الكتاب: المفاريد عن رسول الله (ص)
المؤلف: أبو يعلى الموصلي
الجزء:
الوفاة: ٣٠٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: عبد الله بن يوسف الجديع
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٥
المطبعة:
الناشر: مكتبة دار الأقصى - الكويت
ردمك:
ملاحظات:

المفاريد
عن رسول الله صلى اله عليه وسلم
1

المفاريد
عن رسول الله صلى الله عنه وسلم
تأليف
الامام الحافظ أبي يعلى أحمد بن علي بن المثنى
التميمي الموصلي
(210 - 307)
تحقيق
عبد الله بن يوسف الجديع
3

بسم الله الرحمن الرحيم
5

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله
عليه وعلى آله وسلم.
أما بعد.
فإن خدمة علوم الشريعة من أجل ما يقوم به العبد في زمن أعرض فيه
السواد الأعظم من المسلمين عن ذلك، ومن أعظم ذلك العناية بسنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
ولقد قيض الله تبارك وتعالى في القرون الأولى من يقوم بحفظها وتدوينها،
وتمييز ما كان منها مما لم يكن، على أيدي الجهابذة النقاد، فقاموا بذلك حق
القيام، فرفعت بهم ألوية السنة، وخمدت نيران الفتنة والبدعة.
وبالرغم من عدم توفر وسائل النشر عندهم كتوفرها في عصرنا، إلا أنهم
لما كان رجاء الآخرة مقصدهم، ورضاء ربهم أعظم مقصودهم، نشروا العلم
والسنة، وقاموا بهما خيرا من قيامنا، وأدوا ذلك أحسن الأداء، ولم يقتصر نفعهم
على أهل عصرهم، وإنما أرادوا أن يعم النفع من بعدهم، فصنفوا المصنفات في
سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفننوا في جمعها ونظمها، فذلك المجرد للصحيح دون ما
سواه، وآخر ينزل عنه قليلا فيمزج معها الآثار، وآخر يورد السنن من غير فصل
بين معلل وسواه، فمنهم مرتب على الأبواب، ومنهم مرتب على المسانيد، وآخر
على أسامي الشيوخ، ومنهم معتن بجمع الأفراد والغرائب، ومنهم بجمع
أحاديث شيوخ مخصوصين أو أحاديث أهل بلد مخصوص، ومنهم من يجمع كل
ذلك أو جملة منه، وهكذا.
7

ومن اعتنى بالحديث وأهله علم سبيل القوم، فرحمهم الله ورضي
عنهم.
فحفظ الله لنا الكثير مما دونوه، وذلك من فضله ومنه وكرمه، وورثوه لنا
فنعم الميراث، فالواجب علينا وقد أعطينا هذه النعمة ووهبناها أن نقوم بأداء
بعض الواجب في شكرها. وأولى ذلك أن نتمم مسيرة أئمتنا فيما ابتدأوه، فنقوم
بنشر ما تزخر به دور المخطوطات من هذه النعمة الموروثة، فنؤدي شيئا مما أوجب
الله علينا إظهاره.
وإن المطلع على ما حوته فهارس المخطوطات في العالم ليرى عجبا من
تلك الكثرة من الكتب المصنفة في سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي لم ير النور منها إلا
النزر اليسير، واللائمة الأعظم بلا شك واقعة على من عقلوا من أهل العلم أن
قيامهم بتحقيق هذا ونشره من الواجب الذي أوجبه عليهم دينهم.
ولقد أردت أن تكون لي مشاركة في ذلك، على قصر الباع، وضيق
الاطلاع، فعزمت على القيام بتحقيق وإخراج ما أمكن من تلك الآثار، رجاء
الدخول في زمرة أولئك الأخيار.
وهذا الكتاب (المفاريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) جهد ميسور في هذا المجال،
أرجو أن أكون وفقت في إخراجه على الوجه المرتضى عند أهل المعرفة والنقد.
وهو بداية سلسة أجزاء حديثية عزمت على نشرها، والله المدعو أن ييسر
سبيل ذلك لاتمام المسير بمنه وكرمه، والأمر بمشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم
يكن.
ومن الاعتراف بالجميل أن أقوم بالشكر لزوجتي (أم محمد) وفقها الله،
وبارك فيها على ما قامت به من إعانتي في المقابلة والنسخ لهذا الكتاب وغيره.
والله وحده أسأل أن يوفقني وإياها للسير في هذا السبيل، إنه ولي ذلك
والقادر عليه، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
وكتب
عبد الله بن يوسف آل جديع
مساء الثلاثاء 1 / جمادى الأولى / 1405 ه‍
8

ترجمة
الحافظ أبي يعلى الموصلي
مصنف (المفاريد)
اسمه ونسبه:
هو أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى بن عيسى بن هلال التميمي
الموصلي.
مولده ونشأته:
ولد أبو يعلى في بيت علم وفضل من المواصلة في ثالث شوال، سنة
(210).
اعتنى به أبوه، وخاله محمد بن أحمد بن أبي المثنى، فمهدا له سبيل
الطلب منذ حداثته، فارتحل وهو ابن خمس عشرة سنة إلى بغداد، فسمع بها من
أحمد بن حاتم الطويل صاحب مالك، وسمع بالبصرة مع أبي زرعة، وطوف
البلاد، ولقي الكبار، وسمع ما لا يحصى كثرة، حتى بعد صيته، وعلا قدره،
وفاق الكثير من الأقران.
شيوخه:
لقد مكنت أبا يعلى رحلته في الطلب من السماع من كثير من الحفاظ
والشيوخ، حتى صنف في جمع أساميهم (معجمه) المشهور.
ومن أولئك الذين سمع منهم: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، ويحيى
بن معين، وابنا أبي شيبة أبو بكر وعثمان، وعلي بن الجعد، وابن نمير، وابن عمار
9

الموصلي، وأحمد بن منيع، والحارث بن مسكين، وحجاج بن الشاعر، وأبو
خيثمة زهير بن حرب، وعبيد الله القواريري، وعمرو الناقد، وغيرهم.
قال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يقول: عندي عن أبي خيثمة المسند
والموقوف والتفسير، حديثه كله.
فما بالك بمدرسة هؤلاء شيوخها؟ وكيف سيتخرج منها أبو يعلى؟!
خلقه وتدينه:
لقد كان رحمه الله شأن أمثاله من أئمة الهدى، مذكورا بالدين والورع
والفضل ومكارم الأخلاق، وكيف لا، وهو من حملة الشريعة الذين هم أعرف
الناس بما يقرب إلى الله، وبما يباعد عنه، وأعلمهم بمكارم الأخلاق وجميل
الصفات؟
قال تلميذه وبلديه أبو زكريا الأزدي:
(كان من أهل الصدق، والأمانة، والدين، والحلم،... وكان عاقلا،
حليما، صبورا، حسن الأدب).
وكان رحمه الله (يحدث احتسابا).
وقال تلميذه ابن عدي الحافظ: (ما سمعت مسندا على الوجه، إلا مسند
أبي يعلى، لأنه كان يحدث لله عز وجل).
وقال تلميذه الحافظ ابن حبان: (هو من المتقنين، المواظبين على رعاية
الدين وأسباب الطاعة).
مذهبه:
لم أجد في شيء من المصادر التي ترجمت لأبي يعلى كلاما حول معتقده،
والذي لست أشك فيه أنه غير خارج عن منهج أهل الحديث ومعتقدهم، ولو
10

شذ عنهم في شيء من ذلك لما أهمله من ترجم له من أهل السنة والحديث،
كالحافظ الذهبي، هذا مع معاصرته زمن فتنة القول بخلق القرآن وغيرها، مما
ظهرت به المعتزلة وغيرها.
وأما في الفروع، فإنه أقبل في مبدأ أمره على فقه أبي حنيفة.
قال الحافظ عبد الغني الأزدي: (كان على رأي أبي حنيفة).
قال الذهبي: (أخذ الفقه عن أصحاب أبي يوسف).
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: (لو لم يشتغل أبو يعلى بكتب أبي
يوسف على بشر بن الوليد الكندي، لأدرك بالبصرة سليمان بن حرب، وأبا
الوليد الطيالسي).
قلت: وهذا دال على أن اشتغاله بالفقه كان في أول أمره.
والذي يبدو أن أبا يعلى لم يعن بالفقه من بعد، ولذا فإنه لا يكاد يذكر
به، ولا نعلم له آراء تذكر عنه فيه، وإنما صرف همته في طلب الحديث، فاشتهر
به.
إمامته في الحديث من خلال أقوال النقاد:
وثقه ابن حبان، ووصفه بالاتقان.
وروى السلمي عن الدارقطني قال: (ثقة مأمون).
وقال ابن منده: (أبو يعلى أحد الثقات).
وقال الحاكم: (كنت أرى أبا علي الحافظ معجبا بأبي يعلى الموصلي وحفظه
وإتقانه، وحفظه لحديثه، حتى كان لا يخفى عليه منه إلا اليسير) قال الحاكم:
(هو ثقة مأمون).
11

وقال الحافظ عبد الغني الأزدي: (أبو يعلى أحد الثقات الأثبات).
وقال أبو يعلى الخليلي: (ثقة متفق عليه.. رضيه الحفاظ، وأخرجوه في
[صحاحهم] أبو بكر الإسماعيلي، وأبو علي النيسابوري، وابن عدي، وأبو
منصور القزويني، وابن المقري الأصبهاني).
وقال الذهبي: (كان ثقة صالحا متقنا، يحفظ حديثه).
وقال أيضا: (الامام الحافظ، شيخ الاسلام... محدث الموصل).
وقال أيضا: (الحافظ الثقة، محدث الجزيرة).
وقال ابن كثير: (كان حافظا خيرا، حسن التصنيف، عدلا فيما يرويه،
ضابطا لما يحدث به).
هذه بعض تلك الشهادات التي سطرت في حق هذا الامام، وهي كافية
في رفع شأنه، وسمو مكانته، رحمه الله.
تلاميذه:
إن تلقي أبي يعلى من الكبار، وتوسعه في الرواية، مع ما ينضم إلى ذلك
من انتهاء علو الاسناد إليه، بحيث أنه صار أعلى الناس إسنادا، لأجل ما رزق
من طول العمر، فإنه عاش سبعا وتسعين سنة، حتى قال تلميذه ابن حبان:
(بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنفس) كل هذا كان من الأسباب التي
منحت أبا يعلى الصدارة في هذا الفن، حتى قصده القاصي والداني، وازدحم
عليه أصحاب الحديث، فمن أولئك الذين سعدوا بلقائه والأخذ عنه:
12

النسائي، وابن حبان، وأبو الفتح وأبو زكريا الأزديان، وأبو علي
النيسابوري، وحمزة الكناني، والطبراني، وأبو بكر الإسماعيلي، وابن عدي،
وابن السني، وأبو عمرو الحيري، وأبو بكر ابن المقري، وأبو الشيخ، ونصر بن
أحمد بن الخليل المرجي راوي هذا الكتاب عنه، وغيرهم كثير.
مصنفاته:
كان رحمه الله (حسن التصنيف).
قال أبو زكريا الأزدي: (كثير الحديث، صنف المسند وكتبا في الزهد
والرقائق، وخرج الفوائد).
وقال الصفدي: (له تصانيف في الزهد وغيره).
قلت: إلا أنه لم يصلنا من مصنفات هذا الامام غر أربعة كتب، وهي
كالآتي:
1 - (المسند).
وهو المصنف الذي التصق اسمه باسم مصنفه، فلا يكاد يذكر أبو يعلى
إلا ويذكر مسنده، ومما جاء في وصفه قول إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي
الحافظ - فيما رواه عنه أبو سعد السمعاني - (قرأت المسانيد، كمسند العدني،
ومسند أحمد بن منيع، وهي كالأنهار، ومسند أبي يعلى كالبحر يكون مجتمع
الأنهار).
قلت: وأنعم به من وصف.
قال الذهبي: (قلت: صدق، ولا سيما مسنده الذي عند أهل أصبهان
من طريق ابن المقري عنه، فإنه كبير جدا، بخلاف المسند الذي رويناه من
طريق أبي عمرو بن حمدان عنه فإنه مختصر).
13

قلت: وإنما وقع لنا رواية ابن حمدان المختصرة هذه، وهي التي شرع
بطبعها في دمشق، وهي التي اعتمد زوائدها الهيثمي في (المجمع) و (المقصد
العلي).
ولهذا المسند خصائص ومزايا، ليس من شأن هذه المقدمة شرحها
وتفصيلها، خشية الإطالة، وإنما موضعها مقدمة تحقيق المسند.
ولقد بقي هذا الديوان مخطوطا إلى وقت قريب، فسعى على تحقيقه
جهات عدة فيما علمت، وبدأ صدوره بدمشق عن دار المأمون للتراث، بتحقيق
الأستاذ حسين سليم أسد وفقه الله، ولقد أخبرني الأستاذ أحمد الدقاق بأنه سيتم
صدوره في سبعة أو ستة مجلدات - الشك مني - يسر الله تمامه.
2 - (المعجم).
وهو معجم شيوخ أبي يعلى الذين روى عنهم، مرتب على الحروف، يقع
في ثلاثة أجزاء حديثية، وممن ذكره: أبو يعلى الخليلي، والذهبي.
قال الذهبي: (وقد خرج لنفسه معجم شيوخه في ثلاثة أجزاء).
قلت: ولم يزل مخطوطا، وصلنا له نسختان خطيتان:
الأولى: عن مكتبة (تشستربتي) وينقص منها الجزء الأول.
والثانية: عن دار الكتب المصرية، وهي تامة الأجزاء.
وأنا ساع في تحقيقه إن شاء الله، وسأتكلم عنه في مقدمته بشيء من
التفصيل.
3 - (حديث محمد بن بشار عن شيوخه).
لا زال مخطوطا، منه نسخة في (دار الكتب الظاهرية).
و سأقوم بتحقيقه إن شاء الله.
4 - (المفاريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
وهو هذا الكتاب، وسيأتي الكلام عنه.
14

وفاته: لقد عمر هذا الامام سبعا وتسعين سنة، كلها مليئة بالخير، حتى قضى
في رابع عشر جمادى الأولى، سنة سبع وثلاث مائة.
ولقد كان لموته وقع عظيم في قلوب الناس، ف (غلقت أكثر الأسواق يوم
موته، حضر جنازته من الخلق أمر عظيم).
رحمه الله، وعظم له أجره.
15

هذا الكتاب
الذي وصلنا من هذا الكتاب أصلان خطيان، كلاهما من محفوظات (دار
الكتب الظاهرية) بدمشق، انظر فهرس مخطوطات الحديث للألباني ص:
219.
غير أن الله جل وعلا لم يقدر لي الحصور عليهما جميعا، وإنما وفقت
لإحداهما، وهي الواقعة في الظاهرية تحت رقم (مجموع: 97) وهي التي
اعتمدتها في تحقيق الكتاب، ولعل الله ييسر الأخرى فأستدرك ما فات، وأصلح
ما لم يمكن إصلاحه في طبعتنا هذه، في طبعة لاحقة للكتاب إن شاء الله.
* وأما شرح صفة هذه النسخة فهو كالآتي:
اسم الكتاب كما أثبت على الوجه الأول:
(المفاريد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم).
صفته: يقع في ثلاثة أجزاء حديثية، وخطه جميل واضح في الغالب، لم يسلم من
أخطاء ناسخ، بتر من آخر الجزء الثالث وهو آخر الكتاب ما أقدره بورقة أو
نحوها، ولم أوفق لاستدراكه، فلعل الله ييسره من بعد، والأجزاء الثلاثة واقعة
في (17) ورقة، لكل ورقة وجهان.
اسم الناسخ وتاريخ النسخ:
المعتاد أن يثبت ذلك في آخر الكتاب، أو في آخر كل جزء عند ذكر
السماعات، ونسختنا هذه مبتورة الآخر كما ذكرت آنفا، وأجزاؤها متصل بعضها
ببعض من غير فصل بين جزء وآخر سوى التنبيه على نهاية الجزء وذكر الذي يليه
في الحواشي، فبهذا عسر معرفة اسم الناسخ، وتاريخ النسخ، لكن يقدر أن
16

يكون يرجع إلى القرن السادس الهجري والله أعلم.
* توثيق نسبة الكتاب لأبي يعلى:
إن مما يوثق نسبة كتاب (المفاريد) للحافظ أبي يعلى أمرين:
الأول: تخريج أبي يعلى لأحاديث (المفاريد) في (مسنده) بأسانيد
(المفاريد) نفسها، كما تراه في التعاليق.
الثاني: إسناد الكتاب المثبت في مقدمته، وعلى الوجه الأول منه، إلى أبي
يعلى، وإليك تراجم رجاله على سبيل الايجاز:
1 - أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم بن المظفر الشهرزوري
(491 - 572).
فقيه شافعي، كبير القدر، ثقة أمين.
2 - أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق.
وهو جد أبي الفضل المتقدم لأمه، لم أقف على ترجمته.
3 - أبو البركات محمد بن محمد بن الحسين بن خميس الموصلي (000 - 531).
من بيت مشهور بالعلم والرواية، ولم يذكر بجرح، وهو متابع.
4 - أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق (... - 459).
موصلي، قال الخطيب: (كتبت عنه، وكان ثقة).
5 - أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل الفقيه المرجي (عاش إلى:
390).
هو خاتمة الرواة عن أبي يعلى.
17

قال الذهبي: (الشيخ المعمر... وما علمت فيه جرحا).
وروى عنه جمع.
وأقول: هذا إسناد جيد إلى أبي يعلى، يثبت مثله في رواية المصنفات.
فهذان برهانان على صحة نسبة الكتاب لأبي يعلى.
* عملي في تحقيق الكتاب:
1 - تحقيق نص الكتاب، وتقويم ألفاظه، فقابلت أحاديثه بمحال
ورودها في (مسند المصنف) وعلى هذه المقابلة جريت في أكثر الكتاب، سوى
شيئا يسيرا من آخره، لم يطبع من المسند القسم الذي هو فيه، ولقد كان لي
بمثابة نسخة أخرى للكتاب، فاستعنت به في تقويم بعض الأغلاط النسخية،
مع استدراك ما أثر عليه طمس، أو سقط بين من الناسخ، مع التنبيه على ذلك
في الهامش، ولم ألتزم ذكر الاختلافات بين أحاديث كتابنا و (المسند) لأجل أن
كلا منهما رواية مستقلة عن أبي يعلى عن الرواية الأخرى.
2 - رقمت تراجمه وأحاديثه، ورمزت للزوائد من الأحاديث على الكتب
الستة بحرف (ز) قبل كل حديث زائد، وهذا مما أبرز قيمة هذا الكتاب، فإنه
حوى نحو النصف من الأحاديث الزوائد على الستة.
3 - ضبطت نصوص الأحاديث بالشكل، دون الأسانيد.
4 - حققت أحاديث الكتاب جميعا، وميزت درجة كل حديث، من حيث
القبول والرد، طبقا للقواعد الحديثية، مع تخريج الحديث من مظانه، وذكر
متابعاته وشواهده إذا اقتضى الحال، ووجد ذلك.
وإن كان الخبر ثابتا فإني لم ألتزم سرد كل من أمكن الوقوف على الحديث
عندهم من أصحاب المصنفات، غير من خرجه من أصحاب الكتب الستة،
ومسند أحمد، فإني التزمت ذكر التخريج منها.
5 - وضعت ما لم يكن في الأصل مما استدركته بين معكوفين هكذا: [].
18

6 - ميزت بين الأصل وتعليقاتي عليه، بوضع التعليقات في الهامش،
والأصل في الأعلى.
7 - ذيلت الكتاب بثلاثة فهارس:
أ - فهرس بأطراف الأحاديث.
ب - فهرس بأسماء المترجمين في الهامش.
ج - فهرس بأسماء الصحابة رواة أحاديث الأصل.
هذا وأحمد الله العظيم على تيسيره ومنه وفضله، فله الحمد أولا وآخرا وهو
المستعان.
وإليك نص الكتاب:
19

جزء فيه
الأول والثاني والثالث
من المفاريد
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تأليف
أبي يعلى أحمد بن علي [بن] المثنى الموصلي
رواية أبي القاسم بن نصر بن أحمد بن الخليل المرجي عنه
رواية أبي نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن طوق عنه
رواية ابنه أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الباقي، وأبي البركات محمد بن محمد
بن الحسين بن خميس، كلاهما عنه
رواية القاضي الامام المرتضى قاضي القضاة كمال الدين أبي الفضل محمد بن
عبد الله بن القاسم الشهرزوري رضي الله عنه، عنهما.
21

بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر
أخبرنا السيد الامام الأوحد، الصدر الكامل، الرئيس المرتضى قاضى
القضاة، كمال الدين شمس الاسلام، سيد الحكام، أبو الفضل محمد بن
عبد الله بن القاسم بن المظفر الشهرزوري - قراءة عليه وأنا أسمع في
.... يوم من سنة سبع وستين وخمس مائة بدمشق - قال: أخبرنا الشيخان:
أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق جدي لأمي وأبو البركات محمد
بن محمد بن الحسين بن خميس الموصلي - قراءة عليهما - قالا: أخبرنا الشيخ أبو
نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق المعدل - في جامع الموصل في ذي الحجة سنة
ثمان وخمسين وأربع مائة - قال: أنبأ أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل
الفقيه المرجي، قال:
[معاذ بن أنس الجهني]
ثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى بن يحيى التميمي قال: ثنا داود بن
عمرو بن زهير الضبي قال: ثنا إسماعيل بن عياش قال: حدثني أسيد بن
عبد الرحمن عن فروة بن مجاهد عن سهل بن معاذ الجهني قال: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الله بن مروان، وعلينا عبد الله بن
23

عبد الملك، فنزلنا على حصن سنان، فضيق الناس المنازل، وقطعوا الطريق،
فقام أبي في الناس، فقال: أيها الناس! إني غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا
وكذا، فضيق الناس المنازل، وقطعوا الطريق، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديا، فنادى في الناس:
" أن من ضيق منزلا، أو قطع طريقا، فلا جهاد له ".
حدثنا أبو يعلى التميمي حدثنا هارون بن معروف وأحمد بن إبراهيم
بن الدورقي قالا: حدثنا [أبو عبد] الرحمن المقري حدثنا سعيد بن أبي أيوب
قال: حدثني عبد الرحيم بن ميمون أبو مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من ترك اللباس وهو يقدر عليه، تواضعا لله، دعاه الله تبارك وتعالى يوم
القيامة على رؤس الخلائق، يخيره من حلل الايمان يلبس أيها شاء "
حدثنا أبو يعلى حدثنا هارون بن معروف، وأحمد بن إبراهيم قالا:
24

حدثنا أبو عبد الرحمن قال: ثنا سعيد قال: حدثني عبد الرحيم بن ميمون عن
سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أعطى لله، ومنع لله، وأحب لله، وأبغض لله، وأنكح لله، فقد
استكمل إيمانه "
(ز) حدثنا أبو يعلى حدثنا أحمد بن عيسى المصري حدثنا ابن وهب
قال: أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" من صام يوما في سبيل الله، متطوعا في غير رمضان، بعد من النار مائة
عام مسير المضمر المجيد ".
(ز) حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي حدثنا الحكم بن موسى أبو صالح
قال: ثنا بقية قال: حدثني أبو الحجاج المحاربي حدثنا زبان بن فائد عن ابن
معاذ عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
25

من صلى صلاة الفجر، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس وجبت له
الجنة. حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو الربيع الزهراني وأبو عبد الله بن الدورقي
قالا: حدثنا عبد الله بن يزيد قال: ثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني أبو
مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
" من أكل طعاما فقال: الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير
حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن لبس ثوبا فقال: الحمد لله
الذي أكساني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة، غفر له ما تقدم من
ذنبه.
(ز) حدثنا أبو يعلى حدثنا محرز بن عون بن أبي عون أبو الفضل حدثنا
رشدين بن سعد عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال:
" من قرأ ألف آية في سبيل الله تبارك وتعالى كتب يوم القيامة مع النبيين
26

والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا إن شاء الله ".
(ز) حدثنا أبو يعلى حدثنا محرز بن عون حدثنا رشدين بن سعد عن
زبان بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من حرس من وراء المسلمين في سبيل الله عز وجل، متطوعا، لا يأخذه
سلطان، لم ير النار بعينه، إلا تحلة القسم، فإن الله سبحانه يقول: * (وإن
منكم إلا واردها) *.
حدثنا أبو يعلى حدثنا محرز بن عون حدثنا رشدين بن سعد عن زبان
بن فائد عن سهل بن معاذ عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من تخطى الناس يوم الجمعة اتخذ جسرا إلى جهنم ".
حدثنا أبو يعلى قال: ثنا هارون بن معروف وأحمد بن إبراهيم
الدورقي، قالا: حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد حدثنا سعيد بن أبي أيوب
27

حدثني أبو مرحوم عبد الرحيم بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الحبوة يوم الجمعة والامام يخطب.
قال ابن الدورقي: قال أبو عبد الرحمن المقري: ليس هو بالمعروف عند
الناس، ولم يزل الناس يحتبون.
حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو همام الوليد بن شجاع حدثنا ابن وهب
أخبرني يحيى بن أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" من قرأ القرآن، وعمل بما فيه، ألبس والداه تاجا يوم القيامة، ضوؤه
أحسن من ضوء الشمس في بيوت أهل الدنيا لو كانت فيه، فما ظنكم بالذي
عمل هذا؟!.
[ز] حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو همام حدثا ابن وهب حدثني سعيد بن
أبي أيوب عن زبان بن فائد عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:
: من بر والديه طوبى له، زاد الله في عمره:.
28

حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني
أبو عبد الرحمن حدثنا سعيد بن أبي أيوب حدثني أبو مرحوم عن سهل بن معاذ
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله على رؤس الخلائق يوم
القيامة، فيخيره في أي الحور شاء ".
* * * * * *
عرفجة بن أسعد
حدثنا أبو يعلى حدثنا حوثرة بن أشرس أبو عامر أخبرني أبو الأشهب
جعفر بن حيان عن عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة بن أسعد بن منقر - قال أبو
عامر: هؤلاء أخوالي بني سعد - أن جده عرفجة أصيب أنفه في الجاهلية يوم
الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق، فأنتن عليه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمره
أن يتخذ أنفا من ذهب.
قال حوثرة [و] زعم عبد الرحمن أنه قد رأى جده.
29

حدثنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا أبو الأشهب حدثنا
عبد الرحمن بن طرفة بن عرفجة - وزعم أنه رأى عرفجة جده - قال:
أصيب أنف عرفجة يوم الكلاب، فاتخذ أنفا من ورق فأنتن عليه،
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفا من ذهب.
* * * * * *
30

أبو العشراء الدارمي
حدثنا أبو يعلى حدثنا علي بن الجعد وهدبة بن خالد وعبد الأعلى بن
حماد النرسي وحوثرة بن أشرس وإبراهيم بن الحجاج السامي قالوا: حدثنا ابن
سلمة عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه قال: قلت يا رسول الله! أما تكون
الذكاة إلا من اللبة أو الحلق؟ قال:
" لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك ".
* * * * * *
عتبان بن مالك
حدثنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا سليمان - يعني ابن
المغيرة حدثنا - ثابت عن أنس قال: حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن
مالك، قال: قدمت المدينة فلقيت عتبان بن مالك، فقلت: حديثا بلغني
31

عنك، قال:
أصابني في بصري شئ، فبعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أحب أن تأتيني
فتصلي في منزلي فأتخذه مصلى، قال: فأتاني [رسول الله صلى الله عليه وسلم] ومن شاء الله من
أصحابه، فدخل علي، فهو يصلي في منزلي، وأصحابه يتحدثون بينهم، ثم
أسندوا عظم ذلك وكبره إلى مالك بن دخشم، قال: ودوا أنه دعا عليه فهلك،
ودوا أنه أصابه سقم فقضى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أليس يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ ".
قالوا: إنه يقول ذلك، وما هو في قلبه، قال:
" لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فيدخل النار، أو
تطعمه النار ".
قال: فأعجبني هذا الحديث، فقلت لابني: اكتبه، فكتبه.
حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو خيثمة حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا
سليمان بن المغيرة عن [ثابت] عن أنس عن عتبان بن مالك نحو منه، وزاد فيه:
وأصحابه يتحدثون بينهم، ويتذكرون ما يلقون من المنافقين، ثم أسندوا
ذلك إلى مالك بن دخشم، قال: ودوا أنه دعا عليه، يحملونه عليه، فقضى
32

رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، فذكر نحو منه.
حدثنا أبو حمزة هريم بن عبد الأعلى الأسدي قال
ثنا المعتمر بن
سليمان عن سليمان بن المغيرة قال: ثنا ثابت عن أنس عن محمود بن الربيع عن
عتبان بن مالك قال: لقيت عتبان بعد ذلك، فحدثني، فأعجبني فقلت
لابني
اكتبه، فكتبه، قال: وكان قد ذهب بصره، قال: قلت يا نبي الله! لو
أتيتني فصليت عندي في مكان أتخذه مسجدا، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فجعل يصلي، وجعل أصحابه يتحدثون، قال: فذكروا ما يلقوا من
المنافقين من الأذى، فحملوا عظم ذلك إلى مالك بن دخشم، فكان
يعجبهم أن يحملوا النبي صلى الله عليه وسلم، فيدعو عليه، فيهلك، فقالوا: يا نبي الله، إن
من أمره كذا وكذا، قال: فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
أليس " يشهد أن لا إله إلا الله، وأني محمد رسول الله ".
قالوا: إنما يقول ذلك بلسانه، وليس له حقيقة في قلبه، فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يشهد أحد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، فيدخله الله النار - أو
قال: تطعمه النار - أبدا ".
قال المعتمر: قال أبي: سمعته من أنس، فما حدثت به أحدا.
33

عمرو بن خارجة
حدثنا أبو يعلى حدثنا خلف بن هشام حدثنا أبو عوانة عن قتادة عن
شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة قال:
خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على ناقة، وأنا تحت جرانها، وهي تقصع
بجرة، ولعابها يسيل بين كتفي، فقال:
" يا أيها الناس! إن الله قد أعطى كل ذي حق حقه، فلا وصية لوارث، والولد للفراش، وللعاهر الحجر، ومن ادعى إلى غير أبيه، أو انتمى إلى غير
مواليه رغبة عنهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل الله منه
صرفا ولا عدلا ".
* * * * * *
عمارة بن أوس
[ز] حدثنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا قيس
بن الربيع عن زياد بن علاقة عن عمارة بن أوس - وقد كان صلى القبلتين جميعا
- قال: إني لفي منزلي إذا منادي ينادي على الباب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد حول
القبلة، فأشهد على إمامنا والرجال والنساء والصبيان قد صلوا إلى ههنا - يعني:
34

بيت المقدس - وإلى ههنا - يعني: الكعبة.
سعد بن الأطول
حدثنا أبو يعلى حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا حماد بن
سلمة ثنا عبد الملك بن جعفر عن أبي نضرة عن سعد بن الأطول أن رجلا
مات، وترك ثلاث مائة درهم وعيالا، قال: فأردت أن أنفقها على عياله، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن أخاك محبوس بدينه، فاقض عنه ".
فقضى عنه، فقال: يا رسول الله! قد قضيت عنه إلا امرأة ادعت
دينارين، وليس لها بينة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" أعطها، فإنها صادقة ".
[ز] حدثنا أبو يعلى حدثنا ابن عبد الله بن بدل بن واصل بن
35

عبد الله بن سعد بن الأطول قال: حدثني عبد الله بن بدل بن واصل بن عبد الله
بن سعد بن الأطول قال:
كان عبد الله بن سعد يخرج إلى أصحابه بتستر يزورهم، فيقيم يوم
دخوله، والثاني ويخرج في الثالث، فيقولون: لو أقمت! فيقول: سمعت أبي
يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن التناوة، فمن أقام ببلد الخراج ثلاثا فقد
تنأ، فأنا أن أقيم.
حدثنا أبو يعلى حدثنا [ابن] عبد الله بن بدل قال: حدثني عباد
بن موسى القرشي عن حماد بن سلمة عن عبد الملك بن جعفر عن أبي نضرة
عن سعد بن الأطول أن أباه مات، وترك ثلاث مائة درهم، وعيالا، ودينا،
فأردت أن أنفق على عياله، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
" إن أباك محبوس بدينه، فاقض عنه ".
قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! قد قضيت عنه، ما خلا امرأة ادعت
دينارين، وليس لها بينة، قال:
" أعطها، فإنها صادقة ".
فأعطيتها.
حدثنا أبو يعلى حدثنا ابن عبد الله بن بدل حدثني عباد بن موسى
36

عن حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي نضرة عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله.
* * * * * *
أبو مرثد الغنوي
حدثنا أبو يعلى حدثنا العباس بن الوليد النرسي قال: ثنا عبد الله بن
المبارك حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: سمعت بسر بن عبيد الله -
وقال مرة: عن بسر بن عبد الله - عن أبي إدريس الخولاني عن واثلة بن الأسقع
عن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها ".
* * * * * *
37

عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري
[ز] حدثنا أبو يعلي حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي حدثنا فضال N بن حصين العطار قال: سمعت الخطاب بن سعيد عن سليمان بن محمد بن
إبراهيم الأنصاري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" الراسخات في الوحل، المطعمات في المحل، من باعها فإن ثمنها بمنزلة
رماد على شاهقة، هبت له الريح ففرقته ".
* * * * * *
38

عبد الرحمن بن سمرة
حدثنا أبو يعلى حدثنا شيبان بن أبي شيبة الأبلي حدثنا جرير - يعني
ابن حازم - حدثنا الحسن عن عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا عبد الرحمن! لا تسأل الامارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وكلت
إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على أمر، فرأيت
غيرها خيرا منها، فكفر عن يمينك، وأت الذي هو خير ".
* * * * * *
المقداد بن عمرو الكندي
حدثنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد القيسي حدثني حماد بن سلمة
عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن المقداد بن عمرو الكندي قال:
قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعي رجلين من أصحابي، فطلبنا هل
يضيفنا أحد؟ فلم يضيفنا أحد، فأتينا [رسول الله صلى الله عليه وسلم] فقلنا: يا رسول الله!
أصابنا جوع وجهد، وإنا تعرضنا هل يضيفنا أحد، فلم يضيفنا أحد، فدفع
إلينا أربعة أعنز، فقال:
39

" يا مقداد! خذ هذه فاحتلبها، فجزئها أربعة أجزاء: جزءا لي، وجزءا
لك، وجزآن لصاحبيك ".
فكنت أفعل ذلك، فلما كان ذات ليلة، شربت جزئي، وشرب صاحباي
جزئيهما، وجعلت جزء النبي صلى الله عليه وسلم في القعب، وأطبقت عليه، فاحتبس النبي
[صلى الله عليه وسلم] فقالت لي نفسي: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعاه أهل بيت من المدينة،
فتعشى معهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحتاج إلى هذا اللبن، فلم تزل نفسي تديرني
حتى قمت إلى القعب، فشربت ما فيه، فلما تقار في بطني أخذني ما قدم وما
حدث، فقالت لي نفسي: يجئ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جائع ظمآن، فيرفع فلا
يجد فيه شيئا فيدعو عليك، فتسجيت كأني نائم، وما كان بي نوم، فجاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فسلم تسليمة، أسمع اليقظان، ولم يوقظ النائم، فلما لم ير في القعب
شيئا رفع رأسه إلى السماء، فقال: " اللهم أطعم من أطعمنا، واسق من سقانا ".
قال: فاغتنمت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت الشفرة، وأنا أريد أن أذبح
بعض تلك الأعنز فأطعمه، فضربت بيدي، فوقعت على ضرعها، فإذا هي
حافل، ثم نظرت إليهن جميعا فإذا هن حفل، فحلبت في القعب حتى امتلأ،
ثم أتيته به وأنا ابتسم، فقال:
" هية! بعض سوأتك يا مقداد ".
قلت: يا رسول الله! اشرب، ثم الخبر.
فشرب، ثم شربت ما بقى منه، ثم أخبرته، فقال:
" يا مقداد! هذه بركة، كان ينبغي لك أن تعلمنا حتى نوقظ صاحبينا
فنسقيهما من هذه البركة ".
قال: قلت: يا رسول الله! إذا شربت أنت البركة وأنا، فما أبالي من
أخطأت.
40

عبد الرحمن بن شبل الأنصاري
[ز] حدثنا أبو يعلى حدثنا هدبة بن خالد حدثنا أبان ثنا يحيى بن أبي
كثير حدثني زيد عن أبي سلام عن الحبراني عن عبد الرحمن بن شبل الأنصاري
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" اقرؤوا القرآن، ولا تغلوا فيه، ولا تجفوا عنه، ولا تأكلوا به، ولا
تستكثروا به ".
* * * * * *
جندب بن عبد الله البجلي
حدثنا أبو يعلى حدثنا خلف البزار ثنا حماد بن زيد عن أبي عمران
عن جندب بن عبد الله البجلي - ولا أعلمه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
" اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فيه فقوموا عنه ".
قال: وكنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما حزورا.
41

حدثنا أبو يعلى ثنا بشر بن الوليد الكندي ثنا سهيل أخو حزم عن
أبي عمران عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ".
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الواحد بن غياث ثنا حماد - يعني ابن سلمة
- عن حميد عن الحسن عن جندب أو غيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
احتج آدم [و] موسى، فقال موسى: أنت آدم الذي خلقك الله بيده،
وأسجد لك ملائكته، وأسكنك جنته، فأخرجت الناس من الجنة؟ قال آدم:
أنت موسى الذي كلمك الله نجيا، وآتاك التوراة، تلومني على أمر قد كتب علي
قبل أن يخلقني؟ ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فحج آدم موسى فحج آدم موسى ".
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا عبد الرحمن
بن مهدي حدثني عبد الحميد بن بهرام حدثنا شهر بن حوشب قال: حدثني
جندب بن سفيان - رجل من بجيلة - قال:
42

إني عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه بشير من سرية بعثها، فأخبره بنصر
الله الذي نصر سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم، فقال: يا رسول [الله] بينا
نحن نطلب العدو وقد هزمهم الله، إذ لحقت رجلا بالسيف، فلما أحس أن
السيف واقعه، التفت وهو يسعى، فقال: إني مسلم، إني مسلم، فقتلته، وإنما
كان يا نبي الله متعوذا، قال:
" مهلا! شققت عن قبله، فنظرت صادق هو أو كاذب؟! ".
قال: لو شققت عن قلبه ما كان يعلمني، هل قلبه إلا مضغة من لحم؟
قال: " فأنت قتلته، لا ما في قلبه علمت، ولا لسانه صدقت ".
قال: يا رسول الله! استغفر لي، قال:
" لا أستغفر لك ".
فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض، ثلاث مرار، فلما رأى ذلك قومه
استحيوا، وخزوا مما لقي، فحملوه، فألقوه في شعب من تلك الشعاب.
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن بكار ثنا عبد الحميد بن بهرام ثنا شهر
قال: حدثني جندب بن سفيان قال:
إني لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشير من سرية بعثها، فأخبره بنصر الله
الذي نصر سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم، فذكر نحوه. وزاد فيه:
43

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك:
" ستكون بعدي فتن كقطع الليل المظلم، تصدم كصدم جباه فحول
الثيران، يصبح الرجل فيها مسلما، ويمسي كافرا، ويمسي فيها مسلما، ويصبح
كافرا
فقال رجل من المسلمين: فكيف نصنع عند ذلك يا رسول الله، قال:
" ادخلوا بيوتكم [وأخملوا] ذكركم ".
فقال رجل من المسلمين: أفرأيت إن دخل على أحدنا في بيته؟ قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
" فليمسك بيده، وليكن عبد الله المقتول، ولا يكن عبد الله القاتل، فإن
الرجل يكون في قبة الاسلام، فيأكل مال أخيه، ويسفك دمه، ويعصي ربه،
ويكفر بخالقه، وتجب له جهنم ".
حدثنا أبو يعلى ثنا عبيد الله بن عمر القواريري ثنا عبد الرحمن عن
سفيان عن سلمة بن كهيل قال: سمعت جندب البجلي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم:
" من سمع سمع الله به، ومن رايا رايا الله به ".
44

حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو عوانة عن
عبد الملك - يعني ابن عمير - عن جندب بن سفيان البجلي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" انا فرطكم على يعلى ثنا محمد بن المثنى قال: ثنا الأنصاري ثنا الأشعث
عن الحسن عن جندب بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من صلى صلاة الصبح كان في ذمة الله عز وجل، فإياك أن يطلبك الله
بشئ من ذمته ".
حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو موسى ثنا وهب بن جرير حدثني أبي
قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا جندب بن عبد الله في هذا المسجد، فما
نسينا منه حديثا، ولا نخشى أن يكون يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" خرج برجل خراج ممن كان قبلكم، فجزع منه، فأخذ سكينا فجز بها
يده، فما رقأ عنه الدم حتى مات، فقال الله تبارك وتعالى: عبدي بادرني بنفسه،
45

حرمت عليه الجنة ".
قال أبو موسى: قال وهب: والقدرية يحتجون بهذا الحديث، وليس لهم
فيه حجة. حدثنا أبو يعلى ثنا الحجاج بن المنهال حدثنا حماد عن
عمار بن أبي عمار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لقي آدم موسى، فقال موسى: أنت الذي خلقك الله بيده، وأسكنك
جنته، واسجد لك ملائكته، فعلت ما فعلت، فأخرجت ذريتك من الجنة؟
قال آدم: يا موسى! أنت الذي اصطفاك الله برسالاته، وكلمك،
وقربك نجيا؟
قال نعم، قال: فأنا أقدم أم الذكر؟ قال: الذكر ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى ".
حدثنا أبو يعلى ثنا صالح بن حاتم بن وردان حدثنا المعتمر بن
سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي عمران الجوني عن جندب بن عبد الله
46

البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألى
علي أن لا أغفر لفلان؟ فإني قد غفرت لفلان، وأحبطت عملك ". [ز] حدثنا أبو يعلى حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا حميد -
يعني الرؤاسي - قال: حدثني حسن بن صالح عن سماك بن حرب عن عكرمة
عن ابن عباس قال: من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسيا، فإن الله تعالى
يقول: * (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها لأهل الإسلام أو ردوها) *.
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا إسحاق ثنا سالم بن نوح عن يونس عن
الحسن: * (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها) * لأهل الاسلام * (أوردها) *
لأهل الشرك.
حدثنا أبو يعلى ثنا خلف بن هشام البزار ثنا أبو عوانة عن الأسود بن
47

قيس عن جندب بن سفيان قال:
صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فذبح ناس ضحاياهم قبل الصلاة، فلما
انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرآهم قد ذبحوا قبل الصلاة قال:
" من كان ذبح أضحيته قبل الصلاة فليذبح ذبحا آخر، ومن كان لم يذبح
حتى صلينا، فليذبح على اسم الله ".
حدثنا أبو يعلى ثنا خلف بن هشام ثنا أبو عوانة عن الأسود بن قيس
عن جندب بن سفيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دميت أصبعه في بعض المشاهد،
فقال:
" هل أنت إلا إصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت "
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا معتمر بن
سليمان قال: سمعت أبي عن صاحب له وهو الحضرمي عن أبي السوار يحدث
به عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطا، وبعث عليهم أبا عبيدة
بن الجراح فلما أخذ ينطلق بكى صبابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث رجلا مكانه،
يقال له: عبد الله بن جحش، وكتب له كتابا، وأمره أن لا يكره أحدا من،
أصحابه على المسير معه، فلما قرأ الكتاب استرجع، وقال: سمع وطاعة لله
ولرسوله، خبرهم الخبر، وقرأ عليهم [الكتاب]، فرجع رجلان، ومضى
48

بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمي، فقتلوه، ولم يدر أذاك اليوم من رجب، أو من
جمادى، فقال المشركون للمسلمين: فعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام، فأتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدثوه الحديث، فأنزل الله عز وجل: * (يسألونك عن الشهر
الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير) * إلى قوله * (والفتنة [أكبر] من القتل) * قال:
الشرك، قال بعض الذين كانوا في السرية: والله ما قتله إلا واحد، فقال: إن
يكن خيرا فقد وليته، وإن يكن ذنبا قد عملت، وقال بعض المسلمين: إن لم
يكونوا أصابوا في شهرهم هذا وزرا، فليس لهم فيه أجر، فأنزل الله تبارك
وتعالى: * (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله
والله غفور رحيم) *.
* * * * * *
ثابت بن الضحاك الأنصاري
حدثنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي ثنا هدبة بن خالد
ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه أن ثابت بن الضحاك
49

الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" من حلف على ملة سوى الإسلام كاذبا، فهو كما قال، ليس على رجل
نذر فيما لا يملك ".
* * * * * *
حمزة الأسلمي
حدثنا أبو يعلى ثنا سعيد بن عبد الجبار ثنا المغيرة بن عبد الرحمن بن
خالد بن حزام الحزامي قال: حدثني أبو الزناد أن محمد بن حمزة حدثه عن أبيه
حمزة الأسلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية، وأمره عليهم، وقال:
" إن أخذتم فلانا فأحرقوه بالنار ".
فلما وليت دعوني من ورائي، فجئت، فقال:
" إن أخذتم فلانا فاقتلوه، ولا تحرقوه بالنار، فإنه لا يعذب بالنار إلى رب
النار ".
* * * * * *
50

يزيد بن ركانة
حدثنا أبو يعلى [ثنا] أبو الربيع الزهراني ثنا جرير - يعني ابن
حازم - عن الزبير بن سعيد ثنا عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن
جده أنه طلق امرأته البتة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " ما أردت بها؟ " قال:
واحدة، قال: " آلله؟ " قال: الله، قال: " هي على ما أردت ".
حدثنا أبو يعلى ثنا شيبان بن فروخ ثنا جرير ثنا الزبير بن سعيد
الهاشمي عن عبد الله بن علي بن يزيد بن ركانة عن أبيه عن جده أنه طلق امرأته
البتة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى النبي [صلى الله عليه وسلم] فأخبره، فقال: " ما نويت
بذلك؟ " قال: واحدة، قال: " آلله؟ " قال: " الله؟ " قال: " هي على ما
أردت ".
* * * * * *
51

الجارود
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا هدبة بن خالد ثنا أبان ثنا قتادة عن يزيد بن
عبد الله عن أبي مسلم الجذمي عن الجارود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
52

" ضالة المؤمن حرق النار ".
* * * * * *
53

عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا عبد الله بن وهب قال:
أخبرني عمرو أن سليمان بن زياد الحضرمي حدثه أن عبد الله بن الحارث بن جزء
الزبيدي حدثه أنه مر وصاحب له بأيمن وفتية من قريش، قد حلوا أزرهم،
فجعلوا مخاريق يجتلدون بها وهم عراة.
قال عبد الله: فلما مررنا بهم، قالوا: إن هؤلاء قسيسين، فدعوهم.
ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم، فلما أبصروه تبددوا، فرجع رسول
الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل، وكنت وراء الحجرة، فسمعته وهو يقول:
" سبحان الله! لا من الله استحيوا، ولا من رسوله استتروا ".
وأم أيمن عنده تقول: استغفر له يا رسول الله، قال عبد الله: فبلأي
54

ما استغفر له.
حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا المفضل بن فضالة
عن ابن لهيعة عن سليمان بن زياد عن عبد الله بن جزء الزبيدي قال:
أكلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما شواء: ونحن في المسجد، أقيمت
الصلاة فلم نزد على أن مسحنا أيدينا بالحصى.
* * * * * *
55

هبيب بن مغفل
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا ابن وهب ثنا عمرو بن
الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن أسلم أبي عمران عن هبيب بن مغفل أنه
رأى محمد بن علبة القرشي قام يجر إزاره، فنظر إليه هبيب بن مغفل، فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" من وطئه خيلاء، وطئه في النار ".
* * * * * *
56

أبو شهم
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا بشر بن الوليد ثنا يزيد بن عطاء عن بيان بن
بشر عن قيس بن أبي حازم عن أبي شهم - وكان بطالا - قال:
مرت بي جارية في بعض طرق المدينة، فأهويت بيدي إلى خاصرتها، فلما
كان الغد أتى الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايعونه، فأتيته، فبسطت يدي لأبايعه،
فقبض يده، وقال:
" أنت صاحب الجبيذة أمس؟ ".
قال: قلت: يا رسول الله! بايعني، لا أعود أبدا، قال:
" فنعم إذا.
* * * * * *
رافع بن مكيث
حدثنا أبو يعلى ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل ثنا عبد الرزاق أنا معمر
عن عثمان بن زفر عن بعض بني رافع بن مكيث [عن رافع بن مكيث] - وكان شهد الحديبية - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
57

" حسن الملكة نماء، وسوء الخلق شؤم ".
حدثنا أبو يعلى ثنا هدبة بن خالد ثنا همام بن يحيى ثنا قتادة عن
سعيد بن المسيب عن عامر بن أبي أمية أخي أم سلمة عن أم سلمة
[قالت]:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا، ويصوم ولا يفطر.
* * * * * *
58

رياح بن ربيع
حدثنا أبو يعلى ثنا سعيد بن عبد الجبار - بالبصرة - ثنا المغيرة - يعني
ابن عبد الرحمن الحزامي - حدثني أبو الزناد عن مرقع بن صيفي عن جده رياح
بن ربيع قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، وعلى مقدم الناس خالد بن الوليد،
فإذا امرأة مقتولة على الطريق، يتعجبون من خلقها، قد أصابتها المقدمة، فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف عليها، فقال: " ها [ما كانت] هذه تقاتل " 2.
ثم قال لرجل
" أدرك خالدا، فلا يقتلن ذرية ولا عسيفا،.
* * * * * *
59

عفيف الكندي
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي ثنا سعيد بن
خثيم الهلالي عن أسد بن وداعة البجلي عن أبي يحيى بن عفيف الكندي عن
أبيه عن جده عفيف قال:
جئت في الجاهلية إلى مكة، وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها،
فأتيت العباس بن عبد المطلب - وكان رجلا تاجرا - فأنا عنده جالس، حيث
أنظر إلى الكعبة، وقد حلقت الشمس في السماء، فارتفعت، فذهبت، إذ جاء
شاب فرمى ببصره إلى السماء، ثم قام مستقبل الكعبة، ثم لم ألبث إلا يسيرا
حتى جاء غلام، فقام على يمينه، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة،
فقامت خلفهما، فركع الشاب، فركع الغلام والمرأة، فرفع الشاب، فرفع الغلام
والمرأة، فسجد الشاب، فسجد الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس! أمر عظيم!
فقال العباس: أمر عظيم، تدري من هذا الشاب؟ قلت: لا، قال: هذا محمد
بن عبد الله بن أخي، تدري من هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي، تدري من
هذه المرأة، هذه خديجة ابنة خويلد، زوجته، إن ابن أخي هذا أخبرني أن ربه
رب السماوات والأرض، أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله ما على
الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة. * * * * * *
60

قتادة بن النعمان
حدثنا أبو يعلى ثنا أبو معمر الهذلي إسماعيل بن إبراهيم ثنا إسماعيل
بن جعفر عن مالك بن أنس عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي
صعصعة الأنصاري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري قال: أخبرني أخي قتادة بن
النعمان أن رجلا قام في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ من السحر * (قل هو الله أحد) *
يرددها، لا يزيد عليها، فلما أصبح أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله!
إن فلانا قام الليلة يقرأ في السحر: * (قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم
يولد * ولم يكن له كفوا أحد *) * يرددها، لا يزيد عليها، كأن الرجل يتقالها،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن ".
62

[ز] حدثنا أبو يعلى حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا عبد الرحمن
بن سليمان بن الغسيل عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه [يعني عن]
قتادة بن النعمان أنه أصيبت عينه يوم بدر، فسالت حدقته على وجنته، فأرادوا
أن يقطعوها، فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: " لا " فدعا به، فغمز حدقته براحته،
فكان لا يدري أي عينيه أصيبت.
63

[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا أبو عبد الرحمن الأذرمي ثنا عبد العزيز بن
عمران عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبيد عن جده قال
أصيبت عين أبي ذر يوم أحد، فبزق فيها النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أصح
عينيه.
* * * * * *
معن بن يزيد
حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى بن حماد، وعبد الرحمن بن سلام،
وعدة، قالوا: ثنا أبو عوانة عن أبي الجويرية عن معن بن يزيد، قال:
64

بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي، وخاصمت إليه فأفلجني، وخطب
علي فأنكحني، وقال معن: لا تحل غنيمة حتى تقسم على الناس كفة
واحدة، فإذا قسمت حل لي أن أعطيك.
هذا لفظ عبد الأعلى خاصة، وليس في حديث غيره: فإذا قسم حل
لي ان أعطيك.
* * * * * *
أحمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو يعلى حدثنا أبو موسى حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا عباد
بن راشد قال: سمعت الحسن يقول: حدثنا أحمر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن كنا لنأوي لرسول الله صلى الله عليه وسلم مما يجافي مرفقيه عن جنبيه إذا سجد.
* * * * * *
65

هشام بن عامر
حدثنا أبو يعلى ثنا شيبان بن فروخ ثنا سليمان بن المغيرة ثنا حميد بن
هلال عن هشام بن عامر قال:
جاءت الأنصار يوم أحد، فقالوا: يا رسول الله! بنا قرح وجهد، فكيف
تأمرنا؟ قال:
" احفروا وأوسعوا، واجعلوا الرجلين والثلاثة في القبر ".
فقالوا: من نقدم؟ قال:
" قدموا أكثرهم قرآنا ". قال: فقدم أبي بين يدي اثنين من الأنصار - أو قال: واحد من
الأنصار -.
66

[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا
أيوب عن أبي قلابة قال
كان الناس يشترون الذهب بالورق نسيئة - قال إسماعيل: أحسبه
قال: إلى العطاء - فأتى عليهم هشام بن عامر، فنهاهم، وقال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن نبيع الذهب نسيئة، وأنبأنا - أو قال: أخبرنا -
أن ذاك هو الربا.
67

حدثنا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا إسماعيل عن أيوب عن حميد بن
هلال عن بعض أشياخهم، قال: قال هشام بن عامر لجيرانه:
تتخطون إلى رجال، ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أوعى
لحديثه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ما بين خلق آدم إلى أن تقوم الساعة خلق أكبر من الدجال ".
حدثنا أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا أحمد بن إسحاق ثنا عبد العزيز
ثنا أيوب عن حميد [بن] هلال عن رهط، منهم أبو الدهماء وأبو قتادة، قالوا:
كنا نمر على هشام، نأتي عمران بن حصين، فقال ذات يوم:
إنكم لتجاوزوني إلى رجال، ما كانوا بأحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم [مني،
ولا أعلم بحديثه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم] يقول:
" ما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خلق أكبر من الدجال ".
68

[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا زهير ثنا أبو عامر العقدي عن شعبة عن يزيد
الرشك عن معاذ عن هشام بن عامر الأنصاري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
" لا يحل لمسلم أن يصارم مسلما فوق ثلاث، وإنهما ناكبان عن الحق ما
كانا على صرامهما، وإن أولهما فيئا يكون في سبقه بالفئ كفارة له، وإن سلم
عليه فلم يقبل سلامه، ردت عليه الملائكة، ورد على الآخر الشياطين، وإن ماتا
على صرامهما لم يدخلا الجنة، أو لم يجتمعا في الجنة ".
حدثنا أبو يعلى ثنا زهير ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث [ثنا] أبي
ثنا أيوب عن حميد بن هلال عن أبي الدهماء عن هشام بن عامر قال:
شكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بهم من القرح، فقال:
" أحفروا وأحسنوا وأوسعوا، وادفنوا الاثنين والثلاثة في القبر، وقدموا
أكثرهم قرآنا ".
قال: فمات أبي فقدم بين يدي رجلين.
* * * * * *
69

أبو جمعة
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الغفار بن عبد الله ثنا عبد الله بن عطارد
البصري عن الأوزاعي قال: حدثني أسيد بن عبد الرحمن عن صالح بن محمد
عن أبي جمعة قال:
تغديت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال له أبو عبيدة:
يا رسول الله! أحد خير منا؟ أسلمنا معك، وجاهدنا معك! قال:
" نعم، قوم يكونون من بعدي، يؤمنون بي ولم يروني ".
70

[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن عباد المكي ثنا أبو سعيد مولى بني
هاشم عن أبي خلف عن عبد الله بن عوف قال: سمعت أبا جمعة حميد بن سبع
يقول: قاتلت النبي صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا، وقاتلت معه آخر النهار مسلما، وكنا
71

ثلاثة رجال، وسبع نسوة، وفينا أنزلت: * (ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات) *
الآية.
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض ثنا أبو سعيد
مولى بني هاشم ثنا المسعودي عن عون بن عبد الله قال: سمعت شيخا بالشام،
فقلت: أسمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: نعم، سمعته يقول:
" اللهم اغفر لنا وارحمنا ".
* * * * * *
72

عبد خير
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا الحسن بن حماد الكوفي ثنا مسهر بن عبد الملك
بن سلع قال: أخبرني أبي، قال: قلت لعبد خير: كم أتى عليك؟ قال:
عشرين ومائة سنة.
قلت: هل تذكر من أمر الجاهلية شئ؟ قال: نعم، كنا ببلاد اليمن،
فجاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا الناس إلى خير واسع، فكان أبي فيمن خرج
- وأنا غلام - فلما رجع أبي، قال لأمي: مري بهذه القدر فلتراق للكلاب، فإنا
قد أسلمنا، فأسلم.
* * * * * *
73

عبد الله بن سرجس
حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا عبد الواحد بن
زياد حدثنا عاصم الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلت معه خبزا ولحما - أو قال: ثريدا - فقلت له:
غفر الله لك يا رسول الله، قال: " ولك ".
قلت لعبد الله بن سرجس: إستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم،
ولك، وتلا هذه الآية: * (استغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات) *.
قال: ثم درت حتى صرت خلفه، فرأيت خاتم النبوة عند نغض
كتفه، جمع عليه خيلان.
حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا عبد العزيز بن
المختار ثنا عاصم الأحول قال: ثنا عبد الله بن سرجس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن
يغتسل الرجل بفضل المرأة، وتغتسل المرأة بفضل الرجل، ولكن يشرعا فيه
جميعا.
* * * * * *
74

عمرو بن مرة
حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا حماد - يعني ابن
سلمة - عن علي بن الحكم عن أبي حسن أن عمرو بن مرة قال لمعاوية: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" ما من والي يغلق بابه دون ذوي الحاجة، إلا غلق الله أبواب
السماء عن خلته ومسكنته ".
75

حدثنا أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا إسماعيل بن إبراهيم عن علي
بن الحكم قال: حدثني أبو حسن عن عمرو بن مرة قال: قلت لمعاوية: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما من أمير ولا والي، يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة،
إلا غلق الله أبواب السماوات دون حاجته وخلته ومسكنته ".
قال: فجعل معاوية رجلا على حوائج الناس.
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا أبو خيثمة ثنا الحسن بن موسى حدثنا ابن
لهيعة ثنا الربيع بن سبرة عن عمرو بن مرة الجهني قال:
كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
" من ههنا من معد فليقم ".
قال: وأخذت ثوبي لأقوم، فقال: " أقعد " ثم قال الثانية، فقلت: ممن
76

أنا يا رسول الله؟ قال: " من حمير ".
* * * * * *
مخول البهزي
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن عباد المكي ثنا محمد بن سليمان بن
مسمول قال: سمعت القاسم بن مخول البهزي، قال: سمعت أبي - وكان قد
أدرك الجاهلية والاسلام - قال:
نصبت حبائل لي بالأبواء، فوقع في حبل منها ظبي فأفلت،
فخرجت في أثره، فوجدت رجلا قد أخذه، فتنازعنا، فتساوقنا إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فوجدناه نازلا بالأبواء تحت شجرة، مستظلا بنطع، فاختصمنا
إليه، فقضى به بيننا شطرين.
قلت: يا رسول الله! نلقى الإبل وبها لبن وهي مصراة، ونحن محتاجون،
قال:
" ناد صاحب الإبل ثلاثا، فإن جاء وإلا فاحلل صرارها، ثم اشرب، ثم
77

صر، وأبق للبن دواعيه ".
قلت: يا رسول الله! الضوال ترد علينا، هل لنا أجر أن نسقيها؟ قال:
" نعم، في كل ذات كبد حرى أجر ".
ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدثنا، فقال:
" سيأتي على الناس زمان خير المال فيه غنم بين المسجدين تأكل من
الشجر، وترد الماء، يأكل صاحبها من رسلها، ويشرب من ألبانها، ويلبس من
أصوافها - أو قال: أشعارها - والفتن ترتكس بين جراثيم العرب، والله ما
تفتنون " يقولها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا.
قلت: يا رسول الله! أوصني، قال:
" أقم الصلاة وآت الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت، واعتمر، وبر
والديك، وصل رحمك، وأقر الضيف، وأمر بالمعروف، وانه عن المنكر، وزل
مع الحق حيث زال ".
* * * * * *
78

عم أبي حرة الرقاشي
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى ثنا حماد عن علي بن زيد عن أبي
حرة الرقاشي عن عمه قال:
كنت آخذ بزمام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أوسط أيام التشريق في
حجة الوداع، فقال فيما يقول:
" يا أيها الناس! إن كل ربا موضوع، وإن أول ربا يوضع ربا العباس بن
عبد المطلب * (لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) * ".
حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى ثنا حماد عن علي بن زيد عن أبي حرة
79

الرقاشي عن عمه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ".
* * * * * *
80

الحارث الأشعري
حدثنا أبو يعلى ثنا هدبة بن خالد ثنا أبان بن يزيد ثنا يحيى بن أبي
كثير أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال:
" إن الله عز وجل أمر يحيى ين زكريا بخمس كلمات، يعمل بهن،
ويأمر بني إسرائيل يعملون بهن، فإن عيسى بن مريم قال له: إن الله
أمرني بخمس كلمات، تعمل بهن، وتأمر بني إسرائيل يعملون بهن، فإما
أن تأمرهم وإما أن نأمرهم، قال: إن سبقتني بهن خشيت أن أعذب أو
يخسف بي، قال: فجمع الناس في بيت المقدس حتى امتلأ، وقعد الناس
على الشرفات، قال: فوعظهم، وقال: إن الله أمرني بخمس كلمات، أعمل
بهن، وآمركم أن تعملوا بهن، أولهن: أن تعبدوا الله، ولا تشركوا به، وإن
مثل من أشرك كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق،
فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعمل وأد إلي، فجعل العبد يعمل ويؤدي
إلى غيره، فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك؟ وإن الله خلقكم ورزقكم فلا
82

تشركوا به شيئا، وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا، وآمركم بالصيام،
وإن مثل ذلك كمثل رجل كانت معه صرة فيها مسك، ومعه عصابة، كلهم
يعجبه أن يجد ريحها، وإن الصيام أطيب عند الله من ريح المسك، وآمركم
بالصدقة، وإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، وقاموا به فأوثقوا يده إلى
عنقه، فقال: هل لكم أن أفدي نفسي منكم؟ قال: فجعل يعطيهم القليل
والكثير ليفك نفسه، وآمركم بذكر الله كثيرا، وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه
العدو سراعا في أثره، حتى أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه فيه، كذلك
العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله عز وجل ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن: الجماعة، والسمع، والطاعة،
والهجرة، والجهاد في سبيل الله، فمن فارق الجماعة قيد شبر، فقد خلع الاسلام
من رأسه، إلا أن يرجع، ومن ادعى دعوى جاهلية فإنه من جثا جهنم ".
قيل: وإن صام وصلى؟ قال:
" وإن صام وصلى، فادعوا بدعوى الله الذي سماكم: المسلمين،
المؤمنين، عباد الله ".
* * * * * *
83

أبو هبيرة الأنصاري
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا هارون بن معروف ثنا وهب أخبرني مخرمة عن
أبيه عن سعيد بن نافع قال: رآني أبو هبيرة الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأنا أصلي الضحى حين طلعت الشمس، فعاب ذلك علي ونهاني، ثم قال: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" لا تصلوا حتى ترتفع الشمس، فإنها تطلع في قرون
شيطان ".
* * * * * *
84

سعد مولى أبي بكر الصديق
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا موسى محمد بن المثنى ثنا أبو داود ثنا أبو عامر
عن الحسن عن سعد مولى أبي بكر الصديق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر -
وكان سعد مملوكا له، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه خدمته - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أعتق سعدا ". فقال أبو بكر: مالنا ههنا غيره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أعتق سعدا، أتتك الرجال، أتتك الرجال ".
حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن المثنى بن عبيد ثنا أبو داود ثنا أبو عامر
85

عن الحسن عن سعد قال:
قربت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمرا، فجعلوا يقرنون، فنهاهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن القرآن.
* * * * * *
دغفل
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة ثنا معاذ بن
هشام قال:
حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن دغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي وهو ابن خمس
وستين.
* * * * * *
86

عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى بن حماد ثنا حماد بن سلمة عن
سليمان التيمي عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن امرأتين كانتا صائمتين، فكانتا تغتابان الناس، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بقدح، فقال لهما: " قيئا " فقاءتا قيحا ودما، ولحما عبيطا، ثم قال،
" إن هاتين صامتا عن الحلال، وأفطرتا على الحرام ".
* * * * * *
أبو مالك الأشعري
حدثنا أبو يعلى ثنا هدبة بن خالد ثنا أبان حدثني يحيى بن أبي كثير
أن زيدا حدثه أن أبا سلام حدثه أن أبا مالك الأشعري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:
" أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر بالأحساب،
87

والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة ".
وقال:
" النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة، عليها سربال من
قطران، ودرع من جرب ".
* * * * * *
العباس بن مرداس السلمي
حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا عبد القاهر بن
السري السلمي قال: حدثني ابن كنانة بن العباس بن مرداس السلمي أن أباه
حدثه عن أبيه العباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة،
فأكثر الدعاء، فأجابه الله عز وجل: أني قد فعلت، وغفرت لأمتك، إلا ظلم
بعضهم بعضا، فأعاد فقال:
" يا رب! إنك قادر أن تغفر للظالم، وتثيب المظلوم خيرا من مظلمته ".
فلم يكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد
يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال [بعض] أصحابه: يا
رسول الله! بأبي أنت وأمي، تبسمت في ساعة لم تكن تضحك فيها، فما
88

أضحكك؟! أضحك الله سنك، قال:
" تبسمت من عدو الله إبليس حين علم أن الله قد أجابني في أمتي، وغفر
للظالم، أهوى يدعو بالثبور والويل، ويحثو التراب على رأسه " وقال مرة:
" فضحكت من جزعة ".
* * * * * *
حابس التميمي
حدثنا أبو يعلى ثنا أحمد بن إبراهيم ابن الدورقي ثنا عبد الصمد ثنا
حرب حدثني يحيى حدثني حية بن حابس التميمي أن أباه أخبره أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" لا شئ [في الهام]، والعين حق، وأصدق الطير الفأل ".
* * * * * *
89

الحكم بن ميناء
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا أبو بكر
[الحنفي] ثنا عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن أبي الحويرث أنه
سمع الحكم بن ميناء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر:
90

" أجمع لي من ههنا من قريش ".
فجمعهم، ثم قال: يا رسول الله! أتخرج إليهم أم يدخلون؟ قال:
" بل أخرج إليهم ".
فخرج، فقال:
" يا معشر قريش! هل فيكم غيركم؟ ".
قالوا: لا، إلا بنو أخواتنا، قال:
" ابن أخت القوم منهم ". ثم قال:
" يا معشر قريش! اعلموا أن أولى الناس بالنبي المتقون فانظروا، لا يأتي
الناس بالأعمال يوم القيامة، وتأتون بالدنيا تحملونها فأصد عنكم بوجهي ".
ثم قرأ: * (إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا
والله ولي المؤمنين) *.
* * * * * *
91

عمير بن سعد
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا حماد بن سلمة عن أبي
سنان عن أبي طلحة الخولاني قال:
أتينا عمير بن سعد في نفر من أهل فلسطين، وكان يقال: نسيج وحده،
فقعدنا على دكان له عظيم في داره، فقال لغلامه: يا غلام! أورد الخيل، قال:
وفي الدار تور من حجارة، قال: فأوردها، فقال: أين فلانة؟ قال: هي جربة
تقطر دما - أو قال: تفطر دما، شك أبو إسحاق - قال: أوردها، فقال أحد
القوم: إذا تجرب الخيل كلها، قال: أوردها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
" لا عدوى ولا طيرة ولا هامة، ألم تروا إلى البعير من الإبل يكون
بالصحراء، ثم يصبح وفي كركرته أو في مراقه نكتة لم تكن قبل ذلك، فمن
أعدى الأول؟.
* * * * * *
92

الحارث بن وقيش
حدثنا أبو يعلى ثنا صالح بن حاتم بن وردان ثنا يزيد بن زريع ثنا
داود بن أبي هند عن عبد الله بن قيس عن الحارث بن وقيش قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:
" ما من مسلمين يموت بينهما أربعة، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته
إياهم ".
فقال رجل: يا رسول الله! وثلاثة؟ قال: " وثلاثة " قال: واثنان؟ قال: " واثنان " قال:
" وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها، وإن من أمتي من
يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر ".
* * * * * *
93

الفلتان بن عاصم
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا عبد الواحد بن زياد
ثنا عاصم بن كليب قال: حدثني أبي عن خالي الفلتان بن عاصم قال:
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل عليه، وكان إذا أنزل عليه دام بصره مفتوحة
عيناه، وقرع سمعه وقلبه، لما يأتيه من الله عز وجل، قال: فكنا نعرف ذلك
منه، فقال للكاتب:
" أكتب: * (لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل
الله) *.
قال: فقام الأعمى، فقال: يا رسول الله! ما ذنبنا؟ فأنزل عليه، فقلنا
للأعمى: إنه ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم، فخاف أن يكون ينزل عليه شئ من أمره،
فبقي قائما يقول: أعوذ بغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم
للكاتب:
" أكتب: * (غير أولي الضرر) *.
* * * * * *
94

معن بن نضلة
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا أبو موسى إسحاق بن موسى بن عبد الله بن
موسى بن يزيد الأنصاري، وأبو الحسن علي بن عبد الله المديني قالا: ثنا محمد
بن معن حدثني جدي محمد بن معن عن أبيه معن بن نضلة [أن
نضلة] لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمرين، ومعه شوائل له، فحلب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
في إناء، فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شرب هو من إناء واحد، ثم قال: يا رسول
الله! والذي بعثك بالحق، إن كنت لأشرب سبعة، فما أشبع وما أمتلئ، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن المؤمن يشرب في معي واحد، وإن الكافر يشرب في سبعة أمعاء ".
لفظهما واحد.
* * * * * *
95

وابصة بن معبد
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد بن سلمة
عن أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله بن مكرز عن وابصة بن معبد الأسدي
قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والاثم إلا سألته
عنه، فأتيته وهو في عصابة من الناس يستفتونه، فجعلت أتخطاهم،
فقالوا: إليك يا وابصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: دعوني أدنو من رسول
الله [صلى الله عليه وسلم]، فإنه أحب الناس إلي أن أدنو منه، قال:
" دعوا وابصة، أدن يا وابصة، استفت قلبك، واستفت نفسك، البر ما
اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في النفس، وتردد
في الصدر، وإن أفتاك الناس وأفتوك - ثلاثا -.
96

[ز] أخبرنا أبو يعلى ثنا علي بن حمزة المعولي ثنا حماد بن سلمة عن
الزبير أبي عبد السلام عن أيوب بن عبد الله عن وابصة الأسدي، قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والاثم إلا سألته
عنه، فأتيته، وحوله عصابة من المسلمين يستفتونه، فجعلت أتخطاهم إليه،
فقالوا: إليك يا وابصة، فقلت لهم: دعوني أدنو منه، فإنه أحب الناس
[إلي] أن أدنو منه، فقال:
" دعوا وابصة، أدن يا وابصة! أدن يا وابصة! ".
فدنوت، فجلست بين يديه، فقال لي:
" يا وابصة! أتسألني أو أخبرك؟ ".
98

قلت: بل أخبرني يا رسول الله، قال:
" جئت تسأل عن البر والاثم؟ ".
قلت: نعم، فجمع أنامله، ثم جعل ينكت بهن في صدري، ويقول:
" يا وابصة استفت قلبك، واستفت نفسك، يا وابصة! استفت قلبك،
واستفت نفسك، البر ما اطمأنت إليه النفس، والاثم ما حاك في الصدر، وإن
أفتاك الناس وأفتوك - ثلاث مرات - ".
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا أبو عبيدة بن فضيل بن عياض ثنا مالك بن
سعير عن [السري بن] إسماعيل عن الشعبي عن وابصة بن معبد قال:
انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجل يصلي خلف القوم وحده، فقال:
" أيها المصلي وحده! ألا تكون وصلت صفا فدخلت معهم، أو اجتررت
رجلا إليك إن ضاق بك المكان؟ أعد صلاتك، فإنه لا صلاة لك ".
99

[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عمرو بن محمد بن بكير الناقد ثنا عمرو بن
عثمان الكلابي الرقي ثنا أصبغ بن محمد عن جعفر بن برقان عن شداد مولى
عياض عن وابصة - قال أبو عثمان عمرو: يعني ابن معبد إن شاء الله - أنه كان
يقوم في الناس يوم الأضحى
أو يوم الفطر، فيقول: إني شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم
في حجة الوداع وهو يقول: " أي يوم هذا؟ " قال الناس: يوم النحر، قال:
" فأي شهر هذا؟ " ثم قال: " أي بلد هذا؟ " قالوا: هذه البلدة، قال: " فإن
دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم
هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقونه ".
ثم قال:
" اللهم هل بلغت؟ يبلغ الشاهد الغائب ".
قال وابصة: [نشهد عليكم كما أشهد علينا].
100

[ز] قال عمرو بن عثمان: حدثنا أبو سلمة الخزاعي أن جعفر
بن برقان حدثهم في هذا الحديث أن سالم بن وابصة صلى بهم في الرقة، فذكر
حديث وابصة هذا، فقال وابصة: نشهد عليكم كما أشهد علينا، فأوعيتم،
ونحن نبلغكم.
* * * * * *
ثابت بن شماس
حدثنا أبو يعلى ثنا أحمد بن إبراهيم الموصلي ثنا أبو فضالة فرج بن
أبي علي فضالة عن عبد الخبير بن قيس بن ثابت بن شماس عن أبيه عن جده
قال:
قتل يوم قريضة رجل من الأنصار يدعى خلاد، فقيل لأمه: يا أم خلاد!
قتل خلاد، فجاءت وهي متنقبة، فقيل لها: قتل خلاد وتجيئين متنقبة؟ فقالت:
إن رزئت خلاد فلا أرزأ حيائي، فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
" أما إن له أجر شهيدين ".
قيل: يا رسول الله! وبم؟ قال:
" لأن أهل الكتاب قتلوه ".
* * * * * *
101

سفينة
حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج السامي ثنا حماد بن سلمة
عن سعيد بن جمهان عن سفينة أبي عبد الرحمن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الخلافة الثلاثين ".
102

حدثنا أبو يعلى ثنا إبراهيم بن الحجاج ثنا عبد الوارث عن سعيد
بن جمهان عن سفينة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الخلافة ثلاثين سنة، وسائرهم ملوك، والخلفاء والملوك اثنا عشر ".
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني ثنا حشرج بن
نباتة عن سعيد بن جمهان عن سفينة أن النبي صلى الله عليه وسلم وضع حجرا، ثم قال:
" ليضع أبو بكر حجره إلى جنب حجري ".
ثم قال:
" ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبي بكر ".
ثم قال:
" ليضع عثمان حجره إلى جنب حجر عمر ".
ثم قال:
" هؤلاء الخلفاء من بعدي ".
103

هذا أو نحوه.
قال أبو يعلى: كتبته من حفظي.
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ثنا عثمان بن عمر
أنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عمرو بن هارون عن صهيب عن
سفينة مولى أم سلمة قال:
أشطت دم جزور بجذل، فأنهرت الدم، فاستفتيت رسول الله
104

صلى الله عليه وسلم، فأمرني بأكلها.
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الأعلى ثنا عثمان بن عمر ثنا أسامة بن
زيد عن محمد بن المنكدر عن سفينة قال:
ركبت في البحر في سفينة، فكسر بنا، فركبت لوحا منها، فطرحني في
أجمة فيها الأسد، فلم يرعني إلا به، فقلت: يا أبا الحارث! إني مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فطأطأ رأسه، وجعل يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق، ثم
همهم، فظننت أنه يودعني.
* * * * * *
105

قيس بن عاصم المنقري
حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الله بن مطيع ثنا هشيم عن زياد بن أبي زياد
عن الحسن بن أبي الحسن عن قيس بن عاصم قال:
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما دنوت منه سمعته يقول:
" هذا سيد أهل الوبر ".
فسلمت، ثم جلست، فقلت: يا رسول الله! المال الذي لا يكون علي
فيه تبعة، من ضيف ضافني، أو عيال إن كثروا، [فقال]:
" نعم المال الأربعون من الإبل، والأكثر ستون، وويل لأصحاب
المئتين، إلا من أعطى في رسلها ونجدتها، وأفقر ظهرها، وأطرق فحلها، ونحر
سمينها، وأطعم القانع والمعتر ".
قال: قلت: يا رسول الله! ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها! إنه لا يحل
بالوادي الذي أنا فيه من كثرة إبلي، قال: " فكيف تصنع بالمنحة؟ " قال: قلت:
إني لأمنح في كل عام مائة، قال: " كيف تصنع بالعارية؟ " قال: تغدو الإبل،
ويغدوا الناس، فمن أخذ برأس بعير ذهب به، قال: " فكيف تصنع بالأقفار؟ "
قال: إني لأفقر البكر الضرع، والناب المدبر، قال: " فمالك أحب إليك أم مال
مولاك؟ " قال: قلت: بل مالي، قال: " فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت،
ولبست فأبليت، وأعطيت فأمضيت، وما بقي لمولاك " قلت: لمولاي؟ قال:
" نعم " قال: أما والله لئن بقيت لأدعن عدتها قليلا.
قال الحسن: ففعل رحمه الله.
فلما حضرته الوفاة دعا بنيه، فقال: يا بني! خذوا عني، فلا أجد أنصح
لكم مني، إذا أنا مت فسودوا كباركم، ولا تسودوا صغاركم، فيستسفه الناس
كباركم، فيهونوا عليهم، وعليكم باستصلاح المال فإنه منبهة للكريم،
106

ويستغني به عن اللئيم، وإياكم والمسألة، فإنه آخر كسب المرء، إن أحدا لم
يسأل إلا ترك كسبه.
وإذا أنا مت فكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم.
وإياكم والنياحة علي، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عنها.
وادفنوني في مكان لا يعلم به أحد، فإنه قد كانت بيننا وبين بكر بن وائل
خماشات في الجاهلية، فأخاف أن يدخلوها عليكم في الاسلام، فيعنتوا عليكم
دينكم.
قال الحسن: رحمه الله، نصحا في الحياة، ونصحا في الممات.
107

رجل يقال له: طارق
حدثنا أبو يعلى ثنا زكريا بن يحيى الواسطي ثنا سنان بن هارون
أخو سيف بن هارون عن يزيد بن زياد بن أبي الجعد قال: حدثني أبو صخرة
جامع بن شداد قال: قال رجل يقال له طارق:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم مرتين:
أما مرة فرأيته بسوق ذي المجاز، وهو على دابة وقد دمي
عرقوباه، وهو يقول:
" يا أيها الناس! قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا ".
ورجل من خلفه يرميه بالحجارة، ويقول: هذا الكذاب فلا تسمعوا منه.
فسألت عنه، فقلت: من هذا؟ فقيل لي: أما المقدم فمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما
هذا الذي خلفه فأبو لهب عمه يرميه.
قال: ثم قدمنا بعد ذلك، فنزلنا قرب المدينة، فخرج علينا رجل فقال:
من أين أقبلتم; قال: قلنا: من الربذة، أو من حولها، قال: معكم شئ
تبيعون؟ قال: قلنا: نعم، هذا البعير، قال: بكم؟ قلنا: بكذا وكذا وسقا من
تمر، فأخذه بخطامه يجره، ثم دخل به المدينة، فقلنا: أي شئ صنعنا؟ بعنا
بعيرنا من رجل لا نعرفه، قال: ومعنا ظعينة في جانب الخباء، فقالت: أنا
ضامنة لثمن البعير، لقد رأيت وجه رجل مثل القمر ليلة البدر لا يخيس بكم،
قال: فلما أصبحنا أتانا رجل ومعه تمر، فقال: أنا رسول رسول الله إليكم، وهو
يأمركم أن تأكلوا من التمر حتى تشبعوا، وأن تكتالوا حتى تستوفوا، قال:
ففعلنا، ثم دخلنا المدينة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول:
" يا أيها الناس! اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول، أمك،
وأباك، وأختك، وأخاك، أدناك ".
108

قال: فضج ناس من الأنصار من أسفل المنبر، فقالوا: يا رسول الله!
هؤلاء ناس من بني ثعلبة بن يربوع، أصابوا منا دما في الجاهلية، لنا بثأرنا،
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأيت بياض إبطيه، ثم قال:
" ألا لا تجني أم على ولد ".
* * * * * *
حنظلة بن حنيفة
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ثنا محمد بن عثمان
ثنا ذيال بن حنظلة قال: سمعت جدي حنظلة يقول: قال أبي حذيم: يا رسول
الله! إني رجل ذو بنين، وهذا أصغر بني، فسمت عليه، قال: فقال: " يا
غلام! " وأخذ بيدي، ومسح رأسي، فقال: " بارك الله فيك ".
109

قال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم، فيضع يده عليه، ويقول: بسم الله، فيذهب الورم.
* * * * * *
أبو رزين العقيلي
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا أبو الحارث سريج بن يونس البغدادي ثنا
مروان بن معاوية الفزاري عن محمد بن قيس عن سليمان بن موسى عن مجاهد
بن جبر عن ابن عباس
قال: حدثني أبو رزين العقيلي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" لأشربن أنا وأنت يا أبا رزين من لبن لم يتغير طعمه ".
قال: قلت: كيف يحيي الله الموتى؟ قال:
" أما مررت بأرض لك مجدبة، مررت بها مخصبة، ثم مررت بها مجدبة،
ثم مررت بها مخصبة؟ ".
قلت: بلى، قال:
" كذلك النشور ".
110

قال: قلت: كيف لي بأن أعلم أني مؤمن؟ قال: قال:
" ليس أحد من هذه الأمة - قال ابن أبي قيس: أو قال: من أمتي - عمل
حسنة، وعلم أنها حسنة، وأن الله جازيه بها خيرا، أو عمل سيئة، وعلم أن الله
جازيه بها سوءا، أو يغفرها، إلا مؤمن ".
* * * * * *
رجل من الأنصار
حدثنا أبو يعلى ثنا كامل بن طلحة الجحدري ثنا أبو عوانة عن يعلى
بن عطاء عن سعيد بن المسيب قال:
حضر رجلا من الأنصار الموت، فقال لأهله: من في البيت؟ قالوا:
أهلك: وإخوانك وجلساؤك في المسجد، فقال: ارفعوني، فأسنده ابنه إلى
صدره، ففتح - أحسبه عينيه - سلم على القوم، قال: فردوا عليه، وقالوا له،
خيرا فقال: إني محدثكم اليوم بحديث، ما حدثت به أحدا مذ سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم احتسابا، وما أحدثكم به إلا احتسابا، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
" من توضأ في بيته فأحسن الوضوء، ثم خرج إلى المسجد فصلى في جماعة
111

المسلمين، لم يرفع رجله اليمنى إلا كتبت له بها حسنة، ولم يضع رجله الشمال
إلا حط الله عنه بها خطيئة، حتى يأتي المسجد، فليقرب أو ليبعد، فإذا صلى
بصلاة الإمام انصرف وقد غفر له، وإن أدرك بعضا وفاته بعض فأتم ما فاته
كان كذلك، وإن هو أدرك الصلاة وقد صليت فأتم صلاته ركوعها وسجودها
كان كذلك ".
* * * * * *
خالد الخزاعي
[ز] حدثنا أبو يعلى ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ثنا محمد بن
الفضيل ثنا أبو مالك الأشجعي عن نافع بن خالد الخزاعي عن أبيه _ وكان أبوه
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى والناس حوله، صلى صلاة خفيفة، تامة
الركوع والسجود، قال: فجلس ذات يوم فأطال الجلوس، حتى أومأ بعضنا
إلى بعض: أن اسكتوا، فإنه ينزل عليه، فلما فرغ قال له بعض القوم: يا رسول
الله! أطلت الجلوس، حتى أومى بعضنا إلى بعض أنه ينزل عليك، قال:
" لا، ولكنها كانت صلاة رغبة ورهبة، سألت الله فيها، فأعطاني اثنتين،
ومنعني واحدة، سألته أن لا يسحتكم بعذاب عذب به من كان قبلكم،
112

فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط على على عامتكم عدوا فيسحتها، فأعطانيها، وسألته
أن لا يلبسكم شيعا، ويذيق بعضكم بأس بعض، فمنعنيها ".
قال: قلت: أبوك سمعها من رسول الله؟ قال نعم، سمعته يذكر أنه
سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عدد أصابعه هذه عشرة
* * * * * *
عتبة بن غزوان
حدثنا أبو يعلى ثنا هدبة بن خالد، وشيبان بن فروخ، قالا: حدثنا
113

سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال العدوي عن خالد بن عمير قال:
خطب عتبة بن غزوان، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإن
الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، وإنما بقي منها صبابة كصبابة الإناء
أصغى بها أحدكم، وأنتم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها، فانتقلوا بخير ما
بحضرتكم، فلقد بلغني أن الحجر يلقى من شفير جهنم، فما يبلغ قعرها سبعين
عاما وأيم الله لتملأن، أفعجبتم؟ ولقد ذكر لي أن ما بين مصراعي الجنة مسيرة
أربعين عاما، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الرحلة، ولقد رأيتني سابع سبعة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام الا ورق الشجر، حتى قرحت
[أشداقنا]
114