الكتاب: مسند ابن راهويه
المؤلف: إسحاق بن راهويه
الجزء: ٢
الوفاة: ٢٣٨
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين برد البلوسي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٢
المطبعة: مكتبة الإيمان - المدينة المنورة
الناشر: مكتبة الإيمان - المدينة المنورة
ردمك:
ملاحظات:

مسند إسحاق بن راهويه
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1410 ه‍ - 1990 م
مكتبة الايمان
هاتف 8262856 - 8225817 ص ب 1165 - المدينة المنورة - السعودية
2

مسند إسحاق بن راهويه
الامام إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي
نزيل نيسابور 161 - 238 ه‍
مسند أم المؤمنين عائشة
رضي الله عنها
تحقيق وتخريج ودراسة
الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين بر البلوشي
الجزء الثاني
توزيع
مكتبة الايمان
المدينة المنورة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

شكر وتقدير
أحمد الله العلي القدير، واشكره قبل كل شئ على آلائه حيث وفقني
وأعانني على إنجاز هذه الخدمة العلمية المتواضعة التي أقدمها كرسالة علمية،
تحت عنوان " مسند أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - من مسند الامام
إسحاق بن راهويه (ت 238 ه‍) " دراسة وتحقيقا وتخريجا.
كما أنه لا يفوتني التنويه والاعتراف بفضل ذوي الفضل وبمعروف أهل
المعروف انطلاقا من توجيه نبينا الكريم - صلى الله عليه وسلم - في قوله: " من
صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا، فقد أبلغ في الثناء " ومن
خلال قوله: " من لا يشكر الناس لا يشكر الله ".
فمن هذا المبدأ أرى لزاما أن أعرب عن خالص شكري، وغاية تقديري
لجميع أولئك الذين ساهموا في إنجاز هذه الرسالة العلمية أساتذة وزملاء،
وأخص من بينهم فضيلة الدكتور / محمود أحمد ميرة حفظه الله تعالى - الذي
تشرفت بإشرافه على رسالتي " الماجستير والدكتوراه " وكان لي حقا خلال هذه المدة
5

خير مشجع وموجه ومرشد، وساعدني على حل كثير من المشاكل التي كانت
تواجهني فجزاه الله عني خير الجزاء وشكر له سعيه.
كما لا يسعني إلا أن أعرب عن جزيل شكري لأستاذي الجليل الشيخ /
حماد محمد الأنصاري المتعاون مع الجميع على السواء، حيث إني لم أسأله عن
شئ إلا أرشدني إليه، ولم أحتج إلى كتاب من مكتبته العامرة ولم أجده في مكانه
إلا بحث معي لاستخراجه، فجزاه الله أحسن الجزاء وأثابه من عنده.
كما أنني لا أنسى أبدا فضل هذه الجامعة المباركة - أدامها الله تعالى التي
أسست لتثقيف أبناء العالم الاسلامي ولغرس العقيدة الصحيحة ونشرها والتي
تحمل على عاتقها مسؤولية الدعوة إلى دين الله تعالى الحق وأدائها للعالم عن
طريق أساتذتها وخريجيها، ومقاومة كل ما يناوئها، وجهود القائمين عليها،
فليس أمامي إلا أن أسأل الله تعالى دوام هذه الجامعة الميمونة، وأن أقدم خالص
شكري لجميع القائمين على هذه الجامعة العالمية الاسلامية ولا سيما القائمين على
الدراسات العليا، وعلى رأس الجميع معالي رئيس الجامعة ورئيس قسم
الدراسات.
وإنني إذ أسجل شكري الجزيل لجهود هؤلاء فإنني أسأل الله تعالى أن
يكتب لهم المثوبة من عنده وأن يجعل عملي خالصا لوجهه الكريم وأن يتقبله مني
وينفع به إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
المحقق
6

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا وسيآت أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله، وصلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فقد سبق أن حققت لنيل درجة العالمية (الماجستير) كتاب " طبقات
المحدثين بأصفهان والواردين عليها " لأبي الشيخ الأنصاري عبد الله بن محمد بن
جعفر بن حيان (ت 369 ه‍) دراسة وتحقيقا وتخريجا، ومن خلال ممارستي عمل
التحقيق للكتاب المذكور ودراسته ودراسة لمؤلفه والقيام بتخريج أحاديث زدت
شوقا وجرني ذلك إلى البحث عن كتاب حديثي يوافق ما سبق من منهجي
وعملي في التحقيق لاقوم بخدمته كرسالة علمية، وقد حقق الله رغبتي في مسند
عظيم للامام المشهور إسحاق ابن راهويه (ت 238 ه‍)، ولكن مع الأسف لم
نعثر على جميع هذا المسند الكبير الذي كان في ست مجلدات ضخمة على غرار
مسند قرينه الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - وإنما تم العثور على المجلد الرابع
منه فقط، ومع نقص في بدايته ونهايته، مما جعلني اختار من هذا القسم المتبقي
" مسند أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - لرسالة الدكتوراه " حيث إن مسندها
كامل وهو أكبر مسند في هذا القسم المتبقى، وما زلت أعمل في بقيته وأسأل الله
تعالى التوفيق على إتمامه في أسرع وقت. فمن هنا فضلت اختيار مسند الامام
إسحاق ابن راهويه ومنه مسند عائشة - رضي الله عنها - على غيره لما تقدم
وللأمور الآتية:
أولا: لأهمية هذا المسند الذي يعتبر أصلا من أصول الكتب الستة - سوى
7

سنن ابن ماجة - وغيرها من الكتب الحديثية لان مؤلفه يعد من أنبل شيوخهم.
ثانيا: لوجود مشاعر مثيرة في نفسي تدفعني بضرورة إحياء هذا التراث
العلمي الذي ألفه إمام مضهور هو إسحاق بن راهويه الذي يعد من مشاهير
محدثي أهل زمانه وفقهائهم بنيسابور حتى استحق لقب أمير المؤمنين في الحديث
والفقه.
ثالثا: ليعم نفع الكتاب بعد إخراجه مخدوما خدمة علمية ليتيسر إخراجه
ونشره بصورة صحيحة.
رابعا: لحرصي الشديد على تقديم دراسة وافية مفصلة عن شخصية
الامام إسحاق الذي عاصر زمان تدوين الحديث وتصنيفه، وله مساهمة في ذلك
بل هو المقترح لجمع الصحيح المجرد وإفراده في التصنيف، ولم أعرف أحدا قام
بدراسة متسعة جامعة كما كنت أرومها لجميع جوانب حياته - رحمه الله - فمن هنا
عزمت على أن أقوم بدرامة حياته ودراسة مسنده ككل في تأليف مستقل بعنوان
" إسحاق ابن راهويه وكتابه المسند ".
8

خطة البحث
وقد قسمت عملي وخدمتي لهذا الكتاب على قسمين، قسم يتعلق بخدمة
نصوص الكتاب من تصحيح وتخريج وتقويم لأسانيده وأحاديثه وإكمال نقص
واستدراك لسقطه ومواضع طمسه وبياضه بقدر الامكان وشرح لغريبه وتوضيح
لمشكله وتثبيت لفروقه وتعيين المبهم والمطلق من الرواة وترجمة لغير الثقات منهم.
والتعريف لبعض الاعلام، وغير ذلك مما تتطلبه الحاجة ودعت إليه
الضرورة.
وقسم آخر يتعلق بالدراسة وقد تناولت دراسة حياة السيدة عائشة أم
المؤمنين - رضي الله عنها - ودراسة مسندها - رضي الله عنها - ومحتوى مسندها.
ورتبته على بابين:
الباب الأول: في دراسة حياة السيدة عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها -
وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: في اسمها ونسبها ومولدها ونشأتها وزواج رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - بها.
الفصل الثاني: في مناقبها وفضائلها.
الفصل الثالث: في غزارة علمها وثقافتها.
الفصل الرابع: في سخاءها وخلقها وعبادتها موقعة الجمل ووفاتها.
الباب الثاني: في دراسة مسند عائشة - رضي الله عنها - ومحتواه ووصف
النسخة وعملي في التحقيق وشرح الرموز ورتبته على الفصلين وفي كل منهما
مباحث.
9

هذا ولما كانت النسخة فريدة فقد واجهت من جراء ذلك في تصحيح
النصوص وإكمال النقص واستدراك الفوات في أماكن الطمس أو البياض
صعوبات يواجهها كل من يقوم بتحقيق نسخة فريدة كهذه، فمن أجل ذلك
بقي أكثر من موضع لم أستطع الوصول إلى حل بعض الكلمات، وتوضيح
بعض العبارات.
وهكذا فقد لقيت تعبا ونصبا شديدين في تخريج بعض طرق الأحاديث،
وقد بذلت قصارى جهدي المستطاع ومع ذلك فلم أوفق للعثور عليها، ولكن
هذا قليل جدا، وهي دون خمسة أحاديث، بالإضافة إلى وقوع تحريف في كثير
من أسماء الرواة، وقد تبين لي الصحيح فيها عند البحث في المصادر المعنية بذلك
أو من مصادر التخريج.
فهذه هي بعض العقبات التي واجهتني خلال قيامي بدراسة وتخريج هذا
المسند العظيم، وقد تغلبت على كثير منها بفضل الله ثم بتعاون المشرف -
حفظه الله تعالى - وبممارستي وتجربتي السابقة من خلال دراسة وتحقيق كتاب
" طبقات المحدثين " الذي كان بمثابة نسخة فريدة.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
كتبه
عبد الغفور عبد الحق حسين بر البلوشي
بالمدينة المنورة في 2 / 7 / 1405 ه‍
10

الباب الأول
في دراسة حياة عائشة - رضي الله عنها -
(ت 58 ه‍)
وفيه فصول
وقد عزمت على دراسة حياة أم المؤمنين عائشة دراسة وافية مفصلة لجميع
جوانب حياتها الشاملة وذلك في بداية الامر إلا إنني علمت بقيام أحد طلاب
جامعة أم القرى بتقديم دراسة وافية عن شخصية عائشة - رضي الله عنها -
كرسالة علمية لنيل شهادة الماجستير، فمن هنا انصرفت عن رأيي الأول وغيرت
منهج التفصيل إلى الايجاز بحيث لا يكون مملا ولا مخلا وبقدر ما يحتاجه
القارئ. ولم يتيسر لي الاطلاع على الرسالة المذكورة الا بعد كتابة هذا الموجز
عن حياتها - رضي الله عنها - فزادني الوقوف على الرسالة سرورا لما أني لم أدخل
في خضم التفصيل واكتفيت بالايجاز وإليكم الآن ترجمتها.
وقد تضمن هذا الباب أربعة فصول.
11

الفصل الأول
في اسمها ونسبها ومولدها ونشأتها
وزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها
اسمها ونسبها:
هي عائشة الصديقة بنت الامام الصديق الأكبر خليفة رسول الله -
12

صلى الله عليه وسلم - أبي بكر بن عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن
عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، القرشية، التيمية،
المكية،... أم المؤمنين، زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وأمها هي أم رومان بنت عامر بن عويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة
الكنانية. وكناها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأم عبد الله ولم تلد.
مولدها:
ولدت السيدة عائشة رضي الله عنها بمكة المكرمة - حرسها الله تعالى من
كل شر - بعد مبعثه - صلى الله عليه وسلم - بأربع سنين أو خمس.
نشأتها:
فتحت عينيها - رضي الله عنها - في بيت نوره الله تعالى بنور الاسلام
وكانت تقول: " لم أعقل أبوي الا وهما يدينا الدين ".
وقال الذهبي: عائشة ممن ولد في الاسلام وهي أصغر من فاطمة رضي الله عنها
بثماني سنين.
فنشأت الصديقة بنت الصديق في بيت أبيها أبي بكر - رضي الله عنهما -
الذي قال فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما دعوت أحدا إلى الاسلام
إلا كانت فيه عنده كبوة أي تأخر ونظر وتردد إلا ما كان من أبي بكر بن أبي
13

قحافة ما عكم عنه حين ذكرته له وما تأخر. فمن هنا ومن خدماته الجليلة
الأخرى كان له منزلة ومكانة عند نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كما أنه كانت
له منزلة عظيمة عند قومه قريش وصاحب أمرهم لخدماته الجليلة فكان -
رضي الله عنه - " رجلا مؤلفا لقومه، محببا سهلا، وكان أنسب قريش لقريش،
وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر، وكان رجلا تاجرا، ذا خلق
ومعروف، وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الامر، لعلمه وتجارته
وحسن مجالسته ".
فتربت السيدة عائشة في كنف والدين مثل أبي بكر وأم رومان في حياتها
المكية وجزءا بسيطا من حياتها المدنية فأخذت الكثير الطيب من علوم والدها
وخصاله، وسأذكر - ذلك فيما بعد في مبحث غزارة علمها إن شاء الله تعالى.
زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم بها:
بعد أن توفيت خديجة - رضي الله عنها - وبقي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بعد وفاتها فترة بدون زوجة فاقترحت خولة بنت حكيم بن أمية امرأة
عثمان بن مظعون على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزواج. وذلك بمكة
فقالت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا تزوج؟ قال: من؟ قالت: إن
شئت بكرا وإن شئت ثيبا، قال: فمن البكر؟ قالت: سودة بنت زمعة آمنت بك
واتبعتك على ما أنت عليه قال: فاذهبي فاذكريهما علي إلى آخر الحديث.
فذهبت وعرضت الخطبة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الموضعين فتمت
الموافقة بافتخار عظيم وشرف وسعادة، وحصل الزواج من عائشة في السنة
14

العاشرة من البعثة النبوية وعمرها عندئذ ست سنوات وبدأت تدخل في
السابعة وذلك بعد موت خديجة قيل بثلاث سنين وقبل الهجرة ببضعة عشر
شهرا وقيل بعامين ودخل بها في شوال سنة اثنتين منصرفه عليه الصلاة والسلام
من غزوة بدر وهي ابنة تسع سنين وقيل: في السنة الأولى من الهجرة.
وقد روت السيدة عائشة - رضي الله عنها - في قصة زواجها فقالت:
" تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وانا بنت ست وبنى بي وأنا بنت
تسع ".
وقالت أيضا: " تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شوال وبنى
بي في شوال فأي نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحظى عنده
مني ".
لم يتزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكرا سواها وأحبها حبا
شديدا وكان يتظاهر به بحيث أن عمرو بن العاص وهو ممن أسلم سنة ثمان
من الهجرة - بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على جيش ذات السلاسل.
الرجال؟ قال: " أبوها... ".
15

وقال الذهبي: هذه " فضيلة باهرة لها... " وهذا حديث صحيح.
صفتها:
... وكانت السيدة عائشة - رضي الله عنها - امرأة بيضاء جميلة ومن ثم
يقال لها: الحميراء ولم يتزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - بكرا غيرها.
16

الفصل الثاني
في مناقبها وفضائلها
مزيد فضلها واستفاضة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لها بين الناس:
"... ولا أحب امرأة حبها... وذهب بعض العلماء إلى أنها أفضل من
أبيها وهذا مردود، وقد جعل الله لكل شئ قدرا، بل نشهد أنها زوجة نبينا في
الدنيا والآخرة، فهل فوق ذلك مفخر؟ ".
قلت ومما ورد بهذا الخصوص ما حدثت به عائشة - رضي الله عنها - أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر فاطمة فتكلمت أنا فقال: " أما ترضين أن
تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ " قلت: بلى، والله. قال: " فأنت زوجتي في
الدنيا والآخرة ".
وعنها قالت: قلت يا رسول الله من من أزواجك في الجنة؟ قال: " أما
إنك منهن قالت: فخيل إلي أن ذلك لأنه لم يتزوج بكرا غيري ".
17

" وكان عمار بن ياسر يحلف بالله أنها زوجته - صلى الله عليه وسلم - في
الدنيا والآخرة " وحبه عليه الصلاة والسلام لعائشة - رضي الله عنها - كان أمرا
مستفيضا ألا تراهم كيف كانوا يتحرون بهداياهم يومها تقربا إلى مرضاته -
صلى الله عليه وسلم - وكيف اجتمع نساؤه ودعون فاطمة بنت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فأرسلنها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول:
إن نساءك ينشدنك العدل في بنت أبي بكر فكلمته، فقال: يا بنية... ألا
تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، فرجعت إليهن وأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت
أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش... (ولم تصل إلى نتيجة) فقلت لام
سلمة: كلمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلمته عند مبيته عليه السلام
عندها مرتين فلم يقل لها شيئا ولما كلمته المرة الثالثة فقال لها:
يا أم سلمة: " لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في
لحاف امرأة منكن غيرها ".
وعلق الذهبي بعد أن ذكر هذا الحديث فقال: " وهذا الجواب منه دال
على أن فضل عائشة على سائر أمهات المؤمنين بأمر إلهي وراء حبه لها وإن ذلك
الامر من أسباب حبه لها ".
فهذه أم سلمة إحدى ضراتها تعترف وتقر بذلك فتقول: " والله لقد كانت
أحب الناس إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا أباها ".
18

وكذا قالت: " حين أخبرت بأن عائشة تخبر الناس أنه كان يقبل وهو
صائم - لعله لم يكن يتمالك عنها حبا ".
ومما يدل على حبه - صلى الله عليه وسلم - لها ما ذكرت عائشة - رضي الله
عنها - أنها كانت تشرب وتناوله النبي - صلى لله عليه وسلم - وتتعرق العرق - أي
العظم الذي عليه بقية اللحم - فيأخذه ويديره - صلى الله عليه وسلم - ويضع
فاه على موضع فمها.
وكذا روت عائشة - رضي الله عنها - ان النبي - صلى الله عليه وسلم - كان
إذا خرج سفرا أقرع بين نسائه فطارت القرعة لعائشة وحفصة وكان إذا كان
بالليل سار مع عائشة يتحدث، فقالت حفصة: " ألا تركبين الليلة بعيري
وأركب بعيرك تنظرين وانظر فقالت: بلى فركبت فجاء النبي - صلى الله عليه
وسلم - إلى جمل عائشة وعليه حفصة فسلم عليها ثم سار حتى نزلوا،
وافتقدته عائشة - رضي الله عنها - فلما نزلوا جعلت رجليها بين الإذخر وتقول: يا
رب سلط على عقربا أو حية تلدغني (رسولك) لا أستطيع أن أقول له شيئا ".
عن أبي عمرو: ذكوان مولى عائشة قال: قدم درج - سفط من الجوهر -
من العراق فيه جوهر إلى عمر - رضي الله عنه - فقال لأصحابه: تدرون ما ثمنه؟
قالوا: لا ولم يدروا كيف يقسمونه؟ فقال: أتأذنون أن أرسل به إلى عائشة -
رضي الله عنها - لحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها قالوا: نعم،
فبعث به إليها فقالت: ماذا فتح على ابن الخطاب بعد رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - اللهم لا تبقيني لعطية لقابل.
19

وكذا ورد عن عمر - رضي الله عنه - أنه فرض لأمهات المؤمنين عشرة
آلاف وزاد عائشة - رضي الله عنها - ألفين وقال: إنها حبيبة رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -.
عن عاصم بن كليب عن أبيه قال: " انتهينا إلى علي - رضي الله عنه -
فذكر عائشة - رضي الله عنها - فقال: خليلة رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -. وقال الذهبي: هذا حديث حسن، وهذا يقوله أمير المؤمنين في حق
عائشة مع ما وقع بينهما فرضي الله عنهما ".
عن عبد الله بن زياد عن عمار بن ياسر سمعه على المنبر يقول:
" إنها لزوجة نبينا - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا والآخرة ".
وفي لفظ ثابت: " أشهد بالله أنها لزوجته ".
وكذا عن أبي وائل سمع عمارا يقول: " حين بعثه علي إلى الكوفة يستنفر
الناس إنا لنعلم إنها لزوجة النبي في الدنيا والآخرة ولكن الله ابتلاكم بها لتتبعوه
أو إياها ".
وعن عمرو بن غالب ان رجلا نال من عائشة - رضي الله عنها - عند عمار
فقال: أغرب مقبوحا منبوحا أتؤذي حبيبة رسول الله - صلى الله عليه
20

وسلم -؟. وكان مسروق إذا حدث عن عائشة - رضي الله عنها - قال:
حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة من فوق سبع سماوات
فلم أكذبها. وقد روى أنس - رضي الله عنه - وهو حديث متفق عليه.
فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فضل عائشة على النساء
كفضل الثريد على سائر الطعام " وكذا روته عائشة - رضي الله عنها -.
ومن فضائلها ان جبريل - عليه السلام - كان يقرئها السلام ويبلغها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيقول لها: يا عائشة: هذا جبريل هو يقرأ
عليك السلام فتقول: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى.
وليس قصدي التقصي والاستيعاب لمناقب وفضائل هذه السيدة - رضي الله
عنها - وفيما ذكرت في شأنها كفاية للمنصف ولا سيما للمؤمن الملزم باتباع قوله
تعالى:
(والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا
بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
وقد فصل الزركشي في كتابه الإجابة فيما استدركته عائشة على الصحابة في
الباب الأول منه الذي ضمنه فصلين أحدهما في ترجمتها وذكر أحوالها، والثاني في
21

خصائصها الأربعين فساق لها فيه أربعين خصيصة مع وجود مجال للنقاش في
بعضها.
ومن جملتها ما ذكرت عائشة - رضي الله عنها - فقالت: " لقد أعطيت تسعا
ما أعطيتها امرأة بعد مريم بنت عمران، لقد نزل جبريل بصورتي في راحته حتى
امر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ان يتزوجني، ولقد تزوجني بكرا وما
تزوج بكرا غيري ولقد قبض ورأسه في حجري، ولقد قبرته في بيتي ولقد حفت
الملائكة بيتي، وان كان الوحي لينزل عليه واني لمعه في لحافه، واني لابنة خليفته
وصديقه، ولقد نزل عذري من السماء ولقد خلقت طيبة عند الطيب، ولقد
وعدت مغفرة ورزقا كريما " قلت: حسبها من الفخر أنها كانت من أحب
الناس عنده من النساء وأبوها من الرجال كما تقدم في الحديث الصحيح وعلق
عليه الذهبي، فقال: " هذا خبر ثابت على رغم أنوف الروافض، وما كان عليه
الصلاة والسلام ليحب إلا طيبا "، وقد قال: " لو كنت متخذا خليلا من هذه
الأمة لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الاسلام أفضل ".
فأحب أفضل رجل من أمته وأفضل امرأة من أمته فمن أبغض حبيبي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو حري أن يكون بغيضا إلى الله
ورسوله.
فلهذا الوجه، تركت الكثير من أخبارها مخافة التطويل والتكرار حيث
22

تضمن مسندها من أخبارها الكثير فلا داعي لإعادتها ومن جملة ذلك مسابقتها
مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجري.
ومعرفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضبها من رضاها ولعبها
بالبنات مع صواحبها، وإتيان جبريل بها لرسول الله في خرفة من حرير.
وتوصية النبي - صلى الله عليه وسلم - لها بقوله: " يا عائشة عليك بالرفق في
الامر كله وغير ذلك من الأمور والتوجيهات ".
فهكذا كانت تقضي حياتها الزوجية في بيت النبوة بيت زوجها وهي من
أحب النساء عنده وكان - صلى الله عليه وسلم - يقسم بين أزواجه فيما يملك
ويقول: " اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تؤاخذني فيما لا أملك ".
ويعني بذلك الحب القلبي حيث لا يمكن القسم في ذلك فكانت هي
أحب نسائه عنده.
سبب نزول آية التيمم وقصة الإفك:
ولم تزل السيدة هذا شأنها عنده إلى أن جاء كيد الحاقدين ومحاولة أعداء
الدين في نشر خبر الإفك المبين وعلى رأسهم رئيس المنافقين وليس الهدف من
وراء كيدهم إلا إيذاء سيد الأنبياء والمرسلين وإيذاء خليفته الصديق أحب الناس
إليه من رجال أمته أجمعين وبالذات إيذاء أحب نسائه إليه من أمهات المؤمنين،
وفوق ذلك كله إساءة سمعة رسول رب العالمين وتنفير الناس من دعوته إلى
دين الله المبين وذلك بعد أن أخذ دعوته إلى طريق الانتصار وبزغت شروق
23

دين الله تعلو فلم يجد عندئذ أعداء الدين وسيلة أخرى لصرف الناس عن
الاسلام غير الكذب والافتراء وإشاعة خبر الإفك على أحب نسائه عنده وبالتالي
إساءة سمعة نبي الله تعالى فهم أرادوا شيئا وأراد الله غيره حيث أعلى خبر
الإفك مكانة السيدة عائشة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزاد في حبه
لها حيث أنزل الله براءتها في قرآن يتلى إلى يوم القيامة وكان قد حصلت قصة
الإفك في السنة السادسة من الهجرة في غزوة بني المصطلق.
وخلاصة قصتها إنها فقدت قلادتها فتخلفت في طلبها عن الركب وعلى أثر
ذلك نزلت آية التيمم وأذاع ونشر أهل الإفك ما أشاعوا ورد الله تعالى كيدهم
بإنزال آيات ببراءة الصديقة عائشة من فوق سبع سماوات في قرآن يتلى وحديث
قصة الإفك ونزول آية التيمم ساقها المؤلف بالتفصيل انظر: حديث رقم 39
و 40 و 423 و 561 و 588 و 589 و 590 و 630 و 722.
24

الفصل الثالث
السيدة عائشة وغزارة علمها وسعته
لقد أثبتت الوقائع نبوغ هذه السيدة العظيمة وأفصحت عن غزارة علمها -
- رضي الله عنها - بحيث إنها كانت جامعة للعلوم ولا سيما العلوم التي تتعلق
بالدين من قرآن وتفسير وحديث وفقه فكانت تعتبر مرجعا في ذلك كله ولا شك
أن لنبوغ عائشة - رضي الله عنها - وبروزها في العلوم بهذا المستوى العالي
عوامل:
منها أنها تربت في بيت والدها الكريم أبي بكر الصديق أحب الناس إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأقواهم به صلة، فمن هنا استفادت
وأخذت من علومه الكثيرة وخصاله النبيلة في سن مبكر. ومن أهمها أنها تربت
في بيت النبوة وهي صغيرة السن وكانت تتلقى الحكمة من لسان زوجها الكريم
رسول رب العالمين وهي أحب نسائه إليه أجمعين، فقضت من حياتها المباركة
تحت عناية الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحسن تربيته مدة من الزمن بلغت
تسع سنوات إلا شهورا.
ومنها: حدة ذكائها وقوة حافظتها حتى حفظت لنا الكثير من الأحاديث
النبوية وسيأتي بيان ذلك بالتفصيل فيما بعد إن شاء الله.
ومنها: كثرة نزول الوحي في بيتها - رضي الله عنها -. ومنها: كثرة
مراجعتها وأسئلتها المطروحة على النبي - صلى الله عليه وسلم - حسب المناسبات.
25

المختلفة فكانت - رضي الله عنها - تتثبت وتتأكد في أدنى شئ تعتريه شبهة
وتريد أن تصل إلى قناعة في ذلك.
فبهذه العوامل وغيرها برزت عائشة - رضي الله عنها - في علوم جمة وبلغت
الذروة فيها حتى صار الأكابر من الصحابة إذا أشكل عليهم الامر في الدين
يرجعون إليها فيجدون العلم عندها فهذا الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري -
- رضي الله عنه - يصور لنا ذلك فيقول: " ما أشكل علينا أصحاب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - حديث قط فسألنا عائشة - رضي الله عنها - إلا وجدنا
عندها منه علما ".
وقال قبيصة: " كانت عائشة أعلم الناس، يسألها الأكابر من أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
قال الذهبي: " وكان فقهاء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يرجعون إليها ".
وقال الزهري: " لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم
عائشة - رضي الله عنها - أفضل ".
وقد تقدم ما ذكره أبو حفص الميانشي في كتابه ما لا يسع المحدث
26

جهله وكذا نقله عنه الزركشي. فقال: " اشتمل كتاب البخاري ومسلم على ألف
حديث ومائتي حديث من الاحكام فروت عائشة - رضي الله عنها - من جملة
الكتابين مائتين ونيفا وتسعين حديثا لم يخرج عن الاحكام منها إلا يسير ".
قال الذهبي: " فروت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - علما كثيرا طيبا
مباركا فيه وقال أيضا: أفقه نساء الأمة على الاطلاق، ولا أعلم في أمة محمد -
صلى الله عليه وسلم - بل ولا في النساء مطلقا امرأة أعلم منها ".
وقال عطاء: " كانت عائشة أفقه الناس وأعلمهم وأحسن الناس رأيا في
العامة ".
فكانت السيدة عائشة عالمة بالحديث وسنتكلم على هذا الموضوع عند
دراسة مسندها وكانت أيضا عالمة بالفقه ولا يستغرب للسيدة عائشة - رضي الله
عنها - معرفتها بالفقه بعد أن حفظت أغلب أصول الاحكام وأدلتها فكونت لديها
ملكة لاستنباط الفروع من الأصول وقد تقدم أن الأكابر من الصحابة إذا أشكل
عليهم أمر يرجعون إليها بل ذكر القاسم بن محمد أن عائشة - رضي الله عنها -
قد استقلت بالفتوى في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - وهلم
جرا إلى أن ماتت - رضي الله عنها -.
وجعلها ابن حزم على رأس المكثرين من أهل الفتيا.
قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: " ما رأيت أحدا أعلم بسنن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ولا أفقه في رأى إن أحتج إلى رأيه ولا اعلم بآية فيما
نزلت ولا فريضة من عائشة - رضي الله عنها - ".
27

قيل لمسروق: " هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: أي والذي نفسي
بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الأكابر
يسألونها عن الفرائض ".
عائشة وعلمها بالطب.
لا يستغرب من السيدة عائشة حفظها وفقهها ولكن الذي يتعجب منه هو
معرفتها في الطب وهذا ما جعل ابن أختها وتلميذها عروة بن الزبير يتعجب منها
فيسألها قائلا: " قلت لعائشة: يا أم المؤمنين لست أتعجب من بصرك بالشعر،
أقول زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابنة علامة الناس ولكن أتعجب
من بصرك بالطب فقالت: يا ابن أختي إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما
طعن في السن سقم فوردت الوفود فنعت له فمن ثم ".
وكذا عنه أنه قال: لقد صحبت عائشة فما رأيت أحدا قط كان أعلم بآية
أنزلت ولا لفريضة ولا بسنة، ولا بشعر ولا أروي له ولا بيوم من أيام العرب
ولا بنسب بكذا ولا بكذا ولا بقضاء ولا طب منها فقلت لها: يا خالة ممن
تعلمت الطب؟ قالت: كنت أمرض فينعت لي الشئ ويمرض المريض فينعت له
وأسمع الناس ينعت بعضهم لبعض فأحفظه.
28

وقال الذهبي: وكانت غزيرة العلم بحيث أن عروة يقول: " ما رأيت
أحدا أعلم بالطب منها ".
وعن الشعبي قال: قيل لعائشة: يا أم المؤمنين!. هذا القرآن تلقيته عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكذا الحلال والحرام وهذا الشعر والنسب
والاخبار سمعتيها من أبيك وغيره، فما بال الطب؟ قالت:
كان الوفود تأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يزال الرجل يشكو
علته فيسأله عن دوائها فيخبره بذلك فحفظت ما كان يصفه لهم وفهمته.
الأدب عند عائشة - رضي الله عنها -:
وهكذا كانت عائشة - رضي الله عنها - ذات فصاحة وأدب وشعر قال
معاوية: " والله ما رأيت خطيبا قط أبلغ ولا أفطن من عائشة - رضي الله عنها - ".
وقال موسى بن طلحة: " ما رأيت أحدا كان أفصح من عائشة ". وقال
القاسم بن محمد: " إن معاوية دخل على عائشة فكلمها، قال: فلما قام معاوية -
رضي الله عنه - اتكأ على يد مولاها ذكوان فقال: والله ما سمعت قط أبلغ من
عائشة ليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
ويقول الأحنف بن قيس التميمي - سيد تميم - وأحد بلغاء العرب -:
" سمعت خطبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي - رضي الله عنهم - والخلفاء
29

بعدهم فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفحم ولا أحسن منه من في عائشة ".
أيضا جاء أن معاوية - رضي الله عنه - سأل زيادا يوما اي الناس أبلغ؟
فقال له: أنت يا أمير المؤمنين، فقال له: " اعزم عليك " فقال له: حيث عزمت
علي فأبلغ الناس عائشة فقال معاوية: ما فتحت بابا قط تريد أن تغلقه إلا
أغلقته، ولا أغلقت بابا تريد أن تفتحه إلا فتحته ".
وقال أبو الزناد: " ما رأيت أحدا أروى الشعر من عروة فقيل له: ما
أرواك يا أبا عبد الله: قال: وما روايتي من رواية عائشة ما كان ينزل بها شئ إلا
أنشدت فيه شعرا ".
وقال عروة: " ربما روت عائشة القصيدة ستين بيتا وأكثر ".
عن الشعبي أن عائشة قالت: رويت للبيد نحوا من ألف بيت، وكان
الشعبي يذكرها فيتعجب من فقهها وعلمها ثم يقول: ما ظنكم بأدب النبوة ".
وذكر الزركشي تحت الخاصية الثالثة والعشرين فقال: " كانت عائشة
أفصحهن لسانا ".
وقال أبو عمر ابن عبد البر: " إنها كانت وحيدة عصرها في ثلاثة علوم:
علم الفقه، وعلم الطب، وعلم الشعر ".
وقد جمع الزركشي استدراكاتها على أعلام الصحابة في مسائل عديدة في
الباب الثاني من كتابة الإجابة فذكر في مقدمة الاستدراكات ما استدركته على
30

أبي بكر وعمر وعلي وابن عباس وابن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي
هريرة وغيرهم من الصحابة - رضي الله عنهم أجمعين - ومعظم هذه
الاستدراكات موجود في مسندها أيضا والصواب معها في غالب ما استدركته -
رضي الله عنها -.
31

الفصل الرابع
في موقعة الجمل وسخاء عائشة - رضي الله عنها -
وعبادتها ووفائها
موقعة الجمل:
لقد أخبرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذهاب إحدى أزواجه وأنها
تنبح عليها كلاب الحوأب، وهذا ما وقع مع السيدة عائشة - رضي الله عنها -
حيث إنها أقبلت وهي في طريقها إلى البصرة فلما بلغت مياه بني عامر ليلا،
نبحت الكلاب فقالت: اي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب: قالت: ما أظنني إلا
أنني راجعة قال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون، فيصلح الله
ذات بينهم، قالت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ذات يوم: " كيف
بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب ".
وكذا ساق ابن عبد البر باسناده من طريق عصام بن قدامة عن عكرمة عن
ابن عباس - رضي الله عنهما - ان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعدما كادت ". وقال:
" هذا الحديث من أعلام النبوة وعصام ثقة وسائر الاسناد أشهر من أن يحتاج
لذكره ".
32

فهذا ما أخبر به - صلى الله عليه وسلم - نحو هذه المعركة التي وقعت في
جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين.
فكانت عائشة - رضي الله عنها - تقول: " ان عثمان - رضي الله عنه - قتل
مظلوما وأنا أدعوكم إلى الطب بدمه وإعادة الامر شورى ".
فقد كان كبر على أم المؤمنين وطلحة والزبير - رضي الله عنهم - فاجعة قتل
عثمان وعظم أمره ورأوا أنهم قد قصروا في نصرته، فخرجوا على وجوههم
قاصدين البصرة للطلب بدمه من غير أمر علي، وذلك أن قتلة عثمان التقوا على
علي وصاروا من رؤوس الملا وخاف هو من أن ينتقض الناس، فسار بعسكر
المدينة وبرؤوس قتلة عثمان إلى العراق، فجرت بينه وبين عائشة وقعة الجمل
بلا علم ولا قصد والتحم القتال من الغوغاء وخرج الامر عن علي وعن طلحة
والزبير - رضي الله عنهم - وقتل من الفريقين نحو من عشرين ألفا وقتل طلحة
والزبير - فإنا لله وإنا إليه راجعون -.
فهذا ملخص وقعة الجمل التي انتصر فيها حيش علي - رضي الله عنه -
على جيش أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - ووقف علي - رضي الله عنه - على
خباء عائشة - رضي الله عنها - يلومها على مسيرها، فقالت: " يا ابن أبي طالب:
ملكت فاسجح، فجهزها إلى المدينة وأعطاها اثني عشر ألفا. فرضي الله عنه
وعنها جميعا وغفر لهما ".
33

" لا ريب أن عائشة ندمت ندامة كلية على مسيرها إلى البصرة وحضورها
يوم الجمل وما ظنت أن الامر يبلغ ما بلغ... وتابت من ذلك على أنها ما فعلت
ذلك إلا متأولة قاصدة للخير كما اجتهد طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام
وجماعة من الكبار - رضي الله عن الجميع ".
" وكانت - رضي الله عنها - إذا قرأت الآية: (وقرن في بيوتكن...)
(الأحزاب: 33). بكت حتى تبل دموعها خمارها ".
وجاء عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: " إذا مر ابن عمر -
رضي الله عنهما - فأرونيه فلما مر بها قيل لها: هذا ابن عمر فقالت: يا أبا
عبد الرحمن: ما منعك أن تنهاني عن مسيري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك
يعني ابن الزبير. فكل هذه الروايات تدل على ندامة عائشة - رضي الله عنها -
ندامة كاملة وحتى اعتبرت مسيرها حدثا في حياتها وكانت من نيتها أولا أن تدفن
في بيتها ثم انصرفت عن ذلك فقال: إني أحدثت فأوصت ان تدفن في البقيع -
رضي الله عنها -.
سخاء عائشة وجودها:
وكانت سمات السخاء بارزة في حياتها في حياة النبي - صلى الله عليه
وسلم - وباغت أعلى درجات الجود والسخاء فكل مال يصل إليها تتصدق به
سواء كان قليلا أو كثيرا.
34

وليس ذلك الا لما سمعت من النبي - صلى الله عليه وسلم - انه قال:
" اتقوا النار ولو بشق تمرة ".
فما أكثر ما كانت تتصدق في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتمرة
والتمرتين أو الثلاث وهي كل الموجود عندها فتحدث عن ذلك بقولها جاءتني
امرأة ومعها ابنتان تسألني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة فأعطيتها فقسمتها بين
ابنتيها ثم قامت....
فقد اعتادت السيدة عائشة في معيشتها مع النبي - صلى الله عليه وسلم -
بالزهد وبتحمل الجوع وبالانفاق بكل ما عندها وعدم الادخار، فهي التي
تقول:
" وكان يأتي على أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشهر ولا
توقد نار ومثل ذلك كثير في مسندها.
وقال الذهبي - وهو يثنى عليها كرمها -: " كانت أم المؤمنين من أكرم أهل
زمانها ولها في السخاء أخبار ".
قلت: " ومن أخبارها في السخاء: ما ذكره مالك في الموطأ بلاغا عن
عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن مسكينا سألها وهي صائمة وليس
في بيتها إلا رغيف فقالت لمولاة لها: أعطيه إياه فقالت: ليس لك ما تفطرين
عليه، فقالت: أعطيه قالت: ففعلت، فلما أمسينا أهدي لنا أهل بيت أو إنسان
35

ما كان يهدي لنا شاة وما كفنها - اي ما يغطيها من الخبز - فدعتني عائشة -
- رضي الله عنها - فقالت: كلي من هذا، هذا خير من قرصك ".
وهكذا كانت - رضي الله عنها - يأتيها الألوف وتفرقها ولا تترك لنفسها
شيئا وهي صائمة، كما ذكر عروة فقال: بعث معاوية إلى عائشة - رضي الله
عنهما - بمائة ألف، فوالله ما غابت الشمس عن ذلك اليوم حتى فرقتها قالت
مولاة لها: " لو اشتريت لنا من هذه الدراهم بدرهم لحما فقالت: لو قلت قبل أن
أفرقها لفعلت ".
وكذا جاء بنحو هذه القصة عن مولاتها أم درة قالت: بعث ابن الزبير إلى
عائشة - رضي الله عنها - بمال في غرارتين، - يكون مئة ألف - فدعت بطبق،
فجعلت تقسم في الناس فلما أمست، قالت: هاتي يا جاريتي فطوري فقالت أم
درة:
يا أم المؤمنين: " أما استطعت أن تشتري لنا لحما بدرهم؟ قالت: لا
تعنفيني لو أذكرتيني لفعلت ".
وكذا أهدي لها سلال عنب - مرة - فقسمته ورفعت الجارية سلة ولم تعلم
بها عائشة، فلما كان الليل، جاءت به الجارية فقالت - رضي الله عنها -: ما
هذا؟ قالت: يا سيدتي رفعت لنأكله قالت: أفلا عنقودا واحدا: والله لا أكلت
منه شيئا ".
وهكذا كانت - رضي الله عنها - ترى تلبس الثياب المرقعة وبيدها الألوف
36

تفرقها على المساكين، قال عروة: " لقد رأيت عائشة - رضي الله عنها - تقسم
سبعين ألفا وإنها لترقع جيب درعها، فإذا قيل لها: أليس قد أوسع الله عليك؟... قالت: لا جديد لمن لا خلق له ".
فهكذا صار السخاء من جبلتها وعندما لا تجد شيئا تبيع ممتلكاتها لتتصدق
بثمنها ويغضب من صنيعها هذا ابن أختها عبد الله بن الزبير في بيع أو عطاء
أعطته عائشة فقال: والله لتنتهين عائشة أو لأحجرن عليها فقالت: أهو قال
هذا؟ قالوا: نعم، قالت: هو لله علي نذر أن لا أكلم ابن الزبير أبدا، فاستشفع
ابن الزبير إليها حين طالت الهجرة فقالت: لا والله لا أشفع فيه أبدا، ولا أتحنث
إلى نذري فلما طال ذلك على ابن الزبير كلم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن
الأسود بن عبد يغوث وهما من بني زهرة، وقال لهما: أنشدكما بالله لما أدخلتماني
على عائشة فإنها لا يحل لها أن تنذر قطيعتي، فأقبل به المسور وعبد الرحمن
مشتملين بأرديتهما حتى استأذنا على عائشة، فقالا: السلام عليك ورحمة الله
وبركاته أندخل؟ قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كلنا؟ قالت: نعم ادخلوا
كلكم، ولا تعلم أن معهما ابن الزبير فلما دخلوا دخل ابن الزبير الحجاب فاعتنق
عائشة وطفق يناشدها ويبكي، وطفق المسور وعبد الرحمن يناشدانها إلا ما
كلمته، وقبلت منه ويقولان: " إن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عما قد
علمت من الهجرة فإنه لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال فلما أكثروا
على عائشة من التذكرة والتحريج طفقت تذكرهما وتبكي وتقول إني نذرت والنذر
شديد فلم يزالا بها حتى كلمت ابن الزبير وأعتقت في نذرها ذلك أربعين رقبة
وكانت تذكر نذرها بعد ذلك فتبكي حتى تبل دموعها خمارها ".
ولها اخبار كثيرة في الجود والانفاق تركتها مخافة التطويل.
37

عبادة عائشة:
فقد تأثرت السيدة عائشة كثيرا بعبادة النبي - صلى الله عليه وسلم -
ومنهجه فيها لأنها كانت ألصق الناس به - صلى الله عليه وسلم - وأكثرهم
إطلاعا.
فمن هنا قد حفظت السيدة عائشة - رضي الله عنها - في رواياتها الكثيرة في
مسندها من هذا النوع وقدمت للأمة صورة كاملة ومنهجا ثابتا لعبادة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي كانت المداومة والثبات سمتها البارزة كما روت
عائشة - رضي الله عنها - أن عمله كان ديمة وإذا صلى صلاة داوم عليها وكان
أحب الأعمال إليه الذي يداوم عليه صاحبه وغير ذلك.
وكذا كان آل محمد - صلى الله عليه وسلم - إذا عملوا عملا أثبتوه،
فكانت السيدة عائشة تعمل بمنهج الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتداوم
على نوافل العبادات التي كانت تؤديها وخاصة قيام الليل وتوصي الآخرين
بذلك. فهذا عبد الله بن قيس يقول: قالت لي عائشة: " لا تدع قيام الليل فان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدعه وكان إذا مرض أو كسل صلى
قاعدا ".
وكذا كانت تصلي الضحى وتطول فيها وتداوم عليها ولم تتركها كما
روت رميثة بنت حكيم قالت: دخلت على عائشة في بيتها فوجدتها تصلي
الضحى ثمان ركعات تغلق عليها بابها فقالت: أخبريني عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقالت: " ما أنا بمخبرك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
شيئا ولكن لو نشر لي أبي أن أتركها ما تركتها ".
38

وهكذا كانت حالها في نوافل العبادات من الصيام كما ذكر ابن سعد
وغيره: " أنها كانت تصوم الدهر وفي بعض الروايات أنها كانت تسرد الصوم "
قلت: يعني أنها كانت تصوم الأيام التي لم يرد في حقها النهي عن صومها
فكانت - رضي الله عنها - تصوم حتى في أيام الحر الشديد مهما بلغ منها الجهد
والتعب، فهذا عبد الرحمن بن أبي بكر دخل على عائشة يوم عرفة وهي صائمة
والماء يرش عليها فقال لها عبد الرحمن: أفطري، فقالت: " أفطر وقد سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: إن صوم يوم عرفة يكفر العام الذي
قبله ".
بل كانت تصوم في السفر وتتم الصلاة كما ذكر عبد الرزاق في مصنفه.
وقد تقدم في مبحث جودها أنها كانت صائمة وتنفق جميع ما عندها في
أكثر من قصة.
وهكذا تسأل عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقول له:
" نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لا ولكن أفضل الجهاد حج
مبرور ".
وفي رواية أخرى قالت: " يا رسول الله... على النساء جهاد؟ قال: نعم
عليهن جهاد لا قتال فيه، الحج والعمرة ".
فهذه نموذج من عبادة عائشة - رضي الله عنها - في أنواعها المختلفة.
الورع والخشية:
" وأما أخبارها في الورع والخشية فكثيرة جدا نذكر بعضا منها كنموذج فلا
39

ريب أن الورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات وهو من ثمار
المعرفة لله سبحانه فكلما ازداد العبد معرفة لربه وقربا منه زادت خشيته منه وزاد
ورعه ولا مراء أن السيدة عائشة - رضي الله عنها - بما هيأ الله لها من البيئة
الصالحة والنشأة الطيبة كانت على مقام رفيع في المعرفة والخشية والورع ".
وفي مسندها أحاديث كثيرة رواها وهي تدل على ورعها، فمنها حديث
منعها عمها من الرضاعة ان يدخل عليها فقال لها رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: هو عمك فليلج عليك ومع ذلك لم تقتنع فاستفسرت النبي - صلى الله
عليه وسلم - قائلة: انما أرضعتني المرأة ولم يرضعني الرجل فأكد لها بقوله: " إنه
عمك فليلج عليك ".
وهكذا مرة طلب منها النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تناوله الخمرة -
السجادة الصغيرة - فقالت: إني حائض فقال - صلى الله عليه وسلم -: " ان
حيضتك ليست بيدك ".
فكانت من ورعها - رضي الله عنها - أنها تحتجب من العميان فمرة دخل
عليها رجل أعمى فاحتجبت عنه فلما قال لها: تحتجبين مني ولست أراك،
قالت: " ان لم تكن تراني، فاني أراك ".
ومن خشيتها وشدة خوفها أنها كانت تقول: " ليتني كنت شجرة "، وفي
رواية أخرى عن عمرو بن سلمة قال: قالت عائشة: " والله لوددت أني كنت
شجرة، والله لوددت أني كنت مدرة، والله لوددت أن الله لم يكن خلقني شيئا
40

قط "، وكذا جاء عنها - انها قالت: " يا ليتني كنت ورقة من هذه الشجرة "،
وقالت: " وددت أني إذا مت كنت نسيا منسيا ".
" وكذا كانت إذا قرأت الآية: (وقرن في بيوتكن) بكت بكاء شديدا
حتى تبل خمارها ".
" وقد تقدم في مبحث سخائها نذرها أن لا تكلم ابن الزبير ثم كلمته
وحنثت فكانت كلما تذكرت نذرها بكت حتى تبل دموعها خمارها ".
ويقول أبو الضحى مسلم، حدثني من سمع عائشة تقرأ في الصلاة:
" فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم " فتقول: " من علي وقني عذاب
السموم ".
فهكذا كانت حياة عائشة - رضي الله عنها - مليئة بالاعمال الفاضلة
والخصال النبيلة مع الفضائل الجمة الواردة في نشأتها ومع ذلك قدر خوفها
وخشيتها من الله تعالى.
مرض موتها:
بعد أن قضت السيدة حياتها بجلائل الأعمال وحسناتها وجاء أجلها
المحدد الذي لا يتقدم ولا يتأخر فمرضت مرضها الأخير وجاءها ابن عباس
يستأذن عليها وهي مغلوبة، فقالت: " أخشى أن يثنى "، فقيل ابن عم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن وجوه المسلمين، قالت: " ائذنوا له "،
فقال: " كيف تجدينك؟ " فقالت: " بخير ان اتقيت "، قال: " فأنت بخير إن
41

شاء الله، زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يتزوج بكرا غيرك، ونزل
عذرك من السماء ".
وكذا جاء في رواية أخرى قال القاسم بن محمد اشتكت عائشة - رضي الله
عنها - فجاء ابن عباس فقال: يا أم المؤمنين... تقدمين على فرط صدق على
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلى أبي بكر - رضي الله عنه - والفرط هو
المتقدم على القوم في المسير وفي طلب الماء، وجاء في رواية أخرى بتفصيل أكثر
ان ابن عباس - رضي الله عنهما - جاء يستأذن على عائشة وهي في الموت، قال
ذكوان: فجئت وعند رأسها عبد الله، ابن أخيها عبد الرحمن، فقلت: هذا ابن
عباس يستأذن، قالت: دعني من ابن عباس، لا حاجة لي به ولا بتزكيته، فقال
عبد الله: يا أمه إن ابن عباس - رضي الله عنهما -، من صالحي بنيك، يودعك
ويسلم عليك، قالت: فائذن له إن شئت، قال فجاء ابن عباس، فلما قعد
قال: أبشري، فوالله ما بينك وبين أن تفارقي كل نصب، وتلقى محمدا -
صلى الله عليه وسلم - والأحبة - الا أن تفارق روحك جسدك، قالت: إيها، يا
ابن عباس.. قال: كنت أحب نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني
إليه - ولم يكن يحب إلا طيبا. سقطت قلادتك ليلة الأبواء، وأصبح رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ليلقطها فأصبح الناس ليس معهم ماء فأنزل الله:
(فتيمموا صعيدا طيبا) فكان ذلك من سببك، وما أنزل الله بهذه الأمة من
الرخصة، ثم أنزل الله تعالى براءتك من فوق سبع سماوات، فأصبح ليس
مسجد من مساجد يذكر فيها اسم الله إلا براءتك تتلى فيه آناء الليل والنهار،
قالت: " دعني بك يا ابن عباس.. فوالله لوددت أني كنت نسيا منسيا ".
42

وكانت تحدث - أولا - نفسها أن تدفن في بيتها، فقالت: " إني أحدثت بعد
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثا ادفنوني مع أزواجه فدفنت بالبقيع -
- رضي الله عنها -.
وقال الذهبي: وتعني بالحدث مسيرها يوم الجمل فإنها ندمت ندامة كلية
وتابت من ذلك على انها ما فعلت ذلك الا متأولة قاصدة للخير - رضي الله
عنها -.
توفيت - رضي الله عنها - في الليلة السابعة عشرة من رمضان بعد الوتر
فأمرت أن تدفن بها من ليلتها وصلى عليها أبو هريرة - رضي الله عنه - وكان
خليفة مروان على المدينة وقد اعتمر تلك الأيام ودفنت ليلا بالبقيع واجتمع
الأنصار وحضر ناس لم ير ليلة أكثر ناسا منها نزل أهل العوالي وكان ذلك سنة
سبع وخمسين وهي بنت ست وستين سنة حسب ما قاله هشام بن عروة
وأحمد بن حنبل وشباب العصفري أو سنة ثمان وخمسين حسب قول معمر بن
المثنى والواقدي وغيرهما.
فرضي الله عنها ورحمها رحمة واسعة وأسكنها فسيح جناته مع زوجها
الكريم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم.
43

الباب الثاني
في دراسة مسند
عائشة - رضي الله عنها -
وتتضمن الكلام عن المكثرين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من
الصحابة. ومقارنة مسندها عند إسحاق بن راهويه بمسندها عند الإمام أحمد من
حيث العدد مع بيان المكثرين عنها من الرواة. وبيان ما وصف بأصح أسانيدها
وفي الاخر بيان محتوى مسندها - رضي الله عنها. ورتبته على فصلين وفي كل منهما
مباحث.
بعض الملاحظات على منهج المؤلف في
مسند عائشة - رضي الله عنها -
ومما يلاحظ أن المؤلف أدخل في مسند عائشة - رضي الله عنها - حوالي 55
حديثا من غير مسندها - رضي الله عنها - ومنها عدد أتى به كشاهد، لحديث
عائشة أو لمجرد ملابسة حكمية ومنها أحاديث ما لها أية علاقة بمسندها من قريب
45

ولا من بعيد وهذا ما يلاحظ عليه وانظر لهذا النوع حديث رقم 233 و 316
وبعد حديث رقم 723، وحديث رقم 880 و 881 و 882 و 1014. فلم
يتبين لي سر دمجها في مسند عائشة - رضي الله عنها. وأيضا مما يلاحظ في المسند
وهو قليل عدم التزامه بعنوان الترجمة، فقد قال: " ما يروى عن سعيد بن جبير
عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأتى تحت هذا
العنوان بعشرة أحاديث خارجة عن عنوان الترجمة من حديث رقم 1102 -
1112 وكذا تخلل مثل هذا حديث أو أكثر لا علاقة لها بعنوان الترجمة في مواضع
متفرقة.
46

الفصل الأول
في المكثرين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومقارنة مسندها عند
إسحاق بمسندها عند احمد وما وصف بأصح أسانيد عائشة. وفيه مباحث:
المبحث الأول
في المكثرين عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
لا خلاف ان هناك عددا من الصحابة الذين أكثروا عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - نقل الروايات وتفرغوا لذلك واهتموا بها بالإضافة إلى
بقائهم مدة طويلة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحيث اشتدت الحاجة
فيما بعد إلى نشر الأحاديث منها إليه في وقته ومن ثم عنوا بنقل الروايات أكثر من
غيرهم ومن هؤلاء من ذكرهم الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - فقال:
" أكثرهم رواية ستة: أنس، وجابر، وابن عباس، وابن عمر، وأبو هريرة،
وعائشة ".
47

وقال احمد شاكر: " أكثر الصحابة رواية للحديث أبو هريرة ثم عائشة -
زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أنس بن مالك، ثم عبد الله بن عباس حبر
الأمة ثم عبد الله بن عمر ثم جابر بن عبد الله الأنصاري ثم أبو سعيد الخدري ثم
عبد الله بن مسعود ثم عبد الله بن عمرو ".
قلت: ترتيبهم كما ذكرهم احمد شاكر - رحمه الله - غير دقيق وهذا هو
ترتيبهم الصحيح باعتبار الكثرة كما ذكرهم ابن حزم فقال: " صاحب الألوف:
أبو هريرة - رضي الله عنه - خمسة آلاف حديث وثلاثمائة وأربعة وسبعون
حديثا، ثم ذكر أصحاب الألفين وما زاد عنهما - ومنهم - عبد الله بن عمر بن
الخطاب: له ألفا حديث وستة وثمانون حديثا. ثم ذكر عائشة لها ألفا حديث ومائتا
حديث ومائتا حديث وستة وثمانون حديثا. ثم ذكر عائشة لها ألفا حديث ومائتا
حديث وعشرة أحاديث، ثم ذكر أصحاب الألف وما زاد عنها - منهم -
عبد الله بن العباس له ألف حديث وستمائة حديث وستون حديثا، وجابر بن
عبد الله، له ألف حديث وخمسمائة حديث وأربعون حديثا، ثم آخرهم أبو سعيد
الخدري له ألف حديث ومائة حديث وسبعون حديثا.
وأيضا ذكر أبو حفص الميانجي الذين رووا الألوف عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -، ومنهم عائشة وكذا ذكرهم السيوطي - غير أبي سعيد -
فقال وليس في الصحابة من يزيد حديثه على ألف غير هؤلاء إلا أبا سعيد
الخدري فإنه روى ألفا ومائة وسبعين حديثا.
فإذا عرفنا من ذلك أن عائشة - رضي الله عنها - لها ألفا حديث ومائتا
48

حديث وعشرة أحاديث وهذا من مسند بقي بن مخلد وكذا ذكر لها هذا العدد
ابن حزم والذهبي والزركشي والسيوطي.
فتبين لنا مما ذكرنا من المكثرين بأن عائشة - رضي الله عنها - تحتل الدرجة
الرابعة باعتبار كثرة الرواية عامة.
وأما باعتبار الكثرة في الكتب الستة فتحتل السيدة عائشة - رضي الله
عنها - الدرجة الثانية بعد أبي هريرة - رضي الله عنه - مباشرة فله في الستة ثلاثة
آلاف حديث وثلاثمائة وسبعون حديثا عندما - روى لعائشة - رضي الله عنها -
أصحاب الستة ألفي حديث وواحدا وثمانين حديثا وبعدهما تأتي درجة
عبد الله بن عمر بن الخطاب وله فيها 1958 ثم في الدرجة الرابعة مسند أنس
فله فيها 1566 حديث من ح رقم 165 - 1731 من تحفة الاشراف ثم يأتي
مسند ابن عباس فيها في الدرجة الخامسة وله 1220 حديثا من حديث 5356 -
6576 من تحفة الاشراف، فهؤلاء الخمسة هم الذين رووا الألوف في الستة
وهم المكثرون فيها.
قال الذهبي: " اتفق لها البخاري ومسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثا
وانفرد البخاري بأربعة وخمسين وانفرد مسلم بتسعة وستين حديثا. قلت:
49

فيصير مجموع حديثها عند الشيخين مجتمعا ومنفردا مائتي حديث وتسعة وتسعين
حديثا.
بعد هذا العرض السريع لبيان المكثرين وعددها لكل واحد من الحديث
عامة وفي الكتب الستة خاصة ومرتبة كل واحد منهم باعتبار الكثرة وبيان منزلة
عائشة - رضي الله عنها - من بينهم إليك الكلام عن مسند عائشة - رضي الله
عنها - في مسند إسحاق بن راهويه - رحمه الله تعالى - مع مقارنة بمسندها في مسند
أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى.
50

المبحث الثاني
في مسند عائشة - رضي الله عنها -
في مسند إسحاق بالمقارنة
مع مسندها في مسند أحمد بن حنبل رحمهما الله
فجميع ما رواه إسحاق في مسند عائشة - رضي الله عنها - ألف حديث
ومائتان واثنان وسبعون حديثا بالمكرر ومن بينها خمس وخمسون حديثا من غير مسندها في حين روى لها أحمد في مسنده ألفا ومائتين وسبعة وسبعين حديثا
بالمكرر وبما تخلل فيه من غير مسندها وهذا العدد هو الدقيق فيه، فما ذكره
الدكتور أكرم من عدد مروياتها فيه بأنها 1340 عدد تخميني منه كما يبدو وكذا ما
ذكره الدكتور عبد الله الحسين بأن لها في مسند أحمد ألفين وثلاثمائة وأربعة
وتسعين حديثا فهذا وهم منه أو سهو ولم أقف على أحد من العلماء ذكر لها من
العدد أكثر مما في مسند بقي بن مخلد الذي تقدم ذكره.
وقد روى معظم هذا العدد الكبير عن عائشة - رضي الله عنها - ستة رواة
من المكثرين عنها - وفي مقدمة الجميع وعلى رأسهم عروة بن الزبير ابن أختها
51

أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنهم جميعا - فكل العدد الذي جاء من طريق
هؤلاء الستة بالاجمال (1063) ثلاث وستون وألف حديث بالتفصيل الآتي:
1 - عروة بن الزبير بن العوام روى عن خالته، عائشة - رضي الله عنها -
في مسند إسحاق ثلاثمائة وثلاثة وسبعين حديثا وفي مسند أحمد ثلاثمائة وأربعة
وستين حديثا، وروى هذا العدد عن عروة راويان فقط إلا النزر القليل، وهما
هشام بن عروة حيث روى عن أبيه في مسند إسحاق مائة وأربعة وستين حديثا
وفي مسند أحمد مائة وخمسين حديثا. ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري حيث
روى عنه في مسند إسحاق مائة وتسعة وستين حديثا وفي مسند أحمد مائة وأربعين
حديثا.
2 - الأسود بن يزيد النخعي حيث روى عنها في مسند إسحاق ثمان
وثمانين حديثا وفي مسند أحمد سبعة وثمانين حديثا.
3 - القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق حيث روى عنها في مسند
إسحاق ثمانية وثمانين حديثا وفي مسند أحمد أربعة وثمانين حديثا.
4 - أبو سلمة بن عبد الرحمن الذي روى عنها في مسند إسحاق سبعة
وخمسين حديثا وفي مسند أحمد سبعين حديثا.
5 - مسروق بن الأجدع حيث روى عنها في مسند إسحاق اثنين وسبعين
حديثا وفي مسند أحمد ثلاثة وستين حديثا.
6 - عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة فقد روت عنها في مسند
إسحاق اثنين وأربعين حديثا وفي مسند أحمد ثمانية وأربعين حديثا، فهؤلاء هم
المكثرون عنها وروى بقية أحاديثها عدد كثير من بينهم الصحابة مثل أبي هريرة وابن
عمر وابن عباس - رضي الله عنهم - ومن التابعين كبارهم وصغارهم، بل ومن
حسن حظ رواياتها أنها جاءت أغلبها من طريق أشهر الفقهاء - المعروفين.
52

بالمدينة المنورة بل بأسانيد وصفت بأنها أصح الأسانيد عنها - رضي الله عنها -.
فإليك الان بيان ما وصف بأصح الأسانيد من عائشة - رضي الله عنها:
53

المبحث الثالث
فيما وصف بأصح أسانيد
عائشة - رضي الله عنها -
فمن ذلك:
1 - يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن عمر بن حفص العمري عن القاسم عن
عائشة.
قال ابن معين: " ترجمة مشبكة بالذهب " وفي رواية: " الذهب المشبك
بالدرر ".
2 - عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة.
قال يحيى بن معين: " ليس إسناد أثبت من هذا ".
3 - أفلح بن حميد عن القاسم عن عائشة.
54

وقد روى من طريق عبد الرحمن وأفلح (32) اثنين وثلاثين حديثا والضعيف
منها حديثان فقط.
4 - هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، قال أحمد بن سعيد الدارمي: " هذا
أحب إلى - أي من غيره من الأسانيد - وهكذا رأيت أصحابنا يقدمون ".
وروى المؤلف من طريق هشام عن أبيه عن عائشة (173) حديثا.
والضعيف من طريقه ثلاثة (3) أحاديث فقط.
5 - الزهري عن عروة عن عائشة وذكر العراقي بسنده عن أحمد قال:
عبد الزراق عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة.
وقد روى المؤلف من طريق الزهري (141) حديثا الضعيف منه سبعة
أحاديث.
6 - سفيان الثوري عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة - رضي الله
عنها - قيل لوكيع بعد أن ذكر له الأسانيد المتقدمة برقم 3 و 4 و 6 أيهم
أحب إليك؟ قال: " لا نعدل بأهل بلدنا أحدا. سفيان عن منصور إلخ
أحب إلى ".
فهذه جملة ما وقفت عليه بخصوص ما وصفت بأصح أسانيد عائشة -
رضي الله عنها - ومجموع الأحاديث التي جاءت من هذه الطرق 346 حديثا
والضعيف منها 12 فقط.
وقد ذكرت في كتابي الامام إسحاق وكتابه المسند في مبحث إسحاق
55

وأصح الأسانيد مطلقا فائدة، هذا وهي ترجيح التراجم التي حكموا لها
بالأصحية على ما لم يقع له حكم من أحد منهم. وقد ذكرت سابقا بأن
معظم مروياتها جاء من طريق هؤلاء. أما أو هي أسانيد عائشة - رضي الله
عنها - كما ذكره الحاكم وغيره فهو نسخة عند البصريين عن الحارث بن شبل
عن أم النعمان عن عائشة - رضي الله عنها -.
ولم يرو إسحاق من هذا الاسناد ولا حديثا واحدا وهذا يؤكد منهج المؤلف
في الانتفاء وبأنه يتحاشى بقدر الامكان الطرق الواهية والموضوعة وهذا ما ثبت
لي من خلال دراستي حيث لم أجد في هذا العدد الكبير من الأحاديث في مسند
عائشة - رضي الله عنها -، حديثا موضوعا ولا راويا كذابا اللهم سوى ثلاثة
أحاديث وهي حديث رقم 434 و 435 و 585 حيث إنه رواها من طريق
الحكم بن عبد الله العاملي وقال أبو حاتم: كذاب وقال الدارقطني: " يضع
الحديث " وقال ابن حجر: " متروك " ورماه أبو حاتم بالكذب.
والبقية من أحاديثها فيها حوالي ستة وثمانون حديثا ضعيفا سندا ومتنا مع
اختلاف نوعية الضعف فيها ففي بعضها ضعف شديد وفي البعض الاخر منها
انقطاع أو إرسال أو إعضال، أو في إسناده لين أو متنه منكر ومنها جملة يحسن
عند المتابعة إن وجدت وفيه 114 حديثا ضعيفا بسند المؤلف صحيحا أو حسنا
بطرقه الأخرى يعني بمتابعاته وشواهده أو بهما.
وربما يكون الحديث عند المؤلف منقطعا أو معلقا ووصله الآخرون بسند
صحيح أو أصله صحيح ورواه المؤلف بسند ضعيف كما سترى هذا في تخريجي
للأحاديث.
وما سوى العدد المذكور إما صحيح سندا ومتنا وإما حسن بسند المؤلف
وصحيح بطرقه الأخرى أو حسن سندا ومتنا.
56

وقد بلغ مجموع الزوائد في مسند عائشة من مسند إسحاق بن راهويه ستة
وثمانون ومائة حديث والضعيف منها سبعة وأربعون حديثا والباقي منها ما هو
صحيح أو حسن.
57

الفصل الثاني
في دراسة مسند عائشة ووصفه ودراسة رواة الكتاب وعملي في التحقيق
وفيه ثلاثة مباحث.
المبحث الأول
محتوى مسند عائشة - رضي الله عنها -
بعد أن عرفنا عدد مرويات عائشة - رضي الله عنها - وكثرتها وبأنها تعد في
زمرة المكثرين من الرواة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنها تحتل
الدرجة الثانية عند أصحاب الكتب الستة بعد أبي هريرة - رضي الله عنهما -
مباشرة باعتبار كثرة الرواية وفي الدرجة الرابعة في المكثرين عامة، أرى من باب
إتمام الدراسة ومزيد الفائدة أن أتناول ولو بإيجاز غير مخل محتوى مسند عائشة - رضي الله عنها - من جهة شموله الموضوعي لأبواب الفقه أو بتعبير آخر ما
تضمنت مروياتها أو تعرضت من أبواب الاحكام.
وقد ذكر أبو حفص عمر بن عبد المجيد (ت 581 ه‍) في كتابه: " ما لا
يسع المحدث جهله " فقال: " اشتمل كتاب البخاري على ألف حديث ومائتي
58

حديث من الاحكام فروت عائشة - رضي الله عنها - من جملة الكتابين مائتين
ونيفا وتسعين حديثا لم يخرج عن الاحكام منها إلا يسير ".
وهذا ما تحقق لي من مروياتها هنا فإنها قد تطرقت معظم أبواب الاحكام
إلا قليلا منها. وإن غلب على رواياتها طابع الافعال من الروايات على الأقوال
ولا سيما ما يتعلق بأعمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيتية والمعيشية من
عباداته وحسن معاشرته وكذا تميزت عائشة في مسندها بنقل أحكام النساء
الخاصة بهن ولم يضارعها فيها أحد واليك التفصيل بعد هذا الاجمال عما تطرق
مسندها من الموضوعات، فقد تناول مسندها أحاديث تتعلق بأبواب الايمان
والوحي والعلم والقراءة، والتفسير، كما أنه احتوى على أحاديث كثيرة في
الطهارة تتعلق بآداب قضاء الحاجة وبالوضوء وبأحاديث في الغسل يوم الجمعة
والغسل من الجنابة وبمسائل في الحيض والاستحاضة وما يتعلق بجواز مباشرة
الرجل الحائض، وكذا بأحاديث في التيمم تتعلق بسبب نزول آية التيمم. وكذا
حوى مسندها على روايات كثيرة جدا في أبواب الصلاة تتعلق بالأوقات المنهي
عنها الصلاة وبكيفية فرضية الصلوات وبأحاديث في الاذان وبما كان لرسول الله -
صلى الله عليه وسلم - من المؤذنين وبأحاديث تتعلق بأحكام الصلاة وما ورد من
الأذكار والأدعية داخلها وفي دبرها وبالإمامة وفضل الجماعة وبأحاديث في
المساجد وآدابها وفضلها وحضور النساء المساجد وأحاديث بخصوص صلاة
العيدين والخوف والكسوف وما يتعلق بالسنن الراتبة والنوافل وبصلاة الضحى
وقيام الليل وغيرها وبصلاة التراويح وما ورد في الوتر وعدد ركعاتها وكذا تعرض
لحكم سجود القرآن وصلاة الجنازة، وما يتعلق بها من ثياب الكفن وأحاديث في
إثبات عذاب القبر والتحذير من اتخاذ القبور مساجد، وغير ذلك مما يتعلق
بالقبور وأهلها.
59

كما أنه تناول مسندها أحاديث في الصدقة وأجرها وإنفاق المرأة من مال
زوجها بغير إذنه.
وكذا اشتمل على أحاديث كثيرة في الصوم تتعلق بمسائل شتى في الصوم في
تحري هلال شعبان لمعرفة هلال رمضان وفي السحور وفي صوم الذي يصبح وهو
جنب وفي تقبيل الصائم، وأحاديث في صيام التطوع نحو صوم شعبان،
وعاشوراء، وفي الاعتكاف وما يجوز للمعتكف وفي تحري ليلة القدر، وفي قضاء
الصيام وفي النهي عن صوم الوصال، وهكذا على روايات كثيرة جدا في الحج،
تتعلق بالتلبية وبأنواع الحج الثلاثة، وباستعمال الطيب قبل الدخول في الاحرام
وقبل طواف الإفاضة وبعد التحلل الأصغر، وبفتل القلائد للهدى، وإشعار
البدن وبعدد عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمرة عائشة نفسها من التنعيم
ونزول المحصب وما يتعلق ببناء الكعبة وفضلها وكذا بروايات في الأضاحي وفي
الذبائح وبعض ما يتعلق بهما نحو العقيقة كما أن لها مرويات في البيوع وما يتعلق
به وفي العتق والمكاتبة ويشمل أيضا على أحاديث في باب اللباس وفي الأطعمة
وأحاديث في الأشربة وكذا أحاديث في الطب تتعلق بعلاج المريض بالدواء
وبالرقية والدعاء وبأحاديث في النذر والشهادات، وأيضا على أحاديث تتعلق
بالجهاد والمغازي والامارة.
كما أنه تضمن كمية من الأحاديث تدور حول النكاح وحسن المعاشرة بين
الزوجين والطلاق وما يتعلق به. وعلى روايات في أبواب الحدود وأبواب المناقب
والسير وعلى جملة كبيرة من الأحاديث في الآداب المعيشية وحسن المعاشرة وفي
البر والصلة ولعل هذا الجانب من الجوانب البارزة في مروياتها كما أن مسندها لم
يخل من أحاديث في الزهد والرقاق، وأحاديث في الفتن وأشراط الساعة والقدر
والخلقة وما يتعلق بالقيامة وأحاديث في الاستغفار والدعاء والتوبة وأحاديث في
الفرائض.
فهذه تفصيل جملة ما تضمن مسند عائشة - رضي الله عنها - من المواضيع
المتنوعة في معظم أبواب الاحكام، وجزاها الله تعالى أحسن الجزاء وأسأل الله
تعالى أن يجزل أجرها ويحسن مثواها وأن يدخلها فسيح جناته، آمين.
60

المبحث الثاني
في وصف النسخة ورواية النسخة
وقد سبق بأن ذكرت في كتابي الامام إسحاق وكتابه المسند بأن المسند
أصله في ست مجلدات ضخمة والذي وقع بأيدينا حاليا هو المجلد الرابع منه
فقط ويجد هذا المجلد في دار الكتب المصرية حديث رقم 454 في 305
ورقة وأوله بعد البسملة: " ما يروى عن أبي قلابة وزرارة... وآخره أخبرنا
جرير عن حصين بن عبد الرحمن عن " فهذا يدل على أن في آخره نقص.
وصور للجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لقسم المخطوطات منه ويوجد فيه
برقم 379 و 380.
ومسطرتها (17) سبعة عشر و 24 * 32 سم، ونسخ بخط معتاد مشرقي
وكتب سنة (630 ه‍) ثلاثين وستمائة، ويهمل النقط في كثير من الحروف كتب
" معاوية " وعثمان هكذا " معوية. عثمن " ويوجد من المسند أيضا قطعة في حدود
تسع ورقات في الظاهرية برقم عام 9401 في ضمن المجموعات ولكنها بالمقارنة
ثبت لي أنها منقولة من النسخة المذكورة نفسها.
كما أنه يوجد في الورقة الأولى من المجلد سند رواية الكتاب وكذا ثبوت
التمليك ووقفه بشروط وعلى وجه من الورقة عناوين مسانيد النساء.
رواية الكتاب:
1 - هو برواية أبي محمد: عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري الامام
الحافظ الفقيه... صاحب التصانيف وقال الحاكم: " ابن شيرويه الفقيه أحد
61

كبراء نيسابور له مصنفات كثيرة تدل على عدالته واستقامته روى عنه حفاظ
بلدنا... واحتجوا به وسمع المسند كله ورواه عن المؤلف ولم يفته شئ مع
أن إسحاق كان لا يعيد لاحد ما فاته.
2 - رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي وجاء
أيضا السميذي في بعض المصادر وهذه النسبة إلى السمذ وهو نوع من الخبز
الأبيض الذي يعمله الأكاسرة والملوك، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن
محمد بن علي بن زياد السمذي العدل وجده علي بن زياد من أهل دورق... ثم
صار ابنه أبو محمد من أجل العدول وكان من العباد المجتهدين المحسنين
المستورين الراغبين في صحبة الزهاد والصالحين ".
قال الحاكم: " توفي عصر الثلاثاء الخامس من ذي القعدة سنة (366 ه‍)
ودفن يوم الأربعاء وصلى عليه ابنه أبو سعيد ".
وكذا ذكره الحافظ ابن حجر فقال: هو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
علي بن زناد السمذي الدورقي عن عبد الله بن محمد بن شيرويه بمسند ابن
راهويه وعنه عبد الرحمن بن حمدان النصروي، فيبدوا أن عبد الله له كنيتان.
والله أعلم.
3 - رواية عبد الرحمن بن حمدان أبي سعد النصروي النيسابوري رحل
62

إلى العراق في طلب الحديث وسمع الكثير... وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو
بكر البيهقي وغيرهما "، وقال ابن حجر: من طبقة البرقاني مشهور. وذكره
ابن العماد الحنبلي فقال: " مسند وقته وراوي مسند إسحاق بن راهويه عن
السمذي... توفي سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ".
4 - رواية الحسن بن محمد بن الصغار أبي على وجاء عند ابن حجر في
سنده " أبو علي الحسن بن أبي القاسم بن حفصويه " وكذا في سد الإرب في
علوم الاسناد والأدب للأمير الكبير أبي عبد الله محمد المصري وجاء في سند ابن
حجر في المطالب العالية الحسين بن أبي القاسم بن حفصويه.
5 - رواية أبي محمد هبة الله بن سعيد بن هبة الله الصعلوكي المعروف
بالموفق وجاء في التكملة في ترجمة أبي الخير أحمد بن إسماعيل أنه سمع مع أبي
محمد هبة الدين بن سهل السيدي وكذا جاء في سند ابن حجر أبو محمد
هبة الدين بن سهل وترجم لهذا في العبر وكذا في الشذرات وزاد بعدما ذكره
" السيدي البسطامي ثم النيسابوري فقيه صالح متعبد عالي الاسناد... توفي في
صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة " فتبين أن الصواب سهل.
63

6 - رواية أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني ثم القزويني أبي الخير،
الواعظ ببغداد قال السمعاني: " كان شابا صالحا شديد السيرة سمع معنا الحديث
بنيسابور... وسمع معنا الكتب الكبار ورحل معي إلى طوس لسماع التفسير للثعالبي... وشرع في الوعظ وقبله الناس قال المنذري: " تفقه بقزوين...
ورحل إلى نيسابور ولزم الامام أبا سعد محمد بن يحيى النيسابوري وتفقه عليه
حتى برع وصار من وجوه أصحابه... وكان جامعا لعلوم كثيرة ولم يزل ببغداد
وسبعين سنة، ويلتقي سند ابن حجر بسند النسخة في أبي الخير.
7 - رواية إسماعيل بن محمد بن يحيى أبي البقاء الأديب.
8 - سماع الامام الحافظ القاضي الأشرف بهاء الدين أبي العباس أحمد بن
المهاجر الفاضل أبي على عبد الرحيم بن علي النيسابوري.
صورة التمليكات الموجودة على الورقة الأولى:
وقف جميع هذا المجلد والأول والثاني والثالث قبله والخامس والسادس
بعده وهو جميع المسند، الفقير إلى الله تعالى.... ابنة الحاجي... منه
على أحمد..... يستحقون به الانتفاع الشرعي.
وشرط الواقف النظر فيه لنفسه ومن بعده وعند غيبته أو موته الفقير
إلى الله تعالى محمد بن الحسن بن علي اللخمي الشافعي بمكة في حياته، وجعل
له أن يسند النظر فيه لمن يكون عالما دينا عند الحاجة، وبعد موته، ولكل من
ينظر فيه أن يسند نظره بعد موته وعند الحاجة لعالم دين ثقة، وشرط الواقف أن
يكون مستقره عند محمد بن الحسن المذكور ولا يخرج من عنده إلا بثلاثة، ومع
64

ثقة ولا يغيب به أحد أكثر من شهرين، وأن يدعو لواقفه وللناظر فيه، وقفا
صحيحا شرعيا ثابتا لازما مؤبدا إلى يوم القيامة، لا يغير، ولا ينقض كله ولا
بعضه ولا يباع ولا يشتري ولا يوهب ولا يرهن ولا يوصي به ولا يناقد به ولا
يؤجر ولا يملك بوجه من الوجوه (فمن بدله بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين
يبدلونه إن الله سميع عليم) - (البقرة آية: 181) - وبه نشهد على الواقف
بذلك بنسخته يوم الخميس الثالث عشر من شهر رجب سنة أربع عشرة
وسبعمائة.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
وكذا على وجه " ب " من الورقة الأولى عناوين مسانيد النساء، وإليكم
براموز النسخة الورقة الأولى التي فيها اسم الكتاب وسنده وصورة التمليك
وعناوين مسانيد النساء والورقة الأخيرة منها وفيها أحاديث من مسند ابن عباس
رضي الله عنهما.
65

المبحث الثالث
عملي في التحقيق
أ - اعتمدت في التحقيق على نسخة فريدة سبق وصفها ولا يخفى المشاق في
تحقيق كتاب ما عن نسخة فريدة كهذه في تصحيح النصوص واستدراك
مواضع السقط والطمس وغيره وحيث إنني لم أعثر على نسخة أخرى بعد
البحث والفحص في المصادر المعنية بذلك حسب وسعي واستفسار الخبراء
والمشتغلين بالمخطوطات فاضطررت أن أقوم بتحقيقها بصفتها المذكورة.
ب - حاولت التثبت في توثيق نصوص الكتاب بما جاء عن المؤلف عند غيره
ووجدت كثيرا منها عند النسائي ومسلم وأكثر عند السراج ومحمد بن نصر
المروزي تلاميذه كما سترى في التخريج.
ج - أثبت الفروق في الحاشية إذا وجدت.
د - ترجمت لغير الثقات وربما ترجمت لراو وثقه الذهبي بقوله ثقة وجعله الحافظ
ابن حجر دون ذلك أو وثقه الأكثرون وترجح هذا لدي في الراوي - وجعله
الحافظ ابن حجر أقل من ذلك فأترجم له لابين الراجح فيه.
ه‍ - ضبطت الأسماء أو الكلمات التي دعت الحاجة لضبطها بالإضافة إلى
تصحيح النصوص المحرفة أو المصحف مع الإشارة في الحاشية إلى ذلك.
و - رقمت الأحاديث رقما تسلسليا وهو الرقم الأول ورقما آخر ويعني رقم
أحاديث مسند عائشة - رضي الله عنها.
ز - خرجت الأحاديث والآثار والأقوال من الكتب المعتمدة المشهورة المتداولة
69

وغيرها إذا اقتضى الامر ذلك بقدر الامكان، وأقدم من وافق المؤلف أو رواه
من طريقه ثم أراعي في الكتب الستة ترتيب الرتبة فيها البخاري ثم مسلم
ثم أبو داود فالنسائي ثم الترمذي ثم ابن ماجة، ثم بعد هؤلاء أعتبر
الوفيات، فأقدم الأقدم فالأقدم وهكذا إلا نادرا لمصلحة اقتضت ذلك.
ح - درست رجال كل حديث وإن لم أترجم للثقات وحكمت على رجاله بأنهم
ثقات، أو في إسناده فلان وهو ضعيف هذا بالإضافة إلى الحكم على المتن
والسند على ضوء طرق الحديث وشواهده ومتابعاته إلا نادرا وذلك حسب
استطاعتي.
ط - بينت مواضع الآيات في القرآن بذكر اسم السورة ورقم الآية فيها.
ي - عرفت بالأماكن التي تحتاج إلى تعريف وتحديد.
ك - شرحت المفردات الغريبة اللغوية التي تحتاج إلى شرح.
ل - حاولت بقدر الامكان استدراك مواضع السقط أو البياض أو المطموس مع
قلته من المصادر الأخرى.
م - استخدمت علامات الترقيم بقدر جهدي وحصرت الآيات بين قوسين
هكذا ().
ن - وضعت للآيات الواردة في الكتاب فهرسا خاصا مرتبا على الحروف.
س - وكذا للأحاديث فهرسا على الحروف وفهرسا على أبواب الفقه وآخر على
الأطراف تسهيلا للباحث في بغيته.
ع - وجعلت فهرسا للاعلام المترجم لهم.
ف - ثبت المصادر.
ث - وفهرسا للموضوعات.
شرح الرموز المستعملة:
وقد استعملت في خلال التحقيق بعض الرموز والمصطلحات وهي
كالتالي:
أولا: الاختصار في ذكر أسماء المصادر التي استفدت منها فاختصرت فتح
الباري لابن حجر " بالفتح ".
70

والمنهاج شرح صحيح مسلم للنووي " بالنووي " أو بشرح النووي، كما
عبرت عن الجامع المسند الصحيح للبخاري بصحيح البخاري، وكذا لمسلم
بصحيح مسلم، ومجمع الزوائد للهيثمي " بالمجمع "، والمطالب العالية لابن حجر
" بالمطالب "، وتلخيص الخبير له " بالتخليص "، وتقريب التهذيب " بالتقريب "، وتهذيب
التهذيب، بالتهذيب ولسان الميزان باللسان، وميزان الاعتدال للذهبي بالميزان،
وسير أعلام النبلاء له بسير النبلاء، والجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع
للخطيب بالجامع لأخلاق الراوي، وهكذا.
ولتمييز المخطوطات من المطبوعات جعلت رقم الجزء في المخطوطات على
اليسار ورقم الصفحة أو الورقة على اليمين عكس ما فعلته في المطبوعات ورمزت
بحرف (ت) بجانب اسم الشخص عن وفاته كما رمزت بحرف " ح " في الإحالة
على الحديث الذي سبق ذكره وأعني به الحديث واختصر في المخطوطات الورقة
ب " ق " وأرمز بوجه الألف ب‍ (أ) وبالثاني بوجه " ب ".
71

مسند إسحاق بن راهويه
الامام إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي
نزيل نيسابور 161 - 238 ه‍
مسند أم المؤمنين عائشة
- رضي الله عنها
تحقيق وتخريج ودراسة
الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين بر البلوشي
الجزء الثاني
73

بسم الله الرحمن الرحيم
74

/ ما يروى عن عائشة بنت أبي بكر الصديق
- رضي الله عنهما - زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم.
1 - 544 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا عبيد الله بن عمر، عن
محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: فقدت رسول الله -
- صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة / فانتهيت إليه وهو ساجد، وقدماه
منصوبتان وهو يقول:
" اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك لا
أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ".
75

[...]
76

2 - 545 أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم
التيمي، عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - مثله.
3 - 546 أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، نا أيوب، عن ابن أبي
مليكة، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة - رضي الله عنها -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا تحرم المصة والمصتان ".
77

[...]
78

4 - 547 أخبرنا وكيع، نا زكريا بن أبي زائدة، عن مصعب بن
شيبة، عن طلق بن حبيب، عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أم
المؤمنين - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" عشر من الفطرة: قص الشارب، وقص الأظفار، وغسل البراجم.
79

[...]
80

وإعفاء اللحية، والسواك، والاستنشاق، ونتف الإبط، وحلق العانة،
وانتقاص الماء ".
قال مصعب: ونسيت العاشرة إلا أن تكون المضمضة.
5 - 549 قال إسحاق: وذكر محمد بن بشر وغيره، عن زكريا بن
أبي زائدة، عن مصعب بن شيبة، عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير،
81

عن عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" الغسل من أربعة: من الجنابة، ويوم الجمعة، ومن الحجامة، ومن غسل
الميت ".
82

6 - 550 " أخبرنا المصعب بن المقدام، نا إسرائيل، عن إبراهيم بن
المهاجر، عن جابر العلاف، نا عبد الله بن الزبير، عن عائشة -
رضي الله عنها -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " صلاة في
مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد
الحرام ".
83

7 - 551 أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي قال: سمعت
يزيد بن رومان يحدث عن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: قال لي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لولا حداثة عهد قومك بالكفر،
لهدمت الكعبة وأدخلت فيه ما كانوا أخرجوا منه في الحجر فإنهم عجزوا
84

عن نفقته وجعلت لها بابين شرقيا وغربيا فألزقه بالأرض ووضعته على
أساس إبراهيم. فذلك الذي دعا ابن الزبير إلى هدمه وبنائه فهدمه حين
هدمه فصار إلى أساس إبراهيم - عليه السلام - على حجر مثل أسنمة
البخت متلاصقة، قال: أي فحرزته نحوا من ستة أذرع ".
8 - 552 أخبرنا عبد الرزاق، حدثني أبي قال: سمعت مرثد بن
شرحبيل يحدث أنه حضر ذلك قال: أدخل ابن الزبير سبعين رجلا
85

من خيار قريش على عائشة فأخبرتهم أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " لولا حداثة عهد قومك بالشرك لبنيت البيت على قواعد
إبراهيم، وإسماعيل، هل تدرين ما قصر قومك عن قواعد إبراهيم
وإسماعيل؟ " فقلت: لا، فقال: " قصرت بهم النفقة ". قال: " وكانت
الكعبة قد وهت من حريق الشام فهدمها وكشف عن ربض في الحجر
آخذ بعضه ببعض فتركه مكشوفا ثمانية أيام ليشهد الناس عليها فرأيت
الربض خمسة أحجار وجه حجر ووجه حجران فرأيت الرجل يأخذ
86

العتلة فيهزها من ناحية الركن فيهتز من ناحية الركن الآخر فبناه على
ذلك الربض ووضع فيه بابين شرقيا وغربيا " قال: فما قتل ابن الزبير
هدمه الحجاج وأعاده على نحو ما كان عليه، قال: فكتب إليه
عبد الملك وددت أنك تركته على ما فعله ابن الزبير وما تحمل منه. قال
مرثد بن شرحبيل: وسمعت ابن عباس يقول: لو وليت منه مثل ما ولى
ابن الزبير لأدخلت الحجر كله في البيت فلم يطاف به إن لم يكن من
البيت؟.
87

9 - 553 أخبرنا يحيى بن آدم، نا أبو بكر بن عياش، عن محمد بن
السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن عائشة - رضي الله
عنهم -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا أفلح من لم
يكرمه الناس إلا مخافة شره ". وقال ابن عباس: قال رسول الله -
88

صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -: " لو اتفقتما لي ما
شاورت غيركما ".
10 - 554 أخبرنا روح بن عبادة، نا مالك، عن نافع، عن ابن
عمر، أن عائشة - رضي الله عنها - أرادت أن تشتري جارية فتعتقها،
فقال أهلها: نشترط ولائها، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقال: " افعلي ذلك فإنما الولاء لمن أعتق ".
قال إسحاق: وقال غير روح: عن ابن عمر، عن عائشة قالت:
ذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم.
89

11 - 555 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن أبي هارون العبدي،
عن أبي سعيد الخدري، قال: رأيت عبد الله بن الزبير يصلي ركعتين
بعد العصر، فقلت له: ما هذا؟.
فقال: أخبرتني عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه
كان يصلي ركعتين بعد العصر " في بيتي " قال: فأتيت عائشة، فسألتها،
فقالت: صدق، فقلت لها: فاشهد. لسمعت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يقول: " لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا بعد الفجر
90

حتى تطلع الشمس "، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل ما أمر
ونفعل ما أمرنا.
12 - 556 أخبرنا عبد الصمد، نا أبي، نا حبيب بن الشهيد، نا
يزيد أبو المهزم، عن أبي هريرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله -
- صلى الله عليه وسلم - / في ذيول النساء شبرا، قلت: إذا تخرج سوقهن
قال: فذراعا.
91

ما يروى عن عروة بن الزبير، عن خالته
عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
13 - 557 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: اغتسل أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالقدح وهو الفرق
وكنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد.
92

14 - 558 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله -
- صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد.
15 - 559 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله
عليه وسلم - من إناء واحد كلانا نغترف منه.
93

16 - 560 أخبرنا وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من الجنابة يغسل
يديه ثم يتوضأ وضوءه الصلاة ثم يدخل أصابعه فيخلل الشعر حتى يخيل
إلى أنه استبرأ البشرة ثم يفيض على رأسه ثلاثا ثم يغسل سائر جسده.
17 - 561 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة بهذا الإسناد
مثله.
94

18 - 562 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل من
الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يفرغ بيمينه على يساره فغسل فرجه ثم يتوضأ
وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر حتى إذا رأى
أنه / استبرأ حفن على رأسه ثلاث حفنات ثم أفاض على سائر جسده
ثم غسل رجليه.
95

19 - 563 أخبرنا عبدة بن سليمان ووكيع قالا: نا هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله: إني استحاض فلا أطهر
فأدع الصلاة؟ فقال: " لا، إنما ذلك عرق وليست بالحيضة فإذا أقبلت
الحيضة فدعي الصلاة وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي ".
96

20 - 563 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة بهذا الإسناد مثله
وزاد قال: وقال أبي: تتوضأ، لكل صلاة حتى يجئ ذلك الوقت.
21 - 564 أخبرنا وكيع، نا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت،
عن عروة، عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني استحاض فلا أطهر أفأدع
الصلاة؟ فقال: " توضئي لكل صلاة وصلي وإن قطر الدم على الحصير
قطرا ".
97

22 - 565 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر والثوري، عن هشام بن
عروة، عن أبيه، عن عائشة مثل حديث عبدة ووكيع. أخبرنا الوليد بن
مسلم قال: سمعت الأوزاعي يقول: للمستحاضة وقت تعرف إذا لم
تعرف أيام أقرائها، أخذنا بهذا الحديث: " إذا أقبلت الحيضة فدعي
الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي ".
قال الأوزاعي: وإقبال الدم سواد الدم ونتنه، وتغيره لا يدوم بالمرأة
لو دام بها قتلها، وإدبارها ورجوعها إلى الكدرة والصفرة، فإذا اشتركا لدم
فهو حيض وإذا صار كدرة / وصفرة فهي استحاضة.
98

23 - 566 أخبرنا وكيع، نا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
عروة، عن عائشة قالت: قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض
نسائه ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ، فقلت: من هو إلا أنت،
فضحكت.
99

24 - 567 أخبرنا سفيان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن
ابنة جحش كانت تستحاض، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
100

عن ذلك، فقال: " إنما ذلك عرق وليست بالحيضة " فأمرها أن تقعد
أقرائها أو حيضها أو ما شاء الله من ذلك، وكانت تجلس في المركن فيه
الماء حتى يعلو الدم وتغتسل عند كل صلاة، ولم تقل أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أمرها بذلك.
25 - 568 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة، أن أم حبيبة بنت جحش استحيضت سبع سنين،
فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: " إنما ذلك عرق
وليست بالحيضة فاغتسلي وصلي " وكانت تجلس في مخضب لأختها
101

زينب بنت جحش حتى تعلو الماء حمرة الدم، ثم تصلي، وكانت تغتسل
عند كل صلاة.
26 - 569 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عمرة،
عن أم حبيبة بنت جحش قالت: استحضت سبع سنين فشكوت ذلك إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " إنما ذلك عرق وليست
بالحيضة، فاغتسلي وصلي " وكانت تكون في المركن فيه الماء فترى صفرة
الدم.
102

27 - 570 أخبرنا الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
المروزي أنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، عن / الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يراه
في مرط إحدانا فركه، وكان مروطهن يومئذ الصوف - يعني المني.
103

28 - 571 أخبرنا فضيل بن عياض، نا هشام عن الحسن أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي في مروط نسائه وكانت أكسية
من صوف لها أعلام مما يشتري بالستة والسبعة وكان نساؤه يبرزن به.
29 - 572 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
104

(فدخل عليه) ناس يعودونه، فصلى بهم جالسا وصلوا بصلاته قياما،
فأشار إليهم فجلسوا، فلما انصرفوا، قال: " إنما جعل الإمام ليؤتم به، فإذا
ركع فاركعوا وإذا رفع رأسه فارفعوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا ".
30 - 573 أخبرنا سفيان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: أول ما فرضت الصلاة ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت صلاة
105

الحضر، فقلت لعروة: فما بال عائشة تتم، قال تأولت ما تأول
عثمان.
106

31 - 574 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري بهذا الإسناد
مثله.
32 - 575 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه
عروة، عن عائشة قالت: عرضت الصلاة حين فرضت ركعتين ثم زيد
فيهما بعد ذلك.
107

33 - 576 أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن عروة، عن
عائشة قالت: أول ما فرضت صلاة السفر ركعتان ثم زيد في الحضر
ركعتان، وتركت صلاة السفر كما هي ركعتان.
34 - 577 أخبرنا الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول:
أخبرت عن عروة، عن / عائشة مثله.
35 - 578 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر والشمس طالعة في
حجرتي لم يظهر الفئ بعد.
108

36 - 579 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري بهذا الإسناد
مثله.
109

37 - 580 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: وجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس "، فقلت: يا رسول الله إن أبا بكر إذا
قام مقامك لم يسمع الناس من البكاء فأمر عمر فليصل بالناس، فقال:
" مروا أبا بكر فليصل بالناس "، فقلت مثلها، فقال: " مروا أبا بكر فليصل
بالناس "، فقلت لحفصة: قولي له، إن أبا بكر إذا قام مقامك لم يسمع
الناس من البكاء، فمر عمر، ففعلت ذلك، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " مروا أبا بكر فليصل بالناس، فإنكن صواحب يوسف -
عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - "، فقالت حفصة: ما رأيت منك خيرا
قط أبدا، قالت: فخرج أبو بكر يؤم الناس، فلما كبر أبو بكر خرج
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذهب أبو بكر يتأخر، فأشار إليه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن امكث مكانك، فمكث مكانه،
فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحذاه وكان أبو بكر يصلي
بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والناس يصلون بصلاة أبي بكر،
حتى قضى الصلاة.
110

38 - 581 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: اشتكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرضه الذي مات
فيه فقال: " مروا أبا بكر فليصل بالناس " فذكر نحوه إلى قوله: " إنكن
صواحب يوسف "، ولم يذكر ما بعده / وقال في الحديث سودة بدل
حفصة.
111

39 - 582 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: هلكت قلادة لأسماء فبعث رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - في طلبها رجالا فحضرت الصلاة، فلم يجدوا ماء،
ولم يكونوا على وضوء، فصلوا بغير وضوء، فذكروا ذلك لرسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله آية التيمم.
112

40 - 583 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم -
أسيد بن حضير ونا سامعه يطلبون قلادة، كانت عائشة نسيتها في منزل
نزلته، فحضرت الصلاة وليسوا على وضوء، ولم يجدوا ماء فصلوا بغير
وضوء، فذكروا ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله - عز
وجل - آية التيمم، فقال لها أسيد بن حضير: جزاك الله خيرا، فوالله ما
نزل بك أمر قط تكرهينه إلا جعل لك وللمسلمين فيه خيرا.
113

41 - 584 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة -
رضي الله عنها - قال: ونا الأعمش، عن تميم، عن عروة، عن عائشة،
قالت: اغتسلت أنا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد.
114

42 - 585 أخبرنا عيسى بن يونس ووكيع، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة قالت: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصبي
فبال عليه، فأتبعه الماء ولم يغسله.
43 - 586 أخبرنا جرير بهذا الإسناد مثله، وقال: بصبي رضيع.
115

44 - 587 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يؤتي بالصبيان فيدعو لهم، فأتي بصبي فبال عليه، فقال: " صبوا عليه الماء
صبا ".
45 - 588 أخبرنا سفيان عن الزهري /، عن عروة، عن عائشة
قالت: كن نساء النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلين مع رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح متلفعات بمروطهن فيرجعن وما
يعرفهن أحد من الغلس.
116

46 - 589 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري بهذا الإسناد
مثله.
47 - 590 أخبرنا النضر، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري
بهذا الإسناد نحوه.
117

48 - 191 أخبرنا عبد الله بن إدريس، عن محمد بن عمرو، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كن نساء رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يصلين مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح
متلفعات بمروطهن فيرجعن وما يعرفهن أحد من الغبش.
قال بن إدريس: والغبش دون الغلس.
49 - 592 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا وضع العشاء وأقيمت
الصلاة، فابدؤا بالعشاء ".
118

50 - 593 أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد مثله.
119

51 - 594 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة -
رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا حضرت
العشاء وأقيمت الصلاة فابدؤا بالعشاء ".
52 - 595 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: خسفت الشمس على عهد رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقام فصلى فأطال القيام جدا، ثم ركع فأطال
الركوع جدا، ثم رفع فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال
الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم سجد ثم رفع رأسه فأطال القيام وهو
دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم
سجد، ثم رفع رأسه فأطال القيام وهو دون القيام الأول، ثم ركع فأطال
الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم رفع فأطال القيام وهو دون القيام
الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم / سجد ففرغ
من صلاته، وقد جلى عن الشمس، فخطب الناس، فحمد الله وأثنى
عليه، وقال: " إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا
رأيتم ذلك فصلوا، وتصدقوا واذكروا الله "، ثم قال: " يا أمة محمد:
120

إنه ليس أحد أغير من الله أن يزني عبده أو أمته يا أمة محمد: لو تعلمون
ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ".
53 - 596 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: خسفت الشمس، فصلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله، وقال في الحديث: " أما بعد فإن
الشمس والقمر "، وقال في آخره: " ثم رفع يديه "، فقال: " ألا هل
بلغت؟ ".
121

54 - 597 أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: خسفت الشمس على عهد
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنودي الصلاة جامعة فاجتمع الناس،
فصلى بهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات في ركعتين
وأربع سجدات.
55 - 598 أخبرنا الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن بن نمر، أنه سمع
الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - بمثله وزاد، وجهر بالقراءة.
122

56 - 599 أخبرنا محمد بن يزيد الواسطي، نا سفيان بن حسين، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كسفت الشمس
على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / فقام فكبر، فقرأ قراءة يجهر
فيها، ثم ركع فأطال الركوع مثل ما قام، ثم رفع فقام مثل ما ركع، ثم
ركع مثل ما رفع، ثم سجد، ثم صلى الركعة الثانية مثل ذلك، ثم قال:
" إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينخسفان لموت أحد، فإذا رأيتم
ذلك، فافزعوا إلى الصلاة ".
57 - 600 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -
رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي
صلاته من الليل وأنا معترضة بين يديه كاعتراض الجنازة.
123

58 - 601 أخبرنا النضر، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
يصلي صلاته من الليل وأنا بينه وبين القبلة على الفراش.
124

59 - 602 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصلي صلاته من الليل وأنا على الفراش الذي يرقد عليه فإذا أراد أن يوتر
أيقظني فأوتر أو قالت: فأوترت.
60 - 603 أخبرنا جرير بهذا الإسناد مثله، وقالت: أيقظني فأوترت.
61 - 604 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: أيقظني فأوترت.
125

62 - 605 أخبرنا أبو معاوية، نا الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن
عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يصلي من الليل فإذا انصرف قال: " قومي فأوتري ".
126

63 - 606 أخبرنا عبدة، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -
- رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى نخامة في قبلة
المسجد فحتها.
64 - 607 أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد مثله وقال: بزاقا أو
نخامة / أو مخاطا.
65 - 608 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصلي ركعتي الفجر ويخففهما.
127

66 - 609 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصلي من الليل إحدى عشرة سجدة يقرأ في كل سجدة خمسين آية فإذا
طلع الفجر - صلى ركعتين ثم اضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه بلال
فيؤذنه بالصلاة.
128

67 - 610 أخبرنا إسحاق بن سليمان الرازي، نا ابن أبي ذئب، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة
بقدر خمسين آية ويوتر منها بواحدة.
129

68 - 611 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما ترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الركعتين بعد العصر في بيتي قط.
130

69 - 612 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يصلي جالسا حتى دخل في السن فكان يصلي وهو جالس يقرأ فإذا
غبر من السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأ بها ثم ركع.
131

70 - 613 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -
رضي الله عنها - قالت: (ما) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ
في صلاته جالسا حتى دخل في السن فكان يقرأ وهو جالس، فإذا بقي من
السورة ثلاثون آية أو أربعون آية قام فقرأها ثم ركع.
71 - 614 أخبرنا عبدة بن سليمان بهذا الإسناد نحوه.
72 - 615 أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد نحوه، وقال: / فلما بدن وثقل.
73 - 616 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل
ثلاث عشرة ركعة يوتر منها بخمس لا يجلس في شئ من الخمس إلا في
آخرهن يجلس ثم يسلم.
132

74 - 617 أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا
133

نعس أحدكم وهو يصلي فليرقد فإن أحدكم إذا صلى وهو ينعس لعله يريد
أن يستغفر فلا يدري، فيسب ".
134

75 - 618 أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد نحوه.
76 - 618 أخبرنا وكيع، بهذا الإسناد، قال: " إذا صلى أحدكم
فنعس فليرجع فليرقد فإنه لا يدري عسى يريد أن يستغفر فيسب ".
76 - 619 أخبرنا أبو الوليد، نا حماد بن سلمة، عن أبي
العلاء، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يصلي قائما فاستفتحت الباب فمشى على يمينه وشماله
ففتح الباب ثم رجع إلى مكانه.
135

78 - 621 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة -
رضي الله عنها - قالت: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
خميصة لها أعلام، فقال: " شغلتني هذه الأعلام اذهبوا بها إلى أبي
جهم وائتوني بأنبجانيتي ".
136

79 - 622 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري بهذا الإسناد
مثله.
80 - 623 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة -
- رضي الله عنها - قالت: كانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة
فأعطاها أبا جهم: فقيل: يا رسول الله إن هذه الخميصة خير من
الانبجانية - فقال: " إنها تلهيني عن صلاتي " أو قال: " تشغلني ".
137

81 - 624 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن / الزهري، عن
عروة، عن عائشة قالت: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة
أبي موسى وهو يقرأ في المسجد، فقال: " لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير
(آل) داود ".
138

82 - 625 أخبرنا عبدة، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -
رضي الله عنها - قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وعندي امرأة، فقال: " ما هذه "؟ فقلت: لا تنام الليل، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مه، عليكم من الأعمال ما تطيقون
فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الدين إلى الله ما يدوم عليه صاحبه ".
139

83 - 626 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - أن امرأة من بني أسد كانت تدخل عليها، فذكروا
اجتهادها في العبادة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أحب
الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ".
140

84 - 627 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وعندي امرأة حسنة الهيئة فقال: " ما هذه؟ " فقلت: لا تنام الليل،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مه مه، اعملوا من الأعمال ما
تطيقون، فإن الله - عز وجل - لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله
ما يدوم عليها صاحبها وإن قل ".
85 - 628 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله - عنها قالت: إنما أنزل الله عز وجل: " ولا تجهر بصلاتك
ولا تخافت بها " في الدعاء.
141

86 - 629 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
142

رجلا يقرأ في المسجد ليلا، فقال: " لقد اذكرني كذا وكذا / من آية قد
كنت أسقطهن من سورة كذا وكذا ".
143

87 - 630 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة
- رضي الله عنها - قالت: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قراءة
رجل، فقال: " رحمه الله - لقد أذكرني آيات كنت أسقطهن من سورة كذا
وكذا ".
88 - 631 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي
العصر والشمس في حجرتي طالعة.
89 - 632 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصلي العصر والشمس في حجرتي لم تظهر.
144

90 - 633 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العصر
والشمس بيضاء في قعر حجرتي طالعة.
91 - 634 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر وابن جريج، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله -
صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد هو قدر الفرق.
145

92 - 635 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصلي من الليل وأنا معترضة بين يديه كاعتراض الجنازة.
93 - 636 أخبرنا حفص بن غياث، نا حجاج، قال: سألت
عطاء عن الرجل يصلي وبين يديه المرأة، فقال: أخبرني عروة، عن
عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وعائشة بحذاه.
146

94 - 637 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة قالت: كن نساء بني إسرائيل يتخذون أرجلا من خشب
يشرفن / بها على الرجال في المساجد فحرم عليهن المساجد وسلطت عليهن
الحيضة.
95 - 638 أخبرنا عتاب بن بشير، نا خصيف، عن عكرمة،
147

عن ابن عباس قال: كن نساء بني إسرائيل يتخذن قوالب يتطاولن بذلك
في المساجد ليرين الرجال فسلط الله عليهن الحيضة.
96 - 639 أخبرنا عيسى بن يونس، نا يحيى بن سعيد، عن
عمرة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت 6 لو أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - رأى ما أحدث النساء بعده لمنعهن المسجد كما منعته نساء
بني إسرائيل، فقلت لعمرة: وهل كن منعن المساجد؟. فقالت: نعم.
148

97 - 640 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كسفت الشمس على عهد
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فصلى بنا فأطال القيام، ثم ركع فأطال الركوع، ثم رفع فأطال القيام وهو
دون القيام الأول، ثم ركع فأطال الركوع وهو دون الركوع الأول، ثم رفع
فسجد سجدتين، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك، ثم قال: " إن
الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا
إلى الصلاة ".
98 - 641 قال معمر، فأخبرني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة -
- رضي الله عنها - بمثل هذا الحديث، وزاد، " فإذا رأيتم ذلك فتصدقوا،
واذكروا الله ".
149

99 - 642 أخبرنا الوليد بن مسلم، نا عبد الرحمن بن نمر أنه سمع
الزهري يحدث عن عروة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أنه صلى أربع ركعات في أربع سجدات، وجهز بالقراءة، كلما رفع
رأسه قال: " سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد ".
قال / الزهري: فقلت لعروة: ما صنع ذلك أخوك عبد الله بن
الزبير ما صلى بالمدينة إلا ركعتين، مثل صلاة الصبح، فقال: أجل إنه
أخطأ السنة.
150

100 - 643 قال الزهري: فأخبرني كثير بن عباس، عن ابن عباس،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى أربع ركعات في أربع
سجدات.
101 - 644 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في
مرضه: " شنوا علي من سبع قرب لم تطلق أوكيتهن ".
102 - 645 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة أو
عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه
151

الذي مات فيه: " صبوا علي من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن بعد لعلي
استريح، فاعهد إلى الناس "، قالت: فأجلسناه في مخصب لحفصة،
وجعلنا نصب الماء عليه منهن حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج.
103 - 646 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد ليلة
في رمضان ومعه ناس من أصحابه، ثم صلى الليلة الثانية فاجتمع إليه أكثر
من الأولى، ثم الثالثة، ثم الرابعة حتى امتلئ المسجد واغتص بأهله، فلم
يخرج إليهم فجعل الناس ينادونه الصلاة، فلم يخرج، فقال له عمر بن
الخطاب: يا رسول الله: جعل الناس ينتظرونك البارحة فلم تخرج؟
فقال: " إنه لم يخف علي مكانهم ولكن خشيت أن تكتب عليهم ".
152

104 - 647 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كانت / قريش تصوم في الجاهلية يوم عاشوراء، فلما قدم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة حين هاجر صام وأمر الناس
بصومه، فلما نزل رمضان فمن شاء صام ومن شاء ترك.
153

105 - 648 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة بهذا الإسناد
مثله وقال: فلما افترض عليهم رمضان كان شهر رمضان هو المفترض
عليهم.
154

106 - 649 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كان يوم عاشوراء يوم أمرنا رسول الله -
- صلى الله عليه وسلم - بصومه، فلما نزل شهر رمضان، من شاء صام ومن
شاء ترك.
107 - 650 أخبرنا سفيان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: كان عاشوراء يوم يصام قبل شهر رمضان، فلما نزل شهر رمضان
فمن شاء صام، ومن شاء ترك.
108 - 651 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة مثله.
155

109 - 652 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة، وعن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قالا: كان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى
قبضه الله إليه.
110 - 653 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يعتكف العشر الأواخر من شهر رمضان حتى قبضه الله إليه وأزواجه من بعده.
156

111 - 654 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور العشر الأواخر
من رمضان.
157

112 - 655 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة / عن أبيه، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحروها لعشر بقين،
يعني ليلة القدر.
113 - 656 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في المسجد
فيخرج إلي رأسه فأغسله وأنا حائض.
158

114 - 657 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة أنها كانت ترجل النبي - صلى الله عليه وسلم - يخرج إليها رأسه
وهي في حجرتها وهو في المسجد.
159

115 - 658 أخبرنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا
الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كنت أنا وحفصة صائمتين،
فعرض لنا طعام فاشتهيناه، فأفطرنا، فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم -
فبادرت إليه حفصة وكانت بنت أبيها فقالت: يا رسول الله إنا صمنا
اليوم فعرض لنا طعام فاشتهيناه فقال: " إقضيا يوما آخر ".
160

[...]
161

116 - 659 أخبرنا سفيان، عن الزهري، وعبد الرزاق، عن
معمر، عن الزهري أن عائشة وحفصة أصبحتا صائمتين، فأهدي لهما
طعام فذكرا مثله، ولم يذكرا عروة.
117 - 660 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة وحفصة ولم أنهما أصبحتا صائمتين فعرض لهما طعام
والطعام حنيذ عرض علينا فأفطرنا فذكرت عائشة لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال: " صوما يوما مكانه ".
162

118 - 661 قال إسحاق: ورواه ابن جريج، عن الزهري قال:
سمعت شيخا في مجلس عروة ممن يدخل على عائشة يحدث عن عائشة
فذكر الحديث مثله، وقال عن ابن جريج قال: للزهري أخبرك عروة
بهذا الحديث، فقال: لو سمعته من عروة لم أنس /.
163

119 - 662 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبلها
وهو صائم فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فقال: لا يقبلن أحدكم وهو صائم
فإنه ليس لأحد منكم من الحفظ والعصمة ما لرسول الله - صلى الله عليه
وسلم.
120 - 663 أخبرنا محمد بن حرب الحمصي، عن الزبيدي، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب أنه كان ينهى عن
164

القبلة للصائم، فقيل له: فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل
وهو صائم فقال: وأيكم له من الحفظ والعصمة ما لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم.
121 - 664 أخبرنا النضر، عن صالح بن أبي الأخضر، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان
يصبح جنبا ثم يصوم.
165

122 - 665 أخبرنا جرير وعيسى بن يونس، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة، أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - قال: إني رجل أصوم، أفأصوم في السفر؟ فقال:
" إن شئت فصم وإن شئت فأفطر ".
166

123 - 667 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة أن حمزة بن عمرو الأسلمي، سأل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - عن الصوم في السفر، وكان رجلا يسرد فقال: " إن شئت فصم وإن
شئت فأفطر ".
167

124 - 668 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة، أن
حمزة السلمي سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا
رسول الله: إني رجل أسرد الصوم، أفأصوم في السفر، فقال: " إن شئت
فصم وإن شئت فأفطر ".
125 - 669 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: نهاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / عن
الوصال، رحمة لهم، فقالوا: يا رسول الله: إنك تواصل، قال: " إني لست
كأحدكم إني يطعمني ربي ويسقيني ".
168

126 - 670 أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني محمد بن زياد الإلهاني -
وكان ثقة - عن عبد الله بن قيس قال: سألت عائشة عن الصيام،
فقالت: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصيام.
169

127 - 670 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة، قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجاور في العشر
الأواخر من رمضان وكان يقول تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر
رمضان.
128 - 671 أخبرنا عبدة بن سليمان، وأبو معاوية، قالا: نا
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت البيت وبنيته على
أساس إبراهيم وجعلت له خلفا، فإن قريشا لما بنت البيت استقصرت ".
170

129 - 672 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبل بعض نسائه وهو صائم،
فقلت: من هي إلا أنت؟ فضحكت.
171

130 - 673 أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني عبد الملك بن محمد، عن
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قبلها وهو صائم، وقال: " إن القبلة لا تنقض الوضوء ولا تفطر
الصائم "، وقال: " يا حميراء إن في ديننا لسعة ".
وقال إسحاق: أخشى أن يكون غلط، قال أبو محمد: في المرأة
الأولى غلط.
172

131 - 674 أخبرنا عيسى بن يونس نا، هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: المحصب ليست بسنة إنما هو منزل نزله رسول الله /
صلى الله عليه وسلم - ليكون أسمح لخروجه.
132 - 675 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة مثله.
133 - 676 أخبرنا عبدة بن سليمان، وأبو معاوية، قالا: نا
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: نزول الأبطح ليست بسنة،
إنما نزله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكون أسمح لخروجه.
173

[...]
174

134 - 677 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة وهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: دخل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ضباعة بنت الزبير فقالت: يا
رسول الله: إني شاكية وإني أريد الحج، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه
وسلم: " حجي واشترطي أن محلي حيث تحسبني ".
قال إسحاق: قلت لعبد الرزاق: كلاهما عن عائشة؟ فقال: نعم.
175

135 - 678 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة، عن
عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد الحج ولم
يعتمر.
176

136 - 679 أخبرنا عبدة، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند إحلاله بأطيب ما
أجد من الطيب.
177

137 - 680 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عام
حجة الوداع موافين لهلال ذي الحجة - فقال رسول الله - صلى الله عليه
178

وسلم -: " من أراد أن يهل بعمرة فليهل، ولولا أني أهديت لجعلتها
عمرة "، قالت: فمنا من أهل بحجة، ومنا من أهل بعمرة وكنت ممن أهل
بعمرة، فخرجنا حتى قدمنا مكة، فأدركني يوم عرفة وأنا حائض ولم أحل
من عمرتي، فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
" دعي عمرتك / وانقضي رأسك وامتشطي، وأهلي بالحج " قالت: فلما
كانت ليلة الحصبة وقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحج أرسل
179

معي عبد الرحمن بن أبي بكر، فأردفني فأهللت من التنعيم بعمرة،
فقضى الله حجها، وعمرتها، ولم يكن في ذلك هدي ولا صيام ولا
صدقة.
138 - 681 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موافين لهلال
ذي الحجة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أحب منك أن
يهل بحجة فليهل بها، ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل بها ".
قالت: فمنا من أهل بحجة، ومنا من أهل بعمرة، وقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لولا أني سقت الهدي لأهللت
بعمرة "، وقالت: وكنت أهللت بعمرة، فذكر مثل حديث عبدة، وقالت:
فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معي عبد الرحمن إلى التنعيم
فأهللت بعمرة مكان عمرتي، قال هشام: قال أبي: فقضى الله حجها
وعمرتها لم يكن فيه هدي ولا صيام.
180

139 - 682 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة
عن أبيه، عن عائشة قالت: خرجنا موافين لهلال ذي الحجة، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أحب أن يهل بحج فليفعل، ومن
أحب أن يهل بعمرة فليفعل، ولولا أني أهديت لأهللت بعمرة " فذكر
نحوه، ولم يذكر " ولم يكن فيه هدي ولا طعام ولا صدقة ".
140 - 683 أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم / في حجة
الوداع فأهللت بعمرة ولم أكن سقت الهدي، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " من كان منكم ساق هدية فليهل بحجة مع عمرته، ثم لا
يحل حتى يحل منها جميعا "، قالت: فحضت ليلة عرفة، فقلت يا
رسول الله: كيف أصنع في حجتي؟ فقال: " امتشطي ودعي العمرة، فأهلي
بالحج "، قالت: فحججت، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معي
عبد الرحمن بن أبي بكر، فأعمرني مكان عمرتي التي تركتها.
181

141 - 684 أخبرنا سفيان، عن عمرو، أنه أخبره، عن عمرو بن
أوس الثقفي، أن عبد الرحمن بن أبي بكر، أخبره أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - أمره أن يردف عائشة إلى التنعيم فيعمرها.
142 - 685 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،
قالت: حاضت صفية فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
182

فقال: " أحابستنا هي؟ فقلت: لا إنها قد أفاضت، ثم حاضت قال: " فلا إذا ".
183

143 - 686 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أراد أن ينفر
كانت صفية قد حاضت، فقال: " أحابستنا هي؟ " فقيل إنها قد أفاضت،
قال: " لا إذا ".
144 - 678 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة،
قالت: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفية فقال: " ما أراها إلا
حابستنا "، فقلت: أنها قد طافت يوم النحر. قال: " فلا إذا مروها
فلتركب ".
184

145 - 688 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة، قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتل / خمس
فواسق في الحل والحرم: الحدأة والغراب، والفأرة، والعقرب،
والكلب العقور.
185

146 - 689 قال عبد الرزاق: وقال بعض أصحابنا: أن معمرا كان
يذكره، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - وعن عروة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
147 - 690 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة - رضي الله عنها - في قوله: (إن الصفا والمروة من
186

شعائر الله) الآية. قالت: كان ناس من الأنصار ممن تهل لمناة في
الجاهلية، - ومناة صنم بين مكة، والمدينة - قالوا يا رسول الله إنا كنا
نطوف بين الصفا والمروة، تعظيما لمناة، فهل علينا حرج أن نطوف بها؟
فأنزل الله - عز وجل -: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج
البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما).
187

قالت عائشة: يا ابن أختي ألا ترى أنه يقول: (إن الصفا والمروة
من شعائر الله).
قال الزهري: فذكرت ذلك لأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام فقال: هذا العلم، قال أبو بكر: وسمعت رجالا من أهل العلم
يقولون:
لما أنزل الله - عز وجل - الطواف بالبيت، ولم ينزل الطواف بين
الصفا والمروة، قالوا يا رسول الله إنا كنا نطوف بين الصفا والمروة في
الجاهلية فهل علينا حرج أن نطوف بين الصفا والمروة وقد ذكر الله عز
وجل - الطواف بالبيت ولم يذكر الطواف بين الصفا والمروة، فأنزل الله - عز
وجل - (فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما)
الآية، قال أبو بكر: فأسمع / الآية نزلت في الفريقين كليهما فيمن طاف
وفيمن لم يطف.
148 - 691 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: قلت لها إني أظن لو أن رجلا ترك الطواف بين الصفا
والمروة، لم يضره؟ فقالت ولم؟ فقلت: قال الله - عز وجل - (فلا جناح
188

عليه أن يطوف بهما) فقالت: لو كان كما تقول، لكان (فلا جناح عليه
أن لا يطوف بهما) ثم قالت: وهل تدري مم ذاك؟.
كان ناس من الأنصار يهلون لصنمين على شاطئ البحر، ثم
يجيئون فيطوفون بين الصفا والمروة، ثم يحلفون فلما جاء الإسلام قالوا:
يا رسول الله هل علينا حرج أن نطوف بين الصفا والمروة، لما كانوا
يصنعون في الجاهلية، فأنزل - عز وجل - (إن الصفا والمروة من
شعائر الله) فعادوا فطافوا.
189

149 - 692 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم لا
يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم، قال: وقال عبد الرحمن بن القاسم: عن أبيه،
عن عائشة بمثله، وقال: ثم لا يعتزل شيئا مما يعتزله المحرم.
190

150 - 693 أخبرنا عمر بن محمد نا ليث بن سعد، عن الزهري،
عن عروة وعمرة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يبعث الهدي من المدينة، فأقتل قلائد هدي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ثم لا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم.
191

151 - 694 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة
قالت: كنت أفتل قلائد هدي رسول / الله - صلى الله عليه وسلم - فيبعث
به ثم يقيم فلا يجتنب شيئا مما يجتنبه المحرم.
152 - 695 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أنها أشعرت بدنتين، فضلتا فأتى لها عبد الله بن الزبير بدنتين مكانهما
فنحرتهما، ثم وجدت الأوليين فنحرتهما.
192

153 - 696 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أنها ساقت بدنتين فضلتا، فأهدى لها عبد الله بن الزبير بدنتين مكان
بدنتيها، فنحرتهما، ثم وجدت بدنتيها، فنحرتهما أيضا، وقالت: السنة أن
نفعل هكذا بالبدن.
154 - 697 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان قريش ومن دان بدينها، يقفون بالمزدلفة يسمون
الحمس، وسائر العرب تقف بعرفة، فأمر الله - عز وجل - نبيه أن يقف
بعرفة ثم يدفع منها، ثم أنزل الله - عز وجل -: (ثم أفيضوا من حيث
أفاض الناس).
193

155 - 698 أخبرنا عيسى بن يونس، نا ابن جريج، عن سليمان بن
موسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم: " أي امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل
فنكاحها باطل فنكاحها باطل فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له،
فإن كان دخل بها فلها مهرها بما استحل من فرجها ".
194

156 - 699 أخبرنا عبد الرزاق، نا ابن جريج، أخبرني سليمان بن
موسى أن الزهري أخبره، أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة أخبرته أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: أيما امرأة فذكر مثله سواء.
195

157 - 700 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن
أبيه /، عن عائشة قالت: جاء عمي من الرضاعة بعد ما ضرب الحجاب
علينا فقلت: والله لا آذن لك حتى يجئ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فأستأذنه، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " هو
عمك فليلج عليك " قالت: فقلت يا رسول الله إنما أرضعتني المرأة ولم
يرضعني الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " هو عمك
فليلج عليك ".
196

158 - 701 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أن أبا القعيس جاءها فأبت أن تأذن له، فاستأذنت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله.
197

159 - 702 أخبرنا عبد الرزاق، نا ابن جريج، أخبرني عطاء،
عن عروة أن عائشة أخبرته قالت: جاء عمي أبو الجعد من الرضاعة،
فرددته قال: فقال هشام: هو أبو القعيس، فجاء رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فأخبرته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: تربت
يداك أو قال: يمينك، ائذني له.
198

160 - 703 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أريتك قبل أن
أتزوجك مرتين، رأيت الملك يحملك في سرقة من حرير، فقلت له:
اكشف فكشف فإذا هي أنت، فقلت: إن أراد الله أن يمضيه أمضاه، ثم
رأيتك يحملك فقلت له: اكشف فإذا هي أنت فقلت: إن أراد الله أن
يمضيه أمضاه.
199

161 - 704 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن سالما يدعي لأبي حذيفة
ويأوي معه فيدخل علي فيراني فضلا ونحن في منزل ضيق، وقد
قال الله - عز وجل -: (أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) الآية،
فقال: أرضعيه تحرمي عليه.
200

162 - 705 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن ابن
شهاب أن عروة أخبره، أن عائشة قالت: جاءت سهلة بنت سهيل إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن سالما تبنى أبا حذيفة، فأرى
أنه ابني، وكان يأوي مع أبي حذيفة فكان يراني فضلا، وقد، نزل الله ما
ترى، فقال: أرضعيه، فأرضعته خمس مرات.
163 - 706 أخبرنا عبد الرزاق، نا ابن جريج قال: قال ابن شهاب
أخبرني عروة، عن عائشة أن أبا حذيفة تبنى سالما وكان مولى لامرأة من
201

الأنصار، كما تبنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زيدا، وكان في
الجاهلية من تبنى ولدا دعي إليه وورث من ميراثه، فأنزل الله - عز وجل -:
(أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله، فإن لم تعلموا آبائهم فإخوانكم في
الدين ومواليكم) فردوا إلى آبائهم.
وكان من لم يعلم له أب فمولى وأخ في الدين، فجاءت سهلة إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن أبا حذيفة
تبنى سالما ويأوي معه، فيدخل علي فضلا، وقد أنزل الله عز وجل - ما
علمت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرضعيه فأرضعته خمس
رضعات وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة.
202

164 - 707 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري قال: قال
بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - / لا أدري لعل هذا من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رخصة لسالم خاصة.
165 - 708 أخبرنا الفضل بن موسى، نا عبيد الله بن أبي زياد
القداح المكي، عن القاسم بن محمد أنه ذكر حديث سالم مولى أبي
203

حذيفة في الرضاعة، قال: ثم لم يرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في رضاع على فرق لأحد بعده.
166 - 709 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة
في قوله - تعالى -: (ويستفتونك في النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى
عليكم في الكتاب في يتامى النساء) الآية، قالت: أنزلت في اليتيمة
تكون عند الرجل لعلها أن تكون قد شركته في ماله وهو وليها، فيرغب في
أن ينكحها، ويكره أن يزوجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها
فأنزل الله - عز وجل -: (يستفتونك في النساء) الآية.
204

167 - 710 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة في قوله - عز وجل -: (وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو
إعراضا) قالت: أنزلت في المرأة تكون عند الرجل لا يستكثر منها
فيريد أن يطلقها ويتزوج غيرها فتقول له لا تطلقني وأمسكني فأنت في حل
من النفقة والقسمة لي فأنزل الله - عز وجل -: (فلا جناح عليهما أن
يصالحا بينهما صلحا) الآية.
205

168 - 711 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب
قال: كانت بنت محمد بن مسلمة تحت رافع بن خديج، فكره منها أمرا
وقال مرة فرابه منها كبر، فقالت: لا تطلقني وأقسم لي ما بدا لك
فجرت السنة بذلك.
206

169 - 712 أخبرنا جرير /، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: ما رأيت امرأة في مسلاخها مثل سوده بنت زمعة من امرأة
فيها حدة، فلما كبرت قالت: يا رسول الله جعلت يومي منك لعائشة،
فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقسم لعائشة يومين، يومها ويوم
سودة.
207

170 - 713 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: إن المرأة كالضلع، إن أقمتها كسرتها،
وإن تركتها استمتعت بها وفيها عوج.
171 - 714 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: جاءت امرأة رفاعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن
208

رفاعة طلقني فأبت طلاقي، وإني تزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير وما
معه إلا مثل هدبة الثوب، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وقال: " لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا حتى يذوق
عسيلتك وتذوقين عسيلته ".
209

172 - 715 أخبرنا النضر، نا صالح، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة مثله، وقال: فقالت يا رسول الله: وما معه إلا مثل هذه
وأخذت هدبة من جلبابها.
173 - 716 أخبرنا عبد الرزاق نا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة قالت: جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقالت: إن رفاعة طلقها آخر ثلاث تطليقات قالت: فتزوجت بعده
عبد الرحمن بن الزبير، وما معه إلا مثل / هذه الهدبة، وإنه طلقني فأبت
طلاقي، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لها: أتريدين أن
ترجعي إلى رفاعة؟ لا، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك قالت: وأبو بكر
جالس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخالد بن سعيد بن العاص جالس
بباب الحجرة لم يؤذن له، ففطن فنادى أبا بكر، فقال: يا أبا بكر ألا تزجر
هذه عما تجهر به عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
210

174 - 717 أخبرنا عبد الرزاق، نا بن جريج أخبرني ابن شهاب، عن
عروة، عن عائشة قالت: جاءت امرأة رفاعة القرظي إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن رفاعة طلقني ثلاث
تطليقات فذكر مثله سواء.
175 - 718 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
يا رسول الله إن زوجي طلقني، فتزوجت بعده زوجا غيره فلم يصب مني
ولم يلبث أن طلقني، فقالت: يا رسول الله لم يقربني إلا هبة واحدة فلم
يصب مني شيئا أفأحل لزوجي الأول، وإنما كان معه مثل الهدبة، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تحلين لزوجك الأول حتى يذوق
من عسيلتك وتذوقين من عسيلته ".
211

176 - 719 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا حتى تذوقي
عسيلته ويذوق عسيلتك " ولم يقص جرير القصة.
177 - 720 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: / ما غرت على امرأة من نساء رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ما غرت على خديجة وما بي أن أكون أدركتها، ولكن لكثرة ذكر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إياها إن كان مما يذبح الشاة فيتتبع
بها صدائق خديجة يهديها إليهن.
212

178 - 721 أخبرنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
تزوجني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا بنت ست، وبنى بي وأنا
بنت تسع.
213

179 - 722 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام عن أبيه، عن عائشة أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوجها وهي بنت ست وبنى بها وهي
بنت تسع.
214

180 - 723 أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن إسماعيل بن أمية، عن
عبد الله بن عروة، عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في شوال وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - كان أحظى عنده مني.
181 - 724 أخبرنا يحيى بن آدم، نا سفيان بهذا الإسناد مثله، وزاد
وقال فكانت عائشة تستحب البناء في شوال.
215

182 - 725 أخبرنا وهب بن جرير، نا أبي، قال: سمعت
محمد بن إسحاق يقول: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير يحدث عن
عروة، عن عائشة قالت: لما سبى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا
بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن
شماس ولابن عمه فكاتبها على نفسها، فكانت امرأة جلدة ملاحة لا
يكاد يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - تستعينه في كتابتها، فوالله ما هو إلا أن وقفت على باب الحجرة
فرأيتها كرهتها / وعرفت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيرى منها
مثل ما رأيت، فقالت جويرية يا رسول الله إنه كان من الأمر ما قد
عرفت فكاتبت على نفسي، فجئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أستعينه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو ما هو خير من ذلك؟
فقالت: وما هو؟ قال أتزوجك وأقضي عنك كتابتك، فقلت: نعم،
216

فقال: قد فعلت، فلما بلغ المسلمين ذلك قالوا أصهار رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فأرسلوا ما كان في أيديهم من سبايا بني المصطلق.
فلقد عتق بتزويجها مائة أهل بيت من بني المصطلق، قالت: فما
أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها.
183 - 726 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: اختصم سعد بن أبي وقاص، وعبد بن زمعة في ابن أمة زمعة، قال
سعد: أوصاني أخي عتبة إذا قدمت مكة فانظر ابن أمة زمعة فهو ابني،
وقال عبد بن زمعة: هو ابن أمة أبي ولد على فراش أبي، فرأى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - شبها بينا بعتبة فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " الولد للفراش، واحتجبي منه يا سودة ".
217

184 - 726 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة أن عتبة بن أبي وقاص قال لأخيه سعد: أتعلم أن ابن جارية
زمعة هو ابني؟ قالت: فلما كان يوم الفتح رأى سعد الغلام فعرفه بالشبه
218

فاحتضنه، وقال ابن أخي ورب الكعبة، وقال عبد بن زمعة: هو أخي
من / جارية أبي ولد على فراشه، قال فانطلقنا إلى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال سعد: ابن أخي وهو أشبه الناس بعتبة، وكان أبين الناس
شبها بعتبة، وقال عبد بن زمعة: هو أخي من جارية أبي ولد على فراش أبي،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الولد للفراش واحتجبي منه يا
سودة، لما رأى من شبه بعتبة قالت: فما رآها حتى فارق الدنيا ".
185 - 728 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم مسرورا،
فقال: يا عائشة ألم ترين أن مجزز المدلجي دخل علي وعندي أسامة بن
زيد، فرأى أسامة وزيدا عليهما قطيفة قد غطيا رؤسهما وبدت أقدامهما،
فقال: هذه أقدام بعضها من بعض.
قال سفيان: هذا تقوية للقافة.
219

186 - 729 أخبرنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، نا عطاء هو ابن
أبي مسلم الخراساني، عن ابن شهاب، عن علقمة بن وقاص،
220

وعروة بن الزبير، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا
سافر أقرع بين نسائه فأيهن خرج سهمها خرج بها معه.
221

187 - 730 أخبرنا يحيى بن آدم، نا ابن المبارك، عن يونس
الأيلي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - كان إذا سافر أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه.
188 - 731 أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن تميم بن سلمة،
عن عروة، عن عائشة أنها قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه
222

الأصوات / لقد جاءت خولة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
تشتكي زوجها فكان يخفي علي كلامها فأنزل الله - عز وجل - (قد
سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع
تحاوركما) الآية.
223

189 - 732 أخبرنا وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: جاءت هند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا
رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح ولا ينفق علي وعلى ولدي ما يكفيني
أفآخذ من ماله وهو لا يشعر؟، فقال: " خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف ".
224

190 - 733 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت جاءت هند بنت عتبة فقالت: إن زوجي أبا سفيان رجل
ممسك شحيح ولا يعطيني ما يكفيني وبني، أفآخذ من ماله وهو لا يعلم؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " خذي ما يكفيك وبنيك
بالمعروف ".
191 - 734 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة قالت: جاءت هند إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحب إلي أن يذلهم الله من أهل
خبائك، وما على ظهر الأرض اليوم أهل خباء أحب إلي أن يعزهم الله من
أهل خبائك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: وأيضا والذي نفسي
بيده ثم قالت هند: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل ممسك لا ينفق علي
225

وعلى عيالي، فهل علي حرج أن أنفق على عيالي بغير إذنه؟، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " لا حرج عليك / أن تنفقين عليهم
بالمعروف ".
192 - 735 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يحل لامرأة أن تحد على
امرأة أكثر من ثلاث إلا على زوجها ".
226

193 - 736 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقالت: يا رسول الله: إن لي زوجا، ولي ضرة، أفأقول:
أعطاني زوجي كذا وكساني كذا، وهو كذب، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: المتشبع بما لم يعطه كلابس ثوبي زور. قال أبو محمد:
سمعت إسحاق قال: سألت أبا العمر الأعرابي، وهذا ابن ابنة ذي الرمة،
227

عن تفسير ذلك فقال: كانت العرب إذا اجتمعت في المحافل وكانت لهم
جماع يلبس أحدهم ثوبين حسنين، فإن احتاجوا إلى شهادة شهد لهم بزور،
ومعناه أن يقول: إمضي دوره بثوبه يقولون ما أحسن ثيابه ما أحسن هيئته
فيتحرون شهادته فجعل المتشبع بما لم يعطه مثل ذلك.
228

194 - 737 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سحره رجل من
يهود بني زريق يقال له، لبيد بن الأعصم، حتى كان يخيل أنه فعل
الشئ ولم يفعله، حتى إذا كان ذات يوم وليلة قال يا عائشة: أشعرت
أن الله أفتاني فيما استفتيته أتاني ملكان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند
رجلي فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ فقال الآخر: هو مطبوب
بهذا فقال: ومن طبه؟ فقال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شئ،
قال: في مشط ومشاطة / وجف نخل طلعة ذكر، قال: وأين هو؟
229

قال: في بئر ذروان، قال: فأتاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
ناس من أصحابه فقال: يا عائشة كأن ماءها نقاعة الحناء وكأن رؤوس
نخلها رؤوس الشياطين، فقلت: يا رسول الله أفلا استخرجه؟ فقال: " قد
عافاني الله فكرهت أن أثور على المسلمين منه شرا ".
230

195 - 738 أخبرنا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة أن رجلا
سرق قدحا، فأتى به عمر بن عبد العزيز. قال هشام: فقال أبي: إنه لا
يقطع اليد في الشئ التافه، وقال أبي: أخبرتني عائشة أنه لم تكن اليد
تقطع في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أدنى ثمن من مجن أو
حجفة أو ترس.
231

196 - 739 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه قال:
لم تكن يد السارق تقطع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
الشئ التافه، ولم تكن تقطع على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في أقل من ثمن مجن، أو حجفة أو ترس.
232

197 - 740 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " القطع في ربع دينار
فصاعدا ".
233

198 - 741 أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني أبو سلمة سليمان بن
سليم الحمصي، حدثني الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر التعوذ من المغرم والمأثم، فقيل
له: يا رسول الله إنك تكثر التعوذ من المغرم والمأثم، فقال رسول الله -
234

صلى الله عليه وسلم -: " في الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد
فأخلف ".
199 - 742 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء.
235

200 - 743 أخبرنا محمد بن يزيد، عن سفيان بن حسين الواسطي،
عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " كل شرط ليس في كتاب الله فهو مردود وإن شرط مائة
شرط ".
236

201 - 744 أخبرنا ريحان بن سعيد السامي، نا عباد بن منصور،
حدثني هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، عن خالته عائشة زوج
النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " كنت لك كأبي زرع لأم زرع "، فقلت: بأبي وأمي يا
رسول الله، وما أبو زرع؟ فقال: اجتمع عشر نسوة فأقسمن ليصدقن عن
أزواجهن، فقالت إحداهن لا أخبر خبره أخاف أن لا أذره من سوء.
237

وقالت أخرى: هو العشنق، إن أتكلم أطلق، وإن أسكت
أعلق، وقالت أخرى: هو لحم جمل غث فوق جبل لا سمين فيرتقي، ولا
سهل فينتقل.
وقالت أخرى: ما علمت إذا أكل لف، وإذا شربت اشتف،
ولا يدخل الكف فيعرف البث.
238

وقالت أخرى: هو ليل تهامة لا حر، ولا قر، ولا مخافة.
وقالت أخرى: المس مس، أرنب والريح ريح زرنب، تغلبه
والناس يغلب.
وقالت أخرى: هو ما علمت إذا دخل فهد، وإذا خرج أسد ولا
يسأل عما عهد.
وقالت أخرى: هو ما علمت طويل النجاد، رفيع العماد، عظيم
الرماد، قريب البيت من الزاد.
وقالت أخرى: هو مالك، وما مالك؟، له إبل كثيرات المسالك
239

قليلات المبارك، إذا سمعت يوما صوت مزمار أيقن أنهن هوالك
وقالت / أخرى: هو أبو زرع وما أبو زرع: صاحب نعم وزرع آنسني
فآنس من شحم عضدي ومن حل أذني، وبجحني، فبجحت نفسي
إلي، فعنده أنام فأتصبح وأشرب فأتقنح وأقول فلا أقبح، وجدني في
240

أهل شاة بشق، فجعلني في أهل صهيل، وأطيط، ودائس ونقي،
فابن أبي زرع وما ابن أبي زرع؟ مرقدة، عند كالشطبة، ويشبعه ذراع
العضبة.
فابنة أبي زرع وما ابنة أبي زرع؟ عطف ردائها وملء لباسها، وطوع أبيها،
وطوع أمها، وقرة عين أهلها وعبر لجارتها. فخادم أبي زرع وما خادم
241

أبي زرع؟ لا تفشي حديثنا تبثيثا، ولا تفسد ميرتنا، تنقيثا، ولا تملأ
بيتنا تعشيشا، خرج من عندي أبو زرع والأوطاب، تمخض فرأى
امرأة معها ابنان لها كالفهدين يلعبان برمانتين، فطلقني ونكحها فتزوجت
242

بعده شابا سخيا، فخرج شريا، وأخذ خطيا، وساق من كل سائمة
زوجا، فقال:
ميري بهذا أهلك يا أم زرع، فقلت: لو جعلت هذا كله في أدنى
وعاء لأبي زرع لم يملئه، قالت: فقلت: يا رسول الله بل أنت خير لي من
أبي زرع.
202 - 745 قال إسحاق: ورواه عيسى بن يونس، عن هشام بن
عروة، عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: اجتمع إحدى
عشرة نسوة ثم ذكر في آخره، قال: فقلت يا رسول الله: أنت خير لي من
أبي زرع.
243

203 - 746 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كاتبت بريرة على نفسها بتسع أواق، في كل سنة أوقية
فأتت عائشة تستعينها، فقالت: لا إلا أن يشاؤوا أن / أعدها لهم عدة
واحدة ويكون الولاء لهم، فذهبت بريرة وكلمت بذلك أهلها، فأبوا عليها
إلا أن يكون الولاء لهم، فجاءت إلى عائشة وجاء رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - عند ذلك فقال لها ما قال أهلها؟ فقالت: لا ها الله إذا إلا أن
يكون الولاء لي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " ما هذا؟ " فقلت
244

يا رسول الله: إن بريرة أتتني تستعين بي على كتابتها، فقلت: لا إلا أن
يشاؤوا أن أعدها لهم عدة واحدة ويكون الولاء لي، وقد ذكرت ذلك
لأهلها، فأبوا عليها إلا أن يكون الولاء لهم، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم: " ابتاعيها واشترطي لهم الولاء وأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق ".
ثم قال فخطب الناس، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: " ما بال
أقوام يشترطون شروطا ليس في كتاب الله، يقولون: أعتق يا فلان، والولاء
لي كتاب الله أحق وشرط الله أوثق، وكل شرط ليس في كتاب الله فهو
باطل، وإن كان مائة شرط "، فخيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
من زوجها وكان عبدا فاختارت نفسها، قال عروة: لو كان حرا ما خيرها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
245

204 - 747 أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، نا وهيب، عن
عبيد الله بن عمر، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة قالت:
كان زوج بريرة عبدا.
أخبرنا المخزومي، نا وهيب، عن عبيد الله قال: وقال نافع عن
صفية بنت أبي عبيد كان زوجها عبدا.
205 - 748 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة / أنها أرادت أن تشتري بريرة، فاشترط أهلها الولاء فذكرت ذلك
للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
246

" اشترطي لهم الولاء فإن الولاء لمن أعتق، قالت: ثم خطبهم فقال:
ما بال الرجل يقول: اشتري فلانا والولاء لي كل شرط ليس في كتاب الله
فهو باطل، وإن كان مائة شرط.
206 - 749 أخبرنا أبو عامر، نا أبو معشر، عن هشام، عن أبيه،
عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر
بريرة حين أعتقت أن تعتد عدة الحرة.
247

207 - 750 أخبرنا عيسى بن يونس ويزيد بن هارون ووكيع، قالوا: نا
ابن أبي ذئب، عن مخلد بن خفاف وهو ابن إيماء بن رخصة الغفاري،
عن عروة، عن عائشة قالت: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن
الخراج بالضمان.
248

[...]
249

208 - 751 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أن رجلا قال: يا رسول الله، إن أمي افتلتت، وإني ظننتها أن لو تكلمت
أوصت بصدقة فهل لها أجر؟ إن تصدقت عنها، قال: نعم.
209 - 752 أخبرنا عبدة بهذا الإسناد مثله وقال: نعم إن شئت.
250

210 - 753 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يا فاطمة بنت محمد ويا صفية بنت
عبد المطلب يا بني عبد المطلب إني لا أغني عنكم من الله شيئا، سلوني
من مالي ما شئتم ".
251

211 - 754 أخبرنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: سأل الحارث بن هشام رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - كيف يأتيك الوحي؟ فقال: " يأتيني / أحيانا مثل صلصلة
الجرس فيفصم عني وقد وعيت منه ما يقول وهو أشد شئ علي،
وأحيانا يأتيني في مثل صورة الفتى فينبذه إلي وهو أهون علي.
252

212 - 755 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة أن
الحارث بن هشام سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كيف يأتيك
الوحي؟ فقال: " كل ذلك يأتيني يأتيني الملك أحيانا في مثل صلصلة الجرس
فذكر مثله ".
253

213 - 756 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أوحي إليه
وهو على ناقته لا تستطيع أن تتحول حتى سرى عنه.
214 - 757 أخبرنا الوليد بن مسلم، عن ابن أبي ذئب، عن
القاسم بن عباس، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه
254

وسلم - أتى بظبية فيها خرز فقسم منها للحر والعبد، قالت عائشة وكان
أبي يقسم للحر والعبد.
215 - 758 أخبرنا الملائي، نا ابن أبي ذئب، عن القاسم بن
عباس، عن عبد الله بن نيار، عن عروة، عن عائشة، أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - أتى بظبية فيها خرز فقسم منها للحر والأمة.
255

216 - 759 أخبرنا وكيع، نا مالك بن أنس، عن عبد الله بن نيار،
عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنا لا
نستعين بمشرك ".
217 - 760 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري أخبرني
عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان
256

الدين، ولم يمرر علينا يوم إلا يأتينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه
طرفي النهار، بكرة وعشية، فقال رسول الله / - صلى الله عليه وسلم -
للمسلمين: " إني رأيت سبخة ذات نخل بين حرتين، فهاجر من هاجر
قبل المدينة ".
257

218 - 761 أخبرنا سفيان (الثوري)، عن الزهري، عن عروة - إن
شاء الله - عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما نفعنا
مال ما نفعنا مال أبي بكر ".
258

219 - 726 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة
قالت: استأذن حسان بن ثابت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هجاء
المشركين، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " فكيف بنسبي؟ " فقال
حسان: لأسلنك منهم كما تسل الشعرة من العجين، قال أبي ذهبت
أسب حسان عند عائشة فقالت: لا تسبه، فإنه كان ينافح عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشركين.
259

220 - 763 أخبرنا النضر، نا صالح، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: ما بايع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - امرأة قط
فمس يدها ما بايعهن إلا بهذه الآية بايعهن (على أن لا يشركن بالله
شيئا) تلا الآية كلها، وما مست يده يد امرأة قط.
260

221 - 764 أخبرنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمد بن
إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة قالت: وجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع في
حجرتي حين دخل من المسجد فدخل رجل من آل أبي بكر وفي يده
سواك أخضر فنظر إليه فعرفت أنه يريده، فقلت: يا رسول الله أتحب أن
آخذه؟ فقال: نعم، فأخذته فمضغته له حتى ألنته فدفعته إليه، فاستن
كأحسن ما رأيته استن، وجعل يثقل في حجري فرفعت يدي
فنظرت / إليه وشخص بصره وهو يقول: بل الرفيق الأعلى من الجنة،
قالت: فقلت له: قد خيرت فاخترت.
261

222 - 765 أخبرنا وكيع، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن
عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: كنت أسمع أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - لا يموت حتى يخير بين الدنيا والآخرة فأخذته بحة في مرضه
فسمعته يقول: (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) فعلمت أنه خير.
223 - 766 أخبرنا النضر، نا شعبة، نا سعد بن إبراهيم قال: سمعت
عروة بن الزبير يحدث عن عائشة مثله سواء.
262

224 - 767 أخبرنا أبو الوليد، نا أبو عوانة، عن هلال - وهو
الوزان - عن عروة، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في مرضه الذي لم يقم منه: " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور
أنبيائهم مساجد "، قالت عائشة: لولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن
يتخذ مسجدا.
263

225 - 768 أخبرنا وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
أنهم ذكروا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنيسة، فقالت إحداهن
رأيت كنيسة بأرض الحبشة عليها تصاوير، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " أولئك قوم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا
وصوره أولئك شرار الخلق ".
264

226 - 769 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أنهم تذاكروا فذكر مثله، وقال: كنيسة يقال لها مارية، وقال: " شرار
الخلق عند الله يوم / القيامة ".
227 - 770 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض
سحولية من كرسف ليس فيها قميص ولا عمامة، فأما الحلة فأنها شبهت
على الناس أنها اشتريت ليكفن بها فلم يكفن فيها وكفن في ثلاثة أثواب،
فأخذ الحلة عبد الله بن أبي بكر فقال: احبسها لأكفن فيها ثم قال: لو
رضيها الله لكفن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فباعها وتصدق بثمنها.
265

228 - 771 أخبرنا وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب بيض ليس
فيها قميص ولا عمامة.
266

229 - 772 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: كفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ثلاثة أثواب
سحولية بيض.
أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ويثيب عليها.
267

231 - 774 أخبرنا النضر، نا صالح، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة قالت: قالت رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" من أولى معروفا فليكافئ به فإن لم يستطع فليذكره فإذا ذكره فقد
شكره والمتشبع بما لم ينل كلابس ثوبي زور ".
268

232 - 775 أخبرنا جعفر بن عروة، نا ابن أبي ذئب، عن مخلد بن
خفاف قال: كان بيني وبين شركائي عبد فاقتويناه بيننا وكان بعض
الشركاء غائبا فقدم فأبى أن يجيزه فخاصمنا إلى هشام فقضى برد الغلام
والخراج وكان الخراج بلغ ألفا، فأتيت عروة بن الزبير فأخبرته، فقال:
أخبرتني عائشة عن / رسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قضى أن الخراج
بالضمان فأتيت هشاما فأخبرته فرده ولم يرد الخراج.
233 - 776 أخبرنا روح، نا ابن أبي ذئب، عن مخلد بن خفاف
أن عبدا كان بين شركاء، فباعوه وبعض الشركاء كان غائبا، فقدم فأبى
أن يجيزه وقد اجتمع من الخراج في سنين ألفا فخاصمهم إلى هشام بن
إسماعيل فذكر مثله.
269

234 - 777 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة
قالت: لم يزل النبي - صلى الله عليه وسلم - يسأل عن الساعة حتى نزلت
(فيم أنت من ذكراها إلى ربك منتهاها).
235 - 778 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان الأعراب يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن
270

الساعة، فنظر إلى بعضهم فقال: " إن عاش هذا لم يقتله الهرم حتى
تقدم ساعته ".
236 - 779 أخبرنا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها أيام منى وعندها جاريتان تغنيان
وتضربان بدفين ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسجى على وجهه
الثوب لا يأمرهن ولا ينهاهن فنهرهن أبو بكر فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم: " دعهن يا أبا بكر فإنها أيام عيد ".
271

237 - 780 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة أن أبا
بكر - رضي الله عنهما - دخل عليها يوم عيد وعندها جاريتان تلعبان بدفين
فنهاهن أبو بكر وقال: أتفعلون هذا - ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -
جالس؟ فقال / رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دعهن يا أبا بكر فإن
لكل قوم عيدا، وهذا عيدنا ".
272

238 - 781 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائما على باب
حجرتي والحبشة يلعبون بحرابهم فجعل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يسترني بردائه لأنظر إلى لعبهم، فجعلت أنظر من بين عاتقه وأذنه
حتى أكون أنا التي انصرفت، فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن الحريصة
على اللهو.
273

239 - 782 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كانت الحبشة يلعبون بحرابهم ورسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يسترني بردائه فذكر مثله، ولم يقل بين عاتقه وأذنه.
274

240 - 783 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات أنا وصواحب لي فيدخل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتقمعن منه ورسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يسربهن إلي.
241 - 784 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
275

242 - 785 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة قالت: كنت ألعب باللعب فيأتيني صواحبي فإذا دخل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فررن منه فيأخذهن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فيردهن إلي.
276

أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " خلقت
الملائكة من / نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف
لكم ".
244 - 787 أخبرنا أبو أسامة، نا ابن المبارك، عن معمر بهذا
الإسناد مثله.
277

245 - 788 أخبرنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى آل خالد بن عرفطة
حدثني ابن المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي صالح، عن
عكرمة قال: خلقت الملائكة من نور العزة، وخلق إبليس من نار العزة.
246 - 789 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار، وفتنة النار وفتنة القبر وعذاب
القبر وشر فتنة المسيح الدجال، وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر، اللهم
اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب
الأبيض من الدنس، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمغرم
والمآثم ".
278

247 - 790 أخبرنا وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يدعوا بهذه
الكلمات: " اللهم إني أعوذ بك فذكر مثله ".
279

248 - 791 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهؤلاء
الكلمات، فذكر مثله وترك منها كلمة والهرم.
249 - 792 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام، عن أبيه، عن
عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله، وترك قوله وعذاب النار.
250 - 793 أخبرنا النضر، نا صالح، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: / " إنما أنا بشر
أغضب وأعاقب، فمن غضبت عليه أو عاقبته فأجعله له كفارة ورحمة ".
280

251 - 794 أخبرنا المقري، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني
عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد النوم جمع يديه ثم
نفث فيهما ثم يقرأ، قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ
برب الناس ثم يمسح بها وجهه ورأسه وسائر جسده.
قال عقيل: ورأيت ابن شهاب يفعل ذلك.
281

252 - 795 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينفث على نفسه
بالمعوذات في مرضه قلت لابن شهاب: كيف كان يصنع؟ قال: كان ينفث
في يديه ثم يمسح بها وجهه قالت: فلما ثقل جعلت أقرأ بالمعوذات في يديه
ثم أمسح بيديه نفسه.
282

253 - 796 أخبرنا وكيع، نا مالك بن أنس، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينفث في
الرقية.
254 - 797 أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرقى أو يعوذ شك عبدة
فيقول: " امسح البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت ".
283

255 - 798 أخبرنا النضر، نا هشام وهو ابن عروة أخبرني أبي، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرقي يقول: " امسح
البأس رب الناس بيدك الشفاء لا كاشف له إلا أنت ".
256 - 799 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعوذ فيقول: " امسح البأس رب
الناس، لا شفاء إلا شفاءك، / أشف شفاء لا يغادر سقما ".
284

257 - 800 أخبرنا سفيان، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يقولن أحدكم خبثت
نفسي، ولكن ليقل لقست نفسي ".
285

258 - 801 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقولن أحدكم إني خبيث
النفس، ولكن ليقل لقس النفس ".
259 - 802 أخبرنا الملائي، نا سفيان، عن إسماعيل بن أمية،
عن عبد الله بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت: تزوجني رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - في شوال، وأدخلت عليه في شوال فأي نساء
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحظى عنده مني، وكانت عائشة
تستحب أن تدخل نساءها في شوال.
286

260 - 803 أخبرنا يحيى بن يحيى، نا إسماعيل بن عياش، عن
هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إنما المرأة
كالضلع إن أردت أن تقومها كسرتها، وقد تستمتع بها وفيها عوج ".
287

261 - 804 أخبرنا بشر بن عمر الزهراني، نا سليمان بن بلال،
عن عمرو بن أبي عمرو الأسلمي، عن حبيب بن هند الأسلمي، عن
عروة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أخذ
السبع الأول فهو حبر " قال النضر: لا يكون الخير إنما هو الحبر.
288

262 - 805 أخبرنا وكيع، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " خمس فواسق يقتلن في الحل
والحرم: الغراب، والحدأة، والكلب العقور، والعقرب، والفأرة ".
363 - 806 أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة قال: أراه عن أبيه،
عن عائشة قالت: كنت أسابق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسبقه
فلما حملت / اللحم سابقته فسبقني.
264 - 807 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت:
289

جاء أهل اليمن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسألوه عن
البتع، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " كل مسكر حرام ".
290

265 - 808 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل شراب أسكر
فهو حرام ".
266 - 809 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك
مرضاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
291

267 - 810 أخبرنا عبدة بن سليمان ووكيع، قالا: نا هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ضرب خادما له قط ولا امرأة ولا ضرب بيده شيئا قط، زاد عبدة فيه " إلا
أن يجاهد في سبيل الله ".
292

268 - 811 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب خادما قط ولا
ضرب بيده شيئا قط إلا أن يجاهد في سبيل الله، ولا نيل منه شئ فينتقم
من صاحبه إلا أن يكون لله، فإذا كان انتقم له، ولا خير بين أمرين إلا
أخذ أيسرهما ما لم يكن مأثما، فإذا كان مأثما كان أبعد الناس منه.
269 - 812 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب
خادما له ولا امرأة قط ولا ضرب بيده شيئا قط، إلا أن يجاهد في
سبيل الله، لا خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن / إثما فإذا كان
إثما كان أبعد الناس منه، ولا انتقم من أحد قط لنفسه إلا أن تنتهك
حرمات الله، فإذا انتهك حرمات الله انتقم منه.
293

270 - 813 أخبرنا جرير، عن منصور، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خير
بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما ولا انتصر لنفسه من مظلمة ما لم
يكن محرما، فإذا كان محرما اشتد غضبه عند ذلك.
294

271 - 814 أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وعلي سواران معاودان من ذهب وفضة فقال: " ألا أدلك على ما هو
أحسن من ذلك؟ تجعلينه من فضة ونحاسة فإذا هو كأنه ذهب ".
272 - 815 أخبرنا روح، نا صالح، نا ابن شهاب، عن عروة، عن
عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
295

273 - 816 أخبرنا وكيع، نا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن
عائشة وهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - دخل على صفية فقالوا: هي حائض، فقال: " ما أراها إلا
حابستنا " فقالوا: إنها قد أفاضت، ثم حاضت، قال: " فلتنفر ".
274 - 817 أخبرنا عبد الرزاق، أنا معمر عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: دخل رجل من اليهود على رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقال: السام عليكم، فقال: " وعليكم "، قالت: ففهمتها،
فقلت: وعليكم السام واللعنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يا عائشة عليك بالرفق، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله "، فقلت: يا
رسول الله / ألم تر إلى ما قال: السام عليكم، قال: " فقد قلت:
وعليكم ".
296

275 - 818 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة أن
أسماء جاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن أمي
جاءتني من مكة وهي مشركة راغبة فلي أن أصلها، فقال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: " فصليها ".
297

276 - 819 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة قالت: ما سبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبحة
الضحى، قالت عائشة: وإن كان ليترك العمل مخافة أن يستن الناس به
فيفرض عليهم، وكان يحب من العمل ما خف.
298

277 - 820 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا
يسبح سبحة الضحى وإني لأسبحها.
278 - 821 أخبرنا محمد بن بكر، نا ابن جريج، عن عطاء،
أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وأنا معترضة على
السرير بيني وبينه القبلة، قالت: أبينهما جدار؟ فقالت: لا هو في البيت،
زاد غير عطاء فيه، فإذا أراد أن يوتر نحاها.
299

279 - 822 أخبرنا وكيع، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن عروة وأبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كان إذا أراد أن يأكل وهو جنب غسل يديه.
300

280 - 823 أخبرنا عثمان بن عمر، نا يونس الأيلي، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا
تحرم المصة والمصتان ".
281 - 824 أخبرنا المقري، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو
الأسود، عن عروة، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى ركعتي / الفجر
اضطجع على شقه الأيمن.
301

282 - 825 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: أعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بصلاة العشاء ذات ليلة فقال عمر: نام النساء والصبيان، فخرج
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " هذه صلاة لا ينتظرها أهل دين
غيركم، وذلك قبل أن يفشو الإسلام ".
302

283 - 826 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري وقال: أعتم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعشاء فذكر نحوه.
قال إسحاق: ورواه رباح، عن معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة.
303

284 - 827 أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي، نا يونس
الأيلي، عن الزهري، أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة أخبرته: أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج في جوف الليل فصلى في المسجد
فصلى الناس، وأصبح الناس يتحدثون ذلك، فكثر الناس، فخرج عليهم
الليلة الثانية فصلى فصلوا بصلاته، فأصبحوا يتحدثون ذلك، حتى كثر
الناس فخرج الليلة الثالثة فصلى فصلوا بصلاته فأصبحوا يتحدثون ذلك،
فكثر الناس حتى عجز المسجد عن أهله، فلم يخرج إليهم، فطفق الناس
يقولون الصلاة، فلم يخرج إليهم، حتى خرج لصلاة الفجر، فلما قضى
الفجر أقبل على الناس فتشهد، ثم قال:
" أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة، ولكني خشيت أن يفرض
عليكم صلاة الليل فتعجزوا عن ذلك "، قال:
304

فكان يرغبهم في قيام الليل من غير أن يأمرهم بعزيمة أمر ويقول:
" من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا / غفر له ما تقدم من ذنبه "، قال: فتوفي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والأمر على ذلك، ثم كذلك حتى كان
في خلافة أبي بكر الصديق وصدرا من خلافة عمر، حتى جمعهم عمر على
أبي بن كعب، فقام بهم في رمضان، فكان ذلك أول اجتماع الناس على
قارئ واحد في رمضان.
285 - 828 أخبرنا عبد الله بن يزيد المقري، نا سعيد بن أبي أيوب،
حدثني جعفر بن ربيعة، عن مجاهد بن وردان، عن عروة، عن عائشة
305

قالت: كنت عند أبي بكر حين حضرته الوفاة، فتمثلت هذا البيت، قلت:
من لا يزال دمعه مقنعا يوشك أن يكون مرة مدفونا
فقال: يا بنية: لا تقولي هكذا، ولكن قولي: (وجاءت سكرة الموت
بالحق، ذلك ما كنت منه تحيد)، ثم قال: في كم كفن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: في ثلاثة أثواب، فقال: كفنوني في ثوبي
هذين واشتروا إليهما ثوبا جديدا فإن الحي أفقر إلى الجديد من الميت وإنما
هو للمهلة أو للمهنة.
286 - 829 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
لما ثقل أبو بكر قال: أي يوم هذا؟ فقلنا؟ يوم الاثنين، قال: فأي يوم مات
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقلنا: يوم الاثنين، قال فإني أرجو فيما
بيني وبين الليل ثم قال: إذا أنا مت فكفنوني في ثوبي هذا واغسلوه وضموا
306

إليه ثوبين جديدين، فقلنا له: ألا نجعلها كلها جددا؟ فقال إن الحي
أحوج إلى الجديد من الميت، وإنما هو للمهلة، فتوفي ليلة الثلاثاء -
رضي الله عنه.
287 - 830 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عورة، عن
أبيه قال سأل أبو بكر عائشة عن ذلك فذكر مثله / وقالت: فتوفي أبي مساء
يوم الاثنين ودفن ليلا قبل أن يصبح.
288 - 831 أخبرنا أبو أسامة، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحب الحلواء
والعسل.
307

289 - 832 - أخبرنا سفيان، عن ابن المنكدر: أنه سمع عروة بن
الزبير يحدث عن عائشة قالت: استأذن رجل على رسول الله - صلى الله
308

عليه وسلم - فقال: " ائذنوا له فبئس ابن العشيرة أو بئس أخو العشيرة "،
فلما دخل ألان له القول، قالت عائشة: فقلت يا رسول الله، قلت ما
قلت: فلما دخل ألنت له القول، فقال: " يا عائشة إن شر الناس منزلة
عند الله يوم القيامة من ودعه الناس اتقاء شره ".
290 - 833 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن ابن المنكدر، عن
عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله،
وقال: " من تركه الناس اتقاء شره أو فاحشة "، قال معمر: وبلغني أن
الرجل كان عيينة بن حصن.
309

291 - 835 أخبرنا جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن عائشة
نحوه وقال: إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة الذين يكرمون اتقاء
شرهم.
292 - 835 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه أن عائشة قالت: يا رسول الله كل نسائك لها كنية غيري، فقال لها:
" فاكتني بابنك عبد الله بن الزبير ".
310

293 - 836 أخبرنا روح، نا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصوم
عاشوراء، ويأمرنا بصيامه.
311

294 - 837 أخبرنا عبد الصمد، نا حماد بن سلمة، عن هشام / بن
عروة، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من أهل
النار، فإذا كان قبل موته تحول، فعمل بعمل أهل النار فمات فدخل
النار.
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار وإنه لمكتوب في الكتاب أنه من
أهل الجنة، فإذا كان قبل موته عمل عمل أهل الجنة فمات فدخل الجنة ".
312

295 - 838 أخبرنا عيسى بن يونس، نا هشام بن عروة، عن أبيه أن
ناسا من الأعراب كانوا يأتون أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بلحم فقالوا: يا رسول الله إن ناسا من الأعراب يأتوننا بلحم ولا ندري
أذكر اسم الله عليه أم لا؟. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" اذكروا اسم الله عليه وكلوا ".
313

296 - 839 أخبرنا النضر، نا هشام أخبرني أبي أحسبه، عن عائشة
أن ناسا قالوا: يا رسول الله أن قوما يأتون بلحمان فلا ندري أذكر اسم الله
عليه أم لا؟ فقال: " اذكروا اسم الله عليه وكلوا ".
297 - 840 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر عن الزهري، أخبرني
عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
أول ما بدئ به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - - من الوحي
الرؤيا الصالحة وكان لا يكاد يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح،
وحبب إليه الخلاء وكان يأتي حراء فيتحنث فيه - والتحنث هو التعبد -
الليالي ذوات العدد ويتلذذ لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده بمثل ذلك
حتى يجيئه الحق. وهو في غار حراء أتاه الملك فقال له: اقرأ، فقال
314

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: ما أنا بقارئ. قال: فغطني
حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني /، فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ،
وقال: فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا
بقارئ، قال: فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، وقال: (اقرأ
باسم ربك الذي خلق) حتى بلغ (علم الإنسان ما لم يعلم).
315

قال: فجئت خديجة، فقلت: زملوني زملوني، فزملوني حتى ذهب
عني الروع، فقلت: يا خديجة مالي؟ والله إني لأخشى علي فقالت: أبشر
فوالله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل
الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق.
فذهبت به خديجة إلى ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن
قصي بن كلاب، فكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله، فقالت له
خديجة: أخبر ورقة بن نوفل بما رأيت، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ورقة بما رأى. فقال ورقة:
هذا الناموس الذي أنزل على موسى، يا ليتني أكون فيه جذعا،
وأدرك حين يخرجك قومك، فقال: أو مخرجي هم؟ فقال: نعم والله لا
316

يأتي أحد بمثل ما جئت به إلا عودي، ولئن أدركت يومك لأنصرنك
نصرا مؤزرا، وفتر الوحي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فترة،
فحزن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا حتى
يكون على شواهق رؤوس الجبال، فلما كان كذلك تبدى له جبريل
فيقول له: يا محمد: إنك رسول الله حقا فيسكن بذلك جأشه، وتقر
نفسه فكلما فتر الوحي فترة فعل مثل ذلك وتبدى له جبريل فقال له: مثل
ذلك /.
298 - 841 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، أخبرني هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستعذب
له الماء من بئر السقيا.
317

299 - 842 أخبرنا وكيع، نا هشام بن عورة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تحروا ليلة القدر في العشر
الأواخر من رمضان ".
318

300 - 843 أخبرنا النضر، نا هشام صاحب الدستوائي، عن
يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عروة، عن عائشة
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل هو صائم.
301 - 844 أخبرنا النضر، نا هشام وهو ابن عروة قال: أخبرني أبي
عن عائشة قالت: كان فراش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آدم
حشوه ليف.
319

302 - 845 أخبرنا أبو معاوية بهذا الإسناد مثله، وقال: كان
ضجاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أدم.
320

303 - 846 أخبرنا وكيع، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة أنها كانت
ترجل رأس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي حائض.
304 - 847 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة
قالت: أمروا أن يستغفروا لأصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فسبوهم.
321

305 - 848 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث أبا جهم مصدقا
فنازعه رجل في صدقته فضربه، فشجه، فأتوا النبي - صلى الله عليه
وسلم - فقالوا: القود، فقال: " لكم كذا وكذا " فلم يرضوا ثم قال:
" لكم كذا وكذا "، فلم يرضوا ثم قال: " لكم كذا وكذا فرضوا "، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني خاطب على الناس فمخبرهم
برضاكم " /، فقالوا نعم فقام فخطب فقال: " إن هؤلاء الليثين أتوني
فسألوني القود، فأعطيتهم كذا وكذا، فرضوا، أرضيتم؟ " فقالوا: لا،
فهم المهاجرون بهم فقال لهم النبي - صلى ا... عليه وسلم: " كفوا فكفوا " ثم
أعطاهم وزادهم فرضوا، فقال: " إني خاطب الناس فمخبرهم برضاكم "،
فقالوا: نعم، قال: " إن هؤلاء أعطيناهم وزدناهم فرضوا، كذلك؟ " فقالوا:
نعم.
322

306 - 849 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة أنه
أخبره عن عائشة قالت: لم أعقل أبوي قط إلا وهما يدينان الدين ولم يمرر
علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرفي النهار بكرة
وعشية، فلما ابتلى المسلمون خرج أبو بكر مهاجرا قبل أرض الحبشة، فلقيه
ابن الدغنة وهو سيد القارة، فقال له:
أين يا أبا بكر؟ فقال: أخرجني قومي فأنا أسيح في الأرض وأعبد
ربي، فقال له ابن الدغنة:
إن مثلك يا أبا بكر لا يخرج، ولا يخرج، إنك لتكسب المعدوم
وتصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكل، وتعين على نوائب
323

الحق فأنا لك جار فارتحل ابن الدغنة ورجع معه أبو بكر، فقال لهم،
وطاف في كفار قريش، فقال لهم: أن أبا بكر لا يخرج ولا يخرج مثله، إنه
يكسب المعدوم، ويصل الرحم ويحمل الكل، ويقري الضيف، ويعين على
نوائب الحق.
فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة، وأمنوا أبا بكر، وقالوا لابن
الدغنة: مر أبا بكر أن يعبد ربه في داره، ويصلي ما شاء ويقرأ ما شاء ولا
يؤذينا، ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره / ففعل أبو بكر ذلك،
ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن،
فيتقصف عليه نساء المشركين وأبنائهم، فيتعجبون منه وينظرون إليه،
وكان أبو بكر رجلا لا يملك دمعة إذا قرأ القرآن.
فأرسلوا إلى ابن الدغنة، فقدم عليهم، فقالوا: إنا إنما أجرنا أبا بكر
أن يعبد ربه في داره وقد ابتنى مسجدا بفناء داره وأنه أعلن بالصلاة
والقراءة، وإنا خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا، فأته، فقل له: إما أن يقتصر
على أن يعبد ربه في داره، وإن أبى إلا أن يعلن ذلك فليرد إليك ذمتك فإنا
نكره أن نخفر ذمتك ولسنا بمقرين لأبي بكر الاستعلان.
فأتى ابن الدغنة أبا بكر، فقال: قد علمت الذي عقدت لك علينا
إما أن تقصر على ذلك وإما أن ترجع إلي ذمتي، فإني لا أحب أن يسمع
العرب أني أخفرت في عقد رجل عقدت له، فقال أبو بكر: فإني أرضى
324

بجوار الله وجوار رسوله - صلى الله عليه وسلم - ورسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يومئذ بمكة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
للمسلمين:
" أريت دار هجرتكم رأيت سبخة ذات نخل بين لابتين وهما
حارتان "، لو فهاجر من هاجر قبل المدينة، حتى ذكر ذلك لرسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ورجع إلى المدينة بعض من كان هاجر إلى أرض
الحبشة من المسلمين، وتجهز أبو بكر مهاجرا فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم: " على رسلك يا أبا بكر فإني أرجو أن يؤذن لي "، فقال: فداك
أبي وأمي / أو ترجو ذلك؟ قال: " نعم ".
فحبس أبو بكر نفسه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - - لصحابته
وعلف راحلتين كانتا له ورق السمر أربعة أشهر، قال الزهري: قال
عروة: فقالت عائشة: فبينما نحن في بيتنا في نحر الظهيرة إذ قال قائل
لأبي بكر: هذا رسول الله مقبلا متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها فقال
أبو بكر: فدا له، أبي وأمي إن جاء به هذه الساعة لأمر فجاء رسول الله -
325

صلى الله عليه وسلم - فاستأذن فأذن له، فدخل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقال: " يا أبا بكر أخرج من عندك " فقال أبو بكر: يا رسول الله
إنما هم أهلك، قال: " فنعم، قال: قد أذن لي " قال أبو بكر: خذ إحدى
راحلتي هاتين، فقال: " نعم بالثمن "، قالت: فجهزناهما أحث الجهاز
وصنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء من نطاقها فأوكت بها
الجراب، فلذلك كانت تسمى ذات النطاق فلحق رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - وأبو بكر في غار في جبل يقال له ثور، فمكثنا فيه ثلاث ليال.
307 - 850 أخبرنا أبو مالك الجنبي، نا الحجاج وهو ابن
أرطاة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة، عن عائشة قالت:
326

فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فخرجت في أثره
فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في البقيع رافعا يديه إلى السماء يدعو
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا بنت أبي بكر ما الذي
أخرجك؟ " فقالت: أشفقت أو خفت / أن تكون خرجت إلى بعض نسائك،
فقال: " ما أخرجك " ثم قال: " إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل
الرب تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيغفر من الذنوب أكثر من عدد شعر
غنم كلب ".
327

308 - 851 أخبرنا النضر، نا هشام وهو ابن عروة، أخبرني أبي،
عن عائشة قالت: كان يأتي على أهل بيت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - الشهر لا نوقد فيه نارا إلا أن يكون عندهم لحم، وكان أهل بيت
من الأنصار يرسلون إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خزيرتهم
أو حريرتهم.
قال النضر: والخزيرة من النخالة والحريرة من اللبن.
328

309 - 852 أخبرنا وكيع، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
قالت: ليس نزول المحصب سنة إنما نزله رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ليكون أسمح لخروجه.
310 - 853 أخبرنا النضر، نا شعبة، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني
قال: سمعت مجاهد بن وردان يحدث عن عروة بن الزبير، عن عائشة أن
مولى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وأتي رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - بميراثه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " التمسوا
رجلا من أهل قريته فادفعوا إليه ميراثه "، وقال غير النضر: مولى النبي -
صلى الله عليه وسلم - وقع من نخلة وقال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " هل ترك ولدا؟ " فقالوا: لا، قال: " هل ترك حميما؟ " قالوا
لا، قال: " فأعطوه رجلا من أهل قريته ".
329

311 - 854 أخبرنا النضر، نا هشام وهو ابن عروة، أخبرني أبي،
عن عائشة قالت: ما غرت على أحد من نساء رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ما غرت على / خديجة لكثرة ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إياها وثنائه عليها، وقد أوحى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن
يبشرها ببيت في الجنة.
312 - 855 أخبرنا يحيى بن واضح، نا موسى بن عبيدة الربذي،
عن داود بن مدرك، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: دخلت
330

امرأة المسجد وهي ترفل في زينة لها، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -
جالس في المسجد، فقال: " إياكن والزينة والتبختر في المساجد، فإن بني
إسرائيل لم يلعنوا حتى لبس نساؤهم الزينة وتبخترت في المساجد ".
313 - 856 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: " هذا جبريل
يقرأ عليك السلام "، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما لا
نرى.
331

314 - 857 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن
حبيب بن هند، عن عروة بن الزبير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم: " من أخذ السبع الطول فهو حبر ".
315 - 858 أخبرنا بشر بن عمر، عن سليمان بن بلال، عن عمرو بن
أبي عمرو، عن حبيب بن هند الأسلمي، عن عروة، عن عائشة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أخذ السبع الأول فهو حبر ".
قال إسحاق: يعني البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام
والأعراف ويونس.
316 - 859 أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث، عن
332

أبي نضرة، عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: / سمع المصريون أن
عثمان خرج إلى قرية فأتوه فعاتبوه في الحمى وغيره، فدعا بالمصحف
333

فقالوا له: افتح السابعة، فكانوا يسمون سورة يونس السابعة، فقرأ حتى
أتى على هذه الآية: (قل أرأيتم ما أنزل الله لكم من رزق فجعلتم منه،
حراما وحلالا قل الله أذن لكم أم على الله تفترون) فقالوا:
قف أرأيت ما حميت من حمى الله أذن لك أم على الله تفتري؟ قال
عثمان: امضه، نزلت في كذا وكذا فإن عمر حمى الحمى قبلي لإبل
الصدقة فلما وليت حميت لإبل الصدقة فذكر الحديث.
317 - 860 أخبرنا سفيان قال: كانت المخزومية تستعير متاعا
وتجحده فرفعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلم فيها فقال:
" لو كانت فاطمة لقطعت يدها ".
334

فقيل لسفيان من ذكره فقال: أيوب بن موسى، عن الزهري، (عن
عروة)، عن عائشة إن شاء الله.
318 - 861 أخبرنا أبو الوليد، نا ليث بن سعد، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المخزومية التي سرقت، فقالوا:
من يكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك؟ فقالوا ومن يجترئ
335

على ذلك إلا أسامة بن زيد حب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكلم
أسامة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له: أتشفع في حد من
حدود الله؟ ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطب الناس،
فقال: " إنما أهلك الذين كانوا قبلكم أن الشريف إذا سرق فيهم تركوه،
وإذا / سرق فيهم الضعيف حدوه، وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد
سرقت لقطعت يدها ".
319 - 862 أخبرنا وكيع، نا هشام عن أبيه، عن عائشة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما كان من شرط ليس في
كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط ".
320 - 863 أخبرنا عبد الصمد، نا همام بن يحيى، عن إسحاق بن
336

عبد الله بن أبي طلحة، عن شيبة الخضري، عن عروة بن الزبير، عن
عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاث أحلف
عليهن، ولو حلفت على الرابعة لرجوت أن لا آثم أن لا يجعل الله من له
سهم في الإسلام كمن لا سهم له، وسهم الإسلام الصلاة والصيام
والصدقة، وما تولى الله عبد قط فيوليه غيره يوم القيامة، وإذا أحب
رجل قوما كان معهم، والرابعة لو حلفت رجوت أن لا آثم، ما ستر الله
على عبد في الدنيا إلا ستر الله عليهم يوم القيامة ".
قال شيبة: فسمعت عروة بن الزبير، يحدث بهذا الحديث عمر بن
337

عبد العزيز فقال عمر: إذا سمعتم بمثل هذا الحديث من مثل عروة يرويه
عن عائشة فاحفظوه.
321 - 864 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا هشام بن سعد، عن
عثمان بن عمرو بن هاني، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرفت في وجهه أنه قد حفزه
338

شئ فتوضأ ثم خرج ولم يتكلم فاقتربت من الجدران، فسمعته يقول:
" يا أيها الناس: إن الله يقول: مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل
أن تدعوني فلا أجيبكم، وتسألون فلا أعطيكم وتستنصروني فلا
/ أنصركم ".
322 - 865 أخبرنا روح بن عبادة، نا مالك بن أنس، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت:
صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة في رمضان، فصلى
بصلاته ناس ثم صلى القابلة فاجتمع إليه ثم لم يخرج الثالثة أو الرابعة فلما
صلى الصبح قال: " إني قد رأيت مكانكم البارحة فلم أخرج إليكم خشية
أن يفرض عليكم وذلك في رمضان ".
323 - 866 أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي، حدثني أبي
عن يحيى بن أبي كثير، حدثني رجل في مسجد الرسول - صلى الله عليه
339

وسلم - عن عروة بن الزبير، عن عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا قام أحدكم إلى الصلاة فمس ذكره فليتوضأ "، قال:
وحدثني.
324 - 867 أبي، عن يحيى بن أبي كثير أن المهاجر بن عكرمة
المخزومي أخبره أن محمد بن مسلم الزهري، أخبره أن رسول الله -
340

صلى الله عليه وسلم - أعاد الوضوء في مجلسه، فقيل له فقال: " إني
حككت ذكري ".
325 - 868 أخبرنا بشر بن عمر الزهراني، نا مالك بن أنس،
عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، أن أزواج رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - حين توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أردن
أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فقالت عائشة لهن: ألا تتقين الله؟ أليس قد قال
341

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا نورث ما تركناه صدقة "، فرضين
بقولها وتركن ذلك.
326 - 869 أخبرنا بشر بن عمر الزهراني، نا مالك، عن الزهري،
عن عروة، عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى / الله عليه
وسلم - عام حجة الوداع، فأهللنا بالعمرة، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " من كان منكم معه هدي فليهل بالحج والعمرة، ثم لا يحل
حتى يحل منهما جميعا "، قالت: فقدمت مكة، وأنا حائض، فلم أطف
بالبيت، ولا بين الصفا والمروة، فشكوت ذلك إلى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال: " انقضي رأسك وامتشطي وأهلي بالحج، ودعي
العمرة "، قالت: ففعلت، فلما قضيت الحج أرسل معي عبد الرحمن بن أبي
بكر إلى التنعيم فاعتمرت منه، فقال: " هذه عمرة مكان عمرتك "، قالت:
فأما الذين أهلوا بالعمرة فطافوا بالبيت، وبالصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا
طوافا واحدا بعد ما رجعوا من مني بحجهم، وأما الذين جمعوا الحج
والعمرة فما طافوا إلا طوافا واحدا.
327 - 870 أخبرنا روح، نا مالك، عن الزهري، عن عروة،
342

عن عائشة قالت: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى سبحة
الضحى قط وإني لأسبحها، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يترك
العمل أن يعمل به وهو يحب أن يعمله مخافة أن يعمل الناس ذلك
فيفترض عليهم.
328 - 871 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة بن
الزبير، عن عائشة قالت: اجتمع أزواج رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقلن لفاطمة أن تقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن
نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت عائشة: فجاءت
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرط عائشة، قالت: إن نساءك
ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه
343

وسلم -: " أتحبينني؟ " فقالت: نعم، قال: فأحبيها " فرجعت إليهن
فقالت لهن: ما قال لها، فقلن إنك / لم تصنعي شيئا فارجعي إليه،
قالت: والله لا أرجع إليه فيها أبدا. قال الزهري: وكانت ابنة أبيها،
فأرسلن زينب فقلن لها: قولي للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن نساءك
ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فجاءت فقالت له: وأقبلت علي تشتمني،
وكان هي التي تساميني من أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت
انظر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - هل ينظر إلي بطرفة فأنتصر منها،
فلم يتكلم، فظننت أنه لا ينكر، فأقبلت عليها فلم ألبث أن أفحمتها فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنها ابنة أبي بكر "، قالت: ولا أعرف
امرأة خيرا ولا أكثر صلاة ولا صلة رحم ولا أبرك لشئ يتقرب به إليه
من زينب ما عدا سورة من غرب حد فيها توشك منها الفيئة.
344

329 - 872 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا الزبير وهو ابن عبد الله
الهاشمي، حدثني جعفر بن المصعب، قال: سمعت عروة بن الزبير
يحدث عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله إذا
أراد أن يخلق الخلق بعث ملكا فيدخل الرحم فيقول: يا رب أذكر أم أنثى
فيقول: ذكر أو أنثى أو ما شاء الله أن يخلق في الرحم، فيقول: أي رب
أشقيا أم سعيدا فيقول: شقيا أم سعيدا فيقول: أي رب فما أجله؟ ثم
يقول: أي رب فما رزقه؟ ثم يقول: أي رب فما خلقه وخلائقه فلا يقول
شيئا إلا فعله في الرحم ".
330 - 873 أخبرنا وكيع، نا هشام عن أبيه، عن عائشة قالت: كان
لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خميصة لها علم فكأني أنظر إلى علمها
345

في الصلاة، فلما صلى كرهها قال: " / وأخذها، اذهبوا بها إلى أبي جهم
وائتوني بالأنبجاني ".
332 - 875 أخبرنا روح بن عبادة، نا محمد بن أبي حفصة، نا ابن
شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت: صلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في خميصة لها أعلام، فلما قضى صلاته قال: " ألهتني هذه الأعلام،
اذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بمنبجاني ".
332 - 875 أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفف ركعتي الفجر.
346

333 - 876 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وترك عندنا شيئا من
شعير، فما زلنا نأكل منه حتى كالته الجارية فلم يلبث أن فنى ولو تركته لم
تكله لرجوت أن يكون يبقى.
334 - 877 أخبرنا روح، نا مالك، عن الزهري، عن عروة قال:
أخبرتني عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى العصر والشمس
طالعة في حجرتها لم تظهر.
347

335 - 878 أخبرنا النضر، نا صالح، وهو ابن أبي الأخضر، عن
ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت:
كان عندي يهودية فقالت: إنكم تفتنون في قبوركم، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بل يهود تفتن في قبورهم "، قالت
عائشة: فلبث ما شاء الله، ثم قال يا عائشة: " أشعرت أن الله أوحى إلي
أنكم تفتنون في قبوركم " قالت: فلم أر رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - صلى بعد صلاة إلا تعوذ فيها من فتنة القبر.
336 - 879 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما يصيب المرء من شوكة فما
فوقها إلا قضى / الله عنه بها خطيئة ".
348

[...]
349

337 - 880 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة،
عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ما من مرض أو وجع يصيب المؤمن إلا كان كفارة لذنبه حتى
الشوكة يشاكها والنكبة ينكبها ".
338 - 881 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اقتلوا الأبتر وذا الطفتين فإنهما
يصيبان الحبل ويطمسان الأبصار ".
350

339 - 882 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام، عن أبيه، عن عائشة،
قالت: كان ضجاع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أدم ينام عليه
حشوه من ليف.
340 - 883 أخبرنا خالد بن الحارث الهجيمي قال: سمعت
هشام بن عروة يحدث عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: " إن الحمى من فيح جهنم فأبردوها بالماء ".
351

341 - 884 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء.
352

342 - 885 أخبرنا روح بن عبادة، نا ابن جريج قال: قلت لابن شهاب:
أحدثك عروة بن الزبير، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أنه قال: " من أفطر في تطوع فليقضه ". قال: لم أسمع من عروة في
ذلك شيئا، ولكني سمعت في خلافة سليمان بن عبد الملك من ناس عن
بعض من يسأل عائشة أنها قالت:
كنت أنا وحفصة صائمتين فقرب إلينا طعام فابتدرنا فأكلناه، فدخل
النبي - صلى الله عليه وسلم - فبادرتني إليه حفصة وكانت ابنة أبيها - فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " اقضيا يوما آخر / ".
قال: قلت لأبي قرة موسى بن طارق: أذكر ابن جريج قال: قلت
لابن شهاب أحدثك عروة بن الزبير عن عائشة عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " من أفطر في تطوع فليقضه ". قال إسحاق: قرأت مثل
ما حدثنا روح فأقر به.
343 - 886 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند إهلاله
بأطيب ما أجد.
353

344 - 887 أخبرنا بشر بن عمر، نا مالك، عن يزيد بن
خصيفة، عن عروة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " ما يصيب المؤمن من وصب حتى الشوكة إلا قضى الله بها أو
كفر الله بها من خطاياه ".
345 - 888 أخبرنا النضر بن شميل، نا أبو إبراهيم وهو محمد بن
أبي حميد المدني، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من مؤمن ولا مؤمنة يصيبه
نصب ابن وصب حتى الشوكة إلا كتبت له بها حسنة ومحيت عنه بها
سيئة ".
354

346 - 889 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن أبيه،
عن عائشة قالت: إن كنا آل محمد لنمكث شهرا ما نستوقد نارا إنما هو
التمر والماء.
347 - 890 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، أن عائشة قالت: إن كان ليأتي علينا الشهر وما نستوقد بنار، إنما هو
التمر والماء ولكن جزى الله نساء من الأنصار خيرا كانوا يهدون إلينا الشئ
من اللبن.
348 - 891 أخبرنا النضر بن شميل، نا أبو إبراهيم المدني وهو
محمد بن أبي حميد، عن محمد بن المنكدر، عن عروة بن الزبير قال: أخذ
355

بيدي فقال: سمعت من أمي عائشة / تقول: كنا نلبث أربعين ليلة ما
يوقد في بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نار مصباح ولا غيره،
فقلت لها: يا أمتاه مم كنتم تعيشون؟ فقالت: من الأسودين: التمر والماء.
349 - 892 أخبرنا يحيى بن محمد بن قيس المدني قال: سمعت
هشام بن عروة يحدث عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدني إلي رأسه فأرجله وأنا
حائض وكنت أغتسل أنا وهو من إناء واحد.
350 - 893 أخبرنا محمد بن بكر، أنا ابن جريج قال: سمعت
عطاء يقول: حدثني عروة بن الزبير قال: كنت أنا وابن عمر مستندين
356

إلى حجرة عائشة فسمعنا استنان عائشة بالسواك، فسمع صوتها فقال: يا
أبا عبد الرحمن!: هل اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رجب؟
فقال: نعم، فقلت لعائشة: يا أمتاه إلا تسمعين إلى ما يقول أبو عبد الرحمن
فقالت: وما يقول أبو عبد الرحمن؟ قلت: يقول:
ما اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رجب وما أعتمر
عمرة إلا وهو معه، فما قال: نعم ولا: لا، سكت.
351 - 894 أخبرنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، قال:
357

دخلت أنا وعروة بن الزبير فقال عروة لعائشة: إن ابن عمر يقول: اعتمر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رجب فذكر نحوه.
352 - 895 أخبرنا الثقفي، نا خالد الحذاء، عمن حدثه، عن
عائشة قالت: ما قبض نبي قط إلا جعل روحه بين عينيه ويخير بين الدنيا
والآخرة.
353 - 896 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن سالم
قال /: كان أبو بكر وعمر وابن عمر ينزلون الأبطح، قال الزهري: وأخبرني
358

عروة، عن عائشة أنها لم تكن تفعل ذلك وقالت: إنما نزله رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ليكون أسمح لخروجه.
354 - 897 أخبرنا روح، نا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم
عاشوراء ويأمر بصيامه.
355 - 898 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري أو غيره، عن
عروة، عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة إلى رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - لتبايعه فأخذ عليهن الآية (أن لا يشركن بالله شيئا)
فلما ذكر الزنا وضعت يدها على رأسها حياء فأعجب رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ذلك من أمرها قالت عائشة قولي ذلك فما بايعنا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - إلا على ذلك قالت: فنعم إذا.
359

356 - 899 أخبرنا عبد الملك بن محمد الشامي وهو صاحب
الأوزاعي، نا أبو سلمة العاملي، حدثني الزهري، حدثني عروة، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يوم حنين بالجعرانة عشر مباح للمسلمين في مغازيهم، العسل،
والماء، والشراب، والخل، والملح، والزيت، والحجر، والعود ما لم ينحت،
والجلد الطري، والطعام يخرج به ".
قال إسحاق: هذا حديث منكر، وعبد الملك عندهم في حد الترك.
360

357 - 900 أخبرنا عبد الله بن واقد الحراني، نا حياة بن شريح،
أخبرني سالم بن غيلان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من مات وعليه صوم نذر فليصم عنه
/ وليه ".
قال إسحاق: السنة هذا.
361

358 - 901 أخبرنا أبو قرة موسى بن طارق قال: سمعت موسى بن
عقبة يذكر، عن عروة بن الزبير أنه سأل عائشة عن القبلة للصائم قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل أزواجه وهو صائم. ثم
ضحكت.
359 - 902 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عروة
وعمرة أن أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسلوا إلى أبي بكر يسألن
ميراثهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرسلت إليهن عائشة: ألا
تتقين الله؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنا لا نورث ما
تركنا صدقة ".
362

360 - 903 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة قالت: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجة ثم دخل وقد
علقت قرام ستر فيه الخيل أولات الأجنحة، فلما رآه رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - قال: " انزعيه ".
631 - 904 أخبرنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج قال: أخبرت عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة، أنها كانت تذكر شأن خيبر قالت:
363

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعث عبد الله بن رواحة
فيخرص عليهم النخل حين يطيب أول الثمرة قبل أن تؤكل ثم يخير اليهود
فيأخذونه بذلك الخرص أم يدعونه، وإنما كان يفعل ذلك كي تحصى
الزكاة قبل أن يؤكل التمر ويفرق.
362 - 905 أخبرنا عبد العزيز، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن
عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يستعذب له الماء من
بئر السقيا.
363 - 906 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة، عن
أبيه / عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أفرد الحج ولم
يعتمر.
364

أخبرنا الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي
قال: ما يروى عن عباد بن عبد الله بن الزبير،
عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
364 - 907 أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، نا يحيى بن سعيد قال:
سمعت عبد الرحمن بن القاسم يقول: أخبرني محمد بن جعفر بن الزبير أن
عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره أن عائشة أم المؤمنين حدثته قالت: جاء
365

رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني
احترقت، فسأله ما له؟ فقال: أفطرت في رمضان ثم جلس فأتى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمكتل عظيم يدعى العرق، فيه تمر
فسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الرجل فقال: أين المحترق؟
فقام الرجل، فقال: تصدق بهذا.
365 - 908 أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم قال: حدثني محمد بن
إسحاق، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة
قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل صلاة لا يقرأ فيها
بفاتحة الكتاب فهي خداج ".
366

366 - 909 أخبرنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الواحد بن
حمزة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اللهم حاسبني حسابا يسيرا "
فقلت: يا رسول الله، ما الحساب اليسير؟ فقال: " هو أن ينظر في سيئاته
فيتجاوز له عنها فإنه من نوقش الحساب فقد هلك، وما أصاب المؤمن
من نكبة / إلا كفر بها عنه من سيئاته حتى الشوكة يشوكه ".
367 - 910 أخبرنا عبد العزيز بن محمد المدني، عن عبد الواحد بن
حمزة، عن عباد بن عبد الله بن الزبير أن عائشة أمرت أن يمر بجنازة
367

سعد بن أبي وقاص في المسجد فتصلى عليه فأنكر الناس ذلك عليها
فقالت: ما أسرع (ما نسي) الناس ما صلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - على سهيل بن البيضاء إلا في المسجد.
368

368 - 911 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا هشام بن عروة، عن عباد بن
عبد الله بن الزبير، عن عائشة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وهو يقول عند وفاته: " اللهم اغفر لي وارحمني والحقني بالرفيق ".
369

369 - 912 أخبرنا روح، نا مالك، عن هشام بن عروة، عن
عباد بن عبد الله بن الزبير، عن عائشة أنها سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - عند موته وهو مستند إلى صدرها يقول: " اللهم اغفر لي
وارحمني وألحقني بالرفيق ".
370 - 913 أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، نا محمد بن إسحاق، عن
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عائشة قالت: قدمت
على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حلة من عند النجاشي أهداها له،
فيها خاتم من ذهب فيه فص حبشي فأهوى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بيده معرضا أو ببعض أصابعه فأعطاها أمامة بنت أبي العاص
فقال: " تحلي بهذا يا بنية ".
370

371 - 914 أخبرنا يحيى بن واضح، نا محمد بن إسحاق، عن
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عن عائشة قالت:
لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدق به أصحابه
وشكوا في غسله، فقالوا: / نجرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
كما نجرد موتانا أم كيف نصنع؟ فأرسل الله عليهم سنة فما منهم أحد
يرفع رأسه فإذا مناد ينادي من البيت لا يدرون من هو؟ أن اغسلوا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه ثيابه، قال: فغسلوا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - وعليه قميصه، قال: فقالت عائشة: لو استقبلت
من أمري ما استدبرت ما غسله غير نسائه.
371

ما يروى عن القاسم بن محمد عن عائشة
عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
372 - 915 أخبرنا جرير، نا الأعمش، عن ثابت بن عبيد، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قالت لي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " نا " وليني الخمرة من المسجد " فقلت: إني حائض فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليست حيضتك بيدك ".
372

373 - 916 أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش بهذا الإسناد مثله.
374 - 917 أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه،
عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا نرى إلا
لحج، فلما كنا بسرف حضت فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه
373

وسلم - وأنا أبكي قال: " مالك؟ أنفست "، قلت: نعم، فقال: " هذا أمر
كتبه الله على بنات آدم فاقض ما يقض الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت "
(ضحى رسول) الله - صلى الله عليه وسلم - عن نسائه بالبقر.
375 - 918 أخبرنا سفيان، نا عبد الرحمن بن القاسم بن محمد، عن
أبيه / عن عائشة أنها قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وقد سترت بقرام فيه تماثيل فلما رآه تلون وجهه ثم هتكه بيده وقال: " إن
أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله ".
374

376 - 919 أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه،
عن عائشة مثل ذلك وقالت: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين.
377 - 920 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا عبيد الله بن عمر، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - عن رجل طلق امرأته ثلاثا أو البتة فتزوجها آخر ثم طلقها قبل أن
يدخل بها أترجع إلى زوجها الأول؟ فقال: " لا حتى يذوق الآخر من
عسيلتها كما ذاق الأول ".
375

378 - 921 أخبرنا خالد بن الحارث الهجيمي، نا سفيان، عن
عاصم بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قبل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن مظعون بعد موته، فرأيت
دموع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسيل على خديه.
376

379 - 922 أخبرنا وكيع بهذا الإسناد مثله وقال: على خدي عثمان.
380 - 923 أخبرنا وكيع، نا جعفر بن برقان، عن فرات بن
سلمان، عن رجل من جلساء القاسم بن محمد، عن القاسم، عن عائشة
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن أول ما يكفأ الإسلام كما
يكفأ الإناء " في شراب يقال لها الطلاء ".
377

381 - 924 أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه،
عن عائشة قالت: كنت أفتل قلائد هدى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فيبعث به ثم لا يعتزل شيئا مما يعتزله المحرم /.
382 - 925 أخبرنا (أبو معاوية، نا أفلح بن) حميد، عن القاسم بن
محمد، عن عائشة قالت: فتلت قلائد بدن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فيبعث به ثم لا يعتزل شيئا فقلدها وأشعرها وأهداها فما حرم عليه
شئ كان حلا له.
378

383 - 926 أخبرنا عيسى بن يونس نا عبد الله بن عون، عن
إبراهيم، وعن القاسم بن محمد، عن عائشة أنها قالت: يا رسول الله
379

أيرجع الناس بنسكين وأرجع بنسك واحد؟ فقال لها رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " انتظري حتى إذا تطهرت خرجت إلى التنعيم وأهللت
بعمرة من ثم ولكنها على قدر نفقتك أو نصبك " شك ابن عون.
384 - 927 أخبرنا عبدة، نا عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن
عائشة أنها قالت: يا رسول الله: ما أرى صفية إلا حابستنا، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أما كانت طافت يوم النحر؟ " قلت:
بلى، قال: " فلا حبس عليك ".
385 - 928 أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن عبد الله بن أبي زياد،
عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إنما جعل الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة لإقامة
ذكر الله ".
380

386 - 929 أخبرنا جرير، نا يحيى بن سعيد، عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: طيبت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بيدي لإحرامه وقبل أن يزور البيت لإحلاله.
381

387 - 930 أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: طيبت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - لإحرامه حين أحرم ولحله حين حل قبل أن يطوف بالبيت.
382

388 - 931 أخبرنا عبد الرزاق، نا الثوري، عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه، عن عائشة مثله.
389 - 932 أخبرنا الملائي، نا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن
عائشة قالت: طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإحرامه قبل أن
يحرم ولإحلاله حين حل قبل أن يطوف بالبيت.
390 - 933 أخبرنا موسى القاري، نا المفضل بن يونس، عن
الأوزاعي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة مثله.
383

قال القاسم: ولم يكن طيبه كطيبكم هذا الخائز إنما كان الذريرة
ونحوها يذهب سريعا، وإنما خلق أحدكم رأسه وقد بقي فيه من الطيب
بعد.
391 - 934 أخبرنا عبدة، نا عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن
عمرو، عن القاسم، عن عائشة قالا:
كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - مؤذنان بلال وابن أم مكتوم فقال
384

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا
حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم ".
قال القاسم: وما كان بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا.
392 - 935 أخبرنا الفضل بن موسى، نا عبيد الله عن القاسم عن
عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن بلالا يؤذن بليل
فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم ".
قال القاسم: وما كان بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا.
393 - 936 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا إبراهيم بن إسماعيل بن
أبي حبيبة المدني، عن داود بن الحصين، عن القاسم، عن عائشة،
385

عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " السواك مطهرة للفم، مرضاة
للرب ".
وقال: " إن في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام " قيل: يا
رسول الله وما السام؟ فقال: " الموت ".
394 - 937 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا عبيد الله بن عمر /، عن
386

القاسم، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل
وهو صائم، قالت: ولكن كان أملككم لإربه.
395 - 938 أخبرنا الثقفي، نا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة أن سالما مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة
في بيتهم فأتت ابنة سهيل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا
رسول الله إن سالما بلغ الرجال وعقل مثل ما عقلوا وإني أظن في نفس
أبي حذيفة من دخوله شئ فقال:
387

" أرضعيه تحرمي عليه ويذهب عن نفس أبي حذيفة ما يجد "،
فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني قد أرضعته
وذهب عن نفس أبي حذيفة ما كان يجد.
396 - 939 أخبرنا عبد الرزاق، أنا ابن جريج، أخبرني عبد الله بن
عبيد الله بن أبي مليكة أن القاسم بن محمد أخبره أن عائشة قالت: جاءت
سهلة بنت سهيل بن عمرو إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
إن سالما - السالم مولى أبي حذيفة قد بلغ ما يبلغ الرجال وعلم مثل ما
علموا وهو معنا في بيتنا، فقال: أرضعيه تحرمي عليه.
397 - 940 أخبرنا الفضل بن السيناني، عن عبيد الله بن أبي زياد،
عن القاسم بن محمد قال: إنما كان ذلك رخصة من رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - لسالم ثم لم يرخص رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
رضاع على فرق لأحد بعده.
388

398 - 941 أخبرنا النضر بن شميل، نا حماد بن سلمة، أنا ابن أبي
مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قرأ: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات) / تلا الآية
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سماهم الله لكم فإذا رأيتموهم
فاحذروهم ".
389

399 - 942 أخبرنا الملائي، نا عبد الواحد بن أيمن المكي، عن ابن أبي
مليكة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - كان إذا خرج أقرع بين نسائه فطارت القرعة على عائشة وحفصة،
فخرجنا معه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا كان الليل سار مع
عائشة يتحدث معها، فقالت حفصة لعائشة:
إن شئت فاركبي بعيري فأركب بعيرك فتنظري وانظر، فركبت
عائشة فغارت فلما نزلوا جعلت تدخل رجليها بين الأذخر، وتقول:
390

اللهم سلط علي حية أو عقربا تلدغني، هو رسولك فلا أستطيع أن أقول له
شيئا.
400 - 943 أخبرنا وكيع، نا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي
كثير، عن القاسم بن محمد، عن عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " من نذر أن يعصي الله فلا يعصه، ومن نذر أن يطيع الله
فليطع ".
401 - 944 أخبرنا روح بن عبادة، نا مالك، عن طلحة بن
عبد الملك، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه
391

وسلم -: " من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا
يعصه ".
402 - 945 أخبرنا عيسى بن يونس، نا خالد بن الياس المدني، عن
392

ربيعة الرأي، عن القاسم بن محمد، عن عائشة عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال: " أظهروا النكاح واضربوا عليه بالغربال ".
393

403 - 946 أخبرنا وكيع، نا أبو عيسى موسى بن بكر الأنصاري،
عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: أعظم النكاح بركة / أيسره مؤنة.
فقال له أبي: أسمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: نعم،
هكذا أخبرت.
قال إسحاق: قلت للملائي: هو أبو عيسى الأنصاري؟ فقال:
نعم.
404 - 947 قال إسحاق: وذكر عن حماد بن سلمة، عن شيخ
سماه، عن القاسم، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
مثله.
394

[...]
395

[...]
396

405 - 947 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا زهير وهو ابن محمد
العنبري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن القاسم بن محمد، عن
عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وعن عطاء بن يسار، عن
ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " لا تنتبذوا في الجر ولا في الدباء ولا في المزفت ولا في
النقير، وكل شراب مسكر فهو حرام ".
397

406 - 949 - أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت المهدي بن
ميمون يحدث عن أبي عثمان الأنصاري، عن القاسم، عن عائشة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما أسكر الفرق فالحسوة
منه حرام ".
398

407 - 950 أخبرنا عبد الله بن شيرويه، نا عبد الله بن معاوية
الجمحي، نا مهدي بن ميمون بهذا الإسناد مثل الحديث.
408 - 951 أخبرنا إسحاق، أنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت
ليثا يحدث عن أبي عثمان الأنصاري، عن القاسم، عن عائشة لا أعلمه
إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما أسكر الفرق فالأوقية منه
حرام ".
399

409 - 952 أخبرنا أبو أسامة قال: سمعت مهدي بن ميمون
والربيع بن صبيح يحدثان عن أبي عثمان المدني عمرو بن سالم، عن
القاسم بن محمد عن عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال /: ما أسكر الفرق قال أحدهما: فالأوقية منه) حرام وقال الآخر:
فملء الكف منه حرام.
400

410 - 953 أخبرنا عيسى بن يونس، نا الأوزاعي، عن الزهري، عن
القاسم بن محمد عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إذا رأى المطر قال: " اللهم صيبا هنيئا ".
401

411 - 954 أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن
القاسم، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى
الغيث قال: " اللهم صيبا هنيئا، أو قال: صيبا هينا "
412 - 955 أخبرنا الملائي، نا المسعودي عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه عن عائشة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
402

" الحية فاسقة، والعقرب فاسقة - والفأرة فاسقة، والغراب فاسق "،
فقال إنسان للقاسم أيؤكل الغراب فقال: ومن يأكله؟ وقد سماه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسقا.
413 - 956 أخبرنا وكيع عن عبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إذا أراد الله بعبد خيرا جعل له وزيرا إن ذكر أعانه وإن نسي
أذكره ".
403

414 - 957 أخبرنا عبد الصمد، نا حماد وهو ابن سلمة، عن ثابت
البناني، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " إن الله ليربي لأحدكم التمرة واللقمة كما يربي أحدكم
فلوة أو فصيلة حتى يكون مثل أحد ".
404

415 - 958 أخبرنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - إذا افتتح / الصلاة جالسا ركع جالسا وإذا افتتح قائما ركع قائما.
416 - 959 أخبرنا يحيى بن آدم، نا إبراهيم بن سعد، عن
الزهري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من إناء واحد وهو الفرق.
405

417 - 960 أخبرنا النضر، نا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم،
عن أبيه، عن عائشة قالت: كنت أغتسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه
وسلم - من الإناء الواحد.
418 - 961 أخبرنا عبد الأعلى، نا عباد بن منصور، عن القاسم بن
محمد، عن عائشة قالت: كنت أغسل أنا ورسول الله - صلى الله عليه
وسلم - من إناء واحد غير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأخذ
أول مرة ثم آخذ أنا بعده.
406

419 - 962 أخبرنا وكيع، نا أفلح بن حميد، عن القاسم بن محمد،
عن عائشة قالت: طيبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي عند
إحرامه.
420 - 963 أخبرنا الثقفي، عن يحيى بن سعيد، عن
عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة قالت: طيبت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - لحرمه وطيبته قبل أن يفيض.
407

421 - 964 أخبرنا النضر ووهب بن جرير قالا: ثنا شعبة عن
عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن امرأة استحيضت على
عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل لها أنه عرق فأمرت أن تؤخر
الظهر وتعجل العصر وتغتسل وتصلي، وتؤخر المغرب وتعجل العشاء،
وتغتسل وتصلي قبل الصبح غسلا وتصلي، وتؤخر المغرب.
فقلت له: عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ما أنا
بمحدثك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - شيئا.
408

422 - 965 أخبرنا موسى القاري /، نا زائدة، عن ليث بن أبي
سليم، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن امرأة سألتها
فقالت: إذا حاضت إحدانا ثم طهرت أتقضي الصلاة؟ فقالت:
كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت إحدانا تحيض ثم
تطهر فلا يأمرنا بالقضاء ولا نقضيه.
423 - 966 أخبرنا روح، نا مالك بن أنس، عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
409

كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر حتى إذا كنا
بالبيداء أو بذات الجيش، انقطع عقد لي، فأقام رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فأقام الناس معه، وليسوا على ماء وليس عندهم ماء، فأتى
الناس أبا بكر فقالوا: ألا ترى إلى عائشة حبست الناس على غير ماء،
فجاء أبو بكر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - واضع رأسه على فخذي
قد نام، وقال: ما شاء الله ثم طعن بيده في خاصرتي فما منعني من
التحرك إلا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان واضعا رأسه على
فخذي فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أصبح على غير ماء
فأنزل الله - عز وجل - آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن حضير: ما هذا
بأول بركتكم يا آل أبي بكر، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا
العقد تحته.
410

424 - 967 أخبرنا حماد بن مسعدة، نا ابن موهب وهو عبيد الله بن
عبد الرحمن، عن القاسم بن محمد قال: كان لعائشة غلام وجارية قالت:
فأردت أن أعتقها فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال
ابدئي بالغلام قبل الجارية.
411

425 - 968 أخبرنا أبو معاوية، نا هشام بن عروة، عن
عبد الرحمن / بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان في بريرة ثلاث قضيات أراد أهلها أن يبيعوها ويشترطوا الولاء،
فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
إشتريها واشترطي لهم الولاء، فإن الولاء لمن أعتق، وأعتقت فخيرها
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاختارت نفسها، وكان الناس يتصدقون
على بريرة فتهدي لنا منه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كلوه
فإنه عليها صدقة ولنا هدية ".
426 - 969 أخبرنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمد بن
إسحاق يقول: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
412

لما أصيب جعفر عرفنا في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحزن
فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في بيتي فقال:
" إن النساء غلبتنا وفتننا "، وينحن على جعفر فقال: " اذهب
فأسكتهن "، فذهب ثم جاء فقال: مثل ذلك، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - " اذهب فاسكتهن "، قالت عائشة: وربما أضر التكلف أهله
فذهب ثم جاء الثالثة فقال: مثل ذلك، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " اذهب فأسكتهن فإن أبين فأحث في وجوههن التراب "، فقلت
في نفسي بعدا لك وسحقا قد كنت غنيا عن هذا فوالله ما هن بمطيعاتك وما
أنت بمطيع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
413

427 - 970 أخبرنا صفوان بن عيسى، نا بان عجلان، عن
القعقاع بن حكيم، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت:
إن كان ليمر بنا أو بآل محمد الشهر أو نصف الشهر ما نوقد فيه نارا
لمصباح ولا لغيره / قلت: فما يعيشكم؟ قالت: التمر والماء.
428 - 971 أخبرنا الثقفي، نا أيوب، عن عبد الرحمن بن
القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كانت سودة امرأة ضخمة ثبطة استأذنت رسول الله - صلى الله
414

عليه وسلم - أن تفيض من جمع بليل فأذن لها رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فكانت عائشة تقول: وددت بأني كنت أستأذن رسول الله -
- صلى الله عليه وسلم - كما استأذنت سودة.
429 - 972 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا عبد الرحمن بن أبي بكر التيمي
قال: سمعت القاسم بن محمد يحدث عن عائشة، عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - قال:
" من ولى منكم عملا أو شيئا فأراد الله به خيرا جعل له وزير صدق
إن ذكر أعانه وإن نسي ذكره ".
415

430 - 973 أخبرنا سعيد بن عامر الضبعي، نا شعبة، عن
عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت:
حصلت بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبا وهو يصلي
فيه تصاوير، قالت: فكرهه ونهى عنه، فجعلنا منه وسائد.
431 - 974 أخبرنا أبو عامر، نا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم،
عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وبين
يديه ثوب فيه تصاوير فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أخري
هذا عنا " قالت: فجعلنا منه وسائد.
432 - 975 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، أخبرني
القاسم بن محمد أن عائشة أخبرته أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
416

دخل عليها وهي مستندة لقرام فيه صورة تماثيل فتلون وجهه فأهوى إلى
القرام فهتكه وقال: " إن أشد الناس عذابا / يوم القيامة الذين يشبهون
بخلق الله ".
433 - 976 أخبرني الثقفي، نا أيوب، عن نافع، عن القاسم، عن
عائشة أنها اشترت بستر فيه تماثيل قالت: فجاء رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فوقف على الباب فعرفت الغضب في وجهه، فقلت: أعوذ بالله
من غضب الله وغضب رسوله.
417

434 - 977 أخبرنا عبد الرزاق، أنبأ ابن واقد، حدثني حفص بن
غيلان الرعيني ويزيد أبو السمط، عن الحكم بن عبد الله، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قلت يا رسول الله يؤتى بالجنازة وأنا
في شئ فيخفى علي التكبير، فقال: " لا عدد إنما أنتم شفعاء فليجهد
بتشفيع لمن يشفع ".
435 - 978 أخبرنا بقية، حدثني مولى آل السمط، عن الحكم، عن
القاسم، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في
الجنازة: " لا عدد ولا قضاء ".
418

436 - 979 أخبرنا أبو عامر، نا عبد الله بن جعفر من ولد
المسور بن محمد، عن سعد بن إبراهيم قال: سألت القاسم بن محمد عن
419

رجل أوصى من مساكن بثلث كل مسكن، فقال القاسم: أرى أن يجمع
ذلك كله في مسكن واحد، أخبرتني عائشة عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " من عمل بغير عملنا فهو رد ".
437 - 980 أخبرنا الملائي الفضل بن دكين، نا أفلح بن حميد، عن
القاسم بن محمد، عن عائشة قالت:
خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهلين بالحج في شهر
الحج فلما نزلنا سرف خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه
فقال: " من لم يكن معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل، وأما من
كان معه الهدي فلا "، قالت: فكان مع رسول / الله - صلى الله عليه
وسلم - ومع أصحاب له ذي قوة الهدي فلم يكن لهم عمرة فالأخذ
بالأقوال، ومن لم يكن معه الهدي والتارك لها قالت: فدخل علي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: " ما يبكيك "؟
فقلت: سمعتك تقول لأصحابك ما قلت: فمنعت العمرة، فقال: " وما
شأنك؟ " فقلت: لا أصلي قال: " فلا يضرك إنما أنت امرأة من بنات آدم
كتب الله عليك ما كتب عليهن فكوني على حجتك فعسى الله أن
يرزقكيهما "، قالت:
420

فلبثنا حتى إذا نفرنا نزل المحصب دعا عبد الرحمن بن أبي بكر فقال:
" أخرج أختك من الحرم فلتهل بعمرة، ثم أفرغا من طوافكما فإني أنظركما
ها هنا حتى تأتياني "، قال: فجئنا من جوف الليل فقال: " أفرغتما؟ "
فقلت: نعم، ونادى بالرحيل في أصحابه، فارتحل وارتحل الناس إلى البيت
فطاف به قبل صلاة الصبح ثم خرج متوجها إلى المدينة.
438 - 981 أخبرنا الملائي، نا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة
قالت: نزلنا المزدلفة فاستأذنت سودة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن
تدفع قبل حطمة الناس، فكانت امرأة بطيئة فدفعت قبل حطمة الناس
وقبله، أقمنا حتى أصبحنا فدفعنا بدفعته قالت عائشة: فلأن أكون
استأذنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما استأذنت سودة فدفعت
قبله أحب إلي من شئ مفروح به.
421

439 - 982 أخبرنا موسى، نا مفضل بن يونس، عن الأوزاعي،
عن عبد الرحمن بن القاسم قال: أخبرني أبي أن عائشة حدثته قالت: طيبت
رسول / الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي لإحرامه قبل أن يحرم ولإحلاله
قبل أن يفيض إلى البيت.
قال القاسم: ولم يكن طيبهم كطيبكم هذا إنما كان طيبهم الغالية
والذريرة قد تذهب في ساعة من النهار، وأما طيبهم اليوم، الخاثر يخلق
أحدهم رأسه ثم يوجد الريح منهم.
422

ما يروى عن عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن
زرارة، عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم
440 - 983 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقطع في ربع دينار فصاعدا.
423

441 - 984 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عمرة،
عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" تقطع يد السارق في ربع دينار فصاعدا ".
442 - 985 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا عبد الله بن جعفر من ولد
المسور بن مخرمة، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن عمرة، عن عائشة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقطع يد السارق إلا أن
يكون ربع دينار فصاعدا ".
424

443 - 986 أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن
عبد الرحمن بن أخي عمرة، عن عمرة، عن عائشة قالت:
خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لخمس بقين من ذي
القعدة ما نرى إلا الحج فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من كان
طاف بالبيت قبل أن يحل إلا أن يكون ساق هديا، قالت: وأتينا بلحم
بقر، فقلت: ما هذا؟ فقالوا ذبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن
أزواجه.
425

444 - 987 أخبرنا عيسى بن / يونس، نا يحيى بن سعيد، عن عمرة
أنها سمعت عائشة تقول:
426

لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى ما أحدث النساء بعده
لمنعهن المسجد كما منعت نساء بني إسرائيل.
قال يحيى: فقلت لعمرة: أو كان نساء بني إسرائيل منعن المسجد؟
فقالت: نعم.
445 - 988 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن
عمرة، عن عائشة قالت: لو أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى
النساء اليوم لنهاهن عن الخروج أو حرم عليهن الخروج تعني إلى المساجد.
446 - 989 أخبرنا عيسى بن يونس، نا يحيى بن سعيد، عن عمرة
أنها سألت عائشة عن الغسل يوم الجمعة، فقالت: كان الناس يروحون
كهيئتهم فقيل لهم لو اغتسلتم.
427

447 - 990 أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن
عبد الرحمن بن أخي عمرة، عن عائشة قالت:
إن كنت لأرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي ركعتين قبل
صلاة الفجر فيخففهما حتى أقول ما قرأ فيها بأم الكتاب.
428

448 - 991 أخبرنا أبو خالد الأحمر بهذا الإسناد قالت: كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفف ركعتي الفجر حتى أقول في نفسي
ما قرأ فيهما بأم الكتاب.
449 - 992 أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط ".
450 - 993 أخبرنا يحيى بن واضح، نا محمد بن إسحاق، عن
429

عبد الله بن أبي بكر، عن فاطمة بنت محمد بن عمارة، عن عمرة بنت
عبد الرحمن، عن عائشة قالت: ما علمنا بدفن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - حتى سمعنا أصوات المساحي من الليل ليلة الأربعاء.
451 - 994 أخبرنا / أبو عامر، نا أبو معشر المدني نجيح
السندي، عن عبد الله بن يحيى، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة
430

قالت عطس رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ماذا أقول
يا رسول الله؟ فقال: " قل الحمد لله " قالوا: ماذا نقول له؟ فقال: قولوا:
" يرحمك الله "، فقال: ماذا أقول لهم؟ فقال: " قل يهديكم الله ويصلح
بالكم ".
452 - 995 أخبرنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حيان، أنا
الحجاج، عن أبي بكر بن حزم، عن عمرة، عن عائشة قالت: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا رميتم وذبحتم فقد حل لكم كل
شئ إلا النساء، وحل لكم الثياب والطيب ".
431

453 - 996 أخبرنا أبو معاوية، نا الحجاج، عن عطاء قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا رمى وذبح وحلق فقد حل له كل
شئ إلا النساء ".
454 - 997 أخبرنا أبو معاوية، نا الحجاج، عن أبي بكر بن عبد الله بن
أبي الجهم، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
مثله.
455 - 998 أخبرنا يعلى بن عبيد، نا حارثة بن أبي الرجال، عن
عمرة، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يمنع
فضل ماء ولا تباع ثمرة حتى يبدو صلاحها ".
432

456 - 999 أخبرنا عبدة، نا حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة
قالت: سألت عائشة عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ فوضع يده في
الإناء يسمي الله فيتوضأ ويسبغ الوضوء.
457 - 1000 أخبرنا أبو معاوية، نا حارثة، عن عمرة، عن عائشة
قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا استفتح الصلاة قال:
" سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا / إله غيرك ".
433

458 - 1001 أخبرنا يعلى بن عبيد، نا حارثة، عن عمرة قالت:
سألت عائشة كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا في
البيت؟ قالت: ألين الناس بساما ضحاكا.
434

459 - 1002 أخبرنا أبو بدر شجاع بن الوليد، نا حارثة بن محمد،
عن عمرة، عن عائشة قالت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ
من إناء قد أصابت (الهرة منه قبل ذلك).
435

460 - 1003 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، نا داود بن
صالح التمار، عن (أمه)، عن عائشة أنها قالت في الهرة: إنما هي من
الطوافين عليكم، ولقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ
بفضلها.
436

461 - 1004 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت الجنة فسمعت فيها
قراءة، فقلت: قراءة من هذا؟ قالوا: قراءة حارثة بن النعمان، فذلكم
البر فذلكم البر.
437

462 - 1005 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن عمرة،
عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" نمت فرأيتني في الجنة، فسمعت صوت قراءة تقول فقلت: قراءة
من هذا؟: فقيل: قراءة حارثة بن النعمان، قال: رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " فذاك البر فذاك البر "، وكان من أبر الناس بأمه.
463 - 1006 أخبرنا يحيى بن آدم، نا ابن المبارك، عن سعد بن
438

سعيد، عن عمرة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " كسر عظم الميت ككسر عظم الحي ".
439

أخبرنا حكام بن سلم الوزان، نا عيسى
الأزرق، عن إبراهيم الصائغ قال: سألت حمادا، عن الرجل يقطع
من الميت يدا أو رجلا، قال: ليس عليه في ذلك / قصاص
يرى الإمام فيه رأيه بضرب يوجع أو حبس
464 - 1007 أخبرنا روح بن عبادة، نا مالك، عن عبد الله بن أبي
بكر بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة قالت:
نزلت القرآن بعشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس
رضعات معلومات، ثم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهن مما
يقرأ من القرآن.
440

465 - 1008 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا حارثة بن محمد، عن عمرة،
عن عائشة قالت: سألتها عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوم فيستقبل القبلة ويرفع
يديه حذاء منكبيه ويكبر ثم يركع فيضع يديه على ركبتيه ويجافي بعضديه ثم
يرفع رأسه ويقيم صلبه ويقوم قياما هو أطول من قيامكم هذا قليلا ثم
يسجد فيضع يديه تجاه القبلة ويجافي بعضديه ما استطاع فيما رأيت حتى إني
لأنظر إلى بياض إبطيه من خلفه ثم يرفع رأسه فيجلس على قدمه اليسرى
وينصب اليمنى ويكره أن يسقط على شقه الأيسر.
466 - 1009 أخبرنا أبو معاوية، نا حارثة، عن عمرة، عن عائشة
قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا افتتح الصلاة رفع يديه
حذو منكبيه.
441

467 - 1010 أخبرنا روح، نا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن
عمرة، عن عائشة أنها أخبرتها أنها كانت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -
في بيت حفصة، فسمعت صوت إنسان قالت: فقلت: يا رسول الله
سمعت صوت إنسان في بيتك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" أراه فلانا لعم حفصة من الرضاعة " / فقالت عائشة: يا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولو كان فلانا حيا - لعمها من الرضاعة
دخل علي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نعم يحرم من
الرضاعة ما يحرم من الولادة ".
442

468 - 1011 أخبرنا روح، نا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن
عمرة أنها أخبرته أن زياد بن أبي سفيان كتب إلى عائشة أن ابن عباس
قال: من أهدى هديا حرم عليه ما حرم على الحاج حتى ينحر عنه الهدي،
فقالت عائشة ليس كما قال ابن عباس أنا فتلت قلائد هدي رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - بيدي فقلدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بيديه ثم بعث بها مع أبي فلم يحرم عليه شئ أحله الله له حتى نحر عنه
الهدي.
469 - 1012 أخبرنا روح، نا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر،
443

عن عبد الله بن واقد قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن
أكل لحوم الضحايا بعد ثلاث، قال عبد الله بن أبي بكر:
فذكرت ذلك لعمرة فقالت: صدق سمعت عائشة تقول:
دف أهل أبيات من أهل البادية حضرة الأضحى في زمن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" ادخروا ثلاثا ثم تصدقوا ما بقي "، فلما كان بعد ذلك قالوا:
يا رسول الله إن الناس يتخذون الأسقية من ضحاياهم ويجملون
فيها الودك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" وما ذاك؟ " فقالوا: نهيت أن يؤكل لحوم الضحايا بعد ثلاث فقال:
" إنما نهيتكم من أجل الدأفة التي دفت، فكلوا وادخروا وتصدقوا ".
444

470 - 1013 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا حارثة، عن عمرة، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / يتوضأ فيسبغ
الوضوء.
445

ما يروى عن عائشة بنت طلحة بن عبيد الله،
عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
471 - 1014 أخبرنا جرير، نا حبيب بن أبي عمرة، عن عائشة
بنت طلحة قالت: أخبرتني عائشة أم المؤمنين قالت: قلت: يا رسول الله
ألا نخرج فنجاهد معكم فإني لا أرى في القرآن عملا أفضل من الجهاد
فقال: " لا ولكن أحسن الجهاد وأجمله حج البيت حج مبرور ".
446

472 - 1015 أخبرنا عبد الله بن الوليد، نا سفيان، عن
معاوية بن إسحاق، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين
قالت:
استأذنا النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجهاد، فقال: " جهادكن
الحج أو حسبكن الحج ".
473 - 1016 أخبرنا جرير، عن العلاء بن المسيب، عن
447

الفضيل بن عمرو الفقيمي، عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم
المؤمنين قالت:
توفي صبي من الأنصار فقلت: طوبي له عصفور من عصافير الجنة
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا عائشة أولا تدرين أن الله
خلق الجنة وخلق النار، فخلق للجنة أهلا وخلق للنار أهلا ".
474 - 1017 أخبرنا الملائي، نا طلحة بن يحيى، عن عائشة بنت
طلحة، عن عائشة قالت: دعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى
جنازة غلام من الأنصار ليصلي عليه، فقلت: طوبى له عصفور من عصافير
الجنة.
448

قال الملائي: وأراه قال: لم يعمل سوءا ولم ندر ما هو؟ فقال: " يا
عائشة أو غير هذا؟ إن الله خلق للجنة أهلا / خلقها لهم وهم في
أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا خلقها لهم وهم في أصلاب آبائهم ".
475 - 1018 أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، نا عبد الله بن
سيار مولى بني طلحة بن عبيد الله القرشيين قال: سمعت عائشة بنت
طلحة تذكر عن عائشة أم المؤمنين قالت:
449

كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالسا كاشفا عن فخذه
فاستأذن أبو بكر فأذن له وهو على ذلك الحال، ثم استأذن عمر فأذن له
وهو على ذلك الحال، ثم استأذن عثمان فأرخى عليه من ثيابه فلما قاموا،
قلت: يا رسول الله!.
استأذن عليك أبو بكر وأنت على ذلك الحال فأذنت له ثم
استأذن عليك عمر وأنت على ذلك الحال فأذنت لم ثم استأذن عليك
عثمان وأنت على ذلك الحال فأرخيت عليك من ثيابك، فقال:
" يا عائشة: ألا أستحي من رجل والله إن الملائكة لتستحي منه ".
476 - 1019 أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: سمعت الأفريقي
عبد الرحمن بن زياد يذكر عن بعض مشيختهم قال: نظر رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان فقال: " شبيه أبينا إبراهيم - عليه وعلى
نبينا الصلاة والسلام - والملائكة لتستحي منه ".
450

477 - 1020 أخبرنا الملائي، عن الأفريقي، عن مسلم بن يسار
قال: نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان فذكر مثله.
478 - 1021 أخبرنا الملائي قال: سمعت عمر بن سويد
الثقفي يقول: قالت عائشة بنت طلحة: قالت عائشة أم المؤمنين: كن
يخرجن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليهن الضماد يضمدن
به ثم يحرمن وهو عليهن فيعرقن ويغتسلن ولا ينهاهن، / قال عمر بن
سويد الثقفي: وإنما ذكرته لما قيل عندها، المحرم يشم الطيب أو لا؟.
479 - 1022 أخبرنا عبيد الله بن موسى، نا عمر بن سويد الثقفي،
عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت:
451

كنا نخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلينا الضماد
ونحرم وهو علينا، ونعرق فيه فلا ينهانا.
قال: والضماد هو السك.
480 - 1023 أخبرنا عيسى بن يونس، نا طلحة بن يحيى، عن
عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجئ فيقول: " أعندكم
شئ؟ " فنقول: لا، " فيقول إني صائم "، فجاءنا ذات يوم، فقلنا أهدي لنا
حيس فخبأنا لك منه، فقال: " إني صائم ثم أكل ".
452

481 - 1024 أخبرنا وكيع، نا طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة، عن
عائشة أم المؤمنين قالت:
جاءنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال: " أعندكم
شئ؟ " فقلنا: لا قال: " فإني إذا صائم "، فقالت: ثم جاءنا يوما آخر فقلنا
له: يا رسول الله قد أهدى لنا حيس فخبأنا لك منه، فقال: " قريبه أما إني
صائم ثم أكل ".
482 - 1025 أخبرنا الملائي، نا مندل، عن عبد الله بن سيار مولى
عائشة ابنة طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، عن رسول الله - صلى الله عليه
453

وسلم - قال: " أن الملائكة لا تزال تصلي على أحدكم ما دامت مائدته
موضوعة ".
454

ما يروى عن أم علقمة مولاة عائشة وغيرها
من نساء أهل المدينة عنها - عن
النبي - صلى الله عليه وسلم. /
483 - 1026 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، حدثني علقمة بن
أبي علقمة عن أمه، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أفرد الحج ولم يعتمر.
455

484 - 1027 أخبرنا روح، نا مالك، عن علقمة بن أبي علقمة،
عن " أمه "، عن عائشة قالت:
أهدى أبو جهم بن حذيفة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
خميصة شامية لها علم فشهد فيها الصلاة، فلما انصرف قال: " ردوها إلى
أبي جهم فإني نظرت إلى علمها في الصلاة فكادت تفتنني ".
485 - 1028 أخبرنا روح، نا مالك، عن علقمة، عن أمه، عن
عائشة قالت: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فلبس ثيابه
ليخرج فأمرت جاريتي بريرة أن تتبعه فتبعته، فأتى البقيع فوقف في أدناه ما
456

شاء الله أن يقف ثم انصرف فسبقته فأخبرتني فلم أذكر ذلك حتى أصبح،
فذكرت ذلك له، فقال: " أمرت أن آتي أهل البقيع فأسلم عليهم ".
486 - 1029 أخبرنا سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه،
عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع رأسه في
حجر إحدانا وهي حائض فيتلو قرآنا.
457

487 - 1030 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، عن داود بن صالح، عن
أبيه أن مولاة لعائشة أرسلت إلى عائشة بهريسة قالت: فوجدتها تصلي
فأشارت إلي أن ضعيها فوضعتها، فجاءت الهرة فأخذت منها نهشة فلما
انصرفت من الصلاة قالت للنساء: كلن واتقين موضع فم الهرة فأكلت
عائشة من حيث أكلت الهرة ثم قالت: إنها ليست بنجس إنها من / الطوافين
عليكم، ولقد رأيت رسول الله - يتوضأ بفضلها.
488 - 1031 أخبرنا بشر بن عمر، نا مالك، عن يزيد بن
عبد الله بن قسيط، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أمه عمرة
458

بنت عبد الرحمن، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر أن
يستمتع بجلود الميتة إذا دبغت.
قال إسحاق: قلت لأبي قرة: أذكر مالك عن يزيد بن عبد الله بن
قسيط - فذكرت له مثل هذا الحديث بإسناده -؟ فقال: نعم.
459

489 - 1032 أخبرنا عبد الصمد، نا حماد وهو ابن سلمة، نا ابن
خيثم، عن يوسف بن مالك، عن حفصة بنت عبد الرحمن، عن
عائشة قالت:
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفرع من كل خمس
شياه، شاة وأمر بالعقيقة عن الجارية شاة وعن الغلام شاتين.
460

490 - 1033 أخبرنا عبد الله بن إدريس، أنا عبد الملك بن أبي
سليمان، عن عطاء قال: قالت امرأة عند عائشة: لو ولدت امرأة
فلان نحرنا عنه جزورا، قالت عائشة: لا، ولكن السنة عن الغلام شاتان
وعن الجارية شاة.
461

491 - 1034 أخبرنا عبد الرزاق، نا ابن جريج، نا ابن خيثم، عن
يوسف بن ماهك، عن حفصة ابنة عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عائشة
قالت:
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالفرع من كل خمس واحدة
قال إسحاق: من كل خمس شياه واحدة.
قال إسحاق: لا فرع ولا عتيرة، نقول: لا واجب.
462

492 - 1035 أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن عاصم مولى
قريبة قال: سمعت قريبة مولاة عائشة تقول: سمعت عائشة تقول: نهى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصيام / فقيل له:
فإنك تواصل قال: " إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقيني ".
463

493 - 1036 أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني محمد بن زياد
الألهاني، عن عبد الله بن أبي قيس قال سمعت عائشة تقول:
نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الوصال في الصيام.
494 - 1037 أخبرنا محمد بن بكر، نا ابن جريج، أخبرني
المغيرة بن حكيم أن أم كلثوم بنت أبي بكر أخبرته، عن عائشة قالت:
464

اعتم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة حتى ذهب عامة
الليل ورقد أهل المسجد فخرج فصلاها، وقال: " إنها لوقتها لولا أن أشق
على أمتي ".
495 - 1038 أخبرنا الملائي، نا سفيان، عن منصور، عن
موسى بن عبد الله بن يزيد، عن مولاة عائشة، عن عائشة قالت:
465

ما نظرت إلى فرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو قالت ما
رأيت فرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
496 - 1039 أخبرنا صالح بن قدامة الجمحي، نا ابن دينار وهو
عبد الله، عن نافع، عن صفية، عن عائشة أو حفصة أو كلتيهما
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله
وباليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوجها ".
466

ما يروى عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن
عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
497 - 1040 أخبرنا سفيان، حدثني الزهري، عن أبي سلمة، عن
عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أتى أهله فأراد أن
يرقد وهو جنب توضأ وضوءه للصلاة /.
467

498 - 1041 أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن يحيى بن
أبي كثير، نا أبو سلمة أنه سأل عائشة، أكان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يرقد وهو جنب فقالت: نعم ويتوضأ وضؤه للصلاة.
499 - 1042 أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت عائشة عن غسل رسول الله - صلى الله
468

عليه وسلم - من الجنابة فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يكون عنده الإناء فيه الماء فيبدأ فيغسل يديه قبل أن يدخلهما الإناء ثم
يفرغ بيده اليمنى على اليسرى فيغسل بها فرجه وما أصابه حتى ينقيه ثم
يصب على يده التي غسل بها فرجه حتى ينقيها ثم يمضمض ثلاثا ويستنشق
ثلاثا ثم يفرغ على رأسه الماء ثلاثا.
500 - 1043 أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي، عن عطاء بن
السائب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: وصفت لي عائشة غسل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجنابة قالت:
كان يغسل يديه ثلاثا ثم يفيض بيده اليمنى على اليسرى ثلاث
مرات ثم يمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا ويغسل وجهه ويديه ثلاثا ثم
يفيض على رأسه ثلاثا ثم يصب عليه الماء.
469

501 - 1044 أخبرنا المخزومي، نا وهيب، عن أبي واقد
الليثي، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل ".
502 - 1045 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا عبيد الله بن عمر، عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله -
470

صلى الله عليه وسلم - كان له حصير يبسطه بالنهار ويحتجزه بالليل ويصلي
إليه /.
503 - 1046 أخبرنا معاذ بن هشام والنضر قالا: نا، هشام، عن
يحيى بن أبي كثير، نا أبو سلمة، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه
471

وسلم - كان يصلي الركعتين من التدليس من صلاة الصبح قال النضر:
عن أبي سلمة.
504 - 1047 أخبرنا روح بن عبادة، نا مالك، عن عبد الله بن يزيد
وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة، عن عائشة أن
472

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي من الليل يقرأ وهو جالس
فإذا بقي من قراءته قدر ثلاثين آية أو أربعين آية، قام فقرأ، ثم ركع
وسجد، ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك.
505 - 1048 أخبرنا المقري، نا سعيد بن أبي أيوب، عن جعفر بن
ربيعة، عن عراك بن مالك، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي العشاء وكان يركع
ركعتين وهو جالس بين الندائين.
506 - 1049 أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن يحيى بن أبي
كثير، نا أبو سلمة أنه سأل عائشة، عن صلاة رسول الله - صلى الله عليه
473

وسلم - بالليل فقالت: كان يصلي ثمان ركعات ثم يرقد ثم يصلي ركعتين
وهو جالس ثم يقوم فيقرأ ويركع ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة
الصبح.
507 - 1050 أخبرنا النضر، نا هشام صاحب الدستوائي بهذا الإسناد
مثله.
508 - 1051 أخبرنا عبدة ومحمد بن بشر قالا: نا مسعر، عن
سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:
474

ما كنت ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السحر الآخر
إلا نائما عندي.
509 - 1052 أخبرنا وكيع، نا مسعر / عن سعد بن إبراهيم، عن أبي
سلمة، عن عائشة قالت: ما كنت ألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
من السحر الآخر إلا نائما / عندي تعني بعد الوتر.
510 - 1053 أخبرنا سفيان، عن زياد بن سعد، عن
عبد الرحمن بن أبي عتاب، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: كان
475

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا - صلى الركعتين فإن كنت جالسة
حدثني وإلا اضطجع.
511 - 1054 أخبرنا روح، نا مالك، عن أبي النضر مولى
عمر بن عبيد الله، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى من الليل ففرغ فإن
كنت يقظانة تحدث معي وإلا اضطجع حتى يأتيه المؤذن.
476

512 - 1055 أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن يحيى بن أبي
كثير، نا أبو سلمة، عن عائشة قالت:
لم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في شهر من السنة أكثر
صياما منه في شعبان فكان يصوم شعبان كله وكان يقول: " خذوا من
477

الأعمال ما تطيقون، فإن الله لم يمل حتى تملوا وكان أحب العمل إلى الله
ما دوام عليه صاحبه وإن قل ".
513 - 1056 أخبرنا النضر، عن هشام بهذا الإسناد مثله، وزاد في
الحديث وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة داوم
عليها.
514 - 1057 أخبرنا النضر، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن
أبي سلمة، عن عائشة قالت: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي
العمل أفضل؟ قال: " ما داوم عليه صاحبه "، قال: وقالت عائشة أو أبو
هريرة: اكلفوا من الأعمال ما تطيقون.
478

515 - 1058 أخبرنا سفيان، عن ابن عجلان، (عن سعد بن
إبراهيم)، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " قد كان / في الأمم محدثون فإن يك في أمتي فعمر بن
الخطاب ".
479

516 - 1059 أخبرنا أبو خالد الأحمر، عن ابن عجلان، عن
480

سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - مثله.
أخبرنا سفيان، عن عمرو بن دينار قال:
قرأ ابن عباس: (وما أرسلنا (من) قبلك من رسول ولا نبي ولا
محدث).
517 - 1060 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، نا موسى بن عقبة، عن
أبي سلمة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
481

" سددوا وقاربوا وأبشروا فإن أحدا منكم لا ينجيه عمله "، قيل: ولا
أنت يا رسول الله؟ فقال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله منه برحمة "، هكذا
قال أو نحوه.
518 - 1061 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن
الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - كان يقبلها وهو صائم.
482

519 - 1062 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن أبي
سلمة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقبل بعض
نسائه وهو صائم.
520 - 1063 أخبرنا المقري، نا سعيد بن أبي أيوب، نا عقيل بن
خالد ويونس بن يزيد الأيليان وثالث سماه المقري كلهم عن
الزهري، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " من حمل من أمتي دينا ثم جهد في قضائه فمات ولم يقضه
فأنا وليه ".
483

521 - 1064 أخبرنا عيسى بن يونس، نا الأفريقي عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم، عن عمران بن عبد المعافري، عن عبد الله بن عمرو، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن الدين يقبض من صاحبه يوم القيامة إذا مات ولم / يقضه إلا
من يدين في ثلاث، رجل تذهب قوته فيدين ما ينفق به على عدو الله
ورسوله فمات ولم يقضه، ورجل مات عنده مسلم فلم يجد ما يكفنه إلا
بدين فمات ولم يقضه، ورجل خاف على نفسه العزبة ولم يكن عنده ما
يتزوج فاستدان فتزوج ليعق نفسه خشية على دينه فالله يقضي عن هؤلاء،
الدين يوم القيامة ".
484

522 - 1066 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن أبي
سلمة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سجى في ثوب
حبرة.
523 - 1066 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل شراب أسكر
فهو حرام ".
485

524 - 1067 أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن أبي
سلمة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن البتع،
فقال: " كل شراب أسكر فهو حرام "، قال: " والبتع نبيذ العسل ".
525 - 1068 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن
الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة، عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - قال: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على
الطعام ".
486

526 - 1069 أخبرنا المخزومي، نا وهيب، عن أبي حازم، عن
أبي سلمة، عن عائشة، أن جبريل وعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أن يأتيه فاحتبس ثم أتاه فقال له:
487

" ما حسبك "، فقال: كلب كان في البيت، فنظروا فإذا جرو تحت
السرير فأمر به فأخرج.
527 - 1070 أخبرنا الملائي، نا زكريا بن / أبي زائدة قال:
سمعت عامرا يقول: حدثني أبو سملة بن عبد الرحمن أن عائشة حدثته
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها:
" إن جبريل يقرئك السلام "، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله.
528 - 1071 أخبرنا أسباط بن محمد، عن زكريا بهذا الإسناد مثله.
529 - 1072 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن الحارث بن
عبد الرحمن، عن أبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه
488

وسلم - قال لها: " وأومأ إلى القمر استعيذي بالله من شر هذا هذا غاسق
إذا وقب ".
530 - 1073 أخبرنا بشر بن عمر، نا سليمان بن بلال، نا
يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت:
كان يكون علي الأيام من رمضان فما أستطيع أن أقضيه حتى يدخل
شعبان، وذلك لمكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
489

531 - 1074 أخبرنا الثقفي، قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول:
سمعت أبا سلمة يقول:
قالت عائشة: كان يكون علي الأيام من رمضان فما أستطيع أن
أقضيه حتى يجئ شعبان.
532 - 1075 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، أخبرني يزيد بن عبد الله بن
أسامة بن الهاد، نا محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي سلمة قال: سألت
490

عائشة كم كان صداق نساء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
اثنتي عشرة أوقية ونش ثم قالت: أتدري كم النش، فقلت لا،
فقالت: نصف أوقية وذلك خمسمائة درهم.
533 - 1076 أخبرنا روح بن عبادة ويحيى بن واضح قالا: نا موسى بن
عبيدة الربذي أخبرني مسلمة، بن أبي الأشعث، عن ذكوان أبي صالح
السمان، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: / قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - لجبريل: " إني أحب أن أراك في صورتك "، فقال: أو تحب
ذاك فقلت: " نعم "، فواعده جبريل في بقيع الغرقد لمكان كذا وكذا من
491

الليل، فلقيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في موعده فنشر جناحا من
أجنحته، وقال روح: جناحين من أجنحته فسد أفق السماء حتى ما يرى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من السماء شيئا وأجيب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - عند ذلك.
534 - 1077 أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، حدثني
حصن، نا أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: " على المقتتلين أن يحجزوا الأولى فالأولى وإن كانت
امرأة "، قال الوليد: وتفسيره، إذا قتل الرجل فجاء أهله يطلبون دمه
فعفت امرأته أو ابنته فعلى الأولياء أن يتحجزوا.
قال إسحاق: نقول ويصير دية.
492

535 - 1078 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن صالح بن
أبي حسان، عن أبي سلمة أنه قال هو وابن عباس في المتوفى عنها زوجها
493

وهي حامل، فقال أبو سلمة: إذا وضعت ما في بطنها فقد حلت، وقال
ابن عباس: آخر الأجلين، فجاء أبو هريرة فقال: أنا مع ابن أخي يعني أبا
سلمة، فأرسلوا إلى عائشة فذكروا ذلك لها فقالت: وضعت سبيعة بعد
وفاة زوجها بليال فذكر أمرها لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فأمرها فنكحت.
536 - 1079 أخبرنا الفضل بن موسى، نا محمد بن عمرو، نا
أبو سلمة، عن عائشة قالت: لما نزلت آية التخيير بدأ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - بي فقال يا عائشة:
" إني عارض عليك أمرا فلا تفتاني فيه بشئ حتى تعرضي / ذلك
494

على أبويك أبي بكر وأم رومان "، فقالت: وما هو؟ فأعاد رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ذلك ثلاث مرات كل ذلك يقول لها: " إني عارض عليك أمرا
فلا تفتاتي فيه بشئ حتى تعرضي ذلك على أبويك أبي بكر
وأم رومان "، فقالت: وما هو؟ فقال: " قال الله: (يا أيها النبي قل
لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن
سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد
للمحسنات منكن أجرا عظيما) ".
قالت: فقلت: إني أريد الله ورسوله والدار الآخرة ولا استأمر في
ذلك أبوي أبا بكر وأم رومان، قالت: فضحك رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ثم استقرأ الحجرات فقال لهن: " إن عائشة قالت: كذا وكذا،
فقلن كما قالت عائشة - رضي الله عنها ".
495

537 - 1080 أخبرنا الفضل بن موسى، نا محمد بن عمرو، نا أبو
سلمة عن عائشة قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حصير
يبسطها بالنهار ويحتجزه علينا بالليل فصلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في المسجد فأصبح فذكروا ذلك للناس، فكثر الناس ليلة الثانية،
فاطلع عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " اكلفوا من
الأعمال ما تطيقون، فإن الله لن يمل حتى تملوا "، قالت: وكان أحب
الأعمال إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما داوم عليه وإن قل،
فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا - صلى صلاة دوام عليها.
538 - 1081 أخبرنا الفضل بن موسى، نا محمد بن عمرو، نا أبو
سلمة، عن عائشة قالت: واعد جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أن يأتيه في ساعة / فراث عليه فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فلقيه قائما بالباب، فقال: " ما منعك أن تدخل؟ " فقال: إن في البيت
كلبا، وإنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تصاوير، وإذا جرو كلب تحت سرير
عائشة فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرج ثم أمر حين
أصبح بالكلاب أن تقتل.
496

ما يروى عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
وأبي بكر ابنه عن عائشة عن
النبي - صلى الله عليه وسلم.
539 - 1082 أخبرنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي
بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أو غيره، عن عبد الرحمن بن
الحارث بن هشام قال: كان أبو هريرة يقول: من أصبح جنبا وهو يريد
الصوم فليفطر ولا يصم، فدخلت على مروان فأخبرته بما قال أبو هريرة،
فقال لي: ائت عائشة فأتيت عائشة فأخبرتها بما قال أبو هريرة وما قال لي
مروان فأخبرته، فقال: ائت أبا هريرة فأخبره فأتيت أبا هريرة فأخبرته
فسكت.
497

540 - 1083 أخبرنا الثقفي، نا خالد الحذاء، عن أبي قلابة،
عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن أبا هريرة قال: من أصبح جنبا
فليفطر ولا يصم، فقال مروان: ائت عائشة فأتيتها فسألتها فقال: كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبا من جماع غير حلم ثم يصوم
يومه، ثم إني أتيت أم سلمة فسألتها، فقالت: كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يصبح جنبا ثم يصوم، فأتى مروان فأخبره فقال: إئت أبا
هريرة فأتاه فأخبره، فقال: كذلك كنت أحسب.
541 - 1084 أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر عن الزهري، عن أبي
بكر بن عبد الرحمن بن الحارث قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال
498

رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " من أدرك الصبح وهو جنب فلا صوم
له ".
قال: فأتيت عائشة وأم سلمة أنا وأبي فسألناهما فأخبرتا أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصبح جنبا من جماع ثم يصوم
يومه، فأتينا مروان فأخبرناه بقول أبي هريرة وقولهما، فعزم علينا أن نأتي أبا
هريرة فنخبره بقولهما، فلقينا أبا هريرة عند باب المسجد فقال له أبي: أن
الأمير عزم علينا أن نخبرك بقول عائشة وأم سلمة، فحدثه بقولهما فقال:
حدثني بذلك الفضل بن العباس وهن أعلم، قال الزهري: فحول الحديث
إلى غيره.
542 - 1085 أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن الحكم، عن
أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبيه قال: دخلت على
عائشة فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبا ثم
يغتسل، ثم يخرج إلى الصلاة ورأسه يقطر، ثم يظل يومه ذلك صائما.
فقال مروان له: أئت أبا هريرة فحدثه، فقال: إنه لي صديق وأنا
499

أستحي منه فعزم عليه، فأتاه وأنا معه فحدثه، فقال أبو هريرة: فعائشة إذا
أعلم وربما قال: أعلم برسول الله - صلى الله عليه وسلم.
543 - 1087 أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن جامع بن شداد،
عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يخرج إلى صلاة الفجر ورأسه يتقاطر / ثم يظل ذلك اليوم
صائما.
544 - 1087 أخبرنا أبو معاوية، نا الأعمش، عن عمارة بن
عمير، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: كان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبا ثم يغتسل ويصوم يومه ذلك.
500

545 - 1088 أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، نا أيوب، عن عكرمة بن
خالد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: إني لأعلم
الناس بهذا الحديث، بلغ مروان أن أبا هريرة يحدث عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال: " من أصبح جنبا فلا صيام له " عروبة إلي فقال ائت
عائشة فسلها، فأتيت عائشة، فسألتها، فقالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصبح جنبا من غير احتلام
ثم يصوم ذلك اليوم، فرجع إلى مروان فأخبره، فقال: ائت أبا هريرة
فأخبره فقال: إن أبا هريرة لي جار وأكره أن استقبله بشئ يكرهه، فقال:
عزمت عليك لما أتيته فأخبرته فأتيته فقلت: إنك جاري وأكره أن استقبلك
بشئ تكرهه، إن مروان عزم علي، فذكر له الذي كان، فقال أبو هريرة:
حدثني به الفضل.
546 - 1089 أخبرنا أبو أسامة، أنا المجالد، أنا عامر، عن أبي
501

بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، أنه أتى عائشة فقال: أن أبا هريرة يفتينا أن
من أصبح جنبا فلا صوم له، فقالت عائشة: إن أبا هريرة لا يقول في هذا
شيئا، كان بلال يأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو جنب يؤذنه،
فيقوم فيغتسل ثم يخرج إلى المسجد وإني لأرى رأسه ينحدر بين كتفيه
لصلاة الفجر ثم يصوم ذلك / اليوم، قال: فبلغ أبا هريرة، فقال: عائشة
أمي وهي أعلم.
547 - 1090 أخبرنا الملائي، نا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي،
عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - أتاه بلال يؤذنه بالصلاة، وأنه لجنب فيقدم فيغتسل ثم يخرج
إلى المسجد وإني لأسمع قراءته ورأسه يقطر ثم يصوم ذلك اليوم.
502

ما يروى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن
عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
548 - 1091 أخبرنا أبو أسامة، نا زائدة بن قدامة، حدثني
موسى بن أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: دخلت على
عائشة فقلت لها: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -؟ فقالت: بلى، ثقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
أصلى الناس؟ فقلنا: لا يا رسول الله هم ينتظرونك، فقال: ضعوا
لي ماء في المخضب، ففعلنا فاغتسل ثم ذهب لينوء فغمي عليه
503

فأفاق، فقال أصلى الناس؟ فقلنا: لا يا رسول الله هم ينتظرونك،
قالت: والناس عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - لعشاء الآخرة، قالت: فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رجلا إلى أبي بكر أن يصلي بالناس، فأتاه الرسول فقال له: إن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تصلي بالناس فقال أبو بكر: - وكان رجلا
رقيقا يا عمر: صل بالناس، فقال عمر: أنت أحق بذلك ففعل فصلى
بهم أبو بكر تلك / الأيام ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجد في
نفسه خفة فخرج بين رجلين أحدهما العباس بن عبد المطلب، وأبو بكر
يصلي بالناس فلما رآه أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه أن لا يتأخر وقال لهما:
أجلساني إلى جنب أبي بكر، فأجلساه إلى جنب أبي بكر، قالت: فجعل أبو
بكر يصلي بصلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم والناس
يصلون بصلاة أبي بكر، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد، قال
عبيد الله بن عبد الله فدخلت على ابن عباس فقلت له: ألا أعرض عليك ما
504

حدثتني عائشة عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: نعم،
فحدثته حديثها عن مرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما أنكر منه
شيئا غير أنه قال: أسمت لك الرجل الذي كان مع العباس، فقلت: لا،
فقال: هو علي.
549 - 1092 أخبرنا الوليد بن عقبة، نا زائدة، حدثني موسى بن
أبي عائشة، عن عبيد الله بن عبد الله، قال: دخلت على عائشة فذكر مثل
حديث أبي أسامة سواء غير أنه قال: ضعوا لي ماء في المخضب ثلاث
مرات، وقال: هم ينتظرون رسول الله - صلى الله عليهم وسلم.
505

ما يروى عن عراك بن مالك، وأبي صالح
ذكوان، عن عائشة - رضي الله عنها -
عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
550 - 1093 أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، نا خالد الحذاء، عن
رجل، عن عمر بن عبد العزيز قال: ما استقبلت القبلة بفرجي منذ كذا
وكذا، قال: فحدث ابن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم / لما بلغه أن الناس يكرهون ذلك أمر بخلائه فاستقبل به القبلة.
506

551 - 1094 أخبرنا عيسى بن يونس، نا أبو عوانة، عن خالد
الحذاء، عن عراك بن مالك، عن عائشة قالت:
ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ناسا يكرهون أن
يستقبلوا القبلة بغائط، أو بول، فأمر بخلائه فاستقبل به القبلة.
552 - 1095 أخبرنا الوليد، نا حماد بن سلمة، عن خالد الحذاء،
عن خالد بن أبي الصلت، عن عراك بن مالك، عن عائشة قالت:
507

بلغ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ناسا يكرهون أن يستقبلوا
القبلة بفروجهم لغائط أو بول، فقال: أوقد فعلوها استقبلوا بمقعدتي
القبلة.
553 - 1096 أخبرنا علي بن عاصم، قال: سمعت خالد الحذاء
يحدث عن خالد بن أبي الصلت، قال: كنت عند عمر بن عبد العزيز وعنده
عراك بن مالك، فقال عمر بن عبد العزيز: ما استقبلت القبلة بفرجي
بغائط ولا بول منذ كذا وكذا، فقال عراك بن مالك: أخبرتني عائشة أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن الناس يكرهون ذلك أمر بخلائه
فاستقبل به القبلة.
508

[...]
509

أخبرنا سعدان بن سعد الليثي، نا الحسن بن ذكوان، عن
مروان الأصفر، قال: رأيت ابن عمر أبرك بعيرا بينه وبين القبلة ثم
510

بال، فقلت: يا أبا عبد الرحمن ألستم تكرهون هذا؟ قال: إذا كان بينك
وبين القبلة ما يسترها فلا بأس.
554 - 1097 أخبرنا وكيع، نا عيسى الحناط، قال: قلت للشعبي
قال أبو هريرة: لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول، وقول ابن عمر رأيت
النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعدا على لبنتين مستقبل بيت
المقدس / قال: فقال: قول أبي هريرة في البرية، وقول ابن عمر في
البيوت، فأما كنفكم هذه فلا قبلة لها.
511

555 - 1098 أخبرنا عبد الرزاق، نا ابن جريج، قال: سمعت ابن أبي
مليكة يحدث عن ذكوان مولى عائشة، قال: سمعت عائشة تقول:
سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الجارية نكحها أهلها أتستأمر
أم لا؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعم: قلنا فإنها تستحي
فتسكت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: فذاك إذنها.
556 - 1099 أخبرنا النضر، ووهب، قالا: نا شعبة، عن
512

الحكم بن عتيبة، عن علي بن حسين، عن ذكوان مولى عائشة، عن
عائشة قالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأربع ليال
خلون أو خمس من ذي الحجة في حجته وهو غضبان، قال: فقلت يا
رسول الله من أغضبك أدخله الله النار، فقال: أما شعرت أني أمرتهم
بأمر فهم يترددون، ولو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت
الهدي ولا اشتريته حتى أحل كما حلوا.
513

ما يروى عن سعيد بن المسيب عن عائشة
- رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم.
557 - 1100 أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن زيد بن
جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة قالت: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم: " إذا قعد بين شعب الأربعة ثم ألزق الختان بالختان،
فقد وجب الغسل ".
558 - 1101 أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن علي بن زيد بن
514

جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: / " إذا جاوز الختان الختان فقد وجب الغسل ".
559 - 1102 أخبرنا النضر، نا شعبة عن قتادة، قال: سمعت
سعيد بن المسيب يحدث عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه
515

وسلم - قال: " خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم، الحية، والكلب
العقور، والغراب الأبقع، والحدية، والفأرة ".
560 - 1103 أخبرنا يحيى بن اليمان، نا معمر عن الزهري، عن
سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - كان إذا سافر أقرع بين نسائه.
561 - 1104 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر عن الزهري، أخبرني
سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعلقمة بن وقاص، وعبد الله بن
عبيد الله بن عتبة نحو حديث عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -
حين قال لها: أهل الإفك ما قالوا فبرأها الله، وكل حدثني بطائفة من
الحديث وبعضهم أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا فقد وعيت
516

عن كل واحد الحديث الذي حدثني به، وبعضهم يصدق بعضا ذكروا أن
عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع
بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوة غزاها، فخرج سهمي فخرجت مع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذلك بعد ما أنزل الحجاب فأنا أحمل في
517

هودجي وأنزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - من غزوته تلك وقفل ودنونا من المدينة آذن بالرحيل ليلة فقمت في
الرحيل فمشيت حتى جاوزت / الجيش فلما قضيت شأني رجعت فلمست
صدري فإذا عقد لي من جزع ظفار قد وقع، فرجعت، فالتمست عقدي
فحبسني ابتغاؤه وأقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فحملوا هودجي ورحلوه على البعير الذي كنت أركب وهم
يحسبون أني فيه، قالت عائشة:
فكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم فرحلوه
ورفعوه، قالت: وكنت جارية حديثة، قال: فلما بعدوا وسار الجيش
وجدت عقدي بعدما استمر الجيش - فجئت منازلهم وليس بها داعي ولا
518

مجيب فتيممت منزلي الذي كنت فيه، فبينا أنا جالسة غلبتني عيني فنمت،
وكان صفوان بن المعطل السلمي، ثم الذكواني عرس، فأدلج فأصبح
عند منزلي فرأى سواد إنسان فعرفني حين رآني وكان رآني قبل أن ينزل
الحجاب فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي، والله
ما كلمني بكلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه حتى أناخ راحلته،
فوطئ على يدها فركبته ثم انطلق يقود بي الراحلة حتى أتى الجيش بعد ما
نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك في شأني من هلك وكان الذي تولى
كبره منهم عبد الله بن أبي (ابن) سلول، فقدمت المدينة فاشتكيت حين
قدمتها شهرا، والناس يفيضون في قول أهل الإفك ولا أشعر بشئ من
ذلك، وهو يريبني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أني لا أرى منه
519

اللطف الذي كنت أراه منه حين أشتكي، إنما يدخل رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فيقول: / كيف تيكم فيريبني ذلك ولا أشعر بالشر حتى
خرجت بعد ما نقهت من مرضي ومعي أم مسطح قبل المناصع وهو
مبرزنا ولا نخرج إلا ليلا إلى ليل وذلك إنا نكره أن نتخذ الكنف قريبا
من بيوتنا وأمرنا أمر العرب الأول في التنزه فكنا نتأذى بالكنف قرب بيوتنا
فانطلقت ومعي أم مسطح ابنة أبي رهم بن المطلب بن عبد مناف، وأمها
ابنة صخر بن عامر خالة أبي بكر الصديق، وابنها مسطح بن أثاثة بن
عباد بن المطلب، فأقبلنا حيث فرغنا من شأننا لنأتي البيت فعثرت أم
مسطح في مرطها، فقالت: تعس مسطح، فقلت لها: بئس ما قلت،
أتسبين رجلا قد شهد بدرا، فقالت: أي هنتاه أو لم تسمعي ما قال؟
قلت: وما قال، قالت:
فأخبرتني بقول أهل الإفك فازددت مرضا إلى مرضي فرجعت إلى
بيتي، فدخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: كيف
520

تيكم، فقلت: أتأذن لي أن آتي أبوي وأنا حينئذ أريد أن أتيقن الخبر من
قبلهما، فأذن لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجئت أبوي فقلت
لأمي: يا أمتاه ما يتحدث الناس؟ فقالت: يا بنية هوني عليك، فوالله
لقل امرأة وضيئة كانت عند رجل يحبها ولها ضرائر إلا كثرن عليها،
قالت فقلت: سبحان الله، أو تحدث الناس بذلك فبكيت تلك الليلة لا
يرقأ لي دمع، ولا أكتحل بنوم، ثم أصبحت أبكي، ودعا رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - علي بن أبي طالب، وأسامة بن زيد، وهو حينئذ يريد
أن يستشيرهما في فراق أهله وذلك حين استلبث الوحي / فأما أسامة بن
زيد فأشار على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالذي يعلم من براءة
أهله وبالذي في نفسه لهم من الود، فقال: هم أهلك ولا نعلم إلا خيرا.
وأما علي بن أبي طالب، فقال: لم يضيق الله عليك والنساء سواها
كثير، وإن تسأل الجارية تصدقك فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بريرة فقال: أي بريرة.
هل رأيت من عائشة شيئا يريبك؟ فقالت بريرة: يا رسول الله
والذي بعثك بالحق ما رأيت عليها أمرا قط أغمضه عليها أكثر من أنها
جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتدخل الداجن فتأكله، فقام
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول
فقال: وهو على المنبر:
يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل بلغ أذاه في أهل بيتي، فوالله
521

ما علمت من أهلي إلا خيرا، ولقد ذكروا رجلا ما علمت منه إلا خيرا،
وما كان يدخل على أهلي إلا معي.
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال: أنا أعذرك منه يا رسول الله إن
كان من الأوس ضربنا عنقه، وإن كان من الخزرج أمرتنا ففعلنا أمرك،
فقام سعد بن عبادة، وهو سيد الخزرج، وكان رجلا صالحا ولكن أحملته
الحمية، فقال: والله ما تقتله ولا تقدر على قتله، فقام أسيد بن حضير،
وهو ابن عم سعد بن معاذ، فقال: كذبت، لعمرو الله والله لنقتله، فإنك
منافق تجادل عن المنافقين قالت: فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن
يقتتلوا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - / على المنبر فلم يزل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخفضهم حتى سكتوا، وسكت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: فبكيت يومي لا يرقأ دمعي
ولا أكتحل بنوم، فبكيت تلك الليلة المقبلة لا يرقأ لي دمع ولا أكتحل
بنوم، وأبواي يظنان أن البكاء فالق كبدي، فبينما هما جالسين عندي إذ
استأذنت على امرأة من الأنصار فأذنت لها فجلست تبكي معي، فبينا نحن
على حالنا ذلك إذ دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم جلس ولم
يكن جلس قبل يومي ذاك منذ كان من أمري ما كان، ولبث شهرا لا
يوحى إليه، قالت:
فتشهد ثم قال: أما بعد فقد بلغني يا عائشة عنك كذا وكذا، فإن
كنت بريئة فسيبرئك الله، وإن كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي
إليه، فإن العبد إذا اعترف بالذنب ثم تاب تاب الله عليه قالت: فلما قضي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقالته، قلص دمعي حتى ما أحس منه
بقطرة، فقلت لأبي: أجب عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
522

والله ما أدري ما أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت لأمي:
أجيبي عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: والله ما أدري ما
أقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت وأنا جارية حديثة السن
لا أقرأ كثيرا من القرآن إني والله قد عرفت أنكم قد سمعتم بذاك حتى استقر
في أنفسكم وصدقتم به، وإن قلت لكم إني بريئة - والله يعلم أني بريئة - لم
تصدقوني، وإن اعترفت لكم بأمر والله يعلم أني بريئة لتصدقوني، والله لا
أجد مثلي ومثلكم إلا كما قال يعقوب: (فصبر جميل والله
المستعان / على ما تصفون)، ثم تحولت فاضطجعت على فراشي وأنا
والله حينئذ أعلم أني بريئة، وأن الله مبرئي يبرأني ولكن لم أكن أظن أن الله
ينزل في شأني وحيا يتلى، ولشأني كان أحقر في نفسي من أن يتكلم الله في
بأمر يتلى، ولكني أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في منامه
رؤيا يبرئني الله بها، قالت: فوالله ما رام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مجلسه ولا خرج من البيت (أحد)، حتى أنزل الله على نبيه - صلى الله
عليه وسلم - فأخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي من ثقل القول
الذي أنزل عليه، فلما سري عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان
أول كلمة تكلم بها أن قال: أما الله فقد برأك فقالت أمي: قومي إليه،
فقلت: والله لا أقوم إليه ولا أحمد إلا الله الذي هو أنزل براءتي، فأنزل الله:
523

(إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم) إلى عشر آيات قالت:
فأنزل الله عز وجل - هذه الآيات في براءتي وكان أبو بكر ينفق على مسطح
لقرابته منه وفقره، فقال: والله لا أنفق عليه أبدا بعد الذي قال لعائشة ما
قال: فأنزل الله عز وجل -: (ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة) تلا
إلى قوله: (ألا تحبون أن يغفر الله لكم) فقال أبو بكر: والله إني
لأحب أن يغفر الله لي، ورجع إلى مسطح بالنفقة التي كان ينفق عليه،
فقال: والله لا أنزعها منه أبدا، قالت: وكان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - سأل زينب بنت جحش عن أمري ما علمت أو ما رأيت؟ فقالت:
أحمي سمعي وبصري ما علمت إلا خيرا، قالت: وهي التي كانت
تساميني من أزواج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعصمها / الله
بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلكت.
قال الزهري: فهذا ما انتهى إلينا من أمر هؤلاء الرهط.
524

ما يروى عن عبد الله بن عامر، ويحيى بن
عبد الرحمن بن حاطب، ونافع، ومشيخة أهل المدينة،
عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي -
صلى الله عليه وسلم
562 - 1105 أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، قال سمعت يحيى بن
سعيد يقول: سمعت عبد الله بن عامر بن ربيعة يقول: قالت عائشة:
أرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فقال: ليت رجلا
من أصحابي يحرسني الليلة، إذ سمعنا صوت السلاح فقال:
من ذا؟ قال سعد: أنا أي رسول الله جئت أحرسك، قال: فنام
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سمعت غطيطه.
525

563 - 1106 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا محمد بن عمرو، عن
يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة قالت:
خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أنواع ثلاثة، فمنا
من أهل بالحج والعمرة معا، ومنا من أهل بالحج مفردا، ومنا من أهل
بالعمرة مفردة.
فأما من أهل بالحج والعمرة معا فلم يحل من شئ حرم عليه، حتى
526

يقضي مناسك الحج، ومن أهل بالعمرة فطاف بالبيت وبين الصفا والمروة،
حل مما كان حرم عليه حتى يستقبل.
564 - 1107 أخبرنا الفضل بن موسى، عن محمد بن عمرو بهذا
الإسناد ونحوه، وقال حتى يستقبل الحج.
565 - 1108 أخبرنا سفيان، حدثني جامع بن أبي راشد، عن
منذر الثوري، عن الحسن بن محمد، عن عائشة، عن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا ظهر السوء في الأرض أنزل الله بأهل
الأرض بأسه "، وقالت عائشة: فقلت يا رسول الله وفيهم أهل طاعة الله؟
قال: " نعم ثم يصيرون إلى رحمة الله ".
527

566 - 1109 أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن قيس بن مسلم،
عن الحسن بن محمد، عن عائشة قالت: أتى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بوشيقة، وقد وهو محرم فلم يأكله.
567 - 1110 أخبرنا عبد الرزاق بهذا الإسناد مثله، وقال: وشيقة
ظبي.
528

568 - 1111 أخبرنا يحيى بن آدم، نا القاسم بن الفضل، عن
محمد بن علي السلمي، قال: كانت عائشة تدان فقيل لها: فقالت:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من عبد يدان دينا له
نية في أدائه إلا كان له من الله عون "، فأنا ألتمس ذلك العون.
529

569 - 1112 أخبرنا الملائي بهذا الإسناد مثله، وقال: فقيل لها
مالك وللدين؟.
570 - 1113 أخبرنا محمد بن بكر، أنا ابن جريح، أخبرني
530

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي أمية، أن نافعا مولى ابن عمر، أخبره أن
عائشة أخبرته عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اقتلوا الوزغ
فإنه كان ينفخ على إبراهيم - عليه السلام - النار ". قال: وكانت عائشة
تقتلهن.
531

571 - 1114 أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن سعد بن إبراهيم،
عن نافع، عن عائشة أم المؤمنين، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إن للقبر لضغطة، ولو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن
معاذ ".
532

572 - 1115 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا زهير، وهو ابن محمد
العنبري، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - كان يخرج إلى البقيع فسألته عائشة عن ذلك، فقال: " إني
أمرت أن أدعو لهم ".
573 - 1116 أخبرنا عيسى بن يونس، نا محمد بن إسحاق، عن
عبد الله بن محمد بن أبي عتيق، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - / قال: " السواك مطهرة للفم، ومرضاة للرب ".
533

574 - 1117 أخبرنا أبو عامر، نا سليمان وهو ابن بلال، عن
534

شريك بن (عبد الله بن أبي نمير) عن ابن أبي عتيق، عن عائشة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " في عجوة العالية شفاء أو ترياق
أول البكرة على الريق ".
575 - 1118 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن
عمران بن بشير، أو بشر، عن سالم سبلان، أن عائشة قالت
535

لعبد الرحمن بن أبي بكر، وأساء الوضوء، فقالت: إني سمعت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يقول: " ويل للأعقاب من النار ".
576 - 1119 أخبرنا الملائي، نا جعفر بن برقان، عن عبد الله
المديني، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
536

" اللهم من رفق بأمتي فأرفق به، ومن شق على أمتي فشق عليه ".
537

577 - 1120 أخبرنا أبو عامر العقدي، نا سعيد بن مسلم بن
بأنك، قال: سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير يقول: حدثني
عوف بن الحارث بن الطفيل، أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: " يا عائشة إياك ومحقرات
الذنوب فإن لها من الله طالبا ".
538

578 - 1121 أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن
سالم، عن أبيه قال: إذا رمى، وذبح، وحلق، فقد حل له كل شئ إلا
النساء، والطيب، قال (سالم): وكانت عائشة تقول:
539

فقد حل له كل شئ إلا النساء وتقول: أنا طيبت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم.
579 - 1122 أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا حماد بن سلمة،
عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن عائشة، عن رسول الله -
540

صلى الله عليه وسلم - قال: " ما حسدكم اليهود على شئ كما حسدوكم
على السلام والتأمين ".
580 - 1123 أخبرنا موسى / القاري، نا زائدة، عن أبي
حصين، عن أبي صالح السمان، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - صلى في ثوب واحد وبعضه علي.
581 - 1124 أخبرنا المقري، نا حياة، وهو ابن شريح، حدثني
541

نافع بن سليمان، أن محمد بن أبي صالح، حدثه عن أبيه أنه سمع
عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: تقول: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: " الإمام ضامن والمؤذن مؤتمن عفا الله عن الإمام
وأرشد المؤذن ".
542

582 - 1125 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب عن محمد بن
عمرو بن عطاء عن ذكوان عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - دخل عليها بأسير فلهت عنه مع نسوة كن معها حتى خرج الأسير
فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: ما لها قطع الله -
يدها، فلم يلبث المسلمون أن خرجوا حتى جاءوا به، فدخل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - وعائشة تقلب يدها فقال: ما لها أو جنت، فقالت
يا رسول الله دعوت الله أن يقطع يدي، فأنا أنظر لم تقطع قالت فرفع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه إلى السماء مدا فقال: " اللهم إنما أنا
بشر أسف وأغضب كما يغضب البشر، فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت الله
فاجعلها له زكاة وطهورا ".
543

583 - 1126 أخبرنا محمد بن بشر العبدي، نا محمد بن عمرو،
حدثني أبي، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عائشة قالت:
خرجت يوم الخندق أقفو أثر الناس، فوالله إني لأمشي إذ سمعت
وئيد الأرض يعني حس الأرض فالتفت فإذا أنا بسعد بن معاذ فجلست إلى
الأرض ومعه ابن أخيه الحارث بن أوس، قد شهد بدرا مع رسول الله -
صلى الله عليه وسلم / - حدثنا بذلك محمد بن عمرو - يحمل مجنة وعلى
سعد درع قد خرج أطرافه منها قالت:
544

وكان من أعظم الناس، وأطوله، قالت: فأنا أتخوف على أطرافه
قالت: فمر بي وهو يرتجز ويقول:
لبث قليلا يدرك الهيجاء حمل * ما أحسن الموت إذا حان الأجل
قالت: فلما جاوزني اقتحمت حديقة فيها المسلمون، وفيهم عمر بن
الخطاب، فقال عمر: إنك لجريئة، أما تخافين أن يدركك بلاء قالت: فما
زال يلومني حتى وددت لو أن الأرض لتنشق حتى أدخل فيها.
545

فكشف الرجل السبغة عن وجهه فإذا هو طلحة بن عبيد الله
فقال: إنك قد أكثرت أين الفرار وأين وأين، إلا إلى الله قالت: فرمي
سعد بن معاذ يومئذ، رماه رجل يقال له: ابن العرقة، فقال: خذها،
وأنا ابن العرقة، فقال سعد عرق الله وجهك في النار، فقطع أكحله
يومئذ، قال محمد بن عمرو وزعموا أنه لا يقطع من أحد إلا لن يزال
ينبض دما حتى يموت قال: وجعل سعد يقول:
اللهم لا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة، وكانوا حلفاءه ومواليه
في الجاهلية، وكانوا ظاهروا المشركين على رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا) الآية.
فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضرب قبة على سعد (في
المسجد) فوضع المسلمون السلاح، ووضع سلاحه فجاءه جبريل فقال:
يا محمد وضعت سلاحك ولم تضع الملائكة أسلحتهم بعد أخرج فقاتلهم،
فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلامته يعني الدرع / فلبسها ثم خرج
546

وخرج المسلمون معه، فمر ببني غنم، فقال: " من مر بكم؟ فقالوا: دحية
الكلبي وكان وجهه يشبه وجه جبريل ولحيته فخرج رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - حتى نزل عليهم وسعد في القبة التي ضرب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فحاصروهم شهرا أو خمسا وعشرين ليلة فاشتد
عليهم الحصار، فقيل لهم: انزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فأشار أبو لبابة بن عبد المنذر إلى حلقه أنه الذبح.
فقالوا: يا رسول الله ننزل على حكم سعد بن معاذ، قال: " فأنزلوا
فنزلوا " فبعث إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى بحمار باكاف
من ليف فحمل عليه، قالت عائشة:
فوالله لقد برأ كلمه حتى ما يرى منه إلا مثل أثر الشئ اليسير قال
أبو سعيد الخدري: فلما طلع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
قوموا إلى سيدكم أو إلى خيركم، فأنزلوه، فقال له رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -:
" أحكم فيهم "، قال إني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم وتسبى
ذراريهم، وأن تقسم أموالهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" لقد حكمت فيهم بحكم الله وحكم رسوله "، قال: فقال سعد: وهو
547

يدعو اللهم إنك قد علمت أنه لم يكن قوم أحب إلى أن أقاتل أو أجاهد
من قوم كذبوا رسلك، فإن كنت أبقيت من حرب قريش على رسولك شيئا
فأبقني فيهم، وإن كنت قطعت الحرب فيما بينه وبينهم فاقبضني إليك،
فانفجر كلمه فرده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى القبة التي ضرب
عليه في المسجد، قالت / عائشة:
فحضره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر وإني
لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر وأني لفي حجرتي، فكانوا كما قال الله
(رحماء بينهم) قال علقمة: كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يصنع؟ قالت:
كانت عيناه لا تدمعان على أحد ولكنه كان إذا وجد فإنما هو تعني
الجزع.
قال: فحدثني عاصم بن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - حين أمسى قال: " أتاني جبريل أو قال ملك "، فقال يا محمد: من
548

مات من أمتك اليوم؟ فقد استبشر بموته أهل السماء، فقال: " لا أعلمه إلا
سعد بن معاذ فقد أمسى دنقا ما فعل سعد؟ ".
فقالوا: قبض يا رسول الله وجاءه قومه فاحتملوه إلى دارهم،
قالت: فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - الصبح فخرج وخرج
الناس فبت مشيا حتى أنه لينقطع شسوع نعالهم وسقطت أرديتهم من
عواتقهم قالوا يا رسول الله لقد بتت في المشي فقال: " أخشى أن تسبقنا
الملائكة كما سبقتنا إلى حنظلة "، فحضره رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يومئذ وهو يغسل.
قال: فحدث الأشعث بن إسحاق، عن سعد بن أبي وقاص
549

قال: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ركبتيه يومئذ فدخل ملك
550

فلم يجد مجلسا، فأوسعت له وأمه تبكيه وهي تقول: ويح (أم) سعد
سعد! براعة وجدا بعد أياد له ومجدا مقدما سد به مسدا.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل / البواكي تكذب إلا
أم سعد "، فقال: قائل من المنافقين ما رأينا كاليوم، ما حملنا نعشا أخف
منه قط، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" لقد نزل سبعون ألف ملك شهدوا سعد بن معاذ ما وطئوا الأرض
قبل ذلك اليوم ".
551

584 - 1127 قال: فحدثني محمد بن المنكدر، عن محمود بن
شرحبيل قال: اقتبض يومئذ إنسان قبضة من تراب قبره ففتحها فإذا هي
مسك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
552

" سبحان الله، سبحان الله "، حتى عرف ذلك في وجهه، ثم قال:
" الحمد لله لو نجا أحد من ضمة القبر لنجا منها سعد بن معاذ ولقد ضم
ضمة ثم فرج الله عنه ".
585 - 1128 أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني الحكم بن عبد الله، عن
الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة قالت:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أتى على يوم لا أزداد
فيه علما فلا بورك لي في طلوع الشمس ذلك اليوم ".
553

586 - 1129 أخبرنا وكيع، نا العمري، عن نافع، عن ابن
عمر، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة أن رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - لحد له لحد.
554

587 - 1130 أخبرنا بشر بن عمر الزهراني، نا مالك بن أنس، عن
سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت
عائشة كيف كان صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رمضان؟
فقالت كان لا يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي
أربعا لا تسئل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا لا تسئل عن حسنهن
وطولهن ثم يصلي ثلاثا، قالت: فقلت يا رسول الله / أتنام قبل أن توتر،
قال: إن عيني تنامان ولا ينام قلبي.
555

588 - 1131 وأخبرنا محمد بن بشر العبدي، نا محمد بن عمرو، نا
يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن علقمة بن وقاص وغيره أيضا،
حدثني أن عائشة خرجت تريد المذهب ومعها أم مسطح وكان مسطح بن
أثاثة ممن قال ما قال، قال:
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطب قبل ذلك الناس
فقال: كيف ترون في رجل يؤذيني في أهلي ويجمع الناس في بيته فقام
سعد بن معاذ فقال: يا رسول الله، إن كان منا معشر الأوس جلدنا رأسه،
وإن كان من الخزرج أمرتنا فيه بأمرك فأطعنا.
فقال سعد بن عبادة: يا ابن معاذ والله ما بك نصرة رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - ولكنها كانت إحن وضغائن في الجاهلية لم تحلل لنا
من صدوركم، فقال ابن معاذ: الله أعلم بما أردت، فقام أسيد بن حضير
فقال: يا ابن عبادة إن سعدا ليس لك بنديد ولكنك تجادل عن المنافقين
وتدفع عنهم قالت: وكثر اللغط من الحيين في المسجد ورسول الله -
556

صلى الله عليه وسلم - جالس على المنبر فلم يزل يومئ بيده إلى الناس
هاهنا وها هنا حتى هدأ الصوت.
قالت عائشة: وكان الذي تولى كبره منهم الذي يجمع الناس في بيته
عبد الله بن أبي بن سلول، قالت:
فخرجت إلى المذهب ومعي أم مسطح فعثرت العجوز فقالت: تعس
مسطح، فقلت غفر الله لك أتقولين هذا لابنك ولصاحب رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -؟ / فقالت: أو ما شعرت بالذي كان، قالت:
فذهب الذي خرجت له، حتى ما أجد شيئا ورجعت على أبوي أبو
بكر وأم رومان، فقلت أما اتقيتما الله في ووصلتما رحمي قد قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -؟ / الذي قال، وتحدث الناس بما تحدثوا فقالت
أمي: أي بنية لقل رجل أحب امرأته قط إلا قالوا لها، نحو الذي قالوا
لك، فقالت أي بنية ارجعي إلى بيتك حتى يأتيك فيه، فرجعت وارتكبني
صالب من الحمى فجاء أبواي فدخلا علي وجاء رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - حتى جلس على السرير تجاهي - يعني مستقبلها، فقال:
" أي بنية: إن كنت صنعت فاستغفري الله وتوبي إليه، وإن كنت
بريئة مما يقول الناس فأخبري رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعذرك "،
فقالت:
557

ما أجد مثلي ومثلكم إلا كأبي يوسف (فصبر جميل والله المستعان
على ما تصفون) والتمست اسم يعقوب فما أقدر عليه، وشخص
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره إلى البيت، وكان إذا أنزل عليه
يأخذه ما كان يأخذه يعني من الشدة، وقد قال الله - عز وجل - (إنا
سنلقي عليك قولا ثقيلا) قالت: فوالله الذي هو أكرمه وأنزل عليه
الكتاب ما زال يضحك حتى إني لأنظر إلى نواجزه سرورا، فمحا عن
عائشة وجهه، وقال: يا عائشة! أبشري فإن الله قد أنزل عذرك قالت:
فقلت بحمد الله لا بحمدك وحمد أصحابك قال الله - عز وجل -: (إن
الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل خير لكم)،
فقرأه إلى قوله / (ابن يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولوا
القربى)، إلى قوله: (والله غفور رحيم).
وكان أبو بكر حلف أن لا ينفع مسطحا بنافعة أبدا، وكان بينهما
رحم فلما نزلت: (ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة - حتى بلغ ألا
تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم)، قال أبو بكر: بلى أي رب
فعاد إلى مسطح بالذي كان يفعل، وقرأ: (إن الذين يرمون المحصنات
الغافلات المؤمنات) تلا إلى قوله: (أولئك مبرؤن مما يقولون، لهم مغفرة
558

ورزق كريم) قالت عائشة: والله ما كنت أرجو أن ينزل في كتاب ولا
أطمع فيه ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
رؤيا فيذهب ما في نفسه، وقد سأل الجارية الحبشية، فقالت: والله لعائشة
أطيب من طيب الذهب، ولكنها ترقد حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها،
والله لئن كان ما يقول الناس حقا ليخبرنك الله، فعجب الناس من فقهها.
589 - 1132 أخبرنا يحيى بن آدم، نا ابن أبي زائدة وهو يحيى بن
زكريا، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن
علقمة بن وقاص وغيره، عن عائشة قالت:
لما قال أهل الإفك ما قالوا: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فأنزل الله - عز وجل -: (إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم)
هؤلاء الآيات فكان الذي تولى كبره الذي يجمعهم في بيته عبد الله بن
أبي بن سلول.
559

590 - 1133 أخبرنا يحيى بن آدم، نا ابن أبي زائدة، عن محمد بن
عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن علقمة بن / وقاص وغيره،
عن عائشة قالت:
كان بين أبي بكر ومسطح (رضي الله عنهما) قرابة فلما كان من أمر
عائشة ما كان، حلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بمنفعة أبدا، فأنزل الله
عز وجل:
(ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى إلى
قوله - والله غفور رحيم) فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: بلى يا رب
وعاد إلى مسطح بالنفقة وقرأ: (إن الذين يرمون المحصنات الغافلات
المؤمنات) إلى آخر الآية.
591 - 1134 أخبرنا أبو معاوية، نا عمرو بن ميمون، عن
سليمان بن يسار، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يغسل المني من ثوبه ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب.
560

592 - 1335 أخبرنا عبدة بن سليمان، نا محمد بن عمرو، عن
يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عائشة قالت: " قالت تعني سودة " بنى
بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما ذبح علي شاة ولا جزورا حتى
بعث إلينا سعد بن عبادة بحفنة، وكان يبعث بها إلينا.
561

593 - 1136 أخبرنا عبد العزيز بن محمد، حدثني علقمة بن أبي
علقمة، عن أمه، عن عائشة قالت:
كنت أحب أن أدخل البيت فأصلي فيه فأخذ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - بيدي، فأدخلني الحجر فقال: " إذا أردت دخول البيت فصلي
هاهنا فإنما هو قطعة من البيت ولكن قومك اقتصروا حيث بنوه ".
562

594 - 1137 أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي قال: سمعت
محمد بن إسحاق يقول: حدثني الزهري، عن عبيد الله عبد الله بن عتبة، عن
عائشة قالت: كنت أسمع كثيرا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" أن الله عز وجل - لا يقبض نبيا حتى يخيره "، / فلما حضر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكانت آخر كلمة سمعتها من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " بل الرفيق الأعلى من الجنة "،
فقلت: إذا والله لا يختارنا وعرفنا أنه الذي كان يقول: " إن الله - عز
وجل - لا يقبض نبيا حتى يخيره ".
563

595 - 1138 أخبرنا وكيع، نا طلحة بن يحيى، عن عبيد الله بن
عبد الله، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي
بالليل وأنا إلى جنبه، وأنا حائض وعلي مرط بعضه على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم.
596 - 1139 أخبرنا عثمان بن عمر، نا ابن أبي ذئب، عن الزهري،
عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه، عن عائشة أن أبا بكر استأذن
564

على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو لابس مرطا لأم المؤمنين، فأذن
له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على ذلك الحال فقضى إليه
حاجته ثم استأذن عمر على تلك الحال فأذن له فقضى إليه حاجته، ثم
استأذن عثمان فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال لها: " اجمعي
عليك ثيابك "، فأذن له فقضى إليه حاجته، قالت عائشة: فقلت يا
رسول الله مالك لم تفعل بأبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ما فعلت بعثمان -
رضي الله عنه - فقال:
يا عائشة، " إن عثمان رجل حيي ولو دخل على تلك الحال لخشيت أن
لا يبلغ حاجته ".
597 - 1140 أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر عن الزهري، عن يحيى بن
سعيد بن العاص، عن عائشة قالت: استأذن أبو بكر على رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - وأنا معه في مرط واحد فأذن فقضى إليه حاجته وهو
معها في المرط ثم خرج، ثم استأذن عليه عمر فأذن له فقضى حاجته على
565

تلك / الحال ثم خرج، ثم استأذن عليه عثمان فأصلح عليه ثيابه وجلس
فقضى إليه حاجته ثم خرج، قالت عائشة: فقلت له: يا رسول الله استأذن
عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته على حالك تلك، ثم استأذن عليك عمر
فقضى إليك حاجته على حالك تلك، ثم استأذن عليك عثمان فكأنك
احتفظت، فقال: " إن عثمان رجل حيي وإني لو أذنت له على تلك الحال
خشيت أن لا يقضي منه حاجته ".
فقال الزهري: وليس كما يقول الكذابون ألا أستحي من رجل
تستحي منه الملائكة.
598 - 1141 أخبرنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن
عبد الرحمن، عن أمه عمرة، عن عائشة قالت:
نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمنع نقع البئر قالت:
يعني فضل الماء.
566

599 - 1142 أخبرنا أبو عامر العقدي، حدثني أبو بكر بن نافع،
عن أبي بكر بن عمرو بن حزم قال: قالت عمرة: قالت عائشة: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أقيلوا ذوي الهيئات زلاتهم ".
567

[...]
568

600 - 1143 أخبرنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن نافع،
عن القاسم بن محمد، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " اقتلوا الحيات كلها إلا الجان، اقتلوا الأبتر وذا الطغرة كما على ظهره،
فإنهن يقتلن الصبيان في بطون أمهاتهم ويعشين الأبصار، ومن لم يقتلهن
فليس مني ".
569

601 - 1144 أخبرنا أبو أسامة، نا مسعر، عن عبد الكريم،
عن الحسن بن محمد قال: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - ليس منا،
ليس مثلنا.
570

602 - 1145 أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني الأوزاعي، حدثني
يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن /، حدثتني عائشة زوج
النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان
يصلي ركعتين خفيفتين بين الأذان والإقامة.
603 - 1146 أخبرنا وكيع، نا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير،
عن أبي سلمة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان
يصلي ركعتين بين النداء والإقامة.
571

زيادات عروة بن الزبير، عن عائشة - رضي الله عنها.
604 - 1147 أخبرنا حاتم بن وردان، نا برد بن سنان أبو العلاء،
عن الزهري (عن عروة)، عن عائشة قالت:
استفتحت الباب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي تطوعا
والباب على القبلة فمشى عن يمينه أو عن يساره، ففتح الباب، ثم رجع إلى مصلاه.
572

605 - 1148 أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، نا أبي قال: سمعت
محمد بن إسحاق يقول: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير، عن
عائشة قالت: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتلى بدر فسحبوا إلى
القليب فطرحوا فيه ثم وقف عليهم، فقال: " يا أهل القليب هل
وجدتم ما وعدني بكم ربي حقا؟ " فقيل يا رسول الله تكلم قوما قد ماتوا،
فقال:
" لقد علموا أن ما وعدتهم كان حقا "، فأما أبو حذيفة بن عتبة لما
573

رأى أباه يسحب إلى القليب، عرف النبي - صلى الله عليه وسلم - الكراهية
في وجهه، فقال: " يا أبا حذيفة كأنك كرهت ما ترى؟ " فقال: يا
رسول الله! إنه والله ما كان بشك في الله ولا رسوله، ولكن أبي كان رجلا
سيدا حليما ذا رأي، فكنت أرجو أن يهديه رأيه إلى الإسلام فلما فات ذلك
منه، ووقع فيما وقع فيه أحزنني ذلك فدعا / رسول الله صلى الله عليه
وسلم - لأبي حذيفة بخير.
606 - 1149 أخبرنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمد بن
إسحاق يقول: حدثني الزهري أن عروة حدثه قال: قالت عائشة
لي: أتدري قول النجاشي ما أخذ الله مني رشوة على ديني؟ فقلت: لا،
574

قال: كان ابن ملك قومه لم يكن له ولد غيره، وكان له أخ له اثنا عشر
ذكرا، فقالت الحبشة: هذا بيت مملكتكم، وإنما لملككم ولد واحد فنخشى
أن يهلك فتختلف الحبشة بعده حتى تفنى، فهل لكم أن نقتله ونملك
أخاه، فأجمعوا على ذلك، فعدوا عليه فقتلوه، وملكوا أخاه، وكان النجاشي
ذا رأى ودهاء ولم يكن عمه يقطع أمرا دونه فلما رأت الحبشة، قالوا:
والله ليستبدن هذا الغلام أمركم، ولئن فعل لا يبقى منكم شريف
إلا ضرب عنقه، فإنه قد عرف أنكم أصحاب أبيه الذين قتلوه، فقالوا
لعمه: إنا نرى مكان هذا الغلام وطاعتك إياه وإنا قد خفنا على أنفسنا،
فإما أن تقتله، وإما أن تخرجه من بلادنا فقال: ويحكم، قتلنا أباه بالأمس
ونقتله اليوم، أما قتله فلست بقاتله، ولكني سوف أخرجه من بلادكم،
فأمر به فوقف في السوق فاشتراه تاجر من التجار بستمائة درهم، فدفع
إليهم المال وانطلق بالغلام معهم، فلما كانت العشية هاجت سحابة من
سحاب الخريف، فخرج عمه يستمطر تحتها فأصابته صاعقة، فقتلته
ففزعوا إلى بنيه فإذا ليس في أحد منهم خير فقالت الحبشة: تعلمن والله
أن ملككم للغلام الذي بعتم في صدر يومكم ولئن فاتكم / ليفسدن
أمركم، فأدركوه فطلبوه فردوه، ووضعوا على رأسه التاج فأجلسوه على
575

سرير الملك وبايعوه فلما فعلوا ذلك قال لهم التاجر: ردوا علي مالي أو
أسلموا إلى الغلام، فقالوا: والله لا نعطيك شيئا قد عرفت مكان صاحبك
فأنت وذاك، فقال: والله لئن لم تفعلوا لأكلمنه فأبوا عليه، فأقبل يمشي حتى
جلس بين يديه، فقال: أيها الملك ابتعت غلاما علانية غير سر بسوق من
الأسواق فأعطيتهم الثمن، وسلموا إلي الغلام، ثم عدي علي فانتزع
غلامي مني وأمسك عني مالي، فانظر ماذا ترى، فالتفت إلى من حوله فقال:
لتعطينه ماله أو لتسلمن الغلام في يده ليذهبن معه، فقالوا: نعطيه ماله.
فذاك أول ما عرف من صدقه وعدله وصلابته في الحكم، فذلك قوله
ما أخذ الله مني رشوة حين رد علي ملكي ولا أطاع الناس فأطيعهم فيه.
607 - 1150 أخبرنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمد بن
إسحاق يقول: حدثني يعقوب بن عتبة، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة قالت: اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجرتي ذلك
اليوم فجعل يثقل علي فنظرت فإذا هو قد شخص بصره إلى السماء وهو يقول:
" بل الرفيق الأعلى من الجنة "، فعلمت أنه قد خير وأنه مقبوض
فقبض في ذلك اليوم - صلى الله عليه وسلم.
576

608 - 1151 أخبرنا وهب بن جرير، نا أبي قال: سمعت محمد بن
إسحاق يقول: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة
قالت: قلنا له: إنا نخشى أن يكون بك ذات الجنب فقال: إنها من
الشيطان ولم يكن الله ليسلطه / علي.
577

609 - 1152 أخبرنا يحيى بن آدم، نا ابن المبارك، عن معمر، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: ما مس يد رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يد امرأة في بيعة قط.
610 - 1153 أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عروة أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يصافح النساء في البيعة.
578

611 - 1154 أخبرنا يعلى بن عبيد، نا يحيى بن سعيد، عن
عمرة، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا
أراد أن يعتكف صلى الصبح ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه،
فاعتكفا العشر الأواخر، فأمر فضرب له خبائه، فأمرت عائشة فضرب لها
خبائها وأمرت حفصة فضرب لها خباءها، فلما رأت زينب خباءيهما أمرت
بخبائها فضرب لها، فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك قال:
آلبر تردن؟ فلم يعتكف العشر من رمضان، فاعتكف عشر من شوال.
579

612 - 1155 أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، نا الوليد بن أبي هشام،
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ وهو قاعد فإذا أراد أن
يركع قام قدر ما يقرأ الإنسان أربعين آية.
613 - 1156 أخبرنا جرير، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن
إبراهيم التيمي، عن عائشة قالت: فقدت رسول الله - صلى الله عليه
580

وسلم - ذات ليلة فوجدته وهو ساجد وصدور قدميه نحو القبلة، فسمعته
يقول: أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك
منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك.
614 - 1157 قال إسحاق: وذكر ابن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن
الزهري، عن عروة، عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - / كان يكبر في العيد اثنتي عشرة تكبيرة.
581

615 - 1158 أخبرنا يحيى بن آدم، نا حفص بن غياث، عن
هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: رخص لوالي اليتيم أن يأكل بقدر
قيامه عليه.
582

616 - 1159 قال يحيى: وقال ابن نمير: عن عائشة قالت:
رخص لوالي اليتيم أن يأكل بقدر قيامه عليه.
617 - 1160 قال يحيى: وقال ابن نمير، عن هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة في قوله تعالى: (فليأكل بالمعروف) قالت: أنزلت في
ولي اليتيم (يتناول) من ماله بقدر قيامه.
583

618 - 1161 أخبرنا يحيى بن آدم، نا ابن إدريس، عن محمد بن
إسحاق قال: بلغني عن عروة بن الزبير أنه قال: أخبرتني عائشة قالت:
بينا نحن في بيتنا إذا نحن برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام قائم
الظهيرة، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخطئه أن يأتي بيت
أبي بكر - رضي الله عنه - أول النهار أو من آخره، فلما رآه أبو بكر قال:
ما جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الساعة إلا لأمر
قال: فدخل البيت قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أخرج
من عندك "، فقال: ليس عليك عين إنما هن بناتي فقال:
" قد أذن لي في الخروج "، قلت: فالصحبة يا رسول الله قال:
" نعم "، الصحبة، فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح ثم خرجا حتى لحقا
بالغار في ثور، وكان عامر بن فهيرة مولدا من مولدي الأسد وكان
584

للحارث بن الطفيل - وكان أخا عائشة وعبد الرحمن لأمهما فاشتراه أبو بكر
فأعتقه، وكان لأبي بكر منيحة من غنم تروح على أهله بمكة، فأمر
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامرا أن يخرجها إلى ثور فكانا / في
الغار التي ذكر الله - عز وجل - في القرآن وأرسلا بظهرهما مع رجل من بني
الديل يقال له: أرقد من بني عبد بن عدي من بني الديل، وكان
حليفا للعاص بن وائل السهمي وكان مشركا فاستأجراه ليدلهما، وكان هاديا
للطريق فجيئا بظهرهما تلك الليالي الثلاث وهما في الغار، فكان عبد الله بن
أبي بكر يأتيهما كل مساء ويخبر بما يكون بمكة ثم يصبح بمكة، وعامر بن
فهيرة يريح عليهما الغنم فيحلبان ثم يسرح فيصبح بمكة في رعيان الناس
585

ولا يفطن له، فلما هدأت الأصوات وبلغهما أنه قد سكت عن طلبهما جاء
الدئلي بظهرهما فلما قدم بالظهر ليركب قال لأبي بكر: " ما هذه الناقة؟ "
فقال: هي لك يا رسول الله! فقال: " إني لا أركب بعيرا ليس لي إلا
بالثمن "، قال: فأخذها وكانت أسماء بنت أبي بكر صنعت سفرة لخروجهما
فشدتها بنطاقين من نطاقها، فلما ارتحلا لم يجدوا لها عصاما تغلق به، فحلت
إحدى نطاقيها فشدتها به، فلذلك سميت ذات النطاقين، وركب أبو بكر
راحلته وأردف عامر بن فهيرة فانطلقا وليس معهما غير عامر وابن أرقد
أجيرهما ودليلهما، فأجاز بهما أسفل مكة ثم جاء الساحل حتى خرج بهما من
أسفل عسفان.
619 - 1162 قال ابن إسحاق: فأخبرني محمد بن جعفر بن الزبير،
عن عروة، عن عائشة قالت:
لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر من الغار سلك
بهما الدليل أسفل مكة ثم أجاز بهما الساحل حتى خرج بهما من أسفل
عسفان.
قال يحيى: قال ابن إدريس: ابن أرقد، قال: وقال / أبو بكر عن
الكلبي أريقط، قال يحيى: ويقال: أريقد بالتصغير.
586

620 - 1163 أخبرنا سليمان بن حرب، نا حماد بن سلمة، عن
عبد الملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر ذكر خديجة، فقلت: يا
رسول الله ما تكثر ذكر عجوز حمراء الشدقين وقد أعقبك الله منها فتمعر
تمعرا لم أره يصيبه إلا عند نزول الوحي أو عند مخيلة حتى يعلم أرحمة
هي أم عذاب.
621 - 1146 أخبرنا محمد بن بشر العبدي، نا محمد بن عمرو، نا
أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قالا: لما هلكت خديجة جاءت
587

خولة بنت حكيم امرأة عثمان بن مظعون إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قالت: ألا تتزوج؟ فقال: " ومن؟ " قالت: إن شئت بكرا وإن
شئت ثيبا فقال: " من البكر؟ " فقالت: ابنة أحب خلق الله إليك، عائشة
بنت أبي بكر، قال: " فمن الثيب؟ " قالت؟ سودة بنت زمعة وقد آمنت
واتبعت الذي أنت عليه، قال: " فاذهبي فاذكريهما علي "، فدخلت بنت أبي
بكر فقالت: يا أم رومان ماذا أدخل الله عليك من الخير والبركة، فقالت:
وما ذاك؟ فقالت: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه
عائشة، قالت انتظري حتى يأتي أبو بكر، فدخل أبو بكر فقالت: ماذا
أدخل الله عليكم من الخير والبركة، قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخطب عليه عائشة قال: وهل تصلح
له؟ إنما هي ابنة أخيه، فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فذكرت ذلك له، قال: ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك / وأنت أخي في
الإسلام وابنتك تصلح لي فرجعت إليه، فذكرت ذلك له فخرج، وقال:
انتظري فقالت أم رومان: أن المطعم بن عدي كان ذكرها على ابنه، - وما
وعد وعدا قط أبو بكر فأخلفه -، فدخل أبو بكر على المطعم بن عدي
وعنده امرأته أم الفتى فقالت: يا ابن أبي قحافة لعلك مصبئ هذا الفتى
588

ومدخله في دينك الذي أنت عليه إن أنت زوجته، فأقبل أبو بكر على
المطعم بن عدي فقال: أتقول: ما تقول هذه، فقال: إنها لتقول ذلك،
فخرج أبو بكر قد أخرج الله ما كان في نفسه من العدة التي وعده فرجع
فقال: يا خولة ادعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعته فزوجها من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي يومئذ ابنة ست سنين - ثم خرجت
فدخلت على سودة ابنة زمعة فقالت لها: ماذا أدخل الله عليك من الخير
والبركة، فقالت: وما ذاك؟ فقالت: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - اخطبك عليه، فقالت: وددت، ادخلي على أبي فاذكري ذلك له،
وكان شيخا كبيرا قد أدركته السن، وقد فاته الحج فدخلت عليه فحيته
بتحية الجاهلية، فقال: من أنت؟ فقالت خولة بنت حكيم، قال: وما شأنك
فقالت: أرسلني محمد بن عبد الله إليك أخطب عليك سودة، فقال: كفوء
كريم ما تقول صاحبتك؟ فقالت: تحب ذلك، فقال: ادعيها فدعتها فجاءت
فقال: أي بنية: إن هذه تزعم أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب أرسل
يخطبك عليه وهو كفوء كريم أتحبين أن أزوجكه فقالت /: نعم، قال:
ادعي لي فدعته فجاء فزوجها منه، فلما قدم عبد بن زمعة من الحج قال:
ماذا صنع حب زوج سودة منه فكان بعد ما أسلم يقول: لعمري إني
لسفيه يوم أنكرت تزويج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سودة وكان
حثا على رأسه التراب.
589

قالت عائشة: فلما قدمنا المدينة نزلنا في بني الحارث بن الخزرج في
السنح فدخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيتنا فاجتمع إليه رجال
من الأنصار ونساء قال: وجاء أمي وأنا في أرجوحة في عذقين ترجح بي
فأخذت تقودني من الأرجوحة فأنزلتني ولي حميمة ففرقتها فمسحت وجهي
بشئ من ماء ثم جعلت تقودني حتى جاء بي عند باب البيت وإني لأنهج
فلما سكن بي دخلت بي عليه وعنده رجال من الأنصار ونساء فأجلستني
فقالت: هؤلاء أهلك فبارك الله لك فيها وبارك لهم فيك فوثب الرجال
والنساء فخرجوا فبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيتنا ما نحر
لي جزورا ولا ذبح لي شاة حتى أرسل إلينا سعد بن عبادة بجفنة كان يرسل
بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دار في نسائه وأنا يومئذ ابنة
تسع سنين.
622 - 1165 أخبرنا النضر، نا شعبة، نا جبر بن حبيب قال:
سمعت أم كلثوم بنت علي تحدث، عن عائشة أن أبا بكر دخل على
590

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليكلمه في حاجة وعائشة تصلي - فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم: يا عائشة عليك بالجوامع والكوامل،
قولي:
اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله / وآجله ما علمت منه وما لم
أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم،
اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من
النار وما قرب إليها من قول أو عمل، اللهم إني أسألك مما سألك منه محمد
وأعوذ بك مما استعاذ منه محمد - صلى الله عليه وسلم - اللهم ما قضيت لي
من قضاء فاجعل عاقبته لي رشدا.
591

623 - 1166 أخبرنا الإمام أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنا
سفيان، عن منصور بن صفية، عن أمه، عن عائشة قالت: توفي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد شبعنا من الأسودين، التمر والماء.
624 - 1167 أخبرنا يعلى بن عبيد، عن الأجلح مولى
لعبد الرحمن، عن عائشة أو عن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" الحمى من فيح جهنم فإذا وجدتموها فأبردوها بالماء ".
592

625 - 1168 أخبرنا عثمان بن عمر، عن ابن أبي ذئب، عن خاله
الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عائشة
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - افتقد عناقا فأخبر بأنها قد ماتت فقال:
" ألا أخذتم إهابها فانتفعتم بها ".
626 - 1169 أخبرنا الحسين بن علي الجعفي، نا أبو حرزة واسمه
593

يعقوب بن مجاهد، عن بعض بني أبي بكر، عن عائشة قالت: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
" لا يصلي أحدكم وهو يدافع الغائط والبول ".
627 - 1170 أخبرنا روح بن عبادة، نا ابن أبي ذئب، عن محمد بن
عمرو بن عطاء، عن ذكوان، عن عائشة أنها أخبرته أن يهودية
استطعمتها فقالت: أطعميني أعاذكم / (الله) من فتنة الدجال وفتنة
القبر، قالت عائشة:
فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ من فتنة الدجال،
594

ومن فتنة القبر ثم قال: " أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي قبلي إلا وقد
حذره أمته، وإني أحذركموه تحذيرا لم يحذره نبي أمته، إنه أعور وإن الله
ليس بأعور، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن ".
وأما فتنة القبر، فإنهم يسألون عني فإذا مات الرجل الصالح أجلس
في قبره غير فزع، فيقال: فيم كنت؟ فيقول: في الإسلام، فيقال له: فما
هذا الرجل؟ فيقول: محمد رسول الله جاءنا بالبينات من قبل الله فآمنا به
وصدقنا، فيقال له: فهل رأيت الله؟ فيقول: لا ينبغي لأحد أن يرى الله،
فيفرج له فرجة إلى النار فيقال له: انظر إليها، فينظر إليها يحطم بعضها
بعضا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك الله، ثم تفرج له فرجة إلى الجنة،
فيقال له: انظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدك، فعلى اليقين
كنت، وعليه مت وعليه تبعث إن شاء الله.
595

وإذا مات الرجل السوء أجلس في قبره فزعا، فيقال له: ما كنت
تقول فيه؟ فيقول لا أدري، فيقال له: فما هذا الرجل فيقول: سمعت
الناس يقولون، فيفرج له فرجة إلى الجنة فينظر إلى الجنة فينظر إلى زهرتها
وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صرف الله عنك، ثم يفرج له فرجة إلى
النار، فينظر إليها يحطم بعضها بعضا فيقال له: هذا مقعدك فعلى الشك
كنت وعليه مت وعليه تبعث ثم يعذب ".
628 - 1171 أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، نا شعبة، عن
محمد بن عبد الرحمن قال: قالت لي عمرة أعطني قطعة من أرضك أدفن
فيها، فإني سمعت عائشة تقول: كسر عظم الميت ككسر عظم الحي.
قال محمد: ومن أهل المدينة من يحدثه عن عائشة، عن النبي -
صلى الله عليه وسلم.
629 - 1172 أخبرنا يحيى بن يمان، نا معمر، عن محمد بن المنكدر،
عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" الأضحى يوم يضحي الناس، والفطر يوم يفطرون ".
596

630 - 1173 أخبرنا المقري، نا حياة بن شريح، نا أبو عقيل وهو
زهرة بن معبد بن هشام القرشي أنه سمع أبا حازم ومحمد بن المنكدر
597

يحدثان عن عائشة (أن) أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي
طالب قالت: يا رسول الله إني كبرت وثقلت فأخبرني بعمل أعمله وأنا
جالسة فقال:
" قولي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة فلن تسبقك حسنة
ولا تترك سيئة، وقولي:
الله أكبر مائة مرة، يكتب لك بها خير من مائة بدنة، وقولي
سبحان الله مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة فرس ملجم مسرج في
سبيل الله، وقولي:
الحمد لله مائة مرة يكتب لك بها خير من مائة رقبة ".
598

631 - 1174 أخبرنا النضر بن شميل، نا محمد بن عمرو، حدثني
محمد بن إبراهيم، عن عائشة قالت:
مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين انصرف على بني عبد
الأشهل فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم، وكان استمر القتل فيهم يومئذ
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لكن حمزة لا بواكي له، قال:
فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة /
فجعلت عائشة تبكي معهن فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فاستيقظ عند المغرب، فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي، فاستيقظ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعشاء الآخرة فصلى العشاء ثم نام
ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن نبكي،
فقال: ألا أراهن يبكين حتى الآن مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن
ولأولادهن ".
599

632 - 1175 أخبرنا يحيى بن آدم، نا ابن المبارك، عن
عبد الوهاب بن الورد، عن رجل من أهل المدينة أن معاوية كتب إلى
عائشة أوصني ولا تطيلي، فكتبت إليه إني سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول:
" من طلب رضا الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن
التمس، سخط الله برضا الناس وكله الله إليهم، والسلام ".
600

[...]
601

633 - 1176 أخبرنا بقية بن الوليد، نا بحير بن سعيد - وكان ثقة،
عن خالد بن معدان قال:
من اجترأ على الملاوم في موافقة الحق رد الله تلك الملاوم له ومن
التمس المحامد في موافقة الناس رد الله تلك المحامد له ذما.
602

634 - 1177 قلت لأبي أسامة حماد بن أسامة: أحدثكم هشام بن
عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: لما ذكر من شأني ما ذكر وما علمت
به قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطيبا، وما علمت به فتشهد
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال:
" أشيروا علي ما ترون في أناس ذكروا أهلي، وأيم الله ما علمت على
أهلي من سوء قط، وذكروا رجلا ما علمت عليه من سوء قط وما كان
يدخل بيتي قط إلا وأنا حاضر وما / خرجت في سفر إلا كان معي "، فقام
سعد بن معاذ فقال: أترى يا رسول الله أن نضرب أعناقهم، فقام رجل
من بني الخزرج - كانت أم حسان بن ثابت من رهط ذلك الرجل - فقال
كذبت، أما والله لو كان من الأوس ما ضرب أعناقهم ولا أحببت ذلك،
حتى كان بين الأوس والخزرج شر وما علمت به، فلما كان مساء ذلك
اليوم خرجت بحاجتي ومعي أم مسطح فعثرت فقالت:
تعس مسطح، فقلت على ما تسبين ابنك، فسكتت ثم عثرت الثانية
فقالت: تعس مسطح، فقلت: على ما تسبين ابنك فسكتت ثم عثرت
الثالثة، فقالت: تعس مسطح، فانتهرتها فقلت لها: على ما تسبين ابنك،
603

فقالت: ما أسبه إلا في سببك، فقلت: في أي شأني فبقرت لي الحديث،
فقلت: أو قد علموا بهذا؟ فقالت: نعم والله فرجعت إلى بيتي، وكأن
الذي خرجت له لم أخرج له لا أجد له منه قليلا ولا كثيرا فرجعت
ووعكت، فقلت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرسلني إلى بيت أبي
فأرسلني مع الغلام، فلما دخلت الدار فإذا أنا بأم رومان فقالت: ما جاء
بك يا بينة!.
فأخبرتها فقالت: خفضي عليك الشأن، فوالله لقل امرأة جميلة يحبها
رجل ولها ضرائر إلا أكثرن عليها وحسدنها، فقلت لها: أو علم بذلك أبي،
فقالت: نعم، فقلت: أو قد علم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بي
فقالت: نعم ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستعبرت فبكيت
فسمع أبو بكر / صوتي وهو فوق البيت يقرأ فنزل فقال لأمي: ما شأنها،
فقالت بلغها الذي ذكر من أمرها ففاضت عيناه، وقال أقسمت عليك يا
بنية لما رجعت إلى بيتك فرجعت فأصبح أبواي عندي فلم يزالا عندي
حتى دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر وقد اكتنفني
أبواي عن يميني وعن شمالي فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - فتشهد
فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: أما بعد،
604

يا عائشة فإن كنت قارفت سوء أو ظلمت فتوبي فإن الله يقبل
التوبة عن عباده، وقد جاءت امرأة من الأنصار فجلست عند الباب
فقلت: أما تستحي من هذه المرأة أن تقول شيئا فقلت لأبي: أجب عني
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أقول ماذا ثم قلت لأمي: أجيبي
عني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أقول ماذا، فلما لم يجيباه
تشهدت فحمدت الله وأثنيت عليه بما هو أهله ثم قلت:
أما بعد: فوالله لئن قلت لكم: إني لم أفعل - والله يشهد أني
لصادقة - ما ذاك بنافعي عندكم لقد تكلمتم به وأشربت قلوبكم، ولئن
قلت لكم: إني قد فعلت والله يعلم أني لم أفعل ليقولن قد بائت به على
نفسها وإني والله لا أجد لي ولكم مثلا إلا أبا يوسف وما أحفظ اسمه
(فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون).
فأنزل الله على رسوله ساعتئذ، فلما سرى منه استبان السرور في
وجهه فجعل يمسح جبهته ويقول: أبشري يا عائشة / فقد أنزل الله براءتك
فكنت أشد ما كنت غضبا فقال لي أبواي: قومي إليه، فقلت: والله لا
أقوم إليه ولا أحمدكما لقد سمعتم به فما أنكرتموه ولا غيرتموه، ولا
أحمد إلا الله إلا الذي أنزل براءتي، ولقد جاء رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فسأل الجارية فقالت: والله ما علمت عليها بأسا إلا أنها كانت تنام
حتى تدخل الشاة فتأكل عجينها أو حصيرها، فجعل بعض أصحابه يقول
لها: اصدقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عروة:
فعتب ذلك على من قاله، ولقد بلغ الرجل الذي ذكر ذاك منه
فقال: سبحان الله، والله ما كشفت ثوبا عن أنثى فقتل شهيدا في
سبيل الله، قالت عائشة:
605

فأما زينب بنت جحش فعصمها الله بدينها فلم تقل إلا خيرا، وأما
حمنة فهلكت فيمن هلك، وكان الذين تكلموا في ذلك عبد الله بن أبي،
وكان هو يستوشي ويجمع وهو الذي تولى كبره ومسطح وحسان قال أبو
بكر: والله لا أنفع مسطحا بنافعة أبدا فأنزل الله - عز وجل: (ولا يأتل
أولوا الفضل منكم والسعة) - يعني أبا بكر - (أن يؤتوا أولي القربى
والمساكين) يعني مسطحا - (ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور
رحيم) فعاد إلى مسطح بما كان يصنع، وقال: والله إنا نحب أن يغفر الله
لنا، فأقر به أبو أسامة وقال: نعم.
انتهى القسم الأول من مسند أم المؤمنين عائشة
ويليه القسم الثاني وأوله: ما يروى عن أهل الحجاز
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم
606