فقال عقبة هو أعلم وأما أنا
فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على
أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم
الساعة وهم على ذلك فقال عبد الله ثم يبعث الله ريحا ريحها
ريح المسك ومسها مس الخز فلا تترك نفسا في قلبه مثقال
250

حبة من إيمان إلا قبضته ثم يبقى شرار الناس فعليهم
تقوم الساعة
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا روح بن عبادة حدثنا شعبة عن سماك بن حرب
أنه سمع جابر بن سمرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يزال هذا الدين يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم
الساعة
251

ذكر الإخبار عن نفي قبول الإيمان في الابتداء
بعد طلوع الشمس من مغربها
أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا القعنبي قال
حدثنا عبد العزيز بن محمد عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت آمن الناس كلهم
أجمعون فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل
أو كسبت في إيمانها خيرا
ذكر الإخبار عن خروج النار التي
تخرج قبل قيام الساعة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال حدثنا حرملة بن
252

يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن ابن شهاب قال
حدثني سعيد بن المسيب
أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة
حتى تخرج نار أعناق الإبل ببصرى
253

ذكر الإخبار عن وصف سير النار التي
تخرج في آخر الزمان
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا مجاهد بن
موسى قال حدثنا عثمان بن عمر قال حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن
أبي جعفر عن رافع بن بشر السلمي
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك أن تخرج نار من حبس
تسير سير بطيئة الإبل تسير بالنهار وتكمن صارت يقال
غدت النار أيها الناس فاغدوا قالت النار أيها الناس فقيلوا راحت
النار أيها الناس فروحوا من أدركته أكلته
254

ذكر الإخبار عن الموضع الذي يكون منتهى
سير النار التي ذكرناها إليه
أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك ببغداد قال حدثنا
علي بن المديني قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا أبي قال
سمعت الأعمش يحدث عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن
حبيب بن حماز
عن أبي ذر قال أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا ذا
الحليفة يتناولان رجال إلى المدينة فباتوا بها فلما أصبح سأل
عنهم فقيل تعجلوا إلى المدينة فقال تعجلوا إلى المدينة
255

والنساء أما إنهم سيتركونها أحسن ما كانت وقال للذين تخلفوا
معه معروفا ثم قال ليت شعري متى تخرج نار من اليمن من
جبل الوراق تضئ لها أعناق الإبل وهي تنزل ببصرى
كضوء النهار
قال علي بصري بالشام
ذكر الإخبار عن تقارب الزمان قبل قيام الساعة
أخبرنا أحمد بن عبد الله بحران قال حدثنا النفيلي قال
حدثنا زهير بن حرب بن معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه أبي صالح
256

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة
حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر ويكون الشهر كالجمعة
وتكون الجمعة كاليوم ويكون اليوم كالساعة وتكون الساعة
كاحتراق السعفة أو الخوصة
ذكر الخصال التي يتوقع كونها قبل قيام الساعة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال حدثنا سفيان بن عيينة عن فرات القزاز أنه سمع أبا
الطفيل يحدث
عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد قال أشرف علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر فقال ماذا كنتم تتذاكرون قلنا كنا نتذاكر
الساعة فقال إنها لا تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات الدجال
والدخال وعيسى بن مريم ويأجوج ومأجوج والدابة وطلوع
الشمس من مغربها وثلاث خسوف خسف بالمشرق وخسف
257

بالمغرب وخسف بجزيرة العرب وآخر ذلك نار تخرج من قعر
عدن أو عدن أو اليمن تطرد الناس إلى المحشر
ذكر أمارة يستدل بها على قيام الساعة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن إسماعيل
البخاري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس حدثني زفر بن عبد الرحمن بن
أردك عن محمد بن سليمان بن والبة عن سعيد بن جبير
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال والذي نفس
محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش والبخل ويخون
الأمين ويؤتمن الخائن ويهلك الوعول وتظهر التحوت قالوا يا
رسول الله وما الوعول والتحوت قال الوعول وجوه الناس
وأشرافهم والتحوت الذين كانوا تحت أقدام الناس
لا يعلم بهم
258

قال أبو حاتم سمع سعيد بن جبير أبا هريرة وهو ابن عشر
سنين إذا ذاك
ذكر البيان بأن الساعة تقوم والناس
في أسواقهم وأشغالهم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد قال حدثنا
محمد بن مشكان قال حدثنا شبابة قال حدثنا ورقاء قال حدثنا
أبو الزناد قال حدثنا الأعرج
أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتقومن الساعة
وثوبهما بينهما لا يطويانه ولا يتبايعانه ولتقومن الساعة وقد انصرف بلبن
لقحته لا يطعمه ولتقومن الساعة وهو يلوط حوضه لا يسقيه
ولتقومن الساعة ورفع لقمته إلى فيه لا يطعمها
259

ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا علي بن عبد الحميد الغضائري بحلب والبجيري
بصغد قالا حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا معتمر بن سليمان
قال حدثني ميسور عن أبي الحارث
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تقوم الساعة على
رجلين بينهما ثوب يتبايعانه فلا هما ينشرانه ولا هما يطويانه وتقوم
الساعة على رجل وفي فيه لقمة فلا هو يسيغها ولا هو يلفظها
قال أبو حاتم رضي الله عنه أبو الحارث هذا هو محمد بن
زياد فأعظم هو بن عبد الرحمن
ذكر البيان بأن من أدرك الساعة وهو حي
كان من شرار الناس
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع قال حدثنا عثمان بن
260

أبي شيبة قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن
أبي وائل
عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من شرار
الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء ومن يتخذ القبور مساجد
261

ذكر الإخبار عن وصف الناس الذين
يكون قيام الساعة على رؤوسهم
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان قال حدثنا نوح بن
حبيب قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ثابت
عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم
الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله
262

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن
هذا الخبر تفرد به عبد الرزاق
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي قال حدثنا إسحاق بن
إبراهيم قال أخبرنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت
عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة
حتى لا يقال في الأرض الله الله
263

ذكر الإخبار عن وصف من يكون
قيام الساعة عليهم
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو خيثمة
قال حدثنا بن مهدي قال حدثنا شعبة عن علي بن الأقمر عن
أبي الأحوص
عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة إلا على
شرار الناس
ذكر العلة التي من أجلها تقوم الساعة
على شرار الناس
أخبرنا عبد الملك بن محمد بن إبراهيم أبو الوليد بصيدا
حدثنا إسحاق حدثنا جنادة بن محمد المري حدثنا
264

ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستنتقون كما ينقى
التمر من حثالته
ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم من يبقى في آخر الزمان بحثالة التمر
أخبرنا الخليل بن محمد بن بنت تميم بن المنتصر قال
حدثنا عبد الحميد بن بيان السكري قال حدثنا خالد بن عبد الله عن
بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم
عن مرداس الأسلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
يقبض الصالحون أسلافا وفنى الصالحون الأول فالأول حتى
265

لا يبقى إلا مثل حثالة التمر والشعير لا يبالي الله بهم
ذكر الإخبار عن وصف الريح التي تجئ
تقبض أرواح الناس في آخر الزمان
أخبرنا أبو يعلى قال حدثنا عبد الغفار بن عبد الله قال
حدثنا علي بن مسهر عن سعد بن طارق عن أبي حازم
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى
تبعث ريح حمراء من قبل اليمن فيكفت الله بها كل نفس تؤمن
بالله واليوم الآخر وما ينكرها الناس من قلة من يموت فيها مات
266

شيخ في بني فلان وماتت عجوز في بني فلان ويسرى على كتاب
الله فيرفع إلى السماء فلا يبقى في الأرض منه آية وتقئ
الأرض أفلاذ كبدها من الذهب والفضة ولا ينتفع بها بعد ذلك
اليوم يمر بها الرجل فيضربها برجله ويقول في هذه كان يقتتل
من كان قبلنا وأصبحت اليوم لا ينتفع بها
قال أبو هريرة وإن أول قبائل العرب فناء قريش والذي
نفسي بيده أوشك أن يمر الرجل على النعل وهي ملقاة في الكناسة
فيأخذها بيده ثم يقول كانت هذه من نعال قريش في الناس
267

كتاب
إخباره صلى الله عليه وسلم عن مناقب الصحابة رجالهم ونسائهم
بذكر أسمائهم أجمعين
ذكر أبي بكر بن أبي قحافة الصديق
رضوان الله عليه ورحمته وقد فعل
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر حدثنا عبد الله بن
الصباح العطار حدثنا معتمر بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن
سالم بن عبد الله
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت كأني أعطيت عسا
مملوءا لبنا فشربت منه حتى تملأت فرأيتها تجري في عروقي بين
الجلد واللحم ففضلت منها فضلة فأعطيتها أبا بكر قالوا
يا رسول الله هذا علم أعطاكه الله حتى
إذا تملأت منه فضلت
فضلة فأعطيتها أبا بكر فقال صلى الله عليه وسلم قد أصبتم
269

ذكر إرادة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يتخذ الصديق خليلا
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي
حدثنا سفيان حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص
عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبرأ إلى كل خليل من خله ولو
كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن ود إخاء وإيمان
وإن صاحبكم خليل الله
270

قال سفيان يعني نفسه
271

ذكر إثبات المصطفى صلى الله عليه وسلم الأخوة والصحبة
لأبي بكر رضوان الله عليه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
ابن مهدي عن شعبة عن إسماعيل بن رجاء عن عبد الله بن أبي الهذيل
عن أبي الأحوص
عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو كنت متخذا
خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ
الله صاحبكم خليلا
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب من مسجده
خلا باب أبي بكر الصديق رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن الحسين بن مكرم حدثنا أبو معمر
القطيعي حدثنا أبو سفيان المعمري عن معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بسد الأبواب الشوارع في
272

المسجد إلا باب أبي بكر رضي الله عنه
ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم ما انتفع بمال أحد
ما انتفع بمال أبي بكر رضوان الله عليه
أخبرنا أبو خليفة حدثنا مسدد بن مسرهد حدثنا أبو معاوية
عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال قط
273

ما نفعني مال أبي بكر فبكى أبو بكر رضي الله عنه وقال ما أنا
ومالي إلا لك
ذكر عدد ما أنفق أبو بكر رضي الله عنه
على رسول الله صلى الله عليه وسلم من المال
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا أبو زرعة
الرازي حدثنا سعيد بن سليمان حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة
عن أبيه
عن عائشة قالت أنفق أبو بكر رضي الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم
274

أربعين ألفا
ذكر البيان بأن أبا بكر رضي الله عنه كان من أمن الناس
على رسول الله صلى الله عليه وسلم بماله ونفسه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا وهب بن جرير
حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة
عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في مرضه الذي مات
في عاصبا رأسه فجلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال إنه ليس من الناس أحد أمن علي بنفسه وماله من
ابن أبي قحافة ولو كنت متخذا من الناس خليلا لاتخذت أبا
بكر ولكن خلة الإسلام سدوا عني كل خوخة في المسجد غير
خوخة أبي بكر
275

قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم سدوا عني كل خوخة في المسجد
غير خوخة أبي بكر فيه دليل على أن ناحية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان أبو بكر إذا المصطفى صلى الله عليه وسلم حسم عن الناس كلهم أطماعهم في
أن يكونوا خلفاء بعده غير أبي بكر بقوله سدوا عني كل خوخة في
المسجد غير خوخة أبي بكر رضي الله عنه
ذكر البيان بأن أبا بكر رضي الله عنه كان من أمن الناس
على المصطفى صلى الله عليه وسلم بصحبته
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي بن
المديني حدثنا معن بن عيسى حدثنا مالك عن أبي النضر مولى عمر بن
276

عبيد الله عن عبيد بن حنين
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على
المنبر فقال إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا
ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك
بآبائنا وأمهاتنا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير وكان أبو بكر أعلمنا
به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمن الناس علي في ماله وصحبته
أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة
الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر
277

ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه
كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف
حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن
سليمان بن بلال عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
عن عمر بن الخطاب قال كان أبو بكر أحبنا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان خيرنا وسيدنا
278

ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه
أول من أسلم من الرجال
أخبرنا الحسين بن إسحاق الأصبهاني بالكرج حدثنا
عبد الله بن سعيد الكندي أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد حدثنا
شعبة عن الجريري عن أبي نضرة
عن أبي سعيد الخدري قال قال أبو بكر الصديق ألست
أحق الناس بهذا الأمر ألست أول من أسلم ألست صاحب كذا
ألست صاحب كذا
ذكر السبب الذي من أجله سمي
أبو بكر رضي الله عنه عتيقا
أخبرنا إبراهيم بن أبي أمية الطرسوسي وعمر بن سعيد بن
279

سنان قالا حدثنا حامد بن يحيى حدثنا سفيان عن زياد بن سعد عن
عامر بن عبد الله بن الزبير
عن أبيه قال كان اسم أبي بكر عبد الله بن عثمان فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم أنت عتيق الله من النار فسمي عتيقا
ذكر تسمية النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر ابن أبي قحافة
رضي الله عنه صديقا
أخبرنا أبو خليفة حدثا علي بن المديني حدثنا يزيد بن
زريع حدثني سعيد بن أبي عروبة حدثنا قتادة
عن أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وسلم صعد أحدا فتبعه أبو بكر
وعمر وعثمان رضي الله عنهم فرجف بهم فضربه نبي الله صلى الله عليه وسلم
280

برجله وقال أثبت أحد فما عليك إلا نبي
وصديق وشهيدان
ذكر البيان بأن أبا بكر رضي الله عنه يدعى يوم القيامة
من جميع أبواب الجنة إلى الجنة لأخذه الحظ
الوافر من كل طاعة في الدنيا
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا بن وهب
أخبرنا يونس عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن
281

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنفق زوجين
في سبيل الله نودي في الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من
أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد
دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب
الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان فقال
أبو بكر يا رسول الله معبد أنت وأمي هل يدعى أحد من تلك
الأبواب كلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم وأرجو أن تكون منهم
ذكر ترحيب أهل الجنة بابي بكر الصديق رضي الله عنه
ودعوة كل واحد منهم عند دخوله الجنة
أخبرنا الوليد بن بنان بواسط حدثنا أحمد بن محمد بن
أبي بكر السالمي حدثنا بن أبي فديك عن رباح بن أبي معروف عن
قيس بن سعد عن مجاهد
282

عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الجنة رجل
فلا يبقى أهل دار ولا أهل غرفة إلا قالوا مرحبا مرحبا إلينا
إلينا فقال أبو بكر يا رسول الله ما توى على هذا الرجل في ذلك
اليوم قال أجل وأنت هو يا أبا بكر
ذكر صحبة أبي بكر رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
في هجرته إلى المدينة
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري أخبرني عروة بن الزبير
283

أن عائشة رضي الله عنها قالت لم أعقل أبوي قط إلا وهما
يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي
النهار بكرة وعشيا فلما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل
أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغماد لقيه بن الدغنة وهو سيد
القارة فقال أين تريد يا أبا بكر فقال أبو بكر أخرجني قومي
فأريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي فقال بن الدغنة إن
مثلك يا أبا بكر لا يخرج ولا يخرج إنك تكسب المعدوم وتصل
الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق
وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلدك فارتحل بن الدغنة
فرجع مع أبي بكر فطاف بن الدغنة في كفار قريش وقال
إن أبا بكر لا يخرج مثله وتخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل
الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق
فأنفذت قريش جوار بن الدغنة وأمنوا أبا بكر رضي الله
عنه وقالت لابن الدغنة مر أبا بكر فليعبد ربه في داره ما شاء
284

وليصل فيها ما شاء وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا ولا يستعلن بالصلاة
والقراءة في غير داره ففعل
ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي
فيه وتقف عليه نساء المشركين وأبناؤهم وهم يعجبون منه
وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلا بكاء لا يملك دمعه حين يقرأ
القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش فأرسلوا إلى بن الدغنة فقدم
عليهم فقالوا إنا قد أجرنا لك أبا بكر على أن يعبد الله في داره
وإنه جاوز ذلك وابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن بالصلاة والقراءة
وإنا قد خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد
الله في داره فعل وإن أبي إلا أن يعلن ذلك فسله أن يرد إليك
ذمتك فإنا قد كرهنا أن نخبرك ولسنا مقرين لأبي بكر
بالإستعلان
فأتى بن الدغنة أبا بكر فقال يا أبا بكر قد علمت
الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد
ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في عقد رجل
عقدت له قال أبو بكر فإني أرد إليه جوارك وأرضى بجوار الله
ورسوله الله صلى الله عليه وسلم
ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين
قد أريت دار هجرتكم أريت
سبخة ذات نخل بين لا بتين
وهما الحرتان فهاجر من هاجر قبل المدينة حين ذكر ذلك
285

رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض
الحبشة من المسلمين وتجهز أبو بكر رضي الله عنه مهاجرا فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم على رسلك فإني أرجو أن يؤذن لي قال
أبو بكر وترجو ذلك معبد أنت قال نعم فحبس أبو بكر نفسه على رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبته وعلف راحلتين كانتا عنده ورق
السمر أربعة أشهر
قالت عائشة فبنا نحن جلوس بوما في بيتنا في نحر
الظهيرة إذ قال قائل لأبي بكر هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبل مقنع في
ساعة لم يكن يأتينا فيها قال أبو بكر فداه أبي وأمي إن جاء به في
هذه الساعة لأمر قالت فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذن فدخل
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل لأبي بكر أخرج من عندك فقال
أبو بكر إنما هم أهلك معبد أنت يا رسول الله فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد أذن لي في الخروج قال أبو بكر فالصحبة بابي
أنت يا رسول فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فقال أبو بكر بابي
أنت يا رسول الله فخذ إحدى راحلتي هاتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالثمن
قالت عائشة فجهزناهما أحث الجهاز ووضعنا لهما سفرة
في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها وأوكت به
الجراب فلذلك كانت تسمى ذات النطاق ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم
286

وأبو بكر في غار في جبل يقال له ثور فمكثا فيه ثلاث ليال
ذكر البيان بأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه
حيث صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار
لم يكن معهما من البشر ثالث
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عفان حدثنا همام عن ثابت عن أنس بن مالك
عن أبي بكر قال قلت للنبي صلى الله عليه وسلم لو أن أحدهم نظر
تحت قدمه لأبصرنا من تحت قدمه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما ظنك
باثنين الله ثالثهما
ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه
في هجرته لا تحزن إن الله معنا
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا عبد الله بن رجاء
الغداني أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال
287

سمعت البراء يقول اشترى أبو بكر من عازب رحلا بثلاثة
عشر درهما فقال أبو بكر رضي الله عنه لعازب مر البراء فليحمله
إلى أهلي فقال له عازب لا حتى تحدثني كيف صنعت أنت
ورسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرجتما من مكة والمشركون يطلبونكم
فقال ارتحلنا من مكة فأحيينا ليلتنا حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة
رميت ببصري هل نرى ظلا نأوي إليه فإذا أنا بصخرة فانتهيت
إليها فإذا بقية ظلها فسويته ثم فرشت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
قلت اضطجع يا رسول الله فاضطجع ثم ذهب أنظر هل أرى
من الطلب أحدا فإذا أنا براعي غنم يسوق غنمه إلى الصخرة
يريد منها مثل الذي أريد يعني الظل فسألته فقلت لمن أنت
يا غلام قال الغلام لفلان رجل من قريش فعرفته فقلت هل في
غنمك من لبن قال نعم فقلت هل أنت حالب لي قال نعم
فأمرته فاعتقل شاة من غنمه وأمرته أن ينفض عنها من الغبار ثم
أمرته أن ينفض كفيه فقال هكذا فضرب إحدى يديه على
الأخرى فحلب في كثبة من لبن وقد رويت معي لرسول الله صلى الله عليه وسلم
إداوة على فمها خرقة فصببت على اللبن حتى برد أسفله
فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافقته قد استيقظ فقلت
288

اشرب يا رسول الله فشرب فقلت قد آن الرحيل يا رسول الله
فارتحلنا والقوم يطلبوننا فلم يدركنا أحد منهم غير سراقة بن
مالك بن جعشم على فرس له فقلت هذا الطلب قد لحقنا
يا رسول الله قال فبكيت فقال صلى الله عليه وسلم لا تحزن إن الله معنا
فلما دنا منا وكان بيننا وبينه قيد رمحين أو ثلاثة قلت هذا الطلب
يا رسول الله قد لحقنا فبكيت له قال ما يبكيك قلت أما
والله ما على نفسي أبكي ولكن أبكي عليك فدعا عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقال اللهم اكفناه بما شئت قال فساخت به فرسه في
الأرض إلى بطنها فوثب عنها ثم قال يا محمد قد علمت أن
هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه فوالله لأعمين على من
ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخذ منها سهما فإنك ستمر على
إبلي وغنمي في مكان كذا وكذا فخذ منها حاجتك فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا حاجة لنا في إبلك ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق
راجعا إلى أصحابه
ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتينا المدينة ليلا فتنازعه القوم
أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أنزل
الليلة على بني ماتت أخوال عبد المطلب أكرمهم بذلك فخرج
الناس حين قدمنا المدينة في الطرق وعلى البيوت من الغلمان
والخدم يقولون جاء محمد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبح
انطلق فنزل حيث أمر
289

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد صلى نحو بيت المقدس ستة عشر
شهرا أو سبعة عشر شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب أن يوجه نحو
الكعبة فأنزل الله قد نرى تقلب وجهك في السماء
فنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام
قال فقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما
ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله قل لله المشرق
والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
قال وصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل فخرج بعدما صلى فمر على
قوم من الأنصار وهم ركوع في صلاة العصر نحو بيت المقدس
فقال هو يشهد أنه صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه قد وجه نحو
الكعبة فانحرف القوم حتى توجهوا إلى الكعبة
قال البراء وكان أول من قدم علينا من المهاجرين مصعب بن
عمير أخو بني عبد الدار بن قصي فقلنا له ما فعل رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال هو مكانه وأصحابه على أثري ثم أتانا بعده عمرو بن
أم مكتوم الأعمى أخو بني فهر فقلنا ما فعل من ورائك رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قال هم الآن على أثري ثم أتانا بعد عمار بن
ياسر وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود وبلال ثم أتانا
عمر بن الخطاب في عشرين ركابا ثم أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدهم
وأبو بكر معه
قال البراء فلم يقدم علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سورا من
290

المفصل ثم خرجنا نلقى العير فوجدناهم قد حذروا
ذكر الخبر الدال على أن ناحية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى بالموصل حدثنا
أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن
محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله شيئا فقال لها
ارجعي إلي فقالت له يا رسول الله فإن رجعت فلم أجدك
تعرض بالموت قال صلى الله عليه وسلم إن لم تجديني فألقي أبا بكر
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن هذا
الخبر تفرد به يزيد بن هارون
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون حدثنا أبو مروان
291

العثماني محمد بن عثمان حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن محمد بن
جبير بن مطعم
عن أبيه قال أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فكلمته في شئ فأمرها
أن ترجع إليه فقالت يا رسول الله أرأيت إن رجعت فلم أجدك
كأنها تعني الموت قال فإن لم تجديني فائت أبا بكرة
ذكر خبر فيه كالدليل على أن ناحية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان أبو بكر رضي الله عنه دون غيره من أصحابه
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا سلم بن جنادة
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قال لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال يؤذنه
بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت يا رسول الله
إن أبا بكر رجل أسيف متى يقوم مقامك لا يمسع الناس لو أمرت
عمر قال مروا أبا بكر فليصل بالناس فقلت لحفصة قولي له
فقالت يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف متى يقوم مقامك
292

لا يسمع الناس قال إنكن صواحبات يوسف مروا أبا بكر
فليصل بالناس فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم خفة من
نفسه فقام يهادى بين رجلين ورجلاه تخط في الأرض حتى
دخل المسجد فلما سمع أبو بكر حسه ذهب ليتأخر فأومأ له رسول
الله صلى الله عليه وسلم كما أنت حتى جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن يسار أبي بكر
فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالناس قاعدا وأبو بكر قائم يقتدي
أبو بكر بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يقتدون بصلاة أبي بكر
293

قال أبو حاتم الصواب صواحب يوسف إلا أن السماع
صواحبات
ذكر العلة التي من أجلها عاودت عائشة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك
أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه حدثنا أبو سعيد
يحيى بن سليمان الجعفي حدثنا بن وهب أخبرني يونس عن
ابن شهاب عن حمزة بن عبد الله بن عمر
عن أبيه قال لما اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه قال مروا أبا
بكر فليصل بالناس فقالت له عائشة يا رسول الله إن أبا بكر
رجل رقيق إذا قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء قال مروا
أبا بكر فليصل بالناس فعاودته مثل مقالتها فقال إنكن
صواحبات يوسف مروا أبا بكر فليصل بالناس
قال ابن شهاب وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن
294

عائشة أنها قالت لقد عاودت رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك وما حملني
علي معاودته إلا أني خشيت أن يتشاءم الناس بابي بكر وعلمت
أنه لن يقوم مقامه أحد إلا تشاءم الناس به فأحببت أن يعدل
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي بكر
295

ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن المصطفى صلى الله عليه وسلم
بعد أمره بالصلاة أبا بكر في علته أمر عليا
بذلك رضي الله عنهما
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
أخبرني أنس بن مالك قال لما كان يوم الاثنين كشف
رسول الله صلى الله عليه وسلم سترة الحجرة فرأى أبا بكر الصديق رضي الله عنه
وهو يصلي بالناس قال فنظرت إلى وجهه كأنه ورقة مصحف
296

وهو يتبسم فكدنا أن نفتتن في صلاتنا فرحا برؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن ينكص حين جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم كما أنت ثم وإبلهم الستر ضرر من يومه
ذلك
فقام عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لم يمت ولكنه أرسل إليه كما أرسل إلى موسى فمكث في قومه
أربعين ليلة والله إني لأرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقطع
أيدي رجال من المنافقين وألسنتهم يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
مات
قال الزهري فأخبرني أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر بن
الخطاب رضي الله عنه الآخرة حين جلس على منبر رسول
الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فتشهد عمر
وأبو بكر صامت لا يتكلم ثم قال أما بعد فإني قلت أمس
مقالة وإنها لم تكن كما قلت وإني والله ما وجدت المقالة التي
قلت في كتاب أنزله الله ولا في عهد عهده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكني كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا يريد بذلك
أن يكون آخرهم فإن يك محمد صلى الله عليه وسلم قد مات فإن الله جعل بين
أظهركم نورا تهتدون به فاعتصموا به تهتدوا لما هدي الله
297

محمدا صلى الله عليه وسلم ثم إن أبا بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين
وإنه أولى الناس بأموركم فقوموا فبايعوه وكانت طائفة منهم قد
بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة فضالة
على المنبر
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب قال حدثنا سريج بن
يونس قال حدثنا هشيم قال حدثنا حصين عن أبي سفيان وسالم بن
أبي الجعد
عن جابر بن عبد الله قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قدمت
عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق
منهم إلا اثنا عشر رجلا منهم أبو بكر وعمر ونزلت الآية
298

ذكر وصف الآية التي نزلت عندما ذكرنا قبل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا زكريا بن يحيى
299

زحمويه قال حدثنا هشيم عن حصين عن سالم بن أبي الجعد
وأبي سفيان
عن جابر قال بينا النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الجمعة وقدمت
عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق معه صلى الله عليه وسلم
إلا اثنا عشر رجلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو
يضعانه حتى لا يبقى منكم أحد لسال لكم الوادي نارا فنزلت
هذه الآية وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما
وقال في الاثني عشر الذي ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبو بكر وعمر
ذكر عمر بن الخطاب العدوي رضوان الله عليه
وقد فعل
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة ابن يحيى حدثنا ابن وهب
أخبرنا يونس عن بن شهاب عن حمزة بن عبد الله
300

عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال بينا أنا نائم إذ رأيت قدحا
أتيت به فيه لبن فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في
أظفاري ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب قالوا فما أولت
ذلك يا رسول الله قال العلم
301

ذكر وصف إسلام عمر رضوان الله عليه
وقد فعل
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يقول
حدثنا نافع
عن بن عمر قال لما أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه
لم تعلم قريش بإسلامه فقال أي أهل مكة أنشأ للحديث فقالوا
جميل بن معمر الجمحي فخرج إليه وأنا معه أتبع أثره أعقل
ما أرى وأسمع فأتاه فقال يا جميل إني قد أسلمت قال
فوالله ما رد عليه كلمة حتى قام عامدا إلى المسجد فنادى أندية
قريش فقال يا معشر قريش إن بن الخطاب قد صبأ فقال
عمر كذب ولكني أسلمت وآمنت بالله وصدقت رسوله
فثاوروه فقاتلهم حتى ركدت الشمس على رؤوسهم حتى فتر عمر
وجلس فقاموا على رأسه فقال عمر افعلوا ما بدا لكم فوالله لو
كنا ثلاث مائة رجل لقد تركتموها لنا أو تركناها لكم
فبينما هم كذلك قيام عليه إذ جاء رجل عليه حلة حرير وقميص
قومسي فقال ما بالكم فقالوا إن بن الخطاب قد صبأ قال
302

فمه امرؤ اختار دينا لنفسه أفتظنون أن بني عدي تسلم إليكم
صاحبهم قال فكأنما كانوا ثوبا انكشف عنه فقلت له بعد
بالمدينة يا أبت من الرجل الذي رد عنك القوم يومئذ فقال
يا بني ذاك العاص بن وائل
303

ذكر البيان بأن المسلمين كانوا في عزة
لم الريح في مثلها عند إسلام عمر
رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف
حدثنا عثمان بن كرامة حدثنا أبو أسامة حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس بن حازم
قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول ما زلنا أعزة منذ أسلم
عمر
304

ذكر البيان بأن عز المسلمين بإسلام عمر
كان ذلك بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن معرف
حدثنا زيد بن الحباب حدثنا خارجة بن عبد الله بن سليمان بن زيد بن ثابت
قال سمعت نافعا يذكر
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم أعز الدين
بأحب هذين الرجلين إليك معبد جهل بن هشام أو عمر بن
الخطاب فكان أحبهما إليه عمر بن الخطاب
305

ذكر خبر قد يوهم بعض الناس أنه مضاد
لخبر بن عمر الذي ذكرناه
أخبرنا عمرو بن عمر بن عبد العزيز بنصيبين حدثنا عبد
الله بن عيسى الفروي حدثنا عبد الملك بن الماجشون حدثني مسلم بن
خالد عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم أعز الإسلام بعمر بن
الخطاب خاصة
306

ذكر استبشار أهل السماء بإسلام
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان من كتابه حدثنا محمد بن عقبة
السدوسي حدثنا عبد الله بن خراش حدثنا العوام بن حوشب عن مجاهد
عن ابن عباس قال لما أسلم عمر أتى جبريل صلوات
الله عليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد لقد استبشر أهل السماء
بإسلام عمر
307

ذكر إثبات الجنة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا محمد بن الصباح أخبرنا
يحيى بن وابنه عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة
عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن
الخطاب من أهل الجنة
ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان من أحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه
بعد أبي بكر
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا
عبد العزيز بن المختار حدثنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي
حدثني عمرو بن العاص قال قلت يا رسول الله أي
308

الناس أحب إليك قال عائشة قلت يا رسول الله من
الرجال قال أبوها أبو بكر قلت ثم من قال ثم عمر بن
الخطاب ثم عد رجالا
ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم قصر عمر بن الخطاب
رضي الله عنه في الجنة
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن عبد
الأعلى حدثنا المعتمر بن سليمان سمعت عبيد الله بن عمر يحدث عن
محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت
الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب أو لؤلؤ فقلت لمن
هذا القصر قالوا لعمر بن الخطاب فما منعني أن أدخله إلا
309

علمي بغيرتك قال عليك أغار معبد أنت وأمي عليك أغار
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن
أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال وأخبرني حميد الطويل
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فإذا أنا
بقصر من ذهب فقلت لمن هذا القصر فقالوا لشاب من
قريش فظننت أني أنا هو فقلت ومن هو قالوا عمر بن
310

الخطاب
ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة الحديث
أنه مضاد لخبر جابر الذي ذكرناه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى
حدثنا ابن وهب أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينا أنا نائم رأيتني
في الجنة فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر فقلت لمن هذا
فقالت لعمر بن الخطاب فذكرت غيرة عمر فوليت مدبرا
قال أبو هريرة فبكى عمر ونحن جميعا في ذلك المجلس ثم
قال بابي أنت يا رسول الله أعليك أغار
311

قال أبو حاتم في هذا الخبر بينا أنا نائم وفي خبر جابر
أدخلت الجنة أدخل صلى الله عليه وسلم الجنة ليلة أسري به فرأى قصر عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فسأل عن القصر فأخبروه أنه لعمر وبينما
النبي صلى الله عليه وسلم نائم مرة أخرى إذ رأى كأنه أدخل الجنة وإذا امرأة إلى جانب
قصر تتوضأ فسأل عن القصر فقالت لعمر بن الخطاب لفظ خبر
أبي هريرة بخلاف لفظ خبر جابر فدلك ذلك على أنهما خبران في
وقتين متباينين من غير أن يكون تضاد ولا تهاتر
ذكر إثبات الله جل وعلا الحق
على قلب عمر ولسانه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف حدثنا عبد
العزيز بن محمد أخبرني سهيل بن أبي صالح عن أبيه
312

عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جعل الحق
على لسان عمر وقلبه
ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته بدين
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا منصور بن أبي مزاحم
حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن جلس عن الزهري عن أبي أمامة
ابن سهل بن حنيف
عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا نائم
رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص منها ما يبلغ الثديين
ومنها ما هو أسفل من ذلك وعرض علي عمر وعليه قميص يجره
313

فقال من حوله ما أولت يا نبي الله ذلك قال الدين
ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه عند فراقه الدنيا
أخبرنا أبو يعلى حدثنا غسان بن الربيع حدثنا ثابت
ابن يزيد عن داود بن أبي هند عن الشعبي
عن ابن عباس أنه دخل على عمر حين طعن فقال أبشر
يا أمير المؤمنين أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس
314

وقاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس ضرر رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو عنك راض ولم يختلف في خلافتك رجلان وقتلت شهيدا
فقال أعد فأعاد فقال المغرور من غررتموه لو أن ما على ظهرها من
بيضاء وصفراء لافتديت به من هول المطلع
ذكر البيان بأن الشيطان قد كان يفر من
عمر بن الخطاب في بعض الأحايين
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا زيد بن الحباب حدثني حسين بن حكى حدثني عبد الله بن بريدة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إني لأحسب الشيطان يفر
منك يا عمر
315

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم ما وصفناه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي بخبر غريب غريب
حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا يزيد بن هارون حدثنا إبراهيم بن سعد
عن صالح بن جلس عن الزهري عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن
زيد بن الخطاب عن محمد بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه أنه قال دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده نسوة من قريش يسلنه ويستكثرنه رافعات
أصواتهن فلما سمعن صوت عمر انقمعن وسكتن فضحك رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر يا عديات أنفسهن تهبنني ولا تهبن رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر ما لقيك الشيطان سالكا فجا
إلا سلك فجا غير فجك
316

ذكر الخبر الدال على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان من المحدثين في هذه الأمة
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا سفيان عن بن عجلان عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان يكون في
الأمم محدثون فإن يكن في أمتي أحد فهو عمر بن
الخطاب
317

ذكر إجزاء الله الحق على قلب عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ولسانه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
سوار بن عبد الله العنبري حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا خارجة بن عبد الله
الأنصاري عن نافع
عن بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل الحق على
لسان عمر وقلبه
وقال ابن عمر ما نزل بالناس أمر قط فقالوا فيه وقال
عمر بن الخطاب إلا نزل القرآن على نحو مما قال عمر
318

ذكر بعض ما أنزل الله جل وعلا من الآي
وفاقا لما يقوله عمر بن الخطاب
رضي الله عنه
أخبرنا بدل بن الحسين بن بحر الخضراني الحافظ
الإسفراييني حدثنا حميد بن زنجويه حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن
حميد
عن أنس قال قال عمر بن الخطاب وافقت ربي في ثلاث أو وافقني ربي في ثلاث قلت يا رسول الله لو اتخذت
من مقام إبراهيم مصلى فأنزل الله واتخذوا من مقام إبراهيم
مصلى وقلت يدخل عليك البر والفاجر فلو
حججت أمهات المؤمنين فأنزلت آية الحجاب وبلغني شئ من
معاملة أمهات المؤمنين فقلت لتكفن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو ليبدلنه الله أزواجا خيرا منكن حتى انتهيت إلى إحدى أمهات
المؤمنين فقالت يا عمر أما في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يعظ نساءه حتى
تعظهن أنت فكففت فأنزل الله عسى ربه إن طلقكن أن يبدله
أزوجا خيرا منكن
319

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بالشهادة
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم
عن ابن عمر قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عمر بن الخطاب
رضي الله عنه ثوبا أبيض فقال أجديد قميصك أم غسيل
فقال بل جديد فقال النبي صلى الله عليه وسلم البس جديدا وعش حميدا
ومت شهيدا
320

قال عبد الرزاق وزاد فيه الثوري عن إسماعيل بن
أبي خالد ويعطيك الله قرة العين في الدنيا والآخرة
321

ذكر الخبر الدال على أن ناحية بعد أبي بكر
كان عمر رضي الله عنهما
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
حدثنا عمر بن عثمان بن سعيد حدثنا محمد بن حرب عن الزبيدي عن
الزهري أن بن المسيب أخبره
أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا
أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها ما شاء الله ثم
أخذها مني بن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه
ضعف والله يغفر له ضعفه ثم استحال الدلو غربا ثم أخذها
عمر بن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع ابن الخطاب
حتى ضرب الناس بعطن
322

قال أبو حاتم رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم وحي فأرى الله جل وعلا
صفيه صلى الله عليه وسلم في منامه كأنه على قليب والقليب في انتفاع المسلمين
323

به كأمر المسلمين ثم قال صلى الله عليه وسلم فنزعت منها ما شاء الله ثم أخذ
مني ابن أبي قحافة فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين يريد أمر المسلمين
فالذنوب ان كانا خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنتين وأياما
ثم قال صلى الله عليه وسلم ثم أخذها عمر بن الخطاب فصح بما ذكرت
استخلاف عمر بعد أبي بكر رضي الله عنهما بدليل السنة المصرحة
التي ذكرناها
ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
أول ما تنشق عنه الأرض بعد أبي بكر
الصديق رضي الله عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا إبراهيم بن يعقوب
الجوزجاني حدثنا عبد الله بن نافع حدثنا عاصم بن عمر عن عبد الله بن
دينار
عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أول من تنشق عنه
الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم آتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم
أنتظر أهل مكة حتى يحشروا بين الحرمين
324

ذكر البيان بأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد أبي بكر رضي الله عنه
أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية
أخبرنا خالد عن خالد عن أبي عثمان النهدي
حدثني عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش
ذات السلاسل قال فأتيته فقلت أي الناس أحب إليك قال
عائشة قلت من الرجال قال أبوها قلت ثم من قال ثم
عمر بن الخطاب
326

ذكر إثبات الرشد للمسلمين في
طاعة أبي بكر وعمر
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو عمر الضرير حفص بن
عمر عن حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الله بن رباح
عن أبي قتادة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن يطع الناس أبا
بكر وعمر فقد أرشدوا
ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلمين بالاقتداء
بابي بكر وعمر بعده
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة حدثنا وكيع عن سالم المرادي عن عمرو بن هرم عن
ربعي بن حراش
327

عن حذيفة قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني
لا أرى بقائي فيكم إلا قليلا فاقتدوا بالذين من بعدي
وأشار إلى أبي بكر وعمر واهتدوا بهدي عمار وما حدثكم
ابن مسعود فاقبلوه
328

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم للصديق والفاروق
بكل شئ كان يقوله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
حدثنا سعيد بن عامر الضبعي حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة
329

عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بينما رجل يسوق
بقرة إذ أعيا فركبها فالتفتت إليه فقلت إن لم نخلق لهذا إنما
خلقنا لحراثة الأرض فقال الناس سبحان الله سبحان الله قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإني أؤمن بهذا أنا وأبو بكر وعمر وليسا في القوم
قال فقال الناس آمنا بما آمن به رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر البيان بأن الصديق والفاروق يكونان
في الجنة سيدي كهول الأمم فيها
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
محمد بن عقيل بن خويلد حدثنا خنيس بن بكر بن خنيس حدثنا مالك بن
مغول عن عون بن أبي جحيفة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر سيدا كهول
أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين
330

ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عمر بن الخطاب
رضي الله عنه في صحبته إياه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا قطن بن نسير
الغبري حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا ثابت البناني
عن أبي رافع قال كان أبو لؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة
وكان يصنع الأرحاء وكان المغيرة يستغله كل يوم بأربعة دراهم
فلقي أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا أمير
المؤمنين إن المغيرة قد أثقل علي غلتي فكلمه يخفف عني
فقال له عمر اتق الله وأحسن إلى مولاك فغضب العبد وقال
وسع الناس كلهم عدلك غيري فأضمر على قتله فاصطنع
331

خنجرا له رأسان وسمه ثم أتى به الهرمزان فقال كيف ترى
هذا فقال إنك لا تضرب بهذا أحدا إلا قتلته
قال وتحين أبو لؤلؤة عمر فجاءه في صلاة الغداة حتى قام
وراء عمر وكان عمر إذا أقيمت الصلاة يقول أقيموا صفوفكم
فقال كما كان يقول فلما كبر وجأه أبو لؤلؤة في كتفه ووجأه في
خاصرته فسقط عمر وطعن بخنجره ثلاثة عشر رجلا فهلك منهم
سبعة وحمل عمر فذهب به إلى منزله وصاح الناس حتى كادت
تطلع الشمس فنادى الناس عبد الرحمن بن عوف يا أيها الناس
الصلاة الصلاة قال ففزعوا إلى الصلاة فتقدم عبد الرحمن بن
عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن فلما قضى صلاته
توجهوا إلى عمر فدعا عمر بشراب لينظر ما قدر جرحه فأتي
بنبيذ فشربه فخرج من جرحه فلم يدر أنبيذ هو أم دم فدعا
بلبن فشربه فخرج من جرحه فقالوا لا بأس عليك يا أمير
المؤمنين قال إن يكن القتل بأسا فقد قتلت
فجعل الناس يثنون عليه يقولون جزاك الله خيرا يا أمير
المؤمنين كنت وكنت ثم ينصرفون ويجئ قوم آخرون فيثنون
عليه فقال عمر أما والله على ما تقولون وددت أني خرجت منها
كفافا لا علي ولا لي وإن صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم سلمت لي
332

فتكلم عبد الله بن عباس وكان عند رأسه وكان خليطه
كأنه من أهله وكان بن عباس يقرئه القرآن فتكلم ابن عباس
فقال لا والله لا تخرج منها كفافا لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصحبته وهو عنك راض بخير ما صحبه صاحب كنت له وكنت
له وكنت له حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ثم صحبت
خليفة رسول الله فكنت تنفذ أمره وكنت له وكنت له ثم وليتها
يا أمير المؤمنين أنت فوليتها بخير ما وليها وال وكنت تفعل
وكنت تفعل فكان عمر يستريح إلى حديث بن عباس فقال له عمر
كرر علي حديثك فكرر عليه فقال عمر أما والله على ما تقول
لو أن لي طلاع الأرض ذهبا لافتديت به اليوم من هول المطلع
قد جعلتها شورى في ستة عثمان وعلي بن أبي طالب وطلحة
ابن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن
أبي وقاص وجعل عبد الله بن عمر معهم مشيرا وليس منهم
وأجلهم ثلاثا وأمر صهيبا أن يصلي بالناس رحمة الله عليه
ورضوانه
333

ذكر عثمان بن عفان الأموي رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن يحيى بن سعيد بن العاص
عن عائشة قالت استأذن أبو بكر رضي الله عنه على
النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه في مرط واحد فأذن له فقضى إليه حاجته
وهو على تلك الحال في المرط ثم خرج ثم استأذن عليه عمر بن
الخطاب رضي الله عنه فأذن له فقضى إليه حاجته وأنا على
تلك الحال في المرط ثم خرج ثم استأذن عليه عثمان بن عفان
رضي الله عنه فأصلح عليه ثيابه وجلس فقضى إليه حاجته ثم
خرج قالت عائشة فقلت يا رسول الله استأذن عليك أبو بكر
فقضى إليك حاجته وأنت على حالك تلك ثم استأذن عليك عمر
فقضى إليك حاجته وأنت على ذلك الحال ثم استأذن عليك
عثمان فأصلحت ثيابك واحتفظت فقال يا عائشة إن عثمان
334

رجل حيي ولو أذنت له على تلك الحال خشيت أن لا يقضي
إلي حاجته
335

ذكر تعظيم المصطفى صلى الله عليه وسلم عثمان
إذا الملائكة كانت تعظمه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
الوليد بن شجاع السكوني حدثنا إسماعيل بن جعفر عن محمد بن
أبي حرملة عن عطاء وسليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن
أن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا
في بيته كاشفا عن فخذيه فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على تلك
الحال فتحدث ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال
فتحدث ثم استأذن عثمان فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وسوى ثيابه
فدخل فتحدث فلما خرج قالت عائشة يا رسول الله دخل
أبو بكر فلم أنسيت له ولم تبال به ثم دخل عمر فلم تهش له
ولم تبال به ثم دخل عثمان فجلست فسويت ثيابك فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة
ذكر إثبات الشهادة لعثمان بن عفان
رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا علي ابن
336

المديني حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا سعيد حدثنا قتادة
أن أنس بن مالك حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد أحد فتبعه
أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فقال أثبت نبي وصديق
وشهيدان
ذكر بيعة المصطفى صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان في بيعة الرضوان
بضربه صلى الله عليه وسلم إحدى يديه على الأخرى عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان الشيباني حدثنا أبو بكر بن
أبي شيبة حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن كليب بن وائل عن حبيب
ابن أبي مليكة قال
سأل رجل بن عمر عن عثمان أشهد بدرا فقال لا فقال
337

أشهد بيعة الرضوان فقال لا قال كان فيمن تولى يوم التقى
الجمعان قال نعم قال الرجل الله أكبر ثم انصرف فقيل
لابن عمر ما صنعت ينطلق هذا فيخبر الناس أنك تنقصت
عثمان قال ردوه علي فلما جاء قال تحفظ ما سألتني عنه
فقال سألتك عن عثمان أشهد بدرا فقلت لا قال فإن رسول
الله صلى الله عليه وسلم بعثه يوم بدر في حاجة له وضرب له بسهم وقال
وسألتك أشهد بيعة الرضوان فقلت لا قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعثه في حاجة له ثم ضرب بيده لي يده أيتهما خير يد رسول
الله صلى الله عليه وسلم أو يد عثمان قال وسألتك هل كان فيمن تولى يوم التقى
الجمعان فقلت نعم قال فإن الله يقول إنما استزلهم الشيطان
ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم
اذهب فاجهد على جهدك
338

ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يبشر
عثمان بن عفان بالجنة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا
حماد بن سلمة عن علي بن الحكم عن أبي عثمان
عن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في حائط وأنا معه
339

فجاء رجل فاستفتح فقال افتح له وبشره بالجنة فإذا هو أبو
بكر ثم جاء آخر فاستفتح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره
بالجنة فإذا هو عمر بن الخطاب ثم جاء آخر فاستفتح فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عثمان بن عفان
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن بشرى عثمان
ابن عفان بالجنة كان ذلك في الوقت الذي
قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يلي الخلافة وكان منه ما كان
أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا علي ابن
المديني حدثنا حماد بن زيد حدثني أيوب عن أبي عثمان النهدي
عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي احفظ
340

الباب فجاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا
أبو بكر ثم جاء رجل يستأذن فقال ائذن له وبشره بالجنة فإذا عمر
ثم جاء رجل يستأذن قال فسكت صلى الله عليه وسلم ثم قال ائذن له وبشره
بالجنة على بلوى شديدة تصيبه فإذا عثمان
ذكر سؤال عثمان بن عفان الصبر على
ما أوعد من البلوى التي تصيبه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا النضر بن شميل حدثنا عثمان بن الصالح الراسبي حدثنا أبو عثمان
النهدي
عن أبي موسى الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان متكئا
في حائط من حيطان المدينة وهو يقول بعود في الماء والطين ينكت
به فجاء رجل فاستفتح فقال صلى الله عليه وسلم افتح له وبشره بالجنة فإذا
هو أبو بكر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم استفتح آخر فقال
افتح له وبشره بالجنة فإذا هو عمر ففتحت له وبشرته بالجنة ثم
341

استفتح آخر فجلس ساعة ثم قال افتح له وبشره بالجنة على
بلوى قال ففتحت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة وقلت له الذي
قال فقال اللهم صبرا أو قال الله المستعان
342

ذكر الخبر الدال على أن الخليفة بعد
عمر بن الخطاب عثمان بن عفان
رضي الله عنهما
أخبرنا محمد بن عبيد الله بن الفضل الكلاعي بحمص
حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد ومحمد بن المصفى قالا حدثنا محمد بن حرب
عن الزبيدي عن الزهري عن عمرو بن أبان بن عثمان
عن جابر بن عبد الله أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إني أريت الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله عليه وسلم
ونيط عمر معبد بكر ونيط عثمان بعمر
قال جابر فلما قمنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا أما الرجل
الصالح فرسول الله صلى الله عليه وسلم وأما ما ذكر من نوط بعضهم ببعض فهم
ولاة هذا الأمر الذي بعث الله به نبيه صلى الله عليه وسلم
343

ذكر الخبر الدال على أن عثمان بن عفان
عند وقوع الفتن كان على الحق
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي حدثنا
يحيى بن معين حدثنا أبو أسامة عن كهمش عن عبد الله بن شقيق
حدثني هرمي بن الحارث وأسامة بن خريم قال كانا
يغازيان فحدثاني ولا يشعر كل واحد منهما أن صاحبه حدثنيه عن
مرة البهزي قال بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق من طرق
المدينة قال كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها
صياصي البقر قالوا نصنع ماذا يا نبي الله قال عليكم
بهذا وأصحابه قال فأسرعت حتى عطفت إلى الرجل قلت هذا
يا نبي الله قال هذا فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه
344

ذكر الخبر الدال على أن عثمان بن عفان عند
وقوع الفتن لم يخلع نفسه لزجر
المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه عنه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن أبي شيبة
حدثنا زيد بن الحباب حدثني معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد
الدمشقي حدثني عبد الله بن قيس
انه سمع النعمان بن بشير أنه أرسله معاوية بن أبي سفيان
بكتاب إلى عائشة فدفعه إليها فقالت ألا أحدثك بحديث سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت بلى قالت إني عنده ذات يوم أنا
وحفصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان عندنا رجل يحدثنا فقلت يا رسول
الله أبعث إلى أبي بكر يجئ فيحدثنا قالت فسكت فقالت
حفصة يا رسول الله أبعث إلى عمر فيجئ فيحدثنا قالت
فسكت صلى الله عليه وسلم فدعا رجلا فأسر إليه بشئ دوننا فذهب فجاء
عثمان فأقبل عليه بوجهه فسمعته صلى الله عليه وسلم يقول يا عثمان إن الله
لعله يقمصك قميصا فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه ثلاثا
قلت يا أم المؤمنين فأين كنت عن هذا الحديث قالت يا بني
أنسيته كأني لم أسمعه قط
346

قال أبو حاتم هذا عبد الله بن قيس اللخمي مات سنة أربع
وعشرين ومئة وليس هذا بعبد الله بن أبي قيس صاحب عائشة
347

ذكر نفقة عثمان بن عفان في جيش العسرة
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا أبو نصر
التمار حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي إسحاق
عن أبي عبد الرحمن السلمي قال لما حصر عثمان وأحيط
بداره أشرف على الناس فقال نشدتكم بالله هل تعلمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انتفض بنا حراء قال أثبت حراء فما عليك
إلا نبي أو صديق أو شهيد قالوا اللهم نعم قال نشدتكم
بالله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة العسرة من ينفق
نفقة متقبلة والناس يومئذ معسرون فجئناهم فجهزت ثلث ذلك
الجيش من مالي فقالوا اللهم نعم ثم قال نشدتكم بالله هل
تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها إلا بثمن فابتعتها بمالي
فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل فقالوا اللهم نعم في أشياء
عددها
348

ذكر رضا المصطفى صلى الله عليه وسلم عن عثمان بن عفان
رضي الله عنه عند خروجه من الدنيا
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد
الطيالسي حدثنا أبو عوانة عن حصين بن عبد الرحمن السلمي
عن عمرو بن ميمون أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه
قبل أن يصاب بأيام بالمدينة وقف على حذيفة بن وابنه وعثمان بن
حنيف فقال واعتكفنا أن تكونا حملتما الأرض مالا تطيق قالا
حملناها أمرا هي له مطيقة وما فيها كثير فضل فقال انظرا أن
لا تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق فقالا لا فقال لئن
سلمني الله لأدعن أرامل أهل العراق لا يحتجن إلى أحد بعدي
قال فما أتت عليه إلى رابعة حتى أصيب
قال عمرو بن ميمون وإني لقائم ما بيني وبينه إلا عبد الله بن
عباس غداة أصيب وكان إذا مر بين الصفين قام بينهما فإذا رأى
خللا قال استووا حتى إذا لم ير فيهم خللا تقدم فكبر قال
وربما قرأ سورة يوسف أو النحل في الركعة الأولى حتى يجتمع
الناس قال فما كان إلا أن كبر فسمعته يقول قتلني الكلب
أو أكلني الكلب حين طعنه وطار العلج بسكين ذي طرفين
350

لا يمر على أحد يمينا وشمالا إلا طعنه حتى طعن ثلاثة عشر
رجلا فمات منهم تسعة فلما رأى ذلك رجل من المسلمين طرح
عليه برنسا فلما ظن العلج أنه مأخوذ نحر نفسه وأخذ عمر
بيد عبد الرحمن بن عوف فقدمه فأما من يلي عمر فقد رأى
الذي رأيت وأما نواحي المسجد فإنهم لا يدرون ما الأمر غير
أنهم فقدوا صوت عمر وهم يقولون سبحان الله سبحان الله فصلى
عبد الرحمن بالناس صلاة خفيفة
فلما انصرفوا قال يا ابن عباس انظر من قتلني فجال
ساعة ثم قال غلام المغيرة بن شعبة فقال قاتله الله لقد كنت
أمرته بمعروف ثم قال الحمد لله الذي لم يجعل منيتي بيد رجل
يدعي الإسلام كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر العلوج بالمدينة
وكان العباس أكثرهم رقيقا فاحتمل إلى بيته فكأن الناس لم تصبهم
مصيبة قبل يومئذ فقائل يقول نخاف عليه وقائل يقول
لا بأس فأتي بنبيذ فشرب منه فخرج من جرحه ثم أتي بلبن
فشرب منه فخرج من جرحه فعرفوا أنه ميت
351

وولجنا عليه وجاء الناس يثنون عليه وجاء رجل شاب
فقال أبشر يا أمير المؤمنين ببشرى الله قد كان لك من صحبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ربع الإسلام ما قد عملت ثم استخلفت
فعدلت ثم شهادة قال يا بن أخي وددت أن ذلك كفاف
لا علي ولا لي فلما أدبر الرجل إذا إزاره يمس الأرض فقال ردوا
علي الغلام فقال يا بن أخي ارفع ثوبك فإنه أنقى
لثوبك وأتقى لربك يا عبد الله انظر ما علي من الدين فحسبوه
فوجدوه ستة وثمانين ألفا فقال إن وفى مال آل عمر فأده من
أموالهم وإلا فسل في بني عدي بن كعب فإن لم يف بأموالهم
فسل في قريش ولا تعدهم إلى غيرهم
اذهب إلى أم المؤمنين عائشة فقل لها يقرأ عليك عمر بن
الخطاب السلام ولا تقل أمير المؤمنين فإني لست للمؤمنين
بأمير فقل يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فسلم
عبد الله ثم استأذن فوجدها تبكي فقال لها يستأذن عمر بن
الخطاب أن يدفن مع صاحبيه فقالت والله كنت أردته لنفسي
ولأوثرنه اليوم على نفسي فجاء فلما أقبل قيل هذا عبد الله قد
جاء فقال ارفعاني فأسنده إليه رجل فقال ما قالت قال
الذي تحب يا أمير المؤمنين قد أذنت لك قال الحمد لله
352

ما كان شئ أهم إلي من ذلك المضطجع فإذا أنا قبضت فسلم
وقل يستأذن عمر بن الخطاب فإن أذنت لي فأدخلوني وإن
ردتني فردوني إلى مقابر المسلمين
ثم جاءت أم المؤمنين حفصة والنساء يسترنها فلما
رأيناها قمنا فمكثت عنده ساعة ثم استأذن الرجال فولجت
داخلا ثم سمعنا بكاءها من الداخل
فقيل له أوص يا أمير المؤمنين استخلف قال ما أرى
أحد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو عنهم راض فسمى عليا وطلحة وعثمان والزبير
وعبد الرحمن بن عوف وسعدا رضي الله عنهم قال وليشهد
عبد الله بن عمر وليس له من الأمر شئ كهيئة التعزية له فإن
أصاب الأمر سعدا فهو ذلك وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني
لم أعزله من عجز ولا خيانة
ثم قال أوصي ناحية بعدي بتقوى الله وأوصيه
بالمهاجرين الأولين أن يعلم لهم فيئهم ويحفظ لهم حرمتهم
353

وأوصيه بالأنصار خيرا الذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم أن
يقبل من محسنهم ويعفى عن مسيئهم وأوصيه بأهل الأمصار
خيرا فإنهم ردء الإسلام وجباة المال وغيظ العدو وأن لا يؤخذ
منهم إلا فضلهم عن رضا وأوصيه بالأعراب خيرا إنهم أصل
العرب ومادة الإسلام أن يؤخذ منهم من حواشي أموالهم فيرد في
فقرائهم وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم أن يوفى لهم بعهدهم
وأن يقاتل من ورائهم وأن لا يكلفوا إلا طاقتهم
فلما توفي رضوان الله عليه خرجنا به نمشي فسلم
عبد الله بن عمر فقال يستأذن عمر فقالت أدخلوه فأدخل
فوضع هناك مع صاحبيه
فلما فرغ من دفنه ورجعوا اجتمع هؤلاء الرهط فقال عبد
الرحمن بن عوف اجعلوا أمركم إلى ثلاثة منكم فقال الزبير قد
جعلت أمري إلى علي وقال سعد قد جعلت أمري إلى
عبد الرحمن وقال طلحة قد جعلت أمري إلى عثمان
فجاء هؤلاء الثلاثة علي وعثمان وعبد الرحمن بن عوف
فقال عبد الرحمن للآخرين أيكما يتبرأ من هذا الأمر ويجعله إليه
والله عليه والإسلام لينظرن أفضلهم في نفسه وليحرصن على
صلاح الأمة قال فأسكت الشيخان علي وعثمان فقال
عبد الرحمن اجعلوه إلي والله علي أن لا آلو عن أفضلكم قالا
نعم فجاء بعلي فقال لك من القدم والإسلام والقرابة ما قد
354

علمت آلله عليك أداء أمرتك لتعدلن ولئن أمرت عليك لتسمعن
ولتطيعن ثم جاء بعثمان فقال له مثل ذلك فلما أخذ الميثاق قال
لعثمان ارفع يدك فبايعه ثم بايعه علي ثم ولج أهل الدار
فبايعوه
355

ذكر عهد المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى عثمان بن عفان
ما يحل به من أمته بعده
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي
حازم
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وددت أن
عندي بعض أصحابي قالت فقلنا يا رسول الله ألا ندعو لك أبا
بكر فسكت قلنا عمر فسكت قلنا علي فسكت قلنا عثمان
قال نعم قالت فأرسلنا إلى عثمان قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يكلمه ووجهه يتغير
قال قيس فحدثني أبو سهلة أن عثمان قال يوم الدار إن
356

رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي عهدا وأنا صابر عليه قال قيس كانوا يرون أنه
ذلك اليوم
ذكر تسبيل عثمان بن عفان رومة على المسلمين
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأحمد بن المقدام قالا حدثنا المعتمر بن
سليمان حدثنا أبي حدثنا أبو نضرة
357

عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال سمع عثمان
أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم فلما سمعوا به أقبلوا
نحوه إلى المكان الذي هو فيه فقالوا له ادع المصحف فدعا
بالمصحف فقال له افتح السابعة قال وكانوا يسمون سورة
يونس السابعة فقرأها حتى أتى على هذه الآية قل أرأيتم ما أنزل
الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل آلله أذن لكم أم
على الله تفترون قالوا له قف أرأيت ما حميت
من الحمى آلله أذن لك به أم على الله تفتري فقال أمضه نزلت
في كذا وكذا وأما الحمى لإبل الصدقة فلما ولدت زادت إبل
الصدقة فزدت في الحمى لما زاد في إبل الصدقة أمضه
قالوا فجعلوا يأخذونه بآية آية فيقول أمضه نزلت في كذا وكذا
فقال لهم ما تريدون قال ميثاقك قال فكتبوا عليه
شرطا فأخذ عليهم أن لا يشقوا عصا ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم
بشرطهم وقال لهم ما تريدون قالوا نريد أن لا يأخذ
أهل المدينة عطاء قال لا إنما هذا المال لمن قاتل عليه
ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال فرضوا وأقبلوا معه
إلى المدينة راضين
قال فقام فخطب فقال ألا من كان له زرع فليلحق
بزرعه ومن كان له ضرع فليحتلبه ألا إنه لا مال لكم عندنا إنما
358

هذا المال لمن قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم قال فغضب الناس وقالوا هذا مكر بني أمية قال ثم
رجع المصريون فبينما هم في الطريق إذا هم براكب يتعرض
لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم ويسبهم قالوا
مالك إن لك الأمان ما شأنك قال أنا رسول أمير المؤمنين إلى
عامله بمصر قال ففتشوه فإذا هم بالكتاب على اختلفوا عثمان عليه
خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطع أيديهم
وأرجلهم فأقبلوا حتى قدموا المدينة فأتوا عليا فقالوا ألم تر إلى
عدو الله كتب فينا بكذا وكذا وإن الله قد أحل دمه قم معنا إليه
قال والله لا أقوم معكم قالوا فلم كتبت إلينا قال والله ما كتبت
إليكم كتابا قط فنظر بعضهم إلى بعض ثم قال بعضهم إلى
بعض ألهذا تقاتلون أو لهذا تغضبون
فانطلق علي فخرج من المدينة إلى قرية وانطلقوا حتى
دخلوا على عثمان فقالوا كتبت بكذا وكذا فقال إنما هما
اثنتان أن تقيموا علي رجلين من المسلمين أو يميني بالله الذي
لا إله إلا الله ما كتبت ولا أمليت ولا علمت وقد تعلمون أن
الكتاب يكتب على اختلفوا الرجل وقد ينقش الخاتم على الخاتم
فقالوا والله أحل الله دمك ونقضوا العهد والميثاق فحاصروه
فأشرف عليهم ذات يوم فقال السلام عليكم فما أسمع
359

أحدا من الناس رد عليه السلام إلا أن يرد رجل في نفسه فقال
أنشدكم الله هل علمتم أني اشتريت رومة من مالي فجعلت
رشائي فيها كرشاء رجل من المسلمين قيل نعم قال فعلام
تمنعوني أن أشرب منها حتى أفطر على ماء البحر أنشدكم الله
هل علمتم أني اشتريت كذا وكذا من الأرض فزدته في المسجد
قيل نعم قال فهل علمتم أن أحدا من الناس منع أن يصلي فيه
قبلي أنشدكم الله هل سمعتم نبي الله صلى الله عليه وسلم يذكر كذا وكذا أشياء
في شأنه عددها
قال ورأيته أشرف عليهم مرة أخرى فوعظهم وذكرهم فلم
تأخذ منهم الموعظة وكان الناس تأخذ منهم الموعظة في أول
ما يسمعونها فإذا أعيدت عليهم لم تأخذ منهم فقال لامرأته
افتحي الباب ووضع المصحف بين يديه وذلك أنه رأى من الليل أن
نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول له أفطر عندنا الليلة فدخل عليه رجل فقال
بيني وبينك كتاب الله فخرج وتركه ثم دخل عليه آخر فقال بيني
وبينك كتاب الله والمصحف بين يديه قال فأهوى له بالسيف
فاتقاه بيده فقطعها فلا أدري أقطعها ولم يبنها أم أبانها قال
عثمان أما والله إنها لأول كف خطت المفصل وفي غير حديث
أبي سعيد فدخل عليه التجيبي فضربه مشقصا فنضح الدم
360

على هذه الآية فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم
قال وإنها في المصحف ما حكت قال وأخذت
بنت الفرافصة في حديث أبي سعيد حليها ووضعته في حجرها
وذلك قبل أن يقتل فلما قتل تفاجت عليه قال بعضهم قاتلها
الله ما أعظم عجيزتها فعلمت أن أعداء الله لم يريدوا إلا
الدنيا
361

ذكر مغفرة الله جل وعلا لعثمان بن عفان رضي الله عنه بتسبيله رومة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمرو بن جاوان
عن الأحنف بن قيس قال قدمنا المدينة فجاء عثمان فقيل
هذا عثمان وعليه ملية له صفراء قد قنع بها رأسه قال ها هنا
علي قالوا نعم قال ها هنا طلحة قالوا نعم قال أنشدكم
بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ابتاع
مربد بني فلان ورجاله الله له فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين
ألفا فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له قد ابتعته فقال اجعله في
مسجدنا وأجره لك قال فقالوا اللهم نعم قال فقال أنشدكم
بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يبتاع
رومة ورجاله الله له فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت قد ابتعتها
فقال اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك قال فقالوا اللهم
نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم فقال من جهز هؤلاء غفر الله
له يعني جيش العسرة فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا
ولا خطاما قالوا اللهم نعم قال اللهم اشهد ثلاثا
362

ذكر علي بن أبي طالب بن عبد المطلب الهاشمي رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن
بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن الحكم قال سمعت بن أبي ليلى
حدثنا علي بن أبي طالب أن فاطمة شكت مما تلقى من أثر
الرحى فأتى النبي صلى الله عليه وسلم سبي فانطلقت فلم تجده فوجدت
عائشة فأخبرتها فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجئ فاطمة
فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبت لأقوم فقال
على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري
فقال ألا أعلمكما خيرا مما سألتماني
إذا أخذتما مضاجعكما
فكبرا أربعا وثلاثين وسبحا ثلاثا وثلاثين وتحمدا ثلاثا وثلاثين
فهو خير لكما من خادم
363

ذكر ما كان يلبس علي وفاطمة حينئذ بالليل
أخبرنا أحمد بن يحيى بن زهير بتستر حدثنا زياد بن يحيى
الحساني حدثنا أزهر السمان عن بن عون عن بن سيرين عن عبيدة
عن علي قال شكت لي فاطمة من الطحين فقلت لو أتيت
أباك فسألتيه خادما قال فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تصادفه فرجعت
مكانها فلما جاء أخبر فأتانا وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا
خرجت منها جنوبنا وإذا لبسناها عرضا خرجت منها أقدامنا
ورؤوسنا قال يا فاطمة أخبرت أنك جئت فهل كانت لك
حاجة قالت لا قلت بلى شكت إلي من الطحين فقلت لو
أتيت أباك فسألتيه خادما فقال أفلا أدلكما على ما هو خير لكما
من خادم إذا أخذتما مضاجعكما تقولان ثلاثا وثلاثين وثلاثا
وثلاثين وأربعا وثلاثين تسبيحة وتحميدة وتكبيرة
364

ذكر البيان بأن أذى علي بن أبي طالب رضي الله عنه
مقرون بأذى المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر حدثنا مالك بن
إسماعيل حدثنا مسعود بن سعد حدثنا محمد بن إسحاق عن الفضل بن
معقل عن عبد الله بن نيار الأسلمي
عن عمرو بن شاس قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد
آذيتني قلت يا رسول الله ما أحب أن أوذيك قال من آذى
عليا فقد آذاني
365

قال أبو حاتم هذا هو الفضل بن عبد الله بن معقل بن سنان
الأشجعي نسبه بن إسحاق إلى جده ومسعود بن سعد الجعفي
كوفي كنيته أبو سعد
366

ذكر الخبر الدال على أن محبة المرء علي بن
أبي طالب رضي الله عنه من الإيمان
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن
الصباح الجرجرائي حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي بن ثابت
عن زر بن حبيش
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال والذي فلق
الحبة وذرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أنه لا يحبني
إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق
367

ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم عليا أبا تراب
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن عمار
حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه
عن سهل بن سعد أن رجلا جاءه فقال هذا فلان أمير من
أمراء المدينة يدعوك لتسب عليا على المنبر قال أقول ماذا
قال تقول له أبو تراب فضحك سهل فقال والله ما سماه إياه
إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان لعلي اسم أحب إليه منه دخل علي على
فاطمة ثم خرج فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فقال أين ابن
عمك قالت هو ذا مضطجع في المسجد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم
فوجد رداءه قد سقط عن ظهره
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح التراب
عن ظهره ويقول اجلس أبا تراب والله ما كان اسم أحب إليه
منه ما سماه إياه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم
368

ذكر خبر أوهم في تأويله جماعة
لم يحكموا صناعة العلم
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا يوسف ابن
الماجشون حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب عن عامر بن
سعد بن أبي وقاص
عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي أنت مني بمنزلة هارون
من موسى قال فأحببت أن أسأله سعدا فقلت له أنت سمعت
هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم
369

ذكر الوقت الذي خاطب المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا القول
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد
370

عن سعد بن أبي وقاص قال خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن
أبي طالب رضي الله عنه في غزوة تبوك فقال يا رسول الله
تخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
ذكر مغفرة الله جل وعلا ذنوب علي بن
أبي طالب رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا عبد الله بن عمر بن
أبان حدثنا عبد الرحيم بن سليمان أخبرني علي بن صالح الهمداني عن
أبي إسحاق عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة
371

عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال قال لي رسول
الله صلى الله عليه وسلم يا علي ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن ورجاله لك مع أنه
مغفور لك لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم
الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم
والحمد لله رب العالمين
372

ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
ناصر لمن انتصر به من المسلمين
بعد المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق حدثنا
جعفر بن سليمان عن يزيد الرشك عن مطرف بن عبد الله بن الشخير
عن عمران بن حصين قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية
واستعمل عليهم عليا قال فمضى علي في السرية فأصاب
جارية فأنكر ذلك عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إذا لقينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه بما صنع علي قال عمران وكان المسلمون
373

إذا قدموا من سفر بدؤوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه
ثم ينصرفون إلى رحالهم فلما قدمت السرية سلموا على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا
صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قال آخر فقال يا رسول الله ألم
تر أن عليا صنع كذا وكذا فأعرض عنه ثم قام آخر فقال
يا رسول الله ألم تر أن علينا صنع كذا وكذا فأقبل إليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال ما تريدون من علي
ثلاثا إن عليا مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي
ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
كان ناصر كل ما ناصره رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن طاهر بن أبي الدميك حدثنا إبراهيم بن
374

زياد حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن ابن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كنت وليه فعلي
وليه
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالولاية لمن ولي عليا
والمعادة لمن عاداه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا أبو نعيم ويحيى بن آدم قالا حدثنا فطر بن خليفة
375

عن أبي الطفيل قال قال علي أنشد الله كل امرئ سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم لما قام فقام أناس فشهدوا أنهم
سمعوه يقول ألستم تعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من
أنفسهم قالوا بلى يا رسول الله قال من كنت مولاه فإن
هذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فخرجت وفي
نفسي من ذلك شئ فلقيت زيد بن أرقم فذكرت ذلك له
فقال قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك له
قال أبو نعيم فقلت لفطر كم بين هذا القوم وبين موته
قال مائة يوم
376

قال أبو حاتم يريد به موت علي بن أبي طالب رضي الله
عنه
ذكر فتح الله جل وعلا خيبر على يدي
علي بن أبي طالب رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى
ثقيف حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن
أبي حازم
عن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا
رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس ليلتهم أيهم يعطاها
فلما مطرف الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن
377

يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب قالوا تشتكي عيناه
يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فلما جاء بصق في عينيه ودعا
له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع وأعطاه الراية فقال علي
يا رسول الله أقاتلهم حتى الريح مثلنا قال انفذ على رسلك
حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب
عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك
من أن يكون لك حمر النعم
378

ذكر إثبات محبة علي بن أبي طالب
رضي الله عنه ورسوله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي منين يزيد بن جلس عن أبي حازم
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدفعن الراية اليوم
إلى رجل يحب الله ورسوله فتطاول القوم فقال أين علي
فقالوا يشتكي عينه فدعاه فبزق في كفيه ومسح بهما عين
علي ثم دفع إليه الراية ففتح الله عليه
ذكر وصف ما كان يقاتل عليه علي بن أبي طالب
رضي الله عنه قدام المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو يعلى حدثنا إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا
حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأدفعن اليوم
379

اللواء إلى رجل يحب الله ورسوله يفتح الله عليه قال عمر فما
أحببت الإمارة إلا يومئذ فتطاولت لها فقال لعلي قم فدفع اللواء إليه
ثم قال له اذهب ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فمشى هنيهة
ثم قام ولم يلتفت للعزمة فقال على ما أقاتل الناس قال
النبي صلى الله عليه وسلم قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله فإذا قالوها فقد
عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله
ذكر إثبات محبة الله جل وعلا ورسوله صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقد فعل
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا أبو الوليد
الطيالسي حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع
380

عن أبيه قال خرجنا إلى خيبر وكان عمي عامر يرتجز
بالقوم وهو يقول
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سكينة علينا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم من هذا قالوا عامر قال غفر لك
ربك يا عامر وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل خصه إلا استشهد
قال عمر يا رسول الله لو متعتنا بعامر فلما قدمنا خيبر خرج
مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم وهو يقول
قد علمت خيبر أني مرحب % شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فنزل عامر فقال
قد علمت خيبر أني عامر % شاكي السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في فرس عامر فذهب
ليسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت منها
نفسه وإذا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون بطل عمل
عامر قتل نفسه فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي فقلت يا رسول
الله بطل عمل عامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال هذا قال
قلت ناس من أصحابك فقال صلى الله عليه وسلم بل له أجره مرتين ثم
381

أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب فأتيته وهو أرمد
فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به النبي صلى الله عليه وسلم فبصق
في عينه فبرأ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي بن أبي طالب
أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
قال فضربه ففلق رأس مرحب فقتله وكان الفتح على
يدي علي بن أبي طالب
382

قال أبو حاتم هكذا أخبرنا أبو خليفة في فرس عامر وإنما
هو في ترس عامر
ذكر وصف خروج علي بن أبي طالب رضي الله عنه
برايته إلى أعداء الله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن
هبيرة بن يريم قال
سمعت الحسن بن علي قام فخطب الناس فقال يا أيها
الناس لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه ولا يدركه الآخرون لقد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى
يفتح الله عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ما ترك
383

بيضاء ولا صفراء إلا سبع مائة درهم فضلت من عطائه أراد أن
يشتري بها خادما
384

ذكر قتال علي بن أبي طالب رضي الله عنه على تأويل
القرآن كقتال المصطفى صلى الله عليه وسلم على تنزيله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه
عن أبي سعيد الخدري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله قال
أبو بكر أنا هو يا رسول الله قال لا قال عمر أنا هو يا رسول
الله قال لا ولكن خاصف النعل قال وكان أعطى عليا نعله
يخصفه
385

ذكر وصف القوم الذين قاتلهم علي بن أبي طالب
رضي الله عنه علي تأويل القرآن
أخبرنا محمد بن سعيد المروزي بالبصرة حدثنا سلم بن
جنادة حدثنا وكيع عن جرير بن حازم وأبي عمرو بن العلاء عن
محمد بن سيرين عن عبيدة السلماني قال
ذكر علي رضوان الله عليه الخوارج فقال فيهم رجل مخدج
اليد أو مودن اليد لولا أن تبطروا لأخبرتكم بما وعد الله على
لسان نبيه صلى الله عليه وسلم لمن قتلهم قال فقلت لعلي أسمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال إي ورب الكعبة إي ورب الكعبة إي ورب
الكعبة
386

ذكر البيان بأن الخوارج من أبغض
خلق الله جل وعلا إليه
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا حرملة بن يحيى
حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث وذكر بن سلم آخر معه عن
بكير بن الأشج عن بسر بن سعيد
أن عبيد الله بن أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثه أن الحرورية لما
خرجت وهو مع علي فقالوا لا حكم إلا لله فقال علي رضي الله
عنه كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف أناسا إني
387

لأعرف وصفهم في هؤلاء يقولون الحق بألسنتهم لا يجوز
هذا منهم وأشار إلى حلقة من أبغض خلق الله إليه فيهم
أسود إحدى يديه حلمة ثدي فلما قتلهم علي رضي الله عنه
قال انظروا فنظروا فلم يجدوا فقال ارجعوا فوالله ما كذبت
ولا كذبت مرتين أو ثلاثا ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى
وضعوه بين يديه قال عبيد الله وأنا حاضر ذلك من أمرهم وقول
علي فيهم
ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم بالشفاء
لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه من علته
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا يحيى
ومحمد قالا حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال كنت شاكيا فمر
بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أقول اللهم إن كان أجلي قد حضر
فأرحني وإن كان متأخرا فارفعني وإن كان بلاء فصبرني فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف قلت فأعاد عليه قال فضربه برجله
وقال اللهم عافه أو اشفه شعبة الشاك قال فما اشتكيت
388

وجعي ذلك بعد
389

ذكر تخفيف الله جل وعلا عن هذه الأمة بعلي
ابن أبي طالب رضي الله عنه الصدقة
بين يدي نجواهم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا يحيى بن آدم حدثنا الأشجعي عن سفيان عن عثمان بن المغيرة
الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما نزلت يا
أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترى دينارا قلت
لا يطيقونه قال فكم قلت شعيرة قال إنك لزهيد فنزلت
أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات الآية
قال فبي خفف الله عن هذه الأمة
390

أخبرنا عبد الرحمن بن محمد أبو صخرة ببغداد بين
الصورين قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار قال حدثنا قاسم بن يزيد
الجرمي عن سفيان الثوري عن عثمان الثقفي عن سالم بن أبي الجعد
الغطفاني عن علي بن علقمة الأنماري
عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية يا أيها
الذي آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي مرهم أن يتصدقوا قال يا
رسول الله بكم قال بدينار قال لا يطيقونه قال فبنصف
دينار قال لا يطيقونه قال فبكم قال بشعيرة قال فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لعلي إنك لزهيد قال فأنزل أشفقتم أن تقدموا
بين يدي نجواكم صدقات فإذا لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا
الصلاة وآتوا الزكاة قال فكان علي يقول بي خفف عن
391

هذه الأمة
ذكر الخبر الدال على أن ناحية بعد عثمان بن عفان
كان علي بن أبي طالب رضوان الله عليهما
ورحمته وقد فعل
أخبرنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد الجوهري أخبرنا
حماد بن سلمة عن سعيد بن جمهان
عن سفينة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الخلافة بعدي
ثلاثون سنة ثم تكون ملكا قال أمسك خلافة أبي بكر رضي الله
عنه سنتين وعمر رضي الله عنه عشرا وعثمان رضي الله عنه اثنتي
عشرة وعلي رضي الله عنه ستا
قال علي بن الجعد قلت لحماد بن سلمة سفينة القائل
392

أمسك قال نعم
ذكر وصف تزويج علي بن أبي طالب
فاطمة رضي الله عنها وقد فعل
أخبرنا أبو شيبة داود بن إبراهيم بن داود بن يزيد البغدادي
بالفسطاط حدثنا الحسن بن حماد حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي عن
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد
بين يديه فقال يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في
الإسلام وإني وإني قال وما ذاك قال تزوجني فاطمة
قال فسكت عنه فرجع أبو بكر إلى عمر فقال له قد هلكت
وأهلكت قال وما ذاك قال خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأعرض عني قال مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأطلب مثل الذي
طلبت فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه فقال يا رسول الله
393

قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام وإني وإني قال
وما ذاك قال تزوجني فاطمة فسكت عنه فرجع إلى أبي بكر
فقال له إنه ينتظر أمر الله فيها قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب
مثل الذي طلبنا
قال علي فأتياني وأنا أعالج فسيلا لي فقالا إنا جئناك من
عند ابن عمك بخطبة قال علي فنبهاني لأمر فقمت أجر ردائي
حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقعدت بين يديه فقلت يا رسول الله قد
علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي وإني وإني قال
وما ذاك قلت تزوجني فاطمة قال وعندك شئ قلت
فرسي وبدني قال أما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها
قال فبعتها بأربع مائة وثمانين فجئت بها حتى وضعتها في
حجره فقبض منها قبضة فقال أي بلال إبتغنا بها طيبا
وأمرهم أن يجهزوها فجعل لها سريرا مشرطا بالشرط ووسادة من
أدم حشوها ليف وقال لعلي إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى
آتيك فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في
جانب وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ها هنا أخي قالت أم أيمن
أخوك وقد زوجته ابنتك قال نعم ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت
فقال لفاطمة إيتيني بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه
بماء فأخذه صلى الله عليه وسلم ومج فيه ثم قال لها تقدمي فتقدمت فنضح
بين ثدييها وعلى رأسها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من
394

الشيطان الرجيم ثم قال صلى الله عليه وسلم لها أدبري فأدبرت فصب بين
كتفيها وقال اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم
ثم قال صلى الله عليه وسلم إيتوني بماء قال علي فعلمت الذي يريد فقمت
فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لي تقدم
فصب على رأسي وبين ثديي ثم قال اللهم إني أعيذه بك
وذريته من الشيطان الرجيم ثم قال أدبر فأدبرت فصبه بين
كتفي وقال اللهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ثم
قال لعلي ادخل بأهلك بسم الله والبركة
395

ذكر ما أعطى علي رضي الله عنه
في صداق فاطمة
حدثنا أبو يعلى قال حدثنا الحسن بن حماد سجادة حدثنا
عبدة بن سليمان حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن عكرمة
عن ابن عباس قال لما تزوج علي فاطمة قال النبي صلى الله عليه وسلم
أعطها شيئا قال ما عندي شئ قال فأين درعك
الحطمية
396

ذكر وصف الدرع الحطمية التي ذكرناها
أخبرنا أحمد بن محمد بن الشرقي حدثنا أحمد بن منصور
زاج حدثنا إسحاق بن إبراهيم قاضي سمرقند عن ابن جريج عن
عمرو بن دينار عن عكرمة
عن ابن عباس أنه سمعه يقول ما استحل علي فاطمة إلا
ببدن من حديد
397

ذكر وصف ما جهزت به فاطمة حين زفت إلى
علي بن أبي طالب رضي الله عنهما
أخبرنا الحسن بن إبراهيم أسمع بواسط حدثنا شعيب
ابن أيوب الصريفيني حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن عطاء بن السائب
عن أبيه
عن علي بن أبي طالب قال جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في
خميلة ووسادة أدم حشوها ليف
398

قال أبو حاتم الخميلة قطيفة بيضاء من الصوف
وصريفين قرية بواسط
ذكر الإخبار عما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر
عند خطبتهما إليه ابنته فاطمة عند إعراضه عنهما فيه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون بن سالم حدثنا أبو عمار
الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن موسى عن الحسين بن واقد عن
ابن بريدة
عن أبيه قال خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم إنها صغيرة فخطبها علي فزوجها منه
399

ذكر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي وحفص بن
عمر الحوضي قالا حدثنا شعبة أخبرني عدي بن ثابت قال
سمعت البراء يقول لما توفي إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة
ذكر محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم لابنه إبراهيم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا يعقوب بن
إبراهيم الدورقي والأشج قالا حدثنا بن علية عن أيوب عن عمرو بن
سعيد
عن أنس بن مالك قال ما رأيت أحدا أرحم بالعيال من
400

رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إبراهيم ابنه مسترضعا في عوالي المدينة
فكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت وكان ظئره قينا فيأخذه فيقبله
ويرجع قال عمرو فلما مات إبراهيم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن
ابني إبراهيم كان في الثدي وإن له ظئرين تكملان رضاعه
في الجنة
ذكر فاطمة الزهراء ابنة المصطفى صلى الله عليه وسلم
ورضي عنها وقد فعل
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة
401

عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نساء
العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت
محمد صلى الله عليه وسلم وآسية امرأة فرعون
ذكر البيان بأن فاطمة تكون في الجنة
سيدة النساء فيها خلا مريم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن عائشة قالت قلت لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيتك
أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت عليه الثانية
فضحكت قالت أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت ثم
أكببت عليه الثانية فأخبرني اني أول أهله لحوقا به وأني سيدة
نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران فضحكت
402

ذكر إخبار المصطفى صلى الله عليه وسلم فاطمة أنها
أول لاحق به من أهله بعد وفاته
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
محمد بن الصباح حدثنا عثمان بن عمر حدثنا إسرائيل عن ميسرة بن
حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة
عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه
كلاما وحديثا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه قام
إليها وقبلها ورحب بها وأخذ بيدها وأجلسها في مجلسه
وكانت هي إذا دخل عليها قامت إليه فقبلته وأخذت بيده
فدخلت عليه في مرضه الذي توفي
فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر
إليها فضحكت فقالت كنت أحسب أن لهذه المرأة فضلا على
الناس فإذا هي امرأة منهن بينا هي تبكي إذا هي تضحك فلما
توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن ذلك فقال أسر إلي أنه ميت
فبكيت ثم أسر إلي فأخبرني أني أول أهله لحوقا به
403

فضحكت
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا إبراهيم بن
حمزة الزبيري حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة بن الزبير
عن عائشة رضي الله عنها قالت دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة في
404

وجعه الذي قبض فيه فسارها بشئ فبكت ثم دعاها فسارها
بشئ فضحكت قالت عائشة فسألتها عن ذلك بعده فقالت
سارني النبي صلى الله عليه وسلم أول مرة فأخبرني أنه يقبض في مرضه فبكيت
ثم سارني فأخبرني أني أول أهله لحوقا به فضحكت
ذكر زجر المصطفى صلى الله عليه وسلم أن ينكح
علي على فاطمة ابنته
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا
ليث بن سعد حدثنا ابن أبي مليكة
عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر
يقول إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم عليا
على ابنتي فلا آذن ثم لا آذن إلا أن يحب علي أن يطلق ابنتي
405

وينكح ابنتهم فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني
ما آذاها
406

ذكر البيان بأن هذا الفعل لو فعله علي كان
ذلك جائزا وإنما كرهه صلى الله عليه وسلم تعظيما
لفاطمة لا تحريما لهذا الفعل
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا يحيى بن
معين حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن الوليد بن كثير
حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة أن ابن شهاب حدثه أن علي بن الحسين
حدثه
عن المسور بن مخرمة أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
خطب بنت أبي جهل على فاطمة قال فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يخطب في ذلك على منبره وأنا يومئذ كالمحتلم فقال إن
فاطمة مني وإني أخاف أن تفتن في دينها وذكر صهرا له من بني
عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته فأحسن قال حدثني
فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل
حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا
واحدا أبدا
407

ذكر البيان بأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
لما بلغه هذا القول عن المصطفى صلى الله عليه وسلم
أمسك عن خطبته تلك
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا
الحجاج بن أبي منيع حدثني عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري أن
علي بن حسين أخبره
أن المسور بن مخرمة أخبره أن عليا خطب بنت أبي جهل
فبلغ ذلك فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن الناس يزعمون
أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل قال
المسور فشهدته صلى الله عليه وسلم حين تشهد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
أما بعد فإني أنكحت أبا العاص ابنتي فحدثني فصدقني وإنما
فاطمة بضعة مني وإنه والله لا تجتمع عند رجل مسلم بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله فأمسك علي عن الخطبة
408

ذكر الحسن والحسين سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
409

حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن
هانئ
عن علي قال لما ولد الحسن سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أروني مشهور ما سميتموه قلنا حربا قال لا بل
هو حسن فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال
أروني ابني ما سميتموه قلنا حربا قال بل هو حسين فلما
ولد لي الثالث سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال أروني ابني
ما سميتموه فقلنا سميناه حربا قال بل هو محسن ثم قال
إنما سميتهم بولد هارون شبر وشبير ومشبر
410

ذكر البيان بأن سبطي المصطفى صلى الله عليه وسلم يكونان في الجنة
سيدا شباب أهل الجنة ما خلا مشهور الخالة
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا زياد
411

ابن أيوب حدثنا الفضل بن دكين حدثنا الحكم بن عبد الرحمن بن
أبي نعم حدثني أبي
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة إلا مشهور الخالة عيسى
ابن مريم ويحيى بن زكريا
412

ذكر البيان بأن الملك بشر المصطفى صلى الله عليه وسلم
بهذا الذي وصفنا
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا زيد بن الحباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن المنهال بن
عمرو عن زر بن حبيش
عن حذيفة قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ثم قال
يصلي حتى صلى العشاء ثم خرج فاتبعته فقال عرض لي ملك
استأذن ربه أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة
413

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي بالرحمة
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار حدثنا الحارث بن
سريج النقال حدثنا المعتمر بن سليمان حدثنا أبي عن أبي عثمان النهدي
عن أسامة بن زيد قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني
على فخذه ويقعد الحسن بن علي على فخذه الأخرى ثم يقول
اللهم إني أرحمهما فارحمهما
415

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي بالمحبة
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد حدثنا شعبة عن
عدي بن ثابت قال
سمعت البراء يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حاملا الحسن بن علي
على عاتقه وهو يقول اللهم إني أحبه فأحبه
416

ذكر إثبات محبة الله جل وعلا لمحبي
الحسن بن علي رضوان الله عليهما
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا يحيى بن آدم حدثنا ورقاء بن عمر عن عبيد الله بن أبي يزيد عن
نافع بن جبير
عن أبي هريرة قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق من
أسواق المدينة فانصرف وانصرفت معه فقال ادع الحسن بن
علي فجاء الحسن يمشي وفي عنقه الشحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده
هكذا فقال الحسن بيده هكذا فأخذه وقال اللهم إني أحبه
فأحبه وأحب من يحبه قال أبو هريرة فما كان أحد أحب إلي
من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال
417

قال أبو حاتم هكذا حدثناه عبد الله بن محمد بالشين
والحاء وإنما هو السخاب بالسين والخاء
ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي
إنه ريحانته من الدنيا
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا أبو الوليد حدثنا مبارك بن
فضالة عن الحسن
أخبرني أبو بكرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا وكان
الحسن يجئ وهو صغير فكان كلما سجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وثب
على رقبته وظهره فيرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه رفعا رقيقا حتى يضعه
فقالوا يا رسول الله إنك تصنع بهذا الغلام شيئا ما رأيناك تصنعه
418

بأحد فقال إنه ريحانتي من الدنيا إن ابني هذا سيد وعسى الله
أن يصلح به بين فئتين من المسلمين
419

ذكر تقبيل المصطفى صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي
على سرته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن
ابن عون
عن عمير بن إسحاق قال كنت أمشي مع الحسن بن علي
في طرق المدينة فلقينا أبا هريرة فقال للحسن اكشف لي عن
بطنك جعلت فداك حتى أقبل حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبله
قال فكشف عن بطنه فقبل سرته
420

ولو كانت من العورة ما كشفها
ذكر إثبات الجنة للحسين بن علي
رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن
عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الربيع بن سعيد الجعفي عن عبد
الرحمن بن سابط
عن جابر بن عبد الله أنه قال من سره أن ينظر إلى رجل من
421

أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن علي فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقوله
ذكر دعاء المصطفى الله صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي بالمحبة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا خالد بن مخلد حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن
أبي بكر بن زيد بن المهاجر أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال أخبرني
الحسن بن أسامة بن زيد
422

أخبرني أبي أسامة بن زيد قال طرقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة لبعض الحاجة وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو فلما
فرغت من حاجتي قلت من هذا الذي أنت مشتمل عليه
فكشف صلى الله عليه وسلم فإذا هو حسن وحسين على فخذيه فقال هذان
ابناي وابنا ابنتي اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما
423

ذكر العلة التي من أجلها حرم أولاد
رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا شبابة بن سوار حدثنا
يحيى بن إسماعيل بن سالم
عن الشعبي قال بلغ بن عمر وهو بمال له أن الحسين بن
علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة يومين أو ثلاثة
فقال إلى أين فقال هذه كتب أهل العراق وبيعتهم فقال
لا تفعل فأبى فقال له بن عمر إن جبريل عليه السلام أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا
وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك يريد منكم فأبى
فاعتنقه ابن عمر وقال أستودعك الله والسلام
424

ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي
إنه ريحانته من الدنيا
أخبرنا أبو عروبة بحران حدثنا محمد بن بشار حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت ابن
أبي نعم قال
سمعت ابن عمر وسأله رجل عن شئ قال شعبة سأله عن
425

المحرم يقتل الذباب فقال عبد الله بن عمر يسألوني عن قتل
الذباب وقد قتلوا بن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
هما ريحانتي من الدنيا
ابن أبي نعم هو عبد الرحمن
ذكر البيان بأن محبة الحسن والحسين
مقرونة بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الرحمن بن صالح الأزدي
حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر
426

عن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين
يثبان على ظهره فيباعدهما الناس فقال صلى الله عليه وسلم دعوهما بابي هما
وأمي من أحبني فليحب هذين
ذكر إثبات محبة الله جل وعلا لمحبي
الحسين بن علي
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
عفان حدثنا وهيب بن خالد عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن
أبي راشد
عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام
دعوا له فإذا حسين مع الصبيان يلعب فاستقبل أمام القوم
427

ثم بسط يده فجعل الصبي يفرها هنا مرة وها هنا مرة وجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل إحدى
يديه تحت ذقنه والأخرى تحت قفاه ثم قنع رأسه فوضع فاه
على فيه فقبله وقال حسين مني وأنا من حسين أحب الله من
أحب حسينا حسين سبط من الأسباط
428

ذكر البيان بأن حسين بن علي
كان يشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا خلاد بن أسلم
حدثنا النضر بن شميل حدثنا هشام بن حسان عن حفصة قالت
حدثني أنس بن مالك قال كنت عند بن زياد إذ جئ برأس
الحسين قال فجعل يقول بقضيبه في أنفه ويقول ما رأيت مثل
هذا حسنا فقلت أما إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم
429

ذكر خبر أوهم عالما من الناس أنه مضاد
للخبر الذي تقدم ذكرنا له
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري
أخبرني أنس بن مالك قال لم يكن أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم
من الحسن بن علي
ذكر الخبر الفاصل بين هذين الخبرين
اللذين تضادا في الظاهر
أخبرنا محمد بن إسماعيل الثقفي حدثنا الحسن بن
محمد بن الصباح حدثنا شبابة حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
هانئ بن هانئ
430

عن علي قال الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين
الصدر إلى الرأس والحسين أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان
أسفل من ذلك
ذكر ملاعبة المصطفى صلى الله عليه وسلم للحسين بن علي بن
أبي طالب رضوان الله عليهما
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد
ابن عبد الله عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسين
فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش إليه فقال له عيينة بن بدر ألا
أراه يصنع هذا بهذا فوالله إنه ليكون لي الولد قد خرج وجهه
وما قبلته قط فقال النبي صلى الله عليه وسلم من لا يرحم لا يرحم
431

ذكر الخبر المصرح بأن هؤلاء الأربع الذي تقدم
ذكرنا لهم أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن سلم حدثنا عبد الرحمن بن
إبراهيم حدثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا حدثنا
الأوزاعي عن شداد أبي عمار
عن واثلة بن الأسقع قال سألت عن علي في منزله فقيل
لي ذهب يأتي برسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ودخلت فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على الفراش وأجلس فاطمة عن
432

يمينه وعليا عن يساره وحسنا وحسينا بين يديه وقال إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا
اللهم هؤلاء أهلي قاله واثلة فقلت من ناحية
البيت وأنا يا رسول الله من أهلك قال وأنت من أهلي قال
واثلة إنها لمن أرجى ما أرتجي
ذكر البيان بأن محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم مقرونة بمحبة فاطمة
والحسن والحسين وكذلك بغضه ببغضهم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
433

حدثنا مالك بن إسماعيل عن أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى
أم سلمة
عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة والحسن
والحسين أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم
434

ذكر إيجاب الخلود في النار لمبغض
أهل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة قال
حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا سليم بن
حيان عن أبي المتوكل الناجي
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي
نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت رجل إلا أدخله الله النار
435

ذكر طلحة بن عبيد الله التيمي
رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق حدثني
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عبد الله بن الزبير
عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعدين في أحد
فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره لينهض على صخرة فلم يستطع
فبرك طلحة بن عبيد الله تحته فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهره حتى
جلس على الصخرة قال الزبير فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أوجب طلحة ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله
عنه فأتى المهراس وأتاه بماء في درقته فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يشرب منه فوجد له ريحا فعافه فغسل به الدم الذي في وجهه
وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم
436

ذكر وصف الجراحات التي أصيب طلحة
يوم أحد مع المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
إسماعيل بن أبي الحارث حدثنا شبابة بن سوار عن إسحاق بن يحيى بن
طلحة حدثنا عيسى بن طلحة عن
437

عائشة قالت قال أبو بكر رضي الله عنه لما صرف
الناس يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كنت أول من جاء النبي صلى الله عليه وسلم
قال فجعلت أنظر إلى رجل بين يديه يقاتل عنه ويحميه فجعلت
أقول كن طلحة فداك أبي وأمي مرتين قال ثم نظرت إلى
رجل خلفي كأنه طائر فلم أنشب أن أدركني فإذا أبو عبيدة بن
الجراح فدفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإذا طلحة بين يديه صريع
فقال صلى الله عليه وسلم دونكم أخوكم فقد أوجب
قال وقد رمي في جبهته ووجنته فأهويت إلى السهم الذي
في جبهته لأنزعه فقال لي أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا
تركتني قال فتركته فأخذ أبو عبيدة السهم بفيه فجعل ينضنضه
ويكره أن يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله بفيه ثم أهويت إلى السهم
الذي في وجنته لأنزعه فقال أبو عبيدة نشدتك بالله يا أبا بكر إلا
تركتني فأخذ السهم بفيه وجعل ينضنضه ويكره أن يؤذي
النبي صلى الله عليه وسلم ثم استله وكان طلحة أشد نهكة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
نبي الله صلى الله عليه وسلم أشد منه وكان من أصحاب طلحة بضعة وثلاثون بين
طعنة وضربة ورمية
438

ذكر السبب الذي من أجله شلت يد طلحة
رضوان الله عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم قال رأيت يد طلحة بن عبيد الله
شلاء وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد
439

ذكر الزبير بن العوام بن خويلد
رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
أحمد بن الحسن بن خراش حدثنا عتيق بن يعقوب حدثني أبي حدثني
الزبير بن خبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير عن هشام بن عروة عن
أبيه قال
قال عبد الله بن الزبير لأبيه يا أبت حدثني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى حالا عنك فإن كل أبناء الصحابة يحدث عن أبيه قال
يا بني ما من أحد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم بصحبة إلا وقد صحبته
مثلها أو أفضل ولقد علمت يا بني أن أمك أسماء بنت أبي بكر
كانت تحتي ولقد عملت أن عائشة بنت أبي بكر خالتك ولقد
علمت أن أمي صفية بنت عبد المطلب وأن أخوالي حمزة بن
عبد المطلب وأبو طالب والعباس وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن خالي
ولقد علمت أن عمتي خديجة بنت خويلد وكانت تحته وأن ابنتها
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد علمت أن أمه صلى الله عليه وسلم آمنة بنت
وهب بن عبد مناف بن زهرة وأن أم صفية وحمزة هالة بنت
وهب بن عبد مناف بن زهرة ولقد صحبته بأحسن صحبة
والحمد لله ولقد سمعته صلى الله عليه وسلم يقول من قال علي ما لم أقل فليتبوأ
440

مقعده من النار
ذكر إثبات الشهادة للزبير بن العوام
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة حدثنا ابن وهب حدثني
معاوية بن صالح عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد حراء ومعه أبو بكر وعمر
وعثمان وعلي وطلحة والزبير فتحرك بهم الجبل فقال رسول الله
441

صلى الله عليه وسلم أسكن حراء فإنما عليك نبي أو صديق أو شهيد
ذكر جمع المصطفى صلى الله عليه وسلم أبويه
للزبير بن العوام
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن عبد الله بن عروة عن
عبد الله بن الزبير
عن الزبير بن العوام قال جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم
قريظة فقال معبد وأمي
442

ذكر البيان بأن الزبير بن العوام كان
حواري المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن المعافى العابد بصيدا أخبرنا عيسى بن
حماد ابن زغبة أخبرنا الليث بن سعد عن هاشم بن عروة عن
محمد بن المنكدر
عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق من
رجل يأتينا بخبر بني قريظة فقال الزبير أنا فذهب على فرسه
فجاء بخبرهم ثم قال الثانية فقال الزبير أنا ثم قال الثالثة
443

فقال الزبير أنا فقال النبي صلى الله عليه وسلم لكل نبي حواري وحواري
الزبير بن العوام
444

ذكر سعد بن أبي وقاص الزهري
رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد أن عبد الله بن
عامر بن ربيعة أخبره
أن عائشة كانت تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهي
إلى جنبه قال فقلت ما شأنك يا رسول الله قال ليت رجلا
صالحا من أصحابي يحرسني الليلة قال فبينا نحن كذلك إذ
سمعت صوت السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قال
سعد بن مالك قال ما جاء بك قال جئت لأحرسك يا رسول
الله قال فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم في نومه
445

ذكر رؤية سعد جبريل ومكائيل يوم أحد
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا أبو أسامة حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه
عن سعد بن أبي وقاص قال رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بيض ما رأيتهما قبل
ولا بعد يعني جبريل ومكائيل
ذكر جمع المصطفى صلى الله عليه وسلم أبويه
لسعد بن أبي وقاص
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا
سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن علي بن أبي طالب
446

رضي الله عنه وسفيان عن مسعر عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن
شداد
عن علي قال ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم جمع أبويه لأحد إلا
لسعد فإنه قال له يوم أحد ارم فداك أبي وأمي
447

ذكر البيان بأن سعدا أول من رمى من
العرب بالسهم في سبيل الله
أخبرنا عمر بن محمد بن بجير الهمداني حدثنا محمد بن
عبد الأعلى حدثنا معتمر قال سمعت إسماعيل عن قيس
عن سعد قال والله إني لأول رجل من العرب رمى بسهم
448

في سبيل الله وإن كنا لنغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام نأكله
إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى إن كان أحدنا ليضع كما تضع
الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين لقد
خبت إذا وضل عملي
449

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لسعد باستجابة
دعائه أي وقت دعاه
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا الحسن بن علي
الحلواني حدثنا جعفر بن عون حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
قيس قال
سمعت سعدا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم استجب له
إذا دعاك يعني سعدا
450

ذكر إثبات الجنة لسعد بن أبي وقاص
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن المثنى حدثنا
عبد الله بن عيسى الرقاشي حدثنا أيوب عن نافع
عن ابن عمر قال كنا قودا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يدخل
عليكم من ذا الباب رجل من أهل الجنة قال وليس منا أحد إلا
وهو يتمنى أن يكون من أهل بيته فإذا سعد بن أبي وقاص
قد طلع
451

ذكر الآي التي أنزل الله جل وعلا
وكان سببهما سعد بن أبي وقاص
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا بندار حدثنا محمد
حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مصعب بن سعد
عن أبيه قال أنزلت في أربع آيات أصبت سيفا فأتيت به
النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله نفلنيه قال ضعه ثم قلت
يا رسول الله نفلنيه واجعلني كمن لا غناء له قال ضعه من
حيث أخذت فنزلت هذه الآية يسألونك عن الأنفال
وصنع رجل من الأنصار طعاما فدعانا فشربنا
الخمر حتى انتشينا فتفاخرت الأنصار وقريش فقالت الأنصار
نحن أفضل منكم وقالت قريش نحن أفضل فأخذ رجل من
الأنصار لحي جزور فضرب أنف سعد ففزره فكان أنف سعد
مفزورا قال فنزلت هذه الآية إنما الخمر والميسر والأنصاب
والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون
وقالت أم سعد ألي قد أمر الله بالبر والله لا أطعم طعاما
452

ولا أشرب شرابا حتى أموت أو تكفر قال فكانوا إذا أرادوا أن
يطعموها شجروا فاها فنزلت هذه الآية ووصينا الإنسان بوالديه
حسنا الآية
قال ودخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مريض يعودني قلت يا
رسول الله أوصي بمالي كله قال لا قلت فبثلثيه قال لا
قلت فبنصفه قال لا قلت فبثلثه قال فسكت
453

ذكر سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا أبو خليفة حدثنا الحوضي عن شعبة عن الحر بن
الصياح
عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد فذكر
المغيرة عليا فنال منه فقام سعيد بن زيد فقال أشهد على
رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته يقول عشرة في الجنة النبي صلى الله عليه وسلم في
الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة
وعلي في الجنة وطلحة بن عبيد الله في الجنة والزبير بن العوام
في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في
الجنة ولو شئت لسميت العاشر قالوا من هو فسكت فقالوا من
هو فقال سعيد بن زيد
454

ذكر عبد الرحمن بن عوف الزهري
رضوان الله عليه وقد فعل
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
محمد بن الصباح حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد الخدري قال كان بين عبد الرحمن
وخالد بن الوليد شئ فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا
أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد
أحدهم ولا نصيفه
455

أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف
والجندي قالا حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا بكر بن مضر عن
صخر بن عبد الله عن أبي سلمة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إن أمركن لمما
يهمني بعدي ولن يصبر عليكن بعدي إلا الصابر قال ثم تقول
فسقى الله أباك من سلسبيل الجنة تريد عبد الرحمن بن عوف
وكان قد وصل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بمال بيع بأربعين ألفا
456

ذكر إثبات الجنة لعبد الرحمن بن عوف
رضي الله عنه
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا علي بن المديني حدثنا
ابن إدريس قال سمعت حصينا يذكر عن هلال بن يساف
عن عبد الله بن ظالم المازني قال قام خطباء يتناولون
عليا رضي الله عنه وفي الدار سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل
فأخذ بيدي وقال ألا ترى هذا الرجل الذي أرى يلعن رجلا من
457

أهل الجنة وأشهد على التسعة أنهم في الجنة ولو شهدت على
العاشر لم آثم فقلت من التسعة فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على
حراء فقال أثبت حراء فإن عليك نبيا وصديقا وشهيدا قلت من
هم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي
وطلحة والزبير وسعد وعبد الرحمن بن عوف قلت من
العاشر فتفكر ساعة ثم قال أنا
458

ذكر أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه
وقد فعل
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا محمد بن عبيد
المحاربي حدثنا عبد العزيز أبي حازم عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم الرجل أبو بكر
نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل
أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس شماس نعم الرجل
معاذ بن عمرو بن الجموح بئس الرجل فلان وفلان سماهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمهم لنا سهيل
ذكر البيان بأن أبا عبيدة بن الجراح كان
من أحب الرجال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد أبي بكر وعمر
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا هدبة بن خالد
القيسي حدثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن عبد الله بن شقيق
459

عن عمرو بن العاص قال قيل يا رسول الله أي الناس
أحب إليك قال عائشة قيل من الرجال قال أبو بكر
قيل ثم من قال عمر قيل ثم من قال أبو عبيدة ابن الجراح
ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لأبي
عبيدة بن الجراح بالأمانة
أخبرنا أبو خليفة حدثنا محمد بن كثير أخبرنا شعبة عن أبي
إسحاق عن صلة بن زفر
عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأهل نجران لأبعثن
عليكم أمينا حق أمين فاستشرف لها الناس عروبة أبا عبيدة بن
الجراح
460

ذكر البيان بأن هذا الخطاب كان من
المصطفى لأسقفي نجران
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الله بن عمر بن أبان حدثنا
عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق
عن صلة بن زفر
عن حذيفة قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقفا نجران العاقب والسيد
فقالوا ابعث معنا رجل أمينا حق أمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
461

لأبعثن معكم أمينا فاستشرف لها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا أبا عبيدة بن الجراح فأرسله معهم
ذكر البيان بأن العرب تنسب المرء إلى فضيلة تغلب
على سائر فضائله بلفظ الانفراد بها
أخبرنا الفضل بن الحباب الجمحي حدثنا سليمان بن
حرب حدثنا شعبة عن خالد الحذاء عن أبي قلابة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل أمة أمين وأمين
هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح
462

ذكر إثبات الجنة لأبي عبيدة بن الجراح
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبد الرحمن بن حميد بن
عبد الرحمن عن أبيه
عن عبد الرحمن بن عوف قال قال النبي صلى الله عليه وسلم عشرة في
الجنة أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة
وعلي في الجنة والزبير في الجنة وطلحة في الجنة وابن عوف
في الجنة وسعد في الجنة وسعيد بن زيد في الجنة
وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة
463

قال أبو حاتم ليس ذكر أبي عبيدة أنه في الجنة مضموما
إلى العشرة إلا في هذا الخبر وهؤلاء الذين ذكرناهم من أول
هذا النوع إلى هذا الموضع هم أفضل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أذكر
بعد هؤلاء من رويت له فضيلة صحيحة وكان موته في حياة رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قبض الله جل وعلا رسوله صلى الله عليه وسلم إلى جنته إن يسر الله
ذلك وشاءه
ذكر خديجة بنت خويلد بن أسد زوجة
رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
أخبرنا الحسين بن سفيان حدثنا أحمد بن سفيان أبو سفيان وعبيد
الله بن فضالة أبو قديد قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة
عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء
العالمين مريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت
محمد وآسية امرأة فرعون
464

ذكر بشرى المصطفى صلى الله عليه وسلم خديجة
ببيت في الجنة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبيد الله بن عمر
القواريري حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد قال
سمعت ابن أبي أوفى يقول بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت
في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب
465

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أمر بهذا
الفعل الذي وصفناها
أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم
حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت بن إسحاق حدثني
هشام بن عروة عن أبيه
عن عبد الله بن جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أبشر
خديجة ببيت في الجنة من قصب لا سخب فيه ولا نصب
466

ذكر تعاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم أصدقاء
خديجة بالبر بعد وفاتها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا سهل بن عثمان العسكري
حدثنا حفص بن الصالح عن هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة يقول
اذهبوا بذي إلى أصدقاء خديجة قالت فأغضبته يوما فقال صلى الله عليه وسلم
إني رزقت حبها
ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا هشام بن عمار
حدثنا أسد بن موسى حدثنا المبارك بن فضالة عن ثابت
عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتي بشئ
قال اذهبوا به إلى فلانة فإنها كانت صديقة خديجة
467

ذكر إكثار المصطفى صلى الله عليه وسلم ذكر
خديجة بعد وفاتها
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا
عثمان بن أبي شيبة حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عبد الملك بن
عمير عن موسى بن طلحة
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر ذكر خديجة قلت
لقد أخلفك الله من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين فتمعر
وجهه صلى الله عليه وسلم تمعرا ما كنت أراه منه إلا عند نزول الوحي وإذا رأى
المخيلة حتى يعلم أرحمة أو عذاب
468

ذكر البيان بأن جبريل صلى الله عليه
أقرأ خديجة من ربها السلام
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
ابن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال أتى جبريل صلى الله عليه وسلم النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو شراب فإذا
هي أتتك فاقرأ عليه من ربها السلام وبشرها ببيت في الجنة من
قصب لا سخب فيه ولا نصب
469

ابن فضيل هو محمد بن فضيل بن غزان قاله الشيخ
ذكر البيان بأن خديجة من أفضل نساء
أهل الجنة في الجنة
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن أبان الواسطي
حدثنا داود بن أبي فرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة
عن ابن عباس قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوطا
أربعة قال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت
محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون
470

قال أبو حاتم ماتت خديجة بمكة قبل هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
إلى المدينة بثلاث سنين
ذكر البراء بن معرور بن صخر بن خنساء
رضوان الله عليه
أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني حدثنا عمار بن
الحسن الهمداني حدثنا سلمة بن الفضل عن بن إسحاق حدثني معبد بن
كعب بن مالك عن أخيه عبد الله بن كعب بن مالك
عن أبيه وغيره أنهم واعدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلقوه من العام
القابل بمكة فيمن تبعهم من قومهم فخرجوا من العام القابل سبعون
رجلا فيمن خرج من أرض الشرك من قومهم قال كعب بن مالك
حتى إذا كنا بظاهر البيداء قال البراء بن معرور بن صخر بن خنساء
وكان كبيرنا وسيدنا قد رأيت رأيا والله ما أدري أتوافقوني عليه
471

أم لا إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر يريد
الكعبة وإني أصلي إليها فقلنا لا تفعل وما بلغنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
يصلي إلا إلى الشام وما كنا نصلي إلى غير قبلته فأبينا عليه
ذلك وأبى علينا وخرجنا في وجهنا ذلك فإذا حانت الصلاة
صلى إلى الكعبة وصلينا إلى الشام حتى قدمنا مكة
قال كعب بن مالك قال لي البراء بن معرور والله
يا ابن أخي قد وقع في نفسي ما صنعت في سفري هذا قال وكنا
لا نعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نعرف العباس بن عبد المطلب كان
يختلف إلينا بالتجارة ونراه فخرجنا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة
حتى إذا كنا بالبطحاء لقينا رجلا فسألناه عنه فقال هل تعرفانه
قلنا لا والله قال فإذا دخلتم فانظروا الرجل الذي مع العباس
جالسا فهو هو تركته معه الآن جالسا
قال فخرجنا حتى جئناه صلى الله عليه وسلم فإذا هو مع العباس فسلمنا
عليهما وجلسنا إليهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تعرف هذين
الرجلين يا عباس قال نعم هذان الرجلان من الخزرج
وكانت الأنصار إنما تدعى في ذلك الزمان أوسها وخزرجها هذا
البراء بن معرور وهو رجل من رجال قومه وهذا كعب بن مالك
472

فوالله ما أنسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاعر قال نعم
قال البراء بن معرور يا رسول الله إني قد صنعت في سفري هذا
شيئا أحببت أن تخبرني عنه فإنه قد وقع في نفسي منه شئ
إني قد رأيت أن لا أجعل هذه البنية مني بظهر وصليت إليها
فعنفني أصحابي وخالفوني حتى وقع في نفسي من ذلك
ما وقع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إنك قد كنت على قبلة لو صبرت
عليها ولم يزده على ذلك
قال ثم خرجنا إلى منى فقضينا الحج حتى إذا كان وسط أيام
التشريق أتعدنا نحن ورسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة فخرجنا من جوف
الليل نتسلل من رحالنا ونخفي ذلك ممن معنا من مشركي قومنا
حتى إذا اجتمعنا عند العقبة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه عمه
العباس بن عبد المطلب فتلا علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن فأجبناه
وصدقناه وآمنا به ورضينا بما قال ثم إن العباس بن عبد المطلب
تكلم فقال يا معشر الخزرج إن محمدا منا حيث قد علمتم وإنا
قد منعناه ممن هو على مثل ما نحن عليه وهو في عشيرته وقومه
ممنوع فتكلم البراء بن معرور وأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
بايعنا قال أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم
ونساءكم وأبناءكم
قال نعم والذي بعثك بالحق فنحن والله أهل
الحرب ورثناها كابرا عن كابر
473

قال أبو حاتم مات البراء بن معرور بالمدينة قبل قدوم
النبي صلى الله عليه وسلم إياها بشهر وأوصى أن يوجه في حفرته نحو الكعبة
ففعل به ذلك وأما ترك أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم إياه بإعادة الصلاة التي
صلاها نحو الكعبة حيث كان الفرض عليهم استقبال بيت
المقدس كان ذلك لأن البراء أسلم لما شاهد المصطفى صلى الله عليه وسلم
فمن أجله لم يأمره بإعادة تلك الصلاة
ذكر أسعد بن زرارة بن عدس رضوان الله عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني حدثنا يحيى بن سليم عن ابن
خثيم عن أبي الزبير
474

عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم لبث عشر سنين يتتبع
الناس في منازلهم في الموسم ومجنة وعكاظ وفي منازلهم
بمنى يقول من يؤويني وينصرني حتى أبلغ رسالات ربي وله
الجنة فلا يجد صلى الله عليه وسلم أحدا ينصره ولا يؤويه حتى إن الرجل ليرحل
من مصر أو من اليمن إلى ذي رحمه فيأتيه قومه فيقولون له احذر
غلام قريش لا يفتنك ويمشي بين رحالهم يدعوهم إلى الله
فيشيرون إليه بالأصابع حتى بعثنا الله له من يثرب فيأتيه الرجل
فيؤمن به ويقرأه القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه
حتى لم يبق دار من دور يثرب إلا وفيها رهط من المسلمين
يظهرون الإسلام
فأتمرنا واجتمعنا فقلنا حتى متى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في
جبال مكة ويخاف فرحلنا حتى قدمنا عليه في الموسم فواعدنا
شعب العقبة فقال عمه العباس يا أهل يثرب فاجتمعنا عنده من
رجل ورجلين فلما نظر في وجوهنا قال هؤلاء قوم لا أعرفهم
هؤلاء أحداث فقلنا يا رسول الله على ما نبايعك قال تبايعوني
على السمع والطاعة في النشاط والكسل وعلى النفقة في العسر
واليسر وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعلى أن تقولوا
في الله لا يأخذكم في الله لومة لائم وعلى أن تنصروني إذا قدمت
475

عليكم وتمنعوني ما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم فلكم
الجنة فقمنا نبايعه فأخذ بيده أسعد بن زرارة وهو أصغر السبعين
إلا أنا قال رويدا يا أهل يثرب إنا لم نضرب إليه أكباد المطي إلا
ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن إخراجه اليوم مفارقة العرب
كافة وقتل خياركم وأن تعضكم السيوف فإما أنتم قوم تصبرون
عليها إذا مستكم وعلى قتل خياركم ومفارقة العرب كافة فخذوه
وأجركم على الله وإما أنتم تخافون من أنفسكم خيفة فذروه
فهو أعذر عند الله قالوا يا أسعد أمط عنا يدك فوالله لا نذر
هذه البيعة ولا نستقيلها قال فقمنا إليه رجل رجل فأخذ علينا
شريطة العباس وضمن على ذلك الجنة
قال أبو حاتم مات أسعد بعد قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمدينة
476

بأيام والمسلمون يبنون المسجد
ذكر البيان بأن أسعد بن زرارة هو الذي جمع أول
جمعة بالمدينة قبل قدوم المصطفى صلى الله عليه وسلم إياها
أخبرنا محمد بن أبي عون الرياني حدثنا عمار بن الحسن
الهمداني حدثنا سلمة بن الفضل عن بن إسحاق قال فحدثني محمد بن
أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن أبيه
أن عبد الله بن كعب بن مالك أخبره قال كنت قائد
أبي بعدما ذهب بصره وكان لا يسمع الأذان بالجمعة إلا قال
رحمة الله على أسعد بن زرارة قال قلت يا أبت إنه لتعجبني
صلاتك على أبي أمامة كلما سمعت بالأذان بالجمعة فقال أي
بني كان أول من جمع الجمعة بالمدينة في حرة بني بياضة في
نقيع يقال له الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال
أربعون رجلا
477

ذكر حارثة بن النعمان رضوان الله عليه
حدثنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الأعلى بن حماد
حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عمرة
عن عائشة أنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلت الجنة
فسمعت قراءة فقلت من هذا قيل هذا حارثة بن النعمان
كذاكم البر كذاكم البر
478

ذكر السبب الذي من أجله مدح
حارثة بن النعمان بالبر
أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا بن أبي السري
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرة
عن عائشة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا أدور في الجنة
سمعت صوت قارئ فقلت من هذا فقالوا حارثة بن النعمان
كذلك البر قال وكان أبر الناس بأمه
ذكر حمزة بن عبد المطلب عم
رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث عن سليمان بن يسار
479

عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت أنا وعبيد
الله بن عدي بن نوفل بن عبد مناف في زمن معاوية فأدرنا مع
الناس فلما قفلنا ودنا حمص فكان وحشي مولى جبير بن مطعم
قد سكنها وأقام بها فلما قدمناها قال لي عبيد الله بن عدي هل
لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن حمزة كيف كان قتله له قال
فخرجنا حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة وإذا هو شيخ
كبير فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن
عدي قال بن لعدي بن الخيار قال نعم قال أما والله
ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذوي طوى فإني
ناولتها إياك وهي على بعيرها فأخذتك فلمعت لي قدماك حين
رفعتك إليها فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فرأيتها فعرفتها
فجلسنا إليه فقلنا جئناك لتحدثنا عن قتل حمزة كيف قتلته
قال أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن
ذلك كنت غلاما لجبير بن مطعم بن عدي بن نوفل وكان عمه
طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد قال
لي جبير بن مطعم إن قتلت حمزة عم محمد صلى الله عليه وسلم بعمي طعيمة
فأنت عتيق قال فخرجت وكنت حبشيا أقذف بالحربة قذف
الحبشة قلما أخطئ بها شيئا فلما التقى الناس خرجت أنظر
480

حمزة حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهز الناس
بسيفه هزا ما يقوم له شئ فوالله إني لأتهيأ له أريده وأتاني
عجزا إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى فلما رآه حمزة قال
هلم يا بن مقطعة البظور قال ثم ضربه فوالله لكأنما أخطأ رأسه
قال وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت
في ثنته حتى خرجت بين رجليه فذهب لينوء نحوي فغلب وتركته
وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ثم رجعت إلى
الناس فقعدت في العسكر ولم يكن لي بعده حاجة إنما قتلته
لأعتق فلما قدمت مكة عتقت
ذكر البيان بأن وحشيا لما أسلم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يغيب عن وجهه لما كان منه في حمزة ما كان
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي وكان واحد زمانه
حدثنا محمد بن مشكان السرخسي حدثنا حجين بن المثنى أبو عمر
481

البغدادي حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة بن أخي الماجشون
عن عبد الله بن الفضل الهاشمي عن سليمان بن يسار
عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت مع
عبيد الله بن عدي بن الخيار غلى الشام فلما قدمنا حمص قال لي
عبيد الله هل لك في وحشي نسأله عن قتل حمزة قلت نعم
قال وكان وحشي يسكن حمص قال فسألناه عنه فقيل لنا
هو ذاك في ظل قصره كأنه حميت قال فجئنا حتى وقفنا عليه
فسلمنا فرد السلام قال وعبيد الله معتجر بعمامة ما يرى وحشي
إلا عينيه ورجليه قال فقال له عبيد الله يا وحشي أتعرفني فنظر
إليه وقال لا والله إلا أني أعلم أن عدي بن الخيار تزوج امرأة
يقال لها أم القتال بنت أبي العيص فولدت له غلاما بمكة
فاسترضعه فحملت ذلك الغلام مع أمه فناولتها إياه فلكأني
نظرت إلى قدميك
قال فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال ألا تخبرنا بقتل
حمزة قال نعم إن حمزة قتل طعيمة بن عدي بن الخيار ببدر
قال فقال لي مولاي جبير بن معطم إن قتلت حمزة بعمي فأنت
حر قال فما أن خرج الناس عام عينين قال وعينين جبل
تحت أحد بينه وبين واد قال فخرجت مع الناس إلى
482

القتال فلما اصطفوا للقتال خرج سباع أبو نيار قال
فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب فقال يا سباع يا بن أم أنمار
يا بن مقطعة البظور تحاد الله ورسوله قام ثم شد عليه فكان
كأمس الذاهب قال وانكمنت لحمزة مر علي فلما أن دنا
مني رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه
قال فكان ذلك العهد به فلما رجع الناس رجعت مهم
فأقمت بمكة حتى نشأ فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف قال
وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رسلا قال وقيل له إنه لا يهيج
الرسل قال فجئت فيهم حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما
رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أنت وحشي قلت نعم قال أنت
قتلت حمزة قال قلت قد كان من الأمر ما بلغك فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أما تستطيع أن تغيب عني وجهك
قال فخرجت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج مسيلمة
الكذاب قال قلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ
به حمزة قال فخرجت مع الناس فكان من أمرهم ما كان
قال وإذا رجيل قائم في ثلمة جدار كأنه جمل أورق ما نرى رأسه
قال فأرميه بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه
قال ودب رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته
483

قال عبد الله بن الفضل وأخبرني سليمان بن يسار أنه سمع
عبد الله بن عمر يقول قالت جارية على ظهر البيت إن أمير
المؤمنين قتله العبد الأسود
484

ذكر الإخبار بما كفن فيه حمزة بن عبد المطلب يومئذ
أخبرنا محمد بن إسحاق بن سعيد السعدي حدثنا حماد بن
الحسن بن عنبسة حدثنا أبو داود الطيالسي حدثنا شعبة عن سعد بن
إبراهيم قال سمعت أبي يقول
أتي عبد الرحمن بن عوف وكان صائما بطعام فجعل يبكي
فقال قتل حمزة فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوب واحد وقتل
مصعب بن عمير فلم يوجد ما يكفن فيه إلا ثوب واحد ولقد
خشيت أن تكون قد عجلت طيباتنا في حياتنا الدنيا قال
وجعل يبكي
485

ذكر مصعب بن عمير أحد بني عبد الدار
ابن قصي رضي الله عنه
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا
سفيان عن الأعمش
عن أبي وائل قال أتينا خبابا نعوده فقال إنا هاجرنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله فوقع أجورنا على الله فمنا من
مضى لم يأكل من حسناته شيئا منهم مصعب بن عمير
قتل يوم أحد وترك بردة فكنا إذا جعلناها على رجليه بدا
رأسه وإذا جعلناها على رأسه بدت رجلاه ومنا من أينعت ثمرته
فهو يهدبها فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نجعلها على رأسه ثم نجعل
على رجليه شيئا من إذخر
486

ذكر عبد الله بن عمرو بن حرام أبو جابر
رضوان الله عليه
أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي حدثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد حدثنا أبي حدثنا
عمرو بن دينار
عن جابر بن عبد الله قال أمر أبي بخزيرة فصنعت ثم
أمرني فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته وهو في منزله فقال
ما هذا يا جابر ألحم ذا قلت لا ولكنها خزيرة فأمر بها
487

فقبضت فلما رجعت إلى أبي قال هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت
نعم فقال هل قال شيئا فقلت نعم قال ما هذا يا جابر
ألحم ذا فقال أبي عسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى
اللحم فقام إلى داجن له فذبحها ثم أمر بها فشويت ثم أمرني
فحملته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهيت إليه وهو في مجلسه ذلك
فقال ما هذا يا جابر فقلت يا رسول الله رجعت إلى أبي
فقال هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت نعم فقال هل قال شيئا
قلت نعم قال ما هذا ألحم ذا فقال أبي عسى أن يكون
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اشتهى اللحم فقام إلى داجن عنده فذبحها ثم
أمر بها شويت ثم أمرني فحملتها إليك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
جزى الله الأنصار عنا خيرا ولا سيما عبد الله بن عمرو بن حرام
وسعد بن عبادة
488

ذكر إظلال الملائكة بأجنحتها عبد الله بن
عمرو بن حرام إلى أن دفن
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد الطيالسي حدثنا شعبة
عن محمد بن المنكدر قال
سمعت جابرا يقول لما قتل أبي يوم أحد جعلت أبكي
وأكشف الثوب عن وجهه وجعل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهوني
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تبكه ما زالت الملائكة بأجنحتها تظله
حتى دفنتموه
489

ذكر البيان بأن الله جل وعلا كلم عبد الله بن
عمرو بن حرام بعد أن أحياه كفاحا
أخبرنا عبد الله بن قحطبة بفم الصلح حدثنا يحيى بن
حبيب بن عربي حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير الأنصاري قال سمعت
طلحة بن خراش قال
سمعت جابرا يقول لقيني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي يا جابر
ما لي أراك منكسرا فقلت يا رسول الله استشهد أبي وترك عيالا
ودينا فقال ألا أبشرك بما لقي الله به أباك قلت بلى يا رسول
490

الله قال ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب وإن الله
أحيى أباك فكلمه كفاحا فقال يا عبدي تمن أعطك قال
تحييني فأقتل قتلة ثانية قال الله إني قضيت أنهم لا يرجعون
ونزلت هذه الآية ولا تحسبن الذي قتلوا في سبيل الله أمواتا بل
أحياء عند ربهم يرزقون
ذكر أنس بن النضر الأنصاري
رضوان الله عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان أخبرنا عبد الله
أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت
491

عن أنس بن مالك قال قال عمي أنس بن النضر سميت
به ولم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليه فقال أول
مشهدة شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه أما والله أداء أراني مشهدا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله ما أصنع قال فهاب أن
يقول غيرها فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام المقبل
فاستقبله سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو أين قال واها لريح
الجنة أجدها دون أحد فقاتل حتى قتل فوجد في جسده بضع
وثمانون بين ضربة وطعنة ورمية فقالت عمتي أخته فما عرفت
أخي إلا ببنانه قال ونزلت هذه الآية رجال صدقوا ما عاهدوا
الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا
تبديلا
492

ذكر عمرو بن الجموح رضوان الله عليه
أخبرنا أحمد بن مكرم بن خالد البرتي حدثنا
علي بن المديني حدثنا موسى بن إبراهيم بن كثير بن بشير بن فاكه السلمي
قال سمعت طلحة بن خراش قال
سمعت جابرا يقول جاء عمرو بن الجموح إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال يا رسول الله من قتل اليوم دخل الجنة
قال نعم قال فوالذي نفسي بيده لا أرجع إلى أهلي حتى أدخل
الجنة فقال له عمر بن الخطاب يا عمرو لا تأل على الله فقال
493

رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلا يا عمر فإن منهم من لو أقسم على الله
لأبره منهم عمرو بن الجموح يخوض في الجنة بعرجته
494

ذكر حنظلة بن أبي عامر غسيل الملائكة
رضوان الله عليه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه
عن جده قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وقد كان الناس
انهزموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم إلى دون
الأعراض على جبل بناحية المدينة ثم رجعوا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد كان حنظلة بن أبي عامر التقى هو وأبو سفيان بن حرب
495

فلما استعلاه حنظلة رآه شداد بن الأسود فعلاه شداد بالسيف حتى
قتله وقد كاد يقتل أبا سفيان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم
حنظلة تغسله الملائكة فسلوا صاحبته فقالت خرج وهو جنب لما
سمع الهائعة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذاك قد غسلته الملائكة
ذكر سعد بن معاذ الأنصاري رضوان الله عليه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
496

عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال سمعت أبا
أمامة بن سهل يحدث
عن أبي سعيد الخدري أن بني قريظة نزلوا على حكم
سعد بن معاذ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فجاء على حمار
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا إلى خيركم أو إلى سيدكم قال إن
هؤلاء قد نزلوا على حكمك قال فإني أحكم فيهم أن تقتل
مقاتلتهم وتسبي ذريتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم
بحكم الله وقال مرة لقد حكمت بحكم الملك
ذكر أمر المصطفى صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ بالكون معه
في المسجد تلك الأيام قصدا لعيادته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا عبد الرحمن بن المتوكل
497

القارئ حدثنا يحيى بن أبي زائدة أخبرني هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب على سعد بن معاذ خيمة
في المسجد ليعوده من قريب
ذكر وصف دعاء سعد بن معاذ لما فرغ
من قتل بني قريظة
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن أبيه عن جده
عن عائشة قالت خرجت يوم الخندق أقفو أثر الناس
فسمعت وئيد الأرض من ورائي فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ
ومعه بن أخيه الحارث بن أوس يحمل مجنه فجلست إلى
498

الأرض فمر سعد وعليه درع قد خرجت منها أطرافه فأنا
أتخوف على أطراف سعد وكان من أعظم الناس وأطولهم
قالت فمر وهو يرتجز ويقول
لبث قليلا يدرك الهيجا حمل ما أحسن الموت إذا حان الأجل
قالت فقمت فاقتحمت حديقة فإذا فيها نفر من المسلمين
فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال عمر ويحك ما جاء
بك لعمري والله إنك لجريئة ما يؤمنك أن يكون تحوز أو بلاء
قالت فما زال يلومني حتى تمنيت أن الأرض قد انشقت فدخلت
فيها وفيهم رجل عليه نصيفة له فرفع الرجل النصيف عن وجهه
فإذا طلحة بن عبيد الله فقال ويحك يا عمر إنك قد أكثرت منذ
اليوم وأين الفرار إلا إلى الله
قالت ورمى سعدا رجل من المشركين يقال له ابن العرقة
بسهم قال خذها وأنا بن العرقة فأصاب أكحله فقطعها فقال
اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من قريظة وكانوا حلفاءه ومواليه في
الجاهلية فبرأ كلمه وبعث الله الريح على المشركين فكفى الله
المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا فلحق أبو سفيان بتهامة
ولحق عيينة ومن معه بنجد ورجعت بنو قريظة فتحصنوا
499

بصياصيهم فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وأمر بقبة من أدم
فضربت على سعد في المسجد ووضع السلاح
قالت فأتاه جبريل فقال أو قد وضعت السلاح فوالله
ما وضعت الملائكة السلاح اخرج إلى بني قريظة فقاتلهم فأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرحيل ولبس لأمته فخرج فمر على بني غنم
وكانوا جيران المسجد فقال من مر بكم قال مر بنا دحية
الكلبي فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاصرهم خمسا وعشرين يوما فلما
اشتد حصرهم واشتد البلاء عليهم قيل لهم أنزلوا على حكم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشاروا أبا لبابة فأشار إليهم أنه الذبح
فقالوا ننزل على حكم سعد بن معاذ فنزلوا على حكم سعد وبعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد فحمل على حمار وعليه إكاف من ليف
وحف به قومه فجعلوا يقولون يا أبا عمرو حلفاؤك ومواليك
وأهل النكاية ومن قد علمت فلا يرجع إليهم قولا حتى إذا دنا
من ذراريهم التفت إلى قومه فقال قد آن لسعد أن لا يبالي في
الله لومة لائم فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قوموا إلى سيدكم فأنزلوه قال عمر سيدنا الله قال أنزلوه فأنزلوه
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم احكم فيهم قال إني أحكم
فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى ذراريهم وتقسم أموالهم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد حكمت فيهم بحكم الله ورسوله
500

ثم دعا الله سعد فقال اللهم إن كنت أبقيت على نبيك صلى الله عليه وسلم
من حرب قريش شيئا فأبقني لها وإن كنت قطعت بينهم وبينهم
فاقبضني إليك فانفجر كلمه وكان قد برأ منه حتى ما بقي منه إلا
مثل الحمص قالت فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجع سعد إلى بيته
الذي ضرب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت فحضره رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وعمر قالت فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء
أبي بكر من بكاء عمر وأنا في حجرتي وكانوا كما قال الله رحماء
بينهم قال علقمة فقلت أي أمه فكيف كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قالت كان عيناه لا تدمع على أحد ولكنه
إذا وجد إنما هو آخذ بلحيته
ذكر استبشار العرش وارتياحه
لوفاة سعد بن معاذ
أخبرنا عمران بن موسى السختياني حدثنا محفوظ بن
أبي توبة ومحمد بن عبد الله العصار قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
ابن جريج أخبرني أبو الزبير
501

أنه سمع جابر بن عبد الله يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجنازة
سعد بن معاذ بين أيديهم اهتز لها عرش الرحمن
قال أبو حاتم قوله صلى الله عليه وسلم اهتز له عرش الرحمن يريد به
استبشر وارتاح كقوله الله جل وعلا فإذا أنزلنا عليها الماء
اهتزت وربت يريد به ارتاحت واخضرت
502

ذكر البيان بأن قوله صلى الله عليه وسلم اهتز لها
أراد به وفاته دون الجنازة
أخبرنا عمر بن سعيد بن سنان حدثنا محمد بن قدامة
حدثنا عبيدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده
عن عائشة قالت سمعت أسيد بن حضير يقول سمعت
503

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اهتز العرش لوفاة سعد بن معاذ
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن العرش
في هذا الخبر هو السرير
أخبرنا عبد الله بن قحطبة حدثنا العباس بن عبد العظيم
حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن الأعمش عن
أبي صالح وأبي سفيان
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتز عرش الرحمن
لموت سعد بن معاذ
504

ذكر طعن المنافقين في جنازة سعد لخفتها
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الرحمن
العلاف حدثنا محمد بن سواء حدثنا شعبة عن قتادة
عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال وجنازة سعد موضوعة اهتز لها
عرش الرحمن فطفق المنافقون في جنازته وقالوا ما أخفها فبلغ
لك النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنما كانت تحمله الملائكة معهم
ذكر فتح أبواب السماء لوفاة سعد بن معاذ
رضي الله عنه
أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف بدمشق حدثنا عمرو بن
عثمان حدثنا محمد بن خالد الوهبي حدثنا محمد بن عمرو عن يحيى بن
505

سعيد ويزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد عن معاذ بن رفاعة بن رافع
الأنصاري
عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد هذا
الرجل الصالح الذي فتحت له أبواب السماء شدد عليه ثم
فرج عنه
ذكر البيان بأن سعد بن معاذ فرج الله عنه عما شدد
عليه من عذاب القر بدعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
حدثنا بن فضيل عن عطاء بن السائب عن مجاهد
عن ابن عمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره يعني سعد بن
506

معاذ فاحتبس فلما خرج قيل يا رسول الله ما حبسك قال
ضم سعد في القبر ضمة فدعوت الله فكشف عنه
ذكر وصف مناديل سعد بن معاذ في الجنة
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو
داود حدثنا شعبة عن أبي إسحاق
507

عن البراء قال لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبا من حرير فجعل
الناس يلمسونه ويعجبون منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تتعجبون منه
مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير منه
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن أبا إسحاق
لم يسمع هذا الخبر من البراء
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
508

يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا أبو داود حدثنا شعبة قال أخبرنا
أبو إسحاق قال
سمعت البراء يقول أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثوب حرير فجعلوا
يلمسونه ويتعجبون من لينه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن
معاذ في الجنة ألين من هذا أو خير من هذا
قال شعبة وحدثني قتادة حدثنا أنس بن مالك عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا
ذكر البيان بأن ذلك الثوب الذي لبسه المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان منسوجا بالذهب
أخبرنا جعفر بن أحمد بن سنان القطان حدثنا أبي قال
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو
حدثنا حكى بن عمرو بن سعد بن معاذ قال دخلت على أنس
509

بن مالك فقال لي من أنس قلت أنا حكى بن عمرو بن سعد بن
معاذ قال إنك بسعد لشبيه ثم بكى فأكثر البكاء قال رحمة
الله على سعد كان من أعظم الناس وأطولهم ثم قال بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبة
ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على
المنبر أو جلس فلم يتكلم ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة
وينظرون إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعجبون منها قالوا ما رأينا
ثوبا قط أحسن منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ في
الجنة أحسن مما ترون
510

ذكر البيان بأن لبس المصطفى صلى الله عليه وسلم الجبة المنسوجة بالذهب
كان ذلك قبل تحريم الله جل وعلا
لبسها على الرجال من أمته
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن ثعلبة بن سواء
حدثني عمي محمد بن سواء حدثنا سعيد عن قتادة
عن أنس أن أكيدر دومة أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة
سندس فلبسها وذلك قبل أن يحرم الحرير فتعجب الناس من
حسنها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمناديل سعد بن معاذ أحسن منها
في الجنة
511

ذكر خبيب بن عدي رضي الله عنه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي
عن أبي هريرة قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا وأمر
عليها عاصم بن ثابت فانطلقوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين
عسفان ومكة نزولا فذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان
فاتبعوهم بقريب من مائة رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى نزلوا
منزلا نزلوه فوجدوا فيه نوى تمر من تمر المدينة فقيل هذا من
تمر أهل يثرب فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم فلما آنسهم عاصم بن
ثابت وأصحابه لجؤوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم
فقالوا لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا
فقال عاصم أما أنا فلا أنزل في ذمة قوم كافرين اللهم أخبر عنا
رسولك فقاتلوهم في بيوتهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر وبقي
خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة ورجل آخر فأعطوهم العهد
والميثاق أن ينزلوا إليهم فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قسيهم
فربطوهم بها فنادى الرجل الثالث الذي معهما هذا أول الغدر
فأبى أن يصحبهم فجروه فأبى أن يتبعهم وقال لي في هؤلاء
أسوة فضربوا عنقه
512

وانطلقوا بخبيب بن عدي وزيد بن الدثنة حتى باعوهما بمكة
فاشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر وكان الحارث قتل يوم بدر
فمكث عندهم أسيرا حتى إذا اجتمعوا على قتله استعار موسى
من إحدى بنات الحارث يستحد به فأعارته قالت فغفلت عن
صبي لي حتى أتاه فأخذه فأضجعه على فخذه والموسى في
يده فلما رأيته فزعت فزعا وعطاء فقال خشيت أن أقتله
ما كنت لأفعل إن شاء الله قال فكانت تقول ما رأيت أسيرا قط
خيرا من خبيب لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة يومئذ
ثمرة وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقا رزقه الله إياه ثم
خرجوا به من الحرم ليقتلوه فقال دعوني أصلي ركعتين فصلى
ركعتين ثم قال لولا أن تروا أن ما بي جزع من الموت لزدت
فكان أول من سن الركعتين عند القتل ثم قال
ولست أبالي حين أقتل مسلما % على أي شق كان لله مصرعي
ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله وبعثت قريش إلى
موضع عاصم تريد الشئ من جسده ليعرفوه وكان قتل عظيما
من عظمائهم يوم بدر عروبة الله عليه مثل الظلة فلم يقدروا على
شئ منه
513

هكذا حدثنا بن قتيبة من كتابه فقاتلوهم في بيوتهم وإنما
هو فقاتلوهم من ثبوتهم
أخبرناه عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
514

الحنظلي أخبرنا عبد الرزاق شوال نحوه وقال في آخره عروبة الله عليهم
مثل الظلة من الدبر فلم يقدروا على شئ
والدبر الزنابير
ذكر أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي
رضي الله عنه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
معاوية بن عمرو حدثنا أبو إسحاق ها عن خالد الحذاء عن
أبي قلابة عن قبيصة بن ذؤيب
عن أم سلمة قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سلمة
وقد شق بصره فأغمضه وقال إن الروح إذا قبض تبعه
البصر فصاح ناس من أهله فقال لا تدعوا على أنفسكم إلا
بخير فإن الملائكة تؤمن على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لأبي
سلمة وارفع درجته في المقربين واخلفه في عقبه في الغابرين
515

واغفر له ولنا يا رب العالمين اللهم افسح له في قبره ونور
له فيه
ذكر زيد بن حارثة بن شراحيل
رضوان الله عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا موسى بن عقبة حدثني سالم بن عبد الله بن
عمر
أن بن عمر قال ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل
516

القرآن ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله
ذكر محبة المصطفى صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة
أخبرنا أبو يعلى حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري حدثنا
عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر قال فرض عمر لأسامة بن زيد أكثر مما فرض
لي فقلت إنما هجرتي وهجرة أسامة واحدة قال إن أباه كان
أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك وإنه كان أحب إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم منك وإنما هاجر بك أبواك
517

ذكر البيان بأن زيد بن حارثة كان من
أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا يحيى بن
أيوب المقابري حدثنا إسماعيل بن جعفر قال أخبرني عبد الله بن دينار
أنه سمع بن عمر يقول بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وأمر
عليهم أسامة بن زيد فطعن بعض الناس في إمرته فقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال إن تطعنوا في إمرته فقد كنتم تطعنون في إمرة أبيه
من قبل وأيم الله إن كان خليقا للإمارة وإن كان لمن أحب
الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي بعده
518

أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف قال
حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد
بن زيد عن ثابت
عن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك عليك أهلك فنزلت
وتخفي في نفسك ما الله مبديه
519

ذكر جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة بن
يريم وهانئ بن هانئ
عن علي رضوان الله عليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر
أشبهت خلقي وخلقي
520

ذكر رؤية المصطفى صلى الله عليه وسلم جعفرا يطير في الجنة
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن إسماعيل ببست حدثنا أحمد
ابن منصور المروزي زاج حدثني يحيى بن نصر بن حاجب القرشي حدثني
أبي عن العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أريت جعفرا ملكا
يطير بجناحيه في الجنة
521

ذكر عبد الله بن رواحة رضوان الله عليه
أخبرنا الفضل بن الحباب حدثنا سليمان بن حرب حدثنا
الأسود بن شيبان عن خالد بن سمير قال
قدم علنيا عبد الله بن رباح الأنصاري وكانت الأنصار
تفقهه فأتيته وقد اجتمع إليه ناس من الناس فقال حدثنا
أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش
الأمراء قال عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد
فجعفر فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة فوثب جعفر فقال
بابي أنت وأمي يا رسول الله ما كنت أرغب أن تستعمل
علي زيدا فقال امض فإنك لا تدري في أي ذلك خير
فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر وأمر
أن ينادى الصلاة جامعة فقال ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي
انطلقوا فلقوا العدو فأصيب زيد شهيدا استغفروا له فاستغفر له الناس
ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدا
522

إستغفروا له ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فثبتت قدماه حتى قتل
شهيدا استغفروا له ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من
الأمراء هو أمر نفسه ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبعيه ثم قال اللهم
هو سيف من سيوفك انتصر به فمن يومئذ سمي خالد بن الوليد
سيف الله
قال أبو حاتم من ذكر أبي عبيدة بن الجراح إلى هاهنا هم
الذين ماتوا أو قتلوا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن قبض الله جل
وعلا رسوله الله صلى الله عليه وسلم إلى جنته ثم إنا ذاكرون بعده هؤلاء المهاجرين من
قريش من صحت له الفضيلة مروية ثم نعقبهم الأنصار إن يسر الله
ذلك وسهله
ذكر العباس بن عبد المطلب
رضي الله عنه
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا
523

عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري حدثني كثير بن العباس بن عبد المطلب
عن أبيه قال شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فلقد
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا أنا وأبو سفيان بن الحارث بن
عبد المطلب فلزمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم نفارقه وهو على بغلة
شهباء وربما قال بيضاء أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي فلما
التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين وطفق رسول
الله صلى الله عليه وسلم يركض على بغلته قبل الكفار قال العباس وأنا آخذ بلجام
بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها وهو لا يألو يسرع نحو المشركين
وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا عباس ناد يا أصحاب السمرة وكنت رجلا صيتا وقلت
بأعلى صوت يا أصحاب السمرة فوالله لكأن عطفتهم حين
سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها يقولون يا لبيك يا لبيك
فأقبل المسلمون فاقتتلوا هم والكفار فنادت الأنصار يا معشر
الأنصار ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج
فنادوا يا بين الحارث الخزرج قال فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على
بغلته كالمتطاول عليها إلى قتالهم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا حين حمي
الوطيس ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم حصيات فرمى بهن وجوه الكفار
524

ثم قال انهزموا ورب الكعبة انهزموا ورب الكعبة قال
فذهب أنظر فإذا القتال على هيئته فيما أرى فوالله ما هو إلا أن
رماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصياته فما أرى حدهم إلا كليلا وأمرهم
إلا مدبرا حتى هزمهم الله قال وكأني أنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم يركض
خلفهم على بغلته
525

ذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم للعباس
إنه صنو أبيه
أخبرنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن
إبراهيم الدورقي قال حدثنا شبابة حدثنا ورقاء عن أبي الزناد
عن الأعرج
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عم الرجل
صنو أبيه
526

ذكر نقل العباس بن عبد المطلب الحجارة
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عند بناء الكعبة
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن محمد حدثنا محمد بن
يحيى الذهلي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج عن عمرو بن
دينار قال
سمعت جابرا يقول لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم
والعباس ينقلان الحجارة فقال العباس للنبي صلى الله عليه وسلم اجعل إزارك
على رقبتك ففعل فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء
527

ثم قام فقال إزاري إزاري فشد عليه إزاره
ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم عمه العباس
بالجود والوصل
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا إبراهيم بن
حمزة الزبيري عن محمد بن طلحة التيمي عن أبي سهيل بن مالك
عن سعيد بن المسيب
عن سعد بن أبي وقاص قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز بعثا
في موضع سوق النخاسين اليوم إذ طلع العباس بن
عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم العباس عم نبيكم أجود قريش
كفا وأوصلها
528

ذكر عبد الله بن عباس بن عبد المطلب
رضي الله عنه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
هاشم بن القاسم حدثنا ورقاء بن عمر قال سمعت عبيد الله بن
أبي يزيد يحدث
عن بن عباس قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم الخلاء فوضعت له
وضوءا فلما خرج قال من وضع هذا قالوا بن عباس قال
اللهم فقهه
529

ذكر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس بالحكمة
أخبرنا شباب بن صالح حدثنا وهب بن بقية أخبرنا خالد
عن خالد عن عكرمة
عن بن عباس قال ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه فقال اللهم
علمه الحكمة
530

ذكر وصف الفقه والحكمة اللذين دعا
المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس بهما
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن
خثيم عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال كنت في بيت ميمونة بنت الحارث
فوضعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم طهورا فقال من وضع هذا قالت
ميمونة عبد الله فقال صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه استشهاد
531

ذكر أسامة بن زيد بن حارثة
رضي الله عنه
أخبرنا أبو يعلى حدثنا محمد بن الصباح الدولابي منذ
ثمانين سنة حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي
عن عائشة قالت عثر أسامة بن زيد بعتبة الباب فشج
وجهه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة أميطي عنه الأذى فقذرته قالت
فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمجها ويقول لو كان أسامة جارية لحليته
وكسوته حتى أنفقه
532

ذكر سرور المصطفى صلى الله عليه وسلم بقول
مجزز في أسامة ما قال
أخبرنا حامد بن محمد بن شعيب البلخي حدثنا سريج بن
يونس حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة
عن عائشة قال دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرورا فقال يا
عائشة ألم تري إلى مجزز المدلجي دخل علي فرأى أسامة وزيدا
عليهما قطيفة قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامهما فقال إن
هذه الأقدام بعضها من بعض
533

ذكر الأمر بمحبة أسامة بن زيد
إذ النبي صلى الله عليه وسلم كان يحبه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا الحسن بن حريث
أبو عمار حدثنا الفضل بن موسى عن طلحة بن يحيى عن عائشة بنت طلحة
عن عائشة قالت أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمسح مخاط
أسامة بن زيد فقالت عائشة دعني حتى أكون أنا الذي أفعله
قال يا عائشة أحبيه فإني أحبه
534

ذكر البيان بأن أسامة بن زيد كان من أحب الناس
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أبيه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا محمد بن خلاد الباهلي
حدثنا يحيى القطان حدثنا سفيان عن عبد الله بن دينار
عن ابن عمر قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد على قوم
فطعنوا في إمارته فقال صلى الله عليه وسلم إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في
إمارة أبيه من قبله وأيم الله لقد كان خليقا للإمارة وإن كان لمن
أحب الناس إلي وإن هذا لمن أحب الناس إلي من بعده
ذكر أبي العاص بن الربيع رضي الله عنه
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا المقدمي حدثنا
وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت النعمان بن راشد يحدث عن
الزهري عن علي بن حسين
عن المسور بن مخرمة أن عليا خطب ابنة أبي جهل فوعد
535

النكاح فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن قومك يتحدثون أنك
لا تغضب لبناتك وإن عليا خطب بنت أبي جهل فقال
النبي صلى الله عليه وسلم إنما فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها وذكر
أبا العاص بن الربيع فأحسن عليه الثناء وقال لا يجمع بين
بنت نبي الله وبين بنت عدو الله
ذكر عبد الله بن مسعود الهذلي
رضي الله عنه
أخبرنا الحسين بن محمد بن أبي معشر بحران حدثنا
محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر
عن عبد الله قال كنت أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر
بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا غلام فقال لي يا غلام هل من لبن قلت
نعم ولكن مؤتمن قال فهل من شاة لم ينز عليها الفحل قال
فأتيته فمسح صلى الله عليه وسلم ضرعها فنزل اللبن فحلبه في إناء فشرب وسقى
أبا بكر ثم قال للضرع إنقلصي فانقلصت فقلت يا رسول
الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله إنك
536

غلام معلم
ذكر البيان بأن عبد الله بن مسعود
كان سدس الإسلام
أخبرنا أبو يعلى حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد
ابن أبي عبيدة بن معن حدثني أبي عن الأعمش عن القاسم بن
عبد الرحمن عن أبيه قال
قال عبد الله بن مسعود لقد رأيتني سادس ستة ما على
الأرض مسلم غيرنا
537

ذكر البيان بأن بن مسعود كان يشبه في هديه
وسمته برسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو خليفة حدثنا أبو الوليد ومحمد بن كثير عن
شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت عبد الرحمن بن يزيد قال
قلنا لحذيفة بن وابنه أنبئنا برجل قريب الهدي والسمت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم نأخذ عنه فقال ما أعرف أقرب سمتا وهديا
ودلا برسول الله صلى الله عليه وسلم من بن أم عبد حتى يواريه جدار بيته ولقد علم
المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن بن أم عبد من أقربهم إلى
الله وسيلة
538

ذكر عناية عبد الله بن مسعود لحفظ
القرآن في أول الإسلام
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عبدة بن سليمان حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن
هبيرة بن يريم
عن بن مسعود قال قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة وسبعين
سورة وإن زيدا له ذؤابتان يلعب مع الصبيان
539

ذكر استماع رسول الله صلى الله عليه وسلم لقراءة ابن مسعود
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا حفص بن الصالح حدثنا الأعمش عن
إبراهيم عن عبيدة
عن عبد الله قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ علي سورة
النساء فقرأت حتى بلغت فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد
وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال إما غمزني وإما
التفت فإذا عيناه تسيلان صلى الله عليه وسلم
541

ذكر الأمر بقراءة القرآن على ما كان
يقرؤه عبد الله بن مسعود
أخبرنا محمد بن عبد الرحمن السامي حدثنا أحمد بن
حنبل حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر
عن عبد الله أن أبا بكر وعمر رضوان الله عليهما بشراه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سره أن يقرا القرآن غضا كما أنزل فليقرأه
على قراءة بن أم عبد
542

ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو كريب حدثنا
حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر
عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بين أبي بكر وعمر رضي الله
عنهما وعبد الله يصلي فافتتح بسورة النساء فسحلها فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على
قراءة ابن أم عبد ثم قعد ثم سأل فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
سل تعطه سل تعطه فقال فيما يقول الهم إني أسألك إيمانا
لا يرتد ونعيما لا ينفد ومرافقة نبينا محمد في أعلى جنة الخلد
فأتى عمر عبد الله ليبشره فوجد أبا بكر قد سبقه قال إنك إن
543

فعلت إنك لسابق بالخير
ذكر وصف استئذان ابن مسعود
على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن
عبد الرحمن بن يزيد
544

عن عبد الله بن مسعود قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك
علي أن يرفع الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك
545

ذكر تمثيل المصطفى صلى الله عليه وسلم طاعات ابن مسعود
التي كان بسبيلها من قدميه بأحد في ثقل
الميزان يوم القيامة
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا أبو خيثمة حدثنا
عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش
أن عبد الله بن مسعود كان يحتز لرسول الله صلى الله عليه وسلم سوكا من
أراك وكان في ساقيه دقة فضحك القوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما
يضحككم من دقة ساقيه والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان
من أحد
546

ذكر عبد الله بن عمر بن الخطاب العدوي
رضوان الله عليه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم
عن أبيه قال كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا
قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت غلاما شابا عزبا وكنت أنام في
المسجد فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى
النار فإذا هي مطوية كطي البئر وإذا لها قرنان وإذا فيها ناس قد
عرفتهم فجعلت أقول أعوذ بالله من النار مرتين فلقيهما ملك
547

آخر فقال لي لن تراع فقصصتها على حفصة فقصتها حفصة
على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم نعم الرجل عبد الله بن عمر غير
أنه لا يصلي من الليل إلا قليلا
قال سالم فكان بن عمر بعد ذلك لا ينام من الليل
إلا قليلا
ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر بالصلاح
أخبرنا بن قتيبة حدثنا حرملة بن يحيى حدثنا ابن وهب
أخبرنا يونس عن بن شهاب عن سالم بن عبد الله عن ابن عمر
548

عن حفصة أخته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها إن عبد الله بن
عمر رجل صالح
ذكر السبب الذي من أجله قال صلى الله عليه وسلم هذا القول
أخبرنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلى بن حماد حدثنا وهيب
حدثنا أيوب عن نافع
عن ابن عمر قال رأيت في المنام سرقة من حرير لا أهوي
بها إلى مكان في الجنة إلا طافت بي إليه فقصصتها على حفصة
فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم إن أخاك رجل صالح
أو قال إن عبد الله رجل صالح
549

ذكر هبة المصطفى صلى الله عليه وسلم البعير
لعبد الله بن عمر
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني بخبر غريب حدثنا أبي
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عمرو بن دينار
عن ابن عمر قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فكنت على
بكر صعب لعمر فكان يغلبني فيتقدم أمام القوم فيزجره عمر
ويرده ثم يتقدم فيزجره وعمر ويرده فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر
بعنيه قال هو لك يا رسول الله قال بعنيه فباعه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم هو لك يا عبد الله ابن عمر فاصنع به
ما شئت
550

ذكر تتبع ابن عمر آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم
واستعماله سنته بعده
أخبرنا بن سلم حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني
بمكة حدثنا شبابة عن عبد العزيز بن الماجشون عن عبيد الله بن عمر
عن نافع قال
كان ابن عمر يتتبع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل منزل نزله رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينزل فيه فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت سمرة فكان ابن عمر
يجئ بالماء فيصبه في أصل السمرة كي لا تيبس
ذكر عمار بن ياسر رضوان الله عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ
عن علي رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء عمار يستأذن فقال صلى الله عليه وسلم ائذنوا له مرحبا بالطيب
المطيب
551

ذكر شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم لعمار بن ياسر
بأخذه الحظ من جميع شعب الإيمان
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم حدثنا أحمد بن
المقدام حدثنا عثام بن علي حدثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن
هانئ بن هانئ
قال استأذن عمار على علي رضوان الله عليه فقال مرحبا
بالطيب المطيب سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عمار ملئ إيمانا
إلى مشاشه أي مثانته
552

ذكر وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم قتلة
عمار بن ياسر
أخبرنا علي بن أحمد الجرجاني بحلب والحسين بن
محمد بن أبي معشر بحران وعمر بن محمد قالوا حدثنا محمد بن بشار
حدثنا أبو داود عن شعبة عن يونس بن عبيد عن الحسن عن أمه
عن أم سلمة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تقتل عمارا
الفئة الباغية
ذكر الخبر الدال على أن عمار بن ياسر ومن كان معه
كانوا على الحق في تلك الأيام
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا محمد بن المنهال
الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد الحذاء عن عكرمة
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويح
553

ابن سمية تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه
إلى النار
قال بن المنهال فحدثت به أبا داود فدلسه عني
ذكر الخبر المدحض قول من زعم أن عكرمة
لم يسمع هذا الخبر من أبي سعيد الخدري
أخبرنا شباب بن صالح بواسط حدثنا وهب بن بقية حدثنا
خالد عن خالد عن عكرمة
أن ابن عباس قال لي ولعلي بن عبد الله بن عباس انطلقنا
إلى أبي سعيد الخدري فاسمعا من حديثه فأتيناه فإذا هو في
حائط له فلما رآنا جاء فأخذ رداءه ثم قعد فأنشأ يحدثنا حتى
أتى على ذكر بناء المسجد قال كنا نحمل لبنة وعمار لبنتين
لبنتين فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول يا
عمار ألا تحمل ما يحمل أصحابك قال إني أريد الأجر من الله
554

فجعل ينفض التراب عنه ويقول ويح عمار تقتله الفئة الباغية
يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فقال عمار أعوذ بالله
من الفتن
ذكر البيان بأن قتال عمار كان بالراية
التي قاتل بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا محمد بن بشار
حدثنا محمد حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال
سمعت عبد الله بن سلمة يقول رأيت عمار بن ياسر يوم
صفين شيخ آدم طوال أخذ الحربة بيده ويده ترعد فقال
والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث
555

مرات وهذه الرابعة والذي نفسي بيده لو ضربونا حتى يبلغوا بنا
سعفات هجر عرفنا أن مصلحينا على الحق وأنهم على الباطل
ذكر إثبات بغض الله جل وعلا من أبغض
عمار بن ياسر رضي الله عنه
أخبرنا عمران بن موسى بن مجاشع حدثنا عثمان بن
أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون حدثنا العوام بن حوشب عن سلمة بن
كهيل عن علقمة
عن خالد بن الوليد قال كان بيني وبين عمار بن ياسر كلام
فانطلق عمار يشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعل خالد لا يزيده
إلا غلظة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساكت قال فبكى عمار وقال يا رسول
الله ألا تسمعه قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي رأسه وقال من
556

عادى عمارا عاداه الله ومن أبغضه أبغضه الله قال فخرجت فما
كان شئ أحب إلي من رضا عمار فلقيته فرضي
ذكر صهيب بن سنان رضي الله عنه
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
أخبرنا النضر وروح وأبو أسامة قالوا حدثنا عوف بن أبي جميلة عن
أبي عثمان النهدي
أن صهيبا حين أراد الهجرة إلى المدينة قال له كفار قريش
أتيتنا صعلوكا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تريد أن
557

تخرج بنفسك ومالك والله لا يكون ذلك فقال لهم أرأيتم إن
أعطيتكم مالي أتخلون سبيلي فقالوا نعم فقال أشهدكم أني قد
جعلت لهم مالي فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال ربح صهيب
ربح صهيب
ذكر بلال بن رباح المؤذن رضي الله عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زائدة عن عاصم عن زر
عن عبد الله قال كان أول من أظهر إسلامه سبعة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار وأمه سمية وصهيب وبلال والمقداد
فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب وأما أبو بكر فمنعه
الله بقومه وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوا أدراع الحديد
558

وصهروهم في الشمس فما منهم أحد إلا واتاهم على ما أرادوا إلى
بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأخذوه
فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول
أحد أحد
ذكر إيجاب الجنة لبلال رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
أبو كريب حدثنا قبيصة حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة حدثنا
محمد بن المنكدر
عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أدخلت الجنة فسمعت
خشفة أمامي فقلت من هذا قال جبريل عليه السلام
هذا بلال
559

ذكر السبب الذي من أجله وقعت
هذه المسابقة لبلال
أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم
قال قلت لأبي أسامة أحدثكم أبو حيان عن أبي زرعة
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال عند صلاة
الفجر يا بلال حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام
فإني سمعت الليلة خشفة نعليك بن يدي الجنة فقال ما عمل
عملته أرجى عندي أني لم أطهر طهورا تاما في ساعة من ليل
أو نهار إلا صليت لربي ما قدر لي أن أصلي
فأقر به أبو أسامة وقال نعم
560

ذكر البيان بأن بلال كان لا تصيبه حالة حدث
إلا توضأ بعقبها وصلى
أخبرنا محمد بن الحسن بن خليل حدثنا أبو كريب حدثنا
زيد بن الحباب أخبرني حسين بن حكى حدثني بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دخلت الجنة إلا
سمعت خشخشة فقلت من هذا فقالوا بلال ثم مررت بقصر
مشيد بديع فقلت لمن هذا قالوا لرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم
فقلت أنا محمد لمن هذا القصر قالوا لرجل من العرب
فقلت أنا عربي لمن هذا القصر قلوا لعمر بن الخطاب رضي
الله عنه فقال لبلال بم سبقتني إلى الجنة قال ما أحدثت إلا
توضأت وما توضأت إلا صليت وقال لعمر بن الخطاب رضي الله
عنه لولا غيرتك لدخلت القصر فقال يا رسول الله لم أكن
لأغار عليك
561

ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم قال لبلال
لما قال له ذلك بها وصوب قوله
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة
حدثني زيد بن الحباب حدثني حسين بن حكى حدثني عبد الله بن بريدة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خشخشة أمامه فقال من
هذا قالوا بلال فأخبره وقال بم سبقتني إلى الجنة فقال
يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت ولا توضأت إلا رأيت أن لله
علي ركعتين أصليهما قال صلى الله عليه وسلم بها
ذكر أبي حذيفة بن عبتة بن ربيعة رضوان الله عليه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا نصر بن علي الجهضمي
حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي عن بن إسحاق حدثنا يزيد بن رومان
عن عروة
عن عائشة قالت أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلى بدر فسحبوا إلى
القليب فطرحوا فيه ثم جاء حتى وقف عليهم فقال يا أهل
القليب هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فإن وجدت ما وعدني
562

ربي حقا قالوا يا رسول الله تكلم قوما موتى قال لقد علموا أن
ما وعدتهم حقا فلما رأى أبو حذيفة بن عتبة أباه يسحب
إلى القليب عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم الكراهية في وجهه فقال كأنك
كاره لما ترى فقال يا رسول الله إن أبي كان رجلا سيدا حليما
فرجوت أن يهديه الله إلى الإسلام فلما وقع بالموقع الذي وقع
به أحزنني ذلك فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي حذيفة بخير
ذكر خالد بن الوليد المخزومي
رضي الله عنه
أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف حدثنا
محمد بن الصباح الجرجرائي حدثنا سفيان عن إسماعيل عن
قيس قال
قال خالد بن الوليد لقد اندق في يدي يوم مؤتة تسعة
563

أسياف ما بقيت في يدي إلا صفيحة لي يمانية
ذكر البيان بأن خالد بن الوليد كان على
خيل المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم حنين
أخبرنا بن قتيبة حدثنا بن أبي السري حدثنا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن الزهري قال
كان عبد الرحمن بن أزهر يحدث أن خالد بن الوليد خرج مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين فكان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ابن الأزهر فلقد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول من يدل على رحل
خالد بن الوليد قال بن الأزهر فمشيت أو قال سعيت بين يديه
وأنا محتلم أقول من يدل على رحل خالد بن الوليد حتى دللنا
564

على رحله فإذا هو قاعد مستند إلى مؤخر رحله فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنظر إلى جرحه
قال الزهري وحسبت أنه قال ونفث فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر تسمية المصطفى صلى الله عليه وسلم
خالد بن الوليد سيف الله
أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى حدثنا عبد الله بن عون
الخرار حدثنا أبو إسماعيل المؤدب حدثنا إسماعيل بن أبي خالد
عن الشعبي
عن عبد الله بن أبي أوفى قال شكى عبد الرحمن بن عوف
خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خالد
لم تؤذي رجلا من أهل بدر لو أنفقت مثل أحد ذهبا لم تدرك
565

عمله فقال يا رسول الله يقعون في فأرد عليهم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تؤذوا خالدا فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على
الكفار
566

ذكر عمر بن العاص السهمي
رضي الله عنه
أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا حبان بن موسى أخبرنا
عبد الله بن المبارك أخبرنا موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول
سمعت عمرو بن العاص يقول فزع الناس بالمدينة مع
النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فرأيت سالما مولى أبي حذيفة احتبى بسيفه
وجلس في المسجد فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل فخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني وسالما وأتى الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا
أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله ألا فعلتم كما فعل
هذان الرجلان المؤمنان
بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الخامس عشر من
الا حسان في تقريب صحيح ابن حبان
ويليه الجزء السادس عشر وأوله
ذكر عائشة أم المؤمنين
بعونه تعالى وتوفيقه تم طبع الجزء الخامس عشر من
الاحسان في تقريب صحيح ابن حبان
ويليه الجزء السادس عشر وأوله ذكر عائشة أم المؤمنين
567