الكتاب: الكرم والجود
المؤلف: البرجلاني
الجزء:
الوفاة: ٢٣٨
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: د . عامر حسن صبري
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٢
المطبعة:
الناشر: دار ابن حزم - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
الكرم والجود
وسخاء النفوس
1

بسم الله الرحمن الرحيم
2

كتاب
الكرم والجود
وسخاء النفوس
تصنيف
الامام محمد بن الحسين البرجلاني
المتوفى سنة 238 ه‍
ومعه
من حديث أبى عبد الله الحسين بن محمد
ابن العسكري عن شيوخه
تقديم وتحقيق وتخريج
الدكتور عامر حسن صبري
دار ابن حزم
3

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الثانية
1412 ه‍ 1991 م
دار ابن حزم
للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - ص. ب: 6366 / 14
4

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين،
وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن ديننا دين خلق رفيع، دعا إلى التحلي بالفضائل والتخلي عن
الرذائل، وحض على مكارم الاخلاق، وحميد الصفات، ومحاسن الشيم،
وقد بين رسولنا صلى الله عليه وسلم الغاية من بعثته فقال: «إنما بعثت لأتمم صالح
الأخلاق». فالأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة هي قواعد الدين وأصوله
الثابتة. والخلق الحسن مبدأ عظيم يندرج تحته سائر الفضائل الخلقية،
والمكارم النفسية من أمانة ووفاء وصدق وكرم وحياء وشجاعة وتراحم وغيرها
من الفضائل التي تبعث مشاعر السكينة والأمن والاطمئنان.
وهذا الكتاب قبس من مشكاة النبوة التي أضاء نورها العالمين أقدمه
لأول مرة بعد أن ظل حبيسا قرونا كثيرة والمسلمون في أشد الحاجة إلى
مثل هذه الاخلاق الرفيعة التي دعا إليها القرآن الكريم وحثت عليها السنة
المطهرة وكان عليها سلفنا الأول.
ويعد هذا الكتاب من المصادر الهامة التي اعتمد العلماء في
تآليفهم كابن أبي الدنيا في كتبه، والمزي في تهذيب الكمال والذهبي في
سير أعلام النبلاء، كما أن هذا الكتاب أول كتاب يظهر للامام البرجلاني
فيما أعلم.
5

وقد قمت بتحقيقه وضبطه وتخريج نصوصه هذا وإن ناسخ الكتاب
ألحق في آخره مجموعة من الأحاديث التي رواها الحسين بن محمد
العسكري عن شيوخه، وقد حققتها وخرجتها، والله أسال أن يتقبل عملي
هذا خالصا لوجهه الكريم، وأن يجعله في صفحات أعمالي في يوم لا ينفع
مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب
العالمين.
6

ترجمة المؤلف
اسمه ونسبه ونشأته:
هو الامام محمد بن الحسين البرجلاني.
كنيته أبو الشيخ، ويقال: أبو جعفر.
7

وينسب إلى برجلان - بضم الباء وسكون الراء وضم الجيم - وهذه
النسبة إلى قرية من قرى واسط بالعراق.
وسكن بغداد ونشأ فيها.
مولده ووفاته:
اتفقت المصادر التي ترجمت له أن وفاته كانت في سنة ثمان وثلاثين
ومائتين. أما ولادته فلم تذكر المصادر شيئا عنها، ولكننا نستطيع أن نحوم
حولها دون الجزم بها، وذلك بالوقوف على على سنوات وفيات بعض مشايخه
الكبار في كتابه (الجود والكرم) فقد روى البرجلاني عن عمرو بن محمد
العنقزي وهو أقدم شيوخه وفاة حيث توفي سنة (199). وإسحاق بن
سليمان الرازي المتوفي سنة (200)، وشيخه علي بن عاصم الواسطي
المتوفى سنة (201). ونفترض أنه عندما سمع من العنقزي كان عمره
عشرين سنة علد أقل تقدير في تحمل الحدث وسماعه عند بعض علماء
الحديث كسفيان الثوري وأبي عبد الله الزبيري وموسى بن إسحاق وغيرهم،
وفي هذا ينقل ابن الصلاح في مقدمته ص 137 - 138 عن أبي عبد الله
الزبيري قوله: يستحب كتب الحديث في العشرين لأنه مجتمع العقل،
قال: وأحب أن يشتغل دونها بحفظ القرآن والفرائض. وعليه يمكن أن نفترض سنة ولادته ما بين خمس وسبعين ومائة وبين
ثمانين ومائة، والله تعالى أعلم.
شيوخه:
تعد الفترة التي عاش فيها البرجلاني من أحسن الفترات العلمية
وأخصبها، ففيها ظهر كبار الحفاظ والمحدثين والفقهاء من أمثال الشافعي
وإسحاق بن راهويه وأحمد بن حنبل وغيرهم، وقد تتلمذ البرجلاني على
طائفة من خيرة أعلام عصره حفظا وعلما ودراية، وقمت بإحصاء شيوخه في
هذا الكتاب فكان عددهم (42) شيخا.
8

ويتوزع وجودهم ما بين بغداد والبصرة والكوفة وواسط ومكة
وخراسان، إلا أن غالبيتهم من أهل بغداد، ولا شك أن بغداد تعد أهم
الحواضر العلمية في ذلك الوقت.
وأكبر شيوخ البرجلاني في هذا الكتاب: عمرو بن محمد العنقزي
المتوفى سنة (199)، كما أن أصغر شيوخه فيه: الامام علي بن المديني
المتوفى سنة (234).
وهذا بيان بأسماء شيوخه في هذا بيان بأسماء شيوخه في هذا الكتاب مرتبين على حروف
المعجم، مع ذكر سنة وفاتهم إن وجد:
1 - إبراهيم بن إسحاق بن عيسى أبو إسحاق الطالقاني (ت 215).
2 - أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي (ت 227).
3 - إسحاق بن سليمان الرازي (ت 200).
4 - إسحاق بن منصور السلولي (ت 204).
5 - إسماعيل بن عبد الملك أبو إسحاق الضرير البصري.
6 - جعفر بن عون بن جعفر أبو عون الكوفي (ت 207).
7 - الحسن بن بشر بن سلم الكوفي (ت 221).
8 - الحسن بن عمر.
9 - حفص بن عمر أبو عمر الضرير البصري (ت 220).
10 - خالد بن الحسين أبو الجنيد الضرير.
12 - داود بن محبر البصري نزيل بغداد (ت 206).
13 - داود بن مهران.
14 - روح بن عبادة بن العلاء البصري (ت 207).
15 - زكريا بن عدي بن الصلت الكوفي نزيل بغداد (ت 212).
16 - زيد بن الحباب الكوفي ثم الخراساني (ت 230).
17 - سريج بن النعمان البغدادي (ت 217).
18 - سعيد بن عامر الضبعي البصري (ت 208).
9

19 - سعيد بن منصور الخراساني ثم المكي (ت 277).
20 - سليمان بن حرب البصري ثم المكي (ت 224).
21 - الصلت بن حكيم.
22 - عبد الله بن يزيد المقري المكي (ت 213).
23 - عبد الملك بن عمرو أبو عامر العقدي (ت 205).
24 - عبد الوهاب بن عطاء الخفاف البغدادي (ت 206).
25 - عبيد الله بن محمد بن حفص البصري ثم البغدادي (ت 228).
26 - عبيد الله بن موسى الكوفي (ت 213).
27 - عثمان بن زفر بن مزاحم التيمي الكوفي (ت 218).
28 - علي بن عاصم بن صهيب الواسطي (ت 201).
29 - علي بن عبد الله بن جعفر أبو الحسن بن المديني البصري
(ت 234).
30 - عمرو بن خالد الأعشى.
31 - عمرو بن محمد العنقزي الكوفي (ت 199).
32 - الفضل بن دكين أبو نعيم الكوفي (ت 219).
33 - قبيصة بن عقبة بن محمد الكوفي (ت 215).
34 - محمد بن حرب المكي.
35 - محمد بن القاسم الأسدي الكوفي (ت 207).
36 - محمد بن معاوية النيسابوري نزيل بغداد ثم مكة (ت 229).
37 - معاوية بن عمرو الأزدي البغدادي (ت 214).
38 - هارون بن معروف المروزي نزيل بغداد (ت 231).
39 - هوذة بن خليفة البصري ثم البغدادي (ت 216).
40 - يحيى بن إسحاق السيلحيني البغدادي (ت 210).
41 - يحيى بن أبي بكر البغدادي (ت 209).
42 - يزيد بن هارون الواسطي (ت 206).
10

ومما يلحظ في هذه القائمة أن البرجلاني يروي عن ستة وثلاثين
شيخا ممن تقبل روايتهم، كما أنه يروي عن ثلاثة شيوخ ضعفاء ومتروكين.
وفيهم أيضا ثلاثة آخرين لم أجد ترجمة لهم هم: (إسماعيل بن عبد الملك
أبو إسحاق الضرير، والحسن بن عمر وعمرو بن خالد الأعشى). أما
شيوخه الضعفاء والمتروكين فهم: (خالد بن الحسين أبو الجنيد الضرير،
وداود بن محبر، ومحمد بن القاسم الأسدي) وإليك ترجمتهم باختصار:
1 - خالد بن الحسين أبو الجنيد، قال ابن معين: ليس بثقة كان
ببغداد، وقال ابن عدي: عامة حديث أبي الجنيد عن الضعفاء أو قوم لا
يعرفون.
انظر: الكامل لابن عدي 3 / 911 * ولسان الميزان لابن حجر
2 / 375.
2 - داود محبر بن قحذم، قال عبد الله بن أحمد: سألت أبي عنه،
فضحك وقال: شبه لا شيء كان لا يدري ما الحديث. وقال ابن المديني:
ذهب حديثه. وقال الجوزجاني: كان يروي عن كل وكان مضطرب الامر:
وقال النسائي: ضعيف. وقال الدارقطني: متروك الحديث.
انظر: تهذيب التهذيب لابن حجر 3 / 199 - 201.
3 - محمد بن القاسم الأسدي، قال النسائي: ليس بثقة كذبه أحمد،
وقال أبو داود: غير ثقة ولا مأمون لا يتابع عليه، وقال الدارقطني: كذاب.
انظر: التهذيب 9 / 407 - 408.
تلاميذه:
حدث عنه عدد من الأئمة، منهم:
1 - الامام عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا (ت 281) وقد روى عنه
في كثير من كتبه.
11

2 - إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد الختلي (توفي في حدود سنة ستين
ومائتين) وجدته يروي عنه في كتاب المحبة لله سبحانه.
3 - الإمام أبي يعلى أحمد بن عي بن المثنى الموصلي (ت 307)، روى
عنه في معجم شيوخه.
4 - أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الزاهد - راوي كتاب الكرم
والجود عن مؤلفه البرجلاني، وستأتي ترجمته.
ثناء العلماء عليه:
أثنى عليه عدد من الأئمة، وأشادوا بحفظه وفهمه، فقد روى ابن أبي
حاتم في الجرح والتعديل عن أبيه قال: ذكر لي أن رجلا سأل أحمد بن
حنبل عن شيء من أخبار الزهد، فقال عليك بمحمد بن الحسين.
وذكره ابن حبان في كتاب الثقات وقال: كان صاحب حكايات ورقائق.
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: أرجو أن يكون لا بأس به، ما
رأيت فيه توثيقا ولا تجريحا لكن سئل عنه إبراهيم الحربي فقال: ما علمت
إلا خيرا. اه‍.
وانتقد الحافظ ابن حجر الذهبي في إيراده ترجمة البرجلاني في
الميزان فقال: وما لذكر هذا الرجل الفاضل الحافظ - يعني في الضعفاء -
وقد ذكره ابن حبان في الثقات.
قلت: ليس ذكر الذهبي للبرجلاني في الميزان دليل على ضعفه عنده
لأنه قصد في كتابه إيراد من تكلم فيه ولو كان ثقة حافظا لا وجه للطعن
عليه ولا للكلام فيه، فقد قال في مقدمة الميزان: وفيه من تكلم فيه مع
ثقته وجلالته بأدنى لين وبأقل تجريح، فلولا أن ابن عدي أو غيره من
مؤلفي كتب الجرح ذكروا ذلك الشخص لما ذكرته لثقته... وقال في آخر
الميزان: فأصله وموضوعه في الضعفاء، وفيه خلق من الثقات ذكرتهم للذب
عنهم أو لأن الكلام غير مؤثر فيهم ضعفا. اه‍.
12

هذا ولعل مستند الذيه ذهبوا إلى تضعيف البرجلاني أو تليينه أن
يروي - أحيانا - عن رواة ضعفاء أو متروكين، أقول: وليس هذا التضعيف
بشيء لان البرجلاني مثل عادة المصنفين الذين يروون فضائل الاعمال
والزهد والرقائق وغيرها، أنهم يروون ما في الباب سواء كان صحيحا أو
ضعيفا أو واهيا وهم يجعلون العهدة في ذلك على الناقل. وقال الحافظ ابن
حجر في لسان الميزان 3 / 75 في ترجمة الطبراني ما فحواه: إن الحفاظ
الأقدمين يعتمدون في روايتهم الأحاديث الموضوعة مع سكوتهم عنها على
ذكرهم الأسانيد، لاعتقادهم أنهم متى أوردوا الحديث بإسناده فقد برئوا من
عهدته وأسندوا أمره إلى النظر في إسناده. اه‍. وانظر فتح المغيث
1 / 255. ويبدو أن البرجلاني انتقد أيضا على أمر آخر وهو اشتغاله بما
يتعلق بتهذيب النفوس وآداب السلوك والزهد والرقائق في وقت كان يزخر
بالاشتغال بالحديث رواية ودراية وحفظا وكتابة، وكان لأولئك المحدثين
نظرة ناقدة لكل من تحول عن طريقهم وسلك مسلكا آخر في العلم فقيها
كان أو مذكرا أو متكلما. وقال الامام شيخ الاسلام ابن دقيق العيد في
كتاب الاقتراح في بيان الاصطلاح ص 59 - 60 وهو يتكلم عن أمور ينبغي
تفقدها عند الجرح قال ما نصه: الاختلاف الواقع بين المتصوفة وأصحاب
العلوم الظاهرة فقد وقع بينهم تنافر أوجب كلام بعضهم في بعض، وهذه
غمرة لا يخلص منها إلا العالم الوافي بشواهد الشريعة، ولا أحصر ذلك في
العلم بالفروع المذهبية، فإن كثيرا من أحوال المحققين من الصوفية لا يفي
بتمييز حقه من باطله علم الفروع، بل لا بد من ذلك مع معرفة القواعد
الأصولية، والتمييز بين الواجب والجائز والمستحيل العقلي والمستحيل
العادي، فقد يكون المتميز في الفقه جاهلا بذلك، حتى يعد المستحيل عادة
مستحيلا عقلا، وهذا المقام خطر شديد، فإن القادح في المحق من
الصوفية معاد لأولياء الله تعالى، وقد قال فيما أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم: «من عادى
لي وليا فقد بارزني بالمحاربة» اه‍.
13

منزلته العلمية وتأثيره في غيره:
يعد البرجلاني بحق صاحب مدرسة متميزة في الاعتناء بكل ما يتعلق
بالزهد والرقائق وآداب السلوك من أحاديث وآثار وغيرها.
والناظر إلى كتابه (الجود والكرم) وإلى قائمة كتبه التي أوردها ابن
النديم يحمل على الاعتقاد أن لب اهتمام الرجل كان منحصرا فيما يتعلق
بالزهد والرقائق وفضائل الاعمال. ويستشف من إرشاد الامام أحمد بن حنبل
للسائل الذي سأله عن شيء من أخبار الزهد فقال له: عليك بمحمد بن
الحسين - إن البرجلاني كان معروفا لدى أهل زمانه أنه صاحب تلك
المدرسة المتخصصة بالزهد والرقائق، وفي قول الخطيب البغدادي: هو
صاحب كتب الزهد والرقائق، كما أننا يمكن أن نلمس من قول الامام
أحمد وغيره أن البرجلاني كان يراعي في مسلكه ما جاء في كتاب الله تعالى
وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة ومن تبعهم بإحسان، ولا يخرج عن
ذلك إلى شيء من التصوف الفلسفي ونحوه مما خالطه زيغ وجهل وشطط، وإنما كان يقول كما كان الجنيد البغدادي رحمه لله يقول فيما نقله عنه أبو
القاسم القشيري في الرسالة ص 32: الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا
على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام.
وقوله: من لم يحفظ القرآن ولم يكتب الحديث لا يقتدي به هذا
الأمر لان علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة. اه‍.
ويبدو أن هذا الاتجاه أعني الاهتمام بالزهد والرقائق ونحوها كان له
صدى في ذلك الوقت، وذلك لوجود طائفة من أعيان ذلك العصر سلكوا
هذا المسلك من أمثال أحمد بن عاصم الأنطاكي (ت 220) وكان تلميذا
لأبي سليمان عبد الرحمن بن عطية الداراني، ومثل أبي نصر بشر بن الحارث
الحافي (ت 227) وكان زاهدا عابدا مشهورا في عصره ومحدثا ثقة، ومن
أمثال عبد الله الحارث بن أسد المحاسبي (ت 243) وكان له من العلم
14

والفضل والكلام في الزهد والرقائق ما هو مشهور، وله كتب كثيرة معروفة
في هذا الشأن.
أقول: ولعل سبب اهتمام هؤلاء الاعلام وغيرهم بهذا الجانب ما كان
عليه بعض الناس من إقبال على الدنيا وزينتها نتيجة للفتوحات الاسلامية
التي جلبت كثيرا من الأموال فانغمس البعض في المال، وأسرف البعض
في التمتع بزينة الحياة الدنيا، وكان ضروريا وجود هذا المسلك الذي يعتني
بدراسة أحوال النفس وتوجيهها التوجيه الصحيح المبني على الكتاب الكريم
والسنة المشرفة. ولا شك أن هذا التوجه، هو إحدى الدلائل على على حفظ الله
عز وجل لهذا الدين حيث وجه لكل علم من علوم الشريعة علماء أثبات
يخدمونه ويضعون فيه المؤلفات التي يحتاج إليها المسلم في كل شؤون
حياته المختلفة.
وقد كان للامام البرجلاني تأثير في مسلك بعض تلامذته كالامام ابن
أبي الدنيا، فقد سلك طريقة شيخه في جمع أحاديث الرقائق وعدم
الاشتغال كثيرا بالصناعة الحديثة التي كانت تستحوذ على كثير من محدثي
ذلك العصر، ويظهر هذا جليا في تاليفه المشهورة التي عالج فيها كثيرا من
الأمراض النفسية والاجتماعية من حقد وحسد وبخل ورياء وغضب وفحش
وغير ذلك.
عقيدته:
يظهر من قول الامام أحمد (عليك بمحمد بن الحسين)، أن
البرجلاني كان على مذهب السلف في مسألة الأسماء والصفات، ولم يكن
مؤيدا، أو مشاركا في الفتنة التي كانت تجتاح الأمة في ذلك الوقت، وهي
فتنة القول بخلق القرآن، فمن المعلوم أن الامام أحمد - رحمه الله تعالى -
كان شديد النكير على من أجاب بخلق القرآن، وكان منه وبين بعض
العلماء صداقة وطيدة فانقلبت بعد ذلك إلى عداوة شديدة بسبب إجابتهم
15

بالفتنة، وذلك لان الامام أحمد كان لا يترخص القول بخلق القرآن ولا
يجوزه، وكان كما يقول الامام الذهبي في سير أعلام النبلاء 11 / 432:
يبدع من يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق، ويظلل من يقول لفظي بالقرآن
قديم، ويكفر من يقول: القرآن مخلوق، بل كان يقول: القرآن كلام الله
منزل غير مخلوق، وينهي عن الخوض في مسألة اللفظ. اه‍.
وقال تاج الدين السبكي في طبقات الشافعية الكبرى 2 / 82 في
ترجمة إبراهيم بن المنذر الحزامي - شيخ الامام البخاري - ما نصه:
كان حصل عند الامام أحمد - رضي الله عنه - منه شيء، لأنه قيل
خلط في مسألة القرآن، ثم قال: وأرى ذلك منه تقية وخوفا، ولكن الامام
أحمد شديد في صلابته، جزاه الله عن الاسلام خيرا، ولو كلف الناس ما
كان عليه أحمد لم يسلم إلا القليل. اه‍. وانظر أيضا سير أعلام النبلاء
11 / 510.
مؤلفاته:
ألف البرجلاني عددا من المؤلفات النافعة، ووصفت هذه المؤلفات
بأنها في موضوع الزهد والرقائق، وقد ذكر له ابن النديم في الفهرست ستة
كتب. ولم يصلنا من هذه المؤلفات - فيما أعلم - سوى كتاب الكرم
والجود.
وهذه المؤلفات هي:
1 - الصحبة.
2 - الهمة.
3 - الطاعة.
4 - الصبر.
5 - المتيمين.
6 - الكرم والجود وسخاء النفوس.
16

كتاب الكرم والجود وسخاء النفوس
مادة المصنف في كتابه:
جمع البرجلاني في هذا الكتاب بعض الأحاديث والآثار التي تدخل
في حسن الخلق مثله صلة الرحم، والكرم، والحياة، والحب في الله،
ونحو ذلك.
ومجموع الأحاديث والآثار المذكورة في الكتاب ثلاثة وسبعون حديثا
وأثرا، وبلغت الأحاديث المرفوعة تسعة وعشرين حديثا، والآثار الموقوفة
على الصحابة أربعة عشر أثرا، كما بلغت الآثار المقطوعة مما تنسب إلى
التابعين ومن بعدهم ثلاثين أثرا.
منهج المؤلف:
سار البرجلاني في كتابه على طريقة المحدثين من حديث إيراد
الاخبار بأسانيدها، ولم يشر البرجلاني إلى تعليق أو توضيح أو شرح للمادة
التي جمعها، وإنما كان همه إيراد الاخبار المتعلقة بموضوع كتابه مروية
بسنده إلى أصحابها.
ولم يلتزم المؤلف الصحة في مروياته، وإنما روى أيضا الضعيف
وغيره، ولكن لم أجد أنه روى خبرا موضوعا مكذوبا. وقد رأيت أن أذكر
عدد الاخبار الصحيحة وغيرها من خلال ما تبين لي من التخريج.
1 - الصحيح: اثنان وعشرون خبرا.
2 - الحسن: أحد عشر خبرا.
17

3 - الضعيف: اثنان وثلاثون خبرا.
4 - الضعيف جدا: ستة أخبار.
5 - المتروك: خبر واحد.
هذا ومما ينبغي الإشارة إليه أن حكمنا على هذه المرويات إنما كان
على أساس أحكام علماء الجرح والتعديل، ومن المعلوم أن علماء الجرح
كانوا يتبعون في نقدهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قواعد صارمة، وأحكاما
متشددة، لان دقة النص في الحديث ذات أهمية خاصة، فهو كلام
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المصدر الثاني للتشريع الاسلامي بعد كتاب الله
عز وجل.
أما في مثل كتاب البرجلاني فإنه يدخل فيما يسميه المحدثون
اصطلاحا بأحاديث الترغيب والترهيب وفضائل الاعمال ومكارم الاخلاق ونحو
ذلك مما لا يتعلق بالحلال والحرام ولا تترتب عليه أحكام شرعية، وهذا
النوع من الحديث يجوز عند علماء الحديث التساهل في روايته والعمل به
ما لم يعلم أنه كذب، لكن لا بد أن يعلم أن الله عز وجل رغب فيه أو
رهب منه بدليل آخر غير هذا الحديث الضعيف، لان العمل - كما يقول
الامام ابن تيمية - إذا علم أنه مشروع بدليل صحيح وروي في فضله حديث
لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقا.
وقال الخطيب البغدادي في كتاب الكفاية في علم الرواية ص 133:
قد ورد عن غير واحد من السلف أنه لا يجوز حمل الأحاديث المتعلقة
بالتحليل والتحريم إلا عمن كان بريئا من التهمة بعيدا عن الظنة، وأما
أحاديث الترغيب والمواعظ ونحو ذلك فإنه يجوز كتبها عن سائر المشايخ،
ثم روى عن الامام أحمد وغيره أنهم كانوا يقولون: إذا روينا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحلال والحرام والسنن والاحكام تشددنا في الأسانيد،
وإذا روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل الاعمال وما لا يضع حكما ولا يرفعه
تساهلنا في الأسانيد.
18

هذه وقد شرح شيخ الاسلام ابن تيمية كلام الامام أحمد المذكور
وأجاد في توجيه أيما إجادة وذلك في كتاب الفتاوى 18 / 65 - 68،
فارجع إليه فإنه نفيس.
توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:
نستطيع أن نجزم بصحة نسبة هذا الكتاب إلى البرجلاني بأمور منها:
1 - روى عنه تلميذه ابن أبي الدنيا بعض نصوصه في كتبه الآتية:
أ - مكارم الاخلاق، روى عنه أحد عشر نصا.
ب - كتاب الاخوان، روى عنه ستة نصوص.
ج - كتاب التواضع، روى عنه أربعة نصوص.
2 - نقل عنه الامام المزي في تهذيب الكمال في ترجمة حماد بن أبي
سليمان، خمسة نصوص.
3 - كما نقل عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة حماد بن أبي
سليمان أيضا، أربعة نصوص.
4 - ذكره ابن النديم في الفهرست في جملة الكتب التي ألفها البرجلاني.
5 - ومن ذلك أيضا إسناد الكتاب، كما سيأتي التعريف برواته.
وصف المخطوط:
تقع المخطوطة في تسع أوراق ذات صفحتين، في كل صفحة ما بين
سبعة عشرة إلى تسعة عشر سطرا، وخطها نسخ معتاد، وهي محفوظة في
المكتبة الظاهرية بدمشق، برقم (38) مجموع. وقد بحثت عن نسخة أخرى
للكتاب فلم أقف على نسخة غير نسختنا هذه وهذه النسخة هي التي ذكرها
الأستاذ فؤاد سزكين في كتاب تاريخ التراث العربي، ولم يذكر سواها. وقد
ألحق مع كتاب البرجلاني بعض الأحاديث التي رواها العسكري عن
شيوخه.
وكاتب هذه النسخة هو الامام المحدث الجليل أحمد بن المسلم بن
19

حماد الأزدي، وهو راوي هذا الكتاب عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم
الأربلي - ومن مزايا هذه النسخة أنها قرأت على جماعة من العلماء الاثبات
منهم:
1 - الامام المحدث محمد بن يوسف بن محمد البرزالي الإشبيلي، على
الامام أبي عبد الله الأربلي بسنده.
2 - ومنهم الامام علاء الدين علي بن سالم بن سليمان، على الشيخين
الأخوين أبي حفص عمر وأبي عبد الله محمد ابني أسعد الهمذاني
بسماعها له من الأربلي.
3 - وقرأها ابن الكويك على الامام أبي بكر أحمد بن عبد الدائم بسماعه
من الأربلي.
4 - ومنهم علي بن مسعود بن نفيس الموصلي على الشيخين الأخوين
بسماعها من الأربلي.
إسناد الكتاب:
وصل إلينا الكتاب (الكرم والجود) من طريق كتابة أبي العباس
أحمد بن المسلم بن حماد الأزدي، بروايته عن أبي عبد الله محمد بن
إبراهيم الأربلي، بروايته عن أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، بروايته
عن أبي طالب عبد القادر بن محمد، بروايته عن أبي محمد الحسن بن علي
الجوهري، بروايته عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق،
بروايته عن أبي العباس بن مسروق عن مؤلفه أبي الشيخ محمد بن الحسين
البرجلاني وكلهم رجال مشاهير. وهذا بيان تراجمهم:
1 - أبو العباس أحمد بن المسلم بن حماد الأزدي المعروف بالمجد
ابن الحلوانية الدمشقي، ولد سنة أربع وستمائة وتوفي سنة ست وستين
وستمائة، وكان محدثا ثقة.
20

2 - أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سلمان الأربلي، ولد
سنة تسع وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وستمائة، وكان إماما
ثقة مسندا.
3 - أبو الحسن علي بن عساكر بن المرحب البطائحي، الامام
الحافظ المقرئ، كان عالما بالقراءات والعربية، مات سنة اثنين وسبعين
وخمسمائة.
4 - أبو طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف
البغدادي، روى الكثير من الكتب، وكان ثقة عدلا مرضيا عابدا، مات سنة
ست عشرة وخمسمائة وقد نيف على التسعين.
5 - أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري البغدادي، يعرف
بأبي المقنعي، انتهى إليه علو الرواية في عصره، وأملى مجالس كثيرة،
وكان ثقة أمينا كثير السماع، مات سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وعاش نيفا
وتسعين سنة.
6 - أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق البغدادي المعروف
بابن العسكري، كان ثقة أمينا، عاش سنة خمس وسبعين وثلاثمائة.
7 - أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق الصوفي البغدادي، قال
الخطيب: كان معروفا بالخير مذكورا بالصلاح، مات سنة تسع وتسعين
ومائتين وسنة أربع وثمانون سنة.
21

عملي في تحقيق الكتاب:
يتلخص عملي في التحقيق بالنقاط الآتية:
1 - نسخت النص عن النسخة الخطية الوحيدة المحفوظة في المكتبة
الظاهرية، ثم قومته وضبطته بالشكل ورقمت أحاديثه وآثاره.
2 - خرجت جميع الأحاديث والآثار الواردة في الكتاب.
3 - حكمت على أسانيد المؤلف بما يقتضي الصحة أو الضعف، معتمدا
في ذلك على آراء النقاد وأقوالهم.
4 - شرحت معاني الالفاظ الغريبة.
5 - أشرت إلى بداية صفحة النسخة المخطوطة.
وإني لأسأل الله عز وجل أن يجعل عملي هذا وغيره خالصا لوجهه
الكريم، كما أسأله سبحانه أن يخلقنا بأخلاق النبي المصطفى الكريم،
وينفع بهذا العمل المسلمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله
وصحبه وسلم.
وكتبه
الدكتور
عامر حسن صبري
22

صورة عنوان الكتاب
23

الورقة الأولى من الكتاب
24

آخر الكتاب
25

الصفحة الأخيرة من الكتاب
26

كتاب
الكرم والجود وسخاء النفوس
تصنيف
الامام محمد بن الحسين البرجلاني
رواية: أبي العباس أحمد بن مسروق عنه.
رواية: أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد الدقاق عنه.
رواية: أبي محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري عنه.
رواية: أبي طالب عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن
يوسف عنه.
رواية: أبي الحسن علي بن عساكر بن المرحب البطائحي النحوي
عنه.
رواية: أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سليمان الأربلي
عنه.
سماع لصاحبه وكاتبه: أحمد بن عبد الله بن المسلم بن حماد بن ميسرة
الأزدي عنه.
27

بسم الله الرحمن الرحيم
وما توفيقي إلا بالله
أخبرنا الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن مسلم بن
سلمان الإربلي قراءة وأنا أسمع في يوم الأحد ثامن عشر ذي الحجة من
سنة ثلاث وستمائة فأقر به وقال: نعم، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن
عساكر بن المرحب البطائحي النحوي بقراءتي عليه في مسجد الشيخ أبي
الفضل أحمد بن صالح وحضوره، قال: أخبرنا الشيخ الثقة الأمين أبو طالب
عبد القادر بن محمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف بن محمد - رحمه الله -
قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد
الجوهري قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبيد
الدقاق المعروف بابن العسكري - رحمه الله - قراءة عليه، قال: حدثنا أبو
العباس أحمد بن مسروق قال:
1 - حدثنا أبو شيخ محمد بن الحسين البرجلاني، قال: حدثني
سعيد بن منصور، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد، قال: أخبرني ابن
عجلان، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق».
29

2 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا
شعبة، قال: سمعت قتادة قال: سمعت مولى لآل أنس بن مالك يحدث
عن أبي سعيد الخدري قال: كان نبي الله أشد حياء من جارية عذراء في
خدرها، وكان إذا كره أمرا عرف ذلك في وجهه.
3 - حدثنا محمد بن الحسين / قال: حدثني سليمان بن حرب، عن
حماد، عن سلم العلوي، عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يواجه أحدا في وجهه بشئ يكرهه.
30

4 - حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثني خالد بن يزيد القرني،
قال: ثنا جعفر بن سليمان الضبعي، عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن
بابنوس قال: دخلنا على عائشة - رضي الله عنها - فقلنا: يا أم المؤمنين،
كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: القرآن، ثم قالت: أتقرأون سورة
المؤمنين؟ قلنا: نعم، قالت: قد * (أفلح المؤمنون) * حتى بلغت: * (والذين هم
على صلاتهم يحافظون) * قالت: كذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
5 - حدثنا محمد بن الحسين قال: حدثني يحيى بن أبي بكير، قال:
حدثنا موسى بن محمد الأنصاري، عن حارثة بن أبي الرجال، عن عمرة،
عن عائشة قالت: سألناها كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خلا مع نسائه؟ قالت:
31

كان كرجل من رجالكم، كان كأحسن الناس خلقا، [وأكرمهم] كرما.
6 - حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني قال: حدثنا يزيد بن هارون،
قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن أبي عبد الله الجدلي
قال: قلت لعائشة، كيف كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله؟ قالت: كان
أحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا ولا متفحشا فإن ولا صخابا في الأسواق،
ولا يجزي بالسيئة / السيئة، ولكن يعفو ويصفح.
7 - حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا
الحجاج بن أرطأة، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن لي ذوي أرحام أصل
32

ويقطعون وأعفو ويظلمون، وأحسن ويسيئون، أفأكافئهم؟ قال: ‌ «‌‌ لا، إذا
يتركوا، ولكن اعف عنهم واصفح وأحسن».
8 - حدثنا ثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا
شعبة، قال: ثنا أبو إسحاق، قال: سمعت أبا عبد الله الجدلي يقول: سألت
أم المؤمنين عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: لم يكن فاحشا
ولا متفحشا ولا صخابا في الأسواق، ولكن يعفو ويصفح.
9 - حدثنا أحمد بن مسروق، قال: ثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا
يزيد بن هارون، قال: ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عبد الله بن
عبد الرحمن بن أبي حسين، عن مكحول، عن شهر بن حوشب، قال يزيد:
لا أعلمه إلا عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل قال: جاء رجل
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني أحب الحمد، أي أحب الحمد،
كأنه يخاف على نفسه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وما يمنعك أن تحب أن
تعيش حميدا وتموت فقيدا؟ وإنما بعثت على محاسن الأخلاق».
33

10 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا قبيصة بن عقبة قال: ثنا
سفيان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر: قال ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا
قط فقال: لا.
11 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا يزيد بن / هارون، قال: ثنا
الحجاج بن أرطأة، عن سليمان بن سحيم، عن طلحة بن عبيد الله بن
كريز: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله عز وجل جواد يحب الجود، ويحب
معالي الأخلاق، ويكره سفسافها».
34

12 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا الحسن بن بشر بن سلم،
قال: ثنا المعافي بن عمران، عن خالد بن إلياس، عن مهاجر بن مسمار،
قال: أشهد لحدثني عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله طيب يحب الطيب، نظيف يحب
النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا
باليهود تجمع الأكباء في دورهم».
13 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا
شعبة، عن القاسم بن أبي بزة، عن عطاء الكيخاراني، عن أم الدرداء،
عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من شئ يوضع في الميزان أفضل من خلق حسن».
35

14 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا الحسن بن بشر بن سلم،
قال: ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن
هشام قال: قلت لعائشة - رضي الله عنها - أخبريني عن خلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: أو ما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى، قالت: قوله:
* (وإنك لعلى خلق عظيم) *
15 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا محمد بن القاسم الأسدي،
قال: ثنا عبد الله بن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر - رضي الله عنه -
36

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة الصائم.
القائم في سبيل الله».
16 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا روح بن عبادة قال: ثنا
عثمان بن غياث قال: حدثنا عبد الله بن شقيق قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله، أي شئ أفضل؟ قال: «حسن الخلق»، مرتين أو
ثلاثا.
17 - حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا محمد بن حرب المكي
قال: ثنا ليث بن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال: أن
نفرا أرادوا سفرا فأتوا عائشة - رضي الله عنها - فقالوا: يا أم المؤمنين من
يؤمنا؟ قالت: أقرأكم لكتاب الله جل وعز، قالوا: كلنا في القراءة سواء،
قالت: أعلمكم بالسنة، قالوا: كلنا في السنة سواء، قالت: فأقدمكم
هجرة، قالوا: كلنا في الهجرة سواء، قالت: فأحسنكم خلقا.
37

18 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا سريج، قال: ثنا هشيم،
عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبي مصعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
«اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه».
19 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء قال:
حدثنا عبد الجليل بن عطية، قال: حدثني شهر بن حوشب، عن أم الدرداء
قالت: قام أبو الدرداء يصلي فجعل يبكي ويقول، اللهم حسنت خلقي
فحسن خلقي، حتى أصبح، قالت أم الدرداء: فقلت: يا أبا الدرداء، ما
كان دعاؤك الليلة إلا في حسن الخلق؟؟ فقال: يا أم الدرداء، إن العبد
38

المسلم يحسن خلقه حتى يدخله حسن خلقه الجنة، وإنه ليسئ خلقه حتى
يدخله سوء خلقه النار.
20 - حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا عبيد الله بن موسى قال: ثنا
جعفر بن برقان / عن عمران البصري، عن أنس بن مالك قال: خدمت
النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أمرني بشئ قط فتوانيت فيه أو ضيعته فلامني
فيه، فإن لامني أحد من أهله، قال: دعوه فلو قدر أن يكون لكان.
21 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن
يونس، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن
الحارث، عن أبي كثير الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش».
39

22 - حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا (عبيد) الله بن محمد، عن
حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه: في قوله تعالى: * (خذ العفو
وأمر بالمعروف) * قال: خذ ما عفا من محاسن أخلاق الناس.
23 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا روح بن عبادة قال: ثنا
عوف، عن الحسن قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال داود - عليه
السلام - لابنه سليمان - عليهما السلام - يا: بني أي شئ أبرد؟ قال:
عفو الله عن العباد، وعفو العباد بعضهم عن بعض.
24 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا الحسين بن عمر قال: ثنا
أبو معشر، عن سليم مولى ليث - وكان قديما أدرك أسامة ومروان - قال:
مر مروان بأسامة وهو يصلي فحكاه، فقال أسامة: يا مروان، إني سمعت
رسول الله يقول: «إن الله لا يحب كل فاحش متفحش».
40

25 - حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا روح بن عبادة قال: ثنا عوف
وهشام. عن الحسن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الحياء من الإيمان، وإن الإيمان في الجنة، وإن البذاء من الجفاء، والجفاء في النار.
26 - حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا
خالد بن رباح / أبو الفضل، قال: ثنا أبو السوار العدوي، عن عمران بن
حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء خير كله».
41

27 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا
أبو نعامة العدوي، قال: سمعت أبا السوار العدوي يذكر عن عمران بن
حصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الحياء كله خير»، فقال بشير بن كعب: منه ضعف ومنه وقار، فقال: من هذا يا (أبا) قتادة؟ فقال: هذا
بشير بن كعب، فقال: يسمعني أحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: منه
ضعف ومنه وقار والله لا أحدثكم بحديث اليوم، فقال أبو قتادة: إن هذا
رجل ليس به بأس.
28 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: ثنا
عفان بن جبير الطائي يرفع الحديث إلى كعب قال: لم يكن الحياء في
رجل قط فتطعمه النار.
42

29 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا الفضل بن دكين قال: ثنا
حسن بن صالح، عن بعض أصحابه قال: قال سعد بن جبير: رأيت رجلا
يصنع شيئا مما أنكره، فقيل له: ألا نهيته؟ قال: استحييت منه.
30 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني خالد بن يزيد القرني،
عن ابن شهاب الحناط، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء قال: «إن الله كريم
يحب الحيي الستير، ويحب إذا تعرى العبد أن يستتر».
43

31 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا عبد الملك بن عمرو
العقدي، قال: ثنا سفيان الثوري، عن المغيرة بن زياد، عن عبادة بن
نسي، أن أبا موسى الأشعري رأى قوما قد خرجوا / من الفرات عراة،
فقال: لأن أموت ثم أنشر، ثم أموت ثم أنشر أحب إلي من أن أفعل هذا،
أو قال مثل هذا.
32 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أبو عامر العقدي قال: ثنا
(أبو) حبيب السلمي، عن أبي عثمان النهدي قال: قال سلمان الفارسي:
إن الله حيي كريم يستحي أن يرفع العبد إليه يديه فيردهما صفرا، أو قال:
خائبتين.
44

33 - حدثنا محمد بن الحسين، قال ثنا: أبو إسحاق الضرير، قال:
ثنا أبو عبيدة الناجي قال: سمعت الحسن يقول: الحياء والتكرم خصلتان
من خصال الخير لم تكونا في عبد إلا رفعه الله بهما.
34 - حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني، ثنا عبد الوهاب بن عطاء
قال: ثنا عوف، عن الحسن قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعائذ بن
المنذر الأشج أشح عبد القيس: «إن فيك خلتين يحبهما الله»، قال: يا
رسول الله، وما هما؟ قال: «الحلم والحياء» قال الأشج: يا رسول الله،
أشئ استفدته في الإسلام أو شئ جبلت عليه؟ قال: «لا بل شئ جبلت
عليه» فقال الأشج: الحمد لله الذي جبلني على ما يحب.
45

35 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني علي بن عبد الله بن
جعفر قال: حدثنا سفيان (ابن عيينة) قال: قال عمر لابن عياش
المنتوف - كان قد لقي منه شدة وأذى - فقال: يا هذا، لا تغرق في شتمنا
ودع للصلح موضعا فإنا لا نكافئ من عصى الله جل وعز فينا بأكثر من أن
نطيع / الله فيه.
36 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا زيد بن الحباب قال: ثنا
مندل بن علي، عن عبد الله بن مروان، عن ابن أبي نعم: أن رجلا من آل
عمر نازع عاصم بن عمر في أرض كانت بينهما، فقال له الرجل: لقد
هممت بكذا وكذا، فقال له عاصم - وكان من الحكماء - أي أخي وبلغ بك
الأمر هذا! اذهب فهي لك، فاستحيى الرجل فرجعت إليه نفسه.
46

37 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا روح بن عبادة، قال: ثنا
السري بن يحيى قال: ثنا محمد بن سيرين قال: قال فلان - وسمى رجلا -
ما رأيت في الناس رجل لا يتكلم ببعض ما لا يريد غير عاصم بن عمر،
وكان بينه وبين رجلا يوما شئ فقام وهو يقول:
قضى ما قضى فيما مضى ثم لا ترى * له صبوة فيما بقي آخر الدهر
38 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا يزيد بن هارون، عن
المسعودي، عن وديعة الأنصاري قال: قال عمر - رضي الله عنه -: لا
تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره ولا تطلعه على سرك، واستشر في
أمورك الذين يخشون الله عز وجل.
39 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا معاوية بن عمرو، عن
سلمة بن جعفر، عن أبي المحجل، عن عوف بن عبد الله، أو غيره وقال:
لا تحدث أمانيك الأصدقاء، ولا تكتم شهادتك الأعداء.
47

40 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا
المسعودي / عن وديعة الأنصاري قال: قال عمر بن الخطاب: لا تعرض
لما لا يعنيك، واعتزل عدوك، واحذر صديقك إلا الأمين ولا أمين إلا من
خشي الله عز وجل.
41 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا عبد الله بن يزيد المقري
قال: ثنا سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني عبد الله بن الوليد، عن أبي
سليمان الليثي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أطعموا
طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين».
48

42 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا داود بن محبر، عن
ربيعة بن كلثوم قال: سمعت الحسن يقول: أطعم طعامك من تحب في الله
عز وجل.
43 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا علي بن عاصم قال: ثنا
ليث بن أبي سليم، عن محمد بن بشر الهمداني، عن ابن الحنفية، عن
علي - رضي الله عنه - قال: لأن أجمع ناسا من إخواني على صاع من
طعام أحب إلي من أن أدخل سوقكم هذه فأبتاع نسمة فأعتقها.
44 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أبو عمر الضرير قال: ثنا
فضالة الشحام قال: كان الحسن إذا دخل عليه إخوانه أتاهم مما يكون
عنده، ولربما قال لبعضهم: أخرج السلة من تحت السرير، فيخرجها، فإذا
فيها رطب، فيقول: إنما ادخرته لكم.
45 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا الفضل بن دكين قال: ثنا
عيسى بن طهمان قال: قال لنا أنس بن مالك: لا تأتونا وأنتم صيام /.
49

46 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني معاوية بن عمرو
الأزدي، قال: ثنا زائدة بن قدامة، عن الأعمش قال: كنا نأتي خيثمة
فيقول: تناول السلة من تحت السرير، فأناولها النبي وفيها خبيص فيقول: إني
لست آكله، ولكن أصنعه لكم.
قال الأعمش: ورأيت على * إبراهيم ثيابا بيضاء، فقال:
كسانيها خيثمة.
47 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا الفضل بن دكين قال: ثنا
أبو خلدة قال: دخلنا على محمد بن سيرين أنا وعبد الله بن عون فرحب بنا
وقال: ما أدري ما أتحفكم، كل رجل منكم في بيته خبز ولحم، ولكن
سأطعمكم شيئا لا أراه في بيوتكم، فجاء بشهدة فكان يقطع بالسكين
ويلقمنا.
48 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا ابن عائشة، عن بعض
رجاله قال: نظر أعرابي إلى الناس يوم الجمعة، وقد انصرفوا من الجمعة،
فقال: إن الذي غداكم لكريم.
50

49 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا عمرو بن خالد الأعشى -
أعشى بنى أسد - قال: ثنا الحر بن كثير الكندي، عن أبيه قال: خرجت مع
الحسين بن علي - رضي الله عنهما - من المسجد أشيعه حين انتهينا إلى
بني تميم، وكان متزوجا فيهم، فلما انتهينا، إلى بابه وقف، قال: ادخل أيها
الرجل، فقلت: بارك الله لك يا ابن رسول الله في منزلك وطعامك،
فقال: علي أن لا ندخرك كما ولا نكلف لك، قال: فدخلت، فدعا لي بطعام
فأتيت به فأصبت منه، ودعا بطيب فأصبت منه، ثم رفع مصلاه فأخرج من
تحته كيسا فيه دراهم فدفعه إلي فقال: استنفق هذه، قال: فخرجت فعددتها
فإذا هي خمس مائة درهم.
50 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا عمرو بن محمد العنقزي،
عن سفيان، عن رجل قال: قال الأحنف بن قيس: ثلاث ليس فيهن
انتظار: الجنازة إذا وجدت من يحملها، والأيم إذا أصابت لها كفوءا،
والضيف إذا نزل لم انتظر به الكلفة.
51 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا
عبيد الله بن الوليد الوصافي، قال: حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير قال:
قال رجل يرى أنه (جابر بن عبد الله): هلاك بالرجل إذا دخل عليه الرجل
من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه (إليه)، وهلاك بالقوم أن يحتقروا
ما قدم إليهم.
51

52 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أبو الجنيد الضرير قال: ثنا
سالم بن عتاب الضبعي قال: سمعت بكر بن عبد الله يقول: إذا أتاك
ضيف فلا تنتظر به ما ليس عندك وتمنعه ما عندك، بل قدم إليه ما حضر
وانتظر به بعد ذلك ما يزيد من إكرامه.
53 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن
ابن عون، عن محمد قال: كان يقال: لا تكرم صديقك فيما يشق عليه.
54 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا هوذة بن خليفة وسعيد بن
عامر / عن عوف، عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن سلام قال: لما رأيت
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم علمت أن وجهه ليس وجه كذاب، وكان أول ما سمعته
يقوله: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام،
وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام».
52

55 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا داود بن محبر قال: ثنا أبو
جعفر قال: سمعت أبا السوار العدوي يقول: كان رجال من بني عدي
يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده إن وجد
من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل
الناس معه.
56 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني خالد بن يزيد، عن
هشيم، عن منصور، عن الحسن: أن ابن عمر كان لا يأكل طعاما إلا
ويقيم معه على مائدته (يتيم).
57 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا يحيى بن إسحاق قال: ثنا
هشيم بن بشير، عن عبد الرحمن بن يحيى الصدفي، عن حبان بن أبي جبلة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أسرع صدقة تصعد إلى السماء أن يصنع
الرجل طعاما طيبا، ثم يجمع عليه ناسا من إخوانه).
53

58 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن
يونس، قال: ثنا سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن
أبيه قال: قلت يا رسول الله، إني مررت برجل فلم يضفني ولم يقرني فمر
بي أفأجازيه؟ قال: «لا بل أقره».
59 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أبو إسحاق الطالقاني، عن
ضمرة، عن ابن شوذب، قال: كان أبان بن أبي عياش يدعوا إخوانه فيصنع
لهم الطعام ويجيزهم بالدراهم حدثنا /.
60 - محمد بن الحسين، قال: ثنا داود بن مهران قال: أنا
عبد الجبار بن الورد قال: سمعت عطاء يقول: ما رأيت مجلسا قط أكرم من
مجلس ابن عباس أكثر فقها وأعظم جفنة، إن أصحاب القرآن عنده،
وأصحاب النحو عنده، وأصحاب الشعر، وأصحاب الفقه، يسألونه كلهم
يصدرهم في واد واسع.
54

61 - حدثنا محمد بن الحسين البرجلاني، قال: ثنا إسحاق بن
منصور قال: ثنا عبد الله بن الوسيم الجمال قال: أتينا عمران بن موسى بن
طلحة بن عبيد الله نسأله في دين على رجل من أصحابنا، فأمر بالموائد
فنصبت، ثم قال: لا حتى تصيبوا من طعامنا، فيجب علينا حقكم
وذمامكم. قال فأصبنا من طعامه، فأمر لنا بعشرة ألف درهم في قضاء
دينه وخمسة ألف درهم نفقة لعياله.
62 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا إسحاق بن منصور قال:
سمعت داود الطائي يقول: كان حماد بن أبي سليمان سخيا على الطعام
جوادا بالدنانير والدراهم.
63 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا إسحاق بن سليمان قال:
سمعت حماد بن أبي حنيفة يقول: لم يكن بالكوفة أسخى على طعام
ومال من حماد بن أبي سليمان، ومن بعده خلف بن حوشب.
64 - ثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا داود بن محبر، عن حسن بن
صالح قال: سئل الحسن عن حسن الخلق؟ فقال: الكرم والبذلة
والاحتمال /.
55

65 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني هارون بن معروف،
عن ضمرة، عن رجاء، عن ابن عون قال: دخلنا على الحسن - رضي الله
عنه - فقدم إلينا مرقا ما فيه لحم.
66 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أبو نعيم قال: ثنا أبو
عاصم الثقفي، قال: ثنا الشعبي قالع: انطلقت أنا ورجل حتى دخلنا على
فاطمة بنت قيس، فقلنا حدثينا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فأطعمتنا
رطبا وسقتنا سلتا، وقالت: نعم، ثم قصت الحديث.
67 - ثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني الصلت بن حكيم، عن
الصلت بن بسطام قال: كان حماد بن أبي سليمان يفطر كل ليلة في شهر
رمضان مائة إنسان. فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا وأعطاهم مائة
مائة.
56

68 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: حدثني محمد بن معاوية قال:
ثنا حماد بن عبيد، عن هارون بن عنترة، عن أبيه قال: كنت من جلساء
علي - رضي الله عنه - فكان يطعم على مائدته لونا واحدا لا يزيد على ذلك.
69 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا زكريا بن عدي، عن ابن
إدريس (عن أبيه) قال: كنت مع حماد بن أبي سليمان فانقطع زره
فتقدم إلى خياط فأصلحه له فدفع إليه درهما وجعل يعتذر إليه ويقول: ليس
معي غيره، ليس يحضرني الآن غيره.
70 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا عثمان بن زفر التيمي قال:
سمعت محمد بن صبيح يقول: لما قدم أبو الزناد الكوفة على الصدقات
كلم / رجل حماد بن أبي سليمان في رجل يكلم له أبا الزناد يستعين في
بعض أعماله، فقال حماد: كم يؤمل صاحبك من أبي الزناد أن يصيب
معه؟ قال: ألف درهم، قال: فقد أمرت له بخمسة ألف درهم ولا يبذل
وجهي إليه، قال: جزاك الله خيرا فهذا أكثر مما أمل ورجا.
57

قال عثمان: وقال ابن السماك: فكلمه آخر في ابنه أن يحوله من
كتاب إلى كتاب، فقال للذي يكلمه: إنما نعطي المعلم ثلاثين كل شهر،
وقد أجريناها لصاحبك مائة، دع الغلام مكانه.
71 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا زكريا بن عدي قال: ثنا
الصلت بن بسطام التيمي، عن أبيه قال: كان حماد بن أبي سليمان يزورني
فيقيم عندي سائر نهاره ولا يطعم شيئا، فإذا أراد أن ينصرف، قال: انظر
الذي تحت الوسادة فمرهم أن ينتفعوا به، قال: فأجد الدارهم الكثيرة.
72 - ثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا الحميدي عن سفيان، عن
زهير أبي خيثمة قال استقرض أبي من الحسن بن الحر ألف درهم
فلما جاء يردها عليه، قال له الحسن بن حر: اذهب فاشتر بها لزهير سكرا.
73 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا خالد بن يزيد القرني، عن
ابن شهاب الحناط، عن عمرو بن قيس، قال: حج خيثمة مع نفر من
58

أصحابه فلما / كانت ليلة جمع سمع رجلا يحدث رجلا أن رجلا من
جعفي ذهبت نفقته وضلت راحلته، فأتاه خيثمة فقال له: هل عرفت رحل
هذا الرجل الذي أصيب وأين نزل منا؟ قال: نعم، موضع كذا وكذا،
فأخبره بموضعه، فلما كان بعد الظهر من يوم النحر أتى الموضع، فسأل
عن الرجل فإذا هو برجل لا يعرفه، فسأل عما أصيب فأخبره، فدفع إليه
صرة كانت فيها ثلاثون دينارا وأثوابا كانت معه فقال: تجهز بها إلى أهلك.
آخر كتاب الكرم والجود
ولله الحمد والمنة على ذلك
ثم يليه من حديث العسكري عن شيوخه
74 - حدثنا محمد بن خلف وكيع القاضي، قال: ثنا محمد بن
عبد الرحمن الصيرفي، قال: ثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر، قال: ثنا
جعفر بن سليمان، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: قيل يا
رسول الله، من أهل الجنة؟ قال: «من لا يموت حين يملأ مسامعه ما
يحب». فمن أهل النار؟ قال: «من لا يموت حتى يملأ مسامعه ما يكره».
75 - سمعت أبا العباس محمد بن إسحاق الصيرفي الشاهد، يقول:
سألت الزبير بن بكار - وقد جرى حديث - منذ كم زوجتك معك؟ قال: لا
تسألني ليس يرد القيامة أكثر كباشا منها، ضحيت عنها سبعين كبشا.
59

76 - سمعت محمد بن إسحاق يقول: كنت بحضرة الزبير، وقد
أهدى له صديق له حملا مشويا، فقال للرسول: اقرأ عليه السلام وقل له:
لطف الله بك.
77 - حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين الدقاق - سنة ثلاثمائة - قال:
ثنا القاسم / بن بشر، قال: ثنا عبد الصمد، قال: ثنا هشام، عن قتادة، عن
أبي العالية، عن ابن عباس: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: لا
إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله
إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب
الأرض ورب العرش الكريم».
78 - حدثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا مصعب بن المقدام، قال: ثنا
الثوري، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمر - رضي الله
عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل،
فليقرأه على قراءة ابن أم عبد».
79 - حدثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا ابن عيينة، عن عطاء بن
السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي الدرداء قال: سمعت
60

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «الوالد أوسط أبواب الجنة، فحافظ على ذلك الباب
أودع».
80 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا
عثمان بن عمر بن فارس، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن
عبيد الله بن أبي عتبة، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من
كتب الله عليه الخلود لم يخرج منها».
81 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا
أبو داود الطيالسي، قال: ثنا زمعة، عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن
عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم /: «أنمت عن عشايك، لا نامت عينا من نام عن عشائه».
82 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا
(عثمان بن خالد) العثماني، قال: ثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن
عمر قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخضب بالصفرة».
83 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا
61

خالد بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص، قال: ثنا سفيان
الثوري، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر قال: لم يقصوا في زمان
النبي صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر ولا عمر، إنما قصوا حيث وقعت الفتنة.
84 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا
الوليد بن مسلم الدمشقي، قال: حدثني كلثوم بن زياد، قال: ثنا سليمان بن
حبيب قال: أمرني عمر بن عبد العزيز في مواريث المجوس أن أورث من
قبل الحلال وأسقط الحرام في رجل نكح ابنته فمات عنها، يورثها من قبل
أنها ابنته وسقط أنها امرأته.
85 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا
أبو الوليد، ثنا حفص بن غياث أنه سمع مكحولا يقول: في مواريث
المجوس في رجل نكح ابنته فمات عنها يورثها من قبل أنها ابنته وتسقط
أنها امرأته.
86 - حدثنا محمد بن الحسين، ثنا القاسم بن بشر، ثنا الوليد بن
مسلم، قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، قال: حدثني عطاء
الخراساني: أن داود النبي - عليه السلام - نقش خطيئته / في كفه لكي لا
ينساها، فكان إذا رآها اضطربت يداه، أو قال: اضطرب.
87 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: ثنا
الوليد بن مسلم، قال: ثنا الأوزاعي، قال: حدثني عبد الرحمن بن القاسم،
عن أبيه القاسم بن محمد، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: تتخذ المرأة
62

الخرقة، فإذا فرغ زوجها ناولت تمسح عنه الأذى ويمسح عنها، ثم صليا
في ثوبيهما.
88 - حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا القاسم بن بشر، قال: قال
الوليد بن مسلم أبو العباس: سألت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن
قول الله جل وعز: «والمستغفرين بالأسحار» فقال: حدثني سليمان بن
موسى، قال: حدثني نافع، أن ابن عمر - رضي الله عنه - كان يحيي الليل
صلاة، ثم يقول: يا نافع، أسحرنا؟ فأقول: لا، فيعود إلى صلاته، فإذا
قلت: نعم، قعد يستغفر الله ويدعو حتى يصبح.
89 - حدثنا أبو أحمد هارون بن يوسف بن زياد الشطوي، قال: ثنا
محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني، قال: ثنا سفيان بن عيينة، عن
هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن جدتها أسماء بنت أبي بكر -
رضي الله عنها - قالت: «ذبحنا فرسا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلناه».
90 - حدثنا هارون بن يوسف، قال: ثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا
سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: «أطعمنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل، ونهانا عن لحوم الحمر».
91 - حدثنا هارون بن يوسف، قال: ثنا محمد بن أبي عمر، قال:
63

ثنا سفيان، عن / ابن أبي حسين، عن شهر، عن أسماء ابنة يزيد قالت:
«مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في نسوة فسلم علينا».
92 - حدثنا هارون بن يوسف، قال: ثنا محمد بن أبي عمر، قال:
ثنا سفيان، عن مسعر. قال: وثنا وكيع، قال: ثنا مسعر، عن محارب بن
دثار، عن جابر بن عبد الله قال: «كان لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حق فقضاني
فزادني».
93 - حدثنا هارون بن يوسف، قال: ثنا محمد بن يحيى: قال: ثنا
الحكم بن القاسم، عن أبي سعد الأعور، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد
الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أهل الدرجات العلى يراهم من
أسفل منهم كما يرون الكوكب في أفق السماء وإن أبا بكر وعمر منهم
وأنعما».
94 - حدثنا هارون بن يوسف، قال: ثنا أبو مروان العثماني، قال:
حدثني أبي عثمان بن خالد، عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن
الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لكل نبي رفيق ورفيقي
فيها عثمان بن عفان».
64

95 - حدثنا هارون بن يوسف، قال: ثنا أبو مروان العثماني، قال:
حدثتني أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها جعفر بن الزبير، عن جدها
الزبير - رضي الله عنه -: أن ا عليه وسلم بارك في الزبير وفي ولده وفي ولد
ولده. قالت أم عروة: وأنا ممن أدركته بركة النبي صلى الله عليه وسلم.
96 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي، قال: ثنا سعيد
الجرمي / قال: حدثنا محمد بن ربيعة الكلابي، قال: ثنا الوليد بن ثعلبة
الطائي، عن (ابن بريدة) عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منا
من حلف بأمانة، ومن خبب على امرئ زوجه، أو مملوكه فليس هو منا».
97 - حدثنا إبراهيم بن عبد الله، قال: ثنا سعيد، قال: ثنا أيوب بن
جابر، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي برزة الأسلمي، عن
أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «القضاة ثلاثة قاضيان في النار، وقاض في الجنة، فأما اللذان في النار فقاض قضى بالجور وآخر قضى بين الناس ولا
يدري ما لقضاء، والآخر قضى بالحق جهده».
98 - سمعت محمد بن هارون بن العباس المنصوري يقول: سمعت
الفتح بن شخرف يقول: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله
65

عنه - في النوم، فقلت: يا أمير المؤمنين حرف تنبيني به، قال: ما رأيت
أحسن من تواضع الأغنياء للفقراء. قال: فقلت: زدني، قال: أحسن من
ذلك نية الفقراء على الأغنياء ثقة بالله جل وعز.
99 - سمعت أبا الفضل العباس بن عبد السميع المنصوري، يقول:
سمعت الفتح بن شخرف يقول: كنت أفت للنمل الخبز كل يوم، فلما كان
يوم عاشوراء لم يأكلوه.
66