الكتاب: الورع
المؤلف: ابن أبي الدنيا
الجزء:
الوفاة: ٢٨١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٨ - ١٩٨٨ م
المطبعة:
الناشر: الدار السلفية - الكويت
ردمك:
ملاحظات:

كتاب الورع
1

بسم الله الرحمان الرحيم
2

كتاب الورع
للحافظ أبي بكر عبد الله بن عبيد بن أبي الدنيا
(208 - 281) ه‍
تحقيق وتعليق
أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود
الطبعة الأولى
1988 م‍ - 1408 ه‍
3

حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
1408 ه‍ - 1988 م
الناشر
الدار السلفية
حولي - شارع تونس مقابل محافظة حولي
تلفون: 2617420
ص. ب.: 20857 الصفاة - الكويت
الرمز البريدي 13069 الصفاة
4

بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات
اعمالنا من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، واشهد ان
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وان محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ
الرسالة وادى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، حتى اتاه اليقين
من ربه، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين ومن سار على
نهجه واقتدى بسنته إلى يوم الدين.
وبعد:
فهذا كتاب (الورع) لأبي بن أبي الدنيا رحمه الله تعالى، حققته ورجوت
النفع والعظة لنفسي المقصرة أولا، ولإخواني من المسلمين ثانيا، في زمن صار فيه
امر الورع نسيا منسيا، وكاد نوره ان ينطفأ الا قليلا هنا وهناك. وإذا كان انس
رضي الله عنه يقول لأصحابه يومئذ وهم من القرون الفاضلة: انكم لتعملون
اعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر، ان كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وآله من
الموبقات.
فما عساه ان يقول لو اطلع علينا وعلى أحوالنا
ورأي بيوتنا وأسواقنا ولا حول ولا قوة الا بالله. والورع ما هو الا ثمرة من
5

ثمرات الخوف من الله سبحانه، إذ من خاف الله تعالى كف نفسه عما يغضبه
ويسخطه فمن طلب منزلة الورع، فليحيي في قلبه الخوف من الله العظيم فان
عذابه شديد اليم.
قال سبحانه عن عباده المؤمنين (والذين هم من عذاب ربهم مشفقون * ان عذاب ربهم غير مأمون) المعارج: 27 - 28.
والعلم بالله تعالى وبشريعته موجب لخشيته (إنما يخشى الله من عباده العلماء)
فاطر 28.
فمن أراد هذه المنزلة فليسارع قبل فوات الأوان وانقضاء الأجل
والعمل..
ولعل في كتابنا هذا ما يعينه على مقصوده، وينير له دربه وان الله لهاد
الذين آمنوا إلى صراط مستقيم.
موضوع الكتاب:
يعرض المؤلف للأخبار الواردة في الورع وأنواعه الورع في السمع والبصر
واللسان واليد والبطن.. واخبار الورعين وحكاياتهم ويسوق ذلك كله
بالأسانيد على طريقة المحدثين ولا يتعرض للشرح أو التعليق على ما يروي
معنى الورع لغة: يقول صاحب (تاج العروس) (22 / 313 - 314): الورع محركة التقوى
والتحرج والكف عن المحارم.
وقد ورع الرجل كورث هذه هي اللغة المشهورة التي اقتصر عليها
الجماهير.
يرع ويورع ويرع ويورع وراعة وورعا بالفتح ويحرك ووروعا بالفتح
ويضم، اي: تحرج وتوقي عن المحارم.
واصل الورع: الكف عن المحارم ثم استعير للكف عن الحلال والمباح
والاسم: الرعة والريعة بكسرهما.
يقال فلان سئ الرعه اي: قليل الورع. والورع بالتحريك أيضا:
الجبان قال الليث: سمي به لاحجامه ونكوصه اه‍ باختصار.
6

اما معناه الشرعي: فيقول الجرجاني في كتابه (التعريفات) (ص 252):
الورع هو اجتناب الشبهات خوفا من الوقوع في المحرمات.
وقيل هي ملازمة الاعمال الجميلة اه‍.
وللحافظ المحقق ابن القيم رحمه الله كلام نفيس في (الورع) في كتابه القيم
(مدارج الساكين) رأيت من اللازم نقله هنا، لعلاقته الوثيقة بموضوع كتابنا، فقد
تكلم فيه عن الورع وتعريف السلف له وأنواعه ودرجاته.
قال رحمه الله تعالى:
ومن منازل (إياك نعبد وإياك نستعين) منزلة (الورع).
قال تعالى (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صلحا اني بما تعملون عليم)
المؤمنون: 51 وقال تعالى (وثيابك فطهر) المدثر: 4 قال قتادة ومجاهد: نفسك
فطهر من الذنب. فكنى عن النفس بالثوب. وهذا قول إبراهيم النخعي
والضحاك، والشعبي، والزهري، والمحققين من أهل التفسير. قال ابن عباس:
لا تلبسها على معصية ولا غدر. ثم قال: اما سمعت قول غيلان ابن سلمة
الثقفي:
واني - بحمد الله - لا ثوب غادر
لبست ولا من غدرة اتقنع
والعرب تقول في وصف الرجل بالصدق والوفاء: طاهر الثياب. وتقول
للغادر والفاجر: دنس الثياب. وقال أبي بن كعب: لا تلبسها على الغدر، والظلم
والاثم. ولكن ألبسها وأنت بر طاهر.
وقال الضحاك: عملك فاصلح قال السدى يقال للرجل إذا كان
صالحا انه لطاهر الثياب وإذا كان فاجرا انه لخبيث الثياب وقال سعيد بن
جبير: وقلبك وبيتك فطهر. وقال الحسن والقرظي: وخلقك فحسن.
7

وقال ابن سيرين وابن زيد: امر بتطهير الثياب من النجاسات التي لا تجوز
الصلاة معها. لان المشركين كانوا لا يتطهرون، ولا يطهرون ثيابهم.
وقال طاووس: وثيابك فقصر. لان تقصير طهرة لها.
والقول الأول: أصح الأقوال.
ولا ريب ان تطهيرها من النجاسات وتقصيرها من جملة التطهير المأمور به
إذ به تمام اصلاح الاعمال والأخلاق. لان نجاسة الظاهر تورث نجاسة الباطن.
ولذلك امر القائم بين يدي الله عز وجل بإزالتها والبعد عنها.
والمقصود: ان الورع يطهر دنس القلب ونجاسته كما يطهر الماء دنس
الثوب ونجاسته، وبين الثياب والقلوب مناسبة ظاهرة وباطنة ولذلك تدل ثياب
المرء في المنام على قلبه وحاله، ويؤثر كل منهما في الاخر. ولهذا ونهى عن لباس
الحرير والذهب وجلود السباع لما تؤثر في القلب من الهيئة المنافية للعبودية
والخشوع. وتأثير القلب والنفس في الثياب امر خفي. يعرفه أهل البصائر من
نظافتها ودنسها ورائحتها، وبهجتها وكسفتها حتى أن ثوب البر ليعرف من ثوب
الفاجر، وليسا عليهما.
وقد جمع النبي (ص) الورع كله في كلمة واحدة فقال (من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعينه) فهل يعم الترك لما لا يعني من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة. فهذه
الكلمة كافية شافية في الورع.
وقال إبراهيم بن أدهم: الورع ترك كل شبهة، وترك ما لا يعنيك هو ترك
8

الفضلات. وفي الترمذي مرفوعا إلى النبي (ص) (يا أبا هريرة كن ورعا، تكن اعبد
الناس).
[ما الذي يدفعنا إلى الورع]:
ثم يتابع ابن القيم فيقول: قال صاحب المنازل.
(الورع: توق مستقصى على حذر. وتحرج على تعظيم).
يعني ان يتوقى الحرام والشبه، وما يخاف ان يضره أقصى ما يمكنه
من التوقي لان التوقي والحذر متقاربان. الا ان (التوقي) فعل الجوارح. و (الحذر)
فعل القلب. فقد يتوقى العبد الشئ لا على وجه الحذر والخوف. ولكن لأمور
أخرى: من اظهار نزاهة وعزة وتصوف، أو اعتراض آخر، كتوقي الذين لا
يؤمنون بمعاد ولا جنة ولا نار ما يتوقونه من الفواحش والدناءة، تصونا عنها.
ورغبة بنفسهم عن مواقعتها، وطلبا للمحمدة، ونحو ذلك.
وقوله (أو تحرج على تعظيم) يعني ان الباعث على الورع عن المحارم والشبه
اما حذر حلول الوعيد. واما تعظيم الرب جل جلاله، واجلالا له ان يتعرض لما
نهى عنه.
فالورع عن المعصية: اما تخوف أو تعظيم. واكتفى بذكر التعظيم عن ذكر
الحب الباعث على ترك معصية المحبوب، لأنه لا يكون الا مع تعظميه. والا فلو
خلا القلب من تعظيمه لم تستلزم محبته مخالفته. كمحبة الانسان ولده وعبده
وأمته. فإذا قارنه التعظيم أوجب ترك المخالفة.
قال (وهو على ثلاث درجات. الدرجة الأولى: تجنب القبائح لصون
النفس، وتوفير الحسنات، وصيانة الايمان).
هذه ثلاث فوائد من فوائد تجنب القبائح.
إحداها: صون النفس. وهو حفظهما وحمايتها عما يشينها، ويعيبها ويزري
بها عند الله عز وجل وملائكته، وعباده المؤمنين وسائر خلقه. فان من كرمت عليه
نفسه وكبرت عنده صانها وحماها، وزكاها وعلاها، ووضعها في أعلى المحال.
وزاحم بها أهل العزائم والكمالات. ومن هانت عليه نفسه وصغرت عنده ألقاها
9

في الرذائل. وأطلق شناقها، وحل زمامها وأرخاه ودساها ولم يصنها عن قبيح.
فأقل ما في تجنب القبائح: صون النفس.
واما (توفير الحسنات) فمن وجهين
أحدهما: توفير زمانه على اكتساب الحسنات. فإذا اشتغل بالقبائح نقصت
عليه الحسنات التي كان مستعدا لتحصيلها.
والثاني: توفير الحسنات المفعولة عن نقصانها، بموازنة السيئات وحبوطها،
كما تقدم في منزلة التوبة: ان السيئات قد تحبط الحسنات، وقد تستغرقها بالكلية
أو تنقصها. فلا بد ان تضعفها قطعا، فتجنبها يوفر ديوان الحسنات. وذلك بمنزلة
من له مال حاصل. فإذا استدان عليه فاما ان يستغرقه الدين أو يكثره أو
ينقصه فهكذا الحسنات والسيئات سواء.
واما (صيانة الايمان) فلان الايمان عند جميع أهل السنة يزيد بالطاعة
وينقص بالمعصية. وقد حكاه الشافعي وغيره عن الصحابة والتابعين ومن
بعدهم واضعاف المعاصي للايمان امر معلوم بالذوق والوجود. فان العبد - كما
جاء في الحديث - (إذا أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء. فان تاب واستغفر صقل
قلبه. وان عاد فاذنب نكت فيه نكتة أخرى، حتى تعلو قلبه وذلك الران الذي
قال الله تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) المطففين: 114،
فالقبائح تسود القلب. وتطفئ نوره، والايمان هو نور في القلب. والقبائح تذهب
به أو تقلله قطعا. فالحسنات تزيد نور القلب. والسيئات تطفئ نور القلب. وقد
10

اخبر الله عز وجل ان كسب القلوب سبب للران الذي يعلوها. وأخبر انه أركس
المنافقين بما كسبوا. فقال (والله أركسهم بما كسبوا) النساء: 88 وأخبر ان
نقص الميثاق الذي اخذه على عباده سبب لتقسية القلب.
فقال (فبما نقضهم ميثاقهم لعنهم وجعلنا قلوبهم قسية يحرفون الكلم عن مواضعه
ونسوا حظا مما ذكروا به) المائدة: 13 فجعل ذنب النقض موجبا لهذه
الآثار: من تقسية القلب، واللعنة، وتحريف الكلم، ونسيان العلم.
فالمعاصي للايمان كالمرض والحمى للقوة، سواء بسواء ولذلك قال
السلف: المعاصي بريد الكفر، كما أن الحمى بريد الموت.
فايمان صاحب القبائح كقوة المريض على حسب قوة المرض وضعفه.
وهذه الأمور الثلاثة - وهي صون النفس، وتوفير الحسنات وصيانة الايمان
- هي ارفع من باعث العامة على الورع، لان صاحبها ارفع همة لأنه عامل على
تزكية نفسه وصونها، وتأهلها للوصول إلى ربها، فهو يصونها عما يشينها عنده،
ويحجبها عنه ويصون حسناته عما يسقطها ويضعها، لأنه يسير بها إلى ربه.
ويطلب بها رضاه ويصون ايمانه بربه: من حبه له وتوحيده ومعرفته به،
ومراقبته إياه عما يطفئ نوره، ويذهب بهجته، ويوهن قوته.
قال الشيخ [اي الهروي]:
(وهذه الثلاث الصفات: هي في الدرجة الأولى من ورع المريدين). ويعني
ان للمريدين درجتين أخريين من الورع فوق هذه. ثم ذكرهما فقال (الدرجة
الثانية: حفظ الحدود عند مالا باس به، ابقاء على الصيانة والتقوى، وصعودا
عن الدناءة وتخلصا عن اقتحام الحدود).
11

يقول إن من صعد عن الدرجة الأولى إلى هذه الدرجة من الورع يترك
كثير مما لا باس به من المباح، ايقاء على صيانته، وخوفا عليها ان يتكدر صفوها،
ويطفأ نورها فان كثيرا من المباح يكدر صفوة الصيانة ويذهب بهجتها ويطفئ
نورها ويخلف حسنها وبهجتها.
وقال لي يوما شيخ الاسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - في شئ من
المباح: هذا ينافي المراتب العالية، وان لم يكن تركه شرطا في النجاة. أو نحو هذا
من الكلام.
فالعارف يترك كثيرا من المباح ابقاء على صيانته. ولا سيما إذا كان ذلك
المباح برزخا بين الحلال والحرام. فان بينهما برزخا - كما تقدم - فتركه لصاحب
هذه الدرجة كالمتعين الذي لابد منه لمنافاته لدرجته:
والفرق بين صاحب الدرجة الأولى وصاحب هذه: ان ذلك يسعى في
تحصيل الصيانة. وهذا يسعى في حفظ صفوها ان يتكدر، ونورها ان يطفأ
ويذهب. وهو معنى قوله (ابقاء على الصيانة).
واما الصعود عن الدناءة: فعو الرفع عن طرفاتها وافعالها.
واما (التخلص عن اقتحام الحدود) فالحدود: هي النهايات. وهي مقاطع
الحلال والحرام. فحيث ينقطع وينتهي، فذلك حده فمن اقتحمه وقع في
المعصية. وقد نهى الله تعالى عن تعدي حدوده وقربانه. فقال (تلك حدود الله فلا
تقربوها) البقرة: 187.
وقال (تلك حدود الله فلا تعتدوها) البقرة 229 فان الحدود يراد بها أواخر
الحلال، وحيث نهى عن القربان فالحدود هناك: أوائل الحرام.
يقول سبحانه: لا تتعدوا ما أبحت لكم. ولا تقربوا ما حرمت عليكم.
فالورع يخلص العبد من قربان هذه وتعدي هذه. وهو اقتحام الحدود. قال
(الدرجة الثالثة: التورع عن كل داعية تدعو إلى شتات الوقت. والتعلق بالتفرق.
وعارض يعارض حال الجمع).
12

الفرق بين شتات الوقت، والتعلق بالتفرق: كالفرق بين السبب
والمسبب. والنفي والاثبات. فإنه يشتت وقته. فلا يجد بدا من التعلق بما سوى
مطلوبه الحق. إذ لا تعطيل في النفس ولا في الإدارة. فمن لم يكن الله مراده أراد
ما سواه. ومن لم يكن هو وحده معبوده عبد ما سواه. ومن لم يكن عمله لله فلا بد
ان يعمل لغيره. وقد تقدم هذا.
فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده، وإرادة وجهه وخشيته وحده، ورجائه
وحده، والطلب منه، والذل له، والافتقار إليه وحده.
وإنما كان هذا أعلى من الدرجة الثانية: لان أربابها اشتغلوا بحفظ الصيانة
من الكدر وملاحظتها. وذلك عند أهل الدرجة الثالثة: تفرق عن الحق.
واشتغال عن مراقبته بحال نفوسهم. فادب أهل هذه أدب حضور، وأدب أولئك
أدب غيبة اه‍.
وقسم الراغب الاصفهاني الورع إلى ثلاثة مراتب:
1 - واجب وهو الاحجام عن المحارم، وذلك للناس كافة.
2 - وندب وهو الوقوف عن الشبهات، وذلك للاواسط.
3 - وفضيلة: وهو الكف عن كثير من المباحات والاقتصار عن أقل
الضرورات، وذلك للنبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
13

المؤلفات في الورع:
1 - (كتاب الورع) لعبد الملك بن حبيب بن سليمان السلمي داسي الالبيري
(174 - 238 ه‍).
ويوجد كتابه مخطوطا في (مدريد 577 / 6) (22 ورقة)
تاريخ التراث لفؤاد سزكين (1 / 2 / 249).
2 - (كتاب الورع) لأبي بكر أحمد بن محمد بن الحجاج الفقيه المروذي المتوفى
سنة (275 ه‍). تذكره الحفاظ 2 / 631 - 633).
ويوجد مخطوطات الحديث للعلامة الألباني (ص 404)
3 - (الورع) لمحمد بن نصر المروزي الامام المشهور صاحب كتاب (السنة)
و (قدر الصلاة) وغيرهما، المتوفي سنة (394 ه‍).
ذكر كتابه حاجي خليفة في (كشف الظنون) (2 / 1469) والبغدادي في
(هدية العارفين) (6 / 21) وفؤاد سزكين في (تاريخ التراث)
(1 / 3 / 198).
4 - كتاب الورع للإمام أحمد بن محمد بن حنبل (164 - 241 ه‍). ذكره
الروداني (في صلة الخلف بموصول السلف) مجلة معهد المخطوطات
(29 / 2 / ص 529). وسزكين (1 / 3 / 223) وذكر ان نسخة منه موجودة
في القاهرة (طلعت مجموع 157 (من أب - 47 أ).
وتوجد نسخة أخرى في الظاهرية، وعندي صورة منها.
وقد طبع الكتاب سنة 1340 ه‍ وقالت في مقدمته: لا نعلم لكتاب الورع مخطوط
وقد خرجت بعض الأحاديث والآثار، الا ان الكتاب لا يزال بحاجة إلى
خدمة علمية أدق.
14

وطبع مرة أخرى سنة 1406 ه‍ بدراسة وتحقيق (هكذا كتب على غلاف
الكتاب) محمد السيد بسيوني زغلول، ومن يتصفح الكتاب لا يرى من
الدراسة والتحقيق الا القليل. وقال إنه اعتمد على مطبوعة سنة
1340 ه‍.
5 - كتاب الورع، لأبي بكر بن أبي الدنيا، وهو كتابنا هذا وسيأتي الكلام
عليه.
وتكلم كثير على العلماء من الورع وأنواعه وفضائله في مضفاتهم، منهم:
1 - الغزالي في (احياء علوم الدين) (2 / 89 وما بعدها).
2 - الراغب الاصفهاني في كتابه (الذريعة إلى مكارم الشريعة) (ص 216 -
217).
3 - ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر) (ص 148 - 150) و (ص 216 -
217) وغيرها.
4 - ابن القيم في كتابه (مدارج السالكين) (2 / 20 - 27).
هذا وقبل ان نتكلم عن كتاب الورع لابن أبي الدنيا، نمر مرورا سريعا على
حياته وآثاره.
15

* ترجمة المؤلف *
* اسمه ونسبه: هو عبد الله بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولاهم
البغدادي، المؤدب، من والي بني أمية.
* مولده: ولد سنة ثمان ومئتين.
* شيوخه: وهم خلق كثير وذكرهم المزي على حروف المعجم في كتابه
(تهذيب الكمال (2 / 736 - 737 - النسخة المخطوطة) فلا داعي
لسردهم هنا.
ولكني سأذكر أسماء شيوخه في هذا الكتاب فقط، تاركا أرقام
مروياتهم لمن أراد ان يراجعها في الفهرست الذي في آخر الكتاب
1 - أحمد بن ابان لم أجد له ترجمة.
2 - أحمد بن إبراهيم الدروقي، ثقة حافظ (التقريب).
3 - أحمد بن إسحاق الأهوازي، صدوق (التقريب).
4 - أحمد بن حاتم الطويل، وثقة ابن معين والدار قطني.
الجرح (2 / 48)، ت بغداد (4 / 114 - 115).
5 - أحمد بن عبدة الضبي، ثقة رمي بالنصب. م 4 (التقريب).
6 - أحمد بن عمران بن عبد الملك الأخنسي.
قال أبو حاتم: شيخ، وقال أبو زرعة تركوه، الجرح (2 / 64 - 65).
7 - أحمد بن عنبسة.
لم أجد له ترجمة.
8 - أحمد بن منيع أبو جعفر البغوي الأصم، ثقة حافظ. ع (التقريب).
9 - إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثقة حافظ تكلم فيه بلا حجة. م 4
(التقريب).
10 - إبراهيم بن المنذر الحزامي، صدوق تكلم فيه احمد لأجل القرآن.
خ ت س ق. (التقريب).
16

11 - أزهر بن مروان الرقاشي، صدوق. ت ق (التقريب).
12 - إسحاق بن إبراهيم بن يعقوب البغوي، ثقة. خ (التقريب).
13 - إسحاق بن إبراهيم بن نسطاس. قال أبو حاتم: شيخ ليس بالقوي،
الجرح (2 / 206) المغنى (1 / 68).
14 - إسحاق بن إسماعيل الطالقاني، ثقة تكلم في سماعة من جرير وحده.
د (التقريب).
15 - إسماعيل بن أبي الحارث هو ابن أسد البغدادي، صدوق. دق
(التقريب).
16 - الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثقة ثبت عابد فاضل. خ (التقريب).
17 - الحسن بن عتبة الشامي، قال أبو حاتم: مجهول. الجرح (3 / 31).
18 - الحسن بن قزعة الهاشمي مولاهم البصري، صدوق. ت س ق
(التقريب).
19 - الحسين بن عبد الرحمن الجرجرائي، مقبول. د س ق
20 - الحسين بن علي بن يزيد الصدائي، صدوق. ت س
21 - الحكم بن موسى بن أبي زهير البغدادي، صدوق. خت م مدس ق
22 - خالد خداش أبو الهيثم المهبلي مولاهم، البصري صدوق يخطئ.
بخ م كد س.
23 - خالد بن زياد الزيات، وصفته المصنف بقوله: وكان صالحا. (ت بغداد
8 / 308).
24 - خلف بن سالم المخرمي، ثقة حافظ، صنف المسند، عابوا عليه التشيع
ودخوله في شئ من أمر القاضي. س
25 - خلف هشام البزار، المقري البغدادي، ثقة له اختيار في القراءات.
م د
26 - داود بن عمرو الضبي، أبو سليمان البغدادي، ثقة من كبار شيوخ
مسلم. م س
17

27 - داود بن محمد بن يزيد. لم أجد له ترجمة.
28 - دهثم بن الفضل، أورده الخطيب في تاريخه (8 / 386) ولم يذكر فيه
جرحا ولا تعديلا.
29 - رباح بن الجراح، أبو الوليد، ثقة (ت بغداد " 8 / 428 ")
30 - رجاء بن السندي النيسابوري، صدوق (التقريب).
31 - سريج بن يونس بن إبراهيم البغدادي، ثقة عابد (خ م س)
32 - سعيد بن سليمان الضبي لقبه سعدوية، ثقة حافظ. ع
33 - سعيد بن الحكم بن محمد بن أبي مريم الجمحي بالولاء، أبو محمد
المصري، ثقة ثبت فقيه. ع
34 - سلمه بن شبيب المسمعي النيسابوري، ثقة (م 4).
35 - سليمان بن منصور الخزاعي. (انظر التحقيق رقم 121).
36 - سويد بن سعيد الهروي، الحدثاني أبو محمد، صدوق في نفسه الا انه
عمي فصار يتلقن من حديثه فافحش فيه ابن معين القول (م ق).
37 - العباس بن جعفر بن عبد الله بن الزبرقان البغدادي، أبو محمد بن أبي
طالب أخو يحيى، صدوق. (ق).
38 - العباس بن عبد العظيم العنبري، أبو الفضل البصري، ثقة حافظ (خت
م 4).
39 - عبد الله بن الهيثم العبدي، أبو محمد البصري، لا باس به (س).
40 - عبد الرحمن بن زبان الطائي، ذكره الخطيب في تاريخه (10 / 267 - 268)
ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا.
41 - عبد الرحمن بن صالح العتكي أبو محمد الكوفي، صدوق يتشيع (س).
42 - عبد الرحمن بن واقد بن مسلم البغدادي، صدوق يغلط (ت ق).
43 - عبد الرحمن بن يونس بن هاشم أبو مسلم المستملي البغدادي، صدوق،
طعنوا فيه للراي (خ).
18

44 - عبد الرحيم بن يحيى الادمي، اتهمه الذهبي (الميزان " 2 / 608 ").
45 - عبد الصمد بن يزيد، خادم الفضيل بن عياش البغدادي ويعرف
بمردويه، ذكره ابن أبي حاتم (6 / 52) ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا.
46 - عبد المنعم بن إدريس، ذكره ابن أبي حاتم (6 / 67) ولم يحك فيه شيئا.
47 - عبيد الله بن عمر بن ميسرة الجشمي القواريري ثقة ثبت (خ م د س).
48 - علي بن الجعد الجوهري البغدادي ثقة ثبت رمي بالتشيع (خ د)
49 - علي بن الحسن بن أبي مريم، لم أجد له ترجمة (وانظر " الصمت "
للمصنف " ص 217 - 218 " بتحقيق نجم عبد الرحمن خلف).
51 - عمار بن نصر السعدي أبو ياسر المرزوي، صدوق (فق).
51 - عمر بن سعيد الدمشقي أبو حفص، قال أبو حاتم: كتبت عنه وتركت
حديثه، الجرح (6 / 11) وقال مسلم: ضعيف الحديث، وقال النسائي:
ليس بثقة، الميزان (3 / 199).
52 - عمران بن موسى القزاز، أبو عمرو البصري، صدوق (ت س ق).
53 - عون بن إبراهيم بن الصلت الشامي لم أجد له ترجمة
54 - الفضل بن جعفر بن عبد الله البغدادي، أبو سهل بن أبي طالب،
أخو يحيى، ثقة (ت).
55 - الفضل بن يعقوب بن إبراهيم الرخامي، أبو العباس البغدادي، ثقة
حافظ، (دق).
56 - فضيل بن عبد الوهاب بن إبراهيم الغطفاني، أبو محمد القناد السكري
الكوفي ثقة (د).
57 - القاسم بن هاشم بن سعيد السمسار، قال الخطيب وكان صدوقا. (ت
بغداد (12 / 429 - 430).
58 - المثنى بن معاذ العنبري، أخو عبيد الله، ثقة (م).
59 - محمد بن إبراهيم الضبي. لم أجد له ترجمة.
19

60 - محمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي، امام المغازي، صدوق
يدلس، ورمي بالتشيع والقدر (خت م 4).
61 - محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، ثقة (ت س ق).
62 - محمد بن بريد الادمي أبو جعفر، لم أجد له ترجمة.
63 - محمد بن بشير، الذي يظهر لي انه أبو جعفر الواعظ، المترجم في الجرح
(7 / 211) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
64 - محمد بن حاتم بن بزيع، أبو بكر البصري، ثقة (خ م د س).
65 - محمد بن حسان بن خالد الضبي، أبو جعفر البغدادي، صدوق لين
الحديث (د).
66 - محمد بن الحسين البرجلاني أبو شيخ، سئل عنه إبراهيم الحربي فقال: ما
علمت الا خيرا. الجرح (7 / 229) الميزان (3؟ 522)،.
67 - محمد بن سلام الجمحي، صاحب كتاب (طبقات الشعراء)، سئل عنه
أبو حاتم فقال: اخوه عبد الرحمن بن سلام أوثق منه، الجرح (7 / 278).
68 - محمد بن عباد بن موسى العكلي، يلقب سندولا، صدوق يخطئ
(التقريب).
69 - محمد بن عبد الله المديني. لم أجد له ترجمة.
70 - محمد بن عبيد القرشي (والد المصنف)، ذكره الخطيب (2 / 370) وقال:
روي عنه ابنه أبو بكر أحاديث مستقيمة.
71 - محمد بن علي بن الحسن بن شقيق المرزوي، ثقة صاحب حديث
(ت س).
72 - محمد قدامة الجوهري، الأنصاري، أبو جعفر البغدادي، فيه لين
(عخ).
73 - محمد بن ناصح أبو عبد الله، ذكره الخطيب (3 / 324) ولم يذكر فيه جرحا
ولا تعديلا.
74 - محمد بن هارون بن إبراهيم أبو جعفر البزاز، صدوق (س).
20

75 - محمود بن غيلان العدوي أبو أحمد المروزي ثقة (خ م ت س ق).
76 - المفضل بن غسان أبو عبد الرحمن الغلابي ثقة. (ت بغداد " 13 / 124).
77 - مهدي بن حفص البغدادي، قال مسلمة بن قاسم والخطيب والذهبي ثقة.
ووهم الحافظ في التقريب فقال: مقبول (د).
78 - نصر بن علي الجهضمي، ثقة ثبت، طلب للقضاء فامتنع (ع).
79 - هارون بن سعيد الأيلي السعدي مولاهم، ثقة فاضل (م د س ق).
80 - هارون بن عبد الله بن مروان البغدادي، أبو موسى الحمال، ثقة (م 4).
81 - هارون بن عمر القرشي (انظر التحقيق 132).
82 - هاشم بن الوليد الهروي أبو طالب، قال الخطيب: وكان ثقة (ت بغداد
14 / 66 - 67).
83 - الهيثم بن خارجة المرذوي، صدوق (خ س ق).
84 - الوليد بن شجاع بن الوليد - السكوني، ثقة (م د ت ق).
85 - يحيى بن أكثم بن محمد التميمي المرزوي، فقيه صدوق (ت).
86 - يحيى بن جعفر بن أعين الأزدي البارقي أبو زكريا البخاري البيكندي،
ثقة (خ).
87 - يحيى بن يوسف الزمي الخراساني ثقة (خ ق).
88 - يوسف بن موسى بن راشد القطان، أبو يعقوب الكوفي، صدوق
(خ د ت عس ق).
89 - يونس بن عبد الرحيم العسقلاني، قال أبو حاتم: كان قدم بغداد فتكلموا
فيه، وليس بالقوي، الجرح (9 / 241)، الميزان (4 / 482).
90 - أبو بكر بن أبي الأسود وهو عبد الله بن محمد، ثقة حافظ سماعة من أبي
عوانة وهو صغير (خ د ت).
91 - أبو بكر التميمي. لم اعرفه.
21

92 - أبو بكر الصوفي.
لم أجد له ترجمة.
93 - أبو بلال الأشعري، اسمه وكنيته واحد، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح
(9 / 350) ولم يحك فيه شيئا، وضعفه الدارقطني، المغني (2 / 775).
94 - أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي، ثقة ثبت، روي عنه مسلم أكثر من
الف حديث (خ م د س ق).
95 - أبو عبد الله الكوفي.
96 - أبو عبد الرحمن القرشي عبد الله بن عمر بن محمد ويقال له: الجعفي
(مشكدانه) صدوق فيه تشيع (م د س).
* تلاميذه: حدث عنه الحارث بن أبي أسامة، أحد شيوخه، وابن أبي حاتم،
وأحمد بن محمد اللنباني (وهو راوي كتابنا الورع عنه) وأبو بكر أحمد بن سلمان
النجاد، والحسين بن صفوان البرذعي، وأحمد بن خزيمة، وأبو جعفر عبد الله بن
بريه الهاشمي، وأبو بكر حمد بن عبد الله الشافعي، وعيسى بن محمد الطوماري،
وأبو علي أحمد بن محمد الصحاف، وأبو العباس بن عقدة وأبو سهل بن زياد،
وأحمد بن مروان الدينوري، وعثمان بن محمد الذهبي، وعلي بن الفرج بن أبي
روح، وإبراهيم بن موسى بن جميل الأندلسي وإبراهيم بن عثمان الخشاب
وإبراهيم بن عبد الله بن الجنيد - وهو من اقرانه ومات قبله - وأبو الحسين أحمد بن
محمد بن جعفر الجوزي، وعبد الرحمن بن حمدان الجلاب، ومحمد بن عبد الله بن أحمد
الأصبهاني الصغار، وأبو بشير الدولابي، وأبو جعفر بن البختري، ومحمد بن أحمد
بن خنب البخاري، وابن المرزبان، ومحمد بن خلف وكيع (صاحب كتاب
اخبار القضاة) وآخرون.
وروى عنه ابن ماجة في التفسير.
* ثناء العلماء عليه:
وقال صالح بن محمد: صدوق وكان يختلف معنا، الا انه كان يسمع من
22

انسان يقال له: محمد بن إسحاق، بلخي وكان يضع للكلام اسنادا، وكان
كذابا يروي أحاديث من ذات نفسه مناكير.
قلت: ابن إسحاق هذا ذكره الذهبي في الميزان (3 / 475 - 476) وقال:
وكان أحد الحفاظ الا ان صالح جزرة قال: كذاب وقال الخطيب: لم يكن يوثق
به، وقال أحمد بن سيار المروزي: كان آية من الآيات في الحفظ، وكان لا يكلمه
أحد الا علاه في كل فن، وقال ابن عدي: لا أرى حديثه يشبه حديث أهل
الصدق اه‍.
وقال إبراهيم الحربي: رحم الله بن أبي الدنيا، كنا نمضي إلى عفان نسمع
منه، فنرى ابن أبي الدنيا جالسا مع محمد بن الحسين البرجلاني، يكتب عنه ويدع
عفان.
وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي: رحم الله أبا بكر مات معه علم كثير.
(انظر التهذيب 6 / 13).
وذكره ابن أبي يعلي في (طبقات الحنابلة) (1 / 192 - 195) فقال:...
صاحب الكتب المصنفة، ذكره أبو محمد الخلال فيمن روي عن امامنا احمد اه‍.
وذكر له سؤالين سالهما ابن أبي الدنيا الإمام أحمد.
وقال الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (2 / 677): المحدث العالم الصدوق...
صاحب التصانيف.
وقال الحافظ ابن كثير في (البداية والنهاية) (11 / 71): الحافظ المصنف في
كل فن المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها،
وهي تزيد على مائة مصنف، وقيل إنها نحو الثلاث مئة، وقيل أكثر وقيل أقل.
وقال الحافظ في (التقريب) صدوق حافظ، صاحب تصانيف.
* سعة علمه، وعمله:
نقل الذهبي في السير ان ابن أبي الدنيا كان إذا جالس أحدا ان شاء
أضحكه، وان شاء أبكاه في آن واحد، لتوسعه في العلم والاخبار.
وقال الزركلي في الاعلام (4 / 118): وكان من الوعاظ العارفين بأساليب
الكلام وما يلائم طبائع الناس، ان شاء أضحك جليسه، وان شاء أبكاه اه‍.
23

وهذا يدل على تبحر في الاخبار والمواعظ والنوادر ويدلك على ذلك أيضا
كثرة تصانيفه، كما سيأتي.
اما عن عمله، فقال قال الخطيب: كان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
وقال أحمد بن كامل: كان ابن أبي الدنيا مؤدب المعتضد.
وقال الخطيب اخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان أخبرنا أبي حدثنا أبو ذر
القاسم بن داود بن سليمان قال حدثني ابن أبي الدنيا قال: دخل المكتفي (1) على
الموفق ولوحه بيده، فقال مالك لوحك بيدك؟ قال: مات غلامي واستراح من
الكتاب، قال: ليس هذا من كلامك، هذا كان الرشيد امر ان يعرض عليه ألواح
أولاده في كل يوم اثنين وخميس فعرضت عليه، فقال لابنه: ما لغلامك ليس
لوحك معه؟ قال: مات واستراح من الكتاب قال: وكان الموت أسهل عليك من
الكتاب قال: نعم قال فدع الكتاب، قال ثم جئته فقال لي: كيف محبتك
لمؤدبك؟ قال: كيف لا أحبه وهو أول من فتق لساني بذكر الله وهو من ذاك ان
شئت أضحكك، وإذا شئت أبكاك، قال: يا راشد احضرني هذا، قال (اي ابن
أبي الدنيا) فأحضرت فقربت قريبا من سريره وابتدأت في اخبار الخلفاء ومواعظهم
فبكى بكاء شديدا.
قال فجاءني راغب أو يانس فقال لي: كم تبكي الأمير؟ فقال قطع الله
يدك مالك وله يا راشد تنح عنه، قال وابتدأت فقرات عليه نوادر الاعراب، قال
فضحك ضحكا كثيرا، ثم قال: شهرتني شهرتني، وذكر الخبر بطوله.
قال أبو ذر فقال لأحمد بن محمد بن الفرات: اجر له خمسة عشر دينارا كل
شهر، قال أبو ذر: فكنت اقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات.
اشتهر ابن أبي الدنيا بكثرة تصانيفه فقد ذكر الذهبي له في السيد (163)
مصنفا، في شتى الفنون خصوصا المواعظ والسير والاخبار، وقد اعتمد على كتبه
كثير من المؤرخين كالخطيب البغدادي وغيره، والمفقود من مؤلفاته أكثر من
الموجود. فمن مؤلفاته المطبوعة:
1 - الحلم.
24

2 - التوكل على الله.
3 - ذم الملاهي (مجرد عن الأسانيد).
4 الشكر.
5 - اليقين.
6 - قضاء الحوائج.
7 - محاسبة النفس.
8 - حسن الظن.
9 - الصمت.
10 - الأولياء.
ومن كتبه التي لا تزال مخطوطة:
1 - التهجد وقيام الليل.
2 - الفرج بعد الشدة.
3 - قصر الامل.
4 - الاشراف على مناقب الاشراف.
5 - المرض والكفارات.
6 - من عاش بعد الموت.
7 - الهم والحزن.
8 - المحتضرين.
وغيرها كثير.
* وفاته: قال القاضي أبو الحسن: وبكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم
مات ابن أبي الدنيا، فقلت له: أعز الله القاضي مات ابن أبي الدنيا فقال:
فحضر يوسف بن يعقوب فصلى عليه في الشونيزية، ودفن فيها في سنة ثمانين.
وذكره الخطيب في تاريخه ثم تعقبه بقوله: قلت هذا وهم كانت وفاة ابن
أبي الدنيا سنة احدى وثمانين ومائتين كذلك أخبرنا الحسن بن أبي بكر عن أحمد
بن كامل القاضي قال: سنه احدى وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر بن أبي الدنيا
القرشي مؤدب المعتضد.
ونقل عن ابن قانع وابن المنادى مثله.
25

(كتاب الورع لابن أبي الدنيا)
* (اثبات نسبة الكتاب *
إلى مؤلفه
الكتاب تثبت نسبته إلى مؤلفه بأمور:
أولا: عنوانه المثبت على الغلاف فقد كتب عليه: كتاب الورع تأليف أبي
بكر عبد الله بن محمد من أبي الدنيا.
ثانيا: سند الكتاب: كتب في آخر ورقة من الكتاب:
شاهدت على نسخة الحافظ ضياء الدين المقدسي بخطه:
سمع الكتاب جملة على الرئيس الأجل بقية المشايخ أبي الفرج مسعود بن
الحسن بن القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي بروايته عن الأصيل أبي
عمرو عبد الوهاب بن امام الدنيا بأجمعها أبي عبد الله بن منده اسكنه الله الفردوس
عن أبي محمد بن يوه عن الامام أبي الحسن اللنباني عن المصنف بقراءة الأخ العالم
أبي عبد الله محمد بن محمد بن أبي القاسم المعلم ابن عمته محمود بن بن أحمد بن
محمد بن عبد الواحد القطان وسبط خاله الرضى أبو عبد الله محمد بن أبي سعد بن
أبي طاهر المؤذن واسعد بن إسماعيل بن محمد....).
واليك تراجم رجاله:
1 - أبو الحسن هو الامام المحدث أحمد بن محمد بن عمر بن ابان العبدي
الأصبهاني اللنباني.
قال الذهبي في السير (15 / 311): الامام المحدث... ارتحل
فسمع كثيرا من ابن أبي الدنيا، وسمع المسند كله من ابن الإمام أحمد.
روى عنه: الحسن من محمد بن اريوه وأبو عبد الله بن منده وأبو
عمر وعبد الوهاب الشلمي وآخرون.
توفي في ربيع الاخر سنة اثنتين وثلاثين وثلاث مائة. انظر ذكر
اخبار أصبهان) (1 / 137)، تذكره الحفاظ (3 / 842).
26

2 - أبو محمد بن يوه: وهو الحسن بن محمد بن أحمد بن يوسف بن يوه هكذا
ورد اسمه على غلاف النسخة.
وقد ذكره الذهبي فيمن روى عن اللبناني ووقع في المطبوع: ابن
اريوه وذكره في السير (18 / 440) في ترجمة أبي عمرو بن منده ضمن
شيوخه، قال... وأبا محمد الحسن بن يوه.
ولم أجد له ترجمة، لكن الكتاب مروي عن ابن أبي الدنيا بعدة
أسانيد كما سيأتي، فلا يضرك ذلك.
3 - أبو عمرو بن منده: وهو عبد الوهاب ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن
إسحاق بن الحافظ محمد بن يحيى بن مندة العبدي الأصبهاني. ولد سنة
ثمان وثمانين وثلاث مائة.
سمع أباه فأكثر وأبا إسحاق بن خرشيد قوله، وأبا محمد الحسن بن
يوه، وأبا بكر من مردويه، وخلقا بأصبهان وغيرها.
حدث عنه المؤتمن الساجي وابنه يحيى بن عبد الوهاب الحافظ،
ومحمد ابن طاهر وإسماعيل بن محمد بن الفضل اليتمي، وأبو نصر أحمد بن
عمر الغازي، واخوه خالد بن عمر، ومسعود بن الحسن الثقفي
وغيرهم.
قال أبو سعد السمعاني: رايتهم بأصبهان مجتمعين على الثناء على
أبي عمرو والمدح له، وكان شيخنا إسماعيل الحافظ مكثرا عنه، وكان يثني
عليه ويفضله على أخيه عبد الرحمن.
وقال المؤتمن الساجي: لم ار شيخنا اقعد ولا أثبت من عبد الوهاب في
الحديث، عليه حتى فاضت نفسه، وفجعت به.
وقال الذهبي: الشيخ المحدث الثقة، المسند الكبير أبو عمرو...
انظر ترجمته في (المنتظم (9 / 5). العبر (3 / 284)، السير (18 / 440 -
442)، البداية والنهاية (12 / 123)، شذرات الذهب (3 / 348).
4 - مسعود بن الحسن: وهو ابن الرئيس أبي عبد الله القاسم بن الفضل بن أحمد
بن بن أحمد محمود بن عبد الله الثقفي أبو الفرج الأصبهاني. مولده في
سنة اثنتين وستين وأربع مائة
سمع من: جده وأبي عمرو عبد الوهاب بن منده، وأبي عيسى
27

عبد الرحمن ابن زياد وعدة، وله إجازة من أبي القاسم بن منده وغيره.
حدث عنه: محمد بن يوسف الآملي وعبد الله بن أبي الفرج الجبائي
والحافظ عبد القادر الرهاوي وآخرون.
وبالإجازة: أبو المنجا عبد الله بن اللتي وكريمة القرشية وأختها صفية
وعجيبة الباقدارية.
قال السمعاني: من بيت الحديث والرئاسة والتقدم، عمر العمر
الطويل حتى تفرد بالرواية عن جماعة من الشيوخ وبالكتب والإجازة،
وقال: لم يتفق ان اسمع منه لاشتغالي بغيره، وما كانوا يحسنون الثناء عليه،
والله يرحمه، وكتب إلي بالإجازة.
وقال الذهبي:... الشيخ المعمر الفاضل، مسند العصر...
وقال: وخرجت له فوائد في تسعة اجزاء وعوالي.
وعمر وتفرد والحق الأبناء بالاباء.
انظر ترجمته في (التحبير في المعجم الكبير للسمعاني (2 / 298 -
299)، العبر (4 / 179 - 180) السير (20 / 469 - 471) لسان الميزان
(6 / 24 - 25)، شذرات الذهب (4 206 - 207).
ثالثا ذكر العلماء له:
1 - ذكره الشيخ محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في مشيخته (ق
28

168 ب) في الشيخ السابع والثلاثين أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن
الحسين بن محمد بن الشويخ.
قال عندي عنه... وكتاب الورع لابن أبي الدنيا رواه لنا نازلا
سنة خمس وأربعين عن أبي الحسن محمد بن عبد العزيز بن جعفر البردعي
عن أحمد بن محمد بن يوسف بن دوست عن الحسين بن صفوان البردعي
عنه.
2 - وابن خير في كتابه (الفهرست) (ص 282) حيث قال:
ومن تواليف أبي بكر بن أبي الدنيا.. ثم ذكر بعض كتبه ومنها كتابنا
الورع وقال:
حدثني بها كلها الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز رحمه
الله عن أبي علي الغساني عن أبي العاصي حكم بن محمد الجذامي عن أبي
القاسم عبيد الله بن محمد بن جعفر السقطي عن أبي عمر محمد بن العباس
بن محمد بن زكرياء بن حيويه الحزاز عن أبي بكر عمر بن سعد القراطيسي
عن عن أبي بكر بن أبي الدنيا.
3 - والذهبي في (سير أعلام النبلاء) (13 / 404).
نسخة الكتاب:
اعتمدت في تحقيق هذا الكتاب على نسخة المكتبة الظاهرية
ب‍ (دمشق) وهي برقم (132، عام 3868) (158 - 180 ق)، ومنها
صورة بمكتبة جامعة الكويت، وقد كتبت بخط نسخ لا باس به بنمط واحد
من أول الكتاب إلى آخره، وتبلغ عدد أوراقها (22) ورقة في كل ورقة
صفحتين وفي كل صفحة (23) سطرا.
والنسخة مقابلة على نسخة الحافظ ضياء الدين عبد الواحد المقدسي
رحمه الله، وعليها سماعات كثيرة فقد قرأت على عدة من العلماء المشهورين
وكتب عليها بلغ مقابلة في عدة مواضع.
ولم أجد نسخة للكتاب غير هذه النسخة.
29

وقد احتوى الكتاب على سبع وثلاثين حديثا نبويا، ومائة وأربع
وتسعين اثرا.
عملي في الكتاب.
1 - تحقيق نص الكتاب، ومقابلة متون أحاديثه وآثاره وأسانيدها بمصادر
الحديث الأخرى، والتنبيه على التصحيفات والأغلاط، وبعض الكلمات
التي لم أستطع قراءتها لطمس أو نحوه وضعت مكانها نقط هكذا (...).
2 - عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من القرآن العظيم.
3 - ترقيم الأحاديث النبوية والآثار وتخريجها من مظانها والحكم عليها حسب
قواعد أهل الشأن.
4 - التعليق على بعض الأحاديث وذكر فوائدها.
5 - وضعت للكتاب ثلاثة فهارس للتسهيل:
أ - فهرست للأحاديث النبوية.
ب - فهرست للآثار.
ج - فهرست لأسماء الرواة.
والله اسال ان يجعل اعمالنا خالصة لوجهه الكريم وان لا يجعل لاحد فيها
شيئا، وان يقينا شر أنفسنا، ويعزم لنا على أرشد أمرنا، هو ولي ذلك والقادر
عليه ولا حول ولا قوة الا به وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وسلم.
وكتب
محمد بن حمد الحمود
في السادس من جمادى الأولى سنة ثمان وأربع مئة والف للهجرة النبوية
الشريفة.
30

الورقة الأولى من المخطوطة
31

الورقة الثانية من المخطوطة
33

الورقة قبل الأخيرة من المخطوطة
35

الورقة الأخيرة من المخطوطة وفيها السماعات
37

بسم الله الرحمن الرحيم (أول كتاب الورع)
أنبأنا أبو الحسن قال حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا قال
(1) أخبرنا الهيثم بن الخارجة والحكم بن موسى قالا حدثنا الحسن بن يحيى
الخشتي عن صدقة الدمشقي عن هشام الكناني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم عن
جبريل عن الله تبارك وتعالى قال ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت
عليه
(2) حدثنا فضيل بن عبد الوهاب قال حدثنا جعفر بن سليمان عن أبي طارق
السعدي عن الحسن عن أبي هريرة قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اتق المحارم تكن
من أعبد الناس
39

(3) سمعت محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي يحدث عن عبد الرحمن بن
محمد المحاربي عن أبي رجاء عن برد بن سنان عن مكحول عن وائلة بن الأسقع أنه
سمع أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كن ورعا تكن أعبد الناس
40

(4) حدثنا سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن يوسف الصباغ عن عطاء
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يسبق الدائب المجتهد فليكف
عن الذنوب
(5) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم الأشعث قال أخبرنا الفضيل
عن سفيان الثوري عن حماد عن إبراهيم عن عائشة قالت إنكم لن تلقوا الله بشئ
هو أفضل من قلة الذنوب
41

(6) حدثنا المثنى بن معاذ عن معاذ العنبري قال أخبرنا معتمر بن سليمان عن
علي بن زيد قال خطبنا عمر بن عبد العزيز بخناصرة فقال أرى أفضل العبادة
اجتناب المحارم وأداء الفرائض
(7) حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا حزم قال سمعت الحسن يقول الخير في
هذين الاخذ بما أمر الله والنهي عما نهى الله عنه
(8) حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي عن ضمرة بن ربيعة عن رجاء بن أبي
سلمة عن يونس عن الحسن قال ما عبد العابدون بشئ أفضل من ترك ما نهاهم
الله عنه
(9) حدثني محمد بن قدامة الجوهري عن شيخ حدثه قال قال رجل لداود
أن أوصني قال لا يراك الله عندما نهاك الله عنه ولا يفقدك عندما أمرك
به
42

(10) حدثني عون بن إبراهيم بن الصلت الشامي قال حدثنا أحمد بن أبي
الحواري قال حدثني أبو قرة محمد بن ثابت عن بعض أصحابه قال من كانت همته
في أداء الفرائض لم يكن له في الدنيا لذة
(11) حدثنا القاسم بن هشام بن سعيد قال حدثنا سعيدة ابنة حكامة قالت
حدثتني أمي حكامة بنت عثمان بن دينار عن أبيها عن مالك بن دينار عن أنس بن
مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية الله رأس كل حكمة والورع سيد العمل
ومن لم يكن له وريصده معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشئ من عمله (12)
حدثني أبو جعفر محمد بن يزيد الادمي أن يحيى بن سليم حدثهم عن
عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأس التقوى الصبر
وحقيقته العمل وتكملته الورع
43

(13) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثنا عبد الله بن عبد الجبار الخبائري
الحمصي قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثني عمرو بن خالد عن قتادة عن سعيد بن
المسيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حدود الاسلام المحيطة به أربعة الورع وهو
ملاك الامر والشكر في الرخاء وهو الفوز بالجنة والصبر على الشدة وهو النجاة
من النار والتواضع وهو شرف المؤمن
(14) حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن
قيس الملائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم خير من فضل العبادة وملاك
دينكم الورع
44

(15) حدثني إسماعيل بن أبي الحارث قال أخبرنا كثير بن هشام قال أخبرنا
عيسى بن إبراهيم عن مقاتل بن قيس الأزدي عن علقمة بن مرثد عن سلمان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبيبا الله غدا أهل الورع والزهد
(16) حدثنا خالد بن خداش بن عجلان قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن
بن موسى عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي هريرة كن ورعا في دين الله تكن
أعبد الناس
(17) حدثنا أبو محمد العتكي عبد الرحمن بن صالح قال أخبرنا عمرو بن
هاشم عن جويبر عن الضحاك عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله لموسى
عليه السلام لم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع
47

(18) حدثنا خالد بن خداش قال حدثني عبد العزيز بن محمد عن عبد الله بن
سليمان أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال أي الناس أفضل قالوا المصلون قال إن
المصلي يكون برا وفاجرا قالوا المجاهدون في سبيل الله قال إن المجاهد يكون برا
وفاجر اقالوا الصائمون قال إن الصائم يكون برا وفاجرا من عمر لكن
الورع في دين الله يستكمل طاعة الله
(19) حدثني سلمة بن شبيب عن علي بن بكار عن الحسن بن دينار عن
الحسن في قوله * (يؤتى الحكمة من يشاء) * قال الورع
(20) حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا عيسى بن ميمون عن معاوية بن قرة
قال دخلت على الحسن وهو متكئ على سريره فقلت يا أبا سعيد أي الاعمال
أحب إلى الله قال الصلاة في جوف الله والناس نيام قلت فأي الصوم أفضل
قال في يوم صائف قلت فأي الرقاب أفضل قال أنفسها عند أهلها وأغلاها
ثمنا قلت فما تقول في الورع قال ذاك رأس الامر كله
48

(21) حدثنا محمد بن هارون قال حدثنا أبو المغيرة عبد القدوس قال حدثنا
صفوان بن عمرو عن خالد بن معدان قال قيل له أتعرف النية قال ما أعرف
النية ولكني أعرف الورع فمن كان ورعا كان تقيا
(22) حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا موسى بن أيوب النصيبي قال حدثنا
مسكين بن بكير عن أرطأة قال قال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم لو صليتم حتى تصيروا مثل
الحنايا وصليتم حتى تكونوا أمثال الأوتاد وجرى من أعينكم الدموع أمثال
الأنهار ما أدركتم ما عند الله إلا بورع صادق
(23) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثني إسحاق بن عباد قال حدثنا أبو
إسماعيل المؤدب قال جاء رجل إلى العمري فقال عظني فأخذ حصاة من الأرض
فقال زنة هذه من الورع يدخل قلبك خير لك من صلاة أهل الأرض قال
زدني قال كما تحب أن يكون الله لك غدا فكن له اليوم
49

(24) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم عن عبد العزيز بن
السائب قال قال بعض السلف لترك دانق مما يكره الله أحب إلي من خمس مائة
حجة
(25) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا سلام
بن أبي مطيع عن يونس عن الحسن قال ما في الأرض شئ أحبه للناس من قيام
الليل قال فقال أبو إياس فأين الورع قال به به ذلك ملاك الامر
(26) حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا زافر بن سليمان عن بشير أبي
إسماعيل عن الضحاك قال أدركت الناس وهم يتعلمون الورع وهم اليوم
يتعلمون الكلام
50

(27) حدثنا عبد الله بن الهيثم قال حدثنا شعيب بن حرب عن مالك بن مغول
عن عمر الماصر عن الضحاك قال لقد رأيتنا وما يتعلم بعضنا من بعض إلا
الورع
(28) حدثنا سلمة بن شبيب قال حدثني سهل بن عاصم قال قال النضر بن
محمد نسك الرجل على قدر ورعه
(29) حدثني الحسن بن الصباح الذي قال حدثني أبو جعفر الصفار قال
قالت امرأة من البصرة حرام على قلب يدخله حب الدنيا أن يدخله الورع الخفي
(30) حدثني علي بن الحسن عن أبي وب محمد بن مزاحم قال قيل لابن
المبارك أي شئ أفضل قال الورع قالوا ما الورع قال حتى تنزع عن مثل
هذا وأخذ شيئا من الأرض
(31) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم قال قال صالح
المرى كان يقال المتورع في الفتن كعبادة النبيين في الرخا
(32) حدثنا عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا ضمرة بن ربيعة قال أنبأنا ثور بن
يزيد قال لا أعلمه إلا عن خالد بن معدان قال من لم يكن له حلم يضبط به
جهله وورع يحجز عما حرم الله عليه وحسن صحابة عن يصحبه فلا حاجة لله
فيه
51

(33) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم بن الأشعث قال سألت فضيل بن عياض فقلت أي الاعمال أفضل قال ما لا بد منه قلت أداء
الفرائض واجتناب المحارم قال نعم أحسنت يا بخاري وهو الورع
(34) قال بن إسحاق ورأيت فضيل في النوم فقلت أوصني قال
عليك بالفرائض فلم أر شيئا أفضل منها
(35) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا خلف بن الوليد عن عباد بن عباد عن
هشام بن عروة قال كان أبي يطول في الفريضة ويقول هي رأس المال
(36) حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا عون بن موسى قال سمعت معاوية بن
قرة قال تذاكروا عند الحسن أي الاعمال أفضل قال فكأنهم اتفقوا على قيام
الليل قال فقلت أنا ترك المحارم قال فانتبه الحسن لها فقال تم الامر تم الامر
52

(37) حدثنا علي بن الجعد قال أخبرنا الربيع بن صبيح عن الحسن قال أفضل
العبادة التفكو الورع
(38) حدثنا هارون بن عبد الله قال حدثنا سيار قال حدثنا عامر بن يساف قال
حدثني يحيى بن أبي كثير قال يقول الناس فلان الناسك فلان الناسك إنما
الناسك الورع
(39) حدثني القاسم بن هاشم قال عن الخطاب بن عثمان الفوزي وكان
يقال أنه من الابدال قال حدثنا عبثر بن القاسم الأسدي عن العلاء بن ثعلبة
الأسدي عن أبي المليح عن وائلة بن الأسقع قال ترائيت للنبي صلى الله عليه وسلم بمسجد الخيف
فقال لي أصحابه إليك يا وائلة تنح عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
دعوه فإنما جاء ليسئل قال فقلت بأبي أنت وأمي تفتينا بأمر نأخذه عنك من
بعدك قال لتفتك نفسك قلت وكيف لي بذلك قال تدع ما يربيك إلى ما
لا يربيك وإن أفتاك المفتون قلت وكيف لي بذلك قال تضع يدك على قلبك
فإن الفؤاد ليسكن للحلال ولا يسكن للحرام وان الورع المسلم يدع الصغير
مخافة أن يقع في الكبير
53

(40) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثنا المسيب بن واضح قال سمعت أبا
عبد الرحمن يقول إذا كان العبد ورعا ترك ما يربيه إلى ما لا يربيه
(41) حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال حدثنا خالد بن عبد الله عن الشيباني
عن الشعبي قال بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما ترك عبد الله شيئا من الدنيا الا
أعطاه من الدنيا ما هو خير له مما ترك
54

(42) حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا يزيد بن
إبراهيم عن إبراهيم بن العلاء عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي
بن كعب قال ما ترك عبد شيئا لا يتركه إلا لله إلا آتاه الله ما هو خير منه من حيث
لا يحتسب ولا تهاون به فأخذه من حيث لا ينبغي له إلا أتاه الله بما هو أشد عليه
(43) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم عن خلاد بن بزيع
عن سهيل بن أبي حزم قال سمعت مالك بن دينار قال قال عمر بن
عبد العزيز ما تركت من الدنيا شيئا إلا أعقبني الله عز وجل في قلبي ما هو أفضل منه
يعني من الزهد وما أنعم الله في ديني أفضل
55

(44) حدثنا سريج بن يونس قال حدثنا محمد بن حميد عن سفيان قال قال
الحسن أدركت أقواما يدعون إلى الحلال وهم مجتهدون فيه فيدعونه يقولون
نخشى أن يفسدنا حتى يموتوا جهدا
(45) حدثنا سريج قال حدثنا عثمان بن مطر عن هشام عن الحسن قال
لقيت أقواما كانوا فيما أحل الله لهم أزهمنكم فيما حرم عليكم
56

(46) حدثنا أحمد بن إبراهيم بن كثير قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا
مخلد يعني بن حسين عن هشام قال كنا قعودا ومعنا يونس بن عبيد وذكرنا
شيئا فتذاكروا أشد الاعمال فاتفقوا على الورع فجاء حسان بن أبي سنان
فقالوا قد جاء أبو عبد الله فجلس فأخبروه بذلك فقال حسان إن للصلاة
لمؤنة وان للصيام لمؤنة وان للصدقة لمؤنة وهل الورع الا إذا رابك شئ تركته
(47) حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا الأصمعي قال حدثني بعض أصحابنا من
أهل الصلاح والفقه قال قال يونس بن عبيد أعجب شئ سمعت به في الدنيا ثلاث
كلمات قول بن سيرين ما حسدت أحدا على شئ قط وقول مورق قد دعوت
الله بحاجة منذ أربعين سنة فما قضاها لي فما يئست منها وقول حسان بن أبي سنان
ما شئ هو أهون من الورع إذا رابك شئ فدعه
57

(48) حدثني عون بن إبراهيم قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا إسحاق
بن إبراهيم بن نسطاس الكثيري قال حدثني مربع عن أم أنس أنها قالت أوصني يا
رسول الله قال هجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة وحافظي على الفرائض
فإنها أفضل الجهاد وأكثري من ذكر الله فإنك لا تأتين الله غدا بشئ
أحب إليه من كثرة ذكره
(49) حدثني يحيى بن يوسف الزمي قال حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران
قال الذكر ذكر ان ذكر الله باللسان حسن وأفضل من ذلك أن يذكر الله العبد
عند المعصية فيمسك عنها
58

(50) حدثنا القاسم بن هشام قال حدثنا الخطاب بن عثمان الفوزي قال
حدثنا عبثر بن القاسم الأسدي قال حدثني العلاء بن ثعلبة الأسدي عن أبي المليح
عن واثلة بن الأسقع قال قلت يا رسول الله من الورع قال الذي يقف عند
الشبهة
(51) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل بن عاصم عن عصمة بن
المتوكل قال قال لقمان الحكيم حقيقة الورع العفاف
(52) حدثني سلمة بن شبيب قال حدثنا سهل قال حدثنا أبو يزيد الفيض قال
سألت موسى بن أعين عن قول الله * (إنما يتقبل الله من المتقين) * قال
تنزهوا عن أشياء من الحلال مخافة أن يقعوا في الحرام فسماهم الله متقين
(53) حدثني أبي وأحمد بن منيع عن مروان بن شجاع عن عبد الكريم الجزري
قال ما خاصم ورع قط يعني في الدين
59

(54) حدثني سلمة بن شبيب عن زهير بن عباد الرؤاسي قال حدثني داود بن
هلال قال كان يقال الذي يقيم به وجهه العبد عند الله التقوى ثم شعبة الورع
(55) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم بن الأشعث قال سألته
يعني الفضيل عن الورع فقال اجتناب المحارم
(56) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أبو الجواب عن عمار بن رزيق عن
خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر المدايني قال عملك ما وثقت أجره خير من تكلفك
ما لا تأمن وزره الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكة
(57) حدثني القاسم بن هاشم قال حدثنا علي بن عياش قال
حدثنا عتبة بن ضمرة بن حبيب عن أبيه قال لا يعجبكم كثرة صلاة امرئ ولا
صيامه ولكن انظروا إلى ورعه فإن كان ورعا مع ما رزقه الله من العبادة فهو
عبد الله حقا
(58) حدثت عن محمد بن المبارك الصوري قال قلت لراهب ما علامة
الورع قال الهرب من مواطن الشبهة
60

باب الورع في النظر
(59) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال أخبرنا يعلي بن عبيد قال أخبرنا أبان بن
إسحاق عن الصباح بن محمد عن مرة عن عبد الله قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم
لاناس من أصحابها ستحيوا من الله حق الحياء قالوا يا رسول الله إنا لنفعل
ذلك قال ليس ذلك من الحياء من الله ولكن من استحيى من الله حق الحياء
فليحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وليذكر الموت والبلى فمن فعل ذلك
فقد استحيى من الله حق الحياء
61

(60) حدثني أبي قال أنبأنا علي بن الحسن بن شقيق قال أنبأنا عبد الله بن
المبارك عن داود الطائي قال كانوا يكرهون فضول النظر
(61) حدثني محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن حبان بن موسى قال
سمعت عبد الله يقول حفظ البصر أشد من حفظ اللسان
(62) حدثنا محمد بن قدامه وأبو همام عن محمد بن سابق عن مالك بن مغول
عن أبي سنان قال قال عمرو بن مرة ما أحب أني بصير كنت نظرت نظرة وأنا
شاب
62

(63) حدثني محمد بن حسان السمتي عن خلف بن خليفة عن أبي هاشم عن
سعيد بن جبير قال كانت فتنة داود عليه السلام في النظر
(64) حدثني أحمد بن عبدة الضبي قال عن حماد بن زيد قال سمعت أبي
وأسنده قال لرب نظرة لان تلقى الأسد فيأكلك خير لك منها وهل لقي داود بن
ما لقي إلا من تلك النظرة
(65) وبلغني عن سعيد بن أبي مريم فيما بلغني عن يحيى بن
أيوب عن عبيد الله بن زحر عن خالد بن أبي عمران قال لا تتبعوا النظر النظر فربما
نظر العبد النظرة ينغل منها قلبه كما ينغل الأديم في الدباغ ولا ينتفع به
(66) حدثنا رجاء بن السندي قال حدثنا وكيع قال خرجنا مع سفيان
الثوري في يوم عيد فقال إن أول ما نبدأ به في يومنا غض أبصارنا
63

(67) حدثني أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن عيسى قال حدثنا محمد بن
عبد الله الزراد قال خرج حسان بن أبي سنان إلى العيد فقيل له لما رجع يا أبا
عبد الله ما رأينا عيدا أكثر نساء منه قال ما تلقتني امرأة حتى رجعت
(68) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني غسان بن الفضل قال حدثني شيخ
لنا يقال له أبو حكيم قال خرج حسان بن أبي سنان يوم العيد فلما رجع قالت له
امرأته كم من امرأة حسنة قد نظرت اليوم إليها فلما أكثرت عليه قال ويحك ما
نظرت إلا في إبهامي منذ خرجت حتى رجعت إليك
(69) حدثنا علي بن الجعد قال أنبأنا شريك عن أبي ربيعة الايادي عن بن
بريدة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعليلا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى
وليست لك الآخرة
64

(70) حدثنا خلف بن هشام قال أنبأنا أبو شهاب عن يونس عن عمرو بن
سعيد عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن جرير أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة
الفجأة فقال اصرف بصرك
65

(71) حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عبد الله يعني بن المبارك عن
عبد الوهاب بن ورد عن عطارد عن بن عمر قال من تضييع الأمانة النظر في
الحجرات والدور
(72) حدثنا عبد الرحمن بن صالح عن أبي أسامة عن أبي روح عن أنس
قال إذا مرت بك امرأة فغمض عينيك حتى تجاوزك
(73) حدثنا القاسم بن هاشم قال حدثني عمر بن حفص العسقلاني قال
حدثني إبراهيم بن أدهم قال حدثنا أبو عيسى المرزوي قال سمعت سعيد بن المسيب
في خلافة عبد الملك بن مروان يقول لا تملاوا أعينكم من أئمة الجور وأعوانهم إلا
بالانكار من قلوبكم لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة
66

(74) حدثني محمد بن عباد بن موسى قال حدثنا كثير بن هشام قال كان سفيان
الثوري قاعد بالبصرة فقيل له هذا مساور بن سوار يمر وكان على شرطة محمد بن
سليمان فوثب فدخل داره وقال أكره أن أرى من يعصي الله ولا أستطيع أن
أغير عليه
(75) حدثني علي بن الحسن قال قال فضيل بن عياض لا تنظروا إلى
مراكبهم فإن النظر إليها يطفئ نور الانكار عليهم
(76) حدثنا يوسف بن موسى قال حدثنا الحسن بن الربيع عن يحيى بن يمان
قال كنت مع سفيان الثوري فرأى دارا فرفعت رأسي أنظر إليها فقال
سفيان لا تنظر إليها فإنما بنيت لكي ينظر إليها مثلك
67

(77) حدثنا المثنى بن معاذ حدثنا معتمر بن سليمان عن إسحاق بن سويد
قال سمعت العلاء بن زياد يقول لا تتبع بصرك حسن ردف المرأة فإن النظر يجعل
الشهوة في القلب
(78) حدثنا المثنى قال أنبأنا معتمر قال سمعت إسحاق يقول هذه النظرة
الأولى فما بال الآخرة
باب الورع في السمع
(79) حدثنا عمر بن سعيد الدمشقي قال أنبأنا سعيد بن عبد العزيز عن
سليمان بن موسى عن ناقال كنت مع بن عمر في طريق فسمع زمارة راعي
فوضع أصبعيه في أذنيه ثم عدل عن الطريق ثم قال يا نافع أتسمع قلت لا
فأخرج أصبعيه من أذنيه ثم عدل عن الطريق ثم قال يا نافع أتسمع قلت لا
فأخرج أصبعيه من أذنيه ثم عدل إلى الطريق ثم قال هكذا رأيت رسول الله (ص)
صنع
68

(80) حدثنا داود بن عمرو الضبي قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن مالك بن
انس عن محمد بن المنكدر قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادي: أين الذين كانوا
ينزهون أنفسهم واسماعهم عن مجالس اللهو ومزامير الشيطان اسكنوهم بياض
المسك ثم تقول الملائكة أسمعوهم تمجيدي وتحميدي
(81) حدثني دهثم بن الفضل القرشي قال أنبأنا رواد بن الجراح قال حدثنا
الأوزاعي عن عبده بن أبي لبابة قال في الجنة شجر أثمارها الياقوت والزبرجد
واللؤلؤ فيهب الله ريحا فتضطرب فما سمع صوت قط ألذ منه
(82) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا علي بن عاصم قال حدثني سعيد بن
أبي سعيد الحارثي قال حدثت أن في الجنة أجاما من قصب من ذهب حملها اللؤلؤ
فإذا اشتهى أهل الجنة أن يسمعوا صوتا حسنا بعث الله على تلك الآجام ريحا
فتأتيهم بكل صوت يشتهونه
(83) حدثنا الفضل بن يعقوب قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال
حدثني ثعلبة عن ليث عن مجاهد قال كنت أمشي مع بن عمر فسمع صوت
طبل فأدخل أصبعيه في أذنيه ثم مشى فلما انقطع الصوت أرخى يديه فعل
ذلك مرتين أو ثلاثا ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل
71

(84) حدثني سويد بن سعيد قال حدثنا الحكم بن سنان عن عمرو بن دينار
قال كان رجل من أهل المدينة له أخت في باحة المدينة فهلكت وأتى
السوق يجهزها ولقيه رجل معه كيس فيه دنانير فجعلته في حجرته فلما دفنها
ورجع إلى منزله ذكر الكيس في القبر فاستعان برجل من أصحابه فنبشا فوجد
الكيس فقال الرجل لصاحبه تنح حتى على الرجال أختي فرفع ما على
اللحد وإذا القبر يشتعل نارا فرده ودعا الرجل فسوى معه القبر ثم رجع إلى أمه
فقال أخبريني ما حال أختي قالت وما تسئل عنها السر قد مات قال
أخبريني قالت كانت أختك تؤخر الصلاة ولا تصلي فيما كتب الوضوء وتأتي أبواب
الجيران إذا ناموا فتلقم أذنها أبوابهم فتخرج حديثهم
(85) حدثني محمد بن قدامه عن النضر بن يزيد عن محمد بن فضيل عن عبيد
الله قال كان القاضي إذا مات في بني إسرائيل جعل في أوج أربعين سنة فإن
تغير منه شئ علموا أنه قد جار في حكمه فمات بعض قضاتهم فجعل في أوج
عينها القيم يقوم عليه إذا أصابت المكنسة طرف أذنه فانفجرت صديدا فشق ذلك
على بني إسرائيل فأوحى الله إلى نبي من أنبيائهم أن عبدي هذا لم يكن به بأس
ولكنه استمع يوما في أحد أذنيه من الخصم أكثر مما استمع من الاخر فمن ثم فعلت
به هذا
72

(86) حدثنا أحمد بن منيع قال أنبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا همام عن قتادة
عن عكرمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من استمع إلى حديث قوم لا يحبون
أن يستمع حديثهم أذيب في أذنه الآنك
73

باب الورع في الشم (87) حدثنا داود بن عمرو قال أنبأنا إسماعيل بن عياش عن
شيخ من أهل البصرة عن الحسن قال مر عيسى بن مريم عليه السلام مع أصحابه
برائحة منتنة فوضع القوم أيديهم على أنفهم ولم يفعل ذلك عيسى ثم مروا
برائحة طيبة فكشفوا أيديهم عن أنفهم ووضع عيسى يده على أنفه فقيل له في
ذلك فقال إن الرائحة الطيبة نعمة فخفت أن لا أقوم بشكرها والرائحة المنتنة
بلاء فأحببت الصبر على البلاء
(88) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال أنبأنا محمد بن مروان العقيلي عن يونس بن
أبي الفرات أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله أتي بغنائم مسك فأخذ بأنفه فقالوا يا
أمير المؤمنين تأخذ بأنفك لهذا قال إنما ينتفع من هذا بريحه فأكره أن أجد ريحه
دون المسلمين
(89) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال أنبأنا جرير عن منصور عن أبي عمرو
الشيباني عن أبي موسى الأشعري قال لان يمتلئ منخراي من ريح جيفة أحب إلي
من أن يمتلئا من ريح امرأة
(90) حدثنا محمد بن عبد الله المديني قال حدثنا معتمر بن سليمان سمع أباه
يحدث عن نعيم بن أبي هند أن عمر بن الخطاب كان يدفع إلى امرأته طيبا
للمسلمين كانت تبيعه فتزن فترجح وتنقص فتكسر بأسنانها فتقوم لهم الوزن
فعلق بإصبعها منه شئ فقالت بأصبعها في فيها فمسحت به خمارها وأن عمر جاء
فقال ما هذه الريح فأخبرته خبرها فقال تطيبين بطيب المسلمين فانتزع خمارها فجعل يقول
بخمارها في التراب ثم يشمه ثم يصب عليه الماء ثم
يقول به في التراب حتى ظن أن ريحه قد ذهبت ثم جاءتها العطارة مرة أخرى
74

فباعت منها فوزنت لها فعلق بأصبعها منها شئ فقالت فأصبعها في فيها ثم قالت
بأصبعها في التراب فقالت العطارة ما هكذا صنعت أول مرة فقالت أو ما
علمت ما لقيت منه لقيت منه كذا وكذا
باب الورع في اللسان
(91) حدثني عمران بن موسى البصري قال حدثنا حماد بن زيد عن أبي
الصهباء عن سعيد بن جبير عن أبي سعيد الخدري أحسبه رفعه قال إذا أصبح بن
آدم كفرت الأعضاء كلها اللسان تقول اتق الله فينا فإنك إن استقمت استقمنا
وإن اعوججت اعوججنا
75

(92) حدثني أبو علي عبد الرحمن بن زبان الطائي قال حدثنا عبد الصمد بن
عبد الوارث عن عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب
اطلع على أبي بكر رحمهما الله وهو يمد لسانه فقال ما تصنع يا خليفة رسول الله
قال هذا أوردني الموارد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليس شئ من الجسد الا يشكو
إلى الله اللسان على حدته
76

(93) حدثني المفضل بن غسان بن مفضل قال حدثنا أبو نعيم قال سمعت
الحسن بن حي يقول فتشت الورع فلم أجده في شئ أقل منه في اللسان
(94) حدثنا محمد بن علي بن الحسن عن إبراهيم بن الأشعث قال سمعت
الفضيل بن عياض يقول أشد الورع في اللسان
(95 حدثني العباس بن جعفر قال حدثنا أبو معاوية الغلابي عن سلم بن
أبي النضر قال سمعت يونس بن عبيد يقول انك لتعرف ورع الرجل في كلامه
(96) حدثني سلمة بن شبيب عن بن أبي رزمة قال سئل عبد الله يعني بن
المبارك أي الورع أشد قال اللسان
(97) حدثني أبو بكر الصوفي قال سمعت الفضيل بن عياض يقول الورع في
اللسان
(98) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا جرير عن أبي حيان
التيمي قال كان يقال ينبغي للعاقل أن يكون أحفظ للسانه منه لموضع قدمه
(99) حدثنا إسحاق قال سمعت سفيان يقول سمع مطرف بن عبد الله رجلا
يقول لاخر فقال دعك إذا ذكرت الله فانظر ماذا تصرف إليه
77

(100) حدثني عبد الصمد بن يزيد قال سمعت فضيلا قال كان بعض
أصحابنا نحفظ كلامه من الجمعة إلى الجمعة
(101) قال وسمعت عبد المنعم بن إدريس يقول كان وهب بن منبه نحفظ
كلامه كل يوم نعده فإن كان خيرا حمد الله وإن كان غير ذلك استغفر
(102) حدثني هارون بن سعيد قال حدثني بعض الكوفيين قال سمعت
الحسن بن حي يقول اني لأعرف رجلا يعد كلامه فكانوا يرون أنه هو
(103) حدثنا محمد بن ناصح قال حدثنا بقية بن الوليد عن أرطأة بن المنذر
قال تعلم رجل الصمت أربعين سنة بحصاة يضعها في فيه لا ينتزعها إلا عند
طعام أو شراب أو نوم
(104) حدثني محمد بن بشير قال أخبرنا عبد الرحمن بن جرير قال حدثنا أبو
حازم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتقى الله كل لسانه ولم يشف
غيظه
78

(105) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا عنبسة بن سعيد عن بن المبارك عن
رجل عن صالح بن كيسان قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول اني وجدت متقي
الله ملجما
(106) حدثني محمد بن الحسين قال حدثني بن بسطام قال قلت لجار لضيغم
هل سمعت أبا مالك يذكر من الشعر شيئا قال ما سمعته يذكر من الشعر شيئا
إلا شيئا واحدا قلت ما هو قال
قد يخزن الورع التقي لسانه
حذر الكلام وانه لمفوه
باب الورع في البطش
(107) حدثنا المثنى بن معاذ العنبري قال حدثني أبي عن شعبة عن منصور
عن إبراهيم أن رجلا من العباد كلم امرأة فلم يزل حتى وضع يده على فخذها
فذهب فوضع يده في النار نشت
(108) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا حسين بن محمد عن المبارك بن
فضالة عن عبد الله بن مسلم بن يسار عن أبيه قال إني لأكره أن أمس فرجي
بيميني وأنا لأرجو أن أخذ بها كتابي
79

(109) حدثني إبراهيم بن سعيد قال حدثنا موسى بن أيوب قال أنبأنا بقية
عن ثور عن خالد بن معدان قال إياكم والخطران فإن الرجل قد تنافق يده من
سائر جسده
(110) حدثنا أحمد بن أبان قال حدثنا بن عيينة قال ما رئي علي بن
الحسين قط إذا مشى يقول بيده هكذا كأنه خطر بهما
(111) حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن صالح العتكي قال أنبأنا إبراهيم بن
هراسة عن سعيد بن حازم أبي عبد الله التيمي عن رجل عن الحسن بن علي أنه
كان إذا مشى لم تسبق يمينه شماله
(112) حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني قال أنبأنا عمرو بن أبي سلمة
عن صدقة بن عبد الله عن عبيد الله بن علي عن سليمان بن حبيب قال أخبرني
أسود بن أصرم المحاربي قال قلت أوصني يا رسول الله قال لا تبسط يدك إلا
إلى خير ولا تقل بلسانك إلا معروفا
80

(113) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا حجاج بن محمد عن أبي بكر
الهذلي قال بينما نحن مع الحسن إذ مر عليه بن الأهتم يريد المقصورة وعليه
جباب خز مختلفة ألوانها قد نضد بعضها فوق بعض فما تفرج عنها قباوة وهو
يمشي يتبختر فنظر إليه الحسن نظرة وقال أف أف شامخ بأنفه ثاني عطفه
مصعر خده ينظر في عطفيه أين ينظر في عطفيك في نعم غير مشكورة ولا
مذكورة غير المأخوذ بأمر الله فيها ولا أحق الله منها والله أن
يمشي أحدهم طبيعته أن يتخلج تخلج المجنون في كل عصب من أعصابه لله نعمة
وللشيطان به لعبة فسمع بن الأهتم فرجع يعتذر إليه فقال لا تعتذر إلي وتب
إلى ربك أما سمعت قول الله تبارك وتعالى ولا تمشي في الأرض مرحا إنك لن تخرق
الأرض ولن تبلغ الجبال طولا
(114) حدثنا محمد بن حاتم قال أنبأنا شاذان عن الحسن بن صالح عن
منصور أنه كان في الديوان وكان في الديوان دن فيه طين فقال له رجل ناولني
طينا أختم به هذا الكتاب قال أعطني كتابك حتى أنظر ما فيه
82

باب الورع في البطن
(115) حدثنا سعدويه وعلي بن الجعد عن الفضيل بن مرزوق عن عدي
بن ثابت عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله طيب لا
يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال * (يا أيها الرسل كلوا
من الطيبات واعملوا صالحا) * وقال * (يا أيها الذين أمنوا كلوا من
طيبات ما رزقناكم) * ثم ذكر العبد يطيل السفر أشعث أغبر
رافعا يديه يا رب يا رب مطعمه حرام ومشربه حرام ملبسه حرام وغذي
بالحرام فأنى يستجاب لهذا
(116) حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا المعافي بن عمران عن أبي بكر بن
عبد الله بن أبي مريم عن ضمرة بن حبيب عن أم عبد الله أخت شداد بن أوس أنها
83

بعثت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن عند فطره وذلك في طول النهار وشدة الحر فرد
إليها رسولها أنى لك هذا اللبن قالت من شاة لفرد إليها رسولها أنى
لك هذه الشاة قلت اشتريتها من مالي فشرب فلما كان من غد أتت أم
عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله بعثت إليك بذلك اللبن مرثية
لك من طول النهار وشدة الحر فرددت فيه إلي الرسول فقال النبي صلى الله عليه وسلم بذلك
أمرت الرسل قبلي ألا تأكل إلا طيبا ولا تعمل إلا صالحا
(117) حدثني إبراهيم بن سعيد قال أخبرنا يزيد بن هارون قال حدثنا
محمد بن إسحاق عن موسى بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان
يجعل أحدكم في فيه ترابا خير له من أن يجعل فيه ما حرم الله عليه
(118) حدثنا علي بن الجعد قال حدثنا المسعودي عن القاسم قال كان
لأبي بكر رحمه الله غلام يأتيه بكسبه كل ليلة ويسئله من أين أصبت فيقول
أصبت من كذا فأتاه ذات ليلة بكسبه وأبو بكر قد ظل صائما فنسي أن يسئله
فوضع يده فأكل فقال الغلام يا أبا بكر كنت تسئلني كل ليلة عن كسبي إذا
جئتك فلم أرك سألتني عنه الليلة قال فأخبرني من أين هو قال تكهنت
لقوم في الجاهلية فلم يعطوني أجري حتى كان اليوم فاعطوني وإنما كانت
84

كذبة فادخل أبو بكر في حلقه فجل يتقيأ فذهب الغلام فأتى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره فقال إني كذبت أبا بكر فضحك النبي صلى الله عليه وسلم أحسبه قال ضحكا
شديدا وقال إن أبا بكر يكره أن يدخل بطنه إلا طيبا
85

(119) حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود قال أنبأنا أبو عوانة عن قتادة عن الحسن
عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم ألا يجعل في
بطنه إلا طيبا فليفعل فإن أول ما ينتن من الانسان بطنه
86

(120) حدثني محمد بن عباد بن موسى قال حدثنا إسماعيل الأرقط عن
رجل صحبت الثوري إلى مكة قال فمررنا برجل في بعض المنعشيان في
يوم شديد الحر عنده حباب يسقي الماء فاستظلنا بظله وشربنا من ماء فسأله
سفيان عن أمره فقال إن هؤلاء القوم يجرون علي رزقا لهذا فقام
سفيان فتنحى ثم تقيا حتى كادت نفسه تخرج ثم قعد في الشمس وامتنع أن
يستظل قال فقلنا للجمال إرحل لا يموت الشيخ فرحلنا
(121) حدثني سليمان بن منصور الخزاعي قال حدثني يحيى بن سعيد
الأموي قال زاملت أبا بكر بن عياش إلى مكة فكان من أورع من رأيت
أهدي له رطب برني فقيل له بعد هذا من بستان خالد بن سلمة المخزومي
المقبوض عنه فأتى إلى خالد بن سلمة واستحل منهم ونظر إلى قيمة الرطب
فتصدق بها
(122) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا أبو عبد الله المروزي قال سمعت
علي بن أبي بكر الاسفذني قال اشتهى وهيب بن الورد لبنا فجاءته به خالته من
شاة لآل عيسى بن موسى فسألها عنه فأخبرته فأبى أن يأكله فقالت له كل
فأبى فعاودته وقالت إني أرجو أن أكلته أن يغفر الله لك أي باتباع شهوتي
فقال ما أحب أني أكلته وأن الله غفر لقالت لم قال إني أكره أن أنال
مغفرته بمعصيته
87

(123) حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني
مؤمل بن إسماعيل قال سمعت وهيبا يقول لو قمت مقام هذا السارية ما
نفعك حتى تنظر ما تدخل بطنك حلال أم حرام
(124) حدثنا سعدويه قال سمعت عبد الله بن عبد العزيز العمري يقول
قال رجل لعيسى بن مريم أوصني قال انظر خبزك من أين هو
(125) حدثني الحسن بن عتبة قال قال رجل لبشر بن الحارث أوصني
قال أخمل ذكرك وطيب مطعمك
(126) حدثني أبو بكر التميمي قال أنبأنا الربيع بن نافع قال أنبأنا عطاء بن
مسلم قال ضاعت نفقة إبراهيم بن أدهم بمكة فمكث يستف الرمل خمسة عشر
يوما
88

(127) حدثنا خلف بن سالم قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم بن مهاجر قال سمعت عبد الملك بن عمير قال حدثني رجل من
ثقيف قال استعملني علي على عكبرا ولم يكن السواد المصلون فقال لي
بين أيديهم استوف منهم خراجهم ولا يجدوا فيك معفا ولا رخصة ثم قال لي
رح إلي عند الظهر فرحت إليه فلم أجد عنده حاجبا يحجبني دونه ووجدته
جالسا عنده قدحا وكوز من ماء فدعا بطية فقلت في نفسي لقد أمنني حين يخرج
إلي جوهرا فإذا عليها خاتم فكسر الخاتم فإذا فيها سويق فصب في القدح
فشرب منه وسقاني فلم أصبر فقلت يا أمير المؤمنين تصنع هذا بالعراق وطعام
العراق أكثر من ذلك قال إنما اشتري قدر ما يكفيني وأكره أن يفنى فيصنع
فيه من غيره وإني لم أختم عليه بخلا عليه وإنما حفظي لذلك وأنا أكره أن
أدخل بطني إلا طيبا ولئن قلت لك بين أيديهم الذي قلت لك لأنهم قوم
خدع وأنا آمرك بما آمرك به الآن فإن أخذتهم به وإن أخذك الله به دوني ولئن
بلغني عنك خلاف ما أمرك به عزلتك لا تبيعن لهم رزقا يأكلونه ولا كسوة
شتاء ولا صيف ولا تضرب رجلا منهم سوطا في طلب درهم ولا تقمه فطلب
درهم فإنا لم نؤمر بذلك ولا تبيعن لهم دابة يعملون عليها إنما أمرنا أنأخذ
منهم العفو قال إذا جئتك كما ذهبت قال فإن فعلت قال فذهبت فسعيت
بما أمرني به فرجعت إليه وما بقي علي درهم واحد إلا وفيته
(128) حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا عبد الله بن وهب عن
بن لهيعة عن عبد الله بن هبيرة عن عبد الله بن زرير الغافقي قال دخلنا على علي
بن أبي طالب يوم أضحي فقدم إلينا خزيرة فقلنا يا أمير المؤمنين لو قدمت
إلينا من هذا البط والوز والخير كثير قال يا بن زرير إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لا يحل للخليفة إلا قصعتان قصعة يأكلها هو وأهله
وقصعة يطعمها
89

(129) حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي قال أنبأنا أبو أسامة عن سفيان عن أبي
الجحاف عن رجل من خثعم قال دخلت على حسن وحسين وهما يأكلان خبزا
وخلا وبقلا فقلت لهما أنتما ابنا أمير المؤمنين وأنتما تأكلان ما أرى وفي الرحبة
ما فيها قالا ما أقل علمك بأمير المؤمنين إنما ذاك للمسلمين
(130) حدثنا أبو عبد الرحمن قال حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم قال
حدثني أمي عن أم عثمان أن أم ولد كانت لعلي قالت جئت عليا يوما وبين يديه
قرنفل مكثوب فقلت يا أمير المؤمنين هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة قال
ايتيني درهما بيده هكذا فإنما هذا مال المسلمين أو اصبري حتى يأتيني حظي
فأهب لك منه فأبي أن يهب لي منه شيئا
90

(131) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا جرير عن الأعمش عن
عمرو بن مرة عن أبي صالح الحنفي قال دخلت على أم كلثوم فقالت إئتوا أبا
صالح بطعام فأتوني بمرقة فيها جنوب فقلت أتطعموني هذا وأنتم أمراء
قالت كيف لو رأيت أمير المؤمنين عليا وأتي بأترج فأخذ الحسن أو الحسين منها
أترجة لصبي لهم فانتزعها من يده وقسمها بين المسلمين
(132) حدثنا هارون بن عمر القرشي قال حدثنا أسد بن موسى قال حدثنا
بن لهيعة قال حدثنا بن هيبرة عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري أنه خرج إلى عمر
فنزل عليه وكانت لعمر ناقة يحلبها فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنا فأنكره
فقال ويحك من أين هذا اللبن فقال يا أمير المؤمنين إن الناقة انفلت عليها
ولدها فشرب لبنها فحلبت لك ناقة من مال الله فقال له عمر ويحك سقيتني
نارا ادع لي علي بن أبي طالب فدعاه فقال إن هذا عمد إلى ناقة من مال الله
فسقاني لبنها أفتحله لي قال نعم يا أمير المؤمنين هو لك حلال
ولحمها وأوشك أن يجئ من لا يرى لنا في هذا المال حق
91

باب
الورع في الفرج
(133) حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال أنبأنا جرير عن ليث عن أبي نجيح
عن عبد الله بن عمرو قال أول مخلق الله من الانسان فرجه ثم قال هذه
أمانتي عندك لا تضعها إلا في حقها فالفرج أمانة والسمع أمانة والبصر أمانة
(134) حدثنا عاصم بن عمر بن علي المقدمي قال حدثني أبي عن أبي حازم
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يتوكل لي ما بين لحييه ورجليه
أتوكل له بالجنة
92

(135) حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا عبد الله بن إدريس
قال أخبرني أبي وعمي عن جدي عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر
ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل
الناس النار قال الأجوفان الفم والفرج
93

(136) حدثنا عبد الرحمن بن واقد وغيره عن خلف بن خليفة عن حميد
الأعرج عن عبد الله بن الحارث قال قال علي بن أبي طالب أهلك بن آدم
الأجوفان الفرج والبطن
(137) - حدثنا عمار بن نصر قال أنبأنا بقية عن أبي بكر بن عبد الله ابن أبي
ميم عن الهيثم بن ما لم الطائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من ذنب - بعد
الشرك بالله - أعظم عند الله من نطفة وضعها رجل في رحم لا تحل له).
138 - أنبأنا خالد بن خداش قال حدثني سلم بن قتيبة قال سمعت سفيان
يقول: لو أن رجلا لعب بغلام بين إصبعين من أصابع رجله يريد بذلك الشهودة،
لكان لواطا.
94

باب
" الورع في المسعى "
[170 - ب] - 139 - حدثنا أحمد بن عمران بن عبد الملك الأخنسي قال
سمعت أبا خالد يحدث عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري قال:
كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم داود (1): اللهم يوم تراني أجاوز مجالس الذاكرين إلى
مجالس المتكبرين، فاكسر رجلي، فإنها نعمة من بها على.
140 - اخبرني محمد بن قدامة قال قال عبد الملك بن مروان: ما مشيت
بالقرآن إلى خزية منذ قرأته.
141 - حدثنا أبو خثيمة قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال عن سفيان
عن ابن الأعرج عن وهب بن منبه قال: في حكمة آل داود: حق على العاقل ان
لا ير طاعنا [إلا] (2) في ثلاث: زاد لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم.
142 - حدثنا خلف بن هشام قال حدثنا أبو عوانة عن قتادة قال: كان
المؤمن لا ير الا في ثلاثة (3) مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا
بأس بها.
95

143 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا
عاصم الأحول قال قال لي فضيل الرقاشي وانا أسأله: يا هذا! لا يشغلك كثرة
الناس عن نفسك، فان الامر يخلص إليك دونهم، ولا تقل اذهب هاهنا وهاهنا
فينقطع عني النهار، فان الامر محفوظ عليك، ولم ير شيئا قط، هو أحسن طلبا،
ولا أسرع ادراكا من حسنة حديثه لذنب قديم.
144 - حدثنا أحمد بن حاتم الطويل قال بلغني ان عروة بن الزبير قطعت
رجله من الاكلة، قال: ان مما يطيب نفسي عنك، انى لم أنقلك إلى معصية لله
قط.
145 - حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال حدثني الحسن بن عبد الرحمن
الفزاري قال سمعت يوسف بن أسباط وقال لرجل - يقال إنه: محمد بن عباد
الشيباني -: أي طريق اخذت؟ قال: في قرية كذا وكذا، فقال يوسف: اما خفت
ان يخسف الله بك، وكانت القرية طاغية، فسكت محمد [171 - أ] وطأطأ رأسه.
96

146 - حدثنا أحمد بن عمران قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن ابن أبي
خالد عن شبيل بن عوف قال: ما اغبرت رجلاى في طلب دنيا، ولا فتحت رجلا
في وجهة منذ علمت انى... ولا جلست في مجلس.. الا منتظر الجنازة أو لحاجة
لا بد منها (1).
" باب اخبار الورعين "
147 - حدثنا أزهر بن مروان الرقاشي قال حدثنا جعفر بن سليمان قال
حدثنا أبو عمران الجوني عن عبد الله بن رباح الأنصاري عن كعب قال: اجتمع
ثلاثة عباد من بني إسرائيل فقالوا: تعالوا حتى يذكر كل انسان منا أعظم ذنب
عمله، فقال أحدهم: اما انا، فلا اذكر من ذنب أعظم من انى كنت مع صاحب
لي فعرضت لنا شجرة، فخرجت عليه ففزع منط، فقال: الله بيني وبينك، وقال
97

أحدهم: كانت لي والدة فدعتني من قبل شمالة الريح، فاجبتها فلم تسمع،
فجائتني مغضبة، فجعلت ترميني بحجارة فأخذت عصا وجئت لاقعد بين يديها
فتضربني لها حتى ترض، ففزعت مني فأصابت وجهها صخرة فشجتها، فهذا
أعظم ذنب عملته قط.
148 - حدثني الوليد بن شجاع ومحمد بن عباد بن موسى قالا أنبأنا يزيد بن
هارون عن المسعودي عن عون بن عبد الله قال: كان اخوان في بني إسرائيل،
فقال أحدهما لصاحبه: ما أخوف عمل عملته؟ فقال: ما عملت عملا أخوف
عندي من انى مررت بين قراحى سنبل، فأخذت من أحدهما سنبلة، ثم ندمت،
فأردت ان أردها في القراح الذي اخذتها منه، فلم أدر أي القراحين هو! فطرحتها
في أحدهما، فأخاف [171 - ب] ان أكون طرحتها في غير الذي اخذتها منه، فما
أخوف عمل عملته عندك؟ قال: أخوف عمل عندي انى إذا قمت في الصلاة
أخاف ان أكون احمل على احدى رجلي فوق ما احمل على الأخرى، وأبوهما
يسمع، فقال: اللهم ان كانا صادقين فاقبضها قبل ان يفتتنا. فماتا.
98

149 - حدثني أبو سهل الفضل بن جعفر قال أنبأنا يحيى بن عميرة
البصري قال أنبأنا حميد الطويل عن... (1) قال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم يسيح في
سفح الجبل، إذا هو بجرذ يدخل جحرا له، فقال: لكل شئ مأوى، وابن مريم
ليس لي مأوى، فأوحى الله إليه: يا عيسى اصعد الجبل، ليخبره خطيئته، فصعد
الجبل فإذا هو برجل كأنه شن بالى، فقال: يا عبد الله! منذ كم أنت على هذا
الجبل؟ قال: منذ خمسين سنة لم استظل من حر ولا برد ولا من مطر، قال: يا
عبد الله! فمالك من عظم جرمك حتى صرت إلى هذا الجلد؟ قال: قلت لشئ
كان.. لم يكن، فدخلت في علم الله، فأخاف ان يعذبني.
150 - حدثني يحيى بن أكثم قال نبأنا عبد الاعلى بن مسهر قال أخبرنا
سعيد بن عبد العزيز التنوخي قال: كان يحيى بن زكريا لا يأكل شيئا مما في
الناس، مخافة أن يكون دخله ظلم، إنما كان يأكل من نبات الأرض، ويلبس من
مسوك الطير، وانه لما حضرته الوفاة قال الله عز وجل لملك الموت: اذهب إلى تلك
الروح التي في ذلك الجسد الذي لم يعمل خطيئة ولم يهم بها فاقبضه.
151 - حدثني عون بن إبراهيم بن الصلت الشامي قال حدثني محمد بن
روح عن العباس بن سهم: ان امرأة من الصالحات اتاها نعى زوجها وهي
تعجن، فرفعت يديها من العجين وقالت: هذا طعام قد صار لنا فيه شريك.
152 - وحدثني عون قال حدثني بان روح بعض أهل العلم: ان امرأة
99

اتاها نعى زوجها والسراج يتقد (1) فأطفأت [172 - أ] السراج، وقالت: هذا
زيت قد صار لنا فيه شريك.
153 - قرأت في كتاب أبى جعفر الادمى بخطه قال.... كنت باليمن في
بعض... فإذا رجل معه ابن له شاب، فقال: ان هذا أبى، وهو من خير الاباء،
وقد يصنع شيئا أخاف عليه منه، قلت: وأي شئ يصنع؟ قال: لي بقر تأتيني
مساء فاحلبها، ثم اتى أبى وهو في الصلاة، فأحب أن يكون عيالي يشربون فضله
ولا أزال قائما عليه والاناء في يدي، وهو مقبل على صلاته، فعسى ان لا ينفتل
ويقبل على حتى يطلع الفجر، قلت للشيخ ما تقول؟ قال: صدق، واثنى على
ابنه، وقال لي: أخبرك بعذري، إذا دخلت في الصلاة، فاستفتحت القرآن ذهب
بي مذاهب، وشغلني حتى ما أذكره حتى أصبح، قال سلامة: فذكرت أمرهما
لعبد الله بن مرزوق فقال: هذان يدفع بهما عن أهل اليمن، قال: وذكرت أمرهما
لابن عيينة فقال: هذان يدفع بهما عن أهل الدنيا.
154 - حدثنا القاسم بن هاشم قال حدثني أبو يوسف الجيزى قال حدثنا
المؤمل بن إسماعيل قال: كان وهيب بن الورد لا يصلى تحت الظلال في المسجد
الحرام، ويصلى في الصحن في الحر والبرد، وكان له دلو صغير يستقى بها من
زمزم، وكان يقول: لو كان لي جناحات لطرت يقول لا أدخل من أبواب المسجد،
وكان لا يمشى على عقبه منا ويحشى فوق الخيل.
155 - حدثني أبو بكر الصوفي قال حدثنا علي بن بكار قال قلت لإبراهيم
ابن أدهم: لم لا تشرب من ماء زمزم؟ قال لو كان لي دلو لشربت.
100

156 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال نبأنا مؤمل بن إسماعيل قال حدثني
عمارة بن زاذان قال قال لي كهمس أبو عبد الله: يا أبا سلمة! أذنبت ذنبا فأنا ابكى
عليه منذ أربعين سنة، قلت ما هو يا أبا عبد الله؟ قال زارني أخ لي، فاشتريت
له سمكا مشويا بدانق، فلما اكل قمت إلى حائط لجار لي من لبن فأخذت منه
قطعة يغسل بها يده، فانا ابكى عليه منذ أربعين سنة.
157 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثني مؤمل قال نبأنا أصحابنا انه سقط
من يد كهمس دينار قال فقام يطلبه، قيل: ما تطلب يا أبا عبد الله؟ قال: دينار
سقط منى، فاخذوا غربالا فغربلوا التراب، فوجدوا دينارا فأبى ان يأخذه، وقال:
لعله ليس ديناري.
158 - حدثنا العباس بن عبد العظيم قال سمعت أبا الوليد يذكر عن عبيد
بن... قال قلت لسفيان بن عيينة: من أورع من رأيت؟ قال: عثمان بن زائدة.
101

159 - حدثني العباس العنبري قال سمعت أبا الوليد يثول: ما سمعت
عثمان بن زائدة تكلم قط لا يستثني فيها، وكان يثول: يا أبا الوليد! ان
حدث أبا الوليد، وكان يكلمني نها طويلا، ثم يثول كلما جرى بيني وبينك فهو
إن كان كذاك (1)، إن شاء الله.
160 - حدثنا أحمد بن قال حدثنا زكريا... المروزي قال جاء
رجل بكتاب إلى أبى جميل، فقال له: هذا الكتاب تحمله معك، قال: حتى استأمر
الحمال، قال: فأتى به عبد الله بن المبارك، فقال: با أبا عبد الرحمن! هذا الكتاب
تحمله معك، قال: ادفعه إلى الغلام، فقال إني اتيت الا جميل فقال: حتى استأمر
الحمال، قال ابن المبارك: ومن يطيق ما يطيق أبو جميل، مرتين.
161 - حدثنا الحسين بن عبد الرحمن عن شبل بن وازع قال سمعت
شعيب بن حرب يثول صحبني رجلان في سفينة، فاخد أحدهما [173 - أ] حبة
من حنطة فألقاها في فمه، فقال له صاحبه: مه! أو يا شئ صنعت؟ قال:
سهوت، قال: لان تأكلني السباع، أحب إلى من أن اصحب رجلا يسهو من
الله، قال ثم قال: يلا ملاح! قرب، قال فخرج، قال شعيب: فسمعنا زئير الأسد
من الغيضة، فما ندري ما حال الرجل، قال شعيب فالتفت إلى أصحابه، فقال:
ان هذا صاحبي منذ أربعين أو نيف وأربعين أو نيف وأربعين سنة، ما رآني على زلة قبلها (2).
102

باب
" الورع في الشراء والبيع "
162 - حدثنا محمد بن عباد بن مؤسسي قال أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي
قال حدثنا ربيعة بن عثمان عن محمد بن المنكدر عن عمه ربيعه بن عبد الله بن
الهدير عن أبي سعيد الخدري انه ساوم رجلا بشاة له، وأعطاه ثلاثة دراهم،
فحلف بالله الا يبيعها بهذا، فتسوق بها فلم يجد هذا الثمن، فرجع إلى أبي سعيد
، فقال: خذها، فكرة ذلك أبو سعيد، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
" باع آخرته بدنياه ".
103

163 - حدثني سريج بن يونس قال نبأنا مبارك بن سعيد عن سالم بن أبي
حفصة قال: كان زاذان إذا عرض الثوب، ناول ثمن الطرفين.
164 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال نبأنا سفيان عن مسعر قال: جاء
مجمع التيمي بشاة يبيعها، فقال: انى احسب أو أظن في لبنها ملوحة.
165 - حدثني داود بن محمد بن يزيد قال حدثنا الأصمعي قال نبأنا سكن
الخرشى قال: جاءني يونس بن عبيد بشاة، فقال: بعها وابرأ من أنها تقلب المعلف
وتنزع الوتد، ولا تبرا بعد ما تبيع، بين قبل ان تبيع.
166 - اخبرني سليمان بن أبي... عن أبيه عن أيوب بن سامري - وكان
ينزل عندنا داريا، فبعث بطعام إلى البصرة مع رجل، وامرة ان يبيعه يوم يدخل
بسعر يومه، فاتاه كتابه: انى قدمت البصرة فوجدت الطعام متضعا فحبسته [173
104

- ب] فزاد الطعام فأردت فيه كذا وكذا، فكتب إليه الحجاج: انك قد خنتنا،
وعملت خلاف ما أمرناك به، فإذا اتاك كتابي فتصدق بجميع ثمن ذلك الطعام
على فقراء البصرة، فليتني أسلم إذا فعلت ذلك.
167 - حدثنا الحسين بن علي بن يزيد قال حدثنا أبي قال كان عمرو بن
قيس إذا باع الثوب يعنى المقطوع قال أبرأ إليك من العرض في الطول، ومن
الطول في العرض والما افسد الحائك والعقد.
168 - حدثني أحمد بن إبراهيم قال حدثني شجاع بن الوليد قال رأيت
هلال الصيرفي قد اتخذت حبات من حديد، ثماني حبات على قدر الدانق.
169 - حدثنا أحمد بن إبراهيم بقال حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال
حدثنا عبد الله قال كتب غلام لحسان بن أبي سنان إليه من الأهواز ان قصب
السكر اصابته آفة فاشتر الكسر فيما قبلك، قال: فاشتراه من رجل فلم يأت عليه
الا قليل فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفا، فاتى صاحب السكر، فقال: يا هذا ان
غلامي كان كتب إلى ولم أعلمك فاقلني فيما اشتريت منك، فقال الآخر: فقد
أعلمتني الان وطيبته لك قال فرجع فلم يحتمل قلبه، قال فاتاه فقال: يا هذا! انى
لم آت هذا الامر من قبل وجهه، فأحب ان يسترد هذا البيع، قال فما زال به حتى
رد عليه.
105

170 - حدثني نصر بن علي اليحمدى قال حدثنا زياد بن الربيع اليحمدى
عن أبيه قال: رأيت محمد بن واسع يبيع حمارا بسولق " بلخ " فقال له رجل:
أترضاه لي؟ قال، لو رضيته لم ابعه.
171 - حدثنا أحمد بن إسحاق الأهوازي قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى
قال حدثني أبو الأسود حميد عن ابن عون أنه قال لرجل: انى سأحسن إليك،
فاتاه متاع من موضع [174 - أ] فدعا الرجل، فقاله له: ضع عليه صنفا صنفا ما
أردت، ففعل الرجل، فقال له ابن عون: ان دفعته إليك بما وضعت أتراني
أحسنت؟ قال: نعم، قال: هو لك، ثم قال: لا ادرى أبلغت مبلغ خ الاحسان
أم لا؟!
172 - حدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا ابن عمار عن سفيان عن أبي عمارة
عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لان يلبس أحدكم ألوانا شتى، خير له من أن
يستدين ما ليس عنده قضاؤه ".
106

173 - حدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا بقية عن يزيد بن عبد الله عن
هامش الأوقص عن ابن عمر قال: " من اشترى ثوبا بعشرة دراهم، وفى ثمته
درهم حرام، لم يقبل الله له صلاة ما كان عليه " ثم ادخل إصبعيه في اذنيه فقال:
صمتا ان لم أكن سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
108

174 حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أنبأنا عبد الرزاق قال أنبأنا معمر عن
ابن طاووس عن أبيه قال: مثل الاسلام كمثل شجرة، فاصلها الشهادة، وساقها
كذا وكذا، وورقها كذا شئ سماه، وثمرها الورع، لا خير في شجرة لا ثمر لها،
ولا خير في انسان لا ورع له.
175 - حدثنا أبو عبد الله العجلي حسين بن علي قال
حدثنا أبو أسامة قال حدثنا يزيد بن سنان عن من حدثه قال قال عمر بن الخطاب لجلسائه: ما الذي
نقيم به وجوهنا عند الله يوم القيامة؟ فقال بعض القوم: الصلاة، فقال عمر: قد
يصلى البر والفاجر، قالوا: الصيام، قال عمر: قد يصوم البر والفاجر، قالوا:
الصدقة، قال عمر: قد يتصدق البر والفاجر، قالوا: الحج، قال عمر: قد يحج
البر والفاجر، قال عمر: الذي نقيم به وجوهنا عند الله أداء ما افترض علينا،
وتحريم ما حرم علينا، وحسن النية فيما عند الله.
109

176 - حدثني الحسين بن علي الكوفي قال حدثني أحمد بن عبيد الرارنى قال
حدثنا الضحاك بن موسى البصري عن أبي بكر الهذلي ان سليمان عبد الملك
قال لأبي حازم: أي الاعمال أفضل؟ قال أداء الفرائض مع اجتناب المحارم.
[174 - أ] - 177 - حدثني القاسم بن هاشم قال أخبرنا محمد بن عبد الملك
الحمصي قال حدثني الأوزاعي قال حدثني يحيى بن أبي كثير أنه قال: لا يحسن
ورع امرئ حتى يشفى على طمع يقدر عليه، فيتركه لله.
178 - حدثني أحمد بن إسحاق الأهوازي قال حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى
قال حدثنا أبو الأشهب عن يزيد بن عبد الله بن الشخير قال: كنا نحدث ان
صاحب النار: الذي لا يمنعه مخافة الله من شئ خفى له.
179 - حدثنا خالد بن خداش بن عجلان (1) وخلف بن هشام البزار قالا
حدثنا عون بن موسى عن معاوية بن قرة قال: كان لأبي درداء جمل يقال له
" الدمون " فكان إذا استعاره منه رجل، قال: لا تحمل عليه الا طاقته، فلما كان
عند الموت، قال: يا دمون لا تخاصمني عند ربى، فانى لم أكن احمل عليك الا ما
كنت تطيق.
110

180 - حدثني أحمد بن عنبسة العباداني قال حدثنا سعيد بن عامر قال عن
هشام بن حسان قال: ترك محمد بن سيرين أربعين ألفا فيما لا ترون به اليوم
بأسا.
باب
" ثواب الورعين "
181 - حدثنا أبو محمد العتكي عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا عمرو بن
هاشم عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوحى الله
إلى موسى عليه السلام: يا موسى! انه ليس من عبد يلقاني يوم القيامة الا ناقشته
الحساب [عن ما كان في يديه، الا الورعين فانى...] (1) واكرمهم فادخلهم الجنة
بغير حساب.
182 - حدثني عون بن إبراهيم الشامي قال حدثني أحمد بن أبي الحوارى
قال سمعت أبا عبد الله البناجي يقول: يؤتى العبد يوم القيامة فيغيب في النور
فيعطى كتابه، فيقرأ فيه صغار ذنوبه، ولا يرى فيه كبارا كان يعرفها، فيدعى
ملك فيعطى كتابا مختوما فيقال له انطلق بعبدي هذا إلى الجنة، فإذا كان عند آخر
قنطرة، فادفع إليه [175 - 1] هذا الكتاب وقل له: يقول لك ربك: حبيبي!
ما منعني ان أقفك عليها الا حياء منك، واجلالا لك، وقد غفرتها لك، فإذا كان
عند آخر قنطرة أعطاه الملك الكتاب ففض الخاتم ثم قراة فنظر إلى الكتاب، فقال
للملك قد عرفتها، فيقول له الملك: ما ادرى ما فيه! إنما دفع إلى كتاب مختوم،
وربك يقول لك: حبيبي! ما منعني ان أقفك عليه الا اعظاما لك واجلالا.
111

183 - حدثنا هاشم بن الوليد الهروي قال أخبرنا عبد الله بن عيسى البصري عن
يونس بن عبيد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أراد الله ان يستر على
عبده يوم القيامة، أراه ذنوبه فيما بينه وبينه ثم غفرها له ".
184 - حدثنا إبراهيم بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز قال سمعت سفيان
يقول: عليك بالورع يخفف الله حسابك، ودع ما يربيك إلى ما لا يربيك، وادفع
الشك باليقين يسلم لك دينك.
185 - حدثني علي بن الحسن بن أبي مريم عن أبي مسعود الفان (1) عمرو
ابن عيسى عن ابن السماك قال: اجتمع ثلاثة من العباد، فقيل لأحدهم: لم
تعمل؟ قال: رجاء الثواب، قال قيل للآخر: لم تعمل؟ قال: خوف العقاب،
قيل للثالث لم تعمل؟ قال حياء من المقام.
112

186 - حدثنا محمد بن عبيد القرشي قال حدثني إسماعيل بن داود المسحلى - وما
رأيت شيخا كان أفضل منه، وما رايته يخوض في شئ من امر الدنيا قط -: ما يمر
على شئ على من الحياء من الله عز وجل.
187 - حدثنا الحسن بن قزعة قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال:
دخلت على صاحب لنا وهو في النزع فرأيت من جزعه وهلعه، فجعلت ارجيه
وأمنية، فقال لي: يا هذا! والله لو جائتني المغفرة من ربي.. الحياء منه لما
الفضيت به إليه.
باب
" في الورعين "
[175 - ب] - 188 - حدثنا أبو خيثمة وإسحاق بن إسماعيل قالا حدثنا جرير
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر قال: بعث إلى عرم عند الفجر،
أو عند صلاة الصبح، فاتيته فوجدته جالسا في المسجد، فحمد الله وأثنى عليه،
ثم قال: اما بعد فانى لم أكن أرى شيئا من هذا المال يحل لي قبل ان آليه الا
بحقه، ثم ما كان احرم على منه يوم وليته، فعاد بأمانتي، وانى كنت أنفقت عليك
113

من مال الله شهرا، فلست بزايدك عليه، وانى كنت أعطيتك ثمرتي بالعالية
العام، فبعه فخذ ثمنه، ثم ائت رجالا من تجار قومك فكن إلى جنبه، فإذا ابتاع
شيئا فاستشركه، وانفقه عليك وعلى أهلك، قال: فذهبت ففعلت.
189 - حدثنا أبو بلال الأشعري قال حدثنا أبو عبد الرحمن المذحجي عن
جرير بن حازم عن الحسن قال بينما (1) عمر بن الخطاب يمشى ذات يوم في نفر من
أصحابه، إذا صبية في السوق يطرحها الريح لوجهها من ضعفها، فقال عمر: يا
بؤس هذا (2)! من يعرف هذه؟ قال له عبد الله: أو ما تعرفها! هذه احدى
بناتك! قال: واي بناتي؟ قال بنت عبد الله بن عمر، قال: فما بلغ بها ما أرى
من الضيعة؟ قال: امساك ما عندك، قال: امساكي ما عندي عنها يمنعك ان
تطلب لبناتك ما تطلب الأقوام! اما والله ما لك عندي الا سهمك مع المسلمين،
وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب الله.
190 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا أبو معاوية عن عشام بن
عروة عن أبيه عن عاصم بن عمر عن عمر قال: انه لا جده يحل لي، ان آكل
من مالكم هذا، الا كما كنت آكل من صلب مالي: الخبز والزيت (176 - أ)
والخبز والسمن، قال فكان ربما يؤتى بالجفنة قد صنعت بالزيت، ومما يليه منها
سمن، فيعتذر إلى القوم ويقول: انى رجل عربي، ولست استمرى الزيت.
191 - أخبرنا مهدي بن حفص قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن بكار بن
عبد الله عن وهب بن منبه قال: كان جبار في بني إسرائيل يقتل الناس على اكل
لحوم الخنازير، فلم يزل الامر... حتى بلغ إلى عابد من عبادهم، قال: فشق
ذلك على الناس، فقال له صاحب الشرطة: انى اذبح لك جديا فإذا دعاك
114

الجبار لتأكل فكل، فلما دعاه ليأكل أبى ان يأكل، قال: اخرجوه فاضربوا عنقه،
فقال له صاحب الشرطة: ما منعك ان تأكل وقد أخبرتك انه جدي! قال: انى
رجل منظور إلى، وانى كرهت يتأسى بي في معاصي الله، فال: فقلته
192 - حدثني أبو بكر التميمي قال أخبرنا محمد بن يوسف قال: كان
إبراهيم ابن أدهم يلقط الحب امع المساكين فبصر بسنبل فبادر إليه مع المساكين
فسبقهم، فقالوا له في ذلك، فرمى بما معه وقال: انا لم أزاحم أهل الدنيا على
دنياهم، أزاحم المساكين على معاشهم فكان، بعد لا يلقط الا مع الدواب.
193 - اخبرني أبو الوليد رباح بن الجراح قال رأيت أبا شعيب أيوب بن
راشد فما رأيت أحدا كان أورع منه، كان يكنس حيطان بيته، فإذا وقع شئ من
حيطان جيرانه جمعه فذهب به إليهم.
194 - حدثني عبد الرحيم بن يحيى قال حدثنا عثمان بن عمارة عن شيخ
قال: خرجت من " البصرة " أريد " عسقلان "، فصحبت قوما حتى وردنا " بيت
المقدس "، فلما أردت ان أفارقهم، قالوا لي: نوصيك بتقوى الله ولزوم درجة
الورع، فان الورع يبلغ بك إلى الزهد في الدنيا، وان الزهد في الدنيا يبلغ بك
حب الله، قلت لهم: فما الورع؟ فبكوا حتى تقطع قلبي رحمة لهم [176 - ب]،
115

ثم قالوا: يا هذا! الورع: محاسبة النفس، قلت: وكيف ذاك؟ قال (1) تحاسب
نفسك مع كل طرفة وكل صباح ومساء، فإذا كان الرجل حذرا كيسا، لم يخرج
عليه الفضل، فإذا دخل في درجة الورع احتمل المشفة وتجرع الغيظ والمرار،
اعقبه الله روحا وصبرا [واعلم أن الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد،
وملاك هذا الامر الصبر، واما الزهد فهو ان يثيم الرجل على راحة تستر إليها
نفسه، واما المحب لله فهو مستقل لعمله ابدا، وان ضيق واحتبس عليه رزقه فهو
في ضيق ذلك لا يزداد لله الا حبا ومنه الا دنوا] (2) وذكر الحديث بطوله.
195 - حدثني أبو عبد الله الكوفي قال حدثني إسماعيل بن محمد الطلحي
قال حدثنا عباية أبو غسان عن أبي عثمان اليمامي عن الحسن قال: ما ضربت
ببصرى، ولا نطقت بلساني، ولا بطشت بيدي، ولا نهضت على قدمي، حتى
انظر: على طاعة أو على معصية، فان كانت طاعة تقدمت، وان كانت معصية
تأخرت.
196 - حدثني محمد بن الحسين قال حدثني الحسن بن الربيع قال حدثنا أبو
الأحوص قال: انطلقت انا ويوسف بن أسباط إلى سمير أبى عاصم، قال فخرج
الينا وعلى يده اثر طعام، قال فقال: لولا أنه لدين لقلت لكما ان تدخلا فتصيبا
منه.
116

197 - حدثني محمد بن قدامة قال حدثنا شاذان قال سالت الحسن بن حي
عن شئ من امر المكاسب فقال: ان نظرت في هذا حرم عليك ماء الفرات، ثم
قال قال الحسن - يعنى البصري -: طلب الحلال أشد من لقاء الزحف.
198 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي قال حدثني عبد الله بن سلم
الباهلي قال سمعت يونس بن عبيد يقول: لو اعلم موضع درهم من حلال من
تجارة لاشتريت به دقيقا، ثم عجنته ثم خبزته ثم جففته ثم دققته أداوي به
المرضى.
199 - حدثني خالد بن زياد الزيات قال حدثنا أبو حفص العبدي عن
غالب القطان: ذكر الحلال عند بكر بن عبد الله المزني [177 - أ] فقال بكر:
ان الحلال لو وضع على جرح لبرى.
117

200 - وبلغني ان رجلا سال وكيعا عن المكاسب فضيقها عليه فقال: يا
أبا سفيان! من أين نأكل؟ قال: كل من رزق الله، وأرجو عفو الله.
201 - حدثنا عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا ضمرة عن بشير بن طلحة قال
قال أحسن: ان هذه المكاسب قد فسدت، فخذوا منها القوت، أي شبه
المضطر.
202 - حدثني محمد بن الحسين قال أخبرنا سعد بن إبراهيم بن سعد قال
حدثنا أبي قال: كنت انا وسفيان الثوري في المسجد الحرام قال فكوم كومة من
حصباء، ثم اتكأ عليها، ثم قال يا أبا إسحاق! هذا خير من أرضيهم.
203 - حدثني محمد بن الحسين قال أخبرنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا
شعبة قال: أعطى ابن هبيرة محمد بن سيرين ثلاث عطيات، فأبى ان يقبل.
118

204 - حدثني محمد قال حدثنا حبان بن هلال قال حدثنا أبو محصن عن
سفيان بن حسين عن خالد بن أبي الصلت قال قلت لمحمد بن سيرين: ما منعك
ان تقبل من ابن هبيرة؟ قال فقال لي يا عبد الله أو يا هذا! إنما أعطاني على خير
كان يظنه في، فلئن كنت كما ظن، فما ينبغي ان اقبل، وان لم أكن كما ظن
فبالحري انه لا يجوز لي ان اقبل.
205 - حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا أبو أحمد الزبيري قال حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال: بعثني بشر بن مروان إلى أبى عبد الرحمن
السلمي وعمرو بن ميمون ومرة الهمداني بخمس مائة، فردوها وأبوا ان
يقبلوها.
206 - حدثني أبو عبد الرحمن المروزي قال سمعت علي بن الحسن بن
شقيق قال سمعت عبد الله بن المبارك يقول: لان أرد درهما من شبهة، أحب إلى
من أن أتصدق بمائة الق ومائة الف حتى بلغ ستمائة الف.
207 - حدثنا محمد بن هارون قال حدثنا أبو صالح الفراء عن يوسف بن
أسباط قال: مر طاووس بنهر قد كرى فأرادت بغلته ان تشرب فأبى ان يدعها،
يعنى كراة السلطان.
119

208 - حدثني محمد بن هارون قال بلغني عن بشر بن الحارث قال قال
يوسف بن أسباط في الرجل يستقرض منه [177 - ب] الجندي الدراهم فيردها
عليه، ما يصنع بها؟ قال: يكنس بها الحشوش، ويطين بها السطوح.
209 - حدثنا محمد بن هارون قال حدثنا أبو صالح الفراء قال سمعت
يوسف بن أسباط يقول: إذا خرج العطاء للناس، وكنت تبيع وتشترى، فامسك
عن البيع والشراء، حتى تختلط دراهمهم بغيرها.
210 - حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا النضر بن شميل عن هشام بن
حسان قال: ما رأيت أحدا أورع من محمد بن سيرين.
211 - حدثني أحمد بن عنبسة العباداني قال حدثنا سعيد بن عامر عن هشام
قال: ترك ابن سيرين أربعين ألفا لا ترون به اليوم باسا.
212 - حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال حدثنا أبو بكر بن عياش
عن حسين عن الشعبي قال: جاء رجلان إلى شريح، فقال: لم! إنما اشتريت
الدار فقال البائع: خذها أنت، قال: لم! وقد بعته الدار بما فيها، فأدارا الامر
بينهما، فأبيا، فاتى زيادا فأخبره، فقال: ما كنت أرى ان أحدا هكذا بقي، وقال
لشريح: ادخل بيت المال فالق في كل جراب قبضة، حتى يكون للمسلمين، ثم
قال للشعبي: كيف ترى الأمير؟، قال أبو بكر بن عياش: أعجبه ما صنع.
120

213 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن
الأعمش عن عبد الله بن خالد العبسي ان عمر بن الخطاب رأى قوما مجتمعين على
امر كره، فسعى عليهم بالدرة فتفرقوا وقام رجل منهم فضربه، وقال: ما حملك
على أن قمت لي حتى ضربتك؟ الا ذهبت كما ذهب أصحابك! قال: يا أمير
المؤمنين " ان الله جعل حقك على - أو قال - على كل مسلم كحق الوالد على
ولده، وانى لما رأيتك سعيت كرهت ان اتعبك فقمت حتى تقضى من حاجتك،
قال: آلله كذلك حملك على ما صنعت؟! فحلف فاخذه بيده بيده فجلسا فلم يزل
له مكرما حتى فارق الدنيا.
[178 - 2] - 214 - حدثنا يحيى بن جعفر قال حدثنا يزيد بن هارون قال
حدثنا قريش بن حيان عن ابن عبد الرحمن بن عطية بن دلاف عن أبيه قال قال
عمر بن الخطاب: لا تنظروا إلى صلاة امرئ ولا صيامه، ولكن انظروا إلى صدق
حديثه الذي حدث والى ورعه إذا اشفى، والى أمانته إذا ائتمن.
121

215 - حدثت عن عبد الله بن وهب قال حدثني حفص بن عمر عن مالك
بن دينار قال: قال كنت جالسا مع الحسن فسمع من أقوام في المسجد فقال: يا
مالك! ان هؤلاء الأقوام ملوا العبادة، وابغضوا الورع، ووجدوا الكلام أخف
عليهم من العمل.
216 - وحدثت عن عبد الحميد بن عرم قال حدثنا شيخ من أهل البصرة
قال سمعت مالك بن دينار يحدث عن الحسن قال: لا فقر أشد من الجهل، ولا
كالكف.
217 - حدثني محمد بن الحسين قال حدثنا إسماعيل بن زياد قال حدثني
سعيد بن راشد الحنفي قال حدثني أبو طاهر زرارة بن عمارة الدرامي قال: بينا
نحن في طريق الشام، إذ اتينا على راهب في صومعة، فقلنا له: أوصنا، قال:
نعم، رفيق المرء ورعه، ولا يسلمه ولا يورطه، قلنا: زدنا، قال: المحمود من
العاقبة، ما سكنت إليه النفس في العاجلة.
122

218 - حدثني محمد بن الحسين قال أنشدني إبراهيم بن داورد بن شداد
قولة: المرء يزرى بلبه طمعه * والدهر قدر كثيرة خدعه
والناس اخوان كل ذي نشد * قد خاب عبد إليهم ضرعه
والمرء إن كان عاقلا ورعا * اخرسه عن عيوبهم ورعه
كما المريض السقيم يشغله * عن وجع الناس كلهم وجعه
219 - حدثنا الفضل بن يعقوب قال حدثني عبد الله بن جعفر الرقى قال
حدثنا أبو المليح عن فرات بن مسلم قال كنت اعرض على عمر بن عبد العزيز
كتبي في كل جمعة، فعرضتها عليه، فاخذ منها قرطاسا قدر اربع أصابع [178 -
ب] فكتب فيه حاجة قال فقلت غفل أمير المؤمنين، فأرسل من الغد ان جئني
بكتبك، قال فجئت بها، فبعثني في حاجة، فلما جئت قال لي: ما... لنا ان ننظر
فيها، قلت: إنما نظر ت فيها أمس، قال: فاذهب... ابعث إليك، فلما فتحت
كتبي وجدت فيها قرطاسا قدر القرطاس الذي اخذ.
220 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا
وجاء بن أبي سلمة قال: بلغني ان عمر بن عبد العزيز كان يصنع طعاما لمن
يحضره، فكان لا يأكل منه فكانوا لا يأكلون فقال: ما شانهم لايكلون؟ قالوا:
انك لا تأكل فلا يأكلون، قال: ما... (1) يوم بدرهمين من صلب ماله ينفقان في
المطبخ، ثم اكل واكلوا.
123

221 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا العلاء بن عبد الجبار قال حدثنا
حماد بن سلمة قال حدثنا أبو سنان ان عمر بن عبد العزيز كان يسخن له الماء في
مطبخه، فقال لصاحب المطبخ: أين يسخن هذا الماء؟ قال: في المطبخ، قال:
انظر منذ كم تسخنه في المطبخ فأخبرني به، قال: منذ كذا وكذا، وقال: انظر ما
ثمن ذلك الحطب، قال: كذا كذا، فاخذه عمر فألقاه في بيت المال
222 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا علي بن إسحاق قال حدثنا
عبد الله قال حدثنا جرير بن حازم عن رجل عن فاطمة بيت عبد الملك قالت
اشتهى عمر بن عبد العزيز يوما عسلا فلم يكن عندنا، فوجهنا رجلا على دابة من
دواب البريد إلى بعلبك فاتى بعسل، فقلنا يوما انك ذكرت عسلام وعندنا عسل
فهل لك فيه؟ قال: نعم، فاتيناه به فشرب، ثم قال: من أين لكم هذا العسل؟
قال قلت: وجهنا رجلا على دابة من دواب البريد بدينارين إلى بعلكب فاشترى لنا
عسلا، قال فأرسل إلى الرجل فجاء فقال: انطلق بهذا العسل إلى السوق فبعه.
المسلمين في لتقيأت.
[179 - أ] - 223 - حدثنا هارون بن عبد الله قال حدثنا عصمة بن
سليمان قال أنبأنا ابن السماك قال: كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحا بين
124

الناس، فجاء ابن له واخذ تفاحة من ذلك التفاح، فوئب إليه ففك يده فخذ تلك
التفاحة فطرحها في التفاح، فذهب إلى أمه مستغيثا فقالت له: مالك أي بنى؟
فأخبرها، فأرسلت بدرهمين فاشترت تفاحا فأكلت له طبقا من تفاح، فقال: من أين هذا يا
فاطمة؟ فأخبرته، فقال: رحمك الله، والله ان كنت لاشتهيه.
224 - حدثنا الحسن بن الصباح قال حدثني يعقوب بن إسحاق الحضرمي
قال حدثني حاجب بن عمر قال حدثني الحكم بن الأعرج ان رجلا قدم بساج له
فساومه به زياد فلم يبعه منه، فغصبه إياه، فبنى به به ظلة في المسجد، قال:
فما روى أبو بكرة يصلى فيه حتى هدم.
225 - حدثنا يحيى بن جعفر قال أنبأنا يزيد بن هارون قال أنبأنا قريش بن
حيان العجلي عن ميمونة بنت مذعور قالت: نزل مورق العجلي (1) على غلام
لامرأته يقال له: صغدى، فاتاه ببيض قد طبخه في قد نحاس، فقال مورق انى
لك هذه القدر يا صغدى؟ قال: رهن عندي، قال: ارفع عنى بيضك، وأبى ان
يأكل، وكره ان يستعمل الرهن.
226 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز عن ضمرة عن ابن شوذب قال سمعت
محمد بن واسع يقول: يكفي من الدعاء - مع الورع - اليسير منه.
125

227 - حدثنا محمد بن إبراهيم الضبي قال حدثنا إبراهيم بن محمد الفريابي
عن ضمرة عن ابن شوذب قال سمعت بن واسع يقول: يكفي من الدعاء مع
الورع اليسير.
228 - حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا
ضمرة عن المثنى بن عبد الله قال: كتبت إلى عم لي وكان جليسا للحسن انه:
يكفي من الدعاء مع الورع، ما يكفي القدر من الملح.
229 - حدثنا المثنى بن معاذ بن معاذ قال حدثنا بشر بن المفضل عن ابن أبي
عروبة عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال عمر [179 - ب] فكنس بيت
المال يوما فوجد فيه درهما، فدفعه إلى ابن لعمر، قال معيقيب ثم انصرفت إلى
بيتي فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني، فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي:
ويحك يا معيقيب! أوجدت على في نفسك شيئا؟! قال قلت: ما ذاك يا أمير
المؤمنين؟ قال: أردت ان تخاصمني أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم.
230 - حدثنا المثنى قال حدثنا بشر بن عن خالد الحذاء عن محمد بن سيرين
قال كتب عمر إلى أبى موسى: إذا جاءك كتابي هذا، فاعط الناس أعطياتهم،
واحمل إلى ما بقي مع زياد، ففعل، فلما كان عثمان، كتب إلى أبى موسى: بمثل
ذلك، ففعل، فجاء زياد بما فوضعه بين يدي عثمان فجاء أبين لعثمان فاخذ
شيئا... (1) فمضى بها، فبكى زياد، فقال له عثمان: ما يبكيك؟ قال: اتيت أمير
126

المؤمنين عمرا بمثل ما اتيتك به، فجاء ابن له فاخذ درهما، فامر به فانتزع منه حتى
بكى الغلام، وان ابنك جاء فاخذ هذه، فلم أر أحدا قال له شيئا، قال عثمان:
ان عرما كان يمنع أهله وأقربائه ابتغائه وجه الله،... (1) اعطى أهلي وأقربائي ابتغاء
وجه الله، ولن تلقى مثل عمر، ولن تلقى مثل عمر، ولن تلقى مثل عمر.
231 - حدثني أبي رحمه الله قال حدثنا ابن شقيق عن ابن... (2) عن
سفيان ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: قيل لعثمان: الا تكون مثل
عمر؟ قال: لا أستطيع ان أكون مثل لقمان الحكيم (3).
حسبنا الله ونعم الوكيل
آخر كتاب الورع
وصلى الله على محمد النبي وعلى آله
وسلم كثيرا
127

السماعات التي في آخر الكتاب:
كتب في آخر المخطوط
شاهدت على نسخة الحافظ ضياء الدين المقدسي بخطه:
سمع الكتاب جملة على الرئيس الأجل بقية المشايخ أبى الفرج مسعود ابن
الحسن بن القاسم بن الفضل بن أحمد بن محمود الثقفي بروايته عن الأصيل أبى
عمرو عبد الوهاب ابن امام الدنيا بأجمعها أبى عبد الله بن منده أسكنه الله الفردوس
عن أبي محمد بن يوه عن الامام أبى الحسن اللنبانى عن المصنف بقراءة الأخ العالم
أبى عبد الله محمد بن محمد بن أبي القاسم المعلم ابن عمته محمود بن أبي سيعد بن أبي
طاهر المؤذن واسعد بن إسماعيل بن محمد بن حمد السمسار ومعه عبد القادر بن
المقرى وأبو منصور محمد بن أحمد بن باي منصور بن محمد المشهور بن اسوية ومعه
محمد بن مسعود بن أبي الفضل بن عبد الواحد السلمي يعرف بلفحى ومثلت
بأسمائهم محمد بن مكي بن أبي الرجاء بن الفضل واخوه أبو نجيح محمود وكان
ذلك يوم الجمعة بعد الصلاة من شهر الله الحرام المحرم سنة اثنتين وستين
وخمسمائة.
نقل بعد المعارضة بالنسخة التي فيها السماع ولله الحمد والمنة وصلى الله على
محمد وآله وسلم تسليما وحسبنا الله ونعم الوكيل نقلته كما وجدته حرفا بحرف إن شاء الله
تعالى.
وكتب حسن بن إبراهيم بن أحمد سونج عفا الله عنه والحمد لله وحده وصلى
الله على سيدنا محمد وآله وسلم.
[سماع سنة 677 ه‍]: سمعت جميع هذا الكتاب وهو كتاب الورع لابن أبي الدنيا على الشيخ
الامام العالم المسند كمال الدين أي محمد عبد الرحيم بن عبد الملك المقدسي
بإجازته من المشايخ الخمسة أبى عبد الله محمد بن محمد بن أبي القاسم المعلم وابن
عمته محمود بن أحمد القطان وأبى عبد الله محمد بن أبي سعد بن أبي طاهر المؤذن
ومحمد بن مكي بن أبي الرجاء وأخيه ابن نجيح محمود بسماعهم... فيه نقلا
128

بقراءة صاحب النسخة الفقيه الامام العالم الفاضل نور الدين أبى الحسن علي بن
مسعود بن... الموصلي ثم الحلبي وأبو سعد بن الذلى عبد الرحمن بن يوسف
المزي ومحمد بن عبد الرحمن بن شامة والطواشي صفى الدين جوهر بن عبد الله
الطهيرى وصح ذلك وكتب حسن بن إبراهيم بن أحمد بن سونج عفا الله عنه في
تاريخ يوم الخميس سادس عشر من شعبان من سنة سبع وسبعين وستمائة بالجامع
المظفري بسفح جبل قاسيون والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله
وسلم.
[سماع سنة 682 ه‍]:
سمع جميع هذا الكتاب على الشيخ الجليل المسند الكثر الدين أبى الحسن
ابن علي بن أبي بكر بن الخلال أثابه الله بسماعه من... عرضا بأصل سماعه
منها بقراءة مالكه الشيخ الامام العالم المحدث المفيد تقى الدين أبى الحسن علي بن
مسعود بن هس... الموصلي الجماعة الفقيهان الفاضلان تفي الدين أبو العباس
أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني وشمس الدين محمد بن عبد الرحمن ابن شامة
الشامي، وسلامة بن سالم بن سا... الجعبري ومحمد بن وأحمد بن محمد من
المحب الشافعي وهذا خطة وسمع من أوله إلى موضع اسمه محمد بن اقباش بن
قرلجا المسمى بطيرس وصح ذلك وثبت في مجلسين آخرهما يوم الثلاثاء عاشر شهر
ربيع الأول من سنة اثنتين وثمانين وستمائة والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا
محمد وآله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا.
[سمع سنة 732 ه‍]: وسمعه على الشيخة الصالحة أم عبد الله زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم بن
عبد الواحد الكمالية بإجازتها من عجيبه من عجيبه الباقدارية فأجازها من الداعيان...
والثقفي بسماعهما من أبى عمرو بن منده محمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب
المقدسي بقراءة وبملاحظته في مجالس آخرها بكرة الجمعة العشرين من ذي القعدة
عام اثنتين وثلاثين وسبعمائة بمنزلها بسفح قاسيون.
أخبرنا به جماعة من شيوخنا إجازة عن ابن المحب وغيره وكتب يوسف بن
عبد الهادي.
129