الكتاب: ذم الثقلاء
المؤلف: محمد بن خلف بن المرزبان
الجزء:
الوفاة: ٣٠٩
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: د . مأمون محمود ياسين
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٢
المطبعة:
الناشر: مؤسسة علوم القرآن ، دار ابن كثير - الشارقة
ردمك:
ملاحظات:

ذم الثقلاء
12

بسم الله الرحمن الرحيم أخبرنا الشيخ الإمام
الزاهد العابد بقية السلف الصالح أمين الدين أبو الفدا الدهلي حدثنا أبو بكر بن
جاد القلانسي وفقه الله لمرضاته بقراءتي عليه وذلك بمنزله في عشية يوم حادي عشر
من شهر صفر من سنة إحدى وأربعين وستمائة قال حدثنا الشيخ الإمام الثقة أبو منصور
بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب الموصلي إجازة وذلك في سابع شوال من سنة خمس
وثمانين وخمسمئة قال حدثنا الشيخ أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج والشيخ أبو
عبد الله الحسين بن علي النجار وغيره قالوا حدثنا هبة الله إبراهيم بن أنس علي
السماك حدثنا الحسين بن سعيد الآدمي حدثنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان
قال أنشدني ابن أبي الدنيا وكتب به إلى المعتضد أمير المؤمنين وكان يؤدب ابن
أمير المؤمنين علي المكتفي
13

إن حق التأديب حق البنوة * عند أهل التقى وأهل المروة
إن حق الأنام أن يعرفوا ذا * ك ويدعوه أهل بيت النبوة
حدثنا ابن المرزبان حدثنا عد الرحمن بن محمد الحنظلي حدثنا سليمان بن حرب
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه
قال لما أهديت زينت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع طعاما ودعا القوم فجاؤوا ودخلوا
فجعلوا يتحدثون وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج ثم يرجع وهم قعود فنزلت فإذا طعمتم
فانتشروا الآية
14

حدثنا عبد الله بن أبي عبد الله المروزي عن إبراهيم بن
عبد الرحمن عن يحيى بن المغيرة الرازي عن حرب عن سليمان بن أرقم عن الحسين قال
لقد ذم الله عز وجل الثقل في القرآن فقال فإذا طعمتم فانتشروا حدثنا أبو العباس
المروزي حدثنا ابن أبي رزمة حدثنا الحسن بن سعيد حدثنا عبد الله بن معمر عن خلاد
بن عبد الله عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم بأبغضكم
إلى الله قلنا بلى يا رسول الله قال فظننت أنه سيسمى رجلا فقال إن أبغضكم إلى
الله أبغضكم إلى الناس
15

حدثنا أبي حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا أبو
داود الطيالسي عن محمد بن أبي حميد حدثنا زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب
قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ألا أخبركم بخير أئمتكم قلنا بلى يا رسول الله
قال الذين تحبونهم ويحبونكم وتدعون لهم ويدعون لكم ألا أخبركم بشرار أئمتكم قلنا
بلى يا رسول الله قال الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم حدثنا موسى
بن الحسن الغساني حدثنا عبد الله بن بكر السهمي حدثنا محمد بن سالم عن أبي هشام
مولى الحبيب عثمان بن عفان عن محمد بن كعب القرظي
16

قال دخلت على عمر
بن عبد العزيز فقال أعد لي حديثا كنت حدثته عن ابن عباس فقال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فقال ألا أنبئكم بشراركم قالوا بلى يا رسول الله قال الذي ينزل وحده ويجلد عبده
ويمنع رفده ألا أنبئكم بأشر من هذا الذي يبغض الناس ويبغضونه حدثنا عمر بن عبد
الوهاب حدثنا عباد بن الوليد عن حبان بن هلال حدثنا المبارك بن فضالة حدثنا
عبد الله بن سعيد عن ابن المنكدر عن جابر
17

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبكم
إلي وأقربكم مني مجلسا أحاسنكم أخلاقا وأبغضكم إلي الثرثارون والمتشدقون
المتفيهقون قيل قد عرفنا الثرثارون فما المتشدقون المتفيهقون فقال المستكبرون
حدثنا أبو بكر العامري حدثنا سعد بن أبي داود حدثنا شيخ يقال له إسحاق كان بعين
زربة عن رجل عن الحسن قال خرج موسى صلى الله عليه وسلم يستسقي فلم يسق فقال يا رب خرجت مع بني
إسرائيل استسقي فلم تسقنا فأوحى الله إليه أن كان فيهم عبد أبغضه قال يا رب من
هو حتى أبغضه كما أبغضته وكان قال يا موسى أنا أبغض الشاعة من خلقي فكيف أخبرك
حدثنا عبد الرحمن بن محمد التميمي حدثنا عبد الوهاب بن عطا العجلي
18

حدثنا محمد بن روح أبو سهل التاجي عن محمد بن زياد قال كان أبو هريرة إذا ثقل
عليه الرجل قال اللهم اغفر له وأرحنا منه حدثنا أبو محمد التميمي حدثنا محمد بن
حسن عن أحمد بن يونس قال لا أعلم إلا قال كان رجل يأتي أبا هريرة فيوخم روى قال
ليس في الموت شماتة ألا قلتم استعمل على إمارة أو أصاب مالا أو ولد له غلام
حدثنا ابن أبي الدنيا وأحمد بن زهير حدثنا أبو الحسن علي بن محمد السماوي عن
إسحاق بن عيسى قال حدثني شيخ عن حماد بن أبي سليمان قال قال عمر بن الخطاب من
آمن الثقل فهو ثقيل حدثنا أبو بكر العامري حدثنا عبد الرحمن بن صالح بن يونس بن
بكير عن إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان عن أبيه قال من خاف أن يكون ثقيلا
19

فهو خفيف حدثنا أبو محمد حدثنا عمر بن الصامت حدثنا يونس بن حماد عن
قتادة أن رجلا قعد وسط الحلقة فقال لحذيفة إن فلانا أخاك مات قال وأنت أحق
على الله أن يميتك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن الجالس وسط الحلقة حدثنا حارث بن
أبي أسامة عن أبي الحسن المدائني قال قال ابن السماك كم من رجل لو قدرنا أن
نتحمل ما به فعلنا وآخر نحب أن يموت حدثنا عبد الله بن نصر حدثنا محمد بن نصر
الصايغ قال حدثني أبي قال جئت إلى عبد الرحمن بن سالم فجاءه رجل فسلم عليه فلم
يرد عليه السلام وغمض عينيه فدار إلى الشق الآخر من أحد شقيه فلم يرد عليه فقال
له يا با محمد لم لا ترد علي السلام قال أتود أن أنظر إلى رجل غمضت عيني لئلا
أراه من بغضه يريد أن أرد عليه السلام
20

حدثنا عبد الله بن عبيد القرشي
قال حدثني محمد بن قدامة قال سمعت أبا أسامة يقول حدثنا هشام بن عروة يقول لرجل
لأنت أثقل من الزواقي قال ابن قدامة سألت الفراء عنها فلم يعرفها فقال جليس
له إن العرب كانت تسمر بالليل فإذا سمعت زقا الديكة أشرف عليها مجئ الصبح
قال فأعجب الفراء بذلك حدثنا محمد بن بن إسحاق
المدائني حدثنا سليمان بن أبي شيخ
حدثنا أبو الصغدي الحارثي قال أتيت عوانة بعدما كف بصره فسلمت عليه وسألت
عنه ثم قلت إن الله
21

لم يسلب عبدا شيئا إلا عوضه مكانه شيئا هو خير
منه فما الذي عوضك من بصرك قال الطويل العريض وألا تقع عيني عليك حدثنا محمد
بن بن إسحاق
حدثنا أبو داود الطيالسي قال حماد بن سلمة الصوم في البستان الثقل حدثنا
محمد بن الفضل قال سمع يزيد بن جابان كلام عبد الله بن الهيان يعبد ما ذهب بصره
فقال كلام من هذا فقالوا كلام عبد الله بن الهيان قال لوددت أن الله زادني طرشا
حتى لا أسمع كلامه وأتم علي بذلك النعمتين حدثنا إسحاق بن محمد قال حدثني ابن
عائشة قال قال رجل لبشار الأعمى إنه لم يذهب بصر أحد إلا عوض فما عوضت من
ذهاب بصرك قال ألا أرى وجهك فأموت غما حدثنا عبد الله بن حمزة عن العباس بن
الحسن قال بلغني عن الشعبي
22

أنه قال إذا أردت التخلص فيما بينك وبين
من تستثقله العين فحول قفاك إليه قال أو القاسم بن المرزبان قال أنشدني علي بن
محمد لأبي زيد المازني
وبغيض فاق في البغض * على كل بغيض
فاق عندي قدح اللبلاب * في عين المريض
حدثنا ابن المرزبان حدثنا محمد بن الحنظلي عن محمد
بن سعد قال كان بالمدينة رجل له ابنان لم يكن بالمدينة أثقل منهما وكان أبوهما
من الطيبين فتذاكروا يوما الثقل فقال على رسلكم امرأته طالق إن كانت الزوراء
دار عثمان ابن عفان عند أحد بني ما جاورته حدثنا أبو بكر القرشي حدثني محمد بن
عبد الله حدثني معلى بن مهدي قال سمعت حماد بن زيد قال حدثني شيخ من الباذرية
ولم قال كان عمي إذا
23

رأى الرجل يستثقله غش عليه أنشدني الآدمي قال
أنشدني ابن المرزبان قال عبد الله بن نصر الرياش
لي صاحبان علي هامتي * جلوسهما مثل حد الوتد
ثقيلان لا يرتجى منهما * فهذا الزكام وهذا الرمد
وأنشدني ابن المرزبان قال أنشدني أبو بكر لبعض البصريين
فرحمة الله على آدم * رحمة من عم ومن خصصا
لو كان يدري أنه خارج * مثلك من جربانه لاختصى
حدثنا
أبو العباس المروزي حدثنا أبي قال كان ابن عائشة إذا بصر إلى ثقيل قال صنجة
الميزان
24

حدثني أبو العباس المروزي حدثني علي بن الحسن قال كان أبو
أسامة إذا أبصر إلى ثقيل قال قد تغيمت السماء حدثنا ابن المرزبان حدثنا أبي قال
كان بعض مشايخنا إذا أبصر إلى ثقيل صاح الحجر الحجر وقال ابن سنان القطان كان
وكيع إذا جلس إليه الثقيل غمض عينيه وقام عنه حدثنا أحمد بن منصور الرمادي
حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال كنت جالسا بصنعاء فدخل عليه فتى له ثقيل فقال يا
معمر دين تسلمه إلى عبد الله بصنعا فعدني وعده بعدهم حدثنا محمد بن عمران بن
زياد الضبي عن أبي عبد الله الطوال عن الأصمعي قال قال ابن أبي طرفه مجالسة
الثقيل حمى باطنة حدثنا محمد بن
25

عبد الله بن عمر عن عمر بن إسماعيل بن
مجالد عن أبيه عن جده عن الشعبي قال من فاتته ركعتا الفجر فليلعن الثقلاء حدثنا
ابن المرزبان حدثني أحمد بن زهير حدثني عبيد الله بن عمر حدثني أبو أحمد الزبيري
حدثنا سعد بن أوس عن بلال بن يحيى العبسي عن حذيفة قال إن الرجل ليدعوني فأقول
إني صائم ولست بصائم حدثنا أبو محمد التميمي حدثني محمد بن إسماعيل حدثني ابن
الوراق حدثنا ابن فضيل عن عبد الله بن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول
26

ومن الناس من يخف ومنهم * كرجا بين البئر ركبت فوق ظهري
قال حدثني عبد
الرحمن بن محمد بن حميد بن حبيب أنشدني لبعض الشعراء
إذا أبصرت شخصك قلت شخص * حقيق بالحياكة والحجامة
وإن أبصرت وجهك قلت وجه * حقيق بالنحامة والنخامة
أنشدني ابن المرزبان قال أنشدني أبو القاسم بن سليمان الإيادي
يا بغيض الله والشيطان * والجن والإنس
أهج عرضي كيفما شئت * وأهجو عند لك نفسي
حدثنا محمد بن بكر حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم حدثنا أبو شهد عن
مزاحم بن زفر قال سالت شعبة عن أبي بكر الهذلي قال دعني لا اقئ
27

حدثنا عبد الله بن عبد الله الخراساني قال حدثني جعفر بن محمد البرلسي قال
سمعت جعفر بن حميد سمعت محمد بن جابر يقول لما مات حماد بن أبي سليمان كان
أبو حنيفة ربما لقيني فيسألني المسألة فيمنعني أن أخبره قال أنشدني الأدمي قال
أنشدني ابن المرزبان قال أنشدني أبو بكر القرشي
انهضوا فإن أتى يا جلسائي فانهضوا * زبدة البغض أراها في فؤادي تمخض
قال أنشدني الحسن بن صالح
البرقي للمكتب
أما الحبيب فلا يمل حديثه * وحديث من أبغضته مملول
وترى على وجه الحبيب بشاشة * وعلى البغيض وخامة وخمول
وتدير طرفك للحبيب مودة * والطرف من دون البغيض كليل
28

حدثنا أبو الفضل أحمد بن طيفور قال
حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الخوارزمي قال لقيت شريك بن عبد الله يوما بباب
الكرخ أيام المنصور فقلت يا با عبد الله حدثني بحديث كذا وكذا فحدثني فقلت
يا با عبد الله آخر فحدثني فقلت آخر فحدثني لأنه فقلت آخر فقال لي بالفارسية أنت
ثقيل ولو كنت ثقيلا في العيان هينا ولكن أنت ثقيل على القلب حدثنا أبو محمد
حدثني جعفر بن يعقوب حدثني أحمد بن إبراهيم عن جعفر الأحمر عن إسماعيل بن أبي
خالد عن الشعبي قال عيادة حمقاء القراء أشد على أخبرنا المريض من مرض مريضهم
يعودونه في غير وقت عيادة ويطيلون الجلوس عنده حدثنا عبد الرحمن بن محمد
حدثني محمد بن سعد حدثنا عفان حدثنا
29

عمر بن علي قال جاء الحجاج بن
أرطاة إلى الأعمش فاستأذن عليه فقال
30

قولوا له ابن أرطاة على الباب
فقال الأعمش ابك علي ابك علي فلم يأذن له حدثنا أبو محمد التميمي حدثنا محمد
بن يحيى عن الأصمعي قال ليس في الدنيا إلا ثقيل ولا أحب الثقلاء حدثنا أبو
الفضل أحمد بن حبيب علي بن يحيا قال المأمون يوما لجلسائه لم صار الثقيل أثقل
على القلب من الحمل الثقيل فلم يجب منهم أحد وقالوا أمير المؤمنين أعلم فقال
لأنه يجتمع على الحمل الثقيل الروح والبدن والثقيل تنفرد به الروح أتى شريك بن
عبد الله رجل من أصحاب الحديث له عن أطراف كانت معه وكان ذلك في يوم صائف
وأكثر على شريك وثقل عليه فصاح شريك يا جارية تعالي اسبلي الستر واحرقي
يكون الذباب حدثنا أبو الأدمي قال أنشدني ابن المرزبان قال أنشدني ابن صالح
الكوفي
وثقيل قل صاحبه * يحسب كل الناس من خوله
31

جاءنا والشمس قد غربت * فاصتبى مع رسلا على مهله
تأسر العينين طلعته * انقص الرحمن من أجله
قال أنشدني عبد الله بن نصر قال أنشدني أبو سعيد الأهوازي
لشؤم بخت وقضم قت * وألف سبت وأربعا
وثقل صخر وغيم شهر * وطول هجر على جفا
وكسر ضلع ونتف صدغ * بماء صمغ وموميا
أهون من أن تراك عيني * تمشي صحيحا على الفضا
أيا بغيضا تضج منه الأرض * ضجيجا إلى السما
حدثنا عبد الله
بن جعفر حدثني محمد بن الحسن عن الصلت بن مسعود قال سمعت جدي أبا صالح قال دخل
رجل على رقبة بن مصقلة قال يا با عبد الله مات فلان ثم سكت ساعة ثم قال مات
فلان نعى ثلاثة فلما أراد أن يخرج قال لك حاجة قال ألا تعودني ما دمت مريضا
عدمتك حولين كفيتك بعفوين سعيد
32

أنشدني الادمي قال أنشدني ابن
المرزبان قال أنشدني أحمد بن علي
أنت والله ثقيل * وأنا أيضا ثقيل
لك رأس فيه رأسان * ولي عقب طويل
أنت في المنظر إنسان * وفي الميزان فيل
أخبرنا بن محمد عن الحرمازي عن مجالد عن الشعبي أنه كان قاعدا في مجلس فأقبل
رجل فلما رآه قام وقال ثقيل والله قال أخبرنا عبد الله عن أبي محمد الخراساني
قال قال حماد الراوية أخبرني من قال للفرزدق يا أبا فراس أنشدني قصيدة كذا وكذا
قال يا هذا إن قدرت ألا تكون ثقيلا فأفعل حدثني عبد الله بن نصر حدثني إبراهيم
حدثنا عبيد الله بن عمر قال قال
33

يحيا بن سعيد لرجل لأن تضربني ضربة
بالسوط أحب إلي من أن تسألني عن حديث ولقد جاءه مرة رجل يستثقله فقال لي من
بالباب قلت فلان فصك رأسه بأصابع يديه كلها وقال يا أبا سعيد جبل جبل فلما
انصرفت مررت بالرجل وهو جالس على الباب فلا أدري أذن له أم لا قال أنشدني
ابن المرزبان قال أنشدت لأبي حازم
في غير ستر الله من سار * لأقرب الله به الدار
لو سخط الله على ناره * لعذب الله به النار
وأنشدني الآدمي قال
أنشدني ابن المرزبان
سار الحبيب الغداة منطلقا * من عندنا والبغيض لم يسر
متى يسير الثقيل أبعده * الله ولا رده من السفر
ثم قال أنشدني ابن المرزبان
قال أنشدني آخر
يا أبغض الخلق إلى نفسه * بغضك لا يجري بمقدار
قد ترحم النار منك بغضا * إذا ما رحم الخلق من النار
وأنشدني لغيره
وثقيل أشد من ثقل الموت * ومن شدة العذاب الأليم
لو عصت ربها الجحيم لما * كان سواه عقوبة للجحيم
34

أنشدني أبو العباس المروزي قال أنشدني إبراهيم بن
إسحاق القرشي قال أنشدني العتبي
أقطب بكر حين لا ألقى خفيفا * فلم تطب الحياة مع الثقيل
وحين أرى الخفيف قررت عينا * به وأخذت في لعن الثقيل
حدثني أبو محمد حدثني أحمد بن أبي علي البزاز قال قال رجل للنضر بن شميل إني
أحب أن تقرأ علي وتكثر وتترسل قد فقال النضر
تسألني أم الحباب جملا * يمشي رويدا ويكون أولا
35

حدثنا أبو محمد التميمي حدثني أحمد بن الوليد عن
شعيب بن حرب عن سفيان قال إني لأكرم جلسائي لمكان رجل واحد حدثنا أبو محمد
حدثنا بن العباس قال قيل للأعمش ما تصنع عند مطهر قال أتيته كما آتي الحش إذا
كانت لي إليه حاجة قال أخبرني أبو بكر العامري قال أخبرني أبو بكر المدائني قال
36

أتى الحجاج برجل من الخوارج فقال والله إني لأبغضكم وفي فقال الخارجي
أدخل الله أشدنا بغضا لصاحبه الجنة قال أخبرني أبو بكر العامري قال أخبرني أبو
الحسن المدائني علي بن محمد عن علي بن مجاهد عن عنبسة بن سعيد أن إبراهيم بن
محمد بن طلحة بن عبيد الله قال لأبي هاشم بن محمد بن الحنفية أما والله إني
لأبغضك قال ما أحقك بذلك ولم لا تبغضين وقد قتل جدي أباك وجدك ونكح عمي
أمك قال حدثني أبو الحسن بن زكريا قال حدثني شيخ من أهل العلمط
37

قال قيل لأيوب السختياني لم لم تكتب عن طاوس قال أتيته فأصبته بين ثقلين
ليث بن أبي سليم وعبد الكريم الجدري فرجعت ولم أكتب عنه حدثنا أبو العباس
المروزي قال سمعت سلمة بن شبيب قال سمعت أبا أسامة يقول إيتوني بمستمل خفيف
عن اللسان خفيف على الفؤاد إياي والثقلاء إياي والثقلاء حدثنا أبو العباس قال
سمعت مشكان أنه يقول قلت لأبي أسامة أنت والله ثقيل قال زد فيها ووخم
38

حدثنا أبو عبد الله السدوسي عن محمد بن سلام الجمحي قال كان بشار المرعث
يستثقل هلال بن سعيد بن عطية وقال فيه
وكيف يخف لي بصري وسمعي * وحولي عسكران من الثقال
إذا ما شئت صبحني هلال * وأي الناس أثقل من هلال
قال
أخبرني سالم بن يزيد قال حدثني أبو حاتم السجستاني قال قال الفضيل بن إسحاق
الهاشمي قعد إلى بشار رجل وكان يستثقله فضرط عليه بشار فقال الرجل انفلتت منه
ثم ضرط عليه أخرى فقال انغلتت فلا منه ثم ضرط ثالثة فقال له الرجل يا أبا معاذ
ما هذا قال مه رأيت أو سمعت قال لا بل سمعت قال لا تصدق حتى ترى حدثنا ابن
إسماعيل بن هارون قال قال المأمون في نديم كان له وكان يستثقله
ونديم كأنه غصص الموت * كثير المدي يشجي الخيلا
يتغنى وليس يحسن شيئا * لا ولم ير طاهرا إلا قليلا
39

ويصلي في غير وقت صلاة * ليس إلا مبغضا أو ثقيلا
ليته سجر أو قيد منه إلى النار وكان الشيطان منه وكيلا
قال أخبرني
عبد الجبار بن محمد الطوسي قال حدثني أحمد بن أبي علي قال قال رجل لهشيم بن بشير
حدثنا قال لا أقول قال إذن أتركك قال إذن لا تستوحش لك الدار قال حدثني أبو
محمد قال أخبرني أحمد بن الدورقي قال كنا عند أبي أسامة فجاءه رجل فقال له أبو
أسامة أنت فلان قال نعم قال فأول ما رأيتك أردت القئ من ثقلك حدثني أبو
محمد التميمي حدثني ابن أبي علي قال قال الحجاج بن أرطاة للأعمش ما انتهيت حتى
جاءك اشراف أهل الكوفة قال إذن يرجعون بغير قضاء حاجة أخبرني أبو محمد عن أبي
الحسن القرشي قال أتي الحجاج بن بأسيرين ممن كان مع ابن الأشعث فأمر بضرب
أعناقهم قال أحدهما أصلح الله الأمير
40

إن لي عندك يدا قال وما هي قال
ذكر ابن الأشعث أنك إبليس فنهيته فقال ومن يعلم ذلك قال هذا يعني الأسير
الآخر فسأله الحجاج فقال قد كان ذاك فقال الحجاج فلم لا تفعل أنت كما فعل قال
أينفعني عندك ذلك قال نعم قال لبغضك وبغض قومك قال الحجاج خلوا عن هذا
لصدقه وعن هذا لفعله حدثنا أبو بكر الكوفي حدثنا محمد بن قدامة عن الحرمازي قال
سمعت جبريل وهو متطبب كان بالشام قال نجد في كتابنا مجالسة الثقيل حمى الروح
قال أنشدني محمد بن علي لبعضهم
شخصك في مقلة النديم * أثقل من رعيه النجوم
41

يا زحل وجهه دميم * خلاصي منك خلاص من الجحيم
قال أنشدني آخر
خاف من الأرض أن تميد به * فأوسع الأرض كلها ثقلا
أشرق بالكأس حين أذكره * ولو شربت الزلال والعسلا
يذكر في مجلس فأحسبه * ريب منون يقرب الأجلا
قال ذكر المدائني عن بعض رجاله قال كان يقال عود نفسك الصبر
42

على
مجالسة الثقيل فإنه لا يكاد يخطئك قال حدثني عبد الله أخبرني أبو جعفر اليمامي
قال جاءنا أبو جعفر بن وهب كاتبا لمحمد بن صالح يوما وكان ثقيلا فقال لي أي شئ
طالع الساعة فقلت لاعلم لي بالنجوم وكنا جماعة فمال إلى أحمد بن سيف يسأله عن
ذاك فكتب في الداعي بيتين ودفعهما إلى أبي الجهم
وعالم بالنجوم طلعته * تدل من بغضه على البغض
يدر لما غدا وقت عرف الطالع * كالحية بالبغض
قال
فكتب أبو الجهم تحته يجيز ما قال
لو قابلته السعود صاعدة * لحطها بغضه إلى الأرض
قد كتب البغض فوق جبهته * هذا ورب العباد من فرضى
حدثني أبو
العباس المروزي حدثنا أبو الفضل بن الحسن حدثني موسى ابن محبوب الزعفراني قال
حدثني أبو غسان بن ربيع بن سلمة قال كان محمد بن سيرين إذا اثقل عليه رجل لم
يذكر ذلك إليه ويقول نعوذ بالله من قرين السوء وجليس السوء
43

عن مجالد
قال كان رجل يجالس مروان الشاعر وكان ثقيلا وكان له لحية عظيمة فاستثقله غير
مروان فقال فيه
لقد كانت مجالستي وساعا * فضيقها بلحيته رباح
معثولة الأسافل والأعالي * لها في كل زاوية جناح
فلو أن الإمام أقاد منها * لخلق لم يكن فيها جناح
44

قال حدثني قاسم بن الحسن حدثنا أحمد بن أبي روح عن إسحاق
بن النديم الموصلي قال قال المأمون يوما وقد غناه من يستثقله ما تعرفون في
الثقيل فقال بن إسحاق
بن إبراهيم الظاهري يا أمير المؤمنين يقال في مجالسة الثقيل
حمى قال فكيف إذا كان مغنيا قال أخبرني القاسم بن الحسن حدثني عمر بن بكير عن
الهيثم ابن عدي قال أنشدني أبو بكر العامري
يا مفرغا في قالب البغض * بعضك يشكوك إلى بعض
كأنما تمشي على باطني * إذا تمشيت على الأرض
45

قال حدثني سعيد بن عثمان قال دخل أعرابي على قوم يتحدثون على شراب لهم فقطع
عليهم حديثهم وثقل عليهم فقال بعضهم
أيها الداخل الثقيل علينا * حيث لذ الحديث لي ولصحبي
يقول
خف عنا فأنت الثقيل والله * علينا من فرسخي دير كعب
قال فقال الأعرابي يجيبه
لست بالبارح العشية * والله لشتم ولا لشدة ضرب
حتى ولو ضربت بالكأس ثلاثا * وتعلون الذي بعدهن بقعب
قال فضحك
القوم إليه وقالوا اسقوه فإنه ظريف
46

حدثنا عبد الله بن عمر البلخي
حدثنا محمد بن أبي علي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم
عن جنار لأن قال كنا نأتي سماك بن حرب نسأله عن الشعر ويأتيه أصحاب الحديث
فيدعهم ويقبل علينا ويقول إن هؤلاء ثقلاء قال أخبرني أبو النصر قال بعض أهل
العلم بالأدب كان يقال استخفاف الثقيل ثقل واستثقال الخفيف علامة الثقلاء
وكان يقال الأنس بالثقيل علامة الثقل لأن كل طير يطير مع شكله وأخبرني الواسطي
لبعض المحدثين
هبك نزارا في الكرم * أم هبك كسرى في العجم
أو هبك ساسان الذي * يفخر بالملك الأشم
47

أو هبك عادا نفسه * صاحب جنات إرم
أو هبك إدريس الذي * أول من أجرى القلم
أو هبك نوحا جدنا * وجدنا أفنى الأمم
هل أنت إلا جبل * يا جبل الله الأصم
يا ملك الموت الذي * يأخذ منا بالكظم
قال حدثني أبو بكر عبد الله بن محمد قال قال ابن كناسة بعث جرير
إلى الفرزدق بابنه وقال أبي يقريك السلام يقول لك قد أردت الحج فأبعث لي
براحلة فدعا براحلة وأعطاه إياها وقال قل لأبيك لا أحسن الله صحبتك ولا ردك
وقد ولا إياها قال حدثني عبد الرحمن القنطري حدثنا محمد بن سعد حدثني الواقدي
محمد بن عمر قال إني لجالس عند أبي الحارث بن عبد الرحمن إذ أتاه شيخ فقال
تذكر يا با الحارث يوم تسابقنا بالحمام وكان كان
48

وأقبل يحدثه وابن أبي
ذيب يتغافل عنه فلما أكثر عليه وثقل قال نعم كنت فيها لئيما ووضيعا أنشدني ابن
الآدمي قال أنشدني ابن المرزبان قال أنشدني محمد بن حازم
لا زلت في غربة وفي سفر * حتى تحط الرجال في السفر
فبئس ضيف الكريم مغتربا * وبئس جار الأقوام في الحضر
قال حدثني أبو محمد الطوسي عن علي بن محمد القرشي عن عمير
العدوي قال استأذن إسماعيل على الغمر بن عبد الملك بن مروان فحجب ساعة ثم
49

أذن له فدخل يبكي فقال الغمر مالك يا با فايد تبكي قال كيف لا أبكي وأنا
أحجب عنك ومروانية أمي ومروانية أبي فجعل الغمر يعتذر وإسماعيل يبكي فلما خرج
قال له رجل ويلك أي مروانية لأبيك قال اسكت امرأته طالق إن لم يكن أبي نزل به
الموت فلقن لا إله إلا الله فقال لعن الله مروان صلاة منه فجعل ذلك عوضا من
قول لا إله إلا الله ترى أن له في ذلك من الأجر مثل ما له من الأجر من التوحيد
حدثني أبو محمد الطوسي حدثنا أحمد بن يحيا عن حجاج عن عقبة بن سنان قال قال أكثم
بن صيفي من ألحف في مسألته أبرم وثقل قال حدثني أبو عبد الرحمن النحوي حدثنا
محمد بن زياد الأعرابي قال كان رجل من الأعراب يختلف إلى امرأة من قومه
يحادثها وكان لها محبا وكان إذا جاء ليحادثها علي تبعه فتى من الحي فيقعد قريبا
منهما فلا يقدران على ما يحبان
50

من الأنس والخلوة فقال الرجل
إذا أتيت سليمى شب لي جعل * إن الشقي الذي يصلى به الجعل
قال حدثني أحمد بن زهير
قال بلغني عن شعيب بن حرب أنه قال قال سفيان الثوري إنه ليكون في المجلس عشرة
كلهم يخف علي فيكون منهم الرجل استثقله فيثقلون علي قال أخبرني أبو جعفر عبد
الأعلى المكتب قال ذكر بين يدي معن اللذات فقال القطيعة في الثقلاء من اللذات
51

قال حدثني أبو محمد قال حدثني الحسن بن عبيد الله الأزدي عن ابن
إدريس قال كنت أمشي مع الأعمش فمررنا بجماعة فقال أحدهما للآخر الذي يليه من
هذا قال سليمان الأعمش فقال الأعمش فقدتكما حتى وفقدت الأعمش من أجلكما قال
حدثني أبو العباس حدثني أبو حفص الفلاسي حدثنا أبو داود عن سعيد بن عبيد عن
يمان بن ربيعة أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام ثبتك الله يا أمير
المؤمنين قال على صدرك قال حدثني عبد الله بن نصر قال حدثني أبو حاتم الرازي
حدثنا أبو سلمة النبوذكي قال سمعت موسى بن رباح قال سمعت مخلد قال سمعت ابا
عاصم النبيل يقول إذا أبغضت الرجل أبغضت نفسي الذي يليه قال حدثني عبد الله
حدثنا أبو حاتم حدثنا محد بن عبد الله بن إسماعيل قال سمعت عمرو بن الحارث
يقول سخنة العين النظر إلى من تكره حدثنا كعب بن شبيب أبو سعيد المدائني حدثنا
عبد العزيز بن عبد الله حدثنا
52

مالك بن يحيا بن سعيد أنه قال لإنسان
يكثر الكلام إما أن تحسن مجلسنا وإما أن تقوم حدثنا عبد الله بن نصر حدثنا أحمد
بن نصر حدثنا أبو نصر بن مالك بن مغول قال أ إبراهيم بن سعد وقد كان يعدني بأن
يحدثني فألفيته وقد خلف فقال لي يا بن مغول تدري ما مثلي ومثلك قال قلت
تمنعني الحديث وتضرب لي الأمثال قال خد هذا المثل حتى يأتيك الحديث كان رجل
يختلف إلى سعيد بن المسيب وكان سعيد يستثقله فأتاه ليلة وقد لسعته عقرب فقال
له يا با محمد اصبر فإنما هي ليلة فقال له سعيد وفي هذا الوقت أيضا حدثنا عبد
الرحمن بن محمد الحنظلي عن ابن يزيد التميمي قال سأل رجل الشعبي عن المسح على
اللحية فقال خللها قال أتخوف أن لا يبلغها الماء قال فإن تخوفت فأنقعها
من أول الليل حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحنظلي قال كتب رجل من أهل البصرة إلى
رجل من أهل بغداد وقد ولد له ابن بلغني أنك سميت ابنك محمدا وأنت إلى أعمال
آبائنا أحوج منك إلى أسمائهم وقبل هذا سماك أبوك فما حجرك ذاك عن سفك الدم
الحرام وشرب المدام واكتساب المال من المآثم وما
53

أدري كيف أدعو
لابنك إن دعوت له أن يشبهك فالعار ولا النار وإن دعوت له ألا يشبهك فالظنة
والبهمة حدثنا أبو محمد التميمي عن أبي الحسن المدائني عن قيس بن الربيع قال
كنا عند الأعمش فدخل الثقال علينا فما لبث أن خرج ثم رجع فقال فررت منكم إلى
البيت فإذا ثم من هو أثقل منكم فرجعت إليكم يعني زوج ابنته حدثنا أبو محمد
حدثنا عثمان بن محمد بن عمر قال كان سويد بن عبد العزيز فاضلا وكان يقول من ثقل
عليك بنفسه وغمك في سؤاله فألزمه أذنا صماء وعينا عمياء حدثنا أبو محمد حدثنا
أبو الحسن المدائني عن عرق بن سليمان قال حضرت يوسف بن عمر أتوه بثوب من
الطراز فقال ما هذا الثوب فقال رجل
54

من المجلس كان يستثقله أصلح الله
الأمير هذا سهر أردد سهر قال أحمر في أحمر قال لا جرم والله لأدعن ظهرك أحمر في
أحمر قال فضربه أربعمئة سوط حدثنا محمد بن عمر حدثنا أحمد حدثنا الهيثم بن عدي
قال قعدت إلى ابن حرب بمسجد بمكة بعد عشاء الآخرة قال فجاء رجل فجلس إليه
فقال له ابن الهيثم أبعد عنا قال ولم والله لأن سمعت حسنا لأذيعنه فإن وإن كان
غير ذلك لأسترنه عمر قال فالتفت إلى الرجل وقال له أنت ثقيل وجعله قال فجعل
يتغنى بشئ ما أكاد أسمعه وأنا أرجيه حتى غنى أصواتا فقال له اقرأ فقرأ قال ابن
جريج اللهم إنك تعلم أنا ختمنا بالقرآن وتبركنا به وفرغنا إلى رحمتك فاغفر لنا
قال سمعنا لله وختمناه بكتاب الله واستغفر الله حدثنا إسحاق بن أبان حدثنا محمد
بن سلام عن عمر بن الحارث قال سخنة العين النظر إلى من يبغض
55

حدثنا
أبو بكر بن زهير حدثنا أبو الحسن علي بن محمد القرشي عن العباس بن يزيد قال
أهدى رجل إلى الأعمش بطيخة فلما أصبح جلس الأعمش فقال له الرجل يا با محمد
كيف كانت البطيخة قال طيبة ثم عاد ثانية فقال طيبة ثم عاد الثالثة فقال
الأعمش إن كففت عني وإلا تقيأتها النبي حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا عبد
العزيز بن سليمان حدثنا سلام بن مسكين عن كعب بن شبيب قال قال يزيد بن صوحان
يوم قتل عثمان بن عفان اليوم تنافرت القلوب فلا تتآلف حتى تقوم الساعة حدثنا
عبد الله بن محمد حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن عبد الرحمن عن معمر قال
ما بقي من لذات الدنيا إلا ثلاث محادثة الإخوان وأكل القديد وحك الجرب
وأزيدكم زيادة الوقيعة في الثقلاء وتمثل بهذا البيت
56

ليتني كنت ساعة ملك الموت * فأفني الثقال حتى يبيدوا
كما حدثنا أبو بكر العامري
قال أخبرني الزبير بن أبي بكر حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي عن إبراهيم بن
محمد قال كنا نعرض على أبي عتيق العرض فربما غمض عينيه فنمسك عن العرض
فيقول ما لكم فنقول ظنناك هو نائما فيقول لا ولكن مر بنا من استثقله وسلم
فغمضت عيني كراهية أن أراه أنشدني محمد بن زكريا قال أنشدني أبو حاتم السجستاني
إني أجالس معشرا * نوكى أخفهم ثقيل
57

لا يفهموني عنه قولهم * ويدق عنهم ما أقول
قوم إذا جالستهم * صدئت لقربهم العقول
قال أخبرني
أبو محمد التميمي عن أبي الحسن المدائني قال جاء رجل إلى الأعمش فقال يا با محمد
اكتريت حمارا بنصف درهم وأتيتك أسألك عن حديث كذا وكذا فقال اكتر بالنصف
الآخر وارجع قال حدثني أبو محمد التميمي حدثنا محمد بن سعد عن أبي نعيم قال
سمعت سفيان يقول ذهبت أنا وداود الطائي إلى الأعمش فدخلنا فسلمنا فقال داود
للأعمش صوت لا عهد لك به منذ حين فقال الأعمش فلا علي أن
58

لا
يعهدني إن فقال داود ما رأيت أحدا أتقرب إليه بطول الهجر ثم فما نفسي خفيفة
عنده غيرك قال المدائني لقي رجل الأعمش فقال اجلس حدثني فقال الرجل ارفع
صوتك فإني أصم قال ما زال بك يا ثقيل حدثنا أبو محمد حدثني محمد بن الحسين
حدثنا أحمد بن حرب قال حدثني إسماعيل بن زياد بن الحكم عن أبيه أو عمته قال
قلت للأعمش ما أراك كتبت على الشعبي إلا يسيرا قال ويحك كيف كنت أسمع من
رجل لم آته قط مع إبراهيم النخعي إلا أقعدني خلف الأسكفة من الباب ثم يقعد
إبراهيم في مجلسه ويتمثل بهذا البيت ويومي إلي
لا ترفع العبد فوق سيدة * ما دام منها بظهره شرف
59

حدثنا عثمان بن محمد عن الربيع بن نافع قال كنا
نجلس إلى الأعمش قال فيقول في السماء غيم يعني ها هنا من نكره حدثنا ابن
المرزبان قال حدثني أبو يعقوب النخعي حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي عن سفيان
بن عيينة قال كان الأعمش يدع أصحاب الحديث ويذهب إلى حائك في جواره يحدثه
استثقالا منه لهم أنشدني ابن المرزبان قال أنشدت قال أنشدت لبعضهم
كلما قلت خلا مجلسنا * بعث الله ثقيلا فجلس
ليت من كان بغيضا وخما * طمسته الأرض عنا فانطمس
قال حدثني علي بن الفضل قال أخبرني النجار وقال سمعت أبا محمد
رجاء بن سلمة يقول كان الأعمش يستثقل زائره فكان إذا جاء تنخم من ناحيته
60

قال حدثني عبد الرحمن بن محمد قال حدثني محمد بن مطرف بن مازن قال حدثني
محمد بن عبد الرحمن قال قال لي ابن طاوس لكلام ثقيل أشد علي من الشيطان حدثنا
أبو حفص النسائي حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال سمعت أبا نعيم يقول سمعت الثوري
يقول لزائدة بن قدامة لو كنت من البغال لكنت من بغال النقل حدثنا عبد الله بن
نصر حدثني أحمد بن زيد قال قال فضيل بن عياض كان ابن المبارك يلبس الثياب
والقلوب تحبه وإن أحدهم ليجئ وفي جبته كذا وكذا رقعة والقلوب تستثقله
61

حدثنا أبو العباس المروزي حدثنا محمد بن إبراهيم البزاز حدثنا أحمد بن
إبراهيم قال سمعت عمارة بن يحيى يقول رأيت عبد الرحمن بن مهدي يتملقه إلا
الرجل لا يجيبه عبد الرحمن فيقول ربما ضاق علي مجلس بالرجل فيكون أول من أبدأ
بحاجته حدثنا أبو العباس حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا
عبد الرحمن بن أبي بكر حدثنا محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه أن
رجلا من العرب يقال له عفير كان يصحب أبا بكر فقال له أبو بكر أي عفير كيف
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الود يتوارث وإن البغض يتوارث حدثنا عبد المؤمن بن
عبد الله قال قدم علي أبي الشمقمق ابن عم له من
62

البصرة زائرا فأقام
عنده أياما ما قدم إليه شيئا وخرج فأنشأ يقول
ألا يا أوخم الثقلين طرا * وأثقل ما تردد في الصدور
رأيت كأنما الرحمن ربي * براك اليوم من صم الصخور
فلا تبغي الشخوص ولا تشكي * ولا تبلى على مر الدهور
قعودك ما قعدت علي غم * وقد أكننت بغضك في الضمير
فلا والله لا أنساك حتى * يسيرني الرجال إلى القبور
ولو في جنة كنا جميعا * ننعم في الخيام وفي القصور
إذن خليتها وخرجت منها * لبغضك وانتقلت إلى السعير
قال فلما أخذ ابن عمه
الذي أعطاه إذا ابن عم له آخر قد ورد عليه فأقبل يتأمله قبل جلوسه ثم أنشأ يقول
ألا يا معشر الثقلاء أنتم * قوائم من حديد أو جليد
إذا ما غاب كانون فولى * أتى دهر بكانون جديد
ثم جلس فتحادثنا ساعة ثم إن ابن عم له آخر ورد
وهما يتحادثان فجلس ثم أنشأ يقول
يا ثقيلان قد عرضت عليكما * جميع أطرافي وكل تلادي
63

أنتما معدن الرصاص فقوما * قد شكا منكما إلي فؤادي
حدثنا عبد الله بن محمد القنطري حدثنا يحيا بن أيوب قال قال يوما شعيب بن
حرب حدثنا الحسن بن عمار فقال رجل من ناحية آه فالتفت إليه شعيب وجعل يتبصره
ويقول من هذا حتى حسبت إذ رآه أن يضربه ثم قال شعيب ما يسرني أني حدثت عن غير
ثقة وأن لي عشرين عبدا مثلك حدثنا عبد الله حدثنا عبد الرحمن بن واقد الخراساني
حدثنا سليمان بن سعيد التميمي حدثنا بقية بن الوليد عن يمان ويونس بن نعيم عن
الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم القيامة نادى مناد ألا يا متخشعين لله
قال فلا يقوم إلا سؤال المساجد حدثنا أبو العباس المروزي حدثنا محمد بن نصر
الصايغ حدثنا أبي قال وجه أبو سليمان الأشقر رسولا من هؤلاء الأحداث المتزمنين
وهو إلى الأسود بن سالم في حاجة فلم يسلم عليه قال أبو سليمان يلقي عليك السلام
فقال
64

اذهب فأخره وانتهره الأسود فرجع الشاب إلى أبي سليمان وأخبره
فلقي الأسود فعاتبه على انتهاره صلى الله عليه وسلم الشاب فقال الأسود من يطيق أن يسقط عليه
الجبل حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيا بن أيوب حدثنا رجل عن شريك قال كان رجل
يتكلم عند شريك فيكثر فقال له شريك كرا كر ان سخت ما أثقلك ما أثقلك قال
أخبرني أبو محمد حدثنا أبو الحسين المدائني عن علي بن قيس بن سعد بن عبادة حين
بايعه قد كنت أكره يا قيس أن قيس وأنا والله قد كنت أكره أن تتخلى وأنت يا
معاوية تدعى أمير المؤمنين حدثنا جعفر عن عبد الرحمن ابن أخي الأصمعي عن عمه عبد
الملك بن قريب قال أراد أعرابي أن يكلم امرأة كان يحبها فنظر إلى رجل يرمقه
فامتنع مما أراده من كلامها وثقل عليه فقال الأعرابي مالك رماك الله بداء عضال
يفقدني شخصك ويسكنك إذا رمسك فقد ثقلت على من لم يقر عينه بسهادها فقال إذا
كانت العيون مسرورة برقادها أي
65

حدثنا أبو محمد الأمين عن حماد بن أبي
حنيفة قال كنا عند رقبة بن مسقلة فأتاه رجل كان يستثقله فقال يا هذا إن ناحيتكم
بعيدة والسماء متغيمة فقم حدثنا أبو حفص بن عثمان بن محمد بن أبي شيبة قال
سمعت منصور بن الحجاج وكان صدوقا فاضلا وكان إذا رأى بغيضا قال اللهم اقتله وإن
كان قتله يقتلني فاقتله واقتلني حدثنا علي بن الفضل حدثنا ابن المخارق حدثنا
يحيا بن أكثم قال سمعت جرير بن عبد الحميد يقول لما رأيت الأسود بن قيس في
خفين وعمامة في الصيف فاستثقلته ثنا فلم أكتب عنه حدثنا عمر بن عبد الحكيم
حدثنا محمد بن الحسين قال قال رجل لجرير بن عبد الحميد يا با عبد الله قال مغيره
بن إبراهيم إنك لثقيل
66

حدثنا عمر قال كان الأسود إذا رأى ثقيلا يقول
استراح الأضراء حدثنا عثمان قال حدثني إبراهيم بن سعيد الجوهري قال سمعت أبا
أسامة يقول استراح الأضراء أن ينظروا إلى من يبغضون حدثنا محمد إسحاق بن عبد
الرحمن المدائني حدثنا سليمان بن أبي الشيخ حدثنا أبو الصفدي الحارثي قال أتيت
عوانة بعد ما كف بصره فسلمت عليه ثم قلت إن الله تعالى لم يسلب عبدا شيئا
إلا عوضه شيئا هو خير منه فما الذي عوضك من بصرك قال الطويل العريض يا بغيض
قال قلت وما هو قال أن لا أراك ولا تقع عيني عليك حدثنا إسحاق بن محمد حدثنا
أبو حاتم السجستاني قال قال رجل للشعبي ما زلت في طلبك فقال الشعبي وما زلت
منك فارا
67

قال أنشدت لمحمد بن عبد الملك
أقصى خطاك الهند والصين * وكل نحس فيك مقرون
تطوى بك الأرض إلى بلدة * ليس بها ماء ولا طين
بحيث لا أنيس مستوحش * ولا قريب عليك محزون
قال حدثني أبو محمد عبد الله
بن عبيد الله حدثنا عثمان قال قال قال الفضل بن المهلب الثقلاء ثلاثة رجل كان
يزور قوما يستثقلونه تركهم منه فغاب عنهم فأفسحت به أبصارهم وطابت نفوسهم ثم
أتاهم يعتذر عن تخلفه عنهم ورجل أتى رجلين وهما في حديث قد أعجبهما فقعد إليهما
من دون الناس فدخل فيما يليهما فلما بلغ منهما قال لعلكما كنتما على والثالث
رجل انتهى إلى حلقة قوم فأقبل على الذي يليه فقال أيش هو في بغداد فهو لا يسمع
ولا يدع من يسمع يفهم
68

عن الحديث والرابع هو الرجل المتكهل الذي
يتحادث في مشيته ويحسر عن ساقيه تميز عن الخلق بثقل روحه حدثنا عبد الرحمن بن
محمد عن هارون بن معروف حدثنا ضمرة عن حفص بن عمر قال رجل للأحنف بن قيس
وكان يجالسه يا با بحر هل زنيت قط قال فسكت الأحنف ثم أعاد عليه فقال أما منذ
أسلمت فلا قال ثم لقيه بعد ذلك فقال يا با بحر هل تعرفني قال نعم أعرفك جليس
سوء قال أخبرني محمد بن علي قال دخل رجل على عليل يعوده وكان
69

العليل
يبغضه ويستثقله فقال له وقد أبرمه في المسألة كيف وكيف تجدك وهل تعرفني قال
يقول له المريض وهل يخفى بغضك على أحد حدثنا عبد الرحمن بن محمد حدثنا أحمد بن
إبراهيم عن أسود بن سالم قال من قول الأعمش من أكره أن أنظر في وجهه فكيف
أحدثه حدثنا أبو العباس عبد الله بن نصر حدثنا الحسين بن علي حدثني محمد بن أبي
الحارث حدثنا سفيان بن عيينة عن مخلد عن الشعبي قال أخبرني عبد الله أن علي بن
أبي طالب عليه السلام كان يستثقل الأشتر حدثنا عبد الله بن نصر حدثنا إبراهيم
بن أسد عن أبي ربيعة عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن عامر أن عمر بن
الخطاب قال إني لأبغض
70

فلانا فقيل للرجل ما شأن عمر يبغضك فجاءه
فقال يا عمر هل فتقت في الإسلام فتقا أم جنيت جناية أو أحدثت حدثا فقال لا
فقال علام تبغضني قال فسكت عمر عنه حدثنا أبو القاسم عبد الرحمن بن علي قال
سمعت خالد بن خداش يقول كان حماد بن زيد إذا رأى عفان قال ما أثقل ظله حدثنا
أبو الأشقر حدثنا علي بن جعفر الكاتب قال كان رجل يجالس ابن المقفع فيكثر
الكلام ويطيل الجلوس فكان ابن المقفع يستثقله فجاءه يوما وقد تناول دواء فقال
لغلامه استأذن لي عليه فقال له الغلام قد أخذ دواء قال كيس فقال له الغلام ليس
إلى ذاك سبيل قال فكتب في قرطاس
هل لذي حاجة إليك سبيل * لا يطيل الجلوس إلا قليل
71

قال ثم رمى بالقرطاس في الدار فعرفها ابن المقفع فنظر في
الذي كتب وكتب في أسفل من ذلك الكتاب
أنت يا صاحب الكتاب ثقيل * وقليل من الثقيل طويل
قال ابن المرزبان كان يقال الأنس بالثقيل علامة الثقل لأن كل
طير مع شكله قال أنشدني أبو بكر العامري قال
وتاركة للبيت من بغض بعلها * كأن بعينيها قذى يتململ
أضر بها هم من الثقل أنها * رأت بعلها بين العمودين يحمل
حدثنا أبو محمد الطوسي جرير بن عبد الحميد يا با عبد الله
72

حدثنا
مغيره عن إبراهيم قال مغيرة عن إبراهيم إنك ثقيل حدثنا عبد الرحمن بن علي حدثنا
زكريا بن يحيى الطائي حدثنا محمد بن عبيد الله العتبي عن أبيه عن الحكم بن صخر
قال حججت فرأيت قوما مجتمعين فصرت إليهم فإذا عجوز منحنية تبكي على عصا تسأل
الأخبية فقلت من هذه فأقبلت علي العجوز فقالت أنا التي يقول فيها الأعشى % لم تمش ميلا ولم تركب على قتب * ولم تر الشمس إلا دونها الكلل
ما روضة من رياض الحزن معشبة * خضراء جاد عليها مسبل هطل
يضاحك الشمس منها كوكب شرق * مؤزر بعميم النبت مكتهل
73

يوما بأطيب منها نشر رائحة * ولا بأحسن من أردانها الأصل
قال قلت من أنت رحمك الله قالت أنا هريرة صاحبة
الأعشى والحمد لله وحده تم كتاب ذم الثقلاء وله المنة والفضل والسنا
74