الكتاب: مسند بلال
المؤلف: الحسن بن محمد الصباح
الجزء:
الوفاة: ٢٦٠
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: مجدي فتحي السيد
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: دار الصحابة للتراث للنشر والتحقيق والتوزيع - مصر
ردمك:
ملاحظات:

مسند
بلال بن رباح المؤذن
رضى الله رضي الله عنه
للحافظ أبى على الحسن بن محمد الصباح
(170 ه‍ - 260 ه‍) تحقيق
مجدي فتحي السيد
دار الصحابة للتراث
للنشر والتحقيق والتوزيع
ت: 231587 - ص -. ب: 477
1

كتاب قد حوى دررا بعين الحسن ملحوظة
لهذا قلت تنبيها
حقوق الطبع محفوظة
للناشر
الطبعة الأولى
1409 ه‍ - 1989 م
دار الصحابة للتراث بطنطا
للنشر والتحقيق والتوزيع
شارع المديرية - امام محطة بنزين التعاون
ت: 331587 - ص.: 477
2

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله.. نحمده ونستعينه ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن
سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضل فلا هادي له، واشهد أن لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة * وخلق منها
زوجها * وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام * إن
الله كان عليكم رقيبا).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا، يصلح لكم أعمالكم * ويغفر
لكم ذنوبكم * ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما).
ثم أما بعد...
فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخير الهدي هدي محمد صل الله عليه وسلم، وشر الأمور
محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
3

(بين يدي الكتاب)
ترك لنا النبي صل الله عليه وسلم رجالا، صدقوا ما عاهدوا الله عليه، أولئك هم الصحابة البررة،
الذين حملوا راية الاسلام، وسعوا في نشرها بين الأنام، حتى نالوا الرضا من ربهم،
والحب من نبيهم صل الله عليه وسلم ومن هؤلاء الصحب الكرام بلال بن رباح - رضي الله عنه - إنه نموذج من النماذج الصادقة، الطيبة التي تربت على مائدة النبوة.
نشأته:
لقد ولد بلال - رضي الله عنه - من أبوين حبشيين، لقد جئ بها من الحبشة،
وبيعا في سوق البعيد بمكة، حيث كان الانسان يباع ويشترى.
وتربى بلال في قبيلة بني جمح، عند سيده أمية بن خلف صاحب الثراء. ولان بلالا
كان مطيعا أمينا لسيده، فلقد صار مدللا لديه، حتى صار أمية يتركه يسير بالقوافل
المحملة بتجارته من مكة إلى الشام.
وفي تلك الرحلات عرف بلال بصوته الندي، لقد كان يحدو بصوته فتسير القافلة
المسافات الطويلة، لا تشعر بملل، ولا تعب، لم يحدثه صوت بلال من متعة في آذان
القوم.
وفي إحدى تلك الرحلات يسمع بلال من راهب أنه سوف يبعث نبي من العرب،
يأمر الناس بعبادة فاطر السماوات والأرض، رب كل شئ ومليكه وأخذ بلال يفكر، لم
يعبد تلك الأصنام، وهذه الآلهة المزعومة.
واخذ بلال يبحث عن هذا النور الذي شعر به في قلبه، كيف له بتمامه؟ حتى
بعث صلى الله عليه وسلم فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلن إسلامه، بذأت رحته مع
العذاب، لقد سمع مولاه بذهابه إلى محمد صلى الله عليه وسلم،، بل ولقد علم من الواشين أنه قد دخل في
هذا الدين الجديد.
وهنا بدأ سيده في تعذيبه، لقد أخرجه إلى الرمضاء، ووضع فوق صدره صخرة
عظيمة، وأخذ يساومه الرجوع عن هذا الدين، ولكنه ظل على ثبات، لا يعرف
4

إلا كلمة الايمان، (أحد.. أحد.. أحد).
ثم مر عليه أبو بكر وهو يعذب، فاشتراه بماله من أمية، ثم أعتقه لوجه الله.
تلك هي ملامح حياة بلال - رضي الله عنه - فهو من السابقين الأولين، الذين
عذبوا في الله، حتى صار بحق من أئمة الصابرين.
مناقبه: بلال هو مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدرا، وشهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة، فعن أبي
هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صل عليه وسلم لبلال: (حدثني بأرجى عمل
عملته في الاسلام، فاني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة) قال:
ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر آنا ما في ساعة من ليل، ولا نهار إلا صليت
لربي ما كتب لي أن أصلي).
فهذا نص قاطع صريح بأن بلالا - رضي الله عنه - من أهل الجنة على التعين.
ومناقبه - رضي الله عنه - جمة، استوفاها الحافظ ابن عساكر، ولقد عاش بضعا
وستين سنة، واختلف في وفاته، وموضع قبره.
ولمزيد من التفضيل فعليك بالرجوع إلى المصادر والمراجع التالية:
1 - حلية الأولياء: (1 / 147)..
2 - الإصابة: (1 / 273).
3 - شذرات الذهب: (1 / 31).
4 - التهذيب: (1 / 502).
5 - أسد الغابة: (2 / 243).
6 - الاستيعاب: (2 / 26).
5

هذا هو بلال بن رباح مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم، الصابر، الممتحن.
وفي هذا الكتاب الذي بين يديك، يصنف الامام الزعفراني، بعض أحاديث بلال،
عن طريق سنده الذي حفظه عن شيوخه.
وبانضمام هذا المسند إلى مسند بلال عند الامام أحمد، الامام الطبراني تتضح
القيمة العلمية التي تركها لنا بلال - رضي الله عنه -، بحفظه لهذه الأحاديث.
هذا بالتأكيد عدا ما تركه لنا في بطون الكتب السنة.
نسأل الله العظيم، رب العرش العظيم، أن يوفقنا لخدمة تراث سلفنا الصالح، وأن
يجعلنا وإياهم من ورثة جنة نعيم.
والحمد لله رب العالمين
6

(ترجمة المصنف)
نسبه ونشأته: هو الامام العلامة، شيخ الفقهاء والمحدثين، أبو علي الحسن بن محمد
ابن الصباح، البغدادي الزعفراني.
ولد سنة بضع وسبعين، ومائة.
تعلم العلم من أهل عصره، وجالس الفقهاء، والمحدثين، وكان يحب أهل الحديث
حبا جما، ويقول:
ما على وجه الأرض قوم أفضل من أصحاب هذه المحابر، يتبعون آثار رسول الله
صلى الله عليه وسلم، ويكتبونها كي لا تندرس.
ومن جملة سعيه في طلب العلم أنه صار مقدما في الفقه والحديث، عالي الرواية، وفي يوم قدم فيه الشافعي إلى بغداد، فلما اجتمع الناس إليه، قال: التمسوا من يقرأ
لكم، يقول الزعفراني: فلم يجترئ أحد أن يقرأ عليه غير، وكنت أحدث القوم سنا،
ما كان بعد في وجهي شعرة، وإني لأتعجب اليوم من انطلاق لساني بين يدي
الشافعي رحمه الله، وأعجب من جسارتي يومئذ.
شيوخه وتلاميذه:
سمع أبو علي من كثير من كبار الحافظ والمحدثين، بل وقرأ كما سبق على الشافعي
وممن سمع منهم: سفيان بن عيينة، وإسماعيل بن علية، وعبيدة بن حميد، ووكيع بن
الجراح، وعبدا الوهاب الخفاف، ومروان بن معاوية، ويزيد بن هارون، وسعيد بن
سليمان الواسطي.
ولقد أخرج له البخاري وأصحاب السنن الأربعة، ومن تلاميذه الذين حملوا رضي الله عنه
العلم: ابن الاعرابي، وابن صاعد، وزكريا الساجي، والبغوي، والقزويني، وابن
سريج، والإمام ابن خزيمة، وأبو عوانة الأسفراييني، ومحمد بن مخلد، والقاضي المحاملي،
7

وخلق كثير، لا يحصون.
وهذا يوضح لنا بجلاء بعض الملامح العلمية التي جعلت له تلك الكثيرة من الشيوخ،
والتلاميذ.
آثاره: ورد في بعض كتب التراجم أن له عدة مصنفات في الفقه، والحديث، ولكنهم
- للأسف - لم يذكروا لنا أسماء تلك المؤلفات.
ولكن نستطيع أن نقول: إننا بتوفيق من الله عز وجل، استطعنا الوصول إلى هذا
الكتاب الذي بين أيدينا، من مؤلفات الامام، وقمنا بتحقيقه فلقد ذكر ابن سعد في
الطبقات (ليدن) 3 - القسم الأول (165) أن له هذا المصنف.
وتوجد مخطوطة هذه الكتب في دار الكتب المصرية، كما سيأتي وصفها.
ثناء العلماء عليه:
قال الزعفراني: لما قرأت كتاب (الرسالة) على الشافعي، قال لي: من أي العرب
أنت؟ قلت: لست بعربي، وما أنا إلا من قرية، يقال لها: الزعفرانية. قال
الشافعي: أنت سيد هذه القرية.
قال الامام الذهبي عنه: كان ثقة جليلا، عالي الرواية، كبير المحل.
وقال ابن المنادى: كان أحد الثقات.
وقال أبو عمر الصدفي: سألت العقيلي عنه، فقال: ثقة من الثقات، مشهور، لم
يتكلم فيه أحد بشئ.
وقال ابن عبد البر: كان نبيلا، ثقة، مأمونا، ويقال إنه لم يكن في وقته أفصح
منه، ولا أبصر باللغة، ولذلك اختاروه لقراءة كتب الشافعي، وكان يذهب مذهب
أهل العراق، فتركه، وتفقه للشافعي،.
وقال ابن العماد الحنبلي: الفقيه الحافظ، من أذكياء العلماء.
شعره: للامام أبي علي بعض الاشعار، لكن يغلب عليها سمت أشعار العلماء، فلقد
8

قال ابن مسروق: كنت يوما في مجلس الزعفراني، فجاء أبو ثور فسلم على الزعفراني
وتساءلا. وتكلما، فتخاصما، ثم سلم عليه أبو ثور، وانصرف، فقال لنا الزعفراني
خذوا، فأملى علينا:
أبدا بين المجين
جدال وقتال
فإذا ما عريا من
ذاك فالحب محال
لا يطب حب إذا ما
لم يكن فيه جدال
وقال أحمد بن محمد الشطوي: سمعت الزعفراني ينشد، وقد اجتمع الناس ليحدثهم:
لا والذي تسجد الجباه له
مالي بما دون ثوبها خبر
ولا بفيها ولا همت به
ما كان إلا الحديث والنظر وفاته: وفي سنة 260 هجرية، صعدت الروح إلى بارئها، وانتقل الامام الزعفراني إلى ربه،
فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه كل الخير عما أسداه للاسلام والمسلمين من خير.
ولمزيد من التفصيل عليك بالرجوع إلى المصادر والمراجع التالية:
1 - تاريخ بغداد: (7 / 407).
2 - وفيات الأعيان: (2 / 73).
3 - شذرات الذهب: (2 / 140).
4 - تهذيب التهذيب: (2 / 318).
5 - تذكرة الحافظ: (2 / 525).
6 - العبر: (2 / 20).
7 - الجمع بين رجال الصحيحين: (84).
8 - الجرح والتعديل: (3 / 36).
9

9 - البداية والنهاية: (11 / 31).
10 - النجوم الزاهر ة: (3 / 32).
11 - المنظم: (5 / 23).
12 - طبقات الحنابلة: (1 / 138).
13 - سير أعلام النبلاء: (12 / 262).
14 - طبقات الشافعية للسبكي: (2 / 114).
10

(وصف مخطوطة الكتاب)
عثرت على مخطوطة هذا الكتاب الطيب في دار الكتب المصرية العامرية، وهي
نسخة فريدة، برقم (25585) تحت رمز (ب) على ميكرو فيلم (26866)، وهي
مكونة من (6) ورقات، مكتوبة بخط سنة 1351 ه‍ وخط المخطوطة رفيع منسق،
جيد القراءة.
. تم نسخها في يوم سبت السادس من شهر رجب سنة 1351 ه‍، الموافق 1932 م
نقلا عن النسخة الخطية المحفوظة في دار اكتب المصرية تحت رقم (1558) حديث.
وكاتبها هو محمود بن عبد اللطيف، النساخ بدار الكتب.
وبدراسة سند المخطوطة، والسماعات التي في نهايتها، يتبين لنا قيمة النسخة،
وتوثيقها، فهي نسخة رويت عن الحافظ ابن حجر العسقلاني، ثم تلقاها عنه العلماء،
وعن تلاميذه، وعليها سماعات كثيرة توضيح ما سبق.
والحمد الله أولا وآخرا.
11

مسند بلال رباح المؤذن
* رضي الله عنه *
12

(عملي في الكتاب)
الحمد لله منزل الكتاب، ومجري السحاب، والصلاة والسلام على خير رسله، محمد
ابن عبد الله، وآله وصحبه.
1 - قمت بنسخ الكتاب من مخطوطة بدار الكتب، ثم بمراجعة النسخ لزيادة توثيق
المادة العلمية.
2 - أخرجت ما في الكتاب من أحاديث نبوية، مع ذكر درجتها، من خلال
أقوال أهل الجرح والتعديل.
3 - قدمت للكتاب بمقدمة تشتمل على ما يلي:
أ - لمحة عن بلال بن رباح - رضي الله عنه -.
ب - ترجمة المصنف.
ج - وصف مخطوطة الكتاب.
4 - أعدت الفهارس العلمية للكتاب.
والحمد لله رب العالمين
أبو مريم / مجدي بن فتحي السيد
14

مسند بلال بن رباح
المؤذن
رضي الله رضي الله عنه
15

بسم الله الرحمن الرحيم
رب أعن ويسر يا كريم
أخبرني جدي لأمي شيخ الاسلام والحافظ أبو الفضل أحمد بن محمد بن محمد
ابن حجر العسقلاني إجازة إن لم يكن سماعا.
والمسندة المكثرة أم الفضل هاجرة بنت محمد بن أبي بكر المقدسي قراءة عليها
في شوال سنة 868 قالا: أنا المسند شهاب الدين أحمد بن حسن بن محمد بن محمد
السويداوي سماعا للأول بقراءته، وإجازة للثانية إن لم يكن سماعا ح.
وأنبأنا غير واحد منهم المسند عز الدين بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن
الفرات إجازة إن لم يكن سماعا، عن ست العرب بنت البخاري إجازة، إن لم يكن
سماعا:
أنا أبو الحسن بن علي حسن بن أحمد علي الأرموي.
أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المقدسي الشهير بابن البخاري.
أنا أبو حفص عمر بن معمر بن طبرزد البغدادي سماعا عليه في العشرين
من شوال سنة ثلاث وستمائة أنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز
قراءة عليه، ونحن نسمع، أنا أبو الغنائم محمد بن علي بن الحسن الزجاجي، أنا
القاضي أبو محمد عبد الله بن عبد الله بن إبراهيم الأسدي قراءة عليه، ونحن نسمع
في شهر ربيع الأول سنة 396 في جامع الرصافة بالجانب الشرقي من مدينة السلام، أنا
أبو عبد الله الحسين بن يحي بن عباس القطان، أنا أبو علي الحسن بن الصباح
الزعفراني، قال:
16

(حديث أبي عبد الله بلال بن رباح)
1 - حدثنا يحي بن عباد ثنا حماد بن زيد ثنا عمر وبن دينار أن ابن عمر حدث عن
بلال - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة.
2 - حدثنا حسين بن الحسن عن ابن عون عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -
أن النبي صل الله عليه وسلم دخل الكعبة، معه بلال، وأسامة، وعثمان بن طلحة وقد أجاف
عليهم الباب، قال:
فقعدت بأرض ملقى، ثم خرج، فدخلت، فقلت: أين صلى النبي صل الله عليه وسلم؟!
قالوا: هاهنا، ونسيت أن أسأل كم صلى؟.
17

3 - حدثنا سعيد بن منصور ثنا حماد بن زيد عن عمر وبن دينار عن ابن عمر عن
بلال - رضي الله عنهما - أن رسول الله صل عليه وسلم (صلى في جوف الكعبة).
4 - حدثنا سعيد بن سليمان ثنا عبد الله بن المؤمل سمعت ابن أبي ملكية عن ابن
عباس - رضي الله عنهما - قال:
(صلى رسول الله صل الله عليه وسلم في الكعبة) وكان بلال، والفضل على الباب فقال بلال:
وسجد، وقال الفضل: إنما كان يركع.
5 - حدثنا شبابة ثنا الليث عن ابن شهاب عن سالم عن ابن عمر - رضي الله عنهما -
قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت، وأسامة، وبلال، وعثمان بن طلحة - رضي الله عنهم -
18

فأغلقوا عليهم الباب، فلما فتحوا، كنت أول من ولج، فلقيت بلالا، فسألته عن
صلاة النبي صل الله عليه وسلم، فقال بلال:
(نعم صلى بين العمودين اليمانيين).
6 - حدثنا داود بن مهران ثنا داود يعني القطان عن موسى عن نافع أن عبد الله بن
عمر سأل بلالا - رضي الله عنهما - وكان دخل مع رسول الله صل الله عليه وسلم الكعبة، فقال بلال:
(نعم) وقد نسيت أن أسأله كم صلى؟.
19

(باب المسح على الخفين)
7 - حدثنا يحيى بن عباد ثنا شعبة أخبرني الحكم عن ابن أبي ليلى قال: قال بلال
- رضي الله عنه -: (كان رسول الله صل الله عليه وسلم يمسح على الخفين، والخمار).
20

8 - حدثنا عفان ثنا شعبة قال: قال أبو بكر بن حفص سمعت أبا عبد الله مولى
لبني تيم بن مرة يحدث عن أبي عبد الرحمن أنه كان قاعدا، فمر بلال - رضي الله عنه - فسألوه عن وضوء رسول الله فقال:
كان رسول الله صل الله عليه وسلم يقضي الحاجة، فيدعو بالماء، فكنت آتيه بالماء، فيمسح على موقيه، وعمامته).
9 - حدثنا عاصم ثنا شعبة قال: سألت حماد عن المرأة تمسح على خمار ها بماء؟
قال: قال لي إبراهيم: تنزع خمارها، وتمسح على رأسها.
قال شعبة: كنت إذا سألت الحكم عن هذا، قال: سمعت ابن أبي ليلى يحدث عن
بلال - رضي الله عنه - أن النبي صل الله عليه وسلم (كان يمسح على الخمار والخفين).
10 - حدثنا علي ثنا ابن ثوبان عن أبيه عن مكحول عن الحارث بن معاوية،
وسهيل بن جندل أنهما سألا بلالا - رضي الله عنه - عن المسح، فقال:
سمعت رسول الله صل الله عليه وسلم يقول:
21

(امسحوا على الخفين والموق).
11 - حدثنا على ثنا زهير عن حميد عن أبي رجا عن عمه أبي إدريس أنه كان قاعدا
بدمشق في يوم بارد، فتوضأ، فأراد أن يخلع خفيه، فمر به بلال مؤذن رسول الله صل الله عليه وسلم
رضي الله عنه - فقال: يا بلال، كيف كان رسول الله صل الله عليه وسلم يتوضأ؟!
قال: (كان يمسح على الخفين والخمار).
قال: الحمد لله، وترك خفيه، فلم يخلعهما.
12 - حدثنا علي ثنا سفيان عن أبان بن تغلب عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن بلال
- رضي الله عنه - أن النبي صل الله عليه وسلم (مسح على الخفين والخمار).
22

باب
(أفطر الحاجم والمحجوم)
13 - حدثنا يزيد بن هارون ثنا أيوب أبو العلاء - وهو أيوب بن سليمان - عن
قتادة عن شهر بن حوشب عن بلال - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم:
(أفطر الحاجم والمحجوم).
23

باب
(الاذان)
14 - حدثنا عفان ثنا شعبة قال منصور وسليمان أخبراني عن إبراهيم عن الأسود عن
بلال أنه سمعه يؤذن (الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله).
آخر مسند بلال للزعفراني
الحمد الله وحده، وصلى الله على سينا محمد وآله وصحبه وسلم.
حسبنا الله ونعم الوكيل.
24

(سماعات)
على الأصول المنقول:
سمع جميع هذا الجز ء، وهو مسند بلال للزعفراني على عمر بن محمد بن طبرزد بقراءة
الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي، وزينب بنت على، وأحمد بن
شيبان، وآخرون في العشرين من شوال سنة ثلاث وستمائة.
وسمعه على أبي الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد المدسي، عرف بابن البخاري،
بقراءة محمود بن أبي بكر الأرموي نور الدين علي بن حسن بن علي الأرموي، في
آخرين، وصح في رمضان سنة 688 بمنزل المسمع بسفح قاسيون، وسمعه على أبي الحسن
علي بن حسن بن علي الأرموي بسماعه أعلاه، بقراءة ناصر الدين محمد بن أبي القاسم بن
إسماعيل الفارون، أبو بكر بن القاسم بن بكر الرحبي، وابنه أحمد، وعلي بن جبران
ابن عبد الله السكري، والامام أبو الحسن علي بن أبي محمد بن عبد الله بن أبي الحسن
الأربلي السرمري، وآخرون في يوم الثلاثاء خامس عشر جمادى الآخرة سنة 726.
وسمعه أيضا جماعة منهم: أحمد بن حسن بن محمد بن زكريا السويداوي في
سنة 738.
وسمعه على أبي العباس أحمد بن الحسن بن محمد المقدسي السويداوي بقراءة كاتب
السماع أحمد بن علي بن محمد العسقلاني ولد المسمع أبو البقاء محمد بن الأصفر، وصح بمنزل
المسمع في الثالث عشر من المحرم سنة 799.
وأجاز: الحمد لله سمعه على سيدنا ومولانا الشيخ الامام، العلامة الحافظ، الحجة،
قاضي القضاة، شيخ الاسلام، أمير المؤمنين في الحديث محب الدين أبي الفضل محمد، ابن
شيخ الاسلام محب الدين أبي الوليد، محمد بن الشحنة، الحنفي، الامام العلامة، المحقق
المدقق، المفتي، أقضى القضاة، / شيخ الشيوخ، شمس الدين أبي محمد عبد البر، أمتع الله
بحياته، بقراءة له على الحافظ أبي الوفاء إبراهيم بن محمد بن خليل الحلبي، بسماعه له على
صلاح الدين محمد بن أحمد بن أحمد بن أبي عمر بإجازته من ابن البخاري وزينب الحرانية عن
ابن طبرزد، كتبه بحضور سيدنا الشيخ الامام، العالم المحدث، المفيد المخرج، الحافظ
25

جمال الدين أبي المحاسن أحمد بن شاهين الكركي، سبط شيخ الاسلام ابن حجر العسقلاني
فسخ الله في مدته، الجماعة: سيدي وقاضي القضاة جمال الدين أبي المحاسن أحمد
ابن البادلي الحنبلي، وفاطمة بنت مولانا القاري، والشيخ شهاب الدين أحمد بن صدقة
الحسني، وكاتب هذه الأحرف محمد بن محمد بن منصور بن علي الحسيني، الحلبي،
وسيدي محمود بن القاري، سمع كثيرا من أوائله، وأجاز لهم شيخ الاسلام السمع جميع ما
يجوز له، وعن روايته بسؤال القاري.
وصح وثبت بمنزل المسمع بالدرب الأصفر، أمد الله حياته، في نهار الثلاثاء، ثامن
شهر جمادى الأولى، سنة سبع وثمانين وثمانمائة: -
بعون الله تعالى تم نسخ هذا الجزء في يوم السبت الموافق 6 من رجب الفرد،
من سنة 1351 ه‍، من شهر نوفمبر من سنة 1932 م نقلا عن النسخة الخطية، المحفوظة
بدار الكتب المصرية، تحت نمرة 1558 حديث على نفقة دار الكتب المصرية، وكتبه
راجي عفو المتين محمود بن عبد اللطيف فخر الدين النساخ بدار الكتب المصرية.
26