الكتاب: ما روي في الحوض والكوثر
المؤلف: ابن مخلد القرطبي
الجزء:
الوفاة: ٢٧٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: عبد القادر محمد عطا صوفي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٣
المطبعة:
الناشر: مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة
ردمك:
ملاحظات:

مرويات الصحابة
رضي الله عنهم
في
الحوض والكوثر
1

الطبعة الأولى
1413 ه‍
حقوق الطبع محفوظة
الناشر
مكتبة العلوم والحكيم
المدينة المنورة
ص. ب 688 ت: 5075 - 8225075 - 7473148
2

مرويات الصحابة
رضي الله عنهم
في
الحوض والكوثر
وتشتمل على ثلاث رسائل
1 - ما روى في الحوض والكوثر
جمعها الامام بقي بن مخلد القرطبي
ت 276 ه‍
2 - الذيل على جزء بقي بن مخلد في الحوض والكوثر
للحافظ أبي القاسم ابن بشكوال
ت 576 ه‍
3 - المستدرك في أحاديث الحوض والكوثر
جمعها: عبد القادر بن محمد عطا صوفي
قدم لهذه الرسائل وخرج أحاديثها وعلق عليها
عبد القادر بن محمد عطا صوفي
مكتبة العلوم والحكم
3

بسم الله الرحمن الرحيم
5

قال الله تعالى:
* (إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر) *
(سورة الكوثر).
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إني فرطكم على الحوض، وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة. وإني
لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن
تنافسوا فيها وتقتتلوا فتهلكوا كما هلك من كان قلبكم " [رواه البخاري ومسلم
عن عقبة بن عامر].
قال أنس بن مالك رضي الله عنه:
" لقد تركت عجائز بالمدينة، ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت
ربها عز وجل أن يوردها حوض محمد صلى الله عليه وسلم " [رواه أحمد والحاكم وابن
أبي عاصم، وإسناده صحيح].
7

أسماء الصحابة الذين لهم رواية
في الحوض، أو الكوثر
9

ذكر أسماء الصحابة الذين لهم رواية في الحوض
أو الكوثر وأماكن ورود أحاديثهم.
الإحالة إلى أرقام التراجم
[1] - أبي بن كعب الأنصاري رضي الله عنه [60].
[2] - أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما [42].
[3] - أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما [95].
[4] - أسيد بن حضير الأنصاري رضي الله عنه [52].
[5] - أبو أمامة، صدي بن عجلان الباهلي رضي الله عنه [1 - 2].
[6] - أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه [30 - 31 - 32 - 33 - 34 - 35 - 36 - 37 - 57].
[7] - أوس بن الأرقم رضي الله عنه [61].
[8] - البراء بن عازب رضي الله عنه [49].
- أبو برزة الأسلمي = نضلة بن عبيد. [9] - بريدة بن الحصيب رضي الله عنه [62].
[10] - أبو بكر الصديق رضي الله عنه [78].
- أبو بكرة = نفيع بن الحارث الثقفي.
[11] - ثوبان مولى رسول الله عليه السلام [18 - 19].
[12] - جابر بن سمرة رضي الله عنه [27].
[13] - جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما [51].
[14] - جبير بن مطعم بن عدي رضي الله عنه [44].
11

[15] - جندب بن عبد الله رضي الله عنه [21 - 22 - 23 - 24 - 25 - 26].
[16] - حارثة بن وهب رضي الله عنه [63].
[17] - حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه [16].
[18] - حذيفة بن اليمان رضي الله عنه [20]
. [19] - الحسن بن علي رضي الله عنه [64].
[20] - حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه [42].
[21] - خباب بن الأرت رضي الله عنه [65].
[22] - خولة بنت حكيم الأنصارية رضي الله عنها [96].
[23] - خولة بنت قيس الأنصارية رضي الله عنها
[97].
[24] - أبو الدرداء، عويمر الأنصاري رضي الله عنه [54].
[25] - أبو ذر الغفاري رضي الله عنه [28].
[26] - زيد بن أرقم رضي الله عنه [17].
[27] - زيد بن أبي أوفى رضي الله عنه [63].
[28] - زيد بن ثابت رضي الله عنه [71].
[29] - سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه [100].
[30] - أبو سعيد الخدري رضي الله عنه [3 - 4 - 5 - 6 - 7].
[31] - سلمان الفارسي رضي الله عنه [56 - 67].
[32] - أم سلمة زوج النبي عليه السلام [41].
[33] - سمرة بن جنادة السوائي رضي الله عنه [101].
[34] - سمرة بن جندب رضي الله عنه [68].
[35] - سهل بن سعد رضي الله عنه [69].
[36] - سويد بن جبلة الفراري رضي الله عنه [102].
[37] - سويد بن عامر رضي الله عنه [70].
12

- صدي بن عجلان = أبو أمامة الباهلي.
[38] - الصنابحي = الصنابح بن الأعسر = عبد الله الصنابحي
- الصنابح بن الأعسر العجلي الأحمسي رضي الله عنه.
[45 - 46 - 47 - 48].
[39] - عائذ بن عمرو رضي الله عنه [71].
[40] - عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها [98 - 99].
[41] - عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه [72].
[42] - عبد الله الصنابحي رضي الله عنه [29].
[43] - عبد الله بن العباس رضي الله عنهما [73].
[44] - عبد الله بن عمر رضي الله عنهما [8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 38 - 39 - 40].
[45] - عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما [43 - 76].
[46] - عبد الله بن مسعود رضي الله عنه [53].
[47] - عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه [103].
[48] - عتبة بن عبد السلمي رضي الله عنه [15].
[49] - عثمان بن مظعون رضي الله عنه [77].
[50] - عرباض بن سارية رضي الله عنه [58].
[51] - عقبة بن عامر رضي الله عنه [14].
[52] - عقبة بن عمرو، أبو مسعود البدري رضي الله عنه [89].
[53] - علي بن أبي طالب رضي الله عنه [78].
[54] - عمر بن الخطاب رضي الله عنه [79 - 80].
[55] - كعب بن عجرة رضي الله عنه [86].
[56] - أبو لبابة بن عبد المنذر الأنصاري رضي الله عنه [88].
[57] - لقيط بن صبرة رضي الله عنه [104].
13

[58] - لقيط بن عامر رضي الله عنه [82].
[59] - المستورد بن شداد رضي الله عنه [83].
- أبو مسعود البدري = عقبة بن عمرو.
[60] - معاذ بن جبل رضي الله عنه [105].
[61] - ميمونة أم المؤمنين رضي الله عنها [50].
[62] - نضلة بن عبيد، أبو برزة الأسلمي رضي الله عنه [85 - 86].
[63] - نفيع بن الحارث، أبو بكرة الثقفي رضي الله عنه [55].
[64] - النواس بن سمعان رضي الله عنه [84].
[65] - أبو هريرة رضي الله عنه [90 - 91 - 92 - 93 - 94].
* * *
14

المقدمة
15

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أكرم نبيه صلى الله عليه وسلم بالحوض والكوثر. وجعل عدد آنية
الحوض من نجوم السما أكثر. والصلاة والسلام على محمد وعلى آله
وأصحابه النجوم الزهر، وعلى التابعين لهم بإحسان صلاة دائمة إلى يوم
الحشر والنشر.
وبعد:
فإن الله تبارك وتعالى مدح المؤمنين بالغيب في آيات كثيرة من كتابه
الكريم، وكذا مدحهم رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم.
ومن مستلزمات الايمان بالغيب: الايمان بكل ما أخبر به الله تبارك
وتعالى، وأخبر به نبيه صلى الله عليه وسلم من الأمور الغيبية على ظاهرها، أو ما تدل
عليه من معنى من غير تأويل، أو تحريف، أو رد، أو معارضة بالعقول -
إذ أنها قاصرة عن إدراك حقيقته وكنهه - مع الجزم بأحقية هذه المغيبات
ووقوعها كما أتى بها الخبر.
والأمور الغيبة تشمل كل ما غاب عنك، وأخبر به الرب جل وعلا،
أو رسوله صلى الله عليه وسلم، كالاخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته، والاخبار عن
الأمم السابقة، والأمور اللاحقة، وعن يوم القيامة وأهواله، وكل ما
يحصل فيه.
ومن الأمور الغيبة في الحياة الآخرة، والتي أخبر بها الصادق
المصدوق: الحوض، والنهر الذي يمده، فإن الايمان به مما يجب على
كل مكلف.
17

قال الإمام أبو بكر ابن أبي عاصم بعد أن ذكر أحاديث الحوض:
" والاخبار ذكرناها في حوض النبي صلى الله عليه وسلم توجب العلم: أن يعلم
كنه حقيقته إنها كذلك، وعلى ما وصف به نبينا عليه السلام حوضه،
فنحن به مصدقون غير مرتابين ولا جاحدين، ونرغب إلى الذي وفقنا
للتصديق به - وخذل المنكرين له والمكذبين به عن الإقرار به والتصديق
به، ليحرمهم لذة شربه - أن يوردنا فيسقينا منه شربة نعدم لها ظمأ الأبد
بطوله، ونسأله ذلك بتفضله ".
وقال القاضي عياض رحمه الله - فيما نقله عنه الامام النووي -:
" أحاديث الحوض صحيحة، والايمان به فرض، والتصديق به من
الايمان، وهو على ظاهره عند أهل السنة والجماعة لا يتأول ولا يختلف
فيه ".
والنقول في ذلك عن علماء المسلمين كثيرة جدا، لا يتسع المجال
لذكرها.
وأحاديث الحوض صحيحة مشتهرة، رواها جم غفير من الصحابة
الكرام، أكثر من خمسين صحابيا. وهي بمجموعها تصل إلى حد التواتر
المعنوي كما صرح بذلك عدد كبير من العلماء، منهم:
[1] - أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله حيث قال:
" تواتر الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحوض، حمل أهل السنة والحق،
وهم الجماعة على الإيمان به وتصديقه ".
18

[2] - القاضي عياض رحمه الله الذي قال عن الحوض:
" وحديثه متواتر النقل، رواه خلائق من الصحابة ".
[3] - الإمام النووي رحمه الله الذي قال عن أحاديث الحوض:
" وقد جمع ذلك كله الإمام الحافظ أبو بكر البيهقي في كتاب البعث
والنشور بأسانيده وطرقه المتكاثرات. قال القاضي: وفي بعض هذا ما
يقتضي كون الحديث متواترا ".
[4] - الحافظ ابن حجر رحمه الله الذي نص على تواتره في
الفتح،
قال: " وبلغني أن بعض المتأخرين أوصلها إلى رواية ثمانين من
الصحابة ".
[5] - البيضاوي الذي قال:
" الحوض على ظاهره عند أهل السنة، وحديثه متواتر يجب الايمان
به ".
[6] - القرطبي الذي قال:
" أحاديث الحوض متواترة ".
[7] - وقد عدها السيوطي من الأحاديث المتواترة، وذكر في كتابه
قطف الأزهار المتناثرة خمسين صحابيا رووا هذه الأحاديث.
19

[8] - وكذا الكتاني عدها من الأحاديث المتواترة، وذكر سبعة
وخمسين صحابيا لهم رواية في الحوض أو الكوثر، وغيرهم.
وخلاصة القول: أن أحاديث الحوض بمجموعها متواترة تواترا معنويا.
وأن مذهب السلف، الصحابة والتابعين ومن سار على نهجم هو إثبات
الحوض، والايمان بالنصوص التي أخبرت عنه كما جاءت على ظاهرها.
نسأل الله بمنه وفضله أن يوردنا حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، وأن يسقينا منه شربة
لا نظما بعدها أبدا، إنه جواد كريم.
20

صفة الحوض
أما صفة حوضه صلى الله عليه وسلم فهي مستخلصة من الأحاديث
الكثيرة الواردة في الحوض، وتنحصر في النقاط الآتية:
[1] - شكله، ومساحته:
الحوض مربع الشكل، طوله وعرضه سواء، وكل منهما مسيرة شهر.
ويشهد لذلك حديث عبد الله بن عمرو بن العاص المرفوع:
" حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء ".
وحديث أبي ذر المرفوع: " عرضه مثل طوله ".
قال القاضي عياض - فيما نقله عنه الآبي في شرحه على صحيح
مسلم -:
" الزوايا: الأركان. فهو مربع مستوي الأضلاع، لأن تساوي الزوايا
يدل على تساوي الأضلاع ".
[2] - لون الماء:
الماء في الحوض أبيض من اللبن، كما في حديث عبد الله بن عمرو بن
العاص، وحديث أبي ذر، وحديث ثوبان.
21

[3] - ريحه:
ريحه أطيب من ريح المسك. كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص
المتفق عليه.
[4] - طعمه:
طعمه أحلى من العسل، كما في حديث أبي ذر، وحديث ثوبان.
[5] - صفة آنيته:
جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص المتفق عليه:
" وكيزانه كنجوم السماء ".
قال القسطلاني: " أي في الاشراق والكثرة ".
وفي حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب المرفوع:
" فيه أباريق كنجوم السماء ".
وفي حديث جابر بن سمرة المرفوع:
" كأن الأباريق فيه النجوم ".
وهذه ألفاظ تحمل على ظاهرها، وهي تدل على أن عدد الآنية كعدد
نجوم السماء، وأكثر.
22

قال الامام النووي:
" والمختار والصواب أن هذا العدد للآنية على ظاهره، وأنها أكثر من عدد
نجوم السماء. ولا مانع عقلي ولا شرعي يمنع من ذلك. بل ورد الشرع
به مؤكدا، كما قال صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده لآنيته أكثر
من عدد نجوم السماء " اه‍.
المذادون عن الحوض
الذود ذودان كما دلت الأحاديث على ذلك:
[1] - ذود عام: يشمل جميع الناس من غير أمة محمد صلى الله عليه
وسلم: ويشهد لذلك حديث أبي هريرة المرفوع:
" وإني لأصد الناس عنه كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه ".
وذود الناس من غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم إرشاد منه عليه السلام
لأولئك الناس أن يذهبوا إلى حياض أنبيائهم:
قال الحافظ ابن حجر:
" والحكمة من الذود المذكور: أنه صلى الله عليه وسلم يريد أن يرشد
كل أحد إلى حوض نبيه على ما تقدم من أن لك نبي حوضا، وأنهم
يتباهون بكثرة من تبعهم، فيكون ذلك من جملة إنصافه صلى الله عليه
وسلم، ورعاية لإخوانه من النبيين لا أنه يطردهم بخلا عليهم بالماء. ويحتمل
23

أنه يطرد من لا يستحق الشرب من الحوض، والعلم عند الله تعالى ".
[2] - ذود خاص: لأناس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم:
ويشهد لذلك حديث أسماء المرفوع:
" وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي. فيقال: هل
شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ".
ويظهر بوضوح من هذا الحديث وأمثاله أن سبب طردهم عن الحوض:
هو ارتدادهم ورجوعهم على أعقابهم، أو إحداثهم في الدين ما ليس منه.
وقد استدل الرافضة بهذه الأحاديث على تكفير جل الصحابة، ولم
يستثنوا منهم إلا ثلاثة:
وقد زعم الرافضة أن هذه الأحاديث نص في ارتداد الصحابة: وتعجبوا
من جهالة أهل السنة كيف يروون هذه الأحاديث في صحاحهم وفي كتبهم
المعتبرة، ثم يحكمون بعد ذلك بأن الصحابة كلهم عدول، وأنهم بقوا على
الايمان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
واستشهد الرافضة بأحاديث رويت في الصحيحين منها:
حديث ابن عباس المرفوع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه:
" وإن ناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول: أصحابي،
أصحابي، فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول
24

كما قال العبد الصالح: * (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلى قوله -
العزيز الحكيم) * ".
ومنها حديث سهل بن سعد المرفوع، وفيه:
" ليرد على أقوام أعرفهم ويعرفوني ".
وكذا حديث أبي سعيد الخدري المرفوع، وفيه:
" إنهم مني "... الخ.
ولا ريب أن هذا الزعم من الرافضة إفك واضح تمليه عليهم عقيدتهم المبنية
على بغض الصحابة وسبهم وتوجيه المطاعن إليهم.
فالعلماء قد اختلفوا في تحديد المذادين عن الحوض من أمة محمد صلى
الله عليه وسلم على ثلاثة أقوال، ليس فيها أدنى إشارة إلى الصحابة رضي الله
عنهم من قريب أو بعيد:
[1] - قيل: هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم
ممن أسلموا في حياته ولم يخالط الايمان قلوبهم:
فقد كان أكثر الذين أسلموا بعد فتح مكة يسلمون عن طريق وفودهم
دون أن يفهموا الإسلام على حقيقته، كبني حنيفة، وبني أسد، وتميم،
وغيرهم.
25

قال محمد بن يوسف الفربري - أحد رواة الصحيح -:
" ذكر عن أبي عبد الله - يعني البخاري - عن قبيصة قال: هم
المرتدون الذين ارتدوا على عهد أبي بكر، فقاتلهم أبو بكر رضي الله
عنه ".
وقال السفاريني: " لا ريب أن كثيرا من الاعراب، ومن بني حنيفة، ومن بني تميم، ممن
كان قد أسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم قد ارتد لما توفي النبي
صلى الله عليه وسلم، فقاتلهم الصديق الأعظم، وأمر خالد بن الوليد فأنكأ
فيهم، فمنهم من قتل، ومنهم من حرق، ومنهم من رجع إلى الاسلام،
فالحديث - يقصد حديث الحوض - من أعلام النبوة، وبالله
التوفيق ".
وقال ابن حجر:
" وقوله صلى الله عليه وسلم: " إنهم ارتدوا " يوافق تفسير قبيصة في
المقصود بهم ".
وقد علق ابن حجر على قول قبيصة المتقدم بقوله:
26

" أي أنه حمل قوله: " من أصحابي " باعتبار ما كان قبل الردة لا أنهم
ماتوا على ذلك، ولا يشك أن من ارتد سلب اسم الصحبة لأنها نسبة شريفة
إسلامية فلا يستحقها من ارتد بعد أن اتصف بها ".
ونقل الآبي عن القاضي عياض:
أن قوله صلى الله عليه وسلم: " فأقول كما قال العبد الصالح... " يشهد
لصحة قول من حمل الحديث على المرتدين.
وقال القاضي عياض أيضا - فيما نقله عنه النووي عند تعليقه على رواية
" أصحابي، أصحابي " -:
" هذا دليل لصحة تأويل من تأول أنهم أهل الردة، ولهذا قال فيهم:
" سحقا، سحقا "، ولا يقول ذلك في مذنبي الأمة، بل يشفع لهم ويهتم
لأمرهم ".
[2] - وقيل: إن المراد بهم: المنافقون:
لأنهم يحشرون مع المؤمنين يوم القيامة وعليهم سيما الغرة والتحجيل
لتسترهم بالايمان في دار الدنيا، ولأثر وضوئهم مع المؤمنين فيناديهم الرسول
صلى الله عليه وسلم للسيما التي عليهم ويظنهم مؤمنين حقا، فيقال: ليس
هؤلاء ممن وعدت بهم، إن هؤلاء بدلوا بعدك، أي لم يموتوا على ما ظهر
من إسلامهم.
27

فالمنافقون الذين كانوا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كانوا يظهرون
الاسلام، ولم يكن يعلمهم كلهم بدليل قوله تعالى: * (وممن حولكم من
الاعراب منافقون * ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن
نعلمهم) *.
وقد قال ابن كثير رحمه الله عند تفسيره لقوله تعالى: * (لا تعلمهم نحن
نعلمهم) *:
لا ينافي قوله تعالى * (ولو نشاء لأريناكهم فلعرفتهم بسيماهم ولتعرفنهم
في لحن القول) *، لان هذا من باب التوسم فيهم بصفات يعرفون بها،
لا أنه يعرف جميع من عنده من أهل النفاق والريب على التعيين.
[3] - وقيل: إن المراد بهم أصحاب المعاصي والكبائر الذين ماتوا
على التوحيد، وأصحاب البدع الذين لم يخرجوا ببدعتهم عن الاسلام:
قال أبو عمر بن عبد البر فيما نقله عنه النووي:
كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض، من الخوارج،
والروافض، وسائر أصحاب الأهواء. وكذلك الظلمة المسرفون في الجور
وطمس الحق المعلنون بالكبائر - قال -: وكل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا
ممن عنوا بهذا الخبر، والله أعلم ".
ويصح أن يكون المراد بهم كل من ذكرنا إلا الفريق الثالث فلا يجزم لهم
بأنهم يذادون: لان حكمهم كحكم أصحاب الكبائر الذين ماتوا على
التوحيد، ولا يقطع لهم بالنار لجواز أن يغفر الله لهم فلا يدخلونها.
28

ويتضح مما سبق أن المذادين عن الحوض هم القبائل المرتدة بعد وفاة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو المنافقون - كما مر، وليسوا صحابة
رسول الله كما زعمت الرافضة: فأحاديث الحوض رواها الصحابة أنفسهم،
أكثر من خمسين صحابيا، فكيف يعقل أن يرووا من الأحاديث ما يدل على
كفرهم وردتهم مع اعتقاد الرافضة أن الصحابة حذفوا الآيات التي تحدثت
عن مثالبهم، فلم لم يكتموا هذا الحديث - مع عظم ضرره - إن كان
يعنيهم؟! فدل على أنهم ليسوا المرادين بهذا الذود.
قال الخطابي فيما نقله عنه ابن حجر:
" ولم يرتد من الصحابة أحد، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب ممن
لا نصرة لهم للدين، وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة
المشهورين "... إلى أن قال: " ويدل قوله: أصيحابي " -
بالتصغير - على قلة عددهم ".
وقوله صلى الله عليه وسلم: " أصيحابي " - بالتصغير - مذكور في العديد من
مصنفات الرافضة، وهي تدل على قلة عدد من ارتد لا كما تقول الرافضة
عن الصحابة: إنهم ارتدوا جميعا إلا نفرا يسيرا.
وقد رد ابن قتيبة استدلالهم بهذه الأحاديث فقال:
" إنهم لو تدبروا الحديث وفهموا ألفاظه لاستدلوا على أنه لم يرد بذلك
29

إلا القليل، يدلك على ذلك قوله: " ليردن على الحوض أقوام "، ولو كان
أرادهم جميعا إلا من ذكروا لقال: لتردن علي الحوض، ثم لتختلجن دوني.
ألا ترى أن القائل إذا قال: أتاني اليوم أقوام من بني تميم وأقوام من أهل
الكوفة، فإنما يريد قليلا من كثير، ولو أراد أنهم أتوه إلا نفرا يسيرا، قال:
أتاني بنو تميم، وأتاني أهل الكوفة، ولم يجز أن يقول: قوم، لان القوم هم
الذين تخلفوا، ويدلك أيضا قوله: " يا رب أصيحابي " - بالتصغير - وإنما
يريد بذلك تقليل العدد... إلى أن يقول: " وقد ارتد بعده أقوام منهم
عيينة بن حصن، ارتد ولحق بطليحة بن خويلد حين تنبأ "... " إلى أن قال:
" ولعيينة بن حصن أشباه ارتدوا حين ارتدت العرب، فمنهم من رجع
وحسن إسلامه، ومنهم من ثبت على النفاق ".
وقال في موضع آخر:
" حدثني زيد بن أحزم الطائي قال: أنا أبو داود، قال: نا قرة بن
خالد، عن قتادة، قال: قلت لسعيد بن المسيب: كم كانوا في بيعة
الرضوان؟ قال: خمس عشرة مائة. قال: قلت: فإن جابر بن عبد الله
قال: كانوا أربع عشرة مائة. قال: أوهم رحمه الله، هو الذي حدثني أنهم
كانوا خمس عشرة مائة ".
فكيف يجوز أن يرضى الله عز وجل عن أقوام، ويحمدهم، ويضرب
لهم مثلا في التوراة والإنجيل وهو يعلم أنهم يرتدون على أعقابهم بعد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن يقولوا إنه لم يعلم، وهذا هو شر الكافرين.
قال الله تعالى مخبرا عن رضاه عن الذين بايعوا بيعة الرضوان:
* (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) *.
30

وقال صلى الله عليه وسلم:
" لا يدخل النار إن شاء الله من أصحاب الشجرة أحد. الذين بايعوا
تحتها ".
قال ابن تيمية رحمه الله:
" وقد علم بالاضطرار أنه كان في هؤلاء السابقين الأولين: أبو بكر
وعمر وعلي وطلحة والزبير، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم بيده عن عثمان، لأنه كان
غائبا قد أرسله إلى أهل مكة ليبلغهم رسالته، وبسببه بايع النبي صلى الله عليه وسلم الناس
لما بلغه أنهم قتلوه ".
وروى الرافضة عن أبي جعفر الباقر أن عدد الصحابة الذين بايعوا تحت
الشجرة كان ألفا ومائتين - وفي رواية - ألفا وثلاثمائة.
ولكن رغم تسليمهم بهذه النصوص فإنهم يرون أن الرضا الذي وقع في
بيعة الرضوان. والمغفرة العامة لأهل بدر كلها مشروطة بسلامة العاقبة وعدم
النكث.
وترد عليهم المناظرة التي جرت بين إمامهم الخامس أبي جعفر الباقر وأحد
الخوارج، فإن الباقر احتج على الخارجي بأحاديث في فضائل علي،
والخارجي ردها بقوله: أحدث الكفر بعدها، فقال له أبو جعفر: ثكلتك
31

أمك أخبرني عن الله أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل
أهل النهروان أم لم يعلم؟ قال: لئن قلت: " لا " كفرت. قال: فقال:
قد علم. قال: فأحبه الله على أن يعمل بطاعته، أو على أن يعمل بمعصيته؟
فقال: على أن يعمل بطاعته. فقال له أبو جعفر: فقم مخصوصا.
وكذلك الصحابة رضي الله عنهم قد أخبر الله تعالى بأنه رضي عنهم،
وأمر بالاستغفار لهم. والرضا من الله صفة أزلية، وهو سبحانه لا يرضى
إلا عن عبد علم أنه يوافيه على موجبات الرضا، ومن رضي الله عنه لا
يسخط عليه أبدا، وخبر الله لا ينسخ ولا يبدل، ولا يجوز أن يتناقض أبدا،
ومن دفع خبر الله برأيه ونظره كان ملحدا.
وقد نهج بعض الشيعة - الرافضة - منهجا آخر في دفع نصوص الرضا
عن الصحابة بقولهم:
إن الله قال: * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك) *، ولم يقل:
عن التابعين.
قال محمد مهدي الخالصي - ويعد عند الرافضة من المجتهدين -: " لو
أنه قال: لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة، أو عن الذين
بايعوك، لكان في الآية دلالة على الرضا عن كل من بايع، ولكن لما قال:
* (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك) *، فلا دلالة فيها إلا على الرضا
عمن محض الايمان ".
وقال المامقاني:
" إن الآية إنما نطقت برضاه عن المؤمنين المبايعين تحت الشجرة، ولم
32

تدل على رضاه عن كل مبايع تحتها وإن كان منافقا، ولو قال: لقد رضي الله
عن المبايعين تحت الشجرة لدل على رضاه عن آحادهم، ولم يقل ذلك بل
علق الرضا على الايمان والبيعة جميعا ".
ويرد عليهم بقوله تعالى: * (إذ يبايعونك) * فإن " إذ " ظرف، وسواء
كانت ظرفا محضا أو كانت ظرفا فيها معنى التعليل، فإنها تدل على تعلق
الرضا بالمبايعين، فعلم أن جميع المبايعين من المرضي عنهم.
ويرد عليهم أيضا بما ذكره هاشم البحراني - وهو من علمائهم - عن
جابر بن عبد الله الأنصاري قال:
" كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: أنتم اليوم خيار
أهل الأرض " فبايعنا تحت الشجرة على الموت، فما نكث أصلا أحد إلا
ابن قيس وكان منافقا.
" وابن قيس هذا هو: الجد بن قيس تخلف عن بيعة الرضوان تحت
الشجرة واستتر بجمل أحمر، وجاء في الحديث: " كلكم مغفور له إلا
صاحب الجمل الأحمر ". ".
وبهذا يتبين أن الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أبعد الناس عن
الاتصاف بصفة الارتداد، أو النفاق، كيف لا، وقد رضي الله عنهم،
ورضي عنهم رسولهم صلى الله عليه وسلم، وصرح الله تعالى، وصرح رسوله صلى الله عليه وسلم بذلك
في مواضع عديدة. فليسوا هم الذين يختلجون، وليسوا الذين يذادون عن
الحوض، بل هم أول من يشرب منه لفضلهم، فهم أفضل الناس بعد الأنبياء
33

والمرسلين.
أما الرافضة فإنهم لشدة جهلهم وانطماس بصائرهم بدلوا قولا غير الذي
قيل لهم، فجعلوا حال أهل عليين كمن هو في أسفل سافلين.
34

الدراسة
وتتناول:
[1] - التعريف بالمؤلف
[2] - التعريف بالكتاب
35

أولا:
التعريف بالمؤلف
37

التعريف
ببقي بن مخلد
39

بسم الله الرحمن الرحيم
التعريف ببقي بن مخلد
[1] - مولده:
ولد الامام بقي بن مخلد القرطبي رحمه الله في مدينة قرطبة سنة إحدى
ومائتين، أو قبلها بيسير.
[2] - طلبه للعلم:
ابتدأ بقي بطلب العلم في بلده. فدرس الحديث على المعافري القرطبي
(ت 221 ه‍). ثم رحل إلى المشرق، والتقى بكثير من الشيوخ الثقات
وأخذ عنهم. وتحمل رواية بعض المؤلفات من أصحابها، مثل كتابي:
(الطبقات، والتاريخ) اللذين رواهما عن مؤلفهما خليفة بن خياط
العصفري، و (المصنف) الذي رواه عن مؤلفه أبي بكر بن
أبي شيبة.
[3] - وفاته:
توفي بقي بن مخلد سنة ست وسبعين ومائتين. رحمه الله ورضي
عنه.
41

[4] - ثناء العلماء عليه:
أثنى عدد كبير من العلماء على الامام بقي بن مخلد رحمه الله، وعلى
مصنفاته.
فهذا رفيقه في طلب العلم - أحمد بن أبي خيثمة - يقول عنه:
" ما كنا نسميه إلا المكنسة، وهل احتاج بلد بقي أن يأتي إلى ها هنا
منه أحد "؟.
وقال عنه السيوطي: " كان بحرا في العلم "؟.
وأثنى الإمام ابن حزم رحمه الله على مؤلفاته عامة، فقال:
صارت تواليف هذا الإمام الفاضل قواعد للاسلام لا نظير لها.
وكذا قال الحافظ الذهبي عن مسنده وتفسيره: " لا نظير لها.
وقال الإمام ابن حزم عن تفسير بقي: " هو الكتاب الذي أقطع قطعا
لا أستثني فيه أنه لم يؤلف في الاسلام مثله، ولا تفسير محمد بن جرير
الطبري ولا غيره.
وقال عن مسنده:
" رتبه على أسماء الصحابة رضي الله عنهم، فروى فيه عن ألف وثلاثمائة
صاحب ونيف، ثم رتب حديث كل صاحب على أسماء الفقه وأبواب
الأحكام، فهو مصنف ومسند. ولا أعلم هذه الرتبة لاحد قبله، مع ثقته
42

وضبطه وإتقانه واحتفاله فيه في الحديث، وجودة شيوخه، فإنه روى عن
مائتي رجل وأربعة وثمانين رجلا، ليس فيهم عشرة ضعفاء، وسائرهم أعلام
مشاهير.
فتأمل ما حظيت به مؤلفات هذا الامام الجليل من شهرة وقبول لدى
علماء هذه الأمة، حتى وصفوها بأنها لا نظير لها، وأثنوا على مؤلفها -
رحمه الله - بسبب ضبطه وإتقانه وجودة تأليفه.
[5] - شيوخه الذين روى عنهم في هذا الكتاب:
روى بقي رحمه الله في هذا الكتاب عن عشرين شيخا من شيوخه.
وسأسوقهم مرتبين على الأحرف الهجائية:
1 - إبراهيم بن المنذر الحزامي (ت 236 ه‍).
2 - إبراهيم بن هشام الغساني.
3 - أحمد بن محمد بن حنبل (ت 241 ه‍).
4 - بكار بن عبد الله بن بشر.
5 - زكريا بن يحيى.
6 - عبد الرحمن بن إبراهيم، المعروف ب‍: " دحيم " (ت
245 ه‍).
7 - عبد الله بن أحمد بن ذكوان = ابن ذكوان.
43

- عبد الله بن محمد بن إبراهيم = أبو بكر بن أبي شيبة (ت 235 ه‍).
8 - عثمان بن محمد بن إبراهيم بن أبي شيبة. (ت 239 ه‍).
9 - القاسم بن عثمان الجوعي الدمشقي.
10 - محمد بن بشار = بندار (ت 255 ه‍).
11 - محمد بن عبيد بن حساب (ت 238 ه‍).
12 - محمد بن المثنى، أبو موسى الزمن (ت 252 ه‍).
13 - محمود بن خالد السلمي الدمشقي (ت 247 ه‍).
14 - هدبة بن خالد القيسي البصري (ت بعد 230 ه‍).
15 - يحيى بن عبد الحميد الحماني (ت 228 ه‍).
16 - يحيى بن عبد الله بن بكير = يحيى بن بكير (ت 226
ه‍).
17 - يعقوب بن حميد بن كاسب المدني = ابن كاسب (ت 240
ه‍).
18 - يونس بن عبد الأعلى.
44

19 - أبو الأصبغ.
20 - أبو مقلاص.
45

التعريف بابن بشكوال
47

التعريف بابن بشكوال
[1] - اسمه، ومولده:
هو أبو القاسم: خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى بن
بشكوال بن يوسف بن داحة الأنصاري الأندلسي القرطبي، صاحب تاريخ
الأندلس.
ولد في قرطبة سنة أربع وتسعين وأربعمائة.
[2] - طلبه للعلم، وثناء العلماء عليه:
قال أبو عبد الله الابار:
" كان متسع الرواية، شديد العناية بها، عارفا بوجوهها، حجة مقدما
على أهل وقته، حافظا، حافلا، أخباريا، تاريخيا، ذاكرا لاخبار
الأندلس. سمع العالي والنازل، وأسند عن مشايخه أزيد من أربعمائة كتاب
من بين كبير وصغير. رحل الناس إليه، وأخذوا عنه، وحدثنا عنه جماعة،
ووصفوه بصلاح الدخلة، وسلامة الباطن، وصحة التواضع، وصدق
الصبر للطلبة، وطول الاحتمال. وألف خمسين تأليفا في أنواع
العلم... ".
وقال عنه الحافظ أبو جعفر بن الزبير:
" كان رحمه الله يؤثر الخمول والقنوع بالدون من العيش، لم يتدنس
49

بخطة تحط من قدره حتى يجد أحد إلى الكلام فيه سبيل.
وقد وصفه الحافظ الذهبي بأنه:
" الامام العالم الحافظ، الناقد، المجود، محدث الأندلس ".
[3] - وفاته:
توفي رحمه الله في ثامن شهر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وله
أربع وثمانون سنة، ودفن بمقبرة قرطبة بقرب قبر يحيى بن يحيى الليثي
الفقيه رحمه الله ورضي عنه.
[4] - مصنفاته:
صنف الحافظ ابن بشكوال رحمه الله أكثر من خمسين تأليفا في أنواع
العلوم، ومن هذه التآليف:
1 - صلة تاريخ أبي الوليد ابن الفرضي: وهو ذيل على تاريخ ابن
الفرضي. قال عنه ابن الأبار - في معرض حديثه عن كتبه -: " أجلها
كتاب الصلة، سلم له أكفاءه كفايته فيه، ولم ينازعه أهل صناعته الانفراد
به، ولا أنكروا مزية السبق إليه.
وهو يقع في مجلدتين.
50

2 - كتاب غوامض الأسماء المبهمة. على طريقة الخطيب يقع في مجلد.
قال عنه الحافظ الذهبي: " ينبئ عن إمامته ".
3 - كتاب معرفة العلماء الأفاضل. ويقع في مجلدتين.
4 - طرق حديث المغفر. ثلاثة أجزاء.
5 - كتاب الحكايات المستغربة. مجلد.
6 - كتاب القربة إلى الله بالصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم.
7 - كتاب المستغيثين بالله.
8 - كتاب أخبار الأعمش. يقع في ثلاثة أجزاء.
9 - ترجمة النسائي. جزء.
10 - ترجمة المحاسبي. جزء.
11 - ترجمة إسماعيل القاضي. جزء.
12 - أخبار ابن وهب. جزء.
13 - أخبار أبي المطرف القنازعي. جزء.
14 - قضاء قرطبة. مجلد.
15 - المسلسلات. جزء.
16 - طرق حديث: " من كذب على... " جزء.
17 - أخبار ابن المبارك. جزءان.
18 - أخبار ابن عيينة. جزء ضخم.
19 - كتاب أسماء من روى الموطأ عن مالك. وهو جزءان. وقد رتبه
على حروف المعجم. وقد بلغ رجاله: ثلاثة وسبعين رجلا.
20 - معجم شيوخ. وهو معجم صنفه لنفسه كما ذكر الحافظ
الذهبي. وقد ذكر فيه شيوخه على نهج ما الف من معاجم الشيوخ.
51

21 - الذيل على جزء بقي بن مخلد في الحوض والكوثر. وهو هذا
الكتاب. وقد حاول فيه الحافظ ابن بشكوال رحمه الله أن يستدرك على
بقي بن مخلد ما فاته من أحاديث الصحابة في الحوض والكوثر. فذكر
مرويات اثني صحابيا في الحوض زيادة على ما ذكره الامام بقي بن مخلد
رحمه الله.
وهناك كتب أخرى غير التي ذكرت كما أشار إلى ذلك الحافظ الذهبي،
وغيره. وقد تقدم قول ابن الأبار عن عدد مصنفات ابن بشكوال: أنه ألف
خمسين تأليفا في أنواع العلم.
[5] - شيوخ، وتلاميذه:
كان الحافظ ابن بشكوال رحمه الله متسع الرواية، سمع العالي والنازل من
الأسانيد، وأسند عن مشايخه أزيد من أربعمائة كتاب، كما تقدم ذلك
كله. وهذا يدل على كثرة شيوخه. وشدة اعتنائه بالروايات.
أضف إلى ذلك كثرة تلاميذه، الذين رحلوا إليه، وأخذوا عنه، ومما
زادهم رغبة في الاخذ عنه، والاقبال عليه صحة تواضعه - رحمه الله -
وصدق صبره على طلبته وطول احتماله لهم في إيصال العلم إليهم، لذلك قال
ابن الأبار: " الرواة عنه لا يحصون ".
وسأكتفي بذكر نماذج من شيوخه وتلاميذه.
52

أولا: شيوخه:
1 - أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب. وهو أعلى شيخ له -
كما ذكر الذهبي - وقد أكثر ابن بشكوال من الرواية عنه.
2 - عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال - والده -.
3 - أبو بكر المعافري.
4 - أبو بحر سفيان بن العاص.
5 - أبو الوليد يوسف بن عبد العزير.
6 - أبو الوليد بن طريف.
7 - أبو الوليد بن طريف.
8 - أبو القاسم بن بقي.
9 - أبو الحسن شريح بن محمد.
10 - أبو ليلى أحمد بن عمر بن أنس.
11 - أبو بكر بن العربي.
12 - أبو القاسم بن منظور. وقد روى عنه ابن بشكوال إجازة.
13 - أبو جعفر أحمد بن عبد الرحمن البطروجي.
14 - أبو علي بن سكرة الصدفي. وقد روى عنه ابن بشكوال إجازة.
15 - ابن مغيث.
16 - هبة الله بن أحمد الشبلي. وقد أجاز ابن بشكوال من بغداد.
53

ثانيا. تلاميذه:
1 - أبو بكر بن خير.
2 - أبو القاسم القنطري.
3 - أبو بكر بن سمجون.
4 - أبو الحسن بن الضحاك.
5 - أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد بن رشد.
6 - أحمد بن عبد المجيد المالقي.
7 - أحمد بن محمد بن الأصلع.
8 - أبو القاسم أحمد بن يزيد بن بقي.
9 - أحمد بن عياش المرسي.
10 - أحمد بن أبي حجة القيسي.
11 - ثابت بن محمد الكلاعي.
12 - محمد بن إبراهيم بن صلتان.
13 - محمد بن عبد الله بن الصفار.
14 - محمد بن الحسن بن أبي علي المالقي.
15 - موسى بن عبد الرحمن الغرناطي.
16 - عبد الرحمن بن مكي.
17 - أبو الحسين بن السراج.
18 - أبو الخطاب بن دحية.
19 - أبو عمرو اللغوي بن دحية.
20 - أبو الفضل جعفر بن علي الهمداني. وقد روى عن ابن بشكوال
إجازة.
21 - أبو القاسم أحمد بن محمد البلوي، سبط السلفي. وقد روى عن
ابن بشكوال إجازة أيضا.
54

وصف النسخة
55

وصف النسخة
النسخة التي اعتمدت عليها نسخة مغربية، منقولة من النسخة الأصلية
المكتوبة بخط الحافظ ابن بشكوال. وقد نقلها أحمد بن إبراهيم بن أحمد
المعافري القرموني غفر الله له ولوالديه. وقام بمقابلتها بعد نقلها على
النسخة المكتوبة بخط الحافظ ابن بشكوال رحمه الله، وذلك في سنة
ست وأربعين وتسعمائة.
أما نسخة الحافظ ابن بشكوال التي كتبها بخط بيده: فقد نقل: " جزء
بقي بن مخلد في الحوض والكوثر " من خط أبي الوليد الدباغ، الذي
نقله من أصل أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب مقابلة له،
وقراءة عليه.
جزء بقي بن مخلد في الحوض والكوثر
المكتوب بخط الحافظ ابن بشكوال
وهو مقابل. قرىء على ابن عتاب أكثر من أربع مرات: منها مرتان
قرأه عليه ابن بشكوال. مرة قراءة عليه أبو إسحاق بن الأمير محمد بن
تاشفين. ومرة قراءة عليه أبو الوليد الدباغ.
النسخة الأصلية الكاملة المكتوبة بخط ابن بشكوال
أما النسخة الكاملة المكتوبة بخط الحافظ ابن بشكوال، والتي تشمل
على: " جزء بقي بن مخلد في الحوض والكوثر "، وبهامشه: " ذيل
الحافظ ابن بشكوال على هذا الجزء ": فقد قرأها الحافظ ابن
57

بشكوال بنفسه على تلاميذه بمسجده في قرطبة منسلخ شهر جمادى الأولى
سنة أربع وسبعين وخمسمائة: أي قبل وفاته بأربع سنوات رحمه الله
ورضي عنه.
وصف النسخة المغربية
وخط النسخة المغربية التي عندي مقروء إلى حد ما وقد قام ناسخها
بالتعريف ببعض المبهمات.
أما عدد ورقاتها فهو تسع، ذات وجه واحد يشتمل على أكثر من
عشرين سطرا، ويحتوي السطر على أكثر من عشرين كلمة بالمتوسط.
والنسخة فيها طمس كثير، وخطا في النسخ والأرضة قد أكلت مواضع
كثيرة منها.
وقد اقتضى ذلك المقارنة بين نصوص هذه النسخة، ونصوص الأحاديث
في كتب السنة.
وهذه النسخة توجد في مكتبة فضيلة الشيخ العلامة حماد بن محمد
الأنصاري سلمه الله وبارك في عمره.
تاريخ النسخة
النسخة المغربية كتبت في وسط شهر شعبان سنة ست وأربعين
وتسعمائة (946 ه‍)، كما ذكر ذلك ناسخها في الورقة التاسعة منها.
والذي يهمنا هو النسخة الأصلية التي كتبت بخط الحافظ ابن بشكوال:
إذ أن النسخة المغربية منقولة منها، كما تقدم في وصف النسخة.
أما النسخة الأصلية المكتوبة بخط الحافظ ابن بشكوال فقد قرأ الحافظ
ابن بشكوال منها جزء بقي بن مخلد على شيخه أبي محمد
58

عبد الرحمن بن محمد بن عتاب عدة مرات، أولى هذه المرات سنة خمس
عشرة وخمسمائة، فيستدل من ذلك على أن تاريخ نسخ هذا الجزء يرجع
إلى تلك السنة، أو قبلها بقليل.
وأما ذيل الحافظ على جزء بقي بن مخلد فقد قرأه الحافظ ابن
بشكوال بنفسه على تلاميذه سنة أربع وسبعين وخمسمائة. فيستدل من
ذلك على أنه قد نسخ في تلك السنة، أو قبلها.
وحاصل ذلك كله أن النسخ قد تم في القرن السادس الهجري بخط
الحافظ ابن بشكوال. ولا يدرى هل وقعت الكتابة على الجزء والذيل معا
في آن واحد. أو فرق بين نسخ الجزء وكتابة الذيل عدد من السنين.
توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه
ذكر فضيلة الدكتور أكرم ضياء العمري في كتابه: " بقي بن مخلد
القرطبي " عددا من المؤلفات لبقي رحمه الله، ابتدأها بذكر التفسير
الكبير، وثنى بالمسند الكبير وثلث بذكر مصنفه في فتاوى الصحابة
والتابعين ومن دونهم، وختمها بجزئه في الحوض والكوثر، وقد سماه:
" ما روي في الحوض والكوثر " وأشار إلى أن ابن خير الإشبيلي ذكر
هذا المؤلف في كتابه: " فهرسة ما رواه عن شيوخه ".
ثم قال حفظه الله بعد أن فرغ من ذكر مؤلفاته:
" هذا ما ذكرته المصادر من مؤلفاته. وقد فقدت هذه الكنوز فيما فقد
من تراث أمتنا بسبب عوادي الزمن، والاهمال الذي ابتلينا به في عصور
59

التخلف ".
وقد فتشت في بطون الكتب التي يظن بأنها تساعد على توثيق نسبة
هذه المخطوطة إلى مؤلفها فلم أعثر على أحد أشار إليها، باستثناء ما ذكره
فضلية الدكتور أكرم العمري في هذا الجانب.
سند النسخة
قال أبو القاسم خلف بن عبد الملك بن مسعود بن موسى ابن
بشكوال - رحمه الله (ت 578 ه‍) - كاتب " جزء بقي بن مخلد في
الحوض والكوثر "، وصاحب الذيل على هذا الجزء، وكاتبه:
" أخبرنا الشيخ الجليل الفقيه، أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن
عتاب رضي الله عنه قراءة مني عليه في مسجده بحضرة قرطبة حماها الله.
قال: نا أبي رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع. قال: قرأت على أبي عثمان
سعيد بن سلمة، قلت له: حدثك أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن
بقي بن مخلد، عن أبيه، عن جده أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد
رحمه الله.
تصدر هذا الاسناد بداية جزء بقي بن مخلد في الحوض. وكذا روى
هذا الجزء عن ابن عتاب بنفس الاسناد: ابن خير، محمد بن خير بن
عمر بن خليفة اللمتوني الأموي، أبو بكر الإشبيلي (ت 576 ه‍) -
حافظ من أقران ابن بشكوال - هذا بالنسبة لجزء بقي بن مخلد.
أما ذيل الحافظ ابن بشكوال عليه: فقد كتبه ابن بشكوال رحمه الله
60

بخط يده وقرأه على تلاميذه مع جزء بقي بمسجده في مدينة قرطبة، كما
سيأتي بيان ذلك في السماعات.
وسأوجز التعريف برجال إسناد الكتاب:
[1] - أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب:
وهو شيخ الحافظ ابن بشكوال.
عرف به الحافظ الذهبي فقال:
" الشيخ العلامة المحدث الصدوق، مسند الأندلس، أبو محمد
عبد الرحمن، ابن المحدث محمد بن عتاب بن محسن القرطبي ".
وقال عنه الحافظ ابن بشكوال.
" هو آخر الشيوخ الأجلة الأكابر بالأندلس في علو الاسناد وسعة
الرواية. سمع معظم ما عند أبيه، وكان عارفا بالطرق، واقعا على كثير من
التفسير والغريب والمعاني مع حظ وافر من اللغة والعربية. وتفقه عند أبيه،
وشوور في الأحكام بقية عمره. وكان صدرا فيمن يستفتي لسنه وتقدمه.
وكان من أهل الفضل والحلم والوقار والتواضع. وجمع كتابا حفيلا في الزهد
والرقائق سماه (شفاء الصدور). وكانت الرحلة إليه في وقته، وكان صابرا
للطلبة، مواظبا على الاسماع، يجلس لهم النهار كله، وبين العشاءين. سمع
منه الآباء والأبناء، وسمعت عليه معظم ما عنده. وقال: مولدي سنة
433، ومات في جمادي الأولى سنة عشرين وخمسمائة ".
61

[2] - محمد بن عتاب بن محسن القرطبي:
قال عنه الحافظ الذهبي:
" محمد بن عتاب بن محسن، الإمام العلامة المحدث، مفتي قرطبة،
أبو عبد الله مولى ابن عتاب الأندلسي. ولد سنة ثلاث وثمانين
وثلاثمائة ".
وقال عنه الحافظ ابن بشكوال:
" كان فقيها ورعا عاملا بصيرا بالحديث وطرقه، لا يجاري في الوثائق،
كتبها عمره، وما أخذ عليها من أحد أجرا. يقال: قرأ فيها أزيد من أربعين
مؤلفا. وكان متفننا في العلم، حافظ للأخبار والأشعار والأمثال، صلبيا
في الحق، منقبضا عن السلطان و أسبابه، متواضعا، مقتصدا في ملبسه،
يتولى حوائجه بنفسه. وكان شيخ أهل الشورى في زمانه وعليه كان مدار
الفتوى. دعي إلى قضاء قرطبة مرارا فأبى. وكان يهاب الفتوى ويقول:
وددت أني أنجو منها كفافا. وله اختيارات من أقاويل العلماء يأخذ بها في
خاصة نفسه ".
وقال عنه أبو علي الغساني - فيما نقله عنه ابن بشكوال -:
" كان من جلة العلماء الأثبات، وممن عني بالفقه وسماع الحديث دهره،
وقيده فأتقنه ".
مات في صفر سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وشيعه المعتمد بن عباد.
62

[3] - سعيد بن سلمة، أبو عثمان:
روى عنه أبو عبد الله محمد بن عتاب.
قال الحافظ ابن بشكوال:
" سعيد بن سلمة بن عباس بن السمح بن وليد بن حسين. من أهل
قرطبة. يكنى أبا عثمان. قال أبو عبد الله بن عتاب: (كان رحمه الله فاضلا
عاقلا ضابطا لما رواه. عالما بما يحدث به. عولت عليه في الرواية لضبطه
ومعرفته. وكان إمام الفريضة بالمسجد الجامع بقرطبة. وكانت كتبه غاية
في الصحة، ونهاية في الضبط. توفي رحمه الله سنة ثلاث عشرة و أربعمائة،
وحضر جنازته المعتلي بالله يحيى بن علي بن حمود. ومولده سنة خمس وثلاثين
وثلاثمائة) ".
[4] - عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد:
قال ابن مخلوف:
" أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد بن بقي بن مخلد الأندلسي. الفقيه الإمام
العالم الفاضل العمدة الكامل. أخذ عن والده، عن جده، عن يحيى بن
يحيى. وعنه أخذ أعلام. توفي سنة ست وستين وثلاثمائة ".
63

[5] - أحمد بن بقي بن مخلد:
قال الذهبي:
" أحمد بن بقي بن مخلد، أبو عمر القرطبي. كبير علماء الأندلسي،
وقاضي قرطبة.
قال القاضي عياض: سمع أباه خاصة.
وقال ابن عبد البر: كان وقورا صالحا كثير التلاوة ليلا ونهارا، قوي
المعرفة باختلاف العلماء. ولي القضاء عشرة أعوام ما ضرب فيها - فيما
قيل - سوى واحد مجمع على فسقه. وكان يتوقف ويتثبت، ويقول: التأني
أخلص ".
وقال عنه محمد بن محمد مخلوف:
" كانت مذاهبه محمودة، وسيرته حسنة، وهدية جميلا. مع وقار فاق
به أهل عصره، وفطنة ومعرفة بالوثائق ".
توفي على القضاء سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
64

السماعات
65

السماعات
كتب على الورقة الأولى من جزء بقي بن مخلد رحمه الله في الحوض
والكوثر بخط الحافظ أبي القاسم: خلف بن عبد الملك بن مسعود بن
موسى بن بشكوال:
" قرأت جميعه على أبي محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب
رضي الله عنه ضحوة يوم الأحد لعشر خلون من صفر سنة خمس عشرة
وخمسمائة. وسمعه أبي حفظه الله في التاريخ المذكور، و الحمد الله حق
حمده.
ثم قرأت جميعه أيضا على الإمام أبي محمد بن عتاب رضي الله عنه
منتصف شوال سنة سبع عشرة وخمسمائة. وسمع الأمير الفقيه أبو عبد الله
محمد بن تاشفين اللمتوني، و الحمد لله وحده.
كما سمعته من شيخنا أبي محمد ابن عتاب رضي الله عنه مرة ثالثة
بقراءة أبي إسحاق، ابن الأمير صاحبنا في اليوم الثاني عشر من محرم سنة
عشرين وخمسمائة ".
وكتب على الورقة الأخيرة من " جزء بقي بن مخلد في الحوض
والكوثر ":
" سمع جميعه على الشيخ الفقيه الإمام المحدث أبي القاسم خلف بن
عبد الملك بن بشكوال رضي الله عنه: محمد بن أحمد بن علي القرشي
بمسجده بقرطبة منسلخ شهر جمادى الأولى سنة أربع وسبعين
وخمسمائة. والحمد لله حق حمده، وصلى الله على محمد.
67

قرأ هذا الكتاب في الحوض والكوثر - جمع أبي عبد الرحمن بقي بن
مخلد رحمه الله - على مؤلفه الفقيه " اه‍ -.
68

منهجي في التحقيق
69

منهجي في التحقيق
كانت الخطة التي سار عليها العمل في التحقيق هذه النسخة على النحو
التالي:
[1] - قابلت مادة هذه النسخة الفريدة بعدد من كتب السنة.
[2] - ثم ترجمت لبعض الصحابة.
[3] - عزوت الآيات القرآنية الورادة في هذه النسخة إلى مواضعها
في القرآن الكريم.
[4] - خرجت الأحاديث النبوية على كتب الحديث. وقد وضعت
لنفسي شرطا في ذلك، هو:
إن كان الحديث في الصحيحين، أو في أحدهما اكتفيت بهذا
التخريج، ولم ألتفت إلى من خرجه غيرهما من كتب الحديث.
أما إذا لم يكن في الصحيحين، أو في أحدهما أجهدت في تخريجه من
كتب الحديث ناقلا حكم العلماء عليه إن وجد.
[5] - وضحت ما ورد من الإشكالات في نصوص هذه النسخة.
[6] - وضعت فهرسين فنيين في آخر الكتاب للآيات والأحاديث.
71

التحقيق
73

كتاب فيه ما روي في
الحوض والكوثر
جمعه الإمام أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد القرطبي.
75

كتاب فيه ما روي في
الحوض والكوثر
مما جمع أبو عبد الرحمن
بقي بن مخلد رحمه الله
ألفيت في مثل هذا الموضع في الكتاب الذي نقلت منه هذا ما نصه:
ألفيت بخط الشيخ الإمام المحدث أبي القاسم ابن بشكوال ما صورته: فيه:
أبو أمامة الباهلي. وأبو سعيد الخدري. وابن عمر. وعقبة بن عامر.
وعتبة بن عبد السلمي. وحذيفة بن أسيد. وزيد بن أرقم. وثوبان.
وحذيفة بن اليمان. وجندب. وجابر بن سمرة. وأبو ذر. والصنابح.
(انتهى ما ذكره بقي في الحوض)
وألفيت أنا زائدا: جابر بن عبد الله. وميمونة. وأسيد هو ابن
حضير. وابن مسعود. وأنس. وحارثة بن وهب. والمستورد.
وأبو بردة. وبريدة. وعبد الله بن عمر. والبراء. وسهل بن سعد.
وأسماء. وأبو الدرداء. وزيد بن أبي أوفى. وجماعة معه.
77

بسم الله الرحمن الرحيم
وأعن يا أرحم الراحمين
وصل الله على سيدنا محمد النبي الأمين
ما روى أبو أمامة
أخبرنا الشيخ الجليل الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب
رضي الله عنه قراءة مني عليه في مسجده بحضرة قرطبة حماها الله. قال:
نا أبي رحمه الله قراءة عليه وأنا أسمع قال: قرأت على أبي عثمان
سعيد بن سلمة قلت له: حدثك أبو الحسن عبد الرحمن بن أحمد بن
بقي بن مخلد عن أبيه عن جده أبي عبد الرحمن بقي بن مخلد
رحمه الله قال:
[1] - نا أبو مقلاص قال: نا عبد الله بن صالح قال: حدثني
معاوية بن صالح عن سليمان بن عامر عن أبي أمامة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ".
فقال يزيد بن الأخنس السلمي: وما هذا في أمتك إلا كالذباب
79

الأزرق في الذبان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدخل من أمتي الجنة سبعون
ألفا بغير حساب مع كل ألف سبعون ألفا وثلاث حثيات ". قال:
يا رسول الله فما سعة حوضك؟ قال: " مثل ما بين عدن وعمان وهو
أوسع وأوسع - وأشار بيده - فيه شعبان من ذهب وفضة ". قال:
يا رسول الله فما شرابه؟ قال: " شرابه أبيض من اللبن وأحلى مذاقه من
العسل، وأطيب ريحا من المسك. من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها
أبدا ولم يسود وجهه بعدها أبدا ".
[2] نا أحمد بن حنبل قال: نا عاصم بن خالد الحضرمي
قال: نا صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر الخبايري وأبي اليمان
الهوزني عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله وعدني أن
يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا بغير حساب ". فقال يزيد بن الأخنس
السلمي: والله ما أولئك في أمتك يا رسول الله إلا كالذباب الأصهب في
الذبان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإن ربي قد وعدني سبعين ألفا مع
كل ألف سبعون ألفا وزادني ثلاث حثيات ". قال: فما سعة حوضك
يا نبي الله؟ قال: " كما بين عدن إلى عمان فأوسع فأوسع - يشير
بيده - قال فيه شعبان من ذهب وفضة ". قال: فما حوضك يا نبي الله؟
قال: " أشد بياضا من اللبن وأحلى مذاقة من العسل وأطيب رائحة
من المسك. من شرب منه لم يظمأ أبدا ولم يسود وجهه أبدا ".
80

[ما روى أبو سعيد الخدري]
[3] - نا أبو بكر قال: نا محمد بن بشر قال: نا زكريا عن
عطية عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن لي حوضا
طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أبيض مثل اللبن آنيته مثل عدد
النجوم وإني أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ".
[4] نا دحيم قال: نا أنس بن عياض قال: نا أنيس الأسلمي
قال: حدثني أبي عن أبي سعيد.
[5] - ونا ابن كاسب قال: نا أنس. ح، وعبد العزيز بن
محمد عن أنيس بن أبي يحيى - يزيد أحدهما على صاحبه في اللفظ -
عن أبيه عن أبي سعيد الخدري.
[6] - ونا العثماني قال: نا أبو ضمرة عن أنيس بن أبي يحيى
قال: حدثني أبي عن أبي سعيد الخدري قال: بينا نحن جلوس في
المسجد خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرض الذي توفي منه عاصبا رأسه
بخرقة فجاء حتى قام على المنبر فلما استوى عليه قال: " والذي نفسي
بيده إن لقائم على الحوض الساعة. إن رجلا عرضت عليه الدنيا وزينتها
81

اختار الآخرة ". فلم يفهمها من القوم أحد إلا أبو بكر فبكى ثم قال:
بأبي أنت وأمي فديناك بآبائنا وأنفسنا وأموالنا. ثم نزل فما قام عليه حتى
الساعة.
وقال دحيم والعثماني: فخرج يمشي حتى قام على المنبر. وقال
العثماني: فلما استوى عليه.
وانتهى حديث ابن أبي شيبة إلى: إني لقائم على الحوض الساعة.
[7] - ونا ابن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل عن أنيس. مثل
حديث دحيم.
82

ما روى عبد الله بن عمر.
[8] - نا محمد بن عبيد قال: نا حماد قال: نا أيوب عن
نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمامكم حوضا ما
بين ناحيتيه ما بين جرباء وأذرح ".
[9] - نا قاسم بن عثمان القرشي قال: نا عبد الله بن نافع
الصائغ عن مالك عن نافع عن ابن عمر.
[10] - ونا بكار بن عبد الله القرشي عن ابن نافع عن مالك
بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين منبري وبيتي روضة من
رياض الجنة وإن منبري لعلى حوضي ".
[11] - نا محمد بن المثنى قال: نا يحيى عن عبيد الله قال:
أخبرني نافع عن ابن عمر.
83

[12] - ونا أبو بكر قال نا محمد بن بشر قال: نا عبيد الله
عن نافع أن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمامكم حوضي
كما بين جرباء وأذرح " رواه أبو بكر فقال عبيد الله: فسألته فقال:
قريتين بالشام بينهما مسيرة ثلاثة أيام.
[13] - نا محمد بن بشار قال: نا وهب قال: نا أبي أيوب
عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أمامكم حوضا
ما بين ناحيتيه ما بين جربا وأذرح ".
84

ما رواه عقبة بن عامر
[14] - نا محمد بن المثنى قال: نا وهب نا أبي قال:
سمعت يحيى بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن
عبد الله عن عقبة بن عامر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد
ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات فقال: " إني فرطكم على
الحوض وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة وإني لست أخشى عليكم
أن تشركوا بعدي ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها وتقتتلوا
فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم ". قال عقبة: فكان آخر ما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر.
85

ما روى عتبة بن عبد السلمي
[15] - نا ابن ذكوان قال: حدثنا مروان قال: نا معاوية ابن
سلام قال: حدثني أخي زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام قال:
حدثني عمرو بن زيد البكالي أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول: جاء
أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما حوضك هذا الذي
تحدث عنه قال: " هو ما بين البيضاء إلى بصرى ويمدني هذا الله فيه
بكراع لا يدري أحد ممن خلق الله أين طرفيه ". قال: فكبر عمر. فقال:
أما الحوض فيرد عليه فقراء المهاجرين الذين يقتلون في سبيل الله ويموتون
في سبيل الله وأرجو أن يوردني الله الكراع فأشرب منه. قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن الله وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفا من غير
حساب ويشفع كل ألف لسبعين ألفا وحثا لي بكفه ثلاث حثيات " قال:
فكبر عمر، فقال: سبعون ألفا كلهم يشفعون في آبائهم وأبنائهم
وعشائرهم وأرجو أن يجعلني الله في إحدى الحثيات الثلاث.
فقال: يا رسول الله فهل في الجنة شجر؟ قال: " نعم فيها شجرة
86

تدعى: طوبى بطنان الفردوس ". قال: يا رسول الله وأي شجرنا
تشبه؟ قال: " شجرة بالشام يقال لها: الجوزة تنبت على ساق واحد وينتشر
أعلاها ". قال: يا رسول الله فما غلظها؟ قال: " لو ركبت على
جذعة من إبلك ما أحطت بها حتى يتكسر مشفرها من السير ". قال:
يا رسول الله هل فيها من عنب؟ قال: " نعم ". قال: فما أعظم العنقود؟
قال: " مسيرة الغراب شهرا لا يفتر ولا يقع ". قال: فما عظم الحبة؟
قال: " هل يجد أبوك تيسا عظيما فيسلخ جلده فقال لأمك: أفر لنا هذه
الجلد نصنع به ما شئنا " فقال: يا رسول الله إن هذه الحبة تشبعني وأهل
بيتي؟ قال: " نعم وعامة عشيرتك ".
87

ما روى حذيفة بن أسيد
[16] - نا دحيم قال: نا (إسماعيل بن عبد الله سمويه) نا
سعيد بن (سليمان) عن (زيد بن الحسن) القرشي، عن
معروف عن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يا أيها الناس (إني فرط لكم وإنكم واردون علي
الحوض، حوضي عرضه ما بين صنعاء وبصرى وفيه) عدد النجوم
(قدحان من ذهب وفضة) وإني سائلكم حين تردون (علي عن
الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، السبب الأكبر كتاب الله عز
وجل: سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به ولا تضلوا
ولا تبدلوا. وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني العليم الخبير أنهما لن ينقضيا
حتى يردا علي الحوض) "
88

ما روى زيد بن أرقم
[17] - نا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: نا محمد بن
جعفر قال نا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن زيد بن
أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنتم من مائة ألف جزء وسبعين
ألفا - ابن المثنى قال في حديثه - أو تسعين ألفا ممن يرد علي الحوض ".
قالوا: فسألوا: كم كنتم؟ قال: ثمانمائة أو سبعمائة.
89

ما روى ثوبان
[18] - نا محمد بن بشار قال: نا يحيى بن حماد قال: نا
شعبة عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة
اليعمري عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إني
لبعقر حوضي أذود عنه لأهل اليمن أضرب بعصاي حتى
يرفض ". فسئل عن عرضه؟ فقال: " من مقامي هذا إلى عمان ".
وسئل عن شرابه؟ فقال: " أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل
يغث فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من
ورق ".
[19] - نا محمود بن خالد قال: نا مروان - يعني ابن محمد -
قال: نا محمد بن مهاجر قال: حدثني العباس بن سالم - دمشقي
ثبت عن أبي سلام الحبشي، قال: بعث إلي عمر بن عبد العزيز
90

فأتيته على بريد قال: فلما قدمت عليه قال: لقد شققنا عليك يا أبا سلام
في مركبك. قال: أجل والله يا أمير المؤمنين. قال: والله ما أردت
المشقة بك ولكن حديث بلغني أنك تحدث عن ثوبان مولى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الحوض فأحببت أن تشافهني به. قال: فقلت: حدثني ثوبان
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله أنه قال: " إن حوضي ما بين عدن
إلى أيلة أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكاويبه عددها عدد
نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ أبدا. وأول من يرده علي فقراء
المهاجرين الدنس ثيابا. الشعث رؤوسا الذين لا ينكحون
المتنعمات ولا تفتح لهم السدد " قال: فبكى عمر حتى اخضلت
لحيته ثم قال: لكنني قد نكحت المتنعمات وفتحت لي السدد لا
جرم لا أغسل ثوبي الذي يلي جسدي حتى يتسخ ولا أدهن رأسي حتى
يشعث.
91

ما روى حذيفة بن اليمان
[20] - نا عثمان بن أبي شيبة قال: نا علي بن مسهر عن
سعد بن طارق عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" حوضي لأبعد من أيلة من كذا وكذا ".
92

ما روى جندب بن عبد الله
[21] - نا يحيى بن عبد الحميد قال: نا أبو عوانة ويزيد بن
عطاء وابن محياة عن عبد الله بن عمير.
[22] - ونا ابن أبي شيبة قال: نا وكيع عن مسعر عن
عبد الله بن عمير.
[23] - ونا زكريا بن يحيى عن صبيح قال: نا إبراهيم بن
سليمان بن رزين عن عبد الله بن عمير.
[24] - ونا محمد بن بشار قال: نا أبو داود قال: نا شعبة
عن عبد الملك بن عمير.
[25] - ونا بن المثنى قال: نا محمد بن جعفر عن شعبة عن
عبد الملك بن عمير.
[26] - ونا دحيم قال: نا يحيى بن آدم عن شيبان عن
عبد الملك بن عمير عن جندب قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا
فرطكم على الحوض ".
93

ما روى جابر بن سمرة
[27] - نا أبو بكر قال: نا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن
مسمار عن عامر بن سعد قال: كتبت إلى جابر بن سمرة: أخبرني
بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فكتب: إني سمعته يقول: " أنا الفرط على الحوض ".
94

ما روى أبو ذر
[28] - نا أبو بكر عن عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن
أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قلت:
يا رسول الله! ما آنية الحوض؟ قال: " والذي نفسي بيده لآنيته أكثر
من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية. من شرب
منه لم يظمأ. عرضه مثل طوله: ما بين عمان إلى أيلة. وماؤه أشد بياضا
من اللبن وأحلى من العسل ".
95

ما روى الصنابحي
[29] - نا أبو بكر عن عبدة بن سليمان عن إسماعيل عن
قيس عن الصنابحي قال: سمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أنا فرطكم على الحوض ".
96

ما روى أنس بن مالك في الكوثر
[30] - نا أبو الأصبغ، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن
جعفر بن عمرو، عن عبد الله بن مسلم الزهري، عن أنس بن مالك.
[31] - ونا الحزامي، قال: نا معن بن عيسى، عن ابن أخي ابن
شهاب، عن أبيه عبد الله بن مسلم، قال: أخبرني أنس.
[32] - وقرأ علي يحيى وأنا أسمع، عن الليث، عن ابن الهادي،
عن عبد الله بن مسلم، عن ابن شهاب، عن أنس.
[33] - ونا يونس بن عبد الأعلى، قال: نا يحيى بن بكير، قال:
حدثني الليث، عن ابن الهادي، عن عبد الوهاب، عن عبد الله بن
مسلم، عن ابن شهاب، عن أنس أن رجلا قال: يا رسول الله! ما الكوثر
الذي أعطاك ربك؟ قال: " نهر في الجنة أشد بياضا من اللبن، وأحلى
من العسل، ما بين صنعاء إلى أيلة، ترده طير لها أعناق كأعناق الإبل ".
فقال عمر: والله يا رسول الله إنها لناعمة؟! قال: " آكلها أنعم
منها ".
97

قال أبو الأصبغ في حديثه: " قيل يا رسول الله "، ولم يذكر: أشد
بياضا من اللبن، وأحلى من العسل.
وقال الحزامي في حديثه: " فيه طيور أعناقها كأعناق الجزر ".
[34] - قال: نا ابن فضيل، عن المختار بن فلفل، قال:
سمعت أنسا يقول.
[35] - ونا أبو بكر، قال: نا علي بن مسهر، عن المختار، عن
أنس، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ غفا إغفاءة ثم
رفع رأسه متبسما. فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: " نزلت علي
آنفا سورة - فقرأ - * (بسم الله الرحمن الرحيم * إنا أعطيناك الكوثر *
فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر) *. ثم قال: " هل تدرون ما
الكوثر؟ ". قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: " فإنه نهر وعدنيه ربي، عليه
خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم،
فيختلج العبد منهم، فأقول: يا رب هو من أمتي. فيقول: لا تدري
ما أحدثوا بعدك "
ولم يذكر يحيى في حديثه: " بينا رسول الله بين أظهرنا "
وقال: فإما قال لهم، وإما قالوا له: لم ضحكت؟ وقال: " وعدنيه
98

ربي في الجنة، عليه خير كثير، عليه حوض ".
[36] - نا هدبة بن خالد، قال: نا همام، قال: نا قتادة، عن
أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " بينا أنا أسير في الجنة، إذا بنهر
حافتاه الدر المجوف. فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر الذي
أعطاك ربك. قال: فضرب الملك بيده، فإذا طينته مسك أذفر ".
[37] - ونا هدبة قال: نا حماد بن سلمة، عن ثابت قال: أخبرني
أنس في * (إنا أعطيناك الكوثر) * قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الكوثر
نهر في الجنة يجري على وجه الأرض، حافتاه قباب ".
99

ما روى عبد الله بن عمر
[38] - نا ابن كاسب قال: نا سليمان بن حرب قال: نا
حماد بن زيد، عن عطاء بن السائب قال: قال لي محارب بن دثار: ما
سمعت من سعيد بن جبير في الكوثر؟ قال: فقلت: الخير الكثير، فقال
محارب: قل ما سقط من قول ابن عباس، سمعت ابن عمر يقول لما
نزلت: * (إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو
الأبتر) *.
قال النبي عليه السلام: " هو نهر أعطانيه الله في الجنة، حافتاه الذهب
يجري على الدر والياقوت، أبيض من اللبن وأحلى من العسل ". وقال ابن
عباس: هو الخير الكثير.
[39] - نا يحيى، قال: نا محمد بن فضيل، قال: نا عطاء بن
السائب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر.
[40] - نا أبو بكر، قال: نا محمد بن فضيل، عن عطاء بن
السائب، عن محارب، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الكوثر
نهر في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الياقوت والدر، تربته أطيب
100

من المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأشد بياضا من الثلج ".
101

ما روت أم سلمة
[41] - نا أبو بكر، قال: نا عبد الرحيم بن سليمان، عن
محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن رافع، عن أم سلمة، قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: " إني سلف لكم على الكوثر ".
102

ما روى أسامة بن زيد (وحمزة بن عبد المطلب)
[42] - نا يحيى بن عبد الحميد. قال: نا عبد العزيز بن محمد،
عن حرام بن عثمان، عن الأعرج، عن المسور بن مخرمة، عن أسامة بن
زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بيت حمزة بن عبد المطلب إلى الباب، فتبعته،
فسلم، فردت عليه امرأته السلام - وكانت امرأة من بني النجار - فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " أثم أبو عمارة؟ ". قالت: لا والله يا رسول الله بأبي أنت
وأمي، خرج الساعة عامدا إليك، فأظنه (أخطأك في بعض أزقة بني
النجار. أفلا تدخل يا رسول الله؟. فدخل فقدمت إليه حيسا، فأكل
منه. فقالت: يا رسول الله هنيئا لك ومريئا، لقد جئت وأنا أريد أن آتيك
فأهنئك وأمرئك، أخبرني أبو عمارة أنك أعطيت نهرا في الجنة يدعى
الكوثر. قال: " أجل، وعرصته ياقوت ومرجان وزبرجد ولؤلؤ ".
قالت: أحب أن تصف لي حوضك بصفة أسمعها منك؟ قال: " هو ما
بين أيلة وصنعاء، فيه أباريق مثل عدد النجوم. وأحب واردها علي قومك
يا بنت قهد - يعني الأنصار -) ".
103

ما رواه عبد الله بن عمرو
[43] - عن (الحلواني، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر
الوراق، عن ابن بريدة قال: شك ابن زياد في الحوض، فأرسل إلى
رجل من مزينة، وإلى أبي برزة، قال أبو برزة: من كذب به فلا
سقاه الله منه). قال: ثم بعض رداءه وانصرف غضبانا. قال:
فأرسل عبيد الله إلى زيد بن أرقم، فسأله عن الحوض، فحدثه حديثا موثقا
أعجبه، فقال: أنت
سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا. ولكن
104

حدثنيه أخي. قال: فلا حاجة لنا في حديث أخيك. فقال أبو سبرة -
رجل من صحابة عبيد الله -: فإن أخاك حين انطلق وافدا إلى معاوية
انطلقت معه، فلقيت عبد الله بن عمرو، فحدثني من فيه إلى في حديثا
سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأملاه علي، فكتبته. قال: فإني أقسمت
عليك إلا أعرقت هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب. قال: فركبت
البرذون، فركضته حتى عرق، فأتيته بالكتاب، فإذا فيه: هذا ما حدثني
عبد الله بن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله
يبغض الفحش والتفحش. والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى
يظهر الفحش والتفحش وسوء الجوار وقطيعة الأرحام، وحتى يخون
الأمين، ويؤتمن الخائن. والذي نفس محمد بيده إن أسلم المسلمين لمن
سلم المسلمون من لسانه ويده، وإن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهى الله
عنه. والذي نفس محمد بيده إن مثل المؤمن مثل اللقطة من الذهب نفخ
عليها صاحبها فلم تتغير ولم تنقص. والذي نفس محمد بيده إن مثل
المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا ووضعت طيبا ووقعت طيبا، فلم تكسد
ولم تفسد، ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة إلى مكة -
أو قال: صنعاء إلى المدينة - وإن فيه من الأباريق مثل الكواكب. هو
أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب منه لم يظمأ بعدها
أبدا ". قال أبو سبرة: فأخذ عبيد الله الكتاب، فجزعت عليه، فلقيني
يحيى بن يعمر فشكوت ذلك إليه، فقال: والله لأنا أحفظ له مني لسورة
من القرآن. فحدثني كما كان في الكتاب سواءا. اه‍.
105

رواية جبير بن مطعم في الحوض
ذكرها الضراب في فضائل أهل البيت
107

آخر ما كتب بقي من أحاديث الحوض
كمل بحمد الله تعالى وسط شعبان المكرم، سنة ست وأربعين
وسبعمائة. نقل من خط الشيخ الفقيه الإمام الحافظ المحدث أبي القاسم
خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال رحمه الله نقله من خط
أبي الوليد الدباغ. ونقله ابن الدباغ من أصل أبي محمد بن عتاب مقابلة
له وقراءة عليه. والحمد لله. على يدي كاتبه لنفسه يده أحمد بن إبراهيم بن أحمد المعافري
القرموني غفر الله له ولوالديه بفضله.
وكتب: يسرته بالهامش.
انتهت المعارضة و التصحيح بالأصل المنقول من أصل ابن بشكوال المقابل
به.
والحمد لله.
108

الذيل على جزء بقي بن مخلد
من أحاديث الحوض
جمعه الإمام الحافظ المحدث أبو القاسم
خلف بن عبد الملك بن مسعود بن بشكوال.
109

هذا ما ذيل به ابن بشكوال جزء بقي
ابن مخلد رحمه الله تعالى من أحاديث الحوض
بأسانيده كما أشير إليه في البدء
رواية الصنابح
[45] - أنا صاحبنا الفقيه الحافظ المحدث أبو الوليد يوسف بن
عبد العزيز حفظه الله قراءة منه علينا، بلفظه، في منزله، ومن خط يده
نقلته. قال: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله أحمد بن محمد الخولاني إجازة
بخطه، عن أبي ذر عبد بن أحمد الهروي، قال: نا محمد بن عبد الله بن
محمد بن جبرويه، قال: نا الحسين بن إدريس، قال: نا عثمان بن
أبي شيبة، قال: نا جرير بن عبد الحميد، ووكيع بن الجراح، و يزيد بن
هارون، وإسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن الصنابح - هو ابن الأعسر - قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" أنا فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، ألا فلا تقتتلوا
111

بعدي ".
[46] - قال أبو ذر: أخبرناه أبو الفضل بن أبي القاسم، قال:
نا محمد بن عبد الرحمن السلمي، قال: نا أبو الصلت، قال: نا سفيان،
عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن الصنابحي -
شيخ من بجيلة - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " أنا فرطكم على
الحوض، و أنا مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلوا بعدي ".
هكذا قال - الصنابحي - أبو الصلت عن سفيان، وخالفه غيره،
فقال: الصنابح. وقال ابن المبارك أيضا: الصنابحي.
[47] - أخبرناه محمد بن عمر بن حفصويه، قال: نا يزيد، قال:
نا عبد الجبار بن العلاء، قال: نا سفيان، عن ابن أبي خالد، قال: إ
سمعت قيسا يقول: سمعت الصنابح الأحمسي يقول: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " ألا إني فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم،
فلا تقتتلن بعدي ".
[48] - أنا أبو حفص بن شاهين، قال: نا عبد الله بن سليمان،
قال: نا محمد بن آدم المصيصي، قال: نا ابن المبارك، عن إسماعيل بن
أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن الصنابحي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
112

" أنا فرطكم على الحوض، وإني مكاثر بكم الأمم، فلا تقتتلن
بعدي " انتهى.
113

ما رواه البراء بن عازب
[49] - أخبرنا أبو (....) أحمد بن عمر بن أنس، نا مكي بن
علي، نا أحمد بن عبد الله بن زريق، قال: نا أبو الأشعث، قال: نا
محمد بن بشر، قال: نا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، قال: سمعت
ابن أبي ليلي يقول: سمعت البراء بن عازب في هذا المجلس يحدث
قوما، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح الصلاة رفع يديه في أول
تكبيرة، وقال للأنصار: " إنكم سترون بعدي أثرة ". قالوا:
يا رسول الله! فما تأمرنا؟ قال: " تصبروا حتى تردوا علي
الحوض ".
114

ما روت ميمونة في الحوض ولم يذكره بقي
[50] - حدثنا أبو محمد، نا عمر بن عبد الله، نا عبد الرحمن بن
محمد، نا محمد بن أحمد بن مفرج (....)، نا أبو الحسن
أحمد بن عبد الرحمن القاضي، نا عمرو بن ثوبان، نا فديك بن سليمان،
عن (...) يعني أبا سعيد (....)، عن يزيد بن الأحمر، عن
ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم (ونحن
جلوس فقال: " أولكن يرد علي الحوض) أطولكن يدا ". فجعلنا
نقدر أذرعنا، أيتنا أطول يدا. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (" لست
ذاك أعني، إنما أعني أصنعكن يدا) ".
115

ما رواه جابر بن عبد الله
[51] - حدثنا أبو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عتب قراءة
عليه مني، قال: نا لبيد، قال: نا عبد الرحمن بن مروان، قال: نا
الباجي، قال: نا الزبيدي، نا محمد بن حميد، نا أحمد بن داود، نا
علي بن قتيبة الرفاعي، قال: نا مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن
جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بروا آباءكم تبركم
أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم. ومن تنصل إليه فلم يقبل، فلن يرد علي
الحوض ".
116

ما رواه أسيد بن حضير في الحوض
[52] - أخبرنا أبو محمد بن عتاب قراءة عليه - و أنا أسمع - قال:
نا أبي، قال: نا خلف بن يحيى، قال: نا عبد الله بن يوسف، قال:
نا محمد بن وضاح، قال: نا أبو بكر ابن أبي شيبة، نا يزيد بن هارون،
قال: أنا شعبة، عن قتادة، عن أنس، عن أسيد بن حضير أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " إنكم سترون بعدي أثرة ". فقالوا: فما تأمرنا؟ قال:
" فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ".
117

ما رواه عبد الله بن مسعود
[53] - نا ابن عتاب، نا عبد الله بن يحيى صاحبنا، أنا محمد بن
أحمد الرازي، نا أبو الحسن عبد الملك بن عبد الله بن مسكين بمصر،
نا أبو العباس الأبيض، نا النسائي إملاء، نا إسحاق بن إبراهيم، أنا جرير،
عنت المغيرة، عن أبي وائل، عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " أنا
فرطكم على الحوض ".
رواه البخاري في جامعه، فقال: حدثني يحيى بن حماد، حدثنا
أبو عوانة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله فذكره.
118

ما رواه أبو الدرداء
[54] - نا أبو محمد بن عتاب، نا حاتم، نا أحمد بن محمد، نا
ابن مفرج، نا أحمد بن سهل، نا عبد الله بن محمد المقدسي، قال:
نا هشام بن عمار، قال: نا يحيى بن حمزة، قال: أنا يزيد بن أبي مريم
أن أبا عبيد الله حدثه عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا
فرطكم على الحوض، فلأعرفن ما نوزعت في أحد منكم، فأقول: هذا
مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدث بعدك "، فقلت: يا رسول الله!
ادع الله أن لا يجعلني منهم. فقال: " لست منهم ".
119

ما رواه أبو بكرة
[55] - أنا أبو محمد بن عتاب، نا حاتم بن محمد، نا أحمد بن
محمد المقرئ، أنا ابن مفرج، قال: نا أحمد بن إسماعيل بن عاصم،
قال: نا أبو زرعة الدمشقي، قال نا محمد بن بكار، قال: نا سعيد،
عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " والذي
نفسي بيده ليردن على الحوض أقوام، حتى إذا رفعوا إلي ورأيتهم اختلجوا
دوني. فلأقولن: ردوا إلي أصحابي. فيقول: لا تدري ما أحدثوا
بعدك ".
120

ما رواه سلمان فارسي في الحوض
[56] - نا أحمد، قال: نا أبو علي الحسين بن محمد، عن
أبي عمر النمري، قال: نا أحمد بن قاسم، قال: نا قاسم بن أصبغ، قال
نا الحارث بن أبي أسامة، نا يحيى بن هاشم، نا سفيان الثوري، عن
سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن عليم الكندي، عن سلمان
الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أولكم ورودا علي الحوض أولكم
إسلاما، علي بن أبي طالب ".
121

ما رواه أنس بن مالك
[57] - نا أبو محمد بن عتاب، قال: نا أبي، قال: نا أبو القاسم
خلف بن يحيى، قال: نا أحمد بن مطرف، قال: (....)، قال:
نا محمد بن عزيز بن عبد الله، قال: نا سلامة، قال: نا عقيل، قال:
نا ابن شهاب، قال: نا أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" حوضي ما بين أيلة ومكة، فيه من الأرباريق بعدد نجوم السماء ".
122

ما روى عرباض بن سارية في الحوض
[58] - أنا ابن مغيث، أنا أحمد بن محمد بن يحيى، نا العثماني،
نا حمزة بن علي، قال: نا علي بن معبد، قال: نا إسحاق بن إبراهيم
الزبيدي، قال: حدثني عمرو بن الحارث، قال: أخبرني عبد الله بن
سالم، عن الزبيدي، قال: نا عمران بن عامر، عن سويد بن جبلة، عن
عرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لتزدحمن هذه الأمة على الحوض
ازدحام إبل وردت لخمس ".
123

رواية جماعة من الصحابة في الحوض
[59] - نا أبو محمد بن عتاب، نا أبي، نا أبو أيوب سليمان بن
خلف، نا محمد بن مفرج، نا محمد بن أيوب، نا أبو بكر البزار، نا
الحسين بن محمد الذارع، قال: نا عبد المؤمن بن عباد بن عمرو، قال:
حدثني يزيد بن معن، قال: حدثني عبد الله بن شرحبيل، عن رجل من
قريش، عن زيد بن أبي أوفى، قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد
المدينة، فجعل يقول: " أين فلان؟ أين فلان؟ ". فلم يزل يتفقدهم
ويبعث إليهم حتى اجتمعوا عنده. فقال: " إني محدثكم بحديث فاحفظوه
وحدثوا من بعدكم. إن الله تبارك وتعالى اصطفى من خلقه خلقا، ثم تلا
هذه الآية: (الله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس)، خلقا
قد خلقهم للجنة، وإني أصطفى منكم من أحب أن أصطفيه، و مؤاخ بينكم
كما آخى الله بين الملائكة. قم يا أبا بكر "، فقام، فجثا بين يديه،
فقال: " لك عندي يد الله يجزيك بها، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذتك
خليلا. وأنت مني بمنزلة قميصي من جسدي ". قال: وحرك قميصه
بيده. ثم قال: " يا عمر قد كنت شديدا علينا، فدعوت الله أن يعز الدين
بك أو بأبي جهل، ففعل الله ذلك بك، وكنت أحبهما إلى الله. فأنت
معي في الجنة ثالث ثلاثة من هذه الأمة ". ثم تنحى، و آخى بينه وبين
أبي بكر. ثم دعا عثمان بن عفان، وقال: " ادن مني "، فلم يزل يدنو
124

حتى ألصق ركبته بركبة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم نظر إلى السماء فقال:
" سبحان الله العظيم " ثم نظر إلى عثمان فإذا إزاره محلولة فزرها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيده. ثم قال: " اجمع عطفي ردائك على نحرك، فإن لك شأنا
في السماء ".
ثم قال: " سبحان الله العظيم " ثلاث مرات، ثم مرات، ثم قال: أنت ممن يرد
علي الحوض و أوداجه تشخب دما، فأقول: من فعل هذا بك؟ فتقول:
فلان و فلان. إذ هتف هاتف من السماء: ألا إن عثمان أمين على كل
مخذول ". ثم دعا عبد الرحمن بن عوف، وقال: " ادن يا أمين الله وتسمى
في السماء الأمين، يسلطك الله على مالك بالحق. إن لك عندي دعوة قد
اختبأتها ". فقال: أخر لي يا رسول الله. فقال: " حملتني أمانة أكثر الله
مالك ". وآخى بينه وبين عثمان. ثم دعا طلحة و الزبير، فقال: " ادنوا
مني قريبا ". فقال: " أنتما حواري كحواري عيسى بن مريم "، ثم آخى
بينهما. ثم دعا سعدا و عمار بن ياسر، فقال: " يا عمار بن ياسر تقتلك
الفئة الباغية "، ثم آخى بينهما، ثم دعا أبا الدراء وسلمان، فقال:
" يا سلمان أنت منا أهل البيت، وقد آتاك الله العلم الأول ثم العلم الآخر،
والكتاب الأول والكتاب الآخر ". ثم قال: " يا أبا الدرداء ألا
أرشدك؟ ". قال: بلى يا رسول الله. قال: " إن تنقدهم ينقدوك، و إن
تتركهم لا يتركوك، وإن تهرب منهم يدركوك. فأقرضهم عرضك ليوم
فقرك، واعلم أن الخير أمامك "، ثم آخى بينهما. ثم نطر في وجوه
أصحابه، فقال: " أبشروا وقروا عينا فإنكم ممن يرد على الحوض. وأنتم
في أعلا الغرف ". ثم نظر إلى عبد الله فقال: " الحمد لله الذي يهدي من
يشاء من الضلالة ". فقال علي: يا رسول الله! ذهبت روحي، وانقطع
ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري. إن كان من سخط
علي فلك العتبى والكرامة، وإن كان غير ذلك فلا أبالي. قال: فقال:
125

" والذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي. فأنت عندي بمنزلة هارون من
موسى، غير أنه لا نبي بعدي. وأنت أخي ووزيري ووارثي ". قال:
يا رسول الله! وما أرث منك؟ قال: " كتاب الله وسنتي. وأنت معي
في قصري مع فاطمة ابنتي. وأنت أخي ورفيقي ". ثم تلا رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (إخوانا على سرر متقابلين)، " المتحابين في الله ينظر بعضهم
إلى بعض ".
قال أبو بكر: ولا نعلم روى زيد بن أبي أوفى عن النبي عليه السلام
إلا هذا. انتهى.
آخر ما كتب الحافظ ابن بشكوال
من أحاديث الحوض
و الحمد لله أولا و آخرا
126

المستدرك
في
أحاديث الحوض
جمعه: عبد القادر بن محمد عطا صوفي
127

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، و نستغفره، ونعوذ بالله من
شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا
هادي له. و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا
عبده ورسوله.
أما بعد:
فهذه مجموعة من الأحاديث المتعلقة بالحوض لعدد من الصحابة
استدركتهم على الإمامين الحافظين: بقي بن مخلد، وابن بشكوال،
ورتبتهم على الأحرف مبتدئا بأسماء الرجال، ومثنيا بالكنى، وختمتهم
بأسماء النساء من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
129

ما رواه أبي بن كعب
[60] - قال الإمام الحافظ أبو بكر عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن
مخلد الشيباني (ت 287 ه‍):
(ثنا عقبة بن مكرم الضبي، ثنا يونس بن بكير، ثنا عبد الغفار بن
القاسم، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... و أنا على الحوض ". قيل: وما الحوض
يا رسول الله؟ قال: " و الذي نفسي بيده إن شرابه أبيض من اللبن، وأحلى
من العسل، و أبيض من الثلج، و أطيب ريحا من المسك، و آنيته أكثر عددا
من النجوم. لا يشرب منه إنسان فيظمأ أبدا، ولا يصرف عنه إنسان فيروى
أبدا ".
131

ما رواه أوس بن الأرقم
[61] - قال الإمام أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت 241
ه‍):
(حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر الوراق، عن عبد الله بن
بريدة قال: شك عبيد الله بن زياد في الحوض، وكانت فيه حرورية،
فقال: أرأيتم الحوض الذي تذكرون، ما أراه شيئا، فقال له ناس من
أصحابه: عندك رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إليهم،
فسلهم. فأرسل عبيد الله إلى زيد بن أرقم، فسأله عن الحوض، فحدثه
حديثا موثقا أعجبه. فقال: أنت سمعت هذا من رسول الله؟ قال: لا،
ولكن حدثنيه أخي. قال: لا حاجة لنا في حديث أخيك).
132

ما رواه بريدة بن الحصيب
[62] - قال الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري
اللالكائي (ت 418 ه‍):
(أنا محمد بن عبد الرحمن، قال: يحيى بن محمد بن صاعد قال:
نا عبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قال: نا يحيى بن محمد بن يمان، عن
عائذ بن نسير، عن علقمة بن مرثد، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " حوضي ما بين عمان و اليمن، فيه آنية عدد النجوم،
أحلى من العسل، و أبيض من اللبن، و ألين من الزبد. من شرب منه شربة
لم يظمأ بعدها أبدا ").
133

ما روى حارثة بن وهب
[63] - قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
(ت 256 ه‍):
(حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة، عن
معبد بن خالد أنه سمع حارثة بن وهب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم: وذكر
الحوض - فقال: " كما بين المدينة وصنعاء ").
134

ما روى الحسن بن علي
[64] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا إسماعيل بن موسى، ثنا سعيد بن خثيم الهلالي، عن الوليد بن
مسار الهمداني، عن علي بن أبي طلحة مولى بني أمية، قال: حج
معاوية بن أبي سفيان وحج معه معاوية بن خديج، فمر في مسجد
الرسول - صلى الله عليه وسلم - و الحسن بن علي جالس، فدعاه، فقال له
الحسن: أنت الساب لعلي رضي الله عنه؟ أما والله لتردن عليه الحوض،
وما أراك أن ترده، فتجده مشمر الإزار عن ساق يذود عنه. لا يأتي
المنافقون ذود (كذا) غريبة الإبل. قول الصادق المصدوق، وقد خاب
من افترى).
135

ما روى خباب بن الأرت
[65] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا عبيد الله بن معاذ، ثنا أبي حاتم بن أبي صغيرة،
أبو يونس، عن سماك، عن عبد الله بن خباب، عن أبيه قال: كنا قعودا
عند باب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " اسمعوا ".
فقلنا: قد سمعنا. ثم قال " اسمعوا ". فقلنا: قد سمعنا - مرتين،
أو ثلاثا - فقال: " إنه سيكون بعدي أمراء، فلا تصدقوهم بكذبهم، ولا
تعينوهم على ظلمهم، فإنه من صدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم لم
يرد علي الحوض ").
136

ما رواه زيد بن ثابت
[66] - قال ابن أبي عاصم: (ثنا أبو بكر، ثنا عمرو بن سعد،
أبو داود الحفري، عن شريك، عن الركين، عن القاسم بن حسان، عن
زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني تارك فيكم الخليفتين من
بعدي: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، و إنهما لن يتفرقا حتى يردا علي
الحوض ").
137

ما رواه سلمان الفارسي
[67] - قال الإمام أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي
النيسابوري (ت 311 ه‍):
(ثنا علي بن حجر السعدي، ثنا يوسف بن زياد، ثنا همام بن يحيى،
عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان، قال:
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان، فقال: " أيها الناس قد
أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.
جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير
كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى
سبعين فريضة فيما سواه. وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة. وشهر
المواساة. وشهر يزداد فيه رزق المؤمن. من فطر فيه صائما كان مغفرة
لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من
أجره شئ ". قالوا: ليس كلنا نجد ما يفطر الصائم. فقال: " يعطي الله
هذا الثواب من فطر صائما على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن. وهو
شهر أوله رحمة، و أوسطه مغفرة، و آخره عتق من النار. من خفف عن
مملوكه غفر الله له و أعتقه من النار. واستكثروا فيه من أربع خصال:
خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما
الخصلتان ترضون بهما ربكم: فشهادة أن لا اله إلا الله،
وتستغفرونه. وأما اللتان لا غنى بكم عنهما: فتسألون الله الجنة،
138

وتعوذون به من النار. ومن أشبع فيه صائما سقاه الله من حوضي شربة
لا يظمأ حتى يدخل الجنة ".
139

ما رواه سمرة بن جندب
[68] - قال الإمام أبو عيسى بن محمد بن عيسى بن سورة الترمذي
(ت 297 ه‍):
(حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن نيزك البغدادي، حدثنا محمد بن
بكار الدمشقي، حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن
سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لكل نبي حوضا، وإنهم يتباهون
أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة).
140

ما رواه سهل بن سعد.
[69] - قال الإمام البخاري:
(حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن
أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
" أنا فرطكم على الحوض، من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ
بعده أبدا. ليرد علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، يحال بيني وبينهم ").
141

ما رواه سويد بن عامر
[70] - قال الإمام أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى بن حماد
العقيلي المكي (ت 322 ه‍):
(حدثنا صالح بن شعيب، قال: حدثنا أمية بن بسطام، قال: حدثنا
أبو عصام العباداني، قال: حدثنا عبد الكريم بن كيسان، عن سويد بن
عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حوضي أشرب منه يوم القيامة ومن
ابتعني، ومن استسقاني من الأنبياء. ويبعث الله ناقة ثمود لصالح،
فيحلبها، فيشربها والذين آمنوا معه، حتى يوافي بها الموقف ولها
رغاء... " الحديث).
142

ما روي عن عائذ بن عمرو
[71] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا حسين المعلم،
ثنا عبد الله بن بريدة، عن أبي سيرة الهذلي قال: كان عبيد الله بن زياد
يكذب بالحوض بعد ما سأل عنه أبا برزة، والبراء، بن عازب، وعائذ بن
عمرو، ورجلا آخر).
143

ما روى عبد الله بن زيد بن عاصم.
[72] - قال الامام البخاري:
(حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا وهيب، عن عمرو بن يحيى، عن
عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال: لما أفاء الله على رسوله
صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم فيء الناس في المؤلفة قلوبهم، ولم يعط الأنصار
شيئا، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم فقال:
" يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي، وكنتم متفرقين
فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ "، كلما قال شيئا قالوا: الله
ورسوله أمن. قال: " ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ "، قال:
كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن. قال: " لو شئتم قلتم: جئتنا كذا
وكذا. ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم
إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت أمرءا من الأنصار. ولو سلك الناس
واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها. الأنصار شعار، والناس
دثار، إنكم ستلقون بعدي أثره، فاصبروا حتى تلقوني على
144

الحوض).
145

ما روى عبد الله بن عباس
[73] - قال البخاري:
(حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثنا المغيرة بن النعمان،
قال: حدثني سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " إنكم محشورون حفاة عراة غرلا. - ثم قرأ: * (كما
بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين) *، وأول من يكسى
يوم القيامة إبراهيم. وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال،
فأقول: أصحابي، أصحابي. فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم
منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: * (وكنت عليهم شهيدا ما
دمت فيهم - إلى قوله - الحكيم) *.
[74] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، عن ليث، عن عبد الملك بن
146

سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا
فرطكم على الحوض، فمن ورد علي أفلح. ويؤتى بقوم فيؤخذ بهم ذات الشمال).
[75] - قال البخاري:
(حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال في الكوثر: " هو
الخير الذي أعطاه الله إياه ". قال أبو بشر: قلت لسعيد بن جبير: فإن
الناس يزعمون أنه نهر في الجنة، فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من
الخير الذي أعطاه الله إياه).
147

ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص
[76] - - قال البخاري:
(حدثنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة
قال: قال عبد الله بن عمرو بن العاص: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " حوضي مسيرة
شهر، ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسلك، وكيزانه كنجوم
السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبدا ").
148

ما روي عن عثمان بن مظعون
[77] - قال أبو عبد الله محمد الحكيم الترمذي (ت بعد 318
ه‍):
(حدثنا صالح بن محمد، عن حماد، عن عبد الرحمن، قال: نا
إدريس بن صبيح الأودي، عن سعيد بن المسيب. قال سعيد: جاء
عثمان بن مظعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله غلبني حديث
النفس، فلم أحب أن أحدث شيئا حتى أذكر ذلك لك. فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: " وما تحدثك به نفسك يا عثمان؟ " قال: تحدثني نفسي أن
أختصي. فقال: " مهلا يا عثمان فإن خصاء أمتي الصيام "... - إلى أن
قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم -: " يا عثمان لا ترغب عن سنتي، ومن رغب
عن سنتي فمات قبل أن يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حوضي يوم القيامة ").
149

ما رواه علي بن أبي طالب
[78] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا أبو هشام الرفاعي. حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا السري بن
إسماعيل، عن الشعبي، عن سفيان بن الليل قال: لقيت حسنا عند
انصرافه من عند معاوية، فقال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أول من يرد علي الحوض أهل بيتي، ومن أحبني
من أمتي ").
150

ما رواه عمر بن الخطاب
[79] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا أبو بكر، حدثنا مالك بن إسماعيل، ثنا يعقوب بن عبد الله
القمي، عن حفص بن حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن عمر بن
الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا ممسك بحجزكم عن النار،
وتغلبون، تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب، وأوشك أن أرسل
بحجزكم وأفرط لكم على الحوض وتردون، وتعودون علي جمعا
وأشتاتا ").
[80] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الله بن إدريس، عن أشعث،
عن علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس قال: قال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه: " سيأتي قوم يكذبون بالقدر، ويكذبون
بالحوض، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من
النار ").
151

ما رواه كعب بن عجرة
[81] - قال الترمذي:
(حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني، حدثني محمد بن عبد الوهاب،
عن مسعر، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن عاصم العدوي، عن
كعب بن عجرة قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن تسعة، خمسة
وأربعة، أحد العددين من العرب والآخر من العجم، فقال: " اسمعوا:
هل سمعتم إنه سيكون بعدي أمراء، فمن دخل عليهم فصدقهم بكذبهم
وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس بوارد علي الحوض.
ومن لم يدخل عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فهو
مني وأنا منه، وهو وارد علي الحوض ").
152

ما رواه لقيط بن عامر
[82] - قال ابن أبي عاصم:
(ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا عبد الرحمن بن عياش الأنصاري،
عن دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن المنتفق العقيلي، عن جده
عبد الله، عن عمه لقيط بن عامر بن المنتفق.
قال دلهم: وحدثني أيضا أبي، الأسود بن عبد الله، عن عاصم بن
لقيط بن عامر، أن لقيط بن عامر خرج وافدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه
صاحب له يقال له نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق. قال لقيط:
فخرجت أنا وصاحبي حتى قدمنا المدينة لانسلاخ رجب، فأتينا رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين انصرف من صلاة الغداة، فقام في الناس خطيبا فقال - فذكر
خطبة طويلة تحدث فيها عن حال الناس يوم القيامة، وفيها -: " فتطلعون
على حوض الرسول، لا يظمأ ناهله والله أبدا، فلعمر إلهك ما يبسط أحد
منكم يده إلا وقع عليها قدح... " الحديث).
153

ما رواه المستورد بن شداد
[83] - قال البخاري:
(حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا حرمي بن عمارة، حدثنا شعبة، عن
معبد بن خالد أنه سمع حارثة بن وهب يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر
الحوض، فقال: " كما بين المدينة وصنعاء ".
وزاد ابن أبي عدي عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن حارثة سمع
النبي صلى الله عليه وسلم قال: حوضه ما بين صنعاء والمدينة. فقال له المستورد: ألم
تسمعه قال الأواني؟ قال: لا. قال المستورد: " ترى فيه الآنية مثل
الكواكب ").
155

ما رواه النواس بن سمعان
[84] - قال عمر بن محمد بن بجير البجيري (ت 311 ه‍):
(ثنا سلمان بن سلمة، ثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا ابن جريج،
عن مجاهد، عن النواس بن سمعان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن حوضي عرضه كما بين أيلة إلى عمان، فيه أقداح كنجوم السماء،
أول من يرده من أمتي من يسقي كل عطشان ").
156

ما رواه أبو برزة الأسلمي
[85] - قال ابن أبي عاصم:
(ثنا عقبة بن مكرم، ثنا محمد بن موسى السيباني، عن صالح، عن
سيار بن سلامة الرياحي، عن أبيه، عن أبي برزة قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " إن لي حوضا يوم القيامة، عرضه ما بين أيلة إلى صنعاء،
ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل. فيه من الأباريق كعدد نجوم
السماء، من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا، ومن كذب به فلا سقاه الله
منه ").
[86] - وقال أبو القاسم اللالكائي:
(وأنا عبد الله بن مسلم بن يحيى، قال: أنا الحسين بن إسماعيل،
قال: نا محمد بن يزيد، أخو كرخويه، قال: نا روح بن أسلم، قال:
157

نا شداد، عن أبي الوازع قال: سمعت أبا برزة الأسلمي قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما بين جنبي حوضي ما بين أيلة إلى صنعاء مسيرة
شهر، عرضه كطوله، فيه مرزابان يثغبان من الجنة من ورق وذهب. أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، وأبرد من الثلج. فيه أباريق عدد نجوم
السماء. من شرب منه لم يظمأ حتى يدخل الجنة ").
158

ما رواه أبو بكر الصديق
[87] - قال ابن أبي عاصم:
(حدثنا هدبة بن عبد الوهاب، حدثنا النضر بن شميل، حدثنا أبو نعامة
العدوي، ثنا أبو هنيدة، البراء بن نوفل، عن والآن العدوي، عن حذيفة،
عن أبي بكر الصديق قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "... فأقول: أي رب
جعلتني سيد ولد آدم ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر،
حتى إنه ليرد علي الحوض أكثر مما بين صنعاء وأيلة... "
الحديث).
159

ما رواه أبو لبابة
[88] - قال محمد بن محمد الزبيدي (ت 1205 ه‍):
(وأما حديث أبي لبابة رضي الله عنه: فقد رواه أبو طاهر محمد بن
عبد الرحمن المخلص في فوائده، عن أبي القاسم البغوي، في أثناء حديث
أنس، من طريق الحسن وقتادة عنه. أوله: جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! يمنع سوادي ودمامتي دخول الجنة؟ قال:
" لا والذي نفسي بيده ما اتقيت الله وآمنت بما جاء به رسوله "... -
فذكر الحديث بطوله. وفيه: تزويجه بابنة حارثة بن وهب الثقفي، ثم
شهادته قبل أن يدخل بها، وقوله صلى الله عليه وسلم فيه: - " إنه ورد الحوض ورب
الكعبة ". فقال أبو لبابة: بأبي أنت وأمي، وما الحوض؟ قال: " حوص
أعطانيه ربي عز وجل ما بين صنعاء إلى بصرى. حافتاه مكلل بالدر
والياقوت. آنيته كعدد نجوم السماء. ماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى
من العسل. من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبدا... " الحديث).
160

ما رواه أبو مسعود البدري
[89] - قال الإمام أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت
360 ه‍):
(حدثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا عبد السلام بن حرب،
عن مغيرة، عن شقيق، عن أبي مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليعرفن
لي رجال من أصحابي، حتى إذا رأيتهم اختلجوا دوني. فأقول:
أصحابي. فيقال: لا تدري ما أحدثوا بعدك ").
161

ما رواه أبو هريرة
[90] - قال البخاري:
(حدثنا مسدد، عن يحيى، عن عبيد الله بن عمر، قال: حدثني
خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله
عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة،
ومنبري على حوضي ").
[91] - وقال أيضا:
(حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن محمد بن
زياد، سمعت أبا هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي
نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تذاد الغربية من الإبل عن
الحوض ").
162

[92] - وقال أيضا:
(وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي، حدثنا أبي، عن يونس،
عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة أنه كان يحدث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يرد على يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون
عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما
أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري ").
[93] - وقال الإمام أبو الحسن مسلم بن الحجاج القشيري
النيسابوري (ت 261 ه‍):
(حدثنا يحيى بن أيوب، وسريج بن يونس، وقتيبة بن سعيد،
وعلي بن حجر. جميعا، عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب: حدثنا
إسماعيل، أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أتى المقبرة، فقال: " السلام عليكم دار قوم مؤمنين. وإنا إن شاء الله
بكم لاحقون. وددت أنا قد رأينا إخواننا ". قالوا: أو لسنا إخوانك
يا رسول الله؟ قال: " أنتم أصحابي. وإخواننا الذين لم يأتوا بعد ".
فقالوا: كيف تعرف من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله؟ فقال:
" أرأيت لو أن رجلا له خيل غر محجلة بين ظهري خيل دهم
163

بهم ألا يعرف خيله؟ ". قالوا بلى يا رسول الله. قال: " فإنهم يأتون غرا
محجلين من الوضوء. وأنا فرطهم على الحوض. ألا ليذادن رجال عن
حوضي كما يذاد البعير الضال. أناديهم: ألا هلم. فيقال: إنهم قد
بدلوا بعدك. فأقول: سحقا سحقا ").
[94] - وقال الإمام مسلم أيضا:
(حدثنا سويد بن سعيد وابن أبي عمر. جميعا عن مروان الفزاري.
قال ابن أبي عمر: حدثنا مروان، عن أبي مالك الأشجعي، سعد بن
طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن
حوضي أبعد من أيلة من عدن. لهو أشد بياضا من الثلج، وأحلى من
العسل باللبن. ولآنيته أكثر من عدد النجوم. وإني لأصد الناس عنه كما
يصد الرجل إبل الناس عن حوضه ". قالوا: يا رسول الله! أتعرفنا يومئذ؟
قال: " نعم لكم سيما ليست لاحد من الأمم، تردون علي غرا
محجلين من أثر الوضوء ").
164

ما روته أسماء بنت أبي بكر الصديق
[95] - قال الامام البخاري:
(حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن
أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال النبي
صلى الله عليه وسلم: " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس
دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي. فيقال: هل شعرت ما عملوا
بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم ").
165

ما روته خولة بنت حكيم
[96] - قال ابن أبي عاصم:
(ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا خالد الأحمر، عن يحيى بن سعيد،
عن محمد بن يحيى بن حبان، عن خولة بنت حكيم قالت: يا رسول الله
إن لك حوضا؟ قال: " نعم. وأحب من ورده علي قومك ").
166

ما روته خولة بنت قيس
[97] - قال الإمام أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل
(ت 241 ه‍):
(حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جرير بن حازم، عن يحيى بن
سعيد، عن يحنس أن حمزة بن عبد الملك لما قدم المدينة تزوج
خولة بنت قيس بن قهد الأنصاري من بني النجار. قال: وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يزور حمزة في بيتها، وكانت تحدث عنه صلى الله عليه وسلم أحاديث، قالت:
جاءنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقلت: يا رسول الله بلغني عنك أنك تحدث
أن لك يوم القيامة حوضا ما بين كذا إلى كذا قال: " أجل، وأحب الناس
إلى أن يروى منه قومك ").
167

ما روته عائشة بنت أبي بكر الصديق
[98] - قال الإمام مسلم:
(حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا يحيى بن سليم، عن ابن خثيم، عن
عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أنه سمع عائشة تقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو بين ظهراني أصحابه: " إني على الحوض انتظر
من يرد علي منكم. فوالله ليقطعن دوني رجال، فلأقولن: أي رب مني
ومن أمتي. فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على
أعقابهم ").
[99] - قال الامام البخاري:
(حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن
أبي عبيدة، عن عائشة رضي الله عنها، قال: سألتها عن قوله تعالى:
* (إنا أعطيناك الكوثر) *؟ قالت: " هو نهر أعطيه نبيكم صلى الله عليه وسلم، شاطئاه
عليه در مجوف. آنيته كعدد النجوم ").
وهناك عدد من الصحابة رووا أحاديث في الحوض، ولم أتمكن من
الوقوف على مروياتهم في كتب السنة التي خرجت هذه الأحاديث،
منهم:
168

[100] - سعد بن أبي وقاص.
[101] - وسمرة بن جنادة بن جندب السوائي.
[102] - وسويد بن جبلة الفزاري.
169

[103] - وعبد الرحمن بن عوف.
[104] - ولقيط بن صبرة.
[105] - ومعاذ بن جبل.
هذا آخر ما تيسر جمعه
من أحاديث الحوض والكوثر
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
170