الكتاب: كتاب الرضا عن الله بقضائه
المؤلف: ابن أبي الدنيا
الجزء:
الوفاة: ٢٨١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: مجدي السيد إبراهيم
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠
المطبعة:
الناشر: الدار السلفية - بومباي
ردمك:
ملاحظات:

الرضا عن الله
للحافظ ابن أبي الدنيا
تحقيق وتعليق
مجدي السيد إبراهيم
1

بسم الله الرحمن الرحيم
3

توطئة لموضوع الرضا عن الله
الرض في اللغة والشرع
الرضا: ضد السخط.
ويراد بالرضا عند العلماء: تقبل ما يقضى به الله - عز وجل - من
غير تردد، ولا معارضة.
وقد قال أهل العلم الكثير من التعريفات التي أرادوا بها توضيح
مفهوم الرضا.
ومن ذلك قولهم: الرضا ارتفاع الجزع في أي حكم كان.
وقيل: استقبال الأحكام بالفرح.
وقيل: سكون القلب تحت مجاري الأحكام.
وقيل: نظر القلب إلى اختيار الله للعبد، وترك السخط.
وقيل: الرضا هو الوقوف الصادق مع مراد الله تعالى.
وقيل: الرضا هو أن يرضى العبد بعبادة ربه - عز وجل -
وحده، وأن يسخط عبادة غيره.
إلى غير ذلك من أقوال علماء السلف رحمهم الله تعالى.
وللرضا درجات، وأسباب، سوف نشرحها في الصفحات
التالية
4

تقديم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله..
نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن
سيئات أعمالنا.
إنه من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله، قال عز وجل:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون).
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة،
وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله
الذي تساءلون به والأرحام، إن الله كان عليكم رقيبا).
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم
أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم * ومن يطع الله ورسوله، فقد فاز
فوزا عظيما)
5

الرضى باب الله الأعظم، ومستراح
العارفين وجنة الدنيا، فجدير بمن
نصح نفسه أن تشتد رغبته فيه،
وأن لا يستبدل بغيره منه.
(ابن قيم الجوزية)
6

بين يدي الكتاب
الحمد لله وكفى.
وصلاة وسلام على عباده الذين اصطفى.
وبعد:
رضا الله عن الإنسان هو غاية الغايات، وأقصى أماني العباد.
ولكن كيف السبيل للوصول إلى تلك الأمنية العظمى، وتلك
الغاية الكبرى؟
في هذا الكتاب يحدد لنا إمامنا العلامة ابن أبي الدنيا - رحمه الله -
طريق الوصول إلى تلك الغاية، ويذكر كذلك الموانع التي تمنع وصول
العبد إلى الرضا.
فيذكر لنا إمامنا أن رضوان الله تعالى إنما يستحقه العبد المؤمن إذا
رضى عن كل ما قدر الله تعالى، وما أمر به.
فشأن أهل الرضا عن الله أنهم يرضون في دنياهم بكل ما قدر لهم،
ويرضون في آخرتهم بما يمنحه ربهم - عز وجل - لهم.
ويعلمنا إمامنا - رحمه الله - في هذا الكتاب أن الرضا ثمرة من
ثمرات محبة العبد لربه، فبقدر محبة العبد لربه، ومعرفته بعظمته وقدرته
بقدر ما يرضى عن ربه.
ويرشدنا إمامنا في هذا الكتاب أن من ثمرات الرضا في الدنيا:
7

الراحة، والفرح، وفي الآخرة الطمأنينة والسرور.
وعلى عادة شيخنا ابن أبي الدنيا في تصانيفه يجمع ما ورد في تأليفه
كل ما يتصل بموضوعه من آيات قرآنية، أو أحاديث نبوية، أو آثار
سلفية، ويورد ما جاء من حكايات وعظية، وقصص عن الزهاد
والعباد، لكي يكتمل تصنيفه في أعين الناظرين.
أخي المسلم... أختي المسلمة..
لم يكن أهل الإسلام في وقت من الأوقات في حاجة إلى موضوع
الرضا عن الله كما هو الآن في زمننا.
فالناس في وقتنا صاروا يسخطون على قضاء الله وقدره ليلا
ونهارا، سرا وعلانية.
فهذا يقول: ليت ما كان لم يكن.
وهذا يقول: يا ليت هذا كان.
وثالث يقول: لم ابتلى ويعافى فلان ابن فلان، وأحرم ويتمتع
هذا؟ ورابع، وخامس، وسادس..
إن هؤلاء جميعا لم يسمعوا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي
الله عنه - وهو يقول: ما أبالي على أي حال أصبحت وأمسيت: من
شدة أو رخاء إذا أصبحت و أمسيت مسلما.
حقا إن هذا الكتاب يأتي في وقت نسي فيه معنى الرضا بقضاء الله
وقدره، وضاع فيه معنى الإيمان بالقضاء والقدر: خيره وشره.
وفي هذا الكتاب تذكرة للمؤمنين، وعظة للغافلين.
8

فالحمد لله الذي وفقني لإخراج هذا الكتاب الطيب بعد أن ظل
حبيسا في خزائن المخطوطات قرابة ألف سنة ومائتي عام.
فمع حديث السماء عن الرضا وأهله.
ومع أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرضا والراضين، وصفاتهم.
ومع أحوال السلف الصالح وأحوالهم، نحيا في هذا الكتاب ومع
أمل بلقاء آخر مع تراث سلفنا الصالح، أستودعكم الله، وما توفيقي
إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
9

ترجمة المصنف
1 - نسبه ومولده:
هو الإمام المحدث، الحافظ، العلامة: عبد الله بن محمد بن عبيد
سفيان بن قيس، القرشي، أبو بكر بن أبي الدنيا البغدادي، من
موالي بني أمية.
ولد ابن أبي الدنيا ببغداد سنة ثمان ومائتين، ونشأ فيها، ولم يفارق
أرض بغداد إلا في القليل النادر، ولذا فاته من سماع الأسانيد العالية
الكثير.
2 - صفاته العلمية:
كان الإمام - رحمه الله - من الوعاظ، وقد اشتهر بأنه صاحب
فصاحة وبلاغة، إن شاء أوعظ حتى يبكي جليسه، وان شاء تحدث
معه حتى يضحكه.
وقد أورد الحافظ ابن كثير - رحمه الله - حكاية تدل على مبلغ
ذلك لديه فقال حاكيا عن الخطيب البغدادي: دخل المكتفي على
الموفق (1)، ولوحه بيده، فقال: مالك لوحك بيدك؟ قال: مات
غلامي، واستراح من الكتاب. قال: ليس هذا من كلامك، هذا
كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين
10

وخميس، فعرضت عليه، فقال لابنه، ما لغلامك ليس لوحك معه؟
قال: مات واستراح من الكتاب.
قال: وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب.
قال: نعم، قال: فدع الكتاب. قال: ثم جئته فقال لي: كيف
محبتك لمؤدبك؟ قال: كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر
الله، وهو مع ذاك، إذا شئت أضحكك، وإذا شئت أبكاك. قال:
يا راشد أحضرني هذا، قال: فأحضرت، فقربت قريبا من سريره،
وابتدأت في أخبار الخلفاء، ومواعظهم فبكى بكاء شديدا، ثم قال:
وابتدأت فقرأت عليه نوادر الأعراب، قال: فضحك ضحكا كثيرا،
ثم قال: شهرتني شهرتني. ولقد بأنه مؤدب أولاد الخلفاء،
وممن قام بتأديبهم الخليفة المعتضد.
3 - شيوخه الذين أخذ عنهم:
سمع من: سعيد بن سلمان، وعلي بن الجعد، وسعيد بن محمد
الجرمي، وخلف بن هشام، وخالد بن خداش، وعبد الله بن
خيران، صاحب المسعودي، وأبا نصر التمار، وعبيد الله العيشي.
وروى عن: أحمد بن إبراهيم بالموصلي، وإبراهيم بن المنذر: وزهير
ابن حرب، وعبد الله بن عوان، وسريج بن يونس، وكامل بن
طلاحة، ومنصور بن أبي مزاحم، وأبي عبيد القاسم بن سلام،
ومحمد بن سعد كاتب الواقدي، وداود بن رشيد، والحسن بن حماد
وغيرهم.
4 - تلاميذه الذين حدثوا عنه:
حدث عنه: الحارث بن أبي أسامة مع تقدمه، والحسين بن
11

صفوان البرذعي، وأخرج له ابن ماجة في التفسير، وأبو بكر النجاد
حدث عنه، وأحمد بن خزيمة، وأبو بكر الشافعي وآخرون.
5 - ثناء العلماء عليه:
قال الإمام الذهبي عن ابن أبي الدنيا: (كان صدوقا، أديبا،
إخباريا، كثير العلم... حديثه في غاية العلو)
[تذكرة الحفاظ: 2: 277]
وقال عنه ابن النديم: (كان يؤدب المكتفي بالله، وكان ورعا،
زاهدا، عالما بالأخبار والروايات).
[الفهرست: 262]
وقال عنه ابن أبي حاتم: (كتبت عنه مع أبي، وقال أبي: هو
صدوق).
[الجرح والتعديل: 5 / 2 / 163]
وقال عنه ابن كثير: (المشهور بالتصانيف الكثيرة، النافعة،
الشائعة، الذائعة في الرقائق وغيرها، وكان صدوقا، حافظا، ذا
مروءة).
[البداية والنهاية 11: 71] 6 - مؤلفاته:
كان الإمام - رحمه الله - واعظا ومؤدبا - كما سلف القول - وقد
صنف في أغراض كثيرة، من تاريخ، ورقاق، وغيرهما.
وقد يلفت انتباه القارئ أن معظم مؤلفاته لا تكاد تخرج عن
المضمون الأخلاقي، والرسالة النبوية، وهذا هو دأب السلف الصالح
فيما يكتبون.
12

ومما يبين لنا كثرة هذه المصنفات وتنوعها، قول الحافظ المفسر أبي
الفداء بن كثير - رحمه الله - إذ يقول:
صنف في كل فن مشهور، واشتهرت مصنفاته، وشاع ذكرها،
وهي تزيد على مائة مصنف، وقيل إنها نحو الثلثمائة مصنف، وقيل أكثر،
وقيل أقل على سبيل الإيضاح لمؤلفاته، نذكر بعضا منها، مع ملاحظة
أن فيها ما هو مفقود، والبعض الآخر موجود، ومنها المطبوع، ومنها
المخطوط.
1 - رسالة الفرج بعد الشدة، طبع عدة طبعات، آخرها طبعة
مكتبة الصحابة بطنطا.
2 - قضاء الحوائج. طبع بمكتبة القرآن
3 - الحلم. طبع بمكتبة القرآن
4 - التوكل على الله. طبع بمكتبة القرآن
5 - الصمت. طبع بدار الاعتصام
6 - الشكر. طبع عدة طبعات
7 - القبور.
ما زال مخطوطا
8 - القبور. ما زال مخطوطا
9 - حسن الظن بالله. طبع بمكتبة القرآن
10 - الأولياء. طبع بمكتبة القران
11 - القناعة. طبع بمكتبة القرآن
12 - المنامات. طبع بمكتبة القرآن
13 - الشيب. ما زال مخطوطا
14 - ذم الحسن. ما زال مخطوطا
15 - الألحان. ما زال مخطوطا
16 - الأحزان. ما زال مخطوطا
13

17 - مصائد الشيطان. ما زال مخطوطا
18 - مكارم الأخلاق. طبع بمكتبة القرآن
19 - من عاش بعد الموت. وقد أصدرته مكتبة القرآن محققا
20 - الإخوان. طبع بدار الاعتصام
21 - المرض والكفارات. ما زال مخطوطا
22 - الوجل. ما زال مخطوطا
23 - إصلاح المال. ما زال مخطوطا
24 - البعث والنشور. ما زال مخطوطا
25 - التواضع والخمول. طبع بدار الاعتصام
26 - مكائد الشيطان. ما زال مخطوطا
27 - الأنواء. ما زال مخطوطا
28 - مجابو الدعوة. طبع بمكتبة القرآن
29 - فضل رمضان. ما زال مخطوطا
30 - اليقين. طبع بمكتبة القرآن
31 - ذم الغضب. ما زال مخطوطا
32 - الرضا عن الله. وهو الكتاب الذي بين أيدينا
33 - الإشراف في منازل الأشراف طبع مكتبة القرآن
7 - وفاته:
توفى ابن أبي الدنيا ببغداد سنة مائتين وإحدى وثمانين، ودفن
بالشونيزية، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه كل الخير عما قدمه
للإسلام من عطاء وعلم، ولمزيد من التفاصيل عن حياة الإمام عليك
بالرجوع إلى المصادر والمراجع التالية:
14

1 - تاريخ بغداد: (10 / 89).
2 - تذكرة الحفاظ: (2 / 677).
3 - العبر: (2 / 65).
4 - الفهرست لابن النديم: (ص / 262).
5 - الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: (5 / 163).
6 - طبقات الحنابلة: (1 / 192).
7 - البداية والنهاية: (11 / 71).
8 - فوات الوفيات: (2 / 228).
9 - التهذيب للحافظ: (6 / 12 - 13).
10 - سير أعلام النبلاء للذهبي: (13 / 397).
11 - طبقات الحفاظ: (294 - 295).
12 - النجوم الزاهرة: (3 / 86).
13 - الكامل لابن الأثير: (2 / 77).
15

توثيق نسبة الكتاب إلى المصنف
قد وصلنا مخطوط هذا الكتاب بالسند المتصل إلى المصنف رحمه
الله، وكذلك نسبه له الكثير من أهل العلم.
1 - فبالنظر في قائمة مصنفات الإمام - ابن أبي الدنيا - نجد أن
المعجم الذي تضمن مصنفات الشيخ نص على هذا الكتاب في الورقة
58 / ب، وهذا المعجم ضمن مخطوطات مكتبة الظاهرية.
2 - ونسبه له الإمام الذهبي في مصنفه العظيم (سير أعلام
النبلاء) (13 / 402).
3 - وذكر الحافظ المنذري - رحمه الله - في تحفته (الترغيب
والترهيب) (4 / 562) حديثا نبويا، ثم قال: رواه ابن أبي الدنيا في
كتاب (الرضا).
4 - نسبه الأستاذ بروكلمان في موسوعته (تاريخ الأدب العربي)
(3 / 131) قال: رسالة في الرضا عن الله، والصبر على قضائه. هذا
التوثيق عدا من استفادوا من النقل عن المصنف بالسند المتصل إليه، كما
فعل الإمام أبو نعيم في حلية الأولياء.
انظر (الحلية) في المواضع التالية:
(6 / 156)، (8 / 100، 277، 293)، (10 / 130، 131،
138).
وكما استفاد الإمام البيهقي في (شعب الإيمان) بالسند المتصل،
انظر شعب الإيمان برقم (205)، (1217)..
16

وكما نقل الإمام ابن الجوزي مع حذف الأسانيد في كتابه (صفة
الصفوة)، انظر المواضع التالية في كتاب (صفة الصفوة):
(3 / 66، 311)، (4 / 14، 15، 226، 235، 246،
287).
واستفاد ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين)، (2 / 233)
وأشار إلى ذلك.
ولقد نقل المصنف - رحمه الله - بعض النصوص من مصنفاته، كما
يتضح ذلك فالأثر رقم (20) في كتاب (الرضا) هو رقم (52) في
كتاب الأولياء، ورقم (21) هو رقم (50)، ورقم (34) هو رقم
(60).
هذا بالنسبة إلى كتاب (الأولياء).
وهناك كتاب آخر نقل منه المصنف وهو كتاب (اليقين) فالأثر
رقم (32) في كتاب اليقين، هو رقم (93) في الرضا.
وهناك كتاب ثالث نقل منه المصنف، وهو كتاب (التوكل)
فالأثر رقم (96) في الرضا، هو رقم (18) في التوكل على الله.
وهكذا لا نجد أي شك في صحة نسبة هذا الكتاب إلى مصنفه
رحمه الله تعالى.
فالحمد لله على توفيقه.
17

وصف مخطوطات الكتاب
يسر الله بفضله ومنه علي الحصول على مصورة للنسخة المخطوطة
المحفوظة بمكتبة الظاهرية بدمشق.
وهي محفوظة تحت رمز مجموع (66) تبدأ من الورقة (62) وتنتهي
بالورقة رقم (76).
فعدد صفحات المخطوط (28) صفحة، في كل صفحة (26)
سطرا في المتوسط، وفي السطر الواحد (8) كلمات في المتوسط.
خط المخطوط متوسط، مقروء، وإن كان الكثير من أعلامه قد
خلا من التنقيط.
كتب على الصفحة الأولى ما نصه:
كتاب الرضا عن الله بقضائه والتسليم لأمره.
تأليف أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا.
رواية أبي الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللنباني عنه.
رواية أبي محمد الحسن بن محمد بن يوه المديني عنه.
رواية أبي عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده عنه.
رواية أبي سعد أحمد بن محمد بن البغدادي عنه.
رواية أبي الفضل سليمان بن محمد بن علي بن الموصلي عنه.
رواية أبي عبد الله محمد بن الأغر بن عمر بن محمد البكري عنه
أيضا.
18

سماع محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن المقدسي نفعه
الله الكريم بالعلم.
وقف الحافظ أبي عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد المقدسي.
ثم يتلوه صفحة كلها سماعات.
وفي نهاية المخطوط سماعات أخرى.
هذا كان عن نسخة الظاهرية، وقد خلت من ذكر اسم الناسخ،
أو سنة الناسخ، وخلت من التبويب أو العناوين الداخلية.
2 - النسخة الثانية: في مكتب للالى (3664 / 3) وعنها مصورة
في معهد المخطوطات بالقاهرة تحت رمز (تصوف) برقم (376).
3 - النسخة الثالثة: كائنة في لامبور (1 / 359)، وقد أشار إلى
ذلك الأستاذ بروكلمان في تاريخ الأدب (3 / 131).
19

محتويات الكتاب
احتوى الكتاب على آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، وآثار مأثورة
عن سلفنا الصالح.
وبتقسيم محتويات الكتاب إلى عناصرها نجد التقسيم التالي:
1 - عدد الآيات القرآنية: 13 آية.
2 - عدد الأحاديث النبوية: 10 أحاديث.
3 - عدد الآثار السلفية: 97 أثرا.
4 - عدد الأعلام التي جاءت أسماؤهم في الكتاب: 230 علما.
5 - عدد النساء: أربع.
20

توطئة لموضوع الرضا عن الله
الرضا في اللغة والشرع
الرضا: ضد السخط.
ويراد بالرضا عند العلماء: تقبل ما يقضي به الله - عز وجل - من
غير تردد، ولا معارضة.
وقد قال أهل العلم الكثير من التعريفات التي أرادوا بها توضيح
مفهوم الرضا.
ومن ذلك قولهم: الرضا ارتفاع الجزع في أي حكم كان.
وقيل: استقبال الأحكام بالفرح.
وقيل: سكون القلب تحت مجاري الأحكام.
وقيل: نظر القلب إلى اختيار الله للعبد، وترك السخط.
وقيل: الرضا هو الوقوف الصادق مع مراد الله تعالى.
وقيل: الرضا هو أنا يرضى العبد بعبادة ربه - عز وجل -
وحده، وأن يسخط عبادة غيره.
إلى غير ذلك من أقوال علماء السلف رحمهم الله تعالى.
وللرضا درجات، وأسباب، سوف نشرحها في الصفحات
التالية.
21

درجات الرضا
قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله:
هو على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الرضا بالله ربا، ألا يتخذ ربا غير الله تعالى
يسكن إلى تدبيره، وينزل به حوائجه.
قال الله تعالى: (قل أغير الله أبغي ربا، وهو رب كل
شئ).
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: سيدا وإلها. يعني فكيف
أطلب ربا غيره، وهو رب كل شئ؟
وكثير من الناس يرضى بالله ربا، ولا يبغي ربا سواه، لكنه
لا يرضى به وحده وليا وناصرا، بل يوالي من دونه أولياء، ظنا منه
أنهم يقدمونه إلى الله، وأن موالاتهم كموالاة خواص الملك.
وهذا عين الشرك، بل التوحيد ألا يتخذ من دونه أولياء، والقرآن
مملوء من وصف المشركين بأنهم اتخذوا من دونه أولياء.
وهذا غير موالاة أنبيائه ورسله، وعباده المؤمنين فيه، فإن هذا من
تمام الإيمان، ومن تمام موالاته.
فموالاة أوليائه لون، واتخاذ الولي من دونه لون.
الدرجة الثانية: الرضا عن الله، وهو رضا العبد بما يفعله به،
ويعطيه إياه، ولهذا لم يجئ إلا في الثواب والجزاء كقوله تعالى:
22

(يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية)
الدرجة الثالثة: الرضا رضا الله.
شروط الوصول إلى الرضا
قال أبو عبد الله رحمه الله:
شروط الوصول إلى الرضا
قال أبو عبد الله رحمه الله:
أحدها: أن يكون الله - عز وجل - أحب شئ إلى العبد.
الثاني: أن تسبق محبته إلى القلب كل محبة، فتتقدم محبته المحاب
كلها.
الثالث: أن تقهر محبته كل محبة، فتكون محبته إلى القلب سابقة
قاهرة، ومحبة غيره مختلفة مقهورة، مغلوبة منطوية في محبته.
الرابع: أن تكون محبة غيره تابعة لمحبته، فيكون هو المحبوب
بالذات، والقصد الأول، وغيره محبوبا تبعا لحبه، كما يطاع تباعا
لطاعته، فهو في الحقيقة المطاع المحبوب.
الأسباب الموجبة لرضا العبد عن ربه
ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله الكثير من الأسباب التي لو تأمل
المرء فيها لعلم أنه ينبغي له الرضا عن ربه في كل حال.
أحدها: أنه مفوض، والمفوض راض بكل ما اختاره له من فوض
إليه، لا سيما إذا علم كمال حكمته ورحمته، ولطفه وحسن اختياره
له.
23

الثاني: أنه جازم بأنه لا تبديل لكلمات الله، ولا راد لحكمه، وأنه
ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن.
الثالث: أن عبد محض، والعبد المحض لا يسخط جريان أحكام
سيده المشفق المحسن، بل يتلقاها كلها بالرضا به وعنه.
الرابع: أنه جاهل بعواقب الأمور، وسيده أعلم بمصلحته وبما
ينفعه.
الخامس: أنه محب، والمحب الصادق: من رضي بما يعامله به
حبيبه.
السادس: أنه لا يعرف مصلحة من كل وجه، ولو عرف
أسبابها، فهو جاهل ظالم، وربه تعالى يريد مصلحته، ويسوق إليه
أسبابها.
السابع: أن مسلم، والمسلم من قد سلم نفسه الله، ولم يعترض
عليه في جريان أحكامه عليه، ولم يسخط ذلك.
الثامن: أنه عارف بربه، وحسن الظن به، لا يتهمه فيما يجريه
عليه من أقضيته وأقداره، فحسن ظنه به يوجب له استواء الحالات
عنده، ورضاه بما يختاره له سيده سبحانه.
التاسع: أنه يعلم أن حظه من المقدور ما يتلقاه به من رضى
وسخط، فلا بد له منه، فإن رضى فله الرضا، وإن سخط فله
السخط.
العاشر: علمه بأنه إذا رضى انقلب في حقه نعمة ومنحة، وخف
عليه حمله، وأعين عليه، وإذا سخطه تضاعف عليه ثقله وكله، ولم
24

يزدد إلا شدة، فلو أن السخط يجدي عليه شيئا لكان له فيه راحة،
أنفع له من الرضا به.
الحادي عشر: أن يعلم أن تمام عبوديته في جريان ما يكرهه من
الأحكام عليه، ولو لم يجر عليه منها إلا ما يحب لكان أبعد شئ عن
عبودية ربه، فلا تتم له عبوديته من الصبر، والتوكل، والرضا،
والتضرع، والافتقار، والذل، والخضوع وغيرها إلا بجريان القدر له
بما يكرهه.
الثاني عشر: أن يعلم أن رضاه عن ربه - سبحانه وتعالى - في
جميع الحالات يثمر رضا ربه عنه، فإذا رضى عنه بالقليل من الرزق،
رضى عنه ربه بالقليل من العمل، وإذا رضى عنه في جميع الحالات،
واستوت عنده، وجده أسرع شئ إلى رضاه إذا ترضاه وتملقه.
الثالث عشر: أن يعلم أن أعظم راحته، وسروره ونعيمه في
الرضا عن ربه - تبارك وتعالى - في جميع الحالات، فإن الرضا باب
الله الأعظم، ومستراح العارفين، وجنة الدنيا، فجدير بمن نصح
نفسه أن تشتد رغبته فيه، وألا يستبدل بغيره منه.
الرابع عشر: أن السخط باب الهم والغم والحزن، وشتات
القلب، والظن بالله خلاف ما هو أهله، والرضا يخلصه من ذلك
كله.
الخامس عشر: أن الرضا يوجب له الطمأنينة، والسخط يوجب
اضطرابه.
السادس عشر: أن الرضا ينزل عليه السكينة التي لا أنفع له
منها، ومتى نزلت عليه السكينة استقام، وصلحت أحواله، وصلح
باله.
25

السابع عشر: أن الرضا يفتح له باب السلامة، فيجعل قلبه نقيا
من الغش، والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب
سليم، وكلما كان العبد أشد رضا كان قلبه أسلم.
الثامن عشر: أن السخط يوجب تلون العبد، وعدم ثباته مع
الله.
التاسع عشر: أن السخط يفتح عليه باب الشك في الله، وقضائه
وقدره، وحكمته وعلمه.
العشرون: أن الرضا بالمقدور من سعادة ابن آدم، وسخطه من
شقاوته.
الحادي والعشرون: أن الرضا يوجب له ألا يأسى على ما فاته،
ولا يفرح بما آتاه، وذلك من أفضل الإيمان.
الثاني والعشرون: أن من ملأ قلبه من الرضا بالقدر ملأ الله
صدره غنى وأمنا، وقناعة، وفرغ قلبه لمحبته والإنابة إليه، والتوكل
عليه، فالرضا يفرغ القلب لله، والسخط يفرغ القلب من الله.
الثالث والعشرون: أن الرضا يثمر الشكر، الذي هو من أعلى
مقامات الإيمان، بل هو حقيقة الإيمان، والسخط يثمر ضده، وهو
كفر النعم، وربما أثمر له كفر المنعم.
وهكذا ظل ابن القيم - يعدد الأسباب التي توجب
رضا العبد عن ربه حتى وصل إلى الحادي والستين، فليراجع مدارج
السالكين (2 / 218 - 237) فلقد أجاد وأفاد رحمه الله.
26

عملي في الكتاب
بعد توفيق الله ومنه علي بالوصول إلى نسخة مصورة عن أصل هذا
المخطوط، حصلت عليها من أخي الفاضل، الشيخ أبي إسحاق
الحويني، تم التالي:
1 - قمت بنسخ الكتاب من مخطوطه، ثم قابلته ليتم تمام النسخ،
وتأكدت من سلامة المتن والسند بالرجوع إلى كتب الرجال
والتراجم، والرجوع إلى الكتب والمراجع التي شاركت المصنف في
إخراج أو إيراد نفس المتن.
2 - قمت بضبط الأسماء والأنساب التي يخشى على كثير من القراء
قراءتها قراءة غير سليمة.
3 - قمت بضبط الآيات القرآنية الواردة في الكتاب بتشكيلها
تشكيلا كاملا، مع إرجاعها إلى مواضعها في القرآن الكريم.
4 - قمت بتخريج ما في الكتاب من أحاديث نبوية، مع ذكر
أقوال أهل العلم بالجرح والتعديل، وذكر درجة الحديث كلما أمكن
إلى ذلك سبيلا.
5 - التعليق على بعض الكلمات الغريبة، أو الغامضة في معناها،
حتى أيسر مهمة القارئ في فهم المعنى.
6 - رقمت الأحاديث والآثار ترقيما تسلسليا.
7 - قمت بوضع العناوين التي توضح مضمون النصوص حيث
إن الكتاب قد خلا منها.
27

8 - قمت بإعداد مقدمة للكتاب عن الموضوع ومؤلفه،
والمخطوط ووصفه.
9 - أعددت الفهارس العلمية التي تخدم الكتاب، كفهرس
الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والآثار السلفية.
وأخيرا...
هذا جهد المقل، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت، وإليه أنيب
والحمد لله رب العالمين.
مجدي فتحي السيد إبراهيم
طنطا - القاهرة
القاهرة في: رجب سنة 1410 ه‍
يناير سنة 1990 م
28

صورة الغلاف
29

الصفحة قبل الأخيرة من المخطوطة
30

الصفحة الأخيرة من المخطوطة
31

الرضا عن الله
للحافظ ابن أبي الدنيا
33

كتاب الرضا عن الله بقضائه والتسليم لأمره
تأليف أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن أبي الدنيا.
رواية أبي الحسن أحمد بن محمد بن عمر بن أبان اللنباني عنه.
رواية أبي محمد الحسن بن محمد بن يوه المديني عنه.
رواية أبي عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده عنه.
رواية أبي سعد أحمد بن محمد بن البغدادي عنه.
رواية أبي الفضل سليمان بن محمد بن علي بن الموصلي عنه.
رواية أبي عبد الله محمد بن الأغر بن عمر بن محمد البكري عنه أيضا.
35

بسم الله الرحمن الرحيم
رب يسر ولا تعسر
أخبرنا الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن بن علي بن محمد بن موسى
بن جعفر الخياط المقرئ حفظه الله قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن
محمد ابن يوسف بن محمد بن دوست البزاز المعروف بابن العلاف
قال: أخبرنا أبو بن علي الحسين بن صفوان البرذعي قراءة عليه في
شعبان سنة سبع وثلاثين وثلاث مائة قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد
بن عبيد القرشي قال:
37

حال المؤمن كله خير
1 - حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي عن منصور بن أبي
الأسود عن الحسن بن عبيد الله عن ثعلبة البصري قال: قال
لنا أنس بن مالك: لأحدثنكم بحديث لا يحدثكم به أحد بعدي،
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا فضحك، وقال:
أتدرون مما ضحكت؟).
قالوا الله ورسوله أعلم.
قال عجبت للمؤمن ان الله تبارك وتعالى لا يقضى له الا كان خيرا له).
38

2 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن
عبد المجيد الميمي قال: حدثنا النضر بن إسماعيل عن محمد بن
إبراهيم عن ابن جريج عن رجل من الأنصار قال:
قيل لعائشة: ما كان أكثر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته إذا
خلا؟).
قالت: (كان أكثر كلامه إذا خلا في بيته عما يقضى من أمر
يكون).
39

الصبر رضا
3 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا عون بن
إبراهيم قال: حدثني محمد بن المصفى قال: حدثنا بقية عن
إسماعيل بن عياش عن عاصم عن رجاء بن حياة عن أبي عمران
عن أبي سلام الحبشي عن ابن غنم الأشعري عن أبي موسى
الأشعري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
40

(الصبر رضا).
4 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا داود بن
رشيد قال: حدثنا أبو المليح قال: حدثنا فرات بن سلمان
عن أنس بن مالك قال:
(خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثمان سنين، وخدمته
عشر سنين فما لامني لائم من أهله إلا قال:
(دعوه، فإنه لو قضى شئ كان)).
41

5 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا إسحاق بن حاتم المدائني
قال: حدثنا يحيى بن سليم محمد بن مسلم قال: بلغني أن رجلا جاء إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أوصني، ولا تكثر علي؟ قال:
(لا تتهم الله في شئ قضاه لك)).
42

محبة الله للراضي بقضائه
6 - حدثنا الحسن قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا داود بن رشيد قال: حدثنا
الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله عن أبي مسلم
أنه دخل علي أبى الدرداء في اليوم الذي قبض فيه وكان عندهم في العز كأنفسهم فجعل
أبو مسلم يكبر فقال أبو الدرداء
43

أجل فهكذا فقولوا فإن الله تبارك وتعالى إذا قضى قضاء
أحب أن يرضى به).
7 - حدثنا الحسين قال حدثنا عبد الله قال حدثنا علي بن الجعد
قال أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان
عن علقمة
(ومن يؤمن بالله يهد قلبه) قال
(هي المصيبة تصيب الرجل فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها،
ويرضى).
44

الراضون لهم منار في الجنة
8 - حدثنا الحسين قال حدثنا عبد الله قال حدثني علي بن
الحسين العامري قال حدثنا أبو بدر قال حدثنا عمر بن
ذر قال
(بلغنا أن أم الدرداء كانت تقول ان الراضين بقضاء الله الذين
ما قضى لهم رضوا به لهم في الجنة منار ليغبطهم بها الشهداء يوم
القيامة).
45

9 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: أخبرنا المفضل بن
غسان قال: حدثنا عمر بن السكن عن سليمان بن المغيرة
قال:
كان فيما أوحى الله - سبحانه وتعالى - إلى داود عليه السلام
(يا داود إنك لن تلقاني بعمل هو أرضى لي عنك ولا أحط
لوزرك من الرضا بقضائي ولن تلقاني بعمل هو أعظم لوزرك
ولا أشد لسخطي عليك من البطر فإياك يا داود والبطر).
46

محبة عمر بن عبد العزيز لقضاء الله
10 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا إسحاق
بن إبراهيم قال: حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال:
قال عمر بن عبد العزيز:
(ما لي في الأمور هوى سوى مواقع قضاء الله عز وجل فيها).
47

من صور الرضا عن الله
11 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
عباد بن موسى عن الحسن بن
علي البصري قال:
أصبح أعرابي وقد ماتت له أباعر كثيرة فقال:
لا والذي أنا عبد في عبادته
لولا شماتة أعاديه أظن
ما سرني أن أبلى في مباركها
وأن شيئا قضاه الله لم يكن
12 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أحمد بن
العباس النمري قال: حدثني يونس بن محمد المكي قال:
(زرع رجل من أهل الطائف زرعا فلما بلغ أصابته آفة فاحترق،
فدخلنا عليه نوسية لأن عنه فبكى وقال:
والله ما عليه أبكى، ولكن سمعت الله - تبارك وتعالى - يقول:
(كمثل ريح فيها صر أصابت حرث قوم ظلموا أنفسهم
48

فأهلكته).
فأخاف أن أكون من هذه الصفة فذلك الذي أبكاني).
13 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
إدريس عن زهير بن عباد عن السرى بن حيان قال: قال عبد الواحد
بن زيد: (الرضا باب الله الأعظم، وجنة الدنيا، ومستراح العابدين).
49

من كلمات الراضين وأحوالهم
14 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: وحدثني محمد بن إدريس
قال: حدثني أحمد بن بن أبي الحوارى قال: سمعت أبا سليمان الداراني قال:
(أرجو أن أكون قد رزقت من الرضا طرفا لو أدخلني النار لكنت بذلك راضيا)
15 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني المفضل
ابن غسان قال: حدثنا أبي عن أبي زيد العبدي قال: عن سماك
50

عن الأغر:
(نظر علي بن أبي طالب - عليه السلام - إلى عدي بن حاتم كئيبا
فقال: يا عدى، مالي أراك كئيبا حزينا؟
قال: وما يمنعني وقد قتل ابناي، وفقئت عيني!!
فقال: يا عدى إنه من لم رضى جرى عليه، وكان له
أجر، ومن لم يرض بقضاء الله جرى عليه، وحبط عمله).
51

هل يتمنى الراضي فوق منزلته؟
16 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن
علي بن الحسن قال: حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت
الفضيل يقول:
(الراضي لا يتمنى فوق منزلته).
17 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني الحسن
52

ابن عبد العزيز عن ضمرة بن ربيعة عن ابن شوذب قال:
(اجتمع مالك بن دينار، ومحمد بن واسع فتذاكرا العيش،
فقال مالك: ما شئ أفضل من أن يكون للرجل غلة يعيش فيها.
وقال محمد: طوبى لمن وجد غدا، ولم يجد عشاء، ووجد
عشاء، ولم يجد غدا، وهو عن الله - عز وجل - راض.
أو فقال: والله عنه راض).
53

متى يصل العبد إلى الرضا
18 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني زياد بن
أيوب قال:
حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: سمعت أبا سليمان
يقول:
(إذا سلا العبد عن الشهوات فهو راض).
19 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا زياد بن
أيوب قال:
حدثنا أحمد بن الحواري قال: حدثني أبو عمرو
الكندي قال:
(أغارت الروم على جواميس لبشير الطبري نحو من أربعمائة
جاموس، قال: فاستركبني وقد فركبت معه أ نا وابن له،
قال: فلقينا
54

عبيده الذين كانوا مع الجواميس معهم عصيهم، قالوا: يا مولانا،
ذهبت الجواميس! فقال: وأنتم أيضا فاذهبوا معها، فأنتم أحرار لوجه
الله.
فقال له ابنه: يا أباه أفقرتنا؟ فقال: أسكت يا بني، إن ربي - عز
وجل - اختبرني، فأحببت أن أزيده).
20 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني زياد بن
أيوب قال: حدثنا أحمد بن أبي الحواري قال: حدثنا أ حمد بن
صاعد قال: سمعت عبد العزيز بن عمير يقول: (كان في خرابات
القبائل بمصر رجل مجذوم، وكان شاب من
أهل مصر يختلف إليه يتعاهده، ويغسل خرقه، ويخدمه، فتعرى فتى
من أهل مصر فقال للذي كان يخدمه: إنه بلغني أنه يعرف اسم الله
الأعظم، وأنا أحب أن أجئ معك إليه، فأتاه فسلم عليه وقال:
يا عم إنه بلغني أنك تعرف اسم الله الأعظم، فلو سألته أن يكشف ما
بك!!
55

قال: يا ابن أخي هو الذي ابتلاني، فأنا أكره أن أرده).
21 - حدثنا الحسين قال حدثنا عبد الله قال: حدثني زياد بن
أيوب قال: حدثنا أحمد بن أبي الحوارى قال: حدثني جعفر بن
محمد من الأنباء قال:
(ذكروا عند رابعة العدوية عابدا كان في بني إسرائيل لا ينزل
الا كل سنة مرة، ينزل من متعبده فيأتي مزبلة على باب الملك،
فيتقمم من فضول مائدته، فقال رجل عندها: وما على هذا إذ كان
في هذه المنزلة أن يسأل الله أن يجعل رزقه من غير هذا؟!
فقالت رابعة: يا هذا، ان أولياء الله إذا قضى لهم قضاء لم
يستخطوه.
56

22 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو عبد
الله المروزي رجل من أهل مرو. قال: قال حفص بن حميد
كنت عند عبد الله بن المبارك بالكوفة حين ماتت امرأته، فسألته ما
الرضا؟ قال:
(الرضا: لا يتمنى خلاف حاله).
57

فجاء أبو بكر بن عياش فعزا عبد الله، قال حفص: ولم
أعرفه، فقال عبد الله: سله عما كنا فيه، فسألته فقال: من لم يتكلم
بغير الرضا، فهو راض.
قال حفص: وسألت الفضيل بن عياض فقال: ذلك للخواص.
58

من الراضي عن الله؟
23 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثني قادم الديلمي العابد قال: قلت للفضيل بن
عياض: (من الراضي عن الله؟ قال: الذي لا يحب أن يكون على غير
منزلته التي جعل فيها).
59

أرفع درجات الآخرة للراضين
24 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثني حكيم بن جعفر قال: سمعت أبا عبد الله
البراثي يقول:
(لن يرد الآخرة أرفع درجات من الراضين عن الله - عز وجل - على كل حال).
60

حكايات عن الراضين
25 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثني محمد بن معاوية الأزرق قال: حدثنا شيخ
لنا قال:
(التقى يونس وجبريل - صلى الله عليهما - فقال يونس:
يا جبريل دلني على أعبد أهل الأرض؟ قال: فأتى به على رجل قد
قطع الجذام على يديه، ورجليه، وهو يقول: متعني بهما حيث
شئت واسلبنيهما حيث شئت، فأبقيت لي فيك الأمل، يا بار بي،
يا وصول، فقال يونس: يا جبريل، انما سألتك أن ترينيه صواما،
قواما؟ قال جبريل: ان هذا كان قبل البلاء هكذا، وقد أمرت أن
أسلبه بصره.
قال: فأشار إلى عينيه بإصبعه فسلبتا، فقال: متعني بهما حيث
شئت، واسلبنيهما فإن حيث شئت، وأبقيت لي فيك الأمل، يا بار،
يا وصول، فقال جبريل: هلم تدعو، وندعو معك فيرد عليك
يديك، ورجليك، وبصرك، فتعود إلى العبادة التي كنت فيها.
قال: ما أحب ذلك. قال: ولم؟ قال: (إذا كان محبته في هذا،
فمحبته أحب إلي من ذلك).
61

قال: فقال يونس - صلى الله عليه -: يا جبريل، يا الله، ما
رأيت أحد أعبد من هذا قط.
فقال جبريل: يا يونس، إن هذا الطريق لا يوصل إلى رضا الله
بشئ أفضل منه).
26 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني الحسن
ابن يحيى بن كثير العنبري عن خزيمة بن أبي محمد العابد قال:
(مر نبي من الأنبياء برجل قد نبذه أهله من البلاء، فقال:
يا رب، عبدك هذا لو نقلته من حاله، فأوحى الله إليه: أن سله يحب
أن أنقله، فقال له: يا هذا ما تحب أن ينقلك الله من حالك هذه إلى
غيرها؟ فقال الرجل: أتخير على الله، ذلك إليه).
27 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثني عبيد الله بن محمد التيمي
قال: حدثنا
62

أصحابنا عن رجالهم قال: (قام موسى - صلى الله عليه وسلم - في بني إسرائيل بخطبة، أحسن فيها،
فأعجب بها، فقالت له بنو إسرائيل: أفي الناس أعلم منك؟ قال:
لا.
قال: فأوحى الله إليه أن في الناس من هو أعلم منك.
قال: يا رب، ومن أعلم مني، وقد آتيتني التوراة، فيها علم
كل شئ؟!
قال: فأوحى الله إليه أعلم منك عبد من عباده حملته الرسالة،
ثم بعثته إلى ملك جبار عنيد، فقطع يديه، ورجليه، وجدع أنفه،
فأعدت إليه ما قطع منه، ثم أعدته إليه رسولا ثانية. وهو يقول:
رضيت لنفسي بما رضيت لي، ولم يقل كما قلت أنت عند أول
وهلة: (اني أخاف أن يقتلون).
28 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني إبراهيم
ابن سعيد الجوهري قال: حدثنا أبو أسامة قال: حدثنا الأعمش
63

عن مسلم عن مسروق قال:
(كان رجل بالبادية له كلب وحمار وديك، فالديك يوقظهم
للصلاة، والحمار ينقلون عليه الماء، ويحمل لهم خبائهم، والكلب
يحرسهم.
قال: فجاء ثعلب فأخذ الديك، فحزنوا لذهاب الديك، وكان
الرجل صالحا فقال: عسى أن يكون خيرا، ثم مكثوا ما شاء الله، ثم
جاء ذئب فخرق بطن الحمار فقتله، فحزنوا لذهاب الحمار، فقال
الرجل الصالح: عسى أن يكون خيرا، ثم مكثوا ما شاء الله بعد
ذلك، ثم أصيب الكلب، فقال الرجل الصالح: عسى أن يكون
خيرا، ثم مكثوا بعد ذلك ما شاء الله، فأصبحوا ذات يوم فنظروا،
فإذا قد سبى من حولهم، وبقوا هم. قال: وإنما أخذوا أولئك بما كان
عندهم من الصوت والجلبة، ولم يكن عند أولئك شئ يجلب، قد
ذهب كلبهم، وحمارهم، وديكهم،).
64

29 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أحمد بن
إبراهيم بن كثير العبدي قال: حدثنا خلف بن الوليد عن عبد
الرحمن بن زيد بن الحواري عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال
قال لقمان لابنه:
(لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته الا جعلت في الضمير منك
ان ذلك خير لك.
قال: أما هذه فلا أقدر أن أعطيكها دون ان أعلم ما قلت أنه
كما قلت.
قال: يا بنى، فان الله قد بعث نبيا، هلم حتى نأتيه فعنده بيان
ما قلت لك. قال: إذهب بنا إليه.
قال: فخرج وهو على حمار، وابنه على حمار وتزودوا ما
يصلحهما من زاد، ثم سارا أياما وليالي حتى تلقتهما مفازة، فأخذا
أهبتهما لها، فدخلاها فسارا ما شاء الله أن يسيرا حتى ظهرا وقد
تعالى النهار، واشتد الحر، ونفد الماء والزاد، واستبطئا حماريهما،
65

فنزل لقمان، ونزل ابنه فجعلا يشتدان على سوقهما، فبينما هما
كذلك إذا نظر لقمان أمامه، فإذا هو بسواد، ودخان، فقال في
نفسه: السواد سحر، والدخان عمران وناس، فبينما كذلك
يشتدان إذ وطئ ابن لقمان على عظم ناتئ على الطريق، فدخل من
باطن القدم حتى ظهر من أعلاها فخر ابن لقمان مغشيا عليه،
فحانت من لقمان التفاتة فإذا هو بابنه صريع، فوثب إليه فضمه
إلى صدره، واستخرج العظم بأسنانه، واشتق عمامة كانت عليه
فلاث بها رجله، ثم نظر إلى وجه ابنه فذرفت عيناه فقطرت قطرة
من دموعه على خد الغلام، فانتبه لها، فنظر إلى أبيه وهو يبكى
فقال: يا أبة أنت تبكي، وأنت تقول هذا خير لي، كيف يكون
هذا خير لي وأنت تبكي؟ وقد نفد الطعام والماء، وبقيت أنا وأنت
في هذا المكان، فإن ذهبت وتركتني على حالي ذهبت بهم، وغم ما
بقيت، وان أقمت معي متنا جميعا، فكيف عسى أن يكون هذا خير
لي وأنت تبكي.
قال: أما بكائي يا بني فوددت أني أفتديك بجميع حظي من
الدنيا، ولكني والد، ومني رقة الوالد، وأما ما قلت: كيف
يكون هذا خير لي، فلعل ما صرف عنك يا بني أعظم مما ابتليت به
ولعل ما ابتليت به أيسر مما صرف عنك، فبينا هو يحاوره، إذا نظر
لقمان هكذا أمامه فلم ير ذلك الدخان والسواد فقال في نفسه: لم
أر ثم شيئا؟ قال: قد رأيت، ولكن لعل أن يكون قد أحدث ربى
بما رأيت شيئا.
66

فبينا هو يتفكر في هذا إذ نظر أمامه فإذا هو بشخص قد أقبل
على فرس أبلق، عليه ثياب بياض، وعمامة بيضاء يمسح الهواء
مسحا، فلم يزل يرمقه بعينه حتى كان منه قريبا فتوارى عنه ثم
صاح به فقال: أنت لقمان؟ قال: نعم.
قال أنت الحكيم قال كذلك يقال وكذلك بعثني ربى.
قال: ما قال لك ابنك هذا السفيه؟ قال: يا عبد الله، من أنت
أسمع كلامك، ولا أرى وجهك؟ قال: أنا جبريل، لا يراني إلا
ملك مقرب، أو نبي مرسل، لولا ذلك لرأيتني، فما قال لك ابنك
هذا السفيه؟ قال: قال لقمان في نفسه: إن كنت أنت جبريل، فأنت أعلم
بما قاله أبني مني
فقال جبريل صلى الله عليه وسلم: ما لي بشئ من أمركما على أن حفظتكما،
ائتيني، وقد أمرني ربى بخسف هذه المدينة وما يليها، ومن فيها،
فأخبروني أنكما تريدان هذه المدينة، فدعوت ربي أن يحبسكما عني،
بما شاء فحبسكما الله عني بما ابتلى به ابنك، ولولا ما ابتلى به ابنك
لخسفت بكما مع من خسفت.
قال: ثم مسح جبريل يده على قدم الغلام فاستوى قائما،
ومسح يده على الذي كان فيه الطعام فامتلأ طعاما، ومسح يده على
الذي كان فيه الماء فامتلأ ماء، ثم حملهما وحماريهما فزجل بهما كما
يزجل الطير، فإذا هما في الدار التي خرجا منها بعد أيام وليالي).
67

حديث عمر الخطاب عن الرضا
30 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا علي بن
الجعد قال: أخبرنا ابن عيينة عن أبي السوداء عن أبي مجلز لاحق
ابن حميد قال: قال عمر بن الخطاب:
(ما أبالي على أي حال أصبحت، على ما أحب، أو على ما أكره،
لأني لا أدري الخير فيما أحب أو فيما أكره).
68

من أحوال أهل الرضا في الآخرة
31 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثني حكيم بن جعفر قال: سمعت أبا عبد الله البراثي يقول:
(من وهب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات).
32 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثني مسكين بن عبد الله قال: سمعت هدابا
يقول: قال لي بعض العباد:
(ان أنت رضيت مهما أعطيت، خف الحساب عليك فيما
أوتيت).
33 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني سريج
ابن يونس قال: حدثنا مروان بن معاوية عن شيخ من أهل
69

البصرة عن مالك بن دينار عن الحسن قال:
(من رضي من الله بالرزق اليسير رضي الله منه بالعمل
القليل).
34 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن
إدريس قال: أخبرني ابن أبي الحوارى قال: سمعت أبا عبد الله
النباجي يقول:
(إن أعطاك أغناك، وإن منعك رضاك).
35 - حدثنا الحسين قال:
حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
70

إدريس قال: حدثنا أحمد بن أبي الحوارى عن أبي عبد الله النباجي
قال:
(إن أحببتم أن تكون أبدالا فأحبوا ما شاء الله، ومن أحب ما
شاء الله لم ينزل به من مقادير الله وأحكامه شئ إلا أحبه).
71

هل أنت من أهل الصبر أو الرضا؟
36 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد
قال: حدثنا عن أبي عبد الله النباجي قال:
(إن في خلق الله خلقا يستحيون من الصبر، لو يعلمون مواقع
أقداره تلقفوها تلقفا).
37 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثني إبراهيم بن داود قال: قال بعض الحكماء:
(ان لله عبادا يستقبلون المصائب بالبشر، أولئك الذين صفت من
الدنيا قلوبهم).
72

أسرع الناس مرا على الصراط
38 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحارث الخزاز قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر قال:
حدثنا عبد الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال: (وجدت في زبور داود:
يا داود، هل تدري من أسرع الناس مرا
على الصراط؟، الذين يرضون بحكمي، وألسنتهم رطبة من ذكرى).
73

39 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا العباس بن
يزيد قال: حدثنا يعلى بن عبد الرحمن العنبري قال: حدثنا سيار
ابن سلامة قال: (دخلت رجل على أبي العالية في مرضه الذي مات فيه،
فقال إن أحبه إلي، أحبه الله عز وجل).
40 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو
كريب قال: حدثنا المحاربي عن سفيان قال:
74

(كنا نعود زبيد اليامي فنقول: استشفى الله؟ فيقول: اللهم
خر لي، اللهم خر لي).
41 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني سلمة بن
شبيب قال: حدثنا سهل بن عاصم قال: حدثنا محمد بن
عيينة عن مخلد بن حسين قال:
(كان بالبصرة رجل يقال له: شداد، أصابه الجذام فتقطع،
فدخل عليه عواده من أصحاب الحسن فقالوا له: كيف تجدك؟
قال: بخير.
قال أما إنه ما فاتني جزئي بالليل منذ سقطت، وما بي إلا أنى
لا أقدر على أن أحضر صلاة الجماعة).
75

الحياة الطيبة في الدنيا هي الرضا
42 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
إدريس قال: حدثني عمرو بن أسلم العابد قال: سمعت أبا معاوية
الأسود يقول في قوله:
(فلنحيينه حياة طيبة) قال: الرضا والقناعة.
76

من جلساء الرحمن يوم القيامة؟
43 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا عمران ابن موسى
قال: حدثنا أسد بن موسى بإسناد رفعه:
(جلساء الرحمن - تبارك وتعالى - يوم القيامة: الخائفون،
الراضون، المتواضعون، الشاكرون، الذاكرون).
77

أي الخلق أعظم ذنبا؟
44 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا عبد
الرحمن ابن يونس قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الملك
ابن الحسن عن محمد بن كعب قال: قال موسى النبي -
صلى الله عليه وسلم -:
(أي رب أي خلقك أعظم ذنبا؟ قال: الذي يتهمني. قال:
أي رب وهل يتهمك أحد؟ قال: نعم الذي يستخير بي،
ولا يرضى بقضائي).
78

أخبار ضعيفة في أحوال أهل الرضا
45 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
قدامة قال: حدثني موسى بن داود قال: حدثني رياح القيس
أبو المهاصر عن الحسن قال:
(كانت الدودة تقع من جسد أيوب فيأخذها فيعيدها إلى مكانها،
ويقول: كلي من رزق الله).
46 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو سعيد المديني قال:
حدثني إسحاق بن محمد
79

الفروي قال: حدثنا مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن عبد
العزيز كان يقول:
(لقد تركتني هؤلاء الدعوات، ومالي في شئ من الأمور كلها
إرب إلا في مواقع قدر الله).
قال: وكان كثيرا مما يدعوا بها:
(اللهم رضني بقضائك، وبارك لي في قدرك حتى لا أحب
تعجيل شئ أخرته، ولا تأخير شئ عجلته).
47 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو سعيد
المديني قال: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك أنه
بلغه أن أبا الدرداء دخل على رجل وهو يموت، وهو يحمد الله فقال، أبو الدرداء:
(أصبت، إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به).
80

48 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن
إبراهيم قال: حدثنا محمد بن كثير عن سليمان الخواص قال:
مات ابن لرجل فحضره عمر بن عبد العزيز، فكان الرجل
حسن العزاء، فقال رجل من القوم: هذا والله الرضا.
فقال عمر بن عبد العزيز: أو الصبر. قال سليمان: الصبر دون
الرضا، الرضا أن يكون الرجل قبل نزول المصيبة راض بأي ذلك
كان، والصبر أن يكون بعد نزول المصيبة يصبر).
81

أي العمل أفضل؟
49 - حدثنا الحسين قال حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن
إبراهيم اليشكري قال: حدثنا يعقوب بن محمد الزهري قال:
حدثنا عبد الله بن وهب عن الحارث بن يزيد عن علي بن رباح
عن جنادة بن أبي أمية أنه سمع عبادة بن الصامت قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، أي العمل
أفضل؟
82

قال: (إيمان بالله وتصديق برسوله، وجهاد في سبيله).
قال: أريد أهون من هذا.
قال: (لا تتهمه في شئ قضاه).
50 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني عبد
الرحيم بن يحيى قال: حدثنا عثمان بن عمارة عن عبد الواحد بن
زيد قال:
(خرجنا أنا وفرقد السبخي، ومحمد بن واسع، ومالك بن
دينار نزور أخا لنا من فارس، فلما جاوزنا رامهرمز إذ نحن بصوت في
سفح جبل فتراكضنا نحوه، فإذا نحن برجل مجذوم يتفطر قيحا،
ودما، فقال له بعضنا: يا هذا لو دخلت هذه المدينة فتداويت،
وتعالجت من ذلك؟ فرفع طرفه إلى السماء ثم قال:
إلهي أتيت بهؤلاء ليسخطوني عليك، لك الكرامة والعتبى بأن
لا أخالفك أبدا).
83

من الأمة المرحومة؟
51 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحسين قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن
مطرف عن زيد بن أسلم قال: قال موسى - صلى الله عليه وسلم -:
(يا رب، من الأمة المرحومة؟ قال: أمة أحمد، يرضون بالقليل
من العطاء، وأرضى منهم بالقليل من العمل، وأدخلهم الجنة بأن
يقولوا لا إله الا الله).
52 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا الحسين
84

ابن عبد الرحمن عن بعض رجاله قال: قال عزير:
(إلهي ما جعلت لمن اختصيته مودتك؟ قال: أرضيه باليسير،
وأجره الخطر العظيم).
85

المؤمن القوي خير وأحب إلى الله
53 - حدثنا الحسين
قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو عبد
الله محمد بن عمرو بن سليمان قال: حدثنا عبد الله بن إدريس
قال: أخبرنا ربيعة بن عثمان المديني عن محمد بن يحيى بن حبان
عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي
كل خير، أحرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، فإن
أصابك شئ فلا تقل لو أني فعلت كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله
86

وما شاء الله فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان).
ارض بما قسم الله لك لتنال الغنى
54 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا خلف بن
هشام قال: حدثنا حماد بن زيد عن يونس عن أبي العلاء بن
87

عبد الله بن الشخير عن رجل من بنى سليم قال: وأحسبه قد
رأى النبي صلى الله عليه وسلم رفع الحديث قال:
(إن الله عز وجل يبتلي عبده فيما أعطاه، فمن رضي بما قسم:
الله له بارك الله له فيه ووسعه، ومن لم يرض لم يبارك له فيه).
55 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا حمزة بن
العباس قال: أخبرنا عبدان بن عثمان قال: أخبرنا عبد الله بن
المبارك قال: أخبرنا عبد الله بن بجير قال: حدثني أبو العلاء بن
الشخير حدثنا رفعه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
88

(إذا أراد الله بعبد خيرا رضاه بما قسم له، وبارك له فيه، وإذا
لم يرد به خيرا لم يرضه بما قسم له، ولم يبارك له فيه).
56 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا حمزة بن
العباس قال: أخبرنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا عمارة
بن زاذان عن مكحول قال: سمعت ابن عمر يقول:
(إن الرجل ليستخير الله فيختار له فيتسخط على ربه، فلا يلبث
أن ينظر في العاقبة، فإذا هو قد خير له).
89

من محبة الله تعالى لعبده
57 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني حمزة
قال: حدثنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا سفيان عن
سليمان عن خيثمة عن عبد الله قال:
(إن الرجل ليشرف على الأمر من التجارة أو الإمارة، حتى يرى
أنه قد قدر عليه، ذكره الله فوق سبع سماوات، فيقول للملك:
اذهب فاصرف عن عبدي هذا، فإني إن أيسره له أدخله جهنم،
فيجئ الملك فيعوقه، فيصرف عنه، فيظل يتطير بجيرانه إنه
دهاني فلان، سبقني فلان، وما صرفه عنه إلا الله).
90

أربع خلال ذروة الإيمان
58 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني حمزة بن
العباس قال: أخبرنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا بقية بن
الوليد قال: حدثني بحير بن سعد عن خالد ابن معدان قال:
حدثنا يزيد بن مرثد الهمداني أن أبا الدرداء قال:
(ذروة الإيمان أربع خلال: الصبر للحكم، والرضا بالقدر، والإخلاص
للتوكل، والاستسلام للرب عز وجل).
91

الصحابة والرضا عن الله
59 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني حمزة
قال: أخبرنا عبدان قال: أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا هشام عن
الحسن قال: قال عبد الله بن مسعود:
(ما أبالي إذا رجعت إلى أهلي على أي حال أراهم أبسراء أم
بضراء، وما أصبحت على حال فتمنيت أني على سواها).
60 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: وحدثني حمزة
قال: أخبرنا عبدان قال: حدثنا عبد الله قال: أخبرنا جرير بن
حازم قال: سمعت حميد بن هلال يحدث قال: حدثني
92

مطرف قال:
(أتيت عمران بن حصين يوما فقلت له: والله اني لأدع إتيانك لما أراك
فيه، ولما أراك تلقى. قال: فلا تفعل، فوالله إن أحبه إلي أحبه إلى
الله).
قال جرير: سقى بطنه فمكث ثلاثين سنة على سرير مثقوب.
61 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن
إبراهيم قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال:
(اشتكى عمران بن حصين فدخل عليه جار له، فاستبطأه في
العيادة، فقال له: يا أبا نجيد، ان بعض ما يمنعني عن عيادتك ما أرى
بك من الجهد.
قال: فلا تفعل، فإن أحبه إلي أحبه إلى الله فلا تبتئس لي بما
ترى، أرأيت إذا كان ما ترى مجازاة بذنوب ورمضت، وأنا أرجو
عفو الله على ما بقى، فإنه قال:
(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفوا عن كثير).
93

62 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن
إبراهيم قال: حدثنا روح بن عبادة قال: حدثنا هشام عن الحسن
عن عمران بن حصين:
(أنه سقى بطنه، فنقب له سرير فصير عليه ثلاثين سنة.
قال: وكانت الملائكة تسلم عليه، فلما اكتوى قبل وفاته بسنتين،
فلما اكتوى فقد التسليم عليه، ثم عاد إليه).
63 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن
إبراهيم قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا أبي عن منصور عن
إبراهيم:
94

(أن أم الأسود قعدت من رجليها فجزعت ابنة لها، فقالت:
لا تجزعي، وهو اللهم إن كان خيرا فزد).
95

كيف أصبحت؟
64 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد لله قال: حدثنا علي بن
الحسن بن موسى قال: قال رجل:
(لأمتحنن أهل البلاء، فقال فدخلت على رجل بطرسوس،
وقد أكلت الآكلة أطرافه، فقلت له: كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت والله، وكل عرق، وكل عضو يألم على حدته من الوجع لو أن
الروم في كفرها، وشركها اطلعت علي لرحمتني مما أنا فيه، وان ذلك
لبعين الله، أحبه إلي أحبه إلى الله، وما قدر ما أخذ ربي مني؟ وددت
أن ربي قطع مني الأعضاء التي اكتسب بها الإثم، وأنه لم يبق مني
إلا لساني يكون له ذاكرا.
فقال له رجل: متى بدأت بك هذه العلة؟ قال: أما كفاك الخلق كلهم عبيد الله
وعياله، فإذا نزلت بالعباد علة فالشكوى إلى الله، ليس يشتكى الله إلى العباد).
96

ملك الدنيا بالمصيصة
65 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن
الحسين قال:
(كان رجل بالمصيصة ذاهب النصف الأسفل لم يبقى منه إلا
روحه في بعض جسده، ضرير على سرير مثقوب فدخل عليه داخل
فقال له: كيف أصبحت يا أبا محمد؟ قال: ملك الدنيا، منقطع إلى
الله ما لي إليه من حاجة إلا أن يتوفاني على الاسلام).
66 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: قال محمد بن
الحسين حدثني خلف بن إسماعيل قال:
(سمعت رجلا مبتلى من هؤلاء الزمنى، يقول: وعزتك لو أمرت
الهوام فقسمتني مضغا ما ازددت لك بتوفيقك الا صبرا، وعنك بمنك
وحمدك إلا رضا).
قال خلف: وكان الجذام قد قطع يديه ورجليه، وعامة بدنه.
97

حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
أبي القاسم مولى بني هاشم، وكان قد قارب المائة قال:
(وعظ عابد جبارا فأمر به فقطعت يداه، ورجلاه، وحمل إلى
متعبده فجاء إخوانه يعزونه فقال: لا تعزوني، ولكن هنئوني بما ساق
الله إلي، ثم قال: إلهي، أصبحت في منزل الرغائب أنظر إلى
العجائب، إلهي أنت تودد بنعمتك إلي من يؤذيك، هذا فكيف توددني
إلى من يؤذي فيك؟!).
98

من صور أهل الرضا الطيبة
68 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
عباد بن موسى عن محمد بن مسعر اليربوعي قال: حدثنا عطية بن
سليمان قال:
(صليت الجمعة ثم انصرفت فجلست إلى يونس بن عبيد حتى
صلينا العصر، فقال: هل لكم في جنازة فلان؟ فمشينا ناحية بني
سعد فصلينا على جنازة ثم قال: هل لكم في فلان العابد نعوده؟ فأتينا
رجلا قد وقعت في فيه الخبيثة حتى أبدت عن أضراسه، فكان إذا
أراد أن يتكلم دعا بقعب من ماء، وبقطنة فيبل لسانه حتى يبتل، ثم
يتكلم بكلمات يحسن فيهن، فلما دخلنا عليه دعا بالقدح ليفعل ما
كان يفعل، فبينا هو يبل لسانه إذ سقطت حدقتاه في القدح، فأخذ
بهما، فمسهما بيده، ثم قال: إني لأجد فيهما دسما، وما كنت أظنه
بقى فيهما، ثم استقبل القبلة فقال: الحمد لله الذي أعطانيهما فأمتعني
بهما شبابي وصحتي ولا حتى إذا فنيت أيامي، وحضر أجلي أخذهما مني
ليبدلني بهما إن شاء الله خيرا منهما.
99

فقال له يونس: قد كنا تهيأنا لنعزيك، فنحن الآن نستهنئك.
فقال: خيرا، ودعا ثم خرجنا من عنده حتى أتينا أبا رجاء
العطاردي فحدثناه بقصتنا فقال: شهدتم خيرا، وعقبتهم حين
صليتم جماعة، ثم شيعتم جنازة، ثم عدتم مريضا، ثم زرتم أخا، لقد
أصبتهم خيرا لقد أصبتم خيرا، وأنا والله لقد أصبت خيرا، قد قرأت
البارحة أكثر من ألف آية).
100

من وصايا الراضين
69 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن
الحسن بن موسى عن محمد بن سعيد قال:
أخبرنا أشعث بن
شعبة قال: قال ابن عون:
(أرض بقضاء الله على ما كان من عسر ويسر، فإن ذلك أقل
لهمك، وأبلغ فيما تطلب من آخرتك، واعلم أن العبد لن يصيب
حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبؤس كرضاه عند الغنى
والبلاء، كيف تستقضي الله في أمرك ثم تسخط إن رأيت قضاءه مخالفا
لهواك، ولعل ما هويت من ذلك لو وفق قوله لك لكان فيه هلكتك،
وترضى قضاءه إذا وافق هواك، وذلك لقلة علمك بالغيب، وكيف
تستقضيه ان كنت كذلك، ما أنصفت من نفسك، ولا أصبت باب
الرضا).
101

أبغض العباد إلى الله
70 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أبو حاتم
الرازي قال: حدثنا علي بن صالح بن وسيم الرازي قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصنعاني قال: أخبرنا عمر بن عبد الرحمن قال:
سمعت وهب بن منبه يقول: قال داود عليه السلام:
(رب أي عبادك أبغض إليك؟ قال عبد استخارني في أمر
فخرت له فلم يرض به).
71 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن
إدريس قال: حدثنا عمرو بن أسلم قال: سمعت أبا معاوية الأسود في
قوله عز وجل:
(فلنحيينه حياة طيبة).
قال: (الرضا والقناعة).
72 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
102

الحسين قال: حدثني عمار بن عثمان قال: حدثني بشر بن بشار
المجاشعي وكان من العابدين قال:
(لقيت عبادا ثلاثة ببيت المقدس، فقلت لأحدهم: أوصني؟
قال: ألقي نفسك مع القدر حيث ألقاك: هو أحرى أن يفرغ
قلبك، ويقل همك، وإياك أن تسخط ذلك، فيحل بك السخط،
وأنت عنه في غفلة لا تشعر به.
قال: وقلت لآخر: أوصني؟ قال: ما أنا بمستوص فأوصيك.
قلت: علي ذلك، عسى الله أن ينفع بوصيتك.
قال: أما إذ أبيت إلا الوصية فاحفظ عني التمس رضوانه في ترك
مناهيه، فهو أوصل لك إلى الزلفى لديه.
قال: فقلت لآخر: أوصني، فبكى واستحر سفوحا - يعني
بالدموع - ثم قال: أي أخي، لا تبتغي في أمرك تدبيرا غير تدبيره
فتهلك فيمن هلك، وتضل فيمن ضل.
103

يبكي مع استشهاد ابنه
73 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني الحسن
ابن الصباح قال: قال أبو عبد الرحمن حاتم الجرجاني بلغني:
ان لله تبارك وتعالى عبادا رفعاء إلا أن بعضهم أرفع من بعض،
ذهبت أعزي رجلا، وقد قتلت الترك ابنه فبكى حيث رآني، فقلت: ما
يبكيك، وقد قتل ابنك في سبيل الله؟ قال: يا أبا عبد الرحمن، أنت
تظن أني أبكي لقتله؟! إنما أبكي كيف كان رضاه عن الله حيث
أخذته السيوف).
104

من وصايا عيسى عليه السلام
74 - حدثنا الحسين قال:
حدثنا عبد الله قال:
حدثني محمد بن إدريس قال:
حدثنا روح بن عبد الواحد الحراني قال:
حدثنا خليد بن دعلج عن الحسن قال: (أوحى الله عز وجل إلى عيسى
عليه السلام أن قل لبني إسرائيل
يحفظوا عني حرفين: أن يرضوا بدنئ الدنيا مع سلامة دينهم، كما
أن أهل الدنيا رضوا بدنئ الدين لسلامة دنياهم).
75 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني المثنى بن
عبد الكريم قال: أخبرنا ز سلميان عن إسماعيل بن إبراهيم
105

عن سفيان عن سالم عن الحسن عن أبي هريرة يرفعه قال:
(من وعك ليلة فصبر ورضى بها عن الله خرج من ذنوبه كيوم
ولدته أمه).
76 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو
كريب قال: حدثنا المحاربي قال: حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة
قال:
(كان الربيع بن خثيم قد أصابه فالج، قال: فسال من فيه ماء
فجرى على لحيته، فرفع يده فلم يستطيع أن يمسحه، فقام إليه بكر بن
ماعز فمسحه عنه فلحظه ربيع ثم قال:
106

يا بكر، والله ما أحب أن هذا الذي بي بأعتى ذلك الديلم
على الله).
77 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا أبو
كريب قال: حدثنا المحاربي عن سفيان قال:
(كنا نعود زبيد اليامي فنقول: استشفى الله، فيقول: اللهم خر
لي، اللهم خر لي).
78 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا إسحاق
بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حيان التيمي
قال:
(دخلوا على سويد بن مثعبة، وكان من أفاضل أصحاب
107

عبد الله وأهله، يقول له: نفسي فداؤك، إما نطعمك؟ إما
نسقيك؟ قال: فأجابه بصوت له ضعيف: دبرت الحراقف وطالت
الضجعة، والله ما يسرني منه أن الله نقصني منه قلامة).
79 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا علي بن
الحسن عن مصعب بن ماهان عن سفيان في قوله:
(وبشر المخبتين). قال:
(المطمئنين، الراضين بقضائه، المستسلمين له).
108

من أحوال الخليل عليه السلام وابنه
80 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني إبراهيم
بن موسى المؤدب قال: حدثنا معمر بن سليمان عن علي بن
صالح البكاء:
(ان إبراهيم - صلى الله عليه - لما أضجع ابنه ليذبحه، قال:
يا أبه شد وثاقي، فاني أخاف أن تنظر إلي وأنت تذبحني، فلا تمضي
لأمر ربك، أو أنظر إليك وأنت تذبحني، فلا أدعك تمضي لأمر
ربك، قال: فكبه لوجهه، فذلك قول الله:
(فلما أسلما وتله للجبين).
109

81 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا يوسف
ابن موسى قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا محمد بن
دينار قال: حدثنا أبو رجاء محمد بن سيف قال: سمعت الحسن
يقول في قوله:
(وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات). قال:
110

(ابتلاه بالكوكب فرضي عنه، وابتلاه بذبح ابنه فرضي عنه،
وابتلاه بالهجرة فرضي عنه، وابتلاه بالنار فرضى عنه، وابتلاه
بالختان).
111

وصف حالة عمر بن عبد العزيز بعد موت ابنه
82 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال:
حدثنا أحمد بن
إبراهيم العبدي قال: حدثنا يعلى بن الحارث المحاربي قال: حدثنا
أبي عن سليمان بن حبيب قال:
(لما مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز دخل عليه هشام بن
الغاز فعزاه، فقال عمر: وأنا أعوذ بالله أن يكون لي محبة في شئ
من الأمور تخالف محبة الله، فان ذلك لا يصلح لي في بلائه عندي،
واحسانه إلي).
112

83 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني الحكم
ابن موسى قال: حدثنا سبرة بن عبد العزيز بن سبرة قال:
حدثني أبي عن أبيه قال:
(لما هلك عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز، وسهل بن عبد
العزيز، ومزاحم مولى عمر في أيام متتابعة، دخل عليه الربيع بن
سبرة، فقال: عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين فما رأيت أحدا أصيب
بأعظم من مصيبتك في أيام متتابعة، والله ما رأيت مثل ابنك ابنا،
ولا مثل أخيك أخا، ولا مثل مولاك مولى قط، فطأطأ رأسه، فقال
لي رجل معه على الوساد: لقد هيجت عليه، قال: ثم رفع رأسه
فقال: كيف لي يا ربيع؟ فأعدت عليه ما قلت أولا فقال: لا،
والذي قضى عليه، أو قال: عليهم الموت ما أحب أن شيئا كان من
ذلك لم يكن).
113

84 - حدثنا الحسين قال:
حدثنا عبد الله قال:
حدثنا إسحاق بن إسماعيل، وأحمد بن إبراهيم قالا:
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال:
أخبرني زياد بن أبي حسان أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن
ابنه عبد الملك قال:
فلما سوى عليه قبره بالأرض، وجعلوا في قبره خشبتين من
زيتون، إحداهما عند رأسه، والأخرى عند رجليه، ثم جعل بينه
وبين القبلة، ثم استوى قائما، وأحاط به الناس فقال: رحمك الله
يا بني، لقد كنت برأ بأبيك، وما زلت منذ وهبك الله لي مسرورا
بك، ولا والله ما كنت قط أشد سرورا، ولا أرجى لحظي من الله
فيك منذ وضعتك في الموضع الذي صيرك الله، فرحمك الله، وغفر
لك ذنبك، وجزاك بأحسن عملك، وتجاوز عن سيئه، ورحم كل
شافع يشفع لك بخير من شاهد وغائب، ورضينا بقضاء الله، وسلمنا
لأمره، والحمد لله رب العالمين، ثم انصرف).
85 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا الحسين
114

ابن علي بن يزيد قال: قال رجل لفتح الموصلي: أدع الله
فقال:
(اللهم هبنا عطائك، ولا تكشف عنا غطائك، وارضنا
بقضائك).
86 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد بن
الحارث المقرئ قال: حدثنا سيار قال: حدثنا جعفر عن عبد
الصمد بن معقل عن وهب بن منبه قال:
(وجدت في زبور داود - صلى الله عليه وسلم -: (يا داود هل تدرى أي
الفقراء أفضل؟ قال: الذين يرضون بحكمي وبقسمتي، ويحمدوني
على ما أنعمت عليهم، هل تدرى يا داود أي المؤمنين أعظم عند
منزلة؟ الذي هو بما أعطى أشد فرحا منه بما حبس)).
87 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا محمد بن
115

يزيد الآدمي قال: حدثنا ابن عيينة عن رجل عن محمد بن علي:
(أن بعض أهله اشتكى فوجد عليه، ثم أخبر بموته فسرى عنه،
فقيل له: فقال: ندعو الله فيما نحب، فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله
فيما أحب).
116

رجل لا يبالي ما فاته من الدنيا
88 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني هارون
ابن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسن المخزومي قال: حدثني
القاسم بن نافع عن جسر عن عامر بن عبد قيس قال:
(ما أبالي ما فاتني من الدنيا بعد آيات في كتاب الله قوله: (ما من
دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها
ومستودعها كل في كتاب مبين).
117

وقوله: (ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك
فلا مرسل له من بعده).
وقوله: وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان
يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير).
89 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني هاشم
ابن قاسم قال: حدثنا إسحاق بن عباد بن موسى عن أبي علي
الرازي قال:
(صحبت فضيل بن عياض ثلاثين سنة، ما رأيته ضاحكا،
ولا مبتسما، إلا يوم مات علي ابنه،
فقلت له في ذلك، فقال: إن
الله عز وجل أحب أمرا فأحببت ما أحب الله).
118

الجزاء من جنس العمل
90 - حدثنا الحسين قال:
حدثنا عبد الله قال: حدثني الفضل بن جعفر قال:
حدثنا يحيى بن عمير العنزي قال:
حدثنا الربيع ابن صبيح قال:
كان الحسن يقول:
(ارض عن الله، يرضى الله عنك، وأعط الله الحق من نفسك أما
سمعت ما قال تبارك وتعالى:
(رضي الله عنهم ورضوا عنه).
119

كن مسرتي فيك
91 - حدثني الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثنا الحكم بن
موسى قال: حدثنا خليد بن أبي خليد عن صالح بن أبي شعيب
قال: (أوحى الله إلى عيسى بن مريم: اصبر على البلاء وارض
بالقضاء وكن كمسرتي فيك فان مسرتي أن أطاع فلا أعصى).
92 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن
أبي جعفر قال: حدثنا أسد بن موسى قال: حدثنا عبد العزيز
120

ابن محمد قال: حدثنا حفص عن عمر قال:
نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجل سيئ الهيئة، وقال: (ما
أمرك؟ وما شأنك؟)
قال: يا رسول الله، يهمني ما مضى من الدنيا إذ لم أصنع فيه،
ويهمني ما بقى منها كيف حالي؟
قال: (أنت من نفسك عناء).
قال: ثم لقيه بعد، وقد حسنت هيئته، قال: يا رسول الله، أتاني
آت في المنام، فوضع كفه بين كتفي حتى وجدت بردها على قلبي،
ثم قال: قل اللهم ارزقني نفسا مطمئنة، توقني بوعدك، وتسلم
لأمرك، وترضى بقضائك، فوالله ما يهمني شيئا مضى، ولا بقى.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فقد رأيت خيرا فالزم).
121

الروح والفرح في اليقين والرضا
93 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني الحسن
ابن الصباح قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي هارون المديني
قال: قال ابن مسعود:
(ان الله تبارك وتعالى بقسطه وحلمه، جعل الروح والفرح في
اليقين والرضا، وجعل الهم والحزن في الشك والسخط).
94 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني الحسن
ابن الصباح عن سفيان قال: قال الحسن:
122

(من رضي بما قسم الله له وسعه، وبارك الله له فيه، ومن لم
يرض لم يسعه، ولم يبارك له فيه).
95 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: وحدثني الحسن
عن سفيان قال:
(سمعت المفسرين من كل جانب يقولون في قوله: (أغنى): أرضى.
قال سفيان: لا يكون غنيا أبدا حتى يرضى بما قسم الله له، فذلك
الغنى).
96 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أحمد بن
إبراهيم قال: حدثنا أبو إسحاق الطالقاني قال: حدثنا زافر عن أبي
رجاء عن عباد بن منصور قال:
(سئل الحسن عن التوكل، فقال: الرضا عن الله).
123

لما وقع أمر الله رضينا به
حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني أسد بن
عمار التيمي قال: حدثنا سعيد بن عامر عن جويرية بن أسماء
عن نافع قال:
(اشتكى ابن لعبد الله بن عمر فاشتد وجده عليه حتى قال بعض
القوم: لقد خشينا على هذا الشيخ، أن يحدث بهذا الغلام حدث،
فمات الغلام فخرج ابن عمر في جنازته، وما رجل ابدا سرورا منه،
فقيل له في ذلك، فقال ابن عمر:
إنما كان رحمة له، فلما وقع أمر الله رضينا به).
124

طوبى لرجل في قلبه رضا
98 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن
الحسن قال: قال عبد الواحد بن حبيب الدمشقي في زبور داود
صلى الله عليه:
(طوبى لرجل اطلع الله في قبله على الرضا ليستوجب عظيما من
الجزاء، طوبى لمن لم يهمه هم الناس، وإذا عرض له غضب فيه معصية
كظم الغيظ بالحلم).
99 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني عبيد الله
ابن جرير العتكي قال: حدثنا علي بن عثمان بن عبد الحميد قال:
حدثني أبي قال: عن زياد بن زاذان قال: قال عمر بن عبد
العزيز:
125

(ما كنت على حالة من حالات الدنيا فسرني أني على
غيرها).
ثلاث تكفي العبد دنياه وآخرته
100 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال:
قال نصر بن
علي حدثنا أبي عن شداد بن سعيد الراسبي عن غيلان بن
جرير قال:
(من أعطى الرضا، والتوكل، والتفويض فقد كفئ).
126

منزلة الورع من الزهد
101 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: حدثني محمد
بن إسحاق الثقفي عن أحمد بن أبي الحوارى قال: سمعت أبا
سليمان - يعنى الداراني - يقول:
(ما أعرف للرضا حد، ولا للزهد حد، ولا للورع حد، ما
أعرف من كل شئ إلا طريقه).
قال أحمد: فحدثت به سليمان ابنه فقال: لكني أعرفه:
(من رضي في كل شئ فقد بلغ حد الرضا، ومن زهد في كل
شئ فقد بلغ حد الزهد، ومن تورع في كل شئ فقد بلغ حد
الورع).
قال أحمد: وسمعت أبا سليمان يقول: (الورع من الزهد بمنزلة القناعة من الرضا).
102 - حدثنا الحسين قال: حدثنا عبد الله قال: وحدثني محمد
بن إسحاق قال:
127

(قيل لبعض العلماء: بما يبلغ أهل الرضا؟ قال: بالمعرفة،
وانما الرضا غصن من أغصان المعرفة).
تم الكتاب والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا
محمد النور لله، وسلم تسليما
128