الكتاب: مسند ابن راهويه
المؤلف: إسحاق بن راهويه
الجزء: ١
الوفاة: ٢٣٨
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين برد البلوسي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٢
المطبعة: مكتبة الإيمان - المدينة المنورة
الناشر: مكتبة الإيمان - المدينة المنورة
ردمك:
ملاحظات:

مسند إسحاق ابن راهويه
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1412 ه‍ 1991 م
مكتبة الايمان
هائف 82258817 فاكس 8262856 ص ب: 25145
المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية
2

مسند إسحاق بن راهويه
الامام إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنطلي المروزي
مسند أبو هريرة
رضي الله عنه
تحقيق وتخريج ودراسة
الدكتور عبد الغفور عبد الحق حسين برد البلوشي
الجزء الأول
توزيع
مكتبة الايمان
المدينة المنورة
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

الحمد الله الذي هدانا للاسلام وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله والذي
أكرمنا بفضله ومنه ببعثه نبيه محمد خير الأنام وخاتم الرسل الكرام الذي بلغ
الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وبرى الذمة، فصل اللهم عليه وعلى آله
وصحبه الكرام الدين تحملوا عنه ونقلوا ما تحملوه عنه بمنتهى الأمانة والدقة
فرضي الله عنهم وعن متبعيهم باحسان إلى يوم الدين
اما بعد:
فهذا مسند أبي هريرة رضي الله عنه من مسند إسحاق ابن راهويه نقدمه
محققا مخرجا لطلاب العلم ورواده بفضل الله تعالى وحسن توفيقه وقد سبق
ان قدمت دراسة وافية مستقلة عن شخص المؤلف وسيرته وكذا كتابه (المسند)
في تأليف مفرد لطيف مما يجعلني اعرض عن إعادة ذلك، وقد طبع الكتاب
بفضل الله تعالى.
كما أنني قمت بدراسة توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف ومنهجه فيه في الكتاب المذكور
والذي يهمني هنا تقديم دراسة موجزة عن حياة الصحابي الجليل راوية
الاسلام أبو هريرة الدوسي - رضي الله عنه ودراسة مسنده.
وها انا أزف للقراء الكرام مسند حافظ الصحابة أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه من مسند الامام إسحاق ابن راهويه القسم الموجود منه وهو قسم
5

صغير بالنسبة لحجم أبي هريرة - عبارة عن خمسمائة وثلاثة وأربعين حديثا
من أول المجلد الرابع إلى بداية مسند أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأوله في
المجلد الثالث ولا نستطيع ان نقدر حجم مسنده - باليقين من خلال القسم
المتبقى ولكن بمارقنتي مسند عائشة رضي الله عنها من مسند إسحاق بمسندها
عنه أستطيع ان أقل بتقارب المسندين وكذا من حجم المجلدات وعددها
حيث جاء في صورة المساعات سمع جميع هذا المجلد والأول والثاني والثالث
قبله والخامس والسادس بعده.. وأيضا من وصف ابن حجر له بأنه في ست
مجلدات ضخمة فهذا يؤكد تقارب المسندين بصفة عامة وتقارب مسند أبي
هريرة عندهما ومسنده لا يقل في نظري عند إسحاق عن مسنده عند قرينه
الإمام أحمد ولا يخفى ان أبا هريرة رضي الله عنه احفظ الصحابة لحديث
رسول الله وأكثرهم رواية عنه صلى الله عليه وسلم مع قلة صحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث إنه تم أول لقاء أبي هريرة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
بخير سنة سبع من الهجرة ثم لازمه مدة حياته صلى الله عليه وسلم ولتفرغه وملازمته تيسر له من
الروايات ما لم يتيسر لغيره.
وهذا ما جعل اعداد الاسلام وأهل الأهواء من قديم الزمان يستغربون
ويندهشون من كثرة رواية أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه
الفترة القصيرة فأخذوا يتكلمون في أبي هريرة رضي الله عنه بل ويتهمون قائلين
كيف تأتي لأبي هريرة من الروايات ما لم يتأت لكبار الصحابة الذين صاحبوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر مما صاحبه أبو هريرة كالخلفاء الراشدين وغيرهم وهكذا
أرادوا تشكيكنا في احفظ الصحابة وفي رواياته للنيل من الاسلام وهدم بنائه (1).

(1) ولكنهم باعوا صاغرين وباي الله الا إحقاق الحق.
6

عن ذلك بوضوح تام دن غموض ولانكشف له أسباب ذلك ولرأى الحقائق
بعين البصيرة من خلال الروايات الثابتة في الصحيحين وغيرهما بأسانيد صحيحة
تنادي بقوة حفظ أبي هريرة وعدم نسيانه وكثرة روايته.
ويرجع فضل ذلك بعد الله إلى دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له بعدم نسيانه.
ومن ملازمته المستمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ لقائه إلى اخر حياته صلى الله عليه وسلم وهو
معه ولم يفارقه في سفر ولا حضر فيدور معه حيث دار صلى الله عليه وسلم.
ومن تفرغه الكامل للعلم وحرصه الشديد في طلب الحديث وقد شهد له
بذلك أستاذه معلم البشرية رسول الله صلى الله عليه وسلم وحسبه شهادة خليله في ذلك
والحديث في البخاري حيث بقول صلى الله عليه وسلم.
لقد ظننت يا أبا هريرة ان لا يسألني عن هذا الحديث اي حديث
أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة... أحد أول منك لما رأيت من حرصك على
الحديث (1).
ومن جرئته رضي الله عنه في نشر الحديث وأدائه كما سمعه رجاء الفوز بما
بشر به خليله وحبيبه الصادق المصدوق في حديث مشهور بل متواتر قال:
نضر الله أمرا سمع مقالتي فوعاها وأداها كما سمعها (2).
بينهما كان هناك عدد من الصحابة يتحرج ويحتاط في رواية الحديث والى
هذا أشار ابن عمر رضي الله عنهما حين يسأل أتنكر مما يحدث به أبو هريرة؟
فقال لا ولكنه اجترا وجنبا (3).
وكان عمر رضي الله عنه لا يرى الاكثار من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مخافة انشغال الناس بذلك ووقوعهم في الخطأ والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولكن أبا هريرة رضي الله عنه لثقته على نفسه وقوة حفظه كان عكس ذلك وكان

(1) انظر تخريجه في موضوع حرص أبي هريرة في طلب العلم.
(2) درس هذا الحديث دراية ورواية الشيخ عبد المحسن العباد في تأليف مستقل.
(3) سيأتي تخريجه في بحث أبو هريرة حافظ الصحابة.
7

له مجالس الرواية داخل المسجد النبوي قرب حجرة عائشة رضي الله عنها،
وعائشة رضي الله عنها تسمع وهو يخاطبها أحيانا فيقول:
يا صاحبة الحجرة أتنكرين مما أقول شيئا؟ فهي تجيبه ولا تنكر
عليه شيئا من رواياته وانما أنكرت عليه السرد حيث قالت 6 لم يكن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم (1)
والتمس لأبي هريرة رضي الله عنه العذر في ذلك بأنه انما حصل ذلك
منه لأنه كان واسع الرواية كثير الحفظ فكان لا يتمكن من المهل عند إرادة
التحديث والله أعلم.
وساعدة أيضا على نشر رواياته وكثرتها بقائه في المدينة مقر ملتقى المسلمين
بين زائر وقادم للعلم وأضف إلى ذلك تأخر وفاته بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وانشغاله
بالرواية وقيامه بالفتوى فاخذ منه القاضي والداني وبذلك كثر عدد تلاميذه
وبلغوا نحو ثمانمائة رجل كما قال البخاري من بينهم عدد من الصحابة عد
الحاكم منهم خمسة وعشرين شخصا والباقي من التابعين ومن بينهم عدد كبير من
مشاهيرهم وكبارهم فالذي يروى عنه هذا العدد الكبير من خير القرون ويثق
به حسنه حجة وثقة وتصديقا ولا يلتفت إلى تفوه المتفوهين وافتراء المفترين على
حافظ الصحابة الذي شهد له يحفظه وكثرة روايته الصحابة والتابعون ومن
دونهم ولا مجال لانتفاده ومؤاخذته بكثرة الرواية لان أكثر ما روي عن وعزي له
(5374) حديثا وهذا العدد في الحقيقة لحافظ مثل أبي هريرة لا يعتبر كثيرا له
عقلا ولا طبعا بل لغيره فضلا عنه وهذا بجانب ان العدد المذكور فيه المكرر
حيث إن المحدثين انما يعدون الأحاديث باعتبار طرقها عن الصحابي وتشعب
أسانيدها فهذا ما نلاحظه في مسنده من مسند إسحاق ابن راهويه الذي
نقدمه للقراء محققا وكذا في مسند الإمام أحمد وفي تحفة الاشراف فبعد
بكثير مما ذكر له من العدد المذكور.
وقد قام العلماء رحمهم الله تعالى قديما وحديثا بالرد على من تكلم على أبي

(1) سيأتي تخريجه في بحث أبو هريرة حافظ الصحابة
8

هريرة والدفاع عنه رضي الله عنه في كتبهم ضمنا وفي مؤلفات مستقلة أشرت
إليها في آخر ترجمة أبي هريرة رضي الله عن وكانت ردودهم ردوا علمية قوية في
دحض شبهاتهم فلا أرى ذكر شبهاتهم وإذاعتها وتشهيرها بعد أن أزيلت
وأبيدت بفضل الله تعالى والابتعاد عن نشرها أصلح واسلم.
نعم نحن بحاجة إلى معرفة حافظ الصحابة وسيرته من الروايات المتعمدة
ومن المصادر الموثوقة عند علمائنا وهو حري بالناية فترجمة مهما ذكرت
وتكررت ففيها النفع والفائدة في نظري إن شاء الله تعالى فمن غيره فتناولت اسمه
ونسبه وكنيته واسلامه وهجرته إلى المدينة وملازمته رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته
وطلبه العلم وحرصه الشديد في ذلك وحبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومظاهر ذلك وايوائه
في الصفة وصبره على الجوع وشهوده الغزوات من خيبر فما بعد وثناء العلماء
وتوثيقهم وشهادتهم له بحفظه ودعاء الرسول الله بعدم نسيانه وكمية رواياته
وتثبته فيها ودفاعه عن نفسه وعبادته ووفاته رضي الله عنه وجعل الجنة مأواه امين.
ثم صنعت عدة فهارس علمية، فهرسا للآيات وفهرسا للأحاديث على
حروف المعجم وفهرس لها على ترتيب أبواب الفقه وثالثا على طريقة كتب
الأطراف يعني الترتيب على التراجم وعملت فهرسا للأبيات الشعرية وفهرسا
للموضوعات.
وأجلت ثبت المصادر لآخر الكتاب تجنبا من التكرار.
وأترككم الان مع أبي هريرة رضي الله عنه ومسنده.
هذا ولا انسي فضل الله تعالى وحسن توفيقه على انجاز هذا العمل
المتواضع واساله سبحانه ان ينفع به وان يرزقنا الاخلاص في جميع الأعمال وان
يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه امين.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين آمين.
وكتبه بالمدينة المنورة في شهر رمضان المبارك لعام 1409 ه‍
العبد الفقير إلى رحمة ربه العزيز عبد الغفور عبد الحق البلوشي.
في 14 / 9 / 1409 ه‍
9

ترجمة موجزة لأبي هريرة رضي الله عنه
هو أبو هريرة الدوسي اليماني الصحابي الجليل حافظ الصحابة وقال
الذهبي الامام الفقيه المجتهد الحافظ صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم... سيد الحفاظ
الاثبات (1).
اسمه:
واختلف في اسمه أبيه قيل: عبد الرحمن صخر قال الذهبي
واختلف في اسمه على أقوال جمة: أرجحها عبد الرحمن بن صخر... وكذا
في اسم أبيه أقوال... (7).
قال الحافظ ابن حجر... بعد أن ذكر عدة أقوال في اسمه واسم أبيه.
هذا الذي وقفنا عليه من الاختلاف في ذلك ونقطع بان عبد شمس وعبد نهم
غير بعد أن أسلم واختلف في أيها أرجح فذهب كثيرون إلى الأول وذهب
جمع من النسابين إلى عمرو بن عمرو بن عامر (3).

(1) له ترجمة في طبقات ابن سعد (2 / 363 - 362 (و 4 / 325 - 341) وتاريخ الفسوي
(1 / 486) و (3 / 160) 161 162 المستدرك للحاكم (3 / 506 - 514).
الإستيعاب لابن عبد البر (4 / 205) وما بعدها وحلية الأولياء لأبي نعيم (1 / 376).
385 أسد الغابة لابن الأثير (6 / 318) تهذيب الكمال (1654) تاريخ الاسلام
للذهبي (2 / 333 9، 339 وسير النبلاء له (2 / 578 - 632) البداية والنهاية لابن
كثير (8 / 103، 115 ومجمع الزوائد (9 / 361 تهذيب التهذيب (12 / 262).
267) /
(1) انظر سير النبلاء للذهبي (2 / 578) والتقريب لابن حجر (680) /
(2) انظر المصدرين نفسهما.
(3) المصدر السابق نفسه لابن حجر.
10

ويرجح الأستاذ عبد المنعم صالح العلي ان اسمه في الجاهلية عبد شمس
حيث يقول: والراجح عند العلماء ان اسمه في الجاهلية عبد شمس
فالبخاري يترجم له بهذا الاسم (1) وهو الأصح عند الترمذي (2) والحاكم (3) وبه
يسميه تلميذه المقدم أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (4) اعتمادا على أن أبا هريرة
سمى نفسه له كذلك فيما أخرجه ابن خزيمة من طريق محمد بن عمرو
عن أبي سملة... (5) قلت وقال ابن خزيمة قال سفيان بن حسين عن
الزهري عن المحرر بن أبي هريرة اسم أبي عبد عمر وقال محمد بن عمرو:
عن أبي سلمة عن أبي هريرة كان اسمي عبد شمس وقال ابن خزيمة:
ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة أحسن اسنادا من سفيان بن حسين عن
الزهري... فاما بعد اسلامه فلا أنكر ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم غير اسمه فسماه
عبد الله...) (6) قلت وذلك لعدم جواز الاسم المذكور في الاسلام.
وقال الحافظ ابن حجر: والرواية التي ساقها ابن خزيمة أصح ما ورد في
ذلك ولا ينبغي ان يعدل عنها لأنه روى ذلك الفضل بن موسى السيناني عن
محمد بن عمرو وهذا اسناد صحيح متصل وبقية الأقوال اما ضعيفة السند أو
منقطعة) (7).
وقال ابن عبد البر ومثل هذا الاختلاف والاضطراب لا يصح معه شئ
يعتمد عليه الا ان عبد الله أو عبد الرحمن هو الذي يسكن إليه القلب في اسمه
في الاسلام والله أعلم وكنيته أولى به على ما كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم واما في الجاهلية
فرواية الفضل بن موسى بن عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عنه في عبد شمس
صحيحة... وقد يمكن ان يكون له في الجاهلية اسمان عبد شمس وعبد عمرو

(1) التاريخ الكبير للبخاري (ج 3 ق 2 / 132).
(2) المستدرك للحاكم (3 / 507).
(3) سنن الترمذي (1 / 13).
(4) الكنى والأسماء للدولابي (1 / 192).
(5) الدفاع عن أبي هريرة (17).
(6) انظر: التهذيب (12 / 267).
(7) المصدر السابق نفسه
11

واما في الاسلام فعبد الله وعبد الرحمن وقال أبو أبو أحمد الحاكم: أصح شئ عندنا
في اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر (1)
وجعل ابن حجر احتمال الصحة للاسمين اي عبد الله وعبد الرحمن بن
صخر (2).
وقال النووي: والأصح عند المحققين الأكثرين ما صححه البخاري
وغيره من المتقنين انه عبد الرحمن بن صخر (3).
نسبه:
قال خليفة بن خياط: ومن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن
كعب بن الحارث بن كعب بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث أبو هريرة
اسمه عمير بن عامر بن عبد ذي الشري بن طريف بن عتاب بن أبي صعب بن
منبه بن سعد بن ثعلبة بن سليم بن فهم بن غنم بن دوس (4).
وكذا ذكر نسبه ابن الكلبي في النسب الكبير (5) وابن سعد في الطبقات
نقلا عنه (6) وابن حزم في جمهرة انساب العرب (7) وابن عبد البر في الاستيعاب (8) وابن
خلدون في تاريخه (9) والذهبي في سير النبلاء (10).

(1) الإستيعاب لابن عبد البر (4 / 205 / 206) بهامش الإصابة.
(2) الإصابة (4 / 202).
(3) انظر: تهذيب الأسماء واللغات (2 / 270).
(4) طبقات خليفة (114).
(5) (ص 335)
(6) (4 / 325).
(7) (ص 358 و 360).
(9) (2 / 253).
(10) (2 / 578).
12

فهو دوسي من بني دوس بن عدثان وهم بطون من الأزد بن الغوث والأزد
قبيلة يمانية قحطانية مشهورة ونسبه معروف إلى جده الاعلى الأزد كما تقدم.
(وبهذا الذي ذكرناه يظهر زيف من يدعي ان أبا هريرة مجهول النسب بل نزيد
هنا ونقول ان ابن إسحاق صاحب كتاب السيرة المعروف يقول عنه: إنه كان
ذا شرف ومكانة و (وسيطا في دوس حيث يحب ان يكون منهم) (1).
بل أثبت صاحب (كتاب دفاع عن أبي هريرة) ان عم أبي هريرة سعد بن
أبي ذباب كان أمير قومه بل رجح انه كان ملكا وذكر النصوص والأدلة التي
بني قوله المذكور عليها، ثم قال: بعد ذلك: فهذا هو الشرف الذي لحق أبا هريرة
من جهة عمه الأمير..).
اما من جهة كذلك هو معروف فان أمه (أميمة بنت صفيح بن
الحارث، من دوس وخاله - هو سعد بن صفيح بن الحارث بن سابي بن أبي
صعب بن هنية - كان من اشداد بني دوس، بل من اشداد أهل زمانه، كان في
الجاهلية لا يأخذ أحدا من قريش الا قتله بابي أزيهر الدوسي وكان أبو أزيهر قد
قتله هشام بن المغيرة المخزومي لمطله إياه بمهر أخته (3).
(وبذلك اجتمع الشرف لأبي هريرة من الجهتين وبان بطلان قول من
قال: إنه صعلوك مشرد (4).
واما ما عابه أبو ربه وأمثاله من المغرضين بجهالة تاريخ أبي هريرة في
الجاهلية فلا يحط من شانه ولا ينزل من مكانته فقد (كان العرب كلهم
مغمورين في جاهليتهم محصورين في جزيرتهم لا يهتمون بشؤون العالم ولا يهتم

(1) اقتباس من كلام عبد المنعم العلي دفاع عن أبي هريرة (18) وانظر مستدرك الحاكم
(3 / 506).
(2) انظر: دفاع عن أبي هريرة (18 - 19).
(3) انظر: جمهرة انساب العرب (ص 360) وتاريخ دمشق لابن عساكر (444 / 47).
والمعارف لابن قتيبة (277) والطبقات لابن سعد (4 / 325) وأبو هريرة راوية الاسلام
(67).
(4) اقتباس من كتاب عبد المنعم صالح العلي (21).
13

العالم بشؤونهم الا ما يتصلى بالتجارة التي كانت تمر قوافلها ببلادهم فلما جاء
الاسلام وشرفهم الله بحمل رسالته أصبح لكل واحد منهم تاريخ يكتب وشؤون
يتحدث عنها، ورواة يتتبعون اخبارهم وتلاميذ ينقلون عنهم العلم والهداية،
فهل كان شان أبي هريرة في هذا يختلف عن شان جمهور الصحابة؟ ولما ذا كانت
جهالة تاريخه في الجاهلية تضر بمكانته وتحط من شانه في الاسلام؟
وأين يجد أبو رية في كتاب الله ان الذي لا يعرف تاريخه قبل الاسلام
يجب الحط من شانه والانتقاص من مكانته والشك فيما يروى من أحاديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحانك هذا بهتان عظيم) (1)
فهذا هو أبو هريرة المعروف في نسبه كما علمت وليس مجهول النسب كما
ادعى بعض أهل الحقد والغيظ عليه رضي الله عنه وجعلوا الاختلاف في اسمه
واسم أبيه سببا لجهالة نسبه - والعياذ بالله - من مرض القلوب.
كنيته:
انهم لم يكتفوا على هذا فقط بل بدؤوا يؤاخذونه على كنيته التي اشتهر
بها ويستصغرونه بها بل يتهمونه ويفترون عليه.
فيقول أحدهم: (وكني أبا هريرة بهرة صغيرة كان مغرما بها ولعل من
غرامه بها حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ان امرأة دخلت النار في هرة ربطتها فلم
تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض...؟
وتجاهل هذا المسكين بان حديث الهرة رواه أيضا عبد الله بن عمر وأخرجه
الشيخان (3) وكذا هو في الصحيح من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله

(1) انظر السنة ومكانتها للدكتور السباعي (ص 307).
(2) انظر أبو هريرة لعبد الحسين الموسوي (19) والحديث في صحيح البخاري (4 / 185).
بدة الخلق وفي صحيح مسلم كتاب البر والصلة باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها
برقم 2619.
(3) رواه البخاري في صحيحه (6 / 254) بدء الخلق باب إذا وقع الذباب في شراب
أحدكم فليغمسه، وفي الشرب، باب فضل سقي الماء، وفي الأنبياء باب ما ذكر عن
بني إسرائيل ومسلم في صحيحه كتاب البر والصلة، باب تحريم تعذيب الهرة برقم
2442.
14

عنهم، " فهل كان هذان الراويان مغرمين بالقلط أم كان لهما هرر دفعتهما إلى
رواية هذا الحديث؟!!
أرأيت أيها القارئ تحامله الأثيم على أبي هريرة رضي الله عنه - انظر
كيف تجاهل رواية الحديث من غير أبي هريرة - بقصد الكيد وإشفاء الغليل
الذي في صدره " (2).
وتجاهل أن هذه الكنية هي التي كان يناديه بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بل هو
الذي كناه بها كما جاء في عدد من الروايات وسأذكر بعضها بعد سطور.
ولا شك أن الاشتهار بالكنى والألقاب أمر شائع معروف في المجتمعات
وقد يختلف الناس في اسم الرجل ولا يختلفون في كنيته وكذا العكس، وهناك
عدد من الصحابة رضي الله عنهم اشتهروا بكناهم وغابت أسماؤهم عن كثير من
الناس مثل الخليفة الراشد الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأبي عبيدة وأبي
موسى الأشعري وأبي الدرداء وأبي سعيد الخدري وغيرهم " لم نسمع في يوم من
الأيام أن الحسب والنسب يقدم صاحبه في المفاصلة العلمية أو يؤخره، فما عابه
عبد الحسين الموسوي وأمثاله مثل أبو رية وتشنيعهم على كنية أبي هريرة
واشتهارها أكثر من اسمه غير وارد " (3).
فها هو أبو هريرة رضي الله عنه المشهور بكنيته ذكره الذهبي فقال: " سماه
رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكناه أبا هريرة " (4).

(1) هكذا عزاه الأستاذ عبد الرحمن عبد الله الزرعي في كتابه أبو هريرة وأقلام الحاقدين (5)
ولم أقف عليه في الصحيحين من حديث أسماء فيما بحثت في جامع الأصول وفي تحفة
الأشراف.
(2) المصدر نفسه لعبد الرحمن الزرعي.
(3) انظر: الدفاع عن أبي هريرة (23) وأبو هريرة راوية الإسلام (312).
(4) انظر: سير النبلاء للذهبي (2 / 579).
15

ويقول أبو هريرة رضي الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوني أبا هر
ويدعوني الناس أبا هريرة " (1).
والمشهور عنه في سبب كنيته بذلك أنه: " كنى بأولاد هرة برية، قال:
وجدتها فأخذتها في كمي، فكنيت بذلك " (2).
عن عبد الله بن رافع قال: قلت لأبي هريرة: لم كنوك أبا هريرة؟ قال: أما
تفرق مني؟ قلت: بلى إني لأهابك، قال: كنت أرعى غنما لأهلي، فكانت لي
هريرة العب بها، فكنوني بها " (3).
" ثم اشتهر بالكنية، حتى غلبت على اسمه فكاد اسمه فكان ينسى وأظن هذا كان
سبب الاختلاف في اسمه " (4).
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوه بهذه الكنية وقد جاء ندائه صلى الله عليه وسلم له في عدة
مواضع في الصحيح وغيره من السنن والمسانيد بأبي هريرة في أكثر من
مناسبة " (5).
نشأة أبي هريرة رضي الله عنه وإسلامه وهجرته إلى المدينة:
تشير الروايات إلى أنه ولد في اليمن ونشأ فيها وهو يرعى غنم أهله وقد
توفي والده وهو صغير، فنشأ يتيما... حتى من الله عليه بالإسلام فكان له فيه
الخير كله " (6).
ولم يكن أبو هريرة رضي الله عنه فقيرا في بلده كما يزعم أهل الأحقاد

(1) المستدرك (3 / 506) وصححه وأقره الذهبي. والمصدر السابق نفسه للذهبي.
(2) المصدر السابق للذهبي.
(3) الترمذي في سنة المناقب حديث (3840) وابن سعد في الطبقات (4 / 329) وحسنه
الترمذي وابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) اقتباس من كلام محمد عجاج الخطيب أبو هريرة رواية الإسلام (67).
(5) انظر: صحيح البخاري (1 / 76) و (7 / 88) و (8 / 68) وانظر: مبحث نموذج في
جوعه.
(6) انظر: أبو هريرة راوية الإسلام لمحمد عجاج الخطيب (68) بتصرف يسير.
16

ويحتقرونه بذلك بل كان صاحب مال وكان معه غلام له في هجرته إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخدمه كما ثبت في صحيح البخاري (1) أنه ضل غلام له في الليلة
التي اجتمع في صبيحتها برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه جعل ينشد:
يا ليلة من طولها وعنائها على أنها من دارة الكفر نجت
فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم طلع غلامه، فقال له صلى الله عليه وسلم: " هذا غلامك يا
أبا هريرة: فقال: هو حر لوجه الله ".
فهكذا جاش فيه روح الإيمان في أول لقائه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعتق عبده
لوجه الله تعالى.
إسلامه وهجرته:
ذكر ابن عبد البر فقال: " أسلم أبو هريرة عام خيبر وشهدها مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لزمه وواظب عليه... " (2).
وذكر الذهبي بقوله قال غيره: " مقدمته وإسلامه في أول سنة سبع عام
خيبر " (3).
وكذا ذكر الشيخ أحمد شاكر في مقدمة لمسند أبي هريرة فقال: " أسلم أبو
هريرة رضي الله عنه سنة سبع من الهجرة وصحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولزمه إلى آخر
حياته " (4).
وذكر مصدرين ليس فيهما أنه أسلم سنة سبع.
وكذا ذكر إسلامه مثل المذكور عبد الصمد شرف الدين في مقدمته في

(1) انظر: (2 / 81) كتاب العتق، باب إذا قال رجل لعبده هو الله ونوى العتق والإشهاد في
العتق.
(2) انظر: الاستيعاب بهامش الإصابة (4 / 206).
(3) انظر: سير النبلاء له (2 / 586).
(4) انظر: المسند (12 / 83) بتحقيقه هو، وذكر لذلك مصدرين تذكرة الحفاظ (1 / 32)
وتهذيب الأسماء واللغات للنووي (2 / 270) وليس في المصدرين ما ذكره إنما فيهما
هجرته أيام خيبر.
17

الجزء التاسع من تحفة الأشراف فقال: " كان شابا مسكينا ابن ثلاثين سنة إذ
جاء النبي صلى الله عليه وسلم مهاجرا في محرم سنة سبع، وهو بخيبر فأسلم، ثم
لازمه.. " (1).
وذكر الأستاذ محمد عجاج الخطيب أنه " أسلم أبو هريرة قدميا وهو بأرض
قومه على يد الطفيل بن عمرو وكان ذلك قبل الهجرة النبوية " (2).
وكذا ذكر الأستاذ عبد المنعم العلي إسلامه بدعوة الرجل الشريف المضياف
الطفيل بن عمرو (3).
وهذه هي قصة إسلام الطفيل بن عمرو وقيامه بالدعوة وإسلام أبي هريرة
رضي الله عنه إثر ذلك نسوقها من بعض المصادر كالآتي.
ذكر الحافظ ابن حجر وغيره أن أبا هريرة أسلم بدعوة الطفيل بن عمرو
الدوسي الذي أسلم في مكة بعد أن سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ وهو يصلي عند
الكعبة فأعجب بكلامه وذهب مع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى داره فعرض عليه الإسلام
وتلا عليه القرآن فأسلم وطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يدعو له وأن يجعل الله له
عونا في حمل الإسلام إلى قومه ودعوتهم إليه، فدعا له فقال: " اللهم نور له
فسطع نور بين عينيه "، فقال يا رسول الله: أخشى أن يقول قومي: هي مثلة،
فرجع النور إلى طرف سوطه، فكان يضيء في الليل، ولهذا لقب بذي
النور " (4).
ثم عاد الطفيل بن عمرو إلى قومه داعيا إلى الإسلام فدعا أبويه إلى
الإسلام فأسلم أبوه، ولم تسلم أمه ودعا قومه فأجابه أبو هريرة وحده وأبطأ عليه
قومه، فعاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بإبطاء قومه، وفي مسند أحمد عن أبي

(1) انظر: مقدمته على تحفة الأشراف (9 / 8).
(2) انظر: أبو هريرة راوية الإسلام (70).
(3) انظر: دفاع عن أبي هريرة (25).
(4) انظر: المستدرك للحاكم (3 / 259) والفتح لابن حجر (9 / 164) والإصابة له
(2 / 217) وطبقات ابن سعد (4 / 237 - 238) وجمهرة أنساب العرب (360 - 361).
وأبو هريرة راوية الإسلام (69). وذكر بعض المصادر السابقة طرفا من القصة فقط.
18

هريرة قال: جاء الطفيل بن عرو الدوسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن دوسا
قد عصت وأبت فادع الله عليهم فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة ورفع يديه فقال
الناس: هلكوا، فقال صلى الله عليه وسلم: " اللهم اهد دوسا "، وفي رواية: " اللهم اهد دوسا
وائث بها " (1)، وقال له: أخرج إلى قومك فادعهم وارفق بهم، فخرج إلى قومه
فلم يزل بأرض دوس يدعوها حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومضت
غزوة بد وأحد والخندق، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم يمن أسلم من قومه،
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخير حتى نزل المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس، ثم لحقوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فأسهم لهم مع المسلمين، وقال الطفيل: " قلنا يا
رسول الله! اجعلنا ميمنتك، واجعل شعارنا مبرورا، ففعل فشعار الأزد إلى
اليوم مبرور " (2).
فتبين من الرواية السابقة أن إسلام أبي هريرة قديم وأنه كان قبل الهجرة وهو
بأرض قومه وأسلم على يد الطفيل بن عمرو الدوسي إن صحت هذه الرواية.
ورواية هجرته من اليمن إلى المدينة - وهي صحيحة - تؤيد قدم إسلامه وسبقه
إليه، حيث قال أبو هريرة:
خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر وقدمت المدينة مهاجرا فصليت الصبح خلف
سباع بن عرفطة - كان استخلفه - فقرأ في السجدة الأولى بسورة مريم وفي
الآخرة (ويل للمطففين) فقلت:
ويل لأبي - وفي رواية - ويل لأبي فلان! قل رجل كان بأرض الأزد إلا
وكان له مكيالان، مكيال لنفسه، وآخر يبخس به الناس " (3). فدلت الرواية أنه
كان مسلما حتى صلى معهم صلاة الصبح رضي الله عنه.

(1) انظر: مسند أحمد (2 / 243 و 502).
(2) المصادر السابقة نفسها قبل حاشية رقم 1. وانظر أيضا: السيرة لابن كثيرة (2 / 72).
والسيرة لابن هشام (1 / 409 - 410).
(3) انظر: سير النبلاء للذهبي (2 / 589) وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (3 / 160)
ونقله من طريقه ابن كثير في البداية والنهاية (8 / 104) وأخرجه ابن سعد في الطبقات
(4 / 327) والبزار في مسنده كما في مجمع الزوائد (7 / 135) وقال الهيثمي: رجاله
رجال الصحيح غير إسماعيل بن مسعود المجدري وهو ثقة، وكذا ذكره ابن حجر في
الإصابة في ترجمة عرفطة برقم 3074.
19

وهذا الطفيل بن عمرو يقص أيضا قصة الهجرة بل هو يعرض في مكة على الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة إليهم، فقال يا رسول الله: هل لك في حصن حصين
ومنعة؟ قال: - حصن كان الدوس في الجاهلية - فأبي ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي
ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن
عمرو...) رواه مسلم في صحيحه (1) عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه.
وقد تقدم أن ذر الطفيل قصة هجرته مع قومه.
وقد أشار أبو هريرة رضي الله عنه إلى هذا في رواية فقال: " لما خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر استخلف سباع بن عرفطة الغفاري فقدمنا (2) المدينة
ونحن ثمانون بيتا من دوس، فقال قائل: رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر وهو قادم عليكم
فقلت: لا أسمع به ينزل مكانا أبدا إلا جئته " (3).
وجاء في رواية: " شهدنا صلاة الصبح معه أي مع سباع عن عرفطة
وجهزنا فأتينا النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر قبل الفتح بيوم أو بعده بيوم (4)، وقد فتح النطأة وهو
محاصر أهل الكتيبة فأقمنا حتى فتح الله علينا " (5).
وجاء في الصحيح شهودة لبعض المعارك، عن سعيد بن المسيب أن أبا
هريرة قال: " شهدنا خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ممن معه يدعي الإسلام
هذا من أهل النار فلما حضر القتال قاتل الرجل أشد القتال حتى كثرت به

(1) انظر: (1 / 108) كتاب الإيمان، باب الدليل على أن قاتل نفسه لا يكفر وهو في
المستدرك للحاكم أيضا (4 / 76) بسند على شرط الصحيح وفي مسند أبي عوانة
(1 / 47).
(2) انظر: المستدرك (2 / 33) وصححه وأقره الذهبي وكذا مسند أحمد (2 / 345).
(3) انظر: المغازي للواقدي (2 / 636).
(4) المستدرك للحاكم (2 / 33) وانظر: معاني الآثار (1 / 108) والتاريخ الكبير للبخاري
(1 / 18) وعزاه الحافظ في الفتح (7 / 479) لأحمد وابن خزيمة وابن حبان أيضا.
(5) انظر: المغازي للواقدي (2 / 636).
20

الجراحة فكاد بعض الناس يرتاب، فوجد الرجل ألم الجراحة فأهوى بيده إلى
كنانته فاستخرج منها أسهما فنحر بها نفسه... الحديث " (1).
وقد شاركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغنائم كما ذكر أبو هريرة ذلك فقال:
" افتتحنا خيبر ولم نغنم ذهبا ولا فضة، إنما غنمنا البقر والإبل والمتاع والحوائط،
ثم انصرفنا مع رسول لله صلى الله عليه وسلم إلى وادي القرى (2)... الحديث ".
قال الحافظ: - نقلا عن أبي مسعود - " لا يشك أحد أن أبا هريرة
رضي الله عنه حضر قسمة الغنائم (3)... وقوله " افتتحنا " أي المسلمون...
وحديث قدوم أبي هريرة المدينة والنبي بخيبر أخرجه أحمد وابن خزيمة وابن حبان
والحاكم فذكر الحديث وفيه: " فزودنا شيئا - أي سباع بن عرفطة - حتى أتينا
خيبر وقد افتتحها النبي صلى الله عليه وسلم فكلم المسلمين فأشركونا في سهامهم " (3).
ويجمع بين هذا وبين الحصر الذي في حديث أبي موسى الذي قبله - وهو
(قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن افتح خيبر، فقسم لنا ولم يقسم لأحد لم يشهد
الفتح غيرنا) - أن أبا موسى أراد أنه لم يسهم لأحد لم يشهد الواقعة من غير
استرضاء أحد من الغانمين إلا لأصحاب السفينة وأما أبو هريرة وأصحابه فلم
يعطهم إلا عن طيب خواطر المسلمين " (3).
صحبته وملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم طول حياته:
قد سبق أن علمنا أن أول لقاء أبي هريرة رضي الله عنه برسول الله صلى الله عليه وسلم تم
بخيبر ومن هنا فما بعد بدأت الأيام المشرقة لأبي هريرة حيث جاء مهاجرا من
بلده مقررا البقاء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومؤثرا صحبته ومفضلا الصبر على الجوع
لطلب العلم على غيره، فلم يفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم سفرا ولا حضرا، وكان ذلك

(1) انظر: صحيح البخاري (7 / 471) المغازي، باب غزوة خيبر.
(2) انظر: صحيح البخاري مع الفتح (7 / 187 - 488).
(3) انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (7 / 488 و 489).
21

اللقاء الميمون سنة سبع في شهر صفر أو محرم، ومات النبي صلى الله عليه وسلم في ربيع الأول
سنة إحدى عشرة، فتكون المدة أربع سنين وزيادة " (1).
وذكر حميد بن عبد الرحمن الحميري فقال:
" لقيت من صحب النبي صلى الله عليه وسلم كما صحبه أبو هريرة أربع سنين (2).
وقال الذهبي: " وهذا - أي رواية أربع سنين أصح - أي من رواية ثلاث
سنين - فمن فتوح خيبر إلى الوفاة أربعة أعوام وليال " (3).
إلا أنه جاء في مسند أبي هريرة من مسند إسحاق ابن راهويه (4) عنه أنه
قال: " صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين ولم أكن سنوات أعقل مني
فيهن... ".
وهو عند البخاري في صحيحه (5) أيضا.
قال الحافظ: فكأن أبا هريرة اعتبر المدة التي لازم فيها النبي صلى الله عليه وسلم الملازمة
الشديدة، وذلك بعد قدومه من خيبر، أو لم يعتبر الأوقات التي وقع فيها سفر
النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة وحجة وعمرة، لأن ملازمته له فيها لم تكن كملازمته في
المدينة، أو المدة المذكورة بقيد الصفة التي ذكرها في الحرص، وما عداها لم يكن
وقع له فيها الحرص المذكور، أو وقع له، لكن حرصه فيها أقوى " (6) والله أعلم.
" أو أن يكون نقصان ذلك راجعا إلى عدم إدخاله في الحساب أيام سفره

(1) انظر: فتح الباري (7 / 421).
(2) انظر مسند أحمد (4 / 111) وسنن أبي داود (1 / 19) والنسائي (1 / 130) ومعاني
الآثار (1 / 14) وطبقات ابن سعد (4 / 327) بأسانيد صحيحة والفسوي في التاريخ
(3 / 161).
(3) انظر: سير أعلام النبلاء (2 / 590).
(4) انظر: حديث رقم ومسند الحميدي (2 / 455).
(5) انظر: صحيح البخاري مع الفتح (7 / 421) وكذا أخرجه الطحاوي في شرح معاني
الآثار (1 / 260).
(6) انظر: فتح الباري (7 / 421)
22

إلى البحرين سنة ثمان للهجرة برفقة العلاء الحضرمي أمير النبي صلى الله عليه وسلم على
البحرين " (1).
" ان التحاق أبي هريرة رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم ومجتمع الصحابة أتاح
له تتابع الخير والفضل، فهو ينال أجر الصحبة المطلقة ويكسب العدالة التي
لحقت بهم جميعا، وأثبتتها آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة -
الصحيحة - ومن يرفضها فإنما يرفض القرآن والحديث الصحيح وإجماع الصدر
الأول من المسلمين " (2).
فهو ينال شرف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لقبيلته دوس وهذا الحديث في مسنده من
مسند إسحاق (3) بلفظ: " اللهم اهد دوسا " وزاد أحمد: " وائت بهم ".
وينال ليمانيته شرف أهلها فيما روى عقبة بن عمرو رضي الله عنه فقال:
أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن، فقال:
" الإيمان يمان هاهنا (4)، - وفي رواية - الإيمان يمان والحكمة يمانية " (5).
وفي رواية عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوبا، وزاد في
رواية أخرى عنده: الفقه يمان والحكمة يمانية " (6).
وثبت من رواية ابن عمر رضي الله عنهما عند البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
مرتين: " اللهم بارك لنا في شامنا واللهم بارك لنا في يمننا " (7).

(1) انظر: أبو هريرة راوية الإسلام (219) ودفاع عن أبي هريرة رضي الله عنه (26).
(2) اقتباس من كتاب دفاع عن أبي هريرة (27).
(3) انظر: حديث رقم 135 بإسناد حسن، وهو في صحيح البخاري (4 / 54).
و (5 / 220) وصحيح مسلم (7 / 180) مع شرح النووي.
(4) صحيح البخاري (4 / 155) و (7 / 68).
(5) المصدر نفسه (4 / 217) و (5 / 219) وصحيح مسلم (1 / 52).
(6) المصادر السابقة (5 / 219 و 220) وصحيح مسلم (1 / 51) ومسند أحمد (3 / 172
و 247).
(7) انظر: صحيح البخاري (9 / 67).
23

وينال أجر الهجرة حيث إنه هاجر من بلده قبل الفتح، كما تقدم قريبا،
وينال شرف دعوة النبي صلى الله عليه وسلم بخصوصية، وقد روى زيد بن ثابت قال: " دعا
النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة رضي الله عنه " (1).
وهذه الدعوة في صحيح مسلم (2) وفي الحديث قصة إسلام أمه بدعاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فها هو الحديث كما هو في صحيح مسلم رحمه الله تعالى بكامله
ذكره أبو هريرة رضي الله عنه فقال: " كنت أدعو أمي إلى الإسلام وهي مشركة،
فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسمل ما أكره فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
أبكي، قلت يا رسول الله:
إني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فتأبى علي، فدعوتها اليوم فأسمعتني فيك
ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبي هريرة ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اهد
أم أبي هريرة "، فخرجت مستبشرا بدعوة نبي الله صلى الله عليه وسلم فلما جئت فصرت إلى
الباب فإذا هو مجاف - أي مغلق - فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك
يا أبا هريرة! وسمعت خضخضة الماء - أي صوت تحريكها الماء - قال:
فاغتسلت ولبست درعها وعجلت عن خمارها، ففتحت الباب ثم قالت يا أبا
هريرة! أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
قال: فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأتيته وأنا أبكي من الفرح، قا: قلت
يا رسول الله! أبشر قد استجاب الله دعوتك وهدى أم أبي هريرة. فحمد الله
وأثنى عليه وقال: خيرا.
قال: قلت يا رسول الله! ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين،
ويحببهم إلينا، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم حبب عبيدك هذا - يعنى أبا هريرة - وأمه إلى عبادك المؤمنين،
وحبب إليهم المؤمنين، فما خلق مؤمن يسمع بي ولا يراني إلا أحبني " (3).

(1) انظر: التاريخ الكبير (ق 1 / / ج 1 / 213) وإسناده صحيح رجاله ثقات كلهم.
(2) (4 / 1938) فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه.
(3) ورواه أحمد أيضا في مسنده (2 / 219، 220) وذكره الذهبي في سير النبلاء (2 / 593)
وقال: إسناده حسن.
24

فهكذا ينال الخير بعد الخير بملازمته وصحبته رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أعظم
هذا الشرف الذي به يدخل ضمن آيات كثيرة أكرم الله تعالى صحابة نبيه
بالفضل والعدالة.
فقال تعال: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء
بينهم) (الفتح: آية 29). وقوله تعالى - وهو آخر الآيات نزولا -: (لقد
تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعدها
كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم) (التوبة: آية
17). وكان أبو هريرة رضي الله عنه واحدا ممن اتبعه في ساعة العسرة كما سيأتي
في جهاده.
وكذلك أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بما لهم من الفضل والشرف على
غيرهم وهو داخل فيهم ويناله ما نالهم من الفضل.
روى البخاري بسنده عن عمران بن الحصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم " قال عمران: فما
أدرى! قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله: " قرني مرتين أو ثلاثا) " (1).
وروى البخاري أيضا بسنده عن جابر عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقولون فيكم من
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان
فيغزوا فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فيقولون: نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس،
فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم...؟ فيقولون:
نعم، فيفتح لهم " (2).

(1) انظر: صحيح البخاري (8 / 113 و 176) وكذا أخرجه البخاري من حديث ابن
مسعود (8 / 167) وكذا مسلم في صحيحه (16 / 86) مع النووي.
(2) انظر: صحيح البخاري (4 / 239) و (5 / 2) وصحيح مسلم (16 / 83 - 84) مع شرح
النووي.
25

وروى أحمد بسند صحيح عن عمر رضي الله عنه قال: " إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قام في مثل مقامي هذا فقال: " أحسنوا إلى أصحابي ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم " (1).
ولقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبهم فيما رواه البخاري بسنده عن أبي
سعيد الخدري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أتفق
مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " (2) ومعنى قوله نصيفه يعنى نصف
المد.
بل الواجب علينا وعلى كل مؤمن جاء بعدهم في عقيدة أهل السنة
قاطبة، الترضي والترحم والاستغفار لهم.
قال الحميدي - شيخ البخاري، موضحا ما ينبغي اعتقاده نحو
الصحابة -: " عندنا... الترجم على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كلم فإن الله عز وجل
قال: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا
بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) (الحشر:
آية 10) ".
وروى أحمد بسند صحيح عن قتادة قال: " أحق من صدقتم أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه " (3).
وقال عبد الله بن سوار العنبري قاضي البصرة: " السنة عندنا تقديم أبي
بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم والحب للصحابة جمعيا والكف عن مساويهم
و عظيم الرجاء لهم " (4).
وقال أبو زرعة الرازي: " إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن

(1) انظر: مسند أحمد (1 / 177).
(2) انظر: صحيح البخاري (5 / 10) وصحيح مسلم (16 / 92 - 93) مع النووي.
(3) انظر: مسند أحمد (3 / 134).
(4) انظر: التهذيب (5 / 248).
26

حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما يريدون
أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة " (1).
بل جعل الطحاوي حب الصحابة إيمانا وبغضهم كفرا فقال:
" نحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من
أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير
وحبهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان " (2).
فهذا ما ينبغي لمن آمن بالله ورسوله أن يعتقده في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأمناء رضي الله عنهم وأرضاهم وجعل الجنة مثواهم آمين.
فنرجع إلى أبي هريرة رضي الله عنه وهو واحد من تلك الركب - لنشاهد
عناية الرسول صلى الله عليه وسلم - به.
وأخرج أبو داود بسند جيد عن الطفاوي - وحسن الترمذي حديثه - أن
أبا هريرة قال: ألا أحدثك عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قالت: بلى قال: نبينا
أنا أوعك في المسجد إذ جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد فقال:
" من أحسن الفتى الدوسي؟ ثلاث مرات، فقال رجل: يا رسول الله! هو
ذا يوعك في جانب المسجد فأقبل يمشي حتى انتهى إلي فوضع يده علي فقال لي
معروفا فنهضت " (3).
هكذا كانت العناية النبوية بأصحابه في تفقد أحوالهم وأخبارهم ولا سيما
أبو هريرة الذي اختار الصفة - وهي الموضع المظلل في المسجد النبوي في ذاك
الوقت - مسكنا ومأوى له، ويقول عن نفسه (أنه كان امرءا من مساكين
الصفة. (*) (4).

(1) الكفاية للخطيب (49) بسند صحيح منه إلى أبي زرعة.
(2) شرح العقيدة الطحاوية (396).
(3) سنن أبي داود (2 / 626).
(4) انظر: صحيح البخاري (3 / 65).
* وكانت الصفة في المسجد النبوي صلى الله عليه وسلم أواخر البيوت وموضعها الآن مرتفع بقد ذراع
عن أرض المسجد وكانت الصفة مأوى فقراء المهاجرين ومن لا منزل لهم منهم، وتعتبر
في الوقت نفسه مدرسة الإسلام، ومكان تلقي القرآن والسنة ومركز الحراسة وتنفيذ
أوامره في استدعاء من يريده ويطلبه من المسلمين، أو لإعلان ما يريد إعلانه وغير ذلك
من الأعمال المهمة.
27

بل هو أشهر من سكن الصفة واستوطنها طول عمر النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتقل
عنها وكان عريف من سكن الصفة من القاطنين ومن نزلها من الطارقين " (1).
" وكان أهل الصفة ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا منازل لهم،
فكانوا ينامون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ويظلون فيه ما لهم مأوى
غيره، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوهم إليه بالليل، إذا تعشى فيفرقهم على أصحابه
وتتعشى طائفة منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء الله بالغنى " (2).
وأبو هريرة من بينهم يسعد بشرف خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبر عن
نفسه فقال: " كنت رجلا مسكينا أخدم رسول لله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني...، وجاء
في رواية: كنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم.. " (3).
وبهذا حاز أبو هريرة رضي الله عنه شرف الخدمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وشرف
الصبر على الفقر مع أصحاب الصفة، ونال فضلهم وأجرهم، إذ شهد لهم
القرآن بأن انقطاعهم كان في سبيل الله، حيث ورد في تفسير قوله تعالى:
(وللفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض)
(البقرة: آية 273). بأنهم هم أصحاب الصفة (4)، لا مانع ونحن مع أهل
الصفة أن نذكر نموذجا من جوعه:
قال أبو هريرة رضي الله عنه: " والله إن كنت لأعتمد - يكبدي - على
الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت
يوما على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر بي أبو بكر رضي الله عنه فسألته عن

(1) انظر: الخلية لأبي نعيم (1 / 376).
(2) انظر: طبقات ابن سعد (1 / 255).
(3) انظر: صحيح مسلم (4 / 1939) فضائل، باب من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه.
(4) انظر: الطبقات لابن سعد (1 / 255).
28

آية في كتاب الله - ما أسأله إلا ليشبعني - فمر ولم يفعل، فمر عمر رضي الله عنه
فكذلك حتى مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في
وجهي من الجوع. ثم قال: يا أبا هر - وفي رواية أبو هريرة -؟!.
قلت: لبيك يا رسول الله! قال: الحق، فدخلت معه البيت، فوجد لبنا
في قدح فقال: " من أين لكم هذا؟ ". قيل: أرسل به إليك فلان، فقال: يا أبا
هريرة! انطلق إلى أهل الصفة فادعهم - وكان أهل الصفة أضياف الإسلام - لا
أهل ولا مال، إذا أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها
شيئا وإذا جاءته هدية، أصاب منها وأشركهم فيها، فساءني إرساله إياي،
فقلت:
كنت أرجو أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، وما هذا اللبن في
أهل الصفة! ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد، فأتيتهم، فاقبلوا مجيبين
فلما جلسوا، قال:
" خذ يا أبا هريرة فأعطهم " فجعلت أعطي الرجل فيشرب حتى يروي،
حتى أتيت على جميعهم، وناولته رسول الله صلى الله عليه وسلم فرفع رأسه إلي مبتسما، وقال:
" بقيت أنا وأنت قلت: صدقت يا رسول الله!
قال: " فاشرب فشربت، فقال: اشرب فشربت، فما زال يقول: اشرب
فأشرب حتى قلت:
والذي بعثك بالحق ما أجد له مساغا،، فأخذ فشرب من الفضلة " (1).
وجاء في مسنده من مسند إسحاق (2): " كنت في أصحاب الصفة فبعث
إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمرة عجوة فجعلنا نأكل السنين من الجوع... وأقول اقرن
إني اقرنت ". ومعنى اقرن أي خذ حبتين فإني أخذت حبتين وكل ذلك من شدة

(1) أخرجه البخاري في صحيحه (11 / 281 - 282) مع الفتح كتاب الرقاق، باب كيف
كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأحمد في مسنده (2 / 515) والترمذي في سنه برقم 2477 في
صفة القيامة وذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء (2 / 591 - 592).
(2) انظر: حديث برقم 157 من مسنده.
29

الجوع. وقال أبو هريرة رضي الله عنه: " لقد رأيتني أصرع بين القبر والمتبر من
الجوع حتى يقولوا مجنون " (1).
وكان يتحدث أبو هريرة عن تلك الأيام الشدائد بعدما أغناه الله تعالى
متحدثا بنعمة ربه وشاكرا له، فيروي البخاري بسنده عن محمد بن سيرين
رحمه الله تعالى قال: كنا عند أبي هريرة رضي الله عنه وعليه ثوبان ممشقان من
كتان فتمخط فقال: بخ بخ، أبو هريرة يتمخط في الكتان، لقد رأيتني وإني
لأخر فيما بين منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حجره عائشة رضي الله عنها مغشيا علي،
فيجئ الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون، وما بي جنون، ما
بي إلا الجوع " (2).
وعلق الذهبي عليه فقال: " كان يظنه من يراه مصروعا فيجلس فوقه
ليرقيه أو نحو ذلك " (3).
فهذا هو أبو هريرة الجائع الصابر المحصر في سبيل الله لطلب العلم.
جهاد أبي هريرة رضي الله عنه:
" أسرف أعداء أبي هريرة رضي الله عنه على أنفسهم فسلبوه كل ما يظهر
بمظهر الشرف والبذل في سبيل الله وتجاهلوا أنه واحد من أولئك الصحابة الكرام
الذين لم يتخلف منهم أحد عن مشاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما كان من ثلاثة منهم
في غزوة تبوك وتاب الله عليهم " (4).
" إن أبا هريرة بسبب تأخر هجرته لم يحضر المعارك الإسلامية الأولى كبدر
واحد والخندق... لكن حضر جميع المعارك المتأخرة ولم يتخلف عن واحدة
منها " (5).

(1) انظر حلية الأولياء لأبي نعيم (1 / 378).
(2) انظر: صحيح البخاري (13 / 303) مع الفتح الاعتصام بالكتاب والسنة والترمذي في
سننه برقم (2367) كتاب الزهد، باب ما جاء في معيشة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وابن سعد
في الطبقات (4 / 327).
(3) انظر: سير أعلام النبلاء (2 / 591).
(4) اقتباس من كتاب دفاع عن أبي هريرة (46).
(5) المصدر السابق نفسه.
30

أول مشاهده خيبر:
كما سبق ذكر ذلك عنه رضي الله عنه أنه قدم خيبر - مع من كان معه -
وقد فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض الحصون، وعند وصوله كان محاصرا لأهل
الكتية " (1).
وكذلك حضر أبو هريرة إهداء اليهود الشاة المسمومة إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد
فتح خيبر حيث يقول: (لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها
سم...) (2).
عمرة القضاء.
وقد خرج أبو هريرة رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء إلى
مكة وذلك بعد صلح الحديبية بسنة، وكان أبو هريرة رضي الله عنه ممن
صاحب البدن التي أرسلها رسول الله صلى الله عليه وسلم للذبح يسوقها في تلك المعرة " (3).
شهودة غزوة ذات الرقاع وتسمى غزوة نجد:
ذكر البخاري عنه تعليقا قال: قال أبو هريرة: " صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم
غزوة نجد صلاة الخوف " (4).
وجاء عن جابر رضي الله عنه في البخاري أن الغزوة المذكورة كانت في
السنة السابعة وأنها هي التي سميت بغزوة ذات الرقاع، وفيها لقي النبي صلى الله عليه وسلم
" جمعا من غطفان فلم يكن قتال وأخاف الناس بعضهم بعضا فصلى النبي صلى الله عليه وسلم
ركعتي الخوف " (5).

(1) انظر: المغازي للواقدي (2 / 636).
(2) انظر: صحيح البخاري (7 / 180).
(3) انظر: المغازي للواقدي (2 / 733).
(4) انظر: صحيح البخاري (5 / 147) وسنن أبي داود (1 / 284) ومعاني الآثار (1 / 185).
والمستدرك (1 / 338).
(5) المصدر السابق للبخاري نفسه (5 / 145).
31

قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: " نقبت أقدامنا، ونقبت قدماي
وسقطت أظفاري وكنا نلف على أرجلنا الخرق، فسميت ذات الرقاع لما كنا
نعصب من الخرق على أرجلنا " (1).
شهوده فتح مكة وغزوة حنين والطائف:
قال أبو هريرة رضي الله عنه: " لما فتح الله على رسوله صلى الله عليه وسلم مكة قام في
الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال... فذكر الخطبة الشهيرة يوم الفتح " (2).
ثم روى خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حين أراد
حنينا -: " منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة، حيث تقاسموا على
الكفر " (3). ثم روى خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بالجعرانة في مدح الأنصار حين رجع من
حنين وقبل وصوله مكة " (4).
وروى الواقدي حضوره حصار الطائف بعد حين (5) والحاكم نزوله
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعرج وبمر الظهران في مسيرة إلى فتح مكة أو عند رجوعه
بعد الفتح " (6).
شهوده غزوة تبوك:
أخرج الطحاوي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك... " (7).
وذكر شهوده غزوة مؤتة الحاكم في المستدرك (8) والواقدي في المغازي (9).

(1) المصدر السابق للبخاري نفسه.
(2) انظر: المصدر نفسه للبخاري (3 / 156) وهو عند مسلم وغيره أيضا.
(3) المصدر السابق نفسه (5 / 65).
(4) المصدر السابق نفسه (5 / 38).
(5) انظر: المغازي للواقدي (3 / 936).
(6) المستدرك للحاكم (1 / 432) وصححه وأقره الذهبي.
(7) انظر: شرح معاني الآثار (2 / 15).
(8) (3 / 42).
(9) (2 / 760).
32

وذكره شهوده اليرموك ابن عساكر (1) وابن حجر (2).
وذكر الأستاذ عبد المنعم العلي وسبقه الأستاذ محمد عجاج الخطيب:
شهوده قمح المرتدين وغزوات أرمينية وجرجان " (3).
وكان حبه للجهاد يجعله يتمنى الشهادة تحت لوائه حيث يقول: " وعدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الهند، فإن أدركتها أنفق فيها نفسي ومالي فإن أقتل كنت
من أفضل الشهداء وإن أرجع فأنا أبو هريرة المحرر... " (4) أي المعتق من
النار.
عناية أبي هريرة رضي الله عنه بالقرآن.
لقد اعتني أبو هريرة رضي الله عنه بحفظ القرآن الكريم وتعلمه بتوجيه
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم العام: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " (5).
فنجد أبا هريرة السباق إلى كل خير يأخذ القرآن عرضا عن أبي بن
كعب " (6).
وأبي من الأربعة الذين أقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بجودة حفظهم وأمر بالأخذ
عنهم فقال: " استقرؤا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود، وسالم مولى أبي
حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل " (7).

(1) في التاريخ (ج 47 / 429).
(2) في الإصابة (2 / 111).
(3) انظر: أبو هريرة راوية الإسلام (93 - 94 ودفاع عن أبي هريرة (53)، ومسند أحمد
(1 / 181) وتاريخ جرجان (4 - 6).
(4) انظر: سنن النسائي (6 / 42) وأحمد في مسنده (12 / 97) بتحقيق أحمد شاكر وصحح
إسناده والحاكم في المستدرك (3 / 514).
(5) صحيح البخاري (6 / 236).
(6) انظر: غاية النهاية لابن جزري (1 / 370) ومعرفة القراء للذهبي (1 / 40) والإتفان في
علوم القرآن للسيوطي (1 / 72).
(7) صحيح البخاري (5 / 34 - 45).
33

بل " كان أبو هريرة رضي الله عنه يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل
سنة مرة فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين " (1).
هكذا كان حرصه في طلب العلم وتعليم القرآن، ثم تولى أبو هريرة
رضي الله عنه بعد ذلك تعليم القرآن، فأخذ منه وقرأ عليه أبو جعفر يزيد بن
القعقاع المخزومي المدني أحد القراء العشرة الأئمة " (2).
وقرأ عليه أيضا عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعنه أخذ القرآن نافع بن
عبد الرحمن ابن أبي نعيم المدني أشهر القراء السبعة " (3).
وكذا أخذ ميناء مولى عبد الرحمن بن عوف البقرة وآل عمران من في أبي
هريرة (4).
فهذا أبو هريرة رضي الله عنه مع القرآن تعلما وتعليما وعرضا على
النبي صلى الله عليه وسلم
وتلاوة في القيام كما سيأتي، وقال الذهبي: " فهو رأس في القرآن وفي
السنة وفي الفقه " (5).
فكان رضي الله عنه يحيى ثلث الليل للقيام وقراءة القرآن فيه فيقول
رضي الله عنه: " إني لأجزئ الليل ثلاثة أجزاء فثلث أنام، وثلث أقوم، وثلث
أتذكر أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " (6).
وكذا جاء في مسنده من مسند إسحاق عن أبي عثمان النهدي قال:
تضيفت أبا هريرة سبعا - أي سبع ليال - وكان هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يقوم هذا وينام هذا " (7).

(1) رواه أحمد في مسنده (2 / 399) وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 362) رجاله رجال
الصحيح.
(2) انظر: غاية النهاية (2 / 382).
(3) المصدر نفسه (2 / 333).
(4) انظر: العلل ومعرفة الرجال للإمام أحمد (266) بسند صحيح كما قال عبد المنعم في
دفاع عن أبي هريرة (58).
(5) انظر: سير النبلاء (2 / 627).
(6) انظر: سنن الدارمي (1 / 82).
(7) انظر: حديث رقم 13 في مسنده بتحقيقي.
34

وكان يقول رضي الله عنه: " أوصاني حبيبي بثلاث لا أدعهن حتى أموت "
فذكر صوم ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى والوتر قبل النوم " (1).
وكان رضي الله عنه، يصوم الاثنين والخمسين أيضا (2).
وليس الغرض سرد عبادة أبي هريرة رضي الله عنه وإنما الغرض الإشارة
إلى تلاوة القرآن في قيام الليل.

(1) انظر: حديث رقم 469 و 470 من مسنده في مسنده إسحاق ابن راهويه.
(2) انظر: المصنف لابن أبي شيبة (3 / 42).
35

" أبو هريرة رضي الله عنه وروايته الحديث "
شيوخه:
قال الذهبي: " حمل عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا طيبا مباركا فيه - لم يلحق
في كثرته - وعن أبي وأبي بكر وعمر وأسامة وعائشة والفضل وبصرة بن أبي بصرة
وكعب الحبر " (1).
وكذا سمع من سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه وغيره (2).
و عبد الله بن عمرو بن العاص (3) وسلمان الفارسي (4) وعبد الله بن رواحة
و عبد الله بن سلام والعلاء بن الحضرمي وزيد بن ثابت الأنصاري والصحابي
البدري خريم بن فاتك الأسدي وأبي بصرة الغفاري (5).
تلاميذه:
قال الذهبي: " حدث عنه خلق كثير من الصحابة والتابعين فقيل بلغ
عدد أصحابه ثمان مئة " (1). ثم سرد الذهبي عددا كبيرا منهم (7).

(1) انظر: سير النبلاء (2 / 579) وكذا في التهذيب (12 / 263).
(2) المستدرك (3 / 512). (3) انظر: المستدرك للحاكم (4 / 510).
(4) المستدرك (1 / 523)
(5) انظر التهذيب (5 / 316) و (5 / 212 و 249) و (8 / 178) و (3 / 399)،
و (3 / 139) و (1 / 473).
(6) انظر: سير النبلاء (2 / 579).
(7) من صفحة 579 - 585 - ممن لهم رواية في الكتب الستة.
36

وقال البخاري: " روى عنه ثمان مئة أو أكثر (1) من أهل العلم من
الصحابة والتابعين وغيرهم " (2).
وقال الأستاذ السباعي: " إن في أخذ هؤلاء الثمانمائة من كبار الصحابة
والتابعين عنه وثقهم به لثمانمائة برهان على جلالة قدره وصدق لهجته، وثمانمائة
تكذيب لمن أكل الحسد والعداوة والتعصب قلوبهم من المستشرقين ومن تبعهم
من المسلمين " (3).
فمن بين هذا العدد من بلغ الذروة في الاتقان والحفظ والعدالة ومنهم من
وصفوا بأصح أسانيد أبي هريرة رضي الله عنه فعند البخاري أصح أسانيده -
على الإطلاق - ما جاء من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة (4).
وعند أحمد رحمه الله ما جاء من طريق ابن سيرين ثم سعيد بن المسيب
فهو من أصح أسانيده (5).
وعند علي بن المديني ما جاء من طريق ابن المسيب وأبي سلمة والأعرج
وأبي صالح وابن سيرين وطاوس " (6).
وكذا هم ستة عند ابن معين قال أبو داود: " سألت ابن معين من كان
الثبت في أبي هريرة؟ فقال: " ابن المسيب وأبو صالح وابن سيرين والمقبري،
والأعرج، وأبو رافع " (7). وهناك عدد آخر غير ما ذكرت وصفوا بأصح
أسانيده (8).

(1) المصدر نفسه للذهبي (2 / 586).
(2) انظر: التهذيب (12 / 265).
(3) السنة ومكانتها (280).
(4) انظر: التهذيب (5 / 204) والميزان (2 / 36) وسير النبلاء (2 / 609).
(5) العلل ومعرفة الرجال (ص 204) والجرح والتعديل (280 / ج 3 / ق 2).
(6) التهذيب (9 / 215).
(7) انظر: التهذيب (3 / 220).
(8) انظر: ما أحصاه أحمد محمد شاكر من خلال شرحه مسنده أحمد (1 / 149) وما نقله عنه
الأستاذ عبد المنعم العلي في دفاع عن أبي هريرة (269).
37

وقال الحاكم النيسابوري ناقلا عن إمام الأئمة وشيخ شيوخه ابن خزيمة
أنه ذكر أبا هريرة رضي الله عنه فقال: " كان من أكثر أصحابه عنه رواية فيما
انتشر من روايته ورواية غيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مع مخارج صحاح،
وقد روى عنه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه مع جلالة قدره ونزول
رسول اله صلى الله عليه وسلم عنده " (1). وقال أبو الشعثاء: قدمت المدينة فإذا أبو أيوب
الأنصاري يحدث عن أبي هريرة فقلت: تحدث عن أبي هريرة وأنت صاحب
منزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لأن أحدث عن أبي هريرة أحب إلى من أن
أحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم (2).
قال الحاكم: " قد تحريت الابتداء من فضائل أبي هريرة رضي الله عنه
لحفظه لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وشهادة الصحابة والتابعين له بذلك فإن كل من
طلب حفظ الحديث من أول الإسلام وإلى عصرنا هذا فإنهم من اتباعه وشيعته
إن هو أولهم وأحقهم باسم الحفظ " (3).
ثم قال أيضا: " أنا ذاكر بمشيئة الله عز وجل في هذا رواية أكابر الصحابة
رضوان الله عليهم أجمعين... " فذكرهم ثم قال: " فقد بلغ عدد من روى عن
أبي هريرة من الصحابة ثمانية وعشرين رجلا، فأما التابعون فليس فيهم أجل
ولا أشهر وأشرف وأعلم من أصحاب أبي هريرة " (4).
فحقا كما ذكر الحاكم رحمه الله تعالى يتبين لنا صدق ما قاله من خلال
النظر في قائمة تلاميذه الذين ذكرهم البخاري وقدر عددهم بثمانمائة أو أكثر،
وأثبت إحصائية الأستاذ عبد المنعم صدق ما قاله البخاري ودقته، حيث قال - في
نهاية المطاف من الاحصائية -:
" فإذا أضفنا هؤلاء أي المبهمات من الرواة عنه - إلى الأسماء الواضحة
التي أحصيناها فإن العدد يرتفع إلى (766) راويا " (5).

(1) انظر: المستدرك (3 / 512).
(2) انظر: المستدرك (3 / 512).
(2) المصدر السابق له نفسه والموضع نفسه.
(3) المصدر السابق له (3 / 513).
(5) انظر: دفاع عن أبي هريرة (315).
38

ثم قال: " وكان البخاري قد قال إنهم الثمانمائة وبهذا يكون البخاري
دقيقا جدا في إحصائه " (1).
وقال أيضا: " وتبين لي من مطالعة جديدة لتهذيب التهذيب أن ابن حجر
ذكر آخرين غير الذين ذكرتهم أنا من الرواة عن أبي هريرة وصرح بأنهم يروون
أيضا عن أبي هريرة ربما بلغوا الثلاثين وبهم يصل العدد إلى أكثر من ثمانمائة " (2).
وذكر الأستاذ عبد المنعم أيضا فقال: " ومن الطريف أنه مثلما كان الرواة
عن أبي هريرة نحو الثمانمائة كما أحصاهم البخاري فإن نقلة أحاديثه خلال
الصحيحين هم نحو ثمانمائة ثقة أيضا كما في هذا الإحصاء " (3) ثم أحصاهم
بالأرقام مرتبا على الحروف. ويعني بذلك كل النقلة المباشرين عنه وغيرهم.
وقال: " وإننا إلى ما سنستفيده من هذه القوائم في تحقيق كلمة البخاري
وإحصائه وإلقاء الاطمئنان في قلوب المشككين فإنها مفيدة أيضا في اطلاع
القارئ على أسماء رجال يروون عن أبي هريرة، وتلميذوا وهم من سادات
الناس، وشجعان الرجال أو ممن شهروا بالعقل ممن شهروا بالعقل والحصانة، أو الفقه والاستنباط
أو العدل وحسن القضاء أو الزهد والتقوى وكثرة العبادة أو الأنساب إلى أرفع
البيوت القرشية والأنصارية وربما جمع بعضهم كل هذه الخصال، مما يستحيل
معه أن يغفلوا عما يقع فيه أبو هريرة من الكذب حاشاه " (4).
" وحرصه في طلب العلم ":
هذا هو أبو هريرة رضي الله عنه بين التحمل والأداء والتعليم والتعلم وقد
كان حريصا أشد الحرص على طلب العلم راغبا عن الدنيا بحيث كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض عليه مرة الدنيا فيقول له: " ألا تسألني من هذه الغنائم؟ -
فيجيبه قائلا -: أسألك أن تعلمني مما علمك الله " (5).

(1) المصدر السابق نفسه.
(2) المصدر نفسه غير أنه وقع فيه ثلاثمائة بدل ثمانمائة وهو خطأ مطبعي كما هو واضح من
الإحصائية السابقة.
(3) انظر: المصدر نفسه (406).
(4) انظر: دفاع عن أبي هريرة (271).
(5) انظر: تذكرة الحفاظ (1 / 34).
39

وكيف ينقطع حرصه رضي الله عنه وقد ثبت من حديث أنس عند ابن
عدي ومن حديث ابن عباس عند البزار مرفوعا: " منهولان لا يشبعان طالب
علم وطالب دنيا " (1).
حسبه شهادة النبي صلى الله عليه وسلم على حرصه بطلب الحديث حيث روى البخاري
بإسناده عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت يا
رسول الله!.
من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد ظننت
يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك لما رأيت من حرصك
على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله خالصا
من قبله أو نفسه " (2).
ويشهد أبي بن كعب رضي الله عنه على جرأة أبي هريرة في سؤاله
رسول الله صلى الله عليه وسلم - أشياء لا يجترئ عليه غيره - قلت: وليس هذا إلا من دافع
الحرص عنده في طلب العلم. فقال: " إن أبا هريرة كان جريئا على أن يسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء لا يسأله عنها غيره " (3). وعند الحاكم: " ولا نسأله
عنها " (4) وكذا عند ابن حبان (5).
وليس ذلك إلا لملازمة أبي هريرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقربه منه وحبه
لرسول الله صلى الله عليه وسلم حبا جما حيث إنه لا يتمالك ضبط نفسه في حبه ويضطر أن
يصرح بذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له:

(1) انظر: صحيح الجامع الصغير (5 / 374) وتخريج المشكاة (260) وسنن الدارمي
(1 / 96) ولكنه موقوفا.
(2) انظر: صحيح البخاري (1 / 193) مع الفتح كتاب العلم، باب الحرص على الحديث
وفي الرقاق (11 / 418).
(3) انظر: مسند أحمد (5 / 139).
(4) وذ المستدرك (3 / 510) وصححه وأقره الذهبي.
(5) انظر: الاحسان بترتيب صحيح ابن حبان (9 / 143).
40

" يا رسول الله! إني إذا رأيتك نفسي وقرت عيني " (1) وفي - (رواية
عند البزار: " وإذا لم أرك لم تطب نفسي أو كلمة نحوه " (2 -): فانبئني عن كل
شئ؟ فقال: كل شئ خلق من الماء، فقلت له: أخبرني بشئ إذا عملت به
دخلت الجنة ". فقال: أفش السلام وأطعم الطعام وصل الأرحام وقم بالليل
والناس نيام وادخل الجنة بسلام ".
ومن فرط حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم واندفاعه الداخلي أنه كان يطول ذكره صلى الله عليه وسلم
بأساليب متعددة يعبر عن ذلك بقوله:
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق... (3).
وقال: قال صفيي وخليلي أبو القاسم صاحب الحجرة... (3).
أوصاني حبيبي بثلاث... أوصاني خليلي بثلاث... (3).
حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وسلم... (4).
فأنكر المنكرون عليه هذا وجعلوا أبا هريرة جريئا على استعمال ما نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: " لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ". وفي
الحقيقة ليس فيه أي جرأة ولا محذور وقول أبي هريرة لا يعارض قول
الرسول صلى الله عليه وسلم السابق لأن الممتنع أن يتخذ هو صلى الله عليه وسلم غيره خليلا لا العكس...
ولعلة أراد مجرد الصحبة والمحبة (5).
وقد ورد عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه مثله حيث قال: " إن خليلي
أوصاني أن أصلى الصلاة لوقتها " (6) وكذا عن أنس رضي الله عنه (7).

(1) انظر: مسنده من مسند إسحاق برقم (133) بإسناد صحيح وقد خرجته هناك وصححه
الحاكم ووافقه الذهبي.
(2) انظر: مجمع الزوائد (9 / 362) وقال الهيثمي: " رجاله رجال الصحيح غير واحد وهو
ثقة ".
(3) انظر: حديث رقم 262 من مسنده من مسند إسحاق وحدث 283 و 284 و 469.
(4) انظر: فتح الباري (3 / 299).
(5) انظر: فتح الباري (3 / 299).
(6) انظر: مصنف ابن أبي شيبة (2 / 382).
(7) انظر: مسند الإمام أحمد (3 / 216).
41

ومن مظاهر حبه للعلم وحرصه عليه ما ورد عن زيد بن ثابت رضي الله
عنه حيث جاءه رجل فسأله عن شئ فقال له زيد: عليك أبا هريرة (1)، فإني
كنت أنا وأبو هريرة وآخر عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ادعوا " فدعوت أنا وصاحبي
وأمن النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعا أبو هريرة فقال: اللهم إني أسألك مثل ما سألك
صاحباي وأسألك علما لا ينسي، فأمن النبي صلى الله عليه وسلم فقلنا: ونحن كذلك يا
رسول الله! فقال: " سبقكما الغلام الدوسي ". (2) وذكره الحافظ ابن حجر وقال:
" وفيه الحث على حفظ العلم " (3).
ونرى أيضا حرصه في العلم والعمل به وتعليمه لغيره بوضوح في الحديث
الذي رواه الإمام أحمد بسنده عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخذ من
أمتي خمس خصال فيعمل بهن، أو يعلمهن من يعمل بهن؟ قال: قلت أنا يا
رسول الله!، قال: فأخذ بيدي فعدهن فيها، ثم قال: " اتق المحارم تكن أعبد
الناس، وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأحسن إلى جارك تكن
مؤمنا، وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما، ولا تكثر الضحك، فإن كثرة
الضحك تميت القلب " (4).
وعرفنا مما سبق معرفة رسول الله صلى الله عليه وسلم حرص أبي هريرة على الحديث فكان
كثيرا يحدثه مخاطبا له، كما روى عنه الإمام إسحاق بإسناده قال: كنت أمشي مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في نخل من نخل المدينة فقال رسول الله صلى الله وسلم: يا أبا هريرة! هلك

(1) انظر: التهذيب (12 / 266) والبداية والنهاية (8 / 111) وسير النبلاء (2 / 616
و 628).
(2) انظر: المستدرك للحاكم (3 / 508) وصححه الحاكم وتعقبه الذهبي في التلخيص وكذا في
السير (2 / 600) بقوله - في الموضعين - لكن حماد ضعيف، وذكره الذهبي في السير
(2 / 616) من طريق الفضل بن العلاء وهو صدوق كما قال الذهبي: " فيكون قد تابع
حمادا فيه وذكره الحافظ في الإصابة (4 / 205) وعزاه النسائي في العلم من كتاب السنن
وجود إسناده ".
(3) انظر: الفتح (1 / 215).
(4) انظر: مسند الإمام أحمد (15 / 228) رقم 8081 بتحقيق أحمد شاكر وبنحوه عند
الترمذي وابن ماجة.
42

المكثرون إلا من قال: هكذا وهكذا وهكذا بين يديه وعن يمينه ويساره، ثم
مشى ساعة فقال: يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا
رسول الله! قال: قل: " لا حول ولا قوة إلا بالله ولا ملجا من الله إلا إليه، ثم
مشى ساعة، فقال: يا أبا هريرة! هل تدري ما حق الله على الناس أن يعبدوه ولا
يشركوا به شيئا وحق الناس على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم " (1). وما
ذكرته ليس إلا نموذجا من حرصه على طلب العلم وملازمته لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وحبه الجم لخليله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه، ومن يقرا مسنده يعرف مقدار ذلك الحب
وعمقه وتثبته في الحديث وحفظه ودقته في الراوية وضبطه.
فنعيش لحظات في بيان نماذج من حفظ أبي هريرة رضي الله عنه.
" أبو هريرة حافظ الصحابة ":
يقول أبو هريرة رضي الله عنه وهو واثق من حفظه مصرحا بذلك بدون
حرج: " اني لا أعرف أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون أحفظ لحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم مني " (3).
وقال أبو هريرة: " حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائين فأما أحدهما فبثثته في
الناس، وأما الآخر فلو بثثته لقطع هذا البلعوم " (3) - أي الرأس من الرقبة.
وفي الفتح: وعاءين أي ظرفين أطلق المحل وأراد به الحال أي نوعين
من العلم... وإنما مراده أن محفوظه من الحديث لو كتب لملأ وعاءين، ويحتمل
أن يكون أبو هريرة أملى حديثه على من يثق به فكتبه له وتركه عنده، والأول
أولى (3).
وحمل العلماء الوعاء الذي لم يبثه على الأحاديث التي فيها تبيين أسامي
أمراء السوء وأحوالهم وزمنهم وقد كان أبو هريرة يكني عن بعضه ولا يصرح به

(1) انظر: حديث رقم 266 و 267 و 268 من مسنده بتحقيقي ومسند أحمد (2 / 309)
وعمل اليوم والليلة للنسائي (295).
(2) انظر: طبقات ابن سعد (4 / 332) وسنن الدارمي (1 / 86) وسير النبلاء (2 / 599).
(3) رواه البخاري في صحيحه (1 / 216) العلم، باب حفظ العلم مع الفتح.
43

خوفا على نفسه منهم. كقوله: أعوذ بالله من رأس الستين وإمارة الصبيان يشير
إلى خلافة يزيد بن معاوية لأنها كانت سنة ستين من الهجرة واستجاب الله دعاء
أبي هريرة فمات قبلها بسنة.
وقال ابن المنير: " وجعل الباطنية هذا الحديث ذريعة إلى تصحيح باطلهم
حيث اعتقدوا أن للشريعة ظاهر وباطنا وذلك الباطن إنما حاصله الانحلال من
الدين، قال: وإنما أراد أبو هريرة بقوله: " قطع " أي أهل الجور رأسه إذا سمعوا
عيبه لفعلهم وتضليله، ويؤيد ذلك أن الأحاديث المكتوبة لو كانت من الأحكام
الشرعية ما وسعه كتمانها لما ذكره في الحديث الأول من الآية الدالة على ذم من
كتم العلم، وقال غيره: يحتمل أن يكون أراد مع الصنف المذكور ما يتعلق
بأشراط الساعة وتغير الأحوال والملاحم في آخر الزمان فينكر ذلك من لم يألفه
ويعترض عليه من لا شعور له به " (1).
قلت: وكثرة رواياته لخير دليل على صدق ما ذكره من حفظه ولا مجال
للشك فيه أصلا وقد شهد له بذلك الصحابة والتابعون وأتباعهم وهلم جرا من
النقاد وعلماء المسلمين.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأحفظنا وأعرفنا بحديثه " (2). وقال طلحة: " قد سمعنا كما سمع ولكنه حفظ
ونسينا... (3).
قال محمد بن عمارة بن حزم أنه قعد في مجلس فيه مشيخة من الصحابة
بضعة عشر رجلا فجعل أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديث فلا
يعرفه بعضهم، فيراجعون فيه حتى يعرفوه، ثم يحدثهم بالحديث كذلك حتى
فعل مرارا فعرفت يومئذ أن أبا هريرة أحفظ الناس " (4).

(1) انظر: فتح الباري (1 / 216).
(2) أخرجه الترمذي في سننه (5 / 684) المناقب، باب مناقب أبي هريرة وقال: حسن،
أحمد في مسنده (2 / 3) ذكره الذهبي في سير النبلاء (2 / 603 - 604) و (2 / 616 -
617) مطولا وقال: " رواته ثقات ".
(3) انظر: فتح الباري (8 / 77).
(4) انظر: التاريخ الكبير للبخاري (1 / 186 - 187) وعزاه الحافظ ابن حجر في الفتح
(1 / 214) له وللبيهقي في المدخل.
44

قال أبو صالح: " كان أبو هريرة رضي الله عنه من أحفظ الصحابة (1) وفي
رواية: أحفظ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم " (2).
وعنه أيضا قال: " ما أزعم أن أبا هريرة أفضلهم - يعني الصحابة -
ولكنه كان أحفظ " (3).
قال الإمام الشافعي: " أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره " (4).
وقال الإمام البخاري: " روى عنه نحو ثمانمائة من أهل العلم، وكان
أحفظ من روى الحديث في عصره " (5). وقال أبو أحمد الحاكم: " كان من أحفظ
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وألزمهم له صحبته على شبع بطنه فكانت يده مع يده
يدور معه حيث دار إلى أن مات ولذلك كثر حديثه " (6). وقال أبو نعيم: " كان
أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر: " كان من أحفظ أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يحضر ما لا يحضر سائر المهاجرين والأنصار لاشتغال
المهاجرين بالتجارة والأنصار بحوائطهم " (7).
وقال الذهبي: " أبو هريرة: الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو هريرة الدوسي اليماني سيد الحفاظ الأثبات " (8).
وقال أيضا: " بل احتج المسلمون قديما وحديثا بحديثه لحفظه وجلالته،
واتفانه وفقهه، وناهيك أن مثل ابن عباس يتأدب معه ويقول: أفت يا أبا
هريرة؟ " (9).

(1) انظر: سير النبلاء (2 / 597).
(2) انظر: تذكرة الحفاظ (1 / 35 - 36) وتاريخ ابن عساكر (482 - 47).
(3) المصدر السابق نفسه لابن عساكر (482 / 47).
(4) انظر: المصدر السابق نفسه (482 / 47) والرسالة للشافعي (281) وسير النبلاء
للذهبي (2 / 599).
(5) انظر: التهذيب (12 / 265) والبداية والنهاية (8 / 103).
(6) انظر: الإصابة (4 / 203).
(7) انظر: الاستيعاب بهامش الإصابة (4 / 206).
(8) انظر: سير النبلاء للذهبي (2 / 578).
(9) المصدر نفسه (2 / 609).
45

وقال أيضا: " وأين مثل أبي هريرة في حفظه وسعة علمه " (1).
قال: " أبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول عليه
الصلاة والسلام وأدائه بحروفه " (2).
وقال في موضع آخر: " فهو رأس في القرآن وفي السنة وفي الفقه " (3).
وقال الحافظ ابن كثير: " وقد كان أبو هريرة من الصدق والحفظ والديانة
والعبادة والزهادة والعمل الصالح على جانب عظيم (4)، وقال أيضا:
روى أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الكثير الطيب وكان من حفاظ
الصحابة " (5).
وقال الحافظ ابن حجر: " أبو هريرة الدوسي، الصحابي الجليل حافظ
الصحابة " (6).
وقال أيضا: إن أبا هريرة كان أحفظ من كل من يروى الحديث في
عصره ولم يأت عن أحد من الصحابة كلهم ما جاء عنه " (7).
فهذا أبو هريرة رضي الله عنه في حفظه في نظر مشاهير علماء الإسلام
ومؤرخيهم من مشارق الأرض ومغاربها وهم يشهدون بحفظه بل بتفوقه عليهم
في حفظه وفي كثرة روايته، فلا عجب إذا ولا اندهاش على كثرة روايته بعد أن
عرفنا مما سبق بيانه من ملازمة أبي هريرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته ملازمة
ليست لها النظير حيث تفرغ تفرغا كاملا للعلم وانعزل عن الدنيا تماما
واكتفى بملء بطنه وكان يدور مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث دار ولم يفارقه في السفر
ولا الحضر، مع ما رزق من قوة الحفظ والذاكرة وشدة الحرص في الطلب كما

(1) المصدر نفسه (2 / 609).
(2) المصدر نفسه (2 / 216).
(3) المصدر السابق نفسه (2 / 627).
(4) انظر: البداية والنهاية (8 / 110) و (8 / 103).
(5) انظر: البداية والنهاية (8 / 110) و (8 / 103).
(6) انظر: التقريب (680).
(7) انظر: التهذيب (12 / 266).
46

ذكرت وسأعرض هنا تفوق أبي هريرة في الرواية على غيره وأنه لا يستغرب له
ذلك.
" عدد مرويات أبي هريرة رضي الله عنه ":
وقد عرفنا من خلال أقوال العلماء وشهادتهم بأنه أحفظ الصحابة وأكثرهم
رواية، فنأتي إلى عدد مروياته لننظر ما هو نهاية هذا العدد وأقصى ما ذكر له
ولنعرف هل هو فعلا تجاوز حد المعقول والطبيعة أو الاعتراض في تفوقه على
الآخرين، فنجد بناء على الشق الأول أن أكثر ما نسب إلى أبي هريرة رضي الله عنه:
ما رواه له الإمام بقي بن مخلد في مسنده وذكر أبو محمد بن حزم أن
مسنده احتوى على خمسة آلاف وثلاثمائة وأربعة وسبعون حديثا " (1) وكذا نقله
عنه الحافظ ابن حجر (2).
وقال الذهبي: " مسنده خمسة الآلف وثلاث مئة وأربعة وسبعون حديثا (5374)، المتفق في البخاري ومسلم منها ثلاث وستة وعشرون، وانفرد
البخاري بثلاثة وتسعين حديثا ومسلم بثمانية وتسعين حديثا " (3).
قلت: فيصير المجموع ستمائة وتسعة أحاديث مكررا.
قال أحمد شاكر: " روى له الإمام أحمد في مسنده (3848) حديثا من
(من رقم 7119 - إلى 10997) وفيها باللفظ أو المعنى ويصفو له بعد
حذف المكرر خير كثير وهو أكثر الصحابة رواية " (4).
وروى له أصحاب الكتب الستة ثلاثة آلاف حديث وثلاثمائة وسبعون
حديثا " (5).

(1) انظر: أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد ضمن جوامع السيرة لابن حزم
(275).
(2) انظر: الإصابة (4 / 203).
(3) انظر: سير النبلاء له (2 / 632).
(4) انظر: مسند الإمام أحمد بتحقيق أحمد محمد شاكر (12 / 83).
(5) انظر: مقدمتي على مسند عائشة لابن أبي داود (43) ومسند عائشة من مسند إسحاق
ومقدمة محقق تحفة الأشراف (9 / 8).
47

وما من كتاب من مدونات السنة إلا وأبو هريرة يحتل المقدمة في الغالب
فحديثه مخرج في الصحاح والسنن والمصنفات والمسانيد والمعاجم والجوامع،
وكتب السيرة وغيرها من الكتب المعتمدة.
وتشمل أحاديثه جميع أبواب الفقه تقريبا ولعل ذلك يتضح للناظر في
فهرس أحاديثه للقسم الموجود من مسنده في مسند إسحاق - في أول المجلد
الرابع - وقد رتبت هذه البقية من أحاديثه والتي بلغت 543 - حديثا على أبواب
الفقه فهذا الفهرس يكشف لنا محتوى مسنده والمكررات فيه فراجعه إن شئت في
آخر الكتاب ".
ومن هذا يتبين لنا مراد المحدثين بذكر مثل هذه الأعداد في محفوظاتهم أن
فلانا كان يحفظ مائة ألف حديث ونحو ذلك فليس المراد بذلك عدد المتون، كما
هو معروف عند أهل الفن وإنما المراد بذلك التعدد هو تعدد الطرق، ولو
باختلاف راو واحد في الإسناد فيعتبر هذا حديثا مستقلا عندهم.
فالعدد الذي رواه بقي بن مخلد لأبي هريرة رضي الله عنه إنما هو باعتبار
الطرق والرواة عنه، وسواء أكانت هذه الطرق صحيحة أم غير صحيحة فلا
محالة تجد في هذا العدد المكرر باللفظ أو بالمعنى كما تشاهد ذلك من فهارس
مسند أبي هريرة من مسند إسحاق وكما سبق ذكره في مسند أحمد وهو خير دليل
لذلك، فهم يعدون المكرر والضعيف والواهي والموضوع وكل ما أسند إليه بأي
وصف كان ومن هنا فالعدد الصافي من حديثه بعد حذف المكرر وغير الثابت
منه لا يكون إلا أقل بقليل مما ذكر من العدد ولم يتفرد أبو هريرة رضي الله عنه
في هذا العدد المذكور، بل شاركه غيره من الصحابة إلا في القليل النادر جدا،
فإذا لا يغرنك إيهام الأعداء وتلبيس الحاقدين على الصحابة ولا سيما على أبي
هريرة رضي الله عنه.
وقد ثبت لنا أن العدد المذكور باعتبار المتون أقل من المذكور بكثير وليس
فيه أي غرابة ولا إعجاب لحافظ مثل أبي هريرة أن يروي في حدود ثلاثة آلاف
حديث تقريبا على حد الأكثر باعتبار المتون، فهذا العدد لا يستغرب لغيره فضلا
لحافظ مثل أبي هريرة رضي الله عنه، الملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة حياته صلى الله عليه وسلم
48

بجانب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالحفظ حيث إن أبا هريرة خشي نسيان
الأحاديث التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة وفي ازدياد -. - فمن هذا وصفه
لوفاق غيره في الرواية وأكثر من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستغرب - ويخشى نسيانه
فيقول: - كما رواه البخاري بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه - قال: " قلت: يا
رسول الله! إني سمعت منك حديثا كثيرا فأنساه، قال: ابسط رداءك فبسطته
فغرف بيديه فيه، ثم قال: ضمه فضممته، فما نسيت حديثا بعد " (1) فهذا ومثله
جمله يتفوق على غيره، وقال الذهبي - بعد ذكره الحديث المذكور - " وكان حفظ
أبي هريرة الخارق من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم) (2).
وكذا أخرجه الترمذي بإسناده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا
رسول الله! أسمع منك أشياء فلا أحفظها، قال: " ابسط رداءك فبسطت
فحدث حديثا كثيرا فما نسيت شيئا حدثني به ". قال: هذا حديث حسن
صحيح قد روى من غير وجه عن أبي هريرة " (3).
وقال الحافظ ابن حجر: " وأخرج أبو يعلي من طريق الوليد بن جميع عن
أبي الطفيل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء
الحفظ، فقال: افتح كساءك فذكر نحوه (4).
وكذا أخرج أبو نعيم من طريق سعيد بن أبي هند عن أبي هريرة رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ألا تسألني عن هذه الغنائم؟ قلت: أسألك أن
تعلمني مما علمك الله قال: " فنزع نمرة على ظهري ووسطها بيني وبينه فحدثني
حتى إذا استوعبت حديثه قال: اجمعها فضرها إليك فأصبحت لا أسقط حرفا مما
حدثني " (5).

(1) انظر: صحيح البخاري (1 / 215) كتاب العلم، باب حفظ العلم وجاء فيه " إني
أسمع منك حديثا كثيرا ". وفي المناقب (6 / 633) مع الفتح.
(2) انظر: سير النبلاء (2 / 594).
(3) انظر: سنن الترمذي (5 / 684) المناقب مناقب أبي هريرة.
(4) انظر: الإصابة (4 / 204).
(5) المصدر السابق نفسه (4 / 205)
49

وقال الحافظ ابن حجر: " وقد تقدمت طرق هذا الحديث الصحيحة وله
طرق أخرى ثم ذكر بعضها (1).
ومما ذكره ما قال: " ووقع لي بيان ما كان حدث به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه
القصة إن ثبت الخبر فأخرج أبو يعلى من طريق أبي سملة جاء أبو هريرة فسلم
على النبي صلى الله عليه وسلم في شكواه يعوده فأذن له فدخل فسلم وهو قائم والنبي صلى الله عليه وسلم
مستاند إلى صدر علي رضي الله عنه ويده على صدره ضامه إليه والنبي صلى الله عليه وسلم باسط
رجليه، فقال: ادن يا أبا هريرة!، فدنا ثم قال: أدن يا أبا هريرة! فدنا ثم
قال: أدن يا أبا هريرة! فدنا حتى مست أطراف أصابع أبي هريرة أصابع
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال له: اجلس فجلس فقال له: ادن مني طرف ثوبك فمد أبو
هريرة ثوبه فأمسك بيده ففتحه وأدناه من النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أوصيك
يا أبا هريرة! بخصال لا تدعهن ما بقيت، قال أوصني ما شئت، فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: " عليك بالغسل يوم الجمعة والبكور إليها، ولا تلغ ولا تله،
وأوصيك بصيام ثلاثة أيام من كل الشهر فإنه صيام الدهر، وأوصيك بركعتي
الفجر لا تدعهما وإن صليت الليل كله، فإن فيهما الرغائب، قالها ثلاثا، ثم
قال: ضم إليك ثوبك، فضم ثوبه إلى صدره فقال: يا رسول الله! بأبي وأمي
أسر هذا أو أعلنه قال: بل أعلنه يا أبا هريرة! قالها ثلاث " (2).
وقال الحافظ ابن حجر: " والحديث المذكور من علامات النبوة فان أبا
هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبوية في عصره " (3).
تثبت أبي هريرة رضي الله عنه ودفاعه عن نفسه:
وقد كان أبو هريرة رضي الله عنه له مجالس للتحديث في المسجد النبوي،
فكان يجلس بقرب حجره عائشة رضي الله عنها - فيحدث ثم يقول:
" يا صاحبة الحجرة أتنكرين مما أقول شيئا؟ فلما قضت صلاتها لم تنكر ما

(1) المصدر نفسه.
(2) انظر: الإصابة (4 / 305).
(3) انظر: الإصابة (4 / 305).
50

رواه لكن قالت: " لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث سردكم " (1).
وقال الحافظ ابن حجر: " واعتذر عن أبي هريرة - أي عن سرده - بأنه
كان واسع الرواية كثير المحفوظ، فكان لا يتمكن من المهل عند إرادة
التحديث " (2).
وكذا ذكر الحافظ الذهبي والحافظ ابن حجر وأخرجه الحاكم أنه قيل لابن
عمر رضي الله عن هل تنكر مما يحدث به أبو هريرة رضي الله عنه فقال: لا
ولكنه اجترأ وجنبا، فقال أبو هريرة: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسواء " (3)
وأزيدكم شهادة ابن عمر له ودفاعه عنه في إكثاره الحديث وهو يوضح السبب.
يقول حذيفة بن اليمان: " قال رجل لابن عمر إن أبا هريرة يكثر الحديث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر:
أعيذك بالله أن تكون في شك مما يجيء به، ولكنه اجترأ وجنبا " (4).
وهكذا يدافع عنه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه كما روى مالك بن أبي
عامر قال: جاء رجل إلى طلحة بن عبيد الله فقال: يا أبا محمد! أرأيت هذا
اليماني يعني أبا هريرة هو أعلم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم منكم، نسمع منه ما لا
نسمع منكم؟! أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل؟! قال: أما أن يكون
سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع فلا أشك إلا أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما لم نسمع وذاك أنه كان مسكينا لا شئ له ضيفا لرسول الله صلى الله عليه وسلم يده مع يد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نحن أهل بيوتات وغنى، وكنا نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي
النهار، فلا نشك أنه سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا نسمع، ولا نجد أحدا فيه
خير يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل " (5).

(1) انظر: صحيح مسلم (2493) فضائل الصحابة ورواه البخاري معلقا بصيغة الجزم في
صحيحه (6 / 422) المناقب وذكره الذهبي في سير النبلاء (2 / 607).
(2) انظر: فتح الباري (6 / 578).
(3) انظر: المستدرك للحاكم (3 / 510) وصححه ووافقه الذهبي وسير النبلاء للذهبي
(2 / 608) والإصابة (4 / 206).
(4) أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 510) وصححه ووافقه الذهبي.
(5) أخرجه الترمذي في سننه (5 / 684 - 685) المناقب وقال: حسن غريب لا نعرفه إلا
من حديث محمد بن إسحاق وقد رواه يونس بن بكير وغيره عن محمد بن إسحاق ورواه
الحاكم في المستدرك (3 / 511).
51

وفي رواية الحاكم: " كان مسكينا لا مال له ولا أهل ولا ولد إنما كانت
يده مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يدور معه حيث دار ولا نشك أنه قد علم ما لم نعلم
وسمع ما لم نسمع...) (1).
وهكذا يدافع أبو هريرة رضي الله عنه عن نفسه فيما روى مسلم في
صحيحه بإسناده عن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة يقول: " إنكم تزعمون أن
أبا هريرة يكثر الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله الموعد - أي في محاسبتي إن
تعمدت الكذب، ومحاسبة من يظن بي السوء - كنت رجلا مسكينا أخدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصفق بالأسواق أي
التجارة وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
يبسط ثوبه فلن ينسى شيئا سمعه منى، فبسطت ثوبي حتى قضى حديثه ثم
ضمته إلي فما نسيت شيئا سمعته منه " (2).
وجاء في رواية: " وكنت ألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على ملء بطني فأشهد إذا
غابوا وأحفظ إذا نسوا... وفيه لولا آيتان أنزلهما الله في كتابه ما حدثت شيئا
أبدا (وإن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدي...) إلى آخر الآيتين
(البقرة: آية 159 - 160) (3).
وهكذا كان بعض الناس من أهل العراق يسيئون الظن بأبي هريرة
رضي الله عنه فيرد عليهم، وفيه يقول أبو زرين: رأيت أبا هريرة يضرب بيده

(1) انظر: المستدرك للحاكم (3 / 511 - 512) وصححه على شرط الشيخين وأقره الذهبي.
وكذا ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح (1 / 214).
(2) انظر: صحيح مسلم (4 / / 1939) فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي هريرة.
(3) انظر: المصدر نفسه. وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (1 / 104) بعد ذكر الإسنادين
أي إسناد الزهري عن الأعرج عن أبي هريرة وإسناد الزهري عن سعيد وأبي سملة
عنه: " الإسنادان جميعا محفوظان صححهما الشيخان ". وقال الذهبي: في سير النبلاء.
(2 / 595) والحديثان صحيحان محفوظان ".
52

على جبهته بالعراق وهو يقول: يا أهل العراق تزعمون! أني أكذب على
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون لكم المهنأ وعلي الإثم أشهد لسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
وعن عاصم بن كليب قال: حدثني أبي، قال: كنت جالسا مع أبي
هريرة رضي الله عنه في مسجد الكوفة فأتاه رجل فقال: أأنت القائل تصلي مع
عيسى بن مريم؟ قال: يا أهل العراق! إني قد علمت أن سيكذبوني ولا يمنعني
ذلك أن أحدث بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصادق
المصدوق قال: " الدجال يخرج من المشرق... (2).
بل كان أبو هريرة رضي الله عنه يؤكد الدفاع عن نفسه ويرد شكوك أمثال
هؤلاء المنحرفين ويدعمه صدق رواياته ببدئه بالوعيد الشديد الذي وعد به
رسول الله صلى الله عليه وسلم من كذب عليه وعاقبته المخزية.
فجاء في مسنده من مسند إسحاق عن كليب بن شهاب سمعت أبا هريرة
يبتدي حديثه بأن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كذب علي متعمدا فليتهوأ
مقعده من النار...) (3).
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد نهى أبا هريرة رضي الله عنه من
الإكثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نهى غيره، لأن سياسة عمر وبعض الصحابة
الإقلال من رواية الحديث، لأن في الإكثار مظنه الخطأ وخوفا من أن يشغل
الناس بالحديث عن القرآن، ومع هذا فقد سمح عمر رضي الله عنه لأبي هريرة
رضي الله عنه بالتحديث، بعد أن عرف ورعه وتقواه " (4).
وذكر الذهبي في السير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بلغ عمر
حديثي فأرسل إلى فقال: كنت معنا يوم كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت فلان؟
قلت: نعم، وقد علمت لأي شئ سألتني قال: ولم سألتك؟ قلت: إن

(1) انظر: مسنده من مسند إسحاق برقم (257) وصحيح على شرط مسلم.
(2) انظر: رقم 262 من مسنده وسنده حسن.
(3) انظر: حديث رقم 264.
(4) انظر: أبو هريرة راوية الإسلام لمحمد عجاج الخطيب (150).
53

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ: " من كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار "
قال: أما لا فاذهب فحدث " (1).
وفي رواية قال عمر: " حدث الآن عن النبي صلى الله عليه وسلم ما شئت " (2).
الروايات في توثيق أبي هريرة كثيرة جدا وقد جمع معظم هذه الروايات
الأستاذ عبد المنعم العلي في كتابه دفاع عن أبي هريرة رضي الله عنه (3). وجمع
الروايات في توثيقه عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأتباع التابعين ومن
دونهم، راجعه إن شئت.
ولو نأتي ونبحث ونفتش عن هؤلاء الذين كانا ينكرون علي أبي هريرة
أحاديثه أو بعضها فنجدهم من أهل البدع والأهواء من المعتزلة ومن هم على
شاكلتهم مثل بشر المريسي، والنظام وأمثالهما، وقد صرح بذلك إمام الأئمة أبو
بكر بن خزيمة رحمه الله تعالى فقال:
" إنما يتكلم في أبي هريرة لدفع أخباره من قد أعمى الله قلوبهم فلا
يفهمون معاني الأخبار إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرويها خلاف
مذهبهم الذي هو كفر، فيشتمون أبا هريرة ويرمونه بما الله تعالى قد نزهه عنه
تمويها على الرعاء والسفل أن أخباره لا تثبت بها الحجة، وأما خارجي يرى
السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يرى طاعة خليفة ولا إمام إذا سمع أخبار أبي
هريرة رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم خلاف مذهبهم الذي هو ضلال لم يجد حيلة
في دفع أخباره بحجة وبرهان وكان مفزعه الوقيقة في أبي هريرة رضي الله عنه.
أو قدري اعتزل الإسلام وأهله وكفر أهل الإسلام... إذ نظر إلى أخبار
أبي هريرة رضي الله عنه التي قد رواها عن النبي صلى الله عليه وسلم في إثبات القدر لم يجد

(1) انظر سير النبلاء للذهبي (2 / 603) وقال الذهبي: يحيى ضعيف وهو يحيى بن
عبيد الله مختلف فيه كما في الميزان (3 / 297) وقال محمد عجاج: " ولكنه روى عن طرق
أخرى ثابته ". انظر: أبو هريرة راوية الإسلام (151).
(2) انظر: تاريخ ابن عساكر (493 / 47).
(3) انظر: من (ص 95 - 135)
54

بحجة يؤيد صحة مقالته التي هي كفر وشرك كانت حجته عنن نفسه أن أخبار
أبي هريرة رضي الله عنه لا يجوز الاحتجاج بها.
أو جاهل يتعاطى الفقه ويطلبه من غير مظانه إذا سمع أخبار أبي هريرة
رضي الله عنه فيما يخالف مذهب من قد اجتبى مذهبه، وأخباره تقليدا بلا حجة
ولا برهان كلهم في أبي هريرة ودفع أخبار التي تخالف مذهبه، ويحتج بأخباره
على مخالفيه إذا كانت أخباره موافقة لمذهبه.
وقد أنكر بعض هذه الفرق على أبي هريرة أخبارا لم يفهموا معناها " (1).
انتهى.
وقد رد الإمام الدارمي عثمان بن سعيد على بشر المريسي العنيد الذي
ادعى بأن عمر قال: " أكذب المحدثين أبو هريرة " فقال:
" كيف يتهمه عمر بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستعمله على الأعمال
النفيسة ويوليه الولايات، ولو كان عند عمر رضي الله عنه كما ادعاه المعارض لم
يكن بالذي يأتمنه على أمور المسلمين ويوليه أعمالهم مرة بعد مرة (2) وأي سب
لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم من تكذيبه في الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنه
لمن أصدق أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظهم عنه، وأرواهم لنواسخ حديثه (3).
أفلا يراقب امرؤ ربه فيكف لسانه ولا يقذف رجلا من أحفظ أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيرميه بالكذب من غير ثبت ولا صحة؟ وكيف يصح عند هذا
المعارض كذبه وقد ثبته طلحة بن عبيد الله وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم؟.
لو عض هذا الرجل على حجر أو جمرة حتى يحرق لسانه كان خيرا له مما
تأول على صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
فإن تك صادقا في دعواك فاكشف عن رأس من رواه فإنك لا تكشف
عن ثقة " (5).

(1) انظر: المستدرك للحاكم (3 / 513).
(2) انظر: رد الدارمي على بشر المريسي (132).
(3) انظر: المصدر السابق للدارمي (132 - 135).
(4) انظر: المصدر السابق للدارمي (132 - 135).
(5) انظر: المصدر السابق للدارمي (132 - 135).
55

وهكذا قام ابن قتيبة بالرد على النظام في كتابه تأويل مختلف الحديث (1). وبرأ أبا هريرة رضي الله عنه من تهمة النظام ومن تبعه من المعتزلة مثل أبو
القاسم البلخي، ثم تبع هؤلاء من المتأخرين من الأعداء وأهل الأهواء أيضا
فاقتفوا آثارهم في اتهام أبي هريرة رضي الله عنه فبرز من بينهم عدد كبير من
المتشرقين مثل جولد تسيهر. وكايتاني، وشبرنجر وغيرهم وبعض من ينتمي إلى
الإسلام مثل محمود أبو رية في كتابه أضواء على السنة ص 162 وعبد الحسين.
شرف الدين في كتابه " أبو هريرة ".
ويجمعهم في ذلك جمعيهم هوى متبع ومآرب نفسية تخدم مبادئهم سواء
أكانت طائفية أم تبشيرية، ولكن الله قبض عليهم رجالا قديما وحديثا يدافعون
عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويذبون عن سنة صلى الله عليه وسلم، فقد تولى الرد عليهم عدد
من العلماء منهم الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي في كتابه " السنة ومكانتها في
التشريع الإسلامي " فقد رد على المستشرقين وعلى أبي رية ردا علميا قويا حتى
تحداهم بإتيان رواية واحدة صحيحة مما ادعوه فقال: " إنا نتحداه ونتحدى كل من
يتجرأ على أبي هريرة أن يثبت لنا نصا تاريخيا موثوقا بصحته أن أبا بكر أو عمر
أو عثمان أو عليا أو عائشة أو أحدا من الصحابة نسب إلى أبي هريرة الكذب في
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وستنقطع أعناق هؤلاء الحاقدين دون العثور على نص
من هذا القبيل، بأبي الله لهم ذلك " (2).
أما إن كانت النصوص من كتاب، كعيون الأخبار، وبدائع الزهور،
ورواة كابن أبي الحديد والإسكافي، ومتهمين كالنظام وأمثاله... فهيهات أن
يكون ميدان هذه الكتب وهؤلاء الرواة وهؤلاء الطاعنين هو ميدان العلم
والعلماء " (3).
وكذا رد على شبهات المستشرقين وأذنابهم عدد من العلماء ودحضوا
شبهاتهم منه الشيخ المعلمي في الأنوار الكاشفة لما في كتاب أضواء على السنة
من الزلل والتضليل والمجازفة ص 152 ومحمد عبد الرزاق حمزة المكي في كتابه

(1) انظر: (ص 48).
(2) انظر: السنة ومكانتها (346).
(3) انظر: السنة ومكانتها (346).
56

ظلمات أبي رية أمام أضواء السنة المحمدية ص 162 ومحمد أبو زهو في
كتاب الحديث والمحدثون ص 153 والدكتور محمد محمد السماحي في كتابه المنهج
الحديث في علم الحديث ومنهج النقد عند المحدثين للدكتور نور الدين عتر
والدكتور محمد عجاج الخطيب في كتابه القيم دفاع عن أبي هريرة وقد أجاد وأفاد ولا سيما في
صنع شجرة الرواة عن أبي هريرة رضي الله عنه وقد بذل جهدا مشكورا في
حصرهم وجمعهم، وقد أوصل عددهم إلى نحو عدد الذي ذكره البخاري
رحمه الله تعالى.
وكذا للشيخ عبد الرحمن الزرعي جهد مشكور في الدفاع عن هذا
الصحابي الجليل رضي الله عنه باسم " أبو هريرة وأقلام الحاقدين " والدكتور
مصطفى الأعظمي في كتابه دراسات في الحديث النبوي وغيرهم. جزى الله
الجميع عن الإسلام والمسلمين خيرا.
فبعد هذه الكتابات العديدة المستقلة والضمنية لا أرى ضرورة إعادة هذه
الشبهات ونشرها ونحن في غني عن ذكرها وتشهيرها بعدما ثبت سخافتها
وبطلانها وفيما ذكرت من ثناء العلماء على أبي هريرة قديما وحديثا وتوثيقهم
وشهادتهم له بالحفظ والإتقان، والصدق، والديانة والخشية والتقوى غنية
لإبطال ادعاءاتهم الباطلة وفيه كفاية لتفنيد شهادتهم الزائفة التي هي أوهن من
خيط العنكبوت، فم بالك بصحابي جليل يحب الرسول حبا جما - كما تقدم -
ويأتسي بسنته ويقوم الليل بعد أن يقسمها أثلاثا يقوم هو بثلثه، وخادمه بثلثه،
وامرأته بثلثه (1) وهكذا أبو هريرة رضي الله عنه مع ربه في قيام وعبادة وتقديس
وتسبيح له، كما ذكر ابن سعد بسند صحيح عن عكرمة أن أبا هريرة كان يسبح
كل يوم اثنتي عشرة ألف تسبيحة يقول أسبح بقدر ذنبي " (2).
فمثله بأي لسان يتهم ويرم بالكذب وكيف يخطر بالبال هذا التصور

(1) أخرجه أحمد في الزاهد وقال الحافظ ابن حجر - في الإصابة (4 / 207) أخرجه بسند
صحيح.
(2) انظر: الإصابة (4 / 207) وقال الحافظ ابن حجر: أخرجه بسند صحيح.
57

الخبيث نحو صحابي ملازم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحريص في طلب الحديث وذلك
بشهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعالم عامل بعلمه وعابد ربه بحيث يحب لقاء الله
ويدعو الله أن بحب لقاءه كما جاء بسند صحيح عن أبي سلمة قال: دخلت على
أبي هريرة وهو شديد الوجع فاحتضنته فقلت: اللهم اشف أبا هريرة، فقال:
اللهم لا ترجعها قالها مرتين، ثم قال: إن استطعت أن تموت فمت، والله الذي
نفس أبي هريرة بيده ليأتين على الناس زمان يمر الرجل على قبر أخيه فيتمنى أنه
صاحبه " (1). وأخرج ابن أبي الدنيا من طريق مالك عن سعيد المقبري قال: " دخل
مروان على أبي هريرة في شكواه الذي مات فيها فقال: " شفاك الله فقال أبو
هريرة: اللهم إني أحب لقاءك فأحب لقائي فما بلغ مروان - يعني وسط السوق -
حتى مات " (2).
وهكذا رحل أبو هريرة رضي الله عنه من هذه الحياة الفانية إلى الحياة
الأبدية الدائمة في سنة ثمان وخمسين وقيل تسمع وخمسين عن ثمان وسبعين سنة
من عمر (3).
وكانت وفاته بقصره بالعقيق فحمل إلى المدينة (4) وصلى عليه الوليد بن
عتبة بن أبي سفيان وكان يومئذ أميرا على المدينة ومروان بن الحكم معزول (5)
وذلك بعد أن صلى بالناس العصر وفي القوم ابن عمر وأبو سعيد
الخدري... (6).
فرحم الله أبا هريرة ورضي الله عنه وغفر له وجعل الجنة مثواه ورحم الله كل
من ترحم وترضى على أبي هريرة رضي الله عنه وغفر له. وأقول: إنما الواجب

(1) المصدر السابق نفسه وقال: أخرجه بسند صحيح والجملة الأخيرة جاءت في حديث
مرفوع رواه أبو هريرة رضي الله عنه.
(2) المصدر: السابق نفسه.
(3) انظر: المستدرك (3 / 508) والإصابة (4 / 208) والاستيعاب لابن عبد البر (4 / 207).
(4) انظر: الإصابة (4 / 208).
(5) انظر: الاستيعاب (4 / 207) بهامش الإصابة.
(6) انظر: الإصابة (4 / 207).
58

علينا مصداقا لقوله تعالى: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالإيمان، ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف
رحيم) (الحشر: آية 10).
الاستغفار لهم وأن نكن لهم الحب ونطهر القلب من أدران الغل والحقد
عليهم وعلى كل مؤمن وأن نسأل الله تعالى أن لا يجعل في قلوبنا غلا ولا حقدا
على خير القرون وأن يأخذ بأيدينا إلى كل ما فيه صلاح ديننا ودنيانا وإلى ما فيه
نيل مرضاته جل وعلا، صلى الله تعالى على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
آمين.
59

في وصف النسخة ورواية النسخة
وقد سبق بأن ذكرت في كتابي الإمام إسحاق وكتابه المسند بأن المسند
أصله في ست مجلدات ضخمة والذي وقع بأيدينا حاليا هو المجلد الرابع منه
فقط ويوجد هذا المجلد في دار الكتب المصرية حديث رقم 454 في 305
ورقة وأوله بعد البسملة: " ما يروى عن أبي قلابة وزرارة.. ". وآخره: " الجزء
الرابع والثلاثون وهو آخر المجلد الرابع من كتاب المسند لأبي يعقوب إسحاق
ابن راهويه وهو إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قدس الله روحه، ويتلوه في المجلد
الخامس إن شاء الله تعالى الجزء الخامس والثلاثون وأوله أخبرنا روح بن عبادة
عن زكريا بن إسحاق والحمد لله رب العالمين ". ثم عقبه بإثبات السماعات لهذا
المجلد والذي قبله والذي بعده من المجلدات.
وصور للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لقسم المخطوطات منه ويوجد فيه
برقم 379 و 380.
ومسطرتها (17) سبعة عشر و 24 * 32 سم، ونسخ بخط معتاد مشرقي
وكتب سنة (630 ه‍) ثلاثين وستمائة، ويهمل النفط في كثير من الحروف كتب
" معاوية " وعثمان هكذا " معوية. عثمن " ويوجد من المسند أيضا قطعة في حدود
تسع ورقات في الظاهرية برقم عام 9401 في ضمن المجموعات ولكنها بالمقارنة
ثبت لي أنها منقولة من النسخة المذكورة نفسها.
كما أنه يوجد في الورقة الأولى من المجلد سند رواية الكتاب وكذا ثبوت
التمليك ووقفه بشروط وعلى وجه من الورقة عناوين مسانيد النساء.
ومما لاحظت على المخطوط لهذا المجلد تداخل بعض أوراقها من مسند إلى
60

آخر فمثلا في مسند أبي هريرة تجد وجه / ب من ورقة 10 أنه ذكر في وجه / ب
من ورقة 18 وكل الأوراق الموجودة من ق 11 / أ إلى ق 18 / أ تابع مسانيد
النساء أم هاني ء وغيرها ومكانها في الأصل في ق 249.
وهكذا حصل التداخل في مسند أم المؤمنين عائشة وأم سلمة رضي الله
عنهما، فتلاحظ أن بقية مسند عائشة رضي الله عنها بعد ق 208 ذكرت في
ق 218 واستمرت إلى ق 222 ثم بدأ مسند أم سلمة من ق 222 واستمر إلى
ق 228 ثم ذكرت بقيته في ق 208 / أ وهكذا، فلتنبه لذلك.
رواية الكتاب:
1 - هو برواية أبي محمد: عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري الإمام
الحافظ الفقيه.. صاحب التصانيف وقال الحاكم: " ابن شيرويه الفقيه أحد
كبرا نيسابور له مصنفات كثيرة تدل على عدالته واستقامته روى عنه حفاظ
بلدنا... واحتجوا به (1) وسمع المسند كله ورواه عن المؤلف ولم يفته شئ مع
أن إسحاق كان لا يعيد لأحد ما فاته (2).
2 - رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن علي بن زياد السمذي (3) وجاء
أيضا السمذي في بعض المصادر وهذه النسبة إلى السمذ وهو نوع من الخبز
الأبيض الذي يعمله الأكاسرة والملوك، والمشهور بهذه النسبة أبو محمد عبد الله بن
محمد بن علي بن زياد السمذي العدل وجده على بن زياد من أهل دورق... ثم
صار ابنه أبو محمد من أجل العدول وكان من العباد المجتهدين المحسنين
المستورين الراغبين في صحبة الزهاد والصالحين " (4).

(1) انظر: سير النبلاء للذهبي (14 / 166).
(2) انظر المصدر نفسه: للذهبي (14 / 167) بتصرف، وذكرت ترجمة موجزة له في مبحث
تلاميذ في كتابي الإمام إسحاق وكتابه المسند.
(3) السمذي بكسر السين المهملة وكسر الميم المشددة وقيل بفتحها وفي آخرها الذال
المعجمة. انظر: الأنساب للسمعاني (ق 307 / أ)، وتبصير المنتبه (2 / 750) وكذا
تعليق المعلمي على الإكمال (4 / 530) في الاستدراكات عليه تحت رقم 3.
(4) المصدر السابق نفسه للسمعاني.
61

قال الحاكم: " توفي عصر الثلاثاء الخامس من ذي العقدة سنة (366 ه‍)
ودفن يوم الأربعاء وصلى عليه ابنه أبو سعيد " (1).
وكذا ذكره الحافظ ابن حجر فقال: هو أبو القاسم عبد الله بن محمد بن
علي بن زناد السمذي الدورقي عن عبد الله بن محمد بن شيرويه بمسند ابن
راهويه وعنه عبد الرحمن بن حمدان النصروي (2)، فيبدو أن عبد الله له كنيتان.
والله أعلم.
3 - رواية عبد الرحمن بن حمدان أبي سعد النصروي (3) النيسابوري رحل
إلى العراق في طلب الحديث وسمع الكثير... وروى عنه أبو بكر الخطيب وأبو
بكر البيهقي وغيرهما (4)، وقال ابن حجر: من طبقة البرقاني مشهور (5). وذكره
ابن العماد (6) الحنبلي فقال: " مسند وقته وراوي مسند إسحاق بن راهويه عن
السمذي... توفي سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ".
4 - رواية الحسن بن محمد بن الصفار أبي علي وجاء عند ابن حجر في
سنده " أبو علي الحسن بن أبي القاسم بن حفصويه " (7) وكذا في سد الأرب في
علوم الإسناد والأدب للأمير الكبير أبي عبد الله محمد المصري (8) وجاء في سند ابن
حجر في المطالب العالية الحسين بن أبي القاسم بن حفصويه (9).

(1) المصدر السابق نفسه للسمعاني.
(2) المصدر السابق نفسه لابن حجر.
(3) النصروي: بفتح النون وبصاد مهملة ساكنة - هذه النسبة إلى نصرويه هو جد المنتسب
إليه، انظر: الأنساب (ق 561)، واللباب (3 / 311) والإكمال لابن ماكولا
(7 / 377).
(4) المصادر نفسها.
(5) انظر: تبصير المنتبه (1 / 156).
(6) انظر: شذرات الذهب له (3 / 350 - 351).
(7) انظر: المعجم المفهرس (1 / 385).
(8) انظر: ص 138 منه.
(9) انظر: (ق 2 / ب) من المخطوط.
62

5 - رواية أبي محمد هبة الله بن سعيد بن هبة الله الصعلوكي المعروف
بالموفق وجاء في التكملة (1) في ترجمة أبي الخير أحمد بن إسماعيل أنه سمع مع أبي
محمد هبة الدين بن سهل السيدي وكذا جاء في سند (2) ابن حجر أبو محمد
هبة الدين بن سهل وترجم لهذا في العبر (3) وكذا في الشذرات وزاد بعد ما ذكره
" السيدي البسطامي ثم النيسابوري فقيه صالح متعبد عالي الإسناد... توفي في
صفر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة " (4) فتبين أن الصواب سهل.
6 - رواية أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني ثم القزويني أبي الخير،
الواعظ ببغداد قال السمعاني: " كان شابا صالحا شديد السيرة سمع معنا الحديث
بنيسابورى... وسمع معنا الكتب الكبار ورحل معي إلى طوس لسماع التفسير
للثعالبي... وشرع في الواعظ وقبله الناس " (5) قال المنذري: " تفقه بقزوين...
ورحل إلى نيسابور ولزم الإمام أبا سعد محمد بن يحيى النيسابوري وتفقه عليه
حتى برع وصار من وجوه أصحابه... وكان جامعا لعلوم كثيرة ولم يزل ببغداد
يحدث ويدرس ويفتي ويعظ " (6) وتوفي في 23 من المحرم سنة (590 ه‍) عن ثمان
وسبعين سنة (7)، ويلتقي سند ابن حجر بسند النسخة في أبي الخير.
7 - رواية إسماعيل بن محمد بن يحيى أبي البقاء الأديب.
قال الذهبي: " وفيها - أي في سنة سبع وثلاثين وست مئة - مات راوي
مسند ابن راهويه أبو البقاء إسماعيل بن محمد بن يحيى المؤدب ببغداد " (8).

(1) انظر: التكملة لوفيات النقلة للمنذري (1 / 368).
(2) أي في المطالب العالية (ق 2 / ب) وجاء في المعجم المفهرس له (385 / 1) هبة الله بن
سعيد كما في سند المؤلف.
(3) انظر: العبر للذهبي (4 / 93).
(4) انظر: شذرات الذهب (4 / 103).
(5) انظر: الأنساب للسمعاني (ق 364 / ب).
(6) انظر: التكملة للمنذري وقد ترجم له ترجمة مفصلة (1 / 367 - 371).
(7) انظر: المصدر نفسه للمنذري، وتذكرة الحفاظ للذهبي (4 / 1356).
(8) انظر: سير النبلاء (23 / 70).
63

8 - سماع الإمام الحافظ القاضي الأشرف بهاء الدين أبي العباس أحمد بن
المهاجر الفاضل أبي علي عبد الرحيم بن علي النيسابوري.
صورة التمليكات الموجودة على الورقة الأولى:
وقف جميع هذا المجلد والأول والثاني والثالث قبله والخامس والسادس
بعده وهو جميع المسند، الفقير إلى الله تعالى (1)..... ابنة الحاجي.... منه
على أحمد....... يستحقون به الانتفاع الشرعي.
وشرط الواقف النظر فيه لنفسه ومن بعده وعند غيبته أو موته الفقير
إلى الله تعالى محمد بن الحسن بن علي اللخمي الشافعي بمكة في حياته، وجعل
له أن يسند النظر فيه لمن يكون عالما دينا عند الحاجة، وبعد موته، ولكل من
ينظر فيه أن يسند نظره بعد موته وعند الحاجة لعالم دين ثقة، وشرط الواقف أن
يكون مستقره عند محمد بن الحسن المذكور ولا يخرج من عنده إلا بثلاثة، ومع
ثقة ولا يغيب به أحد أكثر من شهرين، وأن يدعو لواقفه وللناظر فيه، وقفا
صحيحا شرعيا ثابتا لازما مؤبدا إلى يوم القيامة، لا يغير، ولا ينقض كله ولا
بعضه ولا يباع ولا يشترى ولا يوهب ولا يرهن ولا يوصى به ولا يناقد به ولا
يؤجر ولا يملك بوجه من الوجوه (فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين
يبدلونه إن الله سميع عليم) - (البقرة آية: 181) - وبه نشهد على الواقف
بذلك بنسخته يوم الخميس الثالث عشر من شهر رجب سنة أربع عشرة
وسبعمائة.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
وكذا على وجه " ب " من الورقة الأولى عناوين مسانيد النساء، وإليكم
براموز النسخة الورقة الأولى التي فيها اسم الكتاب وسنده وصورة التمليك
وعناوين مسانيد النساء والورقة الأخيرة منها وفيها أحاديث من مسند ابن عباس
رضي الله عنهما.

(1) موضع النقاط ممسوح لا يقرأ بقدر سطر ونصف متفرقا.
64

عملي في التحقيق
أ - اعتمدت في التحقيق على نسخة فريدة سبق وصفها ولا يخفى المشاق في
تحقيق كتاب ما عن نسخة فريدة كهذه في تصحيح النصوص واستدراك
مواضع السقط والطمس وغيره وحيث إنني لم أعثر على نسخة أخرى بعد
البحث والفحص في المصادر المعينة بذلك حسب وسعي واستفسار الخبراء
والمشتغلين بالمخطوطات فاضطررت أن أقوم بتحقيقها بصفتها المذكورة.
ب - حاول التثبت في توثيق نصوص الكتاب بما جاء عن المؤلف عند غيره
ووجدت كثيرا منها عند النسائي ومسلم وأكثر عند السراج ومحمد بن نصر
المروزي تلاميذه كما سترى في التخريج.
ج - أثبت الفروق في الحاشية إذا وجدت.
د - ترجمت لغير الثقات (1) وربما ترجمت لراو وثقه الذهبي بقوله ثقة وجعله الحافظ
ابن حجر دون ذلك أو وثقه الأكثرون وترجح هذا لدي في الراوي - وجعله
الحافظ ابن حجر أقل من ذلك فأترجم له لأبين الراجح فيه.
ه‍ - ضبطت الأسماء أو الكلمات التي دعت الحاجة لضبطها بالإضافة إلى
تصحيح النصوص المحرقة أو المصحفة مع الإشارة في الحاشية إلى ذلك.
و - رقمت الأحاديث رقما تسلسليا وهو الرقم الأول ورقما آخر يعنى رقم أحاديث
الصحابي داخل مسنده.
ز - خرجت الأحاديث والآثار والأقوال من الكتب المعتمدة المشهورة المتداولة

(1) أعني بالثقات ما قال الحافظ ابن حجر أو الحافظ الذهبي: ثقة.
68

وغيرها إذا اقتضى الأمر ذلك بقدر الإمكان وأقدم من وافق المؤلف أو رواه
من طريقه ثم أراعي في الكتب الستة ترتيب الرتبة فيها البخاري ثم مسلم
ثم أبو داود فالنسائي ثم الترمذي ثم ابن ماجة، ثم بعد هؤلاء أعتبر
الوفيات، فأقدم فالأقدم وهكذا إلا نادرا لمصلحة اقتضت ذلك.
ج - درست رجال كل حديث وإن لم أترجم للثقات وحكمت على رجاله بأنهم
ثقات، أو في إسناده فلان وهو ضعيف هذا بالإضافة إلى الحكم على المتن
والسند على ضوء طريق الحديث وشواهده ومتابعاته إلا نادرا وذلك حسب
استطاعتي.
ط - بينت مواضع الآيات في القرآن بذكر اسم السورة ورقم الآية فيها.
ي - عرفت بالأماكن التي تحتاج إلى تعريف وتحديد.
ك - شرحت المفردات الغربية اللغوية التي تحتاج إلى شرح.
ل - حاولت بقدر الإمكان استدراك مواضع السقط أو البياض أو المطموس مع
قلته من المصادر الأخرى.
م - استخدمت علامات الترقيم بقدر جهدي وحصرت الآيات بين قوسين
هكذا ().
ن - وضعت للآيات الواردة في الكتاب فهرسا خاصا مرتبا على الحروف.
س - وكذا للأحاديث فهرسا على الحروف وفهرسا على أبواب الفقه وآخر على
الأطراف تسهيلا للباحث في بغيته.
ع - وجعلت فهرسا للأعلام المترجم لهم.
ف - ثبت المصادر.
ث - وفهرسا للموضوعات.
شرح الرموز المستعملة:
وقد استعملت في خلال التحقيق بعض الرموز والمصطلحات وهي
كالتالي:
أولا: الاختصار في ذكر أسماء المصادر التي استفدت منها فاختصرت فتح
الباري لابن حجر " بالفتح ".
69

والمنهاج شرح صحيح مسلم للنوي " بالنووي " أو بشرح النووي، كما
عبرت عن الجامع المسند الصحيح للبخاري بصحيح البخاري، وكذا مسلم
بصحيح مسلم، ومجمع الزوائد للهيثمي " بالمجمع " والمطالب العالية لابن حجر
" بالمطالب "، وتلخيص الجيرله " بالتلخيص "، وتقريب التهذيب " بالتقريب "، وتهذيب
التهذيب بالتهذيب، ولسان الميزان باللسان، وميزان الاعتدال للذهبي بالميزان،
وسير أعلام النبلاء له بسير النبلاء، والجامع لأخلاق الرأي وآداب السامع
للخطيب بالجامع لأخلاق الراوي، وهكذا.
ولتمييز المخطوطات من المطبوعات جعلت رقم الجزء في الخطوطات على
اليسار ورقم الصفحة أو الورقة على اليمين ما فعلته في المطبوعات ورمزت
بحرف (ت) بجانب اسم الشخص عن وفاته كما رمزت بحرف (ح) في الإحالة
على الحديث الذي سبق ذكره وأعنى به الحديث وأختصر في المخطوطات الورقة
ب‍ " ق " وأرمز بوجه الألف ب‍ (أ) وبالثاني بوجه " ب ".
70

مسند الإمام أبي يعقوب إسحاق
ابن إبراهيم الحنظي المعروف بابن راهويه
رضي الله عنه (المتوفى 269 ه‍ -)
(المجلد الرابع منه)
رواية محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه النيسابوري عنه.
رواية أبي محمد عبد الله بن محمد بن زياد السمذي عنه.
رواية أبي سعيد عبد الله بن حمدان النصروي عنه.
رواية أبي علي الحسن بن محمد بن محمد الصفار عنه.
رواية أبي محمد هبة الله بن سعيد العروف الموفق عنه.
رواية أبي الحسن أحمد بن إسماعيل بن يوسف القزويني عنه.
رواية أبي البقاء إسماعيل بن محمد بن يحيى الأديب عنه.
(منه بقية مسند أبي هريرة رضي الله عنه)
(وهي أول المجلد الرابع)
تحقيق وتخريج ودراسة
د. عبد الغفور عبد الحق حسين بر البلوشي
71

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين
ما يروى عن أبي قلابة وزرارة وجابر بن زيد وأبي
العالية، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
1 - أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أيوب يحدث عن أبي
قلابة عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يبشر أصحابه يقول:
" جاءكم رمضان شهر مبارك فرض الله عليكم صيامه، يفتح فيه
73

أبواب الجنة ويغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير
من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ".
74

2 - أخبرنا الثقفي، نا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" قد جاءكم رمضان شهر مبارك فذكر مثله سواء ".
3 - أخبرنا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن مهاجر أبي
مخلد، عن أبي العالية، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمرات قد صفيتهن في
يدي، فقلت: يا رسول الله!
75

أدع الله لي فيهن بالبركة، فدعا لي فيهن بالبركة، فقال: " إذا أردت
أن تأخذ شيئا فأدخل يدك ولا تنثره نثرا " قال أبو هريرة: فحملت من
ذلك التمر كذا وكذا وسقا في سبيل الله قال: فكنا نأكل منه ونطعم
وكان في حقوي حتى انقطع مني ليالي عثمان - رضي الله عنه -.
4 - أخبرنا أبو عامر العقدي، نا حبيب بن أبي حبيب، عن
عمرو بن هرم، عن جابر بن زيد أنه سئل عن مواقيت الصلاة،
76

فقال: " قال بن عباس: صلاة الفجر من طلوع الفجر إلى / طلوع شعاع
الشمس فذكر المواقيت كلها، وزعم أن بن عباس قال: صليت مع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، الأولى والعصر ثماني
سجدات ".
قال: وسئل جابر بن زيد عن صلاة المسافر فقال: زعم أبو هريرة
أنه سافر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع أبي بكر وعمر من
المدينة إلى مكة فكلهم كان يصلي ركعتين ركعتين من حين يخرج من المدينة
حتى يرجع في المسير والإقامة بمكة.
قال: وقالت عائشة: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي
بمكة ركعتين قبل الهجرة فلما أتى المدينة فرضت الصلاة عليه أربعا وجعل
صلاته بمكة للمسافر ".
77

5 - أخبرنا وكيع، نا هشام صاحب الدستوائي، عن قتادة،
عن زرارة بن أبي أوفى، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن الله تجاور عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمله أو تكلم
به ".
80

6 - أخبرنا عبدة بن سليمان، نا سعيد بن أبي عروبة، عن
قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمله أو تكلم
به ".
82

7 - أخبرنا وكيع، نا مسعر، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى،
عن أبي هريرة مثله ولم يرفعه.
8 - أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن الأعرج، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله عفا عن أمتي
ما حدثت به أنفسها ما لم تعمله أو تكلم به ".
9 - أخبرنا عبد الصمد، نا شعبة، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة (رضي الله عنه -)، عن رسول / الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا كانت المرأة هاجرة لفراش زوجها لعنتها الملائكة حتى
ترجع ".
83

10 - أخبرنا عبدة بن سليمان الرواسي، نا إسماعيل بن رافع
المدني، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن
84

محمد بن كعب القرظي، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة قال:
نا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في طائفة من أصحابه قال:
" إن الله لما خلق السماوات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو
واضعه على فيه شاخص بصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر "، قال أبو
هريرة: فقلت يا رسول الله! وما الصور؟ قال: " القرن " قلت: وكيف
هو؟ قال: " عظيم، والذي نفسي بيده إن عظم دارة فيه لكعرض
السماوات والأرض - يأمر الله إسرافيل أن ينفخ ثلاث نفخات، الأولى:
نفخة الفزع، والثانية: نفخة الصعوق، والثالثة: نفخة القيام لرب
العالمين، يأمر الله
إسرافيل فيقول له: انفخ نفخة الفزع، فيفزع أهل
السماوات وأهل الأرض إلا من شاء الله، فيأمره فيديمها ويطولها فلا يفتر
وهي التي يقول الله عز وجل: (وما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها
من فواق) فيسير الله الجبال فتمر مر السحاب ثم تكون ترابا وترتج
الأرض بأهلها رجا وهي التي يقول الله - عز وجل -: (يوم ترجف
الراجفة تتبعها الرادفة قلوب / يومئذ واجفة) فتكون الأرض - كالسفينة
85

الموثقة، في البحر تضربها الأمواج تكفأ بأهلها أو كالقنديل المعلق
بالعرش ترجحه الأرواح فتميد الناس على ظهرها فتذهل المراضع وتضع
الحوامل وتشيب الولدان وتطير الشياطين هاربة حتى تأتي الأقطار فتلقاها
الملائكة فتضرب وجوهها فيرجع ويولي الناس مدبرين ينادي بعضه بعضا
وهي التي يقول الله - عز وجل -: (يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم
من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد) فبينما هم على ذلك
إذ انصدعت الأرض فانصدعت من قطر إلى قطر فرأوا أمرا عظيما
فأخذهم لذلك من الكرب والهول ما الله به عليم ثم تكون السماء
كالمهل، ثم انشقت من قطر إلى قطر ثم انخسفت شمسها وقمرها
وانتثرت نجومها ثم كشطت السماء عنهم. قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " والأموات لا يعلمون بشئ من ذلك "، قال أبو هريرة:
قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمن استثنى الله حين
يقول: (ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله)،
فقال: أولئك الشهداء وهم أحياء عند ربهم وإنما يصل الفزع إلى الأحياء
فوقاهم الله فزع ذلك اليوم، وأمنهم منه وهو عذاب الله يبعثه على شرار
86

خلقه وهي التي يقول الله: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة
شئ عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل
حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن / عذاب الله شديد)
قال: فيمكثون في ذلك البلاء ما شاء الله إلا أنه يطول ذلك ثم يأمر الله
إسرافيل بنفخة الصعق فيصعق أهل السماوات وأهل الأرض إلا من
شاء الله، فإذا هم خمدوا خمودا). فجاء ملك الموت إلى الجبار فيقول:
يا رب قد مات أهل السماوات وأهل الأرض إلا من شئت فيقول الله له
وهو أعلم: فمن بقي؟ فيقول: يا رب أنت الحي لا تموت وبقي حملة
عرشك وجبريل وميكائيل وأنا فيقول الله: ليمت جبريل وميكائيل. قال:
فيتكلم العرش فيقول: يا رب أتميت جبريل وميكائيل، فيقول الله له:
اسكت، فإني كتبت على من كان تحت عرشي الموت، فيموتان ويأتي ملك
الموت إلى الجبار فيقول: يا رب قد مات جبريل وميكائيل، فيقول الله له
وهو أعلم فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحي لا تموت وبقي حملة عرشك
وأنا، فيقول الله: ليمت حملة عرشي فيموتون، فيقول الله له وهو أعلم،
فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحي لا تموت وبقي حملة عرشك وأنا،
فيقول الله ليمت حملة عرشي فيموتون، فيقول الله له وهو أعلم،
فمن بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحي لا تموت وبقيت أنا، فيقول الله له:
أنت خلق من خلقي خلقتك لما قد رأيت فمت، فيموت. فإذا لم يبق
إلا الله الواحد القهار الصمد الذي ليس بوالد ولا ولد كان آخرا كما كان
أولا، قال: خلود لا موت على أهل الجنة ولا موت على أهل النار، قال:
ثم يقول الله - عز وجل -: لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد
ثم يقول لنفسه: (لله الواحد القهار) ثم يطوي الله السماوات والأرض
87

كطي السجل للكتاب ثم يبدل الله السماء والأرض غير الأرض ثم دحا
بها ثم يلففها ثم قال: أنا الجبار ثم يبدل السماء والأرض غير الأرض
ثم دحاهما ثم يلففهما فقال: ثلاثا أنا الجبار، ألا من كان لي شريكا
فليأت، ألا من كان لي شريكا فليأت، فلا يأتيه أحد، فيبسطها ويسطحها
ويمدها مد الأديم العكاظي، لا ترى فيها عوجا ولا أمتا ثم يزجر الله
الخلق زجرة واحدة. فإذا هم في هذه المبدلة في مثل مواضعهم الأولى، من
كان في بطنها كان في بطنها ومن كان عل ظهرها كان على ظهرها، ثم
ينزل الله عليهم ماء من تحت العرش فتمطر السماء عليهم أربعين يوما
فينبتون كنبات الطراثيث وكنبات البقل، حتى إذا تكاملت أجسادهم
فكانت كما كانت، قال الله - عز وجل -: ليحيي حملة العرش فيحيون، ثم
يقول: ليحيى جبريل وميكائيل، فيحييان، ثم يأمر الله إسرافيل فيقول
له: انفخ نفخة البعث وينفخ نفخة البعث فتخرج الأرواح كأنها النحل قد
ملئت ما بين السماء والأرض فيقول الجبار: وعزتي وجلالي ليرجعن كل
روح إلى جسده فتدخل الأرواح في الأرض على الأجساد ثم تمشي في
الخياشيم كمشي السم في اللديغ ثم تنشق عنهم الأرض وأنا أول من تنشق
88

عنه الأرض فتخرجون سراعا إلى ربكم تنسلون كلكم على سن ثلاثين،
واللسان يومئذ سريانية (مهطعين إلى الداع يقول الكافرون هذا يوم
عسر) ذلك يوم الخروج يوقفون في موقف واحد مقدار سبعين عاما
حفاة عراة غلفا غرلا لا ينظر إليكم ولا يقضي بينكم، فيبكي
الخلائق حتى ينقطع الدمع ويدمعون / دما ويغرقون حتى يبلغ ذلك منهم
الأذقان ويلجمهم ثم يضجون فيقولون: من يشفع لنا إلى ربنا ليقضي بيننا،
فيقولون: ومن أحق بذلك من أبيكم آدم، خلقه الله بيده ونفخ فيه من
روحه وكلمه قبلا، فيؤتى آدم فيطلب ذلك إليه فيأبى، فيستقرون الأنبياء
نبيا نبيا، كلما جاؤوا نبيا أبى وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" حتى يأتوني، فإذا جاؤوني انطلقت حتى آتي الفحص فأخر قدام العرش
ساجدا فيبعث الله إلي ربي ملكا، فيأخذ بعضدي فيرفعني "، قال أبو
هريرة: فقلت: يا رسول الله! وما الفحص؟ فقال: " قدام العرش "، قال أبو
يقول الله: ما شأنك يا محمد؟ وهو أعلم، فأقول: " يا رب وعدتني
الشفاعة، فشفعني في خلقك، فاقض بينهم " قال: فيقول الله: أنا آتيكم
فأقضى بينكم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فأجئ فأرجع
فأقف مع الناس، فبينما نحن وقوفا إذ سمعنا حسا من السماء شديدا،
89

فهالنا، فنزل أهل السماء الدنيا بمثلي من فيها من الجن والإنس حتى إذا
دنوا من الأرض أشرقت الأرض لنورهم فأخذوا مصافهم، فقالوا:
أفيكم ربنا، فقالوا: لا وهو آت، ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي من نزل
من الملائكة وبمثلي من فيها من الجن والإنس، حتى إذا دنوا من الأرض
أشرقت الأرض لنورهم وأخذوا مصافهم، فقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ فقالوا:
لا وهو آت، ثم ينزل أهل السماء الثالثة بمثلي من نزل من الملائكة
وبمثلي من فيها من الجن والإنس حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت
الأرض لنورهم وأخذوا مصافهم / فقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ فقالوا: لا وهو
آت، ثم ينزل أهل السماوات سماء سماء على قدر ذلك من التضعيف،
حتى ينزل الجبار في ظلل من الغمام والملائكة تحمل عرشه ثمانية
وهم اليوم أربعة، أقدامهم على تخوم الأرض السفلى والأرضون
والسماوات على حجزهم والعرش على مناكبهم، لهم زجل من التسبيح
وتسبيحهم أن يقولوا: سبحانك ذي الملك ذي الملكوت سبحان رب
العرش ذي الجبروت، سبحان رب الملائكة والروح قدوسا قدوس سبحان
ربنا الأعلى سبحان رب الملكوت والجبروت والكبرياء والسلطان والعظمة
سبحانه أبد الأبد، سبحان الحي الذي لا يموت، سبحان الذي يميت
الخلائق ولا يموت، ثم يضع الله عرشه حيث يشاء من الأرض، فيقول:
وعزتي وجلالي لا يجاوزني أحد اليوم بظلم ثم ينادي نداء يسمع الخلق كلهم،
فيقول: إني أنصت لكم منذ خلقتكم أبصر أعمالكم وأسمع قولكم
فأنصتوا إلي فإنما هي صحفكم وأعمالكم يقرأ عليكم فمن وجد اليوم خيرا
90

فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه، ثم يأمر الله
جهنم فيخرج منها عنق ساطع، مظلم فيقول: (امتازوا اليوم أيها
المجرمون، ألم أعهد إليكم) إلى قوله: (ولقد أضل منكم جبلا كثيرا أفلم
تعقلون)، قال: فيقضي الله بين خلقه إلا الثقلين الجن والإنس،
يقيد بعضهم من بعض حتى إنه ليقيد الجماء من ذات القرن، فإذا لم
تبق تبعة لواحدة عند أخرى قال / الله عز وجل: لها كوني ترابا، فعند
ذلك (يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا).
ثم يقضي الله بين الثقلين، الجن والإنس فيكون أول ما يقضي فيه
الدماء فيؤتي بالذي كان يقتل في الدنيا على أمر الله وكتابه ويؤتي بالذي قتل
كلهم يحمل رأسه تشخب أوداجه دما فيقولون: ربنا قتلني هذا،
فيقول الله له - وهو أعلم - لم قتلت هذا؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لك،
فيقول الله له: صدقت، فيجعل الله لوجهه مثل نور الشمس وتشيعه
الملائكة إلى الجنة، ويؤتى بالذي كان يقتل في الدنيا على غير طاعة الله
وأمره تعززا في الدنيا، ويؤتى بالذي قتل كلهم يحمل رأسه يشخب أوداجه
91

دما، فيقولون: يا ربنا قتلنا هذا فيقول الله له: وهو أعلم - لم قتلت
هذا - وهو أعلم -؟ فيقول: قتلته ليكون العزة لي، فيقول الله له: تعست
تعست تعست فيسود الله وجهه، وتزرق عيناه فلا تبقى نفس قتلها
إلا قتل بها، ثم يقضي الله بين من بقي من خلقه، حتى إنه ليكلف يومئذ،
شائب اللبن بالماء ثم يبيعه أن يخلص الماء من اللبن حتى إذا لم يبق لأحد
عند أحد تبعة، نادى منادى فأسمع الخلق كلهم، فقال: ألا لتلحق كل
قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله فلا يبقى أحد عبد دون الله شيئا
إلا مثلت له آلهته بين يديه ويجعل ملك من الملائكة، يومئذ على صورة
عزير فيتبعه اليهود، ويجعل ملك من الملائكة على صورة عيسى - عليه
السلام - فيتبعه النصارى، ثم تقودهم آلهتهم إلى النار وهي التي
يقول الله: (لو كان / هؤلاء آلهة ما وردوها)، قال: ثم يأتيهم الله
فيما شاء من هيبة فيقول: أيها الناس قد ذهب الناس الحقوا بآلهتكم وما
كنتم تعبدون من دون الله فيقولون: والله ما لنا من إله إلا الله وما كنا نعبد
غيره قال: فينصرف عنهم وهو الله معهم ثم يأتيهم فيما شاء من هيبته
فيقول: أيها الناس ذهب الناس الحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون من
دون الله، فيقولون: ما لنا من إله إلا الله، وما كنا نعبد غيره فينصرف
عنهم، وهو الله معهم، ثم يأتيهم فيما شاء من هيبته فيقول: أيها الناس
ذهب الناس الحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون من دون الله، فيقولون: ما
كنا نعبد غيره، فيقول: أنا ربكم فهل بينكم وبين ربكم من آية تعرفونها،
قال: فيكشف عن ساق فيتجلى لهم من عظمة الله ما يعرفون به أنه ربهم
فيخرون سجدا ويجعل الله أصلاب المنافقين كصياصي البقر ويخرون على
92

أقفيتهم، ثم يأذن الله لهم أن يرفعوا رؤوسهم ويضرب بالصراط بين
ظهراني جهنم كحد الشعرة أو كحد السيف له كلاليب وخطاطيف
وحسك كحسك السعدان دونه جسر دحيض حدثنا مزلقة، فيمرون
كطرف العين وكلمع () البرق وكمر الريح وكأجاويد الخيل
وكأجاويد الركاب وكأجاويد الرجال، فناج سالم وناج مخدوش
ومكدوس على وجهه، فيقع في جهنم خلق من خلق الله أوبقتهم
أعمالهم فمنهم من تأخذ النار قدميه لا تجاوز ذلك ومنهم من تأخذه إلى
نصف ساقيه ومنهم من تأخذه إلى حقويه ومنهم من تأخذ كل / جسده
إلا صورهم يحرمها الله عليها فإذا أفضى أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى
النار قالوا: من يشفع لنا إلى ربنا ليدخلنا الجنة قال: فيقولون ومن أحق
بذلك من أبيكم آدم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه وكلمه قبلا فيؤتى
93

آدم فيطلب ذلك إليه فيأبى ويقول عليكم بنوح فإنه أول رسل الله فيؤتى
نوح فيطلب ذلك إليه فيذكر ذنبا ويقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن
عليكم بإبراهيم فإن الله اتخذه خليلا فيؤتى إبراهيم فيطلب ذلك إليه
فيقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن عليكم بموسى فإن الله قربه نجيا وأنزل
عليه التوراة فيؤتى فيطلب ذلك إليه فيقول: ما أنا بصاحب ذلك
ولكن عليكم بروح الله وكلمته عيسى بن مريم فيؤتى عيسى فيطلب
ذلك إليه فيقول: ما أنا بصاحب ذلك ولكن سأدلكم عليكم بمحمد
- صلى الله عليه وسلم - قال: فيأتوني ولي عند ربي ثلاث شفاعات وعدنيهن
قال: فآتي الجنة فآخذ بحلقة الباب فأستفتح فيفتح لي فتحا فأحيي
ويرحب بي فأدخل الجنة فإذا دخلتها نظرت إلى ربي على عرشه خررت
ساجدا فأسجد ما شاء الله أن أسجد فيأذن الله لي من حمده وتمجيده بشئ
ما أذن لأحد من خلقه ثم يقول: ارفع رأسك يا محمد واشفع تشفع
اسأل تعطه قال: فأقول: يا رب من وقع في النار من أمتي فيقول الله:
اذهبوا فمن عرفت صورته فاخرجوه من النار فيخرج أولئك حتى لا يبقى
أحد ثم يقول الله: اذهبوا فمن كان / في قلبه مثقال دينار من إيمان
فاخرجوه من النار ثم يقول ثلثي دينار ثم يقول نصف دينار ثم يقول
قيراط ثم يقول: اذهبوا من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان
قال: فيخرجون فيدخلون الجنة قال: فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم
بأعرف في الدنيا بمساكنكم وأزواجكم من أهل الجنة بمساكنهم وأزواجهم
إذا دخلوا الجنة قال: فيخرج أولئك ثم يأذن الله في الشفاعة فلا يبقى نبي
ولا شهيد ولا مؤمن إلا يشفع إلا اللعان فإنه لا يكتب شهيدا ولا يؤذن له
94

في الشفاعة ثم يقول الله: أنا أرحم الراحمين فيخرج الله من جهنم ما لا
يحصى عدده إلا هو فيلقيهم على نهر يقال له الحيوان فينبتون فيه كما تنبت
الحبة في حميل السيل ما يلي الشمس منها أخيضر وما يلي الظل منها
أصيفر قال: فكانت العرب إذا سمعوا ذلك من رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأنك كنت في
البادية ثم ينبتون في جيفهم أمثال الذر مكتوب في أعناقهم الجهنميون عتقاء
الرحمن يعرفهم أهل الجنة بذلك الكتاب فيمكثون ما شاء الله كذلك ثم
يقولون يا ربنا امح عنا هذا الاسم فيمحو الله عنهم ذلك. اه‍.
95

ما يروي عن أبي عثمان النهدي عبد الرحمن بن مل
وعن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -
11 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا شعبة، عن عباس
الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال
أوصاني خليلي أبو القاسم / - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: " الوتر
قبل النوم، وصلاة الضحى ركعتين، وصوم ثلاثة أيام من كل شهر ".
100

12 - أخبرنا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة، عن ثابت
101

البناني، عن أبي عثمان النهدي أن أبا هريرة كان في سفر فنزلوا منزلا
فأرسلوا إليه رسولا وهو يصلي ليطعم، فقال للرسول: إني صائم، فلما
وضع الطعام وكادوا أن يفرغوا جعل يأكل فنظروا إلى رسولهم، فقال: قد
أخبرني أنه صائم فقال أبو هريرة: صدق، سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: " صوم شهر الصبر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر
صوم الدهر، فقد صمت ثلاثا من الشهر فأنا مفطر في تخفيف الله
وصائم في تضعيف الله.
102

13 - أخبرنا سليمان بن حرب، نا حماد بن زيد، عن عباس
الجريري، عن أبي عثمان النهدي قال: تضيفت أبا هريرة سبعا وكان
هو وامرأته وخادمه يعتقبون الليل أثلاثا يقوم هذا وينام هذا
ويقوم هذا وينام هذا وسمعت أبا هريرة يقول: قسم رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - تمر فأصابني سبع تمرات فكان فيه حشفة ما كان شئ
أحب إلي منها شدت في مضاغي، قال سليمان: أي كان لها قوة،
103

قال: فقلت: يا أبا هريرة! فكيف تصوم الشهر، فقال أصوم من أول
الشهر ثلاثا فإن حدث بي حدث كان لي أجر شهري.
14 - أخبرنا المعتمر بن سليمان التيمي قال: سمعت أبي يحدث
عن بكر بن عبد الله المزني، عن أبي رافع قال: صليت خلف أبي
هريرة العتمة فقرأ: (إذا السماء انشقت) فسجد فيها، فقلت يا أبا
هريرة! ما هذه السجدة، فقال سجدت بها خلف أبي القاسم فلا أزال
أسجد بها حتى ألقاه.
104

15 - أخبرنا النضر بن شميل، نا شعبة، نا عطاء بن أبي ميمونة
قال: سمعت أبا رافع يقول: رأيت أبا هريرة سجد في (إذا السماء
انشقت) فقلت له: أتسجد فيها؟ فقال: رأيت خليلي يسجد فيها فلا
أزال أسجد فيها حتى ألقاه.
16 - أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة بهذا الإسناد مثله قال:
فقلت: النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: النبي - صلى الله عليه
وسلم -.
105

17 - أخبرنا روح، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي
رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا
جاء الرجل مع الرسول فهو إذنه ".
106

18 - أخبرنا عبدة بن سليمان، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة،
عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إذا أكل أحدكم أو شرب ناسيا في صومه فليمض صومه فإنما
أطعمه الله وسقاه ".
107

19 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة ومطر، عن
الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فعليه الغسل زاد
مطر فيه وإن لم ينزل ".
109

20 - أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن قتادة، عن الحسن وأبي
رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا
قعد بين شعبها الأربع ثم اجتهد فعليه الغسل ".
21 - أخبرنا سليمان بن حرب، نا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا أطاع العبد ربه وأطاع سيده كان له أجران "، قال:
فأعتق أبو رافع فبكى فقيل له / ما يبكيك؟ فقال: كان لي أجران فذهب
أحدهما.
110

22 - أخبرنا محمد بن بكر، نا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة
قال: حدثني خلاس، عن أبي رافع، عن أبي هريرة في رجلين تدارا في
بيع وليس لواحد منهما بينة قال: أمرهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أن يستهما على اليمين أحبا ذلك أم كرها.
111

23 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن همام بن منبه، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أكره الرجلان
على اليمين فاستحباها أسهم بينهما ".
112

24 - أخبرنا سليمان بن حرب، نا حماد بن سلمة، عن ثابت،
عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " كان زكريا نجارا ".
25 - أخبرنا النضر بن شميل، نا شعبة، نا عطاء بن أبي ميمونة
قال: سمعت أبا رافع يحدث عن أبي هريرة قال: كان اسم زينب برة
فقالوا: تزكي نفسها فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب.
113

26 - أخبرنا عبد الصمد، نا شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة قال:
سمعت أبا رافع يحدث عن أبي هريرة قال: كان اسم زينب أو ميمونة برة
فسماها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب أو ميمونة.
27 - أخبرنا النضر بن شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلا كان يزور
أخا له في قرية أخرى، وكان على مدرجته ملك فقال له: أين تريد؟
فقال: أزور أخا لي في قرية أخرى، فقال له: فهل له عليك من نعمة
تربها؟ فقال: لا، ولكني أحببته لله فقال: فإني رسول الله، إليك بأني قد
أحببتك بما أحببته في.
114

28 - أخبرنا النضر بن / شميل، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
" يقول الله - عز وجل -: يا بن آدم! استطعمتك فلم تطعمني،
قال: فيقول: يا رب! وكيف استطعمتني له ولم أطعمك، وأنت رب
العالمين!! فقال: أما علمت أن عبدي فلان استطعمك فلم تطعمه. أما
علمت إنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي.
يا بن آدم! استسقيتك فلم تسقني، فقال: يا رب! وكيف أسقيك
وأنت رب العالمين، فقال: أما علمت أن عبدي فلانا استسقاك (فلم
تسقه) أما علمت أنك لو كنت سقيته لوجدت ذلك عندي.
يا بن آدم! مرضت فلم تعدني، فقال: يا رب! وكيف أعودك
وأنت رب العالمين، فقال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلو كنت
عدته لوجدت ذلك عندي أو وجدتني عنده ".
115

29 - أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - مثله، وقال: لو عدته، لوجدتني عنده.
30 - أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" العينان تزنيان، والرجلان تزنيان،، ويصدق ذلك الفرج (أو
يكذبه).
116

31 - أخبرنا المؤمل، عن حما بن سلمة بهذا الإسناد مثله،
قال: بدل الرجلين اليدين.
32 - أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " كانت شجرة يؤذي الناس على الطريق، فقطعها / رجل
فنحاها فغفر له بها وأدخل الجنة ".
117

33 - أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" لا يزال أحدكم في صلاة ما دام في مصلاه ينتظر الصلاة، تقول
الملائكة: اللهم اغفر له، ارحمه ما لم ينصرف أو يحدث حدث سوء،
فقيل: وما الحدث السوء فقال: أن يضرط، أو يفسو ".
34 - أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن
زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء.
118

35 - أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن جارية كانت
تقم المسجد أو رجل فقده النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأل عنه قالوا:
قد مات، قال: ألا آذنتموني به قالوا: إنه قال: " فدلوني على قبره فأتى قبره
فصلى عليه ".
36 - أخبرنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال حماد: أحسبه
قال: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من دخل الجنة ينعم لا
يبأس، لا تبلى ثيابه، ولا شبابه، وفي الجنة ما لا عين رأت ولا أذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر ".
119

37 - أخبرنا وكيع، ثنا شعبة، عن القاسم بن مهران، عن أبي
رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا كان أحدكم في الصلاة فلا يبزق بين يديه ولا عن يمينه
ولكن تحت قدمه اليسرى فإن لم يستطع قال بينهما كذا وبزق في ثوبه
فذلك ".
38 - أخبرنا المخزومي، حدثنا هشيم، ثنا القاسم بن مهران
القيسي قال: سمعت أبا رافع، حدثني عن أبي هريرة - رضي الله عنه - /،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذ كان أحدكم في الصلاة
فلا يبزق إلى القبلة ولا يبصق عن يمينه وليبزق تحت قدمه اليسرى فإن لم
يستطع فليبزق في ناحية ثوبه وليتفل هكذا وعزل ثوبه.
120

39 - أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي، حدثني أبي،
عن قتادة، عن خلاس (عن) أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا ولغ الكلب في
إناء أحدكم فاغسلوه سبع مرات إحداهن بالتراب ".
121

40 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن
الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لو أن أحدكم يعلم إذا شهد الصلاة معي
خير له من أن يدعى إلى شاة سمينة أو سمين يفعل فما له في ذلك أكثر ".
41 - أخبرنا معاذ بن هشام صاحب الدستوائي، حدثني أبي، عن
قتادة، عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " أربعة يحتجون يوم القيامة رجل أصم،
ورجل هرم ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة، فأما الأصم فيقول:
رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا، وأما الأحمق فيقول: رب لقد جاء
الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب لقد جاء
الإسلام وما أعقل، وأما الذي مات في الفترة، فيقول: رب ما أتاني لك
رسول. فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه، فيرسل إليهم رسولا أن ادخلوا النار،
قال: " فوالذي نفسي بيده لو دخلوها كانت عليهم بردا وسلاما ".
122

42 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن الحسن،
عن أبي رافع، عن أبي هريرة بمثل هذا الحديث إلا أنه قال: فمن دخلها
كانت عليه بردا وسلاما ومن لم يدخلها يسحب إليها.
123

43 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن
عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " الأنبياء إخوة لعلات وأمهاتهم شتى، وأنا
أولى الناس بعيسى بن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي وإنه نازل فاعرفوه
فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل،
وأنه يدق الصليب ويقتل الخنزير ويفيض المال ويضع الجزية، وإن الله
يهلك في زمانه الملل كلها غير الإسلام ويهلك الله المسيح الأعور الكذاب
ويلقى الله الأمة حتى يرعى الأسود مع الإبل والنمر مع البقر والذئاب مع
الغنم ويلعب الصبيان بالحيات لا يضر بعضهم بعضا ".
44 - أخبرنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن رجل، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه
ونقص منه شيئا.
124

45 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن
عبد الرحمن مولى أم برثن، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " كتب الله الجمعة على من قبلنا فهدانا الله، فاختلفوا فيه،
فالناس لنا فيه تبع اليهود والنصارى ".
125

46 - أخبرنا أبو عامر العقدي، ثنا إسماعيل بن مسلم، عن
أبي المتوكل الناجي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أعطاني
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا من تمر فجعلته في مكتل لنا فعلقناه
في سقف البيت فلم نزل نأكل منه حتى كان بآخره أغار عليه أهل الشام
زمن الحرة.
47 - أخبرنا عثمان بن عمر، حدثنا إسماعيل بن مسلم بهذا
الإسناد مثله ولم يذكر بآخره.
126

ما يروى عن محمد بن زياد القرشي، عن أبي هريرة،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
48 - أخبرنا وكيع، نا شعبة، عن محمد بن زياد القرشي قال: رأى
أبو هريرة قوما يتوضؤون من المطهرة فقال: أسبغوا الوضوء فإني سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ويل للعراقيب من النار ".
128

49 - أخبرنا النضر، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن زياد، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى قوما يتوضأون من المطهرة فذكر مثله
سواء. 50 - أخبرنا وكيع، نا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - أن الحسن بن علي أخذ تمرة من تمر الصدقة فأدخلها في
فيه فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كخ كخ " فألقاها فقال:
" أما شعرت أن الصدقة لا تحل لنا ".
129

51 - أخبرنا النضر، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول أخذ الحسن بن علي فذكر مثله.
52 - أخبرنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن
زياد، عن أبي هريرة قال: أتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتمر من
تمر الصدقة فأمر فيه بأمر وحمل الحسن أو الحسين على عاتقه فإذا لعابه
يسيل فنظر فإذا في فيه تمرة من الصدقة فحركه فألقاها فقال: أما علمت
أن الصدقة لا تحل لنا " /.
53 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " الولد لصاحب الفراش ".
130

54 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " صوموا لرؤية
الهلال وأفطروا لرؤية الهلال أو قال: صوموا حين تروه وأفطروا إذا رأيتموه
فإن عمي عليكم فعدوا ثلاثين ".
55 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله، وقال: " فإن غم
عليكم ".
131

56 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " والذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما يذاد الغربية من
الإبل عن الحوض ".
57 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله. قال
شعبة: كما يذاد الغربية أحسبه عن الحوض.
132

58 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا - هريرة رضي الله عنه - يقول قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يقول الله: " يا بن آدم كل العمل كفارة إلا الصوم هو لي وأنا
أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ".
59 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد قال: سمعت أبا
هريرة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله سواء.
133

60 - أخبرنا النضر، نا الربيع بن مسلم، حدثني محمد بن
زياد، عن أبي هريرة قال: خطب / رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
الناس فقال: " يا أيها الناس إن الله فرض عليكم الحج " فقام رجل فقال:
أفي كل عام حتى قال ذلك ثلاث مرات ورسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يعرض عنه ثم قال: لو قلت: نعم لوجبت ولو وجبت لما قمتم به
ثم قال: " ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم
على أنبياءهم فما أمرتكم من شئ فأتوا منه ما استطعتم وما نهيتكم عن
شئ فاجتنبوه ".
134

61 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن قتادة في قوله: (وظل
ممدود) قال: زعم أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما تقطعها ".
62 - قال: معمر وأخبرني محمد بن زياد أنه سمع أبا هريرة يقوله
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شئتم
(وظل ممدود).
135

63 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد أنه سمع أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من اشترى مصراة
فإن ردها فليرد معها صاعا من تمر " ثم قال أبو هريرة: لا سمراء يقول:
" ليس بر ".
136

64 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " العجماء جرحها
جبار والبئر جبار والمعدن جبار وفي الركاز الخمس ".
137

65 - أخبرنا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة، عن محمد بن زياد
قال: سمعت أبا هريرة يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا
أتي بطعام من غير أهله سأل عنه فإن قيل هدية أكل وإن / قيل: صدقة
قال: " كلوا ولم يأكل ".
66 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال
(أ): " ما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه والإمام ساجدا قبل الإمام أن
يجعل الله رأسه رأس حمار أو صورته صورة حمار ".
138

67 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فذكر مثله سواء إلا
أنه قال: " يحول الله رأسه ".
68 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لكل نبي دعوة في
أمته مستجاب له وأنا أريد أن أدخر دعوتي إن شاء الله شفاعة لأمتي يوم
القيامة ".
69 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله سواء.
139

70 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد قال:
كان مروان يستعمل أبا هريرة على المدينة: قال فكان أبو هريرة إذا رأى
رجلا يجر إزاره أن يضرب برجله الأرض (ثم) يقول: قد جاء الأمر ثم يقول: قال أبو القاسم: " لا ينظر الله إلى الرجل جر إزاره بطرا ".
71 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد قال: كان مروان
يستعمل أبا هريرة على المدينة فذكر مثله سواء.
141

72 - أخبرنا شبابة، نا شعبة، نا محمد بن زياد، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا ينظر الله
إلى من جر إزاره بطرا ".
73 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة /، عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " أحفهما جميعا أو انعلهما جميعا فإذا لبست فابدأ باليمنى وإذا
خلعت فابدأ باليسرى ".
142

74 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره مثله سواء.
75 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا
انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا خلع فليبدأ باليسرى انعلهما جميعا أو
احفهما جميعا ".
76 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يدخل
من أمتي الجنة سبعون ألفا بغير حساب " قال: فقال عكاشة بن محصن:
ادعوا الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم
اجعله منهم "، فقال آخر: ادعوا الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " سبقك بها عكاشة ".
143

77 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله سواء.
78 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد بن زياد، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ليس المسكين بالطواف من ترده الأكلة والأكلتان واللقمة واللقمتان أو
التمرة أو التمرتان ولكن المسكين الذي لا يجد غنا يغنيه ولا يسأل الناس
إلحافا أو يستحي أن يسأل الناس إلحافا ".
144

79 - / أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد بن زياد قال: سمعت
أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليس
المسكين.. " فذكر مثله سواء، قال: شك شعبة في قوله: " أو التمرة
والتمرتان ".
80 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا
هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" بينما رجل يمشي في حلة مرجل جمته يعجبه نفسه إذ خسفت به الأرض
فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ".
145

81 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن محمد، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء.
82 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن محمد بن زياد مولى بني
جمح أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" بينما رجل يمشي فذكر مثله ".
146

83 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دخلت امرأة النار
في هرة ربطتها فلم تطعمها ولم تسقها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض
حتى ماتت ".
84 - أخبرنا محمد بن جعفر بهذا الإسناد قال: دخلت امرأة النار
في هرة ربطتها فلم يدعها تأكل من خشاش الأرض.
147

85 - أخبرنا النضر، نا شعبة نا محمد قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو أن الأنصار سلكوا
واديا أو شعبا وسلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار ولولا
الهجرة لكنت امرءا من الأنصار "، ثم يقول أبو هريرة - رضي الله عنه -:
بأبي وأمي ما ظلم لقد آووه ونصروه.
86 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة عن / محمد، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء.
87 - أخبرنا شبابة بهذا الإسناد نحوه.
88 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن عفريتا من
148

الجن جعل يفتك بي البارحة ليقطع على صلاتي فأمكنني الله منه فذعته
وأردت أن آخذه فأربطه إلى سارية من سواري المسجد حتى تصبحوا
فتنظروا إليه كلكم، قال: فذكرت قول أخي سليمان (رب اغفر لي وهب
لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي) قال: فرده الله خاسئا ".
89 - أخبرنا محمد بن جعفر وروح بن عبادة قالا: نا شعبة، عن
محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
مثله وقال: بدل يفتك كلمة نحوها.
149

90 - أخبرنا النضر بن شميل، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت
أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن في
الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه الله
إياه ".
150

91 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ذروني ما تركتكم
فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فما أمرتكم
من شئ فأتوا منه ما استطعتم فإذا نهيتكم عن شئ فدعوه ".
92 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا محمد قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا جاء أحدكم خادمه
بطعامه قد كفاه علاجه وحره أو علاجه ودخانه فإن لم يجلسه معه فيناوله
أكلة أو أكلتين / أو لقمة أو لقمتين ".
151

93 - أخبرنا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة قال: زعم محمد بن
زياد أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " ما يسرني أن لي أحدا ذهبا تأتي علي ثالثة وعندي منه دينار
ليس شئ أرصده لدين ".
152

ما يروى عن عبد الله بن شقيق العقيلي ومعاوية بن
قرة وبشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
94 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن
شقيق، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " خيركم قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم قال: فلا
أدري أذكر ثالثا أم لا قال: ثم يجيء قوم يسمون السمانة يشهدون ولا
يستشهدون ".
154

95 - أخبرنا أبو عامر العقدي، نا شعبة، عن بديل بن قيسرة،
عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " يتعوذ من عذاب جهنم وعذاب القبر والمسيح الدجال ".
156

96 - أخبرنا النضر، نا بشر بن عمير بن كثير الأسيدي، عن
عبد الله بن شقيق قال: أحسبه عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - عن الحرير أشد النهي فقال رجل لعبد الله بن
شقيق: إن هذا عليك حرير قال: فقال سبحان الله ليس هذا حرير فقال:
إن سداه حرير قال: فقال عبد الله بن شقيق: ما شعرت.
97 - أخبرنا وكيع، نا خليل بن مرة، عن معاوية بن قرة، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من لم يوتر فليس منا ".
157

98 - أخبرنا المعتمر / بن سليمان، حدثني أبي، عن بركة، عن
بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يرفع يديه في الدعاء حتى يرى إبطاه، قال أبي:
أرى ذلك في الاستسقاء.
158

99 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: نا همام بن يحيى،
عن قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أمطر على
أيوب - (عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام) - فراش من ذهب فجعل يأخذه
فأوحى الله إليه ألم أوسع عليك؟ (قال) بلى يا رب ولكن لا غنى لي عن
فضلك ".
100 - أخبرنا وكيع، نا همام بن يحيى، عن قتادة، عن النضر بن
أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من كانت له امرأتان فمال مع
إحداهما على الأخرى جاء يوم القيامة وأحد شقيه ساقط ".
159

101 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا سعيد بن أبي عروبة، عن
قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أعتق شقصا في
مملوك فعليه خلاصه في ماله إن كان له مال فإن لم يكن له مال قوم العبد
قيمة عدل ثم يستسعى في نصيب الذي لم يعتق غير مشقوق عليه ".
102 - أخبرنا عبدة بن سليمان، عن بن أبي عروبة بهذا الإسناد
مثله وقال: يستسعى في نصيب صاحبه الذي لم يعتقه.
160

103 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن قتادة، عن بشير بن
نهيك، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أعتق
عليه في ماله فإن لم يكن له مال يسعى العبد ".
104 - أخبرنا النضر، نا / شعبة، عن قتادة، عن النضر بن
أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في الرجل يجد ماله عند مفلس بعينه فهو أحق به من غيره
والعمرى جائزة والعبد إذا كان بين اثنين فأعتق أحدهما نصيبه ضمن
لصاحبه.
162

105 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن بشير بن
نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " من أعتق شقصا في مملوك
فعتقه عليه في ماله إن كان له مال ليس لله شريك.
106 - أخبرنا عبدة بن سليمان، نا سعيد بن أبي عروبة، عن
قتادة، عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أفلس بمال قوم
فرأى رجل ماله بعينه فهو أحق به من غيره ".
163

107 - أخبرنا عبدة بن سليمان، نا سعيد بأبي عروبة، عن قتادة،
عن النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " العمرى ميراث لأهلها أو
جائزة لأهلها ".
108 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة قال: سألني
سليمان بن هشام، عن العمر فقلت: حدث محمد بن سيرين، عن
شريح قال: قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العمرى أنها
جائزة.
109 - وحدث النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " العمرى
جائزة ".
قال قتادة: وكان الحسن يقول: العمرى جائزة.
قال قتادة: قال الزهري إنما العمرى أن يقول: هي له ولعقبه من
بعده فللذي يجعل / شرطه.
164

110 - قال: فسأل عطاء بن أبي رباح فقال: حدثني جابر بن
عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " العمرى جائزة ".
فقال الزهري: كان الخلفاء يقضون به، قال عطاء: قضى به
عبد الملك بن مروان وغيره.
111 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن قتادة قال: سمعت عطاء
يحدث عن جابر بن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" العمرى جائزة ".
112 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن
النضر بن أنس، عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من اطلع في دار قوم بغير إذنهم
ففقؤوا عينه فلا دية ابن قصاص ".
165

113 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن قتادة، عن النضر بن أنس،
عن بشير بن نهيك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - عن خاتم الذهب.
166

114 - أخبرنا عبد الصمد، نا حماد بن سلمة، عن قتادة، عن
النضر بن أنس، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلين ادعيا دابة
فأقام كل واحد منهما شاهدين فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بينهما نصفين.
167

ما يروى عن خلاس بن عمرو وعمار بن أبي عمار
وأبي المهزم ومشايخ البصرة، عن أبي هريرة، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -
115 - أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عوف الأعرابي
يحدث، عن خلاس بن عمرو الهجري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولم يخبث الطعام ولولا حواء / لم
يخن أنثى زوجها ".
168

116 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا عوف، عن خلاس بن
عمرو، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: " الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا
فقهوا ".
169

117 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا عوف عن خلاس ومحمد بن
سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: " من أكل ناسيا أو شرب ناسيا فليتم صومه، فإنما أطعمه الله
وسقاه ".
170

118 - أخبرنا روح بن عبادة، نا عوف عن خلاس، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: كان
موسى - عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - حييا ستيرا لا يرى من جلده
شئ استحياء منه، فآذاه بعض بني إسرائيل فقالوا: ما يستتر هذا التستر
إلا من شئ بجلده إما برص وإما إدرة أو آفة، فدخل يغتسل ووضع ثيابه
على الحجر فعدا الحجر بثيابه فخرج يشتد في أثره فرآه بنو إسرائيل أحسن
الرجال خلقا وابرأه مما يقولون فذلك قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا
تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله) الآية.
171

119 - أخبرنا النضر بن شميل، نا حماد بن سلمة، عن عمار بن
أبي عمار مولى بني هاشم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لقي موسى آدم - عليهما السلام - فقال:
أنت آدم الذي خلقك الله بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته
فأخرجت ولدك من الجنة قال له: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله
برسالاته وكلمك فأنا أقدم أم الذكر؟ فقال: لا بل الذكر فحج آدم
موسى ".
172

120 - أخبرنا سليمان بن حرب / نا حماد بن سلمة، عن عمار بن
أبي عمار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا أطاع العبد ربه وسيده له أجران ".
173

121 - أخبرنا روح بن عبادة، نا حماد وهو بن سلمة، عن عمار بن
أبي عمار، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" يلقى في النار أهلها (وتقول هل من مزيد) حتى يأتيها تبارك وتعالى
فيضع فيها قدمه فتبرد أو تقول قط قط ".
122 - قلت لأبي أسامة: أحدثكم شعبة، عن قتادة، عن
عباس الجشمي، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر
له (تبارك الذي بيده الملك) فأقر به أبو أسامة وقال: نعم ".
174

123 - أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن قتادة قال: سمعت
هلال بن يزيد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " في الحبة السوداء شفاء من كل شئ إلا
السام والسام الموت ".
175

124 - أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن الجريري، عن أبي
نضرة، عن الطفاوي، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تباشر المرأة المرأة، ابن الرجل الرجل،
ولا الولد الولد ".
176

125 - أخبرنا سليمان بن حرب، نا حماد بن سلمة، عن ثمامة بن
عبد الله، بن أنس، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء
وفي الآخر دواء ".
177

126 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا جعفر بن ميمون قال:
سمعت أبا عثمان النهدي يقول: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - /
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اخرج فناد في الناس أن
لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب، فما زاد ".
127 - أخبرنا روح بن عبادة، ثنا عباد بن منصور قال: سمعت
أبا المهزم يقول: صحبت أبا هريرة عشر سنين سمعته يقول: سمعت
179

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من اتبع جنازة فحملها ثلاث
مرات فقد قضى ما عليه من حقها ". 128 - أخبرنا بشر بن المفضل، نا علي بن زيد، حدثني
أوس بن أوس، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " يحشر الناس على ثلاثة أثلاث: ثلث على الدواب وثلث ينسلون
على أقدامهم سلا وثلث على وجوههم ".
180

129 - أخبرنا روح بن عبادة، نا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد،
عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " يحشر الناس على ثلاثة أصناف: ثلث ركبانا
وثلث على أقدامهم مشيا وثلث على وجوههم "، قيل: يا رسول الله!
وكيف يمشون على وجوههم؟ فقال: " إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادر
على أن يمشيهم على وجوههم أما إنهم يتقون بوجوههم كل حدب
وشوك ".
130 - أخبرنا روح بن عبادة، نا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد،
عن أوس بن خالد، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " مثل الذي يسمع الحكمة ثم لا يحمل إلا شر ما يسمع
كمثل رجل أتى راعيا فقال: يا راعي أجزر لي شاة من غنمك قال: اذهب
فخذ خير شاة فذهب فأخذ بأذن كلب الغنم ".
181

131 - أخبرنا أزهر بن القاسم المكي، نا المثنى بن سعيد
الضبعي، عن قتادة عن / أبي أيوب، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا قاتل أحدكم
فليجتنب الوجه ".
182

132 - أخبرنا أبو عامر العقدي، نا همام بن يحيى، عن قتادة، عن
عبد الملك، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " من عرض عليه شئ من غير مسألة فليقبله فإنما هو
رزق ساقه الله إليه ".
183

133 - أخبرنا أبو عامر العقدي، نا همام بن يحيى عن قتادة، عن
هلال بن أبي ميمونة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قلت: يا
رسول الله! إني إذا رأيتك طابت نفسي وقرت عيني فأنبئني عن كل شئ؟
فقال: " كل شئ خلق من الماء "، فقلت له: أخبرني بشئ إذا عملت به
دخلت الجنة، فقال: " افش السلام واطعم الطعام وصل الأرحام وقم
بالليل والناس نيام وادخل الجنة بسلام ".
184

134 - أخبرنا معاوية بن هشام القصار، نا عمار بن رزيق،
عن عبد الله بن عيسى، عن عكرمة، عن يحيى بن يعمر، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من خبب خادما على
أهله فليس منا ومن أفسد امرأة على زوجها فليس منا ".
185

135 - أخبرنا النضر بن شميل، نا ابن عون، عن مسلم بن
بديل، عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فذكر دوسا فقال: ائتهم فذكر رجالهم ونسائهم فرفع النبي صلى الله عليه وسلم
يديه فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون هلكت دوس ورب الكعبة
فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه فقال: " اللهم اهد دوسا ".
186

136 - أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت خالدا الحذاء
يحدث / عن رجل من آل سيرين، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا اختلف الناس في الطريق
فاجعلوه على سبع أذرع ".
137 - أخبرنا المغيرة بن سلمة المخزومي، نا وهيب، عن خالد
الحذاء، عن يوسف بن عبد الله بن الحارث، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا اختلف الناس في الطريق
فاجعلوه على سبع أذرع ".
187

138 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث، نا القاسم بن
الفضل، حدثني أبي، عن معاوية المهدي قال: قال لي أبو هريرة: يا
مهدي! نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الحجام وعن
ثمن الكلب وعن كسب الزمارة وعن عسب الفحل.
188

139 - أخبرنا النضر، أنا ابن عون، عن عبد الرحمن بن
عبيد، عن أبي هريرة قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في
جنازة كنت إذا مشيت سبقني فأهرول فإذا هرولت سبقته، فقال رجل إلى
جنبي إن الأرض تطوى له.
140 - أخبرنا عبد الأعلى، نا يونس وهو بن عبيد، عن
الصلت بن غالب الهجيمي، عن مسلم أنه سأل أبا هريرة عن
الشرب قائما وشرب الناس قياما.
189

141 - أخبرنا النضر بن شميل، نا شعبة، نا داود بن فراهيج قال:
سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما زال
جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أو حسبت أن سيورثه ".
190

142 - أخبرنا النضر بن شميل، نا شعبة، نا داود بن فراهيج قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: ما كان لنا طعام على عهد
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا الأسودان التمر والماء.
143 - أخبرنا وهب بن / جرير، نا شعبة، عن داود بن فراهيج أنه
سمع أبا هريرة يقول مثله سواء.
144 - أخبرنا المخزومي، نا وهيب، نا أبو مسعود وهو سعيد بن
إياس الجريري، عن خالد القيسي قال: قلت يا أبا هريرة! هل سمعت
من خليلك شيئا تطيب به أنفسنا؟ فقال: نعم سمعته يقول: " صغاركم
دعاميص الجنة ". قال المخزومي: الصغار الأطفال والدعاميص شئ يكون
في أسفل الحب.
191

145 - أخبرنا وهب بن جرير، حدثني أبي قال: سمعت
غيلان بن جرير يحدث عن أبي قيس بن رباح، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية
عمية يغضب للعصبية ويدعو للعصبية فمات مات ميتة جاهلية، ومن خرج
على أمتي يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى عن مؤمنها ولا يفي لأهل
عهدها، فليسوا مني ولست منهم ".
192

146 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن أيوب، عن غيلان بن
جرير، عن زياد بن رباح، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة
جاهلية، ومن خرج على أمتي بسيفه يضرب برها وفاجرها لا يتحاشى مؤمنا
لإيمانه ولا يفي لذي عهد بعهده فليس من أمتي، ومن قتل تحت راية عمية
يغضب للعصبية ويقاتل للعصبية ويدعوا للعصبية فمات مات ميتة جاهلية.
193

147 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الأشعث بن عبد الله،
عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة /، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة سبعين سنة حتى إذا كان
في آخر عمره أوصى فخاف في وصيته فيختم له بعمل أهل الشر فيدخل
النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة حتى إذا كان في آخر
عمره أوصى فيعدل في وصيته فيختم الله له بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة،
ثم قرأ أبو هريرة - رضي الله عنه - (ومن يطع الله ورسوله) إلى قوله:
(وله عذاب مهين).
194

148 - أخبرنا الثقفي، نا خالد الحذاء، عن شهر بن حوشب، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" الكمأة بقية من المن ماءها شفاء للعين "، قال خالد: وأنبئت عن شهر بن
حوشب أنه قال فيه: والعجوة من الجنة وفيه شفاء من السم.
195

149 - أخبرنا وكيع، نا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن
حوشب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أوصاني خليلي بثلاثة،
الوتر قبل النوم وركعتي الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
196

150 - أخبرنا معاوية، نا داود بن أبي هند، عن رجل من بني
قيس، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يأتي
على الناس زمان يخير الرجل بين العجز والفجور "، قال أبو هريرة: فإن
أدركت ذلك فاختر العجز على الفجور.
151 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن قتادة، عن رجل، عن
أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " المؤذنون أطول
الناس أعناقا يوم القيامة ".
197

152 - قال معمر: ونا منصور، عن عباد بن أنيس، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يغفر للمؤذن / مد
صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس، وللشاهد عليه خمس عشرون
حسنة ".
198

153 - أخبرنا موسى القاري، نا المفضل، عن الأوزاعي قال:
سمعت أبا كثير يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -:
" لا يستام الرجل على سوم أخيه حتى يشتري أو يترك ولا يخطب
الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يرد، ولا تسأل المرأة طلاق أختها
لتفرغ صحفتها فإن المسلمة أخت المسلمة ".
199

ما يروى عن رجال أهل الكوفة، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
154 - أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت داود بن أبي
هند يحدث عن الشعبي، عن أبي هريرة قال: نهى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - " أن تنكح المرأة على عمتها والعمة على ابنة أخيها ".
200

155 - أخبرنا عبد الأعلى، نا داود بن أبي هند، عن الشعبي،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - " أن تنكح المرأة على عمتها والعمة على ابنة أخيها ولا تنكح المرأة
على خالتها ولا الخالة على ابنة أخيها، ولا تنكح الصغرى على الكبرى ولا
الكبرى على الصغرى ".
156 - أخبرنا الملائي، نا زهير، عن داود بن أبي هند، حدثني
عامر، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله سواء.
157 - أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي،
عن أبي هريرة قال: كنت في أصحاب الصفة فبعث إلينا رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - بتمر عجوة فجعلنا نأكل السنين من الجوع
وجعل أصحابنا إذا قرن أحدهم قال لصاحبه: إني قرنت فاقرنوا.
201

158 - أخبرنا جرير، عن مطرف، عن الشعبي، عن
شريج بن هانئ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن
أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه "، قال:
فأتيت عائشة فقلت لها: لئن كان ما يقول أبو هريرة، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - حقا لقد هلكنا، فقالت: إن الهالك لمن يهلك في
قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فقالت: وما ذاك؟ قلت: يقول:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أحب لقاء الله أحب الله
لقاءه ومن أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه " فقالت: وأنا قد سمعته هل
تدري متى يكون ذاك؟ ذاك إذا طمح البصر وحشرجت الصدور وانشجبت
لأصابع واقشعر الجلد فحينئذ من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن
أبغض لقاء الله أبغض الله لقاءه.
202

159 - أخبرنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: لا يبيع حاضر لباد ولا يسوم الرجل على سوم
أخيه ولا يخطب على خطبة أخيه، ولا تناجشوا، ولا تسأل المرأة طلاق
أختها (لتكتفئ) ما في صحفتها فإنما لها ما كتب الله لها، ولا تصروا
الإبل والغنم فمن (اشترى) مصراة فهو بآخر النظرين فمن ردها ردها
بصاع من تمر (والرهن)... مركوب ومحلوب.
203

160 - أخبرنا وكيع، نا زكريا بن أبي زائدة، عن الشعبي، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" الظهر يركب بنفقته ولبن الدر يشرب إذا كان مرهونا وعلى الذي يركب
ويشرب نفقته ".
204

ما يروى عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم -
161 - أخبرنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي
زرعة، عن أبي هريرة قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كبر
في الصلاة سكت هنيهة قبل أن يقرأ، فقلت: يا رسول الله! بأبي أنت
وأمي أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة ما هو؟ قال: أقول: " اللهم
باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من
الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي
بالماء والبرد والثلج ".
205

162 - أخبرنا عمرو بن محمد، نا سفيان، عن عمارة بن
القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال: سكت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - عند التكبير سكتة، قلت لسفيان: عند تكبير فاتحة الصلاة؟
فقال: نعم.
206

163 - أخبرنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة قال:
دخلت مع أبي هريرة دارا ابتني لسعيد بالمدينة أو لمروان بالمدينة فتوضأ أبو
هريرة فغسل يديه حتى بلغ إبطيه وغسل رجليه حتى بلغ ركبتيه، فقلت
لأبي هريرة ما هذا؟ فقال: إنه منتهى الطهور، قال: فرأى مصورا يصور
في الدار، فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يقول الله - عز وجل - ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا
ذرة، فليخلقوا حبة ".
207

164 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن إبراهيم بن
جرير، عن أبي زرعة / بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه - قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخلاء فأتيته بتور
فيه ماء فاستنجى به ثم مسح يديه بالأرض ثم غسلها ثم أتيته بتور آخر
فتوضأ به.
208

165 - أخبرنا جرير، نا أبو فروة الهمداني، عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير، عن أبي هريرة وأبي ذر قالا: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجلس بين ظهراني أصحابه فيجئ الغريب فلا يعرفه ولا
يدري أين هو حتى يسأل، فقلنا: يا رسول الله! لو جعلنا لك مجلسا
فتجلس فيه حتى يعرفك الغريب فبنينا له دكانا من طين فكنا نجلس
بجانبيه، فكنا جلوسا ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجيء في مجلسه
إذ أقبل رجل أحسن الناس وجها وأطيب الناس ريحا وأنقى الناس ثوبا
كأن ثيابه لم يصبها دنس حتى سلم من عند طرف السماط، فقال:
السلام عليكم يا محمد! قال: فرد على السلام ثم قال: ادنوا فما
زال يقول ادنوا ويقول محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! ما الإسلام؟
قال: " تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم
رمضان وتحج البيت "، قال: إذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: " نعم "، فقال: صدقت، قال: فأنكرنا منه قوله صدقت، فقال يا محمد! أخبرني
عن الإيمان بالله والملائكة والكتاب، وبالنبيين وبالقدر كله؟.
209

فقال يا محمد! أخبرني عن الإحسان؟ فقال: " أن تعبد الله كأنك
تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك "، قال صدقت.
قال يا محمد! فأخبرني عن / الساعة؟ قال: فنكس ولم يجبه ثم عاد
فلم يجبه ثم عاد فلم يجبه، ثم رفع رأسه فحلف به بالله أو قال: " والذي
بعث محمدا بالهدى ودين الحق ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن لها
علامات تعرف بها، إذا رأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان، وإذا
رأيت الحفاة والعراة ملوك الأرض، وإذا ولدت المرأة ربها، في خمس من
الغيب لا يعلمهن إلا الله " ثم قرأ: (إن الله عنده علم الساعة وينزل
الغيث، ويعلم ما في الأرحام) ثم تلا إلى (عليم خبير) ثم سطع
غبار من السماء فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي بعث
محمدا بالهدى ودين الحق ما أنا بأعلم به من رجل منكم وإنه لجبريل
جاءكم ليعلمكم في صورة دحية الكلبي ".
210

166 - أخبرنا جرير، عن أبي حيان التيمي، عن أبي زرعة بن
عمر بن جرير، عن أبي هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يوما بارزا للناس إذ أتاه رجل يمشي فقال: يا محمد! ما الإيمان؟
قال: " أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر "،
قال: يا رسول الله! فما الإسلام؟ قال: " لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة
المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان "، قال: يا محمد! فما
الإحسان؟ قال: " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تراه فإنه يراك "،
قال: يا محمد! فمتى الساعة؟ فقال: " ما لمسؤول عنها بأعلم من السائل
وسأحدثك عن أشراطها، إذا ولدت المرأة ربتها، ورأيت الحفاة رؤوس
الناس، في خمس لا يعلمهن إلا الله، (إن الله عنده علم الساعة / وينزل
211

الغيث الآية "، ثم انصرف الرجل. قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " ردوه التمسوه فلم يجدوه، فقال: ذاك جبريل جاء ليعلم الناس
دينهم ".
167 - أخبرنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما لأصحابه:
" سلوني "، فهابوه أن يسألوه فجاء رجل حتى وضع يديه على ركبتيه فقال:
يا محمد! أخبرني عن الإيمان؟ فذكر مثله وزاد: " ويؤمن بالبعث وبالقدر
كله "، ويقول في كل مسألة صدقت، وقال: " إذا رأيت الحفاة العراة
الصم البكم ملوك الأرض، ورأيت رعاء البهم يتطاولون في البنيان "،
وقال فيه: " أن تخشى الله كأنك تراه "، وقال: في الحديث هذا جبريل "،
قال أبو زرعة: أراد أن تعلموا أن تسألوه.
168 - أخبرنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إياكم والوصال، إياكم والوصال، إياكم والوصال "، قالوا: يا
رسول الله! فإنك تواصل قال: " فإنكم في ذلكم لستم مثلي إني أبيت
يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون ".
212

169 - أخبرنا جرير، حدثني الطلق بن معاوية، وأخبرنا
حفص بن غياث، حدثني جدي طلق بن معاوية، عن أبي زرعة، عن
أبي هريرة قال: جاءت امرأة بابن لها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
يشتكي فقالت: يا رسول الله! أخاف عليه وقد قدمت ثلاثة، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقد احتظرت بحظارة شديدة من
النار ".
213

170 - أخبرنا جرير، عن عمارة / بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن
أبي هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله! كيف أتصدق؟ قال: " وأنت
صحيح شحيح تأمل العيش وتخشى الفقر ولا تمهل حتى إذا بلغت نفسك
عند نحرك "، قلت: ما لي لفلان وفلان وهولهم.
214

171 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي
هريرة قال: لا أزال أحب بني تميم بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فيهم قال: " هم أشد أمتي على الدجال "، فكانت
عند عائشة - رضي الله عنها - سبية منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " أعتقها فإنها من ولد إسماعيل "، وجاءت صدقات بني تميم
فقال: " هذه صدقات قومنا ".
215

172 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة
قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من أحق
بحسن صحابتي؟ فقال: " أمك "، قال: ثم من؟ قال: " ثم أمك " قال:
ثم من؟ قال: " ثم أمك "، قال: ثم من؟ قال: " أبوك ".
216

173 - أخبرنا أبو داود الحفري، عن سفيان، عن عمارة،
عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
نحوه.
217

174 - قلت لأبي أسامة أحدثكم أبو حيان، عن أبي زرعة،
عن أبي هريرة قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لبلال عند
صلاة الفجر: يا بلال! حدثني بأرجى عمل عملته عندك منفعة في
الإسلام؟ فإني سمعت الليلة خشف نعليك بين يدي في الجنة، قال: ما
عمل عملته أرجى عندي إني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل أو نهار
إلا صليت لربي ما قدر لي أن أصلي.
فأقر به أبو أسامة وقال: نعم.
218

/ 175 - أخبرنا أبو أسامة قال: سمعت الأعمش يحدث عن
عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اللهم اجعل رزق آل محمد
- صلى الله عليه وسلم - كفافا ".
219

176 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة حتى تطلع
الشمس من مغربها فإذا كان ذلك آمن من عليها فذلك حين (لا ينفع
نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا) ".
220

177 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أول زمرة من أمتي يدخلون
الجنة على صورة القمر ليلة البدر، ثم الذين يلونهم على صورة أشد كوكب
دري في السماء إضاءة لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتفلون ولا يمتخطون
أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور
وأخلاقهم على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا ".
221

178 - أخبرنا وكيع، نا عيسى بن المسيب، عن أبي زرعة، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" الهر سبع ".
222

179 - أخبرنا وكيع والملائي قالا: نا سفيان، عن سلم بن
عبد الرحمن، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الشكال من الخيل.
223

180 - أخبرنا محمد بن جعفر، نا شعبة، عن عبد الله بن يزيد
النخعي قال: سمعت أبا زرعة يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " سموا باسمي ولا تكتنوا
بكنيتي "، قال: وكان رسول / الله - صلى الله عليه وسلم - يكره الإشكال
من الخيل.
قال شعبة: وعبد الله بن يزيد هذا ليس بالصهباني وكلاهما من
النخع.
181 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن سلم بن
عبد الرحمن النخعي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من تسمى باسمي فلا يكنى
بكنيتي، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسم باسمي ".
224

182 - أخبرنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " تضمن الله لمن خرج مجاهدا في سبيلي،
إيمانا بي وتصديقا برسولي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة، أو إن رجعته أن
أرجعه بما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفس محمد بيده ما من عبد يكلم
في سبيل الله كلما إلا جاء يوم القيامة لونه لون دم وريحه ريح مسك،
225

والذي نفسي بيده لولا أن أشق على المسلمين ما قعدت خلاف سرية تغزوا
في سبيل الله ولكن لا أجد سعة فأحملهم ولا يجدون سعة ويشق عليهم أن
يتخلفوا عني، والذي نفسي بيده لوددت أني أغزوا في سبيل الله فأقتل ثم
أغزوا فأقتل ثم أغزوا فأقتل ". 183 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " تجدون
الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وتجدون
خير الناس في هذا الشأن أشدهم له كراهية، وتجدون شر الناس ذا
الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه ".
226

184 - أخبرنا جرير، عن عمارة بن / القعقاع، عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: وضعت بين يدي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصعة من ثريد، فناول الذراع، وكان
أحب الشاة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنهش نهشة، فقال:
أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، فلما رأى أن أصحابه، لا يسألوه قال: ألا
تقولون كيفه؟ فقالوا: يا رسول الله! كيفه، قال: " يقوم الناس لرب
العالمين يسمعهم الداعي وينفذهم البصر وتدنوا الشمس من رؤوسهم
فيشتد عليهم حرقا ويشق عليهم دنوها منهم، قال: فينطلقون من الضجر
والجزع مما هم فيه فيأتون آدم فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر خلقك الله
بيده، وأمر الملائكة فسجدوا لك فاشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه
من الشر، فيقول آدم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله،
ولن يغضب بعده مثله، وإنه كان أمرني بأمر فعصيته وأطعت الشيطان
نهاني عن الشجرة فعصيته فأخاف أن يطرحني في النار، فانطلقوا إلى غيري
227

نفسي نفسي فينطلقون إلى نوح، فيقولون: يا نوح! أنت نبي الله وأول
رسل الله اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه من الشر، فيقول نوح:
إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله،
وإنه كانت لي دعوة فدعوت بها على قومي فأهلكوا وإني أخاف أن يطرحني
في النار انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي، قال:
فينطلقون فيأتون إبراهيم فيقول: يا إبراهيم! أنت خليل الله قد
سمع بخلتكما أهل السماوات / وأهل الأرض اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما
نحن فيه من الشر، فيقول إبراهيم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وذكر الكواكب قوله إنه (ربي..)
وقوله لآلهتهم (هذا كبيرهم) وقوله: (إني سقيم)، وإني أخاف أن
يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي، قال: فينطلقون حتى
يأتوا موسى فيقولون: يا موسى! أنت نبي الله اصطفاك الله برسالاته وكلمك
تكليما اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه من الشر فقال: موسى إن
ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني
قتلت نفسا لم أؤمر بها فأخاف أن يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري نفسي
نفسي، قال: فينطلقون حتى يأتوا عيسى فيقولون: يا عيسى! أنت نبي الله
وكلمته وروحه ألقاها إلى مريم وروح منه اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما
نحن فيه من الشر، فيقول عيسى: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، - قال عمارة: ابن أعلم ذكر ذنبا - قال:
إني أخاف أن يطرحني في النار، انطلقوا إلى غيري نفسي نفسي، قال:
228

فينطلقون فيأتون فيقولون: يا محمد! أنت رسول الله وخاتم النبيين قد
غفرا الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك قال: فأنطلق
فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي فيقيمني رب العالمين مقاما لم يقمه
أحد قبلي، فيقول: يا محمد! اشفع تشفع وسل / تعطه، فأقول: يا رب
أمتي أمتي فيقول الله له: ادخل من لا حساب عليه من أمتك الباب الأيمن
وهم شركاء الناس في الأبواب الأخر، والذي نفس محمد بيده ما بين
الباب إلى الباب كما بين مكة وهجر أو مكة وبصرى، قال: لا أدري أيهما قال.
185 - أخبرنا جرير، عن أبي حيان، عن أبي زرعة بن عمرو بن
جرير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال أتي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - بلحم وعنده نفر من أصحابه، فناولوه الذراع وكان أحب الشاة
229

إليه فنهش نهشة. فذكر مثل حديث عمارة وقال في الحديث في ذكر عيسى
ولم يذكر ذنبا، وقال: " ما بين المصراعين كما بين بصرى ومكة أو مكة
وهجر ".
186 - أخبرنا جرير، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتي عمر بامرأة تشم قال: أنشدكم الله
هل سمع أحد منكم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أبو هريرة:
فقمت فقلت: يا أمير المؤمنين! أنا سمعته قال: فما سمعته؟ فقلت:
سمعته يقول: " لا تشمن ولا تستوشمن ".
230

187 - أخبرنا جرير، نا أو حيان يحيى بن سعيد التيمي، عن أبي
زرعة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال قام فينا رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - خطيبا فذكر الغلول فعظم أمره، فقال: " أيها الناس لا
ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء "، فيقول: يا
رسول الله! أغثني فأقول: " لا أملك من الله شيئا قد بلغتك لا ألفين
أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء "، فيقول: يا
رسول الله! أغثني فأقول: " لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك لا ألفين
أحدكم يوم القيامة / على رقبته فرس له حمحمة "، فيقول: أغثني يا
رسول الله! فأقول: " لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح "، فيقول: يا رسول الله!
أغثني، فأقول: " لا أملك لك من الله شيئا، قد أبلغتك لا ألفين أحدكم
يجيء يوم القيامة على رقبته صامت "، فيقول: يا رسول الله! أغثني
فأقول: أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك ".
231

188 - أخبرنا يعلى بن عبيد، نا أبو حيان التيمي، عن أبي
زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فحمد الله وأثنى عليه فذكر
الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال: " يا أيها الناس لا ألفين أحدكم.. "
فذكر مثل حديث جرير إلى آخره سواء.
189 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا ألفين أحدكم
يجيء يوم القيامة على رقبته بعير لها رغاء " فذكر مثله إلى آخره ولم يذكر أوله.
232

190 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم
الساعة حتى تقاتلوا اليهود وحتى يقول الحجر: وراءه اليهودي يا مسلم!
هذا ورائي يهودي فاقتلوه ".
191 - أخبرنا جرير، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لكل نبي دعوة مستجابة
يدعو بها فيستجاب له فيؤتاها وإني خبأت / دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ".
233

192 - أخبرنا الملائني، نا يحيى بن أيوب قال: سمعت أبا
زرعة يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون)
قال: " هي لا إله إلا الله (ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار)
وهي الشرك ".
234

193 - أخبرنا يحيى بن يحيى، أنا هشيم، عن عبد الله بن شبرمة،
عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر.
235

ما يروى عن أبي حازم سلمان الأشجعي، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم -
194 - أخبرنا جرير، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من أتى هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه ".
237

195 - أخبرنا وكيع والملائي قالا: نا سفيان، عن منصور،
عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " من حج هذا البيت
فلم يرفث ولم يفسق خرج من الذنوب كيوم ولدته أمه "
196 - أخبرنا وكيع، نا شعبة، عن محمد بن جحادة، عن أبي
حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - عن كسب الإماء.
238

197 - أخبرنا زكريا بن عدي، نا عبيد الله وهو ابن عمرو
الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عدي بن ثابت، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي /
فرائض الله، كانت خطاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة ".
239

198 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد، نا يزيد وهو ابن
كيسان قال: سمعت أبا حازم يقول: سمعت أبا هريرة يقول: عرسنا مع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فلم يستيقظ حتى إذا ناجز
الشمس فاستيقظنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليأخذ كل
منكم برأس راحلته عن هذا الموضع الذي أصابكم فيه ما أصابكم "،
قال: فتنحينا عن ذلك المكان ثم دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بماء فتوضأ به ثم صلى هو وأصحابه سجدتين ثم أقام فصلى بنا رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - صلاة الغداة بعدما ارتفع النهار.
240

199 - حدثنا يحيى بن آدم، نا فضيل بن مرزوق، عن عدي بن
ثابت، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الله طيب ولا يقبل إلا الطيب، وإن الله
أمر المؤمنين فيما أمر به المرسلين قال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات)
إلى آخر الآية، وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما
رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء
ومطعمه ومشربه حرام وملبسه حرام وقد غذي في الحرام فأنى يستجاب
له ".
241

200 - أخبرنا أبو معاوية ووكيع قالا: نا الأعمش، عن أبي
حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " إذا دعا أحدكم امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبانا
لعنتها الملائكة حتى تصبح ".
242

201 - أخبرنا جرير، عن الأعمش عن أبي حازم، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاثة لا
يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم:
شيخ زان، وملك كذاب، وعائل مستكبر ".
243

202 - قال: أنا أبو محمد هبة الله بن سعيد بن هبة الله بقراءتي
عليه في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن
أحمد بن محمد بن محمد الصفار قراءة سنة ست وستين وأربعمائة قال: أنا
أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان النصروي قال: أنا أبو محمد عبد الله بن
محمد بن علي بن زياد السمذي قال: أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
شيرويه قال: حدثنا الإمام أبو يعقوب إسحاق بن راهويه الحنظلي، أنا
عيسى بن يونس، نا الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لو أهدى إلي ذراع
لقبلت، ولو دعيت إلى كراع لأجبت ".
244

203 - أخبرنا أبو معاوية، نا الأعمش بهذا الإسناد مثله.
204 - أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لو
أهدى إلي كراع لقبلت "، قال جرير: وأراه قال: " لو دعيت إلى ذراع
لأجبت ".
205 - أخبرنا يعلى بن عبيد، نا أبو منين قال يعلى: وهو يزيد بن
كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: رأي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبر أمه فبكى وأبكى من حوله ثم قال:
استأذنت ربي في زيارة قبر أمي فأذن لي واستأذنته في الاستغفار فلم يأذن لي
فزوروها (فإنها) تذكركم الآخرة ".
206 - أخبرنا محمد بن عبيد، نا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله
سواء.
245

207 - أخبرنا محمد بن عبيد، نا يزيد / بن كيسان، عن أبي حازم،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: مر رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - على قبر فوقف عليه فدعا بجريرتين فجعل إحداهما عند رأسه
والأخرى عند رجليه ثم قال: " لعل الله أن يخفف عنه بعض عذاب القبر
ما كانت فيه نداوة ".
208 - أخبرنا محمد بن عبيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي
حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال لعمه: " قل لا إله إلا الله أشهد لك بها يوم القيامة، فقال:
لولا أن يعير قريش بي لأقررت عينك بها فأنزل الله - عز وجل - (إنك لا
تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهم أعلم بالمهتدين) ".
246

209 - أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة عن عدي بن ثابت، عن
أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أسلم رجل وكان يأكل
أكلا كثيرا فلما أسلم جعل يأكل أكلا قليلا، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " إن الكافر يأكل في سبعة أمعاء، وإن المؤمن يأكل في معاء
واحد ".
247

210 - أخبرنا النضر بن شميل، نا شعبة، نا عدي وهو ابن ثابت
قال: سمعت أبا حازم يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الكافر يأكل في سبعة أمعاء
والمؤمن يأكل في معاء واحد ".
211 - أخبرنا الملائي، نا سفيان، عن أبي الجحاف، عن
أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني قال:
يعني الحسن والحسين ".
212 - أخبرنا قبيصة بهذا الإسناد مثله يعني الحسن والحسين
- رضي الله عنهما -.
248

213 - أخبرنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن يونس،
عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول / الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
" ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار يا رب إن
عبدك فلان استجارك مني فأجره، ولا يسأل الله الجنة سبع مرات إلا قالت
الجنة يا رب، إن عبدك فلان سألني فأدخله ".
249

214 - أخبرنا حسين بن علي الجعفي، نا زائدة، عن ميسرة
الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذي جاره، ومن كان
يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن قري ضيفه "، فقيل: يا رسول الله! وما
حق الضيف؟ قال: " ثلاث فما كان فوقهن أو بعدهن فهو صدقة، ومن
كان يؤمن بالله واليوم الآخر شهدا أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت، استوصوا
بالنساء فإنهن خلقن من ضلع، وإن اعوج شئ في الضلع أعلاه، فإن
أردت إقامته كسرته، وإن تركته لم يزل اعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا ".
215 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا عبد الأعلى، نا أبو حازم قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " ما من ليلة إلا والله تبارك وتعالى ينزل فيها في ثلث الليل
الآخر، فنادى مناديه هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له
ثلاث مرات ".
250

216 - أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي حازم، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: ما عاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما
قط، كان إذا اشتهاه أكله وإن كرهه تركه.
251

217 - أخبرنا أبو معاوية، نا الأعمش، عن أبي يحيى مولى
جعدة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - / مثله.
218 - أخبرنا يعلى بن عبيد، نا الفضيل وهو ابن غزوان، عن أبي
حازم، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ثلاث إذا خرجوا لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في
إيمانها خيرا: الدجال، والدابة وطلوع الشمس من مغربها ".
219 - أخبرنا يعلى بن عبيد، نا أبو منين وهو يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال:
" لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله، قال: فتطاول لها
الناس، فقال: أين علي؟ فقيل: إنه يشتكي عينيه فدعاه فبزق في كفه ثم
مسحه عليها ثم أمره أن يمضي، ففتح الله عليه يومئذ ".
253

220 - قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: وما أشبع رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - أهله ثلاثا من خبز البر.
254

221 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد، نا يزيد وهو ابن
كيسان اليشكري، نا أبو حازم قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه -
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا أيها الناس! احشدوا
يقول: اجتمعوا، قال: فخرج علينا فقال: إني أقرأ عليكم ثلث القرآن
قال: فقرأ (قل هو الله أحد) حتى ختمها لم يزد عليها، فقال بعضهم: إن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سأقرأ عليكم ثلث القرآن فلم يزد
عليها، ما هذا إلا بخبر من السماء فخرج علينا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - فقال: إني كنت قلت لكم سأقرأ عليكم ثلث القرآن، فإن (قل
هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن ".
255

222 - أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: سمعت أبي
يقول: نا محمد بن جحادة، عن الفرات / القزاز، عن أبي حازم، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء إذا مات نبي قام نبي مكانه وإنه
لا نبي بعدي "، قالوا: فما يكون يا رسول الله؟ قال: " خلفاء ويكثروا
فأدوا إليهم حقهم، وسلوا الله الذي لكم ".
256

223 - أخبرنا المصعب بن المقدام، نا إسرائيل، نا فرات القزاز،
عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - أنه قال: " لا نبي بعدي "، قالوا: فما يكون يا رسول الله؟!
قال: " يكون خلفاء بعضهم على أثر بعض فمن استقام منهم ففوا لهم
بيعتهم، ومن لم يستقم فأدوا إليهم حقهم وسلوا الله الذي لكم ".
224 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا سيار وهو أبو الحكم قال:
سمعت أبا حازم يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع مثل يوم
ولدته أمه ".
257

225 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن عدي بن ثابت قال:
سمعت أبا حازم يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
" من ترك مالا فلورثته ومن ترك كلا فإلينا ".
258

226 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن عدي بن ثابت قال: سمعت
أبا حازم يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه نهى عن التلقي
والنجش والتصرية وأن لا تسأل المرأة طلاق أختها وأن لا يستام
الرجل على سوم أخيه.
259

أخبرنا أبو داود الحفري، قال: زعم سعد بن طارق وهو
أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال:
ليس على هذه الأمة عذاب إنما عذابها بأيديهم، فقيل: وكيف
يكون / عذابها بأيديهم؟ فقال: أليس صفين كان عذابا، أليس النهروان
كان عذابا، أليس الجمل كان عذابا؟
قلت لأبي داود: من ذكره عن سعد؟ قال: يحيى بن أبي زائدة.
260

ما يروى عن أبي عبد الرحمن وقيس وأبي الشعثاء
المحاربي وموسى بن طلحة وغيرهم، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
228 - أخبرنا جرير، عن عبد الملك عمير، عن موسى بن
طلحة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك
الأقربين) دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريشا فجمعهم فعم
وخص، يا بني كعب بن لؤي! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني مرة بن
كعب! أنقذوا أنفسكم من النار، يا بني عبد شمس! أنقذوا أنفسكم من
النار، يا بني عبد مناف! أنقذوا أنفسكم من النار، يا فاطمة! أنقذي
نفسك من النار، وإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما
سأبلها ببلالها.
261

229 - أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن إبراهيم بن المهاجر، عن
أبي الشعثاء المحاربي قال: خرج رجل بعدما أذن بصلاة العصر من
المسجد، فقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: أما هذا فقد عصى أبا
القاسم.
262

230 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا إبراهيم وهو ابن المهاجر قال:
سمعت أبا الشعثاء يقول: كنت جالسا مع أبي هريرة - رضي الله عنه -
فخرج رجل من المسجد بعدما أذن فقال أبو هريرة - رضي الله عنه -: أما
هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم -.
263

231 - أخبرنا عمر بن عبيد الطنافسي، نا إبراهيم بن المهاجر، عن
رجل، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - مثله.
232 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن أشعث بن سليم،
عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه رأى رجلا خارجا من
المسجد بعدما يؤذن فيه، فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم - صلى الله
عليه وسلم - أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أذن المؤذن فلا
تخرجوا حتى تصلوا ".
233 - أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي
عبد الرحمن السلمي، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " من ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه ومن ذكر الله في ملأ
ذكره الله في ملأهم خير من الملأ الذي ذكره فيهم ومن تقرب إليه شبرا
تقرب إليه ذراعا، ومن تقرب إليه ذراعا تقرب منه باعا ومن أتاه يمشي أتاه
هرولة ومن أتاه هرولة أتاه سعيا ".
264

234 - أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن
السلمي، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت عشرا ومن
هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه فإن عملها كتبت سيئة ".
265

235 - أخبرنا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن
قيس بن أبي حازم قال: كنت جالسا عند أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال
رجل: إن هؤلاء أقربائي يسلمون عليك ويسألونك أن تحدثهم، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال صحبت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -) ثلث سنين ولم أكن سنوات أعقل مني فيهن ولا أجدر أن
أعي ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني فيهن سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " تقاتلون قوما قريب الساعة
نعالهم الشعر وتقاتلون قوما خلس / الوجوه صغار الأعين، كأن
266

وجوههم المجان المطرقة، والذي نفس محمد بيده لئن يحتطب أحدكم
على ظهره فيبيعه فيستغني به ويتصدق منه، ويأكل خير له من أن يأتي رجلا
فيسأله لعله أن يؤتيه أو يمنعه ذلك، فإن اليد العليا خير من اليد السفلى،
وابدأ بمن تعول ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ".
236 - أخبرنا يعلى بن عبيد، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن
قيس بن أبي حازم قال: لما قدم أبو هريرة مع معاوية أتيناه فدخلنا عليه،
فقالوا له: إن هؤلاء أتوك يسألونك أن تحدثهم عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فذكر مثله وقال: " حمر الوجوه صغار الأعين وقال: خلفة فم
الصائم ".
267

237 - أخبرنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل من بني
الحارث بن كعب يقال له أبو الأوبر قال: كنت عند أبي هريرة فأتاه
رجل فقال: أأنت نهيت الناس أن يصلوا في نعالهم؟ فقال: ما نهيت ولكن
268

ورب الكعبة لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي خلف
المقام وعليه نعلاه ثم انصرف وهما عليه.
238 - فقال رجل: أنت نهيت الناس أن يصوموا يوم الجمعة،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا تصوموا يوم الجمعة
فإنه يوم عيد إلا أن تصلوه بأيام ".
قال: ثم أنشأ يحدث فقال: فكان رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - خارجا والناس جلوس عنده إذ أقبل الذئب حتى أقعى بين
يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم بصبص بذنبه، فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " هذا الذئب وهو وافد / الذئاب فهل ترون أن
تجعلوا له من أموالكم شيئا؟ قال: فقالوا بأجمعهم: لا والله ما نجعل له
شيئا قال: فقال رجل فرماه بحجر فأدبر وله عواء فقال: هذا الذئب وما
الذئب ".
269

240 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن عبد الملك بن عمير،
عن زياد الحارثي قال: كنت عند أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال له
رجل: أأنت نهيت الناس أن يصلوا في نعالهم فذكر مثله إلى قوله:
فانصرف وعليه نعلاه ولم يذكر ما بعده.
241 - أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت عبد الملك بن عمير
يحدث عن أبي الأوبر قال: كنت عند أبي هريرة - رضي الله عنه - فقال له
رجل: أأنت نهيت الناس أن يصلوا في نعالهم فذكر قصة النعلين وصوم
الجمعة مثله ولم يذكر ما بعده.
270

ما يروى عن ابن أبي نعم وأبي الأحوص وأبي
عياض وعمرو بن ميمون وأبي رزين وكليب الجرمي
وأبي الجهم وغيرهم، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
242 - أخبرنا جرير، عن مطرف، عن أبي الجهم، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه - قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فأتته
امرأة فقالت يا رسول الله! أسواران من ذهب، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " أسواران من نار؟ قالت: يا رسول الله! قرطان من
ذهب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قرطان من نار "،
قالت: يا رسول الله! إن المرأة إذا لم يزين لزوجها صلفت عنده، قال:
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فما / يمنعكن أن تجعل قرطين
من فضة وتصفريه أو بعبير أو زعفران فيكون كأنه ذهب ".
271

243 - أخبرنا إسحاق بن يوسف الواسطي، حدثنا فضيل بن
غزوان، عن ابن أبي نعم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من قذف مملوكه وهو بريء مما قال أقام عليه الحد إلا أن يكون
كما قال ".
272

244 - أخبرنا أبو داود، نا سفيان، عن فضيل بن غزوان، عن
بن أبي نعم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" من قذف عبده وهو بريء مما قال حد له يوم القيامة ".
245 - أخبرنا جرير، عن إبراهيم بن مسلم الهجري، عن أبي
عياض، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
273

عليه وسلم - قال: " على كل مسلم في كل يوم صدقة "، قالوا: يا
رسول الله! ومن يطيق ذلك؟ قال: " إماطتك الأذى عن طريق صدقة،
وإرشادك الرجل المسلم الطريق صدقة، وعيادتك الرجل المسلم صدقة،
واتباعك جنازته صدقة، وردك السلام على المسلم صدقة ".
246 - أخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان بهذا الإسناد مثله قال:
فقالوا: ومن يطيق ذلك؟!.
274

قال: " إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وعيادتك المريض
صدقة، واتباعك جنازته صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك وردك
السلام على المسلم صدقة ".
247 - أخبرنا جرير، عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وألعن كما يلعن البشر فأيما
عبد سببته أو لعنته في غير كنهه فاجعله له رحمة ".
275

248 - أخبرنا جرير، عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى / الله عليه وسلم - قال:
" زناء العينين النظر، وزناء اللسان النطق، وزناء اليد البطش، وزناء
البطن وزناء الرجل المشي والفرج يصدق ما تم أو يكذبه ".
249 - أخبرنا جرير، عن إبراهيم الهجري، عن أبي عياض، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لم يبق من النبوة إلا رؤيا العبد الصالح وهو جزء من ستة وأربعين
جزءا من النبوة ".
276

250 - أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن كثير التيمي،
عن أبي عياض، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
" من تبع جنازة فرجع قبل أن يدفن كان له قيراط، فإن مضى
معها إلى أن يدفن كاله قيراطان أصغرهما مثل أحد ".
277

251 - أخبرنا زكريا بن عدي، نا عبيد الله وهو ابن عمرو
الرقي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن محمد بن قيس قال: سمعت أبا
الحكم الأسماء يقول: دخلت على أبي هريرة - رضي الله عنه - وهو
278

يحتجم فقال: يا أبا الحكم! احتجم، فقال: ما احتجمت قط، فقال أبو
هريرة - رضي الله عنه -:
أخبرنا أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - " أن جبريل أخبره أن
الحجم أنفع ما يتداوى به الناس ".
279

252 - أخبرنا النضر بن شميل، نا أبو بلج قال: سمعت
عمرو بن ميمون يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة من تحت العرش لا حول ولا قوة
إلا بالله، يقول الله تعالى: أسلم عبدي واستسلم ".
280

253 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا أبو بلج قال: سمعت عمرو بن
ميمون يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال:
" من أحب أن يجد حلاوة الإيمان فليحب عبدا لا يحبه إلا الله ".
254 - أخبرنا جرير، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن أبي
المعايك / الهجيمي قال: سألت أبا هريرة - رضي الله عنه -، عن الشرب
قائما قال: كنت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخذ بخطام
العضباء بيدي وهو على ظهرها وقدمائي على ذراعيها، فدعا بشراب
فشرب ثم ناول فلانا وفلانا وهما عن يمين وتركني بتلك المنزلة فإن رأيتم
أثرة بعدي فلا تنكروا ذلك، قال أبو المعازك وسمعت أبا هريرة يقول: من
كان عليه دين فأيسر، ولم يقضه فهو كأكل السحت.
281

255 - أخبرنا محمد بن عبيد، نا الحسن بن سالم بن أبي
الجعد، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لم يبق من الجنة في
الأرض شئ إلا هذا الحجر، وغرس العجوة وأوداء من الجنة يصب في
ماء الفرات كل يوم ثلاث مرات، فقال رجل: أسمعته من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: أنا ما طهوى، فأعاد عليه فقال: أنا ما
طهوى.
282

256 - أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي رزين، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا
انقطع شسع نعل أحدكم فلا يمش في الأخرى حتى يصلحها ".
" وإذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ".
283

257 - أخبرنا أبو معاوية: نا الأعمش، عن أبي رزين قال: رأيت أبا
هريرة - رضي الله عنه - يضرب بيده على جبهته بالعراق وهو يقول:
يا أهل العراق تزعمون أني أكذب على رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ليكون لكم المهنأ وعلي الإثم، أشهد لسمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول:
" إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات، وإذا انقطع
شسع / نعله فلا يمشي في الأخرى حتى يصلحها ".
258 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن الأشعث بن أبي
الشعثاء، عن أبي الأحوص، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" صلاة الرجل في الجماعة تفضل صلاة الفذ خمسة وعشرين صلاة "
284

259 - أخبرنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، نا أبو عوانة،
عن الأشعث ابن أبي الشعثاء، عن أبي الأحوص، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال): " فضل
صلاة الرجل في الجمع على صلاة الفذ خمس وعشرين درجة ".
285

260 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن قتادة، عن عقبة بن
وساج، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - نحوه.
286

261 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد بن زياد، نا
عاصم بن كليب، حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة - رضي الله عنه -
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من رآني في المنام فقد
رآني لأن الشيطان لا يتمثل بي ". قال أبي: فحدثت ابن عباس - رضي الله
عنهما - بذلك وقلت: إني قد رأيته قال: أفذكرت الحسن بن علي - رضي الله
عنهما - فقلت، إي والله ونفسه في مشيه، فقال: إنه كان يشبهه.
287

262 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد بن زياد، نا عاصم بن
كليب، حدثني أبي قال: كنت جالسا مع أبي هريرة - رضي الله عنه - في
مسجد الكوفة، فأتاه رجل فقال: أأنت القائل تصلي مع عيسى بن مريم،
قال: يا أهل العراق إني قد علمت أن سيكذبوني أبي ولا يمنعني ذلك أن
حالا بما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حدثنا
رسول / الله - صلى الله عليه وسلم - الصادق المصدوق إن الدجال يخرج
من المشرق في حين فرقه من الناس فيبلغ كل مبلغ في أربعين يوما فيزل
المؤمنين منه أزلا وعطاء وتأخذ المؤمنين فيه شدة شديدة، فينزل عيسى بن
مريم فيصلي بهم فإذا رفع رأسه من الركوع أهلك الله الدجال ومن معه،
فأما قولي إنه حق، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " وهو
الحق، وأما قولي إني أطمع أن أدرك ذلك فلعلي أن أدركه على ما يرى
من بياض شعري ورقة جلدي وقدح مولدي فيرحمني الله تعالى فأدركه
فأصلي معه ارجع إلى أهلك فأخبرهم بما أخبرك أبو هريرة - رضي الله عنه -،
فقال الرجل: أين يكون ذلك؟ قال: فأخذ حصى من مسجد
فقال: من ها هنا، وأعاد الرجل عليه، فقال: أتريد أن أقول من مسجد
الكوفة، هو يخرج من الأرض قبل أن تبدل يجعله الله حيث شاء.
288

263 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد بن زياد، نا عاصم بن
كليب، حدثني أبي قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل نار أوقدها بنو آدم جزء من
سبعين جزءا من نار جهنم "، فقالوا: يا رسول الله! إن كانت هذه لكافية،
فقال: " إنها ضعفت بتسعة وستين جزءا ".
289

264 - / أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد، نا عاصم بن كليب،
حدثني أبي قال: سمعت أبا هريرة يبتدئ حديثه بأن يقول: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من كذب علي متعمدا فليتبوأ
مقعده من النار "، قال: فذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك فقال:
" رؤيا الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ".
265 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد، نا عاصم بن
كليب، حدثني أبي قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل خطبة ليس فيها تشهد فهي
كاليد الجذماء ".
290

266 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن أبي إسحاق، عن
كميل بن زياد، عن أبي هريرة قال: كنت أمشي مع رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - في نخل المدينة فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " يا أبا هريرة! هلك المكثرون إلا من قال: هكذا وهكذا
بين يديه وعن يمينه وعن يساره، ثم مشى ساعة فقال: يا أبا هريرة! ألا
أدلك على كنز من كنوز الجنة! قل: لا حول ولا قوة ولا ملجأ من الله إلا
إليه، ثم مشى ساعة فقال: يا أبا هريرة! هل تدري ما حق الله على الناس
وحق الناس على الله؟: حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به
شيئا، وحق الناس على الله إذا فعلوا ذلك أن لا يعذبهم ".
291

267 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا عمار بن رزيق، عن أبي
إسحاق، عن كميل بن زياد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - مثله.
268 - أخبرنا عبيد الله بن موسى، نا إسرائيل، عن أبي إسحاق،
عن كميل بن زياد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كنت أمشي مع
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في نخل من نخل المدينة فقال: " يا أبا
هريرة: هلك المكثرون إن المكثرين هم الأسفلون إلا من قال بالمال هكذا
وهكذا وهكذا يعني بين يديه وخلفه وعن يمينه وعن يساره ثم ذكر مثله إلى
آخره ".
292

269 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا إسماعيل بن أبي خالد، عن
زياد مولى بني مخزوم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - / قال: " هلك كسرى فلا كسرى بعده وهلك
قيصر فلا قيصر بعده، والذي نفس محمد بيده لينفقن كنوزهما في
سبيل الله ".
270 - أخبرنا وكيع بهذا الإسناد مثله.
293

271 - أخبرنا وكيع، نا بن أبي خالد، عن أبيه قال: رأيت أبا
هريرة صلى صلاة الفجر تجوز فيها قال: فقلت يا أبا هريرة! هكذا
كانت صلاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: " نعم وأجوز ".
272 - أخبرنا الملائي، نا أبو العنبس وهو سعيد بن كثير،
حدثني أبي أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أمرت أن أقاتل الناس
294

حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا
ذلك حرمت دمائهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ".
295

273 - أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
أبي المطوس، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال:
" من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة لم تجزه صيام الدهر ولو
صامه ".
274 - أخبرنا الملائي، نا سفيان، عن حبيب بن أبي ثابت، عن
أبي المطوس، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - مثله، قال: " من غير مرض ولا رخصة ".
296

275 - أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت،
عن أبي المطوس أو ابن المطوس أو المطوس، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة أرخصها الله - تعالى - لم
يقضه صيام الدهر ".
297

/ بقية أحاديث البصريين، عن أبي هريرة، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم -
276 - أخبرنا جرير، عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن
المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة يرفعه أنه سئل: أي
الصلاة أفضل بعد الصلاة المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد صيام شهر
رمضان؟ فقال: " أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، صلاة الرجل في
جوف الليل، وأفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم ".
298

277 - أخبرنا يحيى بن حماد، (نا) أبو عوانة عن أبي بشر، عن
حميد بن عبد الرحمن الحميدي عن أبي هريرة - رضي الله عنه، عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال:
" أفضل الصلاة بعد المكتوبة صلاة الليل وأفضل الصيام بعد شهر
رمضان شهر الله المحرم ".
278 - أخبرنا عفان بن مسلم، نا حماد بن سلمة، عن ثابت
البناني، عن عبد الله بن رباح قال: وفدنا على معاوية وفينا أبو هريرة
- رضي الله عنه - وكان يلي طعام القوم كل يوم رجل منا، فكان يومي
فاجتمع عندي ولما يدرك طعامهم فقال أبو هريرة: شهدت مع رسول الله
299

- صلى الله عليه وسلم - فتح مكة فقال لي رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " يا أبا هريرة! ادع لي الأنصار "، فدعوتهم فجاؤوا يهرولون فقال
لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا معشر الأنصار! أترون أوباش
قريش إذا لقيتموهم غدا فاحصدوهم حصدا ".
قال حماد بيده اليمنى على اليسرى، ثم موعدكم الصفا، فاستعمل
رسول / الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد على المجنبة اليمنى
والزبير بن العوام على المجنبة اليسرى، قال: واستعمل أبا عبيدة بن
الجراح على البارقة في بطن الوادي، فقال: فلما كان من الغد لقيناهم،
قال: فلم يسرف من القوم أحد إلا أناموه، قال: وفتح لرسول الله
- صلى الله عليه وسلم - حتى صعد الصفا فجاءت الأنصار فأحاطوا
برسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا فجاء أبو سفيان، فقال: يا
رسول الله! أبيدت خضراء قريش لا قريش بعد اليوم من دخل داره فهو
آمن، من ألقى سلاحه فهو آمن، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن
أغلق بابه فهو آمن، فقالت الأنصار: أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقد أخذته رحمة في قومه ورغبة في قريبه، ونزل الوحي على رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فلما سرى عنه، قال: " يا معشر الأنصار أقلتم؟
أما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد أدركته رحمة في قومه ورغبة في
قريبه، فما اسمي إذا أنا عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله وإليكم فالمحيا
محياكم، والممات مماتكم "، قالوا: يا رسول الله! ما قلنا ذلك إلا ضنا بالله
وبرسوله، قال: فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم.
قال عفان: وقال سليمان بن المغيرة في هذا الحديث واستعمل أبا
عبيدة بن الجراح على الحسر يريد البارقة.
300

279 - أخبرنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن
زرارة بن أبي أوفى، عن سعد بن هشام /، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يقطع الصلاة الكلب والحمار
والمرأة ".
301

280 - أخبرنا معاذ بن هشام، وحدثني أبي، عن قتادة، عن
زرارة بن أوفى، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال:
" لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ".
302

من رجال الكوفيين
281 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا زكريا بن أبي زائدة، عن
الشعبي، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" الظهر يركب بنفقته إذا كان مرهونا ولبن الدر يشرب إذا كان مرهونا
وعلى الذي يركب ويشرب نفقته ".
303

282 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا الأعمش، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة قال: الرهن مركوب ومحلوب.
283 - أخبرنا جرير، عن منصور، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: صفي وخليلي أبو القاسم صاحب الحجرة
- صلى الله عليه وسلم -: " ما نزعت الرحمة إلا من شقي ".
304

284 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا زهير بن خيثمة، عن جابر بن
أبي نعم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: حدثنا الصادق المصدوق
أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم - قال: " أول خصم يقضى فيه يوم
القيامة عنزان ذات قرن وغير ذات قرن ".
285 - أخبرنا سفيان وجرير، عن عطاء بن السائب، عن
الأغر أبي مسلم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
يقول الله - تعالى - الكبرياء ردائي والعز إزاري فمن نازعني واحدا
منهما قظمته ألقيته في النار ".
305

286 - أخبرنا عمرو بن محمد ويحيى بن آدم قالا: نا شريك،
عن ليث، عن أبي هبيرة وهو يحيى بن / عباد، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الخال وارث ".
306

287 - أخبرنا سويد بن عبد العزيز الدمشقي، نا أبو بلج وهو
يحيى بن أبي سليم قال: سمعت الجلاس يحدث أن مروان بن الحكم مر
على أبي هريرة وهو يحدث، فقال بعض: حدثنا يا أبا هريرة! فقال: دعنا
منك يا مروان!، قال: ثم رجع، فقال له: كيف سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - على الجنازة؟ فقال: " أتعد ما قلت؟ "، قال:
نعم، قال: " يقول: اللهم أنت خلقتها وأنت قبضت روحها وأنت هديتها
للإسلام وأنت تعلم سرها وعلانيتها جئنا شفعاء فاغفر له ".
307

288 - أخبرنا جعفر بن عون، نا إبراهيم الهجري، عن أبي
عياض، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " إن ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من جهنم ولولا
ما ضرب بها الماء سبع مرات ما انتفع بها بنو آدم ".
308

289 - أخبرنا جعفر بن عون، نا إبراهيم الهجري، عن أبي
عياض، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " يبلى من ابن آدم كل شئ إلا عجب الذنب وفيه يركب
الخلق ".
290 - أخبرنا جعفر، نا إبراهيم الهجري، عن أبي عياض،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
309

قال: " على كل مسلم في كل يوم صدقة "، قالوا: يا رسول الله! ومن يطيق
ذلك؟ فقال:
" إرشادك المسلم على الطريق صدقة وردك السلام على المسلم صدقة
وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ".
291 - أخبرنا جرير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زياد مولى
بني مخزوم، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" نحن الآخرون / السابقون يوم القيامة، أول زمرة من أمتي يدخلون الجنة
سبعون ألفا لا حساب عليهم، صورة كل رجل منهم على صورة القمر
ليلة البدر، ثم الذين يلونهم كأشد ضوء كوكب في السماء، ثم بعد ذلك
هم منازل ".
292 - أخبرنا محمد بن عبيد، نا بن أبي خالد بهذا الإسناد مثله.
310

ما يروى عن أبي يحيى مولى جعدة وأبي السدى
وكعب بن زياد وأبي مدلة وغيرهم
293 - أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن أبي يحيى مولى جعدة
قال: سمعت أبا هريرة يقول: قيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
إن فلانة تصلى من الليل وتصوم النهار وتؤذي جيرانها سليطة، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " هي في النار "، وقيل له: إن فلانة
تصلي المكتوبة وتصوم رمضان وتصدق بالأثوار من الأقط ليس لها شئ
غيره ولا تؤذي أحدا، فقال: " هي في الجنة ".
294 - قلت لأبي أسامة أحدثكم الأعمش، نا أبو يحيى مولى
جعدة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قيل: يا رسول الله! فلانة تصلي
بالليل فقرأت عليه كما حدثنا جرير فأقر به أبو أسامة وقال: " نعم ".
311

295 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر والثوري، عن إسماعيل بن
أمية، عن أبي عمرو بن حريث، عن أبيه، عن أبي هريرة يرفعه، قال:
إذا صلى أحدكم فليصل إلى شئ يستره فإن لم يجد فليتخط خطا ثم
لا يمر ما بين يديه.
312

296 - أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن السدي، عن أبيه،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفعه قال: إنه ليسمع خفق نعالهم...
إذا ولوا عنه / مدبرين.
314

297 - أخبرنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن كعب، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
صلوا علي فإن صلاتكم علي زكاة لكم وسلوا الله لي الوسيلة، قال: فسئل
عن الوسيلة أو أخبرهم بها قال: هي أعلى درجة في الجنة ولا يبلغها أحد
إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو ".
298 - أخبرنا جرير، عن ليث بن أبي سليم، عن كعب، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا
قال الإمام ولا الضالين "، فوافق آمين أهل الأرض بآمين الملائكة أهل
السماء غفر الله للعبد ما تقدم من ذنبه، ومثل من لا يقول آمين كمثل
رجل غزا مع قوم فأقرعوا فخرجت سهامهم فلم يخرج سهمه فقال: ما لي
لا يخرج سهمي؟ فقيل: إنك لم تقل آمين ".
قال أبو هريرة - رضي الله عنه - وكان الإمام إذا قال: ولا الضالين
جهر بآمين.
315

299 - أخبرنا جرير، عن ليث، عن كعب، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو يقول:
" اللهم إني أعوذ بك من الجوع فإنه بئس الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة
فإنها بئست البطانة أو قال العلام ".
316

300 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا سعدان الجهني، عن سعد
أبي المجاهد الطائي، عن أبي المدله، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: قلت يا رسول الله! ما بناء الجنة؟ قال: " لبنة من ذهب ولبنة من
فضة وملاطها المسك وتربتها الزعفران وحصبتها ما اللؤلؤ من يدخلها ينعم لا
ييأس ولا يخرق ثيابه ولا يبلى شبابه "، وقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " ثلاث لا يرد لهم دعوة، الصائم حتى يفطر / وإمام عادل،
ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماوات، فيقول
الرب وعزتي لأنصرنك بعد حين ".
317

301 - أخبرنا أبو معاوية، نا حمزة الزيات، عن أبي مجاهد سعد
الطائي، عن أبي المدله، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قلنا يا
رسول الله! ما لنا إذا كنا عندك كأن قلوبنا في الآخرة، وإذا خرجنا من
عندك فلقينا الأهل والولد ذهب ذلك؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -:
" لو كنتم إذا خرجتم من عندي تكونون كما تكونون عندي
لصافحتكم الملائكة بأكفها لزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله
بقوم يذنبون فيغفر لهم "، قلت: يا رسول الله! أخبرني مما خلق الخلق؟
فقال: " من الماء "، قلت: يا رسول الله! أخبرني عن الجنة ما بنائها فذكر
مثل حديث عيسى إلى آخره سواء، وقال: " المسك الأذخر وحصبائها اللؤلؤ
والياقوت "، وقال: " والإمام المسقط لا ترد دعوته ".
318

302 - أخبرنا وكيع، نا سعدان الجهني، عن أبي مجاهد، عن أبي
مدله، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " الإمام العادل لا ترد دعوته ".
319

303 - أخبرنا وكيع، عن سعدان، عن أبي مجاهد، عن أبي المدلة،
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الصائم لا
ترد دعوته ".
304 - أخبرنا جرير، عن ليث، عن زياد، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أمرت أن أقاتل الناس حتى
يقولوا لا إله إلا الله ".
320

305 - أخبرنا جرير، عن ليث، عن زياد، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن / رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعته
يقول:
" حق الضيافة ثلاثة أيام فما فوق ذلك فهو صدقة، ولا يحل للضيف
أن يقيم بعد ذلك حتى يؤذي صاحب المنزل ".
306 - وسمعته يقول: " ما من أحد يدعو الله بشئ إلا استجاب
له إما أن يعجله وإما أن يكفر عنه من خطاياه بمثل ما دعا ما لم يدع بإثم
أو قطيعة رحم أو يستعجل "، قيل يا رسول الله! وكيف يستعجل؟ قال:
يقول: " دعوت ربي فلم يستجب لي أو ما أغنيت شيئا.
321

307 - أخبرنا وكيع، نا عثمان بن واقد، عن كدام بن
عبد الرحمن السلمي، عن أبي كباش قال: جلبت غنما جذعان بالمدينة
فكسدت علي فأتيت أبا هريرة فذكرت ذلك له، فقال: سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول: " نعمت الأضحية الجذع من الضأن " قال:
فانتهبها الناس ".
322

308 - أخبرنا النضر بن شميل، نا المسعودي، نا علقمة بن
مرثد، عن أبي الربيع، عن أبي هريرة قال: كان من دعاء رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - أن يقول: " اللهم اغفر لي ما قد قدمت وما أخرت
وما أسررت وما أعلنت وإسرافي ما لا يعلمه غيرك، أنت المقدم والمؤخر لا
إله إلا أنت ".
323

309 - أخبرنا النضر بن شميل، نا ابن جريج، عن يونس بن
يوسف، نا سليمان بن يسار قال: تفرق الناس عن أبي هريرة فقال له:
نأتل أخو أهل الشام، حدثنا حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" أول الناس يقضي فيه يوم القيام ثلاثة: رجل استشهد فأتى الله به فعرفه
نعمه فعرفها، فقال له: فما عملت فيها؟ قال: قاتلت في سبيلك / حتى
استشهدت فقال: كذبت ولكن قاتلت ليقال هو جريء فقد قيل ذاك
ثم أمر فيسحب على وجهه إلى النار وأتى الله برجل قد تعلم العلم وعلمه
وقد قرأ القرآن فعرفه نعمه فعرفها فقال له: ما عملت فيها؟ فقال:
تعلمت القرآن وعلمته فيك وقرأت القرآن فقال: كذبت، ولكنك تعلمت
ليقال فلان عالم وفلان قارئ فقد قيل ذاك ثم أمر فيسحب به على وجهه
إلى النار، وأتى برجل قد أعطاه الله من أنواع المال كله فعرفه نعمه فيها
فعرفها قال: فما عملت فيها؟ فقال: ما تركت شيئا من سبيل تحب أن
ينفق فيها إلا أنفقت فيها، فقال: كذبت ولكنك أردت أن يقال هو
جواد، فقد قيل ذاك ثم أمر به فيسحب به على وجهه إلى النار ".
324

ما يروى عن رجال أهل الجزيرة وأهل الشام ومصر
منهم: يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
310 - أخبرنا وكيع، نا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم،
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر فتيتي فيجمعوا حزم
الحطب، ثم نحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة ".
326

311 - أخبرنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا يزيد بن
الأصم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" لقد هممت أن آمر فتيتي فيجمعوا حزم الحطب، ثم آمر بالصلاة
فتقام، ثم أحرق على أقوام بيوتهم يسمعون النداء ثم لا يأتوها ".
قال: فقيل ليزيد / بن الأصم إلى جمعة، قال: ما سمعت أبا هريرة
ذكر جمعة ولا غيرها.
312 - أخبرنا الفضل بن موسى والملائي بهذا الإسناد مثله ولم
يذكر قول يزيد.
313 - أخبرنا مروان بن معاوية الفزاري، نا عبيد الله بن
عبد الله بن الأصم، عن عمه يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه - قال: جاء أعمى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنه
ليس لي قائد يقودني إلى الصلاة، فسأله أن يرخص له في بيته فأذن له، فلما
ولى دعاه فقال له: " تسمع النداء بالصلاة؟ "، فقال: نعم، قال:
" فأجب ".
327

314 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد بن زياد، عن
عبيد الله بن عبد الله بن الأصم قال: نا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" تقطع الصلاة، المرأة والكلب والحمار ويقي ذلك مثل مؤخرة
الرحل ".
315 - أخبرنا عبد الرزاق، نا ابن جريج، عن عطاء قال: مؤخرة
قدر ذراع وقال معمر عن قتادة ذراع وشبر.
328

316 - أخبرنا الفزاري، نا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم، عن
عمه يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
317 - أخبرنا عيسى، نا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم،
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يقبض
العلم ويظهر الفتن ويكثر الهرج "، فقلنا له: وما الهرج؟ قال: " القتل "،
فلما سمع عمر بن الخطاب قوله: يقبض يأثره عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: " ليس ذهاب العلم أن ينزع من صدور الرجال ولكن / ولكن
ذهاب العلم ذهاب العلماء ".
318 - أخبرنا الملائي، عن جعفر بهذا الإسناد مثله وقال: فناء
العلماء.
329

319 - أخبرنا قبيصة، نا سفيان، عن جعفر بن برقان، عن
يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " ليسألنكم الناس عن كل شئ حتى يقولوا: هذا الله خلق شئ
فمن خلقه؟ "، قال جعفر: فحدثني أخي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: كأنه رفعه، قال: " فإن سئلتم فقولوا: الله كان قبل كل شئ وهو
خلق كل شئ وهو بعد كل شئ ".
330

320 - أخبرنا الملائي، نا جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ليس الغناء عن كثرة العرض
ولكن الغناء (غنى) النفس.
331

321 - أخبرنا وكيع، عن جعفر بن برقان، عن يزيد، عن أبي
هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ليس الغناء عن كثرة
العرض ولكن الغناء غنى النفس ".
322 - أخبرنا كثير بن هشام، نا جعفر بن برقان، نا يزيد بن
الأصم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: ما من دابة في الأرض ولا
طائر يطير بجناحيه إلا سيحشر يوم القيامة ثم يقتص لبعضها من بعض
حتى يقتص للجماء من ذات القرن، فعند ذلك (يقول الكافر يا ليتني
كنت ترابا) ثم يقول أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم: (وما من دابة في
الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من
شئ ثم إلى ربهم يحشرون).
332

323 - أخبرن الفضل بن موسى، نا جعفر بن برقان، عن
حبيب بن أبي مرزوق، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " يقول الله - تعالى - قسمت الصلاة بيني وبين عبدي ولعبدي ما
سأل نصفه له، ونصفه لي فإذا قال العبد /: (الحمد لله رب العالمين)،
قال الرب: حمدني عبدي، فإذا قال: (الرحمن الرحيم)، قال الرب: أثنى
علي عبدي، فإذا قال: (مالك يوم الدين)، قال: مجدني عبدي، فإذا
قال: (إياك نعبد وإياك نستعين)، قال: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل،
فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم)، قال: هذه لعبدي ولعبدي ما سأل "
هكذا قال الفضل أو نحوه.
333

324 - أخبرنا روح بن عبادة، نا شعبة، عن ابن عتيق رجل من
مليكة، عن إبراهيم قال: قال عبد الله: أن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير
له من أن يمتلئ شعرا، قال ابن عتيق: فذكرت ذلك ليزيد بن الأصم،
فقال: سمعت أبا هريرة يذكر مثل ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -.
334

ما يروى عن أبي إدريس وغيره عن، أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
325 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر ومالك، عن الزهري، عن أبي
إدريس الخولاني، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا توضأ أحدكم فليستنثر وإذا استجمر
فليوتر ".
335

326 - أخبرنا روح بن عبادة، نا مالك، عن الزهري، عن أبي
إدريس الخولاني، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - مثله.
327 - أخبرنا المقري، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني
عبد الله بن الوليد، عن عبد الرحمن بن حجيرة، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أوصى سلمان الخير
فقال: " إني أحب أن أمنحك كلمات ترغب فيهن وتسأل الله الرحمن
وتدعو بهن في الليل والنهار / تقول: اللهم إني أسألك صحة في إيمان
وإيمانا في خلق حسن، ونجاحا يتبعه فلاح ورحمة منك وعفوا ومغفرة منك
ورضوانا.
336

328 - أخبرنا المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عبد الله بن
الوليد، عن عبد الله بن حجيرة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " حق المسلم على المسلم أن يسلم
عليه إذا لقيه ويشمته أو يسمته إذا عطس ويجيبه إذا دعاه ويعوده إذا مرض
ويشهده إذا مات و (ينصح له إذا غاب).
337

329 - أخبرنا النضر بن شميل، نا النهاس بن قهم، نا شداد أبو
عمار، (عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من
حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر) "،
قال النهاس وأبو عمار رجل من أهل الشام.
338

330 - أخبرنا عبد الأعلى، نا برد بن سنان، عن سليمان
ابن موسى، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما أنزل الله -
تعالى - آية التيمم لم أدر كيف أصنع؟ فأتيت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - في منزله فلم أجده، وقيل قد خرج الوقت الدرجة الذي أخذ فيه
فاتبعته فأراني عرف حاجتي، فقام ثم ضرب ضربة على الأرض فمسح
وجهه ويديه لم يزد على ذلك فرجعت ولم أسأله.
331 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا المثنى بن الصباح، عن
عمرو بن شعيب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: جاء ناس
من أهل البادية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا
رسول الله! إنا نكون في هذا الرمل الأشهر: الثلاثة والأربعة وفينا النفساء
والحائض والجنب، ولسنا نجد الماء، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: / " عليكم بالأرض ".
339

332 - أخبرنا المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو
هانئ حميد بن هانئ، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يأتي على
الناس زمان يحدثكم ناس بأحاديث لم تسمعوها أنتم ابن آباؤكم فإياكم
وإياهم ".
333 - أخبرنا بقية بن الوليد، عن شيخ سماه، عن كعب قال:
" سيأتي قوم يزينون حديثهم بالكذب يقال لهم أصحاب الألواح يفصل
اللؤلؤ بالجوهر ".
340

334 - أخبرنا المقرئ، نا سعيد بن أبي أيوب، حدثني
بكر بن عمرو، عن أبي عثمان مسلم بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال علي ما لم
أقل فليتبوأ مقعده من النار، ومن استشاره أخوه المسلم فأشار عليه بغير
رشد فقد خانه، ومن أفتى فتيا بغير تثبت فإن إثمها على من أفتاه.
335 - أخبرنا جرير، عن أبي سنان ضرار بن مرة، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس قال: من أفتى فتيا يعمى عنها فإنما إثمها عليه.
341

336 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني بجير بن سعيد، عن
خالد بن معدان، عن المتوكل، عن أبي هريرة، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
" من أتى الله بثلاث أدخله الله الجنة، يعبد الله وحده ولا يشرك به،
وسمع وأطاع ".
342

337 - أخبرنا هاشم بن القاسم، نا ليث بن سعد، نا يزيد بن أبي
حبيب، عن سالم بن أبي سالم، عن معاوية بن معتب الهذلي أنه سمع
أبا هريرة يقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ماذا رد إليك
ربك في الشفاعة، فقال: " والذي نفس محمد بيده لما يهمني من انقصافهم
على باب الجنة أهم عندي من ذلك وشفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله /
مخلصا يصدق لسانه قلبه وقلبه لسانه ".
343

338 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني عتبة بن أبي حكيم، عن
إبراهيم بن سعيد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال:
" إني لأرى أمما تقاد بالسلاسل من النار إلى الجنة ".
339 - أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن ميسرة الأشجعي، عن أبي
حازم، عن أبي هريرة في قوله: (خير أمة أخرجت للناس) قال:
نجئ بهم في السلاسل فندخلهم الإسلام.
344

340 - أخبرنا عبد الله بن يزيد المقرئ، نا عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم، حدثني أبو علقمة مولى بني هاشم، عن أبي هريرة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " التسبيح نصف الميزان، والتكبير
يملأ السماوات والأرض، ولا إله إلا الله ليس دونها ستر ولا حجاب حتى
تخلص إلى ربها ".
345

341 - أخبرنا المقرئ، ناموسي بن علي بن رباح، عن
أبيه، عن عبد العزيز بن مروان، عن أبي هريرة، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " شر ما في الرجل شح هالع وجبن خالع ".
342 - أخبرنا الملائي بهذا الإسناد مثله.
346

343 - أخبرنا المقرئ، نا عبد الرحمن بن زياد، عن
سلامان بن عامر الشعباني، عن أبي عثمان الأصبحي، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اتهم
الأمين وأمن غير الأمين، فصدق الكاذب وكذب الصادق وأشرف عليكم
الشرف الجور "، قالوا: يا رسول الله! وما شرف الجور؟ قال: " فتن كقطع
الليل المظلم ".
344 - أخبرنا المقرئ، نا موسى بن علي، عن أبيه قال:
خرجت حاجا فأوصاني سليم بن عتر - وكان قاضيا لأهل مصر في ولاية
عمرو بن العاص / ومن بعده - إلى أبي هريرة - رضي الله عنه - السلام
347

وقال: إني استغفرت الغداة لأبيه ولأمه فلقيت أبا هريرة بالمدينة فأبلغته
فقال: وأنا استغفرت الغداة له ولأهله، ثم قال: كيف تركت (أم خنور؟
تريد مصر فدنوت من رفاعيتها وحالها)، فقال: أما إنها من أول الأرضين
خرابا ثم على إثرها أرمينية، قال: فقلت له: سمعت ذلك من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " أو من كعب ذو الكتابين ".
345 - أخبرنا عيسى، نا الأفريقي، عن عمارة بن راشد،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سئل: أيمس أهل الجنة النساء، قال:
نعم، بذكر لا يمل وفرج لا يجفا وشهوة لا تنقطع.
346 - أخبرنا المقرئ، نا الأفريقي، حدثني عمارة بن راشد بن
مسلم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله
348

عليه وسلم - أيمس أهل الجنة أزواجهم؟ قال: " نعم بذكر لا يمل وفرج لا
يجفا وشهوة لا ينقطع ".
347 - أخبرنا المقرئ، نا الأفريقي، نا عمارة بن راشد بن مسلم،
عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " شر أمتي
الذين غذوا في النعم ونبتت عليهم أجسامهم ".
349

348 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني أبو يحيى السكوني، عن
البختري، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا توضأ أحدكم فلا تنفض يديه فإنها
مرواح الشيطان ".
349 - قلت لأبي أسامة أحدثكم عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن
مكحول، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أنه قال:
" امسحوا على الخفين والخمار، فإنه حق؟ "، فأقر به أبو أسامة،
وقال: نعم.
350

350 - أخبرنا المقرئ، نا / حياة بن شريح، عن
سليمان بن كيسان، عن هارون بن راشد، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لما رجع من غزوة
تبوك وراحلته بين يديه وقد أرجفت إذ مر أعرابي بجمال سمان وهو يرتجز،
فقال رجل: لو كان نشاط هذا وقوته في سبيل الله فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " إن كان نشاطه وقوته ردا على أبويه ليعفهما
ويكفهما فهو في سبيل الله، وإن كان ردا على أهله وولده فهو في سبيل الله،
وإن كان تفاخرا وتكاثرا فهو في سبيل الطاغوت ".
351

351 - أخبرنا الوليد بن مسلم، نا زهير بن محمد، عن
موسى بن وردان قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ".
352

352 - أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن الحجاج بن فرافصة،
عن مكحول، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " من طلب الدنيا حلالا استعفافا عن المسألة وسعيا على
أهله وتعطفا على جاره، جاء يوم القيامة، وجهه كالقمر ليلة البدر، ومن
طلب الدنيا حلالا مفاخرا مكاثرا مرائيا لقي الله وهو عليه غضبان ".
353 - أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح، عن
أبي عون الأعور قال: صليت مع أبي هريرة فكان يكبر في كل رفع وبين
السجدتين، ثم يقول: إني لأشبهكم صلاة برسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وما زالت صلاته حتى مات.
353

354 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني أرطاة بن المنذر، عن أبي
عون الأعور / وكان من جلساء أبي عمرو سعيد بن المسيب قال: ما تكلم
المؤمن كلمة حسنة إلا ودونها ألين منها تجري مجراها.
355 - أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ابن عون، عن
محمد في الرجل يسبق ببعض الصلاة، فقال محمد: تقضيه على منازله،
فقال رجل: كالدين، فقال: إن الكلمة قد تكون مثل الكلمة وهي أحسن
منها.
354

زيادات الكوفيين والبصريين وغيرهم، عن أبي
هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
356 - أخبرنا يعلى بن عبيد، نا فضيل وهو ابن غزوان، عن
ابن أبي نعم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " الفضة بالفضة مثلا بمثل وزنا بوزن فما زاد
فهو ربا، والذهب بالذهب مثلا بمثل وزنا بوزن فما زاد فهو ربا، ولا تباع
ثمرة حتى يبدو صلاحها ".
355

357 - أخبرنا محمد بن بشر العبدي، نا مسعر، حدثني إبراهيم بن
عامر بن مسعود، عن عامر بن سعد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: توفي رجل فأثني عليه خيرا، فقال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " وجبت "، ثم توفي آخر فأثني عليه شرا، فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " وجبت "، فعجب بعض القوم منه وقال: ما
وجبت يا رسول الله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنتم
شهداء بعضكم على بعض ".
359 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني الضحاك بن حمرة، عن
صالح الأملوكي، عن أنس بن مالك، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " ما من رجل يموت فيشهد له رجلان مخيرته الأقربين
فيقولان: " اللهم لا نعلم إلا / خيرا إلا قال الله - عز وجل - لملائكته
أشهدكم أني قد غفرت لعبدي بشهادتهما وتجاوزت له عما لا يعلمان ".
356

360 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الأشعث بن عبد الله
وهو الحداني، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منها شاة فطلبه الراعي فانتزعها منه
فصعد الذئب على تل فأقعى واستنفر، وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله
أخذته فانتزعته مني، فقال الرجل: بالله إن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم؟ فقال
الذئب: أو أعجب من ذلك رجل بين النخلات بين الحرتين يخبركم بما
مضى وما هو كائن بعدكم، قال: وكان الرجل يهوديا فأتى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فأخبره فأسلم فصدقه رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ثم قال:
" إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة قد أوشك الرجل أن يخرج،
ثم يرجع فيحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده ".
361 - أخبرنا يعلى بن عبيد، نا أبو منين وهو يزيد بن كيسان،
عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كنا جلوسا عند
357

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعطس رجل فحمد الله، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم له: " يرحمك الله "، ثم عطس آخر
فلم يقل له شيئا، فقال: يا رسول الله! رددت على الآخر، ولم تقل لي
شيئا؟ فقال له: إنه حمد الله، وسكت ".
362 - أخبرنا أبو أسامة، نا ابن أبي زائدة، عن سماك بن
حرب، عن مالك بن ظالم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - يرفعه قال:
" يكون هلاك أمتي على إمرة أغيلمة سفهاء من قريش ".
358

363 - أخبرنا النضر بن شميل، نا حماد / بن سلمة، أنا عاصم
وهو ابن أبي النجود قال: أنا يزيد بن شريك أن الضحاك بن قيس بعث
معه بكسوة إلى مروان بن الحكم، فقال: انظر من بالباب؟ فقال: أبو
هريرة، فقال ائذن له، فدخل فقال له مروان: حدثنا حديثا سمعته من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - (يقول): " ليتمنين أقوام ولوا هذا الأمر أنهم خروا من
الثريا ولم يلوا من هذا الأمر شيئا)، فقال: زدنا، فقال: سمعته يقول:
" فناء هذه الأمة على يد أغيلمة من قريش ".
364 - أخبرنا النضر بن شميل، نا حماد وهو ابن سلمة، أخبرني
عمار وهو ابن أبي عمار قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " يخرج من المدينة قوم رغبة عنها والمدينة خير لهم
لو كانوا يعلمون ".
359

365 - أخبرنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت ليثا يحدث عن
كعب، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" صلوا علي فإنها زكاة لكم وسلوا الله لي الوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة
لا يدركها أو قال: لا يبلغها إلا رجل واحد، وأرجو أن أكون أنا هو ".
366 - أخبرنا عبيد بن سعيد الأموي، نا شعبة، عن يحيى وهو
بن أبي سليم أبو بلج قال: سمعت عمرو بن ميمون يحدث عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال:
" من سرة أن يجد طعم الإيمان، فليحب المرء لا يحبه إلا لله ".
360

367 - أخبرنا أبو عامر العقدي، نا شعبة، عن حبيب بن أبي ثابت
قال: سمعت عمارة بن عمير يحدث عن أبي المطوس، عن أبيه، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أفطر يوما من
رمضان / من غير رخصة أرخصها الله لم يكفره صيام الدهر ولو صامه ".
368 - أخبرنا بقية، حدثني عبد الملك بن مهران، عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " قال من أكل الطين فقد أعان على (قتل) نفسه ".
361

369 - أخبرنا روح بن عبادة، نا شعبة، عن عبد الملك بن عمير
قال: سمعت أبا سلمة يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أصدق بيت قالته العرب:
ألا كل شئ ما خلا الله باطل "
370 - أخبرنا يحيى بن آدم، نا شريك، عن عبد الملك بن عمير،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " إن أصدق كلمة قالتها العرب قول لبيد: ألا كل شئ
ما خلا الله باطل، وإن كاد أمية بن أبي الصلت ليسلم.
362

371 - قلت لأبي أسامة أحدثكم عبد الرحمن بن يزيد بن جابر،
عن إسماعيل بن عبد الله، عن أبي صالح الأشعري، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يقول الله
- عز وجل - للحمى أنت ناري أسلطك على عبدي المؤمن في الدنيا كي
يكون حطبه من النار؟ فأقر به وقال: نعم ".
372 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن المنكدر، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " عرفة كلها موقف
وارفعوا عن عرنة، والمزدلفة كلها موقف وارفعوا عن محسر وفجاج مكة
كلها منحر ".
363

373 - أخبرنا أزهر بن القاسم المكي، حدثني زكريا بن
إسحاق، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا
المكتوبة ".
364

374 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن إسماعيل بن أمية قال:
قال أبو هريرة - رضي الله عنه - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وأنا وكافل اليتيم
هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى ".
365

375 - أخبرنا عبد الله بن الحارث، عن ابن جريج، حدثني
موسى بن عقبة، عن نافع، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل فيقول: إن الله
أحب فلانا فأحبوه، ثم ينادي جبريل أهل السماء إن الله أحب فلانا
فأحبوه، ثم يوضع له القبول في الأرض ".
376 - أخبرنا مبشر بن إسماعيل الكلبي، عن شعيب بن أبي
حمزة، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه ".
366

ما يروى عن عطاء بن أبي مسلم، عن أبي هريرة،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
377 - أخبرنا كلثوم بن محمد بن أبي سدرة، نا عطاء بن أبي
مسلم الخراساني، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " الصلوات الخمس والجمعة كفارات لما بينهن لمن اجتنب الكبائر ".
368

(378) - أخبرنا كلثوم، نا عطاء، عن أبي هريرة، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " بحسب امرئ من الشر أن يشار إليه في
دينه أو دنياه إلا من عصمه الله ".
379 - وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
إن الله - عز وجل - لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أموالكم، ولكن ينظر إلى
قلوبكم وأعمالكم ".
369

380 - وبهذا الإسناد عن / رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " في الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا
آتاه الله إياه ما لم يسأل مأثما أو قطيعة رحم ".
381 - وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" المكر والخديعة في النار ".
370

382 - وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" قلت: من أمر الجاهلية النياحة وتبرئ امرئ من ابنه وفخره على
الناس ".
383 - وبهذا الإسناد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ثلاث من أمر المنافق وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم، إذا حدث كذب
وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان ".
384 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" والذي نفس محمد بيده لأن أصبر مع قوم يدعون الله ويذكرونه من
صلاة الغداة إلى طلوع الشمس أحب إلي من أربع محررين من ولد
إسماعيل، أو من العصر حتى تغرب الشمس من أن أعتق مثلهم ".
371

385 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " والذي
نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ابن تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا
أدلكم على أمر إذا أتيتموه تحاببتم؟ "، قالوا: وما هو يا رسول الله؟ قال:
" أفشوا السلام بينكم ".
386 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ".
372

387 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا تقوم الساعة على أحد يقول لا إله إلا الله أو يأمر بالمعروف أو ينهى عن
المنكر ".
388 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بادروا
بالعمل قبل ست، الدابة، وطلوع الشمس من مغربها، والدجال
والدخان، وخويصة أحدكم وأمر العامة / ". قال: كلثوم وخويصة
أحدكم الموت وأمر العامة الفتنة.
373

389 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله
الحكم المتحكم العفيف المتعفف، ويكره الفاحش المتفحش البذيء السائل
الملحف ".
390 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا
صلى أحدكم المكتوبة فلم يتم ركوعها وسجودها وتكبيرها والتضرع فيها
كان كمثل التاجر لا يشف له حتى بقي رأس المال ".
391 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن شر
الناس سرقة الذي يسرق من صلاته "، قيل: يا رسول الله! وكيف يسرق
من صلاته؟ قال: " لا يتم ركوعها ولا سجودها ".
374

392 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن من
حسن الصلاة إقامة الصف ".
393 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه
مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ويكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن
هداه الله للإسلام، كما يكره أن يغرق في النار ".
394 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن من
الكبر من بطر الحق وغمص الناس ".
375

395 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إلى
ذكر الله فانتهوا ".
396 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من أحدث حدثا على نفسه أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة
والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل ".
376

397 - أخبرنا جرير، نا عمرو بن قيس الملائي، عن أمية بن
يزيد الشام قال: / قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أحدث
في الإسلام حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل منه يوم
القيامة صرف ولا عدل "، قيل: يا رسول الله! فما الحدث؟ قال: " من قتل
نفسا بغير نفس أو امتثل مثله بغير قود أو ابتدع بدعة بغير سنة، قال:
والعدل: الفدية، والصرف التوبة ".
398 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني محمد القشيري، عن
حميد بن العلاء، عن أنس يرفعه قال: إن الله حجب التوبة عن
صاحب كل بدعة.
377

399 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني المتوكل بن أبي المتوكل
القشيري، عن حميد بن العلاء، عن أنس، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن خدم الله - تعالى - عمره ".
378

400 - أخبرنا كلثوم، نا عطاء، عن أبي هريرة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر ".
401 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن الله ليضع رحمته على كل رحيم "، فقالوا: يا رسول الله! كلنا يرحم
نفسه، فقال: " ليس يرحم أحدكم نفسه خاصة حتى يرحم الناس ".
(402) - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن
أصغر البيوت من الخير، البيت الصغير من كتاب الله - عز وجل -.
403 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " والذي
نفس محمد بيده ليردن علي الحوض رجال حتى إذا رفعوا إلي وعرفتهم
حجبوا دوني، فأقول: أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا
بعدك ".
379

404 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - / قال:
" والذي نفس محمد بيده ليدخلن الجنة إلا من أبى ".
405 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن الله أوحى إلي أن تواضعوا ولا يبغي بعضكم على بعض ".
380

406 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" والله لغدوة أو روحة في سبيل خير من الدنيا وما فيها ".
381

407 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (قال): من
صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا وصام شهرنا فذلك المسلم له
ذمة الله وذمة رسوله ".
408 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن
الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ غريبا ".
409 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا
إيمان لمن لا أمانة له ".
382

410 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" المعتدي في الصدقة كمانعها ".
411 - أخبرنا أبو شهاب الكوفي، نا فطر، عن مجاهد، عن
ابن عمر قال: ما معطي الصدقة بأعظم أجرا من آخذها من حاجة.
383

412 - أخبرنا وكيع، نا سفيان، عن مصعب بن محمد، عن
رجل من أهل المدينة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (من)
اشترى سرقة وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك في عارها وإثمها ".
384

413 - أخبرنا يحيى، نا مسلم بن خالد الزنجي، عن
مصعب بن محمد أن مولى للأنصار يقال له: شرحبيل حدثه عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من اشترى سرقة
وهو يعلم أنها سرقة فقد شرك في عارها وإثمها ".
414 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا ليث بن سعد، عن سعيد بن أبي
سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى / الله عليه وسلم - قال: " إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها
مائة سنة ".
385

415 - 416 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري، عن
قتادة، وعن رجل، عن عكرمة، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد.
417 - وعن بن طاؤوس، عن أبيه أحسبه عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - كلهم يرفعه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو
مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها (وهو) مؤمن ولا يغل وهو حين يغل
مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليها أبصارهم وهو مؤمن ".
قال ابن طاؤوس وقال أبي: إذا فعل ذلك زال عنه الإيمان، قال:
فقال: الإيمان كالظل أو نحو ذلك.
386

418 - أخبرنا وهب بن جرير بن حازم، حدثني أبي، عن
فضل بن يسار، عن أبي جعفر أنه سئل عن قول رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق
حين يسرق وهو مؤمن "، فقال أبو جعفر: هذا الإسلام ودور دارة كبيرة
وهذا الإيمان ودور دارة صغيرة في وسط الكبيرة، قال: " والإيمان مقصور في
الإسلام، فإذا زني وسرق خرج من الإيمان إلى الإسلام ولا يخرجه من
الإسلام إلا الكفر - بالله عز وجل - ".
387

419 - أخبرنا سفيان بن عبد الملك قال: قال ابن المبارك حين
ذكر هذا الحديث وأنكره بعضهم، فقال: يمنعنا هؤلاء الأنتان أن نترك
حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا نحدث به كلما جهلنا معنى
حديث تركناه، لا بل نرويه كما سمعناه ونلزم / الجهل أنفسنا.
420 - أخبرنا كلثوم، نا عطاء، عن أبي هريرة، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا شغار في الإسلام وهو أن تنكح
المرأة بصداق الأخرى، يقول: أنكحني وأنكحك بغير صداق فذاك
الشغار ".
388

421 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا إسماعيل بن عياش، عن
يحيى بن عبيد الله المدني، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله أجاركم من ثلاث:
أن يستجمعوا كلكم على الضلالة، وأن يظهر أهل الباطل على أهل الحق وأن
ادعوا دعوة عليكم فيهلككم، وأبدلكم بهن الدخان، ودابة الأرض ".
389

422 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن
عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة حتى يرى النعل ملقاة
فيقول الرجل: كأنها نعل قرشي ".
423 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن
عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريب من
ثلاثين امرأة كلهن يقول: أنكحني، أنكحني، أنكحني ".
390

424 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا يحيى بن المتوكل، عن
يعقوب بن سلمة، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " يوشك أن يظهر فتنة لا ينجى إلا الله أو من
دعا بدعاء الغرقى ".
425 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا إسماعيل بن زكريا، عن
عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن جده، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ادهنوا بالزيت وائتدموا به فإنه مبارك ".
391

426 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا ليث / بن سعد، عن سعيد
المقبري، عن أخيه عباد بن أبي سعيد المقبري أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" اللهم إني أعوذ بك من أربع: من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع،
ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع ".
392

427 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا ابن لهيعة، عن محمد بن
عبد الرحمن، عن رجل، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" المحروم من حرم غنيمة كلب ".
393

428 - أخبرنا بقية بن الوليد، حدثني معاوية بن يحيى، عن أبي
بكر التميمي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " بئس البيعتان بيع الطعام وبيع الرقيق ".
429 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا الحسن بن الحكم
النخعي، عن عدي بن ثابت، عن شيخ من الأنصار، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل ومن أتي أبواب السلطان افتتن
وما ازداد عبد من سلطان قربا إلا ازداد من الله بعدا ".
394

430 - أخبرنا يعلى بن عبيد بهذا الإسناد مثله، وقال من لزم
أبواب السلطان.
431 - أخبرنا عتاب بن بشير الجزري، نا إسحاق بن راشد،
عن الزهري، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ".
432 - أخبرنا عبد الرحمن بن عمرو، نا يونس، عن سعيد بن
المسيب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
395

433 - قال إسحاق: وذكر عن عقيل، عن الزهري، عن
سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
434 - أخبرنا وهب بن جرير، نا شعبة، عن عبد الملك بن
عمير، عن سالم البراد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى / الله عليه وسلم - قال: " من صلى على جنازة فله قيراط، ومن شهد
جثتها فله قيراطان أصغرهما مثل أحد ".
396

435 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا هشيم، نا العوام بن حوشب،
أخبرني عبد الله بن السائب، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " الشهر إلى الشهر كفارة يعني رمضان إلى رمضان،
والجمعة إلى الجمعة كفارة، والصلاة المكتوبة إلى الصلاة المكتوبة التي تليها
كفارة ".
ثم قال بعد ذلك: " إلا من ثلاث: الإشراك بالله، ونكث الصفقة،
وترك السنة، قال: فعرفنا أن ذلك من أمر حدث "، فقلنا: يا رسول الله!
أما الإشراك بالله فقد عرفنا، ما نكث الصفقة، وترك السنة؟.
قال: " نكث الصفقة أن تبايع رجلا فتعطيه صفقة يمينك ثم ترجع
عليه فتقاتله بسيفك، وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة ".
397

436 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا ابن لهيعة، عن الأعرج، عن
أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة
حتى يكثر المال فيفيض حتى يهتم رب المال أن يقبل منه صدقته ويعرضها،
فيقول الذي عرض عليه لا أرب لي فيها ".
398

437 - أخبرنا المخزومي، نا عبد الواحد بن زياد، نا
عبد الله بن عبد الله الأصم، نا يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال:
جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد! أرأيت
(جنة عرضها السماوات والأرض)، فأين النار؟ قال:
" أرأيت هذا الليل الذي قد كان ألبس عليك كل شئ أين
جعل؟ "، فقال: والله أعلم، قال: " فإن الله يفعل ما يشاء ".
399

438 - أخبرنا الوليد بن / مسلم حدثني من سمع عطاء
الخراساني يحدث عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - " أنه نهى عن المزايدة إلا في ثلاث: الميراث،
والشركة وبيع الغنائم ".
439 - أخبرنا كلثوم بن محمد بأبي سدرة، نا عطاء بن أبي مسلم
الخراساني، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ".
400

440 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من
دخل الجنة فهو على صورة آدم، ولم يزل الخلق ينقص حتى اليوم ".
441 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا،
ويمسي كافرا، ويسمى مؤمنا ويصب كافرا يبيع فيها أقوام دينهم بعرض من
الدنيا قليل ".
401

442 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من
حلف بسورة من القرآن فعليه بكل آية منها يمين صبران فجر ".
443 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله
أرسلني برسالة فضقت بها ذرعا، وعلمت أن الناس مكذبي فأوعدني أن
أبلغها أو يعذبني ".
444 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أرأيتم
الزاني والسارق وشارب الخمر ما ترون فيهم "، فقالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: " هن فواحش وفيهن عقوبة "، ثم قال: " ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ "،
قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " الأشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقول
الزور وقتل المسلم وقذف المحصنة ".
445 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال لهم:
" أتدرون ما النميمة؟ "، فقالوا: الله ورسوله أعلم، قال: " نقل حديث
الناس بعضهم إلى بعض ليفسد بينهم ".
402

446 - وقال: " لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى / واديا
ثالثا، ولا يملأ نفس بني آدم إلا التراب ويعفوا الله عن من يشاء ".
447 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنما هما
النجدان، نجد الخير ونجد الشر فلا يكن نجد الشر أحب إلى أحدكم من
نجد الخير ".
448 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله
أجاركم من ثلاث، لن تجمعوا كلكم على الضلالة، وأن يظهر فيكم
الباطل، وأن تدعوا بدعوة فتهلكوا جميعا، ولا بد لكم من الدجال،
والدخان والدابة ".
449 - وبهذا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يقولن
أحدكم إني صمت رمضان ".
403

450 - أخبرنا يحيى بن سعيد، نا المهلب بن أبي حبيبة، نا
الحسن، عن أبي بكرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا يقولن أحدكم إن صمت رمضان كله وقمت كله، قال: فلا أدري
أكره التزكية أم لا، قال: لا بد من رقدة أو غفلة.
404

451 - أخبرنا كلثوم، نا عطاء، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله أخذ لكم أفضل
الكلام ليس من القرآن، وهو من القرآن لا إله إلا الله والله أكبر
وسبحان الله وبحمده، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم ".
452 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله
رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف ".
453 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما
تواد اثنان في الله في الإسلام فيفسد ذلك بينهما إلا من ذنب يحدثه أحدهما ".
405

454 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " رأس
الكفر من قبل المشرق ".
455 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يزال
من أمتي أمة يجاهدون في سبيل الله لا يضركم خلاف من خالفهم / حتى
يجيء أمر الله وهم ظاهرون ".
406

456 - وبهذا الإسناد، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب فإما أن يأكل وإما أن يصلي
فإذا ولج الرسول قبله فهو إذنه وإن دخل هو قبله فليستأذن ".
457 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اشترى
رجل من بني إسرائيل من آخر أرضا فأصاب فيها جرة من ذهب مختومة،
407

فقال للذي باع الأرض: خذ جرتك هذه فإني إنما ابتعت الأرض ولم ابتع
الذهب، فقال الآخر: أترد علي مالا قد نزعه الله مني فاختصما إلى قاض،
فقال: ألكما أولاد، فقالا: نعم، قال: هذا لي غلام، وقال الآخر: لي
جارية، قال: فأنكحوا أحدهما الآخر وأعطوهما المال فليستعينا منه
وليتصدقا ".
458 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الجنة
حفت بالمكاره والنار حفت بالشهوات ".
408

459 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لما
خلق الله الخلق كتب كتابا ووضعه عنده فوق عرشه، كتب فيه إن رحمتي
غلبت غضبي ".
460 - أخبرنا جرير، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: " لا عدوى ولا طيرة وأحب الفأل
الصالح ".
409

461 - أخبرنا سفيان عن ابن محيصن رجل من قريش أنه
سمع محمد بن قيس بن مخرمة - قال سفيان - نراه - عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: لما نزلت (من يعمل سوءا يجز به) شقت على
المسلمين وبلغت منهم مبلغا وعطاء فشكوا ذلك إلى رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فقال: " قاربوا وسددوا في / كل ما يصاب المؤمن كفارة حتى
الشوكة ".
410

462 - أخبرنا وكيع، نا النهاس بن قهم، عن شداد أبي عمار،
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " من حافظ على شفعة الضحى غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد
البحر.
411

463 - أخبرنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، نا شعبة، عن
(أبي) الجلاس قال: سمعت عثمان بن شماس رجلا من قومه قال:
أرسلني سعيد بن العاص إلى المدينة فكنت مع مروان فمر أبو هريرة، قال
بعض حديثك يا أبا هريرة، ثم سأله كيف رأيت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يصلي على الجنازة؟ فيقول: كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - يصلي على الجنازة، فيقول: " اللهم أنت خلقتها وأنت هديتها
للإسلام وأنت قبضت روحها، تعلم سرها وعلانيتها، جئناك شفعاء فاغفر
له ".
412

464 - أخبرنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن
من سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من
ترك الجمعة ثلاثا من غير عذر يكون له طبع على قلبه ".
465 - أخبرنا عبد الأعلى، نا عباد بن منصور، عن أبي المهزم قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " من تبع جنازة يحملها ثلاث مرات فقد أدى ما عليه من حقها ".
413

466 - أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن ابن
شهاب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من خرج في سبيل الله جريحا
جاء يوم القيامة اللون لون دم والريح ريح مسك ".
414

467 - قلت لأبي أسامة أحدثكم إدريس بن يزيد الأودي، عن
أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - / قال:
" لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى فأقر به أبو أسامة وقال:
نعم ".
468 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن جعفر بن برقان، عن
يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لو كان الدين بالثريا لذهب رجال من
فارس أو أبناء فارس حتى يتناوله ".
415

469 - أخبرنا المقرئ، نا حياة بن شريح، نا أبو عقيل زهرة بن
معبد القرشي، عن أبيه معبد بن عبد الله بن هشام أنه سمع أبا هريرة
يقول: أوصاني حبيبي بثلاث: لا أدعهن حتى أموت: بركعتي الضحى
وبصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إلا على وتر ".
470 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن العوام بن حوشب قال:
سمعت سليمان بن أبي سليمان يقول: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه -
يقول: أوصاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا أقول خليلي وقد قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو كنت متخذا من أهل الأرض
416

خليلا - أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى، وأن أوتر
قبل أن أنام ".
471 - أخبر نا عبد الرزاق، نا معمر، عن الزهري يرفعه إلى النبي
- صلى الله عليه وسلم -.
472 - وعن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من اشترى مصراة
فحلبها فهو بالخيار إن شاء أخذها وإن (شاء ردها و) معها صاع من تمر ".
473 - وقال معمر، عن من سمع الحسن يحدث عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - مثله، وقال: " حلبها ثلاثا ".
417

474 - أخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان، نا أبو إسماعيل - وهو
بشير بن سلمان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " والذي نفسي بيده لن يذهب
الدنيا حتى / - يتمرغ الرجل على القبر فيقول يا ليتني كنت صاحب هذا
القبر ليس به الدين إلا البلاء ".
475 - أخبرنا عبد الله بن الحارث المخزومي، عن ابن جريج أن
زيادا أخبره أن ثابتا مولى عبد الرحمن بن زيد أخبره أنه سمع أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يسلم الراكب على الماشي
والماشي على القاعد، والأقل على الأكثر ".
418

476 - أخبرنا عبد الله بن الحارث، عن ابن جريج، عن
النعمان بن راشد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا أكل أحدكم فليأكل
بيمينه ويشرب بيمينه، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ".
419

477 - أخبرنا سفيان، عن الزهري أنه سمع أبا بكر بن
عبد الله بن عمر يخبر عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
مثله.
478 - أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن ابن
شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي وأبي عبد الله الأغر، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله ينزل
420

كل ليلة إذا بقي ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا، فيقول: من يدعوني
أستجب له، ومن يستغفرني فاغفر له ".
479 - أخبرنا النضر، نا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري،
عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
421

النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الرؤيا من الله والحلم من الشيطان،
فإذا رأى أحدكم ما يكرهه فليبزق عن يساره ثلاثا، ولا يحدث بها فإنها
التي تضره ".
480 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، نا أبو محمد بن
معبد بن أبي قتادة، عن رجل، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - / قال: " من كاد أهل المدينة كاده الله ".
481 - قال: وحدثني عن أبي هريرة أنه قال: ويذوب كما يذوب
الملح في الماء.
422

482 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، حدثني حكيم الأثرم،
عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من أتى كاهنا فصدقه (بما يقول) أو أتى حائض أو أتى امرأة في
دبرها فقد برئ مما أنزل على محمد - صلى الله عليه وسلم -.
423

483 - أخبرنا كلثوم، نا عطاء، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إني لأجد التمرة ساقطة
فأرفعها لآكلها فأخشى أن يكون من الصدقة فألقيه ".
484 - وبهذا الإسناد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن المملوك إذا توفي وهو يحسن عبادة ربه وينصح لسيده يعتقه الله ".
424

485 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " رأى
عيسى بن مريم رجلا يسرق فقال له: أسرقت؟ قال: لا والذي لا إله إلا
هو، فقال: عيسى آمنت بالله وكذبت البصر ".
486 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا
أوتيتكم شيئا ولا أمنعكموه إن أنا إلا خازن أضع حيث أمرت ".
487 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قام
ليلة القدر إيمانا بالله وتصديقا به وغفر له ما تقدم من ذنبه ".
425

488 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن
الشيطان يتنقل في جسم بن آدم فإذا عصمه الله من باب تحول له من باب
آخر حتى يهلكه لغضبه.
489 - أخبرنا عيسى بن يونس، نا ابن جريج، عن عطاء قال:
سمعت ابن عباس / يقول: عجبا لترك الناس هذا الإهلال ولتكبيرهم ما
بي إلا أن يكون التكبيرة حسنا ولكن الشيطان يأتي الإنسان من قبل الإثم،
فإذا عصم منه جاءه من نحو البر ليدع سنة وليبتدع عن بدعة.
490 - أخبرنا كلثوم، نا عطاء، عن أبي هريرة، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " دخلت الجنة فوجدت أكثر أهلها وسكانها
المساكين ".
426

491 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل أي
الإسلام أفضل؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
492 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " والذي
نفسي بيده لصلاة في مسجد المدينة أفضل من ألف صلاة فيما سواه ليس
الكعبة ".
493 - وبهذا عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: استب رجلان فعير
أحدهما الآخر بأمه فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا الرجل،
فقال: أعيرته بأمه، فأعاد ذلك مرارا، فقال الرجل: يا رسول الله!
استغفر الله لما قلت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ارفع رأسك
فانظر إلى الملأ "، فنظر إلى من حول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
427

" ما أنت بأفضل من أحمر وأسود منهم إلا من كان له فضل في الدين ".
494 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كل
مسلم على مسلم محرم والذي نفسي بيده إن الشيطان ليخرج من البيت
يسمع سورة البقرة يقرأ فيه، وقال: التأني من الله والعجلة من الشيطان ".
428

495 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر عن الزهري، عن سعيد بن
المسيب أو أبي سلمة، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا / رأيتموه
فأفطروا فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ".
496 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر عن ابن المنكدر، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله. وزاد فيه
قال: " صومكم يوم تصومون وفطركم يوم تفطرون ".
429

497 - أخبرنا النضر، نا عوف بن أبي جميلة الأعرابي، عن
خلاس بن عمرو، عن أبي هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " مثل الذي يعطي العطية ثم يعود فيها كمثل الكلب يأكل
حتى إذا شبع قاء ثم يعود في قيئه فيأكله ".
498 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن خلاس بن عمرو
ومحمد، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من
430

اشترى لقحة مصراة أو شاة مصراة فحلبها فهو بأحد النظرين إن شاء
أخذها وإن شاء ردها ومعها إناء من طعام ".
قال عوف: وذلك إذا نقص من لبنها.
وقال الحسن: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثله.
499 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن خلاس بن عمرو، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا
تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ينتعلون الشعر وحتى تقاتلوا قوما عراض
الوجوه خنس الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة ".
431

500 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن خلاس، عن أبي
هريرة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " بينما شاب ممن كان
قبلكم يمشي في حلة مختالا فخورا ابتلعته الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم
القيامة أن تقوم الساعة ".
432

501 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اشتد
غضب الله على رجل قتله رسول الله / - صلى الله عليه وسلم - واشتد
غضب الله على رجل تسمى ملك الأملاك لا ملك إلا الله ".
433

502 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، نا أبو المهزم قال:
سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " لا يجتمع رجلان في الجنة أحدهما قال لأخيه: يا كافر ".
503 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أتى
عرافا أو كاهنا فسأله فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد
- صلى الله عليه وسلم -.
504 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار،
عن رجل، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: نهى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -، عن لبسين من وعن بيعتين: عن اشتمال
الصماء، والاحتباء في ثوب واحد وعن اللمس والنبذ ".
434

505 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن خالد، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الناس
معادن في الخير والشر فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا
فقهوا ".
506 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس،
عن يحيى بن يعمر، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " أول ما يحاسب به العبد صلاته، فإن كان
أكملها وإلا قال الله تبارك وتعالى: انظروا هل لعبدي من تطوع، فإن
وجد له تطوع قال: أكملوا به الفريضة ".
436

507 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، عن جعفر - وهو ابن
أبي وحشية - عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: تنازعنا أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذه الآية في
(كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار) فقلنا:
نحسبها الكمأة فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " ماذا /
تذاكرون؟ "، فقلنا: هذه الآية في الشجرة التي ذكرها الله، فقلنا: نحسبها
الكمأة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الكمأة من المن وماءها
شفاء للعين، والعجوة من الجنة وهي شفاء من السم.
437

508 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، أنا محمد بن زياد، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إذا أتى بطعام من غير أهله سأل عنه أهديه أم صدقة، فإن قيل صدقة لم
يأكل منه وأكل أصحابه وإن قيل هدية أكل منها.
438

509 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، أنا محمد بن زياد، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولكن قاربوا وسددوا
وأبشروا ".
439

510 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن الحسن، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " العجماء جبار والبئر جبار، والمعدن جبار،
وفي الركاز الخمس "، قال عوف: وحدثني به محمد، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضا وحدثني غير
محمد كلهم يرفعها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
440

511 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، نا علي بن زيد، نا
أوس بن خالد، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " تخرج الدابة معها عصا موسى وخاتم
سليمان - فتجلو وجه المؤمن بالعصا وتختم أنف الكافر بالخاتم، وإن
الناس ليجتمعون على الخوان فيقول: هذا يا مؤمن ويقول: هذا يا كافر ".
442

512 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، نا محمد وهو ابن
أبي عمار -، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: " إذا جاء خادم أحدكم بطعامه قد كفاه حره وعمله
فليجلسه معه وليناوله في لقمة ".
443

513 - أخبرنا يحيى بن يحيى، أنا إسماعيل بن عياش /، عن
إسحاق بن عبد الله بن أبي فزورة، عن زيد بن أبي عتاب أنه سمع أبا
هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " خمس سنن أنهن
أول من الآيات وأيتهن وقعت قبل لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من
قبل طلوع الشمس من مغربها والدجال ويأجوج ومأجوج والدخان
والدابة ".
444

514 - أخبرنا النضر، نا حماد، عن علي بن زيد، عن أبي
رافع، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " أربع كلهم يدلي على الله بحجة وعذر: رجل مات في الفترة
ورجل مات هرما، ورجل معتوه، ورجل أصم أبكم فيقول الله لهم: إني
أرسل إليكم رسول فأطيعوه فيأتيهم فيتؤجج لهم نارا فيقول: اقتحموها من
دخلها كانت عليه بردا وسلاما، ومن لم يقتحمه حقت عليه كلمة
العذاب ".
445

515 - أخبرنا النضر، نا حماد بن سلمة، نا أبو المهزم، عن
أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وأتى سبعة أضبب سنة في حقبة قد صب عليها سمنا فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " إني أعافها فكلوها ".
516 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا أبو الأحوص، عن سعيد بن
مسروق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ليس الشديد من غلب الناس
ولكن الشديد من غلب نفسه ".
446

517 - أخبرنا النضر، نا شعبة، نا سليمان - وهو الشيباني أبو
إسحاق -، عن الشعبي عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه قال: كنت
في الذين بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ببراءة مع أبي بكر إلى
مكة فقال له ابنه: بما كنتم تنادون؟ قال بأربع: أن لا يدخل الجنة إلا /
نفس مؤمنة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن
كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد فأجله أربعة أشهر،
قال: كنت أنادي بهن حتى محل صوتي.
447

518 - أخبرنا النضر، نا شعبة، عن محمد بن جحادة قال:
سمعت أبا حازم يقول: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: نهى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كسب الإماء.
519 - أخبرنا النضر، نا عوف، عن خلاس، عن أبي
هريرة - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " في
الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها ".
520 - قال عوف: وقال الحسن، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - مثله.
قال عوف: وبلغني أنه الظل الممدود.
448

521 - أخبرنا كلثوم، عن عطاء، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " المسلم أخو المسلم لا
يظلمه ولا يخذله ثم أشار بيده إلى صدره فقال: التقوى ها هنا ".
522 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن من
أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا ".
449

523 - وبهذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " والله
لقاب قوس أحدكم أو سوطه في الجنة خير مما بين السماوات والأرض ".
450

524 - أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي، نا معاوية - وهو ابن
صالح -، عن أبي بشر، عن عامر بن لدين الأشعري، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن يوم
الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صومكم إلا أن تصوموا قبله أو
بعده ".
451

525 - أخبرنا عبد الرزاق، نا معمر، عن عبد الملك بن عمير، عن
رجل، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: " لا تصوموا يوم الجمعة إلا أن / تصلوه بصيام ".
قال إسحاق: والرجل هو زياد الحارثي أبو الأوبر، هكذا قال جرير
والمعتمر.
452

526 - أخبرنا المقرئ، نا حياة بن شريح، حدثني أبو صخر
أن يزيد بن عبد الله بن قسيط أخبره، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من أحد سلم علي إلا رد الله
روحي حتى أرد عليه السلام ".
453

527 - أخبرنا عبد الله بن الحارث، عن يونس الأيلي فيما قرأ
عليه، عن الزهري قال: أخبرني أبو إدريس الخولاني، عن أبي هريرة -
رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من توضأ
فليستنثر ومن استجمر فليوتر ".
454

528 - أخبرنا عبد الله بن الحارث، حدثني الضحاك بن عثمان،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يزال العبد في صلاة ما دام في مصلاه،
لم يحبسه إلا انتظار الصلاة، والملائكة، معه تقول: اللهم اغفر اللهم
ارحمه ما لم يحدث ".
529 - أخبرنا عبد الله بن الحارث، نا داود بن قيس، عن
موسى بن يسار، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " لخلوف فم الصائم يوم القيامة أطيب
عند الله من ريح المسك ".
455

530 - أخبرنا عبد الله بن الحارث، نا عبد الله الأسلمي - وهو ابن
عامر -، عن عبيد الله بن سلمان الأغر، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد
الحرام ".
456

531 - أخبرنا المؤمل، نا وهيب، عن بن طاؤوس، عن
أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال:
" فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج هكذا وعقد المؤمل بيده
عشرا ".
457

532 - / أخبرنا المؤمل، نا يزيد بن زريع، عن الحجاج بن أبي
عثمان الصواف، عن يحيى بن أبي كثير، عن العبدي، عن أبي هريرة
- رضي الله عنه - قال: إني لأعلم فتنة تكون ولا أعلم المخرج منها،
قال: فقيل له: ما المخرج؟ فقال: أمسك بيدي هكذا حتى يأتيني رجل
فيقتلني.
533 - أخبرنا جرير بن عبد الحميد، عن محمد بن إسحاق، عن
ثور بن زيد، عن سالم مولى ابن مطيع، عن أبي هريرة - رضي الله
عنه - قال: أهدى رفاعة بن زيد الجزامي غلاما لرسول الله - صلى الله
عليه وسلم - فخرج معه إلى خيبر، فلما انصرف النبي - صلى الله عليه
458

وسلم - من خيبر نزل ناحية الوادي عشية من العصر والمغرب فقام العبد
يصنع رحل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه سهم غرب فأصابه
فقتله فقلنا: هنالك الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كلا
والذي نفسي بيده إن شملته لتجرف عليه في النار، وكان غلها من فيئ
المسلمين يوم خيبر "، قال: فجاء رجل من أصحابه فزعا، فقال: يا
رسول الله! أصبت شراكتي نعلين لي، فقال: " يعد لك مثلها في النار ".
534 - أخبرنا يحيى بن أزهر، عن أبي بكر بن عياش، عن
عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة
حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا إن شئتم أدلكم على (ما) إن فعلتموه
تحاببتم؟، قالوا: نعم يا رسول الله! قال: " أفشوا السلام بينكم ".
459

535 - أخبرنا غياث بن بشير، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز
الهرمزي، عن مجاهد قال: قيل لأبي هريرة - رضي الله عنه - هل في
الجنة من سماع؟ قال: نعم شجرة أصلها من ذهب وأغصانها الفضة
وثمرها الياقوت والزبرجد يبعث / لها ريحا فتحك بعضها بعضا فما سمع
شئ قط أحسن منه.
460

536 - أخبرنا المؤمل، نا سفيان عن ابن المقبري يقال له: أبو
عباد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إنكم لا تسعون الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط وجه وحسن الخلق ".
461

537 - أخبرنا يحيى بن يحيى، أنا إسماعيل بن عياش، عن
صفوان بن عمرو السكسكي، عن شيخ عن أبي هريرة - رضي الله عنه -
قال: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوما الهند، فقال: " ليغزون
جيش لكم الهند فيفتح الله عليهم حتى يأتوا بملوك السند مغلغلين في
السلاسل فيغفر الله لهم ذنوبهم فينصرفون حين ينصرفون فيجدون
المسيح ابن مريم بالشام "، قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: فإن أنا
أدركت تلك الغزوة بعت كل طارد وتالد لي وغزوتها، فإذا فتح الله علينا
462

انصرفنا فأنا أبو هريرة المحرر يقدم الشام فيلقى المسيح ابن مريم
فلأحرصن أن أدنوا منه فأخبره أني صحبتك يا رسول الله! قال: فتبسم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا وقال: " إن جنة الآخرة
ليست كجنة الأولى يلقى عليه مهابة مثل مهابة الموت يمسح وجه الرجال
ويبشرهم بدرجات الجنة ".
538 - أخبرنا يحيى بن يحيى، نا موسى بن الأعين، عن الأعمش،
عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: " كيف أنعم المنكر وصاحب القرن قد التقم القرن وأصغى سمعه وحنا
جبهته -: " ينتظر متى يؤمر أن ينفخ فينفخ "، قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا،
قال: " قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا ".
539 - قال: وقال أبو الأحوص، عن الأعمش عن أبي صالح أن
النبي / - صلى الله عليه وسلم - قال: " كيف أنعم فذكر مثله ".
463

540 - أخبرنا سفيان، عن مطرف، عن عطية، عن أبي سعيد،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
541 - أخبرنا عبد الرزاق، نا بشر بن رافع، عن محمد بن
عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال لا حول ولا قوة إلا بالله كانت له
دواء من تسعة داء أيسرها الهم ".
464

642 - حدثنا الملائي، نا يحيى بن أيوب قال: سمعت أبا
زرعة يقول: قال أبو هريرة، قال يحيى: أحسبه عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: (من جاء بالحسنة فله خير منها وهم
من فزع يومئذ آمنون) "، قال: " هي لا إله إلا الله، (ومن جاء بالسيئة
فكبت وجوههم في النار) وهي الشرك ".
465

543 - أخبرنا يونس بن بكير، أنا محمد بن إسحاق، عن
يعقوب بن عتبة، عن أبي غطفان، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" التسبيح للرجال في الصلاة، والتصفيق للنساء، ومن أشار في
صلاته إشارة تفهم فليعد لها الصلاة ".
آخر أحاديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
466