الكتاب: التواضع والخمول
المؤلف: ابن أبي الدنيا
الجزء:
الوفاة: ٢٨١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: محمد عبد القادر أحمد عطا
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: دار الكتب العلمية - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:

كتاب التواضع والخمول
للحافظ الامام أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد
ابن أبي الدنيا المتوفى 281 في سنة ه‍
تحقيق
محمد عبد القادر احمد عطا
دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
1

جميع الحقوق محفوظة
لدار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
الطبعة الأولى
1409 ه‍ 1989 م
مطلب من: دار الكتب العلمية
بيروت - لبنان
ص ب - 9424 / 11 تلكس:
هاتف: 366135 - 815573
2

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة التحقيق
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات اعمالنا من يهده الله فهو المتهد. ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا
الا الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وبعد:
قال الله عز وجل في ذم الكبر: (سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في
الأرض بغير الحق).
وقال: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار).
وقال: (انه لا يحب المستكبرين).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من
كبر...
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله تعالى: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن
نازعني واحدا منهما ألقيته في جهنم ولا أبالي).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تواضع لله عز وجل رفعه الله هكذا. ومن تكبر
وضعه الله هكذا.
من هنا يظهر لنا ان العلاج العملي للكبر هو التواضع لله بالفعل ولسائر الخلق
بالمواظبة على أخلاق المتواضعين.
ولقد جاء كتابنا هذا حافلا بذكر أخلاق المتواضعين وذم الكبر، وفضيلة
التواضع وحسن الخلق، فبدا كتابه بذكر ما جاء في الخول، ثم ما جاء في الشهرة
والتواضع في اللباس وختمه بما جاء في الكبر والاختيال وبهذا أصبح كتابه غنيا
في مادته العلمية وشاملا
3

ابن أبي الدنيا وكتابه
اسمه ونسبه:
ابن أبي الدنيا المحدث الصدوق: هو: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن
سفيان بن قيس القريشي، مولى بني أمية: المعروف بابن أبي الدنيا صاحب الكتب
المصنفة في الزهد والرقائق.
مولده ونشأته:
ولد الحافظ الجليل ابن أبي الدنيا، بمدينة بغداد في أوائل القرن الثالث
الهجري: سنة ثمان ومائتين.
وقال الخطيب البغدادي في تاريخه: وبلغني ان مولده كان في سنة ثمان
ومائتين وكذا قال الذهبي في تذكرة الحفاظ.
ويعد القرن الثالث الهجري عصر النهضة الفكرية ففي تلك الحقبة نشطت
حركة التراجم والابداع الأدبي. وكان هذا عامل رئيسي في بلورة فكر ابن أبي الدنيا
وتهذيبه.
شيوخه وتلاميذه: -
قال الخطيب البغدادي: سمع ابن أبي الدنيا سعيد بن سليمان الواسطي
وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش المهبلي، وعلي بن الجعد
الجوهري، وعباد بن موسى الختلي، وخلف بن خداش المهبلي، وعلي بن الجعد
الجوهري، وعباد بن موسى الختلي، وخلف بن هشام البزار، ومحرز بن عون،
وخالد بن مرداس، وأحمد بن جميل المروزي، ومحمد بن جعفر الوركاني، وداود بن
عمرو الضبي، ومن طبقتهم وبعدهم.
وروي عنه: الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن خلف
5

ابن المرزبان، وعبد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبو ذر القاسم بن داود الكاتب،
وعمر بن سعد القراطيسي، والحسين بن صفوان البرذعي، وأحمد بن سلمان
النحار، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو جعفر بن برية
الهاشمي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
أقوال العلماء فيه: -
قال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي، وسئل أبي عنه فقال: بغداد
صدوق.
وقال الخطيب: وكان ابن أبي الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شماذان، أخبرنا أبي حدثنا أبو ذر القاسم
ابن داود بن سليمان قال: حدثني ابن أبي الدنيا. قال: دخل المكتفى على الموفق
ولوحه بيده، فقال: مالك لوحك بيدك؟ قال مات غلامي واستراح من الكتاب، قال
ليس هذا من كلامك، هذا كان الرشيد أمر أ؟ ن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم
اثنين وخميس، فعرضت عليه فقال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال مات
واستراح من الكتاب، قال: وكان الموت أسهل عليك من الكتاب؟ قال: نعم، قال:
فدع الكتاب، قال: ثم جئته فقال لي: كيف محبتك لمؤدبك؟ قال: كيف لا أحبه وهو
أول من فتق لساني بذكر الله، وهو مع ذاك إذا شئت أضحك، وإذا شئت أضحك، وإذا شئت أبكاك، قال
يا راشد أحضرني هذا، قال فأحضرت فقربت قريبا من سريره، وابتدأت في أخبار
الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا، قال فجاءني راغب - أو يائس - فقال لي: كم
تبكي الأمير؟ فقال: قطع الله يدك ماله وله يا راشد تنح عنه، قال وابتدأت فقرأت
عليه نوادر الاعراب، قال فضحك ضحكا كثيرا، ثم قال شهرتني شهرتني، وذكر
الخبر بطوله. قال أبو ذر: فقال لأحمد بن محمد بن الفرات: أجر له خمسة عشر
دينارا في كل شهر، قال أبو ذر: فكنت أقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات.
وقال ابن النديك: كان يؤدب المكتفي بالله، وكان ورعا زاهدا عالما بالاخبار
والروايات.
6

وقال الحافظ ابن كثير: الحافظ المصنف في كل فن المشهور بالتصانيف
الكثيرة، النافعة الشائعة الزائعة في الرقاق وغيرها، وكان صدوقا حافظا ذا مروءة.
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: كان صدوقا أديبا إخباريا، كثير العلم - حدثيه
في غاية العلو، لابن البخاري، بينه وبينه أربعة أنفس.
وقال جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي: كان مؤدبا لجماعة من أولاد
الخلفاء، منهم المعهم المعتضد، وابنه المحاسن بن تغري بردي: كان مؤدبا لجماعة من أولاد
الخلفاء، منهم المعتضد، وابنه المكتفي، وكان عالما زاهدا، ورعا عابدا، وله
التصانيف الحسان والناس بعده عيال عليه في الفنون التي جمعها، وروي عنه خلق
كثير، واتفقوا على ثقته وصدقه وأمانته.
وقال الزركلي: كان من الوعاظ العارفين بأساليب الكلام، وما يلائم طبائع
الناس.
وقال عنه صاحب المنتظم: كان ابن أبي الدنيا يقصد حديث الزهد والرقائق،
وكان لأجلها يكتب عن البرجلاني ويترك عفان بن مسلم.
مؤلفاته: -
كان لنشأة ابن أبي الدنيا بهذه الكيفية الأثر العظيم في تنوع كتاباته، فعدد
مؤلفاته يربوا أو ينيف على الثمانين ومائة كتاب ورسالة، منها:
أولا: - من الآداب والأخلاق الاسلامية: -
1 - الأخلاق
2 - الأدب
3 - الجيران
4 - العفو
5 - ذم الشهوات
6 - الشكر
7 - التقوى
7

8 - حسن الظن بالله
9 - الحلم
10 - الزهد
11 - ذم الغيبة
12 - العقل وفضله وغيرها.
ثانيا: - في التاريخ والسير: -
1 - أخبار قريش
2 - دلائل النبوة
3 - المغازي
4 - مواعظ الخلفاء
5 - حلم الحكماء
6 - التاريخ
7 - تاريخ الخلفاء
8 - أخبار المملوك وغيرها.
ثالثا: - في الفقه والاحكام: -
1 - الجهاد
2 - العقوبات
3 - الفتوى
4 - السنة
5 - الصدقة
6 - المناسك
7 القصاص.
8 - الرهائن وغيرها.
8

مؤلفات أخرى.
1 - صفة الصراط
2 - الألحان
3 - الدعاء
4 - شجرة طوبى
5 - المحتضرون
6 - النوادر
7 صفة النار
8 - البعث والنشور
9 - المطر
10 - الوصايا
11 - الوقف والابتداء
12 - الموت
13 - القبور
14 - العوائد
15 - أهوال يوم القيامة
وفاته: -
قال القاضي أبو الحسن: وبكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات
ابن أبي الدنيا، فقلت له: أعز الله القاضي مات ابن أبي الدنيا، فقال رحم الله أبا
بكر مات معه علم كثير، يا غلام امض إلى يوسف حتى يصلي عليه، فحضر يوسف
ابن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية، ودفن فيها سنة ثمانين.
قال الخطيب: هذا وهم. كانت وفاة ابن أبي الدنيا في سنة إحدى وثمانين
ومائتين، كذلك أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: سنة
إحدى وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي مؤدب المعتضد.
9

وأخبرنا علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن
قاذع مثل ذلك.
وقال الذهبي: مات في جمادي الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين (1).

(1) أنظر ترجمته في: (تاريخ بغداد 10 / 89، 91 رقم 5209، تذكرة الحفاظ 2 / 677 -
679، الجرح والتعديل 5 / 163، طبقات الحنابلة 1 / 192 - 195، المنتظم 5 / 148 -
149، العبر 2 / 65، فوات الوفيات 2 / 228، النجوم الزاهرة 3 / 86، البداية والنهاية
11 / 71، تهذيب التهذيب 6 / 12، طبقات الحفاظ 294، خلاصة تهذيب الكمال
213، سير الاعلام والنبلاء 3 / 397).
10

كتاب التواضع والخمول
ومنج
التحقيق
هذا الكتاب أصله المخطوط محفوظ بمكتبة الدراسات العليا بكلية الآداب
ببغداد ضمن مجموع تحت رقم 1142 / 5) - وهي النسخة الوحيدة التي عثرت
عليها - وعدد أوراقه (16) ورقة ضمن المجموع، ويبدأ من صفحة (141:
174)، كل ورقة تحتوي على 22 (سطرا) تقريبا.
وهذه النسخة ناقصة من أولها قدر ورقة، وهي نسخة كثيرة التحريف
والتصحيف، وقد حاولت جهد الطاقة تصحيح النص بالاعتماد على الأصول
الحديثية، وكتب الرجال.
منهج التحقيق:
1 - بعد نسخ الكتاب من نسخته الوحيدة قمت بمراجعها مرة أخرى وتصحيح
النص، وإثبات النقص بها.
2 - قمت بالترجمة لرجال السند والحكم عليهم من حيث الجرح والتعديل.
3 - تخريج الآيات الواردة بالكتاب، وأثبتها بين معقوفتين هكذا [] في متن الكتاب
ومراجعتها على المصحف.
4 - تخريج الأحاديث الواردة والآثار على الكتاب المعتمدة.
5 - شرح بعض الكلمات التي يصعب فهمها فهمها شرحا موجزا.
والله نسأله أن يوفقنا إلى سواء السبيل بمنه وكرمه وفضله، وأن يوفقنا إلى
11

إخراج جميع مصنفات الحافظ الجليل ابن أبي الدنيا حتى يتيسر للباحثين الحصول
عليها بعد أن ظلت حبيسة في خزائن المخطوطات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين.
المحقق
12

الصفحة الأولى من المخطوط
13

آخر المخطوط
14

باب ما جاء في الخمول
(1) حدثنا إسحاق بن إسماعيل
15

حدثنا أبو معاوية عن الأعمش
16

عن سالم بن أبي الجعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم فسأله دينارا لم يعطه إياه ولو سأله
درهما لم يعطه إياه ولو سأل الله تبارك وتعالى الجنة أعطاها إياه ولو سأله
الدنيا لم يعطها إياه وما منعها إياه لهوانه عليه ذو طمرين لا يؤبه له لو
أقسم على الله عز وجل لأبره
17

(2) حدثنا محمد بن عبد الوهاب حدثنا يعقوب القمي عن
18

جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال
عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار فلما دنا من منزله سمعه يتكلم في
الداخل فلما دخل عليه لم ير أحدا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
سمعتك تكلم غيرك
قال يا رسول الله لقد دخلت الداخل اغتماما بكلام الناس مما
بي من الحمى فدخل علي رجل ما رأيت رجلا قط بعدك أكرم مجلسا ولا
أحسن حديثا منه
قال ذاك جبريل وإن منكم رجالا لو أن أحدكم أقسم على الله عز
وجل لأبره
19

(3) حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد
20

بن مهاجر الأنصاري عن العباس بن سالم اللخمي قال
21

بعث عمر بن عبد العزيز إلى أبي سلام الحبشي
فحمل على البريد فلما قدم عليه قال لقد
شق علي أو قال لقد شققت علي رجلي فقال له عمر
ما أردنا ذلك ولكنه بلغني عنك حديث ثوبان في الحوض فأحببت أن أشافهك
به فقال سمعت ثوبان يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن
حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى
من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها
أبدا أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين
فقال عمر بن الخطاب من هم يا رسول الله قال
هم الشعث رؤوسا الدنس ثيابا الذين لا ينكحون المتنعمات
ولا تفتح لهم أبواب السدد
فقال عمر بن عبد العزيز لقد فتحت لي السدد ونكحت المتنعمات
لا جرم لا أدهن رأسي حتى يشعث ولا أغسل ثوبي الذي يلي بدني حتى يتسخ
22

(4) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان عن محمد بن
سوقة قال
حاصر المسلمون حصنا من الحصون فبينما هم كذلك إذ أبصروا رجلا
فقال بعض لبعض أي فلان كأن هذا صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أشعث ذو طمرين
فقالوا لبعضهم كلمه فكلمه يسأل الله عز وجل يفتحها فسأله ففتحها
23

(5) حدثني عمر بن شبة عن بن عائشة قال قال عبد الله بن
المبارك
ألا رب ذي طمرين في منزل غدا زرابيه مبثوثة ونمارقه
24

قد أطردت أنهاره حول قصره
وأشرق والتفت عليه حدائقه
(6) وحدثني الحسين بن عبد الرحمن حدثني محمد بن سويد قال
قحط أهل المدينة وكان بها رجل صالح لازم لمسجد
النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينما هم في دعائهم إذ جاء
رجل عليه طمران خلقان فصلى ركعتين وأوجز فيهما ثم
بسط يديه فقال يا رب أقسمت عليك إلا أمطرت علينا الساعة فلم يرد يديه
ولم يقطع دعاءه حتى تغشت السماء بالغيم وأمطروا حتى صاح أهل المدينة من
25

مخافة الغرق فقال يا رب إن كنت تعلم أنهم قد اكتفوا فارفع عنهم
فسكن وتبع الرجل صاحب المطر حتى عرف منزله ثم بكر عليه فخرج
إليه فقال إني أتيتك في حاجة قال وما هي
قال تخصني بدعوة
قال سبحان الله أنت أنت وتسألني أخصك بدعوة قال ما الذي
بلغك
قال ما رأيت
قال ورأيتني
قال نعم
قال أطعت الله فيما أمرني ونهاني فسألته فأعطاني
(7) حدثني نصر بن علي الجهضمي حدثنا الأصمعي عن
26

أبي مودود عن محمد بن المنكدر قال
كنت في المسجد فإذا أنا برجل عند المنبر يدعو بالمطر فجاء المطر
بصوت ورعد فقال يا رب ليس هكذا قال فمطرت فتبعته حتى دخل
دار حزم أو آل عمر فعرفت مكانه فجئت من الغد فعرضت عليه شيئا فأبى
وقال لا حاجة لي بهذا
فقلت فحج معي
فقال هذا شئ لك فيه أجر فأكره أن أنفس عليك وأما شئ آخذه فلا
27

(8) حدثنا أبو بكر بن سهل التميمي حدثنا بن أبي مريم
28

حدثنا نافع بن يزيد عن عياش بن عباس عن عيسى بن عبد
الرحمن عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر
29

أنه دخل المسجد فإذا هو بمعاذ بن جبل يبكي عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال ما يبكيك يا معاذ قال حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
اليسير من الرياء شرك وإن الله يحب الأتقياء الأخفياء الأبرار الذين إذا
غابوا لم يفقدوا وإذا حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى ينجون من
كل غبراء مظلمة
(9) حدثنا خلف بن هشام البزار حدثنا أبو شهاب بن الحناط
30

عن سفيان عن رجل عن بن منبه قال
لما بعث الله تبارك وتعالى موسى وهارون إلى فرعون قال لا
يرعكما لباسه الذي لبس من الدنيا فإن ناصيته بيدي ليس ينطق ولا يطرف ولا
يتنفس إلا بإذني ولا يعجبكما ما متع به منها فإنما هي زهرة الحياة الدنيا وزينة
المترفين ولو شئت أن أزينكما بزينة من الدنيا يعرف فرعون حين يراها أن
مقدرته تعجز عما أوتيتما لفعلت ولكني أرغب بكما عن ذلك فأزوي ذلك
عنكما وكذلك أفعل بأوليائي وقديما ما خرت لهم
في أمور الدنيا إني لأذودهم عن نعيمها كما يذود الراعي
الشفيق غنمه عن موارد الهلكة وإني لاجنبهم سلوتها كما
31

يجنب الراعي الشفيق إبله عن مبارك العرة وما ذاك لهوانهم علي ولكن
ليستكملوا نصيبهم من كرامتي سالما موفورا لم يكمله الطمع ولم تنتقصه الدنيا
بغرورها إنما يتزين لي أوليائي بالذل والخشوع والخوف
والتقوى تثبت في قلوبهم فتظهر على أجسادهم فهي ثيابهم التي
يلبسون ودثارهم الذي يظهرون وضميرهم الذي يستشعرون ونجاتهم التي
بها يفوزون ورجاؤهم الذي إياه يؤملون ومجدهم الذي به يفخرون
وسيماهم التي بها يعرفون فإذا لقيتهم فأخفض لهم جناحك وذلل لهم قلبك
ولسانك واعلم أنه من أخاف لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ثم أنا الثائر له يوم القيامة
(10) حدثنا روح بن حاتم حدثني يحيى بن أبي بكير عن
32

شريك عن ليث
33

عن الحكم عن أبي البختري عن علي قال
طوبى لكل عبد نومة عرف الناس ولم يعرفه الناس وعرفه الله منه
برضوان أولئك مصابيح الدجى تجلى عنهم كل فتنة مظلمة أولئك ليسوا
بالمذاييع البذر ولا الجفاة المرائين
قال سمعت بن الاعرابي يقول النومة الذي لا يدخل مع الناس فيما هم فيه
(11) حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا يعلى بن عبيد
34

عن محمد بن عون عن إبراهيم بن عيسى عن عبد الله بن مسعود قال
كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سرج الليل
جدد القلوب خلقان الثياب تعرفون في أهل السماء وتخفون في أهل
الأرض
35

(12) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي
خالد قال قال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
كونوا أوعية الكتاب وينابيع العلم وسلوا الله رزق يوم بيوم وعدوا أنفسكم مع الموتى ولا يضركم ألا يكثر لكم
36

(13) حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا بن المبارك عن يحيى
37

بن أيوب عن عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم
عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
38

قال الله إن أغبط أوليائي عندي مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من
صلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر وكان غامضا في الناس لا
يشار إليه بالأصابع فمن صبر على ذلك قال ثم نقر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده
وقال عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه
(14) حدثنا إسحاق حدثنا عامر بن يساف عن يحيى بن أبي
كثير قال قال عبد الله بن مسعود
39

كونوا ينابيع العلم جدد القلوب خلقان الثياب سرج الليل كي
تعرفوا في أهل السماء وتخفوا في أهل الأرض
(15) حدثنا محمد بن علي بن الحسن حدثنا عبد الرحمن بن
40

علقمة حدثنا حزم قال سمعت معاوية بن قرة يقول قال
كعب
طوبى لهم وطوبى لهم قيل ومن هم يا أبا إسحاق قال طوبى
لهم قوم أن شهدوا لم يدخلوا وإن خطبوا لم ينكحوا وإن قاموا لم
يفقدوا
41

(16) حدثنا محمد بن علي قال سمعت أبي أنبأنا محمد بن
مسلم الطائفي حدثنا عثمان بن عبد الله بن أوس عن سليم بن
42

هرمز عن عبد الله بن عمرو قال
أحب عباد الله إلى الله الغرباء قيل ومن الغرباء قال الفرارون
بدينهم يجمعون يوم القيامة إلى عيسى بن مريم عليه السلام
(17) حدثنا محمد بن علي بن شقيق حدثنا إبراهيم بن
الأشعث قال سمعت الفضيل يقول
بلغني أن الله تعالى يقول للعبد في بعض منته التي من بها عليه ألم
أنعم عليك ألم أعطك ألم أسترك ألم ألم ألم أخمد ذكرك قال وسمعته
يقول إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك ألا تعرف وما عليك ألا يثنى
عليك وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت محمودا عند الله عز وجل
43

(18) حدثني عبد الله بن وضاح حدثني يحيى بن يمان عن
عبد الواحد بن موسى قال سمعت بن محيريز يقول
اللهم إني أسألك ذكرا خاملا
44

(19) حدثني محمد بن الحسين حدثنا يحيى بن أبي بكير
حدثنا إسماعيل بن عياش حدثنا يحيى بن أبي عمرو السيباني قال
حدثني من سمع كعبا يقول
اني لأجد في كتاب الله عز وجل صفة قوم ما رأيتهم بعد شعثة
رؤوسهم دنسة ثيابهم إن خطبوا النساء لم ينكحوا وإن حضروا السدد لم
يؤذن لهم حاجة أحدهم تجلجل في صدره لو قسم نوره يوم القيامة على
الخلائق لوسعهم
45

(20) حدثني أبو بكر بن أبي النضر حدثنا مؤمل عن سفيان
قال كان رجل من الأنصار يقول اللهم ذكرا خاملا لي ولبني ولا تنقصنا ذاك
عندك شيئا
(21) حدثني الطيب بن إسماعيل قال كان من دعاء الخليل بن
أحمد
اللهم اجعلني عندك من أرفع خلقك واجعلني في نفسي من أوضع
خلقك واجعلني عند الناس من أوسط خلقك
46

(22) حدثنا أحمد بن إبراهيم وغيره عن خلف بن تميم قال
سمعت سفيان الثوري يقول
وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء
(23) حدثنا سلمة بن شبيب الكلابي عن عمرو بن عاصم
47

الكلابي حدثنا جعفر بن سليمان
ما أحب أن يعرفني بطاعته غيره
48

حدثنا قال قال مورق العجلي
(24) حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني سلمة بن عقار أو غيره
قال
لما قدم بن المبارك المصيصة سأل عن محمد بن يوسف الأصبهاني
فقال من فضلك لا تعرف
49

(25) حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا أبو توبة حدثنا عطاء بن
مسلم عن الأعمش قال
50

أتيت خيثمة فقلت لقد رأيت من إبراهيم شيئا ما أرى مثله
أبدا قال وما هو قلت رأيته مع الغرباء جالسا فأتيت إبراهيم فأخبرته
فقال كنت جالسا قريبا منهم فكرهت أن يرى الناس في اعتزالهم لفضل
عندي فجلست معهم
(26) حدثنا أبو جعفر الآدمي حدثنا محمد بن كثير عن سهل
51

ابن شعيب عن عبد الاعلى عن نوف قال سمعت علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يقول
طوبى للزاهدين في الدنيا والراغبين في الآخرة أولئك قوم اتخذوا الأرض
بساطا وترابها فراشا وماءها طيبا والكتاب شعارا والدعاء دثارا أقرضوا
الله قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم صلوات الله عليه
52

(27) وبه حدثنا يحيى بن سليم قال سمعت شبل بن عباد
قال سمعت أبا الطفيل قال سمعت علي بن أبي طالب يقول
اظلتكم فتنة مظلمة عمياء متسكنة لا ينجو منها إلا النومة قيل يا أبا
الحسن وما النومة قال الذي لا يعرف الناس ما في نفسه
53

(28) حدثنا محمد بن الحسين حدثنا أحمد بن سهل الأردني
حدثني سلم وكان فاضلا قال قال لي إبراهيم بن أدهم قال
ما فزت في الدنيا قط إلا مرة بت ليلة في بعض مساجد قرى الشام وكان
في البطن فجر المؤذن رجلي حتى أخرجني من المسجد
(29) حدثنا محمد حدثني خلف البرزاني قال سمعت
سفيان الثوري يقول
أقل معروف الناس يقل عيبك
54

باب ما جاء في الشهرة
(30) حدثني أحمد بن عيسى المصري
55

حدثنا عبد الله بن وهب عن
56

عمرو بن الحارث وابن لهيعة
57

عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد عن أنس بن مالك عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال
حسب امرئ من الشر إلا من عصمه الله عز وجل أن يشير الناس
إليه بالأصابع في دينه ودنياه
58

(31) حدثنا إسحاق بن البهلول التنوخي حدثنا بن أبي فديك حدثنا
59

محمد بن سليمان الأخنسي عن عبد الواحد بن أبي كثير عن جابر بن
عبد الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحسب المرء من الشر إلا من عصم الله عز وجل أن يشير إليه
بالأصابع في دينه ودنياه إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم
وأعمالكم
60

(32) حدثنا علي بن الجعد أخبرنا المبارك بن فضالة عن
61

الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حسب المرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دينه ودنياه
(33) حدثني أبو النضر المؤدب حدثنا داود بن المحبر عن
62

مبارك بن فضالة قلنا للحسن
يا أبا سعيد إن الناس إذا رأوك أشاروا إليك بالأصابع قال إنه لم يعن
بهذا هذا إنما عني به به المبتدع في دينه والفاسق في دنياه
(34) حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن هراسة عن القراة
عن شيخ من أحنف قال سمعت عليا يقول
تبذل لا تشهر ولا ترفع شخصك لتذكر وتعلم أكتم واصمت تسلم
تسر الأبرار وتغيظ الفجار
(35) حدثني أحمد بن إبراهيم حدثنا أحمد بن كردوس حدثنا
63

مخلد بن الحسين عن أبي بكر بن الفضل قال سمعت أيوب
يقول ما صدق الله عبد إلا سره أن لا يشعر بمكانه
(36) وبه حدثنا الحسن بن الربيع حدثني سعيد بن عبد الغفار
قال كنت أنا ومحمد بن يوسف الأصبهاني فجاء كتاب محمد بن العلاء بن
المسيب من البصرة إلى محمد بن يوسف فقرأه فقال لي محمد بن يوسف
ألا ترى إلى ما كتب به محمد بن العلاء وإذا فيه يا أخي من أحب الله
أحب أن لا يعرفه الناس
64

(37) حدثني أبو بكر الشيباني قال سمعت سفيان بن عيينة
يقول قال لي بشر بن منصور
أقل من معرفة الناس فإنه أقل لفضيحتك في القيامة
(38) حدثني محمد بن الجير حدثني عبد الوهاب بن
65

عطاء عن سعيد عن قتادة قال
لم يخز أحد يومئذ فيخفى خزيه على أحد
66

(39) حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا سفيان قال
رأيت الثوري في النوم فقلت له أوصني فقال أقل من معرفة
الناس
(40) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن مغيرة
67

قال قال سماك بن سلمة
يا قلب إياك وكثرة الأخلاء
(41) حدثنا محمد بن علي بن الحسن حدثنا إبراهيم بن
الأشعث حدثني شيخ من النخع عن أشياخ له من أصحاب عبد الله بن
مسعود
كفى به دليلا على امتحان دين الرجل كثرة صديقه
68

(42) حدثني سلمة حدثنا سهل بن عاصم حدثنا قبيصة
قال سمعت سفيان يقول
69

كثرة الاخوان من سخافة الدين
(43) حدثني سلمه حدثني سهل قال سمعت سالم بن ميمون سمعت عثمان بن زائدة يقول
كان يقال إذا رأيت الرجل كثير الأخلاء فاعلم أنه مخلط
(44) وبه حدثني علي بن معبد حدثني فضالة بن صيفي قال
70

كتب أبان بن عثمان إلى بعض إخوانه إن أحببت أن يسلم لك دينك
فأقل من المعارف
(45) حدثني عبد الله بن أحمد الخزاعي قال سمعت أبي
قال سمعت الحسن بن رشيد يقول سمعت الثوري يقول
يا حسن لا تعرفن إلى من لا يعرفك وأنكر معرفة من يعرفك
(46) حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي حدثنا إسماعيل بن
71

عياش عن يحيى بن سعيد عن خالد بن معدان
أنه كان إذا كثرت حلقته قام مخافة الشهرة
72

(47) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن ليث عن أبي العالية
أنه كان إذا جلس إليه أكثر من ثلاثة قام
(48) حدثنا هاشم بن الوليد حدثنا أبو بكر بن عياش قال
73

سألت الأعمش كم رأيت أكثر ما رأيت عند إبراهيم قال أربعة
خمسة
(49) وبه حدثنا أبو بكر قال. ما رأيت عند حبيب بن أبي
ثابت غلمة ثلاثة قط
74

(50) حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن عوف عن
أبي رجاء قال
75

رأى طلحة قوما يمشون معه أكثر من عشرة فقال ذبان طمع وفراش النار
(51) حدثنا إبراهيم بن زياد
سبلان وأبو مسلم قالا حدثنا
76

عبد الله بن إدريس عن هارون بن عنترة عن سليم بن حنظلة قال
بينا نحن حول أبي بن كعب نمشي خلفه إذ رآه عمر فعلاه بالدرة
فقال انظر يا أمير المؤمنين ما تصنع فقال إن هذا ذلة للتابع وفتنة للمتبوع
77

(52) وبه حدثنا حماد بن زيد عن عون عن الحسن قال
خرج بن مسعود ذات يوم من منزله فاتبعه الناس فالتفت إليهم فقال
علام تتبعوني والله لو تعلمون ما أغلق عليه بابي ما اتبعني منكم رجلان
(53) وبه عن يزيد بن حازم قال سمعت الحسن يقول
78

ان خفق النعل خلف الرجل قل ما يلبث قلوب الحمقى
(54) حدثنا أبو عدنان المقري حدثنا يوسف بن عطية قال
خرج الحسن ذات يوم فاتبعه قوم فالتفت إليهم فقال هل لكم من
حاجة وإلا فما عسى أن يبقي هذا من قلب المؤمن
79

(55) حدثنا سبلان حدثنا ضمرة قال حدثني عمير بن عبد
الملك الكناني
أن رجلا صحب بن محيريز في سفر فلما أراد أن يفارقه قال أوصني
قال إن استطعت أن لا تعرف ولا تعرف وتمشي ولا يمشي إليك وتسأل
ولا تسأل فافعل
(56) حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا
80

وهيب بن خالد حدثنا الجريري قال
قال لي أيوب يا أبا مسعود إني أخاف ألا تكون المعرفة أبقت عند الله
حسنة إني لامر بالمجلس فأسلم عليهم وما أرى أن فيهم أحدا يعرفني فيردون
علي ويسألوني مسألة كأن كلهم قد عرفوني
81

(57) حدثنا أحمد حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن
زيد قال أيوب
إني لامر بالمجلس فأسلم عليهم فيردون علي يعني في ردهم أنهم قد
عرفوني فأي خير مع هذا
82

(58) حدثنا أحمد حدثنا أبو داود عن حماد بن زيد
قال
كنا إذا مررنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلم ردوا ردا شديدا قال فكأن
ذلك نقمة قال أبو داود كراهة الشهرة
83

(59) وبه حدثنا أحمد بن شجاع حدثنا النضر بن شميل عن
رجل قد سماه قال
خرج أيوب في سفر فتبعه ناس كثير فقال لولا أني أعلم أن الله
عز وجل يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل
(60) وبه حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال
دفع إلي أيوب ثوبا فقال اقطعه لي قميصا واجعل فم كمه شبرا
واجعله يقع على ظهر القدم
84

(61) حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق عن
85

معمر قال عاتبت أيوب على طول قميصه فقال إن الشهرة فيما مضى
كانت في طوله وهي اليوم في تشميره
(62) حدثنا محمد بن سلام الجمحي حدثنا عدي بن الفضل
قال قال لي أيوب
86

اخذ نعلين على نحو حذو نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ففعلت فلبسها أياما
ثم تركها فقلت له في ذلك فقال لم أر الناس يلبسونها
(63) حدثنا علي بن الجعد أخبرنا قيس بن الربيع عن
87

منصور عن إبراهيم قال
لا تلبس من الثياب ما يشتهرك الفقهاء ولا يزدريك السفهاء
(64) حدثنا الحكم بن موسى حدثنا غسان بن عبيد عن
سفيان الثوري قال
88

كانوا يكرهون الشهرتين الثياب الجياد التي يشتهر فيها ويرفع الناس إليه
فيها أبصارهم والثياب الرديئة التي يحتقر فيها ويستذل دينه
(65) حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن أبي
خشينة صاحب الزيادي قال
كنا مع أبي قلابة إذ دخل رجل عليه أكسية فقال إياكم وهذا الحمار
النهاق
89

(66) حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن رجل
عن أبي بكر عن الحسن قال إن
أقواما جعلوا الكبر في قلوبهم والتواضع في ثيابهم فصاحب الكساء
بكسائه أعجب من صاحب المطرف بمطرفه ما لم تفاقروا
(67) حدثنا أبو إسحاق إسماعيل بن الحارث حدثنا محمد بن
مقاتل حدثنا بن المبارك حدثنا أبو عوانة عن سليمان
90

الشيباني حدثنا رجل قال
رأى بن عمر على ابنه ثوبا قبيحا دونا فقال
لا تلبس هذا فإن هذا ثوب شهرة
(68) حدثني هارون بن عبد الله حدثنا محمد بن يزيد بن
خنيس قال قال رجل
91

مررت ذات يوم بفضيل بن عياض وهو خلف سارية وحده وكان لي
صديقا فجئته فسلمت عليه وجلست إليه فقال يا أخي ما أجلسك إلي
فقلت وجدتك وحدك فاغتنمت وحدتك فقال أما إنك لو لم تجلس إلي
لكان خيرا لك وخيرا لي فاختر إما أن أقوم عنك فهو والله خير لك وخير لي
وإما أن تقوم عني فقلت بل أنا أقوم عنك فأوصني بوصية ينفعني الله عز
وجل بها قال يا عبد الله أخف مكانك واحفظ لسانك
واستغفر الله عز وجل لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك
(69) حدثنا الحسن بن عبيد قال قال رجل لبشر بن
الحارث أوصني قال
92

اخمل ذكرك وطيب مطعمك
(70) حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا عبد الصمد بن عبد
الوارث قال
كان حوشب يبكي ويقول بلغ اسمي مسجد الجامع
93

(71) وبلغني عن عبيد بن جناد عن عطاء بن مسلم أحسبه
قال
كنت وأبو إسحاق ذات ليلة عند سفيان وهو مضطجع فرفع رأسه إلى أبي
إسحاق فقال إياك والشهرة
قال وقال أبو مسهر بينك وبين أن تكون من الهالكين إلا أن تكون
من المعروفين
94

(72) حدثني الحسن بن عبد الرحمن قال قال بشر بن الحارث
رحمه الله
لا أعلم رجلا أحب أن يعرف إلا ذهب دينه وافتضح
قال وقال بشر بن الحارث لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه
الناس
(73) حدثني محمد بن الحسين حدثني الصلت بن حكيم حدثني عبد الله بن مرزوق قال
استشرت سفيان الثوري فقلت أين تراني أنزل قال بمر الظهران
حيث لا يعرفك إنسان
95

باب التواضع
(74) حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا إسماعيل بن جعفر أخبرني
96

العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال
ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عز وجل عبدا بعفو إلا عزا
وما تواضع عبد لله عز وجل إلا رفعه الله عز وجل
97

(75) حدثنا أبو بكر بن سهل التميمي حدثنا بن أبي مريم
حدثنا يحيى بن أيوب حدثني عبد الله بن زحر عن علي بن يزيد
عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
98

ما من أحد إلا ومعه ملكان وعليه حكمة يمسكانها فإن هو رفع نفسه
حبذاها ثم قالا اللهم ضعه وإن وضع نفسه قالا اللهم ارفعه بها
(76) حدثنا مهدي بن حفص حدثنا إسماعيل بن عياش عن
99

مطعم بن المقدام الصنعاني عن عنبسة بن سعيد الكلاعي عن نصيح
العنسي عن ركب المصري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
طوبى لمن تواضع في غير منقصة وذل من غير مسكنة وأنفق مالا
جمعه في غير معصية ورحم أهل الذل والمسكنة وخالط أهل الفقه
والحكمة
100

(77) حدثنا الحسن بن منصور بن سليمان القرشي حدثنا يحيى
بن ميمون حدثني أبو سلمة المديني عن أبيه عن جده قال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عندنا بقباء وكان صائما فأتيناه عند إفطاره بقدح من
لبن وجعلنا فيه شيئا من عسل فلما رفعه فذاقه وجد حلاوة العسل قال ما
101

هذا قلنا يا رسول الله جعلنا فيه شيئا من عسل فوضعه فقال أما
إني لا أحرمه ومن تواضع رفعه الله ومن تكبر وضعه الله ومن اقتصد أغناه
ومن بذر أفقره الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله
(78) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير العدوي حدثنا عبد الله بن
102

إدريس حدثني بن عجلان عن بكير بن عبد الله بن الأشج عن معمر
103

بن أبي حبيبة عن عبيد الله بن عدي بن الخيار قال سمعت عمر بن
الخطاب يقول في العبد إذا تواضع لله عز وجل رفع الله حكمته وقال
انتعش رفعك الله وإذا تكبر وعدا طوره وهصه الله إلى الأرض وقال اخسأ
خسأك الله فهو في نفسه عظيم وفي أعين الناس حقير حتى أنه عندهم من
الخنزير أيها الناس لا تبغضوا الله إلى العباد قيل وكيف ذلك قال يقوم
أحدكم إماما فيطول عليهم فيبغض إليهم ما هم فيه
104

(79) حدثنا يوسف بن موسى وغيره قالوا حدثنا جرير عن
105

قابوس عن أبيه قال
لقيت جرير بن عبد الله وهو جاء من الشام فسار بي فقال انتهيت
مرة إلى شجرة تحتها رجل قائم قد استظل بنطع له وقد جاوزت الشمس النطع
فسويته عليه ثم إن الرجل استيقظ فإذا هو سلمان الفارسي فذكرت له ما
صنعت فقال يا جرير تواضع لله عز وجل في الدنيا فإنه من تواضع لله
عز وجل في الدنيا رفعه الله يوم القيامة يا جرير أتدري ما ظلمة النار يوم
القيامة قلت لا قال فإنه ظلم بعضهم بعضا في الدنيا
106

(80) حدثنا علي بن الجعد عن مسعر عن سعيد بن أبي
بردة عن أبيه عن الأسود عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت
107

إنكم لتغفلون أفضل العبادة التواضع
(81) حدثنا عبد الرحمن بن يونس حدثنا سفيان عن
عمرو عن يحيى بن جعدة قال
108

جاء رجل أسود به جدري قد نقش والنبي صلى الله عليه وسلم يطعم فجعل لا يجلس إلى
أحد إلا قام من جنبه وأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنبه
(82) هو في كتاب أبي بخطه أخبرنا جرير عن منصور عن
إبراهيم قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه في بيت يأكلون فقام سائل على
الباب وبه زمانة يتكره منها فأذن له فلما دخل أجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم على فخذه ثم
قال أطعم وكان رجل من قريش اشمأز منه ويكرهه فما مات ذلك الرجل حتى
كانت به زمانة يتكره منها
109

(83) حدثني محمد بن حاتم وغيره قالوا حدثنا يونس بن محمد
110

المعلم عن المفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن محمد
بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بي بيد مجذوم فأدخلها معه في القصعة وقال كل
بسم الله ثقة بالله وتوكلا على الله
111

(84) حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا أبو النضر عن
112

المسعودي عن عون بن عبد الله قال
113

كان يقال من كان في صورة حسنة وموضع لا يشينه ووسع عليه
في الرزق ثم تواضع لله عز وجل كان من خالص الله عز وجل
(85) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن عطاء
114

بن السائب عن الشعبي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خيرني ربي بين أمرين عبدا رسولا أو ملكا نبيا فلم أدر أيهما
أختار وكان صفيي من الملائكة جبريل فرفعت رأسي فقال تواضع
لربك فقلت عبدا رسولا
115

(86) حدثنا محمد بن الحسين حدثنا إبراهيم بن الأشعث
حدثنا عبد الله بن ميمون القداح عن إسماعيل بن أمية قال
قال الله تبارك وتعالى لموسى صلى الله عليه وسلم إني إنما أقبل صلاة من تواضع
لعظمتي ولم يتعظم على خلقي وألزم قلبه خوفي وقطع النهار بذكري وكف
116

نفسه عن الشهوات من أجلي وأطعم الجائع وكسى العاري وأوى
الغريب فذلك الذي يشرق نور وجهه يوم القيامة مثل الشمس يدعوني فألبي
له ويسألني فأعطيه وأجعل له في الجهالة حلما وفي الظلمات نورا أكلاه
بعزتي وأستحفظه ملائكتي فمثل ذلك العبد في الناس كمثل جنات عدن في
الجنان لا تنقطع ثمارها ولا تغير عن حالها
(87) حدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم حدثنا جعفر بن النعمان
الرازي عن يوسف بن أسباط قال
117

يجزئ قليل الورع من كثير العمل ويجزئ قليل التواضع من كثير
الاجتهاد
(88) حدثنا محمد بن علي حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال
سألت الفضيل عن التواضع قال
التواضع أن تخضع للحق وتنقاد له ولو سمعته من صبي قبلته منه ولو
سمعته من أجهل الناس قبلته منه
118

(89) حدثني محمد بن هارون حدثني أبو صالح الفراء قال
سمعت بن المبارك يقول
رأس التواضع أن تضع نفسك عند من هو دونك في نعمة الدنيا حتى
تعلمه أن ليس لك بدنياك عليه فضل وأن ترفع نفسك عمن هو فوقك في نعمة
الدنيا حتى تعلمه أنه ليس له بدنياه عليك فضل
(90) حدثنا نصر بن طرخان البلخي أبو محمد حدثنا عمر بن
خالد عن قتادة قال
119

من أعطي مالا أو جمالا وثيابا وعلما ثم لم يتواضع كان عليه وبالا
يوم القيامة
(91) حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا أبو أسامة عن
120

جويبر عن الضحاك
وبشر المخبتين قال المتواضعين
121

(92) حدثنا محمد بن الحسين حدثنا عبد الله بن محمد
حدثني إسماعيل بن ذكوان قال
دخل على النجاشي في عقب نعمة قال وعليه أطلاس وهو مرسل
رأسه فقال بعض القوم أيها الملك أو لم تنبئنا أن قد سررت قال بلى
قال ما هذه الاستكانة قال إني قرأت فيما أوحى الله تبارك وتعالى إلى
عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم إذا أنعمت عليك نعمة فاستقبلها بالاستكانة أتمها
عليك
122

(93) حدثنا عبد الله بن أبي بدر حدثنا إسماعيل بن إبراهيم
123

عن الجريري عن أبي الورد بن ثمامة عن عمرو بن مرداس عن
كعب قال
ما أنعم الله عز وجل على عبد من نعمة في الدنيا فشكرها لله وتواضع بها لله إلا أعطاه الله عز وجل نفعها في الدنيا ورفع له بها درجة في
الآخرة وما أنعم الله عز وجل على عبد من نعمة في الدنيا فلم
يشكرها لله ولم يتواضع بها لله عز وجل إلا منعه الله عز وجل نفعها في
الدنيا وفتح له طبقا من النار يعذبه به إن شاء الله أو يتجاوز عنه
124

(94) حدثني هارون بن سفيان حدثنا أبو عمر العمري
حدثني علي بن عوف الأزدي حدثني إسحاق بن سعيد بن عمرو بن
125

سعيد قال قال يحيى بن الحكم بن أبي العاص لعبد الملك
أي الرجال أفضل قال من تواضع عن رفعة وزهد على قدرة وترك
النصرة على قومه
126

(95) حدثني الحسين بن عبد الرحمن حدثنا زكريا بن أبي خالد
البلدي قال
دخل بن السماك على هارون فقال يا أمير المؤمنين والله لتواضعك
في شرفك أشرف لك من شرفك فقال ما أحسن ما قلت فقال يا أمير
المؤمنين إن امرأ أتاه الله عز وجل جمالا في خلقه وموضعا في حسبه
وبسط له في ذات يده فعف في جماله وواسى في ماله وتواضع في
حسبه كتب في ديوان الله عز وجل من خالص الله عز وجل قال
فدعى هارون بدواة وقرطاس وكتب هذا الكلام بيده
127

(96) حدثني عبد الله بن أبي بدر حدثنا شعيب بن حرب
حدثنا خالد بن أبي العلاء حدثني عمر الهمذاني قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنه ليعجبني أن يحمل الرجل الشئ في يده يكون مهنة لأهله يدفع به
الكبر
128

(97) حدثنا أبو جعفر الآدمي حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن
عبد العزيز عن يونس بن حلبس أنه سمعه يقول
كان أبو عبيدة بن الجراح وهو أمير يحمل سطلا له من خشب حتى يأتي
حمام أبان
129

(98) حدثنا الفضل بن جعفر حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن
وهب حدثني سعيد بن كثير بن عفير حدثني علوان بن داود
130

البجلي حدثني شيخ من همدان عن أبيه قال بعثني قومي في الجاهلية
بخيل أهدوها لذي الكلاع فأقمت ببابه سنة لا أصل إليه ثم أشرف إشرافة على
الناس من غرفة له فخروا له سجودا ثم جلس فلقيته بالخيل فقبلها ثم لقد
رأيته بحمص وقد أسلم يحمل الدرهم اللحم فيبتدره قومه ومواليه فيأخذونه منه
فيأبى تواضعا وقال
أف لذي الدنيا إذا كانت كذا أنا منها كل يوم في أذى
ولقد كنت إذا ما قيل من أنعم الناس معاشا قيل
ذا ثم بدلت بعيش شقوة حبذا هذا شقاء حبذا
131

(99) حدثنا عبد الله بن يونس بن بكير حدثنا أبي عن الوليد
132

بن عبدة عن الأصبغ بن نباتة قال
كأني أنظر إلى عمر بن الخطاب معلقا لحما في يده اليسرى وفي يده
اليمنى الدرة يدور في الأسواق حتى دخل رحله
133

(100) حدثنا محمد بن حاتم عن قبيصة عن سفيان عن
الأعمش قال
ربما رأيت مع إبراهيم التيمي الشئ يحمله يقول اني لأرجو فيه
الاجر يعني في حمله
134

(101) حدثنا أبو إسحاق بن أبي الحارث حدثنا إسحاق بن
منصور عن الربيع بن المنذر الثوري عن طريف قال
رأيت الربيع بن خثيم يحمل عرقة إلى بيت عمته
135

(102) حدثنا سريج بن يونس حدثنا علي بن هاشم عن
صالح بياع الأكسية عن أمه أوجدته قالت
رأيت عليا اشترى تمرا بدرهم فحمله في ملحفته فقلت أحمل عنك يا أمير
المؤمنين قال لا أبو العيال أحق أن يحمله
136

(103) حدثنا علي الجعد حدثنا أبو المغيرة الأحمسي عن
حكيم بن محمد الأحمسي قال
كان سليمان بن داود صلى الله عليه وسلم إذا أصبح تصفح وجوه الأغنياء والاشراف
حتى يجئ إلى المساكين فيقعد معهم ويقول يا رب مسكين مع مساكين
137

(104) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا مروان بن معاوية
عن إسماعيل بن أبي خالد قال
رأيت مصعب بن سعد عليه ملاءة صفراء وهو قاعد مع المساكين
138

(105) حدثنا الهيثم بن خارجة حدثنا أبو بشر سلمة بن بشر
عن خلاد بن الصباح الخثعمي عن إبراهيم بن أبي عبلة قال
رأيت أم الدرداء مع نساء المساكين جالسة ببيت المقدس
139

(106) حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا صالح بن محمد
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد قال
ما رأيت محمد بن واسع إلا وكأنه يبكي وكان يجلس مع المساكين
والبكائين
140

(107) حدثنا محمد بن الحسين حدثنا بدل بن المحبر حدثنا
سهم بن عبد الحميد قال
حدثوني أن بكر بن عبد الله المزني كان يلبس الكسوة تساوي أربعة
آلاف ويجالس المساكين ومعه الصرر فيها الدراهم فيدسها إلى ذا وإلى ذا
قال وكان موسرا فمات ولم يخلف شيئا فقال الحسن رحمه الله إن بكرا
عاش عيش الأغنياء ومات موت الفقراء
141

(108) حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال قال بعض الناس
كما تكره أن يراك الأغنياء في الثياب الدون فكذلك فأكره أن يراك
الفقراء في الثياب المرتفعة
(109) حدثني عبد المؤمن الموصلي قال قال صدقة القارى
العجب للغني إذا جلس يحدث المسكين كيف لا يستحيي منه
(110) حدثنا علي بن الجعد حدثنا سفيان بن عيين عن
مسعر قال
مر الحسين بن علي على مساكين وقد بسطوا كساء وبين أيديهم كسرا
فقالوا هلم يا أبا عبد الله فحول وركه وقرأ إنه لا يحب المستكبرين
فأكل معهم ثم قال قد أجبتكم فأجيبوني فقال للرباب
يعني امرأته أخرجي ما كنت تدخرين
142

(111) حدثنا داود بن عمرو الضبي حدثنا أبو إسماعيل
143

المؤدب عن مسلم الأعور عن سعيد بن جبير عن بن عباس
قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس على الأرض ويأكل على الأرض
ويعتقل الناقة ويجيب دعوة المملوك
144

(112) حدثنا أبو خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ويونس
145

بن محمد قالا حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن شعيب بن
146

عبد الله بن عمرو عن أبيه قال
ما رئي رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل متكئا قط ولا يطأ عقبه رجلان
147

(113) حدثنا علي بن الجعد أخبرنا شعبة عن مسلم
الأعور قال سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يعود المريض ويتبع الجنائز ويجيب دعوة المملوك
ويركب الحمار ولقد كان يوم خيبر على حمار خطامه ليف
(114) حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي حدثنا عبد الرحمن بن
مهدي حدثني إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن إسماعيل بن أبي
148

خالد عن البهي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رئي يوم قريظة على حمار وحوله أصحابه وقد عرق
الحمار وليس تحت النبي صلى الله عليه وسلم شئ
149

(115) حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إسماعيل بن
150

عياش عن أبي سنان عن يحيى بن أبي كثير قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
الكرم التقوى والشرف التواضع واليقين الغنى
151

(116) حدثنا عبد الله بن أبي بدر أخبرنا شعيب بن حرب
حدثنا صالح المري قال
خرج الحسن ويونس وأيوب يتذاكرون التواضع فقال لهما
الحسن وهل تدرون ما التواضع التواضع أن تخرج من منزلك فلا تلق مسلما
إلا رأيت له عليك فضلا
152

(117) حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو يزيد الرازي
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يزيد حدثنا مسلمة بن جعفر عن سعد
الطائي قال
كان عيسى بن مريم يقول طوبى للمتواضعين في الدنيا هم أصحاب
المنائر يوم القيامة طوبى للمصلحين بين الناس في الدنيا هم الذين
يورثون الفردوس يوم القيامة طوبى للمطهرة قلوبهم في الدنيا هم الذين
ينظرون إلى الله عز وجل يوم القيامة
153

(118) حدثنا أحمد بن جميل أخبرنا عبد الله بن المبارك
أخبرنا المسعودي عن يحيى بن كثير قال
رأس التواضع ثلاث أن ترضى بالدون من شرف المجلس وأن تبدأ من
لقيته بالسلام وأن تكره من المدحة والسمعة والرياء بالبر
(119) وبه أخبرنا معمر أخبرني يونس بن خباب عن
154

مجاهد قال إن
الله عز وجل لما أغرق قوم نوح شمخت الجبال وتواضع الجودي
فرفعه الله فوق الجبال وجعل قرار السفينة عليه
155

(120) وبه حدثنا حمزة بن نجيح عن سلمة بن أبي
حبيب عن عبد الله بن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من تواضع رفعه الله ومن تكبر قصمه الله عز وجل ومن استغنى أغناه
الله عز وجل ومن بذر أفقره الله ومن ذكر الله عز وجل أحبه الله
156

(121) وبه حدثنا زكريا بن عدي عن يحيى بن سليم الطائي
عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
157

إذا هدى الله عز وجل عبدا للاسلام وحسن صورته وجعله
في موضع غير شائن له ورزقه مع ذلك تواضعا فذلك من صفوة الله عز
وجل
(122) حدثني محمد بن عبد الله بن موسى حدثنا زيد بن
حباب عن شعبة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك قال إن
كانت الوليدة من ولائد المدينة تأخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا ينزع يده
حتى تذهب به حيث شاءت
158

(123) حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك حدثنا يزيد بن
هارون أخبرنا عاصم بن محمد عن أبيه عن بن عمر عن
159

عمر قال يزيد لا أعلمه إلا رفعه قال
من تواضع لي هكذا رفعته هكذا
قال أبو بكر هذا حديث غريب
(124) حدثنا فضل بن سهل حدثنا أبو نضر حدثنا محمد بن
160

طلحة عن محمد بن جحادة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يرفع عبد نفسه إلا وضعه الله ولا يضع نفسه إلا رفعه الله عز
وجل
161

(125) حدثنا سلم بن جنادة حدثنا محمد بن فضيل حدثنا
162

عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة قال عمارة ولا أعلمه إلا عن أبي
هريرة قال
جلس جبرائيل عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل فقال له
جبرائيل إن هذا ملك لم ينزل منذ يوم خلق قبل الساعة فلما نزل قال يا
محمد أرسلني إليك ربك فملكا نبيا يجعلك أو عبدا رسولا أحسبه قال فقال
جبرائيل تواضع لربك قال بل عبدا رسولا
163

(126) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن المسيب بن رافع عن عامر بن عبد الله قال
من تواضع تخشعا رفعه الله ومن تكبر تعظما وضعه الله
164

(127) حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثني أبو قاسم قال
كنت عند بن شبرمة فقال له رجل ألا أحدثك بحديث بلغني عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال بن شبرمة هات فرب حديث حسن جئت به قال
165

اربع لا يعطيهن الله عز وجل إلا من يحب قال بن شبرمة ما
هن قال الصمت وهو أول العبادة والتوكل على الله عز وجل
والتواضع والزهد في الدنيا
166

بسم الله الرحمن الرحيم
باب التواضع في اللباس
قال قرء على أبي علي الحسن بن صفوان البرذعي وأنا أسمع في
رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاث مائة حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن
سفيان بن أبي الدنيا القرشي رحمه الله قال
(128) حدثنا سعدويه عن عباد بن العوام عن محمد بن
167

إسحاق عن عبد الله بن أبي
168

أمامة بن كعب بن مالك عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
البذاذة من الايمان)
169

(129) حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا معن حدثنا عبد الله
ابن المنيب بن عبد الله بن أبي أمامة الأنصاري عن أبيه عن محمود
170

بن لبيد عن أبي أمامة الأنصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
البذاذة من الايمان قال هارون سألت معنا عن البذاذة فقال اللباس دون اللباس يعني دون
171

(130) حدثنا يحيى بن أيوب حدثنا علي بن هاشم عن
172

الأعمش عن زيد بن وهب قال
رأيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خرج إلى السوق وبيد الدرة
وعليه إزار فيه أربع عشرة رقعة بعضها آدم
(131) وبه حدثنا شعيب بن حرب عن سليمان بن المغيرة
عن ثابت عن أنس قال
173

رأيت بين كتفي عمر رحمه الله أربع رقاع
(132) حدثني سريج بن يونس حدثنا علي بن هاشم عن
إسماعيل البزار عن أم عفيف قالت
رأيت علي بن أبي طالب مؤتزرا ببرد أحمر من برود الحمالين فيه رقعة
بيضاء
174

(133) حدثنا خلف بن سالم حدثنا وكيع عن سفيان
175

عن عمر بن قيس
أن عليا رضي الله تعالى عنه رئي عليه إزار مرقوع فعوتب في لبوسه فقال
يقتدي به المؤمن ويخشع له القلب
(134) حدثني الفضل بن سهل حدثني أبو نعيم حدثنا
176

سفيان عن الأجلح عن عبد الله بن أبي الهذيل قال
رأيت على علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قميصا كان بدعا قديما
داري إذا مد بلغ الظفر وإذا أرسله كان مع نصف الذراع
(135) حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن شعيب
177

بن الحبحاب عن أبي سعيد رضيع عائشة قال
دخلت عليها فرأيتها تخيط نقبة لها فقلت لها يا أم المؤمنين أليس قد
أوسع الله عز وجل عليك قالت لا جديد لمن لا يلبس الخلق
(136) حدثنا محمد بن موسى الحرشي حدثنا جعفر بن
سليمان عن مالك بن دينار قال حدثتني عجوز عن الحسن
قالت
178

زوج أبو موسى بعض بنيه فأولم عليه فدعا ناسا قالت فإنا لفي
الدار إذ قيل جاء أمير المؤمنين فدخل علي بن أبي طالب في أناس وفي يده
الدرة وعليه قميص ليس له جربان
(137) حدثنا داود بن رشيد حدثنا علي بن هاشم عن
الضحاك بن عميرة قال
رأيت قميص علي الذي أصيب فيه فإذا هو كرابيس سنبلاني
ورأيت أثر دمه فيه كهيئة الدردي
179

(138) وبه حدثنا إسماعيل البزار عن أم موسى خادم كانت
لعلي قالت
ما رأيت عليا لابسا قميصا قط ألين من دورماني حتى فارق الدنيا قلت
فما لبسه قالت الكرابيس السنبلانية
180

(139) حدثنا سريج حدثنا هشيم عن إسماعيل بن
181

سالم عن أبي إدريس
أن عليا أتى السوق فقال من عنده قميص حسن بثلاثة دراهم فقال
رجل عندي فقال هلم فجاء به فأعجبه فقال علي ثمنه أكثر من ذا
قال لا قال فنظرت فإذا هو يحل رباطا من كمه فيه نفقة له فلبسه
فإذا هو يفضل من أطراف أصابعه فقال اقطعوا ما فضل عن أطراف أصابعي
ثم حصوه يعني كفوه
(140) وحدثني سريج حدثنا محمد بن ربيعة عن مدرك بن شوذب قال
رأيت عليا كمه إلى الرصغ
182

(141) حدثنا خلف بن سالم حدثنا أبو نعيم حدثنا
شريك عن عثمان الثقفي عن زيد بن وهب عن علي أنه قال
عوتب في لبوسه قال إن لبوسي هذا أبعد من الكبر وأجدر أن
يقتدي بي المسلم
(142) حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا يونس بن بكير
عن عنبسة بن الأزهر عن يحيى بن عقيل قال قال علي بن أبي
183

طالب لعمر رضي الله تعالى عنهما
إن أردت اللحوق بصاحبيك فاقصر الامل وكل دون الشبع وانكس
الإزار وأخصف النعل تلحق بهما
(143) حدثنا يحيى بن يوسف الزمي حدثنا أبو المليح عن
ميمون بن مهران قال
اتى بن عمر بن له فقال اكنسي إزارا وكان إزاره قد ولى فقال
184

اذهب فاقطعه ثم صله فإنه سيكفيك أما والله إني أرى ستجعلون ما
رزقكم الله عز وجل في بطونكم وعلى جلودكم وتتركون أراملكم
ويتاماكم ومساكينكم
(144) حدثني عبد الرحمن بن واقد حدثنا ضمرة عن سعد بن
الحسن التميمي قال
كان عبد الرحمن بن عوف لا يعرف من بين عبيده يعني من التواضع في الزي
(145) حدثني أبي أخبرنا يونس بن محمد عن بن أبي
185

ليلي عن إبراهيم بن أبي حرة قال قال عيسى بن مريم عليه
السلام
186

جودة الثياب خيلاء القلب
(146) حدثني أبو جعفر الآدمي عن محمد بن شريك حدثنا
سعيد بن سالم عن الحسن بن أبي يزيد العجلي عن
طاوس قال
187

اني لأغسل ثوبي هذين فأنكر نفسي ما داما نقيين
(147) حدثنا بن جميل حدثنا عبد الله بن المبارك أخبرنا
عبد الله بن شوذب قال سمعت مالك بن دينار يحدث عن أبي
غالب عن أبي الدرداء قال
زارنا سلمان من المدائن إلى الشام ماشيا وعليه كساء واندرور يعني
سراويل مشمرا قال بن شوذب رئي سلمان وعليه كساء معلم الرأس
ساقط الاذنين فقيل له شوهت بنفسك قال إن الخير خير الآخرة
(148) حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثني منصور بن أبي
188

نويرة عن فضيل بن عياض قال
رئي على سلمان جبة من صوف فقيل له لو لبست ألين من هذا
قال إنما أنا عبد ألبس كما يلبس العبد فإذا عتقت لبست ثيابا لا تبلى
حواشيها
(149) حدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جعفر بن سليمان حدثنا
ثابت أحسبه عن أبي عثمان قال
مر سلمان بدهاقين من دهاقين المدائن وهم يومئذ أسحم فلما رأوه وكان
مشمر الثياب وكمه إلى نصف ذراعيه قالوا كن امذكرامد قال فظن
سلمان أنهم ذكروه فقال لبعض من معه ما قالوا قال لا شئ قال
عزمت عليك لما أخبرتني بما قالوا قال شبهوك بلعبة لهم تدعى المرح فقال
سلمان إنما الخير خير الآخرة
189

(150) حدثنا أبو هريرة الصيرفي حدثنا أبو طليق وكان رجلا
صالحا حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة عن أبي
صالح قال
190

كان سلمان يدع كمه على الرصغ والقميص على الركبة
(151) حدثني محمد بن عباد حدثنا زيد بن الحباب حدثنا
معاوية بن صالح حدثني سعيد بن سويد من حرس عمر بن عبد
العزيز قال صلى بنا عمر بن عبد العزيز الجمعة ثم جلس وعليه قميص
مرقوع الجيب من بين يديه ومن خلفه فقال له رجل يا أمير المؤمنين إن الله
عز وجل قد أعطاك فلو لبست وصنعت فنكس مليا حتى عرفنا أن ذلك قد
191

ساءه ثم رفع رأسه إليه فقال إن أفضل القصد عند الجدة وأفضل العفو عند
المقدرة
(152) حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي حدثنا حرمي بن
عمارة عن شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال
192

أصلح قلبك والبس ما شئت
(153) حدثنا هارون بن عبد الله حدثنا معن بن عيسى قال
سمعت بعض أهل العلم يقول قال عيسى عليه السلام يا بني إسرائيل ما
لكم تأتوني وعليكم ثياب الرهبان وقلوبكم قلوب الذئاب الضواري البسوا
ثياب الملوك وألينوا قلوبكم بالخشية
(154) حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثنا المحاربي عن
193

عبيد الله بن الوليد عن فضيل بن مسلم عن أبيه وكان يبيع
القمص عند دار فرات بالكوفة قال
قام علينا علي بن أبي طالب فقال هذا القميص قال
فلبسه ثم قال بكم هذا القميص قيل بثلاثة دراهم يا أمير المؤمنين فمد
يده فإذا القميص يفضل عن أصابعه فقال اقطعه بحد أصابعي ثم قال
حصه قلت أكفه قال نعم إذا كان الحوص كفا فكفه ثم رفع قميصه
فأخرج من جرته ثلاثة دراهم ثم أدبر وهو يقول حسبك ما بلغك المحل
قال وكان كرابيس
194

(155) أخبرني أبو هريرة الصيرفي حدثني أبو طليق وكان
رجلا صالحا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن بديل عن
195

شهر بن حوشب عن أسماء قالت
كان يد قميص النبي صلى الله عليه وسلم إلى أسفل من الرصغ
196

(156) حدثنا الحسن بن يحيى ثنا حازم بن جبلة عن
197

إبراهيم بن أدهم عن إبراهيم عن عكرمة عن بن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من ترك زينة الله عز وجل أو وضع ثيابا حسنة تواضعا لله عز وجل
وابتغاء وجهه كان حقا على الله عز وجل أن يدخر له عبقري الجنة في تخات
الياقوت
198

(157) حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الصمد بن عبد
199

الوارث حدثنا همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا في غير سرف ولا مخيلة إن الله يحب
أن ترى أثر نعمه على عبده
200

(158) حدثنا محمد بن أبان حدثنا حكام الرازي عن سعيد
بن سابق عن عاصم عن بكر بن عبد الله المزني قال
البسو ثياب الملوك وأميتوا قلوبكم بالخشية
201

(159) حدثنا محمد بن عمر بن علي المقدمي حدثنا كثير بن
هشام قال
سمعت جعفر بن برقان وسأله رجل ما ترى في لبس الصوف قال
202

ما أحبه قال فالقوهي قال ما أحبه قال فماذا قال مثل ساسا
هذه إن اشتريت جرره حظيت من البقال فحملها إلى بيتك فقال ليس على
هيئة ذاك
(160) حدثنا محمد بن قدامة حدثنا خالد بن خداش عن
حماد بن زيد عن هشام قال قيل لهند بنت المهلب
ألا تدعين لبس الحرير قالت لا أدعه حتى يكون أشر عملي
203

(161) حدثني محمد بن عباد المكي حدثنا سفيان قال
سمعت بن شبرمة يقول إن
أبغض ثيابي إلي ما خدمته
(162) حدثني أبي حدثنا إبراهيم بن هراسة قال سمعت
سفيان الثوري يقول
انفع ثيابك لك أهونها عليك
204

باب حسن الخلق
(163) حدثنا أبو الأحوص محمد بن حيان حدثني عفان بن
205

مسلم أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا أبو التياح حدثنا أنس
بن مالك قال
206

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا
(164) حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب حدثنا إبراهيم بن
207

سعد عن محمد بن إسحاق عن معاوية بن عبد الرحمن عن
عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عمر قال
قيل يا رسول الله أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا
208

(165) حدثنا الزبير بن أبي بكر الزبيري حدثني أبو ضمرة عن
نافع بن عبد الله عن فروة بن قيس عن عطاء بن أبي رباح عن
عبد الله بن عمر قال
209

قيل يا رسول الله أي المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا
(166) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا
ليث بن سعد عن يزيد بن عبد الله بن أسامة عن عمرو بن أبي
210

عمرو عن المطلب عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار
211

(167) حدثني محمد بن الحسين أخبرنا محمد بن القاسم
الأسدي حدثنا عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن بن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة القائم الصائم في سبيل الله عز
وجل
212

(168) حدثنا حميد النسائي حدثني أبو الأسود النضر بن عبد
213

الجبار حدثني نوح بن عباد القرشي وما رأيت أحدا كان أخشى لله عز
وجل منه عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه
لضعيف العبادة وإنه ليبلغ بسوء خلقه أسفل درك من جهنم وهو عابد
214

(169) حدثني أبو محمد العباس بن أبي طالب الواسطي أخو
يحيى بن أبي طالب وكانوا ثلاثة إخوة حدثنا عبيد بن إسحاق حدثنا
215

سنان بن هارون عن حميد الطويل عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ذهب حسن الخلق بخير الدنيا والآخرة
216

(170) حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس حدثنا عبد الله بن
217

إدريس أخبرني أبي وعمي عن جدي عن أبي هريرة قال
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله
وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار قال الأجوفان الفم
والفرج
218

(171) حدثنا علي بن الجعد أخبرنا زهير عن زياد بن
علاقة عن أسامة بن شريك قال
219

كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه الاعراب من كل مكان فقالوا يا رسول
الله ما خير ما أعطي الانسان أو المسلم قال الخلق الحسن
(172) حدثنا أبو خيثمة وغيره قالوا أخبرنا سفيان بن عيينة
عن عمرو بن دينار عن بن أبي مليكة عن يعلى بن مملك عن أم
الدرداء يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من شئ أثقل في ميزان المؤمن من خلق حسن وإن الله تعالى
يبغض الفاحش البذئ
220

(173) وحدثنا أبو خيثمة حدثنا وهب بن جرير حدثنا
221

شعبة عن القاسم بن أبي بزة عن عطاء الكيخاراني عن أم
الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من شئ أثقل في الميزان من خلق حسن
(174) حدثنا أبو خثيمة حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن
222

أبي وائل عن مسروق عن عبد الله بن عمرو قال
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول من خياركم
أحاسنكم أخلاقا
223

(175) حدثني عبد الله بن أبي بدر حدثنا زيد بن الحباب عن
معاوية بن صالح أخبرني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه
224

عن النواس بن سمعان أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم قال
البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وإن أفتاك وأفتوك
(176) حدثني عبد الله بن أبي بدر حدثنا محمد بن عبيد عن
محمد بن أبي سارة عن الحسن بن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الله عز وجل ليعطي العبد من الثواب على حسن الخلق كما يعطي
للمجاهد في سبيله يغدو عليه الاجر ويروح
(177) حدثني محمد بن الحسين حدثنا يزيد بن هارون
225

حدثنا داود بن أبي هند عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم خلقا وإن
أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة مساوئكم أخلاقا الثرثارون
المتشدقون المتفيهقون
(178) وحدثني إبراهيم بن سعيد حدثنا يونس بن محمد
226

حدثنا أبو أويس عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
الا أخبركم بأكملكم إيمانا
أحاسنكم أخلاقا الموطئون أكنافا الذين
يألفون ويؤلفون
(179) حدثني محمد بن الحسين حدثنا روح بن عبادة حدثنا
227

عثمان بن غياث حدثنا عبد الله بن شقيق قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي شئ أفضل قال
حسن الخلق مرتين أو ثلاثا
228

(180) حدثني محمد بن الحسين حدثنا أبو نضر هاشم بن
القاسم حدثنا الليث بن سعد عن زيد بن عبد الله بن أسامة عن
بكر بن الفرات قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما حسن خلق امرئ ولا خلقه فتطعمه النار
(181) حدثنا أبو محمد البزار عن أبيه عن المطلب بن
زياد عن عبد الملك بن عمير قال إن
الله عز وجل إذا أحب عبدا حسن خلقه وخلقه
229

(182) حدثنا أبو خيثمة حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا صدقة بن
موسى
وحدثني محمد بن الحسين حدثنا فهد بن حيان عن صدقة بن
230

موسى حدثنا مالك بن دينار حدثنا عبد الله بن غالب الحداني عن
أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق
(183) حدثنا عبد الله بن أبي بدر قال أخبرنا عبد المجيد بن أبي
231

رواد عن مروان بن سالم عن رجل من أهل الجزيرة عن ميمون
بن مهران قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
232

ما من ذنب أعظم عند الله عز وجل من سوء الخلق وذلك أن
صاحبه لا يخرج من ذنب إلا وقع في آخر
(184) حدثنا علي بن الجعد حدثنا أبو المغيرة الأحمسي عن
عبد الرحمن بن إسحاق عن رجل من قريش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد وإن الخلق
السئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل
(185) حدثنا محمد بن الحسين حدثنا محمد بن حرب
233

المكي حدثنا ليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي
هلال
ان نفرا أرادوا سفرا فأتوا عائشة رضي الله تعالى عنها فقالوا يا أم المؤمنين
من يؤمنا قالت اقرؤكم لكتاب الله قالوا كلنا في القراءة سواء قالت
فأعلمكم بالسنة قالوا كلنا في السنة سواء قالت فأقدمكم في الهجرة
قالوا كلنا في الهجرة سواء قالت فأحسنكم وجها عسى أن يكون أحسنكم
خلقا
234

(186) حدثني محمد بن الحسين حدثني داود بن المحبر عن
حسن قال
سئل الحسن عن حسن الخلق قال الكرم والبذنة والاحتمال
235

(187) حدثني محمد بن الحسين حدثني الحسين بن علي
الجعفي عن هلال بن أيوب قال
سئل الشعبي عن حسن الخلق قال البذلة والعطية والبشر الحسن
قال هلال وكان الشعبي كذلك
236

(188) حدثني عقبة بن مكرم العمي حدثنا إسماعيل بن
حكيم عن الفضل بن عيسى عن محمد بن المنكدر عن جابر
237

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشؤم سوء الخلق
(189) حدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم حدثنا محمد بن
مصعب حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن حبيب بن عبيد الرحبي
238

قال بن مصعب حسبت معه حكيم بن عمير عن عائشة قالت قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
الشؤم سوء الخلق
(190) حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا أسود بن
سالم حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط وجوه وحسن
خلق
239

(191) حدثنا يحيى بن حبيب بن عربي حدثني خالد بن
الحارث عن بن عون عن محمد أنه كان يحدثنا
أن حسن الخلق عون على الدين
240

باب في الكبر
(192) حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا أبو بكر بن عياش
عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله رفعه قال
لا يدخل الجنة رجل في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر ولا يدخل
النار رجل في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان
241

(193) حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا الفضل بن
242

موسى عن الحسين بن واقد عن يحيى بن عقيل قال سمعت
عبد الله بن أبي أوفى يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الذكر ويقل اللغو ولا يستكبر أن يمشي مع
الأرملة والمسكين فيقضي له حاجته
243

(194) حدثنا أبو خيثمة حدثنا عفان حدثنا حماد بن
سلمة عن ثابت عن أنس
أن امرأة كان في عقلها شئ فقالت يا رسول الله إن لي حاجة فقال
يا أم فلان أنظري أي الطريق شئت فقام معها يناجيها حتى قضى حاجتها
(195) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا بن علية وعمار بن أخت
244

الثوري قالا حدثنا عطاء بن السائب عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
يقول الله عز وجل الكبرياء ردائي والعظمة إزاري فمن نازعني
واحدا منهما ألقيته في جهنم
(196) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن شجاع عن
245

إبراهيم بن أبي عبلة عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال
التقى عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو على المروة فتوافقا فمضى بن
عمرو وأقام بن عمر يبكي قال ما يبكيك يا أبا عبد الرحمن هذا
يعني بن عمرو زعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر أكبه الله على وجهه في
النار
246

(197) حدثني يحيى بن عبد الحميد الحماني حدثنا جعفر بن
سليمان عن ثابت عن أنس قال
مر النبي صلى الله عليه وسلم في طريق ومرت امرأة سوداء فقال لها رجل الطريق
فقالت الطريق ثمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها جبارة
247

(198) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا أبو معاوية عن عمر
248

بن راشد عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال الرجل يذهب بنفسه حتى يكتب في الجبارين فيصيبه ما
أصابهم من العذاب
249

(199) حدثني هارون بن عبد الله حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن
بن مهدي حدثنا سيار عن جعفر قال سمعت مالك بن دينار
قال
قال سليمان بن داود يوما للطير والجن والانس والبهائم أخرجوا مئتي
ألف من الانس ومئتي ألف من الجن فرفع حتى سمع زجل الملائكة
بالتسبيح في السماء ثم خفض حتى مست قدماه البحر فسمع صوتا يقول
لو كان في قلب صاحبكم مثقال ذرة من كبر لخسفت به أبعد مما رفعته
(200) حدثنا أبو خيثمة حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن
سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال
250

كان أبو بكر يخطبنا فيذكر بدء خلق الانسان حتى إن أحدنا ليقذر
ويقول خرج من مجرى البول مرتين
(201) أخبرنا محمد سلام الجمحي قال كان الأحنف
بن قيس يجلس مع مصعب بن الزبير على سريره فجاء يوما ومصعب
ماد رجليه فلم يقبضهما وقعد الأحنف فزحم بعض الزحم فرأى ذلك فيه
فقال عجبا لابن آدم يتكبر وقد خرج من مجرى البول مرتين
251

(202) حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا مسلم بن خالد عن
بن أبي نجيح عن مجاهد
(وإذا بطشتم بطشتم جبارين) قال بالسيف
252

(203) حدثنا شجاع بن الأشرس حدثنا يزيد بن هارون
أخبرنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال
من قتل اثنين فهو جبار ثم قرأ (أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا
بالأمس إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض)
(204) حدثني محمد بن الحسين ومحمد بن يحيى بن أبي
253

حاتم قالا حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا هاشم
الكوفي حدثني زيد الخثعمي عن أسماء بن عميس الخثعمية
قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
بئس العبد عبد تجبر واعتدى ونسي الجبار الاعلى وبئس العبد
عبد تخيل واختال ونسي الكبير المتعال وبئس العبد عبد سهى ولهى ونسي
المقابر والبلى وبئس العبد عبد عتى وبغى ونسي البدء والمنتهى
254

(205) حدثنا أبو عبد الرحمن عبد الله بن أبي زياد حدثنا
سيار عن جعفر بن سليمان عن ثابت قال
بلغنا أنه قيل يا رسول الله ما أعظم كبر فلان قال أليس بعده
الموت
(206) حدثنا أبو خيثمة حدثنا وهب بن جرير قال سمعت
الصقعب بن زهير يحدث عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار
عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
255

ان نوحا لما حضرته الوفاة دعا ابنيه فقال إني قاص عليكم الوصية
آمركما باثنتين وأنهاكما عن اثنتين أنهاكما عن الشرك والكبر وآمركما بلا إله
إلا الله فإن السماوات والأرض وما فيهن لو وضعت في كفة الميزان ووضعت
لا إله إلا الله في الكفة الأخرى كانت أرجح منهما ولو أن السماوات والأرض
وما فيهن كانت حلقة وكانت لا إله إلا الله عليهما تقصمهما وآمركما بسبحان
الله وبحمده فإنهما صلاة كل شئ وبهما يرزق كل شئ
(207) حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا المحاربي
عن يوسف
الصباغ عن الحسن قال
من خصف نعليه ورقع ثوبه وعفر وجهه لله عز وجل فقد برئ من
الكبر
(208) حدثنا سريج بن يونس حدثنا يحيى بن أبي بكير
حدثنا سليمان بن المغيرة قال قال عيسى بن مريم عليه السلام
256

طوبى لمن علمه الله عز وجل كتابه ثم لم يمت جبانا
(209) حدثنا أحمد بن عبد الأعلى الشيباني حدثني أبو محمد
البصري قال قال الحسن
العجب لابن آدم يغسل يده بالخرء مرتين ثم يتكبر يعارض الله عز
وجل جبار السماوات والأرض
(210) حدثني خالد بن خداش حدثنا حماد بن زيد عن علي بن
زيد عن الحسن عن الضحاك بن سفيان الكلابي أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال
يا ضحاك ما طعامك قال اللحم واللبن قال إلام يصير
قال إلى ما علمت قال إن الله عز وجل ضرب ما يخرج من بن آدم
مثلا للدنيا
257

(211) حدثني أبو عبد الله بن بجير وأبو خيثمة قالا حدثنا بن
علية عن يونس عن الحسن عن عتي عن أبي بن كعب
قال إن
مطعم بن آدم ضرب للدنيا مثلا وإن قزحه وملحه فقد علم إلى ما
يصير
قال أبو بكر يعني الابزار وملحه إلى ما يصير
(212) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان عن بن
258

المرتفع سمع بن الزبير في قوله تعالى
وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال سبيل الغائط
والبول
(213) حدثني محمد بن عباد حدثنا غسان بن مالك عن
259

حماد بن سلمة عن الكلبي عن أبي صالح عن بن عباس في
قوله تعالى
260

فلينظر الانسان إلى طعامه قال إلى خرئه
(214) حدثنا أبي أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا سعيد بن
عبيد الله الجبيري عن بكر بن عبد الله المزني
أن رجلا أخبره أنه صحب كعب الأحبار إحدى عشرة سنة فلما حضرته
الوفاة قال إني صحبتك إحدى عشر سنة أريد أن أسألك عن شئ وأنا
أهابك قال سل عما بدا لك قال أخبرني ما بال بن آدم إذا قام من طوفه رد
بصره فنظر إليه قال والذي نفس كعب بيده لقد سألتني عن شئ أنزله عز
وجل في التوراة على موسى انظر إلى دنياك التي تجمع
(215) حدثني أبو جعفر محمد بن أبي رجاء القرشي قال قال
محمد بن كناسة الأسدي
261

كل شئ ملحت من طعم الدنيا * وقزحت في ظهر الخوان
صائر بعد أن تلقمه لونا * ولكن من أخبث الألوان
فإذا حان وقت إخراجه منك * ففكر في ذلة الانسان
وإذا ما وضعته في مكان * فالتفت واعتبر بذاك المكان
(216) حدثنا أحمد بن جميل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر
عن زيد بن أسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
براءة من الكبر أن تجالس فقراء المؤمنين
(217) حدثنا علي بن الجعد أخبرنا سفيان بن سعيد عن
حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة قال
من وضع وجهه لله عز وجل ساجدا فقد برئ من الكبر
262

(218) حدثنا أبو بكر بن أبي عتاب الأعين ويعقوب بن عبيد
قالا حدثنا يحيى بن حماد حدثنا شعبة عن أبان بن تغلب عن
263

فضيل الفقيمي عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن
عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يدخل النار مثقال ذرة من إيمان ولا يدخل الجنة مثقال ذرة من
كبر فقال رجل يا رسول الله إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا
ونعله حسنا قال صلى الله عليه وسلم إن الله عز وجل جميل يحب الجمال الكبر بطر
الحق وغمص الناس
وهذا لفظ حديث يعقوب بن عبيد
264

(219) حدثنا عبد الرحمن بن صالح حدثنا عبد الرحمن بن محمد
المحاربي عن موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن جابر رفعه
قال
قال معاذ يا رسول الله من الكبر أن يكون لاحدنا الثياب يلبسها
والدابة يركبها والطعام يجمع عليه أصحابه قال لا ولكن الكبر أن
تسفه الحق وتغمص المؤمن وسأنبئكم بخلال من كن فيه فليس بمتكبر
اعتقال الشاة ولبس الصوف وركوب الحمار ومجالسة فقراء المؤمنين
وأن يأكل أحدكم مع عياله
265

(220) حدثنا بن جميل أخبرنا عبد الله أخبرنا موسى بن
علي بن رباح قال سمعت أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن
العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
أهل النار كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع وأهل
الجنة الضعفاء المغلوبون
266

(221) حدثنا بن جميل أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن
عروة عن محمد بن المنكدر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
أحبكم إلينا وأقربكم منا في الآخرة أحاسنكم أخلاقا وإن
أبغضكم إلينا وأبعدكم منا الثرثارون والمتشدقون المتفيهقون المتكبرون
قالوا يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدقون فما المتفيهقون
قال المتكبرون
(222) حدثنا بن جميل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر عن
قتادة
ولا تصعر خدك للناس قال هو الاعراض أن
يكلمك الرجل وأنت معرض عنه
267

(223) حدثنا أبو خيثمة حدثنا سليمان بن حيان الأحمر عن
268

بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحشر المتكبرون يوم القيامة ذرا في مثل صور الرجال يعلوهم كل
شئ من الصغار ثم يساقون إلى سجن في جهنم يقال له بولس تعلوهم نار
الانيار يسقون من طينة الخبال عصارة أهل النار
269

(224) حدثني محمد بن عثمان العقيلي حدثنا محمد بن راشد
الضرير المنقري عن محمد بن عمر عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحشر المتكبرون الجبارون يوم القيامة في صور الذر يطؤهم الناس
لهوانهم على الله عز وجل
270

(225) حدثنا أحمد بن منيع وأبو خيثمة قالا حدثنا يزيد بن
هارون عن أزهر بن سنان القرشي عن محمد بن واسع الأزدي
قال دخلت على بلال بن أبي بردة فقلت له يا بلال إن أباك حدثني
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
إن في جهنم واديا يقال له هبهب حقا على الله عز وجل أن يسكنه
كل جبار فإياك يا بلال أن تكون ممن يسكنه
271

(226) وحدثت عن أبي همام حدثنا بن وهب أخبرني إبراهيم
272

بن نشيط عن عمر مولى غفرة عن محمد بن حسين بن علي من ولد
علي إنه قال
ما دخل قلب امرئ شئ من الكبر قط إلا نقص من عقله بقدر ما
دخل من ذلك قل أو كثر
(227) حدثني علي بن نصر بن بجير عن شيخ من قريش قال
قال الحسن
السجود يذهب بالكبر والتوحيد يذهب بالرياء
273

(228) حدثني إبراهيم بن سعيد حدثنا حسين بن محمد حدثنا
بن أبي ذئب عن القاسم عن بن عياش عن نافع بن جبير أنه قال إن
الناس يقولون فيه تيه والله لقد ركبت الحمار ولبست الشملة
(229) حدثني محمد بن جعفر حدثنا منصور عن عمار
حدثنا عبد الله بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة
274

أن سلمان سئل عن السيئة التي لا تنفع معها حسنة قال الكبر
(230) حدثني أبو محمد حدثنا إبراهيم بن زياد حدثنا جعفر بن
سليمان عن ثابت قال
قيل يا رسول الله أن فلانا عظيم في نفسه قال أليس بعده
الموت
(231) حدثني بشر بن معاذ العقدي حدثني محمد بن عبد الله
القرشي حدثني أبي قال قال يونس بن عبيد لا كبر مع
السجود ولا نفاق مع التوحيد
275

باب الاختيال
(232) حدثنا محمد بن بكار حدثنا عبد الرحمن بن أبي
276

الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
277

لا ينظر الله يوم القيامة إلى رجل يجر إزاره بطرا
(233) وقال صلى الله عليه وسلم بينما رجل يتبختر في برديه قد أعجبته نفسه
خسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
(234) حدثنا بن جميل أخبرنا عبد الله أخبرنا يونس
278

عن الزهري أخبرني سالم عن بن عمر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال
بينما رجل يتحرك في مشيته خسف الله به فهو يتجلجل في الأرض
إلى يوم القيامة
279

(235) حدثنا عمار بن نصر حدثني بقية بن الوليد عن الهيثم
280

بن مالك الطائي عن عبد الرحمن بن عائذ عن أبي الحجاج
الثمالي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول القبر للميت حين يوضع فيه ويحك يا بن آدم ما غرك بي ألم
تعلم أني بيت الفتنة وبيت الظلمة وبيت الوحدة وبيت الدود ما غرك بي
كنت تمر به قذاذك
281

قال بن عائذ يا أبا الحجاج ما القذاذ قال الذي يقدم رجلا ويؤخر
أخرى كمشي بن أخيك أحيانا وكان يومئذ يلبس ويتهيأ
(236) حدثنا بن جميل أخبرنا عبد الله أخبرنا معمر
حدثني يحيى بن المختار عن الحسن قال
تلقى أحدهم يتحرك في مشيته يسحب عظامه عظما عظما لا يمشي
بطبيعته
282

(237) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير حدثنا حجاج بن
محمد عن أبي بكر الهذلي قال
بينما نحن مع الحسن إذ مر عليه بن الاهتم يريد المقصورة وعليه
جباب خز قد نضد بضعها فوق بعض على ساقه وانفرج عنها قباه وهو يمشي
يتبختر إذ نظر إليه الحسن نظرة فقال أف لك شامخ بأنفه ثاني عطفه
مصعر خده ينظر في عطفيه أي حميق أنت تنظر في عطفيك في نعم غير
مشكورة ولا مذكورة غير المأخوذ بأمر الله عز وجل فيها ولا المؤدي
حق الله منها والله إن يمشي أحدهم طبيعته أن يتخلج تخلج المجنون في
كل عضو من أعضائه لله نعمة وللشيطان به لعنة فسمع بن الأهتم فرجع
يعتذر فقال لا تعتذر إلي وتب إلى ربك عز وجل أما سمعت قول الله
283

عز وجل (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ
الجبال طولا)
(238) حدثنا بن أبي شيبة حدثنا بكر بن عبيد قاضي
284

الكوفة عن عيسى بن المختار عن بن أبي ليلى عن بن بريدة
عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة
285

(239) حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان قال
سمعناه من زيد بن أسلم قال دخلت على عبد الله بن عمر فمر به
عبد الله بن واقد وعليه ثوب جديد فسمعته يقول أي بني ارفع إزارك فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا ينظر الله عز وجل إلى من جر إزاره خيلاء
(240) حدثنا أبو ياسر عمار بن نصر المروزي حدثنا بقية بن
الوليد عن خالد بن أبي بكر مر بالحسن شاب عليه بزة له حسنة
286

فدعاه فقال بن آدم معجب بشبابه معجب بجماله كأن القبر قد وارى
بدنك وكأنك قد لاقيت عملك يا ويحك داو قلبك فإن حاجة الله عز
وجل إلى العباد صلاح قلوبهم
(241) حدثني أبو الحسن الشيباني حدثني شيخ لنا أن عمر بن
عبد العزيز حج قبل أن يستخلف فنظر إليه طاوس وهو يختال في مشيته فغمز
جنبه بأصبعه وقال ليست هذه مشية من في بطنه خرء فقال عمر كالمعتذر
يا عم ضرب كل عضو مني على هذه المشية حتى تعلمتها
(242) حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثني أبو داود حدثنا حماد
287

بن سلمة عن ثابت
أن صلة بن أشيم وأصحابه أبصروا رجلا قد أسبل إزاره فأراد
أصحابه أن يأخذوه بألسنتهم فقال صلة دعوني أكفيكموه قال يا بن
أخي إن لي إليك حاجة قال وما ذاك يا عم قال ترفع إزارك قال نعم
ونعمة عين فقال لأصحابه هذا كان أمثل لو أخذتموه قال لا أفعل
وفعل
(243) حدثني مفضل بن غسان عن أبيه قال
288

رأى المعري العابد رجلا من آل علي يمشي يخطر فأسرع إليه
فأخذه بيده فقال يا هذا إن هذا الذي أكرمك الله عز وجل به لم تكن
هذه مشيته قال فتركها الرجل بعد
(244) حدثنا عبد الله بن عيسى الطفاوي حدثنا محمد بن عبد الله
الزراد قال
رأى محمد بن واسع ابنا له يخطر بيده فدعاه فقال تدري من أنت
أما أمك فاشتريتها بمئتي درهم وأما أبوك فلا أكثر الله عز وجل في
المسلمين ضربه
289

(245) حدثني علي بن مسلم حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا
290

حريز بن عثمان حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة عن جبير بن نفير
عن بسر بن جحاش القرشي قال
بزق رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على كفه ثم وضع أصبعه عليه وقال يقول
الله عز وجل بن آدم أنى تعجزني وقد خلقتك من مثل هذه حتى إذا سويتك
وعدلتك مشيت بين بردين وللأرض منك وئيد جمعت ومنعت حتى إذا بلغت
التراقي قلت أتصدق وأنى أوان الصدقة
291

(246) حدثنا أبو كريب الهمداني حدثنا المحاربي عن جميل
بن زيد قال
رأى بن عمر رجلا يجر إزاره فقال إن للشيطان إخوانا مرتين أو ثلاثا
(247) حدثنا إبراهيم بن سعيد حدثنا موسى بن أيوب حدثنا
292

بقية عن ثور عن خالد بن معدان قال
إياكم والخطران فإن الرجل قد نبا فؤاده من سائر جسده
(248) حدثنا بن عمرو بن أبان القرشي حدثنا سفيان بن
عيينة قال
ما رئي علي بن حسين إذا مشى يقول بيده هكذا يخطر بها
293

(249) حدثنا خلف بن هشام حدثنا حماد بن زيد عن يحيى
بن سعيد عن يحنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا مشت أمتي المطيطاء وخدمتهم فارس والروم سلط بعضهم على بعض
قال عبد الله سمعت بن الاعرابي يقول المطيطاء مشية فيها
اختيال
(250) حدثنا أحمد بن منيع حدثنا مروان بن معاوية عن
294

رشدين بن كريب عن أبيه قال سمعت العباس بن عبد المطلب في
زقاق أبي لهب يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقبل رجل في بردين له يتبختر فيهما ينظر في عطفيه فأمر الله
تبارك وتعالى الأرض فخسفت به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة
(251) حدثنا أحمد بن يزيد اليامي حدثنا الحسين بن علي عن
ابن أبي رواد عن سالم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
الاسبال في ثلاثة الإزار والقميص والعمامة
295