الكتاب: المصنف
المؤلف: ابن أبي شيبة الكوفي
الجزء: ٧
الوفاة: ٢٣٥
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: تحقيق وتعليق : سعيد اللحام
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: جماد الآخرة ١٤٠٩ - ١٩٨٩ م
المطبعة:
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات: طبعة مستكملة النص ومنقحة ومشكولة ومرقمة الأحاديث ومفهرسة / راجعه وصححه وأشرف على إخراجه : مكتب الدراسات والبحوث في دار الفكر

مصنف
ابن أبي شيبة
في الأحاديث والآثار
للحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان
ابن أبي بكر بن أبي شيبة الكوفي العبسي المتوفى سنة 235 ه‍
طبعة مستكملة النص ومنقحة ومشكولة ومرقمة الأحاديث ومفهرسة
الجزء السابع
1

بسم الله الرحمن الرحيم
2

بسم الله الرحمن الرحيم
24 - كتاب أقضية رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو بكر: هذا ما حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قضى به وأجاز فيه القضاء:
(1) حدثنا أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا سفيان بن
عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بالولد
للفراش.
(2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن إدريس عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر
قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل شركة لم تقسم ربعة أو حائط لا يحل له [أن
يبيع] حتى يستأذن شريكه، فإن شاء أخذ وإن شاء ترك، فإن باع ولم يؤذنه فهو أحق به.
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا جرير عن منصور عن الحكم عن علي وعبد الله قالا:
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة للجوار.
(4) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال حدثنا نافع بن عمر عن ابن
أبي مليكة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى باليمين على المدعى عليه.
(5) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن
مسروق عن عبد الله أنه سئل عن رجل تزوج امرأة فمات عنها ولم يدخل بها ولم يفرض لها
صداقا قال: فقال عبد الله لها الصداق ولها الميراث وعليها العدة، فقال معقل بن سنان:
شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في بروع بنت واشق بمثل ذلك.

(1 / 1) وقد قضى بها الرسول صلى الله عليه وسلم في قضية ابن أمة أبو عبد بن زمعة عندما جاء يطلبه سعد بن أبي
وقاص على أساس أنه ابن أخيه عتبة والحديث كما هو وارد في الصحاح، " الولد للفراش وللعاهر
الحجر واحتجبي منه يا زمعة "، وذلك لما رآه من شبه فيه بعتبة أخي سعد.
(1 / 2) الربعة: البستان لا سور له والحائط: بستان مسور. [أن يبيع] أضفناه لاقتضاء المعنى.
فهو أحق به: أحق بأخذه ممن اشتراه بنفس الثمن، لأنه لم يؤذن حتى يقرر إن كان يأخذ هو أم
لا.
(1 / 3) أي أن الشفعة لجار الأرض والدار وليس للشريك فقط.
(1 / 4) والبينة على المدعي وهذا إذا لم يوجد شهود للحال.
(1 / 5) الصداق المقصود صداق المثل
3

(6) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن تميم بن طرفة قال:
اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جمل، فجاء كل واحد منهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشاهدين
يشهدان أنه جمله، فقضى به النبي صلى الله عليه وسلم بينهما.
(7) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن مسهر عن الشيباني عن سلمة بن كهيل قال: كنا
جلوسا عند شريح إذ أتاه قوم يختصمون إليه في عمري جعلت لرجل حياته، فقال له:
هي له حياته وموته، وأقبل عليه الذي قضى عليه يناشده فقال شريح: لقد لامني هذا في
أمر قضى به النبي صلى الله عليه وسلم.
(8) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن هشام عن عروة عن أبيه عن المسور أن عمر
استشار الناس في إملاص المرأة، فقال المغيرة بن شعبة: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيه
بغرة عبد أو أمة، فقال عمر: لتأتين بمن يشهد، فشهد له محمد بن مسلمة.
(9) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن منصور عن إبراهيم عن
عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاقلتها بالدية وفي
الحمل غرة.
(10) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هزيل بن
شر حبيل قال: جاء رجل إلى أبي موسى وسلمان بن ربيعة فسألهما عن ابنة وابنة ابن وأخت
لأب وأم، فقالا: للابنة النصف، وما بقي فللأخت، وائت ابن مسعود فسأله فإنه
سيتابعنا، فأتى الرجل ابن مسعود فسأله وأخبره بما قالا، فقال ابن مسعود: {قد ضللت
إذا وما أنا من المهتدين} ولكن سأقضي بما قضي به رسول الله صلى الله عليه وسلم: للابنة النصف، ولابنة
الابن السدس، تكملة الثلثين، وما بقي فللأخت.

(1 / 6) أي قسم الحق فيه على الشهود فكان لكل شاهد ربع الجمل وكان بالتالي للمدعيان لكل واحد منهما
النصف وذلك لتساوي البينة.
(1 / 8) الاملاص: الاسقاط بسبب ضربة أو دفعة أوقعتها فأسقطت جنينها.
(1 / 9) الدية إن ماتت الحامل.
والعاقلة العصبة لجهة الأب.
(1 / 10) وبداية الآية {قل لا اتبع أهواء كم} أي إن تابعهم على قولهم فقد ضل لان الحق ليس ما قالوه
ولا ما حكموا به. والآية من سورة الأنعام (56)
4

(11) حدثنا أبو بكر قال حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن
زيد بن خالد وشبل وأبي هريرة قالوا: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فقال: أنشدك الله،
إلا قضيت ببننا بكتاب الله، فقال خصمه وكان أفقه منه: أجل يا رسول الله اقض بيننا
بكتاب الله وائذن لي حتى أقول، قال: " قل "، قال: إن ابني كان عسيفا على هذا،
(والعسيف: الأجير) وأنه زنى بامرأته فافتديت منه بمائة شاة وخادم، فسألت رجالا من
أهل العلم فأخبرت أن على ابني جلد مائة وتغريب عام، وأن على امرأة هذا الرجم، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده! لأقضين بينكما بكتاب الله: المائة شاة والخادم رد
عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، واغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت
فارجمها ".
(12) حدثنا أبو بكر قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا سيف بن سليمان المكي
قال أخبرني قيس بن سعد عن عمرو بن دينار عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى
بيمين وشاهد.
(13) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن
علي قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين قبل الوصية وأنتم تقرأون {من بعد وصية يوصي
بها أو دين} وأن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات.
(14) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون عن مهدي بن ميمون عن محمد بن
أبي يعقوب عن الحسن بن سعد قال: حدثني رباح عن عثمان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى أن
الولد للفراش.
(15) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن شيبة بن
مساور قال: كتب عمر بن عبد العزيز فقرئ علينا كتابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في
الموضحة بخمس من الإبل، ولم يقض فيما سوى ذلك.

(1 / 11) وقد اعترفت ورجمت.
(1 / 12) أي أن اليمين حل محل الشاهد الثاني.
(1 / 13) سورة النساء من الآية (11).
(1 / 14) سبق شرحه في 1 / 1.
(1 / 15) الموضحة: الضربة تكشف عن العظم ولا تكسره
5

(16) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبي
مالك بن ثعلبة عن أبيه ثعلبة بن أبي مالك قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مهزور وادي بني
قريظة أن يحبس الماء إلى الكعبين، لا يحبس الأعلى الأسفل.
(17) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه قال: قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم في السن بخمس من الإبل.
(18) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد وحزام بن سعد
أن ناقة للبراء دخلت حائط قوم فأفسدت عليهم، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حفظ
الأموال على أهلها بالنهار، وأن على أهل الماشية ما أصابت الماشية بالليل.
(19) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر عن سعيد بن أبي عروبة
عن غالب التمار عن حميد بن هلال عن مسروق بن أوس عن أبي موسى الأشعري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في الأصابع عشرا من الإبل.
(20) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن بشر عن سعيد عن مطر عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده أن النبي عليه السلام قضى في الأصابع عشرا عشرا.
(21) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن علية عن عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة
عن أبيه عن جده أن أبويه اختصما فيه إلي النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما كافر والآخر مسلم، فخيره،
فتوجه إلى الكافر فقال: " اللهم اهده ". فتوجه إلى المسلم فقضى له به.

(1 / 16) مهزور: جاء في معجم متن اللغة أنه اسم الوادي نفسه ولعل الأرجح أنه نهير سيل كان يمر عبر هذا
الوادي وذلك لان الحكم هنا هو حكم الاستفادة من الماء، فالأرجح ذكر مصدر هذا الماء.
(1 / 17) في السنن: أي إذا كسرت خطأ.
(1 / 18) أفسدت عليهم: أفسدت زرعهم.
(1 / 19) وذلك إذا قطعت خطأ في غير عمد وفي الإصبع عشرا من الإبل كأن الدية مائة من الإبل
والأصابع عشرة في اليدين ففي كل واحد منها عشر الدية، وكذا أصابع القدمين.
(1 / 21) وكانت أمه ترفض الاسلام وتصر على شركها.
وفيه أن الكافر لا يحضن ولد المسلم وإن كان أحد أبويه وكذا جواز ترك الخيرة للولد إن كان
يعي
6

(22) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن بشر العبدي قال حدثنا محمد بن عمرو عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنين غرة عبد أو أمة، فقال الذي
قضى عليه: أنعقل من لا شرب ولا أكل ولا صاح ولا استهل، ومثل ذلك يطل، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا ليقول بقول شاعر، فيه غرة: عبد أو أمة ".
(23) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن علية عن عوف قال: قرئ علينا كتاب عمر بن
عبد العزيز أيما رجل أفلس فأدرك رجل متاعه بعينه فهو أحق به من سائر الغرماء، قضى
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(24) حدثنا أبو بكر قال حدثنا محمد بن سواء عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي
الطفيل سعيد بن حمل عن عكرمة قال: عدة المختلعة حيضة، قضاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في
جميلة ابنة سلول.
(25) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الحجاج عن أبي سعيد الأعسم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في العبد وسيده قضيتين، قضى في العبد إذا خرج من دار الحرب
قبل سيده فهو حر، فإن خرج سيده بعده لم يرد عليه، وإن خرج السيد قبل العبد من
دار الحرب ثم خرج العبد بعده رد على سيده.
(26) حدثنا أبو بكر قال حدثنا بزيد بن هارون حدثنا عباد بن منصور عن عكرمة
عن ابن عباس قال: فرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما - يعني المتلاعنين، وقضى أن لا بيت لها
عليه ولا قوت من أجل أنهما يتفرقان من غير طلاق ولا متوفى عنها، وقضى أن لا يدعى
لأب، ولا ترمى هي ولا يرمى ولدها، ومن رماها أو رمى ولدها فعليه الحد.
(27) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: قال
علي: من باع عبدا وله مال فماله للبائع إلا أن يشترط المبتاع، قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1 / 22) أي أنه يسجع كسجع الشعراء.
(1 / 24) المختلعة التي تطلب التفريق عن زوجها وترد إليه ما دفعه من مهر.
(1 / 24) أي لا يدعى ولد الملاعنة لزوجها وإنما ينسب إليها ويقال ابن فلانة يرثها وترثه وتعقله وعاقلتها.
لا ترمى ولا يرمى ولدها: أي لا تقذف بالزنا ولا ان ولدها ابن زنا لأنها ملاعنة قد أقسمت على
براءة نفسها والله أعلم بالحقيقة
7

(28) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي
مريم عن ضمرة بن حبيب قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنته فاطمة بخدمة البيت،
وقضى على علي بما كان خارجا من البيت من الخدمة.
(29) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن
أبي مليكة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل شئ: في الأرض والدار والجارية
والدابة، وقال عطاء: إنما الشفعة في الأرض والدار، فقال ابن أبي مليكة: تسمعني لا أم
لك أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول هذا؟!.
(30) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال: قضى النبي
صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار قتله مولى بني عدي بالدية اثنى عشر ألفا، وفيهم نزلت: {وما
نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله}.
(31) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن الشعبي عن علقمة
قال: جاء رجل إلى ابن مسعود فقال: إن رجلا منا تزوج امرأة لم يفرض لها ولم يجامعها
حتى مات، فقال ابن مسعود: ما سئلت عن شئ منذ فارقت النبي صلى الله عليه وسلم أشد علي من
هذا، قال: فتردد فيها شهرا فقال: سأقول فيها برأيي فإن كان صوابا فمن الله، وإن
كان خطأ فمني والشيطان، أرى أن لها مهر نسائها لا وكس ولا شطط، ولها الميراث
وعليها عدة المتوفى عنها زوجها، فقام ناس من أشجع فقالوا: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قضى بمثل الذي قضيت في امرأة منا يقال لها بروع ابنة واشق، قال فما رأيت ابن مسعود
فرح بما فرح يومئذ.
(32) حدثنا أبو بكر قال حدثنا زكريا عن أبيه عن حبيب بن أبي ثابت عن حميد
عن جابر بن عبد الله قال: نحل رجل منا أمه نحلا حياتها، فلما ماتت قال: أنا أحق
بنحلي، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أنها ميراث.

(1 / 28) أي أن المرأة تخدم داخل دارها أما ما كان خارج الأبواب فالرجل ملزم به لكي لا تتكشف المرأة
أمام الغرباء وهي في مباذلها.
(1 / 29) والمقصود الشفعة بين الشركاء في كل ذلك. والشفعة حق الأفضلية للشريك في شراء حصة شريكه
إذا أراد بيعها.
(1 / 30) سورة التوبة من الآية (74).
(1 / 32) النحل: الهبة دون مقابل ولا إثابة
8

(33) حدثنا أبو بكر قال حدثنا زكريا عن أبيه عن خالد بن سلمة قال: حدثني
محمد بن أبي [هزار] قال: اختصم رجلان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقضى على أحدهما، قال: فأخذ
ينكر ويرى غير ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما أنا بشر أقضي بما أرى، فمن قضيت
من أخيه شيئا فلا يأخذه ".
(34) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا ابن أبي ذئب عن مخلد بن
خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: قضى رسول الله
صلى الله عليه وسلم: أن خراج العبد بضمانه.
(35) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن زينب بنت
أم سلمة عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تختصمون إلي وإنما أنا
بشر، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، وإنما أقضي بينكم على نحو ما
أسمع منكم، فمن قضيت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من
النار، يأتي بها يوم القيامة ".
(36) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة
عن سعيد بن أبي بردة عن أبي موسى أن رجلين ادعيا دابة ليس لواحد منهما بينة: فقضى
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما.
(37) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الزهري قال:
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذكر إذا استؤصل أو قطعت حشفته الدية كاملة مائة من الإبل.
(38) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: دعاني
عمر بن عبد العزيز فسألني عن القسامة فقال: إنه قد بدا لي أن أردها إن الأعرابي يشهد،
والرجل الغائب يجئ فيشهد، فقلت: يا أمير المؤمنين! إنك لن تستطيع ردها، قضى بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء بعهد.

(1 / 33) لان القضاء إنما يكون بالحجة الظاهرة والبينة فإن كانت بينة أحدهما واضحة والآخر لا بينة له،
فليخف الذي حكم له إن كان يعلم أنه ظالم لأخيه، فإنما يأخذ قطعة من النار.
(1 / 34) أي أن حريته هي ضمان ما يؤديه من خراج أي من نجوم مكاتبته فإن عجز سقطت مكاتبه وعاد
رقيقا.
(1 / 35) وفي هذا الحديث توضيح لما سبق وذكر في 1 / 33.
(1 / 36) هنا لتساوي حجة الاثنين سلبا كما تساوت إيجابا في 1 / 6.
(1 / 37) لأنه واحد وكل ما لا ثاني له عند الانسان ففيه الدية كاملة.
(1 / 38) راجع كتاب الديات باب القسامة
9

(39) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن أبي ذئب عن ابن
شهاب عن أبي سلمة عن جابر بن عبد الله قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعمرى له ولعقبه
بتلة، ليس للمعطى فيها شرط ولا ثنيا.
(40) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قضى بابنة حمزة لجعفر وقال: إن خالتها عنده، والخالة والدة.
(41) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن إسحاق عن
مكحول قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلب الدية.
(42) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي هند عن
عبد الله بن عبيد بن عمير قال: كتب إلي أخ من بني زريق: لمن قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بابن.
الملاعنة؟ فكتبت إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به لامه، هي بمنزلة أبيه وبمنزلة أمه.
(43) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك بن عرعرة عن علي قال: لما
أرادوا أن يرفعوا الحجر الأسود اختصموا فيه فقالوا: يحكم بيننا أول رجل يخرج من
هذه السكة، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج، فقضى بينهم أن يجعلوه في مرط
ثم ترفعه جميع القبائل كلها.
(44) حدثنا أبو بكر قال حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا ابن أبي ذئب عن أبي
المعتمر بن عمرو بن رافع عن ابن خلدة الأنصاري، قال: جئ بأبي هريرة في صاحب لنا
أصيب بهذا الدين، يعني أفلس، فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل مات أو أفلس أن
صاحب المتاع أحق بمتاعه إذا وجده إلا أن يترك صاحبه وفاء.
(45) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن عمر بن راشد عن الشعبي
قال: سمعته يقول: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجوار.

(1 / 39) بتلة: لا رجعة فيها.
والعمرى كانت أن يهب الرجل أرضا أو دارا حياته فإذا مات عادت إلى صاحبها، وقد
قطع حكم الرسول صلى الله عليه وسلم فيها هذه العادة وجعلها لمن عمرها حياته وبعد وفاته لا يشرط معمرها
عودتها إليه ولا يستثني منها جزءا أو أحدا من ورثة المعمر.
(1 / 41) الصلب: العمود الفقري وهو واحد في الانسان راجع 1 / 37.
(1 / 43) المرط: الثوب والأرجح أنه العباءة.
(1 / 45) الجوار هنا حق الشفعة لجار الأرض أو الدار
10

(46) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن ابن المبارك عن يحيى بن أبي كثير من
يزيد بن نعيم عن سعيد بن المسيب أن نضرة بن أكثم تزوج امرأة وهي حامل، ففرق
رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما وقضى لها بالصداق.
(47) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى عن يونس عن الحسن
أن عمر قال: من يعلم قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجد، فقال معقل بن يسار المزني، فينا
قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: بماذا؟ قال: السدس، قال: مع من؟ قال: لا أدري، قال:
لا دريت فماذا تغني إذا.
(48) حدثنا أبو بكر قال حدثنا معتمر بن سليمان عن ليث عن طاوس أن امرأتين
ضرتين رمت إحداهما الأخرى فأسقطت جنينا، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه بغرة: عبد أو
أمة أو فرس.
(49) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عمن
حدثه عن يحيى بن أبي كثير عن أبي الحسن مولى لبني نوفل، قال، قال: كنت أنا وامرأتي
مملوكين فطلقتها ثنتين ثم أعتقنا بعد، فأردت مراجعتها، فانطلقت إلى ابن عباس فسألته
عن مراجعتها فقال: إن راجعتها فهي عندك على واحدة، ومضت اثنتان، قضى بذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(50) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه قال:
أتيت عمر رضي الله عنه وهو بالموسم من وراء الفسطاط: ألا إني فلان بن فلان الجرمي،
وإن ابن أخت لنا عان في بني فلان وقد عرضنا عليه قضية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكنا
نتحدث أن القضية كانت أربعا من الإبل.
(51) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حفص بن غياث عن مجالد عن الشعبي قال:
ضربت امرأة امرأة فقتلتها وألقت جنينا ميتا، قال، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم بالدية على عاقلة
القاتلة ولم يجعل على ولدها ولا على زوجها شيئا وقضى بالدية لزوج المقتولة وولدها ولم
يجعل لعصبتها منها شيئا.

(1 / 46) لأنها ما زالت في عدتها وعدة الحامل وضعها لحملها.
(1 / 49) لأنهما صارا حرين فهي على ثلاث تطليقات انقضى منهما ثنتان.
(1 / 50) عان تجسس.
عان: مريض أو مصاب بالعين.
(1 / 51) أي أن العاقلة تعقل ولا ترث وإنما الميراث لأصحاب الأسهم في الفرائض كما ذكرها كتاب الله
وكما جاءت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
11

(52) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر
محمد بن علي وعن الزهري عن سعيد بن المسيب وعن أبان بن صالح عن مجاهد قالوا:
تغايرت امرأتان لحمل بن مالك بن النابغة، فحملت إحداهما على الأخرى بعمود فسطاط
فضربتها وألقت ما في بطنها وماتت، فرفع ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى بديتها على
عاقلة القاتلة وقضى في الجنين بغرة عبد أو أمة فقال أبو القاتلة أو عمها: أندي من لا
أكل، ولا شرب ولا صاح ولا استهل، ومثل ذلك يطل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
هذا يقول بقول شاعر، نعم فيه غرة: عبد أو أمة.
(53) حدثنا أبو بكر قال حدثنا سفيان عن جعفر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى
بشاهد ويمين، فقال أبو جعفر: وقضى به علي فيكم.
(54) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية قال:
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا يجوز شهادة ذي الطنة ولا الحنة ".
(55) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن حنش بن المعتمر قال:
حفرت زبية باليمن للأسد، فوقع فيها الأسد، فأصبح الناس يتدافعون على رأس البئر،
فوقع فيها رجل فتعلق برجل، ثم تعلق الآخر بآخر، فهوى فيها أربعة فهلكوا فيها جميعا،
فلم يدر الناس كيف يصنعون، فجاء علي رحمه الله فقال: إن شئتم قضيت بينكم بقضاء
يكون جائزا بينكم حتى تأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فإني أجعل الدية على من حفر رأس البئر،
فجعل للأول الذي هو في البئر ربع الدية، وللثاني ثلث الدية، وللثالث نصف الدية،
وللرابع الدية كاملة، قال: فتراضوا على ذلك حتى أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بقضاء علي
فأجاز القضاء.
(56) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن حنش عن
علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تقاضى إليك رجلان فلا تقض للأول حتى تسمع
ما يقول الآخر فإنك سوف ترى كيف تقضي "، قال علي: فما زلت بعدها قاضيا.

(1 / 55) سبق شرحه في كتاب الديات باب القوم يدفع بعضهم بعضا في البئر أو الماء.
(1 / 56) لان الحق لا يتضح بقول واحد إذ كل واحد من المتقاضيين يحاول أن يظهر أن الحق معه
12

(57) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي
البختري عن علي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن لأقضي بينهم، قلت: يا رسول الله!
إني لا علم لي بالقضاء، فضرب بيده على صدري وقال: " اللهم اهد قلبه وأسدد
لسانه "، قال: فما شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا.
(58) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن منصور عن إبراهيم عن
عبيد بن نضيلة عن المغيرة بن شعبة قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى فيه بغرة عبد أو
أمة، فقال علي: لتجئ بمن يشهد معك، فشهد له محمد بن مسلمة.
(59) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي عون عن الحارث بن عمرو
الهذلي عن رجل من أهل حمص من أصحاب معاذ عن معاذ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه قال:
" كيف تقضي، قال: أقضي بكتاب الله، قال: فإن لم يكن كتاب؟ قال: أقضي بسنة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإن لم تكن سنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أجتهد برأيي، قال:
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله ".
(60) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حسين بن علي عن زائد عن محمد بن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى عن الحكم عن عبد الله بن شداد عن ابنة حمزة، قال محمد: وهي أخت ابن
شداد لامه، قالت: مات مولاي وترك ابنته، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله بيني وبين ابنته،
فجعل لي النصف ولها النصف.
(61) حدثنا أبو بكر قال حدثنا الفضل بن دكين عن إسرائيل عن سماك عن
عكرمة عن ابن عباس قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركاز الخمس.
(62) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: قضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعقل على العصبة، والدية ميراث.
(63) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو بكر بن عياش عن عبد العزيز بن رفيع عن
ابن أبي مليكة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل شئ: الأرض والدار، فقال له

(1 / 57) وهذا ببركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ومسه لصدره.
(1 / 59) وفيه جواز الاجتهاد عند عدم وجود النص.
(1 / 61) الركاز: دفائن المال والذهب توجد أثناء الحفر.
(1 / 62) الدية ميراث: أي توزع على أصحاب الأسهم والفرائض في الميراث ليس لأحد من العصبة منها
شئ إلا إن كان من أصحاب الأسهم في الميراث
13

ابن أبي مليكة والجارية والدابة، قال فقال عطاء إنما الشفعة في الأرض والدار، فقال
ابن أبي مليكة: تسمعني لا أم لك أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول هذا.
(64) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا ابن أبي عروبة عن قتادة عن سليمان بن يسار
وقال: القسامة حق قضى بها النبي صلى الله عليه وسلم بينما الأنصار عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ خرج رجل
منهم، ثم خرجوا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هم بصاحبهم يتشحط في دمه، فرجعوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: قتلتنا اليهود، وسموا رجلا منهم ولم تكن لهم بينة، فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شاهدان من غيركم حتى أدفعه إليكم برمته، فلم يكن لهم بينة
فقال: استحقوا قسامة أدفعه إليكم برمته "، قالوا: إنا نكره أن نحلف على غيب، فأراد
رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذ قسامة اليهود بخمسين منهم، فقالت الأنصار: يا رسول الله! إن
اليهود لا يبالون الحلف، متى نقبل هذا منهم يأتونا على آخرنا، فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده.
(65) حدثنا إسماعيل بن علية عن داود عن الشعبي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي
القضاء ثم ينزل القرآن بغير الذي قضى به فلا يرده، ويستأنف. (66) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن النجراني قال: قلت لعبد الله بن
عمر: أسلم في نخل قبل أن تطلع، قال: لا، قلت: لم؟ قال: إن رجلا أسلم في عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديقة نخل قبل أن تطلع، فلم تطلع شيئا ذلك العام، فقال المشتري:
هو لي حتى تطلع، وقال البائع: إنما بعتك النخل هذه السنة، فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للبائع: " أخذ من نخلك شيئا؟ قال: لا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فبم تستحل ماله؟ أردد عليه ما أخذت منه، ولا تسلموا في نخل حتى يبدو صلاحه ".
(67) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن عبد الله بن المختار عن
الحسن قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رجل عض يد رجل فنزع الرجل يده من فيه
فانتزعت ثنيته، فانطلق الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه لم
يدعك تأكل يده "، فلم يقض له من الدية شيئا.

(1 / 64) يتشحط في دمه: مقتول وقد نزف دمه.
أي لا يرد قضاء ما سبق أن قضى به لان المنسوخ هو النص فلا يحكم به بعد، وأما سبق الحكم به
فقد انقضى أمره.
(1 / 66) السلم: التسليف أي الدفع المسبق من قيمة الشئ بانتظار تمام نضوجه واكتمال المحاسبة حوله، وإنما
السلم مساعدة للزارع في إنفاقه على زرعه إن لم يكن يملك ما ينفقه خلال هذه الفترة
14

(68) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن المغيرة بن
شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في المرأة تقتل: " يرثها ولدها والعقل على عصبتها ".
(69) حدثنا شبابة قال حدثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال:
قضى النبي صلى الله عليه وسلم: " لا يرث قاتل من قتل وليه شيئا من الدية عمدا أو خطأ ".
(70) حدثنا شبابة عن ابن أبي ذئب عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في القسامة أن
اليمين على المدعى عليه.
(71) حدثنا شبابة قال حدثنا ابن أبي ذئب عن أبي جابر البياضي عن سعيد بن
المسيب قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الرجل يغير شهادته، قال: " يؤخذ بالأولى ".
(72) حدثنا عبدة عن سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم في الرجل يقر بالولد ثم
ينتفي منه، قال: يلاعن بكتاب الله، ويلزم الولد بقضاء رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(73) حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن عكرمة عن ابن عباس قال:
إن زوج بريرة كان عبدا أسود يسمى مغيثا، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم فيها أربع قضيات، فقضى
أن مواليها اشترطوا الولاء، فقضى أن الولاء لمن أعطى الثمن، وخيرها، وأمرها أن تعتد،
وتصدق عليها بصدقة، فأهدت منه إلى عائشة فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " هو
لها صدقة ولنا هدية ".
(74) حدثنا شبابة قال حدثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنين امرأة من بني لحيان سقط ميتا بغرة
عبد أو أمة، ثم إن المرأة التي قضى عليها بالغرة توفيت، فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ميراثها
لزوجها وبنيها، وأن العقل على عصبتها.
(75) حدثنا معاوية بن هشام عن الثوري عن حميد الأعرج عن طارق المكي عن
جابر قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في امرأة من الأنصار أعطاها ابنها حديقة من نخل فماتت،
فقال ابنها: إنما أعطيتها حياتها، ولم إخوة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هي لها حياتها
وموتها، قال: إن كنت تصدقت بها عليه، قال: فذاك أبعد لك ".

(1 / 71) أي بشهادته الأولى.
(1 / 72) لان من اعترف بولده طرفة عين فليس له أن ينتفي منه.
(1 / 73) خيرها بعد تحريرها أن تبقى على زوجها أو تطلب الفراق لان الأمة إذا حررت كانت لها الخيرة في
ذلك
15

(76) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حفص عن ابن جريج عن عطاء وابن أبي مليكة
وعمرو بن دينار قالوا: ما زلنا نسمع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في العبد الآبق يوجد
خارجا من الحرم دينارا وعشرة دراهم.
(77) حدثنا ابن علية عن أيوب عن محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قضى الولد لابن زمعة
قال لسودة: " احتجبي منه، وقال: إني لو لم أفعل هذا لم يشأ رجل أن يدعي ولد
رجل إلا ادعاه ".
(78) حدثنا عفان قال حدثنا همام عن قتادة عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن
جده أن رجلين ادعيا بعيرا، فبعث كل منهما بشاهدين، فقضى فيه النبي صلى الله عليه وسلم بينهما.
(79) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جويرية بن أسماء عن عبد الله بن يزيد مولى
المنبعث عن رجل من أهل مصر عن سرق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بشاهد ويمين.

(1 / 76) أي أن ذلك أجر من يمسكه ليعيده إلى صاحبه.
(1 / 77) راجع 1 / 1.
(1 / 78) راجع 1 / 6.
(1 / 79) راجع 1 / 12
16

بسم الله الرحمن الرحيم
25 - كتاب الدعاء
[(1) باب جامع الدعاء] *
(1) حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال حدثنا إسماعيل بن علية عن
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال حدثنا زيد بن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " تعوذوا بالله من عذاب النار - ثلاثا، قلنا: نعوذ بالله من عذاب النار، وتعوذوا
بالله من عذاب القبر، تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، تعوذوا بالله من
فتنة الدجال "، قلنا: نعوذ بالله من فتنة الدجال.
(2) حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سلوا الله علما نافعا، وتعوذوا بالله من علم لا ينفع ".
(3) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشيطان من همزه ونفثه ونفخه "،
قال: فهمزه الموتة، ونفثه الشعر، ونفخه الكبر.
(4) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن عاصم الأحول عن أبي عثمان و عبد الله
ابن الحارث عن زيد بن أرقم قال: لا أقول لكم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم
إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن والهرم وعذاب القبر، اللهم آت
نفسي تقواها، أنت وليها ومولاها، أنت خير من زكاها، اللهم إني أعوذ بك من علم
لا ينفع، ونفس لا تشبع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يستجاب ".

* غير موجود في الأصل وقد أضفناه لاقتضاء ترتيب الأبواب وترقيمها.
(1 / 2) وبعض العلوم مضر أيضا إن جاز تسميتها علما كالسحر وما شابه.
والحديث رواه ابن ماجة في السنن ص 281.
(1 / 3) الهمز: الوسوسة.
النفث: إلقاء الشئ في روع الانسان، الايماء له.
النفخ: التهييج والإثارة للتطلع إلى ما ليس له أو الايحاء له بالباطل ليتطاول ويتكبر
17

(5) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن هلال عن فروة بن نوفل عن عائشة، قال:
سألتها عن دعاء كان يدعو به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك
من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل ".
(6) حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي
هريرة قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن
دعاء لا يسمع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع ".
(7) حدثنا ابن نمير عن حميد بن عطاء عن عبد الله بن الحارث عن عبد الله بن مسعود
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أعوذ بالله من قلب لا يخشع وعلم لا ينفع ونفس
لا تشبع، ومن الجوع فإنه بئس الضجيع ".
(8) حدثنا الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، وعمل لا يرفع، وقلب لا
يخشع، وقول لا يسمع ".
(9) حدثنا الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام ومن سيئ الأسقام ".
(10) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبيدة بن حميد عن عبد الملك عن مصعب بن سعد
عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا هذه الكلمات: " اللهم إني أعوذ بك من
البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من
فتنة الدنيا وعذاب القبر ".
(11) حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
" اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والمأثم والمغرم ".
(12) حدثنا أبو بكر قال حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير
عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه قال لبنيه: أي بني تعوذوا بكلمات كان رسول صلى الله عليه وسلم
يتعوذ بهن فذكر مثل حديث عبيدة إلا أنه لم يذكر: أرذل العمر.

(1 / 7) الضجيع: الذي ينام بجانب الانسان في فراشه، وهو أصلا امرأة الرجل أو زوج المرأة.
(1 / 11) المأثم: العمل يورث الآثام والذنوب. المغرم: العمل يسبب الغرم الثقيل من النفس أو الغير
18

(13) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن
ميمون عن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجبن والبخل وعذاب القبر وأرذل العمر
وفتنة الصدر.
(14) حدثنا أبو بكر قال حدثنا شبابة قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي
إسحاق عن عمرو بن ميمون عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(15) حدثنا أبو بكر قال حدثنا ابن نمير عن هشام عن أبيه عن عائشة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات: " اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار ومن
فتنة القبر وعذاب القبر ومن شر فتنة الغني ومن شر فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة
المسيح الدجال ".
(16) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعوذوا بالله من جهنم، تعوذوا بالله من عذاب
القبر، تعوذوا بالله من فتنة المسيح الدجال، تعوذوا بالله من فتنة المحيا والممات ".
(17) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن أنس أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من الجبن والبخل، ومن فتنة المحيا والممات، ومن عذاب القبر.
(18) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن عثمان الشحام عن مسلم بن أبي بكرة عن
أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في دبر الصلاة يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الكفر
والفقر وعذاب القبر ".
(19) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن المغيرة بن
عبد الله عن المعرور عن عبد الله قال: قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم متعني بزوجي
النبي صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية، فقال: " إنك سألت الله لآجال مضروبة
وأيام معدودة، وأرزاق مقسومة، ولن يعجل شيئا قبل حله أو يؤجر شيئا عن حله
ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب القبر وعذاب النار كان خيرا وأفضل ".
(20) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثنا محمد بن يحيى بن
حبان عن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة من

(1 / 19) لن يعجل شيئا عن حله: وهو الرزق.
لو يؤخر شيئا عن حله: وهو انقضاء الأجل
19

الفراش فالتمسته، فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو
يقول: " إني أعوذ بك برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك
منك، لا أحصي ثناءا عليكم، أنت كما أثنيت على نفسك ".
(21) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو
بهذا الدعا: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن وبالبخل ".
(22) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن عمرو بن مرة عن عباد بن عاصم عن نافع
ابن جبير عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح الصلاة يقول: " الله أكبر
ثلاثا، الحمد لله كثيرا ثلاثا، سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاثا، اللهم إني أعوذ بك من
الشيطان من همزه ونفثه ونفخه ".
(23) حدثنا جرير عن منصور عن حبيب بن أبي ثابت قال: حدثت أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع، وعلم لا ينفع، وقلب لا يخشع،
ونفس لا تشبع، اللهم إني أعوذ بك من شر هؤلاء الأربع، اللهم إني أسألك عيشة
سوية، وميتة نقية، ومردا إليك غير مخزي ".
(24) حدثنا المطلب بن زياد عن جابر عن أبي جعفر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الشك بعد اليقين، وأعوذ بك من مقارنة الشياطين،
وأعوذ بك من عذاب يوم الدين ".
(25) حدثنا الفضيل بن دكين عن سعد بن أوس عن بلال بن يحيى قال حدثني
شتير بن شكل عن أبيه قال: أتين النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله! علمني تعوذا أتعوذ به فقال:
" قل: اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري ولساني ومني ".
(26) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا موسى بن عقبة قال: حدثتني أم
خالد بنت خالد أنها سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم حديثا وهو يتعوذ من عذاب القبر.

(1 / 22) راجع 1 / 3.
(1 / 25) وشر السمع: سماع الباطل والانصات إليه.
وشر البصر: النظر إلى ما لا يحل له.
وشر اللسان: قول الكذب والبهتان والغيبة والخ..
شر المني: الزنا
20

(27) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت:
دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حوائط بني النجار فيه قبور، منهم قد ماتوا في
الجاهلية، قالت: فخرج فسمعته وهو يقول: " استعيذوا بالله من عذاب القبر ".
(28) حدثنا أبن نمير وأبو معاوية قالا حدثنا الأعمش عن المنهال عن زاذان عن
البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " استعيذوا بالله من عذاب القبر ".
(29) حدثنا عبيدة بن حميد عن حميد قال: سئل أنس عن عذاب القبر فقال أنس:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم والجبن والبخل وفتنة
الدجال وعذاب القبر ".
(30) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبيدة عن حميد عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي
الهذيل عن شيخ حسبته قال: كان يصلي في مسجد لنا قال: سمعت عبد الله بن عمرو
يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ونفس
لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعاء لا يسمع، اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع ".
(31) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو: " اللهم
إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وبوار الأيم ".
(32) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحكم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتعوذ من أربع: " اللهم إني أعوذ بك من غلبة العدو، ومن غلبة الدين، وفتنة الدجال،
وعذاب القبر ".
(33) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعوا
بهذا الدعاء: " اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو ".
(2) ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله عند الكرب
(1) حدثنا زيد بن الحباب عن عبد الجليل بن عطية قال حدثني جعفر بن ميمون
قال حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة قال حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كلمات
المكروب: اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلي نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني
كله، لا إله إلا أنت ".

(1 / 3) الأيم: التي مات زوجها. وبوار الأيم: ألا تجد من يتزوجها بعد وهي امرأة قد عرفت النكاح
ففي بواره خطر وقوعها في الزنا والعياذ بالله
21

(2) حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول عند الكرب: " لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب
العرش العظيم ".
(3) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا عبد العزيز بن عمر قال حدثني هلال مولى
عمر بن عبد العزيز عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن جعفر عن أمه أسماء بنت
عميس قالت: علمني يا رسول الله كلمات أقولهن عند الكرب: " الله الله ربي لا أشرك به
شيئا ".
(4) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن إسحاق الجزري عن أبي جعفر قال:
كلمات الفرج: لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب العرش الكريم، الحمد الله رب
العالمين، اللهم اغفر لي وارحمني وتجاوز عني واعف عني فإنك غفور رحيم.
(3) في دعوة الرجل للرجل الغائب
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي الزبير عن
صفوان بن عبد الله وكانت تحته الدرداء، فأتاها فوجد أم الدرداء ولم يجد أبا الدرداء،
فقالت له: تريد الحج العام؟ قال: نعم، قالت: فادع الله لنا بخير فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يقول: " إن دعوة المرء مستجابة لأخيه بظهر الغيب، عند رأسه ملك يؤمن على
دعائه كلما دعا له بخير قال: آمين، ولك بمثل "، ثم خرجت إلى السوق فلقيت أبا
الدرداء فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل ذلك.
(2) حدثنا يعلى عن الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أفضل الدعاء دعوة غائب لغائب ".
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبيدة بن حميد عن حميد الطويل عن طلحة عن أم
الدرداء قالت: دعوية المرء المسلم لأخيه وهو غائب لا ترد، قال: وقالت: إلى جنبه ملك لا
يدعو له بخير إلا قال الملك: ولك.
(4) حدثنا ابن نمير عن فضيل بن غزوان قال: سمعت طلحة بن عبيد الله بن كريز
قال: سمعت أم الدرداء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه يستجاب للمرء
بظهر الغيب لأخيه، فما دعا لأخيه بدعوة إلا قال: الملك: ولك بمثل ".
22

(4) العزم من الدعاء
(1) حدثنا ابن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء ولا يقل: اللهم إن شئت فأعطني فإن الله لا
مستكره له ".
(2) حدثنا ابن إدريس عن ابن عجلان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت وليعزم في المسألة
فإنه لا مكره له ".
(3) حدثنا أبن عيينة عن داود عن الشعبي قال: قالت عائشة لابن أبي السائب قاص
أهل مكة اجتنب السجع في الدعاء فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم لا يفعلون
ذلك.
(4) حدثنا عفان قال حدثنا الأسود بن شيبان قال حدثنا ابن نوفل قال حدثنا ابن
أبي عدي عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الجوامع من الدعاء، ويدع ما سوى
ذلك.
(5) حدثنا سهيل بن يوسف عن حميد عن أبي الصديق عن أبي سعيد قال: إذا سألتم
الله فاعزموا فإن الله لا مستكره له.
(5) في فضل الدعاء
(1) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ذر عن يسيع عن
النعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة "، ثم تلا: {وقال ربكم
ادعوني أستجب لكم} الآية.
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد الرحمن بن أبي بكر عن موسى بن عقبة
عن نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من فتح له من الدعا منكم فتحت
له أبواب الإجابة ".

(4 / 1) ليعزم في الدعا: أو ليعزم في المسألة: أن يكثر من الدعاء ولا يقنط من تأخير الاستجابة وليطلب
من الله ما يريد.
(4 / 4) الجوامع من الدعاء: ما يشمل خير الدنيا والآخرة.
(5 / 1) سورة غافر الآية (60)
23

(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن أبي المليح عن أبي صالح عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يدع الله غضب عليه ".
(4) حدثنا أبو أسامة عن علي بن علي قال سمعت أبا المتوكل الناجي قال: قال أبو
سعيد: قال نبي الله: " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا
أعطاء الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما يدخرها له في الآخرة، وإما
أن يكشف عنه السوء بمثلها "، قالوا: إذا نكثر يا رسول الله! قال: الله أكثر ".
(5) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي قال: كان يقال: إذا بدأ
الرجل بالثناء قبل الدعاء فقد وجب، وإذا بدأ بالدعاء قبل الثناء كان على رجاء.
(6) حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن يساف قال: بلغني أن المسلم إذا دعا فلم
يستجب له كتبت له حسنة.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة عن أبي عمار عن حذيفة قال: ليأتين
على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعا كدعاء الغرق.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن حذيفة مثله إلا أنه
قال: الذي يدعوا.
(9) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت ويونس بن عبيد عن
الحسن أن أبا الدرداء كان يقول: جدوا بالدعاء فإنه من يكثر قرع الباب يوشك أن يفتح
له.
(6) الرجل يخال السلطان ما يدعو؟
(1) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن ثمامة بن عقبة المحلمي عن
لحارث بن سويد قال: قال عبد الله: إذا كان على أحدكم إمام يخاف تغطرسه وظلمه
فليقل: اللهم رب السماوات ورب العرش العظيم! كن لي جارا من فلان وأحزابه وأشياعه
أن يفرطوا علي وأن يطغوا، عز جارك وجل ثناؤك، ولا إله غيرك - إلا أن أبا معاوية

(5 / 3) لأنه يائس من روح الله {إنه لا يبأس من روح الله إلا القوم الكافرين} صدق الله العظيم، سورة
يوسف من الآية (87).
(5 / 7) الغرق: المشرف على الغرق.
(6 / 1) يفرطوا علي: يظلموني ويسيئوا إلي. تغطرس: تكبر وعجرفة
24

زاد فيه: قال الأعمش: فذكرته لإبراهيم فحدث عن عبد الله بمثله وزاد فيه: من شر الجن والإنس.
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن المنهال بن عمرو
قال: حدثني سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا أتيت سلطانا مهيبا تخاف أن يسطو
عليك فقل: الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعا، الله أعز مما أخاف وأحذر، أعوذ بالله
الذي لا إله إلا هو الممسك السماوات السبع أن يقعن على الأرض إلا بإذنه، من شر
عبدك فلان وجنوده وأتباعه وأشياعه من الجن والإنس، اللهم كن لي جارا من شرهم،
جل ثناؤك وعز جارك وتبارك اسمك ولا إله غيرك - ثلاث مرات.
(3) حدثنا ابن فضيل عن حصين عن عامر قال: كنت جالسا مع زياد بن أبي سفيان
فأتى برجل يحمل، ما نشك في قتله، قال: فرأيته حرك شفتيه بشئ ما ندري ما هو،
فخلى سبيله فأقبل إليه بعض القوم فقال: لقد جئ بك وما نشك في قتلك، فرأيتك
حركت شفتيك بشئ ما ندري ما هو، فخلى سبيلك، قال: قلت اللهم رب إبراهيم
ورب إسحاق ورب يعقوب ورب جبريل وميكائيل وإسرافيل ومنزل التوراة والإنجيل
والزبور والقرآن العظيم! ادرأ عني شر زياد.
(4) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي بكر بن حفص عن
الحسن بن الحسن أن عبد الله بن جعفر زوج ابنته فخلا بها فقال: إذا نزل بك الموت أو
أمر من أمور الدنيا فظيع فاستقبليه بأن تقولي: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله
رب العرش العظيم، الحمد الله رب العالمين، قال الحسن بن الحسن: فبعث إلى الحجاج
فقتلتهن، فما قمت بين يديه فقال: والله لقد أرسلت إليك وأنا أريد أن أضرب عنقك
ولقد صرت وما من أهل بيت أحد أكرم علي منك، سلني حاجتك.
(5) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن علقمة بن مرثد قال: كان
الرجل إذا كان من خاصة الشعبي أخبره بهذا الدعاء اللهم إله جبريل ومكائيل وإسرافيل
وإله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق عافني ولا تسلطن أحدا من خلقك علي بشئ لا طاقة لي
به، وذكر أن رجلا أتى أميرا فقالها فأرسله.

(6 / 2) يسطو: يتسلط ويظلم.
(6 / 5) أرسله: أطلق سراحه
25

(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: من
خاف من أمير ظلما فقال: رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وبالقرآن حكما
وإماما أنجاه الله منه.
(7) الدعاء بالعافية
(1) حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن
عقيل عن معاذ بن رفاعة بن رافع الأنصاري عن أبيه قال: سمعت أبا بكر يقول سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في هذا القيظ عام الأول: " سلوا الله العافية واليقين في الآخرة
والأولى ".
(2) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن يحيى بن جعدة قال: أبو بكر: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الأول والعهد قريب يقول: " سلوا الله العافية واليقين ".
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عبد الجليل بن عطية قال
حدثني جعفر بن ميمون قال حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: سمعت أبي يدعو بهذا
الدعاء: " اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري، لا إله إلا
أنت " غدوة وعشية فقلت له: يا أبت! سمعتك وأنت تدعو بهذا الدعاء غدوة وعشية
قال: يا بني! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به وأنا أحب أن أستن بسنته.
(4) حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث قال العباس:
يا رسول الله! علمني شيئا أسأله ربي، قال: سل ربك العافية في الدنيا والآخر.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي مليكة عن موسى بن
عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما سأل الله عبد شيئا أحب إليه من أن
يسأله العافية ".
(6) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن العباس بن ذريح عن شريح بن هانئ عن
عائشة قالت: لو عرفت أي ليلة ليلة القدر ما سألت الله فيها إلا العافية.

(7 / 1) عام الأول: العام الذي سبق العام الماضي.
(7 / 3) والمعافاة تكون في الصحة والعمل ومعافاة العين حسن بصرها وألا تنظر إلى ما حرم عليها
26

(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو مالك الأشجعي عن أبيه أنه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال: كيف أقول حين أسأل ربي؟ قال: " اللهم اغفر لي
وارحمني وعافني وارزقني - وجمع أصابعه الأربع إلا الابهام - فإن هؤلاء يجمعن
لك دينك ودنياك ".
(8) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة
قال: قالت عائشة: لو علمت أي ليلة ليلة القدر كان أكثر دعائي فيها " أسأل الله العفو
والعافية ".
(9) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن عمرو بن مرة عن أبي الحسن يعني
هلال بن يساف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجمعة لساعة لا يوافقها رجل مسلم
يسأل الله فيها شيئا إلا أعطاه، فقال رجل: يا رسول الله! ماذا أسأله قال: " سل الله
العافية الدنيا والآخرة ".
(8) من كان يدعو بالغني
(1) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد أن محمد بن يحيى بن حبان أخبره
أن عمه أبا صرمة كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أسألك غناي
وغنى مولاي ".
(2) حدثنا عمر بن سعيد عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ".
(3) حدثنا أبو خالد حدثنا يحيى بن سعيد عن مسلم بن يسار: كان من دعاء النبي
صلى الله عليه وسلم: " اللهم فالق الاصباح وجاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا، اقض عني
الدين وأغنني من الفقر ومتعني بسمعي وبصري وقوتي في سبيلك ".
(4) حدثنا ابن مسهر عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان الرجل إذا دعا قال:
اللهم أغنني واغن مولاي.

(7 / 7) أي جمع أصابعه الأربع لأنها أربع أمور: الغفران والرحمة والمعافاة والرزق.
(8 / 3) الشمس والقمر حسبانا إذ بها تحسب الأيام والشهور والأعوام
27

(5) حدثنا عبيد الله أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عمن حدثه عن عبادة بن
الصامت أنه كان يقول: اللهم إني أسألك الامن والايمان والصبر والشكر والغني والعفاف.
(9) من كان يقول: يا مقلب القلوب
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يكثر أن يقول: " يا مثبت القلوب! ثبت قلبي على دينك "، قالوا: يا رسول الله! آمنا بك
وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: " نعم، إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله
يقلبها ".
(2) حدثنا معاذ أخبرنا أبو كعب صاحب الحرير حدثنا شهر بن حوشب قال: قلت
لام سلمة: يا أم المؤمنين! ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك، قالت:
أكثر دعائه: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، ثم قال: يا أم سلمة! إنه ليس من
آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله، ما شاء أقام وما شاء أزاغ ".
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
كان يدعو بهذا الدعاء: " يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك ".
(4) حدثنا يزيد أخبرنا همام بن يحيى عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول. " يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك، قلت: يا رسول الله!
إنك تدعو بهذا الدعا، قال: يا عائشة! أو ما علمت أن القلوب - أو قال: قلب بني
آدم - بين إصبعي الله، إذا شاء أن يقلبه إلي هدى قلبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى
ضلالة قلبه ".
(10) ما يدعو به الرجل إذا خرج من منزله
(1) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن الشعبي قال: قالت أم سلمة: كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا خرج قال: " اللهم إني أعوذ بك من أن أزل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو
أجهل أو يجهل علي ".
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن الشعبي عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحو منه.
28

(3) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن عطية عن أبي سعيد قال: من قال: إذا
خرج إلى الصلاة: " اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي هذا لم أخرج أشرا
ولا بطرا ولا رياء ولا سمعة، خرجت ابتغاء مرضاتك واتقاء سخطك، أسألك أن تنقذني
من النار وأن تغفر لي ذنوبي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " أقبل الله عليه بوجهه حتى
ينصرف، ووكل به سبعون ألف ملك يستغفرون له.
(4) حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن صمرة؟ عن كعب قال: إذا
خرج الرجل من منزله استقبله الشيطان، فإذا قال " بسم الله " قالت الملائكة: هديت،
وإذا قال: " توكلت على الله " قالت: كفيت، وإذا قال " لا حول ولا قومة إلا بالله "
قالت: حفظت، فتقول الشياطين بعضها لبعض، ما سبيلكم على من كفي وهدي وحفظ.
(5) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن مجاهد عن عبد الله بن صمرة؟ عن كعب
الأحبار قال: إذا خرج من بيته فقال: بسم الله، توكلت على الله ولا قوة إلا بالله " بلغت
الشياطين بعضهم بعضا قالوا، هذا عبد قد هدى وحفظ وكفى فلا سبيل لكم عليه،
فيتصدعون عنه.
(11) دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " طهرني بالثلج ".
(1) حدثنا ابن نمير عن هشام بن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
" اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض
من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب "
(2) حدثنا أبو بكر قال حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة عن مجزأة بن زاهر
الأسلمي قال: سمعت عبد الله بن أبي أولى يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " اللهم
طهرني بالبرد والثلج والماء البارد، اللهم طهرني من الذنوب ونقني منها كما ينقى
الثوب الأبيض من الدنس ".
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا جرير عن منصور عن حبيب قال: حدثت أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يدعو يقول: " اللهم طهرني بالثلج والبرد والماء البارد ونقني من الخطايا
كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين

(10 / 4) ما سبيلكم: لا سبيل لكم
29

(4) حدثنا أبن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر سكت بين التكبير والقراءة، قال: فقلت له: بأبي أنت وأمي،
أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة، أخبرني ما تقول؟ قال: أقول: " اللهم باعد بيني
وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب: اللهم نقني من خطاياي كالثوب
الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والبرد والثلج ".
(5) حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية بن صالح قال حدثني حبيب بن عبيد عن
جبير بن نفير الحضرمي عن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
على الميت: " اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض
من الدنس ".
(12) الرعد ما يدعى له؟
(1) حدثنا وكيع حدثنا جعفر بن برقان قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا
سمع الرعد الشديد قال: " اللهم لا تهلكنا بعذابك ولا تقتلنا بغضبك وعافنا قبل
ذلك ".
(2) حدثنا وكيع عن مهدي بن ميمون سمعه من غيلان بن جرير عن رجل عن ابن
عباس أنه كان إذا سمع الرعد قال: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن طاوس عن أبيه أنه كان إذا سمع الرعد قال:
سبحان من سبحت له.
(4) حدثنا ابن مبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن ابن أبي زكريا قال
بلغني أن من سمع صوت الرعد فقال: " سبحان الله بحمده " لم تصبه صاعقة.
(5) حدثنا معن عن مالك بن أنس عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه أنه كان
إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال: سبحان الذي {يسبح الرعد بحمده والملائكة من
خيفته}، ثم يقول: إن هذا الرعد لأهل الأرض شديد.
(6) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا جعفر بن برقان قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ".

(12 / 5) سورة الرعد من الآية (13)
30

(7) حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا يعلى بن الحارث قال حدثنيه جامع بن شداد
قال: كان الأسود بن يزيد النخعي إذا سمع الرعد قال: صبحان الذي يسبح الرعد بحمده
والملائكة من خيفته.
(8) حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد بن زيد عن حجاج بن أرطاة عن أبي
مطر أنه سمع سالم بن عبد الله عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع الرعد
والصواعق قال: " اللهم لا تقتلنا بغضبك ولا تهلكنا بعذابك وعافنا قبل ذلك ".
(13) ما يدعى به للريح إذا هبت؟
(1) حدثنا يحيى بن سعيد القطعان عن الأوزاعي عن الزهري قال حدثنا ثابت
الزرقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا الريح فإنها من روح الله،
تأتي بالرحمة والعذاب، ولكن تعوذوا بالله من شرها وسلوا الله من خيرها ".
(2) حدثنا أسباط عن الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن عبد
الرحمن بن أبزي عن أبيه عن أبي قال: لا تسبوا الريح فإذا رأيتم منها ما تكرهون فقولوا:
اللهم إنا نسألك خير هذه الريح وخير ما فيها وخير ما أرسلت به، ونعوذ بك من شر
هذه الريح وشر ما فيها وشر ما أرسلت به.
(3) حدثنا عبيد الله أخبرنا شيبان عن منصور عن مجاهد قال: هاجت ريح أو هبت
ريح فسبوها فقال ابن عباس: لا تسبوها فإنها تجئ بالرحمة وتجئ بالعذاب، ولكن
قولوا: اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا.
(4) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: كان ابن عمر إذا عصفت
الريح فدارت يقول: شدوا التكبير فإنها مذهبته.
(5) حدثنا محمد بن الحسن الأسدي حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي فزارة قال:
كان عبد الرحمن بن مالك إذا رأى الريح قال: اللهم إنا نسألك خيرها وخير ما قدرت
فيها ونعوذ بك من شرها وشر ما قدرت فيها.

(13 / 4) عصفت الريح: اشتدت. دارد: صارت كالدوامة وهذه من عواصف الريح. مذهبته: أي تبعده
31

(6) حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه المقدام عن أبيه أنه ذكر عن عائشة
حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى سحابا مقبلا من أفق من الآفاق ترك ما هو فيه
وإن كان في صلاته حتى يستقبله فيقول: " اللهم إنا نعوذ بك من شر ما أرسل به "، فإن
أمطر قال: " اللهم سيبا نافعا " - مرتين أو ثلاثين، فإن كشفه الله ولم يمطر حمد الله على
ذلك.
(7) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عبيد الله عن نافع القاسم
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأي المطر قال: " اللهم اجعله صيبا نافعا ".
(14) ما يدعى به في الاستسقاء؟
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن
شر حبيل بن السمط قال: قلنا لكعب بن مرة يا كعب! حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله! استسق الله لمضر، قال: فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال: " اللهم اسقنا غيثا مريعا مريئا عاجلا غير رائث نافعا غير
ضار:، قال: فما جمعوا حتى أجيبوا فأتوه فشكوا إليه المطر، فقالوا: يا رسول الله! تهدمت
البيوت فقال: " اللهم حوالينا ولا علينا "، قال: فجعل السحاب ينقطع يمينا وشمالا.
(15) من قال: إذا دعوت فابدأ بنفسك
(1)
حدثنا يحيى بن آدم عن حمزة الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا لاحد بدأ بنفسه فذكر
ذات يوم موسى فقال: " رحمة الله علينا وعلى موسى، لو كان صبر لقص الله علينا
من خبره، ولكن قال: {إن سألتك عن شئ بعدها فلا تصاحبني قال بلغت من لدني
عذرا} ".

(13 / 6) السيب: المطر الغزير.
(13 / 7) الصيب والسيب واحد وهو المطر الغزير.
(14 / 1) الاستسقاء: الصلاة والدعاء طلبا لهطول المطر.
مريعا: تمرع الأرض به: أي تخضر.
مريئا: هينا وليس سيولا تجرف كل شئ معها.
رائث: متريث أي بطئ الهطول لا يكسر أغصان الشجر ولا سنابل الزرع.
(15 / 1) سورة الكهف الآية (76)
32

(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن النخعي قال: كان يقال: إذا دعوت
فابدأ بنفسك فإنك لا تدري في أي دعاء يستجاب لك.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يرحمنا الله وأخا عاد ".
(4) حدثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد عن سعيد بن يسار قال: جلست إلى ابن
عمر فذكرت رجلا فترحمت عليه فضرب صدري وقال: ابدأ بنفسك.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الدرداء الأنصاري قال:
قالت عائشة لابن أختها: إنك إن تدعو لنفسك خير من أن يدعو لك القاص.
(16) ما رخص للرجل يدعو به في سجوده؟
(1) حدثنا أبو الأحوص عن سعيد بن مسروق عن سلمة بن كهيل عن أبي رشدين
كريب مولى ابن عباس قال: قال ابن عباس: بت عند خالتي ميمونة فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول في سجوده: " اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا واجعل في بصري نورا
واجعل أمامي نورا واجعل خلفي نورا واجعل من تحتي نورا وأعظم لي نورا ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عاصم عن زر بن حبيش عن علي قال: من أحب
الكلم إلى الله أن يقول العبد وهو ساجد: ظلمت نفسي فاغفر لي.
(3) حدثنا عبيدة بن حميد عن أيوب عن أبي فاختة عن مجاهد قال: قال أبو سعيد
الخدري: ما وضع رجل جبهته لله ساجدا فقال: يا رب اغفر لي يا رب اغفر لي يا رب
اغفر لي - ثلاثا إلا رفع رأسه وقد غفر له.
(4) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عاصم قال: كان أبو وائل يقول وهو ساجد:
رب إن تعف عني تعف عن طول منك، وإن تعذبني تعذبني غير ظالم ولا مسبوق - ثم
يبكي.

(15 / 3) أخا عاد هو نبي الله هود عليه السلام.
(16 / 2) وذلك لما جاء في سورة القصص الآية (16) قول موسى عليه السلام: {قال رب إني ظلمت نفسي
فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم} صدق الله العظيم.
(16 / 4) عن طول منك: عن مقدرة أي تعفو وأنت القادر أن تعذب ولا تعفو
33

حدثنا ابن فضيل عن محمد بن سعد الأنصاري قال حدثنا عبد الله بن يزيد بن
ربيعة الدمشقي قال: قال أبو الدرداء: أدلجت ذات ليلة إلى المسجد، فلما دخلت مررت
على رجل ساجد وهو يقول: اللهم إني خائف مستجير فأجرني من عذابك، وسائل فقير
فارزقني من فضلك، لا مذنب فأعتذر، ولا ذو قوة فأنتصر، ولكن مذنب مستغفر، قال:
فأصبح أبو الدرداء يعلمهن أصحابه إعجابا بهن.
(6) حدثنا ابن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب بن دثار عن ابن عمر
قال: إذا سجد أحدكم فليقل: رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي، قال محارب، فإنه أقرب ما
يكون إلى الله عز وجل.
(7) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن إبراهيم عن عائشة قالت: طلبت
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة فلم أجده، قالت: فظننت أنه أتى بعض جواريه أو نسائه، قالت:
فرأيته وهو ساجد وهو يقول: " اللهم اغفر لي ما أسررت وما أعلنت ".
(17) الرجل يتعار من الليل، ما يدعو به؟
(1) حدثنا ان فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن
عبيد الله بن مسعود أنه قال من تعار من الليل فقال: " لا إله إلا أنت رب ظلمت نفسي
فاغفر لي " خرج من ذنوبه كما تخرج الحية من سلخها.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن زيد بن
صوحان عن سلمان أنه كان إذا تعار من الليل قال: سبحان رب النبيين والمرسلين.
(3) حدثنا إسحاق بن منصور عن هريم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي كثير
مولى أم سلمة أن أم سلمة كانت إذا تعارت من الليل تقول: رب اغفر وارحم واهد
السبيل الأقوم.
(4) حدثنا بكر بن عبيد حدثنا عيسى بن المختار عن محمد بن أبي ليلى عن أبي
إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله أنه كان إذا تحرك من الليل قال: {يا أيها الناس
قد جاء كم برهان من ربكم وأنزلنا إليكم نورا مبينا}.

(16 / 5) الادلاج: سرى الليل.
(16 / 6) أي أقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد.
(17 / 1) تعار من الليل: استيقظ ليلا.
(17 / 4) سورة النساء من الآية (174)
34

(18) الساعة التي يستجاب فيها الدعاء
(1) حدثنا معن عن مالك بن أنس عن أبي حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال:
ساعتان يفتح فيهما أبواب السماء وقل داع ترد عليه دعوته: حضرة النداء في الصلاة،
والصف في سبيل الله عز وجل.
(2) حدثنا ابن فضيل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محارب عن ابن عمر قال:
كان يأمر بالدعاء عند أذان المؤذنين.
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيع عن زيد العمي عن أبي أياس عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد ".
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن عثمان بن الأسود عن أبي فزارة عن مجاهد قال:
أفضل الساعات مواقيت الصلاة فادع فيها.
(5) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن أبي بردة قال:
إن الساعة التي يستجاب فيها لمن دعا يوم الجمعة حين يقوم الامام في الصلاة حتى ينصرف
منها.
(6) حدثنا عبيد الله أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة فادعوا ".
(7) حدثنا أحمد بن عبد الملك بن واقد أخبرنا الحارث بن مرة حدثنا يزيد الرقاشي
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان عند الأذان فتحت أبواب السماء
واستجيب الدعاء، وإذا كان عند الإقامة لم ترد دعوة ".
(19) ما يدعى به إذا سمع الأذان؟
(1) حدثنا يحيى بن إسحاق حدثان الليث بن سعد عن الحكيم بن عبد الله بن قيس
عن عامر بن سعد عن أبيه سعد أنه قال: " من قال إذا قال المؤذن " أشهد أن لا إله إلا
الله " رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا، غفر له ذنوبه "، فقال له رجل:
يا سعد، ما نقدم من ذنبه وما تأخر؟ قال: لا هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.

(18 / 1) حضرة النداء: أي عند الأذان والإقامة للصلاة.
والصف: أي وهو واقف في مواجهة أعداء الله استعدادا للقتال
35

(2) حدثنا إسحاق بن منصور عن هريم عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي كثير
مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قولي عند أذان المغرب:
اللهم هذا إقبال ليلك وإدبار نهارك وأصوات دعاتك وحضور صلاتك فاغفر لي ".
(20) الكلمات التي تلقى آدم من ربه
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن العوام عن عبد الكريم المكتب عن عبد الرحمن بن
يزيد بن معاوية قال: الكلمات التي تلقى آدم من ربه: اللهم لا إله إلا أنت سبحانك
وبحمدك، عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني وأنت خير الراحمين، اللهم لا إله إلا أنت
سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم.
(21) ما يقال في دبر الصلوات؟
(1) حدثنا أسباط عن عمرو بن قيس عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
كعب عن عبد الرحمن بن عجرة قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " معقبات لا يخيب قائلهن:
تسبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين، وتحمده ثلاثا وثلاثين، وتكبره أربعا
وثلاثين ".
(2) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن
عجزة قال: ثلاث لا يخيب قائلهن أو قال: فاعلهن: يسبح ثلاثا وثلاثين، ويحمد ثلاثا
وثلاثين، ويكبر أربعا وثلاثين في دبر كل صلاة، قال الحكم: فما تركتهن بعد.
(3) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
كعب قال: معقبات لا يخيب قائلهن - ثم ذكر مثل حديث وكيع.
(4) حدثنا وكيع عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبي موسى
أنه كان يقول إذا فرغ من صلاته: اللهم اغفر لي ذنبي ويسر لي أمري وبارك لي في
رزقي.
(5) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا مسعر عن محمد بن عبد الرحمن عن طيسلة عن
ابن عمر قال: من قال دبر كل صلاة وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيرا عدد الشفع

(21 / 1) وهي مائة كاملة وقوله: معقبات أي تقال عقب الصلاة
36

والوتر وكلمات الله التامات الطيبات المباركات - ثلاثا، ولا إله إلا الله مثل ذلك، كن له
في قبره نورا، وعلى الجسر نورا، وعلى الصراط نورا حتى يدخلنه الجنة - أو يدخل الجنة.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي أنه كان
يقول اللهم تم نورك فهديت فلك الحمد، وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد، وبسطت
يدك فأعطيت فلك الحمد، ربنا وجهك أكرم الوجوه، وجاهك خير الجاه، وعطيتك
أفضل العطية وأهنأها، تطاع ربنا فتشكر، وتعصى ربنا فتغفر، تجيب المضطر، وتكشف
الضر، وتشفي السقيم، وتنجي من الكرب وتقبل التوبة، وتغفر الذنب لمن شئت، لا يجزي
آلاءك أحد، ولا يحصي نعماءك قول قائل - يعني: يقول بعد الصلاة.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمير بن سعد قال: كان عبد الله يدعو بهذه
الدعوات بعد التشهد: اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك
من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك خير ما سألك عبادك الصالحون،
وأعوذ بك من شر ما عاذ منه عبادك الصالحون {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة
حسنة وقنا عذاب النار} ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع
الأبرار، {ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف
الميعاد} ".
(8) حدثنا غندر عن شعبة عن زياد بن فياض قال: سمعت مصعب بن سعد يحدث
عن سعد أنه كان إذا تشهد قال: سبحان الله ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما وما
تحت الثري، قال شعبة: لا أدري " الله أكبر " قبل أو " الحمد لله حمدا طيبا مباركا فيه لا
إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، اللهم إني
أسألك من الخير كله " ثم يسلم.
(9) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن وراد مولى المغيرة،
قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة: أي شئ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سلم في

(21 / 7) {ربنا آتنا في الدنيا حسنة} سورة البقرة من الآية (201).
- ربنا إننا آمنا فاغفر إلخ.. اشتقاق من قوله تعالى في سورة آل عمران الآية (193): {ربنا إننا
سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع
الأبرار} صدق الله العظيم. أو لعل في العبارة المذكورة نقص وتحريف من النساخ، والمقصود الآية
التي ذكرنا، وهو الأرجح لان ما بعدها هو الآية التي تليها من سورة آل عمران الآية (194)
37

الصلاة، قال: فأملاها على المغيرة، قال: فكتبت بها إلى معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول إذا سلم: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك
الجد ".
(10) حدثنا ابن نمير حدثنا الأعمش عن عمرو بن مرة قال: حدثني شيخ عن
صلة بن زفر قال: سمعت ابن عمر يقول في دبر الصلاة: " اللهم أنت السلام ومنك
السلام، تباركت يا ذا الجلال والاكرام "، ثم صليت إلى جنب عبد الله بن عمرو فسمعه
يقوله، فقلت له إني سمعت ابن عمر يقول مثل الذي تقول، فقال عبد الله بن عمرو: إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولهن في آخر صلاته.
(11) حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبي الزبير مولى لهم أن عبد الله بن الزبير
كان يهلل دبر كل صلاة يقول: " لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله
الحمد، وهو على كل شئ قدير، ولا حول ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه، له
النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره
الكافرون "، ثم يقول ابن الزبير كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهلل بهن دبر كل صلاة.
(12) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه قال: أتى علي بن أبي طالب
رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها فقال: إني أشتكي صدري مما أجد بالقرب، قالت:
وأنا والله إني لأشتكي يدي مما أطحن الرحا، فقال لها: ائتي النبي صلى الله عليه وسلم فقد أتاه سبي ائتيه
لعله يخدمك خادما، فانطلقت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهما فقال: " إنكما جئتماني لأخدمكما
خادما وإني سأخبركما بما هو خير لكما من الخادم، فإن شئتما أخبرتكما بما هو
خير لكما من الخادم: تسبحانه دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمدانه ثلاثا وثلاثين
وتكبرانه أربعا وثلاثين، وإذا أخذتما مضاجعكما من الليل: فتلك مائة "، قال علي
رضي الله عنه: فما أعلمني تركتها بعد، قال له ابن الكواء: ولا ليلة صفين، فقال له
علي: قاتلكم الله يا أهل العراق، ولا ليلة الصفين.
(13) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خلقان لا يحافظ عليهما رجل إلا دخل الجنة، هما يسير ومن

(21 / 13) خلقان: عادتان
38

يفعلهما قليل " قيل: ما هما يا رسول الله قال: " الصلوات الخمس، يسبح الرجل في دبر
كل صلاته عشرا ويحمد عشرا ويكبر عشرا، فذلك خمسون ومائة على اللسان،
وألف وخمسمائة في الميزان " - قال: ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعدهن في يده ويسبح
ثلاثا وثلاثين ويحمد ثلاثا وثلاثين ويكبر أربعا وثلاثين عند مضجعه من الليل - وإذا أوى
إلى فراشه سبح وحمد وكبر مائة فتلك مائة على اللسان، وألف في الميزان، فأيكم يذنب في
الليلة ألفين وخمسمائة.
(14) حدثنا شبابة حدثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لام سلمة عن أم
سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا صلى الصبح حين يسلم: " اللهم إني أسألك علما نافعا
ورزقا طيبا وعملا متقبلا ".
(15) حدثنا ابن فضيل عن حصين عن هلال بن يساف عن زاذان قال: حدثني
رجل من الأنصار قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دبر الصلاة: " اللهم اغفر لي
وتب علي إنك أنت التواب الغفور " - مائة مرة.
(16) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن أبي عمر الصيني وعن سفيان عن عبد
العزيز بن رفيع شمعه من أبي عمر عن أبي الدرداء قال: قلت: يا رسول الله! ذهب
الأغنياء بالأجر، يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويحجون كما نحج،
ويتصدقون ولا نجد ما نتصدق به قال: فقال: " ألا أدلكم على شئ إذا فعلتموه
أدركتم من سبقكم، ولا يدرككم من بعدكم إلا من عمل بالذي تعملون: تسبحون
الله ثلاثا وثلاثين وتحمدونه ثلاثا وثلاثين وتكبرونه أربعا وثلاثين في دبر كل صلاة ".
(17) حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبيدة بن حميد عن الركين بن الربيع عن أبيه قال:
كان عمر إذا انصرف من صلاته قال: اللهم أستغفرك لذنبي، وأستهديك لأرشد أمري،
وأتوب إليك فتب علي، اللهم أنت ربي فاجعل رغبتي إليك، واجعل غنائي في صدري،
وبارك لي فيما رزقتني، وتقبل مني، إنك أنت ربي.
(22) الدعاء بلا نية ولا عمل
(1) حدثنا ابن مبارك عن معمر عن سماك بن الفضل عن وهب بن منبه قال: مثل
الذي يدعو بغير عمل مثل الذي يرمي بغير وتر.

(22 / 1) أي أن الدعاء بغير عمل لا يتقبل من قائله
39

(2) حدثنا ابن نمير حدثنا الأعمش عن مالك بن الحارث قال: كان ربيع يأتي
علقمة، قال: فأتاه ولم يكن ثمة، فجاء رجل فقال: ألا تعجبون من الناس وكثرة دعائهم
وقلة إجابتهم، فقال ربيع: تدرون لم ذاك؟ إن الله لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء، والذي
لا إله غيره! لا يسمع الله من مسمع ولا مراء ولا لاعب ولا داع إلا داع دعا بتثبت من
قلبه.
(3) حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مالك بن الحارث قال:
" يقول الله من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين ".
(4) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا أبو عبد الرحمن هو أمية بن فضالة قال حدثنا
بكر بن عبد الله المزني قال: أبو ذر: يكفي من الدعا مع البر ما يكفي الطعام من الملح.
(5) حدثنا ابن نمير عن موسى بن أسلم عن عمرو بن مرة رفعه قال: " من شغله
ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطى السائلين " يعني الرب تبارك وتعالى.
(23) ما يستحب أن يدعو به إذا أصبح؟
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم يحدث
أنه سمع أبا هريرة يقول: إن أبا بكر قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني بشئ أقوله إذا أصبحت
وإذا أمسيت، قال: " قل: اللهم عالم الغيب والشهادة فاطر السماوات والأرض! رب
كل شئ ومليكة، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن الشيطان
وشركة " قله إذا أمسيت وإذا أصبحت وإذا أخذت مضجعك ".
(2) حدثنا زيد بن الحباب العكلي حدثنا أبو مورود قال حدثني من سمع أبان بن
عثمان قال حدثني أبي عثمان أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قال إذا أصبح وإذا أمسى
ثلاث مرار: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء وهو
السميع العليم " لم يصبه في يومه ولا في ليلته شئ ".
(3) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن
عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال: " أمسينا

(22 / 2) الناخلة من الدعاء: الدعاء الخالص لله تعالى.
(23 / 1) إذا أخذت مضجعك: إذا أردت أن تنام
40

وأمسي الملك لله والحمد الله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، اللهم إني أسألك من
خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك
من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر، وقال الحسن بن عبيد الله:
وزادني فيه زبيد عن إبراهيم بن سويد عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله رفعه أنه قال:
لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك ولا الحمد وهو على كل شئ قدير ".
(4) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن عبد
الرحمن بن أبزي عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح قال: " أصبحنا وأصبح
الملك لله، والكبرياء والعظمة والخلق والامر والليل والنهار وما يضحى فيهما لله
وحده، لا شريك له، اللهم اجعل أول هذا النهار صلاحا وأوسطه فلاحا وآخره
نجاحا، أسألك خير الدنيا يا أرحم الراحمين ".
(5) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا عبادة بن مسلم الفزاري حدثنا حبير بن
أبي سليمان بن جبير بن مطعم زعم أنه كان جالسا مع عبد الله بن عمر فقال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه حين يمسي وحين يصبح لم يدعه حتى فارق الدنيا أو حتى مات:
" اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني
ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي
ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من
تحتي "، قال جبير: وهو الخسف، ولا أدري قول النبي صلى الله عليه وسلم أو قول جبير.
(6) حدثنا وكيع عن عبادة عن جبير بن أبي سليمان عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحو منه.
(7) حدثنا عبيد بن حميد عن منصور عن محمد بن المنكدر قال: حدثت أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح: " بك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير "
وإذا أمسى قال: " بك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير ".
(8) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر قال حدثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام
خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من مسلم أو انسان أو عبد يقول حين

(23 / 5) آمن روعاتي: آمن خوفي
41

يمسي وحين يصبح ثلاث مرات " رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا " إلا
كان حقا على الله أن يرضيه يوم القيامة ".
(9) حدثنا زيد حدثنا عبد الرحمن بن شريح حدثني أبو هانئ عن أبي علي الحسين
قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: رضيت بالله ربا
وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، وجبت له الجنة ".
(10) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن الخير عن صفوان بن
سليم عن عطاء بن يسار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال حين يمسي: رضيت بالله
ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا، فقد أصاب حقيقة الايمان ".
(11) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن بكير بن الأخنس قال: من قال حين
يمسي وحين يصبح ثلاثا " اللهم إني أمسيت أشهد " وإذا أصبح قال: " اللهم أصبحت أشهد
إنه ما أصبح بنا من عافية ونعمة فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد " لم يسأل
عن نعمة كانت في ليلته تلك ولا يومه إلا قد أدى شكرها.
(12) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن عبد الملك عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن
عبيد بن عمير أنه كان يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم إني أسألك عند حضرة صلاتك
وقيام دعاتك أن تغفر لي وترحمني.
(13) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن تميم بن سلمة عن عبد الله بن سبرة
عن ابن عمر أنه كان يقول إذا أصبح وأمسى: اللهم اجعلني من أفضل عبادك الغداة أو
الليلة نصيبا من خير تقسمه، ونورا تهدي به، ورحمة تبشرها، ورزقا تبسطه، وضرا
تكشفه، وبلاء ترفعه، وشرا تدفعه، وفتنة تصرفها.
(14) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمرو بن مرة قال: قلت لسعيد بن
المسيب ما تقولون إذا أصبحتم وأمسيتم مما تدعون به، قال: نقول: أعوذ بالله الكريم واسم
الله العظيم وكلمة الله التامة من شر السامة واللامة ومن شر ما خلقت أي رب، وشر ما
أنت آخذ بناصيته، ومن شر هذا اليوم وشر ما بعده وشر الدنيا والآخرة.
(15) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن ربعي عن رجل من النخع عن أبيه
عن سلمان قال: من قال إذا أصبح وإذا أمسى " اللهم أنت ربي لا شريك لك، أصبحنا
وأصبح الملك لك لا شريك لك " كان كفارة لما حدث بينهما.
42

(16) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا أبوالا حوص عن موسى الجهني قال: حدثني
رجل عن سعيد بن جبير قال: من قال: " {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} "
حتى يفرغ من الآية ثلاث مرات أدرك ما فاته من يومه.
(17) حدثنا حسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي عياش
الزرقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير - كان له كعدل رقبة من ولد
إسماعيل، وكتبت له بها عشر حسنات، وحطت عنه بها عشر سيئات، ورفعت له بها
عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي، وإذا أمسى مثل ذلك حتى
يصبح ".
(18) حدثنا حسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا أصبح: اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك
نموت، وإليك المصير ".
(19) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثني فطر قال حدثني عبد الله بن عبيد بن
عمير عن رجل من أصحاب محمد قال: من قال حين يصبح " لا إله إلا الله وحده، لا
شريك له، له الملك وله الحمد، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير " عشر مرات، رفع
له عشر درجات، ومحى عنه عشر سيئات؟، وبرئ يومئذ من النفاق حتى يمسي فإن قال
حين يمسى كان مثل ذلك وبرئ من النفاق حتى يصبح.
(20) حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن يحيى بن سعيد بن حبان عن
أبي زرعة عن عمرو بن جابر عن أبي هريرة عن كعب قال: أجد في التوراة: من قال حين
يصبح: اللهم إني أعوذ باسمك وبكلماتك الأمة من الشيطان وشره، اللهم إني أعوذ باسمك
وبكلماتك التامة من عبادك وشر عبادك، اللهم إني أسألك باسمك وكلماتك التامة من خير
ما تسئل ومن خير ما تعطي ومن خير ما تبدي ومن خير ما تخفي: اللهم إني أعوذ بك
وباسمك وبكلماتك التامة من شر ما تجلى به النهار، لم تطلق به الشياطين ولا لشئ يكرهه،
وإذا قالهن إذا أمسى كمثل ذلك غير أنه يقول: من شر ما دجا به الليل.

(23 / 16) سورة الروم من الآية (17)
43

(24) ما قالوا في الرجل إذا أخذ مضجعه
وأوى إلى فراشه، ما يدعو به؟
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي البراء قال كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال: " اللهم إليك أسلمت نفسي، ووجهت وجهي وإليك
فوضت أمري: وإليك ألجأت ظهري رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا
إليك: آمنت بكتابك الذي أنزلت، بنبيك - أو رسولك - الذي أرسلت ".
(2) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لرجل: يا فلان! إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت
وجهي إليك ووليت ظهري إليك - ثم ذكر نحوه إلا أنه قال: فإن مت من ليلتك مت
على الفطرة، وإن أصبحت أصبحت خيرا " (3) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن سعد بن عبيدة عن البراء بن
عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل: " إذا أخذت مضجعك فقل: اللهم إني أسلمت
نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك
رغبة ورهبة، لا منجى ولا ملجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت ونبيك
الذي أرسلت " فإن مت مت على الفطرة ".
(4) حدثنا عبيدة بن حميد عن عبد الملك بن عمير عن ربعي بن حراش عن حذيفة
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه قال: " اللهم باسمك أموت وأحيا، وإذا قام
قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور "
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نام قال: " باسمك أحياء وأموت، وإذا استيقظ قال: " الحمد لله
الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور ".
(6) حدثنا جرير عن منصور عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة أن النبي
صلى الله عليه وسلم - بمثله، الشك من جرير في عبد الملك أو منصور.
(7) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه قال: كنت قاعدا عند عمار
فأتاه رجل فقال: ألا أعلمك كلمات - كأنه يرفعهن إلى النبي صلى الله عليه وسلم: إذا أخذت مضجعك
44

من الليل فقال: " اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك،
آمنت بكتابك المنزل ونبيك المرسل، اللهم نفسي خلقتها لك محياها ولك مماتها، فإن
كفيتها فارحمها، وإن أخرتها فاحفظها بحفظ الايمان ".
(8) حدثنا غندر عن شعبة عن عبد الله بن أبي السفر قال: سمعت أبا بكر بن أبي
موسى يحدث عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ قال: " الحمد لله الذي أحيانا بعد
ما أماتنا وإليه النشور " قال شعبة هذا أو نحوه، وإذا نام قال: " اللهم باسمك أحياء
وباسمك أموت ".
(9) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يدعو: {اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
(10) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد
المقبري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أراد أحدكم أن يضطجع على
فراشه فلينزع داخلة إزاره ثم لينفض بها فراشه فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم
ليضطجع على شقه الأيمن ثم ليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن
أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين ".
(11) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن فروة بن نوفل عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " فمجئ ما جاء بك؟ قال: يا رسول الله! تعلمني شيئا
أقوله عند منامي، قال: " إذا أخذت مضجعك فاقرأ:: {قل يا أيها الكافرون} ثم نم
على خاتمتها فإنها براءة من الشرك ".
(12) حدثنا جعفر بن عون عن الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن
عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الأنصار: " كيف تقول حين تريد أن تنام؟ قال:
أقول: باسمك ربي وضعت جنبي فاغفر لي، قال: قد غفر لك ".
(13) حدثنا مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن عبد الرحمن بن نوفل
الأشجعي عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله! أخبرني بشئ أقوله إذا أصبحت وإذا
أمسيت، فقال: " اقرأ {قل يا أيها الكافرون} ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من
الشرك ".

(24 / 10) داخلة إزاره: طرف إزاره المطوي إلى الداخل.
(24 / 11) {قل يا أيها الكافرون} المقصود سورة الكافرون
45

(14) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن عبد الله بن باباه عن أبي هريرة
قال: من قال حين يأوي إلى فراشه " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شئ قدير، سبحان الله بحمده، الحمد الله، لا إله إلا الله والله أكبر "
غفر له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
(15) حدثنا وكيع عن مسعر عن عفان عن عمرو بن ميمون قال: من قال إذا أوى
إلى فراشه: " أشهد أن لا إله إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير " أربع مرات غفر له ذنوبه وإن كانت طفاح الأرض.
(16) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا حماد بن سلمة عن عاصم عن سواء عن حفصة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه قال: " يا رب قني عذابك يوم تبعث
عبادك ".
(17) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا زهير عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي قال: إذا
أخذت مضجعك فقل: بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
(18) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا نام توسد يمينه تحت خده ويقول: " قني عذابك يوم تبعث عبادك ".
(19) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا نام قال: " اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك " وكان يضع
يمينه تحت خده.
(20) حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: " اللهم رب
السماوات ورب الأرضين، ربي ورب كل شئ، فالق الحب والنوى، منزل التوراة
والإنجيل والقرآن! أعوذ بن من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، أنت الأول
فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت
الباطن فليس دونك شئ، اقض عني الدين وأغنني من الفقر ".

(24 / 15) طفاح الأرض: أي هي كثيرة حتى لتطفح الأرض منها.
(24 / 16) سبق ذكره في كتاب الأدب.
(24 / 20) رواه ابن ماجة في السنن ص 284
46

(21) حدثنا عبيدة بن حميد عن أبي معشر قال: حدثت أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أوى إلى فراشه: " اللهم عافني في ديني وعافني في جسدي وعافني
في بصري وأجعله الوارث مني، لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان رب السماوات
السبع ورب العرش الكريم الحمد لله رب العالمين ".
(22) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبيد بن عمرو الحازمي عن
علي قال: ما أرى أحدا يعقل دخل في الاسلام ينام حتى يقرأ آية الكرسي.
(23) حدثنا حسن بن موسى حدثنا ليث بن سعد بن خالد عن عقيل عن ابن
شهاب أنه قال: أخبرني عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث
في يديه وقرأ فيهما بالمعوذتين ثم مسح بهما جسده.
(24) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند منامه: " أعوذ بوجهك الكريم وكلماتك التامة من شر ما أنت
باطش بناصيته، اللهم إنك تكشف المأثم والمغرم، اللهم لا يخلف وعدك ولا يهزم
جندك ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك وبحمدك ".
(25) ما قالوا في الرجل إذا أصابه هم أو حزن
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن فضيل بن مرزوق قال حدثنا أبو سلمة الجهني عن
القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما قال عبد
قط إذا أصابه هم أو حزن: " اللهم إني عبدك بن عبدك بن أمتك، ناصيتي بيدك،
ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو
أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن
تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب غمي " إلا أذهب الله همه
وأبدله مكان حزنه فرحا، قالوا: يا رسول الله! ينبغي لنا أن نتعلم هذه الكلمات؟ قال:
أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن ".

(24 / 21) رواه الحاكم في المستدرك 1 / 530.
(24 / 22) رواه السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف.
(24 / 23) رواه ابن ماجة في السنن ص 285، والمعوذتين سورة الناس وسورة الفلق.
(24 / 24) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 124 من الطبراني.
(25 / 1 رواه الإمام أحمد في سنده 1 / 452 الناصية: شعر مقدم الرأس
47

(26) ما يقال في طلب الحاجة وما يدعى به؟
(1) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي عن عبد الله بن شداد عن عبد الله
ابن جعفر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " ألا أعلمك كلمات لم أعلمها حسنا ولا حسينا،
إذا طلبت حاجة وأحببت أن تنجح فقل: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي
العظيم ولا إله إلا الله وحده لا شريك له الحكيم الكريم ثم سل حاجتك ".
(2) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن خالد بن سعيد بن المسيب قال سعيد دخلت
المسجد وأنا أرى أني قد أصبحت وإذا على ليل طويل فإذا ليس فيه أحد غيري، فقمت
فسمعت حركة خلفي ففزعت فقال: أيها الممتلئ قلبه فرقا، لا تفرق ولا تفزع وقل:
" اللهم إنك مليك مقتدر ما تشاء من أمر يكون "، ثم سل ما بدأ لك، قال سعيد: فما
سألت الله شيئا إلا استجاب لي.
(3) حدثنا وكيع عن مالك بن مغول قال: طلبت الحكم في حاجة فلم أجده ثم
طلبته فوجدته فقال الحكم: قال خيثمة: إذا طلب أحدكم الحاجة فوجدها فليسأل الله
الجنة، لعله يومه الذي يستجاب له فيه.
(27) ما يدعى به للعامة كيف هو؟
(1) حدثنا أبو أسامة عن مشعر عن سعد بن إبراهيم قال: كان طلق بن حبيب يقول:
اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا راشدا تعز فيه وليك وتذل به عدوك ويعمل فيه بطاعتك.
(2) حدثنا حسين بن علي عن عبد الملك قال: أخبرني من رأى عمر بن عبد العزيز
واقفا بعرفة يدعو وهو يقول بإصبعه هكذا - يشير بها: اللهم زد محسن أمة محمد إحسانا
وارجع بمسيئهم إلى التوبة، ثم يقول هكذا ثم يدير بإصبعه: وحط من وراءهم برحمتك.
(3) حدثنا حسين بن علي عن عبيد بن عبد الملك قال: كان عمر بن عبد العزيز

(26 / 2) رواه أبو نعيم في الحلية عن يحيى بن سعيد بن المسيب.
الغرق: الفزع الشديد البالغ حد الرعب.
(26 / 3) أخرجه أبو نعيم في الحلية 4 / 119 عن ابن نمير عن مالك بن مغول.
(27 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية 3 / 65 عن سفيان عن مسعر.
(27 / 2) أرجع بمسيئهم إلى التوبة: اهده سواء السبيل وتب عليه
48

يقول: اللهم أصلح من كان صلاحه صلاحا لامة محمد، اللهم وأهلك من كان هلاكه
صلاحا لامة محمد صلى الله عليه وسلم.
(28) ما يدعو به الرجل إذا قام من مجلسه؟
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن حجاج بن دينار عن أبي هاشم عن أبي العالية عن أبي
برزة الأسلمي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أراد أن يقوم من المجلس: " سبحانك
اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ".
(2) حدثنا ابن فضيل عن مجاهد عن عبد الله بن عمر قال: من قال حين يقوم من
مجلسه " سبحانك اللهم وبمحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " قال:
كفى الله عنه كل ذنب في ذلك المجلس.
(3) حدثنا جرير عن منصور عن فضيل بن عمرو عن زياد بن الحصين قال:
دخلت على أبي العالية، فلما أردت أن أخرج من عنده قال ألا أزودك كلمات علمهن
جبرئيل محمدا صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت بلى؟ قال: فإنه لما كان بآخرة كان إذا قام من مجلسه
قال: سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك "،
فقيل: يا رسول الله! ما هؤلاء الكلمات التي تقولهن، قال: " هن كلمات علمنيهن جبريل
كفارات لما يكون في المجلس ".
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص في قوله {فسبح
بحمد ربك حين تقوم} قال: إذا قمت فقل: سبحان الله وبحمده.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن مسلم عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير
قال: كنا نعد، الأواب الحفيظ، إذا قام من مجلسه قال: اللهم اغفر لي ما أصبت في
مجلسي هذا.

(28 / 1) رواه الإمام أحمد في المسند 4 / 425 عن يعلى عن الحجاج، ورواه السيوطي في الدر المنثور عن
صاحب المصنف.
(28 / 3) رواه السيوطي عن صاحب المصنف في كتاب الدر المنثور 6 / 120. كان بآخرة: أي في آخر أيامه.
(28 / 4) سورة الطور من الآية (48).
(28 / 5) وقد ذكرت دون صيغة التعريف {أواب حفيظ} في سورة (ق) من الآية (32).
والأثر رواه ابن المبارك في كتاب الزهد من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار، كما رواه
السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف
49

(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن جعدة قال: كفارة المجلس " سبحانك
وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك ".
(29) ما ذكر فيما دعا به النبي
صلى الله عليه وسلم عند وفاته؟
(1) حدثنا أبو أسامة وابن نمير عن هشام بن عروة عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال:
سمعت عائشة تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مستند إلى ظهري: " اللهم اغفر لي
وارحمني وألحقني بالرفيق ".
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول قبل أن يموت: سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك،
قال: فقلت: يا رسول الله! ما هذه الكلمات التي أحدثتها؟ قال: جعلت لي علامة لامتي
إذا رأيتها قلتها {إذا جاء نصر الله والفتح}.
(3) حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن حبيب عن موسى بن
سرجس عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده
قدح فيه ماء فيدخل يده في القدح ويمسح وجهه بالماء ثم يقول: " اللهم أعني على سكرات
الموت ".
(4) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قال: لما ثقل
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم اغفر لي وألحقني بالرفيق "، قالت: فكان هذا آخر ما
سمعت من كلامه.

(28 / 6) رواه السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف.
(29 / 1) رواه الامام البخاري في الجامع الصحيح 2 / 847 في كتاب المرضى عن طريق أبي أسامة.
(29 / 2) {إذا جاء نصر الله والفتح} هي سورة النصر وتتمتها المقصودة هي {فسبح بحمد ربك واستغفره
إنه كان توابا}، ولذا قال صلى الله عليه وسلم سبحانك اللهم (وهو التسبيح) وبحمدك (وهو الحمد المذكور في
الآية) وأتوب إليك (لان التواب هو الله). وكانت هذه السورة علامة قرب وفاة رسول الله
وانتقاله إلى الرفيق الأعلى.
وقد روى السيوطي الحديث هذا عن صاحب المصنف وعن مسلم وابن جرير وغيرهم من طرق
عدة.
(29 / 3) رواة ابن ماجة في السنن ص 118.
(29 / 4) رواه ابن ماجة في السنن ص 117. ثقل: اشتد عليه المرض
50

(30) في الدعاء في الليل ما هو؟
(1) حدثنا زيد بن الحباب عن مالك بن أنس عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تهجد من الليل قال: " اللهم لك الحمد أنت نور السماوات
والأرض ومن فيهن ولك الحمد وأنت قيام السماوات والأرض ولك الحمد
وأنت رب السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق والجنة حق والنار
حق والساعة حق، اللهم لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت وإليك أنبت وبك
خاصمت وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما
أنت أعلم به مني، وأنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت ".
(2) حدثنا زيد بن حباب عن معاوية بن صالح قال حدثني أزهر بن سعيد
عن عاصم بن حميد قال: سألت عائشة: ماذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح به قيام الليل؟
قالت: لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك، كان يكبر عشرا ويحمد عشرا
ويسبح عشرا ويستغفر عشرا ويقول: " اللهم اغفر لي واهدني وارزقني وعافني ".
ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.
(3) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: كنا مع أبي موسى
فجئنا الليل إلى بستان خرب، قال: فقام من الليل يصلي فقرأ قراءة حسنة ثم قال: اللهم
إنك مؤمن تحب المؤمن ومهيمن تحب المهيمن سلام تحب السلام، صادق تحب الصادق.
(4) حدثنا معاوية بن هشام حدثنا شيبان عن يحيى بن أبي كثير عن أب سلمة أن ربيعة
ابن كعب أخبره أنه كان يبيت عند باب رسول اله صلى الله عليه وسلم فكان يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم من
الليل يقول: " سبحان الله رب العالمين الهوى، ثم يقول سبحان الله وبحمده ".

رواه البخاري في الأدب المفرد 2 / 151 عن طريق إسماعيل بن مالك كما أخرجه ابن ماجة في
السنن ص 97 عن طريق سليمان الأحول عن طاوس.
قيام: قيوم: أي القائم بأمرها الحافظ لها.
التهجد: قيام الليل للصلاة والدعاء.
(30 / 2) رواه ابن ماجة في السنن ص 97 عن صاحب المصنف.
(30 / 3) رواه أبو نعيم في الحلية 1 / 259 عن عيسى بن يونس عن الأعمش. إلا أنه رواه بلفظ بستان حرث
بدل بستان خرب
51

(31) من كان يحب إذا دعا أن يقول: " ربنا آتنا
في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "
(1) حدثنا يحيى بن أبي [] كثير عن شعبة عن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو:
{اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}
(2) حدثنا عبيدة عن حميد عن أنس قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على مريض كأنه فرخ
منتوف من الجهد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " هل كنت تدعو الله بشئ "، قال: كنت أقول
" اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي في الدنيا " قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا
قلت: {اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} " قال: فدعا الله
فشفاه.
(3) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن حبيب بن صهبان قال: سمعت عمر
وهو يطوف حول البيت وليس له هجيري إلا هؤلاء الكلمات {ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن المسيب عن حبيب بن صهبان عن عمر
بمثله.
(32) ما حفظ مما علمه النبي صلى الله عليه وسلم
فاطمة أن تقوله؟
(1) حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادما فقال لها: " ما عندي ما أعطيك، فرجعت فأتاها بعد
ذلك فقال: الذي سألت أحب إليك أم ما هو خير منه "، فقال لها علي: قولي: لا، بل
ما هو خير منه، فقالت فقال: " قولي: اللهم رب السماوات السبع ورب العرش العظيم

(31 / 1) هي من الآية (201) من سورة البقرة، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يدعو بآي القران الكريم.
والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد 2 / 130.
(31 / 2) رواه البخاري أيضا في كتاب الأدب المفرد 2 / 191.
(31 / 3) ليس له هجيري إلا هؤلاء الكلمات: أي كان إذا طاف حول البيت وقت الهجيرة أي الهاجرة لا
يقول إلا هذه الكلمات يرددهن.
(32 / 1) رواه ابن ماجة عن صاحب المصنف في سننه ص 280.
الذي سألت: أي ما طلبت وهو الخادم التي طلبتها كي تخدمها
52

ربنا ورب كل شئ منزل التوراة والإنجيل والقرآن العظيم، أنت الأول فليس قبلك
شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطل
فليس دونك شئ، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر ".
(2) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن علي أن فاطمة
اشتكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يدها من العجين والرحى، قال: فقدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فأتته
تسأله خادما فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها، قال علي: فجاءنا بعدما أخذنا مضاجعها
فذهبنا نتقدم فقال: " مكانكما، قال: فجاء فجلس بيني وبينهما حتى وجدت برد قدمه فقال:
ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم: تسبحانه ثلاثا وثلاثين وتحمدانه ثلاثا
وثلاثين وتكبرانه ثلاثا وثلاثين ".
(33) ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم عائشة أن تدعو به؟
(1) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا جبر بن حبيب عن أم كلثوم بنت أبي
بكر عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمها هذا الدعاء " اللهم إني أسألك من الخير كله
عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم
أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من شر ما عاذ به
عبدك ونبيك، اللهم إني أسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من
النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء تقضيه لي
خيرا ".
(34) من كان يقول في دعائه: " أحيني
ما كانت الحياة خيرا لي "
(1) حدثنا معاوية بن هشام عن شريك عن أبي هاشم عن أبي مجلز عن قيس بن عباد
قال: صلى بناه عمار صلاة كأنهم أنكروها، فقيل له في ذلك فقال: ألم أتم الركوع
والسجود؟ قالوا: بلى، قال: فإني قد دعوت الله بدعاء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني
إذا علمت الوفاة خيرا لي، اللهم إني أسألك كلمة الاخلاص في الغضب والرضى،

(34 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 4 / 264 عن إسحاق الأزرق عن شريك
53

والقصد في الغنى والفقر، وخشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك الرضا بالقدرة،
وأسألك نعيما لا ينفد، وقرة عين لا تنقطع، ولذة العيش بعد الموت، ولذة النظر إلى
وجهك، وشوقا إلى لقائك، وأعوذ بك من ضراء مضرة، وفتنة مظلة، اللهم زينا
بزينة الايمان واجعلنا هذا مهتدين ".
(2) حدثنا عبيدة بن حميد عن حميد عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت
الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مالك بن الحارث قال: كان من دعاء عمار
" اللهم إني أسألك بعلم الغيب وقدرتك على خلق أن تحيني ما علمت الحياة خيرا لي
وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي، اللهم أسألك خشيتك في الغيب والشهادة، وأسألك القصد
في الغني والفقر، وأسألك العدل في الرضاء والغضب، اللهم حبب إلي لقاءك وشوقا إليك
في غير فتنة مضلة ولا ضراء مضرة.
(35) ما يستفتح به الدعاء؟
(1) حدثنا معاوية بن هشام عن عمر بن راشد قال حدثني أياس بن سلمة بن
الأكوع عن أبيه قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الدعاء إلا يستفتحه ب‍ " سبحان
ربي الأعلى العلي الوهاب ".
(36) ما ذكر فيمن سأل النبي صلى الله عليه وسلم
أن يعلمه ما يدعو به فعلمه
(1) حدثنا علي بن مسهر ومروان بن معاوية عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد
عن أبيه قال: جاء أعرابي إلي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! علمني شيئا أقوله، قال:
قل: " لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا،
سبحان الله رب العالمين، لا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحليم، قال: فقال الأعرابي:
هذا لربي فما لي، قال: قل اللهم اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني ".

(34 / 2) رواه الإمام أحمد في مسنده 3 / 104 عن ابن أبي عدي عن حميد.
(35 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 4 / 54 عن عبد الصمد عن عمر بن راشد
54

(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن مسعر عن أبي العنبس عن أبي مرزوق عن أبي غالب
عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فكأنا اشتهينا أن يدعو لنا فقال: " اللهم اغفر لنا
وارحمنا وأرض عنا وتقبل منا وأدخلنا الجنة ونجنا من النار وأصلح لنا شأننا كله،
فكأنا اشتهينا أن يزيدنا فقال: قد جمعت لكم الامر ".
(3) حدثنا محمد بن بشر حدثنا زكريا بن أبي زائدة حدثنا منصور بن المعتمر قال
حدثنا ربعي بن حراش عن عمران بن حصين أنه قال: جاء حصين إلى النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن
يسلم فقال: يا محمد! ما تأمرني أن أقول؟ قال: " تقول: اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي
وأسألك أن تعزم لي على أرشد أمري "، قال: ثم إن حصينا أسلم بعد ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
إني كنت سألتك المرة الأولى، وإني الآن أقول، ما تأمرني؟ قال: " قل: اللهم اغفر لي ما
أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما تعمدت وما جهلت وما علمت ".
(4) حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء عن أبي داود الأودي عن بريدة قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أعلمك كلمات من أراد الله به خيرا علمه إياهن ثم لم ينسه
إياهن أبدا، قال: قل: اللهم إني ضعيف فقو في رضاك ضعفي، وخذ إلى الخير
بناصيتي، وأجعل الاسلام منتهى رضائي، اللهم إني ضعيف فقوني، وذليل فأعزني
وفقير فارزقني ".
(5) حدثنا يونس بن محمد حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي
الخير عن عبد الله بن عمرو عن أبي بكر أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به،
قال: " قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنب إلا أنت فاغفر لي
مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
(6) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن علي بن صالح عن أبي إسحاق عن
عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " ألا أعلمك كلمات
إذا قلتهن غفر لك مع أنه مغفور لك: لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي
العظيم سبحان رب السماوات السبع ورب العرش العظيم الحمد الله رب العالمين ".

(36 / 2) رواه ابن ماجة في سننه ص 281 عن وكيع عن مسعر.
(36 / 3) رواه الإمام أحمد في مسنده 4 / 437 عن إسرائيل بن يونس عن منصور والحاكم في المستدرك
1 / 515.
(36 / 4) رواه الحاكم في المستدرك عن صاحب المصنف 1 / 527 كما رواه الهيثمي في مجمع الزوائد.
(36 / 5) رواه ابن ماجة في السنن ص 281 عن محمد بن رمح عن الليث بن سعد.
(36 / 6) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 180 عن زيد بن أرقم
55

(7) حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري عن عبد الله بن أبي الورد بن ثمامة عن اللجلاج
عن معاذ قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل وهو يقول: اللهم إني أسألك الصبر، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت الله البلاء فاسأله المعافاة، ومر على رجل وهو يقول: اللهم
إني أسألك تمام النعمة فقال: يا ابن آدم! وهل تدري ما تمام النعمة؟ قال: يا رسول
الله! دعوة دعوت بها رجاء الخير، قال: فإن من تمام النعمة دخول الجنة والفوز من
النار، ومر على رجل وهو يقول: يا ذا الجلال والاكرام فقال: قد استجيب لك
فأسأل ".
(8) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسحاق بن راشد عن عبد الله بن الحسن أنه
عبد الله بن جعفر دخل على ابن له مريض يقال له صالح، فقال له: " قل لا إله إلا الله
الحليم الكريم، سبحان رب العرش العظيم، الحمد الله رب العالمين اللهم اغفر لي،
اللهم ارحمني، اللهم تجاوز عني، اللهم اعف عني فإنك عفو غفور " ثم قال هؤلاء
الكلمات علمنيهن عمي ذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهن إياه.
(9) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن شداد بن أوس
أنه قال: احفظوا عني ما أقول، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا كنز الناس الذهب
والفضة فاكنزوا هذه الكلمات " اللهم إني أسألك الثبات في الامر والعزيمة على
الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلبا سليما ولسانا
صادقا، وأسألك من خير ما تعلم، وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم،
إنك أنت علام الغيوب ".
(10) حدثنا عبيد الله عن موسى عن عبيدة عن محمد بن كعب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يعلم أصحابه، يقول: " قولوا: اللهم اغفر لنا حوباتنا وأقلنا عثراتنا واستر عوراتنا ".

(36 / 7) رواه البخاري في الأدب المفرد.
(36 / 10) حوباتنا: ذنوبنا وأخطاءنا
56

(37) في اسم الله الأعظم
(1) حدثنا وكيع حدثنا مالك بن مغول عن عبد الله بن بريدة عن أبيه أن النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم
يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال: " لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به
أجاب وإذا سئل بن أعطى ".
(2) حدثنا وكيع عن أبي خزيمة عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال: سمع النبي
صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك، لا شريك
لك، المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام، فقال: " لقد سأل الله باسمه
الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب ".
(3) حدثنا أبو أسامة عن عبد الملك بن ميسرة عن ابن سابط أن داعيا دعا في عهد
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم إني أسألك باسمك الذي لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم بديع
السماوات والأرض، وإذا أردت امرا فإنما تقول له: كن، فيكون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" لقد كدت - أو كاد أن يدعو باسمك العظيم الأعظم ".
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الله بن أبي زياد عن شهر بن حوشب عن أسماء
بنت يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وإلهكم إله
واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} وفاتحة سورة آل عمران {ألم الله لا إله إلا هو
الحي القيوم}.
(5) حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن عبد الملك بن عمير قال: قرأ رجل البقرة
وآل عمران فقال كعب قد قرأ سورتين إن فيهما للاسم الذي إذا دعي به استحباب.
(6) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ عن سعيد بن أبي أيوب قال حدثني الحسن بن
ثوبان عن هشام بن أبي رقية عن أبي الدرداء وابن عباس أنهما كانا يقولان: اسم
الأكبر " رب رب ".

(37 / 1) رواه ابن ماجة في سننه ص 282 عن علي بن محمد عن وكيع وفيه أن اسم الله الأعظم في سورة
الاخلاص.
(37 / 2) رواه ابن ماجة في سننه ص 283 بنفس طريق الحديث السابق.
(37 / 4) رواه ابن ماجة في سننه ص 282 عن صاحب المصنف.
(37 / 5) إذا دعي به: أي الله سبحانه
57

(7) حدثنا وكيع عن أبي هلال عن حبان الأعرج عن جابر بن زيد قال: اسم الله
الأعظم " الله ".
(8) حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر عمن سمع الشعبي يقول: اسم الله الأعظم، ثم
قرأ - أو قرأت عليه {هو الله الخالق} - إلى آخرها، وإذا دعا الرجل فليكثر.
(9) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن أبي الصديق قال: قال أبو سعيد: إذا سألتم
الله فارفعوا في المسألة، فإن ما عند الله لستم منفذيه.
(10) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة قالت: إذا تمنى أحدكم
فيكثر فإنما يسأل ربه.
(38) في دعوة المظلوم
(1) حدثنا شريك بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حياة عن أبي
الدرداء قال: إياك ودعوة المظلوم فإنها تصعد إلى السماك كشرارات نار حتى يفتح لها
أبواب السماء.
(2) حدثنا وكيع عن زكريا بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن صيفي عن
أبي معبد عن ابن عباس عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إياكم ودعوة المظلوم
فإنه ليس بينها وبين الله حجاب ".
(3) حدثنا عبيد الله بن موسى عن شيباني عن فراس عن عطية عن أبي سعيد رفعه
قال: " اجتنبوا دعوات المظلوم ".
(4) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن معن عن عون بن عبد الله قال: أربع لا
يحجبن عن الله: دعوة والد راض وإمام مقسط ودعوة المظلوم ودعوة الرجل دعاء لأخيه
بظهر الغيب.
(5) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا أبو مسعر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي

(37 / 8) وتتمة الآية {هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى} سورة الحشر من الآية (24).
(37 / 9) لستم منفذيه: لن ينفذ ما عند الله مهما أكثرتم الطلب.
(38 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية عن لقمان بن عامر عن أبي الدرداء بعبارة مختلفة السياق.
(38 / 2) رواه ابن ماجة في سننه ص 128 عن علي بن محمد عن وكيع
58

هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجرا ففجوره
على نفسه ".
(6) حدثنا شريك عن سلم بن عبد الرحمن عن ابن الحبناء قال: ثلاثة لا ترد
دعوتهم: الإمام العادل على الرعية والمظلوم والوالد لولده.
(7) حدثنا شريك عن بيان أبي بشر عن عبد الرحمن بن هلال عن أبي الدرداء قال:
إياك ودعوة المظلوم.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة أن
رجلا أتى معاذا فقال: أوصني، فقال: إياك ودعوة المظلوم.
(39) دعاء داود النبي عليه السلام
(1) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن يونس بن سعد عن علي الأزدي قال:
حدثت أن داود عليه السلام كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من غني يطغي، ومن فقر
ينسي، ومن هوى يردي، ومن عمل يخزي.
(2) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن عطاء بن أبي مرزوق عن كعب قال:
كان داود عليه السلام يقول: اللهم خلصني من كل معصية نزلت الليلة من السماء في
الأرض - ثلاثا، ويقول: اللهم اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت الليلة من السماء في الأرض.
(3) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي مصعب وهو عطاء عن أبيه عن
كعب قال: كان إذا أفطر استقبل القبلة وقال: اللهم خلصني من كل مصيبة الليلة نزلت
من السماء ثلاثا، وإذا طلع حاجب الشمس قال: اللهم اجعل لي سهما في كل حسنة نزلت
الليلة من السماء إلى الأرض - ثلاثا، قال: فقيل له، قال: دعوة داود فلينوا بها ألسنتكم
وأشعروها قلوبكم.

(38 / 6) دعوة المظلوم على من ظلمه.
(39 / 3) حاجب الشمس: طرفها الأعلى أي أول ما يظهر منها عند الصباح
59

(4) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن عباس العمي قال: بلغني أن داود النبي
عليه السلام كان يقول في دعائه، سبحانك اللهم أنت ربي، تعاليت فوق عرشك، وجعلت
على من في السماوات والأرض خشيتك، فأقرب خلقك منك منزلة أشدهم لك خشية،
وما علم من لم يخشك،، أو ما حكمة من لم يطع أمرك.
(5) حدثنا عفان بن مسلم حدثنا مبارك عن الحسن أن داود النبي عليه السلام قال:
لا مرض يعييني ولا صحة تنسيني، ولكن بين ذلك.
(6) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال: كان من
دعاء داود عليه السلام: اللهم إني أعوذ بك من جار السوء.
(7) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرني حبيب بن شهيد عن ابن بريدة
أن داود النبي عليه السلام كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من عمل يخزيني، وهوى
يرديني، وفقر ينسيني، وغنى يطغيني.
(40) ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم أم هانئ
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن مسلم بن أبي مريم قال: جاءت
أم هانئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! قد كبرت وضعفت فعلمني عملا أعمله
وأنا جالسة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنك إن كبرت الله مائة تكبيرة كانت خيرا من
مائة بدنة مجللة متقبلة، وإنك إن سبحت الله مائة تسبيحة كانت خيرا من مائة رقبة
تعتقينها، وإنك إن حمدت الله مائة تحميدة كانت خيرا من مائة فرس مسرج ملجم
تحملين عليهن في سبيل الله عز وجل ".
(41) دعاء عيسى بن مريم عليه السلام
(1) حدثنا محمد بن بشر حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني رجل قبل الجماجم
من أهل المساجد قال: أخبرت أن عيسى بن مريم عليه السلام كان يقول: اللهم أصبحت
لا أملك لنفسي ما أرجو ولا أستطيع عنها دفع ما أكره، وأصبح الخير بيد غيري،

(39 / 4) أي أن من لم يخش الله أو يطع أمره فهو غير عالم ولا حكيم.
(40 / 1) تحملين عليهن: تجعليهن لحمل المجاهدين في سبيل الله
60

وأصبحت مرتهنا بما كسبت، فلا فقير أفقر مني، فلا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تجعل
الدنيا أكبر همي، ولا تسلط علي من لا يرحمني.
(2) حدثنا محمد بن بشر حدثني إسماعيل قال: ذكر عن بعض الأنبياء أنه قال: اللهم
لا تكلفني طلب ما لم تقدره لي، وما قدرت لي من رزق فائتني به في يسر منك وعافية،
وأصلحني بما أصلحت به الصالحين، فإنما أصلح الصالحين أنت.
(3) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الجريري عن أبي العلاء بن الشخير أن نوحا ومن
بعده كانوا يتعوذون من فتنة الدجال.
(42) في الدابة يصيبها الشئ بأي شئ تعوذ به؟
(1) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف عن سحيم بن نوفل قال: بينما
نحن عند عبد الله إذا جاءت وليدة أعرابية إلى سيدها ونحن نعرض مصحفا، فقالت: ما
يحبسك وقد لفع فلان مهرك بعينه، فتركه يدور في الدار كأنه في فلك، قم فابتغ راقيا،
فقال عبد الله: لا تبتغ راقيا وانفث في منخره أربعا، وفي الأيسر ثلاثا، وقال: لا بأس،
اذهب البأس رب الناس، اشف أنت الشافي، لا يكشف الضر إلا أنت، قال: فذهب ثم
رجع إلينا، قال: فقلت: ما أمرتني فما جئت حتى راث وبال وأكل.
(43) ما كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم؟
(1) حدثنا وكيع حدثنا سفيان قال حدثنا عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث
المكتب عن طليق بن قيس الحنفي عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه:
" رب أعني ولا تعن علي، وانصرني ولا تنصر علي، وامكر لي ولا تمكر علي،
واهدني ويسر الهدى لي، وانصرني على من بغى علي، رب اجعلني شكارا لك
ذكارا لك رهابا لك، مطيعا إليك مخبتا إليك أواها منيبا، رب تقبل توبتي، واغسل
حوبتي، وأجب دعوتي، واهد قلبي، وثبت حجتي، وسدد لساني، واسلل سخيمة
قلبي ".

(41 / 2) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر عن جعفر بن يرقان.
(42 / 1) لفع بعينه: عان به، أصاب بعينه.
كأنه في فلك: أي يدور كأنه الكوكب يدور في مداره، أي كأنه مركب يدور في دوامة.
(43 / 1) مخبتا: تائبا.
حوبتي: خطيئتي.
سخيمة القلب: ما به من حقد وضغينة
61

(2) حدثنا معتمر بن سليمان عن عباد بن عباد عن أبي مجلز عن أبي موسى قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بوضوء فتوضأ وصلى ثم قال: " اللهم اغفر لي ذنبي ووسع لي في داري
وبارك لي في رزقي ".
(3) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن شريك عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن
أبي موسى قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الدعوات: " اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي
وإسرافي في أمري وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي وخطأي
وعمدي، وكل ذلك عندي ".
(4) حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى بن عبيدة عن محمد بن ثابت عن أبي هريرة
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم انفعني بما علمتني وعلمني ما ينفعني وزدني علما
والحمد لله على كل حال، وأعوذ بك بالله من عذاب النار ".
(5) حدثنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن سعيد الجريري عن أبي العلاء عن
عثمان بن أبي العاص وامرأة من قيس أنهما سمعا النبي صلى الله عليه وسلم، قال أحدهما: سمعته يقول:
" اللهم اغفر لي ذنبي وخطاياي وعمدي "، وقال الآخر: سمعته يقول: " اللهم إني
أستهديك لأرشد أمري، وأعوذ بك من شر نفسي ".
(6) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثنا محمد بن عبد الرحمن عن أبي رشدين عن
ابن عباس عن جويرة قالت: مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الغداة أو بعد ما صلى الغداة
وهي تذكر الله فرجع حين ارتفع النهار - أو قال: انتصف النهار - وهي كذلك، فقال:
لقد قلت منذ قمت عنك أربع كلمات ثلاث مرات هي أكثر وأرجح - أو أوزن - مما
قلت: " سبحان الله عدد خلقه سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان
الله مداد كلماته ".
(7) حدثنا عبيد بن حميد عن حميد عن الحسن البصري قال: كان يقول: كان النبي
صلى الله عليه وسلم يدعو: " اللهم اغفر لي اللهم ارحمني اللهم اهدني اللهم سددني اللهم عافني اللهم
ارزقني ".

(43 / 3) رواه البخاري في الأدب المفرد 2 / 139 عن شعبة عن أبي إسحاق.
(43 / 4) رواه ابن ماجة في سننه عن صاحب المصنف ص 280.
(43 / 5) رواه الإمام أحمد في مسنده 4 / 217 عن الحسن بن موسى.
(43 / 6) رواه ابن ماجة في سننه عن صاحب المصنف ص 278.
(43 / 7) سددني: وجهني الوجهة الصحيحة في درب طاعتك
62

(8) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن رجل عن
سعيد بن جبير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم ارزقني من فضلك ولا تحرمنا رزقك، وباريك
لنا فيما رزقتنا، واجعل رغبتنا فيما عندك، واجعل غنانا في أنفسنا ".
(9) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن أبي مصعب عن علي بن حسين وغيره قالا:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم أقلني عثرتي، واستر عورتي، وآمن روعتي
واكفني من بغى علي وانصرني ممن ظلمني وأرني ثأري فيه ".
(10) حدثا الفضل بن دكين حدثنا عبد الله بن عامر عن إسماعيل عن أبيه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: " اللهم إني أسألك بأنك الأول فلا شئ قبلك،
والآخر فلا شئ بعدك، والظاهر فلا شئ فوقك، والباطن فلا شئ دونك أن تقضي
عنا الدين وأن تغنينا من الفقر ".
(11) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
وأعوذ بك أن يغلبني دين أو عدو وأعوذ بك من غلبة الرجال ".
(12) حدثنا الفضل بن دكين عن إسماعيل بن عبد الملك عن علي بن ربيعة قال:
حملني على خلفه ثم سار بي إلى جانب الحرة ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: اغفر لي ذنوبي إنه
لا يغفر الذنوب أحد غيرك، ثم التفت إلى فضحك، قلت: يا أمير المؤمنين! استغفارك
ربك والتفاتك إلى تضحك؟ قال: حملني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه ثم سار بي إلى جانب الحرة
ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: " اللهم اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب أحد غيرك، ثم
التفت إلى فضحك، فقلت يا رسول الله! استغفارك ربك والتفاتك إلى تضحك؟ قال
" ضحكت لضحك ربي لعجبه لعبده أنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب أحد غيره ".

(43 / 9) بغى علي: تطاول علي وظلمني حقي.
أرني ثاري فيه، اجعل عقابه في الدنيا كي أراه
63

(44) الرجل يريد الحاجة ما يدعو به؟
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: إذا أراد أحدكم
الحاجة فليقل: " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان هذا الامر الذي
أردته خيرا لي في ديني ومعيشتي وخير عاقبتي فيسره لي وبارك لي فيه، وإن كان غير ذلك
خيرا فقدر لي الخير حيثما كان ثم رضني بما قضيت.
(2) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عبد الرحمن بن أبي الموال قال: سمعت
محمد بن المنكدر يحث عبد الله بن الحسن عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا
الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، قال: " إذا هم أحدكم بأمر فليصل ركعتين
غير الفريضة، ثم يسمي الامر ويقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك
بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام
الغيوب، اللهم إن كان هذا الامر خيرا لي في ديني وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره
لي وبارك لي فيه، وإن كان شرا في ديني وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني
عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ".
(3) حدثنا وكيع عن الأعمش عن حبيب عن عبيد بن عمير قال: إذا أراد كم
الحاجة فليقل " اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك
فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كان هذا الذي أردته
خيرا لي في ديني ومعيشتي وخير عاقبة فيسره لي وبارك لي فيه، وإن كان غير ذلك خيرا
فقدر لي الخير حيث كان ورضني به.
(45) الرجل إذا دعا ببطن كفه
(1) حدثنا حفص بن غياث عن خالد عن أبي قلابة عن أبي محيريز قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها ".

(44 / 1) رضني به: اجعلني به راضيا.
(45 / 1) لان رفع اليد وبطنها إلى الأعلى هو رفع يد الطالب الآمل للعطاء
64

(2) حدثنا حفص عن ليث عن شهر قال: المسألة هكذا - وبسط كفه نحو وجهه،
والتعوذ هكذا - وقلب كفيه.
(3) حدثنا حسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة حدثنا بشر بن حرب عن أبي
سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بعرفة ويرفع يديه هكذا، يجعل ظاهرهما مما
بلى وجهه وباطنهما مما يلي الأرض.
(4) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن العباس بن ذريح عن ابن عباس
قال: الاخلاص هكذا - وأشار بإصبعه، والدعاء هكذا يشير ببطون كفيه، والاستخارة
هكذا - ورفع يديه وولى ظهرهما وجهه.
(46) ما يؤمر به الرجل إذا نزل المنزل أن يدعو به
(1) حدثنا عفان حدثنا وهيب حدثنا محمد بن عجلان عن يعقوب بن عبد الله بن
الأشجع عن سعيد بن المسيب عن سعد بن مالك عن خولة بنت حكيم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لو أن أحدكم إذا نزل منزلا قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم
يضره في ذلك المنزل شئ حتى يرتحل منه ".
(47) من كره الاعتداء في الدعاء
(1) حدثنا عبيد بن سعد عن شعبة عن زياد بن مخراق قال: قال سمعت قيس بن صبابة
عن مولى لسعد عن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه سيكون قوم يعتدون
في الدعاء ".
(2) حدثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة أخبرنا سعيد الجريري عن أبي نعامة أن
عبد الله بن مغفل سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة ان
أدخلها، فقال: أي بني! سل الله الجنة وعذ به من النار، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " سيكون قوم يعتدون في الدعاء ".

(46 / 1) نزل منزلا: نزل في مكان ليستريح خلال سفره.
(47 / 2) الاعتداء في الدعاء أن يطلب المرء ما لا يستحق أو ما لا يجوز الدعاء كالدعاء بقطع الأرحام
وإيصال الأذى للخلق ولا شئ يبرر ذلك وإلخ..
65

(48) في ثواب التسبيح
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لان أقول " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " أحب
إلى مما طلعت عليه الشمس ".
(2) حدثنا محمد بن [فضل] عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى
الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ".
(3) حدثنا محمد بن بشر قال سمعت هانئ بن عثمان يحدث عن أمه حميصة بنت
ياسر عن جدتها يسيرة، كانت إحدى المهاجرات، قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" عليكن بالتسبيح والتكبير والتقديس واعتقدن بالأنامل فإنهن يأتين يوم القيامة
مسؤولات مستتنطقات ولا تغفلن فتنسين من الرحمة ".
(4) حدثنا ابن نمير عن موسى بن سالم عن عون بن عبد الله عن أبيه أو عن أخيه
عن نعمان بن بشير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الذين يذكرون من جلال الله وتسبيحه وتحميده
وتكبيره وتهليله يتعاطفن حول العرش، لهن دوي كدوي النحل يذكرون بصاحبهن،
أو لا يحب أحدكم أن لا يزال عند الرحمن شئ يذكره به ". (5) حدثنا الحسن بن موسى عن حماد بن سلمة عن حجاج الصواف عن أبي الزبير
عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: سبحان الله العظيم غرس له نخلة - أو
شجرة - في الجنة ".
(6) حدثنا زيد بن الحباب أخبرنا مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في يوم مائة مرة " سبحان الله وبحمده "
حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر ".
(7) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن الجريري عن أبي عبد الله الجسري عن

(48 / 2) ثقيلتان في الميزان: عظيمتا الثواب.
(48 / 5) رواه الحاكم في المستدرك.
(48 / 6) حطت خطاياه: سقطت كأوراق الشجر
66

عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أخبرك بأحب
الكلام إلى الله؟ قلت: يا رسول الله! أخبرني بأحب الكلام إلى الله، قال: إن أحب
الكلام إلى الله: سبحان الله وبحمده ".
(8) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن إبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال:
أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر أنه لا يستطيع أن يأخذ من القرآن، وسأله شيئا يجزئ من
القرآن، فقال له: " قل سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا
قوة إلا بالله "
(9) حدثنا الحسن بن موسى حدثنا مهدي بن ميمون عن واصل عن يحيى بن عقيل
عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدؤلي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل تسبيحة
صدقة ".
(10) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي عبيدة عن
عبد الله قال: لان أقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر أحب إلي من أن
أتصدق بعددها دنانير.
(11) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الله بن يسرة عن هلال بن يساف قال: قال
عبد الله: لان أسبح تسبيحات أحب إلى من أن أنفق عددهن دنانير في سبيل الله.
(12) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن طلق بن حبيب عن عبد الله بن عمرو
قال: لان أقولها - يعني سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر - أحب إلى من
أن أحمل على عدتها من خيل بأرسانها.
(13) حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة عن مسعر عن عمرو بن مرة عن مصعب بن
سعد قال: إذا قال العبد سبحان الله، قالت الملائكة وبحمده، فإذا قال: سبحان الله
وبحمده، صلوا عليه، وقال أبو أسامة صليت عليه.

(48 / 9) رواه الإمام أحمد في مسنده 5 / 167 كجزء من حديث طويل فيه: " وكل تحميدة صدقة وإماطة
الأذى عن الطريق صدقة إلخ... " وذلك عن عفان عن مهدي بن ميمون.
(48 / 10) أي أن ثوابها أعظم ثواب عددها دنانير
67

(14) حدثنا أبو خالد الأحمر عن موسى بن عبيد عن زيد بن أسلم عن جابر بن
عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أعلمكم ما علم نوح ابنه؟ قالوا: بلى، قال:
آمرك أن تقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل
شئ قدير، فإن السماوات لو كانت في كفة لرجحت بها، ولو كانت حلقة قصمتها،
وآمرك تسبح الله وتحمده، فإنه صلاة الخلق وتسبيح الخلق وبها يرزق الخلق ".
(15) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قال: تسبيحة بحمد الله
في صحيفة المؤمن خير من أن تسيل أو تسير معه جبال الدنيا ذهبا.
(16) حدثنا وكيع عن مسعر عن الوليد بن العيزار عن أبي الأحوص قال: قال:
سمعته يقول: تسبيحة في طلب حاجة خير من لقوح صفي في عام أزبة أو لزبة.
(17) حدثنا وكيع عن مسعر عن عفان عن عمرو بن ميمون قال: أيعجز أحدكم أن
يسبح مائة تسبيحة وتكون له ألف تسبيحة.
(18) حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن ثابت البناني قال حدثني رجل من
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عند هذه السارية قال: من قال سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب
إليه كتبت له في رق ثم طبع عليها خاتما من مسك فلم يكسر حتى يوافي بها يوم القيامة.
(19) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني هشام بن عبد الله عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي الدرداء قال: لان أسبح مائة تسبيحة أحب إلى من أن أتصدق بمائة دينار على
المساكين.
(20) حدثنا الفضل أخبرنا سفيان عن شبيب بن غرقدة عن محمد بن عمرو بن عطاء
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لسودة: " سبحي الله كل غداة عشرا وكبري عشرا واحمدي عشرا
وقولي: اغفر لي عشرا، فإنه يقول: قد فعلت قد فعلت ".
(21) حدثنا مروان بن معاوية عن موسى الجهني عن مصعب بن سعد عن أبيه قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لنا: " أيعجز أحدكم أن يكسب في اليوم ألف حسنة؟
فسأله سائل: كيف يكسب أحدنا ألف حسنة، قال: يسبح الله مائة تسبيحة فيكتب له
ألف حسنة ويحط عنه ألف خطيئة ".

(48 / 14) قصمتها: كسرتها. والحلقة الدرع الصغير له حلقة يمسك منها.
(48 / 16) لقوح صفي: ناقة إبان نزوها لم تلقح بعد إنما هي مستعدة للقاح في عام لزبة: في عام جدب
وجفاف
68

(22) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا الجريري عن عبد الله بن شقيق عن كعب قال:
أن من خير العمل سبحة الحديث، قال: قلت: يا أبا عبد الرحمن وما سبحة الحديث،
قال: يسبح الرجل والقوم يحدثون.
(23) حدثنا أسود بن عامر حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن
المسيب قال: كنا عند سعد بن مالك فسكت سكتة فقال: لقد أصبت بسكتتي هذه مثل
ما سقى النيل والفرات، قال: قلنا: وما أصبت؟ قال: سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا
الله وأكبر.
(24) حدثنا يعلي بن عبيد عن مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال: إذا قال العبد:
الحمد الله كثيرا، قال الملك: كيف أكتب؟ قال: اكتب له رحمتي كثيرا، وإذا قال العبد:
الله أكبر كبيرا، قال الملك: كيف أكتب؟ قال: أكتب رحمتي كثيرا، وإذا قال: سبحان
الله كثيرا، قال الملك: كيف أكتب؟ قال: اكتب رحمتي كثيرا.
(25) حدثنا وكيع عن شريك عن يعلي بن عطاء عن أبي محسن عن أبي الدرداء قال:
بخ بخ لخمس: سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر وولد صالح يموت.
(26) حدثنا عبيدة بن حميد عن أبي الزعراء الحشمي عن أبي الأحوص قال: كان
عبد الله بن مسعود يقول: سبحان الله عدد الحصى.
(27) حدثنا أبو داود عمر بن سعد عن يونس بن الحارث عن عمرو بن شعيب عن
عبد الله بن عمرو قال: من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرس له بها نخلة في الجنة.
(49) ما ذكر في الاستغفار
(1) حدثنا أبو أسامة عن حسين بن ذكوان عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب
عن شداد بن يونس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سيد الاستغفار أن يقول: اللهم أنت
ربي وأنا عبدك لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، أصبحت على عهدك ووعدك ما
استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنوبي
فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ".

(49 / 1) أبوء لك بنعمتك علي: أقر وأعترف بها
69

(2) حدثنا زيد بن الحباب حدثني كثير بن زيد قال حدثني المغيرة بن سعيد بن
نويفل عن شداد بن أوس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: " ألا أدلك على سيد الاستغفار؟
أن تقول: أنت إلهي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما
استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت وأبوء لك بنعمتك على وأبوء لك بذنوبي فاغفر
لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ما من عبد يقولها فيأتيه قدره في يومه قبل يمسي، أو في
مسائه قبل يصبح، إلا كان من أهل الجنة ".
(3) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي المغيرة عن حذيفة قال: شكوت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرب لساني فقال: " أين أنت من الاستغفار! إني لأستغفر الله في كل
يوم مائة مرة ".
(4) حدثنا محمد بن بشر حدثنا محمد بن عمرو حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة ".
(5) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا مالك بن مغول عن محمد بن سوقة عن نافع عن
ابن عمر قال: إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم في المجلس يقول: " رب اغفر لي وتب علي
إنك أنت التواب الغفور " مائة مرة.
(6) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي بردة قال: سمعت الأغر -
وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - يحدث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " توبوا إلى
ربكم فإني أتوب إليه في اليوم مائة مرة ".
(7) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا مغيرة بن أبي الحر عن سعيد بن بردة عن أبيه
عن جده قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس فقال: " ما أصبحت غداة إلا
استغفرت الله فيها مائة مرة ".
(8) حدثنا أبو أسامة عن كهمس عن عبد الله بن شقيق قال: كان أبو الدرداء
يقول: طوبى لمن وجد في صحيفته نبذة من الاستغفار.

(49 / 2) يأتيه قدره: ينتهي أجله ويتوفى.
(49 / 3) ذرب لساني: كثرة كلامي وكثرة الكلام تجر إلى الأخطاء والآثام لان أكثر آثام الانسان من
اللسان.
(49) للاستغفار مما جرى من حديث في المجلس وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يستغفر ليعلم المسلمين وجوب ذلك
70

(9) حدثنا عفان حدثنا بكر بن أبي السمط حدثنا منصور بن زاذان عن أبي الصديق
الناجي عن أبي سعيد الخدري قال: من قال: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم
وأتوب إليه خمس مرات غفر له وإن كان عليه مثل زبد البحر.
(10) حدثنا ابن علية عن يونس عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال جلست إلى
شيخ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الكوفة فحدثني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس! توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب إلى الله.
واستغفر في كل يوم مائة مرة، قال: قلت: اللهم إني استغفرك اثنين، قال: هو ما أقول
لك ".
(11) حدثنا معاوية بن هشام حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن معاذ بن جبل قال:
من قال: استغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا غفر له وإن كان
فر من الزحف.
(12) حدثنا ابن نمير عن إسماعيل عن أبي سنان عن أبي الأحوص عن عبد الله بن
مسعود قال: من قال أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاثا غفر له
وإن كان فر من الزحف.
(13) حدثنا أبو داود الحفري عمر بن سعد عن يونس بن الحارث عن عمرو بن
شعيب عن عبد الله بن عمرو قال: من قال: سبحان الله العظيم وبحمده غرس له بها نخلة في
الجنة.
(50) في ثواب ذكر الله عز وجل
(1) حدثنا سليمان بن حبان حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن أبي الزبير
طاوس عن معاذ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما عمل ابن آدم عملا أنجى له من النار
من ذكر الله، قالوا يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل
الله تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب بسيفك حتى ينقطع ثم تضرب به حتى
ينقطع ".

(49 / 9) وفيه عظيم أجر هذا الاستغفار
71

حدثنا زيد بن حباب أخبرنا معاوية بن صالح قال: أخبرني عمرو بن قيس
الكندي عن عبد الله بن بسر أن أعرابيا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! إن شرائع
الاسلام قد كثرت علي فأنبئني منها بأمر أتشبث به، قال: " لا يزال لسانك رطبا بذكر
الله ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن داود عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير عشر مرات كل له كعدل
عشر رقاب أو رقبة ".
(4) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن طلحة عن عبد الرحمن بن عرسجة عن البراء بن
عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شئ قدير، كان كعتق رقبة ".
(5) حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن بشر بن عاصم عن عبد الله بن عمرو قال:
ذكر الله بالغداة والعشي أعظم من حطم السيوف في سبيل الله واعطاء المال سحا.
(6) حدثنا يحيى بن واضح عن موسى بن عبيدة عن أبي عبد الله القراط عن معاذ بن
جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يرتع في رياض الجنة فليكثر ذكر الله ".
(7) حدثنا وكيع عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن أبي سابط عن معاذ قال: لان
أذكر الله من غدوة حتى تطلع الشمس أحب إلى من أن أحمل على الجياد في سبيل الله من
غدوة حتى تطلع الشمس.
(8) حدثنا زيد بن الحباب حدثنا معاوية حدثنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن
أبيه عن أبي الدرداء قال: إن الذين لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله يدخلون الجنة وهم
يضحكون.

(50 / 2) أتشبث به: أكثر من فعله وإعادته.
لسانك رطبا بذكر الله: أي الاكثار من ذكر الله في كل حين لان اللسان يترطب بكثرة إفراز عدد
اللعاب في الفم وهذه تكثر إفرازاتها عند الكلام وخير الكلام ذكر الله.
(50 / 3) أي ثواب ذلك كثواب عتق عشر رقاب أو رقبة.
(50 / 5) السح: سيل الماء أو المطر أي إعطاء المال كالسيل خير منه ذكر الله، لان المال إنما يعطى إذا وجد
وإذا وجد فهو من رزق الله للعبد، أما ذكر الله فهو طاعة لا تحتاج إلى حال مخصوص أو مال
فائض
72

(9) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن هلال بن يساف
عن عمرو بن ميمون عن الربيع بن خيثم عن عبد الله قال: من قال عشر مرات: لا إله إلا
الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، كن كعدل أربع
رقاب، أراه قال: من ولد إسماعيل.
(10) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن هلال عن أم الدرداء
قالت: من قال مائة مرة غدوة ومائة مرة عشية: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد وهو على كل شئ قدير، لم يجئ أحد يوم القيامة بمثل ما جاء به إلا من قال
مثلهن أو زاد.
(11) حدثنا شريك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: قال معاذ بن
جبل: لو أن رجلين يحمل أحدهما على الجياد في سبيل الله والآخر يذكر الله لكان أفضل
أو أعظم أجرا الذاكر.
(12) حدثنا يحيى بن آدم عن مفضل عن منصور عن مجاهد عن أبي بكر بن عبد
الرحمن بن هشام عن كعب قال: قال موسى: يا رب دلني على عمل إذا عملته كان شكرا
لك فيما اصطفيت إلى قال: يا موسى قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شئ قدير، قال: فكان موسى أراد من العمل ما هو أنهد لجسمه مما
أمر به، قال: فقال له: يا موسى لو أن السماوات السبع والأرضين السبع وضعت في كفة
ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهن.
(13) حدثنا شريك عن الأعمش عن سالم قال: قيل لأبي الدرداء: إن أبا سعد بن
منبه جعل في ماله مائة محررة، فقال: إن مائة محررة في مال رجل لكثير، ألا أخبركم بأفضل من ذلك، ايمام ملزوم بالليل والنهار، ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الله.
(14) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مسلم عن سويد بن جهبل
قال: من قال بعد العصر: لا إله إلا الله له الحمد وهو على كل شئ قدير، قاتلن عن
قائلها إلى مثلها من الغد.

(50 / 11) لان المجاهد يعجل له بعض أجره في الدنيا وهو حصته من الغنائم أما الذاكر فثوابه في الآخرة.
(50 / 12) فيما اصطفيت: فيما اختصصتني به.
أنهد لجسمه: يحتاج إلى جهد وتعب أكثر
73

(15) حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن مسلم مولى سويد
ابن جهبل عن سويد قال: كان من أصحاب عمر ثم ذكر نحو حديث وكيع.
(16) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبي عبيدة قال:
العبد ما ذكر الله فهو في صلاة.
(17) حدثنا جرير عن منصور عن سالم عن مسروق قال: ما دام قلب الرجل يذكر
فهو في صلاة وإن كان في السوق، وإن يحرك به شفتيه فهو أفضل.
(18) حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن أبي نعامة السعدي عن أبي عثمان النهدي عن
أبي سعيد الخدري قال: خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال: ما أجلسكم، قالوا:
جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن علينا به، قال: الله ما أجلسكم إلا
ذاك، قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، فقال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما من أحد
بمنزلة من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من
أصحابه فقال: " ما أجلسكم؟ فقالوا: جلسنا نذكر الله ونحمد على ما هدانا للاسلام
ومن علينا به، قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك، قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك، فقال: أما
إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكني أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة ".
(19) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد بن عمرو عن محمد بن إبراهيم قال: قال
عبادة بن الصامت: لان أكون في قوم يذكرون الله من حين يصلون الغداة إلى حين تطلع
الشمس أحب إلى من أن أكون على متون الخيل أجاهد في سبيل الله إلى أن تطلع
الشمس، ولان أكون في قوم يذكرون من حين يصلون العصر حتى تغرب الشمس أحب
إلى من أن كون على متون الخيل أجاهد في سبيل الله حتى تغرب الشمس.
(20) حدثنا معاذ بن معاذ عن سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: لو بات
رجل يعطي القنات البيض وبات آخر يقرأ القرآن أو يذكر الله لرأيت أن ذلك - أو قال:
أن ذاكر الله - أفضل.
(21) حدثنا يزيد بن هارون عن أبي هلال عن أبي الوازع جابر الراسي عن أبي
برزة قال: لو أن رجلين أقبل أحدهما من السوق في حجره دنانير يعطيها، والآخر يذكر
الله، كان ذاكر الله أفضل.

(50 / 20) القنات البيض: تلال الدراهم البيض أي الفضية
74

(22) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر قال حدثني ثعلبة بن عمرو عن عمرو بن
سعيد عن عبد الله بن عمرو قال: لو أن رجلين أقبل أحدهما من المشرق والآخر من
المغرب، مع أحدهما ذهب لا يضع منه شيئا إلا في حق والآخر يذكر الله حتى يلتقيا في
طريق كان الذي يذكر الله أفضلهما.
(23) حدثنا شريك عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي جعفر قال: ما من شئ أحب
إلى من الشكر والذكر.
(24) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا عمار بن رزيق عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم
عن أبي هريرة وأبي سعيد يشهدان به على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ما جلس قوم مسلمون
مجلسا يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وتغشتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة؟
وذكرهم الله فيمن عنده ".
(25) حدثنا زيد بن الحباب أخبرني مالك بن أنس قال أخبرني سمي مولى أبي بكر
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال في يوم مائة مرة: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، كان له
كعدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة، وكن له حرزا من
الشيطان سائر يوم إلى الليل ولم يأت أحد بأفضل مما أتى به إلا من قال أكثر ".
(26) حدثنا عفان حدثنا أبان بن يزيد العطار حدثنا قتادة قال: حدثنا أبو العالية
الرياحي عن حديث سهيل بن حنظلة العبشمي أنه قال: ما اجتمع قوم قط يذكرون الله
إلا نادى مناد من السماء: قوموا مغفورا لكم، قد بدلت سيئاتكم حسنات.
(27) حدثنا عبيدة بن حميد عن هلال بن يساف قال: كانت امرأة من همدان
تسبح وتحصيه بالحصى أو النوى فمرت على عبد الله، فقيل له: هذه المرأة تسبح وتحصيه
بالحصى أو النوى، فدعاها فقال لها: أنت التي تسبحين وتحصين؟ فقال: نعم إني لأفعل،
فقال: ألا أدلك على خير من ذلك، تقولين: الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا.
(28) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الأغر أبي مسلم
هن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحدث عن ربه قال: " من ذكرني في نفسه ذكرته في
نفسي، ومن ذكرني في ملا من الناس ذكرته في ملا أطيب منهم وأكثر ".

(50 / 24) ذكرهم الله فيمن عنده: ذكرهم عند ملائكته
75

(29) حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال: إذا كان
العبد يحمد الله في السراء ويحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة: صوت
معروف من امرئ ضعيف فيشفعون له، فإذا كان العبد لا يذكر الله في السراء ولا
يحمده في الرخاء فأصابه ضر فدعا الله قالت الملائكة: صوت منكر.
(30) حدثنا يزيد بن هارون عن الأصبغ بن زيد عن ثور عن خالد بن معدان قال:
إن الله يتصدق كل يوم بصدقة فما تصدق على عبده بشئ أفضل من ذكره.
(31) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن زر عن عبد الله قال: من قال في يومه: لا
إله إله الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير كل له عدل
أربع رقاب يعتقهن من ولد إسماعيل.
(32) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور عن طلحة عن عبد الرحمن بن
عوسجة عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال: لا إله إلا ا لله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، عشر مرات كن له كعدل
نسمة ".
(33) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا إسماعيل عن أبي بكر بن حفص عن أبي دعامة
رجل من الأنصار عن أبي الدرداء قال: من قال في اليوم مائة مرة: لا إله إلا الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، لم يجئ أحد من أهل الدنيا
بأفضل مما جاء به إلا انسان يزيد عليه.
(51) ما يدعى به في الاستسقاء
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن مطرف عن الشعبي أن عمر خرج يستسقي فصعد
المنبر فقال: {استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم
بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا} واستغفروا ربكم إنه كان غفارا
ثم نزل فقيل له: يا أمير المؤمنين! لو استسقيت فقال: لقد طلبت بمجاديح السماء التي
يستنزل بها القطر.

(50 / 29) الأرجح فيه الرفع لان مثل هذا لا يقال عن رأي.
(50 / 32) نسمة: أي رقبة لان النسمة كناية عن الروح.
(51 / 1) سورة نوح الآيات (10 - 12). مجادح السماء: أنواؤها
76

(2) حدثنا وكيع عن عيسى بن حفص عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه قال:
خرجنا مع عمر بن الخطاب نستسقي فما زاد على الاستغفار.
(3) حدثنا وكيع عن مسعر عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي، أن سليمان بن
داود خرج بالناس يستسقي فمر على نملة مستلقية على قفاها رافعة قوائمها إلى السماء وهي
تقول، اللهم إنا خلق من خلقك ليس لنا غنى عن رزقك، فإما أن تسقينا وإما أن
تهلكنا، فقال سليمان للناس: ارجعوا فقد سقيتم بدعوة غيركم.
(52) ما يدعى به للمريض إذا دخل عليه
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهذه الكلمات: أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا
شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "، قالت ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه
أخذت بيده فجعلت أمسحها وأقولها، قالت: فنزع يده من يدي وقال: " اللهم ألحقني
بالرفيق "، قالت: فكان هذا آخر ما سمعت من كلامه.
(2) حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثل حديث أبي معاوية إلا أنه لم يقل: فلما ثقل.
(3) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن
عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول للمريض: " أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا
شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما "، قال سفيان: فذكرته لمنصور فحدثني عن إبراهيم
عن مسروق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
(4) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا دخل على مريض قال: " أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي
إلا أنت ".
(5) حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد ربه عن عمرة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(51 / 2) لان المطر ينقطع بسبب الذنوب والخطايا التي يرتكبها الناس.
(52 / 1) شفاء لا يغادر سقما: أي شفاء تاما لا يترك أثرا لمرض.
(52 / 2) ثقل: اشتد عليه المرض
77

كان مما يقول للمريض: ببزاقه بإصبعه " بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يشفى
سقيمنا بإذن ربنا ".
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن زياد بن ثويب عن أبي هريرة
قال: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشتكي، فقال: " ألا أرقيك برقية علمنيها جبريل:
بسم الله أرقيك والله يشفيك من كل أرب يؤذيك ومن شر النفاثات في العقد ومن شر
حاسد إذا حسد ".
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن
الحارث عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من دخل على مريض لم تحضر وفاته
فقال: أسأل الله رب العرش العظيم أن يشفيك سبع مرات شفي ".
(8) حدثنا زيد بن الحباب عن عبد الرحمن بن ثوبان قال: أخبرني عمير بن هانئ
قال: سمعت جنادة بن أبي أمية يقول: سمعت عبادة بن الصامت يحدث عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن جبريل رقاه وهو يوعك فقال: " بسم الله أرقيك من كل داء يؤذيك من كل
حاسد إذا حسد ومن كل عين، واسم الله يشفيك ".
(9) حدثنا محمد بن بشر العبدي حدثنا زكريا بن أبي زائدة حدثنا سماك عن محمد بن
حاطب قال: تناولت قدرا لنا فاحترقت يدي فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس في
الجبانة، فقالت له: يا رسول الله! فقال: " لبيك وسعديك "، ثم أدنتني منه فجعل ينفث
ويتكلم لا أدري ما هو، فسألت أمي بعد ذلك ما كان يقول؟ قالت: كان يقول:
" أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شافي إلا أنت ".
(10) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعوذ الحسن والحسين بهؤلاء الكلمات: " أعيذكما بكلمات
الله التامة من شر كل شيطان وهامة ونظر كل عين لامة "، قال: وكان إبراهيم يعوذ
بها إسماعيل وإسحاق.
(11) حدثنا يعلى بن عبيد حدثنا سفيان عن منصور عن المنهال عن سعيد بن جبير
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين، ثم ذكر مثله إلا أنه لم
يقل: وشر.

(52 / 6) وهذا قبل نزول المعوذتين وبعد نزولهما أخذه الرسول صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما.
(52 / 8) وهو يوعك: وهو محموم
78

(12) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال:
اشتكيت فدخل علي النبي صلى الله عليه وسلم فسمعني أقول: اللهم إن كان أجلي قد حضر فارحمني،
وإن كان متأخرا فاشفني وعافني، وإن كان بلاء فصبرني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " كيف
قلت " قال: فقلت له، فمسحني بيده وقال: " اللهم اشفه أو عافه ". فما اشتكيت ذلك
الوجع بعد.
(13) حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير بن محمد عن يزيد بن خصيفة عن
عمرو بن عبد الله بن كعب عن نافع بن جبير عن عثمان بن أبي العاص الثقفي قال: قدمت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اجعل يدك
اليمني عليه ثم قل: " اللهم بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد " سبع
مرات، ففعلت فشفاني الله عز وجل.
(14) حدثنا زيد بن الحباب عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة قال حدثني
داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا من الأوجاع
كلها والحمى هذا الدعاء: " بسم الله الكبير أعوذ بالله العظيم من شر كل عرق يعار
ومن شر حر النار " (15) حدثنا يحيى بن الفضيل عن العلاء بن المسيب عن الفضيل بن عمرو قال: جاء
رجل إلى علي قال: إن فلانا شاك، قال: يسرك أن يبرأ، قال: نعم، قال: قل: يا حكيم
يا كريم اشف - ثلاثا.
(16) حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبو شهاب عن داود عن أبي نضرة عن أبي
سعيد قال: اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقاه جبريل فقال: بسم الله أرقيك من كل شر
يؤذيك من كل عين وحاسد، والله يشفيك.
(17) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن
قالت: اشتكت عائشة أم المؤمنين وإن أبا بكر دخل عليها ويهودية ترقيها فقال ارقيها
بكتاب الله.
(18) حدثنا أبو بكر حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن أنس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل على مريض قال: " أذهب البأس رب الناس واشف أنت
الشافي لا شافي إلا أنت شفاء لا يغادر سقما ".
79

(53) ما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لامته
فأعطى بعضه
(1) حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن إسحاق عن حيكم بن
حكيم عن علي بن عبد الرحمن عن حذيفة بن اليمان قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرة بني
معاوية ابتعت أثره حتى ظهر عليها فصلى الضحى ثمان ركعات طول فيهن ثم انصرف
فقال: " يا حذيفة طولت عليك، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إني سألت الله فيها ثلاثا
فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يظهر على أمتي غيرها فأعطاني، وسألته
أن لا يهلكها بالسنين، فأعطاني، وسألته أن لا يجعل بأسا بينها، فمنعني ".
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن رجاء الأنصاري عن عبد الله بن شداد عن
معاذ بن جبل قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما صلاة فأطل فيها، فلما انصرف قلت
يا رسول الله! لقد أطلت اليوم الصلاة، قال: " إني صليت صلاة رغبة ورهبة وسألت
الله لامتي ثلاثا، فأعطاني اثنتين ورد علي واحدة، سألته أن لا يسلط عليهم عدوا من
غيرهم فأعطانيها، وسألته أن لا يهلكهم غرقا فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم
بينهم، فردها على ".
(3) حدثنا أبو أسامة حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنا ثابت عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن صهيب قال: كان رسول صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئا لا يخبرنا به، قلنا:
يا رسول الله! إنك مما إذا صليت همست شيئا لا نفقهه قال، " فطنتم لي؟ قلت: نعم،
قال: ذكرت نبيا من الأنبياء أعطى جنودا من قومه فقال: من يكافئ هؤلاء، قال:
فقيل له: اختر لقومك إحدى ثلاث: إما أن يسلط عدوا من غيرهم أو الجوع أو
الموت، قال: فعرض ذلك على قومه، قال: فقالوا: أنت نبي الله فاختر لنا، قال: فقام
إلى الصلاة، قال: وكانوا مما إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فصلى فقال: اللهم إن تسلط
عليهم من غيرهم فلا، أو الجوع فلا، ولكن الموت، قال: فسلط عليهم الموت، فمات
منهم سبعون ألفا في ثلاثة أيام قال: فهمسي الذي تسمعون في؟ أقول: اللهم بك أحاول
وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك ".

(53 / 1) السنين: المجاعات والجدب
80

(4) حدثنا ابن نمير حدثنا عثمان بن حكيم أخبرنا عامر بن سعد عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين
وصلينا معه ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال: " سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنتين
ورد علي واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك
أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم، فمنعنيها ".
(54) ما ذكر عن أبي بكر وعمر
رضي الله عنهما من الدعا
(1) حدثنا وكيع بن الجراح عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبد الله ان أبا بكر
كان يقول: اللهم اجعل خير عمري أخيره، وخير عملي خواتمه، وخير أيامي يوم ألقاك
قال: وكان عمر يقول: اللهم اعصمني بحبلك وارزقني من فضلك واجعلني أحفظ أمرك.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن جامع بن شداد عن أبيه قال: كان أول
كلام تكلم به عمر أن قال: اللهم إني ضعيف فقوني وإني شديد فلبني وإني بخيل فسخني.
(3) حدثنا يحيى بن آدم حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد العبسي
عن عمر أنه كان يدعو: اللهم اجعل غنائي في قلبي ورغبني فيما عندك وبارك لي فيما
رزقتني وأغنني مما حرمت علي.
(4) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن الركين عن أبيه عن عمر أنه كان يقول:
اللهم أستغفرك لذنبي وأستهديك لمراشد أمري، وأتوب إليك فتب علي إنك أنت ربي.
(5) حدثنا عن إبراهيم التيمي قال: قال رجل عند عمر " اللهم اجعلني من القليل،
قال: فقال عمر: ما هذا الذي تدعو به؟ فقال: إني سمعت الله يقول: {وقليل من
عبادي الشكور} فأنا أدعو أن يجعلني من أولئك القليل، قال: فقال عمر: كل الناس
أعلم من عمر.
(6) حدثنا الفضل بن دكين عن أبي خلده عن أبي العالية قال سمعت عمر يقول
اللهم عافنا واعف عنا.

(54 / 2) سخني: اجعلني سخيا كريما.
(54 / 5) سورة سبأ من الآية (13)
81

(7) حدثنا حسين بن علي عن طعمة بن عبد الله عن رجل يقال له ميكائيل شيخ من
أهل خراسان قال: كان عمر إذا قام من الليل قال: قد ترى مقامي وتعرف حاجتي
فأرجعني من عندك يا الله بحاجتي مفلجا منجحا مستجيبا مستجابا لي، قد غفرت لي
ورحمتني، فإذا قضى صلاته قال: اللهم لا أرى شيئا من الدنيا يدوم، ولا أرى حالا فيما
يستقيم، اللهم اجعلني أنطق فيها بعلم وأصمت بحكم، اللهم لا تكثر لي من الدنيا فأطغى،
ولا تقل لي منها فأنسى، فإنه ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.
(8) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن سليم بن حنظلة عن عمر أنه كان يقول: اللهم
إني أعوذ بك أن تأخذني على غرة أو تذرني في غفلة أو تجعلني من الغافلين.
(55) ما جاء عن علي رضي الله عنه
مما دعا مما بقي من دعائه
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي أنه كان
يدعو: اللهم ثبتنا على كلمة العدل بالرضى والصواب، وقوام الكتاب، هادين مهديين
راضين مرضيين، غير ضالين ولا مضلين.
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن الوليد بن أبي الوليد عمن حدثه عن علي
أنه كان يقول في دعائه: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت بها كل شئ، وبجبروتك
التي غلبت بها كل شئ، وبعظمتك التي غلبت بها كل شئ، وبسلطانك الذي ملأت به
كل شئ، وبقوتك التي لا يقوم لها شئ، وبنورك الذي أضاء له كل شئ، وبعلمك
الذي أحاط بكل شئ، وباسمك الذي تبيد به كل شئ، وبوجهك الباقي بعد فناء كل
شئ، يا نور يا قدوس يا نور يا قدوس - ثلاثا، يا أول الأولين ويا آخر الآخرين، ويا الله
يا رحمان يا رحيم! اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم، واغفر لي الذنوب التي تورث الدم
واغفر لي الذنوب التي تحبس القسم، واغفر لي الذنوب التي تغير النعم، واغفر لي الذنوب
التي تنزل البلاء، وتديل الأعداء، واغفر لي الذنوب التي تحبس غيث السماء، وتعجل
الفناء، وتظلم الهواء، وترد الدعاء، واغفر لي الذنوب التي تكشف الغطاء.
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن عبد الله الأسدي عن رجل عن علي قال: كان يقول:

(54 / 7) مفلجا: مجانا راضيا
82

اللهم يا داحي المدحوات ويا باني المبنيات ويا مرسي المرسيات، ويا جبار القلوب على
فطرتها شقيها وسعيدها، ويا باسط الرحمة للمتقين، اجعل شرائف صلواتك ونوامي
بركاتك ورأفات تحيتك وعواطف زواكي رحمتك على محمد عبدك ورسولك، الفاتح لما
أغلق، والخاتم لما سبق، وفاتح الحق بالحق، ودامغ جيشات الأباطيل كما خملته، فاضطلع
بأمرك مستنصرا في رضوانك غير نأكل عن قدم، ولا مئن عن عزم، الحافظ لعهدك،
الماضي لنفاذ أمرك، حتى أرى أن أرى فيمن أفضى إليك تنصر بأمرك وأسباب هداة
القلوب، بعد واضحات الاعلام إلى خوضات الفتن إلى نائرات الاحكام، فهو أمينك
المأمون، وشاهدك يوم الدين! وبعيثك رحمة للعالمين، اللهم افسح له مفسحا عندك،
وأعطه بعد رضاه الرضى من فوز ثوابك المحلول، وعظيم جزائك المعلول، اللهم أتمم له
موعدك بانبعاثك إياه مقبول الشفاعة عدل الشهادة مرضي المقالة، ذا منطق عدل وخطيب
فصل، وحجة وبرهان عظيم، اللهم اجعلنا سامعين مطيعين وأولياء مخلصين ورفقاء
مصاحبين، اللهم بلغه منا السلام واردد علينا منه السلام.
(4) حدثنا عبيدة بن حميد عن أبي جعفر محمد البصري عن رجل يدعى سالما قال:
كان من دعاء علي، اللهم اجعلني ممن رضيت عمله وقصرت أمله، وأطلت عمره، وأحييته
بعد الموت حياة طيبة ورزقته، اللهم إني أسألك نعيما لا ينفد، وفرحة لا ترتد، ومرافقة
نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم في أعلى جنة الخلد، اللهم هب لي شغفا يوجل له قلبي، وتدمع له
عيني و، يقشعر له جلدي، ويتجافى له جنبي، وأجد نفعه في قلبي، اللهم طهر قلبي من
النفاق، وصدري من الغل، وأعمالي من الريا، وعيني من الخيانة، ولساني من الكذب،
وبارك لي في سمعي وقلبي، وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، اللهم إني أعوذ بوجهك
الكريم الذي أشرقت له السماوات السبع وكشفت به الظلمات، وصلح عليه أمر الأولين
والآخرين من أن يحل علي غضبك أو ينزل بي سخطك أو أتبع هواي بغير هدى منك، أو
أقول للذين كفروا " هؤلاء اهدى من الذين آمنوا سبيلا " اللهم كن لي برا رؤوفا رحيما بحاجتي
حفيا، اللهم اغفر لي يا غفار، وتب علي يا تواب، وارحمني يا رحمن، واعف عني يا حليم،
اللهم ارزقني زهادة واجتهادا في العبادة، ولقني إياك علي شهادة سبقت بشراها وحقها
وفرحها جزعها، يا رب لقني عند الموت نضرة وبهجة وقرة عن وراحة في الموت، اللهم
لقني في قبري ثبات المنطق وقرة عين المنظر، وسعة في المنزل، اللهم قفني من عمل يوم
القيامة موقفا يبيض به وجهي، ويثبت به مقالتي، وتقر به عيني، وتنزل به على أمنيتي،
وتنظر إلي بوجهك نظرة أستكمل بها الكرامة في الرفيق الأعلى في أعلى عليين، فإن
83

نعمتك تتم الصالحات، اللهم إني ضعيف من ضعف خلقي ما أصبر، فما شئت إلا ما
تشاء، فشأ لي أن أستقيم.
(5) حدثنا عفان حدثنا شعبة أخبرني منصور بن المعتمر قال: سمعت ربعي بن
خراش عن علي قال: من كلمات أحب إلى الله أن يقولهن العبد: اللهم لا إله إلا أنت اللهم
لا أعبد إلا إياك، اللهم لا أشرك بك شيئا، اللهم إني قد ظلمت نفسي فاغفر لي ذنوبي،
إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
(56) ما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
(1) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الأسود وعلقمة قالا: قال عبد الله:
إن في كتاب الله آيتين ما أصاب عبد ذنبا فقرأهما ثم استغفر الله إلا غفر له {والذين إذا
فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم} - إلى آخر الآية {ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه}.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: كان من دعاء عبد الله " ربنا
أصلح ذات بيننا واهدنا سبل الاسلام وأخرجنا من الظلمات إلى النور، واصرف عنا
الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا وأزواجنا
وذرياتنا وتب علينا وعليهم إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا لأنعمك شاكرين مثنين بها
قائلين بها وأتمها علينا ".
(3) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن أبي وائل قال: كان عبد الله يقول، اللهم
أصلح ذات بيننا - ثم ذكر نحوا من حديث الأعمش.
(4) حدثنا وكيع عن المسعودي عن عون بن عبد الله عن أبي فاختة عن الأسود بن
يزيد قال: قال عبد الله: يقول الله " من كان له عندي عهد فليقم " قالوا: يا أبا عبد
الرحمن! فعلمنا، قال: قولوا: اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة، إني
أعهد إليك عهدا في هذه الحياة الدنيا إنك إن تكلني إلى [نفسي تقربني] من الشر ويباعدني
من الخير وأني لا أثق إلا برحمتك فاجعله لي عندك عهدا تؤديه إلى يوم القيامة إنك لا تخلف
الميعاد.

(56 / 1) {والذين إذا فعلوا فاحشة} سورة آل عمران من الآية (135). {ومن يعمل سوءا أو يظلم
نفسه} سورة النساء من الآية (110).
(56 / 4) [نفسي تقربني] ضبطت على نص الأثر في الكنز، وهو الأقرب إلى المعني المطلوب وفي الأصل
" عمل يقربني "
84

(5) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا عطاء بن السائب عن أبي الأحوص أن
ابن مسعود كان إذا دعا لأصحابه قال: اللهم اهدنا ويسر هداك لنا، اللهم يسرنا
لليسرى وجنبنا العسرى، واجعلنا من أولى النهي، اللهم لقنا نضرة وسرورا، واكسنا
سندسا وحريرا، وحلنا أساور إله الحق اللهم اجعلنا شاكرين لنعمتك مثنين بها قائليها
وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم.
(6) حدثنا جعفر بن عون عن مسعر عن معن قال: كان عبد الله مما يدعو يقول
" اللهم أعني على أهاويل الدنيا وبوائق الدهر ومصائب الليالي والأيام، واكفني شر ما يعمل
الظالمون في الأرض، اللهم اصحبني في سفري واخلفني في حضري وإليك فحببني، وفي
أعين الناس فعظمني، وفي نفسك فاذكرني، وفي نفسي لك فذللني، ومن شر الأخلاق
فجنبني يا رحمن! إلى من تكلني، أنت ربي، إلى بعيد يتجهمني أم إلى قريب ملكته
أمري ".
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: كان عبد الله إذا
اجتهد في الدعاء قال " اللهم إني أسألك من فضلك الذي أفضلت على، وبلائك الحسن
الذي ابتليتني، ونعمائك التي أنعمت علي أن تدخلني الجنة، اللهم أدخلني الجنة برحمتك
ومغفرتك وفضلك ".
(8) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن القاسم بن عبد الرحمن عن
عبد الله بن مسعود قال: ما دعا قط عبد بهذه الدعوات إلا وسع الله عليه في معيشته " يا ذا
المن فلا يمن عليك، يا ذا الجلال والاكرام يا ذا الطول والانعام لا إله إلا أنت، ظهر
اللاجئين وجار المستجيرين ومأمن الخائفين، إن كتبتني عندك في أم الكتاب شقيا فامح
عني اسم الشقاء، وأثبتني عندك سعيدا موفقا للخير، فإنك تقول في كتاب {يمحوا الله
ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}.
(9) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال سئل
عبد الله: ما الدعاء الذي دعوت به ليلة قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سئل تعطه " قال: قلت

(56 / 8) - يا ذا المن: يا ذا العطاء تمن به على عبادك رحمة من عندك وتفضلا.
ظهر اللاجئين: سندهم.
جار المستجيرين: مجيرهم.
{يمحوا الله ما يشاء ويثبت} سورة الرعد من الآية (39)
85

" اللهم إني أسألك إيمانا لا يرتد، ونعيما لا ينفد، ومرافقة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم في أعلى درجة
الجنة جنة الخلد ".
(10) حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن أبي اليقظان حصين بن يزيد الثعلبي عن
عبد الله بن مسعود أنه كان يقول: إذا فرغ من الصلاة: اللهم إني أسألك موجبات رحمتك
وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم، اللهم إني أسألك الفوز بالجنة
والجواز من النار اللهم لا تدع ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة إلا إلا قضيتها ".
(11) حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص
عن عبد الله أنه كان يدعو " اللهم ألبسنا لباس التقوى، وألزمنا كلمة التقوى، واجعلنا
من أولى النهي، وأمتنا حين ترضى، وأدخلنا جنة المأوى، واجعلنا ممن بر واتقى، وصدق
بالحسن، ونهى النفس عن الهوى واجعلنا ممن تيسره لليسرى، وتجنبه العسرى، واجعلنا
ممن يتذكر فتنفعه الذكرى، اللهم اجعل سعينا مشكورا وذنبا مغفورا، ولقنا نضرة
وسرورا؟، واكسنا سندسا وحريرا، واجعل لنا أساور من ذهب ولؤلؤ وحريرا ".
(57) ما ذكر عن ابن عمر رضي الله عنه من قوله
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عطية عن ابن عمر أنه قال: اللهم اغفر لنا
وارحمنا وعافنا واهدنا وارزقنا، قال: فقالوا له: لو زدتنا، قال: أعوذ بالله أن أكون من
المستهنين.
(2) حدثنا يزيد بن هارون حدثنا محمد بن إسحاق عن عمار بن غزية عن يحيى بن
راشد قال: حججنا فلما قضينا نسكنا قلنا: لو أتينا ابن عمر فحدثناه، فأتينا فخرج إلينا
فجلس بيننا فصمت لنسكه، وصمتنا ليحدثنا، فلما أطال الصمت قال: ما لكم لا
تحدثون، ألا تقولون: سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة
إلا بالله، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، فإن زدتم خيرا زادكم الله.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن ابن
عمر كان يقول: اللهم لا تنزع مني الايمان كما أعطيتنيه.

(56 / 10) أخرجه ابن ماجة في سننه ص 100 مرفوعا من طريق اخر مع تغيير في بعض الألفاظ والمعني
واحد.
(57 / 1) المستهنين: الطماعين الذين يلحون في الطلب ولا يرضون بالقليل
86

(4) حدثنا وكيع عن مسعر عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه قال: سمعت ابن عمر
يقول: رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين، فلما صلى قال: ما صليت صلاة
إلا وأنا أرجو أن تكون كفارة لما أمامها - يعني! قالها وهو راكع.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن عون عن محمد عن أبي موسى أنه كان يقول في
دعائه: اللهم إني أسألك من الخير كله ما ينبغي أن أسألك منه، وأعوذ بك من الشر كله
ما ينبغي أن أتعوذ بك منه.
(6) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن المنهال عن عمر عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان يقول: اللهم إني أسألك بنور وجهك الذي
أشرقت له السماوات والأرض أن تجعلني في حرزك وحفظك وجوارك وتحت كنفك.
(58) ما ذكر عن عبد الرحمن بن عوف وأبي الدرداء
(1) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان عن طارق عن سعيد بن جبير عن أبي
هياج قال: سمعت شيخا يطوف خلف البيت وهو يقول: اللهم إني أعوذ بك من شر لا
يخلط معه غيره، قال: قلت من هذا الشيخ قال: أبو الدرداء.
(59) ما يقول الرجل إذا تطيره
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن عروة بن عامر قال: سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة فقال: " أصدقها الفال ولا ترد مسلما، فإذا رأيتم من الطيرة
شيئا تكرهونه فقولوا: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يذهب بالسيئات إلا أنت،
ولا حول ولا قوة إلا بالله ".
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن حبيب عن عروة بن عامر قال: سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطيرة - ثم ذكر مثل حديث أبي معاوية إلا أنه قال: " ولا حول ولا
قوة إلا بك ".

(57 / 6) في حرزك: في حفظك ورعايتك.
(59 / 1) الفال: أي التفاؤل بالخير والطيرة أصلا الاستدلال بالطيور على الخط فترمي الطيور بحصى، فإن
طارت نحو اليمن تيمنوا بها وإن طارت نحو الشام تشاءموا بها انطلاقا من القرب اللفظي بين اليمن
واليمن والشام والتشاؤم أو الشؤم، ثم استعملت كلمة الطيرة بمعنى التشاؤم فقط
87

(3) حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن نافع بن جبير قال: قال: كعب لعبد الله بن
عمرو هل تطير؟ قال: نعم، قال: فما تقول: قال: أقول: اللهم لا طير إلا طيرك ولا خير
إلا خيرك ولا رب غيرك، قال: أنت أفقه العرب.
(60) ما يدعو به الرجل إذا رأى ما يكره
(1) حدثنا أ عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره
فلينفث عن يساره وليتعوذ من شرها فإنها لا تضره ".
(2) حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا
وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، ويتحول عن جنبه الذي كان عليه ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا ابن عون عن إبراهيم النخعي قال: كانوا إذا
رأى أحدكم في منامه ما يكره قال: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسوله من شر ما
رأيت في منامي أن يصيبني منه شئ أكرهه في الدنيا والآخرة.
(61) في التعوذ من الشرك، ما يقوله الرجل
حين يبرأ منه.
(1) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان عن أبي علي رجل من
بني كاهل قال: خطبنا أبو موسى الأشعري فقال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال:
" أيها الناس! اتقوا هذا الشرك، فإنه أخفى من دبيب النمل "، فقال له من شاء أن
يقول: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال " قولوا: اللهم إنا
نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفرك لما لا نعلم ".

لان الرؤيا كشف من الله عن بصيرة الانسان، أما الحلم فهو وساوس من الشيطان.
(60 / 2) الرؤيا هنا بمعنى الأحلام إطلاقا
88

(62) ما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه دعا لمن شتمه أو ظلمه
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن إسحاق عن عبيد الله بن المغيرة بن معيقيب
عن عمرو بن سليم عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أتخذ [عندك]
عهدا تؤديه يوم القيامة إلى، إنك لا تخلف الميعاد، فإنما أنا بشر فأي المسلمين آذيته
أو شتمته (أو قال) ضربته أو سببته فاجعلها له صلاة واجعلها له زكاة وقربة تقربه
بها إليك يوم القيامة ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عمرو بن قيس عن عمرو بن أبي قرة عن سلمان
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ولد آدم أنا، فأي عبد من أمتي لعنة أو سببته.
سبة في غير أهلية فاجعلها عليه صلاة ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" اللهم أيما مؤمن لعنته أو سببته أو جلدته فاجعلها له زكاة وأجرا ".
(4) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم إنما أنا بشر فأي رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته
فاجعلها زكاة ورحمة ".
(5) حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله غير
أنه قال: " زكاة وأجرا ".
(5) حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله غير
أنه قال: " زكاة وأجرا ".
(6) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت:
استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فأغلط لهما وسبهما، قالت: قلت: يا رسول الله! من
أصاب منك خيرا مما أصاب هذان منك خيرا قال: " أو ما علمت ما عاهدت عليه
ربي؟ قالت له: وما عاهدت عليه ربك؟ قال: قلت: اللهم أيما مؤمن سببته أو لعنته أو
جلدته فاجعلها له مغفرة وعافية " وكذا وكذا.

(62 / 2) في غير أهلية: غير مستحق لها.
(62 / 1) وكذا وكذا: أي وكلام آخر من الأدعية بالخير لا يذكره الراوي لفظا
89

(63) ما يدعو إذا رأى الامر يعجبه
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن بعض أشياخه قال: كان إذا أتاه
الامر مما يعجبه قال: الحمد الله المنعم المفضل الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا الامر أتاه
مما يكرهه قال: الحمد لله على كل حال.
(64) في مسألة العبد لربه وأنه لا يخيبه
(1) حدثنا معاذ بن معاذ عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: إن الله يستحيي
أن يبسط إليه عبده يديه يسأله بهما خيرا فيردهما خائبتين.
(2) حدثنا جرير عن منصور عن أبي إسحاق عن الأغر أبي مسلم يشهد على أبي
هريرة وأبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله يمهل حتى يذهب ثلث
الليل ثم ينزل إلى سماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر هل من تائب هل من داع هل من
سائل - حتى ينفجر الفجر ".
(3) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن ليث عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله: يا عبادي! كلكم مذنب إلا من
عافيته، فاستغفروني أغفر لكم، ومن علم أني ذو قدرة على أن أغفر له غفرت له ولا
أبالي، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم، يا عبادي! كلكم
فقير إلا من أغنيته فاسألوني أعطكم "
(65) ما ذكر فيما كان عبد الله بن رواحة يدعو به
(1) حدثنا يحيى بن يعلى عن منصور عن ربعي بن خراش قال: قال عبد الله بن
رواحة: اللهم إني أسألك قرة عين لا ترتد ونعيما لا ينفد.
(2) حدثنا عبيدة بن حميد عن ربعي بن خراش قال: قال عبد الله بن رواحة: اللهم
إني أسألك قرة عين لا ترتد ونعيما لا ينفد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس من هاتين
شئ في الدنيا ".

(64 / 1) الأرجح فيه الرفع لان مثل هذا لا يقال عن رأي.
(64 / 2) أي تنزل ملائكة رحمته ينفجر الفجر: تشرق الشمس ويطلع الصبح.
(65 / 2) أي قرة التي لا ترتد والنعيم الذي لا ينفد إنما هما من عطايا رب العالمين في الآخرة لان كل
شئ في الدنيا إلى انقضاء
90

(66) ما يدعو به الرجل إذا فرغ من طعامه
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن عمرو بن مرة قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من طعامه قال: " الحمد الله الذي من علينا فهدانا، والحمد لله الذي
أشبعنا وأروانا، وكل بلاء حسن أو صالح أبلانا ".
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن رباح بن عبيدة مولي أبي سعيد عن أبي
سعيد قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل طعاما قال: " الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا
وجعلنا مسلمين ". (3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن الحارث بن سويد قال،
كان سلمان إذا طعم قال: الحمد لله الذي كفانا المؤنة وأوسع لنا الرزق.
(4) حدثنا ابن إدريس عن حصى عن إسماعيل بن أبي سعيد قال: كان أبو سعيد
إذا وضع له الطعام قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن الجريري عن أبي الورد عن ابن أعبد أن ابن معبد
قال: قال علي: تدري ما حق الطعام؟ قال: قلت: وما حقه؟ قال: تقول بسم الله اللهم
بارك لنا فيما رزقتنا، ثم قال: تدري ما شكره؟ قلت: وما شكره؟ قال: تقول: الحمد لله
الذي أطعمنا وسقانا.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن ذكوان أبي صالح عن
عائشة أنه قدم إليها طعام فقالت: ائدموه، فقالوا: وما إدامه؟ قالت: تحمدون الله عليه
إذا فرغتم.
(7) حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة عن زكريا بن أبي زائدة عن سعيد بن أبي بردة
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل
الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها ".
(8) حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا بشر بن زياد عن
سليمان بن عبد الله عن عتريس بن عرقوب قال: قال عبد الله: من قال حين يوضع طعامه:
بسم الله خير الأسماء لله في الأرض وفي السماء لا يضر مع اسمه داء، اللهم اجعل فيه بركة
وعافية وشفاء " فيضره ذلك الطعام ما كان.

(66 / 6) الادام: الدسم
91

(9) حدثنا أبو أسامة عن هشام قال: كان أبي لا يؤتي بطعام ولا شراب حتى
الشربة من الدواء فيشربه أو يطعمه حتى يقول: الحمد الله الذي هدانا وأطعمنا و سقانا
ونعمنا، والله أكبر، اللهم ألفتنا نعمتك بكل شر، فأصبحنا وأمسينا منها بكل خير،
نسألك تمامها وشكرها، لا خير إلا خيرك ولا إله غيرك، إله الصالحين ورب العالمين،
الحمد لله رب العالمين، لا إله إلا الله، ما شاء الله ولا قوة إلا بالله، اللهم بارك لنا فيما
رزقتنا وقنا عذاب النار.
(10) حدثنا محمد بن بشر عن مسعر عن هلال عن عروة أنه كان إذا وضع الطعام
قال: سبحانك ما أحسن ما تبتلينا، سبحانك ما أحسن ما تعطينا، ربنا ورب آبائنا
الأولين، ثم يسمي الله ويضع يده.
(11) حدثنا جرير بن عبد الله عن منصور عن إبراهيم عن تميم بن سلمة قال:
حدثت أن الرجل إذا ذكر اسم الله على طعامه وحمده على آخره لم يسأل عن نعيم ذلك
الطعام.
(67) ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول
إذا اشتد المطر
(1) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن أنس قال: سئل هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرفع يديه؟ قال: نعم، شكا الناس إليه ذات جمعة فقالوا: يا رسول الله؟ قحط المطر
وأجدبت الأرض وهلك المال، قال: فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه وما في السماء
قزعة سحاب، فما صلينا حتى أن الشاب القوي القريب المنزل ليهمه الرجوع إلى منزله،
قال: فدامت علينا جمعة تهدمت الدور واحتبس الركبان، قال: فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم من
سرعة ملالة ابن آدم فقال: " اللهم حوالينا لا علينا ".
(68) ما نهى عنه أن يدعو به الرجل أو يقوله
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن عبد الله بن يسار عن حذيفة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم، " لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء
فلان ".

(67 / 1) قزعة سحاب: غيمة صغيرة جدا.
(68 / 1) لان في الأولى شبهة جعل فلان ندا لله تعالى والعياذ بالله
92

(2) حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن زيد بن الأصم عن ابن عباس أن النبي
صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: ما شاء الله وشاء فلان، فقال: " جعلتني لله عدلا، قل ما شاء
الله ".
(3) حدثنا وكيع حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة الطائي عن
عدي بن حاتم أن رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد،
ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله: " بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله
ورسوله ".
(4) حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: خطب رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى، قال: فتغير وجه النبي
صلى الله عليه وسلم وكره ذلك، فقال إبراهيم: فكانوا يكرهون أن يقول: ومن يعصهما، ولكن يقول:
من يعص الله ورسوله.
(69) الرجل يظلم فيدعو الله على من ظلمه
(1) حدثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من دعا على من ظلمه فقد انتصر ".
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن عطاء عن عائشة قالت: سرقها
سارق فدعت عليه، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: " لا تسبخي عنه ".
(7) في الكلمات التي إذا قال لهن العبد وضعهن
الملك تحت جناحه (1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عثمان بن عبد الله بن موهب عن
موسى بن طلحة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلمات إذا قالهن العبد وضعهن الملك في
جناحه ثم عرج بهن فلا يمر على ملا من الملائكة إلا صلوا عليهن وعلى قائلهن
حتى توضع بين يدي الرحمن: سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا
حول ولا قوة إلا بالله وسبحان الله براءة عن السوء ".

(69 / 2) سبخ: فتر وسكن أي أكثري من الدعاء عليه
93

(71) الرجل يصيبه الجوع أو يضيق عليه
الرزق ما يدعو به
(1) حدثنا عبيدة بن حميد عن حصين قال: التقى إبراهيم ومجاهد فقال: جاء أعرابي
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكى إليه الجوع، قال: فدخل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيوته ثم خرج فقال: " ما
وجدت لك في بيوت آل محمد شيئا "، قال: فبينما هو كذلك إذ جاءته شاة مصلية،
وقال الآخر جاءته قصعة من ثريد، فوضعت بين يدي العرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إطعم "، قال: فأكل، فقال: يا رسول الله أصابني الذي أصابني، فرزقني الله عليه يديك،
أفرأيت إن أصابني وأنا لست عندك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قل: اللهم إني أسألك من
فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت، فإن الله رازقك ".
(2) حدثنا محمد بن عبيد حدثنا وائل بن داود قال: سمعت الحسن البصري يحدث
قال: بينما رجل رأى في المنام أن مناديا ينادي في السماء، أيها الناس! خذوا سلاح فزعكم،
فعمد الناس فأخذوا السلاح حتى أن الرجل يجئ وما معه إلا عصا، فنادى منا من السماء:
ليس هذا سلاح فزعكم، فقال رجل من الأرض: ما سلاح فزعنا، فقال: سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
(72) ما يقول الرجل إذا اشتد غضبه
(1) حدثنا حفص عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن سليمان بن صرد أن رجلين
تلاحيا فاشتد غضب أحدهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف كلمة لو قالها ذهب
غضبه: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ".
(2) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن معاذ بن جبل قال: استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فغضب أحدهما غضبا شديدا

(71 / 1) شاة مصلية: شاة مشوية.
الثريد: نوع من الطعام.
هو المعروف حاليا باسم " التشريب " في بعض بلاد العرب وهو خبز يهشم في ماء اللحم، ثم يوضع
اللحم فوقه ويؤكل باليد وقد يؤكل الأرز معه.
(72 / 1) تلا حيا: اختلفا فتقاتلا وتهاجيا
94

حتى أني ليخيل إلى أن أنفه يتمرغ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لا عرف كلمة لو قالها
هذا الغضبان ذهب غضبه: أعوذ بالله من الشيطان ".
(73)
ما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم
يوم بدر ويوم حنين
(1) حدثنا قراد أبو نوع حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا سماك الحنفي قال أبو زميل
حدثني ابن عباس قال: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر استقبل النبي صلى الله عليه وسلم
القبلة ثم مد يده ثم قال: " اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم ائتني ما وعدتني، اللهم إنك
إن تهلك هذه العصابة من أهل الاسلام فلا تعبد في الأرض أبدا "، فما زال يستغيب
ربه ويدعو حتى سقط رداؤه، فأنزل الله عز وجل: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم
أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين
يقول: " اللهم إنك إن تشاء لا تعبد بعد اليوم ".
(74) ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به
إذا لقي العدو
(1) حدثنا وكيع حدثنا عن عمران بن حدير عن أبي مجلز أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا
لقي العدو قال: " اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحاول وبك أصول وبك أقاتل ".
(2) حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت ابن أبي أوفى يقول: دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال: " منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب اهزمهم
وزلزلهم ".

(73 / 1) سورة الأنفال الآية (9). والأرجح أنها نزلت في غزوة بدر الكبرى. راجع المغازي للواقدي
ج‍ 1 ص 56 ط عالم الكتب.
(73 / 2) رواه السيوطي في الدر المنثور عن ابن سعد عن سعيد بن المسيب. وذكر أن هذا الدعا كان يوم
الأحزاب
95

(75) ما يقول إذا وقع في الامر العظيم
(1) حدثنا أسباط بن محمد عن مطرف عن عطية عن ابن عباس في قوله تعالى:
{فإذا نقر في الناقور} قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنعم وصاحب القرن قد
التقم القرن وحنى جبهته يسمع متى يؤمر، [فينفخ]، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: كيف
نقول؟ قال: قولوا: " حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا ".
(2) حدثنا وكيع عن زكريا عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو قال: لما ألقى إبراهيم
عليه السلام في النار قال: {حسبنا الله ونعم الوكيل}.
(3) حدثنا ابن فضيل عن أبي سنان عن سعيد بن جبير قال: التوكل على الله جماع
الايمان.
(76) ما ذكر فيمن سأل الوسيلة؟
(1) حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سل الله لي الوسيلة لا يسألها لي مؤمن في الدنيا
إلا كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة ".
(77) ما جاء في الرجل يلبس الشيطان عليه صلاته
(1) حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي العلاء عن عثمان بن أبي العاص أنه أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن الشيطان حال بين صلاتي وقراءتي، فقال: " ذاك
شيطان يقال له خنزب، فإذا حسست به فاتفل عن يسارك ثلاثا وتعوذ بالله من شره ".
(78) ما ذكر عن قوم مختلفين مما دعوا به
(1) حدثنا الحسن بن موسى أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن
محمد بن كعب عن عبد الله بن يزيد الخطمي أنه كان يقول: اللهم ارزقني حبك وحب من

(75 / 1) صاحب القرن أي صاحب الصور الذي ينفخ به لقيام القيامة وخروج الأموات من الأجداث
للحساب.
(75 / 2) سورة آل عمران من الآية (173)
96

ينفعني حبه عندك اللهم وارزقني ما أحب واجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما
أحب فاجعله لي فراغا فيما تحب.
(2) حدثنا عباد بن عوام عن حصين عن إبراهيم قال: كان منا رجل يقال له
همام بن الحارث، وكان لا ينام إلا قاعدا في مسجده في صلاته، وكان يقول: اللهم اشفني
من النوم بيسير وارزقني سهرا في طاعتك.
(3) حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة عن مسعر قال حدثنا زياد بن علاقة عن عمه
قطبة بن مالك أنه كان يقول: اللهم جنبني منكرات الاعمال والاخلاق والأهواء والأدواء.
(4) حدثنا وكيع عن مسعر عن الهيثم عن طلحة عن مجاهد قال: كان يتعوذ من
الأسد والأسود وروح الأذى.
(5) حدثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش عن طلحة البارقي عن أبي إدريس رجل من
أهل اليمن كان يقول: اللهم اجعل نظري عبرا وصمتي تفكرا ومنطقي ذكرا.
(6) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة أنه قال في دعائه: اللهم إني
أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تتوب علي، وإذا أردت بعبادك فتنة
فتوفني غير مفتون.
(7) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا حدثنا موسى بن مسلم الطحان عن عبد الرحمن بن
سابط قال: كان نفر متواخين، قال: ففقدوا رجلا منهم أياما ثم أتاهم فقالوا: أين كنت؟
فقال: دين كان علي فقال: هلا دعوت هؤلاء الدعوات: اللهم منفس كل كرب وفارج
كل هم وكاشف كل غم ومجيب دعوة المضطرين رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما أنت
رحماني فارحمني يا رحمن رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك.
(8) حدثنا عبيدة بن حميد عن داود عن الشعبي قال: دخلنا على ربيع بن خيثم فدعا
بهذه الدعوات: اللهم لك الحمد كله وبيدك الخير كله، وإليك يرجع الامر كله، وأنت
إله الخلق كله، نسألك من الخير كله، ونعوذ بك من الشر كله.

(78 / 2) رواه أبو نعيم في الحلية 8 / 178.
(78 / 3) رواه الهندي في الكنز.
(78 / 5) رواه أبو نعيم في الحلية 5 / 122 عن صاحب المصنف.
(78 / 6) رواه أبو نعيم في الحلية.
(78 / 7) متواخين: إلانة في متآخين وقد رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 186.
(78 / 8) رواه ابن سعد في طبقاته
97

(9) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا علي بن مسعدة عن عبد الله الرومي قال: كنا عند
أنس بن مالك فقال له رجل: يا أبا حمزة! إن إخوانك يحبون أن تدعو لهم، فقال: اللهم
اغفر لنا وارحمنا وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، قالوا: زدنا يا
أبا حمزة، فردها عليهم، قالوا: زدنا يا أبا حمزة، قال: حسبنا الله يا أبا فلان، إن
أعطيناها فقد أعطينا خير الدنيا والآخرة.
(10) حدثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد عن بثيع عن كعب قال: لولا
كلمات أقولهن لجعلتني اليهود أصيح مع الحمر الناهقة وأعوي مع الكلاب العاوية " أعوذ
بوجهك الكريم وباسمك العظيم وبكلماتك التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، الذي لا
يخفر جاره من شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ.
(11) حدثنا جعفر بن عون عن أبي العميس عن عون قال: قالت أسماء بنت أبي
بكر: من قرأ بعد الجمعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ
برب الناس حفظ ما بينه وبين الجمعة.
(12) حدثنا عبيد الله بن موسى عن فراس عن شيبان عن الشعبي عن أبي مسلم أنه
كان يقول في آخر قوله: وصل الله بالايمان أخوتكم وقرب برحمته مودتكم، ومكن
بإحسانه كرامتكم، ونور بالقرآن صدوركم.
(79) في التعوذ بالمعوذتين
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن سليمان بن حبان عن محمد بن عجلان عن سعيد بن
أبي سعيد عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما سأل سائل ولا استعاذ
مستعيذ بمثلها " - يعني المعوذتين.

(78 / 9) رواه السيوطي في الدر المنثور من صاحب المصنف.
(78 / 10) رواه عبد الرزاق في مصنفه 11 / 36 بطريق آخر.
(78 / 11) أي سورة الفاتحة وسورة الاخلاص وسورة الفلق وسورة الناس.
(79 / 1) رواه الدارمي ص 438 في مسنده
98

(80) ما يدعو به الرجل إذا طلعت الشمس
(1) حدثنا الحسن بن موسى حدثنا حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن
الحسن بن علي بن أبي طالب كان يقول إذا طلعت الشمس: سمع سامع بحمد الله
الأعظمي، لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، سمع سامع بحمد
الله الأكبري، لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، سمع سامع بحمد
الله الأمجدي، لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير - يتبع هذا
النحو.
(81) في الرجل يريد السفر ما يدعو به
(1) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر قال: " اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل
اللهم إني أعوذ بك من الفتنة في السفر والكآبة في المنقلب، اللهم اقبض لنا الأرض
وهون علينا السفر ".
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا يتعود من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور
ومن دعوة المظلوم وسوء المنظر في الأهل والمال.
(3) حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: أراد رجل
سفرا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أوصني، فقال: " أوصيك بتقوى الله والتكبير على كل
شرف ".
(4) حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن عجلان قال: حدثني عون بن عبد الله أن رجلا
أتى ابن مسعود فقال: إني أريد سفرا فأوصني، فقال: إذا توجهت فقل: بسم الله حسبي
الله وتوكلت على الله، فإنك إذا قلت: بسم الله، قال الملك: هديت، وإذا قلت: حسبي
الله، قال الملك، حفظت، وإذا قلت: توكلت على الله، قال الملك: كفيت.

(80 / 1) الأعظمي: الذي لا يوجد أعظم منه. الأكبري: الذي لا يوجد أكبر منه.
(81 / 2) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص 131 عن طريق آخر.
(81 / 3) الشرف: المرتفع.
(81 / 4) رواه أبو نعيم في الحلية
99

(5) حدثنا هيثم عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يقولون في السفر: اللهم بلاغا يبلغ
خير مغفرتك منك ورضوانا، وبيدك الخير: إنك على كل شئ قدير، اللهم أنت
الصاحب في السفر والخليفة على الأهل، اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر، اللهم إنا
نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال.
(6) حدثنا ابن فضيل عن يزيد عن مجاهد قال: سافرت مع ابن عمر فإذا كان من
السحر نادى: سمع سامع بحمد الله ونعمته وحسن بلائه عندنا، اللهم صاحبنا فأفضل علينا
ثلاثا " اللهم عائذ بك من جهنم ثلاثا ".
(82) في الرجل إذا رجع من سفره ما يدعو به
(1) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا أراد الرجوع من سفره قال: " آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، وإذا دخل على
أهله قال: ثوبا توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا قفل من سفر قال: " آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون ".
(3) حدثنا عبد الله بن نمير حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رجع من الجيش أو السرايا أو الحج أو العمرة قال كلما أوفى على ثنية
أو فد فد كبر ثلاثا ثم قال: " لا إله إلا الله وحده صدق وعده تائبون عابدون لربنا
حامدون ".
(4) حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثله أو نحوه.
(5) حدثنا الفضل بن دكين حدثنا سعيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي إسحاق
عن أنس بن مالك أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان يظهر البيداء أو الحرة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آيبون تائبون عابدون إن شاء الله لربنا حامدون ".

(81 / 5) رواه عبد الرزاق في مصنفه 5 / 156 عن الأعمش عن إبراهيم.
(82 / 3) الثنية: الطريق الملتفة حول تل أو مرتفع.
الفدفد: مرتفع صخري، مكان فيه غلظ وارتفاع.
(82 / 5) الحرة: الأرض ذات الحجارة السوداء
100

(6) حدثنا هشيم أخبرنا العوام عن إبراهيم التيمي قال: كانوا إذا قفلوا قالوا: آئبون.
إن شاء الله تائبون لربنا حامدون.
(83) الرجل إذا فزع من الليل ما يدعو به
(1) حدثنا أبو أسامة عن عبد الرحمن بن يزيد قال حدثنا مكحول أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة تلقته الجن بالشر يرمونه، فقال جبريل: تعوذ يا محمد، فتعوذ بهولاء
الكلمات فدحروا عنه " أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما
ينزل من السماء وما يعرج فها ومن شر ما بث في الأرض وما يخرج، وما شر الليل
والنهار ومن كل طارق إلا طارق يطرق بخير يا رحمن.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان أن
الوليد بن الوليد بن المغيرة المخزومي شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث نفس وجده وأنه
قال: له " إذا أتيت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه وشر
عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون فوالذي نفسي بيده لا يضرك شئ حتى
تصبح ".
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن زكريا بن أبي زائدة عن مصعب عن يحيى بن جعدة
قال: كان خالد بن الوليد يفزع من الليل حتى يخرج ومعه سيفه.
فخشي عليه أن يصيب
أحدا، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إن جبريل قال لي: إن عفريتا من الجن
يكيدك، فقال: " أعوذ بكلمات الله التامة التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما ينزل من
السماء وما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض وما يخرج منها ومن شر فتن الليل
والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن " فقالهن خالد فذهب ذلك
عنه.
(4) حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا فزع أحدكم من نومه فليقل: بسم الله أعوذ

(83 / 1) دحروا: انهزموا وفروا. الطارق: القادم على غير موجود يدخل الدار ليلا، قد يكون من الجن كما
قد يكون من الانس.
(83 / 3) ذرا: خلق
101

بكلمات الله التامة من غضبه وسوء عقابه وشر عباده ومن شر الشياطين وأن
يحضرون ".
(5) حدثنا عفان بن مسلم حدثنا جعفر بن سليمان حدثنا أبو التياح قال: سأل رجل
عبد الرحمن بن خنبش: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كادته الشياطين؟ قال: جاءت
الشياطين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية، وتحدرت عليه من الجبال، وفيهم شيطان معه
شعلة نار يريد أن يحرق بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرعب منهم، قال جعفر: أحسبه قال: جعل
يتأخر، قال: وجاءه جبريل فقال: يا محمد، قل، قال: ما أقول؟ قال: قل: أعوذ بكلمات
الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل
من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها،
ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن، قال:
فطفئت نار الشيطان، قال: وهزمهم الله.
(6) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر عن علقمة بن مرثد عن ابن سابط قال:
أصاب خالد بن الوليد أرق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن نمت
اللهم رب السماوات وما أظلت، ورب الأرضين وما أقلت، ورب الشياطين وما
أظلت، كن لي جارا من شر خلقك كلهم جميعا أن يفرط علي أحد منهم أو يبغي،
عز جارك ولا إله غيرك ".
(84) ما يدعو به الرجل إذا دخل المسجد الحرام
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن رجل من أهل الشام عن مكحول عن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا رأى البيت قال: " اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما ومهابة، وزد من حجة
أو اعتمره تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا ".
(2) حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أنه كان إذا
دخل المسجد: الكعبة، ونظر إلى البيت قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا
بالسلام.
(3) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم عن الشعبي قال: أول ما تدخل فانتهيت إلى
الحجر فاحمد الله على حسن تيسيره وبلاغه
102

(4) حدثنا وكيع عن العمري عن محمد بن سعيد عن أبيه أن عمر كان إذا دخل
البيت قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام.
(85) ما يقول الرجل إذا استلم الحجر
(1) حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن وهب بن وهب عن سعيد بن المسيب عن
عمر أنه كان يقول إذا استلمه - يعني الحجر: آمنت بالله وكفرت بالطاغوت.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن المسعودي عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال:
كان يقول إذا استلم الحجر: اللهم تصديقا بكتابك وسنة نبيك.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال: إذا استلمت الحجر
فقل: لا إله إلا الله والله أكبر.
(4) حدثنا معاوية بن هشام عن شريك عن أبي إسحاق عن مجاهد قال: كان
يستحب أن يقال عند استلام الحجر: اللهم تصديقا بكتابك وسنة نبيك.
(86) ما يدعو به الرجل بين الركن والمقام
(1) حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن يحيى بن عبيد عن أبيه عن عبد الله به السائب قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الركن والحجر {ربنا آتنا في الدنيا حسنة
وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار}.
(2) حدثنا أسباط بن محمد عن عطاء عن سعيد بن جبير قال: كان من دعاء ابن
عباس الذي لا يدع بين الركن والمقام أن يقول: اللهم قنعني بما رزقتني واخلف لي فيه
واخلف على كل غائبة لي بخير.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن هلال بن يساف عن أبي شعبة عن ابن
عمر أنه كان يقول عند الركن والحجر: {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار}.

(85 / 2) وسنة نبيك: أي واتباعا لسنة نبيك.
واستلام الحجر: بدء الطواف منه.
(86 / 1) الركن: الركن اليماني.
(86 / 2) المقام: مقام إبراهيم عليه السلام
103

(4) حدثنا أبو خالد عن ابن هرمز عن مجاهد عن ابن عباس قال: على الركن اليماني
ملك يقول آمين، فإذا مررتم به فقولوا: اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار.
(87) ما يدعو به الرجل إذا صعد على الصفا والمروة
(1) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بدأ
بالصفا فرقا عليه حتى رأى البيت ووحد الله وكبره وقال: " لا إله إله الله وحده لا
شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، لا إله إلا الله أنجز وعده
ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده "، ثم دعا دعاء بين ذلك فقال مثل هذا ثلاث
مرات، ثم أتى المروة ففعل على المروة كما فعل على الصفا.
(2) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن فراس عن الشعبي قال سمعت عمر
يقول: إذا قمتم على الصفا فكبروا سبع تكبيرات، بين كل تكبيرتين حمد الله والثناء عليه
وصلوات الله على النبي صلى الله عليه وسلم ودعاء لنفسك، وعلى المروة مثل ذلك.
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن زكريا عن الشعبي عن وهب بن الأجدع أنه سمع
عمر يقول: يبدأ بالصفا ويستقبل القبلة البيت، ثم يكبر سبع تكبيرات، بين كل تكبيرتين
حمد الله وثناء عليه وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ومسألة لنفسه، وعلى المروة مثل ذلك.
(4) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان إذا صعد
الصفاء استقبل البيت ثم كبر ثلاثا ثم قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شئ قدير، يرفع بها صوته ثم يدعو قليلا ثم يفعل ذلك على المروة
حتى يفعل ذلك سبع مرات فيكون التكبير إحدى وعشرين تكبيرة، فما يكاد يفرغ حتى
يشق علينا ونحن شباب.

(87 / 1) رقا: صعد التل أو الجيل أو المرتفع من الأرض.
(87 / 2) إذا قمتم على الصفا: أي إذا صعدتم الصفا لان الصفا مرتفع.
(87 / 4) يشق علينا: حتى نكون قد تعبنا من الصعود والنزول، وقد أخرجه البيهقي في السنن الكبرى
5 / 94 عن طريق آخر
104

حدثنا يزيد بن هارون عن الأصبغ بن يزيد عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد
ابن جبير أنه كان يقوم على الصفا والمروة قدر قراءة سورة النبي صلى الله عليه وسلم.
(6) حدثنا غندر عن شعبة عن مغيرة قال: قال الحكم لإبراهيم، رأيت أبا بكر بن
عبد الرحمن بن الحارث يقوم على الصفا قدر ما يقرأ الرجل عشرين ومائة آية فقال: إنه
لفقيه.
(88) من قال: ليس على الصفاء والمروة دعا موقت
(1) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم قال: ليس على الصفا والمروة
دعاء موقت فادع ما شئت.
(2) حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء قال: لم أسمع أن على الصفا
والمروة دعا موقتا.
(3) حدثنا أبو عامر العقدي عن أفلح عن القاسم قال: ليس فيها دعاء موقت فادع
بما شئت وسل ما شئت.
(4) حدثنا أبو داود الطيالسي عن معاذ بن العلاء قال: شهدت عكرمة بن خالد
يقول: لا أعلم على الصفا والمروة دعاء موقتا.
(89) ما يدعو به الرجل وهو يسعى بين الصفا والمروة
(1) حدثنا محمد بن الفضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: كان عمر إذا مر
بالوادي بين الصفا والمروة يسعى فيه يقول: رب اغفر وارحم وأنت الأعز الأكرم.
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله قال:
كان إذا سعى في بطن الوادي قال: رب اغفر وارحم إنك أنت الأعز الأكرم.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن الحجاج عن أبي إسحاق عن الهيثم بن حنش عن ابن
عمر أنه كان يقول: رب اغفر وارحم، أنت الأعز الأكرم.

(87 / 5) سورة النبي صلى الله عليه وسلم أي سورة محمد، وهي ثمان وثلاثون آية.
(88 / 1) أي ليس على الصفاء والمروة دعاء محدد محفوظ ومأثور عن النبي فليدع كل واحد لنفسه بما يريد
105

(4) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة أن أباه كان يقول وهو يسعى بين
الصفاء والمروة اللهم إن هذا واحد.
(90) ما يدعو به إذا رمى الجمرة
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن أبيه
قال: أفضت مع عبد الله فرمى بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة واستبطن الوادي حتى
إذا فرغ قال: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا، ثم قال هكذا رأيت الذي أنزلت
عليه سورة البقرة صنع.
(2) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الهيثم بن حنش قال سمعت ابن عمر
حين رمى الجمار يقول: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا.
(3) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن مغيرة قال: قلت لإبراهيم: ما أقول إذا رميت
الجمرة؟ قال: قل: اللهم اجعله حجا مبرورا وذنبا مغفورا، قال: أقوله مع كل حصاة،
قال: نعم إن شئت.
(91) من قال: ليس عند الجمار دعاء موقت
(1) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم قال: ليس على الوقوف عند
الجمرتين دعا موقت فادع بما شئت.
(2) حدثنا محمد بن أبي عدي عن أشعث قال: كان الحسن يقول: يدعو عند الجمار
كلها ولا يوقت شيئا.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: في الجمرة شئ
موقت، لا يزاد عليه؟ قال: لا. إلا قول جابر.

(90 / 1) استبطن الوادي: سار في وسطه وبطن الوادي أوسطه واخفض مكان فيه.
الذي أنزلت عليه سورة البقرة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
106

(92) ما يدعو به عشية عرفة
(1) حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن أخيه عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورا وفي
بصري نورا، اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري وأعوذ بك من وسواس الصدر
وشتات الامر وفتنة القبر، اللهم إني أعوذ بك من شر ما يلج في الليل ومن شر ما يلج
في النهار ومن شر ما تهب به الرياح، ومن شر بوائق الدهر ".
(2) حدثنا وكيع عن نصر بن عربي عن ابن أبي حسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أكثر دعائي ودعاء الأنبياء قبلي بعرفة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك
وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير ".
(3) حدثنا جرير عن منصور عن هلال بن أبي شعبة قال كنت بجنب ابن عمر
بعرفة وإن ركبتي لتمس ركبته، أو فخذي يمس فخذه، فما سمعته يزيد على هؤلاء
الكلمات: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
أفاض من عرفة إلى جمع.
(4) حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن شبر
قال: قلت لابن الحنفية: ما خير ما نقول في حجنا، قال: لا إله إلا الله والله أكبر.
(5) حدثنا وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة عن رجل عن ابن الحنفية مثله.
(6) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن سعيد بن السائب عن داود بن أبي عاصم قال:
وقفت مع سالم بن عبد الله بعرفة أنظر كيف يصنع، فكان في الذكر والدعاء حتى أفاض.

(92 / 1) بوائق الدهر: مصائبه وبلاياه وقد روى في السنن الكبرى والدر والكنز.
(92 / 2) رواه البيهقي في السنن الكبرى 5 / 117 مختصرا.
(92 / 3) أفاض من عرفة: نزل ودفع إلى المزدلفة.
وقد رواه البيهقي في السنن 5 / 117 من طريق أبي شعبة
107

(93) ما يدعو به الرجل وهو يطوف
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن هلال عن أبي شعبة عن ابن عمر أنه
كان يقول حول البيت: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على
كلى شئ قدير.
(94) في رفع الصوت بالدعاء
(1) حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن ابن أبي لبيبة عن سعد قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: خير الذكر الخفي ".
(2) حدثنا أبو داود عن هشام عن يحيى عن رجل عن عائشة قالت: الذكر الخفي
الذي لا يكتبه الحفظة يضاعف على ما سواء من الذكر سبعين ضعفا.
(3) حدثنا ابن فضيل وأبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى قال: كنا
مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أربعوا على
أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعونه سميعا قريبا وهو معكم ".
(4) حدثنا علي بن حاكم عن ابن أبي ليلى عن صدقة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " إن المصلي يناجي ربه فليعلم بما يناجيه ولا يجهر بعضكم على بعض ".
(5) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجز عن ابن عمر قال: أيها الناس
إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا - يعني رفع الصوت في الدعاء.
(6) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن شبيب قال صليت إلى جنب سعيد بن
المسيب، فلما جلست في الركعة الثانية رفعت صوتي بالدعاء فانتهرني، فلما انصرفت قلت
له: ما كرهت مني؟ قال: ظننت أن الله ليس بقريب منك.

(93 / 1) رواه عبد الرزاق في مصنفه 5 / 51 عن سفيان الثوري.
(94 / 1) الذكر الخفي: الذي يذكر الانسان في نفسه فلا يرفع صوته به.
(94 / 2) يضاعف على ما سواه في الاجر.
(94 / 3) أربعوا على أنفسكم: خففوا عن أنفسكم، وأربع القوم دخلوا في الربيع وأخصبوا.
(94 / 4) رواه الإمام أحمد في مسنده 2 / 36 عن معمر عن صدقة.
(94 / 6) ظننت أن الله ليس بقريب: لأنه رفع صوته في الدعاء. والله يعلم السر وأخفى
108

(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم عن مجاهد أنه سمع رجلا يرفع صوته في
الدعاء فرماه بالحصى.
(8) حدثنا وكيع عن ربيع عن زيد بن أبان عن أنس وعن ربيع عن الحسن أنهما
كرها أن يسمع الرجل جليسه شيئا من الدعا.
(9) حدثنا وكيع عن مبارك عن الحسن قال: كانوا يجتهدون في الدعاء " ولا تسمع
إلا همسا ".
(95) الرجل يرفع يديه إذا دعا، من كرهه
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية
عن ابن أبي ذباب عن سهل بن سعد قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم شاهرا يديه في الدعاء
على منبر ولا غيره، ولقد رأيت يديه حذو منكبيه يدعو.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن سعيد عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يرفع
يديه في شئ من الدعاء إلا في الاستسقاء.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن
جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها
أذناب خيل شمس، اسكنوا في الدعاء ".
(96) من رخص في رفع اليدين في الدعاء
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن يزير بن أبي زياد عن سلمان بن عمرو بن الأحوص
قال: أخبرنا أبو هلال عن أبي بردة أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا على رجلين فرفع يديه.

(94 / 7) لان الدعاء يكون بخشوع. ورفع الصوت يذهب بخشوع الدعاء.
(95 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 5 / 237 عن ربعي بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن إسحاق وفيه جواز
رفع اليدين في الدعاء.
(95 / 2) رواه البخاري في الجامع في كتاب الاستسقاء باب رفع الامام يديه في الدعاء.
(95 / 3) الخيل الشمس: الخيل العنود لان أذنابها تبقى مرتفعة دائما.
(96 / 1) وفيه النهي عن رفع اليدين في الدعاء في غير الاستسقاء
109

(2) حدثنا عبد الأعلى عن الجريري عن حيان بن عمير عن عبد الرحمن بن سمرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه حيث صلى في الكسوف.
(3) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد قال: سئل أنس: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرفع يديه - يعني في الدعاء، فقال: نعم، شكى الناس إليه ذات جمعة فقالوا: يا رسول
الله! قحط المطر وأجدبت الأرض وهلك المال، فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه.
(4) حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس قال: رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه.
(97) من كان يقول بإصبع ويدعو بها
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر
قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جعل حد مرفقه الأيمن على فخذه اليمني وحلق بالابهام والوسطى
ورفع التي تلي الابهام يدعو بها.
(2) حدثنا وكيع عن عصام بن قدامة عن مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في الصلاة واضعا يده اليمني على فخذه اليمني ويده اليسرى
على فخذه اليسرى، وأشار بإصبعه السبابة، ووضع إبهامه على إصبعه الوسطى وتلقم كفه
اليسرى ركبتيه.
(3) حدثنا جرير عن منصور عن راشد أبي سعد عن سعيد ابن عبد الرحمن بن
أبزى قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده على فخذه ويشير بإصبعه
في الدعاء.

(96 / 2) رواه البيهقي في سننه 3 / 332 عن بشر بن المفضل بن الجريري.
(96 / 3) قحط المطر: انقطع لمدة.
هلك المال: هلك الزرع لانقطاع المطر ومات الضرع أي الانعام لقلة الماء أو جهدت على الأقل لقلة
الماء.
والحديث رواه البخاري في الأدب المفرد عن إسماعيل بن جعفر عن حميد كاملا.
(96 / 4) رواه مسلم في الجامع الصحيح عن صاحب المصنف.
(97 / 1) أي رفع إصبع السبابة في التشهد وهي الإصبع التي تسمى أيضا السباحة لأنه يسبح بها أو يعد بها
وبالإبهام الحصى أو حبات المسبحة في التسبيح والثناء على الله تعالى والاستغفار.
(97 / 2) رواه البيهقي في السنن الكبرى 2 / 131 عن الفضل بن دكين عن عصام بن قدامة.
(97 / 3) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن أبي سعيد الخزاعي
110

(4) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: أبصر
النبي صلى الله عليه وسلم سعدا وهو يدعوا بإصبعيه فقال: " يا سعد! أحد أحد ".
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عن ابن عباس قال: هو
الاخلاص - يعني الدعاء بإصبع.
(6) حدثنا ابن علية عن سلمة بن علقمة عن محمد بن كثير بن أفلح قال: صليت،
قال: فلما كان في آخر القعدة قلت هكذا، - أشار ابن علية بإصبعيه - فقبض ابن عمر
هذه - يعني اليسري.
(7) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء عن ابن عمر أنه كان يشير
بإصبعه في الصلاة.
(8) حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي علقمة عن عائشة قالت: إن الله وتر يحب الوتر
أن يدعو هكذا - وأشارت بإصبع واحدة.
(9) حدثنا حفص بن غياث عن هشام عن ابن سيرين عن أبي هريرة أنه رآى رجلا
يدعو بإصبعيه كليهما فنهاه وقال بإصبع واحد باليمنى.
(10) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سليمان بن أبي يحيى قال: كان
أصحاب رسول الله يأخذ بعضهم على بعض - يعني الإشارة بإصبع في الدعاء.
(11) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن ابن الزبير قال إنكم
لتدعون أفضل الدعاء هكذا - وأشار بإصبعه.
(12) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا أشار الرجل بإصبعه في الصلاة
فهو حسن وهو التوحيد، ولكن لا يشير بإصبعه فإنه يكره.
(13) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن طلحة عن خيثمة أنه كان يقول: ثلاثا
وخمس، ويشير بإصبعه.
(14) حدثنا جعفر بن غياث عن عثمان بن الأسود عن مجاهد أنه قال: الدعاء هكذا
- وأشار بإصبع واحدة - مقمعة للشيطان.

(97 / 4) أي هو يوحد الله في التشهد، ولهذا يرفع هذا الإصبع الواحد، الذي هو إصبع التسبيح السبابة.
(97 / 13) أي يقبض على أصابعه الثلاثة بإبهامه ويبرز إصبع السبابة منصوبا.
(97 / 14) مقمعة للشيطان: ترغيما له
111

(15) حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كانوا إذا رأوا إنسانا يدعوه
بإصبعيه ضربوا إحداهما وقالوا: إنما هو إله واحد.
(16) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أشعث عن أبي الشعثاء عن رجل
من الأنصار حدثه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليه وهو يدعو بيديه فقال: " أحد فإنه أحد ".
(98) ما قالوا في تحريك الإصبع في الدعاء
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن هشام بن عروة أن أباه كان يشير بإصبعه في الدعاء
ولا يحركها.
(99) الرجل يدعوه وهو قائم من كرهه
(1) حدثنا وكيع بن الجراح عن ابن أبي ليلى عن عطاء عن ابن عباس أنه قال: لا
تقوموا تدعون كما تصنع اليهود في كنائسهم.
(2) حدثنا وكيع عن مسعر عن ابن الأصبهاني عن أبي عبد الرحمن أنه رأى رجلا
يدعو قائما بعد ما أنصرف فسبه أو شتمه.
(3) حدثنا وكيع عن مسعر عن الحكم عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الرحمن بن
يزيد أنه كرهه.
(4) حدثنا معاوية عن حجاج عن الحكم عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال:
ثنتان بدعه: أن يقوم الرجل بعد ما يفرغ من صلاته مستقبل القبلة يدعو، وأن يسجد
السجدة الثانية فيرى أن حقا عليه أن يلزق أليتيه بالأرض قبل أن ينهض.
(5) حدثنا ابن علية عن ليث عن مجاهد أنه كره القيام بعدها تشبها باليهود.
(6) حدثنا عبد الله بن نمير عن جويبر عن الضحاك عن عبد الله أنه بلغه أن قوما
يذكرون الله قياما، قال: فأتاهم فقال: ما هذا النكر

(97 / 15) أي يرفع سبابة اليد اليمنى فقط.
(97 / 16) أحد فإنه أحد: أي يرفع إصبعا واحدا وهو إصبع اليد اليمني لا إصبعين.
(99 / 1) أي لا يجوز أن يدعو المرء إلا جالسا.
(99 / 2) سبه وشتمه كناية عن كراهية ذلك
112

(7) حدثنا عباد بن العوام عن جميل بن زيد قال: رأيت ابن عمر دخل البيت
وصلى ركعتين ثم خرجت وتركته قائما يدعو ويكبر.
(8) حدثنا غندر عن شعبة قال: قلت لمغيرة: كان إبراهيم يكره إذا انصرف أن
يقوم مستقبل القبلة يرفع يديه؟ قال: نعم.
(100) من رخص أن يدعو وهو قائم.
(1) حدثنا معاذ بن معاذ عن أشعث قال: رأيت الحسن يرفع بصره إلى السماء في الصلاة
يدعو وهو قائم.
(101) ما يدعو به الرجل في قنوت الوتر.
(1) حدثنا شريك عن عبد الله عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء
عن الحسن بن علي قال: علمني جدي كلمات أقولهن في قنوت الوتر: " اللهم اهدني فيمن
هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وقني شر ما قضيت، وبارك لي
فيما أعطيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، فإنه لا يذل من واليت سبحانك ربنا
تباركت وتعاليت ".
(2) حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن منصور عن شيخ يكنى أبا محمد أن
الحسين بن علي كان يقول في قنوت الوتر: اللهم إنك ترى ولا ترى، وأنت بالمنظر
الأعلى، وإن إليك الرجعى، وإن لك الآخرة والأولى، اللهم إنا نعوذ بك من أن نذل
ونخزى.
(3) حدثنا وكيع عن هارون بن إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن ابن
عباس أنه كان يقول في قنوت الوتر: لك الحمد ملء السماوات السبع وملء الأرض السبع وما
بينهما من شئ، بعد أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد، كلنا لك عبد: لا مانع لما
أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.

(100 / 1) وفيه جواز الدعاء قائما.
(101 / 1) رواه البيهقي في السنن الكبرى 2 / 209 عن إسرائيل عن أبي إسحاق.
وقد أثر هذا الدعاء في رواية أخرى عن الحسين بن علي رضي الله عنهما
113

(4) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال: علمنا ابن
مسعود أن نقول في القنوت - يعني في الوتر: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك
ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى
ونحفد ونرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن الزبير بن عدي عن إبراهيم قال: قل في قنوت
الوتر: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك.
(102) من قال: ليس في قنوت الوتر شئ موقت
(1) حدثنا هشيم قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم أنه قال: ليس في قنوت الوتر شئ
موقت، إنما هو دعاء واستغفار.
(103) ما يدعو به الرجال في آخر وتره ويقوله
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو عن عبد
الرحمن بن الحارث بن هشام عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: " اللهم إني
أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا
أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ".
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن زبيد عن زر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي
عن أمه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر ويقرأ في آخر صلاته إذا جلس: " سبحان الله الملك
القدوس " - ثلاثا، يمد بها صوته.
(3) حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال حدثنا أبي عن الأعمش عن طلحة عن زر عن
سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في آخر
صلاته: " سبحان الملك القدوس " ثلاثا.

(101 / 4) يفجرك: يكفر بك.
نحفد: نسرع.
(101 / 5) رواه عبد الرزاق في مصنفه 3 / 121 عن سفيان الثوري.
(102 / 1) أي يجوز أن يدعو المرء بما يجب على ألا يدعو بمعصية أو قطيعة رحم.
(103 / 1) رواه ابن ماجة في سننه ص 84 عن بهز بن أسد عن حماد بن سلمة.
(103 / 2) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن سفيان الثوري.
(103 / 3) رواه الهندي في الكنز 4 / 197 عن ابن عساكر عن أبي
114

(104) ما يدعو به في قنوت الفجر
(1) حدثنا هشيم قال أخبرنا ابن أبي ليلى عن عطاء عن عبيد بن عمير قال: صليت
خلف عمر بن الخطاب الغداة فقال: في قنوته: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك
الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد،
واليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق.
(2) حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن زر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
أنه كان صلى خلف عمر فصنع مثل ذلك.
(3) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين قال: صليت الغداة ذات يوم وصلى خلفي
عثمان بن زياد، قال: فقنت في صلاة الصبح قال: فلما قضيت صلاتي قال لي: ما قلت في
قنوتك؟ فقلت: ذكرت هؤلاء الكلمات: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير
ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد، وإليك
نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق، قال: قال لي
عثمان: كذا كان يصنع عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد الرحمن بن سويد
الكاهلي أن عليا قنت في الفجر بهاتين السورتين: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني
عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي
ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين
ملحق.
(5) حدثنا وكيع قال حدثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: في قراءة
أبي بن كعب: اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونثني عليك الخير ولا نكفرك، ونخلع ونترك
من يفجرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإلى نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك.
ونخشى عذابك إن عذابك بالكافرين ملحق.
(6) حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن عطاء عن عبيد بن عمير قال: سمعت
عمر يقنت في الفجر: اللهم إنا نستعينك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير ولا

(104 / 1) رواه الهندي في الكنز 4 / 198 عن صاحب المصنف ومن طرق أخرى.
(104 / 4) السورتين: المقصود هنا العبارتين
115

نكفرك، اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفك، ونرجو رحمتك
ونخشى عذابك، إن عذابك بالكافرين ملحق، اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين
يصدون عن سبيلك.
(105) ما يدعو به الرجل إذا ضلت منه الضالة
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن عمر بن كثير بن أفلح عن ابن
عمر في الضالة يتوضأ ويصلي وركعتين ويتشهد ويقول: يا هادي الضال وراد الضالة أردد
علي ضالتي بعزتك وسلطانك فإنها من عطائك وفضلك
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن أسامة عن أبان بن صالح عن مجاهد عن ابن عباس
قال: إن لله ملائكة فضلا سوى الحفظة يكتبون ما سقط من ورق الشجر، فإذا أصابت
أحدكم عرجة في سفر فليناد: أعينوا عباد الله رحمكم الله.
(106) في الرجل يركب الدابة والبعير ما يدعو به
(1) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على
ذروة كل بعير شيطان فإذا ركبتموها فقولوا كما أمركم الله {سبحان الذي سخر لنا
هذا وما كنا له مقرنين} وامتهنوها لأنفسكم فإنما يحمل الله ".
(2) حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن حمزة بن عمرو عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " على ذروة كل بعير شيطان، فإذا ركبتم فاذكروا اسم الله وامتهنوها فإنما يحمل الله ".
(3) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان عن أبي هاشم عن أبي مجلز أن حسين بن
علي رأى رجلا ركب دابة فقال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}
قال أفبذا أمرت، قال: كيف أقول؟ قال: الحمد لله الذي هداني للاسلام، الحمد لله
الذي من علي بمحمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الذي جعلني في خير أمة أخرجت للناس، ثم تقول:
{سبحان الذي سخر لنا}.

(105 / 2) عرجة: ظلع: إصابة في العقب تسبب العرج في السير.
(106 / 1) سورة الزخرف الآية (13).
(106 / 2) ذروة البعير: أعلى مكان فيه أي أعلى سنامه
116

(107) ما قالوا في الرجل إذا بخل بماله أو جبن عن
العدو وعن الليل أن يقومه وما يدعو به
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن زبيد عن مرة قال: قال عبد الله: بن جبن منكم
عن العدو أن يجاهده، والليل أن يكابده وضن بالمال أن ينفقه فليكثر من سبحان الله
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر.
(2) حدثنا شبابة عن شعبة عن أبي التياح عن مورق العجلي عن عبيد بن عمير قال:
إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه، وعن العدو أن تجاهدوه، وعن المال أن تنفقوه،
فأكثروا من سبحان الله والحمد لله ولا إله الله والله أكبر فإنهن أحب إلي من جبلي
ذهب وفضة.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن العوام أنه سمع إبراهيم التيمي يقول: إذا قال:
الحمد لله وسبحان الله، قالت الملائكة وبحمده، فإذا قال: سبحان الله وبحمده، قالت
الملائكة: رحمك الله، فإذا قال: الله أكبر، قالت الملائكة كبيرا، فإذا قال: الله أكبر
كبيرا، قالت الملائكة: يرحمك الله، فإذا قال: الحمد لله، قالت الملائكة: رب العالمين،
وإذا قال: رب العالمين، قالت الملائكة: رحمك الله.
(4) حدثنا حسين بن علي الجعفي عن إسرائيل عن زياد عن مسعر عن الحسن عن الحسن قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر: " ألا أدلك على صدقة تملا ما بين السماء والأرض:
" سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله " في يوم
ثلاثين مرة.
(5) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن عبد الجليل عن خالد بن أبي
عمران قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خذوا جنتكم، قالوا: يا رسول الله! من عدو حضر؟
قال: لا بل من النار، قلنا: ما جنتنا من النار، قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر، فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات ومعقبات ومجنبات، وهن الباقيات
الصالحات ".

(107 / 5) مقدمات: يسبقن الانسان ويسرن أمامه.
معقبات: يسرن خلفه.
مجنبات: يسرن عن جانبيه
117

(6) حدثنا ابن فضيل عن وفا عن سعيد بن جبير قال: رأى عمر بن الخطاب إنسانا
يسبح بتسابيح، فقال عمر: رحمه الله إنما يجزيه من ذلك أن يقول: سبحان الله ملء
السماوات وملء الأرض ما شاء من شئ بعد ويقول: الله أكبر ملء السماوات وملء
الأرض وملء ما شاء من شئ بعد.
(7) حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة قال: اجتمع ابن
مسعود وعبد الله بن عمرو، قال ابن مسعود: لان أقول إذا خرجت حين أبلغ حاجتي.
" سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر " أحب إلي من أن أحمل على عددهن
من الجياد في سبيل الله، وقال عبد الله بن عمرو: لان أقولهن أحب إلى من أن أنفق
عددهن دنانير في سبيل الله عز وجل.
(108) ما يدعو به الرجل إذا دخل على أهله
(1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن سالم عن لريب عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله قال: بسم الله اللهم جنبنا
الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا ".
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي
أسيد: تزوجت وأنا مملوك فدعوت نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود وأبو ذر
وحذيفة يعلمونني، فقال: إذا دخل عليك أهلك فصل ركعتين ثم سل الله من خير ما
دخل عليك، ثم تعوذ به من شره، ثم شأن وشأن أهلك.
(3) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن ابن
أخي علقمة بن قيس عن علقمة أن ابن مسعود كان إذا غشي أهله فأنزل فقال: اللهم لا
تجعل للشيطان فيما رزقتنا نصيبا.

(108 / 1) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري عن منصور.
(108 / 2) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن إسماعيل بن عبد الله عند داود بن أبي هند.
(108 / 3) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن 6 / 194 عن الحسن
118

(109) ما يدعو به الرجل إذا أراد أن يضع ثيابه؟
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن عاصم عن بكر قال: كان يقال: إن ستر ما بين
عورات بني آدم وبين أعين الجن والشياطين أن يقول أحدكم إذا وضع ثيابه " بسم الله ".
(110) الرجل يرى المبتلى ما يدعو به؟
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن عمرو بن دينار القهرماني عن سالم بن عبد الله بن
عمر عن أبيه قال: ما من رجل يرى مبتلى فيقول: " الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به
وفضلني عليك وعلى كثير من خلقه تفضيلا " إلا عافاه الله من ذلك البلاء كائنا ما كان.
(111) ما أمر به موسى عليه السلام أن يدعو به ويقوله
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله
قال: لما بعث موسى إلى فرعون قال: رب أي شئ أقول؟ قال: قل: هيا شرا هيا، قال:
تفسير ذلك: الحي قبل كل شئ، والحي بعد كل شئ.
(112) ما قالوا إن الدعا يلحق الرجل وولده
(1) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي بكر بن عمرو بن عتبة عن ابن حذيفة عن
أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا لرجل أصابته وأصابت ولده وولده ولده.
(2) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: إن
الرجل ليرفع بدعاء ولده من بعده.

(110 / 1) رجل مبتلى: مصاب بداء عضال لا علاج له.
وقد رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 10 / 138.
(111 / 1) هي عبارة عبرية وتصحيحها هو أهيا شرا هيا. اصباؤت آل شداي واليهود تستعملها في التعزيم على
الجن ويقال أن معناه يقارب معنى سورة الاخلاص والله أعلم.
(112 / 1) وفيه عظيم بركة دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.
(112 / 2) أي يصله ثواب ذلك بعد موته فترفع فيه درجته عند ربه أو يوضع عنه من ذنوبه وخير ما يترك
الانسان علم نافع أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له كما جاء في الصحاح عن الرسول صلى الله عليه وسلم
119

(3) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي صالح عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الرجل لترفع له الدرجة في الجنة فيقول: يا رب أني
لي هذه؟ فيقال: باستغفار ولدك لك. " (113) الغيلان إذا رئيت ما يقول الرجل
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسان عن الحسن عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا تغولت بكم الغيلان فنادوا بالأذان ".
(2) حدثنا ابن فضيل عن الشيباني عن بشير بن عمرو قال: ذكرت الغيلان عند عمه
رحمه الله فقال: إنه ليس من شئ يستطيع يغير عن خلق الله خلقه، ولكن لهم سحرة
كسحرتكم، فإذا رأيتم من ذلك شيئا فأذنوا.
(3) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى بن عبد
الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أنه كان في سهوة له فكانت الغول
تجئ، فشكاها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إذا رأيتها فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم "
قال: فجاءته فقال لها فأخذها فقالت له: إني لا أعود، فأرسلها، فجاء فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: " ما فعل أسيرك؟ فقال: أخذتها فقالت: إني لا أعود، فأرسلتها، فقال: إنها
عائدة، فأخذها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تقول: لا أعود، ويجيئ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول:
ما فعل أسيرك؟ فيقول: أخذتها فتقول: لا أعود، فيقول: إنها عائدة، فأخذتها فقالت:
أرسلني وأعلمك شيئا تقوله لا يقربك شئ، آية الكرسي، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال:
صدقت وهي كذوب ".
(114) ما يدعو به الرجل إذا رأى الهلال
(1) حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبد العزيز بن عمر قال حدثني من لا أتهم من أهل
الشام عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: " الله الكبر
الله أكبر الحمد لله لا حول ولا قوة إلا بالله، اللهم إني أسألك خير هذا الشهر وأعوذ
بك من شر القدر وأعوذ بك من شر يوم الحشر ".

(114 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 5 / 329 عن صاحب المصنف
120

(2) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حرملة قال: انصرفت مع سعيد بن
المسيب فقلنا: هذا الهلال يا أبا محمد، فلما أبصره قال: " آمنت بالذي خلقك فسواك
فعدلك "، ثم التفت إلي فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال هكذا.
(3) حدثنا وكيع حدثنا زكريا عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن علي رضي الله عنه.
قال: إذا رأى أحدكم الهلال فلا يرفع به رأسا بل يكفي أحدكم أن يقول: ربي وربك الله.
(4) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة أن عليا كان يقول إذا رأى
الهلال: اللهم ارزقنا أهله خيره ونصره وبركته ونوره، ونعوذ بك من شره وشر ما بعده.
(5) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا حجاج بن دينار عن منصور عن مجاهد عن ابن
عباس أنه كره أن ينضب الهلال ولكن يعترض فيقول: الله أكبر الحمد لله الذي أذهب
هلال كذا وكذا وجاء بهلال كذا وكذا.
(6) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سعيد عن قتادة أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى
الهلال قال: " هلال خير ورشد، هلال رشد وخير، هلال خير ورشد، آمنت بالذي خلقك - ثلاثا، الحمد لله ذهب هلال كذا وكذا وجاء هلال كذا وكذا.
(7) حدثنا حسين بن علي قال سألت هشام بن حسان: أي شئ يقول إذا رأى
الهلال؟ قال: كان يقول: " اللهم اجعله شهر بركة ونور وأجر ومعافاة، اللهم إنك
قاسم بين عباد بن عبادك فيه خيرا فاقسم لنا فيه من خير ما تقسم لعبادك الصالحين ".
(8) حدثنا حسين بن علي قال: سألت ابن جريج فذكر عن عطاء أن رجلا أهل
هلالا بفلاة من الأرض، قال: فسمع قائلا يقول: اللهم أهله علينا بالأمن والايمان
والسلامة والإسلام والهدى والمغفرة والتوفيق لما ترضى والحفظ مما تسخط، ربي وربك الله،
قال: فلم يتمهن حتى حفظتهن ولم أر أحدا.
(9) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يعجبهم إذا
رأى الرجل الهلال أن يقول: ربي وربك الله
121

(115) ما يدعو به الرجل ويؤمر به إذا لبس الثوب الجديد
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أصبغ بن زيد حدثنا أبو العلا عن أبي
أمامة قال: لبس عمر بن الخطاب ثوبا جديدا فقال: الحمد لله الذي كساني ما أواري به
عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من لبس ثوبا
جديدا فقال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي، ثم عمد
إلى الثوب الذي أخلق أو قال: ألقى، فتصدق به كان في كنف الله وفي حفظ الله وفي
ستر الله حيا وميتا " - قالها ثلاثا.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا لبس أحدكم ثوبا جديدا فليقل: الحمد لله الذي
كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في الناس.
(3) حدثنا ابن إدريس عن أبي الأشهب عن رجل من مزينة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأى على عمر ثوبا غسيلا فقال: " حديد ثوبك هذا؟ قال: غسيل يا رسول الله، قال:
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألبس جديدا وعش حميدا وتوف شهيدا يعطك الله قرة عين
في الدنيا والآخرة ".
(4) حدثنا حسين بن علي عن أبي وهب عن منصور عن سالم بن أبي الجعد قال: إذا
لبس الانسان الثوب الجديد فقال: اللهم اجعلها ثيابا مباركة نشكر فيها نعمتك، ونحسن
فيها عبادك، ونعمل فيها بطاعتك، لم يجاوز ترقوته حتى يغفر له.
(5) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر قال حدثنا عون بن عبد الله قال: لبس رجل
ثوبا جديدا فحمد الله فأدخل الجنة أو غفر له، قال فقال له رجل: راجع إلى أهلي حتى
ألبس ثوبا جديدا وأحمد الله عليه.
(6) حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي نضرة قال كان أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم إذا رأوا على أحدهم الثوب الجديد قالوا: تبلي ويخلف الله عليك.
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد

(115 / 1) سبق ذكره وشرحه في كتاب العقيقة. وقوله: (الثوب الذي أخلق) أي بلي.
(115 / 4) الترقوة: عظام أعلى الصدر
122

الخدري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبس ثوبا جديدا سماه باسمه إن كان قميصا أو
إزارا أو عمامة يقول: " اللهم لك الحمد أنت كسوتني هذا، أسألك من خيره وخير ما
صنع له. وأعوذ بك من شره ما صنع له ".
(116) من قال: نزلت {ولا تجهر بصلاتك ولا تخاف بها}
في الدعاء
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة في قوله: {ولا
تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قالت: الدعاء.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبيد المكتب عن إبراهيم وعن سفيان عن سماك بن
عبيدة عن عطاء قال: الدعاء.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن الهجري عن أبي عياض قال: الدعاء.
(4) حدثنا بكر بن عبد الرحمن قال حدثنا عيسى بن المختار عن محمد عن الحكم عن
مجاهد في هذه الآية {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} قال: ذلك في الدعاء
والمسألة.
(117) ما يدعو به الرجل وهو في المسجد
(1) حدثنا إسماعيل بن علية وأبو معاوية عن ليث عن عبد الله بن الحسن عن أمه
عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يقول:
" بسم الله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب
رحمتك "، وإذا خرج قال: " بسم الله والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم اغفر لي
ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ".
(2) حدثنا وكيع عن عبد الله بن سعيد عن أبي هند عن عمرو بن أبي عمرو المدي
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل المسجد قال: " اللهم افتح
لي أبواب رحمتك ويسر لي أبواب رزقك ".

(116 / 1) سورة الإسراء من الآية (110)
123

(3) حدثنا أبو معاوية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال
كان إذا دخل المسجد قال: " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك "، وإذا
خرج قال: " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك ".
(4) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة
قال: قال لي كعب بن عجرة: إذا دخلت المسجد الحرام فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقل: اللهم
افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرجت فسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وقل: اللهم احفظني من
الشيطان الرجيم.
(5) حدثنا أبو عامر العقدي عن علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن
عبد الرحمن أن عبد الله بن سلام كان إذا دخل المسجد سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وقال: اللهم
افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذ من الشيطان.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان عن علقمة أنه
كان إذا دخل المسجد قال: سلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، صلى الله وملائكته
على محمد.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم كان إذا دخل المسجد قال: بسم الله
والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(118) ما يدعو به الرجل إذا قامت الصلاة
(1) حدثنا حبيب بن حبيب عن أبي إسحاق عن الحكم قال: من سمع المنادي
ينادي بإقامة الصلاة فقال: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أعط محمدا سؤله
يوم القيامة إلا كان ممن يشفع له.
(2) حدثنا أبو الأحوص عن أبي حمزة عن الحسن قال: إذا سمعت المؤذن قال " قد
قامت الصلاة " فقل: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة أعط محمدا صلى الله عليه وسلم سؤله
يوم القيامة، لا يقولها رجل حين يقول المؤذن إلا أدخله الله الجنة في شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم
القيامة.

(118 / 1) وجاء في الصحاح أن الدعاء يكون: " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة
والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد "
124

(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة أن عثمان كان إذا سمع المؤذن قال " قد قامت الصلاة "، قال: مرحبا بالقائلين عدلا وبالصلاة مرحبا وأهلا، ثم ينهض إلى
الصلاة.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عمن أخبره عن مجاهد أنه كان إذا قال
المؤذن " حي على الصلاة " قال: المستعان بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال: لا حول
ولا قوة بالله.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله عن عبيد عن عبد الله بن الحارث
عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول مثل ما يقول المؤذن، فإذا قال حي على الصلاة حي على
الفلاح " قال: " لا حول ولا قوة إلى بالله ".
(119) ما يدعي به في الصلاة على الجنائز
(1) حدثنا زيد بن حباب قال حدثنا معاوية بن صالح قال حدثني حبيب بن عبيد
الكلاعي عن جبير بن نفير الحضرمي عن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على الميت: " اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله
وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما تنقي الثوب الأبيض
من الدنس، اللهم أبدله دارا خيرا من داره، وزوجا خيرا من زوجه، وأهلا خيرا من
أهله، وأدخله الجنة ونجه من النار، أو قال: قه عذاب النار، حتى تمنيت أن أكون أنا
هو.
(2) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي
إبراهيم الأنصاري عن أبيه أنه سمع أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة على الميت: " اللهم اغفر
لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنا وذكرنا وأنثانا وصغيرنا وكبيرنا ".

(119 / 1) رواه الإمام مسلم بن الحجاج في الجامع الصحيح عن ابن وهب عن معاوية بن صالح وسبق ذكر
الحديث وشرحه في كتاب الجنائز.
(119 / 2) رواه البيهقي في السنن الكبرى 4 / 41 عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير وقد سبق ذكره
وشرحه في كتاب الجنائز
125

(3) حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن الجلاس عن عثمان ابن شماس قال: كنا
عند أبي هريرة فمر به مروان فقال: بعض حديثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم مضى ثم رجع
فقلنا الآن يقع به، فقال: كيف رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على الجنازة؟ قال: سمعته يقول في
الصلاة على الجنازة " اللهم أنت هديتها للاسلام وأنت قبضت روحها، تعلم سرها
وعلانيتها، جئناك شفعاء فاغفر لها ".
(4) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن رجل من أهل مكة عن أبي سلمة قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الصلاة على الجنازة: " اللهم اغفر لحينا وميتنا وذكرنا وأنثانا
وشاهدنا وغائبنا وصغيرنا وكبيرنا اللهم من أحييته منا فأحيه على الاسلام، ومن
توفيته منا فنوفه على الايمان ".
(5) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن أبي مالك قال: كان أبو بكر إذا صلى
على الميت قال: اللهم عبدك أسلم الأهل والمال والعشيرة والذنب عظيم وأنت غفور رحيم.
(6) حدثنا أبو الأحوص عن طارق عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يقول في
الصلاة عليه إن كان أمسى قال: اللهم أمسى عبدك، وإن كان صباحا قال: اللهم أصبح
عبدك قد تخلى من الدنيا وتركها لأهلها واستغنيت عنه وافتقر إليك، كان يشهد أن لا
إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك فاغفر ذنوبه.
(7) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبزى قال:
كان علي يقول في الصلاة على الميت: اللهم اغفر لاحيائنا وأمواتنا وألف بين قلوبنا وأصلح
ذات بيننا واجعل قلوبنا على قلوب خيارنا، اللهم اغفر له اللهم ارحمه أرجعه إلى خير مما
كان فيه، اللهم عفوك.
(8) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد قال: كنت في جنازة غنيم فحدثني رجل
منهم أنه قال: سمعت أبا موسى صلى على ميت فكبر فقال: اللهم اغفر له كما استغفرك
وأعطه ما سألك وزده من فضلك.
(9) حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال: قال عبد الله بن

(119 / 3) رواه البيهقي في السنن 4 / 42 عن أبي الوليد عن شعبة، وقد سبق ذكره وشرحه في كتاب.
الجنائز.
(119 / 4) سبق ذكره وشرحه في كتاب الجنائز كغالب أحاديث هذا الباب
126

سلام: الصلاة على الجنازة أن تقول: اللهم اغفر لحينا وميتنا وصغيرنا وكبيرنا وذكرنا
وأنثانا وشاهدنا وغائبنا، اللهم من توفيته منا فتوفه على الايمان، ومن أبقيته منا فأبقه على
الاسلام.
(10) حدثنا غندر عن شعبة عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي قال سألت أبا
سعيد عن الصلاة على الجنازة، قال: كنا نقول: اللهم ربنا وربه خلقته ورزقته وأحييته
وكفيته فاغفر لنا وله ولا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.
(11) حدثنا طلحة عن عفان بن مسلم قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا خالد عن
عبد الله بن الحارث عن ابن عمر وعن ابن غيلان عن أبي الدرداء أنه كان يقول في الصلاة
على الميت: اللهم اغفر لاحيائنا وأمواتنا المسلمين، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات
والمسلمين والمسلمات وأصلح ذات بينهم، وألف بين قلوبهم، واجعل قلوبهم على قلوب
خيارهم اللهم اغفر لفلان بن فلان ذنبه وألحقه بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، اللهم ارفع درجته في
المهتدى، واخلفه في عقبه في الغابرين، واجعل كتابه في عليين، واغفر لنا وله يا رب
العالمين، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده.
(12) حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أنه كاه يقول في
الجنازة إذا صلى عليه: اللهم بارك فيه وصل عليه واغفر له وأورده حوض رسولك صلى الله عليه وسلم،
قال في قيام كبير وكلام كثير لم أفهم منه غير هذا.
(13) حدثنا إسحاق بن سليمان عن جرير عن عبد الرحمان بن أبي عوف عن ابن
يحيى الهوزني أنه شهد جنازة شر حبيل بن السمط فقدم عليها حبيب بن مسلمة الفهري
فأقبل علينا كالمشرف علينا من طوله فقال: اجتهدوا لأخيكم في الدعاء، وليكن مما
تدعون له " اللهم اغفر لهذه النفس الحنيفة واجعلها من الذين تابوا واتبعوا سبيلك وقها
عذاب الجحيم واستنصروا الله على عدوكم.
(120) من قال: ليس على الميت دعاء موقت
(1) حدثنا حفص عن حجاج عن أبي الزبير عن جابر قال: ما باح لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا أبو بكر ولا عمر في الصلاة على الميت بشئ.

(120 / 1) أي أن الدعاء للميت متروك للامام الذي يصلي عليه فله أن يدعو بما يشاء أو بما يفتح الله عليه
127

(2) حدثنا حفص عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن ثلاثين من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم لم يقوموا في أمر الصلاة على الجنازة على شئ.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم قال ليس في الصلاة على الميت
دعا موقت.
(4) حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن سعيد بن المسيب والشعبي قالا: ليس على
الميت دعا موقت.
(5) حدثنا غندر عن عمران بن حدير قال: سألت محمدا عن الصلاة على الميت
فقال: ما نعلم لها شيئا موقتا أدع بأحسن ما تعلم.
(6) حدثنا معتمر عن إسحاق بن سويد عن بكر بن عبد الله قال: ليس في الصلاة
على الميت شئ موقت.
(7) حدثنا يعلى بن عبيد عن موسى الجهني قال: سألت الشعبي والحكم وعطاء
ومجاهدا: في الصلاة شئ؟ موقت قالوا: لا، إنما أنت شفيع فاشفع بأحسن ما تعلم.
(121) في الدعا في الخلوة
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن جامع بن شداد عن مغيث بن سمي قال
كان رجل ممن كان قبلكم يعمل المعاصي فاذكر يوما فقال: اللهم غفرانك غفرانك، فغفر
له.
(122) ما عام النبي صلى الله عليه وسلم الأعرابي حين جاء يسأله
(1) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن إبراهيم السكسكي عن ابن أبي أوقى قال: جاء
أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! علمني شيئا يجزيني من القران فإني لا أحسن
شيئا من القرآن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم،: قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله
فقال: يا رسول الله! هذا لربي فما لي؟ قال: " قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني
واهدني "، فعدها الأعرابي في يده خمسا، ثم انطلق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد ملا
الأعرابي يديه من الخير إن هو وفى بما قال: ".

(122 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية 6 / 68 عن صاحب المصنف
128

(123) ما يؤمر الرجل أن يدعو فلا يضره لسعة العقرب
(1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن رفيع عن أبي صالح قال: لدغ رجل من
الأنصار، فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! ما زلت البارحة ساهرا من لدغة
عقرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أما إنك لو قلت حين أمسيت " أعوذ بكلمات الله التامة من
شر ما خلق ما ضرك عقرب حتى تصبح " قال أبو صالح: فعلمتها ابنتي وابني فلدغتهما.
فلم يضرهما شئ.
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان عن سهيل بن أبي صالح عن
أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قال حين يمسي ثلاث مرات " أعوذ
بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم يضره لسعة تلك الليلة " قال سهل: فكان أهلها قد
اعتادوا أن يقولوا، فلسعت امرأة فلم تجد لها وجعا.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن الزهري عن طارق بن أبي المحاسن
عن أبي هريرة قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل قد لدغته عقرب فقال: " أما إنه لو قال
" أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق " لم يلدغ أو لم يضره ".
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مطرف عن المنهال بن عمرو عن محمد بن علي
عن علي قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة يصلي فوضع يده على الأرض فلدغته عقرب
فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنعله فقتلها، فلما انصرف قال: " أخزى الله العقرب، ما تدع
مصليا ولا غيره ولا مؤمنا ولا غيره إلا لدغته، ثم دعا بملح وما فجعله في إناء وجعل
يصبه على إصبعه حيث لدغته ويمسحها ويعوذها بالمعوذتين.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن القعقاع عن إبراهيم قال: رقية العقرب شجة قرنية
ملحة بحر قفطا.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن المغيرة عن إبراهيم عن الأسود قال: عرضتها على
عائشة فقالت: هذه مواثيق.

(123 / 1) رواه مسلم في الجامع الصحيح عن صاحب المصنف.
(123 / 2) مضى ذكره وشرحه في كتاب الطب.
(123 / 5) هي تعازيم لم نجد لها تفسيرا. وقد سبق ذكره في كتاب الطب
129

(124) ما ذكر من دعاء العلاء بن الحضرمي حين خاض البحر
(1) حدثنا أبو معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن قدامة ابن حماطة عن زياد بن
حدير قال: سمعت العلاء بن الحضرمي يحدث خاله أنه كان من دعائه حين خاض البحر:
اللهم يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم.
(125) في الديك إذا سمع صوته ما يدعي به
(1) حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ليث بن سعد عن جعفر ابن ربيعة عن
الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم الديك فاسألوا الله من فضله فإنها
رأت ملكا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا ".
(2) حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن
عطاء بن يسار عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا سمعتم نباح
الكلاب ونهيق الحمار من الليل فتعوذوا بالله فإنهن يرين مالا ترون ".
(3) حدثنا وكيع بن الجراح عن طلحة بن عمرو عن عطاء قال: كان ابن عباس إذا
سمع نهاق الحمار قال: بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.
(126) من قال: إذا استعاذ العبد من النار قالت
النار: أعذه اللهم أعذه، والجنة مثل ذلك
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن يونس بن عمرو عن يزيد بن أبي مريم عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من عبد يسأل الله الجنة ثلاث مرات إلا قالت النار:
اللهم أجره مني ".
(2) حدثنا ابن عيينة عن مسعر عن عبد الأعلى التيمي قال: الجنة والنار لقنتا السمع
من بني آدم، فإذا سأل الرجل الجنة قالت: اللهم أدخله في، وإذا استعاذ من النار قالت:
اللهم أعذه مني.

(124 / 1) رواه ابن الجوزي في صفة الصفوة 1 / 290 عن سهم بن منجاب عن العلاء
(125 / 1) رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة عن صاحب المصنف.
(125 / 3) رواه السيوطي في الدر المنثور.
(126 / 2) رواه أبو نعيم في الحلية 5 / 88 عن صاحب المصنف
130

(127) من كان يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم
ويحمد الله قبل أن يقوم من مجلسه
(1) حدثنا وكيع عن مسعر عن عامر بن شقيق عن أبي وائل قال: ما شهد عبد الله
مجمعا ولا مأدبة فيقوم حتى يحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وإن كان مما يتبع أغفل مكان
في السوق فيجلس فيه ويحمد الله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.
(128) في العطسة إذا عطس فقاله لم يصبه وجع ضرس
(1) حدثنا طلق بن غنام قال حدثنا شيبان عن أبي إسحاق عن خيثمة العربي عن
علي قال، من قال عند كل عطسة يسمعها " الحمد الله رب العالمين على كما حال ما كان " لم
يجد وجع ضرس ولا أذن أبدا.
(129) من كان إذا أبطأ عليه خبر الجيش دعا واستنصر
(1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاص بن كليب عن أبيه قال: أبطأ على
عمر خبر نهاوند وخبر النعمان بن مقرن فيجعل يستنصر.
(130) ما قالوا في قراءة " قل هو الله أحد " بعد الفجر
(1) حدثنا يعلى بن عبيد عن حجاج بن دينار عن الحكم بن حجل عن رجل حدثه
عن علي أنه قال: من قرأ بعد الفجر {قل هو الله أحد} عشر مرات لم يلحق به ذلك
اليوم ذنب وإن جهدته الشياطين.
(2) حدثنا أبو معاوية عن ليث عن هلال قال: من قرأ {قل هو الله أحد} عشر
مرات بني له برج في الجنة.
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد بن سعيد قال: لحقني نافع بن جبير حين
انصرفت من المغرب فقلت: ما شأنك؟ فقال: إذا مررت على قبل النبي صلى الله عليه وسلم فقل: السلام

(127 / 1) أغفل مكان في السوق: أبعد مكان أو أخفي مكان فيه لا يقربه كثيرا من الناس
(128 / 1) رواه البخاري في الأدب المفرد عن طلاق بن غنام.
(129 / 1) الاستنصار هو طلب النصر من الله.
(130 / 1) {قل هو الله أحد} أي سورة الاخلاص
131

على النبي صلى الله عليه وسلم ورحمة الله، فإن الشيطان يقول: لا صحبة، فإذا دخلت على أهلك فقل:
السلام عليكم، فإن الشيطان يقول: لا مبيت، فإذا أتيت بعشائك فقل: بسم الله، فإن
الشيطان يولي خائسا يقول لأصحابه: لا مبيت ولا عشاء.
(131) ما جاء في قراءة " ألم تنزيل " و " تبارك
وما قالوا فيهما
(1) حدثنا أبو معاوية عن ليث عن أبي الزبير عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام
حتى يقرأ آلم تنزيل و {تبارك الذي بيده الملك}.
(2) حدثنا أبو معاوية عن ليث عن طاوس قال: فضلت " آلم تنزيل " و {تبارك
الذي بيده الملك} على سائر القرآن بستين حسنة.
(3) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن أبي يونس عن طاوس قال: من
قرأ " آلم تنزيل السجدة " و {تبارك الذي بيده الملك} كان مثل أجر ليلة القدر القدر، قال:
فمر عطاء فقلنا لرجل منا: ائته فاسأله، فقال:! ما تركتهما منذ سمعتهما.
(132) ما يقول الرجل إذا ندت به دابته
أو بعيره في سفر
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا نفرت دابة أحدكم أو بعيره بفلاة من الأرض لا يرى بها
أحدا فليقل: أعينوني عباد الله، فإنه سيعان ".

(131 / 1) آلم تنزيل: سورة السجدة {تبارك الذي بيده الملك} سورة الملك.
(132) ندت: نفرت.
(132 / 1) في فلاة من الأرض: في أرض لا بشر فيها سواه
132

(133) من قال: دعوة المظلوم المسلم مستجابة
ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم
(1) حدثنا جعفر بن عون عن مسعر عن ذكوان عن أبي هريرة قال، دعوة المسلم
مستجابة ما لم يدع بظلم أو قطيعة رحم أو يقول: قد دعوت فلم أجب.
(2) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن عبيد مولى أبي أزهر
قال: مررت على أبي هريرة على نخل فقال: اللهم أطعمنا من ثمر لا يأثره سواء أدم.
(134) ما يقول الرجل إذا خرج من المسجد
(1) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد قال: كان يقال: إذا خرج الرجل
من المسجد فليقل: بسم الله توكلت على الله، اللهم إني أعوذ بك من شر ما خرجت له.
(135) ما يدعى به ليلة عرفة
(1) حدثنا أحمد بن إسحاق قال حدثني عزرة بن قيس صاحب الطعام قال: حدثتني
أم الفيض عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من قال هؤلاء الكلمات ليلة عرفة
ألف مرة لم يسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه، ليس فيه إثم ولا قطيعة رحم " سبحان الله
الذي في السماء عرشه، سبحان الله الذي في الأرض موطئه، سبحان الذي في البحر
سبيله، سبحان الذي في الجنة رحمته، سبحان الذي في النار سلطانه، سبحان الذي في
الهواء رحمته، سبحان الذي في القبور قضاءه، سبحان الذي رفع السماء، سبحان الذي
وضع الأرض، سبحان الذي لا منجى منه إلا إليه ".

(133 / 1) يقول: قد دعوت فلم أجب أي يستحسر ويدع الدعاء كأنه يتعجل الإجابة والإجابة أمر بيد الله
تعالى، وهو سبحانه قد يعطي الداعي طلبته في الدنيا إن كان قد كتب له ذلك أو يعطيه إياها في
الوقت الذي قدره له أو يؤخرها له أجرا يوم القيامة.
(134 / 1) رواه عبد الرزاق في مصنفه 1 / 428 عن سفيان الثوري عن منصور.
(135 / 1) رواه البخاري مختصرا
133

(136) ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن
الخطاب أن يدعو به
(1) حدثنا أحمد بن إسحاق عن عبد الواحد بن زياد قال: حدثني عبد الواحد بن
زياد قال: حدثني شيخ من قريش عن ابن حكيم قال: قال لي عمر بن الخطاب: قال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا ابن الخطاب! قل اللهم اجعل سريرتي خيرا من علانيتي واجعل
علانيتي صالحة.
(2) حدثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة عن أبيه قال: كان من دعاء النبي
صلى الله عليه وسلم " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".
(137) ما علمه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به
مما يسد الحاجة
(1) حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنسا قال:
أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة تشكو إليه الحاجة فقال: " أدلك على خير من ذلك، تهللين الله
ثلاثا وثلاثين عند منامك، وتسبحينه ثلاثا وثلاثين وتحمدينه أربعا وثلاثين "، قال: تلك
مائة مرة خير من الدنيا وما فيها.
(138) فيما اصطفى الله من الكلام
(1) حدثنا مصعب بن المقدام قال حدثني إسرائيل عن أبي سنان ضرار بن مرة عن
أبي صالح الحنفي عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله
اصطفى من الكلام أربعا: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ثم قال:
من قال سبحان الله " كتب له عشرون حسنة وحط عنه عشرون سيئة، ومن قال " الله
أكبر " فمثل ذلك، ومن قال: " لا إله إلا الله " فمثل ذلك، ومن قال: " الحمد لله رب
العالمين " من قبل نفسه كتب له بها ثلاثون حسنة وحط عنه ثلاثون سيئة.

(136 / 1) سريرتي: ما أضمره في نفسي، والحديث رواه الهندي في الكنز.
(136 / 2) رواه البخاري في الأدب المفرد 2 / 141 عن معاذ بن جبل.
(137 / 1) رواه البخاري في الأدب المفرد 2 / 91 عن أبي نعيم عن الفضل بن دكين.
(138 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 3 / 37 عن عبد الرزاق عن إسرائيل
134

(139) ما إذا قاله الرجل رفع عنه أنواع البلاء
(1) حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا هشام بن الغاز عن مكحول قال: من قال " لا
حول ولا قوة إلا بالله ولا منجا من الله إلا إليه " رفع الله عنه سبعين بابا من الضراء أدناه
الفقر.
(140) ما إذا قاله الرجل أمر أن يدعو ويسأل
(1) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو قال حدثنا شريك بن عبد الله بن
أبي نمر قال دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد ورجل يقول: اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق
ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والنبيون حق ومحمد حق " فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سل
تعطه ".
(141) ما قالوا في الدعاء الذي يستجاب
(1) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال: حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي
كثير عن أبي جعفر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ثلاث دعوات مستجابات
لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده ".
(142) في الرجل يسأل الرجل أن يدعو له
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن الأسلع بن حي قال: كنت بالمدينة أطلب مالي
فقلت لأبي هريرة ادع الله أن ينصرني، فقال: اللهم إن كان مظلوما فانصره، وإن كان
ظالما فانصر عليه.
(143) في الدعاء لمشرك
(1) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: جاء رجل يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: ادع لي، فقال: " أكثر الله مالك وولدك وأصح جسمك وأطال عمرك ".

(139 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية 3 / 156 عن بن المنكدر عن جابر بصياغة مختلفة.
(142 / 1) جاء في الجرح والتعديل تحت رقم 341 / 1 / 1
135

(2) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: لا بأس أن يقول لليهودي
والنصاري: هداك الله.
(3) حدثنا عبد الله بن مبارك عن معمر عن قتادة أن يهوديا حلب للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة
فقال: " اللهم جمله "، فاسود شعره.
(144) باب في المسلم يؤمن على دعاء الراهب
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن حسان ابن عطية قال: لا بأس أن
يؤمن المسلم على دعاء الراهب، فقال: إنهم يستجاب لهم فينا ولا يستجاب لهم في أنفسهم.
(145) في السقط والمولود وما يدعي لها به
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد عن أبي هريرة أنه كان
يقوم على المنفوس من ولده الذي لم يعمل خطيئة فيقول: اللهم أجره من عذاب النار.
(2) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن زياد بن جبير عن أبيه عن المغيرة بن
شعبة قال: السقط يدعو لوالديه بالعافية والمغفرة.
(3) حدثنا عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن الحسن أنه كان يقول: اللهم
اجعله لنا فرطا وذخرا وأجرا.
(4) حدثنا جرير عن شعبة قال حدثنا الخلاس السلمي قال: سمعت علي بن جحاش
قال سمعت سمرة بن جندب ومات ابن له صغير فقال: اذهبوا فادفنوه ولا تصلوا عليه
فإنه ليس عليه إثم، وادعوا الله لوالديه أن يجعله لهما فرطا وأجرا أو نحوه.

(143 / 3) رواه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، ورواه غيره عنه.
(144 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية عن عقبة بن علقمة عن الأوزاعي.
(145 / 1) سبق ذكره وشرحه في كتاب الجنائز.
(145 / 2) سبق ذكره وشرحه في كتاب الجنائز، وقد رواه عبد الرزاق في مصنفه 3 / 533 عن سفيان عن
يحيى بن سعيد.
(145 / 3) الفرط هو الذي يسبق القوم يستكشف لهم الطريق والماء
136

(146)
ما جاء في التسبيح في رمضان
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حسين بن أبي بشر عن الزهري قال: تسبيحة في
رمضان أفضل من ألف في غيره.
(147) ما يدعو به الرجل إذا وضع الميت في قبره
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا وضع الميت في القبر قال: " بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ".
(2) حدثنا وكيع عن همام عن قتادة عن أبي الصديق عن ابن عمر أنه كان يقول مثل
ذلك.
(3) حدثنا شريك وأبو الأحوص عن منصور عن أبي مدرك عن ابن عمر أنه كان
يقول إذا أدخل الميت قبره - وقال أبو الأحوص: إذا سوى عليه -: اللهم أسلمه إليك
المال والأهل والعشرية والذنب العظيم فاغفر له.
(4) حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن عمرو بن مرة عن خيثمة قال: كانوا
يستحبون إذا وضع الميت في القبر أن يقولوا: بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللهم أجره من عذاب القبر وعذاب النار وشر الشيطان.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد أنه كان يقول: بسم الله وفي سبيل
الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم افسح له في قبره ونور له فيه، وألحقه بنبيه صلى الله عليه وسلم
وأنت عنه راض غير غضبان.
(6) حدثنا عباد بن العوام عن ابن المسيب عن أبيه قال: إذا وضع الميت في قبره فلا
تقل: بسم الله، ولكن قل: في سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى ملة إبراهيم حنيفا
وما كان من المشركين، اللهم ثبته بالقول الثابت في الآخرة، اللهم اجعله في خير مما كان
فيه، اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، قال ونزلت هذه الآية في صاحب القبر:
{يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}.

(146 / 1) رواه السيوطي في الدر المنثور عن الأصفهاني.
(147 / 1) رواه ابن ماجة في السنن ص 112 عن عبد الله بن سعيد عن أبي خالد الأحمر، وقد سبق ذكره
وشرحه في كتاب الجنائز ككل أحاديث وآثار هذا الباب.
(147 / 6) سورة إبراهيم من الآية (27)
137

(7) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عاصم عن علي قال:
كان يقول عند المنام إذا نام: بسم الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقوله
إذا أدخل الرجل في قبره.
(8) حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا وضعت الميت في القبر
فقل: بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي خالد عن جبير بن عدي قال: أخبرت أن
علي بن أبي طالب كان يقول إذا أدخل الميت في قبره بسم الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وسلم
وتصديق كتابك ورسلك واليقين بالبعث بعد الموت اللهم ارحب عليه قبره وبشره بالجنة.
(10) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حصين عن إبراهيم التيمي قال: إذا وضع
الميت في القبر فقل: بسم الله وإلى الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(148) ما يدعى به للميت بعد ما يدفن
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن عبيد الله بن أبي بكر قال: كان أنس بن مالك إذا
سوى على الميت قبره قام عليه ثم قال: اللهم عبدك رد عليك فارأف به وارحمه، اللهم
جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وتقبله منك بقبول حسن، اللهم إن
كان محسنا فضاعف له في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه سيئاته.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن حجاج عن عمير بن سعيد أن عليا كبر على يزيد بن
المكفف أربعا ثم قام على القبر فقال: اللهم عبدك وابن عبدك ونزل بك اليوم وأنت خير
منزول به، اللهم وسع له مدخله واغفر له ذنبه، فإنا لا نعلم إلا خيرا وأنت أعلم به.
(3) حدثنا ابن نمير عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: لما فرغ من قبر
عبد الله بن السائب قام ابن عباس على القبر فوقف عليه ثم دعا ثم انصرف.
(4) حدثنا ابن علية قال: رأيت أيوب يقوم على القبر فيدعو للميت، وربما رأيته
يدعو له وهو في القبر قبل أن يخرج.

(148 / 1) سبق ذكره وشرحه في كتاب الجنائز.
(148 / 2) رواه عبد الرزاق في المصنف تحت رقم 3 / 510 عن الأعمش عن عمير، وقد سبق ذكره في كتاب
الجنائز.
(148 / 3) رواه عبد الرزاق في المصنف تحت رقم 3 / 509 عن ابن جريج، وقد سبق ذكره في كتاب الجنائز
138

(149) فيمن كره أن يدعو بالموت ونهى عنه
(1) حدثنا عبيد الله بن إدريس عن إسماعيل عن قيس قال: دخلنا على خباب وقد
اكتوى سبع كيات في بطنه فقال: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا أن ندعو بالموت لدعوت
به.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان قال: كنت جالسا عند ابن عمر
فسمع رجلا يتمنى الموت، قال: فرفع إليه ابن عمر بصره فقال: تمنى الموت فإنك ميت،
ولكن سل الله العافية.
(3) حدثنا عبيدة بن حميد عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتمنى
أحدكم الموت لضر نزل به في الدنيا ".
(150) ما قالوا في ليله النصف من شعبان
وما يغفر فيها من الذنوب
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن يحيى بن أبي كثير عن عروة عن عائشة
قالت: كنت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم ففقدته فاتبعته فإذا هو بالبقيع رافعا يديه يدعه فقال:
" يا ابنة أبي بكر، أحسبت أن الله يحيف عليك ورسوله، إن الله ينزل في هذه الليلة
النصف من شعبان فيغفر فيها من الذنوب أكثر من عدد شعر معز كلب ".
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن مكحول عن كثير بن مرة الحضرمي
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله ينزل ليلة النصف من شعبان فيغفر فيها الذنوب إلا
لمشرك أو مشاحن ".

(149 / 1) رواه البخاري في الأدب المفرد عن يحيى عن إسماعيل 2 / 138.
(149 / 3) رواه الإمام أحمد في مسنده 3 / 104 عن ابن أبي عدي عن حميد.
(150 / 1) كلب: اسم قبيلة من العرب كان أكثر مالها الماعز، والحديث رواه ابن ماجة في سننه ص 100 عن
يزيد بن هارون عن حجاج.
(150 / 2) المشاحن: المغاضب لأخيه المسلم وهذين يؤجلان حتى يصطلحا
139

(151) في الدعاء للمجوس
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن موسى بن عبيدة عن أبي بكر بن أنس بن مالك
قال: كان له مجوس يعلمون له في أرضه وكان يقول لهم أطال الله أعماركم وأكثر أموالكم،
فكانوا يفرحون بذلك.
(152) ما يدعى به في ركعتي الطواف
(1) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا محمد بن سوقة عن نافع قال: كان ابن عمر إذا
قدم حاجا أو معتمرا طاف بالبيت وصلى ركعتين، وكان جلوسه فيها أطول من قيامه ثناء
على ربه ومسألة، فكان يقول حين يفرغ من ركعتيه وبين الصفا والمروة: اللهم اعصمني
بدينك وطاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم، اللهم جنبني حدودك، اللهم اجعلني من يحبك ويحب
ملائكتك ورسلك وعبادك الصالحين، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك ورسلك، اللهم
آتني من خير ما تؤتي عبادك الصالحين في الدنيا والآخرة، اللهم يسرني لليسرى وجنبني
العسرى، واغفر لي في الآخرة والأولى، اللهم أوزعني أن أوفي بعهدك الذي عاهدتني
عليه، اللهم اجعلني من أئمة المتقين واجعلني من ورثة جنة النعيم، واغفر لي خطيئتي يوم
الدين.
(153) ما يدعو به الرجل إذا أتى المسجد يوم الجمعة
(1) حدثنا يعلى قال حدثنا عثمان بن حكيم عن جابر بن زيد أبي الشعثاء قال: إذا
أتيت يوم الجمعة فاقعد على باب المسجد وقل: اللهم اجعلني اليوم أوجه من توجه إليك،
وأقرب من تقرب إليك، وأنجح من طلب ودعا ثم ادخل وسل تعطه.

(151 / 1) وفيه أن الدعا لغير المسلم لا يكون إلا لدنياه وليس لآخرته.
(152 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية 1 / 308 عن همام بن يحيى عن نافع.
(153 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية 3 / 88 عن الفضل بن العلاء عن عثمان بن حكيم
140

(154) ما يدعى به للمسلمين وكيف يرد عليهم
(1) حدثنا شعبة عن عاصم مولى القريبة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر قال: سمعت
قريبة تحدث عن عائشة أنها قالت: لا تقولي للمسكين: بورك فيه، فإنه يسأل البر
والفاجر، ولكن قولي: يرزقنا الله وإياك.
(155) في الرهصة تصيب الدابة.
(1) حدثنا مروان بن معاوية عن صبيح مولى بني مروان عن مكحول قال: سمعته
يقول في الرهصة: بسم الله أنت الواقي وأنت الشافي وأنت الباقي ثم يقعد لي حيط قنب
جديد أو شعر، ثم يربط به الدابة للرهصة.
(156) دعاء طاوس
(1) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن محمد بن سعيد أو سعيد بن محمد قال:
كان من دعاء طاوس، يقول: اللهم امنعني المال والولد، وارزقني الايمان والعمل.
(157) ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعظمه نم الدعاء
(1) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا فطر عن عبد الرحمن بن سابط قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات ويعظمهن: " اللهم فارج الهم وكاشف الكرب
ومجيب المضطرين ورحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ارحمني اليوم رحمة واسعة
تغنيني بها عن رحمة من سواك ".

(154 / 1) لأنه يأخذ من مال الفاجر وهذا لا بركة في ماله ولا يجوز الدعاء له بالبركة في ماله.
(155 / 1) الرهصة: وقرة تصيب باطن الحافر والمنسم من حجر يطؤه أو ينزل الماء فيه من الاعياء فيذوي.
(156 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية 4 / 9 عن قبيصة عن سفيان.
(157 / 1) رواه الحاكم في المستدرك 1 / 515 عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا
141

(158) من قال: الدعاء يرد القدر
(1) حدثنا وكيع والفضل بن دكين عن سفيان عن عبد الله بن عيسى عن
عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يرد القدر إلا الدعاء ولا
يزيد في العمر إلا البر ".
(159) ما ذكر في أحب الكلام إلى الله
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا زهير عن منصور عن هلال بن يساف عن
ربيع بن عميلة عن سمرة بن جندب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحب الكلام إلى الله أربع:
سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، لا يضرك بأيهن بدأت ".
(2) حدثنا وكيع وأبو داود عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن هلال عن سمرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضل الكلام أربع: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله
والله أكبر، لا عليك بأيهن بدأت ".
(160) من دعا فعرف الإجابة
(1) حدثنا شريك عن مغيرة عن سرية لعبد الله بن جعفر قالت: مررت بعلي وأنا
حبلى فمسح بطني وقال: اللهم اجعله ذكرا مباركا، قالت: فولدت غلاما.
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان عن أمية عن داود بن شابور قال: قال
رجل لطاوس: ادع لنا، فقال: ما أجد لقلبي: الآن خشية فأدعو لك.
(161) ما يقول الرجل إذا نعق الغراب
(1) حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا مهدي بن ميمون عن غيلان عن ابن عباس
أنه كان إذا نعق الغراب قال: " لا طير إلا طيرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك ".

(158 / 1) البر: طاعة الله وعمل الخير والاحسان إلى الناس.
(159 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده عن حسن بن موسى عن زهير 5 / 10.
(159 / 4) رواه ابن ماجة في سننه ص 279 عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان.
(161 / 1) وعادة التطير من نعيق الغراب، عادة منتشرة عند كثير من الشعوب لأنه يعيش على الجيف وفي
الخرائب ولان الناس لا تحب لونه الأسود
142

(162) القنوت
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يحيى بن وثاب قال: سمعته يقول في قوته.
اللهم عذب كفرة أهل الكتاب اللهم اجعل قلوبهم على قلوب نساء كوافر.
(163) الدعاء قائما
(1) حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا حميد عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال:
كنا ندعو قياما وقعودا ونسبح ركوعا وسجودا.
(164) في الرجل الذي شكى امرأته إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما أمر به
(1) حدثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال: جاء رجل يشكو امرأته إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخذ برؤوسهما وقال: " اللهم آدم بينهما ".
(165) في ثواب تكبيرة ما هو
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن صالح بن حيان قال: سمعت أبا وائل يقول:
أعطاني عمر أربع أعطية بيده وقال: التكبير خير من الدنيا وما فيها
(166) دعا النبي صلى الله عليه وسلم للرجل
الذي نزل بها.
(1) حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا شعبة بن الحجاج عن يزيد بن خمير قال:
سمعت عبد الله بن بسر قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل فنزل فأتاه بطعام سويق وحيس
فأكل، وأتاه بشراب فشرب، فناول من عن يمينه، وكان إذا أكل تمرا ألقى النوى هكذا
- وأشار بإصبعيه على ظهرهما، قال: فلما ركب النبي صلى الله عليه وسلم قام أبي فأخذ بلجامه فقال: يا
رسول الله! ادع لنا، فقال: " اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وأرحمهم ".

(162 / 1) أي أضعف هممهم.
(164 / 1) أي اجعل بينهما أدما أي طعاما أي يكونان معا كالطعام وإدامه لا يستغني أحدهما عن الآخر.
(166 / 1) الحيس طعام من أقط وتمر ودسم
143

(167) ما يدعو به الرجل إذا رأى الكوكب ينقض
(1) حدثنا عمرو بن خالد قال: سمعت زيد بن علي يحدث عن أبيه عن جده قال:
كان إذا رأى الكوكب منقضا قال: " اللهم صوبه وأصب به وقنا شر ما يتبع ".
(168) ما يقول الرجل إذا ابتاع مملوكا
وما يقول إذا رأى البرق
(1) حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا أبو عقيل قال: حدثنا مجالد عن الشعبي عن
مسروق قال: كان ابن مسعود إذا اشترى مملوكا قال اللهم بارك لنا فيه واجعله طويل
العمر كثير الرزق.
(2) حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا أبو عقيل عن شيخ حدثه قال: سألت ابن
سيرين: ما أقول في البرق إذا رأيته؟ قال: تغمض عينيك وتذكر الله.
(169) ما يقال إذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله
إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
(1) حدثنا أبو أسامة قال حدثني عبد الله بن الوليد عن زياد عن الحسن قال: من
قال: إذا قال المؤذن " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله " وأنا أشهد مع
من شهد " كان له أجر من شهد ومن لم يشهد.
(170) الاستعاذة من الشيطان
(1) حدثنا ابن نمير عن أبي جعفر بياع الطعام قال: كان أبو جعفر يقول: أعوذ
بالله من الشيطان والسلطان وشر النبطي إذا استعرب، وشر العربي إذا استنبط، فقيل:
وكيف يستنبط العربي؟ قال: إذا أخذ بأخذهم وزيهم.

الكوكب المنقض هو الشهب. أصب به: أي أصب الشياطين الذين يحاولون أن يتخذوا مقاعد
للسمع.
(170 / 1) الأنباط: قوم من العرب سكنوا العراقين واختلطوا بالناس فأطلق لقب الأنباط على عوام الناس
الذين لا تعرف أنسابهم
144

(171) ما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عائشة
حين أمرها أن توجز في الدعاء
(1) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن رجل من أهل البصرة
قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية وعائشة قائمة تصلي فأعجبه أن تأكل معه، فقال: " يا
عائشة أجمعي وأوجزي، وقولي: " اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله وأعوذ
بك من الشر كله عاجله وآجله، وما قضيت من قضاء فبارك لي فيه واجعل عاقبته إلى
خير ".
(172) ما أمر به المحموم إذا اغتسل أن يدعو به
(1) حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن رجل
عن مكحول قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من رجل يحم فليغتسل ثلاثة أيام متتابعة
فيقول عند كل غسل " بسم الله اللهم إنما اغتسلت رجاء شفائك وتصديق نبيك
محمد صلى الله عليه وسلم " إلا كشف عنه ".
(173) ما ذكر مما قاله يوسف عليه السلام
حين رأى عزيز مصر
(1) حدثنا الفضل بن دكين قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن زيد العمي
قال: لما رأي يوسف عزيز مصر قال: اللهم إني أسألك بخيرك من خيره وأعوذ بقوتك من
شره.
(174) باب السيماء
(1) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن حميد أن سعيد بن أبي الحسن كان
يقول: اللهم سومنا سيماء الايمان وألبسنا لباس التقوى.
145

(2) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال: كنا في مكان لا تفذه الدواب
فقمت وأنا أقرأ هؤلاء الآيات {غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب} قال فمر
شيخ على بغلة شهباء قال: قل: يا غافر الذنب اغفر ذنبي، يا قابل التوب اقبل توبتي،
يا شديد العقاب اعف عن عقابي، يا ذا الطول طل علي بخير، قال: فقتلها ثم نظرت فلم
أره.
(3) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبيد الله بن عبيد أن
جبريل يوكل بالحوائج، فإذا سأل المؤمن ربه قال: احبس احبس - محبا لدعائه أن يزداد،
وإذا سأل الكافر قال: أعطه أعطه - بغضا لدعائه.
(4) حدثنا عفان قال حدثنا حماد عن ثابت قال: كان أنس يقول: لقد تركت
بعدي عجائز يكثرن أن يدعين الله أن يوردهن حوض محمد صلى الله عليه وسلم.
(175) ما دعا به النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد
الفتح الذي يقال له مسجد الأحزاب
(1) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن عمر بن الحكم
الأنصاري قال: سألته: هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجد الفتح الذي يقال له مسجد
الأحزاب؟ قال: لم يصل فيه لكنه دعا فكان من دعائه أن قال: " اللهم لك الحمد لا هادي
لمن أضللت ولا مضل لمن هديت، ولا مهين لمن أكرمت ولا مكرم لمن أهنت،
ولا ناصر لمن خذلت ولا خاذل لمن نصرت، ولا معز لمن أذللت ولا مذل
لمن أعززت، ولا رازق لمن حرمت ولا حارم لمن رزقت، ولا مانع لمن أعطيت
ولا معطي لمن منعت، ولا رافع لمن خفضت ولا خافض لمن رفعت ولا ساتر لمن
خرقت ولا خارق لمن سترت، ولا مقرب لمن باعدت ولا مباعد لمن قربت "، ثم
دعا عليهم فلم يصبح في المدينة كذاب من الأحزاب ولا من المشركين إلا أهلكه الله غير
حيي بن أخطب وقريظة قتلها الله وشتت.

(174 / 2) سورة غافر من الآية (3)
146

(176) دعوة لداود النبي صلى الله عليه وسلم
(1) حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا يحيى بن المهلب عن عطا بن السائب عن أبي
عبد الله الجدلي قال: كان داود النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من جار عينه تراني
وقلبه يرعاني، إن رأي خيرا دفنه، وإن رأى شرا أشاعه.
(2) حدثنا سعيد بن زكريا عن عبد الله بن مؤمل عن ابن أبي مليكة قال: كان ابن
عباس إذا أتى بعطر دعا قبل ذلك، وبلغنا أن الدعا قبل ذلك مستجاب.
(177) ما يدعو به الرجل إذا فرغ من وضوئه
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن أبي مجلز عن قيس بن عباد
عن أبي سعيد الخدري قال: من قال إذا فرغ من وضوئه " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد
أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " ختمت بخاتم ثم رفعت تحت العرش فلم يكسر
إلى يوم القيامة.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير وعبد الله بن داود عن الأعمش عن إبراهيم بن المهاجر عن
سالم بن أبي الجعد قال: كان علي يقول إذا فرغ من وضوئه: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدا عبده ورسوله رب اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين.
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثنا عمرو بن عبيد الله بن وهب النخعي عن
زيد العمي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ فقال: أشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثلاثا، فتحت له ثمانية أبواب
الجنة يدخل من أيها شاء ".
(4) حدثنا أبو عبد الرحمن المنقري عن سعيد بن أبي أيوب قال: حدثني زهرة بن
معبد أبو عقيل أن ابن عم له أخبره أنه سمع عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من توضأ فأتم وضوءه ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده

(176 / 1) قلبه يرعاني: أي يتابع أموري صغيرها وكبيرها.
(177 / 1) رواه عبد الرزاق عن سفيان الثوري في مصنفه (1 / 186).
(177 / 2) رواه عبد الرزاق في المصنف 1 / 186 عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد
147

لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها
شاء ".
(6) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك قال: كان حذيفة إذا تطهر
قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين
واجعلني من المتطهرين.
(178) ما يدعو به الرجل يقوله إذا دخل الكنيف
(1) حدثنا هشيم قال: حدثنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس بن مالك قال: كان
النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء قال: " أعوذ بالله من الخبث والخبائث ".
(2) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن قاسم الشيباني عن
زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل
أحدكم فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ".
(3) حدثنا محمد بن بشر العبدي عن عبد العزيز بن عمر قال: حدثني الحسن بن
مسلم بن يناق عن رجل من أصحاب عبد الله بن مسعود قال: قال عبد الله: إذا دخلت
الغائط فأردت التكشف فقال: اللهم إني أعوذ بك من الرجس والنجس والخبث والخبائث
والشيطان الرجيم.
(4) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك قال: كان حذيفة إذا دخل
الخلاء قال: أعوذ بالله من الرجس النجس الخبيث المخبث من الشيطان الرجيم.
(5) حدثنا هشيم عن أبي معشر عن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا دخل الخلاء: " بسم الله اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ".
(6) حدثنا وكيع عن إسرائيل الزبرقان العبدي عن الضحاك قال: إذا دخلت الخلاء
فقل: اللهم إني أعوذ بك من الرجس النجس الخبث المخبث الشيطان الرجيم.

(177 / 6) المتطهرين: المباعدين للذنوب صغيرها وكبيرها.
(178 / 1) رواه البيهقي في السنن الكبرى 1 / 95 عن حماد بن زيد عن عبد العزيز بن صهيب.
(178 / 2) الحشوش ج حش وهو بيت الخلاء.
محتضرة: تحضرها الجن والشياطين
148

(179) ما يقول الرجل وما يدعو به إذا خرج من المخرج
(1) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا إسرائيل قال: أخبرنا يوسف بن أبي بردة
قال: سمعت أبي يقول: دخلت على عائشة فسمعتها تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج
من الغائط قال: " غفرانك ".
(2) حدثنا هشيم بن العوام عن إبراهيم التيمي أن نوحا النبي عليه السلام كان إذا
فرغ من الغائط قال: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.
(3) حدثنا هشيم قال أخبرنا عوام قال: حدثت أن نوحا عليه السلام كان يقول:
الحمد لله الذي أذاقني لذاته وأبقى في منفعته وأذهب عني أذاه.
(4) حدثنا عبدة بن سليمان ووكيع عن سفيان عن منصور عن أبي علي أن أبا ذر
كان يقول إذا خرج من الخلاء: الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.
(5) حدثنا وكيع عن زمعة عن سلمة بن هدام عن طاوس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إذا خرج أحدكم من الخلاء فليقل الحمد الله الذي أذهب عني ما يؤذيني
وأمسك علي ما ينفعني ".
(6) حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا هريم عن ليث عن المنهال بن عمرو قال
كان أبو الدرداء إذا خرج من الخلاء قال الحمد لله الذي أماط عني الأذى وعافاني.
(7) حدثنا عبدة بن سليمان عن جويبر عن الضحاك قال: كان حذيفة يقول إذا
خرج: الحمد الله الذي أذهب عني الأذى وعافاني.
(180) في الرجل يشتري المملوك ما يدعو به
(1) حدثنا هاشم بن القاسم قال: حدثنا أبو عقيل قال: حدثنا مجالد عن الشعبي عن
مسروق قال: كان ابن مسعود إذا اشترى مملوكا قال: اللهم بارك لنا فيه واجعله طويل
العمر كثير الرزق.
تم كتاب الدعاء والحمد لله عليه آلائه

(179 / 3) أبقى في منفعته: أي أبقي في خير الطعام وفائدته ونفعه
149

بسم الله الرحمن الرحيم
26 - كتاب فضائل القرآن
(1) ما جاء في إعراب القرآن
(1) حدثنا ابن إدريس عن المقبري عن جده عن إبراهيم عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "؟ أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه ".
(2) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن طلحة عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
أعربوا القرآن.
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن عمر بن دينار قال: كتب عمر إلى أبي
موسى: أما بعد فتفقهوا في السنة وتفقهوا في العربية وأعربوا القرآن فإنه عربي وتمعددوا
فإنكم معديون.
(4) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا واصل مولى ابن عيينة
عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي بن كعب قال: تعلموا العربية كما تعلمون
حفظ القرآن.
(5) حدثنا معتمر عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر قال: أعربوا القرآن.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن عقبة الأسدي عن أبي العلاء قال: قال عبد الله:
أعربوا القرآن فإنه عربي.
(7) حدثنا علي بن مسهر عن يوسف بن حبيب عن ابن بريدة عن رجل من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لان أقرأ آية بإعراب أحب إلى من أن أقرأ كذا وكذا آية بغير
إعراب.

(1 / 1) لان في إعراب كلام القرآن توضيحا لمعانيه.
(1 / 3) تمعددوا: تخلقوا بأخلاق معد وهي تحمل شظف العيش ومكارهه والتزين بمكارم الأخلاق.
(1 / 4) لان تعلم العربية ضروري أصلا لفهم القرآن الكريم لان القرآن عربي.
(1 / 7) أي أنه من الأفضل قراءة آية وفهمها على قراءة كذا آية دون فهم
150

(8) حدثنا ابن إدريس عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضرب ولده
على اللحن.
(9) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد! والله
ما أراك تلحن، فقال: يا ابن أخي! إني سبقت اللحن.
(10) حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة قال أخبرني سالم أن زيد بن ثابت استشار
عمر في جمع القرآن فأبى عليه فقال: أنتم قوم تلحنون، واستشار عثمان فأذن له.
(11) حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن أبي رجاء قال سألت محمدا عن نقط
المصاحف فقال: إني أخاف أن تزيدوا في الحروف أو تنقصوا منها، وسألت الحسن فقال: ما بلغك ما كتب به عمر أن تعلموا العربية وحسن العبارة وتفقهوا في الدين.
(12) حدثنا إسحاق بن سليمان عن معاوية عن يحيى عن يونس بن ميسرة الجيلاني
عن أم الدرداء قالت: إني لأحب أن أقرأه كما أنزل - يعني إعراب القرآن.
(13) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا حماد بن زيد عن يزيد بن حازم عن سليمان بن
يسار قال: انتهي عمر إلى قوم يقرئ بعضهم بعضا، فلما رأوا عمر سكتوا فقال: ما كنتم
تراجعون، قلنا: كنا نقرئ بعضنا بعضا، فقال: اقرأوا ولا تلحنوا.
(14) حدثنا جرير عن ثعلبة عن مقاتل بن حيان قال: كلام أهل السماء العربية، ثم
قرأ {حم والكتاب المبين إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وإنه في أم الكتاب
لدينا لعلي حكيم}.
(15) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن مورق قال: قال عمر تعلموا اللحن
والفرائض فإنه من دينكم.
(16) حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا جعفر الأحمر عن مطرف عن سوادة بن
الجعد عن أبي جعفر قال: من فقه الرجل عرفانه اللحن.

(1 / 8) اللحن: الخطأ في الكلام أو القراءة لغة وقواعدا وإعرابا.
(1 / 9) سبقت اللحن أي بتعلم العربية.
(1 / 12) سورة الزخرف الآيات (1 - 4).
(1 / 15) تعلموا اللحن: أي تعلموا العربية لتجتنبوا اللحن
(1 / 16) أي عرفانه الأخطاء الشائعة في اللحن
151

(17) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن خليد العصري قال: لما قدم علينا سلمان أتيناه
ليستقرئنا القرآن فقال: القرآن عربي فاستقرؤوه رجلا عربيا، فاستقرأنا زيد بن صوحان
فكان إذا أخطأ أخذ عليه سلمان، فإذا أصاب قال: أيم الله.
(2) في تعليم القرآن كم آية
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال: حدثنا من
كان يقرئنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات
ولا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العمل والعمل والعلم فإنا علمنا العمل
والعلم.
(2) حدثنا وكيع عن خالد بن دينار عن أبي العالية قال: تعلموا القرآن خمس آيات
خمس آيات، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ خمسا خمسا.
(3) حدثنا وكيع عن إسماعيل قال: كان أبو عبد الرحمن يعلمنا خمسا خمسا.
(3) ثواب من قرأ حروف القرآن
(1) حدثنا مروان بن معاوية عن عبد الملك بن أبجر عن المنهال بن عمرو عن
قيس بن سكن قال: قال عبد الله: تعلموا القرآن فإنه يكتب بكل حرف منه عشر
حسنا ويكفر به عشر سيئات، أما إني لا أقول: {ألم} ولكن أقول: ألف عشر ولام
عشر وميم عشر.
(2) حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن عبيدة قال: حدثنا محمد بن كعب عن
عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ حرفا من كتاب الله كتب
الله له حسنة، لا أقول: {ألم ذلك الكتاب}، ولكن الحروف مقطعة عن الألف
واللام والميم ".

(2 / 1) وفيه وجوب التأني في تعلم القرآن فلا ينتقل من آية إلى أخرى أو من مجموعة آيات إلى مجموعة
جديدة حتى يتفهم الأولى.
(2 / 3) أي كان يوحى إليه كل خمس آيات معا أو يراجعه جبريل إياه خمسا خمسا.
(3 / 1) رواه السيوطي في الدر المنثور (1 / 22) عن السنجري عن قيس بن سكن.
(3 / 2) أي أن لكل حرف من حروف الكلمة الواحدة حسنة، وقد رواه الهيثمي في مجمع الزوائد عن
الطبراني عن عوف بن مالك وضعف أحد رواته.
كما رواه السيوطي في الدر المنثور من صاحب المصنف
152

(3) حدثنا أبو الأحوص عن عطاء بن السائب عن أبي الأحوص عن عبد الله قال:
تعلموا القرآن واتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا
أقول: {ألم} ولكن ألف ولام وميم.
(4) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن سليمان الضبي عن إبراهيم عن علقمة أو
الأسود عن عبد الله قال: من قرأ القرآن يبتغي به وجه الله كان له بكل حرف عشر
حسنات ومحو عشر سيئات.
(4) في حسن الصوت بالقرآن
(1) حدثنا جعفر بن غياث ووكيع عن الأعمش عن طلحة عن عبد الرحمن بن
عوسجة عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " زينوا القرآن بأصواتكم ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فسمع قراءة رجل فقال: " من هذا؟ فقال:
عبد الله بن قيس، فقال: لقد أوتي هذا مزامير آل داود ".
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن مالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد أوتي الأشعري مزمارا من مزامير آل داود ".
(4) حدثنا شبابة عن ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن كعب بن
مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي موسى وسمعه يقرأ القرآن: " لقد أوتي أخوكم من مزامير
آل داود ".

- (3 / 3) رواه الحاكم في المستدرك 1 / 555 عن أبي الأحوص.
(3 / 4) أي لم يقرأه كما يفعل قراء هذه الأيام أو بعضهم لا يقرأون إلا بأجر مادي وبعضهم يشترط الاجر
مسبقا ويغالي فيه، فهذا لا ثواب له والله أعلم.
(4 / 1) وفيه الدعوة لإجادة التلاوة والتجويد لان الصوت الحسن يوضح الألفاظ عند قراءتها فيقع في
القلوب موقعا حسنا مؤثرا حتى أن غير المسلمين من النصاري أو الأجانب الذين لا يفقهون العربية
إذا تلي القرآن أمامهم خشعت قلوبهم لذكر الله لان للقرآن الكريم رهبة تقع في القلوب عند سماعه.
وقد رواه الحاكم في المستدرك 1 / 570 عن وكيع كما رواه الدارمي عن منصور عن طلحة.
(4 / 2) أي أوتي صوتا حسنا وأداء جميلا تحن لسماعه القلوب، والحديث رواه الدارمي كما رواه ابن سعد
عن يزيد بن هارون وعبد الله بن قيس هو أبو موسى الأشعري.
(4 / 3) الأشعري: المقصود هو عبد الله بن قيس أي أبو موسى الأشعري.
(4 / 4) رواه ابن سعد في طبقاته عن هشام عن الليث بن سعد، كما رواه الدارمي عن عبد الله بن سالم عن
يونس عن ابن شهاب عن أبي سلمة بن عبد الرحمن.
وقوله أخوكم أي أن الكلام كان موجها لحضور من الأشعريين
153

(5) حدثنا أبو بكر بلغني عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثله أو نحوه.
(6) حدثنا أبو أسامة عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم قال: قال عمر: حسنوا
أصواتكم بالقرآن.
(7) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن أبي نهيك
عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغن بالقرآن ".
(8) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي سلمة رواية قال: " ما أذن الله لشئ كإذنه
لعبده يترنم بالقرآن ".
(9) حدثنا حفص عن ليث عن طاوس قال: كان يقال: أحسن الناس صوتا بالقرآن
أخشاهم لله.
(10) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عبد الكريم عن طاوس: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: من
أقرأ الناس؟ قال: " من إذا قرأ رأيته يخشى الله " قال: وكان طلق من أولئك.
(11) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: كنا مع
أبي موسى فجئنا الليل إلى بستان خرب، قال: فقام من الليل فقرأ قراءة حسنة.
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن أبا
موسى كان يقرأ ذات ليلة ونساء النبي صلى الله عليه وسلم يستمعن فقيل له فقال: لو علمت لحبرت
تحبيرا أو تشوقت تشويقا.

(4 / 6) أي أن الأصوات تحسن بتلاوة القراءة وفيه وجوب قراءة القرآن بصوت حسن فلا يتلو القرآن على
الناس في جمع من كان ذا صوت منكر أو لا يفقه قوله أما إن أراد هذا القراءة لنفسه فلا بأس وله
أجره.
(4 / 7) أي لا يقرأ القرآن إلا مرتلا مجودا.
(4 / 8) الأرجح فيه الرفع لان مثل هذا لا يقال عن رأي.
وقوله رواية أي قد سمعه من غيره يرويه عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر الصحابي الراوي للحديث.
وقد رواه الدارمي في مسنده من طريق أخرى.
(4 / 9) لان الخشوع يملا النفس فيظهر في الصوت وأسلوب التلاوة.
(4 / 10) أي يظهر الخشوع وخشية الله في تلاوته وهو أقرأ الناس لأنه أحرصهم على الحفظ الصحيح واللفظ
الصحيح الواضح.
(4 / 11) وفيه التوكيد على جودة قراءة أبي موسى الأشعري.
(4 / 12) أي لجودة قراءتي أكثر مما فعلت وأطلت القراءة لتسعد نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بسماع تلاوة القرآن
154

(5) في التطريب من كرهه
(1) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عمران بن عبد الله بن طلحة
أن رجلا قرأ في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فطرب فأنكر ذلك القاسم وقال: يقول الله
تعالى: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزل من حكيم
حميد}.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن الأعمش أن رجلا قرأ عند أنس فطرب فكره
ذلك أنس.
(3) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عبد الله بن أبي بكر أن زياد
النميري جاء مع القراء إلى أنس بن مالك فقال له: إقرأ، فرفع صوته، وكان رفيع
الصوت، فكشف أنس عن وجهه الخرقة وكان على وجهه خرقة سوداء فقال: ما هذا؟ ما
هكذا كانوا يفعلون، وكان إذا رأى شيئا ينكره كشف الخرقة عن وجهه.
(4) حدثنا جرير عن ليث عن عبد الرحمن بن الأسود قال: كان أحدهم يمد بالآية
في جوف الليل.
(6) في فضل من قرأ القرآن
(1) حدثنا محمد بن عبد الرحمن السدوسي عن مقعس بن عمران عن أم الدرداء
قالت: دخلت على عائشة فقلت: ما فضل من قرأ القرآن على ممن لم يقرأه ممن دخل
الجنة، فقالت عائشة: إن عدد درج الجنة على عدد آي القرآن، فليس أحد ممن دخل الجنة
أفضل ممن قرأ القرآن.
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا إسماعيل بن رافع عن رجل عن عبد الله بن عمرو قال:
من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه إلا أنه لا يوحى إليه.

(5 / 1) سورة فصلت الآيتان (41 - 42) وفيه إنكار التطريب أي التلاوة على طريقة المغنين وأصول
الغناء في الدخول والخروج من المقامات الصوتية.
(5 / 4) ولا بأس بالمد ما لم يكن تطريبا كتطريب الآهات ومدها.
(6 / 1) أي أن القراءة ترفع القارئ في درجات الجنة عدد ما يقرأ من آي القرآن الكريم.
(6 / 2) أي صار في نفسه خشوع النبوة والأنبياء
155

(3) حدثنا وكيع قال حدثنا عمران أبو بشر الحلبي عن الحسن قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا فاقة لعبد يقرأ القرآن ولا غني له بعده ".
(4) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: من قرأ القرآن واتبع ما فيه هداه الله من الضلالة ووقاه يوم القيامة سوء
الحساب، وذلك بأن الله يقول: {فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.
(5) حدثنا أبو خالد الأحمر حدثنا أبو أسامة عن الحكم بن هشام عن عبد الملك بن
عمير قال: كان يقال: إن أبقي الناس عقولا قراء القرآن.
(6) حدثنا أبو الأحوص عن عكرمة قال: من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر، ثم
قرأ {لكي لا يعلم بعد علم شيئا}.
(7) حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب قال: من قرأ القرآن فكأنما
رأي النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ {ومن بلغ أئنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى}.
(8) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن زيد عن الزهري عن معاذ بن جبل قال: من
استظهر القرآن كانت له دعوة إن شاء يعجلها لدنياه وإن شاء لآخرته.
(7) في القرآن بأي لسان نزل
(1) حدثنا جعفر بن عون قال: أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل الأنصاري قال أخبرنا
ابن شهاب عن عبيد بن السباق أن عثمان قال: إنما نزل بلسان قريش - يعني القرآن.
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا حماد بن سلمة عن نبيط عن الضحاك قال:
نزل القرآن بكل لسان.

(6 / 3) وأغني الغني معرفة كتاب الله وقراءته والله يغنيه من عنده ما دام حافظا لكتابه الكريم.
(6 / 4) سورة طه الآية (23).
(6 / 6) سورة النحل من الآية (70).
(6 / 7) سورة الأنعام من الآية (19).
(6 / 8) استظهر القرآن: حفظه عن ظهر قلب.
(7 / 1) أي بالعربية التي تتحدث بها قريش لان كل العرب تفقهها لترددها الدائم على مكة المكرمة في
موسم الحج بينما لغات القبائل الأخرى تختلف فيما بينها في كثير من الألفاظ والمفردات واللغة هنا
تعني اللهجة والاستعمال الخاص للكلمات والمعاني.
(7 / 2) أي لم ترد فيه عبارة يشتبه معناها على العرب من غير القرشيين
156

(3) حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة قال: نزل القرآن
بكل لسان.
(4) حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن زيد بن الحباب عن شعبة قال: سمعت مجاهدا
يقول: نزل القرآن بلسان قريش، وبه كلامهم.
(5) حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: {الماعون} بلسان قريش:
المال.
(6) حدثنا زيد بن حباب عن جرير بن حازم عن عكرمة بن خالد قال: نزل القرآن
بلساننا - يعني قريش.
(7) حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد عن ابن أبي بريدة أن لسان جرهم
كان عربيا.
(8) ما نزل بلسان الحبشة
(1) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن عياض " كمشكاة "
قال: ككوة بلسان الحبشة.

(7 / 5) {الماعون} من سورة الماعون من الآية (7).
(7 / 7) جرهم: قبيلة من العرب قدمت مكة بعد أن نبع زمزم ونزلت قرب إسماعيل وأمه عليهما السلام
وتزوج إسماعيل عليه السلام منهم.
(8 / 1) إن بعض العلماء حاول أن يكتشف معاني بعض الألفاظ التي لم يجدها في كلام قريش أو عرب
الجزيرة إلا أن الدراسة العميقة المخصصة للغة العربية ترينا مراحل تطورها من الحرف المسماري.
إلى الحرف السومري إلى الفينيقية والنبطية التي تفرعت إلى سريانية وعرمية (أرامية) ثم تطور
العرمية إلى العربية القديمة ثم إلى العربية الحديثة التي بها نزل القرآن الكريم.
(ومن جهة أخرى كان هناك تطور آخر في اليمن نشأت عنه لغة حمير التي تطورت إلى لجهات
جنوب الجزيرة.
(أما على صعيد الحرف فقد اتخذ تطور الحرف العربي عدة اتجاهات. فتطور الحرف السومري نشأ
عنه عدة حروف جديدة منها حرف المسند الحميري الذي نجده أقرب المصادر التي اشتق منها
الحرف اللاتيني والحرف الفينقي الذي انتشر عبر التجارة واستقر في اليونان وكان منه الحرف
اليوناني المستعمل في لغة الإغريق القدامى وشعوب شرق أوربا، ثم الحرف العرمي (الأرامي)
الذي كتبت به السريانية والعبرية والنبطية ثم تطور إلى أجمل صورة له وصي العربية.
واللغة العربية هي أكمل اللغات في ترابط صورة اللفظ الصوتية ومعناها وأكثرها إتساعا في إمكانية
الاشتقاق، اشتقاق الأفعال المتطورة المستجيبة للمعاني الجديدة من الأفعال القديمة
ووضع ألفاظ جديدة من ألفاظ قديمة بزيادة حرف أو أكثر وتغيير أماكن هذه الحروف المزيدة
لاستنباط ألفاظ جديدة ومعاني جديدة مع المحافظة في الوقت نفسه على المعنى الصوري للكلمة
الأصلية في معنى الكلمة الجديدة وإن كان المعنى اللفظي جديدة يغطي حاجات لغوية جديدة.
(أما آثار اختلاف الروافد التي اشتقت منها القبائل العربية كلامها فتظهر في بقايا في لهجاتها.
ومن ذلك:
العنعنة: وهي إبدال الهمزة عينا مثال عنك بدل إنك وهي لتميم وقيس.
الكشكشة: وهي كاف المخاطب المؤنث شينا وهي لربيعة.
الكسكسة: وهي قلب كاف المخاطب سينا وهي أيضا لبعض ربيعة وسواها.
الفحفحة: وهي قلب حرف الحاء إلى عين، حتى تصير عتى وهي عند هذيل.
العجعجة: وهي قلب الياء جيما في آخر الكلمة، فالراعي تصير الراعج وعلى تصير علج وتقولها
قضاعة.
الغمغمة: وهي إخفاء بعض الحروف وتتكلم بها قضاعة.
الشنشنة: وهي قلب كاف آخر الكلمة شينا وهي فترة في العراقين والخليج العربي وكانت في لهجة
أهل اليمن.
الطمطمانية أو الطنطنانية: وهي جعل لام التعريف ميما فيقولون مصيام بدل الصيام وهي لغة حمير.
اللخلخانية: وهي حذف همزة القطع في آخر بعض الألفاظ وهذه منتشرة كثيرا وكانت في الشحر
واليمن وعمان كقولهم ما شاء الله بدل ما شاء الله أو رأي بدل رأي وهكذا..
التلتلة: وهي كسر تاء المضارعة وقالت بها بهراء وهي اليوم منتشرة في فلسطين تضرب مثلا تصير
تضرب.
الوتم: وهي جعل سين آخر الكلمة تاء فالكأس تصير الكات والرأس تصير الرات وهكذا وهي
بعض قبائل اليمن.
الوكم: وهي كسر كاف المخاطب في حال الجمع عليكم تصير عليكم وبكم بكم وهي في كلب
ولكنها الآن منتشرة في المغرب العربي.
وكذا الوهم وهو كسر الهاء المتصلة بميم الجماعة عليهم تصير عليهم أي لا تكسر الهاء أو الكاف
فقط وإنما تخفف الياء أيضا في الحالين.
ثم الأنانة: وهي جعل القاف ألفا، وهي منتشرة في بلاد الشام مثال قلت تصبح ألت وهكذا وهي
من منشأ بمني أيضا.
الترخيم: وهي قطع آخر الكلمة في غير النداء أو لفظها ضعيفة لا تكاد تظهر أبو الهشام تصير أبو
الهشا وفرنساوي تصير فرنسا و وما زالت في بيروت وبعض مناطق الشام.
الاستنطاء: وهي قلب العين ألفا فيقولون أنطى بدل أعطى وهي منتشرة في فلسطين اليوم وبعض
المناطق الأخرى وهي أصلا في سعد بن بكر وهذيل والأزد وقيس والأنصار إلخ...
وهذا الاختلاف في الرافد الذي استقت منه القبيلة أصلا لهجتها جعلها تستعمل الألفاظ الواحدة
أيضا للدلالة على مصطلح مختلف أو مناقض تماما للمعني الذي تستعمله القبيلة الأخرى فكون هذا
معاني تحمل معنيين متناقضين أو أكثر
= فالهمة: هي النشاط والقوة.
والهمة: هي العجز والضعف.
والجون: الأسود.
والجون: الأبيض.
الريان: العطشان.
الريان: الذي ارتوى وشرب إلخ.. إضافة إلى اختلاف في تحريك الكلمة الواحدة إلخ... وهذا
بحث طويل سنجعله في كتاب مستقل إن شاء الله.
إلا أن ما حاولنا اثباته ها هنا أن هذه الألفاظ هي عربية فصيحة وليس كما ظن البعض من منشأ
حبشي أو فارسي أو نبطي أو هندي إلى آخر ما استنبطوا من صلات بين بعض الألفاظ واللغات
غير العربية الحديثة التي يتكلمون بها، إلا أن بعد العهد وعدم الاهتمام في تلك الفترة من تاريخ
العرب بدرس تاريخ اللغة وتطورها وعدم علم للآثار يبحث فيها ويستقرئها تاريخ ماضي
الأمة جعلهم يتوجهون إلى هذه المحاولات بحثا عن أصول لكلمات لم يجدوها في لغتهم المحكية.
والمشكاة هي ما كان يشك فيه الشموع أو القناديل واللفظة عربية وهي من الآية (35) من سورة
النور.
157

(2) حدثنا وكيع عن عمر بن أبي زائدة عن عكرمة قال: " طه " بالحبشية: يا رجل.
(3) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي الأحوص عن أبي موسى {يؤتكم كفلين
من رحمته} قال: أجرين بلسان الحبشة.
(4) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي سنان عن أبي إسحاق عن عمرو بن شرحبيل
عن عبد الله {إن ناشئة الليل} قال: هو بلسان الحبشة قيام الليل.
(9) ما فسر بالرومية
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن مجاهد في قوله " وزنوا بالقسطاس
المستقيم " قال: العدل بالرومية.

(8 / 2) هي إما من الحروف المقطعة كما قال بعض علماء التفسير أو طا بمعنى يا النداء ببعض اللهجات
العربية القديمة، ومنها العربية وها بالعرمية تعني هذا وهي للمنادي المذكر وتعني يا هذا أو يا رجل
وليست من الحبشية بشئ.
(8 / 3) الكفل: في العرمية وعاء ضخم وحجر مدور كبير كان يشد إليه الأسرى للتعذيب والتحقيق. وهي
من الآية (28) من سورة الحديد.
(8 / 4) ناشئة الليل: واضحة العربية ولا تحتاج إلى تعليق.
(9 / 1) الاشتقاق بإضافة السين في آخر الكلمة من العربية القديمة فالقسطاس من القسط والقرطاس من
القرط إلخ... وهو نوع من الاشتقاق كان معروفا عند أنباط الشام في التبراء وكنعاني صور (الفينيقيين). وهي من الآية (35) من سورة الإسراء ومن الآية (182) من سورة الشعراء
159

(2) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن عكرمة " وأنتم سامدون " قال: هو
الغناء بالحميرية.
(3) حدثنا شريك عن جابر عن مجاهد قال: " القسطان " العدل بالرومية.
(10) ما فسر بالنبطية
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير قال: طه بالنبطية ايطه
با رجل.
(2) حدثنا وكيع عن قرة بن خالد عن الضحاك قال: طه يا رجل بالنبطية.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن خصيف عن عكرمة قال: طه يا رجل بالنبطية.
(4) حدثنا الفضل بن دكين عن سلمة بن سابور عن عطية عن ابن عباس: {هيت
لك} قال: هي بالنبطية: هلم لك.
(11) ما فسر بالفارسية
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عكرمة عن ابن عباس {حجارة من
سجيل} قال: هي بالفارسية سنك، وكل حجر وطين.
(2) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن ابن سابط {حجارة من سجيل} قال: هي
بالفارسية.
(3) حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن مسلم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس {يود
أحدهم لو يعمر ألف سنة} قال هو كقول الأعاجم " هزار سال " أي عيش ألف سنة.
(4) حدثنا معتمر بن سليمان عن جعفر عن القاسم عن أبي أمامة قال: إن الملائكة
الذين يحملون العرش يتكلمون بالفارسية الدرية.

(9 / 2) من الآية (61) من سورة النجم.
(10 / 1) النبطية أصلا وكما سبق وذكرنا هي من اللغات العربية القديمة.
(10 / 4) من الآية (23) من سورة يوسف.
(11 / 1) من سورة الفيل.
(11 / 1) من سورة الفيل.
(11 / 3) سورة البقرة من الآية (96).
(11 / 4) الدرية: إحدى لهجات فارس
160

(5) حدثنا جرير عن بيان عن الشعبي قال: كلام الناس يوم القيامة السريانية.
(12) ما فسر بالشعر من القرآن
(1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن مسمع بن مالك قال: سمعت عكرمة قال: كان
إذا سئل ابن عباس عن شئ من القرآن أنشد شعرا من أشعارهم.
(2) حدثنا وكيع عن مسعر عن قتادة عن ابن عباس قال: ما كنت أدري ما قوله:
{ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق} حتى سمعت بنت ذي يزن تقول: جئ أفاتحك.
(3) حدثنا شريك عن بيان عن عامر {فإذا هم بالساهرة} قال: بالأرض، ثم
أنشد أبياتا لامية:
وفيها لحم ساهرة وبحر.
(4) حدثنا شريك عن فرات عن سعيد بن جبير قال: {القانع} السائل، ثم أنشد
أبياتا لشماخ:
لمال المرئ يصلحه فيفني * * معافره أعف من القنوع
(5) حدثنا وكيع عن ثابت عن أبي صفية عن شيخ يكنى أبا عبد الرحمن عن ابن
عباس قال: ال‍ {زنيم} الليئم الملزق، ثم أنشد هذا البيت!
زنيم تداعاه الرجال زيادة * * كما زيد في عرض الأديم الأكارع
(6) حدثنا ابن علية عن أبي العلاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يقرأ
{درست} ويتمثل: دارس كطعم الصاب والعلقم.
(7) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن اللهف عن أبيه {فمنهم من قضى نحبه}
قال الشاعر: قضت نحبها من يثرب فاستمرت.

(11 / 5) ينفيه الحديث " إن لغة أهل الجنة هي العربية " والسريانية إحدى اللغات العربية القديمة.
(12 / 2) سورة الأعراف من الآية (89).
(12 / 3) سورة النازعات من الآية (14).
(12 / 4) سورة الحج من الآية (36).
(12 / 5) سورة القلم من الآية (13).
(12 / 6) سورة الأنعام من الآية (105).
(12 / 7) سورة الأحزاب من الآية (23)
161

(13) في تعاهد القرآن
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل القرآن مثل الإبل المعقولة إن عقلها صاحبها أمسكها، وإن
تركها ذهبت ".
(2) حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول: قال: سمعت
عقبة بن عامر يقول: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعلموا القرآن وأفشوه والذي نفسي بيده
لهو أشد تفصيا من المخاض من عقلها ".
(3) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن بريد بن عبيد الله عن أبي بردة عن أبي
موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعاهدوا القرآن فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا
من قلوب الرجال من الإبل من عقلها ".
(4) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله: تعاهدوا هذه
المصاحف - وربما قال: القرآن - فلهو أشد تفصيا من قلوب الرجال من النعم من عقلها.
(5) حدثنا ابن عيينة عن منصور عن أبي وائل قال: قال عبد الله: تعاهدوا هذا
القرآن فلهو أشد تفصيا من النعم من عقله، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بئس ما
لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو أنسي ".
(14) في نسيان القرآن
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد قال: حدثني
فلان عن سعيد بن عبادة قال: حدثنيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أحد يقرأ القرآن ثم
ينساه إلا لقي الله وهو أجذم ".
(2) حدثنا وكيع عن ابن أبي داود عن الضحاك قال: ما تعلم رجل القرآن ثم نسيه
إلا بذنب ثم قرأ الضحاك {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ثم قال
الضحاك: وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن.

(13 / 1) عقلها: ربطها.
(13 / 2) تفصيا: تفلتا.
(14 / 1) عقابا له على عدم تعاهده القرآن بالقراءة.
(14 / 2) سورة الشورى الآية (30)
162

(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم بن أبي أمية عن طلق بن حبيب قال:
من تعلم القرآن ثم نسيه من غير عذر حط عنه بكل آية درجة وجاء يوم القيامة مخصوما.
(4) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن يزيد عن الوليد بن عبد الله بن أبي مغيث قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرضت علي الذنوب فلم أر فيها شيئا أعظم من حامل القرآن
وتاركه ".
(15) من كره أن يتأكل بالقرآن
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن واقد عن زاذان قال: من قرأ القرآن ليتأكل به
الناس لقي الله وليس على وجهه مزعة لحم.
(2) حدثنا وكيع عن يزيد بن إبراهيم عن الحسن قال: قال عمر: اقرأوا القرآن
وسلوا الله به قبل أن يقرأ قوم يسألون الناس به.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال: قال
عمر: قد أتى علي زمان وأنا أحسب من قرأ القرآن يريد به وجه الله، فقد خيل لي الآن
بأخرة أني أرى قوما قد قرأوه يريدون به الناس، فأريدوا الله بقراءتكم وأريدوا الله
بأعمالكم.
(4) حدثنا الزبيري محمد بن عبد الله عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن الحسن
عن عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من قرأ القرآن فليسأل الله
به فإنه سيجئ قوم يقرأون القرآن يسألون الناس به ".
(5) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال: قال عمر: اقرأوا
القرآن واطلبوا به ما عنده قبل أن يقرأه أقوام يطلبون به ما عند الناس

(14 / 3) مخصوما: مغلوبا.
(15 / 1) رواه أبو نعيم في الحلية (4 / 199) عن أحمد بن يونس عن سفيان.
(15 / 2) رواه الهندي في الكنز عن صاحب المصنف.
(15 / 3) رواه عبد الرزاق في المصنف 3 / 388 من معمر عن سعيد الجريري.
(15 / 4) رواه الهندي في الكنز عن صاحب المصنف
163

(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اقرأوا القرآن وسلوا الله به فإنه سيقرأه أقوام يقيمونه إقامة القدح يتعجلونه ولا
يتأجلونه ".
(7) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا عبد الله بن الوليد قال: أخبرني عمر بن أيوب
قال: أخبرني أبو أياس معاوية بن قرة قال: كنت نازلا على عمرو بن النعمان بن مقرن،
فلما حضر رمضان جاءه رجل بألفي درهم من قبل مصعب بن الزبير فقال: إن الأمير
يقرئك السلام، ويقول: إنا لن ندع قارئا شريفا إلا وقد وصل إليه منا معروف، فاستعن
بهذين على نفقة شهرك هذا، فقال عمرو: اقرأ على الأمير السلام وقل له: والله ما قرأنا
القرآن نريد به الدنيا، ورد عليه.
(16) في التمسك بالقرآن
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي
سعيد عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أبشروا أبشروا،
أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: فإن هذا القرآن
سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به، فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده
أبدا ".
(2) حدثنا حسين بن علي عن حمزة الزيات عن أبي المختار الطائي عن ابن أخي
الحارث الأعور عن الحارث عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " كتاب الله فيه
خبر ما قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بينكم، هو الفصل ليس بالهزل، هو الذي لا
تزيغ به الأهواء: ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق عن كثرة رد، ولا تنقضي عجائبه،
هو الذي من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، هو
حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي من عمل به أجر،
ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم، خذها إليك يا أعور ".

(15 / 6) رواه عبد الرزاق في المصنف 3 / 482 عن سفيان بن عيينة.
(15 / 7) رواه ابن حجر في الإصابة عن صاحب المصنف 3 / 21.
(16 / 1) رواه السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف 2 / 60.
(16 / 2) رواه الدارمي ص 425 عن محمد بن يزيد عن حسين
164

(3) حدثنا أبو معاوية الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبة الله ما استطعتم، إن هذا القرآن
هو حبل الله وهو النور البين والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به ونجاء لمن تبعه لا
يعوج فيقوم، ولا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد ".
(4) حدثنا ابن نمير قال حدثنا أبان بن إسحاق قال حدثني رجل من بجيلة
قال: خرج جندب البجلي في سفر له، قال: فخرج معه ناس من قومه حتى إذا كانوا
بالمكان الذي يودع بعضهم بعضا قال: أي قوم! عليكم بتقوى الله، عليكم بهذا القرآن
فالزموه على ما كان من جهد وفاقة فإنه نور بالليل المظلم وهدى بالنهار.
(5) حدثنا أبو الأحوص عن زيد بن جبير قال: قال لي أبو البحتري الطائي: اتبع
هذا القرآن فإنه يهديك.
(6) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن بن
الأسود عن أبيه قال: قال عبد الله: إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها
بغيره.
(7) حدثنا غندر عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: قال عبد الله: إن هذا
القرآن مأدبة من دخل فيه فهو آمن.
(8) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن ابن شهاب قال: قال عمر: تعلموا كتاب الله
تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله.
(9) حدثنا غندر عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي أياس عن أبي كنانة عن أبي
موسى أنه قال: إن هذا القرآن كائن لكم ذكري وكائن لكم أجرا أو كان عليكم وزرا،
فاتبعوا القرآن ولا يتبعكم القرآن فإنه من يتبع القرآن يهبط به على رياض الجنة، ومن
يتبعه القرآن يزخ في قفاه فيقذفه في جهنم.

(16 / 3) رواه الدارمي ص 423 عن جعفر بن عون عن إبراهيم الهجري كما رواه عبد الرزاق من طريق
أخرى والهندي عن صاحب المصنف.
لا يخلق: لا يبلي.
(16 / 6) لان القلوب إن لم تشغل بالقرآن وذكر الله شغلتها وساوس الشيطان برغائب دنيوية باطلة.
(16 / 7) والدعوة فيها موجهة لكل المؤمنين
165

(10) حدثنا كبير بن هشام عن جعفر بن برقان قال حدثنا الأخنس بن أبي
الأخنس عن زبيد المرادي قال: شهدت ابن مسعود قام خطيبا فقال: ألزموا القرآن
وتمسكوا به، حتى جعل يقبض على يديه صفا كأنه أخذ بسبب شئ.
(11) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش قال: مرت بعيسى بن مريم امرأة - ثم ذكر
نحوه.
(12) حدثنا زيد بن حباب عن مغيرة بنت حسان قالت: سمعت أنسا يقول:
{فقد استمسك بالعروة الوثقى} قال: القرآن.
(13) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن مرة عن عبد الله قال: من أراد
العلم فليقرأ القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين.
(14) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن الأسود قال: قال: عبد الله
عليكم بالشفائين: القرآن والعسل.
(15) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأسود عن عبد الله قال:
العسل شفاء من كل داء، والقرآن شفاء لما في الصدور.
(16) حدثنا المحاربي عن ليث عن مجاهد " شفاء للناس " قال: الشفاء في القرآن.
(17) في البيت الذي يقرأ فيه القرآن
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي الأحوص عن عبد الله
قال: البيت الذي لا يقرأ فيه القرآن كمثل البيت الخرب الذي لا عامر له.
(2) حدثنا هشيم عن عباد عن ابن سيرين قال: البيت الذي يقرأ فيه القرآن تحضره
الملائكة وتخرج منه الشياطين ويتسع بأهله ويكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن
تحضره الشياطين وتخرج منه الملائكة ويضيق بأهله ويقل خيره

(16 / 10) أي يقبض على يديه بشدة كأنه يمسك شيئا يخاف أن يؤخذ منه.
(16 / 12) سورة البقرة من الآية (256).
(16 / 14) سبق ذكره وشرحه في كتاب الطب
166

(3) حدثنا عبيدة عن أبي الزعراء عن أبي الأحوص قال: سمعت ابن مسعود يقول:
إن أصفر البيوت الذي أصفر من كتاب الله.
(4) حدثنا أبو معاوية عن ليث عن ابن سابط قال: إن البيوت التي يقرأ فيها القرآن
لتضئ لأهل السماء كما تضئ السماء لأهل الأرض، قال: وإن البيت الذي لا يقرأ فيه
القرآن ليضيق على أهله وتحضره الشياطين وتنفر منه الملائكة، وإن أصفر البيوت لبيت
صفر من كتاب الله.
(5) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن
عبيد بن عمير قال: كان عبد الرحمن بن عوف إذا دخل منزلة قرأ في زواياه آية الكرسي.
(6) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن المغيرة قال حدثنا ثابت قال: كان أبو هريرة
يقول: البيت إذا تلي فيه كتاب الله اتسع بأهله وكثر خيره وحضرته الملائكة وخرجت منه
الشياطين، والبيت الذي لم يتل فيه كتاب الله ضاق بأهله وقل خيره وتنكبت عنه الملائكة
وحضره الشياطين.
(18) التنطع بالقراءة
(1) حدثنا أبو معاوية وحفص عن الأعمش عن سفيان قال: قال عبد الله إني قد
سمعت أولى القراءة فوجدتهم متقاربين فاقرأوه كما علمتم، وإياكم والتنطع والاختلاف -
زاد أبو معاوية: إنما هو كقول أحدكم هلم وتعال.
(2) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسماعيل بن عبد الملك عن سعيد بن جبير قال:
اقرأوا القرآن صفاء لله ولا تنطعوا فيه.
(3) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن حكيم بن جابر قال: حذيفة: إن أقرأ
الناس المنافق الذي لا يدع واوا ولا ألفا، يلفه كما تلف البقر ألسنتها، لا يجاوز ترقوته

(17 / 3) أصفر البيوت: أي أكثرها خلوا من الخير.
صفر من كتاب الله: لا مصحف فيه أو لا يقرأ فيه القرآن.
(17 / 5) لان الشيطان يفر من آية الكرسي ولا يقرب من دار تقرأ فيها
(17 / 6) تنكبت عنه: تركته ولم تزره ولم تدخله.
(18 / 8) التنطع: التعقيد في القراءة والبحث عن الشاذ من القراءات والعمل بها
167

(4) حدثنا أبو أسامة قال أخبرني الثوري عن الحسن بن عمرو عن فضيل عن
إبراهيم: كانوا يكرهون أن يعلموا الصبي القرآن حتى يعقل.
(19) في القرآن إذا اشتبه
(1) حدثنا أبو أسامة حدثني الثوري قال حدثنا أسلم المنقري عن عبد الله بن عبد
الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبي قال: كتاب الله ما استبان منه فاعمل به، وما اشتبه
عليك فآمن به وكله إلى عالمه.
(2) حدثنا يعلى قال حدثنا إسماعيل عن زبيد قال: قال عبد الله إن للقرآن منارا
كمنار الطريق، فما عرفتم فتمسكون به، وما اشتبه عليكم فذروه.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن بعض أصحابه عن الربيع بن خيثم قال:
اضطروا هذا القرآن إلى الله ورسوله.
(4) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن معاذ أنه
قال: أما القرآن فمنار كمنار الطريق، ولا يخفى على أحد، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه
أحدا، وما شككتم فيه فكلوه إلى عالم.
(20) في الماهر بالقرآن
(1) حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعد بن
هشام هن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع
السفرة الكرام البررة، والذي يقرأه وهو يشتد عليه له أجران ".
(2) حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن عطاء: الذي يهون عليه القرآن مع السفرة
الكرام، والذي ينفلت منه ويشق عليه له عند الله أجران.

(19 / 1) رواه السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف 2 / 7.
(19 / 2) مثار الطريق: العلامات التي تدل على الاتجاه فيه وسواء السبيل فمن تركها ضل أو سار في غير
السبيل الذي يريد.
(20 / 1) السفرة الكرام: الملائكة.
له أجران: أجر قراءته وأجر ما يلقى من مشقة في القراءة
168

(21) في الرجل إذا ختم ما يصنع
(1) حدثنا وكيع عن مسعر عن قتادة عن أنس أنه كان إذا ختم جمع أهله
(2) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الرحمن بن الأسود قال: يذكر أنه يصلي عليه
إذا ختم.
(3) حدثنا جرير عن منصور عن الحكم قال: كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة وناس
يعرضون المصاحف، فلما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا أرسلوا إلي وإلى سلمة بن
كهيل فقالوا: إنا كنا نعرض المصاحف فأردنا أن نختم اليوم فأحببنا أن تشهدونا، إنه كان
يقال: إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند خاتمته أو حضرت الرحمة عند خاتمته.
(4) حدثنا يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب عن المسيب بن رافع أنه كان يختم
القرآن في ثلاث، ويصبح اليوم الذي يختم فيه صائما.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن الحكم عن مجاهد قال: الرحمة تنزل عند
ختم القرآن.
(6) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن التيمي عن رجل عن أبي العالية أنه كان إذا
أراد أن يختم القرآن من آخر النهار أخره إلى أن يمسي، وإذا أراد أن يختمه من آخر الليل
أخره إلى أن يصبح.
(22) من قال: يشفع القرآن لصحابه يوم القيامة
(1) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يمثل القرآن يوم القيامة رجلا فيؤتى
بالرجل قد حمله فخالف أمره فيتمثل خصما له فيقول: يا رب حملته إياي فشر
حامل تعدى حدودي وضيع فرائضي وركت؟ معصيتي وترك طاعتي، فما يزال يقذف

(21 / 1) جمع أهله وقرأ دعاء ختم القرآن معهم.
(21 / 2) وهي ركعتي شكر لله تعالى.
(21 / 4) الأرجح أنها ثلاث أيام.
(21 / 6) أي آخر ختم القرآن.
(22 / 1) رواه الهندي في الكنز 1 / 485
169

عليه بالحجج حتى يقال: فشأنك به فيأخذ بيده، فما يرسله حتى يكبه على منخره في
النار، ويؤتى برجل صالح قد كان حمله وحفظ أمره فيتمثل خصما له دونه فيقول:
يا رب حملته إياي فخير حامل، حفظ حدودي وعمل بفرائضي واجتنب معصيتي
واتبع طاعتي، فما يزال يقذف له بالحج حتى يقال: شأنك به، فيأخذ بيده فما
يرسله حتى يلبسه حلة الإستبرق ويعقد عليه تاج الملك ويسقيه كأس الخمر ".
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا بشير بن المهاجر قال حدثني عبد الله بن
بريدة عن أبيه قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول: " إن القرآن يلقى صاحبه
يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب يقول له: هل تعرفني؟ فيقول: ما
أعرفك، فيقول له: أنا صاحبك القرآن الذي أظمأتك في وأسهرت ليلك، وإن كل
تاجر من وراء تجارته، وإنك اليوم من وراء كل تجارة، قال: فيعطى الملك بيمينه
والخلد بشماله، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويكسى والداه حلتين، لا يقوم لهما
أهل الدنيا، فيقولان: بم كسينا هذا؟ قال: فيقال لهما: بأخذ ولدكما القرآن، ثم يقال
له: اقرأ واصعد في درج الجنة وغرفها، فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان أو
ترتيلا ".
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا موسى بن عبيدة الربذي قال حدثنا سعيد بن
أبي سعيد المقبري عن عثمان بن الحكم عن كعب أنه قال: يمثل القرآن لمن كان يعمل به في
الدنيا يوم القيامة كأحسن صورة رآها وأحسنها وجها وأطيبها ريحا فيقوم بجنب صاحبه
فكلما جاءه روع هدأ روعه وسكنه وبسط له أمله فيقول له: جزاك الله خيرا من صاحب،
فما أحسن صورتك وأطيب ريحك، فيقول له: أما تعرفني تعال اركبني، فطالما ركبتك في
الدنيا، أنا عملك، إن عملك كان حسنا، فترى صورتي حسنة، وكان طيبا فترى ريحي
طيبة، فيحمله فيوافي به الرب تبارك وتعالى فيقول: يا رب هذا فلان - وهو أعرف به
منه - قد شغلته في أيامه في حياته في الدنيا، أظمأت نهاره وأسهرت ليله، فشفعني فيه،
فيوضع تاج الملك على رأسه، ويكسى حلة الملك، فيقول: يا رب قد كنت أرغب له عن
هذا وأرجو له منك أفضل من هذا، فيعطي الخلد بيمينه والنعمة بشماله، فيقول: يا رب

(22 / 2) رواه الدارمي في المسند ص 432 عن الفضل بن دكين. ورواه السيوطي عن صاحب المصنف
والهندي من طريق آخر.
(22 / 3) رواه السيوطي في الدر المنثور 1 / 254 عن صاحب المصنف وعن ابن الضريس
170

إن كل تاجر قد دخل على أمله من تجارته، فيشفع في أقاربه، وإن كان كافرا مثل له
عمله في أقبح صورته رآها وأنتنها فكلما جاءه روع زاده روعا فيقول: قبحك الله من
صاحب، فما أقبح صورتك وما أنتن ريحك، فيقول: من أنت؟ فيقول: أما تعرفني، أنا
عملك، إن عملك كان قبيحا فترى صورتي قبيحة، وكان منتنا فترى ريحي منتنة،
فيقول: تعال أركبك، فطالما ركبتني في الدنيا، فيركبه فيوافي به الله فلا يقيم له وزنا.
(4) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
نعم الشفيع القرآن لصاحبه يوم القيامة، قال: يقول: يا رب قد كنت أمنعه شهوته في الدنيا
فأكرمه، قال فيلبس حلة الكرامة، قال: فيقول: أي رب زده، قال: فيحلى حلة الكرامة
فيقول أي رب زده، قال: فيكسى تاج الكرامة، قال: فيقول: يا رب زده، قال: فيرضى
منه فليس بعد رضي الله عنه شئ.
(5) حدثنا ابن فضيل عن الحسن بن عبد الله عن المسيب ابن رافع عن أبي صالح
قال: يشفع القرآن لصاحبه يوم القيامة فيكسى حلة الكرامة فيقول: أي رب زده، فإنه
فاته، قال: فيكسى تاج الكرامة، قال: فيقول: أي رب زده فإنه فاته، فيقول: رضائي.
(6) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مجاهد أنه قال: القرآن يشفع
لصاحبه يوم القيامة يقول: يا رب جعلتني في جوفه فأسهرت ليله ومنعته عن كثير من
شهواته، ولكل عامل من عمله عمالة، فيقال له ابسط يدك، قال فتملأ من رضوان، فلا
يسخط عليه بعده، ثم يقال له اقرأ وأرقه قال: فيرفع له بكل آية درجة ويزاد بكل آية
حسنة.
(7) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال: قال منصور: حدثت عن مجاهد قال: يجئ
القرآن يوم القيامة بين يدي صاحبه حتى إذا انتهيا إلى ربهما قال القرآن: يا رب إنه ليس
من عامل إلا له من عمالته نصيب وإنك جعلتني في جوفه فكنت أنهاه عن شهواته قال:
فيقال له: ابسط يمينك، قال: فتملأ من رضوان الله، ثم يقال له: ابسط شمالك، فتملأ من
رضوان الله، فلا يسخط عليه بعد ذلك ابدا.

(22 / 4) رواه الدارمي في مسنده ص 423 عن زيد بن أبي أنيسة عن عاصم والهندي عن صاحب المصنف.
(22 / 5) رواه الدارمي ص 423 عن إبراهيم بن محمد عن الحسن بن عبد الله.
(22 / 6) رواه السيوطي في الدر المنثور 6 / 277 عن صاحب المصنف ورواه الدارمي من طريق آخر
171

(8) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قوله " والذي جاء بالصدق وصدق به،
قال: الذين يجيئون بالقرآن يوم القيامة فيقولون: هذا الذي أعطيتمونا فاتبعنا ما فيه
(9) حدثنا عبيدة بن حميد عن منصور عن أبي جعفر عن زاذان قال: يقال: إن
القرآن شافع مشفع وما حل مصدق.
(10) حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا عاصم بن بهدلة عن الشعبي عن ابن
مسعود قال: يجئ القرآن يوم القيامة فيشفع لصاحبه فيكون قائدا إلى الجنة، ويشهد عليه
فيكون سائقا له إلى النار.
(11) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن زبيد قال: قال عبد الله:
القرآن شافع مشفع وما حل مصدق، فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف
ظهره قادح إلى النار.
(23) من قال لصاحب القرآن اقرأ وأرقه
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة
- شك الأعمش - قال: يقال لصاحب القرآن: يوم القيامة اقرأ وأرقه فإن منزلك عند
آخر آية تقرأها.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو بمثله وزاد
فيه، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا.
(3) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله بن عمرو قال: يقال
لصاحب القرآن حين يدخل الجنة " اقرأ وأرقه في الجنة ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن
منزلك في الدرجات عند آخر ما تقرأ ".
(4) حدثنا غندر نا شعبة عن عمرو بن مرة عن مجاهد قال: يقال: اقرأ وأرقه،
قال: فيرفع له بكل آية درجة ويزاد بكل آية حسنة.

(22 / 9) أي هو شاهد مصدق.
(22 / 10) قائدا: دليلا يقود خطواته إلى الجنة.
(23 / 1) اقرأ وأرقه: إقرأ وارق درجات الجنة في كل آية تقرأها
172

(5) حدثنا جرير عن منصور عن أبي الضحى قال: كان الضحاك بن قيس يقول: يا
أيها الناس علموا أولادكم وأهاليكم القرآن فإنه من كتب له من مسلم يدخله الله الجنة أتاه
ملكان فاكتنفاه فقالا له: وارتق في درج الجنة حتى ينزلا به حيث انتهى علمه من القرآن.
(24) من قرأ القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم
(1) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن قتادة قال: سمعت أنسا يقول: قرأه معاذ وأبي
وسعد وأبو زيد قال: قلت: من أبو زيد قال أحد عمومتي.
(2) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال: قراء القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
أبي ومعاذ وزيد وأبو زيد وأبو الدرداء وسعيد بن عبيد، ولم يقرأ أحد من الخلفاء من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا عثمان، وقرأه مجمع بن جارية الا سورة أو سورتين.
(3) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله قال: جاء معاذ إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقرئني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرئه، فأقرأته ما كان معي،
ثم اختلفت أنا وهو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأه معاذ فكان معلما من المعلمين على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن جبير بن مالك عن عبد الله قال:
قرأت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت له روايتان في الكتاب.
(5) حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: جمعت المحكم
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني المفضل.
(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن محمد قال: كان أصحابنا لا
يختلفون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يقرأ القرآن من أصحابه إلا أربعة كلهم من
الأنصار: معاذ بن حبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد.

(23 / 5) اكتنفاه: أحاطا به يحميانه ويقودا خطواته إلى الجنة.
(24 / 2) المقصود القراءة عن ظهر قلب
173

(25) في الفضل الذي ذكره القرآن
(1) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن عطية عن أبي سعيد في قوله تعالى {قل
بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا} قال: بفضل الله القرآن، وبرحمته أن جعلكم
من أهله.
(2) حدثنا جرير عن منصور عن هلال عن منصور عن هلال بن يساف في قوله
{قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} قال: كتاب الله
والإسلام هو خير مما يجمعون.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطية عن ابن عباس في قول الله {قل
بفضل الله وبرحمته} قال: بفضل الله الاسلام وبرحمته أن جعلكم من أهل القرآن.
(4) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن القاسم عن مجاهد قال: القرآن.
(5) حدثنا أبو خالد عن عمرو بن قيس عن منصور عن سالم قال: {بفضل الله
وبرحمته} الاسلام والقرآن.
(26) فيمن تعلم القرآن وعلمه
(1) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن علقمة بن مرثد قال عن سعيد بن عبيدة
عن أبي عبد الرحمن عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خيار كم من تعلم القرآن
وعلمه ".
(2) حدثنا أحمد بن إسحاق عن عبد الواحد بن زياد عن عبد الرحمن بن إسحاق
عن النعمان بن سعد عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خياركم من تعلم القرآن
وعلمه ".

(25 / 1) سورة يونس من الآية (58).
(26 / 1) أي أفضلكم مكانة في المسلمين ويوم القيامة عند رب العالمين.
(26 / 2) رواه الدارمي ص 426 عن مسلم بن إبراهيم عن عبد الواحد بن زياد
174

(3) حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أيحب أحدكم إذا رجع إلى أهله أن يجد فيه ثلاث خلفات سمان عظام،
قال: قلنا: نعم، قال: فثلاث آيات يقرأهن أحدكم في صلاته خير له من ثلاث خلفات
سمان عظام ".
(4) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا محمد بن علي قال: سمعت أبي يحدث عن
عقبة بن عامر قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال: " أيكم يحب أن
يغدو كل يوم إلى بطحان أو العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا
قطيعة رحم، قلنا: بلى يا رسول الله! كلنا نحب ذلك، قال: أقلا يغدو أحدكم إلى
المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله خير من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث
وأربع خير له من أربع ومن أعدادهن من الإبل ".
(5) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن
عبد الله قال: لو جعل لاحد خمس قلائص إن صلى الغداة بالقرية لبات يقول لأهله: لقد
أني لي أن انطلق، واد لا يقعد أحدكم فيتعلم خمس آيات من كتاب الله فلهن خير له من خمس
قلائص وخمس قلائص.
(6) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن أبيه
قال: كان يقرأ القرآن فيمر بالآية فيقول للرجل: خذها فوالله لهي خير مما على الأرض
من شئ، قال: فيرى الرجل أنما يعني تلك الآية حتى يفعله بالقوم كلهم.
(27) في الوصية بالقرآن وقراءته
(1) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" تركت فيكم ما إن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله ".

(26 / 3) ثلاث خلفات: ثلاث نموق حوامل أوشكن على الوضع.
(26 / 4) الناقة الكرماء: الناقة السمينة العظيمة السنام.
(26 / 5) فلهن: اللام للتوكيد أي هن خير له من ضعف عددهن من الإبل.
قلائص ج قلوص وهي الناقة أو البعير يستعمل للركوب للسفر.
(27 / 1) رواه ابن ماجة في سننه ص 228 عن هشام بن عمار عن حاتم بن إسماعيل والمذكور هنا جزء من
الحديث
175

(2) حدثنا عفان قال حدثنا حسان بن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن زيد بن
حباب عن زيد بن أرقم قال: دخلنا عليه فقلنا له قد رأيت خيرا، صحبت رسول الله
صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه، فقال: نعم، وإنه خطبنا فقال: " إني تارك فيكم كتاب الله هو
حبل الله، من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على الضلالة ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا جرير قال حدثنا سليمان بن شر حبيل الخولاني
قال: سمعت أبا أمامة يقول: اقرأوا القرآن ولا يغرنكم هذه المصاحف المعلقة فإن الله لم
يعذب قلبا وعى القرآن.
(4) حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
قال عبد الله: من قرأ القرآن فليبشر.
(5) حدثنا زكريا قال حدثني عطية عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إني
تارك فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى
الأرض ".
(28) من قرأ مئة آية أو أكثر
(1) حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن عبيدة قال أخبرني محمد بن إبراهيم بن
الحارث عن يحنس أبي موسى عن راشد بن سعد أخ لام الدرداء عن أبي الدرداء قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قرأ مائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بمائتي آية
كتب من القانتين ومن قرأ خمسمائة آية إلى ألف أية أصبح له قنطار من الاجر والقيراط
مثل التل العظيم ".

(27 / 2) رواه السيوطي في الدر المنثور 2 / 60 عن صاحب المصنف.
(27 / 3) رواه الدارمي في مسنده ص 424 عن حكم بن نافع عن جرير.
وفيه أن الأساس هو قراءة القرآن وحفظه وليس تعليق المصاحف في المنازل.
(27 / 4) أي من قرأ القرآن أمام الناس فليقرأ الآيات المبشرات.
(27 / 5) والثاني هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بيننا.
(28 / 1) رواه الدارمي في مسنده مفرقا ص 438 / 444 عن محمد بن القاسم عن موسى بن عبيدة، كما رواه
السيوطي في الدر المنثور عن عبد بن حميد 2 / 11
176

(2) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن معاذ أنه قال: من
قرأ في ليلة ثلاثمائة آية كتب من القانتين، ومن قرأ بألف آية كان له قنطار، إن القيراط
منه أفضل مما في الأرض من شئ.
(3) حدثنا أبو الأحوص عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن ضمرة عن كعب
قال: من قرأ في ليلة مئة آية كتب من القانتين.
(4) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا مسعر عن عدي بن ثابت عن أبي حازم عن أبي
هريرة قال: من قرأ مائة آية في ليلة لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائتين كتب من
القانتين.
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن فطر عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله
قال: من قرأ في ليلة خمسين آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين،
ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب له قنطار، ومن قرأ تسعمائة آية فتح له.
(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
من قرأ في ليلة بمائة آية لم يكتب من الغافلين، ومن قرأ بمائتين آية كتب من القانتين.
(7) حدثنا وكيع عن أبي إسحاق عن ابن عمر قال: من قرأ بعشر آيات في ليلة لم
يكتب من الغافلين.
(29) من قال: قراءة القرآن أفضل مما سواه
(1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور قال: قال عبد الله: لو أن رجلا
بات يحمل على الجياد في سبيل الله وبات رجل يتلو كتاب الله لكان ذاكر الله أفضلهما،
قال: وقال عبد الله بن عمر: لو بات رجل ينفق دينارا دينارا ودرهما درهما ويحمل على
الجياد في سبيل الله وبات رجل يتلو كتاب الله حتى يصبح متقبلا منه وبت أتلو كتاب الله
حتى أصبح متقبلا مني لم أحب أن لي عمله بعملي.

(28 / 2) هو أفضل مما في الأرض لأنه ثواب يلقاه يوم القيامة خيرا دائما لا ينقضي وكل خير الدنيا منقض
وأجله قريب.
(29 / 1) سبق ذكره وشرحه في كتاب الدعاء في باب ثواب التسبيح وفي باب ثواب ذكر الله عز وجل
177

(2) حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: لو بات
رجل يعطى القينات البيض وبات آخر يقرأ القرآن ويذكر الله لرأيت أن ذاكر الله
أفضل.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: قراءة القرآن أحب
إلى من الصوم.
(30) من كره أن يقول: قرأت القرآن كله
(1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن شقيق عن الأعمش عن أبي رزين قال: قال
رجل لحية بن سلمة وكان من أصحاب عبد الله: قرأت القرآن كله: قال وما أدركت
منه. (2) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر
أنه كان يكره أن يقول: قرأت القرآن كله.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن
سلمة قال: قال حذيفة: ما تقرأون ربعها - يعني براءة.
(31) من كره أن يقول: المفصل
(1) حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر كره أن يقول: المفصل،
ويقول: القرآن كله مفصل، ولكن قولوا: قصار القرآن.
(2) حدثنا أبو أسامة عن عمرو بن حمزة عن سالم عن ابن عمر قال: سألني عمر، كم
معك من القرآن؟ قلت: عشر سور: فقال لعبيد الله بن عمر: كم معك من القرآن؟ قال.
سورة، قال عبد الله: فلم ينهنا ولم يأمرنا غير أنه قال: وإن كنتم متعلمين منه بشئ فعليكم
بهذا المفصل فإنه أحفظ.

(29 / 2) سبق ذكره وشرحه في كتاب الدعاء في باب ثواب ذكر الله عز وجل.
(29 / 3) المقصود صوم التطوع.
(30 / 1) أي كان مضطرا لتعاهده بالقراءة لكي يبقى حافظا له.
(30 / 3) براءة هي سورة التوبة.
(31 / 1) أي الأفضل أن يقول قصار السور.
(31 / 2) والقرآن مكون من السبع الطوال، ثم المئين التي يتجاوز عدد آيها المائة، ثم المفصل وهي السور التي
؟ (تليها؟ بقاء عدد؟؟ عن المائة ثم قصاء السوء)؟
178

(3) حدثنا حفص عن عاصم عن أبي العالية ذكر نحوه إلا أنه خالفه في بعض
الكلام.
(32) من قال: القران كلام الله
(1) حدثنا عبيد الله بن حميد عن منصور عن هلال بن يساف عن فروة بن نوفل
قال: قال خباب بن الأرت وأقبلت معه من المسجد إلى منزله فقال لي: إن استطعت أن
تقرب إلى الله فإنك لا تقرب إليه بشئ أحب إليه من كلامه.
(33) من كره أن يفسر القرآن
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة
عن آية في كتاب الله فقال: عليك بتقوى الله والسداد، فقد ذهب الذين كانوا يعلمون فيم
أنزل القرآن.
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال: سأل رجل سعيد بن المسيب عن
آية من القرآن فقال: لا تسألني عن القرآن، وسل عنه من يزعم أنه لا يخفى عليه منه شئ
- يعني عكرمة.
(3) حدثنا وكيع عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من قال في
القرآن بغير علم فليتبوأ مقعدة من النار.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن مغيرة قال: كان إبراهيم يكره أن يتكلم في القرآن.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن الحسن بن عمرو عن الشعبي قال: أدركت أصحاب
عبد الله وأصحاب علي وليس هو لشئ من العلم أكره منهم لتفسير القرآن، قال: وكان
أبو بكر يقول: أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.

(33 / 1) رواه الطبري في مقدمة تفسيره عن ابن علية عن أيوب وابن عون.
(33 / 2) رواه الطبري في التفسير 1 / 86 - 87 عن غندر.
(33 / 3) لأنه يضل ويضل.
(33 / 4) أي كان يكره التفسير.
(33 / 5) ورغم ذلك نرى من لم يملك حتى معرفة العربية كما يجب يتصدر للتفسير والتأويل والعياذ بالله
179

(6) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثني عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت قال: سألت
طاوسا عن تفسير هذه الآية، {شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} فأراد أن
يبطش حتى قيل هذا ابن حبيب - كراهية لتفسير القرآن.
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس أن عمر قال على المنبر:
{وفاكهة وأبا} ثم قال: هذا الفاكهة قد عرفناها فما الأب؟ ثم رجع إلى نفسه فقال: إن
هذا لهو التكلف يا عمر.
(8) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عامر قال: كتب رجل مصحفا وكتب
عند كل آية تفسيرها، فدعا به عمر فقرضه بالمقراضين.
(9) حدثنا محمد بن عبيد عن العوام بن حوشب عن إبراهيم التيمي أن أبا بكر سئل
عن {فاكهة وأبا} فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله ما لا
أعلم.
(10) حدثنا محمد بن عبيد الله الزبيدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل قال:
كان إذا سئل عن شئ من القرآن قال: قد أصاب الله ما أراد.
(34) من كره أن يقول إذا قرأ القرآن: ليس كذا
(1) حدثنا الثقفي عن شعيب قال: كان أبو العالية يقرئ الناس القرآن، فإذا أراد
أن يغير لم يقل: ليس كذا وكذا، ولكنه يقول: اقرأ آية كذا، فذكرته لإبراهيم فقال:
أظن صاحبكم قد سمع أنه من كفر بحرف منه فقد كفر به كله.
(2) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: أمسكت على عبد الله في
المصحف فقال: كيف رأيت؟ قلت: قرأتها كما هي في المصحف إلا حرف كذا قرأته
كذا وكذا.
(3) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش قال: كنت أقرأ على إبراهيم فإذا مررت
بحرف ينكره لم يقل لي: ليس كذا وكذا كان علقمة يقرأ كذا وكذا.

(33 / 6) سورة المائدة من الآية (106).
(33 / 7) سورة عبس الآية (31).
(33 / 8) المقراض: مقص كبير يستعمل لتقليم وتشذيب الشجر.
(34 / 1) رواه الطبري في مقدمة تفسيره 1 / 54 عن ابن علية عن شعيب
180

(4) حدثنا إسحاق الأزرق عن الأعمش قال: قال لي إبراهيم: إن إبراهيم التيمي
يريد أن تقرئه قراءة عبد الله، قلت: لا أستطيع، قال: بلى، قال: فإنه قد أراد ذلك،
قال: فلما رأيته قلت: فيكون هذا بمحضر منك فنتذاكر حروف عبد الله فقال: لا يكفي هذا، قلت: وما تكره من هذا، قال أكره أن أقول: ليس هو هكذا، أو أقول: فيها واو
ليس فيها واو.
(5) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم قال: سأل رجل ابن مسعود {والذين
آمنوا واتبعتهم ذرياتهم} فجعل الرجل يرددها ويرددها ولا يقول: ليس كذا.
(6) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم قال: إني لأكره أن أشهد عرض القرآن
فأقول كذا وليس كذا.
(35) من كره أن يتناول القرآن عند الامر
بعرض من أمر الدنيا
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره أن يقرأ القرآن بعرض من
أمر الدنيا.
(2) حدثنا حفص عن هشام بن عروة قال: كان أبي إذا رأى شيئا من أمر الدنيا
يعجبه قال: {لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم}
(36) القرآن على كم حرفا نزل
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه عن أم أيوب قالت:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: " نزل القرآن على سبعة أحرف أيها قرأت أصبت ".
(2) حدثنا ابن عيينة عن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نزل القرآن على سبعة
أحرف كل شاف كاف ".

(34 / 4) تقرئه: تعلمه للناس.
(34 / 5) وفي قراءة حفص فقرأها {ذريتهم} وهي من الآية 21 من سورة الطور.
(35 / 1) أي مقابل أجر يدفع إليه.
(35 / 2) سورة الحجر من الآية (88)
181

(3) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نزل القرآن على سبعة أحرف " عليما حكيما غفورا رحيما ".
(4) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد قال حدثني عبد الله بن
عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أخبرني أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتاه
جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرأوا
عليه فقد أصابوا.
(5) حدثنا جعفر بن عون عن الهجري عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: نزل القرآن على سبعة أحرف.
(6) حدثنا زيد بن حباب عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن عبد
الرحمن بن أبي بكر عن أبيه أن جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ القرآن على حرف، فقال له
ميكائيل: استزده، فقال: حرفين، ثم قال: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، كلها شاف
كاف كقولك: هلم وتعال، ما لم يختم آية رحمة بآية عذاب أو آية عذاب برحمة لا
(7) حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اقرأ
القرآن على سبعة أحرف.
(8) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: نزل القرآن على ثلاثة أحرف.
(9) حدثنا خالد بن مجلز عن عبد الرحمن بن عبد العزيز عن الزهري عن عروة بن
الزبير عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري قالا: سمعنا عمر بن الخطاب
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن القرآن نزل على سبعة أحرف فاقرأوا ما تيسر منه ".
(10) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن
جبريل لقنة فقال: مرهم فليقرأوه على سبعة أحرف.

(36 / 4) وهي القراءات السبع.
(36 / 8) رواه الإمام أحمد والبزار والطبراني والهيثمي في مجمع الزوائد
182

(37) ممن يؤخذ القرآن
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود ومعاذ بن
جبل وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة ".
(2) حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: " أحسنت ".
(3) حدثنا ابن نمير قال حدثنا الأعمش عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: خطبنا عمر فقال: علي أقضانا وأبي أقرأنا، وإنا لنترك أشياء مما يقرأ أبي وإن
أبيا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أترك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ وقد نزل بعد أبي
كتاب.
(4) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة عن جابر
قال: ما رأيت أحدا كان أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله ولا أعلم بالله من عمر.
(5) حدثنا ابن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد قال: كنا نفخر على الناس.
بقارينا عبد الله بن السائب.
(6) حدثنا حسين بن علي عن ابن عيينة عن داود بن شابور عن مجاهد قال: كنت
أتخذ الناس بالحفظ للقرآن حتى صليت خلف مسلمة بن مخلد، فافتتح البقرة فما أخطأ فيها
واوا ولا ألفا.

(37 / 1) رواية حفص التي عليها أكثر مصاحفنا هي على ما يوافق رواية حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي
لقراءة عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن حبيب السلمي عن
عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت وأبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي المغرب العربي يقرأ قراءة ورس برواية الامام قالون عن نافع على ما اختاره أبو عمرو الداني.
والله أعلم.
(37 / 5) لاحظ هنا الا لأنه إبدال الهمزة ياء في " قارينا، أي قارئنا وشابور لعلها شاه بور وهو اسم فارسي
ذكر مرة سابور في كتاب الأدب والشخص على الأرجح نفس إلا أن كلا يقرب الاسم بشكل
مختلف والاسم كما ذكرنا عن الأرجح فارسي
183

(7) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عمرو قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأ على قراءة ابن أم
عبد ".
(8) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا عيسى بن دينار مولى عمرو بن الحارث قال:
حدثنا أبي قال: سمعت عمرو بن الحارث يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يقرأ
القرآن كما أنزل غضا فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
(9) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار
قال: سمعت أبا حبة البدري قال: لما نزلت: {لم يكن الذين كفروا من أهل
الكتاب} إلى آخرها، قال جبريل: يا رسول الله! إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيا، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: " إن جبريل أمرني أن أقرئك هذه السورة "، قال أبي: ذكرني يا رسول الله،
قال: " نعم ".
(10) حدثنا معاوية بن عمر عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد ".
(11) حدثنا مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن مغيرة أنه سمع إبراهيم يقول: قد قرأ عبد الله على ظهر لسانه.
(12) حدثنا ابن علية عن منصور بن عبد الرحمن عن الشعبي قال: قال مات أبو بكر
وعمرو وعلي ولم يجمعوا القرآن.

(37 / 7) رواه أبو نعيم في الحلية 1 / 124 عن أبي نعيم الفضل بن دكين عن الأعمش دون لفظة (على) أي
فليقرأ قراءة ابن أم عبد.
(37 / 8) رواه ابن سعد في طبقاته عن الفضل بن دكين عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسروق عن أبي
الضحى عن عبد الله.
(37 / 9) {لم يكن الذين كفروا} سورة البينة.
(37 / 9) رواه الإمام أحمد في مسنده 1 / 454 عن معاوية بن عمرو.
(37 / 11) عبد الله أي ابن مسعود على ظهر لسان: عن ظهر قلب.
(37 / 12) ورواه ابن سعد في طبقاته: " مات أبو بكر وعمر ولو يجمعوا القرآن " وهو الأرجح لان القرآن جمع
في عهد عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه توفي بعده
184

(38) ما نزل من القرآن بمكة والمدينة
(1) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن مجاهد عن أبي هريرة قال أنزلت فاتحة
الكتاب بالمدينة.
(2) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال: ما كان من حج أو فريضة فإنه نزل
بالمدينة وما كان من ذكر الأمم والقرون والعذاب فإنه أنزل بمكة.
(3) حدثنا وكيع عن سلمة عن الضحاك: " يا أيها الذين آمنوا " في المدينة.
(4) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم قال: كل شئ في القرآن " يا أيها الذين
آمنوا " أنزل بالمدينة، وكل شئ في القرآن " " يا أيها الناس " أنزل بمكة.
(5) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله
قال: قرأنا المفصل حججا ونحن بمكة ليس فيها " يا أيها الذين آمنوا ".
(6) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب عن عكرمة قال: " كل سورة
فيها " يا أيها الذين آمنوا " فهي مدنية.
(7) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن منصور عن مجاهد قال: " الحمد لله رب
العالمين " أنزلت بالمدينة.
(8) حدثنا قبيصة عن سفيان عن ليث عن شهر قال: الانعام مكية.
(9) حدثنا أبو أحمد مسعر عن النضر بن قيس عن عروة: ما كان " يا أيها الناس "
بمكة، وما كان " يا أيها الذين آمنوا " بالمدينة.
(10) حدثنا وكيع عن ابن عون قال: ذكروا عند الشعبي قوله: {وشهد شاهد من
بني إسرائيل} فقيل: عبد الله بن سلام، فقال: كيف يكون ابن سلام وهذه السورة
مكية.
(11) حدثنا علي بن مسهر عن هشام عن أبيه قال: إني لا علم ما نزل من القرآن بمكة

(38 / 1) رواه السيوطي في الدر المنثور عن صاحب المصنف وكذا 2 و 3 و 4 و 5 و 6 و 7 و 8 و 9.
(38 / 7) سورة الفاتحة الآية (2).
(38 / 10) سورة الأحقاف من الآية (10) وسورة الأحقاف مكية، وقد قال ابن سيرين: " السورة مكية
والآية مدنية وبه يندفع التعارض "
185

وما أنزل بالمدينة، فأما ما نزل بمكة فضرب الأمثال وذكر القرون، وأما ما نزل بالمدينة
فالفرائض والحدود والجهاد.
(39) في القراءة يسرع فيها
(1) حدثنا وكيع عن جرير بن حازم عن قتادة قال: سألت أنسا عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال يمد بها صوته مدا.
(2) حدثنا حفص عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة قالت: كان قراءة
النبي صلى الله عليه وسلم: " الحمد لله رب العالمين " فذكرت حرفا حرفا.
(3) حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان علقمة يقرأ على عبد الله
فقال: رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن.
(4) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن أيوب قال: كان ابن سيرين إذا قرأ يمضي في
قراءته.
(5) حدثنا الضحاك بن مخلد عن عثمان بن الأسود عن مجاهد وعطاء أنهما كانا
يهذان القراءة هذا.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن حجر بن عيسى عن وائل بن
حجر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ {ولا الضالين} فقال: آمين - يمد بها صوته.
(7) حدثنا وكيع عن عيسى عن الشعبي قال: قال عبد الله لا تهذوا القرآن كهذ
الشعر ولا تنثروه نثر الدقل.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد {ورتل القرآن ترتيلا} قال:
بعضه على أثر بعض.

(39 / 1) أي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يرتل القرآن في تلاوته ترتيلا.
(39 / 2) أي كانت قراءته صلى الله عليه وسلم قراءة متمهلة لا تعجل فيها إطلاقا.
(39 / 4) أي يقرأ قراءة لا ترتيل ولا إعجال فيها.
(39 / 6) وفيه سنة قول آمين عند قراءة الفاتحة وآمين قيل أن معناها اللهم استجب والله أعلم
(39 / 8) سورة المزمل الآية (4)
186

(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور قال حدثنا ابن أبي ليلى عن الحكم عن
مقسم عن ابن عباس {ورتل القران ترتيلا} قال بينه تبيينا.
(10) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبيد المكتب قال: سئل مجاهد عن رجلين قرأ
أحدهما البقرة وقرأ آخر البقرة وآل عمران، وكان ركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء،
أيهما أفضل؟ قال: الذي قرأ البقرة، ثم قرأ مجاهد: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس
على مكث ونزلناه تنزيلا}.
(11) حدثنا وكيع حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال: سمعت محمد بن
كعب القرظي يقول: لان أقرأ {إذا زلزلت} " والقارعة " أرددهما وأتفكر فيهما أحب
إلى من أن أهذ القرآن هذا.
(12) حدثنا معن بن عيسى عن ثابت بن قيس قال: سمعت عمر بن عبد العزيز إذا
قرأ ترسل في قراءته.
(40) من قال: اعلموا بالقرآن
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن ناسا من أهل الكوفة أتوا
أبا الدرداء فقالوا: إن إخوانا من أهل الكوفة يقرؤونك السلام ويأمرونك أن توصيهم،
قال: فاقرؤوهم السلام ومروهم فليعطوا القرآن خزائمه، فإنه يحملهم على القصد
والسهولة، ويجنبهم الجور والحزونة.
(2) حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال: قال أبو الدرداء: لا يفقه كل الفقه
حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة.

(39 / 10) سورة الإسراء الآية (106).
(39 / 11) {إذا زلزلت}: سورة الزلزلة أهذ القرآن هذا: أي أقرأ قراءة سريعة متعجلة.
(39 / 12) الترسل: القراءة المتمهلة.
(40 / 1) خزائم: جمع خزام وهو ما يوضع في الانف أي زينوا قراءة القرآن بترتيله ترتيلا واعملوا بما فيه.
وقد رواه الدارمي ص 425 عن حماد بن زيد عن أيوب.
(40 / 2) رواه أبو نعيم في الحلية 1 / 211 عن ابن علية عن أيوب.
- أي حتى يعمل بكل ما فيه من أوامر وطاعات ويترك كل ما نهى عنه
187

(3) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عون عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن
أبي موسى قال: أعطوا القرآن خزائمه، يأخذ بكم القصد والسهولة ويجنبكم الجور
والحزونة.
(41) من نهى عن التماري في القرآن
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن سعد
مولى عمرو بن العاص قال: تشاجر رجلان في آية فارتفعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا
تماروا فيه فإن المراء فيه كفر.
(2) حدثنا ابن نمير قال حدثنا موسى بن عبيدة قال: أخبرني عبد الله بن يزيد عن
عبد الرحمن بن ثوبان عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوا المراء في
القرآن فإن الأمم قبلكم لم يلعنوا حتى اختلفوا في القرآن، فإن مراء في القرآن
كفر ".
(3) حدثنا ملك حدثنا أبو قدامة قال: حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب بن
عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا
اختلفتم فيه فقوموا ".
(4) حدثنا جعفر عن ليث عن عطاء عن ابن عباس قال: لا تضربوا القرآن بعضه
ببعض فإن ذلك ذلك يوقع الشك في القلوب.
(5) حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن منصور عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جدال في القرآن كفر ".

(40 / 3) الجور: الظلم.
الحزونة: الحزن والندم.
(41 / 1) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 1 / 157 عن الطبراني.
والمراء الشك أو المحاربة والمخاصمة والاختلاف وهو المقصود هنا.
(41 / 3) رواه الدارمي في المسند ص 428 عن مالك بن إسماعيل عن أبي قدامة.
(41 / 4) لان كل آية أو سورة هناك سبب لنزولها وفيها أحكام ونواهي فيجب أن يعرف من يتصدى
لتفسير معانيه أن يعرف الناسخ والمنسوخ وأسباب النزول ولغة العرب إلخ.. من علوم كثيرة لا يلم
بها جميعا إلا العلماء العاملين الذين وقفوا أنفسهم وأعمارهم على العلم والدراسة والبحث والله أعلم.
(41 / 5) رواه الإمام أحمد في المسند 2 / 494 من شيبان عن منصور
188

(6) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن عبد الملك بن ميسرة قال: سمعت النزال يقول:
قال عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من قبلكم اختلفوا فيه فأهلكهم فلا
تختلفوا فيه (يعني القرآن) ".
(42) في مثل من جمع القرآن والايمان
(1) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: مثل الذي جمع
الايمان وجمع القرآن مثل الأترجة الطيبة الطعم، ومثل الذي لم يجمع الايمان ولم يجمع
القرآن مثل الحنظلة خبيثة الطعم وخبيثة الريح.
(2) حدثنا عفان قال حدثنا همام قال حدثنا قتادة عن أنس أن أبا موسى حدثه عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح
لها، ومثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة طيبة الطعم طيبة الريح، ومثل
الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها ".
(43) من كره رفع الصوت واللغط عند قراءة القرآن
(1) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن أبي عبد الرحمن قال: القرآن وحشي ولا
يصلح مع اللغط.
(2) حدثنا وكيع قال: حدثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن
عبادة قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند الذكر.
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يكره رفع الصوت عند قراءة القرآن.

(42 / 1) رواه الدارمي في مسنده ص 428 عن فطر عن أبي إسحاق.
(42 / 2) رواه الدارمي في مسنده ص 429 عن أبي عوانة عن قتادة.
(43 / 1) وفي ذلك قوله تعالي: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون} صدق الله العظيم
سورة الاعراب الآية (204). ولفظة وحشي هنا تعني حب الهدوء والوحدة والنفرة من الضجيج
والصخب.
(43 / 2) كي تكون القراءة بخشوع
189

(44) في النظر في المصحف
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال: انتهيت
إليه وهو ينظر في المصحف، قال: قلت أي شئ تقرأ في المصحف؟ قال حزبي الذي
أقول به الليلة.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن زر قال: قال عبد الله: أديموا النظر في
المصاحف.
(3) حدثنا ابن عيينة عن أبي موسى عن الحسن قال:: دخلوا على عثمان والمصحف في
حجره.
(4) حدثنا يونس قال: كان خلق الأولين النظر في المصاحف، قال: وكان الأحنف
ابن قيس إذا خلا نظر في المصحف.
(5) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن سرية الربيع قالت: كان الربيع يقرأ في
المصحف، فإذا دخل انسان غطاه وقال: لا يرى هذا أني أقرأ فيه كل ساعة.
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش قال: كان إبراهيم يقرأ في المصحف فإذا دخل
عليه انسان غطاه وقال: لا يرى هذا أني اقرأ فيه كل ساعة.
(7) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: إني لأقرأ
حزبي، أو عامة حزبي، وأنا مضطجعة على فراشي.
(8) حدثنا الفضل بن دكين عن موسى بن علي قال: سمعت أبي قال: أمسكت على
فضالة بن عبيد القرآن حتى فرغ منه.

(44 / 1) المصحف أصلا الصحف المكتوبة إلا أن الاصطلاح جرى على استعمال لفظة المصحف الشريف
للصحف التي يكتب فيها القرآن الكريم؟ ثم ترك استعمال لفظة المصحف لغير المصحف الشريف.
(44 / 2) والنظر هنا بمعنى التدقيق والمراجعة والقراءة.
(44 / 3) دخلوا على عثمان أي عندما قتلوه رضي الله عنه.
(44 / 5) رواه أبو نعيم في الحلية 2 / 107 عن خلاد عن خلاد بن يحيى عن سفيان.
(44 / 7) وقد قسم القراء القرآن إلى ستين حزب.
(44 / 8) أمسكت عليه: أمسكت المصحف وهو يقرأ القرآن أتابع له للتأكد من قراءته وحفظه
190

(9) حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا أبو هلال قال حدثنا أبو صالح العقيلي قال:
كان أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشخير يقرأ في المصحف حتى يغشى عليه.
(10) حدثنا معتمر عن ليث قال: رأيت طلحة يقرأ في المصحف.
(45) من كره أن يقول: قراءة فلان
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم كره أن يقول: قراءة فلان
ويقول: كما يقرأ فلان.
(46) في القرآن متى نزل
(1) حدثنا عباد بن العوام عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: نزل القرآن
جملة من السماء العليا إلى سماء الدنيا في رمضان، فكان الله إذا أراد أن يحدث أحدثه.
(2) حدثنا الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال: نزلت التوراة لست خلون من
رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين.
(3) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن خالد عن أبي قلابة قال: نزلت الكتب ليلة
أربع وعشرين من رمضان.
(4) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا عمار بن زريق عن الأعمش عن حسان بن
أبي الأشرس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
قال: رفع إلى جبريل ليلة القدر جملة فرفع إلى بيت العزة جعل ينزل تنزيلا.
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان قال: أخبرنا من سمع أبا العالية يذكر عن
أبي الجلد قال: نزلت صحف إبراهيم أول ليلة من رمضان، ونزل الزبور في ست،
والإنجيل في ثمان عشرة والقرآن في أربع وعشرين.

(46 / 1) رواه الطبري في تفسيره 3 / 447.
(46 / 4) سورة القدر الآية (1)
191

(47) في رفع القرآن والاسراء به
(1) حدثنا علي بن مسهر عن أبي إسحاق الشيباني عن واصل بن حيان عن شقيق بن
سلمة عن عبد الله قال: كيف أنتم إذ أسرى على كتاب الله فذهب به؟ قال: يا أبا عبد
الرحمن! كيف بنا في أخوات الرجال، قال: يبعث الله ريحا طيبة وتلفت كل مؤمن.
(2) حدثنا أبو الأحوص عن عبد العزيز بن رفيع عن شداد بن معقل قال: قال
عبد الله: إن هذا القرآن الذي بين أظهركم يوشك أن ينزع منكم، قال: قلت كيف ينزع
منا وقد أثبته الله في قلوبنا وأثبتناه في مصاحفنا، قال يسرى عليه في ليلة واحدة فينزع ما
في القلوب ويذهب ما في المصاحف ويصبح الناس منه فقراء، ثم قرأ {ولئن شئنا لنذهبن
بالذي أوحينا إليك}.
(48) فيمن لا تنفعه قراءة القرآن
(1) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ليقرأن القرآن أقوام من أمتي يمرقون من الاسلام كما يمرق السهم من
الرمية "
(2) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال: سألت سهل بن
حنيف: ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر هؤلاء الخوارج؟ قال: سمعته - وأشار بيده نحو
المشرق: " يخرج منه قوم يقرأون القرآن بألسنتهم لا يعدوا تراقيهم يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية ".
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني فروة بن خالد السدوسي قال حدثني أبو
الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يجئ قوم يقرأون القرآن لا يجاوز
تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ".

(47 / 1) ولا ينزع القرآن بنزع المصاحف إنما برفع العلماء والقراء العاملين به يتوفاهم الله إليه.
(47 / 2) رواه ابن المبارك في كتاب الزهد ص 277 عن موسى بن سعد بن زيد عن ابن مسعود.
{ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك} سورة الإسراء من الآية (86).
(48 / 1) الرمية: مكان انطلاق السهم من القوس عند تفويقه. والمقصود بالأقوام الخوارج ومن سار سيرهم.
وجرى مجراهم ممن يأولون القرآن على غير معانيه تأييدا لأقوالهم ودعما لأعمالهم والله برئ منهم
ورسوله والمؤمنون.
(48 / 3) التراقي ج ترقوة أي أنهم يقرأون ألفاظه ويدعون معانيه وأوامره ونواهيه
192

(4) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرأون لا
يجاوز حناجرهم ".
(5) حدثنا يونس بن محمد حدثنا حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن شريك بن
شهاب الحارثي عن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يخرج قوم من المشرق
يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية لا
يرجعون إليه ".
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن زياد بن لبيد قال:
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فقال: " وذاك عند أوان ذهاب العلم "، قال: قلت: يا
رسول الله؟ كيف يذهب العلم ونحن نقرأ القرآن ونقرئه أبناءنا ويقرئه أبناؤنا أبناءهم إلى
يوم القيامة، قال: " ثكلتك أمك زياد، إن كنت لأراك من أفقه رجل بالمدينة، أوليس
هذه اليهود والنصاري يقرأون التوراة والإنجيل، لا يعملون بشئ مما فيهما ".
(7) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن سنان عن أبي المبارك عن عطاء عن أبي سعيد
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ".
(8) حدثنا وكيع عن ابن سنان عن أبي المبارك عن صهيب عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
(49) في المعوذتين
(1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر قال: قلت لأبي: إن ابن
مسعود لا يكتب المعوذتين في مصحفه، فقال: إني سألت عنهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " قيل
لي "، فقلت: فقال: أبي: ونحن نقول كما قيل لنا.
(2) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن حصين عن الشعبي قال المعوذتان من
القرآن.

(48 / 5) رواه الإمام أحمد في مسنده 4 / 421 عن عفان عن حماد بن سلمة.
(48 / 6) كنت لأراك: كنت أظنك من فقهاء المدينة.
(48 / 7) وفيه أن الايمان لا يكون بالقول فقط وإنما بالعمل الملازم للقول.
(49 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 5 / 129 عن أبي بكر بن عياش عن عاصم.
قيل لي: أي قيل لي ذلك ولا أجزم بصحته إنما أنقل القول كما قيل لي.
(49 / 2) المعوذتان سورة الفلق وسورة الناس
193

(3) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن الشعبي بنحو منه
(4) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد قال: رأيت
عبد الله محا المعوذتين من مصاحفه، وقال: لا تخلطوا فيه ما ليس منه.
(5) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: قلت للأسود: من
القرآن هما: قال: نعم - يعني المعوذتين.
(6) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن إبراهيم بن رافع قال: سمعت سليمان مولى أم علي
أن مجاهدا كان يكره أن يقرأ بالمعوذات وحدها حتى يجعل معها سورة.
(7) حدثنا مطلب بن زياد عن محمد بن أسلم قال قلت لأبي جعفر: إن ابن مسعود
محا المعوذتين من صحفه، فقال: اقرأ بهما.
(8) حدثنا عفان قال حدثنا أبو هلال قال حدثنا منصور القصاب قال: سألت
الحسن قلت: يا أبا سعيد! اقرأ المعوذتين في صلاة الفجر؟ قال: نعم إن شئت، سورتان
مباركتان طيبتان.
(9) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير عن
أبيه عن عقبة بن عامر أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين، قال: فأمنا بهما رسول الله
صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر.
(10) حدثنا وكيع عن هشام بن الغاز عن سليمان بن موسى عن عقبة بن عامر قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فلما طلع الفجر أذن وأقام، ثم أقامني عن يمينه وقرأ
بالمعوذتين، فلما انصرف قال: " كيف رأيت؟ قلت: قد رأيت يا رسول الله قال: فاقرأ
بهما كلما نمت وكلما قمت ".
(11) حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال: كان ابن مسعود لا يكتب
المعوذتين.

(49 / 9) رواه الحاكم في المستدرك 1 / 567 عن أحمد بن عبد الحميد الحارثي عن أبي أسامة.
(49 / 10) رواه السيوطي في الدر المنثور 6 / 417 من طرق عدة منها عن صاحب المصنف
194

(50) في أول ما نزل من القرآن وآخر ما نزل
(1) حدثنا وكيع قال: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: آخر سورة
نزلت كاملة براءة، وآخر آية نزلت في القرآن: {يستفتونك قل الله يفتيكم في
الكلالة}.
(2) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن السدي قال: آخر آية نزلت
{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهو لا يظلمون}.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير قال أنا مالك بن مغول عن عطية العوفي قال: آخر آية
نزلت {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا
يظلمون}.
(4) حدثنا ابن نمير قال حدثنا بشير قال حدثنا مالك عن أبي السفر عن البراء قال:
آخر آية نزلت {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: هي أول سورة
نزلت: {إقرأ بسم ربك الذي خلق} ثم نون.
(6) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن البراء قال: آخر آية
نزلت في القرآن {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة}.
(7) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبيد بن عمير يقول:
أول ما نزل من القرآن {إقرأ بسم ربك الذي خلق} ثم نون.
(8) حدثنا وكيع عن قرة عن أبي رجاء قال: أخذت من أبي موسى {إقرأ باسم
ربك الذي خلق} وهي أول سورة أنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم.
(51) من قال: تفتح أبواب السماء لقراءة القرآن
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز لا يفرض إلا لمن
قرأ القرآن، قال: وكان أبي ممن قرأ القرآن ففرض له.

(50 / 1) سورة النساء من الآية (176).
(50 / 2) سورة البقرة من الآية (281).
(50 / 5) هي سورة العلق. ونون هي سور القلم؟
(51 / 1) أي جعل له سهما في الخمس والفئ
195

(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن الشيباني عن يسير بن عمرو قال: أراد سعد أن
يلحق من قرأ القرآن على ألفين ألفين، فكتب إليه عمر تعطي على كتاب الله أجرا.
(3) حدثنا الثقفي عن أيوب عن محمد قال: جمع ناس القرآن حتى بلغوا عدة، فكتب
أبو موسى إلى عمر بذلك، فكتب إليه عمر: إن بعض الناس أدوا له من بعض، ولعل
بعض من يقرأه أن يقوم المقام خير من قراءة الآخر أخر ما عليه.
(52) من قال: عظموا القرآن
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علي أنه كره أن يكتب القرآن
في المصحف الصغير.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علي بمثله إلا أنه قال:
المصاحف.
(3) حدثنا عبد الله بن شداد العبدي عن عبيد الله بن سليمان العبدي عن أبي حكيمة
العبدي قال: كنا نكتب المصاحف بالكوفة فيمر علينا علي ونحن نكتب فيقوم فيقول:
أجل قلمك، قال: فقططت منه ثم كتبت، فقال هكذا نوروا ما نور الله.
(4) حدثنا وكيع عن علي بن مبارك عن أبي حكيمة العبدي قال: كنا نكتب
المصاحف بالكوفة فيمر علينا علي فينظر ويعجبه خطنا ويقول: هكذا نوروا ما نور الله.
(5) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير عن سفيان عن ليث عن مجاهد أنه كره أن
يقول: مصيحف.
(53) أول من جمع القرآن
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن عبد خير قال: قال علي: يرحم الله أبا
بكر هو أول من جمع بين اللوحين.

(51 / 3) أدوا - أدوأ: أي أحسن قراءة وأكثر حفظا أي أفضل أداء.
(52 / 1) كي لا تصعب القراءة على الشيخ والعاجز وذي النظر الضعيف.
(52 / 2) أي كره تصغير المصاحف لفظا وحجما.
(53 / 1) رواه الهندي في الكنز 2 / 362 عن ابن سعد
196

(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن عون عن محمد قال: لما استخلف أبو بكر
قعد علي في بيته فقيل لأبي بكر فأرسل إليه: أكرهت خلافتي، قال: لا، لم أكره
خلافتك، ولكن كان القرآن يزاد فيه، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت على أن لا
أرتدي إلا إلى الصلاة حتى أجمعه للناس، فقال أبو بكر: نعم ما رأيت.
(3) حدثنا قبيضة قال حدثنا ابن عيينة عن مجاهد عن الشعبي عن صعصعة قال: أول
من جمع بين اللوحين وورث الكلالة أبو بكر.
(54) في المصحف يحلى
(1) حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال
أبي: إذا حليتم مصاحفكم وزوقتم فالدمار عليكم.
(2) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن عاصم عن عكرمة عن
ابن عباس أنه رأى مصحفا يحلى فقال: تغرون به السراق، زينته في جوفه.
(3) حدثنا معتمر عن أبيه عن مغيرة عن إبراهيم أنه كره أن يحلى المصحف.
(4) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل قال: أتى عبد الله بمصحف قد
زين بالذهب فقال عبد الله: إن أحسن ما زين به المصحف تلاوته بالحق.
(5) حدثنا عبدة عن الزبرقان قال: قلت لأبي رزين: إن عندي مصحفا أريد أن
أختمه بالذهب، قال: لا تزيدن فيه شيئا من أمر الدنيا قل ولا كثر.
(6) حدثنا عبيد الله عن عبد الحميد بن جعفر عن سفيان عن أبي إسحاق قال: قال
أبو ذر: زوقتم مساجدكم وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم.
(7) حدثنا أبو أسامة عن الأحوص بن حكيم عن أبي الزاهرية عن أبي أمامة أنه كره.
أن يحلى المصحف.

(54 / 1) والزخرفة المقصودة التذهيب ووضع أشياء في داخل المتن للزينة أما وضع العلامات خارج إطار متن
المصحف فلا بأس به لارشاد القارئ.
(54 / 2) يحلى: يوضع على غلافه حلية من ذهب أو فضة
197

(55) من رخص في حلية المصحف
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي نجيح عن مجاهد قال: أتيت عبد الرحمن بن أبي
ليلى بتبر فقال: هل عسيت أن تحلى به مصحفا.
(2) حدثنا معاذ عن ابن عون عن محمد قال: لا بأس أن يحلى المصحف.
(56) التعشير في المصحف
(1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن يحيى عن مسروق عن عبد الله أنه
كره التعشير في المصحف.
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء أنه كان يكره التعشير في المصحف
وأن يكتب فيه شئ من غيره.
(3) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن حماد عن إبراهيم مثله.
(4) حدثنا المحاربي عن ليث عن مجاهد أنه كان يكره أن يكتب تعشير أو تفصيل،
ويقول سورة البقرة، ويقول: السورة التي تذكر فيها البقرة.
(5) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن ليث عن مجاهد أنه كره التعشير في
المصحف.
(6) حدثنا عبدة عن الزبرقان قال: قلت: لأبي رزين: إن عندي مصحفا أريد أن
أختمه بالذهب، وأكتب عند أول سورة " آية كذا وكذا " قال أبو رزين: لا يزيدن فيه
شيئا من أمر الدنيا قل ولا كثر.
(7) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن محمد أنه كان يكره الفواتح والعواشر التي
فيها قال وكاف.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن مغيرة عن إبراهيم أنه كره النقطة وخاتمة سورة كذا
وكذا.
(9) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن شيخ عن عبد الله أنه رأى خطا في المصحف
فحكه وقال لا تخلطوا فيه غيره.

(56 / 1) التعشير: وضع علامات لأعشار القرآن الكريم
198

(10) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن عطاء أنه كان يكره التعشير في المصحف،
وأن يكتب فيه شئ من غيره.
(11) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب أن أبا العالية
كان يكره العواشر.
(57) من قال: جردوا القرآن
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان بن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء عن عبد الله
قال: جردوا القرآن ولا تلبسوا به ما ليس منه.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: جردوا
القرآن.
(3) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن إبراهيم قال: كان يقال: جردوا القرآن.
(4) حدثنا المحاربي عن الحسن بن عبيد الله قال قلت: لعبد الرحمن بن الأسود: ما
يمنعك أن تكون سألت كما سأل إبراهيم؟ قال: فقال كان يقال: جردوا القرآن.
(5) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد الطويل عن معاوية بن مرة عن أبي المغيرة قال:
قرأ رجل عند ابن مسعود فقال: استعذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال
عبد الله: جردوا القرآن.
(6) حدثنا مالك قال حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب أن أبا العالية
قال: جردوا القرآن.
(58) من قال: من إجلال الله إكرام حامل القرآن
(1) حدثنا معاذ بن معاذ عن عوف عن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى
الأشعري قال: من إجلال الله إكرام حامل القرآن غير الغالي فيه ولا الجافي عنه.

(56 / 11) العواشر: علامات الأعشار
199

(59) الرجل يقرأ من هذه السورة وهذا السورة
(1) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد بن المسيب قال:
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بلال وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة، فقال: بأبي
أنت يا رسول الله إني أردت أن أخالط الطيب بالطيب: فقال صلى الله عليه وسلم: " اقرأ السورة على
نحوها ".
(2) حدثنا شريك عن أبي إسحاق قال: كان معاذ يخلط من هذه السورة ومن هذه
السورة، فقيل له: فقال: أتروني أخلط فيه ما ليس منه؟
(3) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع أن النبي صلى الله عليه وسلم مر
ببلال - ثم ذكر نحوا من حديث حاتم.
(4) حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن الحسن أنه كان يكره أن يقرأ في سورتين
حتى يختم آخرتها ثم يأخذ في الأخرى.
(5) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثني الوليد بن جميع قال حدثني رجل أنه أم
الناس بالحيرة خالد بن الوليد ثم قرأ من سور شتى ثم التفت إلينا حين انصرف فقال: شغلنا
الجهاد عن تعليم القرآن.
(60) من كره أن يقرأ بعض الآية ويترك بعضها
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: كانوا
يكرهون أن يقرأوا بعض الآية ويتركوا بعضها.
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن عطاء عن أبي عبد الرحمن أنه كره أن
يقول: أسقطت آية كذا وكذا.

(59 / 1) أي لا تبدأ بقراءة سورة حتى تنتهي من التي قبلها فلا نبدأ من آخر هذه لتبدأ أول تلك ولا تتم.
(60 / 1) لان بعض الآيات لا يكتمل معناها إلا بإتمامها
200

(61) فيمن تثقل عليه قراءة القرآن
(1) حدثنا عفان قال حدثنا سعيد بن يزيد قال: حدثنا عمرو بن مالك عن أبي
الجوزاء قال: نقل الحجارة أهون على المنافق من قراءة القرآن.
(62) من كان يدعو بالقرآن
(1) حدثنا حسين بن علي عن جعفر بن محمد قال حدثني زيد بي علي قال: مررت
بأبي جعفر وهو في داره وهو يقول: اللهم اغفر لي بالقرآن اللهم ارحمني بالقرآن اللهم
اهدني بالقرآن اللهم ارزقني بالقرآن.
(63) ما جاء في صعاب السور
(1) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو
بكر: يا رسول الله! ما شيبك؟ قال: " شيبتني هود والواقعة والمرسلات و {عم
يتساءلون} و {إذا الشمس كورت} ".
(2) حدثنا ابن مهدي وقبيصة عن سفيان عن عاصم عن زر عن حذيفة قال:
تقولون سورة التوبة وهي سورة العذاب - يعني براءة.
(3) حدثنا ابن علية عن أيوب عن عكرمة قال: ما زالت براءة تنزل حتى أشفق
منهما محمد صلى الله عليه وسلم وكانت تسمى الفاضحة.
(64) ما شبه من القرآن بالتوراة والإنجيل
(1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن المسيب قال: قال عبد الله:
الطول كالتوراة، والمئون كالإنجيل، والمثاني كالزبور، وسائر القرآن فضل.
(2) حدثنا وكيع عن الأعمش عن سعيد بن جبير " ولقد كتبنا في الزبور " قال:
القرآن التوراة والإنجيل.

(61 / 1) لأنه يقرأ وقلبه ملئ بالنفاق والانكار لما يقرأ.
(63 / 1) {عم يتساءلون}: سورة النبأ {إذا الشمس كورت} سورة التكوير.
(63 / 3) لأنها فضحت المنافقين
201

(3) حدثنا محمد بن أبي عدي عن داود عن الشعبي " ولقد كتبنا في الزبور من بعد
الذكر " قال: في زبور داود من بعد ذكر موسى.
(4) حدثنا عفان قال حدثنا همام قال سمعت أبا عمران الجوني قال حدثنا
عبد الله بن رباح قال: سمعت كعبا يقول: فاتحة التوارة فاتحة سورة الأنعام، وخاتمة
التوراة خاتمة سورة هود.
(65) في القرآن يختلف على الياء والتاء
(1) حدثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي عن علقمة عن عبد الله قال: إذا
شككتم في الياء والتاء فاجعلوها ياء فإن القرآن ذكر فذكروه.
(2) حدثنا معاوية بن همام قال حدثنا أبو نزار المرادي عن عمرو بن ميسرة عن أبي
عبد الرحمن السلمي قال: إذا اختلفتم في القرآن في ياء أو تاء فاجعلوها ياء فإن القرآن نزل
على الياء.
(3) حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: إذا
تماريتم في القرآن في ياء أو تاء فاجعلوها ياء وذكروا القرآن فإنه مذكر.
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن يحيى بن جعدة عن ابن مسعود قال: القرآن
ذكر فذكروه.
(66) في الصبيان متى يتعلمون القرآن
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم عن عمرو بن شعيب قال: كان الغلام
إذا أفصح من بني عبد المطلب علمه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية سبعا {الحمد لله الذي لم
يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا}.
(2) حدثنا عمر بن سعد أبو داود عن سفيان عن الحسن بن عمرو بن أبي سعيد بن
عمر عن فضيل عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يعلموا أولادهم القرآن حتى يعقلوا.

(65 / 4) تماريتم: اختلفتم.
والتاء والياء هي أحرف المضارعة التي تبدأ بها بعض الأفعال.
ك‍ تقولون ويقولون وقس على ذلك.
(66 / 1) سورة الإسراء من الآية (111).
(66 / 2) حتى يفقهوا ما يقرأون
202

(67) من قال: الحسد في قراءة القرآن
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا
حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار ورجل علمه
الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ".
(2) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن
فهو يتلوه آناء الليل وآناء النهار، فيقول الرجل: لو آتاني الله مثل ما آتى فلانا فعلت
مثل ما يفعل، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه في حقه فيقول الرجل: لو آتاني الله مثل ما
آتى فلانا فعلت مثل ما يفعل ".
(68) في فضل الحواميم
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال عبد الله: " حم
ديباج القرآن.
(2) حدثنا جعفر بن عون عن مسعر عن سعد بن إبراهيم قال: كل الحواميم يسمين
العرائس.
(3) حدثنا محمد بن بشر ووكيع عن مسعر عن معن بن عبد الرحمن قال: قال
عبد الله: إذا وقعت في آل حم وقعت في روضات دمثات أتأنق فيهن.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن خبيب عن رجل عن أبي الدرداء قال: مر عليه
وهو يبني مسجدا فقال ما هذا إلا لآل حم.
(69) في درس القرآن وعرضه
(1) حدثنا الفضل بن دكين عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: عرضت
القرآن على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته ثلاث عرضات أفقه عند كل آية.

(67 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 2 / 8 عن سفيان بن عيينة.
(68 / 1) رواه عبد الرزاق في مصنفه 3 / 381 عن ابن عيينة موقوفا على مجاهد.
(68 / 3) رواه السيوطي في الدر المنثور 5 / 344 من طرق عدة.
(69 / 1) أفقه عند كل آية: أي اسمع تفسيره لمعناها قبل أن انتقل لقراءة ما يليها
203

(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يعرض القرآن في كل رمضان مرة إلا العام الذي قبض فيه فإنه عرض عليه
مرتين بحضرة عبد الله فشهد ما نسخ منه وما بدل.
(3) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله
عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الكتاب في كل رمضان على جبريل، فلما
كان الشهر الذي هلك فيه عرضه عليه عرضتين.
(4) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول:
أمسك على فضالة بن عبيد القرآن حتى فرغ منه.
(5) حدثنا حسين بن علي عن ابن عيينة عن ابن جريج وعن ابن سيرين عن عبيدة
قال: القراءة التي عرضت على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي قبض فيه هي القراءة التي يقرأها
الناس اليوم فيه.
(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن ابن سيرين قال: كان جبريل
يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل عام مرة في رمضان، فلما كان العام الذي قبض فيه
عرضه عليه مرتين.
(7) حدثنا ابن نمير قال حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن فراس عن الشعبي عن
مسروق عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض القرآن على جبريل في كل عام
مرة، فلما كان العام الذي قبض فيه عرضه عليه مرتين.
(70) ما جاء في فضل المفصل
(1) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن أبي الأحوص عن عبد الله
قال: لكل شئ لباب وإن لباب القرآن المفصل.

(69 / 3) رواه الإمام أحمد في مسنده 1 / 230 عن يعلى.
(70 / 1) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 159 عن الطبراني
204

(71) في القرآن والسلطان
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب
قال: قال سلمان لزيد بن صوحان: كيف أنت إذا اقتتل القرآن والسلطان؟ قال: إذا
أكون مع القرآن، قال: نعم الزيد: إذا أنت.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شمر عن شهر بن حوشب عن كعب قال:
يقتتل القرآن والسلطان فيطأ السلطان على صماخ القرآن فلا يبالي ذا من ذا ولا ذا من ذا.
(3) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن عبد
الرحمن بن عبد الله قال: أتى رجل ابن مسعود فقال: يا أبا عبد الرحمن! علمني كلمات
جوامع نوافع، قال تعبد الله ولا تشرك به شيئا.
(4) حدثنا سفيان عن جبلة بن سحيم عن عامر بن مطر قال: كانت مع حذيفة
فقال: كيف أنت يا عامر بن مطر إذا أخذ الناس طريقا والقرآن طريقا مع أيهما تكون؟
فقلت: مع القرآن أحيى معه أو أموت، قال فائت إذا.
(5) حدثنا أبو أسامة عن مسعر قال حدثنا معن قال: أتى رجل ابن مسعود: فقال
علمني كلمات جوامع نوافع، فقال: تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتزول مع القرآن حيث
زال.
(72) من كان يقرأ القرآن من أصحاب ابن مسعود
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله
الذين يفتون ويقرأون القرآن: علقمة والأسود وعبيدة ومسروقا وعمرو بن شر حبيل
والحارث بن قيس.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسروق قال: كان عبد الله يقرأ بنا القرآن
في المجلس ثم يجلس بعده يحدث الناس.
(3) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا عبد الرحمن بن حميد قال سمعت أبا إسحاق
يقول: أقرأ أبو عبد الرحمن السلمي القرآن في المسجد أربعين سنة.

(71 / 1) أي إذا خالف السلطان أي أمر القرآن ونواهيه وترك حلاله وحرامه.
(71 / 5) تزول مع القرآن حيث زال أي تسير معه كيف سار ويزول، يميل والمقصود يتجه
205

(73) في قراءة النبي صلى الله عليه وسلم على غيره
(1) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اقرأ علي القرآن، فقلت: اقرأ عليك وعليك أنزل، قال إني أشتهي أن أسمعه من غيري، قال: فقرأت عليه النساء حتى بلغت " {فكيف إذا جئنا من كل
أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} " رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي
فرفعت رأسي فرأيت عينيه تسيل.
(2) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف عن أبي حيان عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من حديث الأعمش.
(3) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال له: " أقرأ "، فافتتح سورة النساء حتى إذا بلغ إلى قوله تعالى: {فكيف إذا جئنا من
كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} قال: فدمعت عينا النبي صلى الله عليه وسلم قال:
حسبك.
(4) حدثنا ابن نمير عن الأجلح عن ابن أبزى عن أبيه قال: سمعت أبي بن كعب
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أعرض عليك القرآن، قلت: سماني لك، قال:
نعم، فقال أبي: {بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} ".
(74) من كره أن يقرأ القرآن منكوسا
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: قيل لعبد الله: إن فلانا يقرأ
القرآن منكوسا، فقال عبد الله: ذات منكوس القلب

(73 / 1) سورة النساء الآية (41).
(73 / 4) سورة يونس من الآية (58).
(74 / 1) منكوسا: أي دون أن يرفعه أمامه
206

(75) في القوم يتدارسون القرآن
(1) حدثنا أبو الأحوص عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: سألت ابن عباس: أي
العمل أفضل، قال: ذكر الله، وما جلس قوم في بيت يتعاطون فيه كتاب الله فيما بينهم
ويتدارسونه إلا أظلتهم الملائكة بأجنحتها وكانوا أضياف الله ما داموا فيه يفيضوا في
حديث غيره.

(75 / 1) حتى يفيضوا في حديث غيره. اي هم كما ذكر ما داموا يقرأون القرآن ويتدارسونه فيما بينهم فإن
انتهوا من ذلك وانطلقوا في حديث آخر من أمر دنياهم عادوا كما كانوا قبل أن يبدأوا القراءة
والمذاكرة وتدارس القرآن
207

بسم الله الرحمن الرحيم
27 - كتاب الايمان والرؤيا
(1) ما ذكر في الايمان والإسلام
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بارزا للناس فأتاه رجل فقال: يا رسول الله! ما الايمان؟ فقال:
" الايمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبته ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر، قال: يا
رسول الله! ما الاسلام؟ قال: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة
وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان، قال: يا رسول الله! ما الاحسان؟ قال: أن
تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فإنه يراك ".
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس أن وفد عبد القيس أتوا
النبي صلى الله عليه وسلم: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من الوفد أو من القوم؟ قالوا: ربيعة قال: مرحبا
بالقوم أو بالوفد غير خزايا ولا ندامى، فقالوا: يا رسول الله، إنا نأتيك من شقة بعيدة
وإن بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر، وإنا لا نستطيع أن نأتيك إلا في الشهر
الحرام، فمرنا بأمر فصل نخبر به من وراءنا ندخل به الجنة، قال: فأمرهم بأربع
ونهاهم عن أربع: أمرهم بالايمان بالله وحده وقال: هل تدرون ما الايمان بالله؟ قالوا
الله ورسوله أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وأن تعطوا الخمس من المغنم، فقال: احفظوه وأخبروا به
من وراءكم ".

(1 / 1) أي أن الايمان هو التوحيد ونفي الند والشريك والتصديق بالقيامة والبعث والنشور وتصديق الرسل
وفي ذلك قوله تعالى: {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه
ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك وإليك المصير} صدق الله
العظيم، سورة البقرة (285).
(1 / 2) شقة بعيدة: مسافة بعيدة.
ولا يأتون إلا في الشهر الحرام: لأنهم لا يقاتلونهم فيه ويدعونهم يمضون في سبيلهم وهذا قبل الفتح
وانتشار الدعوة في الجزيرة كلها.
(من وراءكم: قومكم الذين لم يأتوا معكم في الوفد
208

(3) حدثنا جرير عن منصور عن سالم بن أبي الجعد عن عطية مولى بني عامر عن
يزيد بن بشير السكسكي قال: قدمت المدينة فدخلت على عبد الله بن عمر، فأتاه رجل من
أهل العراق فقال: يا عبد الله! مالك تحج وتعتمر وتركت الغزو في سبيل الله، فقال:
ويلك إن الايمان بني على خمس: تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتصوم
رمضان، قال: فردها عليه فقال: يا عبد الله! تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتحج
البيت وتصوم رمضان قال: فردها عليه فقال: يا عبد الله! تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي
الزكاة وتحج البيت وتصوم رمضان، كذلك قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(4) حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة قال عمر: عرى الايمان أربع:
الصلاة والزكاة والجهاد والأمانة.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن صلة قال: قال حذيفة: الاسلام
ثمانية أسهم: الصلاة سهم والزكاة سهم والجهاد سهم وصوم رمضان سهم والامر بالمعروف
سهم والنهي عن المنكر سهم والإسلام سهم، وقد خاب من لا سهم له.
(6) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال: سمعت عروة بن النزال يحدث عن معاذ
ابن جبل قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك، فلما رأيته خاليا قلت: يا رسول الله!
أخبرني بعمل يدخلني الجنة، قال: " لقد سألت عن عظيم وهو يسير على من يسره الله
عليه: تقيم الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة وتلقى الله لا تشرك به شيئا، أولا
أدلك على رأس الامر وعموده وذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله ".
(7) حدثنا عبيدة بن حميد عن الحكم عن الأعمش عن ميمون بن أبي حبيب عن
معاذ بن جبل قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك ثم ذكر نحوه.
(8) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن ربعي عن رجل من بني أسد عن علي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أربع لن يجد رجل طعم الايمان حتى يؤمن بهن: لا إله إلا الله
وحده وأني رسول الله بعثني بالحق وبأنه ميت ثم مبعوث بعد الموت ويؤمن بالقدر

(1 / 3) وفيه أن الجهاد ليس من أركان الاسلام أي تركه لا يحبط عمل المرء إنما يحرم ثوابه وأجره.
(1 / 6) لان مثل المجاهد كالصائم لا يفطر والقائم لا يفتر كما جاء في الصحاح.
(1 / 8) أي أن يؤمن أن الله حق وأنه لا شريك له وأن محمدا رسول الله جاء بالهدى ودين الحق وبأن الموت
حق وأن البعث حق والحساب حق ويؤمن بالقدر خيره وشره
209

(9) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس
قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا غلام بني عبد المطلب، فقال:
" وعليك، فقال: إني رجل من أخوالك من بني سعد بن بكر وأنا رسول قومي إليك
ووافدهم، وأنا سائلك فمشدد مسألتي إليك مناشدك مناشدتي إياك، قال: " خذ عنك يا
أخا بني سعد، قال: من خلقك وهو خالق من قبلك وهو خالق من بعدك؟ قال:
" الله "، قال: نشدك بذلك أهو أرسلك؟ قال: نعم، قال: من خلق السماوات السبع
والأرضين السبع وأجرى بينهن الرزق؟ قال: الله، قال: نشدتك بذلك أهو أرسلك؟
قال: نعم، قال: فإنا قد وجدنا في كتاب وأمرتنا رسلك أن نصلي في اليوم والليلة خمس
صلوات لمواقيتها نشدتك بذلك أهو أمرك بذلك؟ قال: نعم، قال: فإنا وجدنا في
كتابك وأمرتنا رسلك أن نأخذ من حواشي أموالنا فنردها على فقرائنا فنشدتك بذلك
أهو أمرك بذلك؟ قال: نعم: ثم قال: أما الخامسة فلست بسائلك عنها ولا أرب لي فيها،
قال: ثم قال: والذي بعثك بالحق لأعملن بها ومن أطاعني من قومي، ثم رجع فضحك
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: والذي نفسي بيده لئن صدق ليدخلن
الجنة ".
(10) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال:
كنا قد نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ، فكان يعجبنا أن يأتي الرجل من أهل
البادية العاقل فيسأله ونحن نسمع، فجاء رجل من أهل البادية فقال: يا محمد أتانا رسولك
فزعم لنا أن الله أرسلك، قال: " صدق، قال: فمن خلق السماء؟ قال: الله، قال: فمن
خلق الأرض؟ قال: الله، قال: فمن نصب هذه الجبال؟ قال: الله، قال فبالذي خلق
السماء وخلق الأرض ونصب الجبال آلله أرسلك؟ قال: نعم، قال: فزعم رسولك أن علينا
خمس صلوات في يومنا وليلتنا؟ قال: صدق، قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض
ونصب الجبال الله أمرك بهذا، قال: نعم، قال: فزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا،
قال: صدق، قال: فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب الجبال، الله أمرك بهذا؟
قال: نعم، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم رمضان في سنتنا، قال: نعم صدق، قال:
فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب الجبال الله أمرك بهذا، قال: نعم، قال: زعم

(1 / 9) من أخوالك: لان الرسول صلى الله عليه وسلم كان مسترضعا فيهم، أرضعته حليمة السعدية.
- لئن صدق ليدخلن الجنة: أي الجنة جزاء بكل هذا لم ينقص منه شيئا
210

رسولك أن علينا الحج من استطاع إليه سبيلا! قال: صدق، قال: فبالذي خلق السماء
وخلق الأرض ونصب الجبال الله أمرك بهذا، قال: نعم، ثم ولى وقال: والذي بعثك بالحق
لا أزداد عليه شيئا ولا أنقض منه شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صدق دخل الجنة ".
(2) ما قالوا في صفة الايمان
(1) حدثنا زيد بن الحباب عن علي بن مسعدة قال حدثنا قتادة قال حدثنا أنس بن
مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الاسلام علانية والايمان في القلب ثم يشير بيده إلى صدره
ويقول: التقوى هاهنا التقوى ها هنا ".
(2) حدثنا مصعب بن المقدام قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا إيمان لمن لا أمانة له ".
(3) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا عوف عن عبد الله بن عمرو ابن هند الجملي قال:
قال علي: الايمان يبدأ نقطة بيضاء في القلب، كلما ازداد الايمان ازدادت بياضا حتى
يبيض القلب كله، والنفاق يبدأ نقطة سوداء في القلب، كلما ازداد النفاق ازدادت سوادا
حتى يسود القلب كله، والذي نفسي بيده لو شققتم عن قلب مؤمن لوجدتموه أبيض، ولو شققتم عن قلب منافق لوجدتموه أسود.
(4) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب
قال: قال عبد الله: إن الرجل ليذنب الذنب فينكت في قلبه نكتة سوداء، ثم يذنب الذنب
فينكت حتى يصير قلبه لون الشاه الربداء.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان قال: قال هشام عن أبيه: ما نقصت أمانة عبد قط إلا
بنقص إيمانه.
(6) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عبيد بن عمير قال: الايمان هبوب.

(2 / 1) أي يقوم بالأركان تظاهرا من لا إيمان في قلبه، إنما هي لا تقبل منه إن لم يؤدها مؤمنا بها
وبوجوبها موحدا ربه لا يشرك به شيئا.
(2 / 2) لان المؤمن طبع على الخلال كلها غير الخيانة والكذب كما جاء في الصحاح.
(2 / 3) أي الانسان يؤمن ثم يحسن العمل ويتعمق الايمان في قلبه حتى يملأه أو ينافق فيستمرئ النفاق حتى
يصير منافقا خالصا.
(2 / 4) ينكت: تصير فيه النقطة السوداء. والشاة الربداء: الشاة الشديدة السواد.
(2 / 6) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق آخر
211

(7) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن نافع بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بشر بن
سحيم الغفاري يوم النحر ينادي في الناس أنه " لا يدخل الجنة الجنة إلا نفس مؤمنة ".
(8) حدثنا وكيع قال حدثنا هشام بن عمرو عن أبيه قال: لا يغرنكم صلاة امرئ
ولا صيامه، من شاه صام ومن شاه صلى، ألا لا دين لمن لا أمانة له.
(9) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن جعفر الخطمي عن أبيه عن جده
عمير بن حبيب بن خماشة أنه قال: الايمان يزيد وينقص، قيل له: وما زيادته وما
نقصانه؟ قال إذا ذكرناه وخشيناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا ونسينا وضيعنا فذلك
نقصانه.
(10) حدثنا ابن نمير عن سفيان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يقول:
اللهم لا تنزع مني الايمان كما أعطيته.
(11) حدثنا حماد بن مسعدة عن غالب بن بكر قال: لو سئلت عن أفضل أهل هذا
المسجد فقالوا: نشهد أنه مؤمن مستكمل الايمان برئ من النفاق، لم أشهد، ولو شهدت
لشهدت أنه في الجنة، ولو سئلت عن رجل أو - الشك من أبي بكر - رجلا فقالوا: نشهد
أنه منافق مستكمل النفاق برئ من الايمان، لم أشهد، ولو شهدت لشهدت أنه في النار.
(12) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا فضيل عن غزوان قال حدثنا عثمان بن أبي
صفية الأنصاري قال: قال عبد الله بن عباس لغلام من غلمانه: ألا أزوجك فما من عبد
يزني إلا نزع الله منه نور الايمان.
(13) حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن أبيه عن عائشة قالت: قال:
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن
ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ".

(2 / 8) لان المؤمن لا يكون خائنا فمن كان خائنا فلا إيمان له.
(2 / 11) برئ من الايمان: لا إيمان له.
(2 / 13) ولا يشرب أي ولا يشرب الخمر
212

(3) من قال: أنا مؤمن
(1) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن ثعلبة عن أبي قلابة قال: حدثني الرسول
الذي بعثني عبد الله بن مسعود قال: أسألك بالله أتعلم أن الناس كانوا في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف مؤمن السريرة ومؤمن العلانية، وكافر السريرة وكافر العلانية،
ومؤمن العلانية كافر السريرة، قال: فقال عبد الله: اللهم نعم، قال: فأنشدك بالله من
أيهم كنت؟ فقال: اللهم مؤمن السريرة العلانية، أنا مؤمن، قال أبو إسحاق:
فلقيت عبد الله بن معقل فقلت: إن أناسا من أهل الصلاح يعيبون على أن أقول: أنا
مؤمن، فقال عبد الله بن معقل لقد غبنت وخسرت إن لم تكن مؤمنا.
(2) حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم الشيباني عن إبراهيم التيمي قال: وما على
أحدكم أن يقول: أنا مؤمن، فوالله لئن كان صادقا لا يعذبه الله على صدقه، وإن كان
كاذبا لما دخل عليه من الكفر أشد عليه من الكذب.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: قال: له رجل:
أمؤمن أنت، قال: أرجوا.
(4) حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند عن شهد بن حوشب عن الحارث بن عمير
الزبيدي قال: وقع الطاعون بالشام فقام معاذ بحمص فخطبهم فقال: إن هذا
الطاعون رحمة ربكم ودعوة نبيكم صلى الله عليه وسلم وموت الصالحين قبلكم، اللهم اقسم لآل معاذ
نصيبهم الأوفى منه، فلما نزل عن المنبر أتاه آت فقال إن عبد الرحمن بن معاذ قد أصيب
فقال:: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال: ثم انطلق نحوه فلما رآه عبد الرحمن مقبلا قال: إنه
{الحق من ربك فلا تكونن من الممترين}، قال: فقال: يا بني {ستجدني إن شاء الله
من الصابرين} قال: فمات آل معاذ إنسانا إنسانا حتى كان معاذ آخرهم، قال: فأصيب
فأتاه الحارث بن عمير الزبيدي، قال: فأغشى على معاذ غشية قال: فأفاق معاذ والحارث

(3 / 1) مؤمن العلانية كافر السريرة هو المنافق.
ومؤمن العلانية مؤمن السريرة هو المؤمن حقا.
(3 / 2) ليس بعد الشرك ذنب، ولا يعني ذلك إلا حساب على الذنوب التي يرتكبها المشرك إنما المقصود
أنه قد استحق أقصى العقاب بشركة وهو الخلود في النار.
(3 / 4) {الحق من ربك} سورة البقرة من الآية (147).
{ستجدني إن شاء الله من الصابرين} سورة الصافات (102)
213

يبكي قال: فقال: معاذ ما يبكيك، قال: أبكي على العلم الذي يدفن معك، قال: فقال:
فإن كنت طالبا للعلم لا محالة فاطلبه من عبد الله بن مسعود ومن عويمر أبي الدرداء ومن
سلمان الفارسي، قال: وإياك وزلة العالم، قال: فقلت: وكيف لي - أصلحك الله - أن
أعرفها؟ قال: إن للحق نورا يعرف به، قال: فمات معاذ وخرج الحارث يريد عبد الله بن
مسعود بالكوفة فقال: فانتهى إلى بابه فإذا على الباب نفر من أصحاب عبد الله يتحدثون،
قال: فجرى بينهم الحديث حتى قالوا: يا شامي أمؤمن أنت؟ قال: نعم، فقالوا: من أهل
الجنة؟ قال: فقال: إن لي ذنوبا لا أدري ما يصنع الله فيما، فلو أعلم أنها غفرت لي
لأنبأتكم أني من أهل الجنة، قال: فبينما هم كذلك إذ خرج عليهم عبد الله فقالوا له: ألا
تعجب من أخينا هذا الشامي يزعم أنه مؤمن ويزعم أنه من أهل الجنة، فقال عبد الله: لو
قلت إحداهما لا تبعتها الأخرى، قال: فقال الحارث: إنا الله وإنا إليه راجعون، صلى الله
على معاذ، قال: ويحك ومن معاذ؟ قال: معاذ بن جبل، قال: وما قال! قال: إياك وزلة
العالم فأحلف بالله أنها منك لزلة يا ابن مسعود، وما الايمان إلا أنا نؤمن بالله وملائكته
وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار والبعث والميزان وإن لنا ذنوبا لا ندري ما يصنع
الله فيها، فلو نعلم أنها غفرت لنا لقلنا: إنا من أهل الجنة، فقال: عبد الله: صدقت والله إن
كانت مني لزلة.
(4) ما ذكر فيما يطوى عليه المؤمن من الخلال
(1) حدثنا معصب بن المقدام قال حدثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أبو زميل عن
مالك بن مرثد الزماني عن أبيه قال: قال أبو ذر: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ماذا ينجي العبد
من النار؟ فقال: الايمان بالله، قال: قلت: حسبي الله أو مع الايمان عمل، فقال:
" ترضخ مما رزقك الله أو يرضخ مما رزقه الله ".
(2) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن زيد عن علي بن زيد عن أم محمد أن رجلا قال
لعائشة: ما الايمان؟ قالت: أفسر أم أجمل؟ قال: لا بل أجملي: من سرته حسنته
وساءته سيئته فهو مؤمن.

الخلال: الصفات والطباع.
(4 / 1) الرضخ في العطاء كرشح الماء من وعاء الفخار أو رش الماء الباقي على الأصابع بعد غسلها أي إعطاء
ما تقدر عليه ولم كان قليلا ومصداق ذلك في قوله تعالى {وأما بنعمة ربك فحدث} والتحديث
بالنعمة يكون بأن يعطى منها سواه إحسانا وطلبا للثواب
214

(3) حدثنا محمد بن سابق قال حدثنا إسرائيل عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس المرء المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا
بالفاحش ولا بالبذي ".
(4) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد عن
سعد قال: " طبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب ".
(5) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن منصور عن مالك بن الحارث عن عبد
الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: المؤمن يطوى عن الخلال كلها خير الخيانة والكذب ".
(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " تكون في آخر الزمان فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا
ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا ".
(7) حدثنا ابن علية عن حجاج بن أبي عثمان عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي
ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي قال: كانت لي جارية ترعى غنما لي
في قبل أحد، فاطلعتها ذات يوم وإذا الذنب قد ذهب بشاة من غنمها، قال: وأنا رجل
من بني آدم آسف كلما يأسفون، لكني صككتها صكة فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعظم ذلك علي
فقلت يا رسول الله! أفلا أعتقها، قال: أئتني بها، فقال فأتيته بها فقال لها: أين الله؟ قالت:
في السماء، قال: من أنا قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة "
(8) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن
الحكم يرفعه أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إن على أمي رقبة مؤمنة وعندي رقبة سوداء
أعجمية، فقال: " إئت بها، فقال: أتشهدين أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قالت:
نعم، قال: فأعتقها ".

(4 / 3) الطعان: الذي يستغيب الناس بباطل القول.
اللعان: الذي يكثر من اللعن في كل مناسبة.
الفاحش: من يتحدث بفاحش القول والرفث والفسوق.
البذي: الذي يتطاول على الناس بالقول البذئ.
(4 / 4) أي لا يكون الكذب والخيانة من طباع المؤمن فمن كانا فيه فلا يكون مؤمنا.
(4 / 6) فتن كقطع الليل: يضيع فيها ضعيف الايمان وينقلب من الايمان إلي الكفر ويتعظ غيره فيرجع إلى
الله.
(4 / 7) صككتها: ضربتها والصك الصفع الشديد.
وفيه أن العتق إنما يكون للنفس المؤمنة
215

(5) باب
(1) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن مثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال
المؤمن يصيبه البلاء، ومثل الكافر كمثل شجرة الأرزة لا تهتز حتى تستحصد ".
(2) حدثنا ابن نمير قال حدثنا زكريا عن سعيد بن إبراهيم قال: أخبرني أبي بن
كعب بن مالك عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن كمثل خامة الزرع تفيئها
الريح تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج، ومثل الكافر كمثل الأرزة المجذبة
على أصولها لا يفيئها شئ حتى يكون انجعافها مرة واحدة ".
(3) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن يحيى عن سعد عن بشير بن نهيك عن أبي
هريرة قال: مثل المؤمن الضعيف كمثل الخامة من الزرع، تميلها الريح مرة وتقيمها مرة،
قال: قلت: فالمؤمن القوي؟ قال: مثل النخلة تؤتي أكلها حين في ظلها ذلك ولا تميلها
الريح.
(4) حدثنا غندر عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال:
مثل المؤمن كمثل النخلة تؤتي طيبا وتضع طيبا.
(5) حدثنا ابن إدريس عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ".

(5) ورد هكذا في الأصل دون عنوان للباب.
والريح تميل الزرع لان الحب في أعلاه وساقه ضعيفة وتمثيل الكافر بالأرزة تشبيه له
بشجرة لا تحمل ثمرا إنما تستعمل وقودا وحطبا أو خشبا مهما طال استعماله فلا بد أن يكون مصيره
إلى النار.
تصرعها: تغلبها فتميلها وتحنيها.
المجذبة: الثابتة لا يحركها شئ.
انجعافها: انكسارها.
(5 / 3) وقد شبه هنا المؤمن بالشجرة المثمرة ذات الظل يفيد الناس من ثمرها وظلها.
لا تميلها الريح: كناية عن ثباته على الايمان.
(5 / 5) أي أن المؤمنين كحجارة الجدار تتماسك مع بعضها فلا يقدر المرء عليها كما لو كانت منفردة
216

(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن أبي عمار عن عمرو بن شرحبيل قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشة ".
(7) حدثنا عثام بن علي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ قال: كنا
جلوسا عند علي فدخل عمار فقال: مرحبا بالطيب المطيب، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن عمارا ملئ إيمانا إلى مشاشة ".
(8) حدثنا جعفر بن سليمان قال: زكريا قال: سمعت الحسن يقول: إن الايمان
ليس بالتحلي ولا بالتمني، إنما الايمان ما وقر في القلب وصدقه العمل.
(6) باب
(1) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن ابن عباس
أنه قال: لغلمانه: من أراد منكم الباءة زوجناه، فلا يزني منكم زان إلا نزع الله منه نور
الايمان، فإن شاء أن يرده، وإن شاء أن يمنعه إياه منعه.
(2) حدثنا قبيصة عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال، عجبا
لإخواننا من أهل العراق يسمون الحجاج مؤمنا.
(3) حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن الشعبي قال: أشهد أنه مؤمن
بالطاغوت كافر بالله - يعني الحجاج.
(4) حدثنا فضيل بن عياض عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال:
يأتي على الناس زمان يجتمعون ويصلون في المساجد وليس فيهم مؤمن.
(5) حدثنا يحيى بن آدم عن سفيان عن عاصم قال: قلنا لطلق بن حبيب: صف لنا
التقوى، قال: التقوى عمل بطاعة الله رجاء رحمة الله على نور من الله، والتقوى ترك
معصية الله مخافة عقاب الله على نور من الله.

(5 / 6) المشاش: الغضروف الذي تتصل به العظام وهو أيضا رؤوس العظام اللينة وقد يستعمل أيضا بمعنى
مخ العظام وهو الأرجح هنا.
(5 / 8) أي لا يقوم إيمان دون عمل.
(6) هكذا هنا أيضا باب دون عنوان.
(6 / 1) أي هو من القائلين بأن الحجاج غير مؤمن.
(6 / 4) تصبح فيه عبادتهم طقوسا لا إيمان فيها
217

(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أنه كان إذا ذكر الحجاج قال:
" ألا لعنة الله على الظالمين ".
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كفى به عمى أنه يعمي
الرجل في الحجاج لحاه الله.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير عن عبد الله بن مسعود عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يؤمن من بات شبعان وجاره طاو إلى جنبه ".
(9) حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن منصور عن طلق بن حبيب عن أنس بن مالك
قال: " ثلاث من كن فيه وجد طعم الايمان وحلاوته: أن يكون الله ورسوله أحب إليه
مما سواهما، وأن يحب في الله ويبغض في الله، وذكر الشرك ".
(10) حدثنا ابن نمير قال حدثنا هشام عن أبيه عن المسور بن مخرمة وابن عباس أنهما
دخلا على عمر حين طعن فقال: الصلاة، فقال: إنه لاحظ لاحد في الاسلام لمن أضاع
الصلاة، فصلى وجرحه يثعب دما.
(11) حدثنا ابن أبي فضيل عن أبيه عن شباك عن إبراهيم عن علقمة أنه كان يقول
لأصحابه: امشوا بنا نزدد إيمانا.
(12) حدثنا وكيع قال: حدثنا الأعمش عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال
المحاربي قال: قال لي معاذ اجلس بنا نؤمن ساعة - يعني نذكر الله.
(13) حدثنا أبو أسامة عن مهدي بن ميمون عن عمران القصير عن معاوية بن قرة
قال: قال: كان أبو الدرداء يقول: اللهم إني أسألك إيمانا دائما وعلما نافعا وهديا قيما، قال
معاوية: فترى من الايمان إيمانا ليس بدائم ومن العلم علما لا ينفع ومن الهدى هديا ليس
بقيم؟.

(6 / 6) سورة هود من الآية (18).
(6 / 7) لحاء الله: قبحه الله ولعنه.
(6 / 8) طاوي: جائع.
(6 / 9) وذكر الشرك: أي تحدث عنه إلا أن الراوي لا يذكر ما قال فيه.
(6 / 10) جرحه يثعب: ينزف نزفا شديدا.
(6 / 11) نزدد إيمانا: أي بزيادة الذكر والصلاة
218

(14) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال: قال
كان معاذ يقول لرجل من إخوانه: اجلس بنا فلنؤمن ساعة، فيجلسان يتذاكران الله
ويحمدانه.
(15) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن طلحة عن زبيد عن زر قال: كان عمر مما يأخذ
بيد الرجل والرجلين من أصحابه فيقول: قم بنا نزدد إيمانا.
(16) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة والمغيرة بن شبل عن
طارق بن شهاب الأحمسي عن سلمان قال: إن مثل الصلوات الخمس كمثل سهام الغنيمة،
فمن يضرب فيها بخمسة خير ممن يضرب فيها بأربعة، ومن يضرب فيها بأربعة خير ممن
يضرب فيها بثلاثة، ومن يضرب فيها بثلاثة خير ممن يضرب فيها بسهمين، ومن يضرب
فيها بسهمين خير ممن يضرب فيها بسهم، وما جعل الله من له سهم في الاسلام كمن لا
سهم له.
(17) حدثنا يزيد بن هارون عن العوام عن علي بن مدرك عن أبي زرعة عن أبي
سريرة قال: الايمان نور، فمن زنا فارقه الايمان، فمن لام نفسه وراجعه راجعة الايمان.
(18) حدثنا محمد بن بشير قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين إيمانا وأفضل المؤمنين إيمانا أحسنهم
خلقا ".
(19) حدثنا حفص بن غياث عن خالد عن أبي قلابة عن عائشة قالت: قال:
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ".
(20) حدثنا المقبري عن سعيد بن أبي أيوب عن ابن عجلان عن القعقاع عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكمل المؤمنين أحسنهم خلقا ".
(21) حدثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم قال: أكثر ظني أنه
قال عن سعيد بن جبير قال: قال ابن عمر: الحياء والايمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما
رفع الآخر.

(6 / 16) أي لا يكون المؤمن كالمنافق أو الكافر، وبين المرء وبين الكفر ترك الصلاة كما جاء في الصحاح.
(6 / 17) أي من آمن وتاب وأناب وعمل صالحا ولم يرجع إلى الزنا بعدها.
(6 / 19) والبر حسن الخلق كما جاء في الصحاح.
(6 / 20) وجاء في الصحاح أن الحياء شعبة من الايمان
219

(22) حدثنا غندر عن شعبة عن سلمة عن إبراهيم عن علقمة قال: قال رجل عند
عبد الله: إني مؤمن، فقال: قل: إني في الجنة، ولكنا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله.
(23) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: قيل له: أمؤمن أنت؟
قال: أرجوا.
(24) حدثنا جرير عن مغيرة عن سماك بن سلمة عن عبد الرحمن بن عصمة أن
عائشة قالت: أنتم المؤمنون إن شاء الله.
(25) حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن قال: إذا
سئل أحدكم: أمؤمن أنت، فلا يشك في إيمانه.
(26) حدثنا وكيع عن مسعر عن موسى بن أبي كثير عن رجل لم يسمه عن أبيه
قال: سمعت ابن مسعود يقول: أنا مؤمن.
(27) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل قال: جاء رجل فقال: لقيت ركبا
فقلت: من أنتم؟ قالوا: نحن المؤمنون، قال: أفلا قالوا: نحن في الجنة.
(28) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه وعن محمد عن
إبراهيم أنهما كانا إذا سئلا قالا: آمنا بالله وملائكته وكتبه رسله.
(29) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني قال: لقيت عبد الله بن معقل فقلت له: أن
أناسا من أهل الصلاح يعيبون على أن أقول: أنا مؤمن، فقال عبد الله: لقد خبت
وخسرت إن لم تكن مؤمنا.
(30) حدثنا وكيع عن عمرو بن منبه عن سوار بن شبيب قال: جاء رجل إلى ابن
عمر فقال: إن ههنا قوما يشهدون علي بالكفر، فقال: ألا تقول: لا إله إلا الله فتكذبهم.
(31) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد الأنصاري
قال: تسموا بأسمائكم التي سماكم الله بالحنيفية والإسلام والايمان.

(6 / 26) وفيه جواز قول ذلك.
(6 / 27) أي هو يستنكر قولهم، ولو قالوا إن شاء الله لكان أفضل.
(6 / 28) أي هم المؤمنون لقوله تعالى: {والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} سورة البقرة
(285).
(6 / 31) وفيه جواز قول حنفاء مسلمون مؤمنون
220

(32) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن سفيان عن سلمة بن سبرة قال: خطبنا
معاذ فقال: أنتم المؤمنون وأنتم أهل الجنة.
(33) حدثنا عمر بن أيوب عن جعفر بن برقان قال: كتب إلينا عمر بن عبد
العزيز " أما بعد فإن عرى الدين وقوام الاسلام الايمان بالله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة
فصلوا الصلاة لوقتها ".
(34) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سعيد عن قتادة عن أنس أن نبي الله صلى الله عليه وسلم
قال: " يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة،
ثم قال الثانية: يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله، وكان في قلبه من الخير ما يزن
برة ".
(35) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عامر بن
سعد عن أبيه أن نفرا أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم إلا رجلا منهم، فقال سعد: يا رسول
الله " أعطيتهم وتركت فلانا والله إني لأراه مؤمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أو مسلما؟
فقال سعد: والله إني لأراه مؤمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مسلما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذلك ثلاثا.
(36) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال: فيقال له: سل تعطه
- يعنى النبي صلى الله عليه وسلم، فاشفع تشفع وادع تجب، فيرفع رأسه فيقول: " أمتي أمتي " - مرتين أو
ثلاثا، فقال سلمان: في كل من في قلبه مثقال حبة حنطة من إيمان، أو مثقال شعيرة من
إيمان، أو مثقال حبة خردل من إيمان، قال سلمان: فذلك المقام المحمود.
(37) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين
يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع
الناس فيها أبصارهم وهو مؤمن ".
(38) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو بن عباد عن عبد الله بن
الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزني الزاني حين يزني

(6 / 34) شعيرة: حبة شعير.
البرة: حبة قمح.
(6 / 36) وفي ذلك قوله تعالى: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} سورة الإسراء من الآية (79)
221

وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب - يعني الخمر - حين
يشرب وهو مؤمن فإياكم إياكم ".
(39) حدثنا ابن علية عن ليث عن مدرك عن ابن أبي أوفى قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن، ولا
يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع المسلمون
إليها رؤوسهم وهو مؤمن ".
(40) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا شعبة عن فراس عن أبي مدرك عن ابن
أبي أوفى عن أبي نحوه.
(41) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء من الايمان والايمان في الجنة والبذاء من الجفاء
والجفاء في النار ".
(42) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن عن جابر بن عبد الله أنه قال:
قيل: يا رسول الله؟ أي الاعمال أفضل، قال: " الصبر والسماحة، قيل: أي المؤمنين أكمل
إيمانا قال: أحسنهم خلقا ".
(43) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة ".
(44) حدثنا عبيدة بن حميد عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
نحوه.
(45) حدثنا يحيى بن واضح عن حسين بن واقد قال: سمعت ابن بريدة يقول:
سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن
تركها فقد كفر ".
(46) حدثنا شريح عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: من لم يصل فلا دين له.

(6 / 39) ذات شرف: غالية، عظيمة القيمة.
(6 / 43) أي لا يترك الصلاة مؤمن. إلا من عذر
222

(47) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام الدستوائي عن يحيى عن أبي قلابة عن أبي
مليح عن ابن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ترك العصر فقد حبط عمله ".
(48) حدثنا عيسى ووكيع عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي
المهاجر عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من ترك العصر فقد حبط عمله ".
(49) حدثنا هشيم قال أخبرنا عباد بن راشد المنقري عن أبي قلابة والحسن أنهما
كانا جالسين فقال أبو قلابة: قال: أبو الدرداء: من ترك العصر حتى يفوته من غير عذر
فقد حبط عمله، قال: وقال الحسن: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ترك صلاة مكتوبة من
غير عذر فقد حبط عمله ".
(50) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن قسامة بن زهير قال: " لا إيمان
لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له ".
(51) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد قال: إن أفضل العبادة الرأي
الحسن.
(52) حدثنا أبو معاوية عن يوسف بن ميمون قال: قلت لعطاء إن قبلنا قوما
نعدهم من أهل الصلاح، إن قلنا نحن مؤمنون عابوا ذلك علينا، قال: فقال عطاء نحن
المسلمون المؤمنون، وكذلك أدركنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يقولون.
(53) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن حذيفة.
قال: القلوب أربعة: قلب مصفح فذلك قلب المنافق، وقلب أغلف فذلك قلب الكافر،
وقلب أجرد فكأن فيه سراجا يزهر فذاك قلب المؤمن، وقلب فيه نفاق وإيمان فمثله
كمثل قرح يمدها قيح ودم ومثله كمثل شجرة يسقيها ماء طيب فإن ما غلب غلب عليه.

(6 / 47) حبط عمله: باء بالخسران
العصر: صلاة العصر.
(6 / 51) أي الاخلاص في النصيحة.
(6 / 53) قلب مصفح: لم يؤثر البرهان فيه فدخله الايمان لحظة ثم خرج منه.
قلب أغلف: مغلق لا يدخله الايمان ولا يفتح للايمان.
قلبا أجرد: مفتوحا رحبا.
راجا يزهر: ينير ويضئ.
فإن ما غلب: أي قد يغلب عليه القيح وقد يغلب عليه الماء الطيب والله يهدي من يشاء
223

(54) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يكثر أن يقول: " يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على دينك، قلت: يا رسول الله: آمنا بك
وبما جئت به فهل تخاف علينا؟ قال: " إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله
يقلبها ".
(55) حدثنا معاذ بن معاذ قال أخبرنا أبو كعب صاحب الحرير قال حدثنا شهر بن
حوشب قال: قلت لام سلمة: يا أم المؤمنين؟ ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان
عندك؟ قال: قلت: كان أكثر دعائه: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، قلت:
يا أم سلمة: إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله ما شاء منها أقام وما
شاء أزاغ ".
(56) حدثنا يزيد قال أخبرنا همام بن يحيى عن علي بن زيد عن أم محمد عن عائشة
قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: " يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، قلت:
يا رسول الله إنك تدعو بهذا الدعاء قال: يا عائشة! أو ما علمت أن قلب ابن آدم بين
أصابع الله، إذا شاء أن يقلبه إلى الهدى قلبه، وإن شاء أن يقلبه إلى الضلالة قلبه ".
(57) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم بن عيينة قال: سمعت ابن أبي ليلى يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو بهذا الدعاء: " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".
(58) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ذر عن وائل بن مهانة قال: قال عبد الله:
ما رأيت من ناقص الدين والرأي أغلب للرجال ذوي الامر على أمرهم من النساء، قالوا:
يا أبا عبد الرحمن " وما نقصان دينها؟ قال: تركها الصلاة أيام حيضها، قالوا: فما نقصان
عقلها، قال: لا تجوز شهادة امرأتين إلا بشهادة رجل.
(59) حدثنا أبو أسامة عن حسن بن عباس عن مغيرة قال: سئل إبراهيم عن الرجل
يقول للرجل: أمؤمن أنت؟ قال: الجواب بدعة وما يسرني إن شككت.

(6 / 54) هي أصابع قدرته يقلب بها العباد بين رضاه وسخطه ورحمته وغضبه وعفوه وعقابه وهو سبحانه.
{لا يسأل عما يفعل وهم يسألون}.
(1 / 56) أرأيت إن كان لك أرض فيها نهر جار فإنك إن شئت زرعتها فأثمرت وأزهرت وإن شئت
تركتها قاعا بلقعا، وإن شئت تركتها مزهرة مثمرة مورقة وإن شئت اقتلعت ما بها، والله خالق
كل شئ وهو العليم بعبادة من ملا قلبه بالايمان والعمل زاده الله إيمانا وثبته ومن خالط إيمانه
الشك إن شاء هداه ومن يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
(1 / 59) وقول أرجو ذلك أو إن شاء الله هو الأرجح عندنا
224

(60) حدثنا أبو أسامة عن حبيب بن الشهيد عن عطاء عن أبي هريرة: " لا يزني
الرجل حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر وهو
مؤمن ".
(61) حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن عمارة بنت عمير عن أبي عمار عن
حذيفة قال: والله إن الرجل ليصبح بصير ثم يمسي وما ينظر بشفر.
(62) حدثنا ابن إدريس عن محمد ابن إسحاق عن سعيد بن يسار قال: بلغ عمر أن
رجلا بالشام يزعم أنه مؤمن، قال: فكتب عمر: اجلبوه علي، فقدم على عمر فقال: أنت
الذي تزعم أنك مؤمن، قال: هل كان الناس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على ثلاثة
منازل: مؤمن وكافر ومنافق، والله ما أنا بكافر ولا منافق، فقال: له عمر: ابسط يدك،
قال ابن إدريس: قلت: رضي بما قال؟ قال: رضي بما قال.
(63) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا ليث بن سعد عن يزيد بن سنان عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يكون بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها
مؤمنا ويمسي كافرا ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا ".
(64) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني قال:
قال حذيفة: إني لأعلم أهل دينين، أهل دينك الدينين في النار: أهل دين يقولون: الايمان
كلام ولا عمل وإن قتل وإن زنا، وأهل دين يقولون: إن كان أو لو رآه - ذكر كلمة
سقطت عني - لتأمرونا بخمس صلوات في كل يوم، وإنما هي صلاتان: صلاة العشاء
وصلاة الفجر.
(65) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن عجلان عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الايمان ستون أو سبعون أو بضعة - أو أحد
العددين - أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء
شعبة من الايمان ".
(66) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الحياء من الايمان ".
(67) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل عن حبة بن جوين.

(6 / 61) الشفر: الجفن
225

العرني قال: كنا مع سلمان وقد صافنا العدو فقال: هؤلاء المؤمنون وهؤلاء المنافقون
وهؤلاء المشركون، فينصر الله المنافقين بدعوة المؤمنين، ويؤيد الله المؤمنين بدعوة
المنافقين.
(68) حدثنا عبدة بن سليمان عن الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي قرة قال: قال
سلمان لرجل: لو قطعت أعصبي ما بلغت الايمان.
(69) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن عمرو بن مرة عن معاوية بن سويد عن البراء
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوثق عرى الاسلام الحب في الله والبغض في الله ".
(70) حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول عن زبيد عن مجاهد قال: " أوثق عرى
الايمان الحب في الله والبغض فيه ".
(71) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا داود عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري
قال: أول ما يحاسب به العبد الصلاة المكتوبة، فإن أتمها وإلا قيل: انظروا هل له من
تطوع، فأكملت الفريضة من تطوعه، فإن لم تكمل الفريضة ولم يكن له تطوع أخذ بطرفيه
فقذف به في النار.
(72) حدثنا يونس بن هارون قال أخبرنا أبو معشر عن محمد بن صالح الأنصاري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عوف بن مالك فقال: " كيف أصبحت يا عوف بن مالك
قال: أصبحت مؤمنا حقا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل قول حقيقة، فما ذلك؟ فقال
يا رسول الله: ألم أطلب نفسي عن الدنيا، سهرت ليلي وأظمأت هواجري وكأني أنظر إلى
عرش ربي، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فهيا، وكأني أنظر إلى أهل النار يتضاغون
فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرفت وآمنت فألزم ".
(73) حدثنا هشيم قال أخبرنا داود عن زرارة بن أوفى عن تميم الداري بمثل يزيد
إلا أنه لم يذكر فيه " ويؤخذ بطرفيه فيقذف به في النار ".
(74) حدثنا ابن نمير قال حدثنا مالك بن مغول عن زبيد قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " كيف أصبحت يا حارث بن مالك؟ قال: أصبحت مؤمنا حقا، قال: إن لكل

(6 / 68) أي أن الايمان قد خالط منه اللحم والعظم فلا يخرج بتقطيع مفاصله.
(6 / 72) أظمأت حواجري: ظمأت أي عطشت في وقت الهاجرة وهو وقت الظهيرة وذلك بصيامه أيام الحر
الشديد.
يتضاغون: يبكون ويألمون ويئنون والتضاغي أصلا هو البكاء والألم من الجوع. إلزم - أثبت وتابع
ما أنت عليه من عمل
226

قول حقيقة فما حقيقة ذلك قال: أصبحت عزفت نفسي عن الدنيا وأسهرت ليلى
وأظمأت نهاري، وكأني انظر إلى عرش ربي قد أبرز للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة
يتزاورون في الجنة، وكأني أسمع عواء أهل النار، قال: فقال له: عبد نور الايمان في
قلبه، إن عرفت فألزم ".
(75) حدثنا أبو أسامة عن موسى بن مسلم قال حدثنا ابن سابط قال: كان عبد الله
ابن رواحة يأخذ بيد النفر من أصحابه فيقول: تعالوا نؤمن ساعة، تعالوا فلنذكر الله
ونزدد إيمانا، تعالوا نذكره بطاعته لعله يذكرنا بمغفرته.
(76) حدثنا يزيد قال أخبرنا العوام بن حوشب عن أبي صادق عن علي قال: إن
الاسلام ثلاث أثافي: الايمان والصلاة والجماعة فلا تقبل صلاة إلا بإيمان، ومن آمن صلى
ومن صلى جامع، ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه.
(77) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن مطرف عن حسان بن عطية عن
أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياة والعي شعبتان من الايمان ".
(78) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب بن دثار عن ابن بريدة عن
ابن يعمر قال: وردنا بالمدينة فأتينا عبد الله بن عمر فقلنا: يا أبا عبد الرحمن " إنا نمعن في
الأرض فنلقى قوما يزعمون أن لا قدر، فقال: من المسلمين ممن يصلي إلى القبلة، قال:
فغضب حتى وددت أني لم أكن سألته، ثم قال: إذا لقيت أولئك فأخبرهم أن عبد الله بن
عمر منهم بري وأنهم منه برآء، ثم قال: إن شئت حدثتك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
أجل، فقال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل جيد الثياب طيب الريح حسن الوجه
فقال: يا رسول الله! ما الاسلام؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة
وتصوم رمضان وتحج البيت وتغتسل من الجنابة؟ قال: صدقت، فما الايمان؟ قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وبالقدر
كله خيره وشره وحلوه ومره، قال: صدقت، ثم انصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي
بالرجل، قال: فقمنا بأجمعنا فلم نقدر عليه، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم: هذا جبريل أتاكم
يعلمكم دينكم ".

(6 / 76) الأثافي: هي الأحجار التي يستند إليها القدر ويعجل فوقها والنار من دونه إذا أردنا الطبخ أي هو
يستند إليها لكيلا يقع. وأثافي الاسلام: القواعد التي يرتكز عليها.
(6 / 77) العي: الارتباك وعدم القدرة على الافصاح.
(6 / 78) لم نقدر عليه: لم نعثر عليه
227

(79) حدثنا عفان قال حدثنا أبان العطار قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد عن
أبي سلام عن أبي مالك الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " الطهر شطر
الايمان ".
(80) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي إسحاق عن ابن أبي ليلى الكندي عن
حجر بن عدي قال: حدثنا على أن الطهور شطر الايمان.
(81) حدثنا وكيع قال حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية قال: الوضوء شطر
الايمان. (82) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن ابن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن
غلام لحجر بن عدي أن حجرا رأى ابنا له خرج من الغائط ولم يتوضأ فقال: يا غلام
ناولني الصحيفة من الكوة، فسمعت عليا يقول: " الطهور نصف اليمان ".
(83) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا زكريا قال حدثنا الحواري أن عبد الله بن عمر
قال: إن عرى الدين وقوامه الصلاة والزكاة لا يفرق بينهما، وحج البيت وصوم رمضان،
وإن من إصلاح الاعمال الصدقة والجهاد، ثم قم فانطلق.
(84) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أكمل
المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ".
(85) حدثنا ابن نمير قال حدثنا محمد بن أبي إسماعيل عن معقل الخثعمي قال: أتى
عليا رجل وهو في الرحبة فقال: يا أمير المؤمنين! ما ترى في امرأة لا تصلى؟ قال: من لم
يصل فهو كافر.
(76) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن عبد الله بن ضمرة عن
كعب قال: من أقام الصلاة وآتى الزكاة وسمع وأطاع فقد توسط الايمان، وأحب لله
وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الايمان.
(87) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبيد الله بن عبيد الكلاعي قال: أخذ بيد مكحول

(6 / 79) الطهر: الطهور.
الشطر: النصف.
(6 / 82) الكوة: نافذة ضيقة الفتحة عريضة الحافة في أعلى الجدار.
(6 / 85) الرحبة: اسم موضع وهو أيضا اسم لمنطقة في العراق
228

فقال: يا أبا وهب! ليعظم شأن الايمان في نفسك، من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد
برئت منه ذمة الله، ومن برئت منه ذمة الله فقد كفر.
(88) حدثنا أبو خالد عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق قال: قال علي: الصبر من
الايمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا ذهب الصبر ذهب الايمان.
(89) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن صلة عن عمار قال ثلاث من
جمعهن جمع الايمان: الانصاف من نفسك، والانفاق من الاقتار، وبذل السلام للعالم.
(90) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن صلة عن عمار {إنهم لا أيمان
لهم} لا عهد لهم.
(91) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: كان يقال: لا يدخل النار انسان في
قلبه مثقال حبة خردل من إيمان.
(92) حدثنا زيد بن الحباب عن الصعق بن حزن قال حدثني عقيل بن الجعد عن
أبي إسحاق عن سويد بن غفلة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوثق عرى
الايمان الحب في الله والبغض في الله ".
(93) حدثنا أبو أسامة عن جرير بن حازم قال: حدثني عيسى بن عاصم قال:
حدثني عدي بن عدي قال: كتب إلى عمر بن عبد العزيز " أما بعد فإن للايمان فرائض
وشرائع وحدودا وسننا، فمن استكملها استكمل الايمان، ومن لم يستكملها لم يستكمل
الايمان، فإن أعش فسأبينها لكم حتى تعملوا بها، وإن أمت قبل ذلك فما أنا على
صحبتكم بحريص ".
(94) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال: لا
بد لأهل هذا الدين من أربع: دخول في دعوة الاسلام، ولا بد من الايمان وتصديق بالله
وبالمرسلين أولهم وآخرهم وبالجنة والنار والبعث بعد الموت ولا بد أن تعمل عملا تصدق
به، ولا بد من أن تعلم علما تحسن به عملك، ثم قرأ {وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل
صالحا ثم اهتدي}.

(6 / 90) أي يحلفون كذبا وباطلا ولا يصدقون في عهودهم.
{إنهم لا أيمان لهم} سورة التوبة من الآية (12).
(6 / 94) سورة طه - الآية (82)
229

(95) حدثنا عبد الأعلى عن الجريري عن عبد الله بن شقيق: ما كانوا - يقولون
لعمل تركه رجل كفر غير الصلاة، قال: كانوا يقولون، تركها كفر.
(96) حدثنا أبو بكر عن عاصم عن أبي وائل قال: قيل له: إن ناسا يزعمون أن
المؤمنين يدخلون النار، قال: لعمرك والله إن حشوها غير المؤمنين.
(97) حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال: سمعت شقيقا يقول وسأله رجل:
سمعت ابن مسعود يقول: إنه من شهد أنه مؤمن فليشهد أنه في الجنة؟ قال: نعم.
(7) ما قالوا في تعبير الرؤيا
(1) حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن عدس العقيلي عن عمه أبي رزين
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قال:
والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة "، وأحسبه قال: لا تقصها إلى علي واد أو
ذي رأي.
(2) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ".
(3) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ".
(4) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن عطاء بن يسار عن رجل
كان يفتي بمصر قال: سألت أبا الدرداء عن هذه الآية {لهم البشرى في الحياة الدنيا}
قال ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما
سألني أحد قبلك: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له، وفي الآخرة الجنة ".
(5) حدثنا شبابة بن سوار قال حدثنا شعبة عن قتادة عن أنس عن عبادة بن
الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ".

(7 / 1) أي إن تركها ولم يردها طلبا للتفسير فكأنها لم تكن.
والرؤيا غير الحلم لان الحلم من وساوس الشيطان.
واد: شخص توده ويودك.
(7 / 2) وقد رواه ابن ماجة في سننه كتاب تعبير الرؤيا.
(7 / 4) سورة يونس من الآية (64)
230

(6) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي صالح عن أبي الدرداء قال: سألت
النبي صلى الله عليه وسلم عن {البشرى في الحياة الدنيا} قال: " الرؤيا الحسنة يراها المسلم أو ترى
له ".
(7) حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءا من النبوة ".
(8) حدثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن
أبيه عن ابن عباس قال: كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر والناس صفوف خلف أبي بكر
فقال: " أيها الناس! إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو
ترى له ". (9) حدثنا عبد الله بن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن النبوة قد انقطعت والرسالة، فخرج الناس فقال: قد بقيت مبشرات، وهي
جزء من النوبة ".
(10) حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي
ذر قال: قلت: يا رسول الله! الرجل يعمل العمل يحبه الناس عليه، قال: " تلك بشرى
المؤمن ".
(11) حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا مسعر قال حدثنا أبو حصين عن زاهر
الأسلمي عن أبيه عن عبد الله كان يقول: " الرؤيا الصالحة الصادقة جزء من سبعين
جزءا من النبوة ".
(12) حدثنا العقيلي عن حميد عن أنس قال: " رؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين
جزءا من النبوة ".
(13) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
الرؤيا من المبشرات، وهي جزء من سبعين جزءا من النبوة ".

إذا لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم.
ترى له: أي يراه سواه في رؤياه.
(7 / 9) لأنه صلى الله عليه وسلم يعلم أجله سينتفي ولا نبي بعده ولا رسالة بعد رسالة الاسلام
231

(14) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه {لهم البشرى في الحياة
الدنيا} قال: هي الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح.
(15) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال:
هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له.
(16) حدثنا وكيع عن طلحة القناد عن جعفر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
{لهم البشر في الحياة الدنيا} قال: هي الرؤيا الحسنة يراها المسلم لنفسه أو لأخيه.
(17) حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن فراس عن أبي سعيد أن نبي الله
صلى الله عليه وسلم قال: " رؤيا الرجل المسلم الصالح جزء من سبعين جزءا من النبوة ".
(8) ما قالوا فيمن رأى النبي
صلى الله عليه وسلم في المنام
(1) حدثنا خلف بن خليفة عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من رآني في المنام فقد رآني ".
(2) حدثنا وكيع بن الجراح عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن
عبد الله وسفيان عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من رآني في
المنام فقد رآني، إن الشيطان لا يتمثل في صورتي ".
(3) حدثنا حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثني عوف عن يزيد الفارسي قال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم زمن ابن عباس على البصرة، قال: قلت لابن عباس: إني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال ابن عباس: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " إن
الشيطان لا يستطيع أن يتشبه بي، فمن رآني في النوم فقد رآني ".
(4) حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من رآني في النوم فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في
صورتي ".

(8 / 1) أي كأنه رآني في حياتي.
(8 / 3) رواه الهندي في الكنز مختصرا.
(8 / 4) رواه ابن ماجة في سننه في كتاب تعبير الرؤيا
232

(5) حدثنا عفان قال حدثنا عبد العزيز بن مختار قال حدثنا أنس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الشيطان لا يتمثل بي ".
(6) حدثنا بكر بن عبد الرحمن قال أخبرنا عيسى عن محمد بن أبي ليلى عن عطية
العوفي عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رآني في المنام فقد رآني، إن الشيطان لا
يتمثل بي ".
(9) ما قالوا فيما يخبر به الرجل من الرؤيا
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزبير عن جابر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: إني رأيت كأن عنقي ضربت، قال: " لم يخبر أحدكم بلعب الشيطان به ".
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! رأيت في المنام كأن رأسي قطع، قال: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: " إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس ".
(3) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن عمر بن سعيد بن أبي الحسين قال: حدثني
عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال: جاء رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت في المنام
كأن رأسي ضرب فرأيته بيدي هذه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، " يعمد الشيطان إلى
أحدكم فيتهول له ثم يغدو فيخبر الناس ".
(4) حدثنا أبو معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب
أن رجلا رأى رؤيا " من صلى الليلة في المسجد دخل الجنة " فخرج عبد الله بن مسعود
وهو يقول: اخرجوا لا تغتروا فإنما هي نفخة شيطان.

(8 / 5) رواه الإمام أحمد في مسنده 3 / 369.
(8 / 6) رواه الهيثمي في مجمع الزوائد 7 / 181.
(9 / 1) لعب الشيطان به: ما يتمثل له به في نومه أو يوسوسه في خياله أثناء نومه.
(9 / 2) وفيه النهي عن رواية الأحلام وما يرى المرء من كوابيس.
(9 / 3) كأن رأسي ضرب: أي كأنه قطع.
يتهول له: يظهر بصورة مهولة مفزعة.
يغدد: يخرج صباحا.
(9 / 4) نفخة شيطان: وسوسة منه
233

(10) ما قالوا فيما يخبره النبي صلى الله عليه وسلم من الرؤيا
(1) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت في يدي سوارين من ذهب فنفختهما، فأولتهما هذين
الكذابين: مسلمة والعنسي.
(2) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت في
يدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فذهبا: كسرى وقيصر ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم قال: أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا
رسول الله! رأيت رجلا يخرج من الأرض وعلى رأسه رجل في يده مرزبة من حديد، كلما
أخرج رأسه ضرب رأسه فيدخل في الأرض ثم يخرج من مكان آخر، فيأتيه فيضرب
رأسه، قال: " ذاك أبو جهل بن هشام، لا يزال يصنع به ذلك إلى يوم القيامة ".
(4) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني رأيتني يتبعني غنم سود يتبعها غنم عفر، فقال أبو بكر: يا رسول الله!
هذه العرب تتبعك تتبعها العجم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذلك عبرها الملك ".
(5) حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن الحر بن الصياح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كذلك عبرها الملك بالسحر ".
(6) حدثنا يزيد قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة عن ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني رأيت ظلة تنطف
سمنا وعسلا، وكان الناس يأخذون منها فبين مستكثر وبين مستقل وبين ذلك، وكأن
سببا دلي من السماء فجئت فأخذت به فعلوت، فأعلاك الله، ثم جاء رجل من بعدك
فأخذ به فعلا فأعلاه الله، ثم جاء رجل من بعد كما فأخذ به فعلا فأعلاه الله، ثم جاء

(10 / 1) مسلمة: هو مسيلمة الكذاب.
العنسي: الأسود العنسي ثاني الكذابين.
(10 / 3) المرزبة: عصا ربطت بها سلسلة من معدن في آخرها كرة لها رؤوس حادة كالإبر الغليظة.
(10 / 4) الغنم العفر: الشقراء الصوف ولون صوفها ما بين البني الفاتح إلى الأحمر.
(10 / 5) عبرها: فسرها.
الملك: الملاك ولعل المقصود جبرائيل عليه السلام.
السحر: وقت الفجر
234

رجل من بعدكم فأخذ به فانقطع به ثم وصل له فعلا به فقال أبو بكر ائذن لي يا رسول الله
فأعبرها، فأذن له فقال: أما الظلة فالاسلام وأما السمن والعسل فالقرآن،: وأما
السبب فما أنت عليه، تعلو فيعليك الله، ثم يكون رجل من بعدك على منها جك فيعلو
فيعليه الله، ثم رجل من بعدكما فيأخذ بأخذكما فيعلو فيعليه الله، ثم يكون رجل من بعدكم
على منهاجكم ثم يقطع به ثم يوصل له فيعلو فيعليه الله، قال: أصبت يا رسول الله؟ قال:
" أصبت وأخطأت، قال: أقسمت يا رسول الله لتخبرني قال: لا تقسم ".
(7) حدثنا قبيصة بن عقبة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن
أبي بكرة عن أبيه قال: وفدنا مع زياد إلى معاوية فما أعجب بوفد أعجب بنا فقال: يا أبا
بكرة حدثني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول
وكانت تعجبه الرؤيا الحسنة يسأل عنها فيقول: " رأيت ميزانا أنزل من السماء فوزنت
فيه أنا وأبو بكر فرجحت بأبي بكر، ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر، ثم وزن
عمر وعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان إلى السماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة
نبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء "، قال: فخرج في أفنيتنا فأخرجنا.
(8) حدثنا عفان قال حدثنا وهب قال حدثني موسى بن عقبة قال حدثني سالم عن رؤيا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في وباء المدينة عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت امرأة سوداء
ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى قذفت بمهيعة، فأولت أن وباء المدينة نقل إلى
مهيعة ".
(9) حدثنا أبو داود عمر بن سعد عن بدر بن عثمان عن عبيد الله بن مروان عن
أبي عائشة عن ابن عمر قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال: " رأيت آنفا
أني أعطيت الموازين والمقاليد، فأما المقاليد فهذه المفاتيح وأما الموازين فهي التي تزنون
بها، فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجحت بهم، فجئ بأبي بكر فرجح،
ثم جئ بعمر فرجح، ثم جئ بعثمان فرجح، ثم قال: رفعت، قال فقال له رجل:
فأين نحن؟ قال: حيث جعلتم أنفسكم ".

(10 / 7) رجح أبو بكر: كان أوزن وأثقل في الميزان.
(10 / 8) مهيعة هي الجحفة موضع على بعد أربع مراحل من مكة
235

(10) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال حدثني أبو بكر بن
سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت في النوم كأني انزع بدلو بكرة على
قليب، فجاء أبو بكر فنزع دلوا أو دلوين فنزع نزعا ضعيفا والله يغفر له، ثم جاء
عمر بن الخطاب فاستسقى فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا يفري فريه حتى روى
الناس وضربوا بعطن ".
(11) حدثنا هوذة بن خليفة قال حدثنا عوف عن أبي رجاء قال حدثنا سمرة بن
جندب قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يقول لأصحابه: " هل رأى أحد منكم رؤيا،
فيقص عليه ما شاء الله أن يقص، فقال لنا ذات غداة: إني أتاني الليلة آتيان أو اثنان -
الشك من هوذة - فقالا لي: انطلق، فانطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع
وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ بها رأسه فيتدهده
الحجر ههنا فيأخذه ولا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به
مثل المرة الأولى، قال: قلت لهما: سبحان الله ما هذا؟ فقالا لي: انطلق انطلق،
فانطلقنا حتى أتينا على رجل مستلق لقفاه فإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد وإذا
هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه وعينه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه، ثم
يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ذلك فما يفرغ منه حتى يصبح ذلك الجانب
كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به كما يفعل في المرة الأولى، فقلت لهما: سبحان الله
ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على مثل بناء التنور، (قال:
فأحسب أنه قال) سمعنا فيه لغطا وأصواتا، فانطلقنا فإذا فيه رجال ونساء عراة وإذا
هو يأتيهم لهيب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا، قال: قلت لهما: ما

(10 / 10) الغرب: الدلاء الكبيرة الواسعة.
والعبقري: القوي.
يفري فريه: يعمل ما يشبه عمله.
ضربوا بعطن: حتى صارت الأرض رطبة لكثرة ما سكب عليها من ماء حتى تعفنت التربة لكثر
الرطوبة.
(10 / 11) يثلغ رأسه: يشدخه ويسيل دمه. الكلوب والكلاب هو من حديد كالحديد الذي يعلق به القصاب
الذبيحة.
تهدهده: دحرجه.
الشدق: الجانب الفم.
التنور: فرن ضيق الفوهة واسع الداخل.
* ضوضوا: أثاروا ضوضاء وأصدروا أصواتا مرتفعة وصراخا
يفغر فاه: يفتحه أقصى حد يستطيعه.
* يحثها وفي رواية يحشها يوقدها ويضع لها حطبا ليزيد ضرامها.
* روضة معشبة: كثيرة العشب والزهر.
* الدوحة: الشجرة العظيمة.
* اللبن: الحجارة المصنوعة من الطين المشوي تستعمل للبناء.
* استفتحناها: طرقنا بابها نطلب أن يفتح لنا.
* شطر: نصف وهنا شق الانسان طولا.
* المحض: اللبن.
* الربابة: الغيمة
236

هؤلاء، قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا حتى أتينا على نهر (حسبت أنه
قال) أحمر مثل الدم، فإذا في النهر رجل يسبح وإذا على شاطئ النهر رجل قد جمع
عنده حجارة كثيرة، وإذا ذلك السابح يسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع الحجارة
فيغفر له فاه فيلقمه حجرا فيذهب فيسبح ما يسبح، ثم يأتي ذلك الذي كلما رجع فغر له فاه
فألقمه الحجر، قال: قلت: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، قال، فانطلقنا فأتينا على
رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء رجلا وإذا هو عند نار يحثها ويسعى حولها، قال:
قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق، انطلق فانطلقنا حتى أتيتنا على روضة معشبة
فيها من كل نور الربيع، وإذا بين ظهراني الروضة رجل طويل لا أكاد أرى رأسه
طولا في السماء وإذا حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم قط، وأحسبه قال: قلت لهما:
ما هذا؟ وما هؤلاء؟ قال: قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فانتهينا إلى دوحة عظيمة
لم أر قط درجة أعظم منها ولا أحسن، قال: قال لي: ارق فيها، فارتقيتها فانتهينا إلى
مدينة مبنية بلبن ذهب ولبن فضة، قال: فأتينا باب المدينة فاستفتحناها ففتح لنا
فدخلناها، فتلقانا فيها رجال شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء وشطر كأقبح ما
أنت راء، قال: قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، قال: فإذا نهر معترض يجري
كأن ماءه المحض بالبياض، قال: فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا وقد ذهب السوء
عنهم وصاروا في أحسن صورة، قال، قالا لي: هذه جنة عدن، وها هو ذاك منزلك،
قال، فبينما بصري صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قالا لي، هذاك منزلك، قال:
قلت لهما بارك الله فيكما ذراني فلأدخله، قال: قالا لي أما الآن فلا وأنت داخله،
قال: قلت لهما: إني قد رأيت هذه الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت قال: قالا: أما إنا
سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه رجل يأخذ القرآن
237

وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه وعينه إلى قفاه
ومنخره إلى قفاه فإنه رجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجل والنساء
العراة الذين في مثل التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي يسبح في النهر يلقم
الحجارة فإنه آكل الربا، وأما الرجل الذي عند النار كريه المرآة فإنه مالك خازن
جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله
فكل مولود مات على الفطرة، قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله! وأولاده
المشركين؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين وأما القوم الذين شطر منهم كأقبح
ما رأيت وشطر كأحسن ما رأيت فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز
الله عنهم ".
(12) حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن مسلمة عن عاصم بن بهدلة
عن المسيب بن رافع عن خرشة بن الحر قال: قدمت المدينة فجلست إلى مشيخة في المسجد
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء شيخ متوكئ على عصى له، فقال القوم: من سره
أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا، قال: فقام خلف سارية فصلى ركعتين
فقمت إليه فقلت له: قال بعض القوم كذا وكذا، فقال: الحمد لله الجنة لله يدخلها من
يشاء، وإني رأيت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا رأيت كأن رجلا أتاني فقال لي: انطلق
فذهبت معه فسلك بي في منهج عظيم، فعرضت لي طريق عن يساري فأردت أن أسلكها
فقيل: إنك لست من أهلها، ثم عرضت لي طريق عن يميني فسلكتها حتى إذا انتهيت إلى
جبل زلق، فأخل بيدي فرجل بي فإذا أنا على ذروته فلم أتقار ولم أتماسك، وإذا عمود
من حديد في ذروته حلقة من ذهب، فأخذ بيدي فرجل بي أخذت بالعروة فقال:
استمسك، فقلت: نعم، فضرب العمود برجله فاستمسكت بالعروة، فقصصتها على رسول
الله فقال: " رأيت خيرا، أما المنهج العظيم فالمحشر، وأما الطريق التي عرضت عن
يسارك فطريق النار ولست من أهلها، وأما الطريق التي عرضت عن يمينك فطريق
أهل الجنة، وأما الجبل الزلق فمنزل الشهداء، وأما العروة التي استمسكت بها فعروة
الاسلام، فاستمسك بها حتى تموت "، قال: فأنا أرجو أن أكون من أهل الجنة، قال:
فإذا هو عبد الله بن سلام.

(10 / 12) منهج ونهج: طريق.
جبل زلق صعب المرتقى.
العروة: الحلقة
238

(13) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: " رأيت كأني في دار عقبة بن رافع وأتينا برطب من رطب الطاب، فأولت أن
الرفعة لنا في الدنيا والعاقبة في الأخرى، وأن ديننا قد طاب ".
(14) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت كأني في درع حصينة ورأيت بقرة منحورة، فأولت أن
الدرع المدينة والبقر بقر ".
(15) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " رأيت فيما يرى النائم كأني مردف كبشا وكان ضبة سيفي انكسرت،
فأولت أني أقتل صاحب الكتيبة "، قال عفان، كان بعد هذا شئ لم أدر ما هو.
(16) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا الأشعث بن عبد الرحمن
الجرمي عن أبيه عن سمرة بن جندب أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن دلوا
أدليت من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب وفيه ضعف، ثم جاء عمر فأخذ
بعراقيها فشرب حتى تضلع.
(17) حدثنا أبو أسامة عن ابن مبارك عن يونس عن الزهري عن حمزة بن عبد الله
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رأيت في المنام كأن الري يجري بين ظفري
أو أظفاري، ثم أعطيت فضلي عمر قال: ما أولته؟ قال: العلم ".
(11) من قال: إذا رأى ما يكره فليتعوذ
(1) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن أبي سلمة عن أبي قتادة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم
ما يكره فلينفث عن يساره وليتعوذ بالله من شوها فإنها لا تضره ".
(2) حدثنا أحمد بن عبد الله عن ليث بن سعد عن أبي الزبير عن جابر قال: قال

(10 / 15) ضبة السيف: شفرته.
(10 / 16) عراقيها: أذنيها أو ما هو كالاذنين للدلو تمسك بهما.
حتى تضلع: حتى ارتوى.
(11 / 1) النفث: النفخ مع خروج بعض اللعاب مع الهواء
239

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ
بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " للرؤيا كنى، ولها أسماء، فكنوها بكناها واعتبروها بأسمائها، والرؤيا لأول
عابر ".
(12) ما عبر أبو بكر الصديق رضي الله عنه
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: مر صهيب بأبي بكر
فأعرض عنه فقال: مالك أعرضت عني؟ أبلغك شئ تكرهه، قال: لا، والله إلا الرؤيا
رأيتها كرهتها، قال: وما رأيت؟ قال: رأيت يدك مغلولة إلى عنقك على باب رجل من
الأنصار يقال له أبو الحشر فقال: أبو بكر: نعم ما رأيت، جمع لي ديني إلى يوم الحسر.
(2) حدثنا معتمر بن سليمان عن أيوب عن أبي قلابة أن عائشة قالت لأبيها: إني
رأيت في النوم كأن قمرا وقع في حجري - حتى ذكرت ثلاث مرات، فقال: أبو بكر:
صدقت رؤياك، دفن في بيتك خير أهل الأرض ثلاثة.
(3) حدثنا معتمر عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا أتي أبا بكر فقال: إني رأيت في
النوم كأني أبول دما، قال: أراك تأتي امرأتك وهي حائض، قال: نعم، قال: فاتق الله.
(4) حدثنا أسامة عن مجاهد عن عامر قال: أتى رجل أبا بكر فقال: إني رأيت في
المنام كأني أجري ثعلبا، قال: أنت رجل كذوب، فاتق الله ولا تعد.
(5) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن الشعبي قال: قالت عائشة لأبي بكر: إني رأيت
في المنام بقرا ينحرن حولي، قال: إن صدقت رؤياك قتلت حولك فئة.

(11 / 3) كنى: ألقاب وأسماء.
اعتبروا: عبروها: فسروها
240

(13) ما عبره عمر رضي الله عنه
(1) حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سعيد بن أبي عروبة عن سالم بن أبي الجعد
الغطفاني عن معدان بن أبي طلحة اليعمري أن عمر بن الخطاب قال يوم الجمعة وخطب
يوم الجمعة فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس! إني رأيت ديكا أحمر نقرني نقرتين.
ولا أرى ذلك إلا حضور أجلي.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن أبي حمزة عن جويرية بن قدامة
السعدي قال: حججت العام الذي أصيب فيه عمر، قال: فخطب فقال: إني رأيت كأن
ديكا نقرني نقرتين أو ثلاثا.
(3) حدثنا ابن نمير عن سفيان عن الأسود بن قيس عن عبد الله بن الحارث الخزاعي
قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول في خطبته: إني رأيت البارحة ديكا نقرني ورأيته
يجليه الناس عني، فلم يلبث إلا قليلا حتى قتله عبد المغيرة أبو لؤلؤة.
(4) حدثنا أبو أسامة عن عمرو بن حمزة قال أخبرني سالم عن ابن عمر قال: قال
عمر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فرأيته لا ينظرني، فقلت: يا رسول الله! ما شأني،
قال: ألست الذي نقبل وأنت صائم، قلت: والذي بعثك بالحق لا أقبل بعدها وأنا؟
صائم.
(5) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال: حدثني غير واحد أن قاضيا من
قضاء أهل الشام أتى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين! رأيت رؤيا أفضعتني، قال: ما
هي؟ قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين، قال، فمع أيهما كنت؟
قال: مع القمر على الشمس، قال عمر: {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل
وجعلنا آية النهار مبصرة} قال: فانطلق فوالله لا تعمل لي عملا أبدا.
(6) حدثنا شريح بن النعمان قال حدثني عبد العزيز بن أبي سلمة عن زيد بن أسلم
عن أبيه قال: خطب عمر بن الخطاب الناس فقال: إني رأيت في منامي ديكا أحمر نقرني

(13 / 1) ويقال في كتب تفسير الأحلام والرؤى أن الديك رجل فارسي والله أعلم، وربما استنادا لكون أبو
لؤلؤة كان فارسيا وهو الذي طعن عمر رضي الله عنه
(13 / 5) سورة الإسراء الآية (12)
241

على مقعد إزاري ثلاث نقرات فاستعبرتها أسماء بنت قيس فقالت إن صدقت رؤياك
قتلك رجل من العجم.
(14) باب
(1) حدثنا العلاء بن منصور قال حدثني يحيى بن حمزة عن يزيد بن عبيدة عن أبي
عبيد الله عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الرؤيا على ثلاثة،
منها تخويف من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها الامر يحدث به نفسه في اليقظة
فيراه في المنام، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ".
(2) حدثنا هوذة بن خليفة عن عوف عن محمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" الرؤيا ثلاث، فالبشرى من الله، وحديث النفس، وتخويف من الشيطان، فإذا رأى
أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها لمن شاء، وإذا رأى شيئا يكرهه فلا يقصه على أحد
وليقم يصلى ".
(3) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن ظبيان عن علقمة قال: قال عبد الله:
الرؤيا ثلاثة: حضور الشيطان، والرجل يحدث نفسه بالنهار فيراه بالليل، والرؤيا التي هي
الرؤيا.
(15) ما ذكر عن عثمان رضي الله عنه في الرؤيا
(1) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا داود عن زياد بن عبد الله عن أم
هلال بنت وكيع عن امرأة عثمان قالت: أغفي عثمان فلما استيقظ قال: إن القوم يقتلونني،
قلت: كلا يا أمير المؤمنين، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، قال: قالوا:
أفطر عندنا الليلة، أو قالوا: إنك تفطر عندنا الليلة.
(2) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن أيوب عن نافع عن ابن عمر أن
عثمان أصبح يحدث الناس، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الليلة في المنام، فقال: يا عثمان أفطر
عندنا، فأصبح وقتل من يومه.

(14) لم يوضع اسم للباب في الأصل فتركناه على حاله لاحتوائه على أمور عديدة مختلفة
242

(16) ما ذكر عن أبي هريرة رضي الله عنه في الرؤيا
(1) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال: أحب القيد في المنام،
وأكره الغل، القيد ثبات في الدين، وقال أبو هريرة: اللبن في المنام الفطرة.
(17) رؤيا عائشة رضي الله عنها
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن مسروق عن عائشة قالت: رأيتني
على تل كأن حولي بقرا ينحرن، فقال مسروق: إن استطعت أن لا تكوني أنت هي
فافعلي، قال: فابتليت بذلك رحمها الله.
(2) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي عن حاتم بن أبي صغيرة عن ابن أبي مليكة عن
عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قتلت جانا فأتيت فيما يرى النائم فقيل لها: أم
والله لقد قتلت مسلما، قالت: فلم يدخل على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل لها: ما تدخل عليك.
إلا وعليك ثيابك، فأصبحت فزعة وأمرت باثني عشر ألفا في سبيل الله.
(18) رؤيا خزيمة بن ثابت رضي الله عنه
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي عن
عمارة بن خزيمة بن ثابت عن أبيه أنه رأى في المنام كأنه سجد على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الروح يلقى الروح "،
أو قال: الروح يلقى الروح - شك يزيد، فأقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه ثم أمره فسجد من
خلفه على جبين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا علي بن زيد وأبو عمران
الجوني أن سمرة بن جندب قال لأبي بكر: رأيت في المنام كأن أفتل شريطا وأضعه إلى
جنبي ونفر يأكله قال: تزوج امرأة ذات ولد يأكل كسبك، قال: ورأيت ثورا خرج من
حجر فلم يستطع يعود فيه، قال: هذه العظيمة تخرج من في الرجل فلا يستطيع أن يردها،

(16 / 1) استنادا لحديث المعراج كما رواه ابن عباس رضي الله عنهما عندما شرب الرسول الله صلى الله عليه وسلم اللبن فقال له
جبريل لقد اخترت الفطرة. (17 / 2) الجان: نوع من الأفاعي أم والله ولعلها أما والله
243

قال: ورأيت كأنه قيل الدجال يخرج، فجعلت أتقحم الجدر، فالتفت خلفي ففرجت لي
لأرض فدخلتها، قال: يصيبك قحم في دينك والدجال على أثرك قريبا.
(3) حدثنا عبد الله بن بكر قال حدثنا حميد عن أنس قال: رأيت فيما يرى النائم
كأن عبد الله بن عمر يأكل تمرا، فكتبت إليه: إني رأيتك تأكل تمرا وهو حلاوة الايمان
إن شاء الله تعالى.
(4) حدثنا هاشم بن القاسم قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن
العلاء بن زياد العدوي وقال: رأيت في النوم كأني أرى عجوزا كبيرة عوراء العين
والأخرى قد كادت تذهب عليها والحلية شئ عجب، قال: قلت: ما أنت؟ قالت:
الدنيا، قلت: أعوذ بالله من شرك، قالت، إن سرك أن تعوذ من شري فأبغض الدرهم.
(5) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا فضيل بن غزوان قال حدثنا عبد الله بن
القاسم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الأشربة فقال: بين شارب وتارك.
(6) حدثنا عفان قال حدثنا جرير بن حازم قال: قيل لمحمد بن سيرين: إن فلانا
يضحك، قال: ولم لا يضحك؟ فقد ضحك من هو خير منه، حدثت أن عائشة قالت:
ضحك النبي صلى الله عليه وسلم من رؤيا قصها عليه رجل ضحكا ما رأيت ضحك من شئ قط أشد
منه، قال محمد: وقد علمت ما الرؤيا وما تأويلها، رأى كأن رأسه قطع فذهب يتبعه،
فالرأس النبي صلى الله عليه وسلم، والرجل يريد أن يلحق بعمله عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يدركه.
(7) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة قال أخبرني ثابت عن أنس بن مالك أن
أبا موسى الأشعري أو أنسا قال: رأيت في المنام كأني أخذت جواد كثيرة فسلكتها حتى
أنهيت إلى جبل، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فوق الجبل، وأبو بكر إلى جنبه وجعل يؤمي بيده
إلى عمر فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، مات والله عمر، فقلت: ألا تكتب به إلى عمر
فقال: ما كنت أكتب أنعي إلى عمر نفسه.
(8) حدثنا حسين بن محمد قال حدثنا جرير بن حازم عن نافع أن ابن عمر رأى
رؤيا كأن ملكا انطلق به إلى النار، فلقيه ملك آخر وهو يرعه فقال: لم ترع هذا، نعم
الرجل لو كان يصلى من الليل، قال: فكان بعد ذلك يطيل الصلاة في الليل، قال: وقد
انتهى بي إلى جهنم وأنا أقول: أعوذ بالله من النار، فإذا هي ضيقة كالبيت أسفله واسع
وأعلاه ضيق، وإذا رجال من قريش أعرفهم منكسون بأرجلهم.

(18 / 8) منكسون بأرجلهم: أي رؤوسهم إلى الأسفل وأرجلهم إلى الأعلى معلقين بها
244

(19) ما حفظت فيمن عبر من الفقهاء
(1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن أبيه قال: سمعت إبراهيم التيمي
يقول: إنما حملني على مجلسي هذا أني رأيت كأني أشم ريحانا بين الناس فذكرت ذلك
لإبراهيم النخعي، فقال: إن الريحان له منظر وطعمه مر.
(2) حدثنا أبو أسامة عن شبيل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {وعلمتني من تأويل
الأحاديث} قال: عبارة الرؤيا.
(3) حدثنا ابن فضيل عن أبي سنان عن عبد الله بن شداد أنه سمع قوما
يذكرون رؤيا وهو يصلي، فلما انصرف سألهم عنها فكتموه فقال: أما إنه جاء تأويل رؤيا
يوسف بعد أربعين - يعني سنة.
(4) حدثنا ابن علية عن أيوب قال: سأل رجل محمدا قال: رأيت كأني آكل خبيصا
في الصلاة، فقال: الخبيص حلال، ولا يحل لك الأكل في الصلاة، فقال له: أتقبل
امرأتك وأنت صائم؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل.
(5) حدثنا أسباط بن محمد عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: كان بين رؤيا
يوسف وتأويلها أربعون سنة.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عبد الله بن عون عن إبراهيم قال: كانوا إذا
رأى أحدهم ما يكره قال: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسوله من شر ما رأيت في
منامي أن يصيبني منه شئ أكرهه في الدنيا والآخرة.
(7) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا بكير بن أبي السمط قال سمعت محمد بن سيرين
سئل عن رجل رأى في المنام كأن معه سيفا مخترطة، فقال: ولد ذكر، قال: انذق
السيف، قال: يموت، قال: وسئل ابن سيرين عن الحجارة في النوم، فقال: قسوة، وسئل
عن الخشب في النوم فقال: نفاق.

(19 / 1) وقد يفسر الريحان لذلك على أنه منافق.
(19 / 2) سورة يوسف من الآية (101).
(19 / 7) مخترطة: قد أخرجت من غمدها.
انذق السيف: كسرت ضبته
245

(8) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: سئل عن رجل رأى ضبعا في جوف
الليل، فقال: لو كان هذا خيرا نظر فيه أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
(9) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال صلة بن أشيم:
رأيت في النوم كأني في رهط، وكان رجل خلفي معه السيف شاهره، قال: كلما أتى على
أحد منا ضرب رأسه فوقع، ثم يقعد فيعود كما كان، قال: فجعلت أنظر حين يأتي علي
فيصنع بي ذاك، قال: فأتى علي فضرب رأسي فوقع، فكأني أنظر إلى رأسي حين أخذته
أنفض عن شعري التراب، ثم أخذته فأعدته كما كان.
(10) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان عن حميد بن هلال قال صلة: رأيت أبا رفاعة
بعد ما أصيب في النوم على ناقة سريعة، وأنا على جمل ثقال قطوف وأنا آخذ على إثره
قال: فيعوجها علي، فأقول: الآن أسمعه الصوت، فيسرجها، وأنا أتبع أثره، قال: فأولت
رؤياي أخذ طريق أبي رفاعة وأنا أكد العمل بعده كذا.
(11) حدثنا عفان قال حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت أن أبا ثامن رأى فيما يرى
النائم: ويل للمتسميات من قترة في العظام يوم القيامة.
تم كتاب الرؤيا
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

(19 / 10) قطوف: بطئ عنود
246

بسم الله الرحمن الرحيم
28 - كتاب الأمراء
(1) ما ذكر من حديث الأمراء والدخول عليهم
(1) حدثنا حسين بن علي قال: قال عبد الملك: دخل شقيق على الحجاج فقال: ما
اسمك؟ قال: ما بعث إلى الأمير حتى علم اسمي، قال: أريد أن أستعين بك على بعض
عملي، قال: فقال: إني أخاف نفسي، فاستعفاه فأعفاه، قال: فلما خرج من عنده قام وهو
يقول: هكذا انبعاثنا، قال: فقال الحجاج: سددوا الشيخ سددوا الشيخ.
(2) حدثنا حسين بن علي عن عبد الملك بن أبجر قال: بعث ابن أوسط بالشعبي إلى
الحجاج وكان عاملا على الري، قال: فأدخل على ابن أبي مسلم وكان الذي بينه وبينه
لطيفا، قال: فعزله ابن أبي مسلم وقال: إني مدخلك على الأمير فإن ضحك في وجهك فلا
تضحكن قال: فأدخل عليه.
(3) حدثنا حسين بن علي عن شيخ من النخع عن جدية قال: كان سعيد بن جبير
مستخفيا عند أبيك زمن الحجاج فأخرجه أبوك في صندوق إلى مكة.
(4) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال: قال الوليد بن عقبة وهو يخطب: يا
أهل الكوفة! أعزم على من سيماني اسعرير كالما قال فخرج عدي من غرفته، فقام فقال
له: إنه.... الذي يقوم فيقول: أنا الذي سميتك، قال ابن عون: وكان هو الذي سماه.
(5) حدثنا حسين عن عبد الملك بن أبجر قال: كانوا يتكلمون، قال: فخرج علي
مرة ومعه عقيل ومع عقيل، كبش قال فقال علي، يقصر أحدنا بذكره، قال: قال عقيل:
أما أنا وكبشي فلا.

(1) شقيق هو عبد الملك بن أبجر وقد ذكر في الحديث التالي 1 / 2.
(1 / 2) كان الذي بينه وبينه لطيفا أي كانت علاقتهما أو صداقتهما ضعيفة وفيه أدب الوقوف بين يدي
الأمير.
(1 / 4) هكذا في الأصل والعبارة غير واضحة
247

(6) حدثنا حسين بن علي عن مجمع قال: دخل عبد الرحمن بن أبي ليلى على الحجاج
فقال لجلسائه: إذا أردتم أن تنظروا إلى رجل يسب أمير المؤمنين عثمان فهذا عندكم - يعني
عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: فقال، معاذ الله أيها الأمير أن أكون أسب عثمان، إنه
ليحجزني عن ذلك آيات في كتاب الله، قال: الله: {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا
من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم
الصادقون} قال: فكان عثمان منهم، قال: ثم قال: {والذين تبوأوا الدار والايمان من
قبلهم} فكان أبي منهم {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا
الذين سبقونا بالايمان} فكنت منهم، قال: صدقت.
(7) حدثنا حسين بن علي عن ابن وهب عن عطاء بن السائب قال: قال لي أبو
جعفر محمد بن علي: ممن أنت؟ قال: قلت: من قوم يبغضهم الناس: من ثقيف.
(8) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى قال: قال المغيرة بن شعبة لعلي: اكتب إلى
هذين الرجلين بعهدهما إلى الكوفة والبصرة - يعني الزبير وطلحة، واكتب إلى معاوية بعهده
إلى الشام فإنه سيرضى منك بذلك، قال: قال علي: لم أكن أعطي الريبة في ديني، قال: فلما
كان بعد لقي المغيرة معاوية فقال له معاوية: أنت صاحب الكلمة، قال: نعم أم والله ما وقى
شرها إلا الله.
(9) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى قال: كتب زياد إلى عائشة أم المؤمنين " من
زياد بن أبي سفيان " - رجاء أن تكتب إليه " ابن أبي سفيان " - قال فكتب " من عائشة أم
المؤمنين إلى زياد ابنها ".

(1 / 6) سورة الحشر الآيات (8 - 9 - 10).
ليحجزني: ليمنعني.
(1 / 7) وإنما يبغضهم الناس لأسباب كثيرة.
1 - هم أهل الطائف الذين أساءوا للرسول صلى الله عليه وسلم عندما قصدهم طالبا عونهم
2 - منهم الحجاج الذي ضرب الكعبة حماها الله بالمنجنيق وقتل عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير
والكثير من التابعين.
(1 / 8) أي ينصح بتولية كل واحد منهما ولاية وإقرار معاوية على الشام فإنهم لا يطعمون في أكثر من
ذلك، وإما إذا منعوا منه فسيخرجون محاربين.
ما وقى شرها إلا الله: أي هو يتراجع عن نصيحته تلك ممالاة لمعاوية إذ يقف أمامه وقد خرج
المغيرة على علي بعد أن استعمله على إحدى الولايات فأقره معاوية على ما كان عليه.
(1 / 9) زياد المذكور هو زياد بن أبيه أي لم يكن معروف الأب ولكن معاوية بدهائه جعله يعتقد أنه أخوه
من أبيه أبي سفيان إذ عرف أمه خلال إحدى الحروب القبلية فحملت منه بزياد سفاحا. وقولها
رضي الله عنها ابنها أي هو كسائر المسلمين تناديه بيا بني لأنها أم المؤمنين. فلم تقره على نسبه
المدعى ولم تنكره عليه.
248

(10) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن أبي موسى قال: قال رجل للحسن: يا أبا سعيد والله
ما أراك تلحن؟ قال: يا ابن أخي: قد سبقت اللحن.
(11) حدثنا حسين بن علي عن الوليد بن علي عن زيد بن أسلم قال: ما جالست في
أهل بيته مثله - يعني الحسن.
(12) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الرحمن بن الأصبهاني قال: حدثني
عبد الله بن شداد قال: قال لي ابن عباس: ألا أعجبك، قال: إني يوما في المنزل وقد
أخذت مضجعي للقائلة إذ قيل: رجل بالباب، قال: قلت: ما جاء هذا هذه الساعة إلا
لحاجة، أدخلوه، قال: فدخل، قال: قلت لك حاجة؟ قال: متى يبعث ذلك الرجل؟
قلت: أي رجل؟ " قال: علي، قال: قلت لا يبعث حتى يبعث الله من في القبور، قال:
فقال: تقول ما يقول هؤلاء الحمقاء، قال: قلت: أخرجوا هذا عني.
(13) حدثنا حسين بن علي عن عبد الله بن أبجر قال: لما دخل سعيد بن جبير على
الحجاج قال: أنت الشقي بن كسير، قال: لا أنا سعيد بن جبير قال: إني قاتلك، قال:
لئن قتلتني لقد أصابت أمي اسمي.

(1 / 10) سبق ذكره في كتاب فضائل القرآن.
(1 / 12) القائلة: القيلولة وهو الغفوة أو الاستلقاء أثناء فترة الهاجرة عند الظهيرة أو ما بين الظهر إلى العصر.
ما جاء إلا لحاجة: إذ لا يخرج أحد من داره وقت شدة الحر إلا مضطرا.
أخرجوا هذا عني: لأنه قد لحن أولا فقال الحمقاء بدل الحمقى فهو بالتالي لا يعي ولا يفقه ما
يسأل عنه ويظن أن عليا سيرجع قبل البعث وهذا ضلال واضح قالت به بعض الطوائف
الغالية الذين ضلوا وأضلوا وأضافوا إلى علي رضي الله عنه صفات لا تكون لبشر أبدا وما زال
هذا دأبهم في كتبهم وأقوالهم حتى بلغ الامر ببعضهم أن يقول والعياذ بالله " تاه الأمين " أي تاه
جبريل فنزل خطأ على الرسول صلى الله عليه وسلم بدل أن ينزل على علي ومنهم من جعله إلها وقد قاتلهم علي
رضي الله عنه في حياته وقتل الكثير منهم لكن ما زال بعضهم إلى أيامنا هذه مقيمين على عقائدهم
الباطلة تلك، ومنهم من ينكر ذلك وإن ضمن كتبه ما يشبه هذه الأقوال في المعنى وإن اختلفت
الألفاظ، (راجع إلزام الناصب للحائري وفضائل الإمام علي لشاذان بن جبريل وغيرها).
(1 / 13) أي عكس اسمه في معنى ألفاظه: الشقي بدل سعيد وكسير بدل جبير.
أصابت أمي اسمي أي أنه سعيد لأنه قتل ظلما وهو يواجه الظلم والظالم فهو في الجنة
249

(14) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود قال: قلت
لعائشة: إن رجلا من الطلقاء يبايع له - يعني معاوية، قالت: يا بني لا تعجب! هو ملك
الله يؤتيه من يشاء.
(15) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة عن الوليد بن
عقبة أنه قال: لم تكن نبوة إلا كان بعدها ملك.
(16) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة
كان على صنعاء، فلما جاء قتل عثمان بكى فأطال البكاء، فلما أفاق قال: اليوم انتزعت
النبوة وخلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وصارت ملكا وجبرية، من غلب على شئ أكله
(17) حدثنا ابن علية قال: قال لي الحسن: ألا تعجب من سعيد بن جبير، دخل
علي فسألني عن قتال الحجاج ومعه بعض الرؤساء - يعني أصحاب ابن الأشعث.
(18) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: سمعت معاوية في
مرضه الذي مات فيه حسر عن ذراعيه كأنهما عسيبا نخل وهو يقول: والله لوددت أني لا
اعترفتكم فوق ثلاث، فقالوا: إلي رحمة الله ومغفرته، فقال: ما شاء الله أن يفعل ولو كره
أمرا غيره، وزاد فيه ابن بشر: هل الدنيا إلا ما عرفنا أو جربنا.
(19) حدثنا وكيع عن موسى عن قيس بن رمانة عن أبي بردة قال: قال معاوية: ما
قاتلت عليا إلا في أمر عثمان.
(20) حدثنا حفص عن مجالد عن الشعبي قال: دخل شاب من قريش على معاوية
فأغلظ له فقال له: يا ابن أخي! أنهاك عن السلطان، إن السلطان يغضب غضب الصبي
ويأخذ أخذ الأسد.

(1 / 14) الطلقاء: هم من آمن بعد الفتح من أهل مكة من قريش وقد آمن أكثرهم أول الأمر رهبة ولم يؤمن
رغبة وقد سموا طلقاء لقوله صلى الله عليه وسلم لهم: " إذهبوا فأنتم الطلقاء " ومعاوية منهم.
(1 / 18) عسيب النخل: الجريد.
لا اعترفتكم: لم أتولى أموركم.
(1 / 19) أي أنه لم يقاتله لو لم يتهمه بالتواطؤ في قتل عثمان رضي الله عنه.
(1 / 20) يغضب غضب الصبي: أي هو يغضب للامر الصغير الذي لا يأبه له سواه ولا يرضى إلا نبيل ما
يغضب لأجله.
يأخذ أخذ الأسد: أخذ القوي الشرس لا يرده شئ
250

(21) حدثنا عبد الله بن نمير عن مجالد عن الشعبي قال: قال زياد: ما غلبني أمير
المؤمنين بشئ من السياسة إلا بباب واحد، استعملت فلانا فكثر خراجه فخشي أن
أعاقبه، ففر [] أمير المؤمنين فكتب إليه أن هذا أدب سوء قبلي، فكتب إلي أنه ليس
ينبغي لي ولا لك أن نسوس الناس سياسة واحدة، أن نلين جميعا فتمرح الناس في
المعصية، ولا أن نشد جميعا فنحمل الناس على المهالك، ولكن تكون للشدة والفظاظة،
وأكون للين والرأفة والرحمة.
(22) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا مجالد قال أخبرنا عامر قال، سمعت معاوية
يقول: ما تفرقت أمة قط إلا أظهر الله أهل الباطل على أهل الحق إلا هذه الأمة.
(23) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن سعيد بن سويد قال:
صلى بنا معاوية الجمعة بالنخيلة في الضحى ثم خطبنا فقال: ما قاتلتكم لتصلوا ولا
لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا، وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك، ولكن إنما قاتلتكم
لا تأمر عليكم، وقد أعطاني الله ذلك وأنتم له كارهون.
(24) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن هذيل بن شر حبيل قال:
خطبهم معاوية فقال: أيها الناس! إنكم قيما بايعتموني طائعين، ولو بايعتم عبدا حبشيا
مجدعا لجئت حتى أبايعه معكم، قال: فلما نزل عن المنبر قال له عمرو بن العاص: تدري
أي شئ جئت به اليوم؟ زعمت أن الناس بايعوك طائعين، ولو بايعوا عبدا حبشيا مجدعا
لجئت حتى تبايعه معهم، قال: فقام معاوية إلى المنبر فقال: أيها الناس، وهل كان أحد أحق
بهذا الامر مني.
(25) حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال معاوية: لا حلم
إلا التجارب.

(1 / 21) قوله: (ففر أمير المؤمنين): لا بد أن هناك كلمة ناقصة أي ففر من أمير المؤمنين أو ففر إلى أمير
المؤمنين والعبارة غير واضحة المعنى في الأصل.
(1 / 22) وفي هذا نسبة للحق إليه والباطل لسواه فالله أعلم.
(1 / 23) وفي هذا اعتراف منه أنه لم يخرج غضبا للحق إنما طلبا للإمرة والسلطان.
(1 / 24) مجدعا: مقطوع الانف والاذنين. وقول عمرو بن العاص له إنكار منه لقوله ذاك لأنه كان يعرف
أنه لا يفعل ما قال والاثنان على كل حال من دهاة العرب والسياسة
251

(26) حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة أن
حسن بن علي دخل على معاوية فقال: لأجيزنك بجائزة لم أجز بها أحدا قبلك ولا أجيز
بها أحدا بعدك من العرب، فأجازه بأربعمائة ألف فقبلها.
(27) حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال:
قال: دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا، وأتى
بشراب فشرب، فقال معاوية، ما شئ كنت أستلذه وأنا شاب فأخذه اليوم إلا اللبن،
فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم، والحديث الحسن.
(28) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا أبو محكم الهمداني عن عامر قال: أتى رجل
معاوية فقال: يا أمير المؤمنين! عدتك التي وعدتني؟ قال: وما وعدتك؟ قال: أن تزيدني
مائة في عطائي، قال: ما فعلت؟ قال: بلى، قال: من يعلم ذلك؟ قال الأسود أو ابن
الأسود، قال: ما يقول هذا يا ابن الأسود؟ قال: نعم قد زدته، فأمر له بها، ثم إن
معاوية ضرب بيديه إحداهما على الأخرى فقال: ما بي مائة زدتها رجلا ولكن بي غفلتي
أن أزيد رجلا من المهاجرين مائة ثم أنساها، فقال له ابن الأسود: يا أمير المؤمنين، فهو
أمر عليها، قال: نعم، قال: فوالله ما زدته شيئا ولكنه لا يدعوني رجل إلى خير يصيبه من
ذي سلطان إلا شهدت له به، ولا شر أصرفه عنه من ذي سلطان إلا شهدت له به.
(29) حدثنا أبو أسامة قال حدثني الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال:
سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما كان عام الجماعة بعث معاوية إلى المدينة بسر بن أرطاة
ليبايع أهلها على راياتهم وقبائلهم، فلما كان يوم جاءته الأنصار جاءته بنو سليم فقال:
أفيهم جابر؟ قالوا: لا، قال: فليرجعوا فإني لست مبايعهم حتى يحضر جابر، قال: فأتاني
فقال: ناشدتك الله إلا ما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك، فإنك إن لم
تفعل قتلت مقاتلتنا وسببت ذرارينا، قال: فأستنظرهم إلى الليل، فلما أمسيت دخلت على

(1 / 26) حسن بن علي هو حسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما بويع لمدة ستة أشهر ثم أصلح به الله
الامر بين المسلمين فتنازل وبه تمت السنوات الثلاثون التي ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أنه يكون فيها الحكم
بعده خلافة مهدية راشدة ثم ينقلب الامر بعدها ملكا عضوضا وقد قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن ابني
هذا يصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
(1 / 28) عدتك: وعدك.
(1) بسر بن أرطأة: وفي مراجع أخرى بسر بن أرطاة
احقن دمك ودماء قومك: أي أنهم لم يبايعوا رغبة ولا طاعة إنما رهبة وقد أساء بسر واعتدي في
المدينة عند دخوله إلى الصحابة والتابعين.
252

أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرتها الخبر فقالت: يا ابن أم! انطلق! فبايع واحقن دمك
ودما قومك، فإني قد أمرت ابن أخي يذهب فيبايع.
(30) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال: كتب رجل
من أهل العراق إلى ابن الزبير حين بويع: سلام عليك فإني أحمد إليك الله الذي لا إله
إلا هو، أما بعد فإن لأهل طاعة الله ولأهل الخير علامة يعرفون بها ويعرف فيهم من
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعمل بطاعة الله واعلم أنما مثل الامام مثل السوق
يأتيه ما زكا فيه، فإن كان برا جاءه أهل البر ببرهم، وإن كان فاجرا جاءه أهل الفجور
بفجورهم.
(31) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال:
كنت عند عبد الله بن الزبير فقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه، فقال: صدق: ثم
تلى {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم}.

(1 / 30) أي يأتيه ويناصره من يماثله في أمره. فإن كان من أهل الخير جاءه الأخيار وإن كان من أهل الشر
جاءه الأشرار فلينظر كل امرئ من عنده ومن يتقرب إليه من الناس ليعرف نفسه.
(1 / 31) هو المختار بن أبي عبية الثقفي وقد قال لابن الزبير: إني لأعرف قوما لو أن لهم رجلا له رفق
وعلم بما يأتي لا ستخرج لك منهم جندا تغلب أهل الشام فقال من هم؟ قال شيعة بني هاشم بالكوفة
قال كن أنت ذلك الرجل فبعثه إلى الكوفة فنزل ناحية منها وجعل يظهر البكاء على الطالبيين
وشيعتهم، ويظهر الحنين والجزع لهم ويحث على أخذ الثأر لهم فمالوا إليه فسار إلى قصر الامارة
وأخرج ابن مطيع منه وغلب على الكوفة وكتب إلى ابن الزبير يعلمه أنه اخرج ابن مطيع عن
الكوفة لعجزه وساوم ابن الزبير على أن يحسب له ما أنفقه على داره وبستانه من بيت المال فأبي ابن
الزبير ذلك فخلع المختار طاعته، وكتب المختار كتابا إلى علي بن الحسين السجاد يريده على أن يبايع له ويقول بإمامته ويظهر دعوته فأبى على ذلك ولم يجبه على كتابه وسبه على رؤوس الملاء في
مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وأظهر كذبه وفجوره ثم كتب إلى محمد بن الحنفية بن أبي طالب مثل ذلك
فاستشار علي بن الحسين وابن عباس فنصحه الأول أن يفعل فعله ونصحه الثاني بعدم الرد عليه
وتجاهله ففعل كما قال.
واشتد أمر المختار بالكوفة وكثر رجاله ومال الناس إليه، فمنهم من يخاطبه بإمامة محمد بن الحنفية
ومنهم من يدعي له أن الملك يأتيه بالوحي ويخبره بالغيب وتتبع قتلة الحسين فقتلهم، وقد سمى
اتباعه بالكيسانية لان اسمه كيسان والمختار لقب جعله لنفسه، وفي سنة سبع وستين سار مصعب بن
الزبير من البصرة ونزل حروراء وكانت له مع المختار حروب انهزم المختار على أثرها حتى حاصره
مصعب في قصره في الكوفة وكان يخرج منه كل يوم للقتال حتى قتله رجل من بني حنيفة يقال له عبد الرحمن بن أسد. (راجع مروج الذهب للمسعودي ص 73 - 100 ج‍ 3 - طبعة دار
الأندلس - بيروت). {هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم} سورة
الشعراء الآيتان (221 - 222).
253

(32) حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن الأعمش عن شمر عن أنس قال: إنها ستكون
ملوك ثم الجبابرة ثم الطواغيت.
(33) حدثنا أبو أسامة عن ليث عن أبي نضرة قال: كنا نتحدث أن بني فلان
يصيبهم قتل شديد، فإذا كان ذلك هرب منهم أربعة رهط إلى الروم، فجلبوا الروم على المسلمين.
(34) حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة قال: خبرني، قال: لما أرادوا أن يبايعوا
ليزيد بن معاوية قام مروان فقال: سنة أبي بكر الراشدة المهدية، فقام عبد الرحمن بن أبي
بكر فقال: ليس بسنة أبي بكر وقد ترك أبو بكر الأهل والعشيرة والأصيل، وعمد إلى
رجل من بني عدي بن كعب إذ رأى أنه لذلك أهل، فبايعه.
(35) حدثنا أبو أسامة عن المجالد عن عامر قال: قال محمد بن الأشعث: إن لكل
شئ دولة حتى أن للحمق في العلم دولة.
(36) حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة قال أخبرني سالم عن أبيه أن عمر لما نزع
شر حبيل بن حسنة قال: حدثنا عمر عن سخطة نزعني، قال: لا ولكنا رأينا من هو أقوى
منك فتحرجنا من الله أن نقره وقد رأينا من هو أقوى منك، فقال له شر حبيل:
فأعذرني، فقام عمر على المنبر فقال: كنا استعملنا شر حبيل من حسنة ثم نزعناه من غير
سخطة وجدتها عليه، ولكنها رأينا من هو أقوى منه، فتحرجنا من الله أن نقره وقد رأينا
من هو أقوى منه، فنظر عمر من العشي إلى الناس وهم يلوذون العامل الذي استعمل،
وشر حبيل يجئ وحده فقال عمر: ما الدنيا فإنها لكاع.
(37) حدثنا أبو أسامة عن عمر بن حمزة عن محمد الكاتب أن عمر كان يقول: لا
يصلح هذا الامر إلا شدة في غير تجبر ولين في غير وهن.

(1 / 34) رجل من بني عدي هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقد بايعه أبو بكر رضي الله عنه عند وفاة
الرسول الله صلى الله عليه وسلم فقدمه عمر رضي الله عنه على نفسه وبايعه.
(1 / 36) أي الناس قد أحاطوا بالذي تولى مكان شر حبيل وتركوه لان الناس أتباع لمن ولي الأمر.
(1 / 37) وما بينهما هو الحزم والعزم في كل الأمور
254

(38) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال حدثني أبي قال:
قال علي: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة! لإزالة الجبال من مكانها أهون من إزالة ملك.
مؤجل.
(39) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن سماك بن سلمة عن عبد الرحمن بن
عصمة قال: كنت عند عائشة فأتاها رسول من معاوية بهدية فقال: أرسل بهذا أمير
المؤمنين، فقبلت هديته، فلما خرج الرسول قلنا: يا أم المؤمنين ألسنا مؤمنين وهو أميرنا؟
قالت أنتم إن شاء الله المؤمنون وهو أميركم.
(40) حدثنا جرير عن المغيرة عن عثمان بن يسار عن تميم بن حذيم قال: إن أول
يوم سلم على أمير بالكوفة بالامرة فقال: ما هذا؟ ما أنا إلا رجل منهم، فتركت زمانا ثم
أقرها بعد.
(41) حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله
يقول: دخلت على الحجاج فلم أسلم عليه.
(42) حدثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال: بلغ ابن عمر أن يزيد بن
معاوية بويع له فقال: إن كان خيرا رضينا، وإن كان شرا صبرنا.
(43) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال: شهدت عبد الله بن
مسعود جاء يتقاضى سعدا دراهم أسلفها إياه من بيت المال، فقال: رد هذا المال، فقال
سعد: أظنك لاقيا شرا، قال: رد هذا المال، قال: فقال سعد: هل أنت إلا ابن مسعود
عبد من هذيل، قال: فقال عبد الله: هل أنت إلا ابن حمنة، قال: فقال ابن أخي سعد:
أجد أنكما لصاحبا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينظر الناس إليكما، فرفع سعد يديه يقول: اللهم رب
السماوات والأرض، فقال ابن مسعود: ويحك، قل قولا لا تلعن، قال: فقال سعد: أما
والله أن لولا مخافة الله لدعوت عليك دعوة لا تخطئك، قال: فانصرف عبد الله كما هو.
(44) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا إسماعيل عن زياد قال: لما أراد عثمان أن يجلد
الوليد قال لطلحة: قم فاجلده، قال: إني لم أكن من الجلادين، فقام إليه علي فجلده، فجعل

(1 / 38) أي ملك قد جعل الله له أجلا فلا يقدر أحد على إزالته قبل انقضاء أجله.
(1 / 39) وفي قولها رضي الله عنها أنه أمير لكن لا يقال له أمير المؤمنين.
(1 / 41) وجابر بن عبد الله رضي الله عنه لم يبايع بني أمية إلا مرغما حقنا لدماء بني سليم في المدينة عندما
دخلها بسر بن أرطاة
255

الوليد يقول لعلي: انا صاحب مكينة، قال: قلت لزياد: وما صاحب مكينة، قال: امرأة كان
يتحدث بها.
(45) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: كان مروان مع طلحة يوم الجمل فلما
اشتكت الحرب قال مروان: لا أطلب بثأري بعد اليوم، قال: ثم رماه بسهم فأصاب
ركبته، فما رقأ الدم حتى مات، قال: وقال طلحة: دعوه فإنه سهم أرسله الله.
(46) حدثنا ابن علية عن ابن عيينة عن أبيه قال: لقي أبو بكر المغيرة بن شعبة بقوم
نصف النهار وهو مقنع فقال: أين تريد؟ فقال: أريد حاجة، قال: إن الأمير يزار ولا
يزور.
(47) حدثنا علي بن مسهر عن هشام بن عروة قال: بلغني أن المغيرة بن شعبة ولي
الموسم فبلغه أن أميرا تقدم عليه فقدم يوم عرفة فجعله يوم الأضحى.
(48) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال: كان قيس بن عبادة مع علي
مقدمته، ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رؤوسهم بعد ما مات علي، فلما دخل الحسن في بيعة
معاوية أبي قيس أن يدخل، فقال لأصحابه، ما شئتم؟ إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى
يموت الأعجل، وإن شئتم أخذت لكم أمانا، فقالوا له: خذ لنا أمانا، فأخذ لهم أن لهم
كذا وكذا ولا يعاقبوا بشئ، وأني رجل منهم، ولم يأخذ لنفسه شيئا، فلما ارتحلوا نحو
المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزورا حتى بلغ.
(49) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي جعفر أن عليا بلغه عن المغيرة بن شعبة
شئ فقال: لان أخذته لا تبعته أحجاره.
(50) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي جعفر أن فلانا شهد عند عمر فرد
شهادته.
(51) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبي يحدث أنه سمع

(1 / 46) نصف النهار أي عند الظهيرة. مقنع: قد رد طرف عمامته فستر به وجهه.
(1 / 47) تقدم عليه: سبقه إلى مكة المكرمة.
(1 / 48) مقدمته: أي على مقدمته.
حتى بلغ: حتى وصل إلى المدينة
256

عمرو بن العاص قال: لما مات عبد الرحمن بن عوف قال: أذهب ابن عوف بطنتك، لم
يتغضغض منها شئ.
(52) حدثنا أبو أسامة عن أبي جعفر قال سمع ابن سيرين رجلا يسب الحجاج،
فقال ابن سيرين: إن الله حكم عدل، يأخذ للحجاج ممن ظلمه كما يأخذ لمن ظلم من
الحجاج.
(53) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا أبو سفيان قال حدثني أبو الجحاف قال: أخبرني
معاوية بن ثعلبة قال: أتيت محمد بن الحنفية فقلت: إن رسول المختار أتانا يدعونا، قال
فقال لي: لا تقاتل، إني لأكره أن أبتر هذه الأمة أمرها أو آتيها من غير وجهها.
(54) حدثنا قبيصة عن سفيان عن الحارث الأزدي قال: قال ابن الحنفية: رحم الله
امرءا أغني نفسه وكف يده وأمسك لسانه وجلس في بيته، له ما احتسب، وهو مع من
أحب.
(55) حدثنا ابن فضيل عن رضى بن أبي عقيل عن أبيه قال: كنا على باب ابن
الحنفية بالشعب فخرج ابن له ذؤابتان، فقال: يا معشر الشيعة! إن أبي يقرئكم السلام،
قال، فكأنما كانت على رؤوسهم الطير، قال: إن أبي يقول: إنا لا نحب اللعانين ولا
المفرطين ولا المستعجلين بالقدر.
(56) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن منذر عن ابن الحنفية قال: لو أن عليا
أدرك أمرنا هذا كان هذا موضع رحله - يعني الشعب.
(57) حدثنا محمد بن الحسن الأسدي عن شريك عن أبي إسحاق عن ابن الزبير
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا منهم العنسي
ومسيلمة والمختار ".
(58) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سفيان بن سعيد عن أبي الجحاف عن أبي
موسى بن عمير عن أبيه قال: أمر الحسين مناديا فنادى فقال: لا يقتلن رجل معي عليه
دين، فقال رجل: ضمنت امرأتي ديني فقال: ما ضمان امرأة، قال: ونادى في المولى: فإنه
بلغني أنه لا يقتل رجل لم يترك وفاء إلا دخل النار.

(1 / 53) وهكذا كان محمد بن الحنفية في كل الأمور يدعو إلى الاتفاق والصلح بين المسلمين وحقن الدماء.
(1 / 56) أي كان اعتزل الناس وأقام في شعب أبي طالب في مكة حرسها الله
257

(59) حدثنا محمد بن بشر قال حدثنا سفيان عن الزهري عن عدي قال: قال لي
إبراهيم: إياك أن تقتل مع قصبة.
(60) حدثنا محمد بن بشر قال سمعت مسعرا يذكر عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر
أن مسروقا كان يركب كل جمعة بغلة له ويجعلني خلفه فيأتي كناسة بالحيرة قديمة فيحمل
عليها بغلته ثم يقول: الدنيا تحتنا.
(61) حدثنا محمد بن بشر قال: سمعت حميد بن عبد الرحمن الأصم يذكر عن أم
راشد جدته قالت: كنت عند أم هانئ فأتاها علي فدعي له بطعام، قالت: ونزلت فلقيت
رجلين في الرحبة فسمعت أحدهما يقول لصاحبه: بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا، قالت:
فقلت: من هذان الرجلان؟ قالوا: طلحة والزبير، قالت: سمعت أحدهما يقول لصاحبه:
بايعته أيدينا ولم تبايعه قلوبنا، فقال علي {فمن نكث فإنما ينكث على نفس ومن أوفى بما
عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.
(62) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي جعفر عن أبيه عن علي بن حسين قال: حدثني
ابن عثمان قال: أرسلني علي إلى طلحة والزبير يوم الجمل، قال: فقلت لهما: إن أخاكما
يقرئكما السلام ويقول لكما: هل وجدتما علي في حيف أو في استئثار في فئ أو في كذا؟ قال: فقال الزبير: لا ولا في واحدة منهما، ولكن مع الخوف شدة المطامع.
(63) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن أبي طارق عن حسن الكناني عن علم
الكندي عن سلمان قال: ليخربن هذا البيت على يد رجل من آل الزبير.
(64) حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح قال: قلت لعامر: إن الناس يزعمون
أن الحجاج مؤمن، فقال: وأنا أشهد أنه مؤمن بالطاغوت كافر بالله.
(65) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم قال: ما رأيت أبا وائل سب دابة قط إلا
الحجاج مرة واحدة، فإنه ذكر بعض صنيعه فقال: اللهم أطعم الحجاج من ضريع لا
يسمن ولا يغني من جوع، قال: ثم تداركها بعد فقال: إن كان ذلك أحب إليك، فقلت:
أتشك في الحجاج؟ قال: ونعد ذلك ذنبا.

(1 / 61) سورة الفتح الآية (10).
(1 / 62) الحيف: أن تظلم الآخر حقه.
(1 / 63) وقد هدمه الحجاج عندما ضرب مكة بالمنجنيق عندما حاصر عبد الله بن الزبير.
(1 / 65) وهذا طعام أهل النار أي هو يدعو عليه أن يكون مصيره إلى جهنم وبئس المصير، وقد قالت أسماء
بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي الله عنها: لقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيخرج بعده كذاب
ومبير أما الكذاب فقد عرفناه وأما المبير فلا أراه إلا أنت.
نعد ذلك ذنبا: أي يجب أن يكون المرء أكيدا من أن الحجاج كافر لأنه ضرب الكعبة شرفها الله
بالمنجنيق ولم يأبه لذلك بل قال إنها هدمت قبله ثم بنيت وأنه سيعيد بناءها.
258

(66) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبي يقول، قال: بلغ
علي بن أبي طالب أن طلحة يقول: إنما بايعت واللج على قفاي، فأرسل ابن عباس فسأله،
قال:، فقال أسامة: أما اللج على قفاه فلا، ولكن بايع وهو كاره، قال فوثب الناس إليه
حتى كادوا أن يقتلوه، قال، فخرج صهيب وأنا إلى جنبه، فالتفت إلى فقال: قد علمت
أن أم عوف خائنة.
(67) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش قال: دخلنا على ابن أبي الهذيل، فقال:
قتلوا عثمان ثم جاؤوني، فقلت، له: أتريبك نفسك؟
(68) حدثنا ابن إدريس عن هارون بن عنترة قال: سمعت أبا عبيدة يقول: كيف
أرجوا الشهادة بعد قولي: أرأيت إياك تزجر زجر الاعراب.
(69) حدثنا ابن إدريس عن هارون بن عنترة عن سليم بن حنظلة قال: أتينا أبي بن
كعب لنتحدث معه، فلما قام يمشي قمنا نمشي معه، فلحقه عمر فرفع عليه الدرة فقال:
يا أمير المؤمنين، أعلم ما تصنع؟ قال: ما ترى فتنة للمتبوع مذلة للتابع.
(70) حدثنا ابن إدريس عن مسعر عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
قال: جاء رجل إلى كعب بن عجرة فجعل يذكر عبد الله بن أبي وما نزل فيه من القرآن
ويسبه، وكان بينه وبينه حرمة وقرابة وكعب ساكت، قال: فانطلق الرجل إلى عمر
فقال: يا أمير المؤمنين! ألم تر أني ذكرت ما نزل في عبد الله بن أبي، فلم يكن من كعب،
فالتقى عمر كعبا فقال: ألم أخبر أن عبد الله بن أبي ذكر عندك فلم يكن منك، قال
كعب: قد سمعت مقالته، فلما رأيته كأنه يعمد مساءتي، قال: فقال عمر: وددت لو
ضربت أنفه، أو وددت أني لو كسرت أنفه.

(1 / 66) اللج الجماعة الكثيرة من الناس واللجة: السيف القاطع، وهي هذلية أو طائية وتجمع على لج وكل
هذه المعاني معقولة هنا.
(1 / 69) أي أن اجتماع الناس واتباعهم لشخص قد يفتنه فيخرج على إجماع المسلمين طلبا للسلطان والامرة.
(1 / 70) يعمد مساءتي: لان كعب بن عبد الله بن أبي بن سلول لكنه لم يكن كأبيه إنما كان من المقربين إلى
الرسول صلى الله عليه وسلم، أي أنه لا يفعل ذلك كراهة للمنافقين عموما، بل استصغارا من شأن كعب
259

(71) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هارون بن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن
عمير أن الأشتر وابن الزبير التقيا، فقال ابن الزبير، ما ضربته ضربة حتى ضربني خمسا أو
ستا، ثم قال: فألقاني برجل ثم قال: لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تركت منك عضوا
مع صاحبه، قال: وقالت عائشة، واثكل أسماء، قال: فلما كان بعد أعطت الذي بشرها أنه
حي عشرة آلاف.
(72) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال:
ما علمت أحدا انتصف من شريح إلا أعرابي، قال له شريح: إن لسانك أطول من يدك،
فقال الأعرابي: أسامري أنت فلا تمس، قال له شريح: أقبل قبل أمرك، قال: ذاك أهلني
إليك، قال: فلما أراد أن يقوم قال له شريح: إني لم أردك بقولي ولا اجتريت عليك.
(73) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن شهر بن عطية أن ابن مخلف الأزدي
جلس إلى علي قال: فقال له: اقرأ، فقرأ سورة البقرة، فما فرغ منها حتى سبق علي، قال:
فبعثه إلى أصبهان، قال: فأخذ ما أخذ وحمل بقية المال إلى معاوية.
(74) حدثنا ابن إدريس عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت عن
ثعلبة بن يزيد الحماني قال: سمعت عليا على هذا المنبر يقول: يا أيها الناس! أعينوا على
أنفسكم، فإن كانت القرية ليصلحها السبعة، وإن كنتم لا بد منتهبيه فهلموا حتى أقسمه
بينكم، فإن القوم متى نزلوا بالقوم تضربوا وجوههم على قريتهم.
(75) حدثنا ابن إدريس عن ليث قال: مر عمر بحذيفة فقال حذيفة: لقد جلس
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا ما منهم من أحد إلا أعطى من دينه إلا هذا الرجل.

(1 / 71) لولا قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم: لان الزبير أباه هو ابن عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأمه أسماء بنت أبي
بكر.
(1 / 72) أسامري أنت: إشارة إلى السامري الذي كان مع قوم موسى عليه السلام فصنع لهم الثور فطرده
موسى عليه السلام ولم يقتله وقال له كما جاء في كتاب الله: {إذهب فإن لك في الحياة أن تقول
لا مساس} صدق الله العظيم، سورة الآية (97).
فلما أراد أن يقوم: أي أن ينصرف.
(1 / 74) منتهبيه: أي لبيت مال المسلمين.
(1 / 75) أي أن عمر رضي الله عنه كان لا يخشى في الحق لومة لائم
260

(76) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن ابن ميناء عن المسور بن
مخرمة قال: سمعت عمر وإن أحد أصابعي في جرحه - هذه - وهو يقول: يا معشر
قريش! إني لا أخاف الناس عليكم، إنما أخاف على الناس، وإني قد تركت فيكم اثنتين
لم تبرحوا بخير ما لزمتموها: العدل في الحكم، والعدل في القسم، وإني قد تركتكم على
مثل محرقة الغنم إلا أن يعوج قوم فيعوج بهم.
(77) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن زيد بن وهب قال مررنا على أبي ذر
بالربذة، فسألناه عن منزله، قال: كنت بالشام، فقرأت هذه الآية {الذين يكنزون
الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله} فقال معاوية: إنما هي في أهل الكتاب،
فقلت: إنها لفينا وفيهم، قال: فكتب إلي عثمان أن أقبل، فلما قدمت ركبني الناس كأنهم
لم يروني قبل ذلك، فشكوت ذلك إلى عثمان فقال: لو اعتزلت فكنت قريبا، فنزلت هذا
المنزل، فلا أدع قوله ولو أمروا علي عبدا حبشيا.
(78) حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي جعفر قال: قال إبراهيم: كفى بمن شك في
الحجاج لحاه الله.
(79) حدثنا جرير عن مغيرة أن عمر بن عبد العزيز كان له سمار، فكان وعلامة ما بينه وبينهم أن يقول لهم: إذا شئتم.
(80) حدثنا ابن إدريس عن هشام قال: كان إبراهيم إذا ذكر عند ابن سيرين.
قال: قد رأيت فتى يفتينا عند علقمة في عينه بياض، فأما الشعبي فقد رأيته يفتي في زمان
ابن زياد.
(81) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش قال: كان معاذ شابا آدم وضاح الثنايا،
وكان إذا جلس مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رأوا له ما يرون للكهل.

(1 / 76) هذه: أي إصبعي هذه.
أخاف على الناس: لان الناس تبع لقريش فلما اختلفت رجالاتها شقوا الناس بينهم فكان الناس
وقود القتال.
على مثل محرقة الغنم: أي على طريق سوي.
(1 / 77) الربذة موضع عند أطراف حوران، سورة التوبة من الآية (34).
ركبني الناس: اجتمعوا علي.
(1 / 78) لحاه الله: لعنه وحقره. أي هو يلوم من يشك في أن الحجاج من أهل النار.
(1 / 80) ابن زياد المقصود عبيد الله بن زياد وحال هذا كحال الحجاج.
(1 / 81) أي يرون له مقام الكهول وهو ما زال شابا وذلك لعلمه ورجاحة عقله
261

(82) حدثنا ابن إدريس عن حسن بن فرات عن أبيه عن عمير بن سعد قال: لما
رجع على من الجمل، وتهيأ إلى صفين اجتمعت النخع حتى دخلوا على الأشتر، فقال: هل
في البيت إلا نخعي، قالوا: لا، قال: إن هذه الأمة عمدت إلى خيرها فقتلته، وسرنا إلى
أهل البصرة قوم لنا عليهم بيعة فنصرنا عليهم بنكسهم، وإنكم ستسيرون إن أهل الشام
قوم ليس لكم عليهم بيعة، فلينظر أمرؤ أين يضع سيفه.
(83) حدثنا ابن إدريس عن ابن عون عن ابن سيرين قال قيل لعمر: اكتب إلى
جوانان، قال: وما جوانان؟ قالوا: خير الفتيان، قال: اكتب إلى شر الفتيان.
(84) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش قال: رأيت عبد الرحمن بن أبي ليلى ضربه
الحجاج وأوقفه على باب المسجد، قال: فجعلوا يقولون: العن الكذابين، فجعل عبد
الرحمن يقول: لعن الله الكذابين ثم يسكت ثم يقول: علي بن أبي طالب وعبد الله بن الزبير والمختار بن أبي عبيد، فعرفت حين سكت ثم ابتدأهم فرفعهم أنه ليس يريدهم.
(85) حدثنا مالك بن إسماعيل قال أخبرنا جعفر بن زياد عن عطاء بن السائب قال:
كنت جالسا مع أبي البحتري الطائي والحجاج يخطب، فقال: مثل عثمان عند الله كمثل
عيسى بن مريم، قال: فرفع رأسه ثم تأوه، ثم قال: {إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك
من الذين كفروا وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة} قال: فقال
أبو البحتري: كفر ورب الكعبة.
(86) حدثنا مالك بن إسماعيل قال حدثنا زهير قال حدثنا كنانة قال: كنت أقول
لصفية لتردن عن عثمان، قال: فلقيها الأشتر فضرب وجه نعلها حتى مالت وحتى قالت:
ردوني، لا يفضحني هذا.

(1 / 82) النخع: قبيلة من العرب وهم قوم الأشتر.
(1 / 84) رفعهم: لفظ أسماءهم بالرفع ولو أرادهم لقالها بالنصب بالفتحة، إذ أن البدل منصوب فرفعه
للأسماء قطع ما بين العبارتين من صلة معنوية وهو بذلك يرد لعنته للكذابين على الحجاج.
(1 / 85) سورة آل عمران من الآية (55)
262

(87) حدثنا علي بن مسهر عن الربيع بن أبي صالح قال: لما قدم سعيد بن جبير من
مكة إلى الكوفة لينطلق به إلى الحجاج إلى واسط، قال: فأتيناه ونحن ثلاثة نفر أو أربعة،
فوجدناه في كناسة الخشب فجلسنا إليه، فبكى رجل منا فقال له سعيد، ما يبكيك، قال:
أبكي للذي نزل بك من الامر، قال: فلا تبك فإنه قد كان سبق في علم الله يكون هذا،
ثم قرأ {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ألا في كتاب من قبل أن
نبرأها إن ذلك على الله يسير}.
(88) حدثنا عفان قال حدثنا أبو عوانة قال حدثنا المغيرة عن ثابت بن هرمز عن
عباد قال: أتى المختار علي بن أبي طالب بمال من المداين وعليها عمه سعد بن مسعود،
قال: فوضع المال بين يديه وعليه مقطعة حمراء، قال: فأدخل يده فاستخرج كيسا فيه نحو
من خمس عشرة مائة، قال: هذا من أجور المومسات، قال: فقال علي: لا حاجة لنا في
أجور المومسات، قال: وأمر بمال المداين فرفع إلى بيت المال، قال: فلما أدبر قال له علي:
والله! لو شق على قلبه لوجد ملآن من حب اللات والعزى.
(89) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب قال حدثنا داود عن الحسن عن الزبير بن
العوام في هذه الآية: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم} قال لقد نزلت ولا
ندري من يخلف لها، قال: فقال بعضهم: يا أبا عبد الله! فلم جئت إلى البصرة؟ قال:
ويحك إنا نبصر ولكنا لا نصبر.
(90) حدثنا أبو عوانة عن المغيرة عن قدامة بن غياث قال: رأيت عليا يخطب فأتاه
آت فقال: يا أمير المؤمنين! أدرك بكر بن وائل فقد ضربتها بنو تميم بالكناسة، قال علي
هاه، ثم أقبل على خطبته، ثم أتاه آخر فقال مثل ذلك فقال: آه، ثم أتاه الثالثة أو الرابعة
فقال، أدرك بكر بن وائل فقد ضربتها بنو تميم هي بالكناسة، فقال: ألا صدقتني سن
بكر، يا شداد! أدرك بكر بن وائل وبني تميم فأقرع بينهم.

(1 / 87) مدينة في العراق ما بين البصرة والكوفة.
{ما أصاب من مصيبة في الأرض} سورة الحديد الآية (22).
(1 / 88) المداين: المدائن وهي مدينة تبعد عن بغداد حوالي 70 كلم.
المقطعة: رداء مربع.
وفي هذا الحديث تعريض بكفر المختار وقد سبق أن تحدثنا عما فعله بعد ذلك من ادعاء الوحي
وخلافه
263

(91) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن إبراهيم مولى صخر
عن أبي وائل قال: بعث إلي الحجاج فقدمت عليه الأهواز، قال لي: ما معك من القرآن،
قال: قلت: ما إن اتبعته كفاني، قال: إني أريد أن أستعين بك على بعض عملي، قال:
قلت: إن تقحمني أقتحم، وأن تجعل في غيري خفت بطائن السوء، قال: فقلت الحجاج
والله لئن قلت ذاك، إن بطائن السوء لمفسدة الرجل، قال: قلت: ما زلت أتخوف الليلة
على فراشي مخافة أن تقتلني، قال: وعلى ما أقتلك، أما والله لئن قلت ذاك، إني لا أقتل
الرجل على أمر قد كان من قبلي يهاب القتل على مثل.
(92) حدثنا زيد بن حباب قال حدثنا محمد بن هلا القرشي قال أخبرني أبي قال
سمعت أبا هريرة يقول لمروان وأبطأ بالجمعة: تظل عند بيت فلان يروحك بالمراوح
ويسقيك الماء البارد وأبناء المهاجرين يسلقون من الحر، لقد هممت أني أفعل وأفعل، ثم
قال: اسمعوا لأميركم.
(93) حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا أبو معاوية عمرو بن عيسى قال: قالت
عائشة: اللهم أدرك خفرتك في عثمان وأبلق القصاص في مدهم وأبد عورة أعيى الرجل في
بني تميم أبو امرأة فرزدق.
(94) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا معتمر عن أبيه قال أخبرنا أبو نضرة أن ربيعة
كلمة في مسجد بني سلمة فقال كنا في نحر العدو حتى جاءتنا بيعتك هذا الرجل ثم أنت
الآن تقاتله، أو كما قالوا، فقال: إني أدخلت الحسن ووضع على عتقي فقيل: بايع وإلا
قاتلناك، قال: فبايعت وعرفت أنها بيعة ضلالة، قال التيمي، وقال وليد بن عبد الملك:
إن منافقا من منافقي أهل العراق جبلة بن حكيم قال للزبير: إنك قد بايعت، فقال
الزبير: إن السيف وضع على عنقي فقيل لي: بايع وإلا قاتلناك، قال فبايعت.
(95) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا معتمر عن أبيه عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن
ناسا كانوا عند فسطاط عائشة، فمر عثمان إذ ذاك بمكة، قال أبو سعيد: فما بقي أحد
منهم إلا لعنه أو سبه غيري، وكان فيهم رجل من أهل الكوفة، فكان عثمان على الكوفي
أجرا منه على غيره، فقال: يا كوفي! أشتهي أقدم المدينة - كأنه يتهدده، قال: فقيل له:

(1 / 91) الأهواز منطقة عند شط العرب من مدنها الخفاجية والمحمرة.
(1 / 93) امرأة هكذا في الأصل. ولعلها امرأة فرزدق.
الفرزدق: رغيف التنور. وأيضا لقب للشاعر المشهور
264

عليك بطلحة، قال: فانطلق معه طلحة حتى أتى عثمان، قال عثمان: والله لأجلدنك مائة،
قال طلحة: والله لا تجلده مائة إلا أن يكون زانيا، فقال: لأحرمنك عطاءك، قال: فقال
طلحة: إن الله سيرزقه.
(96) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الأحنف بن
قيس قال: قدمنا المدينة ونحن نريد الحج، قال الأحنف: فانطلقت فأتيت طلحة والزبير
فقلت: ما تأمرانني به وترضيانه لي، فإني ما أرى هذا إلا مقتولا - يعني عثمان، قالا:
نأمرك بعلي، قلت تأمرانني به وترضيانه لي، قالا: نعم، ثم انطلقت حاجا حتى قدمت
مكة، فبينا نحن بها إذا أتانا قتل عثمان، وبها عائشة أم المؤمنين، فلقيتها فقلت: ما
تأمرينني به أن أبايع، قالت: علي، قلت: أتأمرين به وترضينه؟ قالت: نعم، فمررت على
علي بالمدينة فبايعته، ثم رجعت إلى البصرة وأنا أرى أن الامر قد استقام، فبينا أنا كذلك
إذا أتاني آت فقال: هذه عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير قد نزلوا جانب الحربية، قال
فقلت: ما جاء بهم؟ قالوا: أرسلوا إليك يستنصرونك على دم عثمان، قتل مظلوما، قال:
فأتاني أفظع أمر ما أتاني قط، قال: قلت: إن خذلان هؤلاء، ومعهم أم المؤمنين وحواري
رسول الله صلى الله عليه وسلم لشديد، وإن قتال ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر [وفي......] لشديد،
قال: فلما أتيتهم قالوا: جئنا نستنصرك على دم عثمان، قتل مظلوما، قال: قلت: يا أم
المؤمنين! أنشدك بالله! أقلت: ما تأمرينني فقلت: على، فقلت: تأمرينني به وترضينه لي؟
قالت: نعم، ولكنه بدل: فقلت: يا زبير! يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم! يا طلحة! نشدتكما
بالله: أقلت لكما: من تأمراني به، فقلتما: عليا، فقلت: تأمراني به وترضيانه لي، فقلتما:
نعم، فقالا: نعم، ولكنه بدل، قال: قلت: لا أقاتلكم ومعكم أم المؤمنين وحواري
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أقاتل ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرتموني ببيعته، اختاروا مني ثلاث خصال:
إما أن تفتحوا لي باب الجسر فألحق بأرض الأعاجم حتى يقضي الله من أمره ما قضى، أو
ألحق بمكة فأكون بها حتى يقضي الله من أمره ما قضى، أو أعن لك فأكون قريبا،
فقالوا: نرسل إليك، فائتمروا فقالوا: نفتح له باب الجسر فليلحق به المعارف والخاذل،
أو يلحق بمكة فيتعجلكم في قريش ويخبرهم بأخباركم، ليس ذلك برأي، اجعلوه ههنا
قريبا حيث تطأون صماخه وينظرون إليه، فاعتزل بالجلحاء من البصرة واعتزل معه زهاء

(1 / 96) [وفي....] الكلمة غير واضحة في الأصل وبعدها بياض مقدار كلمتين أو ثلاث.
الصماخ - والسماخ: خرق الاذن المفضي إلى الرأس، والاذن نفسها أيضا، والمقصود تغلبوه على
أمره فلا يستطيع ضدكم شيئا
[فما....] بياض في الأصل مقدار كلمتين.
265

ستة آلاف، ثم التقى القوم، فكان أول قتيل طلحة وكعب بن سور معه المصحف، يذكر
هؤلاء وهؤلاء حتى قتل بينهم، وبلغ الزبير صفوان من البصرة بمكان الفارسية منكم،
فلقيه النفر: رجل من مجاشع، فقال: أين تذهب يا حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى فأنت في
ذمتي، لا يوصل إليك، فأقبل معه، فأتي انسان الأحنف فقال: هذا الزبير قد لحق
صفوان، قال: [فما.....] جمع بين المسلمين حتى ضرب بعضهم: حواجب بعض
بالسيوف، ثم لحق بنيه وأهله، قال: فسمعه عمير بن جرموز وغواه من غواه بني تميم
وفضالة بن حابس ونفيع فركبوا في طلبه فلقوه مع النفر، فأتاه عمير بن جرموز من خلفه
وهو على فرس له ضعينة، فطعنه طعنة خفيفة، وحمل عليه الزبير وهو على فرس له " ذو
الحمار " حتى إذا ظن أنه قاتله نادى صاحبه يا نفيع! يا فضالة! فحملوا عليه حتى قتلوه.
(97) حدثنا ابن إدريس عن يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة قال: ما زح النبي صلى الله عليه وسلم أبا
قتادة فقال: " لا حرن جمتك فقال له: ولك مكانها أسر، فقال له بعد ذلك: أكرمها،
فكان يتخذ لها السد.
(98) حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي بكر بن حفص عن الحسن بن الحسن أن
عبد الله بن جعفر زوج ابنته فخلا بها فقال لها: إذا نزل بك الموت أو أمر من أمور الدنيا
فظيع فاستقبليه بأن تقولي: لا إله إلا الله الحكيم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم
الحمد لله رب العالمين، قال الحسن بن الحسن: فبعث إلى الحجاج فقلتهن، فلما مثلت بين
يديه قال: لقد بعثت إليك وأنا أريد أن أضرب عنقك، ولقد صرت وما من أحد أكرم
علي منك سلني حاجتك.
(99) حدثنا أبو أسامة عن نافع عن ابن عمر عن ابن أبي مليكة قال: قال: الزبير
لعبيد بن عمير كلم هؤلاء لأهل الشام - رجاء أن يردهم ذاك، فسمع ذلك الحجاج
فأرسل إليهم: ارفعوا أصواتكم، قال: قال الزبير: فلا تسمعوا منه شيئا، فقال عبيد:
ويحكم! لا تكونوا كالذين قالوا: {لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم
تغلبون}.

(1 / 97) لا حرن جمتك: لا حلقن شعرك.
السد: غطاء للرأس.
(1 / 99) سورة فصلت من الآية (26)
266

(100) حدثنا جرير عن مغيرة قال: قال أبو جعفر محمد بن علي: اللهم إنك تعلم أني
لست لهم بإمام.
(101) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا جرير بن حازم قال حدثني شيخ من أهل
الكوفة قال رأيت ابن عمر في أيام ابن الزبير فدخل المسجد فأدى السلام فجعل يقول:
لقد أعظمتم الدنيا، حتى استلم الحجر.
(102) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن طلحة قال حدثنا إبراهيم بن عبد
الأعلى الجعفي قال: أرسل الحجاج إلى سويد بن غفلة، قال: لا تؤم قومك، وإذا رجعت
فاستب علينا، قال: قلت: سمع وطاعة.
(103) حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون قال: ذكر إبراهيم أنه أرسل إليه
ز من المختاري بن أبي عبيد، فطلا وجهه بطلاء، وشرب دواء، فلم يأتهم فتركوه.
(104) حدثنا ابن نمير عن زكريا عن العباس بن ذريح عن الشعبي قال كتبت عائشة
إلى معاوية: أما بعد فإنه من يعمل بسخط الله يعد حامده من الناس ذاما.
(105) حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن أبي إسحاق قال: رأيت حجر بن
عدي وهو يقول: يبعتي لا أقيلها ولا أستقيلها، سماع الله والناس - يعني بقوله المغيرة.
(106) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن عمرو
ابن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال: كتب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم عيب عثمان فقالوا: من
يذهب به إليه؟ فقال عمار: أنا، فذهب به إليه، فلما قرأه قال: أرغم الله بأنفك، فقال
عمار: وبأنف أبي بكر وعمر، قال، فقام ووطئه حتى غشي عليه، قال: وكان عليه سان، قال:
ثم بعث إلى الزبير وطلحة فقالا له: اختر إحدى ثلاث: أما أن تعفو، وإما أن تأخذ
الأرش، وإما أن تقتص، قال: فقال عمار: لا أقبل منهن شيئا حتى ألقى الله، قال أبو
بكر: سمعت يحيى بن آدم قال: ذكرت هذا الحديث لحسن بن صالح فقال: ما كان على
عثمان أكبر مما صنع.

(1 / 100) أبو جعفر المذكور هو محمد الباقر، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وابنه جعفر هو
جعفر الصادق.
(1 / 103) المختار بن أبي عبيد هو المختار الثقفي الذي سبق ذكره.
(1 / 105) المغيرة بن شعبة لان بايع عليا رضي الله عنه ثم استقال من بيعته وتراجع عنها.
(1 / 106) وكان عليه سان: الكلمة الأخيرة غير واضحة في الأصل
267

(107) حدثنا ابن فضيل عن أبي عثمان عن حماد قال: قلت لإبراهيم: إن الليث يجئ
من قبل قتيبة فيه الباطل والكذب، فإذا أردت أن أحدث جليسي أفعل؟ قال: لا بل أنصت.
(108) حدثنا حسين بن علي عن إسرائيل قال: قال رجل لعثمان بن أبي العاص:
ذهبتم بالدنيا والآخرة، قال: وما ذاك؟ قال: لكم أموال تصدقون منها وتصلون منها،
وليست لنا أموال، قال: لدرهم يأخذه أحدكم فيضعه في حق أفضل من عشرة آلاف يأخذ
أحدنا عنيفا من قبض ولا يجد لها مسا.
(109) حدثنا وكيع عن شعبة عن يحيى بن الحصين عن طارق بن شهاب قال: كان
بين خالد بن وليد وبين سعد كلام، قال: فتناول رجل خالدا عن سعد، قال سعد، إن
ما بيننا لم يبلغ ديننا.
(110) حدثنا ابن نمير عن عبد الله بن عمر قال: حدثني من سمع سالما قال: كان
عمر إذا نهى الناس عن شئ جمع أهل بيته فقال: إني نهيت الناس كذا وكذا، أو أن الناس
لينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، وأيم الله! لا أجد أحدا منكم فعله إلا أضعفت له
العقوبة ضعفين.
(111) حدثنا ابن نمير عن الصباح بن ثابت قال: كان أبي يسمع الخادم يسب الشاة
فيقول: تسبين شاة تشربين من لبنها.
(112) حدثنا مرحوم بن عبد العزيز عن مالك بن دينار سمعه يقول: قال سالم بن
عبد الله، قال: لي عمر بن عبد العزيز: اكتب إلى بسنة عمر، قال: قلت: إنك إن عملت
بما عمل عمر عمر فأنت أفضل من عمر: إنه ليس لك مثل زمان عمر، ولا رجال مثل رجال
عمر.
(113) حدثنا حفص بن غياث عن عثمان بن واقد عمن حدثه قال سمعت ابن
عمر يقول وهو ساجد في الكعبة نحو الحجر وهو يقول: إني أعوذ بك من شر ما يسوط.
(114) حدثنا محمد بن بشر قال: حدثني عبد الله بن الوليد قال: أخبرني عمر بن
أيوب قال: أخبرني أبو أياس معاوية بن قرة قال: كنت نازلا عند عمرو بن النعمان بن

(1 / 108) ولا يجد لها مسا: ولا يجد لها خيرا أو فائدة في دنيا أو آخرة.
(1 / 109) أي رفض أن يغتاب خالد عنده رغم خلافه معه
268

مقرن، فلما حضر رمضان جاء رجل بألفي درهم من قبل مصعب بن الزبير فقال إن
الأمير يقرئك السلام ويقول إنا لم ندع قارئا شريفا إلا وقد وصل إليه منا معروف،
فاستعن بهذين على نفقة شهرك هذا، فقال عمرو: اقرأ على الأمير السلام وقل له: إنا
والله ما قرأنا القرآن نريد به الدنيا، ورده عليه.
(115) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن عاصم بن محمد عن حبيب بن أبي ثابت قال:
فبينا أنا جالس في المسجد الحرام وابن عمر جالس في ناحية وابناه عن يمينه وشماله، وقد
خطب الحجاج بن يوسف الناس فقال: ألا إن ابن الزبير نكس كتاب الله، نكس الله
قلبه، فقال ابن عمر: ألا إن ذلك ليس بيدك ولا بيده، فسكت الحجاج هنيئة إن شئت
قلت طويلا وإن شئت قلت ليس بطويل ثم قال: ألا إن الله قد علمنا كل مسلم، وإياك
أيها الشيخ أنه يفعل، قال: فجعل ابن عمر يضحك فقال لمن حوله: أما إني قد تركت
التي فيها الفصل أن أقول: كذبت.
(116) حدثنا مالك بن إسماعيل عن كامل عن حبيب قال: كان العباس أقرب
الناس شحمة آذان إلى السماء.
(117) حدثنا قبيصة قال حدثنا يونس عن أبي إسحاق عن الوليد بن العيزار قال:
بينا عمرو بن العاص في ظل الكعبة إذ رأس الحسين بن علي مقبلا فقال: هذا أحب أهل
الأرض إلى أهل السماء.
(118) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الواحد بن أيمن قال: قلت لسعيد بن جبير:
إنك قادم على الحجاج فانظر ماذا تقول، لا تقل ما يستحل به دمك، قال: إنما يسألني
كافر أنا أو مؤمن، فلم أكن لأشهد على نفسك بالكفر وأنا لا أدري أنجو منه أم لا.
(119) حدثنا معتمر بن سليمان عن النعمان قال: كتب عمر إلى معاوية: الزم الحق
يلزمك الحق.
(120) حدثنا معتمر عن عمران بن حدير عن عبد الملك بن عبيد قال: قال عمر:
نستعين بقوة المنافق وإثمه عليه.
(121) حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال: سمعت الفرزدق يقول: كان ابن
حطان من أشعر الناس.

(1 / 116) أي كان حجاب الدعوة
269

(122) حدثنا ابن إدريس عن حمزة أبي عمارة قال: قال عمر بن عبد العزيز
لعبيد الله بن عبد الله: مالك وللشعر؟ قال: هل يستطيع المصدور إلا أن ينفث.
(123) حدثنا عفان قال حدثنا سليمان بن أحصر قال: حدثنا ابن عون قال: كان
مسلم بن يسار أرفع عند أهل البصرة من أبي سعيد حتى خف مع ابن الأشعث وكف
الآخر، فلم يزل أبو سعيد في علو منها وسقط الآخر.
(124) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرني عبد الرحمن بن نوف قال أخبر عمير بن
هانئ قال: أخبرني منقد صاحب الحجاج أن الحجاج لما قتل سعيد بن جبير مكث ثلاث
ليال يقول: مالي ولسعيد بن جبير.
(125) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا شريك عن محمد بن عبد الله المرادي عن
عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة قال: بينا شاعر يوم صفين ينشد هجاء لمعاوية
وعمرو بن العاص قال: وعمار يقول الرق لفجورين، قال: فقال رجل سبحان الله! تقول
هذا وأنتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال له عمار: إن شئت أن تجلس فاجلس، وإن
شئت أن تذهب فاذهب.
(126) حدثنا ابن علية عن حبيب الشهيد عن محمد بن سيرين قال: كان ابن عمر
يقول: رحم الله ابن الزبير! أراد دنانير الشام، رحم الله مروان أراد دراهم العراق.
(127) حدثنا ابن علية عن هشام عن الحسن قال: كتب زياد إلى الحكم بن عمرو
الغفاري وهو على خراسان أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفى له البيضاء والصفراء فلا
تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة، فكتب إليه: بلغني كتابك، تذكر أن أمير المؤمنين كتب
أن يصطفى له البيضاء والصفراء، وأني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير المؤمنين وأنه
والله: لو أن السماوات والأرض كانتا رتقا على عبد ثم اتقى الله جعل الله له مخرجا،
والسلام عليكم، ثم قال للناس: اغدوا على مالكم، فغدوا فقسمه بينهم.

(1 / 122) المصدور: المصاب بالسل وسمي المصدور لان أصابته في صدره، أي في رئتيه والمصدور ينفث إذا
سعل دما.
(1 / 124) أي أنه ندم على قتله، وماذا ينفعه ندمه؟
(1 / 127) أي أن يكون المال من ذهب وفضة في الغنائم والزكاة له دون الناس وأن تترك الإبل والغنم والشاء
وما شابه للناس وهذا لا حق له فيه أصلا
270

(128) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي قال: قال علي: ما بال
الزبير كأنه رجل منا أهل البيت حتى أدركه ابنه عبد الله فلفته عنا.
(129) حدثنا أبو أسامة عن أبي سراعة عن عبادة بن نسي قال: ذكروا الشعر عند
النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا أمراء القيس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " مذكور في الدنيا مذكور في الآخرة:
حامل لواء الشعر في جهنم يوم القيامة، أو قال: في النار ".
(130) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال أول رأس
أهدي في الاسلام رأس ابن الحمق.
(131) حدثنا شريك عن أبي الجويرية الجرمي قال: كنت فيمن صار إلى أهل الشام
يوم الحاذر فالتقينا، فهب الريح عليهم فأدبروا فقتلناهم عشيتنا وليلتنا حتى أصبحنا،
قال: فقال إبراهيم - يعني ابن الأشتر: قتلت البارحة رجلا وإني وجدت منه ريح طيب،
وما أراه إلا ابن مرجانة، شرقت رجلاه وغرب رأسه، أو شرق رأسه وغربت رجلاه،
قال: فانطلقت فإذا هو والله هو.
(132) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني العلاء بن المنهال الغنوي قال: حدثني أبو
الجهم القرشي عن أبيه قال: بلغ عليا مني شئ فضربني أسواطا، ثم بلغه بعد ذلك أن
معاوية كتب إليه فأرسل رجلين يفتشان منزله، فوجد الكتاب في منزله فقال لاحد
الرجلين وهو من العشيرة: إنك من العشيرة فاستر علي، قال: فأتيا عليا فأخبراه، قال
فركب علي وركب أبي، فقال لأبي، أما إنا فتشناه عليك ذلك فوجدناه باطلا، قال: ما
ضربني فيه أبطل.
(133) حدثنا عبيد الله بن موسى حدثنا شيبان عن الأعمش عن أبي الضحى قال:
حدثني من سمع عمر يقول إذا رأى المغيرة بن شعبة: ويحك يا مغيرة! والله ما رأيتك قط إلا
خشيت.
(134) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا شيبان عن الأعمش عن عبد الله بن سنان قال:
خرج إلينا ابن مسعود ونحن في المسجد فقال: يا أهل الكوفة فقدت من بيت مالكم الليلة
مائة ألف لم يأتني بها كتاب من أمير المؤمنين.

(1 / 128) لفته عنا: أبعده عنا فأخرجه من حبنا إلى عداوتنا.
(1 / 129) الأصح كما جاء في روايات أخرى مذكور في الدنيا خامل في الآخرة.
(1 / 130) ابن الحمق هو عمرو بن الحمق الخزاعي
271

(135) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا فطر قال حدثنا منذر الثوري عن محمد بن علي
ابن الحنفية قال: اتقوا هذه الفتن فإنه لا يستشرف إليها أحد إلا استتقته، ألا إن هؤلاء
القوم لهم أجل ومدة، لو أجمع من في الأرض أن يزيلوا ملكهم لم يقدروا على ذلك حتى
يكون الله هو الذي يأذن فيه، أتستطيعون أن تزيلوا هذه الجبال.
(136) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثني أبو بكر بن عمرو بن عتبة عن
جابر بن سمرة قال: بعثني سعد أقسم بين الزبير وخباب أرضا، فتراميا بالجندل فرجعت
فأخبرت سعدا ذلك، فضحك حتى ضرب برجله وقال: في الأرض مثل هذا المسجد أو
قال ما يزيد عليه، قال: فهلا رددتهما.
(137) حدثنا محمد بن بشر حدثنا مسعر حدثنا سعيد بن شيبان عمن حدثه عن
علي بن حاتم قدم إليه لحم حداولا؟؟؟ فقال انهشوا نهشا.
(138) حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال: لما بويع لعلي أتاني
فقال: إنك امرؤ محبب في أهل السماء، وقد استعملتك عليهم فسر إليهم، قال: فذكرت
القرابة وذكرت النهب، فقلت: أما بعد فوالله لا أبايعك، قال فتركني وخرج، فلما كان
بعد ذلك جاء ابن عمر إلى أم كلثوم فسلم عليها وتوجه إلى مكة فأتى علي رحمه الله فقيل
له: إن ابن عمر قد توجه إلى الشام فاستنفر الناس، قال: فإن كان الرجل ليعجل حتى
يلقي رداءه في عنق بعيره، قال: وأتيت أم كلثوم فأخبرت، فأرسلت إلى أبيها: ما هذا
الذي تصنع؟ قد جاءني الرجل وسلم علي وتوجه إلى مكة، فتراجع الناس.
(139) حدثنا ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال: كنا نفخر على الناس
بأربعة: بفقيهنا وقاصنا ومؤذننا وقارئنا، ففقيهنا ابن عباس، ومؤذننا أبو محذورة،
وقاصنا عبيد بن عمير، وقارئنا عبد الله بن السائب.
(140) حدثنا ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال: لما أجمع ابن الزبير على
هدمها خرجنا إلى منى ننتظر العذاب - يعني هدم الكعبة.
(141) حدثنا ابن عيينة عن منصور عن صفية عن أمها قالت: دخل ابن عمر
المسجد وابن الزبير مصلوب، فقالوا له: هذه أسماء، فأتاها فذكرها ووعظها وقال: إن

(1 / 135) يستشرف إليها: يتطلع إليها تطلع الراغب في المشاركة فيها أو يشارك فيها فعلا.
(1 / 138) أم كلثوم بنت علي رضي الله عنهما وكانت زوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه
272

الجثة ليست بشئ، وإنما الأرواح عند الله، فاصبري واحتسبي، فقالت: ما يمنعني من
الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
(142) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال: أتيت أسماء بعد
قتل عبد الله بن الزبير فقالت: بلغني أنهم صلبوا عبد الله منكسا وعلقوا معه الهرة، والله
لوددت أني لا أموت حتى يدفع إلى فأغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه "، فما لبثوا أن جاءه
كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله، قال: فأتيت به أسماء فغسلته وحنطته وكفنته ثم.
دفنته.
(143) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال: دخلت أنا وعبد الله بن
الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بعشر ليال وأسماء وجعة، فقال لها عبد الله: كيف
تجدينك؟ قالت: وجعة، قال: إن في الموت لعافية، قال: لعلك تشمتين بموتي، فذلك
يتمناه فلا تفعلي، فوالله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طريقيك، إما أن تقتل
فأحتسبك، وإما تظهر فتقر عيني، فإياك أن تعرض عليك حظه لا توافقك فتقبلها
كراهة الموت، قال: وإنما عني ابن الزبير ليقتل فيحزنها ذلك.
(144) حدثنا خلف بن خليفة عن أبيه قال: أخبرني أبي أن الحجاج حين قتل ابن
الزبير جاء به إلى منى فصلبه عند الثنية في بطن الوادي، ثم قال للناس: انظروا إلى هذا
شر الأمة، فقال: إني رأيت ابن عمر جاء على بغلة له فذهب ليدنيها من الجذع فجعلت
تنفر، فقال لمولاها، ويحك خذ بلجامها فأدنها، قال: فرأيتها أدناها فوقف عبد الله بن عمر
وهو يقول: رحمك الله! إن كنت صواما قواما، ولقد أفلحت أمه أنت شرها.
(145) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن شمر عن هلال بن يساف قال: حدثني
البريد الذي جاء برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير، قال: فلما وضعه بين يديه قال: ما
حدثني كعب بحديث إلا رأيت مصداقه غير هذا، فإنه حدثني أنه يقتلني رجل من بني
ثقيف، أراني أنا الذي قتلته.

تظهر: تنتصر وفي الأصل تطهر وهو تصحيف واضح من خلال النص.
(1 / 144) أي أنه رد قول الحجاج عليه.
(1 / 145) والذي قتله هو من ثقيف لأنه الحجاج بن يوسف الثقفي
273

(164) حدثنا يحيى بن يعلى عن أبيه يعلى بن حرملة قال: تكلم الحجاج يوم عرفة
بعرفات فأطال الكلام فقال عبد الله بن عمر: ألا إن اليوم ذكر، فأمضي الحجاج
قال: فأعادها عبد الله مرتين أو ثلاثا ثم قال: يا نافع ناد بالصلاة، فنزل الحجاج.
(147) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل أخبرنا قيس قال: قال عمر: ألا
تخبروني بمنزلتكم هذين؟ ومع هذا إني لا أسألكما وأني لأتبين في وجوهكم أي المنزلتين
خير؟ قال: فقال له جرير: أنا أخبرك يا أمير المؤمنين، أما إحدى المنزلتين فأدني نخلة
بالسواد إلى أرض العرب، وأما المنزل الآخر فأرض فارس، وعليها [وحرها وبعها] -
يعني المدائن، قال فكذبني عمار فقال: كذبت، فقال عمر: أنت أكذب، ثم قال عمر: ألا
تخبروني عن أميركم هذا أهجري هو؟ قلت: والله لا هو بهجري ولا كان ولا عالم
بالسياسة، فعزله فبعث المغيرة بن شعبة.
(148) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا إسماعيل عن قيس قال: كان بين ابن مسعود
والوليد بن عقبة حسر، قال: فدعا عليهما سعد فقال: اللهم أمس بينهما، فكان أحدهما
يقول لصاحبه: لقد أجيب فينا سعد.
(149) حدثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس قال: ذكرت الأمراء عند
ابن عباس فأنبوك فيهم رجل فتطاول حتى ما أرى في البيت أطول منه، فسمعت ابن
عباس يقول: يا هزهان! لا تجعل نفسك فتنة للظالمين، فتقاصر حتى ما رأيت في القوم
أقصر منه.
(150) حدثنا محمد بن الحسن الأسدي قال أخبرنا يحيى بن المهلب أبو كريبة عن
الأعمش قال: ذكروا عند ابن عمر الخلفاء وحب الناس تغييرهم فقال ابن عمر: لو ولى
الناس صاحب هذه السارية ما رضوا به - يعني عبد الملك بن مروان.

(1 / 146) أي يوم ذكر لله وليس يوم خطب وإطالة.
يا نافع ناد بالصلاة: هو أمر للحجاج بالنزول عن المنبر لأنه متى نودي بالصلاة لا يجوز للخطيب
أن يبقى يتكلم.
(1 / 147) [وحرها وبعها] كذا في الأصل دون نقط.
(1 / 148) بينهما حسر: أي كانا يتساران بالأمر ويحفظانه بينهما.
أمس بينهما: باعد بينهما.
(1 / 149) أنبوك فيهم رجل: وقفا معترضا بينهم، وأنباك عليهم الرأي: لم يجدوا له مخرجا
274

(151) حدثنا محمد بن الحسن الأسدي قال حدثنا شريك عن أبي الجحاف عن عبد
الرحمن بن أبزي عن علي قال: إن حمة كحمة العقرب، فإذا كان ذلك فالحقوا بعمتكم
النخلة - يعني السواد.
(152) حدثنا محمد بن الحسن قال حدثنا شريك عن داود عن رجل عن علي أنه
قال: ستكون عكرة.
(153) حدثنا محمد بن كناسة قال حدثنا إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: أتى
مصعب بن الزبير عبد الله بن عمر وهو يطوف بين الصفاء والمروة فقال: من أنت، فقال:
ابن أختك مصعب بن الزبير، قال: صاحب العراق، قال: نعم، جئتك لا سألك عن قوم
خلعوا الطاعة وسفكوا الدماء وحثوا الأموال فقوتلوا فغلبوا فدخلوا قصرا فتحصنوا فيه ثم
سألوا الأمان فأعطوه ثم قتلوا، قال: وكم العدة؟ قال: خمسة آلاف، قال: فسبح ابن عمر
عند ذلك وقال: والله يا ابن الزبير! لو أن رجلا أتى ماشية للزبير فذبح منها في غداة
خمسة آلاف أكتب تراه مسرفا؟ قال: نعم، قال: فتراه إسرافا في بهائم لا تدري ما الله.
وتستحله ممن هلل الله يوما واحدا؟
(154) حدنا محمد بن كناسة عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال: أتى عبد الله بن
عمر عبد الله بن الزبير فقال: يا ابن الزبير! إياك والالحاد في حرم الله، فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب
الثقلين لرجحت عليه فانظر لا تكونه ".
(155) حدثنا أبو داود الطيالسي عن المثني بن سعيد عن أبي سفيان قال: خطبنا ابن
الزبير فقال: إنا قد ابتلينا بما ترون، فما أمرناكم بأمر لله فيه طاعة فلنا عليكم فيه السمع
والطاعة، وما أمرناكم من أمر ليس لله فيه طاعة فليس لنا عليكم فيه طاعة ولا نعمة عين.
(156) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن
مضرب عن علي أنه خطب ثم قال: إن ابن أخيكم الحسن بن علي قال جمع مالا وهو يريد.

(1 / 151) أي أن هناك فتنا قادمة تحرق الناس في أتونها.
والالتحاق بالسواد: أي بأرض الزراعة المقصود منه ترك المشاركة في الفتن أو ممالاة الظالمين.
(1 / 152) العكرة: الماء يخالطه الطين. فلا يرى ما فيه وقد يقال أيضا من راسب الزيت والمعني واحد.
(1 / 153) هلل الله: قال لا إله إلا الله
275

أن يقسمه بينكم فحضر الناس فقام الحسن فقال: أنما جمعته لفقرائكم، فقام نصف
الناس، فكان أول من أخذ منه الأشعث بن قيس.
(157) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ عن علي
قال ليقتلن الحسين ظلما، وإني لأعرف بتربة الأرض التي يقتل فيها قريبا من النهرين.
(158) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن عبد الله بن مرة السلمي قال: جاء
الأشعث بن قيس فجلس إلى كعب بن عجرة في المسجد فوضع إحدى رجليه على
الأخرى فقال له كعب: ضعها فإنها لا تصلح لبشر.
(159) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد قال:
وفدت إلى عمر ففضل أهل الشام علينا في الجائزة فقلنا له، فقال: يا أهل الكوفة! أجزعتم
أني فضلت عليكم أهل الشام في الجائزة لبعد شقتهم، فقد آثرتكم بابن أم عبد.
(160) حدثنا ابن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن منذر قال: كنت عند ابن
الحنفية فرأيته يتقلب على فراشه وينفخ، فقالت له امرأته: ما يكربك من أمر عدوك هذا
ابن الزبير؟ فقال: والله ما بي عدو الله هذا ابن الزبير، ولكن بي ما يفعل في حرمه غدا،
قال: ثم رفع يديه إلى السماء ثم قال: اللهم أنت تعلم أني كنت أعلم مما علمتني أنه يخرج منها
قتيلا يطاف برأسه في الأمصار أو في الأسواق.
(161) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا شعبة بن الحجاج قال حدثنا عمارة بن أبي
حفصة عن أبي مجلز عن قيس بن عباد قال: خرجت إلى المدينة أطلب الشرف والعلم،
فأقبل رجل عليه حلة جميلة، فوضع يديه على منكبي عمر فقلت من هذا؟ قالوا: علي بن
أبي طالب.
(162) حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر.
قال: لما حصر عثمان أتى على طلحة وهو مسند ظهره إلى وسائد في بيته فقال: أنشدك الله
لم رددت الناس عن علي أمير المؤمنين، فقال طلحة: حتى يعطوا الحق من أنفسهم.
(163) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن بن أخيه عبد الرحمن

(1 / 157) وهي أرض الطف في كربلاء.
(1 / 158) أي أن الكبر لا يصلح للبشر. ولا يدخل الجنة من كان في قلبه ذرة من كبر.
(1 / 159) ابن أم عبد هو عبد الله بن مسعود
276

أنه سمع المختار وهو يقول: ما بقي من عمامة على إلا زراعان حتى يجئ، قلت لم تضل
الناس؟ قال: دعني أتألفهم.
(164) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن
حيكم بن جابر قال سمعت طلحة بن عبيد الله يقول يوم الجمل: إنا كنا قد داهنا في أمر
عثمان فلا نجد بدا من المبالغة.
(165) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا ابن عيينة عن مجالد بن سعيد عن الشعبي قال:
لما كان الصلح بين الحسن بن علي وبين معاوية بن أبي سفيان أراد الحسن الخروج - يعني إلى
المدينة، فقال له معاوية: ما أنت بالذي تذهب حتى تخطب الناس، قال الشعبي: فسمعته
على المنبر حمد الله وأثني عليه ثم قال: أما بعد؟ فإن أكيس الكيس التقى، وإن أعجز
العجز الفجور، وإن هذا الامر الذي اختلفت فيه أنا ومعاوية حتى كان لي فتركته
لمعاوية، أو حق كان لا مرئ أحق به مني، وإنما فعلت هذا لحقن دمائكم وإن أدري لعله
فتنة لكم ومتاع إلى حين.
(166) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي الضحى عن أبي جعفر قال:
اللهم إني أبرأ إليك من مغيرة ويمان.
(167) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن السمط عن كعب قال: لكل زمان:
ملوك، فإذا أراد الله بقوم خيرا بعث فيهم مصلحيهم، وإذا أراد الله بقوم شرا بعث فيهم
مترفيهم.
(168) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال: كان يمر عليه الغلام
أو الجارية ممن يخرجه الحجاج إلى السواد فيقول: من ربك؟ فيقول: الله، فيقول: من
نبيك؟ فيقول: محمد صلى الله عليه وسلم، قال فيقول: والله الذي لا إله إلا هو! لا أجد أحدا يقاتل
الحجاج إلا قاتلت معه الحجاج.
(169) حدثنا وكيع عن سفيان بن يزيد عن أبي البختري أنه رأى رجلا انجاز
فقال: حر النار أشد من حر السيف.

(1 / 167) يريد بذلك قوله تعالى {وإذا أردنا أن نهك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول
فدمرناها تدميرا} صدق الله العظيم. سورة الإسراء الآية (16)
277

(170) حدثنا غندر عن شعبة عن حصين قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى
يحضض الناس أيام الجماجم.
(171) حدثنا عبد الأعلى عن الجريري عن العلاء قال: قالوا لمطرف: هذا عبد
الرحمن بن الأشعث قد أقبل، فقال مطرف: والله لقد رابني أمران: لئن ظهر لا يقوم لله
دين: ولئن ظهر عليه لا يزالوا أذلة إلى يوم القيامة.
(172) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال: أخبرني غير واحد أن قاضيا من
قضاة أهل الشام أتى عمر فقال: يا أمير المؤمنين! رأيت رؤيا أفظعتني، قال: وما رأيت؟
قال: رأيت الشمس والقمر يقتتلان، والنجوم معهما نصفين، قال: فمع أيهما كنت؟ قال:
كنت مع القمر على الشمس، فقال عمر {وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل
وجعلنا آية النهار مبصرة} فانطلق فوالله لا تعمل لي عملا أبدا، قال عطاء: فبلغني أنه
قتل مع معاوية يوم صفين.
(173) حدثنا ابن فضيل عن عطاء قال: اجتمع عيدان في يوم فقال الحجاج في
العيد الأول: من شاء أن يجمع معنا فليجمع، ومن شاء أن ينصرف فلينصرف ولا حرج،
فقال أبو البختري وميسرة: ماله قاتله الله، من أين سقط على هذا؟
(174) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا سفيان عن واصل الأحدب قال: رأى إبراهيم
أمير حلوان يسير في زرع فقال إبراهيم الجور في الطريق خير من الجور في الدين.
(175) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا زائدة قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن ربعي
عن أبي موسى قال: قال عمرو بن العاص: لان كان أبو بكر وعمر تركا هذا المال وهو
يحل لهما منه شئ لقد غبنا ونقص رأيهما، ولعمر الله إن كانا لمغبونين ولا ناقصي الرأي،
ولكن كانا امرأين يحرم. عليهما من هذا المال الذي أصبنا بعدهما لقد هلكنا، وأيم الله ما
جاء الوهم إلا من قبلنا.
(176) حدثنا أسود بن عارم قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت محمد بن سيرين
قال: بعث علي بن أبي طالب قيس بن سعد أميرا على مصر، قال: فكتب إليه معاوية.

(1 / 170) يحضض: يحرض ويحض الناس على القتال.
(1 / 172) أي هو مع أهل العمي والضلال والآية المذكورة هي (12) من سورة الإسراء.
(1 / 173) اجتمع عيدان في يوم: أي جاء العيد يوم جمعة
278

وعمرو بن العاص بكتاب فأغلظا له فيه وشتماه وأوعداه، فكتب إليهما بكتاب لان يغار
بهما ويطمعهما في نفسه، قال: قال: فلما أتاهما الكتاب كتبا إليه بكتاب يذكران فضله
ويطمعانه فيما قبلهما، فكتب إليهما بجواب كتابهما الأول يغلظ فلم يدع شيئا إلا قاله، فقال
أحدهما للآخر: لا والله ما نطيق نحن قيس بن سعد، ولكن تعال نمكر به عند علي، قال:
فبعثا بكتابه الأولى إلى علي، قال: فقال له أهل الكوفة: عدو الله قيس بن سعد فاعزله، فقال
علي: ويحكم أنا والله أعلم هي إحدى فعلاته، فأبوا إلا عزله فعزله، وبعث محمد بن
أبي بكر، فلما قدم على قيس بن سعد قال له قيس: انظر ما آمرك به، إذا كتب إليك
معاوية بكذا وكذا فاكتب إليه بكذا وكذا، وإذا صنع بكذا فاصنع كذا، وإياك أن
تخالف ما أمرتك به، والله لكأني أنظر إليك إن فعلت قد قتلت ثم أدخلت جوف حمار
فأحرقت بالنار، قال: ففعل ذلك به.
(177) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال: ما
علمت أن عليا اتهم في قتل عثمان حتى بويع، فلما بويع اتهمه الناس.
(178) حدثنا أسود بن عامر قال حدثنا جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قال: قال قيس بن سعد بن عبادة: لولا أن يمكر الرجل حتى يفجر لمكرت بأهل الشام مكرا
يضطربون يوما إلى الليل.
(179) حدثنا معاذ بن معاذ عن أبي معدان عن مالك بن دينار قال: شهدت الحسن
ومالك بن دينار ومسلم بن يسار وسعدا يأمرون بقتال الحجاج مع ابن الأشعث، فقال
الحسن: إن للحجاج عقوبة جاءت من السماء فليستقبل عقوبة الله بالسيف.
(180) حدثنا أبو سفيان الحميري قال حدثنا خالد بن محمد القرشي قال قال عبد
الملك بن مروان: من أراد أن يتخذ جارية للتلذذ فليتخذها بربرية، ومن أراد أن يتخذها
للولد فليتخذها فارسية، ومن أراد أن يتخذها للخدمة فليتخذها رومية.
(181) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا ابن أبي عتبة عن شيخ من أهل المدينة
قال: قال معاوية: أنا أول الملوك.

(1 / 181) أي إن لم يكن خليفة ولم تكن بيعته بيعة صحيحة، وإنما هي ملك.
انتهى كتاب الأمراء ويليه كتاب الوصايا ولم يقسم هذا الكتاب إلى أبواب كسواه فتركناه على حاله
في الأصل دون تبويب
279

(182) حدثنا ابن نمير عن إسماعيل بن إبراهيم عن عبد الملك ابن عمير قال: قال
معاوية: ما زلت أطمع في الخلافة منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معاوية! إن ملكت
فأحسن ".
تم كتاب الأمراء والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد
وعلى آله وصحبه وسلم
280

بسم الله الرحمن الرحيم
29 - كتاب الوصايا
(1) ما جاء في الوصية للوارث
(1) حدثنا إسماعيل عن شر حبيل بن مسلم قال: سمعت أبا أمامة الباهلي يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته عام حجة الوداع يقول: " إن الله أعطى كل ذي حق
حقه فلا وصية لوارث ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن سعد عن قتادة عن شهر بن حوشب عن عبد
الرحمن بن غنم عن عمرو بن خارجة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا وصية لوارث ".
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال:
ليس لوارث وصية.
(4) حدثنا ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر قال: سأل رجل ابن عمر فقال: يا
ابن عمر! ما ترى في الوصية للوارث، فانتهره وقال: هل قاربت الحرورية، فقال: لا
تجوز الوصية للوارث.
(5) حدثنا ابن إدريس عن هشام عن الحسن وابن سيرين قالا: ليس لوارث وصية
إلا إن شاء الورثة.
(6) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن أبي مسكين عن سعيد بن جبير قال: ليس
لوارث وصية.

(1 / 1) لا وصية لوارث: أي ليس لصاحب التركة أن يوصي بشئ يختص به أحد الورثة دون الآخرين
فإن أوصى فوصيته باطلة إلا أن يجيز باقي الورثة ذلك.
(1 / 4) الحرورية: الخوارج وسموا كذلك لأنهم سكنوا حروراء.
(1 / 5) إن شاء الورثة: أي إن أجازوا له أن يوصي لاحد الورثة يختصه بشئ دونهم لسبب من الأسباب
كأن يكون الموصي له مثلا عاجزا عن السعي طلبا للرزق لمرض به أو عجز أو إعاقة ما ولا تقوم
حصته من الميراث بأعبائه فيجيز الورثة للمورث أن يختصه بشئ يعتاش منه
281

(2) في الرجل يستأذن ورثته أن يوصي
بأكثر من الثلث
(1) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: إذا أوصى الرجل الوصية لوارث
فأجاز الورثة قبل أن يموت لم ترجع الورثة بعد موته، فهم على رأس أمرهم، وإذا كان
لغير وارث ما بينه وبين الثلث فإنها جائزة.
(2) حدثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي عن شريح قال: إذا استأذن الرجل
ورثته في الوصية فأوصى بأكثر من الثلث فطيبوا له، فإذا تفضوا أيديهم من قبره فهم على
رأس أمرهم، إن شاءوا أجازوا، وإن شاءوا لم يجيزوا.
(3) حدثنا ابن عيينة عن صالح بن مسلم عن الشعبي قال: سألته فقال: هم على رأس
أمرهم.
(4) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن طاوس عن أبيه قال: يرجعون إن
شاءوا.
(5) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن في رجل أوصى بأكثر من الثلث برضا
الورثة، فلما مات أنكروا ذلك، قال: هو جائز عليهم.
(6) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: كان عطاء يقول: جائز قد أذنوا.
(7) حدثنا غندر عن شعبة عن حماد أنه قال في الرجل يوصي بأكثر من الثلث يجيزه
الورثة ثم يرجعون فيه، قال: ليس لهم أن يرجعوا، وقال الحكم: إن شاءوا رجعوا فيه.
(8) حدثنا ابن أبي عيينة عن أبيه عن الحكم قال: إذا أوصى الرجل فزاد على الثلث
فاستأذن ابنه في حياته فأذن له، فإذا مات فعاد إلى ابنه، إن شاء أجازه وإن شاء رده.

(2 / 1) لان للمورث أن يوصي بالثلث فما دون لمن يريد من غير الورثة أصحاب الفرائض.
(2 / 2) طيبوا له: وافقوه على ما يريد.
(2 / 4) أي إن كانوا قد وافقوه مراضاة له في مرضه وهم لا يريدون إنفاذ ذلك.
(2 / 6) أي لا رجعة لهم عما أذنوا فيه.
(2 / 8) لأنه عندما أجاز لم يكن مالكا لما أجاز فيه، وعندما ملك المال صار القرار في ذلك له
282

(9) حدثنا وكيع عن المسعود عن أبي عون عن القاسم بن عبد الرحمن أن رجلا
استأذن ورثته في مرضه في أن يوصي بأكثر من الثلث فأذنوا له، فلما مات رجعوا، فسئل
ابن مسعود عن ذلك فقال: لهم ذلك، التكره لا يجوز.
(10) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن داود بن أبي هند
عن عامر وعن خالد عن ابن سيرين عن شريح قال: إذا أوصى الرجل في مرضه بأكثر من
الثلث لغير وارث أو لوارث فأذن الورثة ثم مات فلهم أن يرجعوا.
(11) حدثنا غندر عن شعبة عن يزيد بن خالد الدالاني قال: سمعت أبا عون
محمد بن عبيد الله يحدث عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله أنه قال في الرجل
يوصي بأكثر من الثلث يجيزه الوارث ثم لا يجيزه بعد موته، قال: ذلك التكره لا يجوز.
(3) الرجل يوصي بالوصية ثم يوصي بأخرى بعدها
(1) حدثنا عبد الأعلى أو هشيم عن يونس عن الحسن قال: إذا أوصى بوصية ثم
أوصى بأخرى بعدها، قال: يؤخذ بالأخرى منهما.
(2) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء وطاوس وأبي الشعثاء قالوا:
يؤخذ بآخر الوصية.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن هشام عن الحسن أن رجلا أوصى فدعا ناسا
فقال: أشهدكم أن غلامي فلانا إن حدث بن حادث فهو حر، فخرجوا من عنده فقيل له:
أعتقت فلانا وتركت فلانا وكان أحسن بلاء، فقال: ردوا علي البينة، ففعلوا فقال:
رجعت في عتق فلان، وأن فلانا - لعبده الآخر - إن حدث بي حدث فهو حر، فمات
الرجل فقال الأول: أنا حر، وقال الآخر: أنا حر، فاختصما إلى عبد الملك بن مروان،
فرد عتق الأول وأجاز عتق الآخر.
(4) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: إذا أوصى الرجل بوصية ثم
نقضها فهي الآخرة، وإن لم ينقضها فإنهما تجوزان جميعا في ثلثه بالحصص.

(2 / 9) التكره: الاكراه، لأنهم لا يقدرون على الرفض في حياته.
(3 / 1) لان إنجاز الوصية الثانية يعني نقض الوصية الأولى.
(3 / 3) لان له أن يرجع عن وصيته ما دام حيا.
(3 / 4) أي إن كانتا في حدود الثلث جازتا كلتاهما، وإن تجاوزتا الثلث: مضي منهما بالحصص فيما لا يريد
على الثلث
283

(5) حدثنا زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة عن عمرو بن شعيب أن ابن أبي ربيعة
كتب إلى عمر بن الخطاب: الرجل يوصى بوصية ثم يوصى بأخرى، قال: أملكهما آخرهما.
(4) في الرجل يوصي لرجل بوصية فيموت
الموصى له قبل الموصى.
(1) حدثنا حفص عن أشعث عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي في رجل أوصى
لرجل فمات الذي أوصى له قبل أن يأتيه، قال: هي لورثة الموصى له.
(2) حدثنا حفص قال سألت عمر عنه، قال: كان الحسن يقول: هي لورثة الموصى
له.
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي معشر عن إبراهيم قال: إذا أوصى لرجل وهو
ميت يوم يوصى له فإن الوصية ترجع إلى ورثة الموصى، وإذا أوصى لرجل ثم مات فإن
الوصية لورثة الموصى له.
(4) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال: لا وصية لميت.
(5) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري في الرجل يوصى بالوصية فيموت
الذي أوصى له قبل الذي أوصى، قال: ليس له شئ، إنه أوصى له وهو ميت.
(6) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد في الرجل يوصي بالوصية فيموت الموصى له
قبل الذي أوصى، قال: تبطل، وإن مات الذي أوصى ثم الذي أوصى له، كان لورثته.
(5) في الرجل يوصى لرجل (بثلث ماله ثم
أفاد) بعد ذلك مالا
(1) حدثنا هشيم عن مغيرة عن أبي معشر عن إبراهيم في رجل أوصى لرجل بثلث
ماله وأفاد مالا قبل أن يموت ثم مات، قال: له الثلث الذي أوصى له، وله ثلث ما أفاد.

(4 / 1) لأنه أمر وقعت فيه المواريث فلا رجوع عنه.
(4 / 3) إذا أوصى له وهو ميت فهو يوصى لشخص غير موجود حكما فحكم وصيته له البطلان.
(4 / 5) أي كان ميتا عند استحقاقه الوصية.
(5 / 1) لأنه لا يستحق مال الوصية إلا بعد موت الموصى له فهو مستحق لثلث كل المال طارفه وتليده
284

(2) حدثنا حفص عن سعيد عن قتادة عن خلاس عن علي في رجل أوصى بثلث
ماله وقتل خطأ، قال الثلث داخل في ديته.
(3) حدثنا حفص عن أشعث عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: له ثلث -
ماله.
(4) حدثنا محمد بن أبي عدي عن أشعث عن الحسن في الرجل أوصي بثلث ماله
فقتل خطأ، قال: يدخل ثلث الدية في ثلث ماله.
(5) حدثنا عباد عن أشعث عن شعبي قال: أهل الوصية شركاء في الوصية، إن زادت
وإن نقصت، قال: فأخبرت به ابن سيرين فأعجبه ذلك.
(6) حدثنا زيد بن الحباب عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن عمر بن عبد
العزيز في رجل أوصى لرجل بوصية ثم جاءه مال أو أفاد مالا، قال: لا يدخل فيه.
(6) في الرجل يوصى للرجل (بشئ من ماله)
(1) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم قال: إذا أوصي الرجل للرجل بخمسين
درهما عجلت له من العين، وإذا أوصى بثلث أو ربع كان في العين والدين.
(2) حدثنا حفص عن عمرو عن الحسن في الرجل يوصى للرجل بخمسي درهما من
مال، قال: يعجل ما بينه وبين ثلث العين.
(7) في رجل أوصى لبني عمه وهم (رجال ونساء)
(1) حدثنا ابن مبارك عن يعقوب عن عطاء وقتادة وعن مطر عن الحسن في رجل
أوصى لبني عمه رجال ونساء، قالوا: للذكر مثل حظ الأنثى إلا أن يكون قال: للذكر
مثل حظ الأنثيين.
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن طلحة بن الأعلم الحنفي عن الشعبي أن رجلا
أوصى لأرامل بني حنيفة فقال الشعبي: هو للرجال والنساء ممن خرج من كمرة حنيفة.

(5 / 4) لان الدية مال ميراث يتقاسمه الورثة والموصى له وريث كسائر الورثة.
(5 / 6) لأنه أوصى له بمال محدد لا بحصة من الميراث أما لو أوصى له بثلث ما يملك فله الثلث كله.
(6 / 2) أي إن كان ما أوصى به أقل من الثلث يعطى له عاجلا عينا قبل قسمة الميراث على أصحاب
الفرائض.
(7 / 2) أي هو لكل رجل ماتت امرأته ولكل امرأة مات زوجها
285

(8) في رجل قال: لبني فلان (يعطي الأغنياء)
(1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن وهيب عن يونس عن الحسن في الرجل يقول:
لبني فلان كذا وكذا، قال: هو لغنيهم وفقيرهم وذكرهم وأنثاهم.
(9) (في رجل له دور فأوصى بثلثها،
أيجمع) له في موضع أم لا؟
(1) حدثنا حماد بن خالد عن عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قال: سألت
القاسم عن رجل كانت له مساكن فأوصى بثلث كل مسكن له، قال: يخرج حتى يكون في
مسكن واحد.
(2) حدثنا يعلى عن عبد الملك عن عطاء في رجل أوصى بثلث ماله وأشياء سوى
ذلك، وترك دارا يكون ثلثها، أيعطاها الموصى له بالثلث؟ قال: لا ولكن يعطى بالحصة
من المال والدار.
(10) في رجل قال: ثلثي ثلاثمائة: لفلان مائة ومائة لفلان
(1) حدثنا حفص عن أشعث عن الحكم وحماد عن إبراهيم أنه سئل عن رجل قال:
ثلثي ثلاثمائة درهم: مائة لفلان، ومائة لفلان، وما بقي فلفلان، وإن لم يبق شئ، فليس
بشئ.
(11) إذا قال: ثلثي لفلان، فإن مات فهو لفلان
(1) حدثنا زيد بن حباب عن حماد بن سلمة عن قتادة عن سعيد بن المسيب في
رجل أوصى: ثلثي لفلان، فإن مات فهو لفلان، قال: هو للأول.
(2) حدثنا زيد بن حباب عن حماد بن سلمة عن قتادة عن الحسن قال: هو للأول.
(3) حدثنا زيد بن حباب عن حماد عن قتادة عن حميد بن عبد الرحمن قال: يجري
كما قال.

(9 / 1) أي يجمع المال كله ثم يحسب ثلثه فيعطى ما يساوي ذلك.
(10 / 1) ثلثي: أي الثلث الذي يجوز له أن أوصي به لمن أريد من غير الورثة
286

(4) حدثنا زيد بن حباب عن حماد عن هشام بن عروة عن أبيه مثله.
(12) في الوصية لليهودي والنصراني من رآها جائزة
(1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد قال: بلغني (أن صفية أوصت
لقرابة لها بمال عظيم أو كثير من اليهود كانوا ورثتها لو كانوا مسلمين ورثها غيرهم من
المسلمين وجاز) لهم ما أوصت.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن نافع أن (صفية أوصت لقرابة لها
يهودي).
(3) حدثنا معاذ عن أشعث عن محمد قال: وصية الرجل (جائزة لذمي كان أو
لغيره).
(4) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن الحكم عن إبراهيم (قال: كان يقول: الوصية
لليهودي والنصراني والمجوسي و) للمملوك جائزة.
(5) حدثنا (ابن إدريس عن ليث عن عطاء أن امرأة من أزواج) النبي صلى الله عليه وسلم
(أوصت لقرابة لها من اليهود).
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا) سفيان عن جابر عن عامر (قال: لا بأس أن) يوصى
لليهودي والنصراني.
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن (شعبة عن قتادة) {إلا أن تفعلوا إلى
أولياتكم معروفا} قال: أوليائك من أهل الكتاب، يقول: وصية ولا ميراث لهم.
(8) حدثنا عمر بن مروان عن ابن جريج عن عطاء قال: سمعه وهو يسأل عن
الوصية لأهل الشرك قال: لا بأس بها.

(12 / 1) صفية أم المؤمنين رضي الله عنها، هي بنت حبي أصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم عتقها وكانت يهودية فأسلمت وبقي لها أقارب من يهود.
وفيه جواز أن يوصي المسلم بالثلث لغير المسلمين من أقربائه.
(12 / 5) هي صفية بنت حيي رضي الله عنها.
(12 / 7) سورة الأحزاب من الآية (6) لا ميراث لهم لأنهم لا يتوارث أهل ملتين ولا يرث غير المسلم المسلم
287

(13) (في الوصية) إلى المرأة
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار أن عمر أوصى إلى حفصة.
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا أبو حبان عن أبي عون الثقفي أن رجلا أوصى إلى
امرأته، فأجاز ذلك شريح.
(3) حدثنا أبو أسامة عن عمر بن عمرو الأزدي قال: حدثتني خالتي، وكانت
امرأة إبراهيم، قالت: أوصى إلي إبراهيم بشئ من وصيته.
(4) حدثنا عبدة عن عبد الملك عن عطاء قال: لا تكون المرأة وصيا، فإن
فعل نظر إلى رجل يوثق به، فجعل ذلك إليه، وسمعت وكيعا يقول: قال: سفيان:
تكون وصيا، ورب امرأة خير من رجل.
(14) رجل أوصى للمحاويج، أين يجعل؟
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن معمر عن رجل عن عكرمة في رجل أوصى وصية
للمحوجين قال: يجعل في القرابة، فإن لم يكونوا ففي الموالي فإن لم يكونوا ففي الجيران.
(15) في الرجل يوصي (بثلثه لغير) ذي قرابة
(1) حدثنا ابن علية عن أيوب عن محمد قال: قال عبيد الله بن عبد الله بن معمر
في الوصية: من سمى جعلناها حيث سمى، ومن قال حيث أمر الله جعلناها في قرابته.
(2) حدثنا معتمر عن أبيه عن الحسن في الرجل يوصي للأباعد ويترك الأقارب،
قال: تعجل وصيته ثلاثة أثلاث: للأقارب ثلثان، وللأباعد ثلث، وأما محمد بن كعب
فقال: إنما هو مال، أعطاه الله، يضعه حيث أحب.

(13 / 1) حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأوصى إليها أي جعلها
وصية لا نفاد أمر ما أمر أن ينجز بعد وفاته أو جعلها وصية على ورثته.
(14) المحاريج: المحتاجين.
(14 / 1) الأقربون أولى بالمعروف ولذا يجعل في الأقرب ثم الذي يليه ثم الذي يليه.
(15 / 1) وتجعل في قرابته إنفاذا لقوله تعالى: {قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين} سورة النساء من
الآية (135)
288

(3) حدثنا معتمر عن حميد عن ابن سيرين قال: ضعوها حيث أمر بها.
(4) حدثنا ابن مهدي عن حماد عن قتادة سئل عن الرجل يوصي لغير قرابته
قال: كان سالم وسليمان بن يسار وعطاء يقولون: هي لمن يوصي له بها.
(5) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عطاء قال: قلت: أوصى رجل في
سبيل الله وترك قرابة محتاجين، قال: وصيته حيث أوصى بها.
(6) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: أمرهم بأمر فإن
خالفوا جاز ومضي ما منعوا وأن عطاء قال: ذو القرابة أحق بها.
(7) حدثنا وكيع قال حدثنا إسرائيل عن جابر عامر قال: للرجل ثلثه،
يطرحه في البحر إن شاء.
(16) من قال: يرد على ذي القرابة
(1) حدثنا معتمر عن حميد عن الحسن في الرجل يوصي للأباعد ويترك الأقارب
قال: تجعل وصيته ثلاثة أثلاث: للأقارب ثلثان، وللأباعد ثلث.
(2) حدثنا الضحاك عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه، قال: كان لا يرى
الوصية إلا لذوي الأرحام أهل الفقر، فإن أوصى بها لغيرهم نزعت منهم فرددت
إليهم، فإن لم يكن فيهم فقراء فلأهل الفقر من كانوا، وإن بقي أهلها إلا من يوصي
لهم.
(3) حدثنا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عطاء بن أبي ميمونة، قال: سألت
العلاء بن زياد ومسلم بن يسار عن الوصية، فدعا بالمصحف فقرأ {إن ترك خيرا
الوصية للوالدين والأقربين} قالا: هي للقرابة.

(15 / 3) أي هو حر يجعلها حيث يريد سواء في الأقارب أو الأباعد.
(16 / 1) لان ذوي الأرحام أولى ببعض في كتاب الله. قال تعالى: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في
كتاب} سورة الأنفال من الآية (75).
(16 / 2) قال تعالى: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة أو يؤتوا أولى القربى} سورة النور من الآية
(23) وقال تعالى: {فأت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل} سورة الروم من الآية (38).
(16 / 3) سورة البقرة من الآية (180)
289

(4) حدثنا ابن مهدي عن همام بن قتادة عن الحسن وعبد الملك بن يعلى قالا:
(ترد) على قرابته.
(5) حدثنا حفص عن حميد عن أنس أن أبا طلحة جاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله! إني جعلت حائطي لله، ولو استطعت أن أخفيه لم أظهره، فقال: النبي صلى الله عليه وسلم:
اجعله في فقراء أهلك.
(17) الرجل يوصي بالوصية في مرضه ثم يبرأ فلا يغيرها
(1) حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن أنه كان يقول في الرجل إذا أوصى في مرضه
ثم برأ فلم يغير وصيته تلك حتى يموت بعد، قال: يؤخذ بما فيها.
(2) حدثنا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عبد الملك بن يعلى عن رجل
أوصى بوصية في مرضه فبرأ ثم تركه حتى مات، قال: جائزة.
(18) رجل مات وترك ثلاثة بنين وأوصى
بمثل نصيب أحدهم
(1) حدثنا حفص عن داود بن أبي هند قال: سئل عامر عن رجل مات وترك ثلاثة
بنين وأوصى بمثل نصيب أحدهم، قال: هو رابع، له الربع.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور والأعمش عن إبراهيم قال: إذا ترك
الرجل ثلاثة بنين وأوصى بمثل نصيب أحدهم [قال:....] واحدا، اجعلها من أربعة.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن داود عن الشعبي قال: واحد واجعلها من أربعة.

(16 / 5) الحائط: البستان. لو استطعت أن أخفيه: أي لو استطعت أن أتصدق به دون أن يدري أحد
بصدقتي لفعلت وهذا غير ممكن هذا لان ملكيته للبستان معروفة وجعله صدقة ستكون بالتالي
معروفة.
(18 / 1) لان له ان يوصي بالثلث وهنا قد أوصى بالربع وهو أقل وبالتالي جائز.
(18 / 2) [قال....] بياض في الأصل
290

(19) إذا ترك ابنين وأبوين وأوصى بمثل
(نصيب أحد الابنين)
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا شريك عن منصور عن إبراهيم في رجل ترك ابنين
وأبوين وأوصى بمثل أحد الابنين، قال: هو من ثلاثة.
(20) إذا ترك ستة بنين وأوصى بمثل
نصيب بعض ولده
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا شريك عن منصور عن إبراهيم في رجل ترك ستة
بنين وأوصى بمثل نصيب بعض ولده، قال: قال منصور: هي من سبعة، يدخل معهم، وقال
مغيرة ينقص ولا يتم له مثل نصيب أحدهم.
(21) رجل أوصى بنصف ماله وربعه
(1) حدثنا أبو معاوية حدثنا أبو عاصم الثقفي قال: لقيني إبراهيم فقال: ما
تقول في رجل أوصى بنصفه وثلثه وربعه، قال: فلم يكن عندي فيها شئ، فقال
إبراهيم: خذ مالا له نصف وثلث وربع: اثنا عشر، فخذ نصفه ستة وثلثها أربعة
وربعها ثلاثة، فاقسم المال على ثلاثة عشر، فما أصاب ستة كان لصحاب النصف، وما
أصاب أربعة كان لصاحب الثلث، وما أصاب ثلاثة كان لصاحب الربع.

(19 / 1) أي تنفذ وصيته ما دامت في حدود الثلث.
(20 / 1) يعطى ما دام في حدود الثلث فإن زاد نصيبه عن ذلك أعطى الثلث فقط.
(21 / 1) لان النصف والثلث والربع إذا جمعت كانت أكثر من واحد أي أكثر من أصل التركة.
ولذا تجمع حقا على أساس القاسم المشترك 2 / 1 + 4 / 1 + 3 / 1 فيكون القاسم المشترك 4 * 3 = 12
لان الأربعة تقسم على اثنين.
فيكون نصف الأثناء عشر (6) والثلث (4) والربع (3) فتجمع معا فتكون السهام ثلاثة عشر
سهما فيقسم الميراث على ثلاثة عشر سهما يكون لصحاب النصف ستة أسهم ولصاحب الثلث 4 أسهم ولصاحب الربع ثلاثة أسهم وهي الطريقة الوحيدة لقسمتها وإلا كان في المسألة إعالة
291

(22) من كره أن يوصي بمثل أحد الورثة ومن رخص فيه
(1) حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن يوصي الرجل
بمثل نصيب أحد الورثة حتى يكون أقل.
(2) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا عبادة الصيدلاني عن حميد عن أنس أنه
أوصى بمثل نصيب أحد ولده.
(23) في الرجل يوصى للرجل بسهم من ماله
(1) حدثنا وكيع ثنا زائدة أبو قتيبة الهمداني عن يسار أبي كريب عن شريح أنه
قضى في رجل أوصى لرجل بسهم من ماله ولم يسم، قال: ترفع السهام فيكون
للموصى له سهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن رجل من خراسان عن عكرمة قال: ليس له
شئ، هذا مجهول.
(3) حدثنا عفان قال ثنا ابن مبارك عن يعقوب بن القعقاع عن عطاء ومحمد
ابن صهيب عن عكرمة في رجل أوصى لرجل بسهم من ماله، قال: ليس بشئ، لم يبين.
(4) حدثنا زيد بن الحباب عن حماد بن زيد عن أيوب عن أياس بن معاوية،
قال: كانت العرب تقول: له السدس.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن أبي قيس عن الهذيل أن رجلا جعل لرجل سهما
من ماله ولم يسم، فقال عبد الله: له السدس.
(6) حدثنا عفان ثنا حماد بن سلمة عن حميد أن عديا سأل أياسا فقال: السهم -
في كلاب العرب السدس.

(23 / 1) أي تجمع الفرائض كما فعلنا في 21 / 1 ثم يضاف له سهم واحد ويقسم الميراث على مجموع السهام
وتكون له قيمة سهم واحد.
(23 / 2) أي أنه اعتبر كلمة سهم بمعنى شئ من الميراث دون تحديد فإن شاء الورثة أعطوا وإن لم يرضوا لم
يكن له شئ.
(23 / 4) أي نصف الثلث الذي يجوز له أن يوصى به
292

(24) امرأة قيل لها: أوصي، فجعلوا يقولون
لها: أوصى بكذا فجعلت تومئ برأسها نعم!
(1) حدثنا ابن مبارك عن حماد بن سلمة عن قتادة عن خلاس أن امرأة قيل لها في
مرضها: أوصي بكذا، أوصي بكذا، فأومأت برأسها، فلم يجزه علي بن أبي طالب.
(25) الرجل يوصي بالوصية ثم يريد أن يغيرها
(1) حدثنا يحيى بن سعيد عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن عبد الله -
بن الحارث بن أبي ربيعة أو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة، قال: قلت لعمر: شئ
يصنعه أهل اليمن، يوصي الرجل، ثم يغير وصيته، قال: ليغير ما شاء من وصيته.
(2) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد، قال: قال عمر: ما أعتق الرجل في
مرضه من رقيقه فهي وصية إن شاء رجع فيها.
(3) حدثنا حفص عن ابن جريج عن عطاء - قال: يغير الرجل من وصيته ما شاء
إلا العتاق.
(4) [حدثنا عبدة.... عن الشيباني] عن الشعبي قال: كل وصية إن شاء رجع فيها
إلا العتاقة.
(5) [حدثنا ابن....] عن حماد بن سلمة عن حجاج عن الحكم عن إبراهيم قال:
[إذا أوصى الرجل بوصية......] له: إن حدث به حدث الموت، قال: لا يرجع في
[....].
(6) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن قال: إذا أوصى الرجل فإنه يغير وصيته
ما شاء، قيل له: فالعتاقة؟ قال: العتاقة وغير العتاقة، وإنما يؤخذ بآخرها.

(24 / 1) وللورثة أن يتصدقوا عنها.
(25 / 1) أي لا يؤخذ إلا بآخر وصية يوصى بها.
(25 / 3) العتاق والطلاق جدهما جد وهزلهما جد.
(25 / 4) في الحديث بياض من الأصل.
(25 / 5) مواضع البياض نقص في الأصل. والأرجح أنها: إذا أوصى الرجل بوصية [يعتق عبدا أو عبيدا]
له.
قال لا يرجع في [عتاقه]
293

(7) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عمرو بن دينار عن طاوس أنه
كان لا يرى بأسا أن يعود الرجل في عتاقه.
(8) حدثنا معتمر عن عاصم قال: مرض أبو العالية فأعتق مملوكا له ذكروا له إنه
من وراء النهر، فقال: إن كان حيا فلا أعتقه، وإن كان ميتا فهو عتيق، وذكر هذه
الآية {وله ذرية ضعفاء}.
(9) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد قال: كانوا يوصون، فيكتب الرجل في
وصيته: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي هذه فإن بدا له أن يغير غير إن شاء
العتاقة وغيرها، فإن لم يستثن في وصيته غير منها ما شاء غير العتاقة.
(10) حدثنا ابن علية عن روح بن القاسم عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، كان يقسم
عليه قسما أن المعتق عن دبر وصية وأن للرجل أن يغير من وصيته ما شاء.
(11) حدثنا سعيد بن خيثم عن حنظلة عن طاوس قال: يرجع مولى المدبر متى شاء.
(26) من كان يستحب أن يكتب في وصيته: إن
حدث بن حدث قبل أن أغير وصيتي
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن عون عن نافع قال: قالت عائشة: ليكتب الرجل
في وصيته: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي هذه.
(2) حدثنا وكيع عن أبي العميس عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن ابن مسعود
أوصى فكتب في وصيته بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به ابن مسعود: إن حدث
به حدث في مرضه هذا.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد قال: كانوا يوصون: فيكتب الرجل في
وصيته: إن حدث بي حدث قبل أن أغير وصيتي هذه.
(4) حدثنا أبو داود الطيالسي عن أبي خلدة عن أبي العالية قال: أوصيت بضع عشر
مرة أوفت [....] إذا جاء الوقت كنت بالخيار.

(25 / 8) سورة البقرة من الآية (266).
(26 / 2) أي أنه بهذا يحق له أن يغير وصيته ويرجع عن عتاقه إذا بل من مرضه.
(26 / 4) هناك بياض ونقص في الأصل
294

(5) حدثنا أبو أسامة عن أبي عمير الحارث بن عمير عن أيوب عن نافع عن ابن
عمر أنه كان يشتري: إن حدث بي حدث قبل أغير كتابي هذا.
(27) الرجل يمرض فيوصي بعتق مماليكه
ولا يقول: في مرضي هذا
(1) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن ابن طاوس أن رجلا من أهل اليمن أوصى
فقال: فلان حر وفلان حر - ولم يسم - إن مت في مرضي هذا، فبرأ الرجل فخاصمه
بضعة عشر مملوكا على قاضي أهل الجند فشاور في ذلك طاوسا، فقال طاوس هم عبيد
إنما كانت نيته: إن حدث به حدث.
(28) في رجل أوصى بجاريته لابن
أخيه، ثم وقع عليها
(1) حدثنا حفص عن عاصم عن الشعبي أنه سئل عن رجل أوصى بجاريته لابن أخيه
ثم وطئها، قال: أفسد وصيته.
(29) الرجل يوصي بالحج وبالزكاة تكون قد وجبت
عليه قبل موته تكون من الثلث أو من جميع المال
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال: إذا أوصى بهما فهما من الثلث
- يعني الحج والزكاة.
(2) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا أوصى بحج ولم يكن حج فمن
الثلث.
(3) حدثنا هشيم عن هشام عن ابن سيرين قال: من الثلث.
(4) حدثنا هشيم عن يونس ومنصور عن الحسن قال: هو من جميع المال.

(28 / 1) أفسد وصيته: أي كأنه رجع عنها.
(29 / 4) هو من جميع الجميع كما لو كان دينا لأنهما دين عليه لربه، وكما يقضي دين الناس من جميع المال
فدين الله أحق أن يوفى به
295

(5) حدثنا جرير عن سليمان التيمي عن الحسن وطاوس في الرجل عليه حجة
الاسلام وتكون عليه الزكاة في ماله، قالا: يكونان هذين بمنزلة الدين.
(6) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز عن الشعبي في الرجل يموت - ويوصي
أن يحج عنه أو يتصدق عنه كفارة رمضان أو كفارة يمين، قال: من الثلث.
(7) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: إذا كان على الرجل شئ
واجب فهو من جميع المال.
(8) حدثنا هشيم عن ليث عن طاوس قال: هو من جميع المال.
(30) المكاتب يوصي أو يهب أو يعتق، أيجوز ذلك
(1) حدثنا ابن مبارك عن صالح بن خوات عن عبد الله ابن أبي بكر أن عمر بن
عبد العزيز كتب أن المكاتب لا تجوز له وصية وله هبة إلا بإذن مولاه.
(2) حدثنا ابن أبي عدي عن أشعث عن الحسن قال: المكاتب لا يعتق ولا يهب إلا
بإذن مولاه.
(31) ما جاء في وصية المجنون
(1) حدثنا الضحاك قال: قلت: أتجوز وصيتهما إن أصابا الحق يحكمان على عقولهما،
قال: ما.
(2) عن حماد بن سلمة عن أياس بن معاوية في وصية.
(3) مهدي عن همام عن قتادة عن حميد ابن عبد
(32) في الرجل يوصي بالشئ في سبيل الله، من يعطاه
(1) حدثنا عباد بن العوام عن عاصم بن كليب قال: إن كان سمى الغزاة أعطى
الغزاة، ألا طاعة الله سبيله.

(29 / 5) وهذا الذي نرجح.
(30 / 1) لأنه عبد ما دام لم يتحرر وكما جاء في الصحاح: هو عبد ما بقي من كتابته شئ.
(31) أحاديث هذه الباب كلها ناقصة ويتخللها بياض في الأصل
296

(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي حبيبة عن أبي الدرداء في الرجل
أوصى بشئ في سبيل الله، قال: في المجاهدين.
(3) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن أنس بن سيرين أن امرأة أوصت بثلاثين
درهما في سبيل الله، فلما كان زمن الترفة قلت لابن عمر امرأة أوصت بثلاثين درهما في
سبيل الله، فنعطيها في الحج، فقال: أما إنه من سبيل الله.
(4) حدثنا عبيد الله بن موسى عن موسى بن عبيدة عن واقد بن محمد بن زيد أن
رجلا مات وترك مالا وأوصى به في سبيل الله، فذكر ذلك - الوصي لعمر بن الخطاب
فقال: أعطه عمال الله، قال: وما عمال الله، قال: حجاج بيت الله.
(5) حدثنا ابن مهدي عن أيمن بن نابل، قال: سأل رجل مجاهدا عن رجل قال:
كل شئ لي في سبيل الله، قال مجاهد: ليس سبيل الله واحدا، كل خير عمله فهو في
سبيل الله.
(6) حدثنا وكيع عن شعبة عن أنس بن سيرين أن رجلا أوصى بشئ في سبيل الله،
فقال ابن عمر: الحج في سبيل الله.
(33) الرجل يوصي أن يتصدق عنه بماله كله
فلا ينفذ ذلك حتى يموت
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز كتب في رجل
تصدق بماله كله على غير وارث ثم حبسه حتى مات، يرد ذلك إلى الثلث.
(2) حدثنا عبيد الله عن عثمان بن الأسود عن مجاهد قال: من صنع في ماله شيئا لم
ينفذه حتى يحضره الموت فهو في سبيله.

(32 / 3) زمن الترفة: زمن الغنى والوفرة بعد الفتوح.
(33 / 1) لو أدى ذلك في حياته لم يعترض عليه أحد لكنه مات فصار ماله إلى ورثته وليس له منا إلا الثلث
فتنفذ وصيته في الثلث.
(33 / 2) في سبيله: أي وقعت فيه المواريث وليس له منه إلا الثلث
297

(34) الرجل يوصي بالوصية ويقول: أشهدوا
على ما فيها
(1) حدثنا ابن علية عن يونس قال: جاء رجل إلى الحسن بوصية مختومة ليشهد
عليها، فقال: ما نجد في هؤلاء الناس رجلين ثقتهما تشهدهما على كتابك هذا.
(2) حدثنا جرير عن مغيرة قال: أراه عن إبراهيم في الرجل يختم وصيته ويقول
للقوم: اشهدوا على ما فيها، قال: لا تجوز إلا أن يقرأها عليهم أو تقرأ عليه فيقر بما
فيها.
(3) حدثنا زيد بن الحباب عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة في الرجل
يقول: أشهدوا على ما في هذه الصحيفة، قال: لا حتى يعلم ما فيها.
(4) حدثنا ابن مهدي عن عبد الله بن عمر عن سعيد بن زيد قال: ذهبت مع
حفص بن عاصم إلى سالم وقد ختم وصيته فقال: إن حدث بي حادث فاشهدوا عليها.
(5) حدثنا زيد بن الحباب عن حماد بن سلمة عن قتادة عن عبد الملك بن يعلى
قاضي البصرة في الرجل يكتب وصيته ثم يختمها ثم يقول: اشهدوا على ما فيها، قال:
جائز.
(35) من قال: تجوز وصية الصبي
(1) حدثنا معاذ عن روح بن القاسم عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن
أبيه قال: كان غلام من غسان بالمدينة، وكان له ورثة بالشام، وكانت له عمة بالمدينة،
فلما حضر أتت عمر ابن الخطاب فذكرت ذلك له وقالت: أفيوصي، قال: [*] الله،
قال: قلت لا، [*] قال: فأوصى لها بنخل، فبعته أنا لها بثلاثين ألف درهم.
(2) حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن الزهري أن عثمان أجاز وصية ابن إحدى
عشرة سنة.

(34 / 1) ولا تكون الشهادة إلا على معلوم وهو قد ختم وصيته ولم يطلع الناس عليها ليشهدوا.
(34 / 5) وإنما يشهدوا على ختمها لا على ما فيها.
(35 / 1) * بياض في الموضعين.
(35 / 2) وفيه جواز وصية الصبي
298

(حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أن عمر بن عبد العزيز أجاز وصية
الصبي.
(4) حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن محمد عن عبد الله ابن عتبة أنه سئل عن وصية
جارية صغروها وحقروها فقال: من أصاب الحق أجزناه.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي بكر بن أبي موسى قال: أوصى ابن
لأبي موسى غلام صغير بوصية، فأراد إخوته أن يردوا وصيته، فارتفعوا إلى شريح
فأجاز وصية: الغلام.
(6) حدثنا أبو داود الطيالسي عن هشام عن حماد عن إبراهيم قال: تجوز وصية
الصبي في ماله في الثلث فما دونه.
(7) حدثنا ابن إدريس عن مطرف عن الشعبي قال: قلت له: تجوز وصيته؟ قال:
جائز.
(8) حدثنا غندر عن شعبة عن عمارة قال: سمعت أبا عمرو بن المغيرة قال: اختصم
إلى علي ظئر غلام، فأمر علي أن نعتقه، فأعتقناه.
(9) حدثنا وكيع قال حدثنا إسماعيل عن الشعبي عن شريح أنه قال في وصية الصبي:
أيما موص أوصى فأصاب حقا جاز.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه أن وصيا أوصى لظئر له
من أهل الحيرة بأربعين درهما، فأجازه شريح.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن شريح قال: إذا اتقى
الصبي الركي، أن يقع فيها فقد جازت وصيته.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا زكريا عن الشعبي قال: لا تجوز وصية غلام ولا جارية
حتى يصلي.

(35 / 4) أي إن كانت وصية الصغير مطابقة لامر الله في الوصية جازت.
(35 / 6) أي هو كالكبير صاحب المال له أن يوصي بالثلث فما دون.
(35 / 8) الظئر هو زوج مرضعة الطفل و
(35 / 11) الركي: الضعف أو الركاكة.
(35 / 12) أي حتى يتجاوز الصبي السابعة والبنت التاسعة من العمر
299

(36) من قال: لا تجوز وصية الصبي حتى يحتلم
(1) حدثنا حفص عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس قال: لا يجوز عتق الصبي
ولا وصيته ولا بيعه ولا شراؤه ولا طلاقه.
(2) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن يونس عن الحسن قال: لا تجوز وصية غلام
حتى يحتلم ولا جارية حتى تحيض.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: وصيته ليست بجائزة إلا ما ليس
بذي بال.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر بن عبد الله عن مكحول قال: سمعته
يقول: إذا بلغ الغلام خمسة عشر جازت وصيته.
(5) حدثنا ابن إدريس عن هشام عن يونس عن الحسن قال: لا تجوز وصيته.
(6) حدثنا أبو داود عن المعتمر بن الريان قال: حضرت جعفر بن زيد في المسجد
الجامع وقال له زرارة بن أوفى وهو يومئذ على القضاء إنه دفع إلى غلام أعتق عبدا،
فأنكر ذلك الأولياء، فأردت أن أرد ذلك، ثم يودي الغلام حتى يشب الغلام ويحب
المال، فإن شاء أن يمضي أمضى، وإن شاء أن يرد رد.
(37) من يوصي بمثل نصيب أحد الورثة
وله ذكر وأنثى
(1) حدثنا أبو أسامة عن عوف قال: شهدت هشام بن هبيرة قضى في رجل -
أوصى لأخت له عند موته بمثل نصيب اثنين من ولده، وترك الميت بنين وبنات، فأرادت
الموصى لها أن تجعل نفسها بمنزلة الذكر وأبى الورثة - أن يجعلوها إلا بمنزلة الأنثى،
فقضى أنها بمنزلتها إن لم يكن بنين.
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عوف الأعرابي عن هشام بن هبيرة أنه قضى
في رجل أوصى لرجل بمثل نصيب أحد ولده، وله ذكر وأنثى أن له نصيب الأنثى، قال
أبو بكر: قال وكيع: قال سفيان: له نصيب أنثى.

(36 / 1) أي حتى يبلغ مبلغ الرجال.
(37 / 2) أي له أقل الحصص لا أكثرها
300

(38) رجل أوصى لرجل بفرس، وأوصى
لآخر بثلث ماله، وكان الفرس ثلث ماله.
(1) حدثنا عمر عن يونس عن الزهري في رجل أوصى لرجل بفرس وسماه،
وقال: ثلث مالي لفلان وفلان، و - كان الفرس لعاب ثلث ماله، قال الزهري: نرى أن
بقسم ثلث ماله على حصصهم.
(2) حدثنا هشيم عن بعض أصحابه عن الحسن أنه قال في رجل أوصى بدرهم
وبالسدس ونحوه، قال: يتحاصون جميعا.
(39) الرجل يوصي لعبده بالشئ
(1) حدثنا حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا أو يوصى
لرجل لمملوكه بمائة درهم والمائتين إذا رضي الأولياء، وإن جعل له شيئا من ثلثه فهو في
عتقه.
(2) حدثنا حفص قال: سألت عمر عن الرجل يوصي لعبده فقال: كان الحسن
يقول: لا يوصي له - برغيف وصلته عتاقته.
(40) في العبد يوصي، أتجوز وصيته؟
(1) حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن جندب قال، سأل طهمان ابن
عباس: أيوصي العبد؟ قال: لا.
(41) من قال: وصية العبد حيث جعلها
(1) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن ومحمد قالا: وصية الرجل حيث جعلها
إلا أن يتهم الوصي
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر قال: الوصي بمنزلة الوالد، وإذا
تهم الوصي عزل أو جعل معه غيره.

(38 / 1) أي لمن أوصى له بالفرس نصف الثلث وللآخرين نصف الثلث.
(40 / 1) لان العبد وما ملك لسيده فلا تجوز وصيته إلا أن يأذن له مولاه
301

(402)
في الرجل يوصي بوصية فيها عتاقة
(1) حدثنا حفص عن ليث عن مجاهد عن عمر قال: إذا كانت وصية وعتاقة
تحاصوا.
(2) حدثنا حفص وابن علية عن أشعث عن نافع عن ابن عمر قال: إذا كانت
عتاقة ووصية بدئ بالعتاقة.
(3) حدثنا حفص عن أشعث وحجاج عن الحكم عن شريح أنه كان يبدأ بالعتاقة.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم في الرجل يوصي بعتاق عبده في
مرضه ويوصي معه بوصايا، قال: يبدأ بعتاق العبد قبل الوصايا، فإن أوصى أن يشترى له
نسمة فتعتق، كانت النسمة كسائر الوصية.
(5) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن أنه كان يقول: يبدأ بالعتاق وإن أتى
ذلك على الثلث كله.
(6) حدثنا ابن علية عن أيوب عن محمد أنه كان يقول في الوصية يكون فيها العتق
فتزيد على الثلث، قال: الثلث بينهم بالحصص.
(7) حدثنا هشيم عن الشيباني عمن حدثه عن مسروق أنه قال في العتاقة والوصية،
قال: يبدأ بالوصية.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن الشعبي قال بالحصص.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: يبدأ بالعتاقة.
(10) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال: إنما يبدأ بالعتاقة إذا سمى
مملوكا بعينه.
(11) حدثنا وكيع قال: قال سفيان: إذا أوصى بأشياء وقال: أعتقوا عني
فبالحصص، وإذا أوصى فقال: فلان حر، بدئ بالعتاقة.

(42 / 1) تحاصوا: أي يقسم الثلث بينهم بالحصص.
(42 / 5) إي إن بقي شئ من الثلث بعد العتاقة أنفذ وإن لم يبق شئ فلا ينفذ من الوصية إلا العتاق.
(42 / 6) وإن أعتق عبيدا له زيادة على الثلث أقرع بينهم في الثلث
302

(12) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال يبدأ بالعتاقة.
(13) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن عطاء قال: بالحصص.
(14) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن الحكم عن إبراهيم قال، يبدأ بالعتاقة.
(15) حدثنا عبد السلام عن حجاج عن الشعبي في رجل مات وترك ألفي درهم
وعبدا رقمته ألف درهم. وأوصى لرجل بخمسمائة وعتق العبد، قال: يعتق العبد وتبطل
الوصية.
(43) في قوله تعالى: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى} (1) حدثنا عباد بن العوام عن داود عن سعيد بن المسيب في قوله: {وإذا حضر
القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} فحدث عن محمد عن عبيدة
أنه ولي وصية فأمر بشاة فذبحت فصنع طعاما لأجل هذه الآية وقال: لولا هذه الآية
لكان هذا من مالي.
(2) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم في قوله {وإذا حضر القسمة أولوا القربى
واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} قال: إذا كان قسم القوم الميراث، وكان هؤلاء
شهودا رضخ لهم من الميراث، فإن كانوا أغنياء وأحد منهم شاهد، فإن شاء أعطى من
نصيبه وإلا قال لهم قولا معروفا، قال: يقول: إن كان لكم فيه حقا.
(3) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عاصم عن أبي العالية والحسن قالا:
يرضخون ويقولون قولا معروفا.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: كان رجل يقسم ميراثا فقال لصاحبه:
ألا تجئ بخير آية من كتاب الله قد أصبت، فقسم بينهم من نصيبه.
(5) حدثنا يزيد بن هارون سفيان بن حسين عن الحسن وابن سيرين في قوله:
{وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى} قالا: هي مبينة، فإذا حضرت وحضر
هؤلاء القوم أعطوا منها ورضخ لهم.

(43 / 1) سورة النساء من الآية (8).
(43 / 2) الرضخ: إعطاء القليل
303

(6) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري في قوله: {وإذا حضر القسمة أولوا
القربى}: إنها محكمة.
(7) حدثنا غندر عن شعبة عن قتادة قال: سمعت يونس بن جبير يحدث عن حطان
عن أبي موسى في هذه الآية: {وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين
فارزقوهم منه وقولوا لهم قولا معروفا} قال: قضى بها أبو موسى.
(8) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة أن
عروة قسم ميراث أخيه مصعب، فأعطى من حضره من هؤلاء وبنوه صغار.
(9) حدثنا عبد الصمد عن حماد بن سلمة عن حجاج عن أبي إسحاق عن أبي بكر
ابن أبي موسى وعبد الرحمن بن أبي بكر أنهما كانا يعطيان من حضر من هؤلاء.
(10) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن أبي سعد عن سعيد بن جبير {وإذا
حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه} قال: إن كانوا كبارها
رضخوا، وإن كانوا صغارا اعتذروا إليهم، فذلك قوله {قولا معروفا}.
(11) حدثنا ابن فضيل عن أشعث عن ابن سيرين عن حميد بن عبد الرحمن قال:
ولي أبي ميراثا فأمر بشاة فذبحت فصنعت، فلما قسم ذلك الميراث أطعمهم وقال لمن لم يرث
معروفا.
(12) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن السدي عن أبي مالك: نسختها آية
الميراث.
(13) حدثنا ابن يمان عن معاذ عن الشيباني عن عكرمة عن ابن عباس قال: محكمة
ليست بمنسوخة.
(44) من رخص أن يوصي بماله كله
(1) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش قال: سمعت الشعبي يقول في المسجد: مرة
سمعت حديثا ما بقي أحد سمعه غيري، سمعت عمرو بن شر حبيل يقول: قال: عبد الله:
إنكم معشر اليمن من أجدر قوم أن يموت الرجل ولا يدع عصبة فليضع ماله حيث شاء،
قال الأعمش، فقلت لإبراهيم: إن الشعبي قال كذا وكذا، قال إبراهيم: حدثني همام بن
الحارث عن عمرو بن شرحبيل عن عبد الله مثله.

(44 / 1) أي إن لم يترك وريثا له أن يوصي بماله لمن يريد
304

(2) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن ابن سيرين قال: سألت عبيدة عن
رجل ليس عليه عقد وليس عليه عصبة، يوصي بماله كله؟ قال: نعم.
(3) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق سئل عن رجل مات ولم يترك
مولى عتاقه ولا وارثا، قال: حيث وضعه، فإن لم يكن أوصى بشئ في بيت المال.
(4) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن في رجل وإلى رجلا فأسلم على يديه،
قال: إن شاء أوصى بماله كله.
(5) حدثنا جرير عن مغيرة أن أبا العالية أوصى بميراثه لبني هاشم.
(45) في قبول الوصية، من كان يوصي
إلى الرجل فيقبل ذلك
(1) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام أن عبد الله بن مسعود وعثمان والمقداد بن
الأسود وعبد الرحمن بن عوف ومطيع بن الأسود أوصوا إلى الزبير بن العوام، قال:
وأوصى إلى عبد الله بن الزبير.
(2) حدثنا أزهر بن عون عن نافع عن ابن عمر، كان وصيا لرجل.
(3) حدثنا عباد بن العوام عن ابن عون قال: أوصى إلى ابن عم لي فكرهت ذلك،
فسألت عمرا فأمرني أن أقبلها، قال: وكان ابن سيرين يقبل الوصية.
(4) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس قال: كان أبو عبيدة عند القراء فأوصى
إلى عمر بن الخطاب.
(5) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي الهيثم قال بعث إلي إبراهيم فأوصى إلي.
(46) ما يجوز للرجل من الوصية في ماله؟
(1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عامر بن سعد عن أبيه أنه قال: مرض مرضا
أشفى منه، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فقال: يا رسول الله؟ إني لي مالا كثيرا وليس يرثني إلا

(45 / 1) أوصى هنا: جعله وصيا على ميراثه قيما على صرفه إلى أصحاب الفرائض وصيا على الصغار حتى
يكبروا يحفظ مالهم أو يديره لهم في التجارة حتى يبلغوا أشدهم.
(46 / 1) أشفي منه: قارب الموت
305

ابنة لي، أفأتصدق بالثلثين، قال: " لا، قال: الشطر، قال: لا، قلت فالثلث، قال: الثلث
والثلث كثير ".
(2) حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن ابن عباس قال: وددت أن الناس غضوا من
الثلث إلى الربع، لان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الثلث كثير ".
(3) حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه أن الزبير أوصى بثلثه.
(4) حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: ذكر عند عمر الثلث
في الوصية، قال: الثلث وسط لا بخس ولا شطط.
(5) حدثنا عبد الأعلى عن برد عن مكحول أن معاذ بن جبل قال: إن الله تصدق
عليكم بثلث أموالكم زيادة في حياتكم - يعني الوصية.
(6) حدثنا أبو معاوية عن جعفر بن برقان عن خالد بن أبي عزة قال: قال أبو بكر:
آخر من قال ما أخذ الله من الفئ فأوصى بالخمس.
(7) حدثنا أبو معاوية عن جويبر عن الضحاك قال: أوصى أبو بكر وعلى بالخمس.
(8) حدثنا ابن علية عن حميد عن بكر أن حميد بن عبد الرحمن قال: ما كنت لا قبل
وصية رجل يوصي بالثلث وله ولد.
(9) حدثنا أبو خالد عن هشام عن محمد عن شريح قال: الثلث جهد وهو جائز.
(10) حدثنا أبو أسامة عن بشر بن عقبة عن يزيد بن الشخير قال: كان مطرف
يرى الخمس في الوصية ضمنا.
(11) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يقولون يوصي
بالخمس أفضل من الذي يوصي بالربع، والذي يوصي بالربع أفضل من الذي يوصي
بالثلث.

(46 / 4) البخس: القليل الضئيل.
الشطط: الكثير الذي يتجاوز المعقول والمقبول.
(46 / 5) زيادة في حياتكم: أي تنفقوه فيما تريدون من خير بعد وفاتكم فيضاف ثوابه إلى ثواب أعمالكم في
حياتكم.
(46 / 10) يرى أن يجوز للموصي أن يوصي بالخمس لا أكثر إن كان له ولد.
(46 / 11) لقوله صلى الله عليه وسلم: الثلث كثير
306

(12) حدثنا يعلى وابن نمير عن إسماعيل عن الشعبي قال: إنما كانوا يوصون بالخمس
والربع والثلث منتهى الجامح، وقال: ابن نمير: منتهى الجماح.
(13) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: لان أوصي
بالخمس أحب إلي من أن أوصي بالربع، ولان أوصي بالربع أحب إلي من أن أوصي
بالثلث، ومن أوصى بالثلث لم يترك.
(14) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا مغول عن الأعمش عن طلحة عن أبي عمار عن
عمرو بن شر حبيل قال: الثلث جنف والربع جنف.
(15) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا مغول عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن
العباس قال: الربع جنف والثلث جنف.
(16) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور قال: قال إبراهيم: كان يقال:
السدس خير من الثلث في الوصية.
حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن أبي عبد الرحمن قال: كانوا يستحبون أن
يتركوا من الثلث.
(47) من كان يوصي ويستحبها
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن قثم مولى ابن عباس قال: قال علي: وصيتي إلى أكبر
ولدي غير طاعن عليه في بطن ولا في فرج.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شئ يوصي به إلا وصيته مكتوبة عنده ".
(3) حدثنا عبد الأعلى عن داود عن عامر قال: من أوصى بوصية لم يحف فيها ولم
يضار أحدا كان له من الاجر ما لو تصدق به في حياته في صحته.

(46 / 12) منتهى الجامع: أقصى حد يجوز له، والجامح هو الفرس الجموح المتفلت من زمانه.
(46 / 14) الجنف: الجور والميل عن جادة الحق.
أي هو ظلم للورثة لأنه يعطي لغيرهم شيئا من حقوق صارت لهم.
(47 / 1) أي يكون أكبر ولده وهو الحسن وصيا على ميراثه أي وليا على الميراث.
(47 / 2) وهذا قبل نزول آيات الفرائض، أما بعد نزولها فالوصية في الثلث وما دون أو أن يقيم وصيا على
ميراثه إن كان له أولاد صغار يخاف عليهم الضيعة.
(47 / 3) لم يحف: لم يظلم أحدا حقه
307

(4) حدثنا ابن إدريس عن داود عن عكرمة عن ابن عباس قال: الضرار في الوصية
من الكبائر، ثم تلى {غير مضار وصية من الله}.
(5) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن حبيب قال: ذهبت أنا والحكم إلى سعيد بن
جبير فسألته عن قوله تعالى: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خالوا
عليهم} إلى قوله {سديدا} قال: هو الذي يحضره الموت فيقول له من يحضره: اتق الله
وأعطهم صلهم برهم - ولو كانوا هم الذين يأمرونه بالوصية لأحبوا أن يبقوا لأولادهم،
فأتينا مقسما فسألنا فقال: ما قال سعيد؟ فقلنا كذا وكذا، قال: لا، ولكنه الرجل يحضره
الموت فيقال له: اتق الله وأمسك عليك مالك فإنه ليس أحد أحق بمالك من ولدك "
ولو كان الذي يوصي ذا قرابة لأحبوا أن يوصي لهم.
(6) حدثنا أبو خالد الأحمر عن داود بن أبي هند عن القاسم بن عمرو قال: اشتكى
أبي فلقيت ثمامة بن حزن القشيري فقال لي: أوصى أبوك؟ قلت لا، قال: إن استطعت أن يوصي فليوص، فإنها تمام لما انتقص من زكاته.
(7) حدثنا أبو خالد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس قال: الضرار
في الوصية من الكبائر، ثم قرأ {من يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا
فيها}.
(8) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني إبراهيم بن ميسرة أنه سمع
طاوسا يقول: ما من مسلم يؤمر بالوصية ولم يوص إلا أهله محقوقون أن يوصوا عنه.
(9) حدثنا أبو أسامة قال ثنا مسعر قال ثنا أبو حمزة عن إبراهيم قال: كانوا
يكرهون أن يموت الرجل قبل أن يوصي قبل أن تنزل المواريث.

(47 / 4) سورة النساء من الآية (12) والضرار في الوصية: مجانبة الحق وظلم أصحاب الفرائض أو بعضهم
كأن يختص أحد أولاده بشئ دون الآخرين كما يفعل بعضهم في أيامنا هذه فينقل ملكية بعض
ميراثه إلى أحد الورثة على أنه بيع قانوني تهربا من ترك الفرائض لأهلها أو تشيع من لا ذكور
عنده كي لا يشارك إخوته الذكور أو أبناء أخيه بناته في الميراث.
(47 / 5) سورة النساء من الآية (9).
(47 / 7) سورة النساء من الآية (14).
(47 / 8) أن يوصوا عنه: أن يتصدقوا ببعض ما ترك وإن كان له صغار أن يختاروا لهم وصيا.
(47 / 9) المواريث: الآيات التي تحدد نصيب كل واحد من أصحاب الفرائض
308

(10) حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن طلحة قال: قلت لابن أبي أوفى: أوصى
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، قلت فكيف أمر الناس بالوصية؟ قال: أوصى بكتاب الله.
(11) حدثنا أبو معاوية وابن نمير عن الأعمش عن سفيان عن مسروق عن عائشة
قالت: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم دينارا ولا درهما ولا أوصى بشئ.
(12) حدثنا عبيد الله قال أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أرقم بن شر حبيل عن
ابن عباس قال: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يوص.
(13) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن إبراهيم عن الأسود قال: ذكروا عند عائشة
أن عليا كان وصيا، فقالت: متى أوصى إليه؟ فلقد كنت مستندته إلى حجري، فانخنث،
فمات، فمتى أوصى إليه.
(48) في الرجل يكون له المال الجديد القليل،
أيوصي فيه؟
(1) حدثنا ابن جريج عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: إذا ترك الميت
سبعمائة درهم فلا يوصي.
(2) حدثنا زيد بن حباب عن خيثم عن قتادة {إن ترك خيرا الوصية} قال: خير
المال، كان يقال: ألف درهم فصاعدا.
(3) حدثنا أبو خالد عن هشام عن أبيه أن عليا دخل على رجل من بني هاشم يعوده
فأراد أن يوصي فنهاه وقال: إن الله يقول: {إن ترك خيرا} وإنك لم تدع مالا، فدعه
لعيالك.
(4) حدثنا أبو معاوية عن محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة عن عائشة، قال قال
لها رجل: إني أريد أن أوصي، قالت: كم مالك؟ قال: ثلاثة آلاف، قالت: فكم عيالك؟
قال: أربعة، قالت: فإن الله يقول: {إن ترك خيرا} وإنه شئ يسير، فدعه لعيالك فإنه
أفضل.

(48 / 1) أي أن الوصية إنما تكون في الحال الكثير الذي يفيض عن حاجة الورثة.
(48 / 2) سورة البقرة من الآية (180)
309

(49) في قوله " إن ترك خيرا الوصية "
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب عن إبراهيم في قوله {وصية لأزواجهم}
قال: هي منسوخة.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن الجهضم عن عبد الله بن بدر عن ابن عمر {إن
ترك خيرا الوصية} قال: نسختها آية الفرائض، وترك الأقربون ممن لا يرث.
(50) من قال: الوصية مضمونة أم لا؟
(1) حدثنا وكيع حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن عطاء قال: الوصية ليست
بمضمونة، إنما هي بمنزلة الدين في الرجل.
(2) حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج عن إبراهيم بين ميسرة عن طاوس أنه كان
يرى الوصية مضمونة.
(51) في الرجل يوصى إلى الرجل فيقبل ثم ينكر
(1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن هشام عن الحسن قال: إذا أوصى إلى رجل
غائب ثم قدم فأقر بالوصية ثم أنكر فليس له ذلك.
(52) الحامل توصي والرجل يوصي في المزاحفة
وركوب البحر
(1) حدثنا معتمر بن سليمان بن سليمان أنه قرأ على فضيل بن ميسرة عن ابن جرير
عن الحكم عن مجاهد عن عمر قال: إذا التقى الزحفان والمرأة يضربها المخاض لا يجوز لهما
في مالهما إلا الثلث.

(49 / 1) سورة البقرة من الآية (240) وقد نسختها آية الفرائض.
(49 / 2) سورة البقرة من الآية (180) وقد نسختها آية الفرائض.
(50 / 2) أي أن الورثة ملزمون بأدائها لمن أوصى إليه.
(51 / 1) أي ليس له أن ينكر بعد أن أقر.
(52 / 1) لأنهما في حال الموت فيها قريب منهما فحالهما حال الموفي على الموت لا يجوز التصرف بما يزيد على
ثلث ماله
310

(2) حدثنا ابن مبارك عن هشام عن الحسن في الرجل يعطي في المزاحفة وركوب
البحر والطاعون والحامل، قال: ما أطاعوا فهو جائز، لا يكن من الثلث.
(3) حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن قال: ما صنعت الحامل في شهرها فهو من
الثلث.
(4) حدثنا هشيم عن عبد الملك عن عطاء في الرجل يكون به السل والحمى وهو
يجئ ويذهب، قال: ما صنع من شئ فهو من جميع المال إلا أن يكون أضنى عن فراشه.
(5) حدثنا عمر عن ابن جريج عن عطاء قال: الحامل وصية.
(6) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن جابر عن عامر قال: الحامل وصية.
(7) حدثنا وكيع عن حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد قال أعطت امرأتي عطاء وهي
حامل فقال القاسم بن محمد: هو من جميع المال، قال حماد: قال يحيى: ونحن نقول: هو من
جميع المال ما لم يضربها الطلق.
(8) حدثنا وكيع ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال: الحامل وصية.
(53) في الرجل يحبس، ما يجوز له من ماله
(1) حدثنا هشيم عن حميد قال: حبسني أياس بن معاوية في الظنة فأرسلني فقال:
انطلق إلى الحسن فاسأله ما حالي فيما أحدث في مالي على حالي هذه، قال: فأتيت الحسن:
فقلت له: إن أخاك أياسا يقرئك السلام ويقول: حالي فيما أحدث في يومي هذه، فقال
الحسن: حاله حال المريض، لا يجوز له إلا الثلث.
(54) في الرجل يريد السفر فيوصي،
ما يجوز له في ذلك
(1) حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن مغيرة عن سماك عن الشعبي قال: لو وضع
رجله في الغرز فما أوصى به فهو من الثلث.

(52 / 4) أضنى على فراشه: مرض شديدا ألزمه الفراش.
(52 / 7) يضربها الطلق: أي قارب وقت وضعها أي هي حينها بين الحياة والموت.
وفي الأصل فصل في وسط الكلمة يضر بها وما أثبتناه هو الأصح.
(54 / 1) الغرز: ركاب الرحل أي أن ذلك يعتبر بداية سيرة في سفره وانتقال من حال الإقامة إلى حال
السفر
311

(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن شريح قال: إذا وضع
رجله في الغرز فما تكلم به من شئ فهو من ثلثه.
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن مغيرة عن سماك عن الشعبي عن مسروق أنه قال: إذا
وضع الرجل رجله في الغرز - يقول: إذا سافر - فما أوصى به فهو من الثلث.
(55) في الأسير في أيدي العدو، ما يجوز
له من ماله
(1) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن في الأسير في أيدي العدو: إن أعطى
عطية أو نحل نحلا أو أوصى بثلثه فهو جائز.
(2) حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: لا يجوز للأسير في
ماله إلا الثلث.
(56) من قال: أمر الوصي جائز وهو بمنزلة الوالد
(1) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: بيع الوصي جائز.
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن شريح عن الشيباني عن الشعبي قال: الوصي بمنزلة
الأب.
(3) حدثنا ابن مهدي عن يحيى بن حمزة عن ابن وهب عن مكحول قال: أمر
الوصي جائز إلا في الرباع وإن باع بيعا لم يقل.
(4) حدثنا وكيع عن يزيد عن إبراهيم عن الحسن قال: تنظروا إلى اليتيم مثل ما يرى
لليتيم بعمل ليتهم به.

(54 / 2) ما تكلم به: ما أمر به أن يصرف أو يعطى أو ما أوصى به من مال فهو من ثلثه.
(55 / 1) النحل: الهبة دون مقابل أو إثابة.
(55 / 2) حاله حال السجين والمريض والحامل.
(56 / 1) لأنه إنما يعمل لخير أوصيائه القائم بأمورهم.
(56 / 2) لان الأب يختاره أصلا ليقوم بالاشراف على أولاده بعد وفاته.
(56 / 3) لم يقل: لم ينقض بيعه
312

(5) حدثنا وكيع عن شريك عن مغيرة عن الشيباني عن الشعبي، قال: الوصي بمنزلة
الوالد.
(57) في الوصي يشهد، هل يجوز أم لا؟
(1) حدثنا ابن نمير عن حجاج عن أبي إسحاق أن شريحا كان يجيز شهادة
الأوصياء.
(2) حدثنا ابن نمير عن حجاج عن حماد عن إبراهيم مثله.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن عامر قال: لا يجوز، هم خصم.
(58) في الرجل يوصي لام ولده
(1) حدثنا هشيم عن حميد عن الحسن أنه عمر أوصى لأمهات أولاده بأربعة آلاف
أربعة آلاف.
(2) حدثنا ابن علية عن سلمة بن علقمة عن الحسن ان عمران بن حصين أوصى
لأمهات أولاده.
(3) حدثنا خالد بن حبان عن جعفر بن برقان قال: قلت لميمون بن مهران: الرجل
يوصي لام ولده؟ قال: هو جائز.
(4) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن جابر قال: أوصى الشعبي لام ولده.
(5) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم في الرجل يهب لام ولده،
قال: هو جائز.
(6) حدثنا معتمر قال: قلت ليونس: رجل وهب لام ولده شيئا، ثم مات، قال:
كان الحسن يقول هو لها.
(7) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال: إذا أحرزت أم الولد شيئا في
حياته سيدها فمات سيدها فهو لها وقد عتقت، فإن انتزع الميت شيئا قبل أن يموت أوصى
بشئ، فما كانت أحرزت في حياته، تصنع فيها ما شاءت.

(57 / 1) أي شهادته بالدين في حال الموصى بهم.
(58 / 1) أم الولد: أمة يطأها سيدها وتنجب له أولادا.
(58 / 7) ما أحرزت في حياته: ما وهبه لها في حياته لها أن تحتفظ به بعد وفاته
313

(59) رجل أوصى وترك مالا ورقيقا فقال:
عبدي فلان لفلان
(1) حدثنا جرير عن عبد الكريم بن رفيع قال: توفي رجل بالري وترك مالا ورقيقا
فقال: عبدي فلان لفلان وعبدي فلان لفلان، فلم تبلغ وصيته الثلث، فلما أقبل بالرقيق
إلى الكوفة مات بعض رقيق الورثة، ولم رقيق الذي أوصى لهم، فسألت إبراهيم فقال:
يعطي أصحاب الوصية على ما أوصى به صاحبه.
(60) في الرجل يوصي إلى عبده وإلى مكاتبه
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم في رجل جعل وصيته إلى مكاتبه، فقال
المكاتب: إني قد أنفقت مكاتبتي على عيال مولاي، فقال: يصدق، ويجوز ذلك، ولا
بأس أن يوصي إلى عبده، فإن قال العبد: إني قد كاتبت نفسي، أو بعت نفسي، لم يجز
ذلك.
(61) في رجل أوصى لبني هاشم ألمواليهم
من ذلك شئ.
(1) حدثنا ابن إدريس عن عبد الملك عن عطاء قال: سئل عن رجل أوصى لبني
هاشم، أيدخل مواليهم معهم؟ قال: لا.

(60 / 1) لا يجوز أن يكاتب نفسه أو يبع نفسه لأنه يجر بذلك خيرا لنفسه كما لا يجوز للوصي وإن كان
حرا أن يشتري أرض أو أنعام أو ما شابه ذلك من مال من يقوم بالوصاية عليهم وله أن يبيع ذلك
لسواه إن كان فيه الفائدة للموصي بهم.
(61 / 1) [عبادة] أضفناها من عندنا وهي غير موجودة في الأصل. والحديث أخرجه عبد الرزاق في
المصنف 9 / 99.
وضعت رجلا: ولدت صبيا ذكرا بعد وفاته إذ توفي وهي حامل به وقسم الميراث قبل وضعها
وقبل أن يعرف حملها
314

(62) الرجل يلي المال وفيهم صغير وكبير
كيف ينفق
(1) حدثنا عباد بن العوام عن عبد الملك عن عطاء أن سعد بن عبادة قسم ماله بين
ورثته على كتاب الله، وامرأة له قد وضعت رجلا، فأرسل أبو بكر وعمر إلى قيس بن سعد
أن أخرج لهذا الغلام حقه، قال: قال أما شئ صنعه سعد فلا أرجع فيه، ولكن نصيبي له،
فقبل ذلك منه.
(63) رجل اشترى أختا له وابن لها لا يدري
من أبوه، ثم مات ابنها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بيان عن وبرة قال: اشترى رجل أختا له كانت سبية في
الجاهلية فاشتراها وابنا لها لا يدري من أبوه، فشب فأصاب مالا ثم مات فأتوا عمر
فقصوا عليه القصة فقال: خذوا ميراثه فاجعلوه في بيت المال، ما أراه ترك ولي نعمة ولا
أرى لك فريضة، فبلغ ذلك ابن مسعود فقال: مه حتى ألقاه، فلقيه فقال: يا أمير المؤمنين
عصبة وولي نعمة قال: كذا؟ قال: نعم فأعطاه المال.
(64) في رجل كانت له أخت بغي فتوفيت
وتركت ابنا فمات
(1) حدثنا يحيى بن عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: جاء رجل إلى
عمر فقال له: كانت لي أخت بغي فتوفيت وتركت غلاما فمات وترك ذودا من الإبل
فقال عمر: ما أرى بينك وبينه نسبا، ائت بها فاجعلها في إبل الصدقة، قال: فأتى ابن
مسعود فذكر ذلك له، فقام عبد الله فأتى عمر فقال: ما تقول يا أمير المؤمنين قال: ما أرى
بينه وبينه نسبا فقال: أليس هو خاله وولي نعمته، فقال: ما ترى؟ قال: أرى أنه أحق
بماله، فردها عليه عمر.

(63 / 1) ونرى هنا أن حاله حال من لا يعرف أبوه أو أنكره أبوه في الملاعنة يلحق بأمه يرث عصبتها وترثه
عصبتها فخاله يرثه لأنه هنا عصبته وهو أيضا ولي نعمته لأنه اشتراه وأمه فحررهما وأحسن إليهما.
(64 / 1) حاله حال ولد الملاعنة ترثه عصبة أمه ويرثها
315

(65) في الرجل يوصي بالشئ في الفقراء أيفضل
بعضهم على بعض
(1) حدثنا أبو أسامة عن أبي عوانة قال: سئل حماد عن رجل أوصى في الفقراء
بدراهم، قال لم ير بأسا أن يفضل بعضهم على بعض بقدر الحاجة.
(66) في الرجل يفضل بعض ولده على بعض
(1) حدثنا ابن علية عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: أحق تسوية النحل بين الولد
على كتاب الله؟ قال: نعم؟ وقد بلغنا ذلك عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: أسويت بين
ولدك "؟ قلت: في النعمان، قال: وغيره، زعموا.
(2) حدثنا عباد عن حصين عن الشعبي قال: سمعت النعمان بن بشير يقول: أعطاني
أبي عطية، فقالت أمي عمرة ابنة رواحة، فلا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول! إني أعطيت ابن عمرة عطية فأمرتني أن أشهدك،
فقال: " أعطيت كل ولدك مثل هذا؟ " قال: لا! قال: " اتقوا الله واعدلوا بين
أولادكم "، قال: فرجع فرد عطيته.
(3) حدثنا ابن علية عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن وعن محمد بن النعمان عن
أبيه أن أباه نحله غلاما وأنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهده فقال: " أكل ولدك أعطيته مثل
هذا؟ قال: لا، قال: فاردده ".
(4) حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال: أنطلق
بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليشهده على عطية أعطانيها، قال: " لك غيره، قال: نعم، قال:
أعطيتهم مثل أعطيته؟ قال: لا، قال: فلا أشهد على جور ".
(5) حدثنا ابن علية عن ابن أبي نجيح قال: كان طاوس إذا سئل عنه قال:
{أفحكم الجاهلية يبغون}.

(66 / 1) في النعمان: أي في قضية النعمان بن بشير عندما نحله والده نحلة دون إخوته فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يعدل بين أولاده فيساوى بينهم في النحل أو المنع، راجع الحديث التالي 66 / 2.
(66 / 5) سورة المائدة من الآية (50)
316

(6) حدثنا ابن علية عن معمر عن الزهري قال: قال عروة: يرد من جنف الحي ما
يرد من جنف الميت.
(7) حدثنا أبو داود عن مسمع بن ثابت عن عكرمة أنه كان يكرهه.
(8) حدثنا وكيع عن مالك بن مغول عن أبي معشر عن إبراهيم قال: كانوا
يستحبون أن يعدل الرجل بين ولده حتى في القبل.
(9) حدثنا حفص عن أشعث عن الحكم أنه كره أن يفضل الرجل بعض ولده على
بعض وكان يجيزه في القضاء.
(10) حدثنا أبو أسامة قال ثنا مجالد عن عامر عن شريح أنه قال: لا بأس أن
يفضل الرجل بعض ولده على بعض.
(11) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حيان قال: حدثني أبي قال: حضر
جار لشريح وله بنون فقسم ماله بينهم لا يألو أن يعدل، ثم دعا شريح فجاء فقال: أبا
أمية! إني قسمت مالي بين ولدي ولم آل وقد أشهدتك، فقال شريح: قسمة الله أعدل من
قسمتك، فارددهم إلى قسمة الله وفرائضه وأشهدني وإلا فلا تشهدني، لا أشهد على
جور.
(12) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أنه حضر رجلا يوصي
فأوصى بأشياء لا ينبغي، فقال: مسروق: إن الله قد قسم بينكم فأحسن، وأنه من يرغب
برأيه عن رأي الله يضل، أوص لذوي قرابتك ممن لا يرثك، ثم دع المال على من قسمه
الله عليه.
(67) الرجل يكون به الجذام فيقر بالشئ
(1) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن القاسم والشعبي في رجل كان به جذام
فقال: أخي شريكي في مالي، فقال: إن شهدت الشهود أنه أوصى به قبل أن يصيبه وجعه
شركه.

(66 / 6) الجنف: الحيف أو الاجحاف.
(66 / 11) لم آل: لم آل جهدا كي أعدل بينهم.
(67 / 1) لان الجذام لا يعرف له شفاء فحاله حال المريض المشرف على الموت
317

(68) في بعض الورثة يقر بالدين على الميت
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن منصور عن الحكم والحسن قالا: إذا أقر بعض
الورثة بدين على الميت جاز عليه في نصيبه.
(2) حدثنا هشيم عن مطرف عن الشعبي في وارث أقر بدين، قال: عليه في نصيبه
بحصته [... *...] ثم قال بعد ذلك: يخرج من نصيبه كله.
(3) حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن قال: عليه في نصيبه.
(4) حدثنا عبد السلام بن حرب عن مغيرة عن عامر في رجل مات وترك ابنين
وترك مائتي دينار فأقر أحد الابنين أن على أبيه خمسين دينارا، قال: يؤخذ من نصيب
هذا ويسلم للآخر نصيبه.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن مغيرة عن الشعبي قال: إذا أقر بعض الورثة بدين
على الميت جاز عليه في نصيبه.
(69) إذا شهد الرجل من الورثة بدين على الميت
(1) حدثنا حفص عن أشعث عن الشعبي قال: إذا شهد رجلان أو ثلاثة من الورثة
فإنما أقروا عن أنفسهم.
(2) حدثنا حفص عن أشعث عن الحكم وحماد عن إبراهيم قال: يجوز على الورثة
بحساب ما ورثوا.

(68 / 1) إذا شهد اثنان بالدين وجب سداده قبل قسمة الميراث ويكفيان بينة دون النظر إلى عدالتهم لان
الأصل حرصهم على مالهم فلا يعقل أن يشهدوا باطلا على أنفسهم إلا أن يعرف فيهم جنون أو ما
يذهب الأهلية، كالقاصر والسكير والمقامر والمتخلف عقليا وما شابه من أمور لا يعرف لصاحبها
حرص على المال أو تقدير لقيمته وأما قوله في نصيبه فهذا في حال الشاهد الواحد الذكر، أو
الشاهد الواحد الذكر معه أنثى، أي لا يكتمل نصاب الشهادة بشهادتهم. فيؤدوا نصيبهم من الدين
بمقدار حصصهم.
(68 / 2) بياض ونقص في الأصل عليه في نصيبه بحصته: أي يقسم هذا الدين على مجموع الميراث فيؤدي من
يشهد به ما يكون نصيب حصته من هذا الدين.
(68 / 4) أي الذي لا يقر بالدين لا يؤدي حصة ميراثه منه
(69 / 1) أي لا يشمل إقرارهم حصص سواهم
318

(3) حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن قال: هما شاهدان من المسلمين، تجوز
شهادتهما على الورثة كلهم.
(4) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن إبراهيم قال: إذا شهد اثنان من الورثة
جاز عليهما في أنصبائهما، وقال الحكم: يجوز عليهم جميعا.
(5) حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن منصور عن الحارث قال: إذا شهد اثنان من
الورثة لرجل بدين أعطى دينه.
(6) حدثنا عبد السلام عن يونس عن الحسن قال: إذا شهد أحد الورثة جاز عليهم
كلهم.
(70) رجل قال لغلامه: إن مت في
مرضي هذا فأنت حر.
(1) حدثنا زيد بن الحباب عن مروان عن إبراهيم عن ابن سيرين سئل عن رجل
قال: إن حدث بي حدث فعبدي حر، فاحتاج إليه أله أن يبيعه؟ قال: نعم.
(2) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر في رجل قال لعبده: إن مت في
مرضي هذا فأنت حر، قال: ليس له أن يبيعه حتى يموت.
(71) في الوصي الذي يشتري من الميراث شيئا
أو مما ولي عليه
(1) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن ومحمد أنهما كرها أن يشتري الوصي من
الميراث شيئا.
(2) حدثنا عبد الله بن عثمان بن الأسود عن مجاهد وعطاء قالا: لا يجوز لوال أن
يشتري مما عليه، قال: وقال مجاهد: لا تشتر إحدى يديك من الأخرى.

(69 / 3) وهذا الراجح إن كانا عدلين.
(70 / 1) احتاج إليه. احتاج إلى ثمنه ينفقه على نفسه.
(70 / 2) أي هو مدبر له أن ينتفع بخدمته ما دام حيا فإذا مات تحرر المدبر.
(71 / 1) لأنه يكون في موضع شبهة من يجر الخير لنفسه محاولا الاستفادة من وصايته وإن لم يكن كذلك.
(71 / 2) لأنه هو البائع والمشتري في الوقت نفسه
319

(3) حدثنا ابن عيينة عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر قال: كان عند عبد الله فأتاه
رجل على فرس أباق فقال: تأمرني أن أشتري هذا، قال: ما شأنه؟ قال: أوصى إلى رجل
وتركه فأقمته في السوق على ثمن، قال: لا تشتره ولا تستسلف من ماله، قال أبو إسحاق:
سمعته من صلة منذ ستين سنة.
(72) في الرجل يوصي لعبده بثلثه
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا سنان بن هارون البرجمي عن أشعث عن الحسن وابن
سيرين قالا في رجل أوصى لعبده بالثلث، قالا: ذلك من رقبته، فإن كان الثلث أكثر من
ثمنه عتق، ودفع إليه ما بقي، وإن كان أقل من ثمنه عتق وسعى لهم فيما بقي، وإن أوصى
لهم بدراهم فإن شاء الورثة أجازوا، وإن شاءوا لم يجيزوا.
(73) من كان يقول: الورثة أحق من غيرهم بالمال
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن أبي خالد عن حكيم بن جابر أنه قيل
له في الوصية عند الموت: لو أعتقت غلامك، فقرأ هذه الآية {وليخش الذين لو تركوا
من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم}.
(2) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا يزيد بن عبد العزيز عن إسماعيل عن حكيم بن جابر
أنه لما حضره الموت وكان له غلاما فقيل له: لو أعتقت هذا، فقال: إني لم أترك لولدي
غيره، قال: فأعادوا عليه: لو أعتقه، فقرأ هذه الآية {وليخش الذين لو تركوا من
خلفهم ذرية} إلى قوله {سديدا}.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن نسير قال: قال رجل للربيع بن خيثم: أوص لي
بمصحفك، قال: فنظر إلى ابن له صغير فقال: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض
في كتاب الله}.

(71 / 3) أقمته في السوق على ثمن: قومت ثمنه في السوق.
(72 / 1) أي يعتبر مكاتبا قد أدى من مكاتبته قيمة ما أوصي له به وبقي عليه ما زاد على ذلك من قيمته.
(73 / 1) سورة النساء من الآية (9).
(73 / 2) إلى قوله {سديدا} أي إلى آخر الآية.
(73 / 3) سورة الأنفال من الآية (75)
320

(4) حدثنا معتمر عن عاصم قال: مرضى أبو العالية فأعتق مملوكا له ذكروا له أنه
من وراء النهر، فقال: إن كان حيا فلا أعتقه، وإن كان ميتا فهو عتيق، وذكر هذه الآية
{وله ذرية ضعافا}.
(74) الرجل يوصى بثلثه لرجلين فيوجد
أحدهما ميتا
(1) حدثنا يحيى بن آدم عن الأشجعي سمع سفيان يقول في رجل أوصى بثلثه
لرجلين فيوجد أحدهما ميتا، قال: يكون للآخر - يعني الثلث كله، قال يحيى: وهو
القول.
(75) الرجل يوصي لعقب بني فلان
(1) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عبد الملك عن عطاء في رجل أوصى
لعقب بني فلان، قال: ليس المرأة من العقب.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: عقب الرجل ولده
وولده من الذكور.
(76) في رجل ترك ثلاثة بنين وقال:
ثلث مالي لا صغر بني
(1) حدثنا أبو أسامة قال ثنا وضاح عن مغيرة عن حماد في رجل توفي وترك ثلاثة
بنين وقال: ثلث مالي لأصغر بني فقال الأكبر: أنا لا أجيز، وقال: الأوسط: أنا أجيز،
فقال: أجعلها على تسعة أسهم: يرفع ثلثه، فله سهمه وسهم الذي أجازه، وقال حماد:
يرد عليهم السهم جميعا، وقال عامر: الذي رد إنما رد على نفسه.

(75 / 1) أي هو لذكورهم دون إناثهم.
(76 / 1) الأرجح في ذلك الرجوع إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا وصية لوارث "
321

(77) في امرأة أوصت بثلث مالها
لزوجها في سبيل الله
(1) حدثنا أبو أسامة عن الفزاري عن الأوزاعي قال: سئل الزهري عن امرأة
أوصت بثلث مالها لزوجها في سبيل الله، قال: لا يجوز إلا أن تقول: هو في سبيل الله إلى
زوجي، يضعه حيث يشاء.
(2) حدثنا ابن علية، قال: كنت عند داود بن أبي هند، فجاء رجلان أو أكثر من
آل أنس بن مالك بينهم - عبيد الله بن أبي بكر، وجاؤا معهم بكتاب في صحيفة ذكروا
أنها وصية أنس بن مالك، ففتحت صدرها: بسم الله الرحمن الرحيم - هذا ذكر ما كتب
أنس بن مالك في هذه الصحيفة من أمر وصيته، إني أوصي ما تركت من أهلي بتقوى
الله وشكره، واستمساك بحبله، وإيمان بوعده، وأوصيهم بصلاح ذات [بينهم] والتراحم
والبر والتقوى، ثم أوصى من توفى أن ثلث ماله صدقة إلا أن يغير وصيته قبل أن
يلحق بالله، إلا في سبيل الله إن كان أمر الأمة يومئذ جميعا، وفي الرقاب والأقربين، ومن
سميت له العتق من رقيقي يوم [مرضت] فأدركه العتق فإنه يقيمه ولي وصيتي في الثلث
غير حرج ولا منازع.
(78) ما كان الناس يورثونه
(1) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال: كان منهم من يورث الوراث ومنهم
من لا يورثه.

(77 / 1) أي هي تولي زوجها أمر إنفاقه ذلك في سبيل الله ولا تعطه له في سبيل الله لأنه وارث ولا وصية
لوارث.
(77 / 2) [بينهم] لم تكن في الأصل وأضفناها لضرورة اكتمال المعنى إذ لا يتم معني العبارة بدونها وهي
بدهية في العبارة لان عبارة إصلاح ذات البين معروقة متداولة بين الناس.
[مرضت] في الأصل بياض وقد أضفناها لأنها الأرجح فإن لم تكن هي الكلمة الأصلية فلعله
رضي الله عنه قد حدد زمنا أو يوما معينا
322

(79) الوصية لأهل الحرب
(1) حدثنا عبد الله بن موسى قال قال سفيان: لا يجوز وصية لأهل الحرب.
(80) حدثنا يوصى بعتق رقبتين، فلا توجد إلا رقبة
(1) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن سعيد بن السائب أن رجلا أوصى أن تعتق عنه
رقبتان بثمن وسماه، فلم يوجد بذلك الثمن رقبتان، فسألت عطاء فقال: اشتروا رقبة
واحدة وأعتقوا عنه.
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام بن حسان قال: كان أول وصية محمد
بن سيرين " هذا ما أوصى به محمد بن أبي عمرة أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا
عبده ورسوله، وأوصى بنيه وأهله أن اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله
إن كنتم مؤمنين، وأوصيهم بما أوصى به إبراهيم بنيه ويعقوب {يا بني إن الله اصطفى
لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} وزعم أنها كانت أول وصية أنس بن مالك.

(79 / 1) لأنهم يستعينون بها على قتال المسلمين.
(80 / 1) لأنه أوصى بالقيمة فالقيمة هي الأصل فيعتق ما يعادلها.
(80 / 2) سورة البقرة من الآية (132)
323

بسم الله الرحمن الرحيم
30 - كتاب الفرائض
(1) ما قالوا في تعليم الفرائض
(1) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص قال: قال عبد الله: من
تعلم القرآن فليتعلم الفرائض، ولا يكن كرجل لقيه أعرابي فقال له: أمهاجر أنت
يا عبد الله! فيقول: نعم، فيقول: إن بعض أهلي مات وترك كذا وكذا، فإن هو علمه
فعلم آتاه الله، وإن كان لا يحسن فيقول، فبم تفضلونا يا معشر المهاجرين!
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله
بنحوه.
(3) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال عمر: تعلموا
الفرائض فإنها من دينكم.
(4) حدثنا وكيع عن زكريا عن ابن أبي مسلم عن صالح أبي الخليل عن أبي موسى
قال: مثل الذي يقرأ القرآن ولا يحسن الفرائض كاليدين بلا رأس.
(5) حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن أبي إسحاق عن عبد الله بن قيس عن ابن
عباس قال: من قرأ سورة النساء، فعلم ما يحجب مما لا يحجب علم الفرائض.
(6) حدثنا أبو معاوية عن مسلم عن مسروق أنه قيل له: هل كانت عائشة تحسن
الفرائض؟ فقال: أي والذي نفسي بيده! لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأكابر
يسألونها عن الفرائض.
(7) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن أبيه قال: ما رأيت أحدا أعلم بفريضة ولا أعلم
بفقه ولا بشعر من عائشة.

(1 / 1) وعلم الفرائض علم يحدد أنصبة الورثة في مال المتوفى وهو باب من العلم يسهل الإحاطة به على طالب
العلم وفيه قواعد وأصول أوردتها كتب الأئمة الأعلام وذكرت فتاويهم ما أعضل منها.
(1 / 3) لان بها إحقاق حقوق الورثة في كتاب الله
324

(8) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه أن عمر خطب الناس
بالجابية فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: من أحب أن يسأل عن القرآن فليأت أبي بن
كعب، ومن أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال عبد الله:
تعلموا القرآن والفرائض، فإنه يوشك أن يفتقر الرجل إلى علم كان يعلمه، أو يبقي في
قوم لا يعلمون.
(10) حدثنا وكيع قال حدثنا محمد بن عبيد الله العقيلي عن أبي سلمة الحمصي عن
سليمان بن موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أبطل ميراثا فرضه الله في كتابه أبطل
الله ميراثه من الجنة ".
(11) حدثنا زيد بن حباب قال أخبرنا أبو سنان قال حدثني أبو إسحاق عن
عمرو بن ميمون قال: كانوا إذا اختلفوا في فريضة أتوا عائشة فأخبرتهم بها.
(12) حدثنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم قال: قلت لعلقمة: علمني
الفرائض، قال: ائت جيرانك.
(13) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن مورق قال: قال عمر: تعلموا اللحن
والفرائض والسنة كما تعلمون القرآن.
(2) في الفقه في الدين
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن سعيد الجهني عن معاوية قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول: " من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ".
(2) حدثنا يعلى عن عثمان بن حكيم عن محمد بن كعب القرظي قال: سمعت معاوية
ابن أبي سفيان يخطب، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذه الأعواد، " اللهم لا
مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ".

(1 / 8) الجابية: منطقة كانت قريبة من أحد أبواب دمشق المعروف بهذا الاسم وهي اليوم أحد أحيائها.
(1 / 10) وفيه وجوب تعلم الفرائض لكي لا يقع المرء في الخطأ إذا سئل هنا فأفتى برأيه.
(1 / 12) أي جيرانه من التابعين.
(1 / 13) تعلموا اللحن: تعلموا اللغة كي لا تقعوا في اللحن.
(2 / 1) رواه الإمام أحمد في مسنده 4 / 92 عن عبد الله بن محيريز عن معاوية.
(2 / 2) الأعواد: أي على المنبر وللمنبر عمودان في أدناه ومثلهما في أعلاه
325

(3) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن تميم بن سلمة عن أبي عبيدة قال: قال
عبد الله: من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
(4) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي سفيان عن عبيد بن عمير قال: إذا أراد الله
بعبد خيرا فقهه في الدين وألهمه رشده.
(5) حدثنا وكيع عن موسى بن عبيدة عن محمد بن كعب قال: إذا أراد الله بعبد
خيرا فقهه في الدين وزهده في الدنيا وبصره عيبه، فمن أوتى [هذا] فقد أوتي خير
الدنيا والآخرة.
(3) في امرأة وأبوين من كم هي؟
(1) حدثنا عبد السلام بن حرب عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب أن عثمان
سئل عنها فقال: للمرأة الربع وللأم ثلث ما بقي وسائر ذلك للأب.
(2) حدثنا وكيع عن هشام الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن زيد بن
ثابت سئل عن امرأة وأبوين، فأعطى المرأة الربع والأم ثلث ما بقي وما بقي للأب.
(3) حدثنا علي بن هامش عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن علي في امرأة وأبوين قال:
الربع، وثلث ما بقي.
(4) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: أتى عبد الله في امرأة وأبوين
فقال: إن عمر كان إذا سلك طريقا فسلكناه وجدناه سهلا، وأنه أتى في امرأة وأبوين
فجعلها من أربعة، فأعطى المرأة الربع، والأم ثلث ما بقي، وأعطى الأب سائر ذلك.
(5) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله عن عمر بمثله.

(2 / 4) ألهمه رشده: ألهمه الهدى.
(2 / 5) [هذا] أضفناها لضرورة المعنى.
(3 / 1) إذا لم يكن للمتوفى ولد يرثه.
(3 / 2) هي نفس الحالة السابقة.
(3 / 3) ثلث ما بقي للأم والباقي للأب.
(3 / 4) المسألة من أربعة فيكون للمرأة الربع سهم واحد والباقي ثلاث سهام للأم الثلث أي سهم واحد
والباقي للأب أي سهمين
326

(6) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن علي في امرأة وأبوين: للمرأة
الربع، وللأم ثلث ما بقي، وما بقي فللأب.
(7) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله عن عمر
بمثله إلا أنه قال: أتى في امرأة وأبوين.
(8) حدثنا ابن عيينة عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله أنه قال: كان
عمر إذا سلك طريقا فسلكناه ووجدناه سهلا، فسئل عن زوجة وأبوين، فقال: للزوجة
الربع، وللأم ثلث ما بقي وما بقي فللأب.
(9) حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن فضيل عن إبراهيم قال: خالف ابن عباس أهل
الصلاة في امرأة وأبوين وزوج وأبوين قال: للأم الثلث من جميع المال.
(10) حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن ابن سيرين قال: ما يمنعهم أن يجعلوها من اثني
عشر سهما، فيعطون المرأة ثلاثة أسهم وللأم أربعة أسهم وللأب خمسة أسهم.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبيه عن المسيب بن رافع قال: قال عبد الله: ما
كان الله ليراني أفضل أما على أب.
(12) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: قال
عبد الله إن عمر كان إذا سلك طريقا فسلكناه وجدناه سهلا، وأنه أتى في امرأة
وأبوين، للمرأة الربع، وللأم ثلث ما بقي وما بقي للأب.
(13) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن شيخ عن ابن الحنفية في امرأة وأبوين: للمرأة
الربع، وللأم ثلث ما بقي، قال أبو بكر: فهذه من أربعة أسهم: للمرأة سهم وهو الربع،
وللأم ثلث ما بقي وهو سهم، وللأب سهمان
(4) في زوج وأبوين، من كم هي؟
(1) حدثنا ابن نمير قال ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن عكرمة قال:
بعثني ابن عباس إلى زيد بن ثابت أسأله عن زوج وأبوين، فقال زيد: للزوج النصف،

(3 / 8) فسلكناه، الفاء نراها زائدة لا ضرورة ولعلها من النساخ.
(3 / 9) أي يبدأ بها فيكون لها الثلث ويفضل الثلثان ربعهما لزوجة 3 / 2 + 1 / 4 = 3 / 2 * 4 / 1 = 12 / 2 = 6 / 1 أي
لها سدس جميع المال والباقي للأب 6 / 1 + 3 / 1 = 6 / 1 + 2 = 6 / 3 = 2 / 1 أي يبقي له النصف
327

وللأم ثلث ما بقي وهو السدس، فأرسل إليه ابن عباس: في كتاب الله تجد هذا؟ قال:
أكره أن أفضل أما على باب، وكان ابن عباس يعطي الأم الثلث من جميع المال.
(2) حدثنا حسين بن علي عن زائدة سليمان - قال: كان إبراهيم يفرضها كما فرضها
زيد.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن شيخ عن ابن الحنفية في زوج وأبوين:
للزوج النصف، وللأم ثلث ما بقي، وما بقي فللأب.
(4) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا مندل عن الأعمش عن إبراهيم عن علي وزيد بن
ثابت في امرأة وأبوين وزوج وأبوين قال: قال: للأم ثلث ما بقي.
(5) حدثنا عبدة عن الأعمش أن ابن عباس أرسل إلى زيد يسأله عن زوج وأبوين
فقال زيد: للزوج النصف، وللأم ثلث ما بقي، فقال ابن عباس تجد لها في كتاب الله
ثلث ما بقي؟ فقال زيد: هذا رأيي - والله أعلم، قال أبو بكر: هذه ستة أسهم: للزوج
ثلاثة، وللأم سهم، وللأب سهمان.
(5) في رجل مات وترك ابنته وأخته
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن يزيد قال:
قضى معاذ باليمن في ابنة وأخت لأب وأم: لأخت النصف: وللابنة النصف.
(2) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن معاذ مثل ذلك.
(3) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن وبرة بن عبد الرحمن عن الأسود بن
يزيد قال: كان ابن الزبير لا يعطي الأخت مع الابنة شيئا حتى حدثته أن معاذا قضي
باليمن في ابنة وأخت لأب وأم: للابنة النصف وللأخت النصف، فقال: أنت رسولي إلى
ابن عتبة فمره بذلك.
(4) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: حدثت ابن الزبير بقول
معاذ فقال: أنت رسولي إلى ابن عقبة فمره بذلك.

(4 / 4) أي هو يجعل حصة الأم ثابتة في الحالين.
(4 / 5) للأم سهم: أي ثلث ما بقي بعد حصة الزوج لان للزوج النصف فيعطي صاحب الحصة الأكبر حقه
أولا
328

(5) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني يحيى بن أيوب المصري قال ثنا يزيد بن أبي
حبيب عن أبي سلمة أن عمر جعل المال بين الابنة والأخت نصفين.
(6) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا سفيان عن أبي حصين عن عبد الله بن عتبة
في ابنة وأخت قال: النصف والنصف.
(7) حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن سيرين عن الأسود قال: كان ابن الزبير قد
هم أن يمنع الأخوات مع البنات الميراث فحدثته أن معاذا قضى به فينا، ورث ابنة وأختا.
(8) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: كان علي وابن مسعود
ومعاذ يقولون في ابنة وأخت: النصف والنصف وهو قول أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلا ابن
الزبير وابن عباس.
(9) حدثنا علي بن مسهر عن المسيب بن رافع قال: كنت جالسا عند عبد الله بن
عتبة وقد أمرني أن أصلح بين الابنة والأخت في الا ميراث، وقد كان ابن الزبير أمره أن لا
يورث الأخت مع الابنة شيئا، فإني لا صلح بينهما عنده إذا جاء الأسود بن يزيد فقال:
إني شهدت معاذا باليمن قسم المال بين الابنة والأخت، وإني أتيت ابن الزبير فأعلمته
ذلك، فأمرني أن آتيك فأعلمك ذلك لتقضي به وتكتب به إليه، فقال: يا أسود! إنك
عندنا لمصدق فأته فأعلمه ذلك فليقض به، قال أبو بكر: وهذه من سهمين: للابنة سهم
وللأخت سهم.
(6) في ابنة وأخت ابنة ابن
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هذيل بن شر حبيل قال: جاء رجل
إلى أبي موسى وسلمان بن ربيعة فسألهما عن ابنة وابنة ابن وأخت لأب وأم، فقالا: للابنة
النصف، وما بقي للأخت، وائت ابن مسعود فسله، فإنه سيتابعنا، قال: فأتى الرجل ابن
مسعود فسأله وأخبره بما قالا، فقال: لقد ضللت إذا وما أنا من المهتدين، ولكن سأقضي
بما قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم: للابنة النصف ولابنة الابن السدس تكملة الثلثين، وما بقي
فللأخت.

(6 / 1) أخت لابن وأم أي أخت شقيقة.
تكملة الثلثين مصداق ذلك في قوله تعالى: {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} سورة
النساء من الآية (11)
329

(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن أبي قيس عن هذيل عن عبد الله قال:
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في ابنة وابنة ابن وأخت، أعطى الابنة النصف، وابنة الابن السدس
تكملة الثلثين، والأخت ما بقي، قال أبو بكر: وهذه من ستة أسهم للابنة ثلاثة أسهم،
ولابنة الابن سهم وللأخت سهمان.
(7) رجل مات وترك أختيه لأبيه وأمه وإخوة
وأخوات لأب أو ترك ابنته وبنات ابنة وابن ابنة
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن معبد بن خالد عن مسروق عن ابن مسعود أنه
كان يجعل للأخوات والبنات الثلثين، ويجعل ما بقي للذكور دون الإناث، وأن عائشة
شركت بينهم، فجعلت ما بقي بعد الثلثين للذكر مثل حظ الأنثيين.
(2) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن حكيم بن جابر عن زيد بن ثابت أنه قال فيها:
هذا من قضاء أهل الجاهلية: يرث الرجال دون النساء
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق، قال: كان يأخذ بقول
عبد الله في أخوات لأم وأب وإخوة وأخوات لأب، يجعل ما بقي على الثلثين للذكور دون الإناث، فخرج خرجة إلى المدينة، قال: فجاء وهو يرى أن يشرك بينهم، قال:
فقال له علقمة: ما ردك عن قول عبد الله؟ ألقيت أحدا هو أثبت في نفسك منه؟ قال:
فقال: لا، ولكن لقيت زيد بن ثابت فوجدته من الراسخين في العلم.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق قال: قدم فقال
له علقمة: ما كان ابن مسعود يثبت؟ فقال: له مسروق: كلا، ولكن رأيت زيد بن ثابت
وأهل المدينة يشركون.
(5) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم قال: لأختيه لأبيه وأمه
الثلثان، ولإخوته لأبيه وأخواته ما بقي للذكر مثل حظ الأنثيين في قول علي وزيد، وفي
قول عبد الله: لأخيه لابنة وأمه الثلثان، وما بقي فللذكور من إخوته دون إناثهم - قال
أبو بكر: وهذه في القولين جميعا من ثلاثة أسهم: للأخوات والبنات الثلثان، ويبقى الثلث
فهو بين الاخوة والأخوات أو بين بنات ابنة وبين ابنة للذكر مثل حظ الأنثيين.

(7 / 4) يشركون أي بين الذكور والإناث في باقي الميراث المذكور في 7 / 3
330

(8) في رجل ترك ابنتيه وابنة ابنه
وابن ابن أسفل منها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في رجل ترك ابنتيه وابنة
ابن وابن ابن أسفل منها فلا بنتيه الثلثان، وما فضل لابن ابنه، يرد على من فوقه ومن
معه من البنات في قول علي وزيد للذكر مثل حظ الأنثيين، ولا يرد على من أسفل منه،
وفي قول عبد الله لابنتيه الثلثان ولابن ابنه ما بقي، لا يرد على أخته شيئا ولا على من
فوقه من أجل أنه استكمل الثلثين قال أبو بكر: فهذا من تسعة في قول علي وزيد فيصير
للابنتين الثلثان: وتبقى ثلاثة أسهم: فلابن الابن سهمان، ولأخته سهم، وفي قول عبد الله
من ثلاثة أسهم: للبنتين الثلثان سهمان ولابن الابن ما بقي وهو سهم.
(9) في ابنة وابنة ابن وبني ابن وبني أخت
لأب وأم وأخ وأخوات لأب
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الأعمش قال: كان عبد الله يقول في ابنة وابنة
ابن وبني ابن وبني أخت لأب وأم وأخت وإخوة لأب، ابن مسعود كان يعطي هذه
النصف، ثم ينظر، فإن كان إذا قاسمت الذكور أصابها أكثر من السدس، لم يزدها على
السدس، وإن أصابها أقل من السدس قاسم بما لم يلزمها الضرر، وكان غيره من أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم يقول: لهذه النصف، وما بقي فللذكر مثل حظ الأنثيين - قال أبو بكر: هذه
أصلها من ستة أسهم.
(10) في بني عم أحدهم أخ لام
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال كان علي وزيد يقولان في بني عم
أحدهم أخ لام يعطيانه السدس، وما بقي بينه وبين بني عمه، وكان عبد الله يعطيه المال
كله.

(9 / 1) رواه البيهقي في سننه الكبرى 6 / 230 عن إبراهيم والشعبي.
(9 / 2) رواه عبد الرزاق في مصنفه 10 / 258 عن سفيان الثوري
331

(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: أتى في بني
عم أحدهم أخ لام، وكان ابن عباس أعطاه المال كله، فقال علي: يرحم الله أبا عبد
الرحمن! إنه كان لفقيها، لو كنت لا عطيه السدس، وكان شريكهم.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن ابن سيرين عن شريح أنه كان
يقضي في بني عم أحدهم أخ لام بقضاء عبد الله.
(4) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة تركت بني عمها،
أحدهم أخوها لامها قال: فقضى فيها عمر وعلي وزيد أن لأخيها من أمها السدس وهو
شريكهم بعد في المال، وقضى فيها عبد الله أن المال له دون بني عمه - قال أبو بكر: فهي
في قول عمر وعلي وزيد من ستة أسهم، وهي في قول عبد الله وشريح من سهم واحد وهو
جميع المال.
(11) في بني عم أحدهم الزوج
(1) حدثنا وكيع عن شعبة عن أوس عن حكيم بن عقال قال: أتى علي في ابني عم
أحدهما زوج والآخر أخ لام فقال لشريح: قل فيها، فقال شريح: للزوج النصف، وما
بقي فللأخ، فقال له علي: رأى، قال: كذلك رأيت، فأعطى على الزوج النصف، والأخ
السدس، وجعل ما بقي بينهما.
(2) حدثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم في
امرأة تركت ثلاثة بني عم أحدهم زوجها والآخر أخوها لامها، فقال علي وزيد: للزوج
النصف وللأخ من الأم السدس، وما بقي فهو بينهم سواء، وقال ابن مسعود: للزوج
النصف، وما بقي فللأخ من الأم قال أبو بكر: وهذه في قول علي وزيد من ستة أسهم
للزوج النصف ثلثه، وللأخ للأم السدس، ويبقى سهمان، فهما بينهما، وفي قول ابن مسعود
من سهمين: للزوج النصف، وما بقي فللأخ للأم.

(10 / 2) رواه الدارمي في سننه ص 287 عن زهير عن أبي إسحاق.
(10 / 4) رواه الهندي في الكنز.
(11 / 1) رواه البيهقي في السنن الكبرى 6 / 239 عن شعبة.
(11 / 2) رواه البيهقي في السنن الكبرى 6 / 240
332

(12) في أخوين لام أحدهما ابن عم
(1) حدثنا يحيى بن زكريا عن إسرائيل عن منصور عن إبراهيم في امرأة تركت
أخويها لامها أحدهما ابن عمها، فقال علي زيد: الثلث بينهما، وما بقي فلابن عمها، وقال
ابن مسعود: المال بينهما - قال أبو بكر: فهذه في قول علي وزيد من ثلاثة أسهم، وفي قول
ابن مسعود من سهمين.
(13) في ابنة وابني عم أحدهما أخ لام
(1) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن عبد الملك قال: سألت سعيد بن جبير عن ابنة
وابني عم أحدهما أخ لام، فقال: للابنة النصف، وما بقي فلابن العم الذي ليس بأخ لام مع
ولد، قال: فسألت عطاء فقال: أخطأ سعيد، للابنة النصف، ولابن العم الذي ليس بأخ
لام النصف قال أبو بكر: فهذه في قول سعيد بن جبير من سهمين: للابنة النصف ولابن
العم الذي ليس بأخ لام النصف، وفي قول عطاء من أربعة: سهمان للابنة، وسهمان بينهما.
(14) في امرأة تركت أعمامها أحدهم
أخوها لامها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة تركت أعمامها
أحدهم أخوها لامها، فقضى فيها علي وزيد أن لأخيها لامها السدس، ثم هو شريكهم
بعد في المال، وقضى فيها ابن مسعود أن المال كله له، وهذا بسبب يكون في الشرك ثم
يسلم أهله بعد - قال أبو بكر: فهذه في قول علي وزيد من ستة أسهم، وفي قول عبد الله:
من سهم واحد لأنه المال كله.
(15) في امرأة تركت إخوتها لامها رجالا
ونساء وهم بنو عمها في العصبة
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة تركت إخوتها
لامها رجالا ونساء وهو بنو عمها في العصبة قال: يقتسمون الثلث بينهم، الرجال و -
النساء فيه سواء، والثلثان الباقيان لذكورهم خالصا دون النساء في قضاء أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم كلهم قال أبو بكر وهذه في قولهم جميعا من ثلاثة أسهم.
333

(16) في ابنتين وبني ابن رجال ونساء
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في رجل ترك ابنتيه وبني ابنه
رجالا ونساء فلابنتيه الثلثان وما بقي فللذكور دون الإناث، وكان عبد الله لا يزيد
الأخوات والبنات على الثلثين وكان علي وزيد يشركون فيما بينهم، فما بقي للذكر مثل
حظ الأنثيين - قال أبو بكر: فهذه من ثلاثة أسهم في قولهم جميعا.
(17) في زوج وأم وإخوة وأخوات لأب وابن
وإخوة لأم، من شرك بينهم
(1) حدثنا ابن مبارك عن معمر عن سماك بن الفضل قال: سمعت وهبا يحدث عن
الحكم بن مسعود قال: شهدت عمر أشرك الاخوة من الأب والأم مع الاخوة من الأم
في الثلث فقال له رجل: قد قضيت في هذا عام الأول يغير هذا، قال: وكيف قضيت؟
قال: جعلته للاخوة للأم ولم تجعل للاخوة من الأب والأم شيئا، قال: ذلك على ما
قضينا، وهذا على ما نقضي.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم أن عمر وزيدا وابن مسعود
كانوا يشركون في زوج وأم وإخوة لأم وأب وأخوات لأم يشركون بين الاخوة من
الأب والأم مع الاخوة للأم في سهم، وكانوا يقولون: لم يزدهم الأب الأقرباء ويجعلون
ذكورهم وإناثهم فيه سواء.
(3) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة تركت زوجها وأمها
وإخوتها لأبيها وأمها وإخوتها لأبيها فلزوجها النصف ثلاثة أسهم، ولأمها السدس سهم،
ولاخوتها لامها الثلث سهمان، ولم يجعل لاخوتها لأبيها وأمها من الميراث شيئا في قضاء
علي، وشرك بينهم عمر وعبد الله وزيد بن ثابت بين الاخوة من الأب والأم مع بني الأم
في الثلث الذي ورثوا غير أنهم شركوا ذكورهم وإناثهم فيه سواء.

(16 / 1) رواه البيهقي في سننه الكبرى 6 / 230 عن إبراهيم والشعبي.
(17 / 1) رواه البيهقي في سننه الكبرى 6 / 255 عن محمد بن الفضيل من ابن المبارك وعبد الرزاق عن معمر
عن سماك بن الفضل 10 / 249.
(17 / 2) رواه الدارمي ص 387 عن محمد بن يوسف عن سفيان.
(17 / 3) رواه عبد الرزاق في مصنفه 10 / 251 عن سفيان الثوري
334

(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن سليمان التيمي عن أبي مجلز أن عثمان شرك بينهم.
(5) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن ابن المنتشر عن شريح ومسروق أنهما شركا
الاخوة من الأب والأم مع الاخوة من الأم.
(6) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب بمثله،
قال: ما زادهم الأب إلا قربا.
(7) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن ابن طاوس عن أبيه أنه قال: لامها
السدس، ولزوجها الشطر، والثلث بين الاخوة من الأم والاخوة من الأب والأم.
(8) حدثنا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال: ماتت
ابنة للحسن بن الحسن وتركت زوجها وأمها وإخوتها لأمها وإخوتها لأبيها وأمها،
فارتفعوا إلى عمر بن عبد العزيز، فأعطى الزوج النصف، والأم السدس وأشرك بين
الاخوة من الأم والاخوة من الأب والأم، وقال للزوج: أمسك عن أترابك، أيلحق بهم
سهم آخر حتى تنتظر حبلى هي أم لا.
(9) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان عبد الله وعمر يشركان،
قال: وكان علي لا يشرك - قال أبو بكر: وهذه من ستة أسهم للزوج النصف ثلاثة
أسهم، وللأم السدس، وللاخوة من الأم الثلث، وهم سهمان.
(18) من كان لا يشرك بين الاخوة والأخوات
لأب وأم مع الاخوة للأم في ثلثهم ويقول: هو لهم
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي أنه
كان لا يشرك.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي أنه كان لا
يشرك.

(17 / 4) رواه البيهقي في سننه الكبرى 6 / 255 عن يزيد بن هارون عن سليمان التيمي.
(17 / 7) الشطر: النصف.
(17 / 8) ارتفعوا إلى: رفعوا القضية إليه ليكون الحكم فيه له.
(18 / 1) لا يشرك: لا يشرك الاخوة لام في الميراث مع الاخوة الأشقاء
335

(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان علي لا يشرك.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هذيل عن عبد الله أنه كان لا
يشرك، ويقول: تكاملت السهام.
(5) حدثنا معشر عن أبيه عن أبي مجلز عن علي أنه كان لا يشرك بينهم.
(6) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن زيد بن ثابت أنه كان لا يشرك.
(7) حدثنا عبد الله بن داود عن علي بن صالح عن جابر عن عامر أن عليا وأبا
موسى وزيدا كانوا لا يشركون، قال وكيع: وليس أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا
اختلفوا منه في الشركة إلا علي فإنه كان لا يشرك.
(19) في الخالة والعمة، من كان يورثهما
(1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عمر أنه قسم المال بين عمة
وخالة.
(2) حدثنا ابن إدريس عن داود عن الشعبي عن زياد قال: إني لأعلم بما صنع عمر،
جعل العمة بمنزلة الأب، والخالة بمنزلة الأم.
. (3) حدثنا وكيع عن يزد بن إبراهيم عن الحسن عن عمر قال: للعمة الثلثان،
وللخالة الثلث.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن سليمان العبسي عن رجل عن علي أنه كان يقول في
العمة والخالة بقول عمر: للعمة الثلثان وللخالة الثلث.
(5) حدثنا وكيع عن يونس عن الشعبي عن مسروق أنه كان ينزل العمة بمنزلة الأب
والخالة بمنزلة الأم.
(6) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد الله يورثان

(19 / 1) لان الخالة بمنزلة الأم والعمة أخت الأب فهي بمنزلة، وذلك عند عدم وجود سواهم أقرب.
عصبة.
(19 / 2) الخالة بمنزلة الأم لأنها أختها والعمة بمنزلة الأب لأنها أخته.
(19 / 3) للعمة الثلثان: حصة الأب.
للخالة الثلث: حصة الأم أي أن حصصهما هي حصص من حلتا مكانهما الأب والأم
336

الخالة والعمة إذا لم يكن غيرهما، قال إبراهيم: كانوا يجعلون العمة بمنزلة الأب والخالة
بمنزلة الأم.
(7) حدثنا وكيع عن عمر بن بشر الهمداني عن الشعبي عن ابن مسعود أنه كان
بقول في الخالة والعمة: للعمة الثلثان وللخالة الثلث.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور ومغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يورثون
بقدر أرحامهم.
(9) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يونس عن الحسن أن عمر ورث الخالة والعمة،
فورث العمة الثلثين والخالة الثلث.
(10) حدثنا سويد بن عمرو قال ثنا أبو عوانة عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال ابن
مسعود: للعمة الثلثان وللخالة الثلث.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم قال: دعي رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى جنازة رجل من الأنصار، فجاء على حمار فقال: ما ترك؟ قالوا: ترك عمة
وخالة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رجل مات وترك عمة وخالة، ثم سار ثم قال: رجل مات
وترك عمة وخالة، ثم قال: لم أجد لهما شيئا ".
(12) حدثنا ابن إدريس عن مالك بن أنس عن محمد بن أبي بكر قال: قال عمر:
عجبا للعمة تورث ولا ترث.
(13) حدثنا عبدة عن محمد بن عمرو عن شريك بن عبد الله بن نمر قال: سئل النبي
صلى الله عليه وسلم عن ميراث العمة والخالة وهو راكب فسكت ثم سار هنيهة ثم قال: " حدثني جبريل
أنه لا ميراث لهما " (14) حدثنا محمد بن أبي عدي عن أشعث عن الحسن أنه كان يرى الميراث للموالي
دون العمة والخالة.

(19 / 12) كورث أي ابن أخيها إن لم يكن لها أبناء ولا ترثه هي.
(19 / 14) موالي الرجل: عتقاءه من السرق أعتقهم بنفسه أو ورث ولاءهم
337

(20) رجل مات ولم يترك إلا خالا
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي
ربيعة الزرفي عن حكيم بن حكيم بن عبادة بن حنيف الأنصاري عن أبي أمامة بن سهد بن
حنيف أن رجلا رمى رجلا بسهم فقتله وليس له وارث إلا خال، فكتب في ذلك أبو
عبيدة ابن الجراح إلى عمر فكتب إليه عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الله ورسوله
مولى من لا مولى له، والخال وارث من لا وارث له ".
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: ورث عمر الخال المال كله،
قال: كان خالا ومولى.
(3) حدثنا وكيع عن الحكم بن عطية عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر ورث
خالا ومولى من مولاه.
(4) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة قال ثنا بديل بن ميسرة العقيلي عن بن أبي طلحة عن
راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني عن المقدام رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخال وارث من لا وارث له ".
(21) رجل مات وترك خالة وابنة أخيه
أو ابنة أخيه
(1) حدثنا وكيع قال ثنا زكريا عن عامر قال: سئل مسروق عن رجل مات وليس
له وارث إلا خاله وابنة أخيه، قال: للخال نصيب أخيه ولابنة الأخ نصيب أبيها.
(2) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه
واسع بن حبان قال: هلك بن دحداحة وكان ذا رأي فيهم، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عاصم
ابن عدي فقال: " هل كان له فيكم نسب "، قال: لا، قال: فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم
ميراثه ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر.
(3) حدثنا يحيى بن آدم عن وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لاولى رجل ذكر.

(21 / 3) ما بقي: أي ما زاد عن الفرائض. لاولى رجل ذكر أي من عصبته
338

(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن رجل من أهل المدينة عن محمد بن يحيى بن حبان
عن عمه واسع بن حبان قال: كان ثابت بن الدحداح رجلا أتيا يعني طارئا، وكان في بني
أنيف أو في بني العجلان فمات ولم يدع وارثا إلا ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر، فأعطاه
النبي صلى الله عليه وسلم ميراثه.
(22) في ابنة ومولاه
(1) حدثنا ابن إدريس عن الشيباني عن عبيد بن أبي الجعد عن عبد الله بن شداد
قال: تدري ما ابنة حمزة مني؟ هي أختي لأمي، أعتقد رجلا فمات فقسم ميراثه بين
أبنته وابنتها، قال: على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم
عن عبد الله بن شداد عن ابنة حمزة، قال محمد، وهي أخت ابن شداد لامه، قالت: مات
مولى لي وترك ابنة، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ماله بيني وبين ابنته، فجعل لي النصف ولها
النصف.
(3) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الله بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى ابنة
حمزة النصف وابنته النصف.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن بن صالح عن عبد العزيز بن رفيع عن
أبي بردة أن رجلا مات وترك ابنته ومواليه الذين أعتقوه فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته النصف
ومواليه النصف.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الحكم عن شموس الكندي قالت قاضيت
إلى علي في أبي مات ولم يترك غيري ومولاه، فأعطاني النصف ومولاه النصف.
(6) حدثنا ابن إدريس عن الشيباني عن الحكم عن شموس عن علي بمثله.
(7) حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن أبي الكنود عن علي أنه
قضى في ابنة ومولى، أعطى البنت النصف، والموالي النصف.
(8) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي أن مولى لابنة حمزة مات وترك ابنته وابنة
حمزة، فأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنة حمزة النصف وابنته النصف.

(22 / 5) ومولى القوم منهم كما جاء في الصحاح آي يرث منهم ويرثون منه
339

(9) حدثنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي عن زائدة عن أبي حصين قال:
خاصمت إلى شريح في مولى لنا مات وترك ابنتيه ومواليه، فأعطى شريح ابنتيه الثلثين،
وأعطى مولاه الثلث، وأعطى مولاه الثلث.
(10) حدثنا عبدة عن الأعمش عن إبراهيم قال: ذكر عنده حديث ابنة حمزة أن
النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها النصف، فقال: إنما أطعمها إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم طعمة.
(11) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور بن حيان عن عبد الله بن شداد أن مولى
لابنة حمزة مات وترك ابنته وابنة حمزة، فأعطى النبي صلى الله عليه وسلم ابنته النصف، وابنة حمزة
النصف - قال أبو بكر: وهذه من سهمين: للبنت النصف وللمولى النصف.
(23) في المملوك وأهل الكتاب من قال: لا يحجبون ولا يورثون
(1) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الشعبي وعن الأعمش عن إبراهيم أن عليا
كان يقول في المملوكين وأهل الكتاب: لا يحجبون ولا يرثون.
(2) حدثنا وكيع عن حماد بن زيد عن ابن سيرين قال، قال عمر: لا يحجب من لا
يرث.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي قال:
المملوكون لا يرثون ولا يحجبون.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق أن رجلا سأل عليا
عن امرأة ماتت أختها وأمها مملوكة، فقال علي: هل يحيط السدس برقبتها؟ فقال: لا،
فقال: دعنا منها سائر اليوم.
(5) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني عن شريح أنه
أعطى ميراث رجل أخوه مملوك ابن أخيه الأحرار.
(6) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: يرثه بنو أخيه الأحرار.

(23 / 1) لا يتوارث أهل ملتين فلا يرث أهل الكتاب مسلما ولا يرث منهم.
والمملوك ميراث وليس وارثا.
(23 / 5) ابن أخيه: أبناء أخيه. وابن كولد تستعمل للدلالة على المفرد كما تستعمل على الجمع غير المحدد
340

(7) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه في رجل مات وترك أمه مملوكة وجدته
حرة، قال: المال للجدة.
(8) حدثنا حسين بن علي عن معمر عن زائدة عن إبراهيم عن علي وزيد في
المملوكين والمشركين قالا: لا يحجبون ولا يرثون.
(24) من كان يحجب بهم ولا يورثهم
(1) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم وعن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن ابن
مسعود أنه كان يحجب بالمملوكين وأهل الكتاب ولا يورثهم.
(2) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال عبد الله: إذا مات الرجل
وترك أباه أو أخاه أو ابنه مملوكان ولم يترك وارثا فإنه يشتري فيعتق ثم يورث.
(3) حدثنا يحيي بن سعيد عن أشعث عن محمد عن ابن مسعود في رجل مات وترك
أباه مملوكا، قال: يشتري من ماله فيعتق ثم يورث، قال: وكان الحسن يقوله.
(4) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله بمثله.
(25) من كان يورث ذوي الأرحام دون الموالي
(1) حدثنا جرير عن منصور عن فضيل عن إبراهيم قال: كان عمر وعبد الله
يعطيان الميراث ذوي الأرحام، قال فضيل: فقلت لإبراهيم: فعلي؟ قال: كان أشدهم في
ذلك أن يعطي ذوي الأرحام.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم وعمر وعلي وعبد الله بمثله.
(3) حدثنا حماد بن خالد عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية - قال أبو بكر:
أظنه عن جبير بن نفير قال: كنت جالسا عند أبي الدرداء، وكان قاضيا، فأتاه رجل
فقال: إن ابن أمي مات ولم يدع وارثا، فكيف ترى في ماله: قال: انطلق فاقبضه.

(25 / 1) وفي ذلك قوله تعالى: {وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} صدق الله العظيم سورة
الأنفال من الآية (75).
(25 / 3) ابن أمي: أخي من أمي.
اقبضه: اقبض ميراثه إذ لا وارث له سواه.
(25 / 3) وهذا قول الشيعة أما عندنا فترث العصبة معهم ما بقي من الميراث
341

(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن حيان الجعفي عن سويد بن غلة أن عليا أتي في ابنة
وامرأة وموالي، فأعطى الابنة النصف، والمرأة الثمن، ورد الثمن، ورد ما بقي على الابنة ولم يعط
الموالي شيئا.
(5) حدثنا وكيع قال حدثنا شعبة عن مغيرة عن إبراهيم أنه أنكر حديث ابنة حمزة
وقال: إنما أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم طعمة.
(6) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: أوصى مولى لعلقمة
لأهل علقمة بالثلث وأعطى ابن أخته لامه الثلثين.
(7) حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن سالم قال: أتى علي في رجل ترك جدته
ومواليه، فأعطى الجدة المال دون الموالي.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كنت أمشي معه
فأدركته امرأة عند الصياقلة قالت: إن مولاتك قد ماتت فخل ميراثها، قال: هو لك،
فقالت: بارك الله لك فيه، أما إنه لو كان لي لم أدعه لك، وإنه لمحتاج يومئذ إلى دون
نصيبه من ميراثها من خمسة دراهم، فقلت له: ما هذه منها: قال: ابنة أختها لامها.
(26) في الرد واختلافهم فيه
(1) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: أتي ابن مسعود في أم
وإخوة لأم فأعطى الاخوة للأم الثلث، وأعطى الأم سائر المال وقال: الأم عصبة من لا
عصبة له.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن مسروق قال: أتي
عبد الله في أم وأخوة لام، فأعطى الأم السدس والاخوة الثلث، ورد ما بقي على الأم
وقال: الأم عصبة من لا عصبة له، و كان ابن مسعود لا يرد على أخت لأب مع أخت
لأب وأم، ولا على ابنة ابن مع ابنة صلب.
(3) حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم أن عليا كان يرد على كل ذي
سهم إلا الزوج والمرأة.

(26 / 1) أتي: جاءوا إليه ليقسم بينهم.
(26 / 3) يرد على كل ذي سهم: يعطهم باقي الميراث حسب أنصبتهم في الأصل، فإن مات الرجل وترك ابنة
واحدة، كان لها نصف الميراث قرضا ويرد عليها النصف الآخر، وعندنا ترث العصبة من عم أو
أبناء عم معها، أو مع غيرها من النساء ولكن العصبة تتولى النفقة عليها أو عليهم.
342

(4) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور قال: بلغني عن علي أنه كان يرد
علي كل ذي سهم إلا الزوج والمرأة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر أن عليا كان يرد على
ذوي السهام من ذوي الأرحام.
(6) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الشعبي أنه كره قضاء قضى به أبو عبيدة
بن عبد الله: أنه أعطى ابنة أو أختا المال كله، فقال الشعبي: هذا قضاء عبد الله.
(7) حدثنا ابن فضيل عن إسماعيل عن عامر عن عبد الله أنه كان يرد على الابنة
والأخت والأم إذا لم تكن عصبة، وكان زيد لا يعطيهم إلا نصيبهم.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان عبد الله لا يرد على ستة:
على زوج ولا امرأة ولا جدة ولا على أخوات لأب مع أخوات لأب وأم، ولا على بنات
ابن مع بنات صلب، ولا على أخت لأم مع أم، قال إبراهيم: فقلت لعلقمة: نرد على
الاخوة من الأم مع الجدة؟ قال: إن شئت قال: وكان علي يرد على جميعهم إلا الزوج
والمرأة.
(9) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: كان عبد الله لا يرد على
ستة: لا يرد على زوج ولا امرأة ولا جدة ولا على أخت لأب مع أخت لأب وأم، ولا
على أخت لأم مع أم، ولا على ابنة ابن مع ابنة صلب.
(10) حدثنا ابن فضيل عن داود عن الشعبي قال: استشهد سالم مولى أبي حذيفة
قال: فأعطى أبو بكر ابنته النصف وأعطى النصف الثاني في سبيل الله.
(11) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل بن عمرو قال: قال إبراهيم: لم يكن
أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يرد على المرأة والزوج شيئا، قال: وكان زيد يعطي كل ذي
فرض فريضته، وما بقي جعله في بيت المال.
(12) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: كان عبد الله لا يرد على أخت

(26 / 7) زيد هو زيد بن ثابت وهو ثبت.
(26 / 11) لان بيت المال ينفق منه على من لا ولي له يقوم بأمره فهو بالتالي يرث المال الذي لا وارث له
343

لأب مع أخت لأب وأم ولا يرد على ابنة ابن مع ابنة شيئا، ولا على إخوة لام مع أم
شيئا، ولا على زوج ولا امرأة.
(13) حدثنا جرير عن مغيرة والأعمش قالا: لم يكن أحد يرد على جدة إلا أن
يكون غيرها.
(27) في ابنة أخ وعمة، لمن المال؟
(1) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني قال: سألت الشعبي عن العمة: أهي أحق
بالميراث أو ابنة الأخ؟ قال: فقال لي: وأنت لا تعلم ذلك؟ قال: قلت: ابنة الأخ أحق من
العمة، قال أبو إسحاق: وشهد عامر على مسروق أنه قال: أنزلوهم منازل آبائهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الشيباني عن الشعبي في ابنة أخ وعمة قال: المال
لابنة الأخ.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا حسن بن صالح عن الشيباني عن إبراهيم قال: المال للعمة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة ومنصور عن إبراهيم قال: كانوا يورثون
بقدر أرحامهم.
(5) حدثنا عباد بن العوام عن الشيباني قال: سألت الشعبي عن ابنة أخ وعمة أيهما
أحق بالميراث؟ قال: ابنة الأخ، قال: أنزلوهم منازل آبائهم.
(28) من قال: يضرب بسهم من لا يرث
(1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة قال قال إبراهيم: قال علي يضرب بسهم
من لا يرث.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: كان يقال: ذو السهم
أحق ممن لا سهم له، قال وكيع: وقال غير سفيان عن مغيرة عن إبراهيم في رجل مات
وترك أختين لأب وأختين لأب وأم قال: كان يقال: ذو السهم أحق ممن لا سهم له.

(27 / 1) أي أن ابنة الأخ تأخذ نصيب أبيها أي نصيب الأخ.
(27 / 2) العمة في مقام الأب فهي أقرب بقول إبراهيم.
(28 / 2) ذو السهم أحق ممن لا سهم له: أي يرد على ذي السهم ما بقي بعد سهمه ولا يعطى لمن لا سهم لا.
344

(29) في امرأة مسلمة ماتت وتركت زوجها
وإخوة لأم مسلمين وابنا نصرانيا
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة مسلمة تركت
زوجها مسلما وإخوتها لأمها مسلمين ولها ابن نصراني أو يهودي أو كافر، فلزوجها
النصف ثلاثة أسهم ولاخوتها لامها الثلث سهمان، وما بقي فلذي العصبة في قول علي
وزيد، ولا يرث يهودي ولا نصراني مسلما، وقضى فيها عبد الله أن للزوج الربع من أجل
أن لها ولدا كافرا ويحجبون في قول عبد الله ولا يرثون، في قول علي وزيد: لا يحجبون
ولا يرثون - قال أبو بكر: فهذه في قول علي وزيد من ستة أسهم، وفي قول عبد الله بن
مسعود من أربعة.
(30) في امرأة مسلمة تركت أمها مسلمة ولها
إخوة نصاري أو يهود أو كفار
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم في امرأة مسلمة تركت
أمها مسلمة ولها إخوة نصارى أو يهود أو كفار فقضى عبد الله أن لها معهم السدس،
وجعلهم يحجبون ولا يرثون، وقضى فيها سائر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يحجبون ولا
يرثون - قال أبو بكر: فهي فيما قضى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير عبد الله أربعة أسهم، فهي
لذي العصبة، وهي في قضاء عبد الله خمسة أسهم، فهي لذي العصبة بالرحم، قال أبو
بكر: فهذه في قولهم جميعا من سدة أسهم، إن كان في قول عبد الله فللأم السدس ويبقي
خمسة، وإن كان في قول أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فللأم الثلث وهو سهمان، وأربعة لسائر
العصبة.
(31) في امرأة تركت زوجها وإخوتها لأمها
أحرارا ولها ابن مملوك
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم في امرأة تركت زوجها
وإخوتها لأمها أحرارا، ولها ابن مملوك فلزوجها النصف ثلاثة أسهم، ولاخوتها لامها

(29 / 1) لا يتوارث أهل ملتين ولا يرث الكافر مسلما
345

الثلث سهمان، ويبقي السدس فهو للعصبة ولا يرث ابنها المملوك شيئا في قضاء علي،
وقضي فيها عبد الله أن لزوجها الربع سهم ونصف، وأن ابنها يحجب الإخوة من الأم إذا
كان مملوكا ولا يرث ابنها شيئا ويحجب الزوج، وأن الثلاثة أرباع الباقية للعصبة، وقضى
فيها زيد أن لزوجها النصف ثلاثة أسهما، وإن لاخوتها لامها الثلث سهمان، وما بقي فهو
في بيت المال إذا لم يكن ولاء ولا رحم - قال أبو بكر: فهذه في قول علي وزيد من ستة
أسهم، وفي قول عبد الله بن مسعود من أربعة أسهم.
(32) في الفرائض من قال: لا تعول،
ومن أعالها
(1) حدثنا وكيع قال ثنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: الفرائض لا
تعول.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علي وعبد الله وزيد
أنهم أعالوا الفريضة.
(3) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن هاشم عن ابن سيرين عن شريح في أختين
لأب وأم وأختين لام وزوج وأم، قال: من عشرة: للأختين من الأب والأم أربعة،
وللأختين من الأم سهمان، وللزوج ثلاثة أسهم وللأم سهم، وقال وكيع: والناس على
هذا، وهذه قسمة الفروخ.
(33) في ابن ابن وأخ
(1) حدثنا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال:
يحجبني بنو ابني دون إخوتي ولا أحجبهم دون أخواتهم.
(34) في امرأة تركت أختها لامها وأمها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة تركت أختها لامها
وأمها ولا عصبة لها فلأختها من أمها السدس، ولأمها خمسة أسداس في قضاء عبد الله،

(32 / 1) وإن عالت رقميا جمعت وجعلت سهاما وقسم الميراث على السهام فنال كل واحد قيمة سهامه.
(32 / 3) بهامش عبد الرزاق قسمة الفروج وأم الفروج وفي حواشي الشريفية أم الفروج
346

وقضي فيها زيد أن لأختها من أمها السدس، ولأمها الثلث، ويجعل سائره في بين المال،
وقضى فيها على أن لها المال على قدر ما ورثا، فجعل للأخت من الأم الثلث وللأم
الثلثين - قال أبو بكر: فهذه في قول علي من ثلاثة أسهم، وفي قول عبد الله وزيد من
ستة.
(35) في امرأة تركت أختها لأبيها
وأختها لأبيها وأمها
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم في امرأة تركت
أختها لأبيها وأمها وأختها من أبيها ولا عصبة لها غير هما، فلأختها لأبيها وأمها ثلاثة
أرباع، ولأختها من أبيها الربع في قضاء علي، وقضي عبد الله أن للأخت من الأب والأم
خمسة أسهم، وللأخت من الأب السدس، وقضى فيها زيد أن للأخت للأب والأم ثلاثة
أسهم وللأخت للأب السدس، وما بقي لبيت المال إذا لم يكن ولاء ولا عصبة - قال أبو
بكر: فهذه في قول علي من ثلاثة أسهم، وفي قول عبد الله وزيد من ستة أسهم.
(36) في المرأة تركت ابنتها وابنة ابنها
وأمها ولا عصبة لها.
(1) حدثنا حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم في امرأة تركت ابنتها
وابنة ابنها وأمها ولا عصبة لها، فلا بنتها ثلاثة أخماس ولابنة ابنها خمس، ولأمها خمس في
قضاء علي، وقضي فيها عبد الله أنها من أربعة وعشرين سهما فلابنة الابن من ذلك
السدس أربعة أسهم، وللأم ربع ما بقي خمسة أسهم، وللابنة ثلاثة أرباع عشرين خمسة
عشر سهما، وقضى فيها زيد: للابنة النصف ولابنة الابن السدس وللأم السدس، وما بقي
ففي بيت المال إذا لم يكن ولاء ولا عصبة.

(34 / 2) لم يرد زيد علي ذوي القرابات شيئا أبدا، بل كان يعطي أصحاب الفرائض فرائضهم ويجعل الباقي
في بيت المال إن لم يكن له عصبة، فإن كان له عصبة كانت العصبة أولى بالباقي فإن لم يكن عصبة
وكان له موال كانت الباقي للموالي لان مولى القوم منهم
347

(37) فيمن يرث من النساء كم هن؟
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن عمرو قال: قال إبراهيم: يرث من
النساء ستة نسوة: الابنة وابنة الابن والأم والجدة والأخت والمرأة، ويرث النساء من
الرجال سبعة نفر: ترث إياها وابنها وابن ابنها وأخاها وزوجها وجدها وترث من ابن
ابنتها سدسا إلا أن يكون له عصبة غيرها.
(2) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا مندل عن الأعمش عن إبراهيم قال: يرث الرجل
ستة نسوة: ابنته وابنة ابنه وأمه وجدته وأخته وزوجته، وترث المرأة سبعة: ابنها وابن
ابنها وأباها وجدها وزوجها وأخاها، ويرث من ابن ابنتها سدسا، ولا يرث هو منها
شيئا في قولهم كلهم.
(3) حدثنا وكيع عن شعبة عن النعمان بن سالم قال: سألت ابن عمر عن ابن ابنة،
[.... *....].
(38) في ابن الابن من قال: يرد
على من تحته بحاله: وعلى من أسفل منه
(1) حدثنا يحيى بن آدم عن مندل قال ثنا الأعمش عن إبراهيم قال: في قول علي
وزيد: ابن الابن يرد على من تحته ومن فوقه للذكر مثل حظ الأنثيين، وفي قول عبد الله:
إذا استكمل الثلثين فليس لبنات الابن شئ.
(39) في بنت وبنات ابن
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا مندل عن الأعمش عن إبراهيم قال: في قول
عبد الله للابنة النصف، وما بقي لبني الابن وبنات الابن للذكر مثل حظ الأنثيين، ما لم
يزدن بنات الابن على السدس.

(37 / 1) المرأة: الزوجة.
ترث من ابن ابنتها: إن كانت ابنتها متوفاة فهي تحل محلها في السدس فإن كان هناك جدتان
واحدة للأب والأخرى للأم قسم السدس بينهما.
(37 / 3) *: بياض في الأصل.
(39 / 1) أي لا يزيد نصيب بنات الابن على السدس لان السدس تكملة الثلثين 2 / 1 + 6 / 1 = 6 \ 3 + 1 =
6 / 4 = 3 / 2
والثلثين نصيب النساء اللواتي يتركهن رجل في كتاب الله، راجع سورة النساء (11)
348

(4) من لا يرث الاخوة من الأم معه، من هو؟
(1) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا مندل عن الأعمش عن إبراهيم قال: لا يرث
الاخوة من الأم مع ولد ولا ولد ابن ذكر ولا أنثى ولا مع أب ولا مع جد.
(41) في ابنتين وأبوين وامرأة
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن رجل لم يسمه قال: ما رأيت رجلا كان
أحسب من علي سئل عن ابنتين وأبوين وامرأة فقال: صار ثمنها تسعا - قال أبو بكر:
فهذه من سبعة وعشرين سهما: للابنتين ستة عشر وللأبوين ثمانية وللمرأة ثلاثة.
(42) في الجد من جعله أبا
(1) حدثنا عبد الأعلى عن خالد عن أبي نضرة عن أبي سعيد أن أبا بكر كان يرى
الجد أبا.
(2) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي بردة عن كردوس بن عباس الثعلبي
عن أبي موسى أن أبا بكر جعل الجد أبا.

(40 / 1) أي أن ذوي الفرائض من العصبة أحق بالميراث من ذوي الأرحام.
(41 / 1) وهذه تحل على الشكل الآتي.
الحصص هي كالآتي: 3 / 2 + 8 / 1 + 6 / 1 + 6 / 1
فالقاسم المشترك هو 24، فللبنتين ثلثاه وهو 16.
ثم يقسم الباقي من جديد.
6 / 1 + 6 / 1 + 8 / 1 = 24 / 4 + 24 / 4 + 24 / 3
فتكون سهام الأب أربعة والأم أربعة والزوجة ثلاثة فإذا جمعت كلها كانت
16 + 4 + 4 + 3 = 27.
وهكذا صار ثمن المرأة 27 / 3 = 9 / 1) أي تسعا.
أي تعطى البنتان الثلثين حسابيا ثم يقسم الباقي بين المرأة والأبوين، وللأبوين معا الثلث أي لكل
واحد منهما السدس. هذا حسابيا حتى تجمع السهام كلها فإذا جمعت كلها قسم الميراث على مجموع
السهام التي اجتمعت ولا تعطى البنتان أولا ثم يقسم الباقي بل يعطيان سهما مهما من مجموع السهام
كلها.
(42 / 1) أي يرث ميراث الأب
349

(3) حدثنا وكيع عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة قال: قال ابن الزبير: إن الذي
قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كنت متخذا خليلا لاتخذته خليلا جعل الجد أبا - يعني أبا
بكر.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن فرات القزاز عن سعيد بن جبير قال: كتب ابن
الزبير إلى عبد الله بن عتبة أن أبا بكر كان يجعل الجد أبا.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن خالد عن عبد الرحمن بن معقل قال:
كنت عند ابن عباس فسأله رجل عن الجد، فقال له ابن عباس: أي أب لك أكبر؟ فلم
يدر الرجل ما يقول، فقلت أنا: آدم، فقال ابن عباس: إن الله يقول: يا بني آدم.
(6) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن طاوس عن أبي بكر وابن عباس وعثمان أنهم
جعلوا الجد أبا.
(7) حدثنا حفص عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس أنه جعله أبا.
(8) حدثنا ابن مهدي عن مالك بن أنس عن الزهري عن قبيصة بن ذؤيب أن
عمر كان يفرض للجد الذي يفرض له الناس اليوم، قلت له: يعني قول زيد بن ثابت،
قال: نعم.
(9) حدثنا وكيع عن الربيع عن عطاء عن أبي بكر قال: الجد بمنزلة الأب ما لم يكن
أب دونه، وابن الابن بمنزلة الابن ما لم يكن ابن دونه.
(10) حدثنا أبو بكر بن عياش عن إسماعيل بن سميع قال: قال رجل لأبي وائل: إن
أبا بردة يزعم أن أبا بكر جعل الجد أبا، فقال: كذب، لو جعله أبا لما خالفه عمر.
(43) في الجد ما له وما جاء فيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم وغيره.
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال ثنا همام عن قتادة عن الحسن عن عمران بن
حصين أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ابن ابني مات، فما لي من ميراثه، قال:
" السدس، فلما أدبر دعاه، قال: لك سدس آخر، فلما أدبر دعاه قال: إن السدس من
الآخر طعمة ".

(42 / 5) أي أن الجد الأعلى في " يا بني آدم " صار أبا فكيف لا يكون الجد الأقرب وهو الجد المباشر أبا
350

(2) حدثنا شبابة عن يونس ابن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عمرو بن ميمون
عن معقل بن يسار المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى لفريضة فيها جد فأعطاها ثلثا
أو سدسا.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن أن عمر قال: من تعلم قضية رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الجد؟ فقال معقل بن يسار المزني فينا قضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال السدس،
قال: مع من؟ قال: لا أدري! قال: لا دريت، فما تعني إذا؟
(4) حدثنا قبيصة عن سفيان عن زيد بن أسلم عن عياض عن أبي سعيد قال: كنا
نورثه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يعني الجد.
(5) حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن منصور عن إبراهيم قال: كان علي لا يزيد
الجد مع الولد على السدس.
(44) إذا ترك إخوة وجدا واختلافهم فيه
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبيد بن نضلة قال: كان عمر
وعبد الله يقاسمان بالجد مع الاخوة ما بينه وبين أن يكون السدس خيرا له من مقاسمتهم،
ثم إن عمر كتب إلى عبد الله: ما أرى إلا أنا قد أجحفنا بالجد، فإذا جاءك كتابي هذا
فقاسم به مع الاخوة ما بينه وبين أن يكون الثلث خيرا له من مقاسمتهم، فأخذ به
عبد الله.
(2) حدثنا ابن علية عن أبي العلاء عن إبراهيم عن علقمة قال: كان عبد الله يشرك
الجد مع الاخوة، فإذا كثروا وفاه الثلث، فلما توفي علقمة أتيت عبيدة فحدثني أن ابن
مسعود كان يشرك الجد مع الاخوة، فإذا كثروا وفاه السدس، فرجعت من عنده وأنا
خاثر، فمررت بعبيد بن نضلة فقال: ما لي أراك خاثرا؟ قال: قلت كيف لا أكون
خاثرا، فحدثته فقال: صدقاك كلاهما، قلت: لله أبوك! وكيف صدقاني كلاهما؟ قال:
كان رأي عبد الله وقسمته أن يشركه مع الاخوة فإذا كثروا وفاه السدس، ثم وفد إلى
عمر فوجده يشركه مع الاخوة فإذا كثروا وفاه الثلث، فترك رأيه وتابع عمر.

(43 / 3) لا دريت: لا عرفت لان أصل المعرفة في هذه القضية هو أن يعرف مع من يكون للجد السدس
فالحكم في الفرائض ليس مطلقا.
(44 / 2) وفاه الثلث: جعل له الثلث
351

(3) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي
أنه كان يقاسم بالجد الاخوة إلى السدس.
(4) حدثنا وكيع قال حدثنا ابن أبي خالد عن الشعبي عن علي أنه أتى في ستة إخوة
(وجد، فأعطي الجد السدس.
(5) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن فراس عن الشعبي قال: كتب ابن عباس إلى
علي يسأله عن ستة إخوة وجد، فكتب إليه: اجعله كأحدهم وامح كتابي.
(6) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن إبراهيم أن زيدا كان يقاسم بالجد مع
الاخوة ما بينه وبين الثلث.
(7) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم عن عمر وعبد الله أنهما كانا يقاسمان
الجد مع الاخوة ما بينه وبين الثلث.
(8) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم أن عليا كان يقاسم الجد مع الاخوة ما
بينه وبين السدس.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كتب عمر إلى
عبد الله بن مسعود: إنا قد خشينا أن نكون قد أجحفنا بالجد، فأعطه الثلث مع الاخوة.
(10) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن أن زيدا كان يقاسم الجد مع الواحد
والاثنين، فإذا كانوا ثلاثة كان له ثلث جميع المال، فإن كان معه فرائض نظر له، فإن
كان الثلث خيرا له أعطاه، وإن كانت المقاسمة خيرا له قاسم، ولا ينتقص من سدس
جميع المال.
(11) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم قال: كان عبد الله وزيد
يجعلان للجد الثلث وللاخوة الثلثين، وفي رجل ترك أربعة إخوة لأبيه وأمه وأختيه لأبيه
وأمه وجده، قال: كان علي يجعلها أسهما أسداسا السدس له، لم يكن علي يجعل للجد أقل
من السدس مع الاخوة، وما بقي فللذكر مثل حظ الأنثيين، وكان عبد الله وزيد يعطيان
الجد الثلث والاخوة الثلثين للذكر مثل حظ الأنثيين، وقال في خمسة إخوة وجد، قال:
فللجد في قول علي السدس، وللاخوة خمسة أسداس، وكان عبد الله وزيد يعطيان الجد
الثلث والاخوة الثلثين.

(44 / 5) إجعله كأحدهم أي اجعل له السدس. كما لو كان أحد الستة ولم يكن سابعهم
352

(12) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر عن مسروق قال: كان ابن
مسعود لا يزيد الجد على السدس مع الاخوة، قال: فقلت له: شهدت عمر بن الخطاب
أعطاه الثلث مع الاخوة، فأعطاه الثلث.
(13) حدثنا عبد الأعلى عن داود عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم قال:
إن أول جد ورث في الاسلام عمر بن الخطاب، فأراد أن يحتار المال فقلت له: يا أمير
المؤمنين! إنهم شجرة دونك - يعني بني بنيه قال أبو بكر: فهذه في قول عمر و عبد الله
وزيد من ثلاثة أسهم، فللجد الثلث وما بقي فللاخوة، وفي قول علي من ستة أسهم: للجد
السدس سهم وللاخوة خمسة أسهم.
(45) في رجل ترك أخاه لأبيه وأمه
أو أخته وجده
(1) حدثنا وكيع عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله في أخت وجد النصف
والنصف.
(2) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في رجل ترك جده وأخاه
لأبيه وأمه فللجد النصف ولأخيه النصف في قول علي وعبد الله وزيد، قالوا في رجل ترك
جده وإخوته لأبيه وأمه فللجد الثلث وللاخوة الثلثان في قولهم جميعا - قال أبو بكر:
فهذه من سهمان إذا كانت أخت أو أخ وجد، فللجد النصف، وللأخت أو الأخ
النصف، وإن كانا أخوين فللجد الثلث، وللأخوين الثلثان.
(46) في رجل ترك جده وابن أخيه لأبيه وأمه
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في رجل ترك جده وابن
أخيه لأبيه وأمه فللجد المال في قضاء علي وعبد الله وزيد - قال أبو بكر: فهذه من سهم
واحد وهو المال كله.

(44 / 13) يحتار إن كانت من الحتر فهي تعني أنه أراد أخذ المال كله وهي اشتقاق بعيد غريب والأرجح أنها
" أن يحتاز " واحتاز المال: ضمه إليه
353

(47) في رجل ترك جده وأخاه لأبيه
وأمه وأخاه لأبيه
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في رجل ترك جده وأخاه
لأبيه وأمه وأخاه لأبيه فللجد النصف ولأخيه لأبيه وأمه النصف في قول علي وعبد الله،
وكان زيد يعطي الجد الثلث، والأخ من الأب والأم الثلثين، قاسم بالأخ من الأب مع
الأخ من الأب والأم ولا يرث شيئا.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان عبد الله يقاسم
بالجد الاخوة إلى الثلث، ويعطي كل صاحب فرض فريضة، ولا يورث الاخوة من الأم
مع الجد، ولا يقاسم بالاخوة للأب الإخوة للأب والأم، وإذا كانت أخت لأب وأم أخ
لأب وجد أعطى الأخت من الأب والأم النصف والجد النصف، وكا علي يقاسم بالجد
الاخوة إلى السدس، ويعطي كل صاحب فريضة فريضته، ولا يورث الاخوة من الأم مع
الجد، ولا يقاسم بالاخوة للأب الإخوة للأب والأم ولا يزيد الجد مع الولد على السدس
إلا أن لا يكون غيره، فإذا كانت أخت لأب وأم وأخ لأب وجد أعطى الأخت
النصف، وجعل النصف بين الجد والأخ، وكان زيد يقاسم بالجد الاخوة والأخوات إلى
الثلث، فإذا بلغ الثلث أعطاه الثلث، وكان للاخوة والأخوات ما بقي، ولا يورث
الاخوة من الأم مع الجد ولا يقاسم بهم، وكان يقاسم بالاخوة للأب الإخوة للأب والأم
ولا يورثهم شيئا، وإذا كانت أخت لأب وأم وأخ وأخت لأب وجد أعطى الأخت من
الأب والأم النصف، وقاسم بالأخ والأخت الجد - قال أبو بكر: فهذه في قول علي
وعبد الله من سهمين، وفي قول زيد من ثلاثة أسهم.
(48) في رجل ترك جده وأخاه لامه
(1) حدثنا ابن علية عن خالد عن محمد بن سيرين قال: أراد عبيد الله بن زياد أن
يورث الأخت من الأم مع الجد، وقال: إن عمر قد ورث الأخت معه فقال عبيد الله بن
عتبة: إني لست بسبائي ولا حروري، فافتقر الأثر، فإنك لن تخطئ في الطريق ما دمت
على الأثر.

(48 / 1) سبائي أي من تابعي عبد الله بن سبأ والمقصود لست من الرافضة.
حروري: من الخوارج الحرورة.
افتقر الأثر: اتبع آثار من كان قبلك
354

(2) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل عن الشعبي قال: ما ورث أحد من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم إخوة من أم مع جد.
(3) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان زيد
لا يورث أخا لام ولا أختا لأم مع جد شيئا.
(4) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان علي
وعبد الله لا يورثان الاخوة من الأم مع الجد شيئا - قال أبو بكر: فهذه من سهم واحد
لان المال كله للجد.
(49) في زوج وأم وإخوة وجد فهذه التي
تسمى الأكدرية
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان عبد الله يجعل الأكدرية
من ثمانية: للزوج ثلاثة، وثلاثة للأخت، وسهم للأم، وسهم للجد، قال: وكان علي يجعلها
من تسعة: ثلاثة للزوج، وثلاثة للأخت وسهمان للأم وسهم للجد، وكان زيد يجعلها من
تسعة: ثلاثة للزوج وثلاثة للأخت، وسهمان للأم وسهم للجد، ثم يضربها في ثلاثة، فتصير
سبعة وعشرين، فيعطي الزوج تسعة والأم ستة، ويبقي اثنا عشر فيعطي الجد ثمانية ويعطي
الأخت أربعة.
(2) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم عن علي وعبد الله وزيد بمثل
حديث أبي معاوية وزاد فيه: وبلغني عن ابن عباس أنه كان يجعل الجد والدا، لا يرث
الاخوة معه شيئا، ويجعل للزوج النصف وللجد السدس: سهم، وللأم الثلث: سهمان.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علي وعبد الله وزيد
بمثل حديث أبي معاوية.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان قال: قلت للأعمش: لم سميت الأكدرية؟ قال:
طرحها عبد الملك بن مروان على رجل يقال له: الأكدر كان ينظر في الفرائض فأخطأ
فيها فسماها الأكدرية، قال وكيع: وكنا نسمع قبل أن يفسر سفيان إنما سميت
الأكدرية، لان قول زيد تكدر فيها لم يفش قوله.
355

(50) في أم وأخت لأب وأم وجد
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الواحد عن إسماعيل بن رجاء عن إبراهيم
وعن سفيان عمن سمع الشعبي قال في أم وأخت لأب وأم وجد أن زيد بن ثابت قال:
من تسعة أسهم: للأم ثلاثة: وللجد أربعة، وللأخت سهمان، وأن عليا قال: للأخت
النصف: ثلاثة: وللأم الثلث: سهمان، وما بقي فللجد وهو سهم، وقال ابن مسعود:
للأخت النصف: ثلاثة: وللأم، السدس: سهم، وما بقي فللجد وهو سهمان، وقال عثمان:
أثلاثا: ثلث للأم، وثلث للأخت، وثلث للجد، وقال ابن عباس: للأم الثلث وما بقي
فللجد، قال وكيع: وقال الشعبي: سألني الحجاج بن يوسف عنها فأخبرته بأقاويلهم
فأعجبه قول على فقال: قول من هذا؟ فقلت: قول أبي تراب، فنظر الحجاج فقال: إنا
لم نعب على قضائه، إنما عبنا كذا وكذا.
(2) حدثنا فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة تركت أختها لأبيها
وأمها، وجدها وأمها: فلأختها لأبيها وأمها النصف، ولأمها الثلث: وللجد السدس في
قول علي، وكان عبد الله يقول: للأم السدس وللجد الثلث وللأخت النصف، وكان
عبد الله يقول: لم يكن الله ليراني أفضل أما على جد في هذه الفريضة ولا في غيرها من
الحدود، وكان زيد يعطي الأم الثلث والأخت ثلث ما بقي: قسمها زيد على تسعة أسهم: للأم
الثلث ثلاثة أسهم وللأخت ثلث ما بقي سهمان، وللجد أربعة أسهم، وكان عثمان يجعلها
بينهم أثلاثا: للأم الثلث وللأخت الثلث وللجد الثلث، وكان ابن عباس يقول: الجد
بمنزلة الأب.
(3) حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن عمرو بن مرة قال: كان عبد الله يقول في أخت
وأم وجد: للأخت النصف، والنصف الباقي بين الجد والأم.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عمر في أخت وأم وجد،
قال: للأخت النصف وللأم السدس، وما بقي فللجد - قال أبو بكر: فهذه في قول علي
و عبد الله من ستة أسهم، وفي قول زيد بن ثابت من تسعة أسهم.

(50 / 1) أبو تراب: اسم أطلقه النبي صلى الله عليه وسلم على علي عندما وجده نائما على التراب وقد علق التراب بثيابه
356

(51) في ابنة وأخت وجد، وأخوات عدة
وجد وابنه
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله أنه قال في ابنة وأخت
وجد: أعطى الابنة النصف، وجعل ما بقي بين الجد والأخت، له نصف ولها نصف،
وسئل عن ابنة وأختين وجد، فأعطي البنت النصف، وجعل ما بقي بين الجد والأختين،
له نصف ولهما نصف، وسئل عن ابنة وثلاثة أخوات وجد، فأعطى البنت النصف، وجعل
للجد خمسي ما بقي وأعطى الأخوات خمسا خمسا.
(2) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة في ابنة وأخت وجد، قال: هي
من أربعة: سهمان للبنت، وسهم للجد، وسهم للأخت، قلت له: فإن كانتا أختين؟
قال: جعلها عبيدة من أربعة: للبنت سهمان، وسهم للجد، وللأختين سهم، قال: جعلها
مسروق من عشرة: للبنت خمسة أسهم وللجد سهمان ولكل واحدة منهن سهم سهم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق في بنت
وثلاث أخوات وجد قال: من عشرة: للبنت النصف خمسة، وللجد سهمان، ولكل أخت
سهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة في ابنة وأخت
وجد، قال: من أربعة سهمان: للبنت النصف وسهم للجد وسهم للأخت.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن مسروق في ابنة وأختين
وجد، قال: من ثمانية أسهم: للبنت النصف أربعة، وللجد سهمان، ولكل أخت سهم.
(6) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في رجل ترك ابنته وأخته
لأبيه وأمه وجدا، فلابنته النصف ولجده السدس وما بقي فلأخته في قول علي، لم يكن
يزيد الجد مع الولد على السدس شيئا، وفي قول عبد الله لابنته النصف، وما بقي فبين
الأخت والجد، فإن كانتا أختان فما بقي بين الأختين والجد في قول عبد الله وزيد، وفي

(51 / 2) رواه البيهقي في السنن الكبرى 6 / 250 عن سفيان الثوري عن الأعمش.
(51 / 3) رواه عبد الرزاق في مصنفه 10 / 270 عن سفيان عن الأعمش عن مسروق عن عبد الله، وتتمة
الحديث عنده واردة في الحديث رقم (5) من هذا الباب
357

قول علي: للجد السدس ولأختيه ما بقي، وإن كن ثلاث أخوات مع الابنة والجد فللابنة
النصف وللجد خمسا ما بقي، وللأخوات ثلاثة أخماس في قول عبد الله وزيد - قال أبو
بكر: فهذه في قول علي من ستة أسهم، وفي قول عبد الله وزيد من عشرة أسهم: خمسة
للبنت وسهمان للجد وللأخوات سهم سهم.
(7) حدثنا وكيع عن فطر قال: قلت للشعبي: كيف قول علي في ابنة وأخت وجد،
قال: من أربعة، قال: قلت: إنما هذه في قول عبد الله.
(52) في امرأة تركت زوجها وأمها
وأخاها لأبيها وجدها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم في امرأة تركت زوجها
وأمها وأخاها لأبيها وجدها للزوج النصف ثلاثة أسهم، وللأم الثلث سهمان، وللجد سهم
في قول علي وزيد، وفي قول عبد الله: للزوج النصف وللأم ثلث ما بقي سهم، وللجد
سهم وللأخ سهم، فإن كانا أخوين أو أكثر من ذلك فللزوج النصف وللأم سهم وللجد
سهم، وبقي سهم فهو لاخوته في قول علي وزيد وعبد الله.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق قال: أتينا شريحا فسألناه عن زوج
وأن وأخ وجد فقال: للبعل الشطر، وللأم الثلث، ثم سكت ثم قال الذي على رأسه: إنه لا
يقول في الجد شيئا، قال: فأتينا عبيدة فقسمها من ستة في قول عبد الله، فأعطى الزوج
ثلاثة، والأم سهما، والجد سهما والأخ سهما - قال أبو بكر: فهذه في قولهم جميعا من ستة
أسهم.
(53) امرأة تركت أختها لأبيها
وأمها وجدها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم في امرأة تركت أختها لأبيها

(51 / 7) المشهور عن علي أنها من ستة أسهم، للجد السدس سهم وللابنة النصف ثلاثة سهام وما بقي
فللأخت وهو سهمان، والاجماع أن للابنة النصف لقوله تعالى في سورة النساء الآية (11).
والخلاف هو في حصة الجد والأخت.
(52 / 2) للبعل الشطر: أي للزوج النصف إذ لا أبناء ولا خلاف في هذا لان فيه نصا في آية الفرائض
358

وأمها وجدها فلأختها لأبيها وأمها النصف ولجدها النصف في قول علي وعبد الله، وكان
زيد يعطي الأخت الثلث والجد الثلثين - قال أبو بكر: فهذه في قول علي وعبد الله من
سهمين، وفي قول زيد: من ثلاثة أسهم.
(56) إذا ترك جده وأخته لأبيه وأمه
وأخاه لأبيه
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم في رجل ترك جده وأخته
لأبيه وأمه وأخاه لأبيه فللجد في قضاء زيد الخمسان من عشرة: أربعة أسهم، وللأخت من
الأب والأم النصف خمسة ولأخيه لأبيه سهم، الأخ من الأب في قضاء زيد على [*]
والأخت من الأب والأم كان لها ثلاثة أخماس المال فأعطيت النصف من أجل أن ثلاثة
أخماس أكثر من النصف وليس للأخت الواحد وأن قاسمها أكثر من النصف، وكان
عبد الله يعطي الأخت من الأب والأم النصف والجد النصف ولا يعتد بالاخوة من الأب،
ولا يقاسم بهم الأخت من الأب والأم، وكان علي يجعل للأخت من الأب والأم والنصف
ويجعل النصف بين الأخ والجد، والجد كأحدهم ما لم يكن نصيب الجد أقل من السدس،
[*] بقي سهما، وإن كان أخوين فالنصف بينهما، وإن كانوا [*] قال، قال أبو بكر:
فهذه في قول زيد من عشرة أسهم، وفي قول عبد الله: من سهمين، وفي قول علي: من
أربعة، وعلي يجعلها من ستة إذا كثر الاخوة
(55) في امرأة ماتت وتركت أختها لأبيها
وأمها وأخاها لأبيها وجدها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم في امرأة تركت أمها
وأختها لأبيها وأمها وأخاها لأبيها وجدها: قضي فيها زيد أن للأم السدس وللجد خمسي
ما بقي، فللأخت ثلاثة أخماس ما بقي رد الأخ على أخيه ولم يرث شيئا، وقضي فيها
عبد الله أن للأخت ثلاثة أسهم، وللأم سهم، وللجد سهم، وقضى فيها علي أن للأخت
من الأب ثلاثة أسهم وللأم سهم، وبقي سهمان: للجد سهم وللأخ سهم، قال أبو بكر:
فهذه في قول علي وزيد من ستة أسهم، وفي قول عبد الله من خمسة.

(54 / 1) [*] - بياض في الأصل
359

(56) امرأة تركت زوجها وأمها وأربع أخوات
لها من أبيها وأمها وجدها
(1) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم قال في امرأة تركت زوجها
وأمها وأربع أخوات لها من أبيها وأمها وجدها: قضي فيها زيد أن لزوج ثلاثة أسهم،
وللأم سهم، وللجد سهم، وللأخوات سهم، وقضى فيها علي وعبد الله على تسعة أسهم:
للزوج ثلاثة أسهم، وللأم سهم، وللجد سهم، وللأخوات أربعة أسهم - قال أبو بكر:
فهذه في قول زيد من ستة أسهم، وفي قول علي وعبد الله من تسعة أسهم.
(57) في هذه الفرائض المجتمعة من الجد
والاخوة والأخوات
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن سالم عن الشعبي في أخت لأب وأم
وأخ وأخت لأب وجد في قول علي: للأخت من الأب والأم النصف، وما بقي فبين الجد
والأخت والأخ من الأب على الأخماس: للجد خمسان، وللأخت خمس، وفي قول
عبد الله: للأخت من الأب والأم النصف، وللجد ما بقي، وليس للأخ والأخت من
الأب شئ وفي قول زيد: من ثمانية عشر سهما: للجد الثلث ستة، وللأخ من الأب ستة،
وللأخت من الأب والأم ثلاثة وللأخت من الأب الأخ والأخت ثلاثة ثم يرد من الأب
على الأخت من الأب والأم ستة أسهم، فاستكملت النصف تسعة، وبقي لها ثلاثة أسهم:
للأخ سهمان وللأخت سهم، وفي أختين لأب وأم وأخ لأب وجد في قول علي: للأختين
من الأب والأم الثلثان، وما بقي فبين الجد والأخ، وفي قول عبد الله: للأختين من الأب
والأم الثلثان وللجد ما بقي، وليس للأخ من الأب شئ، وفي قول زيد: هي ثلاثة
أسهم: للجد سهم، وللأخ سهم وللأختين سهم، ثم يرد الأخ من الأب على الأختين من
الأب والأم سهمه، فتستكملان الثلثين، ولم يبق له شئ، وفي أختين الأب وأم وأخت
لأب وجد في قول علي وعبد الله: للأختين للأب والأم الثلثان، وما بقي للجد، وليس
للأخت من الأب شئ وفي قول زيد: من خمسة أسهم: للجد سهمان، وللأختين من الأب
والأم سهمان، وللأخت من الأب سهم، ثم ترد الأخت من الأب على الأختين من الأب

(56 / 1) والأرجح قول زيد لان للزوج النصف بلا خلاف لان فيه نص آية الفرائض
360

والأم سهمهما، ولم يبق لها شئ، وفي أختين لأب وأم وأخ وأخت لأب وجد في قول
علي: للأختين من الأب والأم الثلثان، وللجد السدس، وما بقي فبين الأخت والأخ من
الأب للذكر مثل حظ الأنثيين، وفي قول عبد الله: للأختين من الأب والأم الثلثان،
وللجد ما بقي، وليس للأخ والأخت من الأب شئ، وفي قول زيد: من خمسة عشر
سهما: للجد الثلث خمسة أسهم، وللأخ من الأب أربعة، وللأخت من الأب سهمان،
وللأختين من الأب والأم أربعة، ثم يرد الأخ والأخت من الأب على الأختين من الأب
نصيبهما، تستكملان الثلث ولم يبق لهما شئ، وفي أختين لأب وأم وأختين لأب وجد في
قول علي وعبد الله: للأختين من الأب والأم الثلثان، وللجد ما بقي، وليس للأختين من
الأب شئ، وفي قول زيد: من ستة أسهم: للجد سهمان، وللأختين من الأب والأم سهمان
وللأختين من الأب سهمان ثم ترد الأختان من الأب على الأختين من الأب والأم
سهميهما، فتستكملان الثلثين، ولم يبق لهما شئ، وفي أخت لأب وأم وثلاث أخوات لأب
وجده في قوله علي وعبد الله: للأخت من الأب والأم النصف، وللأخوات من ثلاث
السدس تكملة الثلثين، وللجد ما بقي، وفي قول زيد: ثمانية عشر سهما: للجد الثلث ستة،
وللأخت من الأب والأم ثلاثة أسهم، وللأخوات للجد الثلث ستة، وللأخت من الأب
والأم ثلاثة أسهم، وللأخوات من الأب تسعة أسهم، ثم ترد الأخوات من الأب على
الأخت من الأب والأم ستة أسهم، فاستكملت النصف تسعة، وما بقي لهن سهم سهم،
وفي أختين لأب وأم وأخ وأختين لأب وجد في قول علي: للأختين من الأب والأم
الثلثان، وللجد السدس، وما بقي فبين الأخ والأختين من الأب للذكر مثل حظ
الأنثيين، وفي قول عبد الله: للأختين من الأب والأم الثلثان، وللجد ما بقي، وليس للأخ
والأختين من الأب شئ، وفي أم وأخت وجد في قول علي: للأخت النصف، وللأم
الثلث وللجد ما بقي وفي قول زيد: من تسعة أسهم: للأم الثلث ثلاثة وللجد أربعة
وللأخت سهمان، جعله معهما بمنزلة الأخ، وفي قول عثمان: للأم الثلث، وللجد الثلث،
وللأخت الثلث، وفي قول ابن عباس: للأم الثلث، وللجد ما بقي، ليس للأخت شئ،
لم يكن يورث أخا وأختا مع جد شيئا وفي قول ابن مسعود: للأخت النصف، وللأم
السدس، وللجد الثلث.
361

(58) قول زيد في الجد وتفسيره
(1) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان زيد
يشرك الجد في الثلث مع الاخوة والأخوات، فإذا بلغ الثلث أعطاه الثلث، وكان للاخوة
والأخوات ما بقي، ولا للأخ لام ولا للأخت لام مع الجد شئ، ويقاسم الاخوة من
الأب الاخوة من الأب والأم ولا يورثهم شيئا، فإذا كان أخ لأب وأم وجد أعطى الجد
النصف، وإذا كانا أخوين وجد أعطاه الثلث، فإن زادوا أعطاه الثلث، وكان للاخوة ما
بقي، وإذا كانت أخت وجد أعطاه مع الاخوة الثلثين، وللأخت الثلث، وإذا كانتا
أختين أعطاهما النصف، وله النصف، ما دامت المقاسمة خيرا له، فإن لحقت فرائض امرأة
أو أم أو زوج أعطى أهل الفرائض فرائضهم، وما بقي قاسم الاخوة والأخوات، فإن
كان ثلث ما بقي خيرا له من المقاسمة أعطاه ثلث ما بقي، وإن كانت المقاسمة خيرا له
من ثلث ما بقي أعطاه المقاسمة، وإن كان سدس جميع المال خيرا له من المقاسمة أعطاه
السدس، وإن كانت المقاسمة خيرا له من سدس جميع المال أعطاه المقاسمة.
(59) من كان لا يفضل أما على جد
(1) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن عمر وعبد الله أنهما كانا لا
يفضلان أما على جد.
(60) اختلافهم في أمر الجد
(1) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن
عبيدة قال: إني لا حيل الجد على مائتي قضية.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبيدة قال حفظت عن عمر
مائة قضية مختلفة.

(58 / 1) رواه البيهقي في سننه الكبرى (6 / 250) عن ابن المبارك عن سفيان كما رواه عبد الرزاق في مصنفه
10 / 267 عن سفيان.
(60 / 1) وذلك حسب من يكون مع الجد في الميراث
362

(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبيد الله بن عمرو الخارفي أن
رجلا سأل عليا عن فريضة فقال: هات إن لم يكن فيها جد.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أيوب عن سعيد بن جبير عن رجل من مراد
قال: سمعت عليا يقول: من أحب أن يتقحم جراثيم جهنم فليقض بين الجد والاخوة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق قال: اتينا شريحا فسألناه فقال الذي
على رأسه: إنه لا يقول في الجد شيئا.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل عن الشعبي قال: حدثني في أمر الجد ما أجتمع
عليه الناس - يعني قول زيد.
(7) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد أن عمر كتب في أمر الجد
والكلالة في كتف ثم طفق يستخير ربه، فلما طعن دعا بالكتف فمحاها، ثم قال: إني كنت
كتبت كتابا في الجد والكلالة، وإني قد رأيت أن أردكم على ما كنتم عليه، ولم يدروا ما
كان في الكتف.
(8) حدثنا ابن علية عن أيوب عن سعيد قال: حدثني رجل من مراد عن علي قال: من
أحب أن يتقحم في جراثيم جهنم فليقض بين الاخوة والجد.
(61) في الجدة ما لها من الميراث؟
(1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن قبيصة قال: جاءت الجدة بالأم وابن الابن
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقالت: إن ابن ابني أو ابن ابنتي مات وقد أخبرت أن
لي حقا، فقال أبو بكر: ما أجد لك في كتاب الله من حق، وما سمعت فيك شيئا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأسأل الناس، قال فشهد المغيرة بن شعبة أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاها
السدس، فقال: من يشهد معك؟ قال: محمد بن مسلمة، فشهد فأعطاها السدس، وجاءت
الجدة التي تخالفها إلى عمر فأعطاها السدس فقال: إذا اجتمعتما فهو بينكما، زاد معمر.
وأيكما انفردت به فهو لها.
(2) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا شريك عن ليث عن طاوس عن ابن عباس أن
النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الجدة السدس.

(60 / 3) وذلك لتعدد حالات ميراث الجد.
(60 / 7) الكلالة: ميراث من لا وارث له من عصبته
363

(3) حدثنا زيد بن الحباب عن أبي المنيب عبيد الله بن عبد الله قال: حدثني ابن
بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعم الجدة السدس إذا لم يكن أم.
(4) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا ابن عمير عن أيوب عن رجل عن طاوس قال:
الجدة بمنزلة الأم، ترث ما ترث الأم.
(62) في الجدات كم ترث منهن؟
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: أطعم النبي صلى الله عليه وسلم
ثلاث جدات، قال: قلت لإبراهيم: من قال: جدتين من أبيه وأم أبيه وجدته أم أمه.
(2) حدثنا معتمر عن برد عن مكحول قال: يرث في الجدات ثلاثة، وأقعد الجدات
في النسب أحقهن بالسدس.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن داود عن عامر قال: إذا اجتمع أربع جدات لم يرث ابن
أبي الابن.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن ابن مسعود قال: يرث ثلاث
جدات: جدتان من قبل الأب وجدة من قبل الأم.
(5) حدثنا ابن مهدي عن حماد بن سلمة عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال:
ترث الجدات الأربع جميعا.
(6) حدثنا ابن علية عن سهم القرافصي قال: كان جابر ابن زيد يورث أربع
جدات.
(7) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن سئل عن أربع جدات فقال: يرث
منهم ثلاث، ويلغي أم أبي الأم.

(61 / 3) أطعم الجدة السدس: أي أعطاها السدس طعمة.
(62 / 2) أي أقربهن إليه نسبا فالجدة أم الأب أقرب من الجدة أم الأم وجدة الأب أقرب من جدة الأم
وأيهن كانت من عصبته أصلا كانت أقرب إليه فجدته لامه مثلا إن كانت تربطها به قرابة عصبة
أقرب من جدة أبيه إن لم تربطها به عصبة وهكذا.
ابن أبي الابن: عمه الأخ لأبيه من أبيه فقط.
جدتان من قبل الأب: جدته لأبيه وجدة أبيه لأبيه أي أم جده وليس أم جدته
364

(8) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد أنه كان يورث تسع جدات ويقول: إذا
كانت إحدى الجدات أقرب فهو لها دونهم.
(9) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن أنه كان يورث ثلاث جدات ويقول:
أيتهن كانت أقرب فهو لها دون الأخرى، فإذا استوتا فهو بينهما.
(10) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور قال: قال إبراهيم: جعل النبي
صلى الله عليه وسلم: بين جدة من قبل أمه وجدتين من قبل أبيه السدس، قال زائدة: قلت لمنصور:
التي من قبل أبيه أم أبيه وأبي أمه؟ قال: نعم.
(11) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور قال: قال إبراهيم: إذا كانت
الجدات من نحو واحد بعضهن أقرب سقطت القصوى.
(12) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم: يرث الجدات
السدس، فإن كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثا فبينهن سهم، في قول علي وزيد إذا
اجتمعن ثلاث جدات هن إلى الميت شرع سواء قال: بينهن سهم سوا تكون جدة الأم
وجدة من الأب أم أبيه وأم أمه، وفي قول عبد الله: إذا اجتمعن ثلاث جدات كان بينهن
السدس، وإن كان بعضهن أقرب نسبا إن لم يكن بعضهن أمهات بعض.

(62 / 8) والجدات التسع هن:
1) أم أبيه.
2) أم أمه.
3) أم جده لأبيه.
4) أم جدته لأبيه.
5) أم جده لامه.
6) أم جدته لأمه.
7) جدة جده لأبيه.
8) جدته جدته لأبيه.
9) جدة جده لامه.
والجدة العاشرة التي لا ترث هي:
- جدة جدته لأمه.
فإن كان أبواه أبناء عمومة كانت جدة أبيه هي جدة أمه ونزل العدد عن تسعة وأدنى عدد لهن
ثلاثة مهما زاد التقارب في النسب
365

(13) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن أشعث عن الشعبي عن مسروق قال: جئن
أربع جدات يتساوقن إلى مسروق فورث ثلاثا وطرح أن أبي الأم.
(14) حدثنا عبد السلام بن حرب عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب أن
جدتين أتتا شريحا فجعل السدس بينهما.
(15) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن ابن سيرين قال: كان عبد الله يورث
الجدات وإن كن عشرا، ويقول: إنما هو سهم أطعمه إياهن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(16) حدثنا أبو معاوية عن الأشعث عن الشعبي قال: جاءت أربع جدات يتساوقن
إلى مسروق فورث ثلاثا وطرح واحدة أم أبي الأم.
(17) حدثنا يعلى عن يحيى عن القاسم قال: توفي رجل وترك جدتيه أم أمه وأم أبيه
فورث أبو بكر أم أمه وترك الأخرى، فقال له رجل من الأنصار: لقد تركت امرأة لو
أن الجدتين ماتتا وابنهما حي ما ورث من التي ورثتها منه شيئا، وورث التي تركت ابن
ابنه، فورثها أبو بكر فشرك بينهما في السدس.
(63) من كان يقول: إذا اجتمع الجدات فهو للقربى منهن
(1) حدثنا ابن عيينة عن أبي الزناد سمعت خارجة بن زيد وسليمان بن يسار وطلحة
ابن عبد الله بن عوف يقولون: إذا كانت الجدة التي من قبل الأم أقرب فهي أحق به.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا بشير عن عبد الله بن ذكوان عن خارجة بن زيد قال إذا
كانت الجدة من قبل الأم أقعد من الجدة التي من قبل الأب كان السدس لها، وإذا كانت
الجدة من قبل الأم أقعد من الجدة من قبل الأم كان السدس بينهما.
(3) حدثنا وكيع عن فطر عن شيخ من أهل المدينة عن خارجة بن زيد عن زيد بن
ثابت قال: إذا كانت الجدة من قبل الأم أقعد من الجدة من قبل الأب كان لها السدس،
وإذا كانت الجدة من قبل الأم هي أقعد من الجدة من قبل الأم كان السدس بينهما.

(62 / 15) العاشرة هي جدة جدته لأمه راجع 62 / 8 من هذا الباب.
(63 / 1) إذا كانت الجدة التي من قبل الأم أقرب: أي إن كانت من عصبته والأخرى التي من قبل الأب
غريبة عنه أي من غير عصبته
366

(4) حدثنا حفص عن غياث عن أشعث عن الشعبي عن علي وزيد قالا في الجدات:
السهم لذوي القربى منهن.
(5) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن خالد عن محمد قال: الجدتان أيهما أقرب فلها
الميراث.
(6) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن عمار مولى بني هاشم عن زيد بن ثابت في
الجدات، إذا كانت الجدة أقرب فهي أحق.
(64) من قال لا تحجب الجدات إلا الأم
(1) حدثنا عفان قال ثنا أبو عوانة عن سليمان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة
قال: قال عبد الله لا تحجب الجدات إلا الأم.
(65) من ورث الجدة وابنها حي
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة سمع سعيد بن المسيب أن عمر
ورث جدة رجل من ثقيف مع ابنها.
(2) حدثنا حفص بن غياث عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيباني قال:
كان عبد الله يورث الجدة مع ابنها وابنها حي.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن سلمة بن علقمة عن حميد بن هلال عن أبي الدهما،
قال: قال عمران بن حصين: ترث الجدة وابنها حي.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أشعث عن ابن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم أطعم
جدة من ابنها السدس، فكانت أول جدة ورثت في الاسلام.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن حميد بن عبد الرحمن
الحميري عن أبيه قال: مات ابن لحسكة الحبطي وترك حسكة وأم حسكة، فكتب فيها أبو
موسى إلى عمر بن الخطاب فكتب إليه عمر أن ورثها مع ابنها السدس.
(6) حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة وهشام عن أنس بن سيرين عن شريح أنه ورث
جدة مع ابنها.

(65 / 1) ترث مع ابنها من ابن ابنها إن كانت أم ابن ابنها ميتة
367

(7) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن أنه كان يورث الجدة وابنها حي.
(8) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن محمد أنه كان يورث الجدة مع ابنها
وابنها حي.
(9) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد أنه قال: أول جدة أطعمت السدس في
الاسلام جدة أطعمت وابنها حي.
(10) حدثنا معتمر بن سليمان عن ابن عون عن أنس بن سيرين عن شريح أنه ورث
جدتين أم أم وأم أب وابنهما حي.
(11) حدثنا محمد بن عبد الله الزبيدي عن سفيان عن هشام عن أبيه أنه كان يورث
الجدة وابنها حي.
(66) من كان لا يورثها وابنها حي
(1) حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن زيد بن ثابت
قال: منعها ابنها الميراث.
(2) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أن عثمان كان لا يورث الجدة أم
الأب وابنها حي، قال الزهري: وتوفي ابن الزبير ولم تورث.
(3) حدثنا ابن فضيل عن بسام عن فضيل قال: قال إبراهيم: لا تورث الجدة مع
ابنها إذا كان حيا في قول علي وزيد - قال أبو بكر: سمعت وكيعا يقول: الناس على
هذا.
(4) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: لم يورث أحد من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الجدة مع ابنها إلا ابن مسعود.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أن
زيدا لم يجعل للجدة مع ابنها ميراثا.
(6) حدثنا يزيد عن محمد بن سالم عن الشعبي عن علي وزيد أنهما لم يكونا يجعلان
للجدة مع ابنها ميراثا.
368

(67) في ابن الملاعنة مات وترك أمه،
مالها من ميراثه؟
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال: ابن الملاعنة يرث أمه
ميراثه كله.
(2) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال: كان يقول: عنه ميراث ولدها كله.
(3) حدثنا عباد بن العوام عن عمر بن عامر عن حماد عن إبراهيم عند عبد الله قال
في ولد الملاعنة: ميراثه كله لامه، فإن لم يكن له أم فهو لعصبته، وقال إبراهيم: ميراثه
كله لامه، ويعقل عنه عصبتها، وكذلك ولد الزنا وولد النصراني وأمه مسلمة.
(4) حدثنا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن إبراهيم عن عبد الله في ابن الملاعنة:
ميراثه لامه، فإن كانت أمه قد ماتت يرثه ورثتها.
(5) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن بن صالح عن مطرف عن الشعبي قال:
يرث ابن الملاعنة أمه، فإن ماتت ورثه من كان يرث أمه.
(6) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا سعيد عن قتادة عن عبد الله قال ميراث ابن
الملاعنة لامه.
(68) من قال: للملاعنة الثلث، وما بقي
في بيت المال.
(1) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا سعيد عن قتادة عن علي وزيد في ابن الملاعنة قالا:
الثلث لامه، وما بقي في بيت المال.
(2) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن الزهري ترثه ميراثها، وبقيته في بيت
المال.
(3) حدثنا معن بن عيسى عن مالك بن أنس عن عروة في ابن الملاعنة وولد الزنا:
إذا مات ورثته أمه حقها في كتاب الله وإخوته لامه حقوقهم، وكان ما بقي للمسلمين.

(67 / 1) ميراثه كله: الأرجح ميراثها كله.
(68 / 1) وترث أمه الثلث إن لم يكن له ولد
369

(4) حدثنا أبو بكر قال ثنا معن بن عيسى عن مالك أنه بلغه عن سليمان بن يسار
مثل ذلك.
(69) في ابن الملاعنة إذا ماتت أمه، من
يرثه ومن عصبته
(1) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن الشعبي قال: ما رأي إبراهيم بن يزيد في
ابن الملاعنة فقلت: يلحق بأمه، وقال إبراهيم: يلحق بأبيه فأتينا عبد الله بن هرمز،
فكتب لنا إلى أهل المدينة إلى أهل البيت الذي كان ذلك فيهم، فجاء جواب كتابهم أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ألحقه بأمه.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن عبد الله بن عبيد بن عمير
قال: كتبت إلى أخ لي في بني زريق: لمن قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الملاعنة، فكتب إلي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى به لامه، هي بمنزلة أبيه ومنزلة أمه.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ليلى عن الشعبي عن علي وعبد الله أنهما قالا في ابن
الملاعنة: عصبته عصبة أمه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن عبيدة عن نافع عن ابن عمر قال: ابن الملاعنة
عصبته عصبة أمه يرثهم ويرثونه.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: ابن الملاعنة عصبته
عصبة أمه، يرثونه ويعقلون عنه.
(6) حدثنا أسباط عن مطرف عن الشعبي قال: يرثه أقرب الناس من أمه.
(7) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن الحكم وحماد قالا: ابن الملاعنة يرثه من يرث
أمه.
(70) ابن الملاعنة ترك خالا وخالة
(1) حدثنا وكيع قال ثنا حمزة الزيات عن رجل يقال له عمر عن الشعبي في ابن
ملاعنة مات وترك خاله وخالته قال: المال للخال.

(70 / 1) لان أمه بمثابة أبيه وأمه فخاله بمنزلة خاله وعمه، وخالته بمنزلة عمته وخالته
370

(2) حدثنا أبو بكر قال ثنا وكيع قال قال حمزة: وكان ابن أبي ليلى يقول: للخال
الثلثان وللخالة الثلث.
(71) في ابن ملاعنة ترك ابن أخيه وجده
(1) حدثنا وكيع قال ثنا حسن بن صالح عمن سمع الشعبي يقول في ابن ملاعنة
مات وترك ابن أخيه وجده أبا أمه، قال: المال لابن الأخ.
(72) في ابن الملاعنة ترك أمه وأخاه لامه
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عمن سمع الشعبي عن علي وعبد الله أنهما قالا في ابن
ملاعنة مات وترك أمه وأخاه لامه، قال: كان علي يقول: للأم الثلث، وللأخ السدس،
ويرد ما بقي عليهما الثلثان والثلث، وكان ابن مسعود يقول: للأم الثلث، وللأخ السدس،
ويرد ما بقي على الأم قال أبو بكر: فهذه من قولهم جميعا تصير من ستة.
(73) الغرقى من كان يورث بعضهم من بعض
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي المنهال عن أياس ابن عبد الله المزني أنه سئل
عن أناس سقط عليهم بيت، فماتوا جميعا، فورث بعضهم من بعض.
(2) حدثنا هشيم عن مغيرة قال: أخبرني قطن بن عبد الله الضبي أن امرأة ركبت في
الفرات ومعها ابن لها فغرقا جميعا، فلم يدر أيهما مات قبل صاحبه فأتينا شريحا فأخبرناه
بذلك، فقال: ورثوا كل واحد منهما من صاحبه ولا تردوا على واحد منهما مما ورث من
صاحبه شيئا.
(3) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن أبي الزعراء عمرو بن عمرو الجشمي عن
عبد الله بن عتبة وكان قاضيا لابن الزبير أنه ورث الغرقى بعضهم من بعض.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سماك عن رجل عن عمر أنه ورث قوما غرقوا
بعضهم من بعض.

(71 / 1) ابن الأخ المقصود هنا ابن أخيه لامه
371

(5) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن أبي حصين أن قوما غرقوا على جسر منبج،
فورث عمر بعضهم من بعض، قال سفيان لأبي حصين: من الشعبي سمعته؟ قال: نعم.
(6) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الشعبي عن الحارث عن علي أن أهل بيت
غرقوا في سفينة، فورث عن بعضهم من بعض.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ليلى عن الشعبي عن عبيدة أن قوما وقع عليهم
بيت أو ماتوا في طاعون، فورث عمر بعضهم من بعض.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الحريش البجلي عن أبيه أن رجلا وابنه أو
أخوين قتلا يوم صفين جميعا، لا يدري أيهما قتل أولا، قال: فورث علي كل واحد منهما
صاحبه.
(9) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن رجل عن قبيصة بن ذؤيب أن
طاعونا وقع بالشام، فكان أهل البيت يموتون جميعا، فكتب عمر أن يورث الأعلى من
الأسفل، وإذا لم يكونوا كذلك ورث هذا من ذا، وهذا من ذا، قال سعيد: الأعلى من
الأسفل: كان الميت منهم يموت وقد وقعت يده على آخر إلى جنبه.
(10) حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن علي مثله.
(11) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور، قال إبراهيم في القوم يموتون لا
يدري أيهم مات قبل، قال: يورث بعضهم من بعض، قال: منصور: لا يضرك بأيهم بدأت
إذا ورثت بعضهم من بعض.
(74) من قال: يرث كل واحد منهم وارثه من
الناس ولا يورث بعضهم من بعض
(1) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن عمر بن عبد العزيز
أنه كان يورث الاحياء من الأموات، ولا يورث الغرقي بعضهم من بعض.

(73 / 5) منبج قرية قرب حماة والجسر المقصود جسر على نهر العاصي.
(73 / 8) يرث كل واحد منهما من صاحبه ثم يرث بعد ذلك ورثة كل واحد منهما ميراثه.
(74 / 1) وهو الأرجح والأبسط حسابا لان الأصل في الميراث أن يرث الاحياء الأموات فلا يعقل أن يرث
الأموات الأموات ما داموا ماتوا معا وعندما لا يدري أيهم مات قبلا فكأنهم ماتوا معا
372

(2) حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة قال: كان في كتاب عمر بن عبد العزيز: يرث
كل انسان وارثه من الناس.
(3) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم قال: أتته امرأة فقالت: إن أخي وابن
أخي خرجا في سفينة فغرقا، فلم يورثهما شيئا.
(4) حدثنا وكيع قال حدثنا حسين عن مغيرة عن إبراهيم قال: لا يرث واحد
منهما مما ورث من صاحبه شيئا.
(5) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري في الذين يموتون جميعا، لا يدري أيهم
قبل صاحبه، قال لا يورث بعضهم من بعض.
(75) في ثلاثة غرقوا وأمهم حية
ما لها من ميراثهم.
(1) حدثنا حفص عن أشعث عن جهم عن إبراهيم أن عليا ورث ثلاثة غرقوا في
سفينة بعضهم من بعض وأمهم حية، فورث أمهم السدس من صلب كل واحد منهم، ثم
ورثها الثلث مما ورث كل واحد من صاحبه، وجعل ما بقي للعصبة.
(76) حدثنا تفسير من قال: قال يورث بعضهم من
بعض كيف ذلك؟
(1) حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن سلام عن إبراهيم والشعبي أنه سمعهما يفسران
قولهم " يورث بعضهم من بعض " قالا: " إذا مات أحدهما وترك مالا، ولم يترك الآخر
شيئا، ورث ورثة الذي لم يترك شيئا ميراث صاحب المال، ولم يكن لورثة صاحب المال
شئ.
(77) في ولد الزنا لمن ميراثه
(1) حدثنا عبد السلام عن مغيرة عن إبراهيم: اللقيط بمنزلة اللقطة.

(76 / 1) الأصح في تفسير هذه المسألة أن من لا يملك مالا يرث ممن يملك المال نصيبه في كتاب الله أي
الفريضة المفروضة له لو كان حيا وهذه الفريضة فقط هي التي يرثها أولاده ويرث أولاد صاحب
المال بقية الميراث حسب فرائضهم.
(77 / 1) اللقيط بمنزلة اللقطة أي يرثه من التقطه ورباه لان له ولاءه
373

(2) حدثنا عبد السلام عن الحارث بن حضيرة عن زيد بن وهب قال: لما رجم علي
المرأة قال لأهلها: هذا ابنكم ترثونه ولا يرثكم، وإن جني جناية فعليكم.
(3) حدثنا عباد بن العوام عن محمد بن سالم عن الشعبي عن علي وعبد الله في ابن
الملاعنة: أمه عصبته وعصبتها عصبته وولد الزنا بمنزلته.
(4) حدثنا عباد عن عمر بن عامر عن حماد عن إبراهيم قال: ميراثه كله لامه يعني
ابن الملاعنة، ويعقل عنه عصبتها، وكذلك ولد الزنا، وولد النصراني وأمه مسلمة.
(5) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: ولد الملاعنة وولد الزنا يتوارثان
من قبل الأم.
(6) حدثنا حفص عن عمر عن الحسن قال: ولد الزنا بمنزلة ابن الملاعنة، أو ابن
الملاعنة بمنزلة ولد الزنا.
(7) حدثنا وكيع عن الأشعث عن الشعبي قال: كتب هشام بن هبيرة إلى شريح
يسأله عن ميراث ولد الزنا، فكتب إليه: أرفعه إلى السلطان قليل حزونته وسهولته.
(8) حدثنا يحيى بن آدم عن إبراهيم عن الحسن بن الحارث عن الحكم قال: ولد الزنا
وولد المتلاعنين ترثهما أمهما وأخوالهما.
(78) في الخنثى يموت كيف يورث
(1) حدثنا هشيم عن مغيرة عن سماك عن الشعبي عن علي في الخنثى قال: يورث من
قبل مباله.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا الحسن بن كثير الأحمسي عن أبيه أن معاوية أتى في خنثى
فأرسلهم إلى عمر فقال: يورث من حيث يبول.

(78 / 1) إن كانت تميل جسديا وعضويا إلى الأنوثة فهي خنثى وميراثها ميراث الأنثى.
وإن كان يميل جسديا وعضويا إلى الذكورة فهو شكر وميراثه ميراث الذكر.
والخنثى: أنثى لم يكتمل نمو أعضاء الأنوثة فيها
والشكر ذكر لم يكتمل نمو أعضاء الذكورة فيه.
من قبل مباله: أي حسب عضو البول عنده إن كان قضيبا صغيرا فهو شكر حكمه حكم الذكر
وإن كان كالأنثى فهو خنثى وحكمه حكم الأنثى
374

(3) حدثنا علي بن مسهر عن سعيد عن قتادة عن جابر بن زيد والحسن في الخنثى
قالا: يورث من مباله، قال: قتادة: فكتب في ذلك لسعيد بن المسيب فقال: نعم، وإن بال
منهما جميعا فمن أيهما سبق.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا عمر بن بشير الهمداني عن الشعبي في مولود ولد ليس
له ما للذكر ولا ما للأنثى، يبول من [... *...] قال: له نصف حظ الأنثى ونصف
حظ الذكر.
(5) حدثنا ابن عبادة عن محمد بن عبد الرحمن الغربي عن أبي جعفر في الخنثى:
يورث من مباله، وإن بال منهما جميعا فمن أيهما سبق.
(79) في الحميل من ورثه ومن كان
يرى له ميراثا
(1) حدثنا جرير عن ليث عن حماد عن إبراهيم قال: لم يكن أبو بكر وعمر وعثمان
يورثون الحميل.
(2) حدثنا حفص عن أبي طلق عن أبيه قال: أدركت الحملاء في زمان علي وعثمان
لا يورثون.

(78 / 4) [*] بياض في الأصل، ومن خلال سؤال أحد الأطباء عن ذلك أجاب بالآتي: في حالات نادرة
يكون للمولود الغير المكتمل نمو أعضائه التناسلية مجرد ثقب صغير في أسفل المثانة موضع الفرج
يعالج حاليا بالجراحة لاخراج أعضائه إذ تكون ملتحمة داخل الجلد ومن خلال حادثة اختلط فيها
مولود ذكر مع مولودة أنثى في عنبر التوليد فلم يدروا أيهما لهذه الأم وأيهما للأخرى ولما عجز
الأطباء الأميركيون عن معرفة ولد كل امرأة منهما ولم يف بغرضهما التشريع المسيحي والتشريع
اليهودي لجأوا إلى أحد علماء المسلمين في أميركا الذي طلب فحص حليب المرأتين لقوله تعالى:
{للذكر مثل حظ الأنثيين} فوجدوا أن دسم وكثافة حليب إحدى المرأتين ضعف دسم وكثافة
حليب الأخرى فكان الذكر لصاحبة الحليب الأدسم والأكثف.
وفي حالنا هذه يفحص حليب الأم ويقارن دسمه وكثافته بحليب امرأة أخرى قد ولدت أنثى،
فإن كان مقاربا كان المولد أنثى وإن كان أكثف وأدسم فالمولود ذكر أو بالأحرى عومل في
الحالة الأولى معاملة الأنثى في الميراث وفي الحالة الثانية معاملة الذكر.
(79 / 1) الحميل: الولد المسبي لم يولد في الاسلام أو الولد في بطن أمه إذا أخذت من أرض الشرك والولد
المنبوذ يحمله القوم ويربونه
375

(3) حدثنا ابن إدريس عن هشام عن الحسن وابن سيرين قالا: ما يورث الحميل إلا
ببينة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد
الرحمن بن ثوبان أن عمر كتب: لا يورث بولادة الشرك.
(5) حدثنا ابن نمير قال ثنا مجالد عن الشعبي قال: كتب إلى شريح أن لا يورث
حميل إلا ببينة.
(6) حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون قال: ذكر لمحمد أن عمر بن عبد العزيز
كتب في الحملاء: لا يورثون إلا بشهادة الشهود، قال: فقال محمد: قد توارث المهاجرون
والأنصار بنسبهم الذي كان في الجاهلية، فأنا أنكر أن يكون عمر كتب بهذا.
(7) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يتوارثون بالأرحام التي
يتواصلون بها.
(8) حدثنا جرير عن الأعمش عن أياس بن عباس عن شيخ من قومه أن أبا سليمان
غرق [... *...] أخ له يقال له راشد، فاختصم فيه بنو زبيد وبنو أسد، فارتفعوا إلى
مسروق فقال مسروق لبني أسد: أتشهدون أنه كان يحرم عنه ما يحرم الأخ من أخته،
فشهدوا بذلك، فأعطى أبا سليمان ميراثه.
(9) حدثنا وكيع قال سمعت الأعمش قال: كان أبي حميلا فمات أخوه، فورثه
مسروق منه.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حماد عن إبراهيم قال: قال عمر: كل نسب
يتواصل عليه في الاسلام فهو وارث موروث.
(11) حدثنا ابن إدريس عن أشعث عن الشعبي قال إذا كان نسبا معروفا موصولا
ورث - يعني الحميل.
(12) حدثنا وكيع عن شعبة قال: سألت الحكم وحمادا عن الحميل فقالا: لا يرث
إلا ببينة.

(79 / 8) [*] بياض في الأصل
376

(13) حدثنا عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحاربي قال ثنا زائدة بن قدامة قال ثنا
أشعث بن أبي الشعثاء قال: أقرت امرأة من بني محارب جليبة بنسب أخ لها جليب فورثه
عبد الله بن عتبة من أخته.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا الحكم بن عطية قال: سألت الحسن عن الحميل يقيم البينة
أنه أخوه، قال: يرثه في كتاب الله وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله.
(80) في المرتد عن الاسلام
(1) حدثنا ابن فضيل عن الوليد بن جميع عن القاسم بن عبد الرحمن عن عبد الله
قال: إذا ارتد المرتد ورثه ولده.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن علي أنه أتى بمستورد
العجلي وقد ارتد، فعرض عليه الاسلام فأبى فقتله وجعل ميراثه بين ورثته من المسلمين.
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن الحكم عن علي في ميراث المرتد: لورثته
من المسلمين.
(4) حدثنا ابن مهدي عن جرير بن حازم قال: كتب عمر بن عبد العزيز في
ميراث المرتد أنه لورثته من المسلمين، وليس لأهل [الردة] شئ.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن سعيد عن قتادة عن الحسن قال: يقتل، وميراثه لورثته
من المسلمين.
(6) حدثنا حفص عن عمر عن الحسن قال: جعل ميراث المرتد لورثته.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن موسى بن أبي كثير قال: سألت سعيد بن
المسيب عن ميراث المرتد، هل يوصل؟ قال: ما يوصل؟ قلت: يرثه بنوه؟ قال نرثهم لا
يرثوننا.

(79 / 13) جليبة: جلبت مع أمها في السبي.
جليب: جلب معها في السبي.
(80 / 1) المرتد يرثه ورثته من المسلمين ولا يرثهم.
(80 / 4) [الردة] أضفناها وهي بياض في الأصل والمعنى أنه إن نشأ له ورثة من أهل الردة فلا يرثون من
ماله الموجود في أرض المسلمين شيئا ولا يرث هو من المسلمين شيئا
377

(8) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن أبي الصباح موسى بن أبي كثير قال: سمعت
سعيد بن المسيب يقول: المرتدون ترثهم ولا يرثوننا.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الشعبي والحكم قالا: يقسم ميراثه
بين امرأته وبين ورثته من المسلمين.
(10) حدثنا وكيع قال سمعت سفيان يقول: إذا لحق بدار الحرب ثم رجع قبل أن
يقسم ميراثه أو يعتق الحاكم أمهات أولاده ومدبرته فهو أحق بهم.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عمرو عن الحسن قال: كان المسلمون يطيبون
لأهل المرتد ميراثه - يعني إذا قتل.
(81) في القاتل لا يرث شيئا
(1) حدثنا أبو خالد عن يحيى بن سعيد عن عمرو بن شعيب أن قتادة رجلا من بني
مدلج قتل ابنه، فأخذه به عمر بن الخطاب مائة من الإبل ثلاثين حقة وثلاثين جذعة
وأربعين خلفة وقال لأبي المقتول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس لقاتل ميراث ".
(2) حدثنا حفص عن حجاج عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال عمر: لا يرث
القاتل.
(3) حدثنا أبو بكر بن عياش عن مطرف عن الشعبي قال: قال عمر: لا يرث القاتل
عمدا ولا خطأ.
(4) حدثنا عباد عن حجاج عن حبيب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رجلا
قتل أخاه خطأ، فسئل عن ذلك ابن عباس فلم يورثه وقال: لا يرث قاتل شيئا.
(5) حدثنا شبابة عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: قضى
النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرث قاتل [من قاتل] قريبه شيئا من الدية عمدا أو خطأ وقال الزهري:
القاتل لا يرث من دية من قتل شيئا وإن كان ولدا أو والدا، ولكن يرث من ماله لان

(80 / 8) وهو ما سبق وذكرناه.
(81 / 1) لا يرث القاتل من المقتول.
(81 / 5) [من قاتل] نظنها خطأ من النساخ أو زيادة منهم لان المعني مكتمل بدونها والمعني لا يرث قاتل
من قريبه المقتول شيئا ولعل أصل العبارة لا يرث قاتل [من قتل] قريبه، أو لا يرث قاتل
[قتل] قريبه
378

الله قد علم أن الناس يقتل بعضهم بعضا، ولا ينبغي لاحد أن يقطع المواريث التي فرضها.
(6) حدثنا وكيع عن حسن عن ليث عن أبي عمرو العبدي عن علي قال: لا يرث
القاتل.
(7) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن عطاء قال: لا يرث القاتل من الدية ولا
من المال شيئا.
(8) حدثنا إبراهيم بن صدقة عن يونس عن الحسن أنه كان لا يورث القاتل ويرى
أنه يحجب.
(9) حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن أبي ذئب قال: سألت ابن شهاب عن القاتل
يرث شيئا، فقال: قال سعيد بن المسيب: مضت السنة أن القاتل لا يرث شيئا.
(10) حدثنا حماد بن مسعدة عن ابن أبي ذئب عن عبد الواحد بن أبي عون قالت:
قال محمد بن جبير: القاتل عمدا لا يرث من الدية ولا من غيرها شيئا، والقاتل خطأ لا
يرث من الدية شيئا ويرث من غيرها إن كان.
(11) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى بن سعيد عن عروة قال: لا يرث القاتل.
(12) حدثنا حاتم عن هشام عن أبيه قال: لا يرث قاتل شيئا.
(13) حدثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه عن الحكم قال: إذا قتل الرجل ابنه أو أخاه لم
يرثه، وورثه أقرب الناس بعده.
(14) حدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن جريج عن عطاء قال: إن قتله خطأ ورثه
من ماله، ولم يرث من ديته، وإن قتله عمدا لم يرث من ماله ولا من ديته.
(15) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: إذا تقتل وليه خطأ ورث من
ماله، ولم يرث من ديته، وإن قتله عمدا لم يرث من ماله ولا من ديته.
(16) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن علي في رجل
قتل أمه فقال: إن كان خطأ ورث، وإن كان عمدا لم يرث، قال وكيع، لا يرث قاتل
عمد ولا خطأ من الدية ولا من المال.

(81 / 8) أي يحجب قتله لقريبه الميراث عنه، الدية والمال التالد كله
379

(17) حدثنا يحيى بن يعلى عن منصور عن إبراهيم قال: لا يرث القاتل.
(18) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: لا يرث القاتل شيئا من
ديته ولا من ماله.
(19) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن رجل عن القاسم قال: لا يرث القاتل.
(20) حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن ليث عن طاوس قال: لا يرث القاتل.
(82) في ولد الزنا يدعيه الرجل يقول:
هو أبي، هل يرثه؟
(1) حدثنا روح بن عبادة عن محمد بن أبي حفصة قال حدثني ابن شهاب عن
علي بن حسين أنه كان لا يورث ولد الزنا وإن ادعاه الرجل.
(2) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن ابن طاوس قال: قلت له: ما كان
أبوك يقول في ولد الزنا يعتقه مواليه أو سادته فيستلحقه أبوه وقد علم أنه ابنه، قال: كان
يقول: لا يرث.
(3) حدثنا الضحاك عن ابن جريج عن عطاء أنه قال: يرثه إذا عرف مواليه أنه
ابنه، وإن أنكر مواليه وخاصموه لم يرثه.
(4) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من عهر بامرأة حرة أو أمة قوم فالولد ولد زنا، لا يرث ولا يورث ".
(5) حدثنا محمد بن أبي عدي عن أشعث عن محمد في ابن [... *...] تولد من
الزنا، قال: لا يلحق.
(6) حدثنا هشيم عن مغيرة عن سماك عن إبراهيم قال: لا يرث ولد الزنا، إنما يرث
من لا يقام على أبيه الحد أو يملك أمه بنكاح أو شراء.

(82 / 1) لان الولد للفراش كما جاء في الصحاح فأمه إما كانت زوجة رجل آخر فالولد له أولا عنها
فميراثه لامه وأهل أمه.
وإما كانت أمة رجل فهو لسيدها وهو يرثه.
وإما كانت في دار أهلها أيما أو عزباء فيرثه أمه وأهلها.
(82 / 4) من عهر بامرأة: من زنى بامرأة وفي الأصل [غهر] وهو خطأ في النسخ على الأرجح.
(82 / 5) [*] بياض في الأصل
380

(7) حدثنا يحيى بن آدم عن زهير عن الحسن بن الحر عن الحكم قال: حدثني أن ولد
الزنا لا يرثه الذي يدعيه ولا يرثه المولود.
(83) في المجوس كيف يرثون مجوسيا مات وترك ابنته
(1) حدثنا ابن مبارك عن معمر عن الزهري قال: يرث بأدنى النسبين.
(2) حدثنا ابن مبارك عن سعيد عن قتادة عن الحسن في رجل ترك ابنته أو أخته
امرأة له قال: ترث بأدنى قرابتها، قال: وقال قتادة: لها المال كله.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن معمر عن الزهري قال: لا يرث المجوسي إلا بوجه
واحد.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عمن سمع الشعبي عن علي و عبد الله أنهما كان يورثان
المجوسي من الوجهين.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة قال: سألت حمادا عن ميراث
المجوسي، قال: يرثون من الوجه الذي يحل.
(84) في رجل تزوج ابنته فأولدها
(1) حدثنا وكيع عن سفيان في مجوسي تزوج ابنته فأصاب منها ابنتين، ثم ماتت
إحداهما بعد موت الأب، قال: لأختها لأبيها ولأمها النصف، ولأختها لأبيه وهي أمها
السدس تكملة الثلثين، حجبت بنفسها.
(85) في الرجل يعتق الرجل سائبة لمن
يكون ميراثه
(1) حدثنا هشيم عن أبي بشر عن عطاء أن رجلا أعتق غلاما له سائبة، فمات وترك
مالا، فسئل ابن مسعود فقال: إن أهل الاسلام لا يسيبون، إنما كانت تسيب أهل
الجاهلية، أنت مولاه وولي نعمته وأولى الناس بميراثه، وإن تحرجت من شئ فهاهنا ورثه
كثير يعني بيت المال
381

(2) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن الشعبي قال: أتي ابن مسعود بمال أناس أعتقوه
سائبة، فقال لمواليه: هذا مال مولاكم، قالوا: لا حاجة لنا به، إنا كنا أعتقناه سائبة فقال
ابن مسعود: إن في أموال المسلمين له موضعا.
(3) حدثنا ابن علية عن التيمي عن أبي عثمان قال: قال عمر: السائبة والصدقة
ليومهما.
(4) حدثنا ابن علية عن التيمي عن بكر بن عبد الله المزني أن ابن عمر أتي بثلاثين
ألفا، قال: أحسبه، قال: أعتقته سائبة فأمر أن يشتري به رقاب.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا زكريا عن عامر في رجل أعتق غلاما له سائبة، قال:
الميراث لمولاه.
(6) حدثنا حاتم بن وردان عن يونس قال: سئل الحسن عن ميراث السائبة فقال:
كل عتيق سائبة.
(7) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال: لا أعلم ميراث السائبة إلا لمواليه إلا
أن [... *...].
(8) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن أبي عمرو الشيباني قال: قال
عبد الله: السائبة يضع ماله حيث شاء.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا بسطام بن مسلم عن عطاء بن أبي رباح أن طارق بن المرقع
أعتق غلاما له لله، فمات وترك مالا، فعرض على مولاه طارق، فقال، شئ جعلته لله،
فلست بعائد فيه، فكتب في ذلك إلى عمر، فكتب عمر أن اعرضوا المال على طارق،
فإن قبله فذاك وإلا فاشتروا به رقيقا فأعتقوهم، قال: فبلغ خمسة عشر رأسا.
(10) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد أن امرأة من الأنصار أعتقت سالما
سائبة، ثم قالت له: وإلى من شئت، فوالى أبن حذيفة بن عتبة فأصيب يوم اليمامة، فدفع
ماله إلى التي أعتقته.

(85 / 2) في أموال المسلمين له موضعا أي يكون ميراثه لبيت المال.
(85 / 4) أي يشتري بميراثه رقاب وتعتق.
(85 / 7) [*] بياض في الأصل، والأرجح أنها إلا أن [يرفض مواليه].
(85 / 10) لان الولاء لا يشرى ولا يباع ولا يوهب وهو للذي أعتق
382

(86) من قال: لا يرث المسلم الكافر
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن علي بن حسين عن عمرو بن عثمان عن
أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تتوارث الملتان المختلفتان ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان وشعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن
الأشعث بن قيس ماتت عمة له مشركة يهودية، فلم يورثه عمر منها، وقال: يرثها أهل
دينها.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن عبد الله بن معقل أن عمة
للأشعث بن قيس ماتت وهي يهودية، فلم يورثه عمر منها شيئا وقال: يرثها أهل دينها.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: يرثها أهل دينها، كل ملة تتبع ملتها.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا جعفر بن برقان عن ميمون بن مهران قال: أرسل إلى
العرس بن قيس الكندي فسألني عن أخوين نصرانيين أسلم أحدهما ومات الآخر وترك
مالا: فقلت: كان معاوية يقول: لو كان نصرانيا ورثه، فلم يزيده الاسلام إلا شدة، قال
العرس ابن قيس: إن ذلك علمنا، وعمر بن الخطاب في عمة الأشعث بن قيس ماتت وهي
يهودية فلم يورثه عمر منهما شيئا.
(6) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي: قال: لا يرث الكافر
المسلم ولا المسلم الكافر.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي مثله، وزاد
فيه: إلا أن يكون عبدا له فيرثه.
(8) حدثنا عبدة عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار عن عمر في يهودية ماتت،
قال: يرثها أهل دينها.
(9) حدثنا محمد بن فضيل عن بسام عن فضيل عن إبراهيم قال: لا يرث النصراني
المسلم ولا المسلم النصراني، فهذه قول علي وزيد، وأما عبد الله بن مسعود فإنه كان يقضي
بأنهم يحجبون ولا يورثون.

(86 / 9) يحجبون: أي يحجبون الميراث عمن دونهم في درجة القرابة من الميراث وإن كان هؤلاء من
المسلمين
383

(10) حدثنا حفص عن داود عن سعيد بن جبير قال: قال عمر: لا يرث الكافر
المسلم ولا المسلم الكافر.
(11) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن سعيد بن جبير قال: قال عمر مثله.
(12) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان عن الزهري قال: لا يرث المسلم
الكافر ولا الكافر المسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر، فلما
ولى معاوية ورث المسلم من الكافر ولم يورث الكافر من المسلم، قال: فأخذ بذلك الخلفاء
حتى قام عمر بن عبد العزيز، فراجع السنة الأولى ثم أخذ بذلك يزيد بن عبد الملك، فلما
قام هشام بن عبد الملك أخذ بسنة الخلفاء.
(13) حدثنا أسباط بن محمد عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر قال: لا يرث الرجل
غير أهل ملته إلا أن يكون عبد رجل أو أمته.
(87) من مكان يورث المسلم الكافر
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن أبي حكيم عن عبد الله بن بريدة عن
يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلي قال: كان معاذ باليمن فارتفعوا إليه في يهودي مات
وترك أخاه مسلما، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الاسلام يزيد ولا
ينقص " - فورثه.
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا إسماعيل عن الشعبي عن عبد الله بن معقل قال: ما
رأيت قضاء بعد قضاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن من قضاء قضى به معاوية في أهل
الكتاب، قال: نرثهم ولا يرثوننا كما يحل لنا النكاح فيهم ولا يحل لهم النكاح فينا.
(88) في النصراني يرث اليهودي واليهودي
يرث النصراني
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن رجل عن الحسن قال: لا يرث اليهودي
النصراني ولا يرث النصراني اليهودي.

(87 / 1) أي يرث المسلم ما قريبه غير المسلم أو الكافر ولا غير المسلم أو الكافر من مال المسلم.
(88 / 1) لقوله صلى الله عليه وسلم: لا يتوارث أهل الملتان المختلفتان
384

(2) حدثنا وكيع قال: قال حدثنا سفيان: الاسلام ملة والشرك ملة.
(3) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن الحكم وحماد قالا: الاسلام ملة والشرك
ملة.
(89) في الرجل يعتق العبد ثم يموت، من يرثه؟
(1) حدثنا الثقفي عن خالد عن محمد بن سيرين في رجل أعتق عبدا له نصرانيا ثم
مات، قال: لا يرثه.
(2) حدثنا يعلي عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم أن عمر بن عبد العزيز
أعتق عبدا له نصرانيا فمات فجعل ميراثه في بيت المال.
(90) الصبي يموت وأحد أبويه مسلم،
لمن ميراثه منهما؟
(1) حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن أنه كان يقول: إذا مات الصبي وأحد أبويه
مسلما قالا يرثه المسلم منهما دون الكفار منهما.
(2) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم وحجاج عن عطاء مثل ذلك.
(3) حدثنا غندر عن شعبة قال: سألت الحكم وحمادا عن الصبي يموت [... *...]
مسلما قال: هو مع المسلم، يرث المسلم ويرثه المسلم.
(4) حدثنا ابن علية عن عثمان البتي عن عبد الحميد بن سلمة عن أبيه عن جده أن
أبويه اختصما فيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أحدهما مسلم والآخر كافر، فخيره، فهال إلى الكافر
فقال: اللهم اهده، فتوجه إلى المسلم فقضى له به.
(5) حدثنا أبو معاوية عن أشعث عن الحسن عن عمر قال: الولد مع الوالد المسلم.

(88 / 2) أي كلهم بهذا الاعتبار ملة واحدة يرثون بعضهم والإسلام ملك أخرى يرث أهله بعضهم ولكن
لا يرث المسلم الكافر ولا يرث الكافر المسلم.
(89 / 1) لأنه صار حرا فيرثه أهل ملته.
(90 / 1) لان السلام أغلب.
(90 / 3) [*] بياض في الأصل. والأرجح فيها [وكان أحد أبويه مسلما].
(90 / 5) إذ لا ولاية لغير المسلم على أبناء المسلمين لأنه إن نشأ في حضن غير المسلم صار مثله
385

(6) حدثنا أبو معاوية عن أشعث عن الشعبي عن شريح مثله.
(7) حدثنا ابن إدريس عن أشعث عن الشعبي عن شريح قال: هو للوالد المسلم.
(8) حدثنا ابن خالد عن حجاج عن عطاء والحسن في اليهودي والنصراني يسلم:
الولد مع المسلم.
(9) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن أنه قال: إذا ماتت يهودية أو نصرانية
تحت مسلم له منهما أولاد صغار، فإن الولد مع أبيهم المسلم، فإن ماتوا وهم صغار فميراثهم
لأبيهم المسلم، ليس لأمهم من الميراث شئ ما داموا صغارا.
(91) الرجلان يقعان على المرأة في طهر واحد
ويدعيان جميعا ولدا، من يرثه؟
(1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سماك عن حنش قال: وقع رجل على وليدة
ثم باعها من آخر فوقعا عليها فاجتمعا عليها في طهر واحد، فولدت غلاما، فأتوا عليا
فقال علي: تركتما وليس لامه، وهو للباقي منكما بمنزلة أمه.
(2) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: قضى علي في رجلين وطئا امرأة في طهر
واحد، فولدت، فقضى أن جعله بينهما، يرثهما ويرثانه، وهو لآخرهما حياة.
(3) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: قضى عمر فيه بقول القافة.
(4) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: دعا عمر أمة فسألها من أيهما هو؟ فقالت: ما أدري وقعا على في طهر، فجعله عمر بينهما.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي عن عبد الله بن الخليل الحضرمي عن
زيد بن أرقم قال: بينا: نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل من اليمن وعلي بها فجعل
[يحدث] النبي صلى الله عليه وسلم ويخبره قال: يا رسول الله! أتى عليا ثلاثة نفر فاختصموا في ولد

(91 / 1) للباقي منكما: لآخر كما حياة.
(91 / 3) والقافة خبراء في النسب يحددون نسب الولد من هيأته وشكل يديه ورجليه إلخ... وفي عصرنا قد
يتوصل فحص خلايا الجد أو فصيلة الدم إذا تباعدت عند الرجلين نسب الولد إلا أنه ليس
أكيدا.
(91 / 5) [يحدث] بياض في الأصل، أضفناه من خلال سياق معني الجملة
386

كلهم، وزعم أنه ابنه وقعوا على امرأة في طهر واحد فقال علي: إنكم شركاء متشاكسون،
وإني مقرع بينكم، فمن قرع فله الولد وعليه ثلثا الدية [لصاحبيه]، قال: فأقرع بينهم فقرع
أحدهم فدفع إليه الولد وجعل عليه ثلثي الدية، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت
نواجذه أو أضراسه.
(6) حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن يحيى بن عبد الرحمن بن
حاطب عن أبيه أن عمر قضى في رجلين ادعيا رجلا لا يدري أيهما أبوه، فقال عمر
للرجل: اتبع أيهما شئت.
(92) في الرجل يأسره العدو فيموت له
الميت، أيرث منه شيئا؟
(1) حدثنا حفص بن غياث عن داود عن الشعبي عن شريح قال: أحوج ما يكون
إلى ميراثه وهو أسير.
(2) حدثنا ابن مهدي عن هشام عن قتادة عن سعيد قال: يرث.
(3) حدثنا ابن مهدي عن هشام عن قتادة عن الحسن في ميراث الأسير قال: إنه
لمحتاج إلى ميراثه.
(4) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: يرث الأسير.
(5) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عمن سمع إبراهيم يقول: لا يرث الأسير.
(6) حدثنا خالد بن الحارث عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب في الأسير في
أيدي العدو قال: لا يرث.
(7) حدثنا عفان قال ثنا وهيب عن داود عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يورث
الأسير.
(8) حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: يورث خال الأسير
وامرأته.

(91 / 6) أي تركه لميل قلبه لأنه لا بد أن يميل لأحدهما أكثر من الآخر، والأرجح أنه يميل لأبيه الحقيقي.
(92 / 5) الأرجح أن توقف حصته من الميراث حتى يطلق سراحه أو يموت فإن عاد حيا أخذ ميراثه وإلا
ردت حصته على باقي الورثة حسب أنصبتهم وإن كان في مال نصيبه فكاك له سعوا في فكه
387

(93) في المولود يموت وقد مات له بعض من يرثه
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن وابن سيرين قالا: لا يورث
المولود حتى يستهل.
(2) حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال سأل ابن الزبير
الحسين بن علي عن المولود فقال: إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه.
(3) حدثنا أبو الأحوص عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال: لقي ابن
الزبير الحسين بن علي فقال: يا أبا عبد الله! أفتنا في المولود يولد في الاسلام؟ قال: وجب
عطاؤه ورزقه.
(4) حدثنا أسباط بن محمد عن أشعث عن أبي الزبير عن جابر قال: إذا استهل
الصبي صلي عليه وورث، وإذا لم يستهل لم يورث ولم يصل عليه.
(5) حدثنا أسباط عن مطرف عن الشعبي قال: إذا استهل الصبي صلي عليه وورث،
وإذا لم يستهل لم يصل عليه ولم يورث.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا استهل تم عقله وميراثه.
(7) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أنه قال في المولود: لا يصلي عليه ولا
يورث ولا تكمل فيه الدية حتى يستهل.
(8) حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن في المولود يولد ولم يستهل قال:
إذا تحرك فعلم أن حركته من حياة وليس من اختلاج ورث، وإذا كان إنما حركته
اختلاج وليس من حياة لم يورث.
(9) حدثنا ابن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لا يصلي على السقط ولا
يورث.

(93 / 1) واستهلال المولود صراخه عند ولادته لان هذا الصراخ دليل ولادته حيا، فإن لم يولد حيا فلا
ميراث له.
(93 / 6) تم عقله: أي إذا أسقط بفعل ضربة أو أذى ألحقه شخص ما بأمه فاستهل ثم مات وجب على الفاعل
أداء ديته.
(93 / 9) السقط: الجنين يسقط ميتا
388

(10) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن عطاء عن ابن عباس قال:
إذا استهل الصبي ورث وورث وصلى عليه.
(11) حدثنا ابن مهدي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن القاسم قال: لا
يورث المولود حتى يستهل.
(12) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: ولدت امرأة ولدا فشهدن نسوة:
أختلج وولد حيا، ولم يشهدن على استهلاله، فقال شريح: الحي يرث الميت، ثم أبطل ميراثه لأنهن لم يشهدن على استهلاله.
(94) في الاستهلال الذي يورث به ما هو؟
(1) حدثنا ابن مهدي عن زائدة عن مغيرة عن إبراهيم قال: الاستهلال: الصياح.
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال:
استهلال الصبي صياحه.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد قال القاسم بن محمد:
الاستهلال: النداء والعطاس.
(4) حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: أرى العطاس من
الاستهلال.
(5) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخا من نخسة
الشيطان إلا ابن مريم وأمه.

(94 / 3) النداء: الصباح.
والعطاس لان بعض المواليد يعطس قبل أن يصرخ وذلك لدخول الهواء في منخريه لأول مرة في
حياته بعد خروجه من رحم أمه
389

في بعض الورثة يقر بأخ أو بأخت ما له؟
(1) حدثنا المحاربي عن الأعمش عن إبراهيم في الاخوة يدعي أحدهم الأخ
وينكره الآخرون، قال: يدخل معهم بمنزلة عبد يكون بين الاخوة، فيعتق أحدهم
نصيبه، قال: وكان عامر والحكم وأصحابهما يقولون: لا يدخل إلا في نصيب الذي
اعترف به.
(2) حدثنا أبو بكر عن ابن جريج قال: أخبرني بعض أهل صنعاء أن طاوسا قضى
في ميراث أربعة شهد أحدهم أن أباه استلحق عبدا كان بينهم، فلم يجز طاوس استلحاقه
بالنسب، ولكنه أعطى العبد خمس الميراث في مال الذي شهد أن أباه استلحقه، وأعتق
العبد في مال الذي شهد.
(3) حدثنا يحيى بن آدم عن شريك عن خالد عن ابن سيرين عن شريح في رجل
أقر بأخ، قال: بينته أنه أخوه.
(4) قال ثنا أبو عوانة عن منصور عن إبراهيم في الرجل يدعى أخا أو أختا قال: ليس
بشئ حتى يقروا جميعا.
(5) حدثنا وكيع قال: إذا كانا أخوين، فادعى أحدهما أخا وأنكره الآخر، قال:
كان ابن أبي ليلى يقول: هي من ستة: للذي لم يدع ثلاثة وللمدعي سهمان، وللمدعى
سهم، قال: وقال أبو حنيفة: هي من أربعة: للذي لم يدع سهمان وللمدعي سهم وللمدعي
سهم.
(96) في أمة لرجل ولدت ثلاثة أولاد فادعى
الأول والأوسط ونفى الآخر
(1) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم في أمة ولدت ثلاثة أولاد فادعى
مولاها الأول والأوسط، ونفى الآخر قال: هو كما قال.

(95 / 1) المقصود الاعتراف بالأخ من أمة كانت لأبيه.
(96 / 1) نفى الآخر: نفى انتسابه إليه اي أنكر أبوته له
390

(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن عامر في الرجل يولد له الولدان فينفي
أحدهما، قال: يقر بهما جميعا أو ينفيهما جميعا.
(97) فيما ترث النساء من الولاء وما هو؟
(1) حدثنا عبد السلام عن الأعمش عن إبراهيم عن علي وعمر وزيد أنهم كانوا لا
يورثون النساء من الولاء إلا ما أعتقن.
(2) حدثنا عباد عن هشام عن ابن سيرين قال: لا ترث النساء من الولاء إلا ما
كاتبن أو أعتق من أعتقن.
(3) حدثنا معاذ عن أشعث عن الحسن أنه قال: لا ترث النساء من الولاء إلا ما
أعتقن أو أعتق من أعتقن إلا الملاعنة فإنها ترث من أعتق ابنها الذي انتفى منه أبوه.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن رجل عن عمر بن عبد العزيز قال:
لا ترث النساء من الولاء إلا ما كاتبن أو أعتقن.
(5) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة في امرأة توفيت وتركت مولاها، قال
هو مولاها إذا مات يرثه من يرثها من الذكور.
(6) حدثنا عمر بن هارون عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال: لا
ترث النساء من الولاء إلا ما أعتقن أو كاتبن.
(7) حدثنا غندر عن شعبة عن مغيرة عن إبراهيم قال: لا ترث النساء من الولاء إلا
ما أعتقن.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال في الرجل يكاتب عبده
ثم يموت ويدع ولدا رجالا ونساء قال: المال بينهم بالحصص، والولاء للرجال دون النساء.
(9) حدثنا وكيع قال سفيان عن رجل لم يكن يسميه عن أبي سلمة وسعيد بن المسيب
في الرجل يكاتب عبده ثم يموت ويدع ولدا رجالا ونساء قالا: المال بينهم بالحصص،
والولاء للرجل دون النساء.

(97 / 1) لان الولاء كالنسب ولا يكون النسب في النساء إلا بقرابة الرحم والولاء قرابة لا رحم فيها.
(97 / 6) لأنهن هنا قد اكتسبن الولاء بما أنفقن من مالهن ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم الولاء لمن أعتق.
(97 / 8) لان المال ميراث أما الولاء فليس مالا وإن نتج عنه ميراث
391

(10) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أن امرأة أعتقت سالما أبا حذيفة
وتبناه فمات فدفع ميراثه إليها.
(98) في امرأة اشترت أباها، فأعتقته ثم
مات ولها أخت
(1) حدثنا حفص عن أشعث عن جهم عن إبراهيم في امرأة اشترت أباها فأعتقته
فمات ولها أخت، قال: لهما الثلثان في كتاب الله، ولها الثلث الباقي لأنها عصبته، قال أبو
بكر: وهو عندي القول.
(99) في امرأة أعتقت مملوكا ثم مات
لمن يكون ولاؤه؟
(1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن حماد بن الجعد عن قتادة أن امرأة أعتقت مملوكا
لها ثم مات لمن يكون ولاؤه، لعصبتها أو لعصبة ابنها، قال: كان الحسن وسعيد بن المسيب
يقولان: هو لعصبة الغلام، قال: وحدثنا صالح بن الخليل أن ابن عباس قال ذلك.
(2) حدثنا هشيم عن إسماعيل بن سالم عن الشعبي قال: سمعته يقول: ولد المرأة
الذكر أحق بميراث مواليها من عصبتها، وإن كان جناية فعلى عصبتها.
(3) حدثنا حميد عن حسن عن فراس عن الشعبي عن شريح في امرأة أعتقت رجلا
ثم مات، قال: الولاء لولدها والعقل عليهم، قال: وكان عامر يقول: الولاء لولدها والعقل
عليهم.
(4) حدثنا أبو أسامة عن حسين المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال:
تزوج رئاب بن حذيفة بن سعيد بن سهم أم وائل ابنة معمر الجمحية، فولدت له ثلاثة،
فتوفيت أمهم، فولدت له ثلاثة، فتوفيت أمهم، فورثها بنوها رباعها وولاء مواليها،
فخرج بهم عمرو بن العاص إلى الشام، فماتوا في طاعون عمواس، قال: فورثهم عمرو،
وكان عصبتهم، فلما رجع عمرو جاءوا بنو معمر فخاصموه في ولاء أختهم إلى عمر بن

(97 / 10) التبني غير قائم شرعا.
(98 / 1) هي عصبته: لأنها هي التي أعتقته
392

الخطاب فقال عمر: أقضي بينكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " ما أحرز الولد أو الوالد فهو لعصبته من كان "، قال: فقضى لنا به، وكتب لنا
كتابا فيه شهادة عبد الرحمن بن عوف وزيد بن ثابت وآخر، حتى إذا استخلف عبد
الملك بن مروان توفي مولى لها وترك ألفي دينار فبلغني أن ذلك القضاء قد غير،
فخاصموا إلى هشام بن إسماعيل، فرفعنا إلى عبد الملك فأتيناه بكتاب عمر فقال: إن
كنت لأرى أن هذا من القضاء الذي لا يشك فيه، وما كنت أرى أن أمر أهل المدينة بلغ
هذا أن يشكوا في هذا القضاء، فقضى لنا فيه، فلم نزل فيه بعد.
(5) حدثنا يحيى بن أزهر قال ثنا مندل عن الأعمش عن إبراهيم قال: قال علي: في
امرأة تعتق الرجل: الولاء لولدها وولد ولدها ما بقي منهم ذكر فإن انقرضوا رجع إلى
عصبتها.
(100) رجل مات وترك ابنه وأباه ومولاه،
ثم مات المولى وترك مالا
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن شريح وزيد بن ثابت في رجل
مات وترك ابنه وأباه ومولاه: ثم مات المولى وترك مالا فقال شريح: لأبيه السدس، وما
بقي فللابن، وقال زيد بن ثابت: المال للابن، وليس للأب شئ.
(2) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم قال: سألته عن رجل أعتق مملوكا له فمات
ومات المولى وترك الذي أعتقه أباه وابنه، فقال إبراهيم: لأبيه السدس، وما بفي فهو
لابنه.
(3) حدثنا هشيم عن منصور عن الحسن قال: هو للابن.
(4) حدثنا هشيم عن محمد بن سالم عن الشعبي أنه كان يقول ذلك.
(5) حدثنا هشيم عن شعبة قال: سمعت الحكم وحمادا يقولان: هو للابن.
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا شعبة قال: سألت الحكم وحمادا وأياس بن معاوية بن
قرة عن امرأة أعتقت غلاما لها ثم ماتت وتركت أباها وابنها فقالا: الولاء للابن، وقال
أياس: الولاء لولدها ما بقي منهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال: الولاء للابن.
393

(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان قال: بلغني عن زيد بن ثابت أنه قال: الولاء للابن.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حماد قال: الولاء للابن، وهو قول سفيان.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن أبي معشر قال: كان إبراهيم يقول: للأب
سدس الولاء وللابن خمسة أسداس الولاء، قال شعبة: قلت لأبي معشر: أسمعته من
إبراهيم يقوله؟ قال: سمعته، وقال مغيرة: سمعته من إبراهيم يقوله.
(11) حدثنا هشيم عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه كان يقول: الولاء بمنزلة
المال.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا أبو عاصم عن الشعبي عن شريح أنه كان يجري الولاء
مجرى المال.
(101) في رجل مات وترك مولى له وجده
وأخاه، لمن الولاء؟
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء في رجل مات وترك مولى
له وجده وأخاه لمن ولاء مولاه، قال عطاء: الولاء بينهما نصفين.
(2) حدثنا وكيع قال: قال سفيان: بلغني عن الزهري أنه قال: الولاء للجد.
(3) حدثنا زيد بن الحباب عن ابن أبي ذئب عن الزهري في رجل ترك جده وأخاه
قال: الولاء للجد لأنه ينسب إلى الجد ولا ينسب إلى الأخ.
(102) مملوك تزوج حرة ثم إنه أعتق بعد ما ولدت
له أولادا، لمن يكون ولاء ولده؟
(1) حدثنا جرير عن منصور والأعمش عن إبراهيم عن عمر في المملوك تزوج
الحرة فتلد له أولادا فيعتق، قال: يلحق به ولاء ولده.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم، قال الأعمش: أراه عن الأسود قال

(101 / 2) الولاء للجد: إن كان جده لأبيه.
(102 / 1) يلحق به ولاء ولده: أي يكون ولاء ولده لمواليه هو
394

عمر: إذا كانت الحرة تحت المملوك فولدت فولاء ولدها لموالي الأم، فإذا أعتق الأب
جر الولاء.
(3) حدثنا حفص عن أشعث عن الشعبي عن عمر وعلي وعبد الله وزيد كانوا
يقولون: إذا لحقته العتاقة وله أولاد من حرة جر ولاءهم، فقلت للشعبي: فالجد؟ قال:
الجد يجر كما يجر الأب.
(4) حدثنا معتمر عن حجاج عن الشعبي عن الحارث عن علي قال: يرجع الولاء إلى
موالي الأب إذا أعتق، وحدث أن عمر وعثمان قضيا به وأن شريحا لم يقض به ثم قضى
به.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه أن مكاتبا للزبير تزوج أم ولد
لرافع بن خديج، قال: فولدت أولادا تم أعتق، فاختصم الزبير ورافع في ولائهم إلى عثمان
فقضى بالولاء للزبير.
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم التيمي أن
عثمان بن عفان قضى بالولاء للزبير.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن الشعبي عن الأسود عن عبد الله قال:
إذا أعتق الأب جر الولاء.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن رجل من الأنصار يقال له إبراهيم
عن علي قال: إذا أعتق الأب جر الولاء.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن شريح أنه كان لا يقضي
بجر الولاء حتى حدثه الأسود عن عبد الله أنه قضى به، فقضى شريح.
(10) حدثنا عبد الأعلى عن داود عن عكرمة بن خالد عن عمر بن عبد العزيز
قال: يجر ولاء ولده.
(11) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن محمد قال: يجر ولاء ولده.
(12) حدثنا معتمر عن يونس عن الحسن قال: يرجع الولاء إلى موالي الأب إذا
أعتق.
(13) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن قتادة عن سعيد
وخلاس أنهما قالا: إذا تزوج المملوك الحرة فولدت أولادا ثم أعتق أنه يجر الولاء.
395

(14) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي قال: الجد
يجر الولاء.
(103) من كان يقول: ما ولدت وهو
مملوك فولاؤه لموالي أمه
(1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن قيس بن سعد عن مجاهد،
وعن قتادة عن حميد بن عبد الرحمن، وعكرمة بن خالد عن يزيد بن عبد الملك قالوا: ما
ولدت وهو مملوك فالولاء لموالي الأم، وما ولدت وهو حر فالولاء لموالي الأب.
(2) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أنه كان يقول: لا يجر الولاء إلا ما
ولدت وهو حر.
(3) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: رجل تزوج حرة
فولدت ثم عتق العبد لمن ولاء ولده؟ قال: ولاء ولده لأهل أمهم.
(4) حدثنا ابن علية عن ابن عون عن الحسن كان يقول: إذا أعتق الرجل وأعتق
ابنه رجل آخر جر ولاء أبيه، فأتاه محمد بن سيرين فقال: عمر يقول هذا، قال: نحن
نقوله.
(104) في رجل أعتقه قوم وأعتق أباه آخرون
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم في رجل أعتقه قوم وأعتق أباه آخرون قال:
يتوارثان بالأرحام وجنايتهما على عاقلة مواليهما.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حماد عن إبراهيم قال: اختصم علي والزبير في
مولى لصفية إلى عمر فقضى عمر بالميراث للزبير والعقل على علي.

(103 / 1) أي لان ولاء الأب لم يكن قائما عندما ولدوا وإنما ولاء الأم فولاء الأولاد الذين ولدوا وهو عبد
لموالي أمه أما الذين يولدون بعد أن تكون الولاء بعتقه فولاؤهم لموالي أبيهم
396

(105) من قال: إذا كانت العصبة أحدهم
أقرب بأم فله المال
(1) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن أبي وائل قال: كتب عمر إلى عبد الله: إذا
كان أحد العصبة أقرب بأم فأعطه المال.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قضي
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدين قبل الوصية، وأنتم تقرأون " {من بعد وصية يوصى بها أو
دين} " وأن أعيان بني الأم يتوارثون دون بني العلات، الاخوة من الأب والأم دون
الاخوة من الأب.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن مغول قال سألت الشعبي عن بني عم لأب وأم إلى
ثلاثة وعن بني عم لأب إلى اثنين فقال الشعبي: المال لبني العلات.
(4) حدثنا جرير عن منصور عن إبراهيم قال: قال عمر: إذا كانت العصبة أحدهم.
أقرب بأم، قال: فالولاء له.
(106) في الولاء من قال: هو للكبر يقول:
الأقرب من الميت
(1) حدثنا ابن فضيل عن مغيرة عن إبراهيم أن عليا وعبد الله وزيدا قالوا: الولاء
للكبر.
(2) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عمر وعبد الله وزيد
قالوا: الولاء للكبر.
(3) حدثنا ابن إدريس عن الشيباني عن الشعبي عن شريح أنه قضي فيه كما يقضي
في المال، قال: وكان علي وزيد يجعلانه للكبر.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر وسفيان عن عمران بن مسلم بن رياح الثقفي عن
عبد الله بن معقل عن علي قال: الولاء شعبة من الرق، فمن أحرز الميراث أحرز الولاء.

(105 / 2) [من بعد وصية يوصى بها أو دين] سورة النساء من الآية (12).
(106 / 1) للكبر: أي لأكبر الأولاد الذكور
397

(5) حدثنا وكيع عن مسعر عن ابن رياح عن سالم بن عبد الله قال: الولاء للكبر.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ليث عن طاوس قال: الولاء للكبر.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عمران بن مسلم عن أبي مالك الغفاري قال: [*]
المعتق الأول فإنكم [*] من يرثه فله ولاء مولاه.
(8) حدثنا هشيم عن يونس عن ابن سيرين قال: إذا مات مولى القوم نظر إلى أقرب
الناس منه فجعل له ميراثه.
(9) حدثنا وكيع عن أبي عاصم عن الشعبي قال: كان شريح يجري الولاء مجرى
المال، قال الشعبي: وأهل المدينة يقولون: الولاء للكبر.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن أبي عون أن شريحا قضى في الأشعث أن الولاء
بين العم وبين الأخ.
(107) اللقيط لمن ولاؤه
(1) حدثنا ابن عيينة عن الزهري سمع سنين أبا جميلة يقول: وجدت منبوذا على
عهد عمر، فذكره عريفي لعمر فدعاني فسألني فأخبرته فقال: حر، وولاؤه لك وعلينا
رضاعه.
(2) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: قال علي: المنبوذ حر، فإن
أحب أن يوالي الذي التقطه والاه، وإن أحب أن يوالي غيره والاه.
(3) حدثنا عمر بن هارون عن ابن جريج عن عطاء قال الساقط يوالي من شاء.
(108) في ميراث اللقيط لمن هو؟
(1) حدثنا عبد السلام بن حرب عن مغيرة عن إبراهيم قال: ميراث اللقيط بمنزلة
[*].

(106 / 7) [*] بياض في الأصل.
(107 / 1) رضاعه علينا: أي كلفة رضاعة على بيت مال المسلمين.
(107 / 3) الساقط المنبوذ لا يعرف نسبه.
(108 / 1) [*] بياض في الأصل، والأرجح أنها [اللقطة] أي ميراثه لمن التقطه راجع 77 / 1 من هذا
الكتاب
398

(2) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن قال: جريرته في بيت المال، وميراثه لهم.
(3) حدثنا حماد بن خالد عن ابن أبي ذئب عن الزهري أنه عمر بن الخطاب أعطى
ميراث المنبوذ الذي كفله.
(4) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمر بن رؤبة عن عبد الواحد بن عبد الله النصري
عن واثلة بن الأسقع قال: ترث المرأة ثلاثة: لقيطها وعتيقها والملاعنة ابنها.
(109) في الرجل يسلم على يدي رجل ثم يموت،
من قال: يرثه
(1) حدثنا وكيع قال ثنا عبد العزيز عن عبد الله بن موهب قال: سمعت تميما
الداري يقول: قلت: يا رسول الله! ما السنة في الرجل من أجل الكتاب يسلم على يدي
الرجل من المسلمين؟ قال: " هو أولى الناس بمحياه ومماته ".
(2) حدثنا عبد السلام عن خصيف عن مجاهد أن رجلا أتى عمر فقال: إن رجلا
أسلم على يدي فمات وترك ألف درهم، فتحرجت منها، فرفعتها إليك، فقال: أرأيت لو
جنى جناية على من كانت تكون؟ قال: علي، قال: فميراثه. (3) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أن عمر بن الخطاب قال: إذا والى
رجل رجلا فله ميراثه وعليه عقله.
(4) حدثنا ابن نمير قال ثنا عبد العزيز بن عمر قال: قضي أبي في رجل من أهل
الذمة أسلم على يدي رجل فمات وترك ابنة، فأعطى ابنته النصف، وأعطى الذي أسلم على
يديه النصف.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن محمد بن المنتشر عن مسروق
قال: كان فينا رجل نازل أقبل من الديلم،، فمات وترك ثلاثمائة درهم، فأتيت ابن مسعود
فسألته فقال: هل له من رحم أو هل لاحد منكم عليه عقد ولاء، قلنا: لا، قال: فها هنا
ورثه كثير - يعني بيت المال.

(109 / 1) أي أن ولاءه لمن أسلم على يديه وهو يرثه إن لم يكن له ورثة من المسلمين
399

(6) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن أبي الأشعث عن مولاه قال: سألت عمر عن
رجل أسلم على يدي [*]، قال: أنت أحق الناس بميراثه ما لم يترك وارثا، فإن لم
يترك وارثا ففي بيت المال.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا الربيع بن أبي صالح الأسلمي عن رجل سماه أن رجلا من
أهل السواد يقال له حشي أتى عليا ليواليه فأبي أن يواليه، قال: فأتى العباس أو ابن
العباس فوالاه.
(8) حدثنا غندر عن عثمان بن غياث [*] الحسن يقول في رجل أسلم على يدي
رجل فقال: له ميراثه إلا أن يكون له أخت، فإن كانت أخت فلها المال وهي أحق به.
(9) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين إن أبا الهذيل أسلم على
يديه رجل، فمات وترك عشرة آلاف درهم، فأتى بها أبو هذيل زيادا فقال زياد: أنت
أحق بها، فقال: لا حاجة لي فيها، فقال زياد: أنت وارثه، فأبى فأخذها زياد، فجعلها
في بيت المال.
(110) من قال: إذا أسلم على يديه
فليس له من ميراثه شئ
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مطرف عن الشعبي وعن يونس عن الحسن قالا:
ميراثه للمسلمين وعقله عليهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا داود بن أبي عبد الله قال: كان لنا ظئر ولها ابن أسلم على
أيدينا: فمات الابن وترك مالا فسألت الشعبي فقال: ادفعه إلى أمه.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا حسن بن صالح عن مطرف عن الشعبي قال: لا ولاء إلا
لذي نعمة.

(109 / 6) [*] بياض في الأصل، ولا شئ فيه على الأرجح فيه على الأرجح لان المعني مكتمل ولعل الفراغ من الناسخ
أبعد فيه كلمة عن الكلمة التي تليها.
(109 / 8) [*] بياض في الأصل، وفيه اسم أحد رواة الأثر ناقصا.
(110 / 1) باعتبار أن كل المسلمين دعاة إلى الاسلام والتوحيد.
(110 / 2) الظئر: المرضعة.
(110 / 3) ذي نعمة كالسيد يعتق عبده أو يكاتبه أو يجد المنبوذ فيلتقطه أو يرث الولاء عن والده أو أخيه أو
أمه أو أخته
400

(4) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن في رجل وإلى رجلان فأسلم على يديه،
قال:: لا يرثه إلا أنه إن شاء أوصى له بماله كله.
(111) في الرجل يموت ولا يعرف له وارث
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن الأصبهاني عن مجاهد بن وردان
عن عروة بن الزبير عن عائشة أن مولى للنبي صلى الله عليه وسلم وقع من نخلة فمات وترك مالا ولم يدع
ولدا ولا حميما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أعطوا ميراثه رجلا من أهل قريته ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد
الرحمن بن ثوبان أن رجلا من جرهم توفي بالسراة وترك مالا فكتب فيه إليه عمر فكتب
عمر إلى الشام فلم يجدوا بقي من جرهم واحد، فقسم عمر ميراثه في القوم الذين توفي
فيهم.
(3) حدثنا بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن أبيه عن عبد الرحمن بن
عمرو بن سهل قال: مات مولى على عهد عثمان ليس له مولى، فأمر عثمان بماله فأدخل
بيت المال.
(4) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي عن مسروق سئل عن رجل مات ولم يترك
مولى عتاقة ولا وارثا، قال: ماله حيث وضعه فإن لم يكن أوصى بشئ فماله في بيت المال.
(5) حدثنا عباد بن العوام عن أبي بكر بن أحمر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:
كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه رجل فقال: يا رسول الله! إن عندي ميراث رجل من
الأزد وإني لم أجد أزديا أدفعه إليه، قال: فانطلق فالتمس أزديا عاما أو حولا فادفعه
إليه "، قال: فانطلق ثم أتاه في العام السابع فقال: يا رسول الله! ما وجدت أزديا أدفعه
إليه، قال: " فانطلق ثم أتاه في العام السابع فقال: يا رسول الله! ما وجدت أزديا أدفعه
إليه، قال: " انطلق إلى أول خزاعي فادفعه إليه، قال: فلما ولى قال: علي به، قال
فاذهب فادفعه إلى أكبر خزاعة ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عمرو بن دينار عن يحيى بن
جعدة عن عمر أن رجلا مات ولم يترك عصبة، فقال: عمر، يرثه الذي كان يغضب
لغضبه وجيرانه.

(111 / 5) عاما أو حولا: المعنى واحد إنما الشك من الراوي في أي اللفظتين قالهما الرسول صلى الله عليه وسلم.
أدفعه إلى أكبر خزاعة وذلك للقرابة بين خزاعة والأزد
401

(7) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة قال ثنا محمد بن إسحاق عن يعقوب
ابن عتبة عن سليمان بن يسار قال: توفي رجل من الحبشة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بميراثه،
قال: " انظروا هل له وارث؟ فلم يجدوا له وارثا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انظروا من
هاهنا من مسلمي الحبشة فادفعوا إليهم ميراثه ".
(112) في الذمي يموت ولا يدع عصبة ولا وارثا،
من يرثه؟
(1) حدثنا عبد السلام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب
عن أبيه عن جده أن عمرو بن العاص كتب إلى عمر في الراهب يموت ليس له وارث،
فكتب إليه أن أعطه ميراثه الذين كانوا يؤدون جزيته.
(2) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم في الذمي يموت ليس له وارث، قال: ميراثه
لأهل قريته يستعينون به في خراجهم.
(3) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن مغيرة قال: سألت الحسن عن رجل بايع امرأة
من أهل الذمة، فكان لها عنده شئ فنبذها فلم يجدها، أيجعله في بيت مال المسلمين؟ قال:
نعم.
(113) في الكلالة من هم؟
(1) حدثنا ابن عيينة عن سليمان عن طاوس عن ابن عباس قال: كنت آخر الناس
عهدا بعمر فسمعته يقول: الكلالة من لا ولد له.
(2) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن الشعبي قال: قال أبو بكر: رأيت في الكلالة
رأيا، فإن يك صوابا فمن عند الله، وإن يك خطأ فمن قبلي والشيطان: الكلالة ما عدا
الولد والوالد.
(3) حدثنا محمد بن بكر عن ابن حريج عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد قال:
قال لي ابن عباس: الكلالة من لا ولد له ولا والد.

(111 / 7) أي أن الميراث للأقرب ثم القريب ثم البعيد ثم الا بعيد على أن يكون ذا صلة من نوع ما به
402

(4) حدثنا المقبري عن سعيد بن أبي أيوب قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي
الخير عن عقبة بن عامر أنه قال: ما أعضل بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ ما أعضلت بهم
الكلالة.
(5) حدثنا سهل بن يوسف عن شعبة عن الحكم، قال: سألته عن الكلالة فقال: ما
دون الولد والأب.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يعلي عن القاسم عن سعد بن مالك أنه قرأ هذا
الحرف {وله أخ أو أخت}، من أم ".
(7) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن أبي إسحاق عن سليم بن عبد السلولي عن ابن عباس قال: الكلالة ما خلا الوالد والولد.
(8) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن السميط قال: كان عمر يقول: الكلالة
ما خلا الولد والوالد.
(9) حدثنا عباد بن العوام عن سفيان عن حسين عن رجل عن ابن عباس قال:
الكلالة هو الميت.
(114) في بيع الولاء وهبته، من كرهه
(1) حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن بيع الولاء وعن هبته.
(2) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال علي: الولاء بمنزلة
الحلف، لا يباع ولا يوهب، أقروه حيث جعله الله تعالى.
(3) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: قال عبد الله: إنما الولاء كالنسب،
أيبيع الرجل نسبه.
(4) حدثنا جرير وحفص وأبو خالد عن عبد الملك عن عطاء عن ابن عباس قال:
الولاء لا يباع ولا يوهب.

(113 / 6) سورة النساء من الآية (12)
، والمقصود أنه قرأها وبعد كلمة أخت (من أم) ولكنها غير موجودة
عندنا لان تتمة العبارة في القرآن الكريم: {فلكل واحد منهما السدس} صدق الله العظيم.
(113 / 7) ما خلا الولد والولد وقد صححناها استنادا للأحاديث السابقة وفي الأصل ما خلا الوالد والولد
403

حدثنا محمد بن يزيد عن أيوب أبي العلاء عن قتادة عن عمر قال: الولاء
كالرحم لا يباع ولا يوهب.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي مسكين عن إبراهيم قال: الولاء لا يباع ولا
يوهب.
(7) حدثنا عباد عن هشام عن الحسن وابن سيرين أنهما قالا: الولاء شجنة كالنسب.
لا يباع ولا يوهب.
(8) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: الولاء لا يباع ولا يوهب.
(9) حدثنا ابن علية عن ليث عن طاوس قال: الولاء لا يباع ولا يوهب ولا يتصدق به.
(115) من رخص في هبة الولاء
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو قال: وهبت ميمونة ولاء سليمان بن يسار لابن
عباس.
(2) حدثنا جرير عن منصور قال: سألت إبراهيم عن رجل أعتق رجلا، فانطلق
المعتق فوالى غيره، قال: ليس له ذلك إلا أن يهبه المعتق.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن أبي بكر بن عمرو بن حزم أن
امرأة من محارب وهبت ولا عبدها لنفسه وأعتقته وأعتق نفسه، قال: فوهب نفسه لعبد
الرحمن بن عمرو بن حزم، قال: وماتت فخاصم الموالي إلى عثمان، قال: فدعا عثمان بالبينة
على ما قال، قال: فأتاه بالبينة فقال عثمان: اذهب فوال من شئت، قال أبو بكر: فوالى
عبد الرحمن بن عمرو بن حزم.
(4) حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة قال: أخبرني منصور عن إبراهيم والشعبي
أنهما قالا: لا بأس ببيع ولا السائبة وهبته.
(5) حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث عن حماد بن سلمة عن قتادة أن امرأة

(114 / 7) شجنة: صلة كالقرابة.
(115 / 2) يهبه المعتق: يجعل ولاءه في يده له أن يوالي من يريد.
(115 / 4) السائبة: العبد يعتق ويهبه معتقه ولاءه لنفسه له أن يجعله حيث يريد
404

وهبت ولاء مواليها لزوجها، فقال هشام بن هبيرة: أما أنا فأراه لزوجها ما عاش، فإذا
مات رددته إلى ورثة المرأة.
(6) حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن إبراهيم قال: لا بأس إذا أذن الموالي أن يوالي غيره.
(7) حدثنا ابن علية عن سعيد عن قتادة - وجدته في مكان آخر: عن سعيد بن
المسيب أنه كان لا يرى بأسا ببيع الولاء إذا كان من مكاتبة، ويكرهه إذا كان عتقا.
(8) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن منصور قال: سألت إبراهيم عن بيع الولاء
فقال: هو محدث.
(9) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سليمان عن إبراهيم قال: لا ترث النساء من
الولاء إلا ما أعتقن.
(116) في امرأة توفيت ولها بنون وابنتان
إحدى الابنتين غائبة
(1) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا زكريا سمعت عامرا يقول في امرأة توفيت ولها
ثلاثة بنين ذكور وابنتان إحداهما غائبة بالشام والأخرى عندما، فزعمت أن لها عند
ابنتها التي بالشام مالا، وأنها قالت لبنيها: أحب أن تطلبوا لها المال الذي عندها، بما يصيبها
من ميراثي، فقالوا: نعم، قالت: [*] أن تجعلوا ما يصيبها من ميراثي لأختها،
فنصيبها كنصيب رجل منكم، فقالوا: نعم، ثم إن ابنتها جاءت بعد ما اقتسموا الميراث
فطلب ما يصيبها من ميراثها، قالت: لم يكن لها عندي مال، فسئل إبراهيم فقال: يؤخذ
من كل انسان منهم بالسوية فيرد عليها، وقال عامر: يؤخذ أحد السهمين اللذين أصابت
الجارية، فيرد على أختها، فيصيب كل واحدة منهما سهم، ولكل رجل سهمان.

(116 / 1) [*] بياض في الأصل، والأرجح أن الكلمة الناقصة هي [أريد أن أوصى] لان بها اكتمال معنى
العبارة ولا مجال لأي كلمة أخرى.
والأرجح قول عام لان البنت التي كانت عندها قد أخذت ميراثها وميراث أختها لقول الأم
[أريد أن تجعلوا ما يصيبها من ميراثي لأختها]
405

(117) في الرجل والمرأة يسلم قبل
أن يقسم الميراث
(1) حدثنا هشيم عن أدهم السدوسي عن أناس من قومه أن امرأة ماتت وهي
مسلمة وتركت أما لها نصرانية، فأسلمت أمها قبل أن يقسم ميراث ابنتها، فأتوا عليا
فذكروا ذلك له فقال: لا ميراث لها، ثم قال: كم تركت؟ فأخبروه فقال: أنيلوها بشئ.
(2) حدثنا أبو خالد عن داود عن سعيد بن المسيب قال: إذا مات الميت يرد
الميراث لأهله.
(3) حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي عروبة عن أبي معشر عن ابن إبراهيم قال: من
أعتق عند الموت أو أسلم عند الموت فلا حق لواحد منهم، لان الحقوق وجبت عند
الموت.
(4) حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن حصين قال: رأيت شيخا يتوكأ على
عصى، فقيل: هذا وارث صفية (أسلمت) على ميراث، فلم يورث.
(5) حدثنا أبو داود عن شعبة قال: سألت الحكم وحمادا عن رجل أسلم عن ميراث
فقالا: لا يرث.
(6) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري في العبد يعتق على الميراث أنه ليس له
شئ.
(118) من قال: يرث ما لم يقسم الميراث
(1) حدثنا عبد الوهاب عن خالد عن أبي قلابة عن يزيد بن قتادة أن أباه توفي
وهو نصراني ويزيد مسلم وله إخوة نصارى، فلم يورثه عمر منه، ثم توفيت أم يزيد وهي
مسلمة، فأسلم إخوته بعد موتها، فطلبوا الميراث فارتفعوا إلى عثمان فسأل عن ذلك
فورثهم.

(117 / 1) لأنها أسلمت بعد ما ماتت ابنتها واستحق أصحاب الفرائض فرائضهم.
(117 / 3) أي لحظة الموت توجب الحقوق.
(117 / 4) أسلمت الأرجح أنها أسلم
406

(2) حدثنا معتمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال: النصراني إذا مات له الميت
فقسم ميراثه وتقضي بعضه ثم أسلم فقد أدرك.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن قال في من أسلم على ميراث، قال
يرث ما لم يقسم، وفي العبد يعتق على ميراث، قال: يرث ما لم يقسم.
(4) حدثنا حفص عن عمرو عن الحسن قال: قال علي: من أسلم على ميراثه له.
(5) حدثنا عبيد الله قال ثنا زكريا بن أبي زائدة قال: أخذت هذه الفرائض من
فراس زعم أنه كتبها له الشعبي، قضى زيد بن ثابت وابن مسعود أن الاخوة من الأب
والأم شركاء الإخوة من الأم في بنيهم ذكرهم وأنثاهم، وقضى علي لبني الأم دون بني
الأب والأم، وقضى علي وزيد أنه لا ترث جدة - أم أب - مع ابنها وورثها عبد الله مع
ابنها السدس امرأة تركت أمها وإخوتها كفارا ومملوكين قضى علي وزيد لامها الثلث
ولعصبتها الثلثين كانا لا يورثان كافرا ولا مملوكا من مسلم حر ولا يحجبان به، وكان ابن
مسعود يحجب بهم ولا يورثهم، فقضى للأم السدس وللعصبة ما بقي، وقضى عبد الله
للزوج الربع وما بقي فهو للعصبة. امرأة تركت أمها وإخوتها كفارا ومملوكين قضى علي
وزيد لامها الثلث وللعصبة ما بقي، وقضى عبد الله لامها السدس وللعصبة ما بقي. امرأة
تركت زوجها وإخوتها لأمها ولا عصبة لها قضى زيد للزوج النصف وللاخوة الثلث،
وقضى علي وعبد الله أن يرد ما بقي على الاخوة من الأم، لأنهما كانا لا يردان من فضول
الفرائض على الزوج شيئا. ويردانها على أدنى رحم يعلم. امرأة تركت أمها قضوا جميعا
للأم الثلث، وقضى علي وابن مسعود: يرد ما بقي على الأم. رجل ترك أخته لأبيه وأمه
قضوا جميعا لأخته لأبيه وأمه النصف ولامه الثلث، وقضى علي وعبد الله أن يرد ما بقي
وهو سهم عليها على قدر ما بقي ورقا، فيكون للأخت ثلاثة أخماس ويكون للأم خمسا
المال. رجل ترك أخته لأبيه وجدته وامرأته، قضوا جميعا لأخته النصف ولامرأته الربع،
ولجدته سهم، ورد على ما بقي على أخته وجدته على قسمة فريضتهم، وأما عبد الله فرده
على الأخت لأنه كان لا يرد على جدة إلا أن يكون وارثا غيرها. امرأة تركت أمها
وأختها لامها قضوا جميعا لامها الثلث ولأختها السدس، ورد على ما بقي عليها على قسمة
فريضتهم فيكون للأم الثلثان، وللأخت الثلث، وقضى عبد الله أن ما بقي يرد على الأم

(118 / 3) والعبد يرث بالولاء
407

لأنه كان لا يرد على إخوة مع أم لام، فيصير للأم خمسة أسداس، وللأخت سدس.
امرأة تركت أختها لأبيها وأمها وأختها لأبيها قضوا جميعا لأختها لأبيها وأمها النصف،
ولأختها لأبيها السدس، ورد علي ما بقي عليهما على قسمة فريضتهم، فيكون للأخت من
الأب والأم ثلاثة أرباع، وللأخت للأب ربع، ورد عبد الله ما بقي على الأخت من الأب
والأم فيصير لها خمسة أسداس المال، وللأخت للأب سدس المال، كان لا يرد على أخت
لأب مع أخت لأب وأم. امرأة تركت إخوتها لأبيها وأمها وأمها، قضوا جميعا لامها
السدس ولاخوتها الثلث، ورد علي ما بقي عليهم على قسمة فريضتهم، فيكون للأم الثلث
وللاخوة الثلثان، وأما عبد الله فإنه رد ما بقي على الأم، فيكون للأم الثلثان وللإخوة
الثلث، امرأة تركت ابنتها وابنة ابنها قضوا جميعا لابنتها النصف، ولابنة ابنها السدس،
ورد علي ما بقي عليهما على قسمة فريضتهم، ورد عبد الله ما بقي على الابنة خاصة. امرأة
تركت ابنتها وجدتها قضوا جميعا للابنة النصف، وللجدة السدس، ورد علي ما بقي
عليهما على قسمة فريضتهم، ورد عبد الله ما بقي على الابنة خاصة. امرأة تركت ابنتها
وابنة ابنها وأمها قضوا جميعا أن لا بنتها النصف ولابنة ابنها السدس ولأمها السدس، ورد
علي ما بقي عليهم على قسمة فريضتهم، ورد عبد الله، ما بقي على الابنة والأم، وأما
زيد بن ثابت فإنه جعل الفضل من ذلك كله في بيت المال، لا يرد على وارث شيئا، ولا
يزيد أبدا على فرائض الله شيئا. امرأة تركت إخوتها من أمها رجالا ونساء وهم عصبتها،
يقتسمون الثلث بالسوية، والثلثان لذكورهم دون النساء.
(6) حدثنا عبيد الله عن زكريا عن عامر أنه سئل عن رجل أوصى بعتق وصدقة في
سبيل الله فقال شريح: يعطى كل واحد منهما بحصته.
تم كتاب الفرائض والحمد لله رب العالمين

(118 / 6) لان له حقا أن يوصي بالثلث فيؤخذ ثلث كل حصة ويدفع لتنفيذ وصيته
408

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم
31 - كتاب الفضائل
(1) باب ما أعطى الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الله بن الحارث عن عبد
المطلب بن ربيعة أن أناسا من الأنصار قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا نسمع من قومك حتى يقول
القائل منهم: إنما مثل محمد صلى الله عليه وسلم مثل نخلة نبتت في كباء قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أسها الناس! من أنا؟ " قالوا: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " أنا محمد بن عبد الله بن
عبد المطلب، قال: فما سمعناه انتمى قبلها قط، ثم قال: ألا أن الله خلق خلقه فجعلني
من خير خلقه ثم فرقهم فرقتين، فجعلني من خير الفرقتين ثم جعلهم قبائل فجعلني
من خيرهم قبيلة، ثم جعلهم بيوتا فجعلني من خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم
نفسا ".
(2) حدثنا يحيى بن أبي بكر قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد عن
الطفيل بن أبي عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كان يوم القيامة كنت إمام الناس
وخطيبهم وصاحب شفاعتهم ولا فخر ".
(3) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما
خرجت من نكاح لم أخرج من سفاح من لدن آدم، لم يصبني سفاح الجاهلية ".

(1 / 1) نخلة نبتت في كباء: أي كالوردة تنبت في الوحل، والكباء الكناسة ورد الرسول الله صلى الله عليه وسلم يعني أنه ولد
طيبا من طيبين وطاهرا من طاهرين وخيرا من أخيار ولم يكن وردة في وحل ولا ونخلة في كباء إنما
نخلة طيبة من نخيل طيب.
(1 / 3) النكاح: الزواج الصحيح والسفاح الزنا والوطئ بغير عقد نكاح صحيح
409

(4) حدثنا هشيم أخبرنا سيار أخبرنا يزيد الفقير أخبرنا جابر بن عبد الله أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي نصرت بالرعب مسيرة شهر،
وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل،
وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه
خاصة وبعثت إلى الناس عامة ".
(5) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد ومجاهد ومقسم عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم: " أعطيت خمسا ولا أقوله فخرا: بعثت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي
الأرض طهورا ومسجدا، وأحل لي الغنائم ولم تحل لاحد قبلي، ونصرت بالرعب
فهو يسير أمامي مسيرة شهر، وأعطيت الشفاعة فأخرتها لامتي إلى يوم القيامة وهي
نائلة إن شاء الله من لم يشرك بالله شيئا.
(6) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نصرت بالرعب، وأعطيت جوامع الكلم، وأحل لي المغنم، وبينا أنا
نائم أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي ".
(7) حدثنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي بردة بن أبي
موسى عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت خمسا لم يعطهن نبي كان قبلي:
بعثت إلى الأحمر والأسود، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض
طهورا ومسجدا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لنبي كان قبلي، وأعطيت الشفاعة، فإنه
ليس من نبي إلا وقد سأل شفاعته وإني أخرت شفاعتي ثم جعلتها لمن مات من أمتي
لا يشرك بالله شيئا ".
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسعود بن مالك عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور ".

(1 / 4) الأرض طهور: أي كلها مسجد يجوز للمسلم في أي أرض أدركته فيها الصلاة.
وكانت الغنائم تجمع فنزل إليها نار من السماء فتحرقها.
وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى كل البشر أبيضهم وأسودهم وأحمرهم وأصفرهم قال تعالى: {وما
أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا} سورة سبأ من الآية (28).
(1 / 6) وقد انتثل المسلمون خزائن الأرض بالفتوح.
(1 / 8) الصبا: ريح هادئة تهب من قبل نجد.
الديور: ريح عاثية مدمرة
410

(9) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن
محمد بن علي بن الحنفية أنه سمع علي بن أبي طالب يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت ما
لم يعط أحد من الأنبياء، قلنا: يا رسول الله! ما هو؟ قال: نصرت بالرعب، وأعطيت
مفاتيح الأرض، وسميت أحمد، وجعل لي التراب طهورا، وجعلت أمتي خير الأمم ".
(10) حدثنا عبدة بن سليمان عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد
قال: قال كعب: إن أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فيفتح له محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قرأ آية من
التوارة أضرابا قدمايا نحن الآخرون الأولون.
(11) حدثنا ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي عن حذيفة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضلنا على الناس بثلاث: جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة
وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا، وجعلت لنا تربتها إذا لم نجد الماء طهورا، وأوتيت
هذه الآيات من بيت كنز تحت العرش من آخر سورة البقرة، لم يعط منهن أحد
قبلي، ولا يعطينه أحد بعدي ".
(12) حدثنا مالك بن إسماعيل عن مندل عن الأعمش عن مجاهد عن عبيد بن عمير
عن أبي ذر قال: خرجت في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدته يصلي فانتظرته حتى صلى،
فقال: " أوتيت الليلة خمسا لم يؤتهن نبي قبلي: نصرت بالرعب فيرعب العدو من
مسيرة شهر، وأرسلت إلى الأحمر والأسود، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا،
وأحلت لي الغنائم ولم تحل لاحد كان قبلي، وقيل: سل تعطه، فاختبأتها فهي نائلة
منكم من لم يشرك بالله ".
(13) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن المختار عن أنسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
" أنا أول شفيع في الجنة، وقال: ما صدق أحد من الأنبياء ما صدقت، وإن من
الأنبياء لنبيا ما صدقة من أمته إلا رجل واحد ".

(1 / 10) أخرجه أبو نعيم في الحلية 5 / 388 عن منجاب عن مسعر.
(1 / 11) صفوفنا كصفوف الملائكة أي في الصلاة.
- هذه الآيات: هما الآيتان (285 / 286) آخر سورة البقرة.
ولا يعطينه: الأرجح أنها ولا يعطيهن أحد بعد بعدي، إذ أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين
ولا نبي بعده.
(1 / 12) أرسلت إلى الأحمر والأسود أي للناس كافة
411

(14) حدثنا ابن فضيل عن ليس عن مجاهد {عسى أن يبعثك ربك مقاما
محمودا} قال: يقعده على العرش.
(15) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير {وإن له
عندنا لزلفى} قال: ذكر الدنو منه.
(16) حدثنا الثقفي عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة
فإذا أنا بنهر يجري، حافاته خيام اللؤلؤ فضربت بيدي إلى الطين فإذا مسك أذفر،
قال: فقلت لجبريل: ما هذا؟ قال: نهر الكوثر الذي أعطاك الله عز وجل ".
(17) حدثنا علي بن مسهر عن المختار عن أنس بن مالك قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحك يا رسول الله؟ قال:
" نزلت علي آنفا سورة فقرأ " بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر *
فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر} ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله
ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر وعدنيه ربي، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه يوم
القيامة أمتي، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول: رب " إنه من أصحابي،
فيقول: لا، إنك لا تدري ما أحدث بعدك ".
(18) حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن
خولة بنت حكيم قالت: قلت: يا رسول الله إن لك حوضا؟ قال: " نعم، وأحب من
ورده إلى قومك ".
(19) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن المسمار عن عامر بن سعيد قال: كتبت
إلى جابر بن سمرة: أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فكتب: إني سمعته
يقول: " أنا الفرط على الحوض ".
(20) حدثنا عبدة بن سليمان عن إسماعيل عن قيس عن الصنابحي قال: سمعته يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا فرطكم على الحوض ".

(1 / 14) سورة الإسراء من الآية (79).
(1 / 15) سورة ص من الآية (25).
(1 / 16) وفي ذلك قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} صدق الله العظيم.
(1 / 18) وقومها قوم الرسول صلى الله عليه وسلم هم قريش.
(1 / 19) الفرط: الدليل يتقدم القوم ينظر لهم الطريق ويبحث لهم عن الماء
412

(21) حدثنا أبو أسامة وابن نمير عن عبد الله بن عمر عن حبيب بن عبد الرحمن عن
حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين قبري ومنبري
روضة من رياض الجنة، ومنبري على الحوض ".
(22) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض ".
(23) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن رافع عن أم
سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا المنبر يقول: " إني لكم سلف على
الكوثر ".
(24) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن محارب أبن دثار عن ابن عمر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الكوثر نهر في الجنة حافتاه من ذهب، ومجراه على الياقوت
والدر، تربته أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل وأشد بياضا من الثلج ".
(25) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن جندب قال: سمعت النبي
صلى الله عليه وسلم يقول: " أنا فرطكم على الحوض ".
(26) حدثنا ابن بشر قال حدثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح ".
(27) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنس بن أبي يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد وهو عاصب رأسه بخرقة في المرض الذي مات
فيه، فأهوى قبل المنبر فاتبعناه فقال: " والذي نفسي بيده، إني لقائم على الحوض
الساعة ".
(28) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن أبي وائل عن حذيفة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ليردن على حوضي أقوام فيختلجون دوني ".

(1 / 23) سلف: أسبقكم إليه واستقبلكم عنده.
(1 / 26) جرباء قريب بجنب أذرح (متن اللغة).
أذرح: بلد في الشام.
(1 / 27) وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أن منبره على الحوض، راجع 1 / 21.
(1 / 28) أي يمنعون من ورود الحوض
413

(29) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن رجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني فرطكم على الحوض ".
(30) حدثنا هاشم بن القاسم ثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبي حازم عن
سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا فرطكم على الحوض، من ورد علي
شرب منه ومن شرب فيه لم يظمأ أبدا ".
(31) حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن حضير
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون بعدي إثرة فاصبروا حتى تلقوني على
الحوض ".
(32) حدثنا عفان حدثنا وهيب ثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم عن ابن أبي مليكة
عن عائشة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إني على الحوض أنتظر من يرد علي
الحوض ".
(33) حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن
الصامت عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله! ما آنية الحوض؟ قال: " والذي نفسي بيده
لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها في الليلة المظلمة المصحية، من شرب منها
لم يظمأ، عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى إيلة، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى
من العسل ".
(34) حدثنا محمد بن بشر عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن
أبي طلحة اليعمري عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أنا عند عقر
حوضي أذود عنه الناس لأهل اليمن إني لأضربهم بعصاي حتى يرفض عليهم قال
فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن سعة الحوض، فقال: هو " ما بين مقامي هذا إلى عمان (ما بينهما
شهر أو نحو ذلك)، فسئل نبي الله صلى الله عليه وسلم عن شرابه فقال: أشد بياضا من اللبن وأحلى
من العسل، يصب فيه ميزابان مداده أو مدادهما من الجنة أحدهما ورق والآخر
ذهب ".

(1 / 31) الأثرة: الأنانية.
(1 / 33) عمان: أقصى جنوب الجزيرة وأيلة جبل قرب ينبع وبلد قرب ينبع أيضا.
(1 / 34) عقر الحوض: مسيل مائه أو ميزابه.
حتى يرفض عليهم: حتى يسيل عليهم.
الميزاب: المزراب، القسطل الذي يسيل الماء منه
414

(35) حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي بكرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليردن على الحوض رجال ممن صحبني ورآني حتى إذا رفعوا
إلى اختلجوا دوني فلأقولن: رب! أصحابي، فليقالن: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ".
(36) حدثنا محمد بن بشر حدثنا أبو حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: أتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بلحم فرفعت إليه الذراع، وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة ثم قال:
" أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون بم ذاك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين
والآخرين في صعيد واحد، فليسمعهم الداعي ينفذهم البصر وتدنو الشمس، فيبلغ
الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض: ألا
ترى ما نحن فيه ألا ترون ما قد بلغكم، ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم؟ فيقول
بعض الناس لبعض: أبوكم آدم، فيأتون فيقولون: يا آدم! أنت أبو البشر، خلقك الله
بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما
نحن فيه، ألا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة فعصيته، نفسي نفسي، فاذهبوا
إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحا فيقولون: يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل
الأرض، وسماك الله عبدا شكورا، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى
ما قد بلغنا؟ فيقول لهم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن
يغضب بعده مثله، وإنه قد كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، نفسي نفسي،
اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم: فيأتون إبراهيم فيقولون: يا إبراهيم! أنت نبي
الله وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد
بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا
يغضب بعده مثله، وذكر كذباته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى
موسى، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى! أنت رسول الله! فضلك الله برسالته
وبتكليمه على الناس، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى إلى ما نحن فيه، ألا ترى ما قد
بلغنا؟ فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولا يغضب
بعده مثله، وإني قتلت نفسا لم أومر بقتلها، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى

(1 / 36) نهس: قضم قطعة صغيرة بمقدم فمه وعكسها نهش قضم قطعة كبيرة بكامل فمه
المصراع: جانب الباب لجهة الجدار، أي الجانب الذي يتعلق به الباب في الجدار.
هجر: بلد في اليمن.
بصرى: بلد في الشام.
415

عيسى، فيأتون عيسى، فيقولون، يا عيسى! أنت رسول الله، وكلمت الناس في المهد،
وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، ألا
ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم عيسى: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب
قبله مثله، ولا يغضب بعده مثله - ولم يذكر له ذنبا - نفسي نفسي! اذهبوا إلى غيري
اذهبوا إلى محمد صلى الله عليه وسلم، فيأتوني فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء
وغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟
ألا ترى ما قد بلغنا؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي، ثم يفتح الله علي
ويلهمني من محامده، وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه لاحد قبلي، ثم قيل: يا محمد!
ارفع رأسك، سل تعطه اشفع تشفع، فأرفع رأسي فأقول: يا رب أمتي! يا رب أمتي،
فيقال: يا محمد! أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من
أبواب الجنة وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، ثم قال: والذي نفس
محمد بيده! إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر أو كما بين
مكة وبصرى ".
(37) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سليمان قال: تعطي الشمس يوم
القيامة حر عشر سنين ثم تدنو - من جماجم الناس حتى يكون قاب قوسين فيغرقون حتى
يرشح العرق قامة في الأرض ثم يرتفع حتى يغرغر الرجل، قال سلمان: حتى يقول الرجل:
غرغر، فإذا رأوه ما هم فيه قال بعضهم لبعض: ألا ترون ما أنتم فيه، ائتوا أباكم آدم
فليشفع لكم إلى ربكم، فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا، أنت الذي خلقك الله بيده ونفخ
فيك من روحه وأسكنك جنته، قم فاشفع لنا إلى ربنا فقد ترى ما نحن فيه، فيقول:
لست ولست بذاك، فأين الفعلة، فيقولون: إلى من تأمرنا؟ فيقول: ائتوا عبدا جعله الله
شاكرا، فيأتون نوحا فيقولون: يا بني الله؟ أنت الذي جعلك الله شاكرا، وقد ترى ما
نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست هناك ولست بذاك، فأين الفعلة؟ فيقولون
إلى من تأمرنا فيقول: ائتوا خليل الرحمن إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقولون: يا خليل

(1 / 37) يرشح العرق قامة: أي أن العرق يجتمع حتى يصير كالبحر علو مائه طول قامة الانسان.
حتى يغرغر: حتى يبلغ مستوى الفم والأنف
416

الرحمن! قد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربك، فيقول: لست هناك ولست بذاك، فأين
الفعلة؟ فيقولون: إلى من تأمرنا؟ فيقول: ائتوا كلمة الله وروحه عيسى بن مريم فيأتون
عيسى فيقولون: يا كلمة الله وروحه، قد ترى ما نحن فيه، فاشفع لنا إلى ربنا، فيقول:
لست هناك ولست بذاك، فأين الفعلة؟ فيقولون: إلى من تأمرنا؟ فيقول: ائتوا عبدا
فتح الله به وختم، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، ونحن في هذا اليوم أمناء، فيأتون
محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتون محمدا، فيقولون: يا نبي اله فتح الله بك وختم، وغفر لك ما تقدم من
ذنبك وما تأخر، وجئت في هذا اليوم آمنا، وقد ترى ما نحن فيه فاشفع لنا إلى ربنا،
فيقول: أنا صاحبكم، فيخرج من بين الناس حتى ينتهي إلى باب الجنة، فيأخذ بحلقة في
الباب من ذهب، فيقرع الباب فيقال: من هذا، فيقول: محمد، قال: فيفتح له فيجئ حتى
يقوم بين يدي الله فيستأذن في السجود فيؤذن له، فيسجد فينادي: يا محمد! ارفع رأسك،
سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب، قال: فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم
يفتح لاحد من الخلائق، قال، فيقول: رب " أمتي أمتي، ثم يستأذن في السجود فيؤذن له
فيسجد فيفتح الله عليه من الثناء والتحميد والتمجيد ما لم يفتح لاحد من الخلائق.
وينادي، يا محمد! ارفع رأسك سل تعطه واشفع تشفع وادع تجب، فيرفع رأسه ويقول: يا
رب؟ أمتي أمتي - مرتين أو ثلاثا، قال سلمان: فيشفع في كل من كان في قلبه مثقال حبة
من حنطة من إيمان أو مثقال شعيرة من إيمان أو مثقال حبة خردل من إيمان، فذلكم المقام
المحمود.
(38) حدثنا يحيى بن آدم ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الله بن غالب عن
حذيفة قال: سيد ولد آدم يوم القيامة محمد صلى الله عليه وسلم.
(39) حدثنا محمد بن بشر ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: يجتمع المؤمنون يوم القيامة فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا - ويلهمون ذلك -
فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون فيقولون له: يا آدم "؟ أنت أبو البشر؟ وخلقك الله بيده
ونفخ فيك من روحه وعلمك أسماء كل شئ، فاشفع لنا إلى ربنا يرحنا من مكاننا
هذا، قال: لست هناكم، ويشكو إليهم أو يذكر خطيئته التي التي أصاب، فيستحي ربه،
ولكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول أرسل إلى أهل الأرض، فيأتون نوحا فيقول:

(1 / 39) لست هناكم: لست طلبتكم.
فيستحي ربه: يستحي من ربه
417

لست هناكم، ويذكرون سؤاله ربه ما ليس له به علم، فيستحي ربه، ولكن ائتوا إبراهيم
خليل الرحمن فيأتونه فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا موسى عبدا كلمه الله وأعطاه
التوراة، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر لهم قتل النفس بغير نفس فيستحي
ربه من ذلك، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وكلمة الله وروحه، فيأتون عيسى
فيقول: لست لذلكم ولست هناكم، ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم
من ذنبه وما تأخر، فيأتوني (قال: الحسن: قال) فانطلق فأمشي بين سماطين من
المؤمنين، انقطع قول الحسن، فأستأذن على ربي فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي وقعت
ساجدا، فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقال: أو يقول: ارفع رأسك قل تسمع وسل
تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا
فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه ثانية، فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله
أن يدعني ثم يقول مثل قوله الأول: قل تسمع وسل تعطه واشفع تشفع، فأرفع رأسي
فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا، فأدخلهم الجنة، ثم أعود إليه ثالثة، فإذا
رأيت ربي وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني فيقال: سل تعطه واشفع تشفع،
فأرفع رأسي فأحمده تحميدا يعلمنيه فأشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة، ثم أعود
إليه في الرابعة فأقول: يا رب! ما بقي إلا من حبسه القرآن ".
(40) حدثنا مالك بن إسماعيل ثنا يعقوب بن عبد الله العمي عن حفص بن حميد
عن عكرمة عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني ممسك
بحجزكم هلموا عن النار، وتغلبوني تقاحمون فيها تقاحم الفراش والجنادب،
وأوشك أن أرسل حجزكم وأفرط لكم عن أو على الحوض، وتردون علي معا أو
أشتاتا ".
(41) حدثنا عمر بن سعد أبو داود الحفري عن شريك عن الركين عن القاسم بن
حسان عن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني تارك فيكم " الخليفتين من
بعدي: كتاب الله وعترتي، أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ".
(42) حدثنا يعلي بن عبيد عن أبي حبان عن يزيد بن حبان عن زيد بن أرقم قال:

(1 / 40) الحجز: ج حجزة وهي مجموع الثياب عند الصدر.
تقاحمون: تتدافعون وتتقدمون إليها
418

بعث إلي عبيد الله بن زياد فأتيته فقال: ما أحاديث تحدث بها بلغتنا وترويها عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسمعها في كتاب له وتحدث أن له حوضا، فقال: قد حدثنا عنه رسول الله
صلى الله عليه وسلم ووعدناه.
(43) حدثنا محمد بن بشر ثنا زكريا عن عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن لي حوضا طوله ما بين الكعبة إلى بيت المقدس أبيض مثل اللبن، وآنيته مثل
عدد نجوم السماء، وأني أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة ".
(44) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن أبي حصين عن الشعبي عن عاصم
العدوي عن كعب بن عجرة قال: خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس على وسادة من
أدم، فقال: " إنه سيكون أمراء فمن دخل عليهم يصدقهم بكذبهم وأعانهم على
ظلمهم فليس مني ولست منه، وليس يرد على الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم
ويعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه، وهو وارد علي الحوض ".
(45) حدثنا محمد بن بشر ثنا عطية العوفي أن أبا سعيد الخدري حدثه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كل نبي قد أعطي عطية فتنجزها وإني اختبأت عطيتي لشفاعة
أمتي ".
(46) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدعى نوح يوم القيامة فيقال: هل بلغت؟ فيقول: نعم، فيدعى قومه
فيقال: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، قال: فيقال لنوح:
من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته، قال: فذلك قوله {وكذلك جعلناكم أمة
وسطا} قال: الوسط العدل قال: فيدعون فيشهدون له بالبلاغ، قال: ثم أشهد عليكم
بعد ".
(47) حدثنا علي بن حفص عن المسعودي عن عاصم عن أبي وائل قال: قال
عبد الله: إن الله اتخذ إبراهيم خليلا، وإن صاحبكم خليل الله وإن محمدا أكرم الخلق على
الله، ثم قرأ {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}.

(1 / 43) أكثر الناس تبعا - أكثر الناس اتباعا أي يدخل من المسلمين الجنة أكثر مما يدخل من غيرهم.
(1 / 45) تنجزها: أخذها في الدنيا.
(1 / 46) سورة البقرة من الآية (143).
(1 / 47) سورة الإسراء من الآية (79)
419

(48) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال الله: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في
الأرض} إلى قوله {فإذا هم قيام ينظرون} فأكون أولى من رفع رأسه، فإذا موسى
آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أرفع رأسه قبل أن كان ممن استثني الله ".
(49) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن طلحة مولى قرظة عن
زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أنتم بجزء من مائة ألف جزء ممن يرد
علي الحوض "، قلنا لزيد: كم كنتم يومئذ؟ قال: ما بين الست مائة والسبع مائة.
(50) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن حذيفة قال: الحوض
أبيض من اللبن وأحلى من العسل وأبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك، آنيته عدد نجوم
السماء، ما بين إيلة وصنعاء، من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك أبدا.
(51) حدثنا ابن عيينة عن ابن نجيح عن مجاهد {وإنه لذكر لك ولقومك وسوف
تسألون} يقال: ممن هذا الرجل؟ فيقول: من العرب، فيقال: من أي العرب؟ فيقول:
من قريش، {ورفعنا لك ذكرك} لا أذكر إلا ذكرت " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
أن محمدا رسول الله ".
(52) حدثنا شريك بن عبد الله عن ابن شبرمة عن الحسن في قوله {ألم نشرح لك
صدرك} أي ملئ حكما وعلما {ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك} قال: ما
أثقل الحمل الظهر {ورفعنا لك ذكرك} بلى لا يذكر إلا ذكرت معه.
(53) حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير بن
مطعم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن لي أسماء، أنا محمد وأنا أحمد وأنا الماحي.

(1 / 48) سورة الزمر الآية (68).
(1 / 49) وقوله صلى الله عليه وسلم كناية عن الكثرة التي لا يحصيها العد.
(1 / 51) سورة الزخرف الآية (44).
وسورة الشرح الآية (4).
(1 / 52) سورة الشرح الآيات (1 - 4)
420

يمحو الله بي الكفر وأنا الحاشر أحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب، قال له انسان:
ما العاقب؟ قال: لا نبي بعده ".
(54) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن عاصم عن زر عن حذيفة قال: مر
بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أنا محمد وأحمد والمقفى والحاشر ".
(55) حدثنا الفضل بن دكين عن المسعودي عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن
أبي موسى قال: سمى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه أسماء، فمنها ما حفظنا، قال: " أنا محمد
وأنا أحمد والمقفى والحاشر ونبي التوبة ونبي الملحمة ".
(56) حدثنا العلاء بن عصيم عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أسماء عن
ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن
أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها، وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض - قال حماد:
وسمعته مرة واحدة يقول: فأولتها ملك فارس والروم - وإني سألت ربي لمتي أن
لا يهلكها بسنة بعامة، ولا يسلط عليهم عدو من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم، وإن
ربي قال: يا محمد! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد، وإني أعطيك لامتك أن لا
أهلكها بسنة بعامة، ولا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم، ولو
أجمع عليهم من بين أقطارها أو قال: من أقطارها ".
(57) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا عثمان بن حكيم عن عامر بن سعد عن أبيه أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية حتى إذا مر بمسجد بني معاوية قال دخل فركع
فيه ركعتين وصلينا معه، ودعا ربه طويلا ثم انصرف إلينا فقال: " سألت ربي ثلاثا،
فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها، وسألته
أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فرد علي ".

(1 / 54) المقفي: الذي لا نبي بعده فقد قفى الأنبياء.
(1 / 56) زوي لي الأرض: جمعها لي حتى أراها كلها من مشرقها إلى مغربها.
لا أهلكها بسنة عامة: أي لا أهلكها بقحط أو جوع.
والسنة القحط والجفاف وتلة الطعام.
يستبيح بيضتهم: يستبيح أرضهم وعرضهم ويزيل سلطانهم.
- أجمع عليهم من بين أقطارها أو من أخطارها: أي ولو اجتمع الناس كلهم ضدهم
421

(58) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم عن علي بن
عبد الرحمن عن حذيفة بن اليمان قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حرة بني معاوية واتبعت
أثره حتى ظهر عليها، فصلى الضحى ثمان ركعات طول فيهن ثم انصرف فقال: " يا
حذيفة! طولت عليك؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: إني سألت الله فيها ثلاثا،
فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة، سألته أن لا يظهر على أمتي غيرها فأعطانيها، وسألته
أن لا يهلكها بالسنين فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعني ".
(59) حدثنا أبو أسامة عن مالك بن مغول عن الزبير بن عدي عن طلحة عن مرة
عن عبد الله قال: لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء -
السادسة، وإليها ينتهي ما يخرج به من الأرض فيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من
فوقها فيقبض منها {إذ يغشى السدرة ما يغشى} قال: فراش به من ذهب، قال:
فأعطى ثلاثا: أعطى الصلوات الخمس، وأعطى خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشرك
بالله من أمته المقحمات.
(60) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر عن حذيفة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بالبراق وهو دابة أبيض طويل، يضع حافره عند منتهى طرفه،
قال: فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى أتيا بيت المقدس.
(61) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن عبد الله بن شداد قال: لما أسري بالنبي
صلى الله عليه وسلم أتي بدابة دون البغل وفوق الحمار، يضع حافره عند منتهى طرفه، يقال له: البراق،
ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعير للمشركين فنفرت فقالوا: يا هؤلاء! ما هذا؟ قالوا: ما نرى
شيئا، ما هذه إلا ريح، حتى أتى بيت المقدس فأتي بإناءين في واحد خمر وفي الآخر لبن،
فأخذ اللبن فقال له جبريل: هديت وهديت أمتك، ثم سار إلى مصر.
(62) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن زرارة بن أوفى قال: قال ابن عباس قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لما كان ليلة أسري بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن
الناس مكذبي، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم معتزلا حزينا، فمر به أبو جهل فجاء حتى جلس
إليه فقال له كالمستهزئ: هل كان من شئ؟ قال: نعم، قال: وما هو؟ قال: إني أسري

(1 / 58) لا يظهر على أمتي غيرها: لا يحكمها عدو لها.
(1 / 59) سورة النجم الآية (16)
422

بي الليلة، قال: إلى أين؟ قال: إلى بيت المقدس، قال: ثم أصبحت بين ظهرانينا؟ قال:
نعم فلم يرد أنه يكذبه مخافة أن يجحده الحديث إن دعا قومه إليه، قال: أتحدث قومك ما
حدثتني إن دعوتهم إليك، قال: نعم، قال: هيا يا معشر بني كعب بن لؤي هلم، قال:
فتنفضت المجالس فجاؤوا حتى جلسوا إليهما فقال له: حدث قومك ما حدثتني، قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أسري بي الليلة، قالوا: إلى أين؟ قال: إني بيت المقدس، قالوا:
ثم أصبحت بين ظهرانينا، قال: نعم، قال: فبين مصفق وبين واضع يده على رأسه متعجبا
للكذب زعم، وقالوا: أتستطيع أن تنعت لنا المسجد، قال: وفي القوم من قد سافر إلى
ذلك البلد ورأي المسجد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذهبت أنعت لهم، فما زلت أنعت
لهم وأنعت حتى التبس علي بعض النعت فجئ بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع
دون دار عقيل أو دار عقال فنعته وأنا أنظر إليه "، فقال القوم: أما النعت فوالله قد
أصاب.
(63) حدثنا معاوية بن هشام قال حدثنا عمار بن رزيق عن عبد الله بن عيسى عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بينما جبريل جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع
نقيضا من فوقه فرفع رأسه فقال: " لقد فتح باب من السماء ما فتح قط "، قال: فأتاه
ملك فقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يعطهما من كان قبلك: فاتحة الكتاب وخواتيم سورة
البقرة، لم تقرأ منهما حرفا إلا أعطيته.
(64) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند قال: حدثني عبد الله بن
قيس قال: كنت عند ابن أبي بردة ذات ليلة فدخل علينا الحارث بن أقيش فحدث
الحارث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من
مضر ".
(65) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال ثنا عطية عن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " إن من أمتي من يشفع للرجل ولأهل بيته فيدخلون الجنة بشفاعته ".

(1 / 62) أنعت: أصف.
(1 / 64) ومضر من القبائل العربية الكبرى
423

(66) حدثنا وكيع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لقد أوذيت في الله: وما يؤذى أحد، ولقد أخفت في الله وما يخاف أحد، ولقد
أتت علي ثالثة ما بين يوم وليلة مالي ولبلال طعام يأكله ذو كبد إلا ما واراه إبط
بلال ".
(67) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثني إبراهيم بن طهمان قال: حدثني سماك بن
حرب عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني لأعرف حجرا بمكة يسلم
علي قبل أن أبعث، إني لا عرفه الآن ".
(68) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تجلى لي في أحسن صورة فسألني فيما اختصم الملاء
الأعلى، قال: فقلت: ربي! لا علم لي به، قال: فوضع يده بين كتفي: فما سألني عن
شئ إلا علمته ".
(69) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثني سعد بن سعيد قال حدثني أنس بن مالك
قال: بعثني أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأدعوه، قال فأقبلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع
الناس، قال: فنظر إلى فاستحييت فقلت: أجب أبا طلحة، فقال للناس: " قوموا، فقال:
أبو طلحة: يا رسول الله! إنما صنعت شيئا لك قال: فمسها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا فيها
بالبركة وقال: أدخل نفرا من أصحابي عشرة "، فأكلوا حتى شبعوا، فما زال يدخل
عشرة ويخرج عشرة حتى لم يبق منهم أحد إلا دخل فأكل حتى شبع ثم هيأها فإذا هي
مثلها حين أكلوا منها.
(70) حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سليمان التيمي عن أبي العلاء بن الشخير
عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بقصعة من ثريد فوضعت بين يدي القوم
فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة، يقوم قوم ويجلس آخرون، فقال رجل: يا سمرة أكانت
تمد، قال سمرة من أي شئ تعجب، ما كانت تمد إلا من هاهنا - وأشار بيده إلى السماء.

(1 / 66) إلا ما واراه إبط بلال: أي إلا ما أخفاه بلال تحت إبطه، وما يخفى تحت الإبط قليل مهما كثر.
(1 / 67) لعله الحجر الأسود.
(1 / 68) الملا الأعلى: ملائكة السماوات العلى.
(1 / 69) وهذا من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الطعام القليل وهذه المعجزة قد حدثت في غزوة الخندق
أثناء حصار المشركين للمدينة وقد رواه البخاري بتفصيل أكثر.
(1 / 70) تعاقبوها: تعاقبوا على الأكل منها جماعة إثر جماعة.
أكانت تمد: أكانت تزيد
424

(71) حدثنا المحاربي عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه قال: قلت لجابر بن عبد الله:
حدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته منه أرويه عنك، فقال جابر: كنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم الخندق نحفر فيه فلبثنا ثلاثة أيام لا نطعم طعاما ولا نقدر عليه، فعرضت في
الخندق كدية، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! هذه كدية قد عرضت
في الخندق، فرششنا عليها الماء، قال فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر، فأخذ
المعول أو المسحاة ثم سمى ثلاثا ثم ضرب فعادت كثيبا أهيل، فلما رأيت ذلك من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله! ائذن لي، فأذن لي، فجئت امرأتي فقلت: ثكلتك أمك، قد
رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لا أصبر عليه، فما عندك؟ قالت: عندي صاع من شعير
وعناق، قال: فطحنا الشعير وذبحنا العناق وسلخناها وجعلناها في البرمة وعجنا الشعير، ثم
رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت ساعة، واستأذنته الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين
قد أمكن، فأمرتها بالخبز، وجعلت القدر على الأثافي، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته
فقلت: إن عندنا طعيما لنا، فإن رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فعلت،
قال: " وكم هو؟ قلت: صاع من شعير وعناق، قال: إرجع إلى أهلك وقل لها: لا
تنزعي البرمة من الأثافي ولا تخرجي الخبز من التنور حتى آتي، ثم قال للناس:
قوموا إلى بيت جابر، قال: فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله، فقلت لا مرأتي، ثكلتك
أمك، جاءك رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه أجمعين، فقالت: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سألك عن
الطعام؟ فقلت: نعم، فقالت: الله ورسوله أعلم، قد: أخبرته بما كان عندنا، قال: فذهب
عني بعض ما كنت أجد، قلت لها:: صدقت: قال فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ثم قال
لأصحابه: لا تضاغطوا، ثم برك على التنور وعلى البرمة، ثم جعلنا نأخذ من التنور الخبز
ونأخذ اللحم من البرمة، فنثرد ونغرف ونقرب إليهم، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليجلس

(1 / 71) كدية: صخرة كبيرة صلدة.
بطنه معصوب بحجر: ليزيل آلام الجوع ويقدر على احتمالها.
كثيبا أهل: تلا رمليا غير متماسك يهيل رمله بسهولة.
عناق: ما عز صغيرة.
البرمة: قدر من فخار واسع الفوهة.
العجين قد أمكن: قد اختمر.
الأثافي: الأحجار يستند إليها القدر.
طعيما: طعاما قليلا.
لا تضاغطوا: لا تتدافعوا
مخمصة: مجاعة.
425

على الصحفة سبعة أو ثمانية، قال: فلما أكلوا كشفنا التنور والبرمة، فإذا هما قد عادا إلى
أملا ما كانا، فنثرد ونغرف ونقرب إليهم، فلم نزل نفعل كذلك، كلما فتحنا التنور
وكشفنا عن البرمة وجدناهما أملا ما كانا، حتى شبع المسلمون كلهم، وبقي طائفة من
الطعام فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الناس قد أصابتهم مخمصة، فكلوا وأطعموا ".
قال: فلم نزل يومنا نأكل ونطعم، قال: وأخبرني أنهم كانوا ثمانمائة أو ثلاثمائة.
(72) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي عن جابر قال: توفي أو استشهد عبد الله بن
عمرو بن حرام، فاستعنت برسول الله صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينهم شيئا، فأبوا
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذهب فصنف تمرك أصنافا ثم أعلمني، قال: ففعلت
فجعلت العجوة على حدة وصنفته أصنافا، ثم أعلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فجاء فقعد
على أعلاه أو في وسطه، ثم قال: كل للقوم "، فكلت لهم حتى وفيتهم وبقي تمري كأنه لم
ينقص منه شئ.
(73) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أنيس بن أبي يحيى عن إسحاق بن سالم عن أبي
هريرة قال: خرج على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: " ادع لي أصحابك - يعني أصحاب
الصفة، فجعلت أتبعهم رجلا رجلا أوقظهم حتى جمعتهم، فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاستأذنا فأذن لنا، قال أبو هريرة: ووضعت بين أيدينا صحفة فيها صنيع قدر مدي
شعير، قال: فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده عليها فقال: خذوا بسم الله، فأكلنا ما شئنا ثم
رفعنا أيدينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة: والذي نفس محمد بيده! ما
أمسى في آل محمد طعام غير شئ ترونه "، فقيل لأبي هريرة: قدر كم كانت حين
فرغتم؟ قال: مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع.
(74) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا موسى الجهني عن الشعبي قال: سمعته يقول:
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم لجلسائه يوما: " أيسركم أن تكونوا ثلث أهل الجنة، قالوا: الله
ورسوله أعلم، قال: أفيسركم أن تكونوا نصف أهل الجنة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم،
قال: فإن أمتي يوم القيامة ثلثا أهل الجنة، إن الناس يوم القيامة عشرون ومائة صف،
وإن أمتي من ذلك ثمانون صفا ".

(1 / 72) وهذه معجزات أخرى من معجزات تكثير الطعام.
(1 / 73) أصحاب الصفة: جماعة من فقراء المهاجرين كانوا يجلسون على الصفة ويجتمعون عندها والصفة
مصطبة حجرية مرتفعة
426

(75) حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان ضرار بن مرة عن محارب بن دثار عن ابن
بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أهل الجنة عشرون ومائة صف، هذه الأمة
منها ثمانون صفا ".
(76) حدثنا إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا أمامة الباهلي
يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين
ألفا، مع كل ألف سبعون ألفا، لا حساب عليهم ولا عذاب، وثلاث حثيات من
حثيات ربي ".
(77) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا الحارث بن الحصين قال
ثنا القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" كيف وأنتم ربع الجنة، لكم ربعها، ولسائر الناس ثلاثة أرباعها، قال: فقالوا: الله
ورسوله أعلم، قال: فكيف أنتم وثلثها؟ قالوا: فذاك كثير، قال: فكيف أنتم والشطر؟
قالوا: فذاك أكثر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أهل الجنة يوم القيامة عشرون ومائة صف،
أنتم ثمانون صفا ".
(78) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا بديل عن عبد الله بن شقيق عن
قيس بن عباد عن كعب قال: أهل الجنة عشرون ومائة صف، ثمانون من هذه الأمة.
(79) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لما انتهيت
إلى سدرة المنتهى إذا ورقها أمثال آذان الفيلة وإذا نبقها أمثال القلال، فلما غشيها
من أمر الله ما غشيها تحولت فذكرت الياقوت ".
(80) حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: ما شممت ريحا قط مسكا ولا
عنبرا أطيب من ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مسست خزا ولا حريرا ألين من كف
رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(1 / 79) السدر هو شجر النبق والنبق ثمرة أشبه بالزعرور إلا أنه أبيض إلى صفرة كأنه حب الآس إلا أنه
أقسى منه.
القلال: الجرار
427

(81) حدثنا ابن نمير عن الأجلح عن ذيال بن حرملة عن جابر بن عبد الله قال:
أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بني النجار إذا فيه
جمل قطم - يعني هائجا، لا يدخل أحد الحائط إلا شد عليه، قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم حتى
أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره في الأرض حتى برك بين يديه، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: " هاتوا خطاما، فخطمه ودفعه إلى أصحابه، ثم التفت إلى الناس فقال: إنه ليس
شئ بين السماء والأرض إلا ويعلم أني رسول الله غير عاصي الجن والإنس ".
(82) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أبرأ إلى كل خليل من خلته غير أن الله
قد اتخذ صاحبكم خليلا "، قال وكيع: من خله.
(83) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله عن زاذان عن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام ".
(84) حدثنا عبد الله عن إسرائيل عن منصور عن علقمة عن عبد الله قال: بينما نحن
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس معنا ماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا: " أطلبوا من معه فضل
ماء فأتي بماء فصبه في إناء ثم وضع كفه فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه، ثم قال:
حي على الطهور المبارك والبركة من الله "، قال: فشربنا منه قال عبد الله وكنا نسمع
تسبيح الطعام ونحن نأكل.
(85) حدثنا عبيدة بن حميد عن الأسود بن قيس عن نبيح بن عبد الله العنزي عن
جابر بن عبد الله قال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت الصلاة، فجاء رجل بفضله في
إداوة فصبه في قدح، قال: فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم إن القوم أتوا بقية الطهور وقالوا،
تمسحوا تمسحوا، قال: فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: على رسلكم، قال: فضرب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يده في القدح في جوف الماء ثم قال: " أسبغوا الطهور "، قال: فقال جابر
بن عبد الله: والذي أذهب بصري، قال: وكان قد ذهب بصره، لقد رأيت الماء يخرج من

(1 / 81) شد عليه: هاجمه.
الخطام: حبل من ليف يلف على أنف البعير، والخطم الانف.
(1 / 82) الخليل: الصديق العزيز الملازم لصديقه لا يفارقه.
(1 / 84) وهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم في تكثير الماء ونبعه من أصابعه.
(1 / 85) أسبغوا الوضوء: أحسنوه وأكملوه والقدح وعاء كبير للماء. وهذه من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم
428

بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما رفع يده توضأوا أجمعون، قال الأسود: أحسبه:
قال: كنا مائتين أو زيادة.
(86) حدثنا يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: حضرت
الصلاة فقام من كل قريب من المسجد فتوضأ، وبقي ناس، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمخضب
من حجارة فيه ماء، فوضع كفه في المخضب فصغر المخضب عن أن يبسط كفه فيه،
فضم أصابعه فتوضأ القوم جميعا، قلنا: كم كانوا؟ قال: ثمانين أو زيادة.
(87) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: نزلنا يوم الحديبية
فوجدنا ماءها قد شربه أوائل الناس، فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على البئر ثم دعا بدلو منها فأخذ
منه بقية ثم مجه فيها ودعا الله فكثر ماؤها حتى تروى الناس منها.
(88) حدثنا مروان عن عوف عن أبي رجاء قال ثنا عمران بن الحصين قال: كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فشكا الناس إليه العطش، فدعا فلانا ودعا عليه: اذهبا فابغيا لي
الماء، فانطلقا فتلقيا امرأة معها مزادتان أو سطيحتان، قال: فجاءا بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فأفرغ فيه من أفواه المزادتين أو السطيحتين ثم أوكأ أفواههما، وأطلق
العزالي، ونودي في الناس أن اسقوا واستقوا، قال: فسقى من سقى واستقى من استقى،
قال: وهي قائمة تنظر إلى ما يصنع بمائها، قال: فوالله لقد أقلع عنها حين أقلع وإنه
ليخيل إلينا أنها أشد ملاءة منها حين ابتداء فيها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله ما رزأناك
من ماءك شيئا ولكن الله سقانا.
(89) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر قال ثنا عمرو بن مرة قال حدثنا عبد الله بن
سلمة قال: قال عبد الله: كل شئ أوتي نبيكم إلا مفاتيح الخمس {إن الله عنده علم
الساعة، وينزل الغيث، ويعلم ما في الأرحام، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما
تدري نفس بأي أرض تموت} الآية.

(1 / 86) المخضب: وعاء وسمي المخضب لأن النساء كن يجعلن فيه الخضاب يخضبن به شعورهن
وأيديهن، والخضاب هو الحناء.
(1 / 88) المزادة أو السطيحة وعاء من جلد يحفظ فيه الماء
أوكأ: ربط أفواههما بالوكاء وهو الخيط الذي يشد عليهما كي لا يسيل الماء منهما.
العزالى أو العزالي: جي عزلي وهي الفتحة في قعر المزادة.
(1 / 89) سورة لقمان من الآية (34)
429

(90) حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي
هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أنا سيد ولد آدم، وأنا أول من تنشق عنه الأرض، وأنا
أول شافع وأول مشفع ".
(91) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن منبري هذا لعلى ترعة من ترع الجنة ".
(92) حدثنا أبو أسامة قال سمعت هشاما قال ثنا الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أنا سابق العرب ".
(93) حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن أبي عمار عن واثلة بن الأسقع قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من بني
إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشا، واصطفى من قريش بني هاشم،
واصطفاني من بني هاشم ".
(94) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي سفيان عن أنس قال: جاء جبريل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس حزين قد ضربه بعض أهل مكة، قال: فقال: مالك؟ قال: " فعل
بي هؤلاء وهؤلاء، قال: أتحب أن أريك آية، قال: نعم فنظر إلى شجرة من وراء
الوادي فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه، ثم قال لها:
ارجعي، فرجعت حتى عادت إلى مكانها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حسبي حسبي ".
(95) حدثنا قراد بن نوح قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن أبي بكر بن أبي موسى
عن أبيه قال: خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشياخ من قريش،
فلما أشرفوا على الراهب هبطوا فحلوا رحالهم، فخرج إليهم الراهب، وكانوا قبل ذلك يمرون
به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت إليهم، قال: فهم يحلون رحالهم فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ
بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة
للعالمين، فقال له أشياخ من قريش: ما علمك؟ فقال: إنكم حين أشرفتم من العقبة لم يبق
شجر ولا حجر إلا خر ساجدا ولا يسجد إلا لنبي.

(1 / 92) السابق: الذي يتقدم القوم أثناء سفرهم أو الذي يصل قبلهم عند قدومهم على قوم، أو الموفد منهم
إلى غيرهم.
(1 / 93) أي هو صلى الله عليه وسلم طيب من طيبين نفسا وأبا وجدا ونسبا
430

(96) حدثنا حسين حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عمار عن أبي سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن قوائم منبري رواتب في الجنة ".
(97) حدثنا هشيم قال أخبرنا عبد الرحمن بن إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوتيت جوامع الكلم وفواتحه خواتمه ".
(98) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شمر قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
فجاءت الذئاب فعوت خلفه، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " هذه الذئاب أتت
تخبركم أن تقسموا لها من أموالكم ما يصلحها أو تخلوها فتغير عليكم "، قالوا:
دعها فلتغير علينا.
(99) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن أنس قال: سئل: هل كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يرفع يديه؟ قال: نعم، شكا الناس إليه ذات جمعة فقالوا: يا رسول الله! قحط المطر
وأجدبت الأرض وهلك المال، قال: فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه وما في السماء
قزعة سحاب، فما صلينا حتى أن الشاب القوي القريب المنزل ليهمه الرجوع إلى منزله،
قال: فدامت علينا جمعة، قال: فقالوا: يا رسول الله؟ تهدمت الدور واحتبست الركبان،
قال: فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم من سرعة ملالة ابن آدم فقال: " اللهم! حوالينا لا علينا "،
قال: فأصحت السماء.
(100) حدثنا أبو معاوية عن هشام عن الأعمش عن مالك بن الحارث عن مغيث بن
سمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنزلت علي توراة محدثة، فيها نور الحكمة وينابيع
العلم، لتفتح بها أعينا عميا، وقلوبا غلفا وآذانا صما، وهي أحدث الكتب
بالرحمن ".

(1 / 96) رواتب ج راتب وهو الثابت.
(1 / 98) تقسموا لها: تجعلوا لها شيئا معلوما.
(1 / 99) قزعة سحاب: غيمة صغيرة احتبست الركبان: لم يقدروا على الخروج بسبب السيول التي تمنع سير
الركائب.
رأيت بياض إبطيه: أي رفع يديه عاليا حتى انكشف إبطاه.
الملالة: الضجر بسرعة من الامر والاستحسار.
(1 / 100) غلفا ج أغلف وهو أصلا الذي لم يختتن وإضافتها إلى القلوب تعني أن القلوب التي يغلفها جلد
قاس يمنع دخول الوعي إليها
431

(101) حدثنا أبو معاوية قال ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن سعيد بن أبي
سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سألت الشفاعة لامتي فقال: لك
سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب، قلت، زدني، قال: لك مع كل ألف سبعون
ألفا، قلت: زدني، قال: فإن لك هكذا وهكذا " فقال أبو بكر: حسبنا، فقال عمر،
يا أبا بكر! دع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: يا عمر! إنما نحن حفنة من حفنات الله.
(102) حدثنا أحمد بن عبيد الله قال ثنا زهير قال ثنا أبو خالد يزيد الأسدي قال
حدثني عون بن أبي جحيفة السوابي عن عبد الرحمن بن علقمة عن عبد الرحمن بن أبي
عقيل قال: انطلقنا في وفد فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قائل منا: يا رسول الله! ألا سألت
ربك ملكا كملك سليمان؟ فضحك وقال: " لعل لصاحبكم عند الله أفضل، من ملك
سليمان، إن الله لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة، فمنهم من اتخذ بها دنياه فأعطيها،
ومنهم من دعا بها على قومه إذا عصوه فأهلكوا، وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها عند
ربي شفاعة لامتي يوم القيامة ".
(103) حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي
ميمونة عن عطاء بن يسار عن رفاعة الجهني قال: حدرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " لقد
وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ولا عذاب ".
(104) حدثنا هشيم قال أخبرني عبد الملك قال سمعت أبا جعفر يحدث قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطيت الشفاعة وهي نائلة من لم يشرك بالله شيئا ".
(105) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد قال ثنا عبد الله بن عيسى
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: أخبرني أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا أبي! إن
ربي أرسل إلي أن أقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فرد إلي
أن اقرأ القرآن على سبعة أحرف، ولك بكل ردة رددتكها مسألة تسألنيها، قال
قلت: اللهم اغفر لامتي، اللهم أغفر لامتي، وأخرت الثالثة إلى يوم يرغب إلي فيه
الخلق حتى إبراهيم ".

(1 / 101) حسبنا: يكفينا.
الحفنة ما ملأ اليدين.
(1 / 102) لان ملك سليمان أمر كان في الدنيا أما ما للرسول صلى الله عليه وسلم فهو باق لا ينقضي بانقضاء هذه الدنيا.
(1 / 103) وهم الذين لا يرقون ولا يسترقون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون كما جاء في الصحاح.
(1 / 104) أي ينالها يوم القيامة من لم يشرك بالله شيئا.
(1 / 105) يرغب الخلق إلى الرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة يطلبون إليه أن يسأل الله عز وجل تعجيل الحساب
ويطلبون شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أول شافع وأول مشفع وأول من يفتح له باب الجنة
432

(106)
حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة قال: يجمع
الناس في صعيد واحد ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي فينادي مناد: يا محمد! على رؤوس
الأولين والآخرين، فيقول صلى الله عليه وسلم: " لبيك وسعديك، الخير في يديك، المهدي من
أهديت، تباركت وتعاليت، ومنك وإليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك،
سبحانك رب البيت، تباركت ربنا وتعاليت "، قال حذيفة: فذلك المقام المحمود.
(107) حدثنا وكيع عن داود الأزدي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في
قوله: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} قال: الشفاعة.
(108) حدثنا الحسن بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع، فلما اتخذ المنبر
تحول إليه، فحن الجذع حتى أخذه فاحتضنه فسكن فقال: " لو لم أحتضنه لحن إلى
يوم القيامة ".
(109) حدثنا ابن عيينة عن أبي حازم قال أتوا سهل بن سعد فقالوا: من أي شئ
منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما بقي أحد من الناس أعلم به مني، قال: هو من أثل الغابة،
وعمله فلان مولى فلانة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستند إلى جذع في
المسجد يصلي إليه إذا خطب، فلما اتخذ المنبر فقعد عليه حن الجذع، قال: فأتاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوطده، وليس في حديث أبي حازم: حتى سكن.
(110) حدثنا وكيع عن عبد الواحد عن أبيه عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب إلى جذع نخلة، فقالت له امرأة من الأنصار: يا رسول الله! إن لي غلاما نجارا،
أفلا آمره يصنع لك منبرا؟ قال: " بلى، فاتخذ منبرا، فلما كان يوم الجمعة خطب على
المنبر، قال: فإن الجذع الذي كان يقوم عليه كأنين الصبي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن هذا
بكى لما فقد من الذكر ".

(1 / 107) سورة الإسراء من الآية (79).
(1 / 108) كان يخطب إلى جذع: كان يستند إلى الجذع وهو يخطب في الناس في المسجد.
حن الجذع: مال وأصدر صوتا كالأنين.
(1 / 109) وطده سكنه وثبته.
الغابة: موضع قريب من المدينة كثير الشجر.
الأثل: شجر عظيم لا ثمر له مستطيل الحب تصنع من خشبه المفروشات المزينة بالحفر والنقش كما
تصنع منه الآنية وهو نوع من الطرفاء.
(1 / 110) وهذه من أعلام النبوة، حنين الجذع وشكوى البعير وبكاء الغزال واستنجاده بالرسول صلى الله عليه وسلم ونبع
الماء من أصابعه وتكثير الماء القليل والطعام القليل وغيرها كثير روته كتب السيرة
433

(111) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع، فأتاه رجل رومي فقال: أصنع لك منبرا تخطب عليه
فصنع له منبره هذا الذي ترون، فلما قام عليه يخطب حن الجذع حنين الناقة على ولدها،
فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه فسكت، فأمر به أن يحفر له ويدفن.
(112) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل
حديث ابن عباس الماضي.
(113) حدثنا سويد بن عمرو الكلبي ومالك عن أبي إسماعيل عن أبي عوانة عن
قتادة عن أبي المليح عن عوف بن مالك الأشجعي قال: عرس بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة، فافترش كل واحد منا ذراع راحلته فانتبهت بعض الليل فإذا ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس قدامها أحد، فانطلقت أطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا معاذ بن جبل وعبد الله بن قيس
قائمان، قال: قلت أين رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالا: لا ندري غير أنا سمعنا صوتا في أعلى
الوادي مثل هزيز الرحى، فلم نلبث إلا يسيرا حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " إنه أتاني
الليلة آت من ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، وأني
اخترت الشفاعة، قال: فقلنا: يا رسول الله؟ ننشدك الله والصحبة! لما جعلتنا من أهل
شفاعتك، قال: فأنتم من أهل شفاعتي، قال: فأقبلنا معانيق إلى الناس، قال: فإذا هم
قد فزعوا وفقدوا نبيهم صلى الله عليه وسلم فقال: إنه أتاني الليلة آت من ربي فخيرني بين أن يدخل
نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، وأني اخترت الشفاعة، فقالوا: يا رسول الله! ننشدك
الله والصحبة! لما جعلتنا من أهل شفاعتك، فلما أضبوا عليه قال: فإني أشهد من حضر
أن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا ".
(114) حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن
عبد الله، قال: مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أسوق بعيرا لي وأنا في آخر الناس وهو تصلع

(1 / 112) أي مثل الحديث 1 / 108.
(1 / 114) افترش ذراع الراحلة: استند إليها.
هزيز الرحى: ارتجاجها والمقصود صوت قوي هادر.
أقبلنا معانيق: أقبلنا يعانق كل واحد منا الآخر مهنئا.
فزعوا: انتبهوا من نوحهم.
اضبطوا عليه: تكاثروا حوله حتى صاروا كالضباب أي أحاطوا به صلى الله عليه وسلم من كان ناحية.
(1 / 114) تصلع البعير: أصابه السلح أي أصابه الاسهال
434

أو قد اعتل، قال: " ما شأنه؟ فقلت: يا رسول الله: تصلع أو قد اعتل، فأخذ شيئا كان
في يده فضربه ثم قال: اركب، فلقد كنت أحبسه حتى يلحقوني ".
(115) حدثنا عبد الله بن نمير قال حدثنا عثمان بن حكيم قال: أخبرني عبد
الرحمن بن عبد العزيز عن يعلى بن مرة قال: لقد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا ما رآها
أحد قبلي، ولا يراها أحد من بعدي: لقد خرجت معه في سفر حتى إذا كنا ببعض
الطريق مررنا بامرأة جالسة معها صبي، قالت: يا رسول الله! ابني هذا قد أصابه بعلاء،
وأصابنا منه بلاء، يؤخذ في اليوم لا أدري كم مرة، قال: ناولينيه، فرفعته إليه فجعله بينه
وبين واسطة الرحل ثم فغر فاه فنفث فيه ثلاثا " بسم الله أنا عبد الله اخسا عدو الله "
قال: ثم ناولها إياه ثم قال: ألقينا به في الرجعة في هذه المكان فأخبرينا بما فعل، قال:
فذهبنا ورجعنا فوجدناها في ذلك المكان معها شياه ثلاث، فقال: ما فعل صبيك؟ قالت:
والذي بعثك بالحق! ما أحسسنا منه شيئا حتى الساعة فاحترز هذه الغنم، قال: " انزل
فخذ منها واحدة ورد البقية "، قال وخرجت معه ذات يوم إلى الجبانة حتى إذا برزنا
قال: انظر ويحك، هل ترى من شئ يواريني، قلت: يا رسول الله! ما أرى شيئا يواريك
إلا شجرة ما أراها تواريك، قال: ما بقربها شئ؟ قلت: شجرة خلفها وهي مثلها أو
قريب منها -، قال: اذهب إليهما فقل لهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن تجتمعا
بإذن الله، قال: فاجتمعتا فبرز لحاجته ثم رجع فقال: اذهب إليهما، فقال لهما أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمركما أن ترجع كل واحدة منكما إلى مكانها، قال: وكنت جالسا
معه ذات يوم إذا جاء جمل يخبب حتى صوب بجرانه بين يديه ثم ذرفت عيناه فقال: انظر
ويحك لمن هذه الجمل؟ إن له لشأنا، فخرجت ألتمس صاحبه فوجدته لرجل من
الأنصار فدعوته إليه فقال ما شأن جملك هذا؟ قال: وما شأنه؟ قال: لا أدري والله ما
شأنه، عملنا عليه ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية، فائتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم
لحمه، قال: فلا تفعل، هبه لي أو بعنيه "، قال بل هو لك يا رسول الله، فوسمه بسمة
الصدقة ثم بعث به.

(1 / 115) يؤخذ: يتلبسه شيطان أو جني وهذه الثلاث من معجزات الرسول صلى الله عليه وسلم وأعلام نبوته
435

(116) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الملك عن أبي الزبير
عن جابر قال: خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البراز
حتى يتغيب، فلا يرى، فنزلنا بفلاة من الأرض ليس فيها شجرة ولا علم فقال: يا جابر!
انطلق إلى هذه الشجرة فقل لها: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلحقي بصاحبتك حتى
أجلس خلفكما، فرجعت إليها فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفهما، ثم رجعتا إلى مكانهما،
فركبنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم: بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا، فعرضت لنا امرأة معها صبي
لها فقالت: يا رسول الله إن ابني هذا يأخذه الشيطان كل يوم مرارا، فوقف بها تناول
الصبي فجعله بينه وبين مقدم الرحل ثم قال: اخسأ عدو الله، أنا رسول الله - ثلاثا، ثم
دفعه إليها، فلما قضينا سفرنا مررنا بذلك الموضع فعرضت لنا المرأة معها صبيها ومعها
كبشان تسوقهما، فقالت: يا رسول الله! اقبل مني هديتي، فوالذي بعثك بالحق، ما عاد
إليه بعد، فقال: خذوا منها أحدهما، وردوا عليها الآخر، قال: ثم سرنا ورسول الله
صلى الله عليه وسلم بيننا كأنما على رؤوسنا الطير تظلنا، فإذا جمل ناد حتى إذا كان بين السماطين خر
ساجدا، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: علي الناس؟ من صاحب هذا الجمل؟ فإذا فتية
من الأنصار، قالوا: هو لنا يا رسول الله، قال: فما شأنه؟ قالوا: استنينا عليه منذ
عشرين سنة، وكانت به شحيمة، فأردنا أن ننحره، فنقسمه بين غلماننا، فانفلت منا،
قال: تبيعونه؟ قالوا: لا، بل هو لك يا رسول الله! قال: أما لا فأحسنوا إليه حتى يأتيه
أجله ".
(117) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن سليمان بن عمرو عن
الا حوض عن أمه أم جندب قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمي جمرة العقبة من بطن
الوادي يوم النحر وهو على دابة، ثم انصرف وتبعته امرأة من خثعم، ومعهم صبي لها به
بلاء، فقالت: يا رسول الله! إن هذا ابني وبقية أهلي، وإن به بلاء لا يتكلم، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائتوني بشئ من ماء: فأتى به فغسل يديه ومضمض فاه، ثم أعطاها فقال:
اسقيه منه وصبي عليه منه واستشفي الله له "، قالت: فلقيت المرأة فقلت: لو وهبت لي
منه، فقالت: إنما هو لهذا هو لهذا المبتلى، فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام فقالت: برأ
وعقل عقلا ليس كعقول الناس.

(1 / 116) جمل ناد: شارد.
بين السماطين: بين الصفين.
استنينا عليه: نقلنا عليه الماء.
(1 / 117) لقيتها من الحول: لقيتها في أواخر العام أو العام التالي
436

(118) حدثنا أسود بن عامر عن مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي
يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر قال: أردفني النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم خلفه
فأسر إلي حديثا لا أحدثه أحدا من الناس، وكان مما يعجبه النبي صلى الله عليه وسلم أن يستتر به
لقضائه حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوما حائش نخل الأنصار فرأى فيه بعيرا،
فلما رآه البعير خر وذرفت عيناه، قال: فمسح النبي صلى الله عليه وسلم سراته وذفراه فسكن فقال:
" لمن هذا البعير، أو من رب هذا البعير؟ قال: فقال الأنصاري: أنا يا رسول الله!
فقال: أحسن إليه - فقد شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه ".
(119) حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن قتادة أن يهوديا حلب للنبي صلى الله عليه وسلم
ناقة فقال: " اللهم جمله "، فاسود شعره.
(120) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثنا أبو نهيك قال
سمعت عمرو بن أخطب أبا زيد الأنصاري يقول: استسقى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئته بقدح،
فكانت فيه شعرة فنزعها، قال: " اللهم جمله "، فلقد رأيته وهو ابن أربع وتسعين وما في
رأسه طاقة بيضاء.
(121) حدثنا معلى بن منصور عن يحيى بن حمزة عن أبي إسحاق بن أبي فروة عن
يوسف بن سليمان عن جده عن عمرو بن الحمق أنه سقى النبي صلى الله عليه وسلم لبنا فقال: " اللهم
أمتعه بشبابه "، فلقد أتت عليه ثمانون سنة لا يرى شعرة بيضاء.
(122) حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب عن يحيى بن جعدة عن رجل حدثه
عن أم مالك الأنصارية قال: جاءت أم مالك بعكة سمن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا فعصرها، ثم رفعها إليها فرجعت فإذا هي مملوءة، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت: أنزل في شئ يا رسول الله؟ قال: وما ذاك يا أم مالك؟ قالت: رددت علي
هديتي، قال: فدعا بلالا فسأله عن ذلك فقال: والذي بعثك بالحق! لقد عصرتها حتى
استحييت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هنيئا لك يا أم مالك! هذه بركة عجل الله
ثوابها "، ثم علمها أن في دبر كل صلاة سبحان الله عشرا والحمد لله عشرا والله أكبر
عشرا.

(1 / 118) تدئبه: تتبعه بالعمل.
(1 / 119) ولا يدعى لغير المسلم إلا بأمر من أمور الدنيا
437

(123) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزدي الفاسي
عن ابنة لخباب قالت: خرج أبي في غزاة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتعاهدنا فيحلب عنزا لنا فكان يحلبها في جفنة لنا فتمتلئ، فلما قدم خباب حلبها فعاد
حلابها كما كان.
(124) حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن قتادة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ: {وإذ
أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح} يقول: بدئ بي في الخير، وكنت آخرهم
في البعث ".
(125) حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن عن أبيه عن الأعمش عن أبي سفيان عن
أنس بن مالك قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو غضبان ونحن نرى أن معه
جبريل، قال: فما رأيت يوما كان أكثر باكيا منفعا منه، فقال: " سلوني فوالله لا
تسألوني عن شئ - إلا أنبأتكم به، قال: فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله! أفي الجنة
أنا أم في النار؟ قال: لا، بل في النار، قال: فقام - إليه آخر فقال: يا رسول! من
أبي؟ قال: أبوك حذافة، قال: فقام إليه آخر فقام -: أعلينا الحج في كل عام، قال: لو
قلتها لوجبت، ولو وجبت ما قمتم بها، ولو لم تقوموا بها لهلكتم -، قال: فقام
عمر بن الخطاب فقال: رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، يا رسول الله!
كنا حديثي عهد بجاهلية، فلا تبد سوأتنا ولا تفضحنا لسرائرنا واعف عنا عفا الله عنك،
قال: فسري عنه ثم التفت نحو الحائط فقال: " لم أر كاليوم في الخير والشر، رأيت الجنة
والنار دون هذا الحائط ".
(126) حدثنا وكيع عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أبطأ جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم:
فجزع جزعا شديدا، فقالت له خديجة: إني أرى بك قد قلاك مما نرى من جزعتك،
قال: فنزلت: {والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى}.

(1 / 123) الجفنة: القصعة الكبيرة.
عاد حلابها كما كان: أي كما كان أصلا قبل أن يحلبها الرسول صلى الله عليه وسلم أي لم تعد تملا الجفنة.
(1 / 124) سورة الأحزاب من الآية (7).
(1 / 126) سورة الضحى الآيات (1 - 3)
438

(127) حدثنا عمرو بن طلحة عن أسباط بن نصر الهمداني عن سماك عن جابر بن
سمرة قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه
فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدا واحدا، قال: وأما أنا فمسح خدي
فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جؤنة عطار.
(128) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي بشر قال: سألت سعيد بن جبير عن الكوثر
فقال: هو الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه.
(129) حدثنا محمد بن فضيل عن قدامة العامري عن جسرة عن أبي ذر قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ذات ليلة وهو يردد آية حتى أصبح يركع بها ويسجد
بها {إن تعذبهم فإنهم عبادك} قال: قلت: يا رسول! ما زلت تردد هذه الآية حتى
صبحت؟ قال: " إني سألت ربي الشفاعة لامتي وهي نائلة من لا يشرك بالله شيئا ".
(130) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير قال: لما أنزل الله {تبت يدا
أبي لهب} جاءت امرأة أبي لهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر فقال أبو بكر: يا نبي الله!
إنها امرأة بذية اللسان فقال: إنه سيحال بيني وبينها، قال: فلم تره، فقالت لأبي بكر:
هجانا صاحبك، فقال: والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله، فقالت: إنك لمصدق، قال:
فاندفعت راجعة، فقال أبو بكر: يا رسول الله؟ ما رأتك، قال: فقال: لم يزل ملك بيني
وبينها يسترني حتى ذهبت.
(131) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما مثلي ومثل النبيين كمثل رجل بنى دارا فأتمها إلا لبنة واحدة
فجئت أنا فأتممت تلك اللبنة ".
(132) حدثنا عفان قال ثنا سليم بن حيان قال ثنا سعيد بن ميناء عن جابر بن
عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثلي ومثل الأنبياء كمثل رجل بني دارا فأتمها وأكملها

(1 / 127) الجؤنة: سفط أو سلة مستديرة مغشاة بالجلد يجعل فيها الطيب والثياب وهو الحقة التي يجعل فيها
العطر أو الحلي.
(1 / 128) وذلك في قوله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر}.
(1 / 129) سورة المائدة من الآية (118).
(1 / 130) {تبت يدا أبي لهب} أي سورة المسد
439

إلا موضع لبنة فجعل الناس يدخلونها ويتعجبون منها ويقولون: لولا موضع اللبنة،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فأنا موضع اللبنة جئت فختمت الأنبياء ".
(133) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! جئت من عند حي ما يتزود لهم راع، ولا
يخطر لهم فحل فادع الله لنا، فقال: " اللهم اسق بهائمك وبلادك وانشر رحمتك، قال:
ثم دعا فقال: اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا طيبا غدقا عاجلا غير رائث نافعا غير
ضار "، قال: فما نزل حتى ما جاء أحد من وجه من الوجوه إلا قال: مطرنا وأحيينا.
(134) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن أيوب بن موسى يرفعه إلى النبي
صلى الله عليه وسلم: " إني بعثت خاتما وفاتحا، فاختصر لي الحديث اختصارا فلا يهلكنكم
المتهوكون ".
(135) حدثنا معاوية بن هشام عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق ".
(136) حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة بن قدامة عن منصور عن مسلم عن
مسروق قال: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من شاء الله منهم: يا رسول الله! ما ينبغي
لنا أن نفارقك في الدنيا فإنك لو مت رفعت فوقنا، فلم نرك، فأنزل الله {ومن يطع الله
والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحسن أولئك رفيقا}.
(137) حدثنا معاوية بن عمرو قال ثنا زائدة عن بيان عن حكيم بن جابر قال: لما
أنزلت هذه الآية {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن الله
قد أحسن الثناء عليك وعلى أمتك، سل تعطه! قال: فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية حتى
ختمها {لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} - إلى آخر الآية.
(138) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عوف قال ثنا سليمان العلاف عن حسن بن علي في
قوله: {ويتلوه شاهد منه} قال: هو محمد صلى الله عليه وسلم شاهد من الله.

(1 / 134) المتهوك: المتهور، والذي يتحدث بما لا يعرف ويكثر من سقط القول والحديث والذي يكثر وقوعه
في الأخطاء والذنوب.
(1 / 136) سورة النساء الآية (69).
(1 / 137) سورة البقرة من الآيتين (285 - 286).
(1 / 138) سورة هود من الآية (17)
440

(139) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: لما خرج النبي
صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى المدينة تبعهما سراقة بن مالك، فلما رآهما قال: هذان فر قريش لو
رددت على قريش فرها، قال: فطف فرسه عليهما، قال: فساخت الفرس، قال: فادفع الله
أن يخرجها ولا أقربكما، قال: فخرجت فعادت حتى فعل ذلك مرتين أو ثلاثا، قال: ثم
قال: هل لك إلا الزاد والحملان، قالا: " لا نريد ولا حاجة لنا في ذلك أغن عنا
نفسك " قال: كفيتكما.
(140) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: سأل
موسى ربه مسألة {واختار موسى قومه سبعين رجلا} حتى بلغ {مكتوبا عندهم في
التوراة والإنجيل} فأعطيها محمد صلى الله عليه وسلم.
(141) حدثنا عيسى بن يونس عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن مكحول قال:
كان في ترس النبي صلى الله عليه وسلم كبش مصور فشق ذلك عليه فأصبح وقد ذهب الله به.
(142) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن عمار عن سالم بن أبي الجعد قال:
ذكرت الأنبياء عند النبي صلى الله عليه وسلم، فلما ذكر هو قال: " ذاك خليل الله ".
(143) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن مختار بن فلفل عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة وأنا أول من يقرع باب
الجنة ".
(144) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما
أنا رحمة مهداة ".
(145) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن طفيل بن أبي عن
أبيه قال: قال رجل: يا رسول الله! أرأيت إن جعلت صلاتي كلها صلاة عليك، قال:
" إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك ".

(1 / 140) سورة الأعراف من الآيات (155 - 157).
أي أن يدعو المرء بهذا الدعاء:
441

(146) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن كعب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " صلوا علي فإن صلاة على زكاة لكم، اسألوا الله لي الوسيلة، قالوا: وما
الوسيلة يا رسول الله؟ قال: أعلى درجة في الجنة لا ينالها إلا رجل واحد أرجو أن
أكون أنا هو ".
(147) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ".
(148) حدثنا محمد بن فضيل عن يونس بن عمرو عن بريد بن أبي مريم عن أنس
ابن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر
صلوات وحط عنه عشر سيئات ".
(149) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا موسى بن يعقوب الزمعي قال: أخبري
عبد الله بن كيسان قال أخبرني عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه عن ابن مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثر [هم] علي صلاة ".
(150) حدثنا يونس بن محمد عن حماد عن ثابت عن سليمان مولى الحسن بن علي عن
عبد الله بن أبي طلحة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت ذات يوم والسرور في وجهه
فقالوا: يا رسول الله! إنا لنرى السرور في وجهك، فقال: " إنه أتاني الملك فقال: يا
محمد أما يرضيك أنه لا يصلي عليك من أمتك أحد إلا صليت عليه عشرا ولا يسلم
عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشرا، قال: قلت: بلى ".
(151) حدثنا زيد بن الحباب عن موسى بن عبيدة قال حدثني قيس بن عبد الرحمن
ابن أبي صعصعة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " سجدت شكرا فيما أبلاني من أمتي، من صلى علي من أمتي صلاة كتبت
له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ".
(152) حدثنا إبراهيم بن العوام قال حدثني رجل من بني أسد عن عبد الله بن عمر أنه

(1 / 146) اللهم بحق هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي
وعدته إنك لا تخلف الميعاد، وذلك بين الأذان والإقامة.
(1 / 147) وصلاة الله على عبده رحمة له وغفران لذنبه.
(1 / 149) أولى الناس بي: أولى الناس بشفاعتي. (1 / 151) فيما أبلاني: فيما وهب لي وأعطاني
442

قال: من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم كتبت له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له
عشر درجات.
(153) حدثنا وكيع عن شعبة عن عاصم بن عبد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى علي لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام
يصلى علي، فليقل العبد من ذلك أو يكثر ".
(154) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين عن يزيد الرقاشي قال: إن ملكا مؤكل بمن
صلى على النبي صلى الله عليه وسلم أن يبلغ عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن فلانا من أمتك صلى عليك.
(155) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من
ذكرت عنده فنسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة يوم القيامة ".
(156) حدثنا وكيع عن بدر بن عثمان قال: سمعت عكرمة قال: الكوثر ما أعطيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخير والنبوة والإسلام.
(157) حدثنا وكيع عن فطر عن عطاء قال {إنا أعطيناك الكوثر} قال: حوض
في الجنة أعطيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(158) حدثنا وكيع عن بدر بن عثمان عن عكرمة قال: لما أوحي إلى النبي صلى الله عليه وسلم
قالت قريش: بتر محمد، فنزلت {إن شانئك هو الأبتر} الذي رماك به هو الأبتر.
(159) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي يعلى عن ربيع بن خيثم: لا
نفضل على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أحدا ولا نفضل على إبراهيم خليل الله أحدا.
(160) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي سعيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تخيروا بين الأنبياء ".
(161) حدثنا وكيع عن سلمة بن نبيط عن الضحاك قال: جاء جبريل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فأقرأه آخر البقرة حتى إذا حفظها قال: اقرأها علي، فقرأها النبي صلى الله عليه وسلم فجعل
جبريل يقول: ذلك لك {لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}.

(1 / 155) خطئ طريق الجنة: ضل عنها وأضاعها.
(1 / 158) آخر آية في سورة الكوثر.
(1 / 160) لا تخيروا بين الأنبياء: لا تفضلوا أحدا منهم على أحد.
(1 / 161) سورة البقرة من الآية (286)
443

(162) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب عن خيثمة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن
شئت أعطيناك مفاتح الأرض وخزائنها، لا ينقصك ذلك عندنا شيئا في الآخرة، وإن
شئت جمعتها لك في الآخرة، قال: لا، بل أجمعها لي في الآخرة، فنزلت {تبارك الذي
إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك
قصورا}.
(163) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله
ابن مسعود أنه قال: كنت غلاما يافعا أرعى غنما لعقبة بن أبي معيط، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر وقد فرا من المشركين فقالا: " يا غلام! هل عندك من لبن تسقينا، قلت: إني
مؤتمن ولست ساقيكما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل عندك من جذعة لم ينز عليها الفحل؟
قلت: نعم، فأتيتهما بها فاعتقلها النبي صلى الله عليه وسلم ومسح الضرع ودعا فحفل الضرع، ثم أتاه أبو
بكر بصخرة منقعرة - أو منقرة - فاحتلب فيها فشرب وشرب أبو بكر ثم شربت، ثم قال
للضرع: اقلص فقلص، قال: فاتيته بعد ذلك فقلت: علمني من هذا القول: قال: إنك
غلام معلم ".
(164) حدثنا يحيى بن عبيد قال ثنا أبو سفيان عن عبد الله بن مالك عن مكحول
قال: كان لعمر على رجل من اليهود حق فأتاه يطلبه فلقيه، فقال له عمر: لا والذي
اصطفى محمد صلى الله عليه وسلم على البشر! لا أفارقك وأنا أطلبك بشئ، فقال اليهودي: ما اصطفى
الله محمدا على البشر، فلطمه عمر فقال: بيني وبينك أبو القاسم، فقال: إن عمر قال: لا
والذي اصطفى محمدا صلى الله عليه وسلم على البشر قلت له: ما اصطفى الله محمد على البشر، فلطمني،
فقال: " أما أنت يا عمر! فأرضه من لطمته، بلى يا يهودي! سمى الله باسمين سمى
بهما أمتي هو السلام وسمى أمتي المسلمين، وهو المؤمن وسمى أمتي المؤمنين، بلى يا
يهودي! طلبتم يوما و - ذخر لنا، اليوم لنا وغدا لكم، وبعد ذلك للنصارى، بلى يا
يهودي! أنتم الأولون ونحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بلى إن الجنة محرمة على
الأنبياء حتى أدخلها، وهي محرمة على الأمم حتى يدخلها أمتي ".

(1 / 162) سورة الفرقان الآية (10).
(1 / 163) الجذعة: الناقة بلغت سن الحمل أي استكملت عامها الرابع.
لم ينز عليها الفحل: لم يلقحها الفحل والناقة لا يكون اللبن الحليب في ضرعها إذا لم تكن عشراء.
حفل الضرع: امتلأ.
أقلص: إرجع كما كنت، وقلص الضرع عاد جافا
444

(165) حدثنا عبدة بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن ابن عباس
{ولقد رآه نزلة أخرى} قال رأى ربه.
(166) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبد العزيز بن عمر قال حدثنا رجل من بني
سلامان بن سعد عن أمه أن خالها حبيب بن أبي فديك حدثها أن أباه خرج به إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه مبيضتان لا يبصر بهما شيئا، فسأله: ما أصابه " قال: كنت أمرن جملا لي
فوقعت رجلي على بيض حية فأصيب بصري فنفث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه فأبصر،
قال: فرأيته يدخل الخيط في الإبرة وإنه لابن ثمانين سنة وإن عينيه لمبيضتان.
(167) حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو مولى غفرة قال ثنا إبراهيم بن محمد من
ولد علي قال: كان علي إذا نعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لم يكن بالطويل الممغط ولا
بالقصير المتردد، كان ربعة من الرجال، كان جعد الشعر، ولم يكن بالجعد القطط ولا
بالسبط، كان جعدا رجلا، ولم يكن بالمطهم ولا المكلثم، كان في الوجه تدوير، أبيض
مشربا حمرة أدعج العينين، أهدب الأشفار، جليل المشاش والكتد، أجرد ذا مسربة
شثن الكفين والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب وإذا التفت التفت معا، بين
كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفا وأجرؤ الناس صدرا، وأصدق
الناس لهجة، وأوفى الناس بذمة، وألينهم عريكة وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه،
ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر مثله قبله ولا بعده.

(1 / 165) سورة النجم الآية (13).
(1 / 167) الجعد القطط: الأجعد الشديد الجعودة كشعر الزنوج.
السبط: الأملس الشعر.
المطهم: العظيم الجثة الضخم
المكلثم الضعيف البينة.
أهدب الأشفار: طويل الأهداب.
المشاش: العظام.
الكتد: مجتمع الكتفين من الانسان وهو الكاهل أو أعلى الكتف أو ما بين الكاهل إلى الظهر أو من
أصل العنق إلى أسفل الكتفين أو ما بين مغرز العنق إلى موضع الكتفين.
أجرد: خفيف شعر الجسد.
المسربة: الشعر المستدق من أعلى الصدر إلى أسفل العانة.
شئن الكفين والقدمين: هي سميكة لدنة لا قساوة فيها
445

(168) حدثنا عباد بن العوام عن حجاج عن سماك عن جابر بن سمرة قال: كانت
في ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حموشة، وكان يضحك إلا تبسما، وكنت إذا نظرت قلت:
أكحل العينين وليس بأكحل.
(169) حدثنا شريك بن عبد الله عن عبد الملك بن عمير عن نافع بن جبير عن علي أنه
وصف النبي صلى الله عليه وسلم: كان عظيم الهامة أبيض مشربا حمرة عظيم اللحية ضخم الكراديس،
شثن الكفين والقدمين، طويل المسربة كثير شعر الرأس، رجله يتكفأ في مشيته كأنما
ينحدر في صبب، لا طويل ولا قصير، لم أر مثله قبله ولا بعده.
(170) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة
يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شمط مقدم رأسه ولحيته، فكان إذا ادهن ثم مشطه لم
يتبين، وكان كثير شعر اللحية، فقال رجل: وجهه مثل السيف، فقال: لا، بل كان مثل
الشمس والقمر مستديرا، ورأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسده.
(171) حدثنا هوذة قال عوف عن يزيد الفارسي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
النوم زمن ابن عباس على البصرة، قال: فقلت لابن عباس: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
النوم، قال: فهل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذي رأيت، قلت نعم، أنعت لك رجلا
بين الرجلين جسمه ولحمه أسمر في البياض، حسن المضحك أكحل العينين جميل دوائر
الوجه، قد ملأت لحيته من لدن هذه إلى هذه، وأشار بيده إلى صدغيه - حتى كادت تملا
نحره، قال عوف: ولا أدري ما كان مع هذا من النعت فقال ابن عباس: لو رأيته في
اليقظة ما استطعت أن تنعته فوق هذا.
(172) حدثنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر سمع جابرا يقول: ما سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط فقال: لا.
(173) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله عن ابن
عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض الكتاب على جبريل في كل رمضان، فإذا أصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليلة التي يعرض فيها ما يعرض أصبح وهو أجود من الريح المرسلة
لا يسأل شيئا إلا أعطاه.

(1 / 168) الحموشة: دقة الساقين.
(1 / 169) ضخم الكراديس: عريض الكتفين.
(1 / 170) شمط شعر مقدم الرأس: ظهرت فيه بضع شعرات بيضاء
446

(174) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس أن أبا بكر
كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وكان أبو بكر يختلف إلى الشام، قال: وكان
يعرف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فكانوا يقولون: يا أبا بكر! من هذا الغلام بين
يديك؟ قال: هذا هاد يهدي السبيل، قال: فلما دنوا من المدينة نزلا الحرة وبعثا إلى
الأنصار فجاؤوا قال: فشهدته يوم دخل المدينة فما رأيت يوما كان أحسن ولا أضوأ من
يوم دخل علينا فيه، وشهدته يوم مات فما رأيت يوما كان أقبح ولا أظلم من يوم مات
فيه - صلوات الله ورحمته ورضوانه عليه إلى يوم الدين.
(2) ما ذكر مما أعطى الله إبراهيم عليه السلام
وفضله به
(1) حدثنا وكيع بن الجراح عن شعبة عن المغيرة بن النعمان عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أول الخلائق يلقى بثوب إبراهيم ".
(2) حدثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا أبو حصين عن سعيد بن جبير {وإبراهيم
الذي وفي} قال: بلغ ما أمر به.
(3) حدثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عاصم عن زر عن عبد الله قال (الأواه)
الدعاء - يريد {إن إبراهيم لاواه}.
(4) حدثنا علي بن مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس قال: جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا خير البرية، فقال: " ذات إبراهيم "
(5) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير قال:
يحشر الناس عراة حفاة، فأول من يلقى بثوب إبراهيم.

(1 / 174) هاد يهدي السبيل: يهدي إلى سبيل الهدى والحق وفي هذا تورية لان السامع يظن المقصود أنه يدله
على الطريق في الصحراء وهذا حماية للرسول صلى الله عليه وسلم خلال هجرته إلى المدينة إذ كانا وحدهما لا
ثالث لهما إلا الله وحده.
(2 / 1) إذ يبعث الخلق عرايا.
(2 / 2) سورة النجم الآية (37).
(2 / 3) سورة التوبة من الآية (114).
(2 / 4) وإبراهيم عليه السلام أبو الأنبياء والجد الأعلى لرسول الله صلى الله عليه وسلم
447

(6) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه عن ابن عباس قال: لما فرغ إبراهيم عليه
السلام من بناء البيت العتيق قيل له: أذن في الناس بالحج، قال: رب! وما يبلغ صوتي،
قال: أذن وعلي البلاغ، قال: فقال إبراهيم عليه السلام: يا أيها الناس! كتب عليكم الحج
إلى البيت العتيق، قال: فسمعه ما بين السماء إلى الأرض، ألا ترى أن الناس يجيئون من
أقاصي الأرض يلبون.
(7) حدثنا محمد بن أبي عبيدة بن معن قال حدثني أبي عن الأعمش عن أبي صالح
قال: انطلق إبراهيم صلى الله عليه وسلم يمتار فلم يقدر على الطعام، فمر بسهلة حمراء، فأخذ منها،
ثم رجع إلى أهله فقالوا: ما هذا؟ قال: حنطة حمراء، قال: [- حوها] فوجدوها حنطة
حمراء، قال: فكان إذا زرع منها شيئا خرج سنبلة من أصلها إلى فرعها حبا متراكبا.
(8) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال: لما رأى إبراهيم
ملكوت السماوات والأرض رأى عبدا على فاحشة فدعا عليه فهلك، ثم رأى آخر فدعا
عليه فهلك، فقال الله: أنزلوا عبدي، لا يهلك عبادي.
(9) حدثنا معاذ بن معاذ عن التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: أرسل على
إبراهيم عليه السلام أسدان مجوعان، فلحساه وسجدا له.
(10) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مليل عن علي في قوله {يا نار
كوني بردا وسلاما على إبراهيم} قال: لولا أنه قال " وسلاما " لقتله بردها.
(11) حدثنا خالد بن مخلد عن محمد بن ثابت قال حدثني موسى مولى أبي بكرة
قال: حدثني سعيد بن جبير قال: لما رأى إبراهيم عليه السلام في المنام ذبح إسحاق سار به
مسيرة شهر في غداة واحدة حتى أتى المنحر بمني، فلما صرف الله عنه الذبح قام بكبش
فذبحه، ثم رجع به مسيرة شهر في روحة واحدة طويت له الأودية والجبال.
(12) حدثنا معتمر عن أبيه عن قتادة عن أبي سليمان عن كعب قال: ما أحرقت
النار من إبراهيم إلا وثاقه.

(2 / 7) يمتار: يشتري الطعام والمؤونة وقيل يمتار لان الطعام أي القمح كان يسمى الميرة لان الا حرار كانوا
هم القيمون على أموال الأرض [- حوها] هكذا في الأصل والأرجح أنها فحصوها أو لمحوها.
(1 / 9) والأسد الجائع شرس يهاجم الناس في الطرق وقد يهاجم القرى طلبا للطعام.
(1 / 10) سورة الأنبياء الآية (69).
(1 / 11) والذبيح على الصحيح هو إسماعيل عليه السلام وقد جاء في السنن والصحاح قوله صلى الله عليه وسلم أنه
ابن الذبيحين أي إسماعيل وعبد الله بن عبد المطلب
448

(13) حدثنا معاوية بن هشام قال أخبرنا سفيان عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن
عبيد بن عمير عن أبيه قال: قال موسى يا رب: ذكرت إبراهيم وإسحاق ويعقوب ثم
أعطيتهم ذاك، قال: إن إبراهيم لم يعدل في شئ إلا اختارني، وإن إسحاق جاد لي بنفسه
فهو لما سواها أجود، وإن يعقوب لم أبتليه ببلاء إلا زاد بي حسن ظن.
(14) حدثنا وكيع عن سفيان عن سلمة عن مجاهد {وأذن في الناس بالحج}
قال: أمر إبراهيم أن يؤذن بالحج فقام فقال: يا أيها الناس! أجيبوا ربكم، فأجابوه: لبيك
اللهم لبيك.
(15) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {وإذ ابتلى إبراهيم ربه
بكلمات فأتمهن} قال: ابتلى بالآيات التي بعدها.
(16) حدثنا وكيع عن يونس عن الشعبي {وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات} قال:
منهن الختان.
(17) حدثنا عبد الأعلى عن داود عن عكرمة عن ابن عباس {وإذ ابتلى إبراهيم
ربه بكلمات} قال: لم يبتل أحد بهذا الدين فأقامه إلا إبراهيم عليه السلام.
(18) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن فراس عن الشعبي عن عبد الله بن
عمرو قال: أول كلمة قالها إبراهيم حين ألقي في النار {حسبنا الله ونعم الوكيل}.
(19) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد أن إبراهيم أول الناس
أضاف الضيف، وأول الناس اختتن، وأول الناس قلم أظفاره وجز شاربه واستحد.
(20) حدثنا ابن نمير عن يحيى بن سعيد عن سعيد أن إبراهيم عليه السلام أول من
رأى الشيب فقال: يا رب! ما هذا؟ قال: الوقار، قال: يا رب! زدني وقارا.
(21) حدثنا عيسى بن يونس عن ربيعة بن عثمان التيمي عن سعد بن إبراهيم عن
أبيه أنه قال: أول من خطب على المنابر إبراهيم خليل الله عليه السلام.

(2 / 14) سورة الحج من الآية (27).
(2 / 15) سورة البقرة من الآية (124).
(2 / 18) سورة آل عمران من الآية (173).
(2 / 19) الاستحداد: قص أو حلق وإزالة شعر العانة
449

(3) ما ذكر في لوط عليه السلام
(1) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد {فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين}
قال: لوط عليه السلام وابنتاه.
(2) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: قال جندب قال
حذيفة: لما أرسلت الرسل إلى قوم لوط ليهلكوهم قيل لهم: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم
لوط ثلاث مرار، قال: وكان طريقهم على إبراهيم عليه السلام، قال: فأتوا إبراهيم، قال:
فلما بشروه بما بشروه قال: {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في
قوم لوط} قال: وكان مجادلته إياهم أنه قال: أرأيتهم إن كان فيها خمسون من المسلمين
أتهلكوهم؟ قالوا: لا، قال: أفرأيتم إن كان فيها أربعون؟ قال: قالوا: لا، حتى انتهى إلى
عشرة أو خمسة حميد شك في ذلك - قال: فأتوا لوطا وهو يعمل في أرض له، قال:
فحسبهم بشرا، قال: فأقبل بهم خفيا حتى أمسى إلى أهله، قال: فمشوا معه فالتفت
إليهم، قال: وما تدرون ما يصنع هؤلاء، قالوا: وما يصنعون؟ فقال: ما من الناس أحد
هو أشر منهم، قال: فلبسوا آذانهم على ما قال ومشوا معه، قال: ثم قال مثل هذا فأعاد
عليهم مثل هذا ثلاث مرار، قال: فانتهى بهم إلى أهله، قال: فانطلقت امرأته العجوز
عجوز السوء إلى قومه فقالت: لقد تضيف لوط الليلة رجالا ما رأيت رجالا قط أحسن
منهم وجوها ولا أطيب ريحا منهم، قال: " فأقبلوا يهرعون إليه فدافعوه الباب حتى كادوا
يغلبونه عليه، قال: فأهوى ملك منهم بجناحه، قال: فصفقه دونهم، قال: وعلا لوط
الباب وعلوا معه، قال: فجعل يخاطبهم: {هؤلاء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا الله ولا
تخزوني في ضيفي، أليس منكم رجل رشيد} قال: فقالوا: {لقد علمت ما لنا في
بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} قال: فقال: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى
ركن شديد} قال: {قالوا: يا لوط إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} قال: فذاك حين
علم أنهم رسل الله، ثم قرأ إلى قوله {أليس الصبح بقريب} قال: وقال ملك فأهوى
بجناحه هكذا - يعني شبه الضرب، فما غشيه أحد منهم تلك الليلة إلا عمي، قال: فباتوا

(3 / 1) سورة الذاريات الآية (36).
(3 / 2) سورة هود الآية (74). وهذا الحديث يحكي رواية التوراة كما جاءت في سفر التكوين الإصحاح
(18) والإصحاح (19).
{وهؤلاء بناتي} إلى قوله: {أليس الصبح بقريب} سورة هود من الآيات (79 - 81)
450

بشر ليلة عميانا ينتظرون العذاب، قال: وسار بأهله حتى قال: استأذن جبريل في هلكتهم
فأذن له فاحتمل الأرض التي كانوا عليها: قال: فأهوى بها حتى سمع أهل سماء الدنيا
صغاء كلابهم، قال: ثم قلبها بهم، قال: فسمعت امرأته - يعني لوط عليه السلام - الوجبة
وهي معه فالتفتت فأصابها العذاب، قال: وتتبعت سفارهم بالحجارة.
(4) ما ذكر في موسى عليه السلام من الفضل
(1) حدثنا أبو خالد عن أشعث عن عكرمة عن ابن عباس قال: خرج موسى عليه
لسلام ينادي: لبيك، وجبال الروحاء تجيبه.
(2) حدثنا أحمد بن إسحاق قال ثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن أبي
سعيد أن رجلا من الأنصار سمع رجلا من اليهود وهو في السوق وهو يقول: والذي
اصطفى موسى عليه السلام على البشر، فضرب وجهه، أي خبيث! أعلى أبي القاسم،
فانطلق اليهودي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلام فقال: يا أبا القاسم! ضرب وجهي فلان، فأرسل إليه
فدعاه فقال: " لم ضربت وجهه؟ " فقال: إني مررت به في السوق فسمعته يقول: والذي
اصطفى موسى على البشر، فأخذتني غضبة فضربت وجهه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا
تخيروا بين الأنبياء، فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأرفع رأسي فإذا أنا بموسى
آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أصعق ممن صعق فأفاق قبلي أو حوسب بصعقته
الأولى، أو قال: كفته صعقته الأولى ".
(3) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن عبد الله بن
الحارث عن كعب قال: إن الله قسم كلامه ورؤيته بين موسى ومحمد صلى الله عليه وسلم، فكلمه موسى
مرتين ورآه محمد مرتين.
(4) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي السليل عن قيس بن عباد، وكان من أكثر
الناس أو من أحدث الناس عن بني إسرائيل قال: فحدثنا أن الشرذمة الذين سماهم فرعون
من بني إسرائيل كانوا ستمائة ألف، وكان مقدمة فرعون سبعمائة ألف كل رجل منهم على

(4 / 3) وهذا من كلام كعب الأحبار.
(4 / 4) وقوله كانوا ستمائة ألف فهو من الإسرائيليات، وقد جاء ذلك في سفر العدد، وهذا رقم مبالغ فيه
كثيرا. لقد قدم يعقوب عليه السلام إلى مصر مع أولاده وأحفاده وجميعهم سبعون نفسا وما بين
يعقوب إلى موسى أربعة أجيال لان موسى على ما جاء في التوراة نفسها التي قالت بهذا الرقم الغريب هو موسى بن عمران (عمرام) بن يصهر بن قاهث بن لاوي بن يعقوب ومجموع السنوات
التي قضاها نسل يعقوب من لدن دخوله إلى مصر حتى خروجهم إلى التيه مائتين وعشرين سنة فهل
يتكاثر سبعون شخصا خلال هذه المدة إلى هذا العدد؟ فإذا أضفنا إلى ذلك ما فعله فرعون من
ذبح الصبيان عاما وتركهم عاما كانت الاستحالة أكبر فكيف إذا كان الادعاء أن هذا عدد
الرجال عدا الأولاد!!!! أما قوله أن مقدمة فرعون سبعمائة ألف فهو أيضا من الأمور التي لا
تعقل إذ أن حشد مثل هذا الجيش في ذلك العهد كان يحتاج إلى زمن طويل جدا يمتد إلى الشهود
العديدة ولا يعقل وجود مثل هذا الجيش اللجب جاهزا للتحرك طيلة الوقت.
وإذا كانت المقدمة سبعمائة ألف فكم كان القلب والجناحان والساقة؟ والتوراة نفسها التي ذكرت
هذا العدد المبالغ فيه لليهود ذكرت أن فرعون قد خرج بستمائة مركبة منتخبة إضافة إلى مركبية
الجيش، فإذا كانت المقدمة ستمائة مركبة وعدد جنود المركبة الواحدة ثلاثة جنود لأنها بالكاد
تتسع لهم، ومراكب الفراعنة موجودة في المتاحف الآن، يقودها رجل ويقاتل فوقها رجل أو
رجلان أي كانت المقدمة ألف وثمانمائة رجل فبقية الجيش إذن لا تتجاوز الألوف القليلة
الأخرى. (سفر الخروج).
451

حصان، على رأسه بيضة وبيده حربة وهو خلفهم في الدهم، فلما انتهى موسى عليه السلام
ببني إسرائيل إلى البحر قالت بنو إسرائيل: أين ما وعدتنا؟ هذا البحر بين أيدينا، وهذا
فرعون وجنوده قد دهمنا من خلفنا، فقال موسى عليه السلام للبحر: انفلق أبا خالد،
فقال: لا أنفلق لك يا موسى، أنا أقدم منك خلقا أو أشد، قال: فنودي أن أضرب
بعصاك البحر، فضربه فانفلق، قال الجريري: وكانوا اثني عشر سبطا، وكان لكل سبط
منهم طريق، فلما انتهى أول جنود فرعون إلى البحر هابت الخيل، ومثل لحصان منها
فرس وديق، فوجد ريحها فاشتد فتبعه الخيل، فلما تتام آخر جنود فرعون في البحر خرج
آخر بني إسرائيل من البحر فانصفق عليهم، فقالت بنو إسرائيل: ما مات فرعون وما
كان ليموت أبدا، قال: فلم يعد أن سمع الله تكذيبهم نبيه، فرمى به على الساحل كأنه
ثور أحمر يراه بنو إسرائيل.
(5) حدثنا شبابة عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون
عن عبد الله بن مسعود أن موسى عليه السلام حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون، فأمر
بشاة فذبحت، ثم قال: لا والله لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إلي ستمائة ألف من القبط،

(4 / 5) وهل هذا مما يعقل أن يحشد ستمائة ألف رجل خلال فترة سلخ شاة أي خلال ساعة أو نصف ساعة،
وهل كانت المدينة تتسع أصلا لمثل هذا العدد من السكان ولو قلنا من مدن عديدة، فالمدن كانت
متباعدة وليس هناك لا سيارات ولا طائرات لحشدهم بل أكثر الناس مشاة.
{فانفلق فكان كل كل فرق كالطور العظيم} سورة الشعراء الآية (63)
يتراءون: يرى كل سبط السبط الآخر خلال مسيرهم وهذا كناية عن قرب المسافة بينهما وقلة العدد
إذ في الاعداد الكبيرة من البشر لا يتنبه الناس لبعضهم، ولو بدأ أحدهم في عبور الفرق
صباحا لم يخرج الأخير من الفرق إلا بعد يومين أو أكثر وهذا كله يدحض الأرقام الخيالية التي
نقلها الناس عن أسفار اليهود.
452

قال: فانطلق موسى عليه السلام حتى انتهى إلى البحر فقال له: انفرق، فقال البحر: لقد
استكثرت يا موسى، وهل انفرقت لاحد من ولد آدم فأنفرق لك؟ قال: ومع موسى عليه
السلام رجل على حصان، قال له ذاك الرجل: أين أمرت يا نبي الله، قال: ما أمرت إلا
بهذا الوجه، قال: فأقحم فرسه فسبح به، فخرج فقال: أين أمرت يا نبي الله؟ قال: ما
أمرت إلا بهذا الوجه، قال: والله ما كذبت ولا كذبت، قال: ثم اقتحم الثانية فسبح به ثم
خرج فقال: أين ما أمرت به يا نبي الله، قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه، قال: والله ما
كذبت ولا كذبت، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن أضرب بعصاك، فضرب
موسى بعصاه {فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم} كالجبل العظيم فكان فيه اثنا
عشر طريقا لاثني عشر سبطا، لكل سبط طريق يتراءون، فلما خرج أصحاب موسى عليه
السلام وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم.
(6) حدثنا ابن فضيل عن سليمان التيمي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمارة بن
عبد عن علي قال: انطلق موسى وهارون عليهما السلام وانطلق شبر وشبير، فانتهوا إلى
جبل فيه سرير فنام عليه هارون فقبض روحه، فرجع موسى إلى قومه فقالوا: أنت قتلته،
حسدتنا على خلقه أو على لينه، أو كلمة نحوها - الشك من سفيان - قال: كيف أقتله
ومعي أبناؤه، قال: فاختاروا سبعين رجلا، قال: فاختاروا من كل سبط عشرة، قال:
وذلك قوله: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} فانتهوا إليه، فقالوا: من قتلك
يا هارون؟ قال: ما قتلني أحد، ولكن توفاني الله، قالوا: يا موسى ما نعصي؟ قال:
فأخذتهم الرجفة، فجعل يتردد يمينا وشمالا ويقول: {لو شئت أهلكتهم من قبل
وإياي، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك}، قال: فدعا الله فأحياهم
وجعلهم أنبياء كلهم.

(4 / 6) شبر وشبير: ابنا هارون عليه السلام وكيف يكون هارون قد قبض في هذا الحين وقد كان مع
موسى عليه السلام قبل صعود موسى لميقات ربه فتركه مع قومه فصنعوا الثور الذي عبده.
{واختار موسى قومه} سورة الأعراف من الآية (155).
{لو شئت أهلكتهم} سورة الأعراف من الآية (155)
453

(7) حدثنا عبيد الله قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي
عن عمر بن الخطاب أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس
يسقون، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو
بامرأتين تذودان، قال: ما خطبكما؟ فأخبرتاه فأتى الحجر فرفعه ثم لم يستق إلا ذنوبا
واحدا حتى رويت الغنم ورجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه، وتولى موسى عليه السلام إلى
الظل فقال: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} قال: {فجاءته إحداهما تمشي
على استحياء} واضعة ثوبها على وجهها، قالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت
لنا، قال لها: أمشي خلفي وصفي لي الطريق، فإني أكره أن تصيب الريح ثوبك فيصف لي
جسدك، فلما انتهى إلى أبيها قص عليه، قالت إحداهما: {يا أبت استأجره إن خير من
استأجرت القوي الأمين} قال: يا بنية! ما علمك بأمانته وقوته؟ قالت: أما قوته فرفعه
الحجر ولا يطيقه إلا عشرة، وأما أمانته فقال لي: أمشي خلفي وصفي لي الطريق فإني
أخاف أن تصيب الريح ثوبك فتصف جسدك، فقال عمر: فأقبلت إليه ليست بسلفع من
النساء لا خراجة ولا ولاجة، ومعه، ثوبها على وجهها.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير وعن عبد الله بن
لحارث عن ابن عباس قال: لما أتى موسى قومه فأمرهم بالزكاة، فجمعهم قارون فقال:
هذا قد جاءكم بالصوم والصلاة وبأشياء تطيقونها، تحتملون أن تعطوه أموالكم؟ قالوا: ما
نحتمل أن نعطيه أموالنا فما ترى؟ قال: أرى أن نرسل إلى بغي بني إسرائيل فنأمرها أن
نرميه على رؤوس الأجناد والناس بأنه أرادها على نفسها، ففعلوا، فرمت موسى عليه
السلام على رؤوس الناس فدعا الله عليهم، فأوحى الله تعالى إلى الأرض أن أطيعيه، فقال
لها موسى عليه السلام: خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم، قال: فجعلوا يقولون: يا موسى

(4 / 7) {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} سورة القصص من الآية (24) {فجاءته إحداهما
تمشي} سورة القصص من الآية (25).
{يا أبت استأجره} سورة القصص من الآية (26).
- السلفع من النساء: الصخابة السيئة الخلق البذيئة الفحاشة القليلة الحياء.
- الخراجة الولاجة: الكثيرة الدخول والخروج تقضي يومها من دار إلى دار دون أن تؤدي عمل
دارها.
- الومعة، الدفعة من الماء أو ظبية الجبل والمقصود أنها كانت متئدة في سيرها رشيقة في غير
امتلاء
454

يا موسى! قال: خذيهم، فأخذتهم إلى حجزهم، فجعلوا يقولون يا موسى فقال:
خذيهم، فأخذتهم إلى أعناقهم فجعلوا يقولون: يا موسى يا موسى، قال: فأخذتهم فغيبتهم،
فأوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: يا موسى! سألك عبادي وتضرعوا إليك فأبيت
أن تجيبهم، أما وعزتي لو أنهم دعوني لأجبتهم.
(9) حدثنا حسين بن علي عن موسى بن قيس عن سلمة بن كهيل {وألقيت عليك
محبة مني} قال: حببتك إلى عبادي.
(10) حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس {وقربناه نجيا} حتى سمع صريف القلم.
(11) حدثنا وكيع عن أبي معشر عن محمد بن كعب قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي
الأجلين قضى موسى عليه السلام؟ قال: أوفاهما وأتمهما.
(12) حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: سئل: أي الأجلين قضى موسى؟ قال: أتمهما وآخرهما.
(13) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس في قوله: {لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله
وجيها} قال: قال له قومه: إنه آدر، قال: فخرج ذات يوم يغتسل، فوضع ثيابه على
صخرة فخرجت الصخرة تشتد بثيابه وخرج يتبعها عريانا حتى انتهت به إلى مجالس بني
إسرائيل قال: فرأوه ليس بآدر، قال: فذاك قوله: {فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله
وجيها}.
(14) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عوف عن الحسن وخلاس بن عمرو ومحمد عن أبي
هريرة في قوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا
وكان عند الله وجيها} قال: كان من أذاهم إياه أن نفرا من بني إسرائيل قالوا: ما
يستتر منا موسى هذا التستر إلا من عيب بجلده: إما برص وإما آفة وإما أدرة، وإن الله

(4 / 9) سورة طه من الآية (39).
(4 / 10) سورة مريم من الآية (52).
(4 / 11) راجع سورة القصص الآية (28) حول موضوع الأجلين.
(4 / 13) سورة الأحزاب من الآية (69).
آدر: وهما إما منتفخ الخصيتين أو مصاب بفتق أدى إلى هبوط الأمعاء في الصفن فانتفخ الصفن
455

أرد أن يبرئه مما قالوا، قال: وإن موسى عليه السلام خلا ذات يوم وحده، فوضع ثوبه
على حجر ثم دخل يغتسل، فلما فرغ أقبل على ثوبه ليأخذه عدا الحجر بثوبه، فأخذ موسى
عليه السلام عصاه في أثره فجعل يقول: ثوبي يا حجر ثوبي يا حجر، حتى انتهى إلى ملا
من بني إسرائيل فرأوه عريانا، فإذا كأحسن الرجال خلقا، فبرأه الله ما يقولون، قال:
وقام الحجر فأخذ ثوبه فلبسه، وطفق موسى يضرب الحجر بعصاه، فوالله إن بالحجر
الآن من أثر ضرب موسى - ذكر ثلاث أو أربع أو خمس.
(5) ما أعطى الله سليمان بن داود عليه السلام
(1) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عوف عن الحسن قال: لما سخرت الريح لسليمان بن
داود عليه السلام كان يغدو من بيت المقدس فيقيل بقريرا، ثم يروح فيبيت في كابل.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن ضرار بن مرة عن سعيد بن جبير قال: كان سليمان
يوضع له ستمائة ألف كرسي.
(3) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال: كان داود عليه السلام يوضع له ستمائة ألف كرسي، ثم يجئ أشراف الانس حتى
يجلسوا مما يلي الأيمن، ثم يجئ أشراف الجن حتى يجلسوا مما يلي الأيسر، ثم يدعوا الطير
فتظلهم، ثم يدعوا الريح فتحملهم فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهر، فبينما هو ذات
يوم يسير في فلاة من الأرض فاحتاج إلى الماء، فدعا الهدهد فجاء فنقر الأرض فأصاب
موضع الماء ثم تجئ الشياطين ذلك الماء فتسلخه كما يسلخ الاهاب فيستخرجوا الماء منه،
قال: فقال له نافع بن الأزرق: قف يا وقاف، أرأيت قولك " الهدهد يجئ فينقر الأرض
فيصيب موضع الماء " كيف يبصر هذا ولا يبصر الفخ يجئ إليه حتى يقع في عنقه، فقال
له ابن عباس: ويحك! إن القدر حال دون البصر.

(5 / 1) كابل هي كابول عاصمة أفغانستان.
والغدو: الخروج في الصباح.
يقيل من القيلولة وهي الاستراحة عند الظهر.
والرواح: المسير للمبيت مساء
456

(4) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عبد الله بن شداد قال: كان كرسي سليمان
يوضع على الريح وكراسي من أراد من الجن والإنس، فاحتاج إلى الماء فلم يعلموا بمكانه،
وتفقد الطير عند ذلك فلم يجد الهدهد فتوعده، وكان عذابه نتفه وتشميسه، قال: فلما جاء
استقبله الطير فقالوا: قد توعدك سليمان، فقال الهدهد: هل أستثني - قالوا: نعم " إلا أن
يجئ بعذر " وكان عذره أن جاء بخبر صاحبة سبأ، قال: فكتب إليهم أنه من سليمان:
{بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وائتوني مسلمين} قال: فأقبلت بلقيس،
فلما كانت على قدر فرسخ قال سليمان: {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين،
قال عفريت من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين}
قال: فقال: أريد عجل من ذلك، فقال الذي عنده علم من الكتاب: {أنا آتيك به قبل أن
يرتد إليك طرفك} قال: فأخبرني منصور عن مجاهد أنه دخل في نفق تحت الأرض
فجاءه به، قال سليمان: غيروه، فلما جاءت قيل لها: هكذا عرشك؟ قال: فجعلت تعرف
وتنكر، وعجبت من سرعته وقالت: كأنه هو {قيل لها: ادخلي الصرح، فلما رأته
حسبته لجة وكشفت عن سقايتها} فإذا امرأة شعراء، قال: فقال سليمان: ما يذهب
هذا؟ قالوا: النورة، قال: فجعلت النورة يومئذ.
(5) حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم قال: سمعت مجاهدا يقول: لما قال: {أنا
آتيك به قبل أن تقوم من مقامك هذا}، قال: أنا أريد أعجل من هذا، {قال الذي
عنده علم من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك}، قال: فخرج العرش
في نفق من الأرض.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء عن مجاهد عن ابن عباس {قبل أن تقوم من
مقامك} قال: مجلس الرجل الذي يجلس فيه حتى يخرج من عنده.
(7) حدثنا وكيع عن ثابت عن عمارة عن عبد الله بن معبد الزماني قال: لم تنزل

(5 / 4) {بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي} سورة النمل من الآيتين (30 / 31)، {أيكم يأتيني
بعشرها} الآيات سورة النمل من الآيات (38 / - 42)، {قيل لها ادخلي الصرح} سورة النمل
من الآية (44).
النورة: مزيج من الكلس والزرنيخ يطلى به الجسد لإزالة الشعر.
(5 / 5) سورة النمل من الآيتين (39 - 40) وارتداد الطرف: رفة الجفن أو النظر إلى الشئ ثم ارتداد
العين عنه إلى غيره
457

{بسم الله الرحمن الرحيم} في شئ من القرآن إلا في سورة النمل! {إنه من سليمان
وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}.
(8) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبير {قبل أن يرتد
إليك طرفك} قال: رفع طرفه فلم يرجع إليه طرفه حتى نظر إلى العرش بين يديه.
(9) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن أبي صالح {وإني مرسلة إليهم بهدية}
قال: كانت هديتها لبنة من ذهب.
(10) حدثنا وكيع عن سفيان عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:
اسمها بلقيس بنت ذي شيرة، وكانت هلباء شعراء.
(11) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مجاهد أن صاحبة سبأ
كانت جنية شعراء.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
{وإني مرسلة إليهم بهدية} قال: أرسلت بذهب أو لبنة من ذهب، فلما قدموا إذا
حيطان المدينة من ذهب، فذلك قوله: {أتمدوني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم}
الآية.
(6) ما ذكر فيما فضل به يونس بن متى عليه السلام
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت حميد بن عبد الرحمن
يحدث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " قال - يعني الله عز وجل -: لا ينبغي
لعبد لي أن يقول: أنا خير من يونس بن متى ".
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي قال:
قال: - يعني الله عز وجل: " ليس لعبد لي أن يقول: أنا خير من يونس بن متى، سبح
الله في الظلمات ".

(5 / 9) سورة النمل من الآية (35).
(5 / 10) الشعراء: لها شعر على جسدها وعلى الأخص على اليدين والساقين وهذا نادر عند النساء إذ هو من
مظاهر الذكورة.
الهلباء كالشعراء: إلا أن الهلب يكون في الخدين والجسد ولا يكون في الأطراف.
(5 / 12) سورة النمل من الآية (36)
458

(3) حدثنا الفضل عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس لأحد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى ".
(4) حدثنا عفان قال ثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية قال: حدثني ابن عم نبيكم
صلى الله عليه وسلم يعني ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس لعبد أن يقول: أنا خير من
يونس بن متى ".
(5) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون قال
ثنا عبد الله بن مسعود في بيت المال المال عن يونس قال: إن يونس كان وعد قومه العذاب
وأخبرهم أنه يأتيهم إلى ثلاثة أيام، ففرقوا بين كل والدة وولدها، ثم خرجوا فجاروا إلى
الله واستغفروه، فكف الله عنهم العذاب، وعدا يونس ينتظر العذاب، فلم ير شيئا، وكان
من كذب ولم تكن له بينة قتل، فانطلق مغاضبا حتى أتى قوما في سفينة فحملوه وعرفوه،
فلما دخل السفينة ركدت، والسفن تسير يمينا وشمالا، فقال: ما لسفينتكم؟ قالوا: ما
ندري؟ قال يونس: إن فيها عبدا أبق من ربه، وإنها لا تسير حتى تلقوه، فقالوا: أما
أنت يا نبي الله فوالله لا نلقيك، فقال لهم يونس: فأقرعوا فمن قرع فليقع، فقرعهم يونس
فأبوا أن يدعوه فقالوا: من قرع ثلاث مرات فليقع، فقرعهم يونس ثلاث مرات فوقع،
وقد كان وكل به الحوت، فلما وقع ابتلعه فأهوى به إلى قرار الأرض، فسمع يونس تسبيح
الحصى {فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين}
ظلمات ثلاث: ظلمة بطن الحوت، وظلمة البحر، وظلمة الليل، قال: {فنبذناه بالعراء
وهو سقيم} قال: كهيئة الفرخ الممعوط، ليس عليه ريش وأنبت الله عليه شجرة من
يقطين كان يستظل بها ويصيب منها، فيبست فبكى عليها حين يبست، فأوحي الله إليه:
تبكي على شجرة يبست ولا تبكي على مائة ألف أو يزيدون أردت أن تهلكهم، فخرج
فإذا هو بغلام يرعى غنما فقال: ممن أنت يا غلام؟ فقال: من قوم يونس، قال: فإذا

(6 / 5) {فنادى في الظلمات} سورة الأنبياء من الآية (87).
{فنبذناه بالعراء} سورة الصافات من الآية (245).
[فأوحى الله إليه تبكي على شجرة... أردت أن تهلكهم]. كلام توراتي جاء في سفر يونان
الإصحاح الرابع من العدد (9) إلى العدد (11).
واليهود يسمون يونس بن متى: يونان بن امتاي ويقولون أنه عبراني وأن الله سبحانه أمره بالخروج
إلى نينوى ففر من وجه الرب وركب البحر إلى ترشيش ثم ألقى إلى البحر ليهدأ البحر وتنتهي
العاصفة وأنه مكث في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال يدعو ويبتهل
459

رجعت إليهم فأخبرهم أنك قد لقيت يونس، قال: فقال له الغلام: إن تكن يونس فقد
تعلم أن من كذب ولم تكن له بينة أن يقتل، فمن يشهد لي؟ فقال له يونس: يشهد لك
هذه الشجرة، وهذا البقعة، فقال الغلام: مرهما، فقال لهما يونس: إن جاءكما هذا الغلام
فاشهدا له، قالتا: نعم، فرجع الغلام إلى قومه، وكان له إخوة وكان في منعته، فأتى
الملك فقال: إني لقيت يونس وهو يقرأ عليكم السلام، فأمر به الملك أن يقتل، فقالوا له:
إن له بينة، فأرسل معه فانتهوا إلى الشجرة والبقعة، فقال - لهما الغلام: أنشدكما بالله هل
أشهدكما يونس، قالتا نعم، فرجع القوم مذعورين يقولون: يشهد له الشجر والأرض،
فأتوا الملك فحدثوه بما رأوه، قال عبد الله: فتناوله الملك فأخذ بيد الغلام فأجلسه في
مجلسه وقال: أنت أحق بهذا المكان مني، قال عبد الله، فأقام لهم ذلك الغلام أمرهم
أربعين سنة.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن السدي عن أبي مالك قال: مكث يونس في بطن
الحوت أربعين يوما.
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن سالم {فنادى في الظلمات} قال:
حوت في حوت وظلمة البحر.
(8) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن عبد الملك عن سعيد بن جبير قال: سمعته يقول:
{فنادى في الظلمات} قال: ظلمة الليل وظلمة البحر وظلمة الحوت.
(9) حدثنا عبيد الله بن موسى عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن
الحارث قال: لما التقمه الحوت فنبذته إلى الأرض فسمعها تسبح، فهيجه على التسبيح.
(7) ما ذكر فيما فضل به عيسى عليه السلام
(1) حدثنا يحيى بن أبي كثير قال ثنا شبل بن عباد عن ابن أبي سليمان عن ابن أبي
نجيح عن مجاهد قال: قالت مريم: كنت إذا خلوت أنا وعيسى حدثني وحدثته، وإذا
شغلني عنه انسان سبح في بطني وأنا أسمع.
(2) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن
عباس قال: ما تكلم عيسى عليه السلام إلا بالآيات التي تكلم بها حتى بلغ مبلغ الصبيان.
(3) حدثنا ابن إدريس عن حصين عن هلال بن يساف قال: لم يتكلم في المهد إلا
ثلاثة عيسى عليه السلام وصاحب يوسف وصاحب جريج.
460

(4) حدثنا أبو معاوية قال ثنا عمار بن زريق عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس
{وإنه لعلم للساعة} قال: خروج عيسى بن مريم عليه السلام.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ثابت بن هرمز عن شيخ عن أبي هريرة
{ليظهره على الذين كله} قال: خروج عيسى عليه السلام.
(6) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال: لما أراد الله أن يرفع عيسى عليه السلام إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر
رجلا من غير البيت ورأسه يقطر ماء، فقال لهم: أما إن منكم من سيكفر بي اثنتي عشرة
مرة بعد أن آمن بي، ثم قال: أيكم سيلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ويكون معي في
درجتي، فقام شاب من أحدثهم سنا فقال: أنا، فقال عيسى: اجلس، ثم أعاد عليهم فقام
الشاب فقال: أنا، فقال: نعم أنت ذاك، قال: فألقى عليه شبه عيسى، قال: ورفع عيسى
عليه السلام من روزنة كانت في البيت إلى السماء، قال: وجاء الطلب من اليهود فأخذوا
الشبيه فقتلوه ثم صلبوه وكفر به بعضهم اثنتي عشرة مرة بعد أن آمن به، فتفرقوا ثلاث
فرق، قال: فقال فرقة: كان فينا الله ما شاء، ثم صعد إلى السماء، وهؤلاء اليعقوبية.
وقالت فرقة: كانت فينا ابن الله ما شاء ثم رفعه الله إليه، وهؤلاء النسطورية، وقالت
فرقة: كان فينا عبد الله ورسوله ما شاء الله ثم رفعه الله إليه وهؤلاء المسلمون، فتظاهرت
الكافرتان على المسلمة فقاتلوها فقتلوها، فلم يزل الاسلام طامسا حتى بعث الله محمد
صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله عليه {فآمنت طائفة من بني إسرائيل} يعني الطائفة التي آمنت في زمن
عيسى، {وكفرت طائفة} يعني الطائفة التي كفرت في زمن عيسى {فأيدنا الذين
آمنوا} في زمان عيسى {على عدوهم} بإظهار محمد صلى الله عليه وسلم دينهم على دين الكفار
{فأصبحوا ظاهرين}.

(7 / 4) سورة الزخرف من الآية (61).
(7 / 5) سورة التوبة من الآية (33).
(7 / 6) الروزنة: الطاق في أعلى الجدار أي النافذة الصغيرة القريبة إلى السقف في أعلى الجدار.
وقد تحدث اليعقوبية والنسطورية وقالوا بالثالوث أما الأريوسية أو الأريسيين الذين ذكرهم
الرسول صلى الله عليه وسلم فهم المسلمون وقد قتلهم القياصرة قياصرة الروم وبطاركة التثليث ولاحقوهم.
حتى قضوا عليهم (راجع أبحاثنا حول هذا الموضوع في مجلة الرسالة الاسلامية الصادرة في بيروت
الاعداد رقم 84 / 85 / 86 / 87 / 88).
{فآمنت طائفة} إلى قوله: {فأصبحوا ظاهرين} سورة الصف الآية (14)
461

حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن عبيد بن عمير قال: كان عيسى ابن
مريم عليه السلام لا يرفع عشاء لغداء ولا غداء لعشاء، وكان يقول: إن مع كل قوم
رزقه، كان يلبس الشعر ويأكل الشجر وينام حيث أمسى.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة قال: مرت امرأة بعيسى ابن مريم
عليه السلام فقالت: طوبى لبطن حملك ولثدي أرضعك، قال عيسى عليه السلام: طوبى
لمن قرأ قرآن واتبع ما فيه.
(9) حدثنا أبو خالد عن محمد بن عجلان عن محمد بن يعقوب قال: قال عيسى ابن
مريم: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسموا قلوبكم، فإن القلب القاسي بعيد من الله،
ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب العباد كأنكم أرباب، وانظروا في ذنوبكم، فإنما
الناس رجلان: مبتلى ومعافى، فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية.
(10) حدثنا شريك عن عاصم عن أبي صالح رفعه إلى عيسى قال: قال لا صحابه:
اتخذوا المساجد مساكن، واتخذوا البيوت منازل، وانجوا من الدنيا بسلام، وكلوا من بقل
البرية، وزاد فيه الأعمش: واشربوا من الماء القراح.
(11) حدثنا عباد بن العوام عن العلاء بن المسيب عن رجل حدثه قال: قال
الحواريون لعيسى ابن مريم عليه السلام! ما تأكل؟ قال: خبز الشعير، قالوا: وما تلبس؟
قال: الصوف، قالوا: وما تفترش؟ قال: الأرض، قالوا: كل هذا شديد، قال: لن تنالوا
ملكوت السماوات والأرض حتى تصيبوا هذا على لذة، أو قال: على شهوة.
(12) حدثنا محمد بن بشير قال ثنا مسعر عن أبي حصين قال: سمعته يذكر عن
سعيد بن جبير في قوله: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها
واردون} قال: فذكروا عيسى وعزيزا أنهما كانا يعبدان، فنزلت هذه الآية من بعدها
{إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون} قال: عيسى ابن مريم عليه
السلام.

(7 / 12) {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم} سورة الأنبياء من الآية (98).
{إن الذين سبقت لهم منا الحسنى} سورة الأنبياء من الآية (101)
462

(8) ما ذكر من فضل إدريس عليه السلام
(1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن ميسرة الأشجعي عن عكرمة عن ابن
عباس قال: سألت كعبا عن رفع إدريس مكانا عليا فقال: أما رفع إدريس مكانا عليا
فكان عبدا تقيا، يرفع له من العمل الصالح ما يرفع لأهل الأرض في أهل زمانه، قال:
فعجب الملك الذي كان يصعد عليه عمله، فاستأذن ربه إليه، قال: رب ائذن لي إلى
عبدك هذا فأزوره، فأذن له فنزل فقال: يا إدريس! أبشر فإنه يرفع لك من العمل
الصالح ما لا يرفع لأهل الأرض، قال: وما علمك؟ قال: إني ملك، قال: وإن كنت
ملكا، قال: فإني على الباب الذي يصعد عليه عملك، قال: أفلا تشفع لي إلى ملك الموت
فيؤخر من أجلي لازداد شكرا وعبادة، قال له الملك: لا يؤخر الله نفسا إذا جاء أجعلها،
قال: قد علمت ولكنه أطيب لنفسي، فحمله الملك عن جناحه فصعد به إلى السماء فقال:
يا ملك الموت! هذا عبد تقى نبي يرفع له من العمل الصالح ما لا يرفع لأهل الأرض،
وإنه أعجبني ذلك، فاستأذنت إليه ربي، فلما بشرته بذلك سألني لا شفع له إليك لتؤخر
من أجله فيزداد شكرا وعبادة لله، قال: ومن هذا؟ قال: إدريس، فنظر في كتاب معه حتى
مر باسمه فقال: والله ما بقي من أجل إدريس شئ، فمحاه فمات مكانه.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد {ورفعناه مكانا عليه} فقال:
في السماء الرابعة.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي هارون عن أبي سعيد قال: في السماء الرابعة.
(9) ما ذكر في أمر هود عليه السلام
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: كان هود عليه
السلام جلدا في قومه وأنه كان قاعدا في قومه فجاء سحاب مكفهر فقالوا: {هذا
عارض ممطرنا} فقال هود عليه السلام: {بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب
أليم} فجعلت تلقى الفسطاط وتجئ بالرجل الغائب.

(8 / 2) سورة مريم من الآية (57).
(9 / 1) سورة الأحقاف من الآية (24)
463

(10) ما ذكر من أمر داود عليه السلام وتواضعه
(1) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال: إن كان داود عليه السلام ليخطب
الناس وفي يده القفة من الخوص فإذا فرغ ناولها بعض من إلى جنبه يبيعها.
(2) حدثنا ابن فضيل عن ليث عن مجاهد قال: لما أصاب داود الخطيئة، وإنما
كانت خطيئته أنه لما أبصرها أمر بها فعزلها فلم يقربها، فأتاه الخصمان فتسوروا في
المحراب فلما أبصرهما قام إليهما فقال: أخرجا عني، ما جاء بكما إلي؟ فقال: إنما
نكلمك بكلام يسير، إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة وهو يريد أن
يأخذها مني، قال: فقال داود عليه السلام: والله إنه أحق أن ينشر منه من لدن هذه إلى
هذه - يعني من أنفه إلى صدره، فقال الرجل: هذا داود قد فعله، فعرف داود عليه
السلام إنما يعني بذلك، وعرف ذنبه فخر ساجدا أربعين يوما وأربعين ليلة، وكانت
خطيئته مكتوبة في يده، ينظر إليها لكيلا يغفل حتى نبت البقل حوله من دموعه ما غطى
رأسه، فنادى بعد أربعين يوما: قرح الجبين وجمدت العين، وداود عليه السلام لم يرجع
إليه في خطيئة شئ فنودي: أجائع فتطعم أم عريان فتكسى أم مظلوم فتنصر، قال:
فنحب نحبة هاج ما يليه من البقل حين لم يذكر ذنبه فعند ذلك غفر له: فإذا كان يوم
القيامة قال له ربه: كن أمامي، فيقول: أي رب ذنبي ذنبي، فيقول: كن خلفي، فيقول
له: خذ بقدمي فيأخذ بقدمه.
(3) حدثنا عفان قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البناني قال: بلغنا أن داود
نبي الله جزأ الصلاة على بيوته على نسائه وولده، فلم تكن تأتي ساعة من الليل والنهار إلا
وإنسان قائم من آل داود يصلي، فعمتهم هذه الآية {اعملوا آل داود شكرا وقليل من
عبادي الشكور}.
(4) حدثنا عفان قال ثنا معاوية بن عبد الكريم قال ثنا الحسن أن داود النبي عليه
السلام قال: إلهي! لو كان أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما قضينا
نعمة من نعمتك علي.
(5) حدثنا وكيع عن مسعر عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص قال: دخل
الخصمان على داود عليه السلام وكل واحد منهما أخذ برأس صاحبه.

(10 / 3) سورة سبأ من الآية (13)
464

(6) حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هشام عن سعيد بن جبير قال: إنما كانت فتنة
داود النظر.
(7) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الله الجدلي
قال: ما رفع داود عليه السلام رأسه إلى السماء حتى مات.
(8) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا علي بن زيد عن الحسن عن الأحنف
ابن قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم أن داود عليه السلام قال: أي رب! إن بني إسرائيل يسألونك
بإبراهيم وإسحاق ويعقوب فاجعلني يا رب لهم رابعا، فأوحى الله إليه أن يا داود! إن
إبراهيم ألقى في النار في سببي فصبر، وتلك بلية لم تنلك، وإن إسحاق بذل نفسه ليذبح
فصبر من أجلي فتلك بلية لم تنلك وإن يعقوب أخذت حبيبه حتى ابيضت عيناه فصبر
وتلك بلية لم تنلك، قال: علي بن زيد: وحدثني خليفة عن ابن عباس أن داود حدث نفسه
إن ابتلى أن يعتصم، فقيل له: إنك ستبتلى وتعلم اليوم الذي تبتلى فيه فخذ حذرك، فقيل
له: هذا اليوم الذي تبتلى فيه، فأخذ الزبور فوضعه في حجره وأغلق باب المحراب وأقعد
منصفا على الباب وقال: لا تأذن لاحد على اليوم، فبينما هو يقرأ الزبور إذ جاء طائر
مذهب كأحسن ما يكون الطير، فيه من كل لون، فجعل يدرج بين يديه فدنا منه،
فأمكن أن يأخذه، فتناوله بيده ليأخذه، فاستوفزه من خلفه، فأطبق الزبور وقام إليه
ليأخذه، فطار فوقع على كوة المحراب، فدنا منه أيضا ليأخذه فوقع على حصن فأشرف
عليه لينظر أين وقع، فإذا هو بالمرأة عند بركتها تغتسل من المحيض، فلما رأت ظله
حركت رأسها فغطت جسدها بشعرها، فقال داود للمنصف: اذهب فقل لفلانة، تجئ
فأتاها فقال: إن نبي الله يدعوك، فقالت: مالي ولنبي الله! إن كانت له حاجة فليأتني، أما
أنا فلا آتيه، فأتاه المنصف فأخبره بقولها، فأتاها: وأغلقت الباب دونه، فقالت: مالك يا
داود؟ أما تعلم أنه من فعل هذا رجمتموهما ووعظته فرجع، وكان زوجها غازيا في سبيل
الله، فكتب داود عليه السلام إلى أمير المغزى: انظر أوريا فاجعله في حملة التابوت،
فقتل، فلما انقضت عدتها خطبها فاشترطت عليه: إن ولدت غلاما أن يجعله الخليفة من
بعده، وأشهدت عليه خمسين من بني إسرائيل وكتبت عليه بذلك كتابا، فما شعر بفتنته
أنه فتن حتى ولدت سليمان وشب، فتسور المكان عليه المحراب، فكان من شأنهما ما قص
الله (وخر داود ساجدا) فغفر الله له (وأناب) وتاب الله عليه، فطلقها وجفا سليمان
وأبعده، فبينما هو في مسير له وهو في ناحية القوم إذ أتى على غلمان له يلعبون، فجعلوا
465

يقولون: يا لادين، فوقف داود فقال: ما شأن هذا، يسمى لادين، فقال سليمان
وهو في ناحية القوم: أما إنه لو سألني عن هذا لأخبرته بأمره، فقيل لداود: إن سليمان
قال كذا وكذا، فدعاه وقال: ما شأن هذا الغلام سمي لادين فقال: سأعلم لك علم
ذلك، فسأل سليمان عن أبيه كيف كان أمره؟ فقيل: إن أباه كان في سفر له مع أصحاب
له، وكان كثير المال فأرادوا قتله، فأوصاهم فقال: إني تركت امرأتي حبلى، فإن ولدت
غلاما فقولوا لها: تسميه " لا دين " فبعث سليمان إلى أصحابه، فجاؤوا فخلا بأحدهم فلم
يزل حتى أقر، وخلا بالآخرين، فلم يزل بهم حتى أقروا كلهم، فرفعهم إلى داود فقتلهم
فعطف عليه بعض العطف، وكانت امرأة عابدة من بني إسرائيل وكانت تبتلت، وكانت
لها جاريتان جميلتان وقد تبتلت المرأة لا تريد الرجال، فقالت إحدى الجاريتين للأخرى:
قد طال علينا هذا البلاء، أما هذه فلا تريد الرجال، ولا تزال بشر ما كنا لها، فلو أنا
فضحناها فرجمت، فصرنا إلى الرجال، فأخذتا ماء البيض فأتتاها وهي ساجدة فكشفتا
عنها ثوبها ونضحتا في دبرها ماء البيض وصرختا: إنها قد بغت، وكان من زنا منهم حده
الرجم: فرفعت إلى داود عليه السلام وماء البيض في ثيابها فأراد رجمها، فقال سليمان: أما
أنه لو سألني لأنبأته، فقيل لداود: إن سليمان قال كذا وكذا، فدعاه فقال: ما شأن هذه؟
ما أمرها؟ فقال: ائتوني بنار فإنه إن كان ماء الرجال تفرق: وإن كان ماء البيض
اجتمع، فأتى بنار فوضعها عليه فاجتمع فدرأ عنها الرجم، وعطف عليه بعض العطف
وأحبه، ثم كان بعد ذلك أصحاب الحرث وأصحاب الشياه، فقضى داود عليه السلام
لأصحاب الحرث بالغنم، فخرجوا وخرجت الرعاء معهم الكلاب، فقال سليمان: كيف
قضى بينكم؟ فأخبروه فقال: لو وليت أمرهم لقضيت بينهم بغير هذا القضاء: فقيل
لداود: إن سليمان يقول كذا وكذا، فدعاه فقال: كيف تقضي؟ فقال: أدفع الغنم إلى
أصحاب الحرث هذا العام فيكون لهم أولادها وسلاها وألبابها ومنافعها ويبذر هؤلاء مثل
حرثهم، فإذا بلغ الحرث الذي كان عليه أخذ هؤلاء الحرث ودفع هؤلاء إلى هؤلاء الغنم،
قال: فعطف عليهم، قال حماد: وسمعت ثابتا يقول: هو أوريا.
(9) حدثنا أبو أسامة عن الفزاري عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن الحارث
عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى داود عليه السلام أن قل للظلمة: لا يذكروني، فإنه
حق علي أن أذكر من ذكرني، وإن ذكري إياهم أن ألعنهم.
(10) حدثنا عبيد الله قال حدثنا شريك عن السدي عن سعيد بن جبير عن ابن
عباس قال: مات داود عليه السلام يوم السبت فجاءة، فعكفت الطير عليه تظله.
466

(11) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا يحيى بن المهلب أبو كدينة عن عطاء عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس {يا جبال أوبي معه} قال: سبحي.
(12) حدثنا محمد بن بشر ووكيع عن مسعر عن أبي حصين عن أبي عبد الرحمن {يا
جبال أوبي معه} قال: سبحي.
(13) حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث عن مجاهد قال: بكى من خطيئته حتى هاج
ما حوله من دموعه.
(14) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ميسرة {أوبي} قال:
سبحي.
(11) ما ذكر في يحيى بن زكريا عليه السلام
(1) حدثنا وكيع بن الجراح عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس {لم
نجعل له من قبل سميا} قال: لم يسم أحد قبله يحيى.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال مثله.
(3) حدثنا وكيع عن إسماعيل بن سليمان العبدي عن رجل منهم يقال له مهدي عن
عكرمة {وآتيناه الحكم صبيا} قال: القرآن.
(4) حدثنا ابن عيينة عن منصور بن صفية عن أمه، قال: دخل ابن عمر المسجد
وابن الزبير مصلوب فقالوا: هذه أسماء، قال: فأتاها فذكرها ووعظها وقال لها: إن الجيفة
ليست بشئ، وإنما الأرواح عند الله فاصبري واحتسبي، قالت: وما يمنعني من الصبر وقد
أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
(5) حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا في
امرأة بغي قالت لصاحبها: لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، قال: فذبحه فأتاها برأسه في
طشت.

(10 / 11) سورة سبأ من الآية (10).
(11 / 1) سورة مريم من الآية (7).
(11 / 3) سورة مريم من الآية (12)
467

(6) حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد في قوله {لم نجعل له من قبل سميا}
قال: مثله في الفضل.
(7) حدثنا أبو خالد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عمرو
قال: ما من أحد إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة ليس يحيى بن زكريا، ثم قرأ {وسيدا
وحصورا} ثم رفع من الأرض شيئا ثم قال: ما كان معه إلا مثل هذا.
(8) حدثنا وكيع عن شريك عن سالم عن سعيد {سيدا وحصورا} قال: الحليم.
(9) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن
ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أحد إلا وقد أخطأ أو هم بخطيئة إلا يحيى بن
زكريا ".
(10) حدثنا شبابة عن شعبة عن الحكم عن مجاهد {لم نعجل له من قبل سميا}
قال: شبيها.
(12) ما ذكر في ذي القرنين
(1) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال: ذو
القرنين نبي.
(2) حدثنا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم عن مجاهد قال: كان ملك الأرض.
(3) حدثنا وكيع عن بسام عن أبي الطفيل عن علي قال: كان رجلا صالحا، ناصح
الله فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات
فأحياه الله وفيكم مثله.
(4) حدثنا يحيى بن سعيد عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي ا لطفيل قال:
سئل علي عن ذي القرنين فقال: لم يكن نبيا ولا ملكا، ولكنه كان عابدا ناصح الله
فنصحه فدعا قومه إلى الله فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله، ثم دعا قومه إلى الله
فضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله فسمي ذا القرنين.
(5) حدثنا عبيد الله بن موسى عن سفيان عن سماك عن حبيب بن حماز قال: قيل

(11 / 7) سورة آل عمران من الآية (39) والحصور هو الذي لا يقدر على غشيان النساء
468

لعلي: كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب، قال: سخر له السحاب وبسط له النور ومد
له الأسباب، ثم قال: أزيدك؟ قال: حسبي.
(6) حدثنا ابن فضيل عن حصين عن مجاهد قال: لم يملك الأرض الأرض كلها إلا أربعة:
مسلمان وكافران، فأما المسلمان فسليمان بن داود وذو القرنين، وأما الكافران فبخت نصر
والذي حاج إبراهيم في ربه.
(13) ما ذكر في يوسف عليه السلام
(1) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال: ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع
عشرة سنة، وكان في العبودية وفي السجن وفي الملك ثمانين سنة، ثم جمع شمله فعاش بعد
ذلك ثلاثا وعشرين سنة.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن مجاهد عن ربيعة الحرشي قال: قسم الحسن
نصفين فأعطى يوسف وأمه نصف حسن الخلق، وسائر الخلق نصفا.
(3) حدثنا ابن نمير عن عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي
هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكرم الناس؟ قال: " أتقاهم لله "، قالوا: ليس عن
هذا نسألك، قال: " فأكرم الناس يوسف نبي الله بن نبي الله بن خليل الله صلوات الله
عليهم ".
(4) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" أعطي يوسف وأمه شطر الحسن ".
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله قال:
أعطي يوسف عليه السلام وأمه ثلث حسن الخلق.

(12 / 6) بختنصر: أحد مؤسسي الدولة الكلدانية.
الذي حاج إبراهيم في ربه هو النمرود وآثاره وآثار قصوره ما زالت ماثلة في ضرائب بابل قرب
مدينة الحلة على بعد حوالي 60 كلم عن بغداد
469

(14) ما ذكر في تبع اليماني
(1) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: جاء عبد الله بن عباس إلى
ابن سلام فقل: إني أريد أن أسألك عن ثلاث، قال: تسألني وأنت تقرأ القرآن، قال:
نعم، قال: فسل، قال: أخبرني عن تبع ما كان، وعن عزير ما كان، وعن سليمان لم تفقد
الهدهد؟ فقال: أما تبع فكان رجلا من العرب فظهر على الناس وشاء فتية من الأخيار
فاستدخلهم وكان يحدثهم ويحدثونه فقال قومه: إن تبعا قد ترك دينكم وبايع الفتية، فقال
تبع للفتية: قد تسمعون ما قال هؤلاء، قالوا: بيننا وبينهم النار التي تحرق الكاذب وينجو
منها الصادق، قالوا: نعم، قال تبع للفتية: ادخلوها،، قال: فتقلدوا مصاحفهم فدخلوها
فانفرجت لهم حتى قطعوها ثم قال لقومه: ادخلوها، فلما دخلوها سفعت النار وجوههم
فنكصوا فقال لتدخلنها، قال: فدخلوها فانفجرت لهم حتى إذا توسطوها أحاطت بهم
فأحرقتهم، قال: فأسلم تبع وكان رجلا صالحا، وأما عزير فإن بيت المقدس لما خرب
ودرس العلم وحرقت التوراة، كان يتوحش في الجبال، فكان يرد عينا يشرب منها، قال:
فوردها يوما فإذا امرأة قد تمثلت له، فلما رآها نكص، فلما أجهده العطش أتاها فإذا هي
تبكي، قال: ما يبكيك؟ قالت: أبكي على ابني، قال: كان ابنك يرزق؟ قالت: لا، قال:
كان يخلق؟ قالت: لا، قال: فلا تبكين عليه، قالت: فمن أنت؟ أتريد قومك؟ ادخل
هذا العين فإنك ستجدهم، قال: فدخلها، قال: فكان كلما دخلها زيد في علمه حتى انتهي
إلى قومه وقد رد الله إليه علمه، فأحيا لهم التوراة وأحيا لهم العلم، قال: فهذا عزيز، وأما
سليمان فإنه نزل منزلا في سفر فلم يدر ما بعد الماء منه، فسأل من يعلم علمه، فقالوا: الهدهد،
فهناك تفقده.
(15) ما ذكر في أبي بكر الصديق رضي الله عنه
(1) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن أبي الأحوص
عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني أبرأ إلى كل خليل من خليله غير أنه الله
اتخذ صاحبكم خليلا، ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا " - إلا أن وكيعا
قال: من خله.

(14 / 1) نكصوا: تراجعوا.
درس العلم: ذهب أهله ومعالمه وكتبه.
(15 / 1) من خله أي أنه روى الحديث: " إني أبرأ إلى كل خليل من خله "
470

(2) حدثنا ابن علية عن أيوب عن عكرمة قال: قال ابن عباس في أبي بكر: أما
الذي قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذته ".
(3) حدثنا وكيع عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن أهل الدرجات العلى ليرون من هو أسفل منهم كما يرون الكوكب الطالع في
الأفق من آفاق السماء، وأن أبا بكر وعمر منهما وأنعما ".
(4) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا فليح بن سليمان عن سالم أبي النضر عن عبيد بن
حنين وبسر بن سعد عن أبي سعيد الخدري قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فقال:
" إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذا من الناس خليلا
لا تخذت أبا بكر، ولكن أخوة الاسلام ومودته، لا يبقى في المسجد باب إلا سد إلا
باب أبي بكر ".
(5) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر "، قال: فبكى أبو بكر فقال:
هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله.
(6) حدثنا شريك عن أشعث عن أبي الشعثاء عن الأسود بن هلال أن أعرابيا قال
لهم: شهدت صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فأقبل على الناس بوجهه فقال: " رأيت
أناسا من أمتي البارحة وزنوا، فوزن أبو بكر فوزن، ثم وزن عمر فوزن ".
(7) حدثنا عفان قال ثنا همام قال ثنا ثابت عن أنس أن أبا بكر حدثه قال: قلت
للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار: لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لا بصرنا تحت قدميه، فقال: " يا
أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما ".

(15 / 3) منهما: أي من أصحاب الدرجات العلى.
وأنعما: أي هما مستحقان لهذه النعمة.
(15 / 4) أمن الناس علي: أكثرهم فضلا وأوصلهم الخير إلى.
لا يبقى في المسجد باب إلا سد: وهذا قبيل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(15 / 5) لأنه قد نفعه صلى الله عليه وسلم هذا المال أيام قلة المال وضعف الحال في مكة وعند الهجرة.
(15 / 6) فوزن: فرجح بالناس إذ كان هو في كفة والناس في كفة أخرى.
(15 / 7) وفي ذلك قوله تعالى: {إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا
تحزن إن الله معنا}
471

(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبي مالك الأشجعي عن سالم قال: قلت لابن
الحنفية: أبو بكر كان أول القوم إسلاما، قال: لا، قلت: فيما علا أبو بكر وسبق حتى لا
يذكر غير أبي بكر، فقال: كان أفضلهم إسلاما حين أسلم حتى لحق بالله.
(9) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرحم
أمتي بأمتي أبو بكر ".
(10) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم نعت يوما الجنة
وما فيها من الكرامة، فقال فيما يقول: " إن فيها لطيرا أمثال البخت "، فقال أبو بكر: يا
رسول الله! إن تلك الطير ناعمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر! من يأكل منها أنعم
منها، والله يا أبا بكر، إني لأرجو أن تكون ممن يأكل منها ".
(11) حدثنا عبد الله بن نمير عن عمرو بن ميمون عن أبيه قال: قال رجل لعمر بن
الخطاب: ما رأيت مثلك، قال: رأيت أبا بكر؟ قال: لا، قال: لو قلت: نعم إني رأيته،
لأوجعتك ضربا.
(12) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: قال عمر: لان
أقدم فتضرب عنقي أحب إلى من أن أتقدم قوما فيهم أبو بكر.
(13) حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال: كانوا
يقولون في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: خير الناس أبو بكر وعمر.
(14) حدثنا أبو معاوية عن سهيل عن أبيه عن بن عمر قال: كنا نعد ورسول الله
صلى الله عليه وسلم حي: أبو بكر وعمر وعثمان: ثم نسكت.
(15) حدثنا ابن عيينة عن خالد بن سلمة عن الشعبي قال: حب أبي بكر وعمر
ومعرفة فضلهما من السنة.

(15 / 10) البخت: هي الإبل الفارسية الخراسانية طويلة الأعناق والأرجح أنها ذات السنامين.
(15 / 11) لأوجعتك ضربا: إذا لو رأى أبا بكر رضي الله عنه ثم قال لعمر رضي الله عنه ما رأيت مثلك
لكان معنى ذلك تفضيله عليه.
(15 / 14) أما ترابتهم عند أهل السنة والجماعة فهي على تراتب خلافتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر ثم عمر ثم
عثمان ثم علي رضي الله عنهم أجمعين
472

(16) حدثنا أبو معاوية عن عبد العزيز بن سياه عن حبيب بن أبي ثابت في قوله
{فأنزل الله سكينته عليه} قال: على أبي بكر، قال: فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كانت السكينة
عليه قبل ذلك.
(17) حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أعتق أبو بكر مما كان
يعذب في الله سبعة: عامر بن فهيرة وبلالا ونذيرة وأم عبيس والنهدية وأختها وحارثة بن
عمرو بن مؤمل.
(18) حدثنا ابن عيينة عن مطرف عن عامر أن عمر قال: لا أسمع بأحد فضلني
على أبي بكر إلا جلدته أربعين.
(19) حدثنا زيد بن حباب عن موسى بن عبيدة قال أخبرني أبو معاذ عن خطاب
أو أبي الخطاب عن علي قال بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر
فقال: " يا علي! هذان سيدا كهول أهل الجنة إلا ما كان من الأنبياء فلا
تخيرهما ".
(20) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الملك بن عمير عن مولى لربعي بن حراش
عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أدري
ما قدر بقائي فيكم، اقتدوا باللذين من بعدي " - وأشار إلى أبي بكر وعمر.
(21) حدثنا إسحاق بن سليمان عن أبي جعفر عن الربيع قال: مكتوب في الكتاب
الأول: مثل أبي بكر مثل القطر حيثما وقع نفع.
(22) حدثنا أبو معاوية عن سهيل عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " نعم الرجل
أبو بكر، نعم الرجل عمر، نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس، ونعم الرجل معاذ
ابن عمرو بن الجموح، ونعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ".
(23) حدثنا وكيع عن سفيان عن جامع عن منذر عن ابن الحنفية قال: قلت لأبي:
من خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: أبو بكر، قال: قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، قال:
قلت: فأنت؟ قال: أبوك رجل من المسلمين.

(15 / 16) سورة التوبة من الآية (40).
(15 / 16) أي فلا تفضل عليهما أحدا سواهما من الصحابة.
(15 / 21) القطر: ماء المطر
473

(24) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا صدقة بن المثني قال: سمعت جدي رباح بن
الحارث يذكر أنه شهد المغيرة بن شعبة وكان بالكوفة في المسجد الأكبر، و كانوا أجمع ما
كانوا يمينا وشمالا حتى جاء رجل من أهل المدينة يدعى سعيد بن زيد بن نفيل، فرحب به
المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير، فبينا هو على ذلك إذ دخل رجل من أهل الكوفة
يدعى قيس بن علقمة، فاستقبل المغيرة فسب فسب، فقال له المدني: يا مغير بن شعب،
من يسب هذا الشاب، قال: سب علي بن أبي طالب، قال له مرتين: يا مغير بن شعب! ألا
أسمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك لا تنكر ولا تغير، فإني أشهد على رسول
الله صلى الله عليه وسلم بما سمعت أذناي وبما وعى قلبي فإني لن أروي عنه من بعده كذبا فيسألني عنه
إذا لقيته أنه قال: " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في
الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد في
الجنة، وآخر تاسع لو أشاء أن أسميه لسميته "، قال: فخرج أهل المسجد يناشدونه بالله:
يا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم! من التاسع؟ قال: " نشدتموني بالله والله عظيم، أنا تاسع
المؤمنين ونبي الله صلى الله عليه وسلم العاشر "، ثم اتبعها والله لمشهد شهده الرجل منهم
يوما واحدا في سبيل الله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من علم أحدكم ولو عمر عمر نوح.
(25) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في
الجنة طيرا أمثال البخت يأتي الرجل فيصيب منها ثم يذهب كأن لم ينقص منها
شيئا "، فقال أبو بكر: يا رسول الله! إن تلك الطير ناعمة، قال: " ومن يأكله أنعم منه،
أما إنك ممن يأكلها ".
(26) حدثنا أبو الأحوص عن حصين عن هلال بن يساف عن عبد الله بن ظالم عن
سعيد بن زيد قال: أشهد على تسعة أنهم في الجنة، ولو شهدت على العاشر لصدقت، قال:
قلت: وما ذاك؟ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي
وطلحة والزبير وسعد بن مالك وعبد الرحمن بن عوف، فقال رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم: " أثبت
حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد "، قال: قلت: من العاشر، قال: أنا.
(27) حدثنا خلف بن خليفة عن إسماعيل بن أبي خالد أن عائشة نظرت إلى

(15 / 24) وسعيد بن زيد بن نفيل من العشرة المبشرين بالجنة.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أصحابه رضي الله عنهم: " لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد
أحدهم ولا نصيفه " روته كتب الصحاح
474

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا سيد العرب! قال: " أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأبوك سيد
كهول العرب ".
(28) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة قال: قال علي: خير هذه الأمة
بعد نبيها أبو بكر، وبعد أبي بكر عمر، ولو شئت أن أحدثكم بالثالث لفعلت:
(29) حدثنا شريك عن عاصم عن أبي جحيفة عن علي مثله.
(30) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن
عبد الله قال: مشيت مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى امرأة رجل من الأنصار، قال: فرشت له أصول
نخل وذبحت لنا شاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليدخلن رجل من أهل الجنة، فدخل أبو
بكر، ثم قال: ليدخلن رجل من أهل الجنة، فدخل عمر، ثم قال: ليدخلن رجل من
أهل الجنة، ثم قال: اللهم إن شئت جعلته عليا "، فدخل علي.
(31) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الحسن بن عبيد الله قال ثنا الحر بن
الصباح عن عبد الرحمن بن الأخنس النخعي عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: " أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعلي وعثمان في الجنة وطلحة في الجنة
والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن أبي وقاص في الجنة، ولو
شئت لسميت التاسع ".
(32) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مسعر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح
الحنفي عن علي بن أبي طالب قال: قيل لي ولأبي بكر الصديق يوم بدر: " مع أحدكما
جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال أو يقف في الصف ".
(33) حدثنا أبو معاوية عن السري بن يحيى عن بسطام بن مسلم قال: بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على سرية فيها أبو بكر وعمر، فلما قدموا اشتكى
أبو بكر وعمر عمرا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يتأمرن عليكما أحد بعدي ".
(34) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن قال: قال عمر: وددت أني من
الجنة حيث أرى أبا بكر.

(15 / 34) وهذا كناية عن عظيم مكانة الصديق رضي الله عنه بالنسبة للصحابة رضي الله عنهم
475

(35) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس عن الحسن قال: قال رجل لعمر: يا خير
الناس، فقال: إني لست بخير الناس، فقال: والله ما رأيت قط رجلا خيرا منك، قال: ما
رأيت أبا بكر؟ قال: لا، قال: لو قلت: نعم، لعاقبتك، قال: وقال عمر: من [يلهم] بيني وبين أبي بكر، يوم من أبي بكر خير من آل عمر.
(36) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا إسماعيل عن قيس قال: قال عمرو: وأي الناس
أحب إليك يا رسول الله! قال: [*] قال: لنحب من تحب، قال: أحب الناس إلي
عائشة "، قال: لست أسألك عن النساء، إنما أسألك عن الرجال، فقال مرة: أبوها "،
وقال مرة: " أبو بكر ".
(37) حدثنا يزيد قال أخبرنا العوام عن أبي الهذيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما
من أحد أمن علينا في ذات يده من أبي بكر، ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا
بكر، ولكن أخي وصاحبي وعلي ديني، وصاحبكم قد اتخذ خليلا " - يعني نفسه.
(38) حدثنا أبو داود وعمر بن سعد عن بدر بن عثمان عن عبيد الله بن مروان عن
أبي عائشة عن ابن عمر قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات غداة فقال: " رأيت آنفا
كأني أعطيت المقاليد والموازين، فأما المقاليد فهذه المفاتيح وأما الموازين فهي التي
تزنون بها، فوضعت في كفة ووضعت أمتي في كفة فرجحت بهم، ثم جئ بأبي بكر
فرجح، ثم جئ بعمر فرجح، ثم جئ بعثمان فرجح، ثم رفعت، قال: فقال له رجل:
فأين نحن؟ قال: حيث جعلتم أنفسكم ".
(39) حدثنا قبيصة عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة.
عن أبيه قال: وفدنا إلى معاوية، قال: فما أعجب بوفد ما أعجب بنا، فقال: يا أبا بكرة!
حدثني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وكانت
تعجبه الرؤيا يسأل عنها فسمعته يقول: " رأيت ميزانا أنزل من السماء فوزنت فيه أنا
وأبو بكر فرجحت بأبي بكر، ثم وزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر، ثم وزن عمر

(15 / 35) [- لهم] هكذا في الأصل من غير نقط.
(15 / 36) [*] بياض في الأصل والمعنى واضح فالأرجح أنه صلى الله عليه وسلم قد سأله عن سبب السؤال.
(15 / 37) أي قد اتخذه الله خليلا.
(15 / 38) أي حيث تجعلكم أعمالكم
476

وعثمان فرجح عمر بعثمان، ثم رفع الميزان إلى السماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلافة
ونبوة ثم يؤتي الله الملك من يشاء "، قال: فزخ في أقفيتنا فأخرجنا.
(40) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن محمد قال: ذكر رجلان عثمان فقال أحدهما:
قتل شهيدا، فتعلق به الآخر فأتى به عليا فقال: هذا يزعم أن عثمان بن عفان قتل
شهيدا، قال: قلت ذاك، قال: نعم، أما تذكر يوم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر
وعثمان، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاني، وسألت أبا بكر فأعطاني، وسألت عمر فأعطاني،
وسألت عثمان فأعطاني فقلت: يا رسول الله! ادع الله أن يبارك لي، قال: " ومالك لا
يبارك لك وقد أعطاك نبي وصديق وشهيدان "، فقال علي: دعه دعه دعه.
(41) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي أنه
قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبو بكر وعمر بن الخطاب.
(42) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال: كان
أبو بكر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر على العريش.
(43) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن إسحاق عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل أهل عمل باب من أبواب الجنة
يدعون منه بذاك العمل، فلأهل الصيام باب يقال له الريان، فقال أبو بكر: يا رسول الله!
فهل من أحد يدعى من تلك الأبواب كلها، قال: نعم، وإني أرجو أن تكون منهم
يا أبا بكر ".
(44) حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن عبد الله الماجشون عن محمد بن المنكدر عن
جابر قال: قال عمر: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا - يعني بلالا.
(45) حدثنا يزيد قال أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن القاسم بن محمد عن
عائشة قالت: تمثلت بهذا البيت وأبو بكر يقصي وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى
عصمة للأرامل فقال: أبو بكر: ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(15 / 42) إذ أقيم للرسول صلى الله عليه وسلم عريش يوم بدر في موقع يشرف منه على المعركة بين المسلمين والمشركين.
(15 / 43) أي يكون الغالب على أعمالهم عمل معين، كالصيام أو الصلاة أو الزكاة والصدقات إلخ...
477

(16) ما ذكر في فضل عمر بن الخطاب رضي الله عنه
(1) حدثنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن مكحول عن غضيف بن
الحارث رجل من أيلة عن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله وضع
الحق على لسان عمر ".
(2) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبيد الله بن عمر قال ثنا أبو بكر بن سالم عن
سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أريت في النوم كأني أنزع
بدلو بكرة على قليب، فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين فنزع نزعا ضعيفا والله
يغفر له، ثم جاء عمر بن الخطاب فاستسقى فاستحالت غربا، فلم أر عبقريا من
الناس يفري فريه حتى روى الناس وضربوا بالعطن ".
(3) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينا أنا أسقي على بئر إذا جاء ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين
فيهما ضعف والله يغفر له، ثم جاء فنزع حتى استحالت في يده غربا، وضرب
الناس بالعطن. فما رأيت عبقريا يفري فريه ".
(4) حدثنا شريك عن الأشعث عن الأسود بن هلال أن أعرابيا لهم قال: شهدت
صلاة الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فأقبل على الناس بوجهه فقال: " رأيت ناسا من
أمتي البارحة، وزنوا فوزن أبو بكر فوزن ".
(5) حدثنا عبيد الله بن إدريس عن زكريا عن سعد بن إبراهيم عن أبي سلمة عن

(16 / 2) أنزع: استسقي أي أرفع الماء من بئر.
دلو بكرة: دلو على بكرة.
قليب: بئر.
الذنوب: وعاء من جلد لنقل الماء.
الغرب: وعاء كبير لرفع الماء ونقله.
العبقري: القوي الشديد.
يفري فريه: يعمل يجد ونشاط وسرعة مثله.
ضربوا بالعطن: أي ضرب العطن والرطوبة الأرض لكثرة ما نزع من القليب من ماء، والعطن هو
العفن القطري الذي ينبت في التربة الرطبة بشكل مستمر.
(16 / 3) ابن أبي قحافة هو عبد الله بن أبي قحافة أي أبو بكر الصديق، واسم أبي قحافة عثمان.
(16 / 4) وزن: رجع بالناس
478

أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنه كان فيمن مضي رجال يتحدثون في غير
نبوة، فإن يكن في أمتي أحد منهم فعمر ".
(6) حدثنا عبد الله بن إدريس ووكيع وابن نمير عن إسماعيل عن قيس قال: قال
عبد الله: ما زلنا أعزة منذ أسلم عمر.
(7) حدثنا عبد الله بن إدريس عن الشيباني وإسماعيل عن الشعبي قال: قال علي: ما
كنا نبعد أن السكينة تنطق بلسان عمر.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال: قال عبد الله: إذا
ذكر الصالحون فحيهلا بعمر.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: قال
عبد الله: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر.
(10) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبد الملك بن أبي سليمان عن واصل الأحدب عن
زيد بن وهب عن عبد الله قال: إن عمر كان للاسلام حصنا حصينا، يدخل فيه الاسلام
ولا يخرج منه، فلما قتل عمر انثلم الحصن فالاسلام يخرج منه ولا يدخل فيه.
(11) حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال:
قالت أم أيمن لما قتل عمر، اليوم وهي الاسلام.
(12) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: لقي رجل
شيطانا في بعض طرق المدينة فأنجد فصرع الشيطان، [قبل] عبد الله، فقال: من يطيق
به إلا عمر.
(13) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد قال: كان
عمر إذا رأى الرأي نزل به القرآن.

(16 / 8) حيهلا: اسم فعل بمعنى الترحيب والتقديم.
(16 10) انثلم الحصن: سقطت حجارة جداره، وبعد عمر رضي الله عنه بدأت الفتن وكان أولها الفتنة التي
أودت بحياة عثمان رضي الله عنه.
(16 / 12) [؟ قبل؟] هكذا في الأصل بغير نقط والأرجح أن هناك خطأ في الرسم وأنها [سئل].
(16 / 13) ومن ذلك وجوب قتل أسارى بدر من المشركين والحجاب واتخاذ مقام إبراهيم عليه السلام مصلى
479

(14) حدثنا شريك عن عاصم عن المسيب قال: قال عبد الله: ما كنا نتعاجم.
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ملكا ينطق بلسان عمر.
(15) حدثنا وكيع عن سفيان عن واصل عن مجاهد قال: كنا نحدث أو كنا
نتحدث أن الشياطين كانت مصفدة في زمان عمر، فلما أصيب بثت.
(16) حدثنا وكيع عن سفيان عن واصل عن أبي وائل قال: قال عبد الله: ما رأيت
عمر إلا وكان بين عينيه ملكا يسدده.
(17) حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير عن زيد بن وهب قال: قال عبد الله:
إن أهل البيت من العرب لم يدخل عليهم مصيبة عمر لأهل بيت سوء.
(18) حدثنا أبو خالد الأحمر والثقفي عن حميد عن أنس قال: قال أبو طلحة يوم
مات عمر: ما أهل بيت حاضر ولا باد إلا وقد دخل عليهم نقص.
(19) حدثنا خالد بن مخلد عن العمري عن جهم بن أبي الجهم عن المسور بن مخرمة
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه ".
(20) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال: قال عبد الملك: حدثني قبيصة بن جابر
قال: ما رأيت رجلا أعلم بالله ولا أقرأ لكتاب الله ولا أفقه في دين الله من عمر.
(21) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك عن زيد بن وهب قال: قال
عبد الله: ما أظن أهل بيت من المسلمين لم يدخل عليهم حزن عمر يوم أصيب عمر إلا
أهل بيت سوء، إن عمر كان أعلمنا بالله وأقرأنا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله.
(22) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبد الله
قال: إذا ذكر الصالحون فحيهلا بعمر، إن إسلامه كان نصرا، وإن إمارته كانت فتحا،
وأيم الله! ما أعلم على الأرض شيئا إلا وقد وجد فقد عمر حتى العضاة، وأيم الله إني
لأحسب بين عينيه ملكا يسدده ويرشده، وأيم الله لو أعلم أن كلبا يحب عمر لا حببته.
(23) حدثنا عبدة بن سليمان وأبو أسامة عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن
مصعب بن سعد عن معاذ بن جبل قال: إن عمر في الجنة، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بينما
أنه في الجنة رأيت فيها دارا، فقلت: لمن هذه؟ فقيل: لعمر بن الخطاب ".

(16 / 14) ما كنا نتعاجم: ما كنا نختلف في قولنا هذا أي كان هناك إجماع على ذلك.
(16 / 15) بثت: انفلتت من أصفادها وانطلقت توسوس للناس وتوقع بينهم الفتن.
(16 / 23) وهذه بشارة واضحة لعمر رضي الله عنه بالجنة
480

(24) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت الجنة
فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا
هو؟ فقلت: لمن هو؟ قالوا: لعمر ".
(25) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمر وعن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " دخلت الجنة وإذا فيها قصر من ذهب فأعجبني حسنة، فسألت: لمن
هذا؟ فقيل لي: لعمر، فما منعني أن أدخله إلا لما أعلم من غيرتك يا أبا حفص "،
فبكى عمر وقال يا رسول الله! عليك أغار.
(26) حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت
الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا، فسمعت صوتا فقلت: لمن هذا؟ قيل: لعمر،
فأردت أن أدخلها فذكرت غيرتك "، فبكى عمر وقال: يا رسول الله! أعليك أغار؟
(27) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله بن
بريدة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " مررت بقصر من ذهب مشرف مرتفع،
فقلت: لمن هذا القصر؟ فقيل: لرجل من العرب، فقلت: أنا عربي، لمن هذا
القصر: قالوا: لرجل من أمة محمد صلى الله عليه وسلم: أنا محمد، لمن هذا القصر؟
قالوا لعمر بن الخطاب ".
(28) حدثنا زيد بن حباب عن حسين بن واقد قال: حدثني عبد الله بن بريدة عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني لأحسب الشيطان يفرق منك يا عمر "!
(29) حدثنا خلف بن خلفية عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير {وصالح
المؤمنين} قال: عمر.
(30) حدثنا أبو معاوية عن خلف بن حوشب عن أبي السفر قال: رأي علي علي برد
كان يكثر لبسه، قال: فقيل له: إنك لتكثر لبس هذا البرد، فقال: إنه كسانيه خليلي
وصفيي وصديقي وخاصي عمر، إن عمر ناصح الله فنصحه الله - ثم بكى.

(16 / 25) حفص تخفيف لحفصة والعرب تفخر بمناداة الرجل بأبوته لابنته وحفصة هي زوج الرسول وأم
المؤمنين.
(16 / 28 يفرق: يخاف.
(16 / 29) سورة التحريم من الآية (4)
481

(31) حدثنا ابن مبارك عن عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر قال: ما
زال عمر جادا جوادا من حين قبض حتى انتهى.
(32) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيس عن
ابن شهاب عن عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد عن محمد بن سعد عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفسي بيده! ما سلكت فجاء إلا سلك الشيطان فجا سواه "،
- يقوله لعمر.
(33) حدثنا أبو أسامة قال حدثني كهمس قال حدثني عبد الله بن شقيق قال:
حدثني الأقرع - شك كهمس: لا أدري الأقرع المؤذن هو أو غيره - قال: أرسل عمر إلى
الأسقف قال: فهو يسأله وأنا قائم عليهما أظلهما من الشمس فقال: هل تجدني في كتابكم؟
فقال: صفتكم وأعمالكم، قال: كيف تجدني؟ قال: أجدك قرنا من حديد، قال: فنقط
عمر وجهه وقال: قرن حديد؟ قال: أمير شديد، فكأنه فرح بذلك، قال: فما تجد
بعدي؟ قال: خليفة صدق يؤثر أقربيه، قال: فقال عمر: يرحم الله ابن عفان، قال: فما
تجد بعده؟ قال: صدع حديد، قال: وفي يد عمر شئ يقلبه فنبذه فقال: يا دافراه -
مرتين أو ثلاثة، قال: فلا تقل ذلك يا أمير المؤمنين فإنه خليفة مسلم أو رجل صالح
ولكنه يستخلف والسيف مسلول والدام مهراق، قال: ثم التفت إلي ثم قال: الصلاة.
(34) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا الأشعث بن عبد الرحمن
الجرمي عن أبيه عن سمرة بن جندب أن رجلا قال: يا رسول الله! رأيت كأن دلوا دلي
من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شرابا وفيه ضعيف، ثم جاء عمر فأخذ
بعراقيها فشرب حتى تظلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تظلع.
(35) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن مالك الدار، قال وكان
خازن عمر علي الطعام، قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر، فجا رجل إلى قبر النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! استسق لامتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرجل في المنام فقيل له:

(16 / 31) من حين قبض: منذ تولى الخلافة حتى انتهى: حتى استشهد.
(16 / 32) الفج: الطريق في الجبل.
(16 / 34) عراقيها: جانبيها.
حتى تظلع: حتى ارتوى وسال الماء على صدره
482

ائت عمر فأقرئه السلام، وأخبره أنكم مستقيمون وقل له: عليك الكيس! عليك الكيس!
فأتى عمر فأخبره فبكى عمر ثم قال: يا رب لا آلو إلا ما عجزت عنه.
(36) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق قال: قال عبد الله: لو وضع علم
أحياء العرب في كفة ووضع علم عمر في كفة لرجح بهم علم عمر.
(37) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن سالم قال: جاء أهل نجران إلى علي فقالوا:
يا أمير المؤمنين كتابك بيدك وشفاعتك بلسانك، أخرجنا عمر من أرضنا فأرددنا إليها،
فقال لهم علي، ويحكم! إن عمر كان رشيد الامر، ولا أغير شيئا صنعه عمر، قال
الأعمش، فكانوا يقولون: لو كان في نفسه على عمر شئ لاغتنم هذا علي.
(38) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عمن أخبره عن الشعبي قال: قال علي حين قدم
الكوفة: ما قدمت لأحل عقدة شدها عمر.
(39) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن عبد الملك بن عمير عن الصقر بن
عبد الله عن عروة بن الزبير عن عائشة: إن الجن بكت على عمر قبل أن يقتل بثلاث
فقالت:
أبعد قتيل بالمدينة أصبحت * * له الأرض تهتز العضاه بأسوق
جزى الله خيرا من أمير وباركت * * يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يسع أو يركب جناحي نعامه * * ليدرك ما قدمت بالأمس يسبق

(16 / 37) وإنما شتم الخلفاء الراشدين أو بعضهم والحديث عن خلافات بينهم، إنما هي بدع وأكاذيب جاء بها
الفرس لبذر الخلاف بين المسلمين بعضا من الفرس للعرب والمسلمين لأنهم أزالوا دولتهم وما زالت
نفوسهم تحن إليها وإلى المجوسية حتى لقد رأينا بعضهم في العصر العباسي أن بعد فترة الخلفاء
الراشدين بزمن طويل ما زالوا يظهرون الاسلام ويضمرون المجوسية ويتعبدون للنار سرا والعياذ
بالله.
ولم تحقد أمة من الأمم على العرب والمسلمين ولم تعمل لبذر الخلاف سعيا لإزالة دولة الاسلام
وتفريق الفرق ما عمله الفرس واليهود وخصوصا يهود فارس.
(16 / 39) العضاه: نبت شجر السمر.
أسوق: سيقان النبات أي أغصانه.
الأديم الممزق: الجلد مكان الطعنة.
البيت الثالث: أي من يركب جناحي نعامة ليسبق أعمال عمر لم يدرك ذلك أبدا
البيت الرابع: قضيت فيما عرض عليك من أمور وحجزت الفتن فتركتها معقود عليه العقد لم تخرج
في الناس.
في الناس.
البيت الأخير: السبنتي: الجرئ المقدام.
أخضر العين: يغض بصره أي مؤمن حيي.
أي لم أكن أخشى أن يقتله رجل شجاع مقدام مؤمن حيي لان هؤلاء يعرفون قدر عمر رضي الله عنه
ويجلونه وإنما قتله كافر فارسي مجوسي أضمر الشر كله وتآمر مع رفاقه من المجوس على قتل
الفاروق رضي الله عنه انتقاما منه لدولة كفرهم التي زالت.
483

قضيت أمورا ثم غادرت بعدها * * بوائق في أكمامها لم تفتق
وما كنت أخشى أن تكون وفاته * * بكفي سبنتي أخضر العين مطرق
(40) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: جاء رجلان إلى
عبد الله فقال أحدهما: يا أبا عبد الرحمن! كيف تقرأ هذه الآية؟ فقال له عبد الله: من
أقرأك؟ قال: أبو حكيم المزني، وقال للآخر: من أقرأك؟ قال: أقرأني عمر، قال: اقرأ
كما أقرأك عمر، ثم بكى حتى سقطت دموعه في الحصا، ثم قال: إن عمر كان حصنا
حصينا على الاسلام، يدخل فيه ولا يخرج منه، فلما مات عمر انثلم الحصن فهو يخرج منه
ولا يدخل فيه.
(41) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان أنه كانت في يده قناة يمشي عليها،
وكان يكثر أن يقول: والله لو أشاء أن تنطق قناتي هذه لنطقت، لو كان عمر بن الخطاب
ميزانا ما كان فيه ميط شعرة.
(42) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال: سمعت الحسن يقول: خطب عمر
والمغيرة بن شعبة امرأة، فأنكحوا المغيرة وتركوا عمر، وقال: ردوا عمر: قال: فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم: " لقد تركوا أو ردوا خير هذه الأمة ".
(43) حدثنا محمد بن مروان عن يونس قال: كان الحسن ربما ذكر عمر فقال: والله
ما كان بأولهم إسلاما ولا أفضلهم نفقة في سبيل الله، ولكنه غلب الناس بالزهد في الدنيا
والصرامة في أمر الله ولا يخاف في الله لومة لائم.
(44) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب
قال: كنا نتحدث أن السكينة تنزل على لسان عمر.
(45) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا أبو سلمة قال: قال سعد:

(16 / 41) أي لم يكن ليميل مقدار شعرة
484

أما والله! ما كان بأقدمنا إسلاما ولكن قد عرفت بأي شئ فضلنا، كان أزهدنا في الدنيا
- يعني عمر بن الخطاب.
(46) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن زبيد قال: لما حضرت أبا بكر الوفاة
أرسل إلى عمر ليستخلفه، قال: فقال الناس: أتستخلف علينا فظا غليظا، فلو ملكنا كان
أفظ وأغلظ، ماذا تقول لربك إذا أتيته وقد استخلفته علينا، قال: تخوفوني بربي! أقول:
اللهم أمرت عليهم خير أهلك.
(47) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن معروف بن أبي معروف الموصلي قال:
لما أصيب عمر سمعنا صوتا:
لبيك على الاسلام من كان باكيا * * فقد أوشكوا هلكى وما قدم العهد
وأدبرت الدنيا وأدبر خيرها * * وقد ملها من كان يوقن بالوعد
(48) حدثنا وكيع عن هارون بن أبي إبراهيم عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال:
دخل ابن عباس على عمر حين طعن فقال له: يا أمير المؤمنين! إن كان إسلامك لنصرا،
وإن كانت إمارتك لفتحا، والله لقد ملأت الأرض عدلا حتى أن الرجلين ليتنازعان
فينتهيان إلى أمرك، قال عمر: أجلسوني، فأجلسوه، قال: رد علي كلامك، قال: فرده
عليه، قال: فتشهد لي بهذا الكلام عند الله يوم تلقاه، قال: نعم، قال: فسر ذلك عمر
وفرح.
(40) حدثنا وكيع عن سلمة بن وردان قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأصحابه: " من شهد منكم جنازة؟ قال عمر، أنا: قال: من عاد منكم مريضا؟
قال عمر: أنا، قال: من تصدق؟ قال عمر: أنا، قال من أصبح منكم صائما؟ قال
عمر: أنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وجبت وجبت ".
(50) حدثنا محمد بن بشر ثنا مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد قال: مر عمر
برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو وعائشة وهما يأكلان حيسا، فدعاه فوضع يده، مع أيديهما، فأصابت
يده يد عائشة، فقال: أوه، لو أطاع في هذه وصواحبها ما رأتهن أعين، قال: وذلك قبل آية
الحجاب، قال: فنزلت آية الحجاب.

(16 / 49) وجبت: أي وجبت لك الجنة وهذه بشارة بالجنة لعمر رضي الله عنه ولمن يعمل عمله هذا.
(16 / 50) الحيس: طعام من سمن وأقط وتمر.
لو أطاع: أي لو أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم قولي وكان يطلب إليه دائما أن يحجب نساءه حتى نزلت آية
الحجاب
485

(51) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه قال: جاء علي إلى عمر وهو
مسجى فقال: ما على وجه الأرض أحد أحب إلي أن ألقى الله بصحيفته من هذا المسجى.
(52) حدثنا جرير عن يعقوب عن جعفر عن سعيد بن جبير أن جبريل قال:
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرئ عمر السلام وأخبره أن رضاه حكم وغضبه عز.
(53) حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا الصلت بن بهرام عن سيار أبي الحكم أن أبا بكر
لما ثقل أطلع رأسه إلى الناس من كوة فقال: يا أيها الناس! إني قد عهدت عهدا،
أفترضون به؟ فقام الناس فقالوا: قد رضينا، فقام علي فقال: لا نرضى إلا أن يكون
عمر بن الخطاب، فكان عمر.
(54) حدثنا عمر أبو داود عن عمير بن سعد عن سفيان عن منصور عن ربعي
قال: سمعت حذيفة يقول: ما كان الاسلام في زمان عمر إلا كالرجل المقبل ما يزداد
إلا قربا، فلما قتل عمر كان كالرجل المدبر ما يزداد إلا بعدا.
(55) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن شمر قال: لكأن علم الناس كان
مدسوسا في جحر مع علم عمر.
(17) ما ذكر في فضل عثمان بن عفان رضي الله عنه
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن عمر بن جاوان عن الأحنف بن
قيس قال: قدمنا المدينة فجاء عثمان فقيل: هذا عثمان، فدخل عليه ملاءة له صفراء قد
قنع بها رأسه، قال: ها هنا علي؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: هاهنا
الزبير؟ قالوا: نعم. قال: ها هنا سعد؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا
هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له: فابتعته
بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قد ابتعته، فقال: اجعله
في مسجدنا وأجره لك، قال: فقالوا: اللهم نعم، قال: فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا

(16 / 51) المسجى: الذي مددوه على ظهره ولا يقال مسجى إلا للميت.
(16 / 53) أي أنه رضي الله عنه كان يفضل عمر رضي الله عنه على نفسه.
(16 / 55) أي أن علم الناس لم يكن شيئا بالمقارنة مع علم عمر.
(17 / 1) قنع بها رأسه: لفها على رأسه ورد طرفها على وجهه كالقناع.
المربد: مكان جمع الثمر وحفظه. أي ما داموا يشهدون له بكل ذلك فلم يثورون عليه؟
486

هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يبتاع بئر رومة غفر الله له، فابتعتها بكذا
وكذا ثم أتيته فقلت: قد ابتعتها، فقال: اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك، قالوا:
اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في
وجوه القوم فقال: من يجهز هؤلاء غفر الله له " - يعني جيش العسرة فجهزتهم حتى
لم يفقدوا عقالا ولا خطاما، قالوا: اللهم نعم، قال: قال: اللهم أشهد - ثلاثا.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن شقيق قال وحدثني
هرمي بن الحارث وأسامة بن حريم وكانا يغازيان فحدثاني حديثا ولا يشعر كل واحد
منهما أن صاحبه حدثنيه عن مرة البهزي قال: بينما نحن مع نبي الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم في
طريق من طرق المدينة فقال: " كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها
صياصي هر، قالوا: فنصنع ماذا يا رسول الله؟ قال: عليكم بهذا وأصحابه "، قال:
فأسرعت حتى عطفت على الرجال فقلت: هذا يا نبي الله! قال: هذا، فإذا هو عثمان.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن هشام عن ابن سيرين عن كعب بن عجرة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة فقربها، فمر رجل مقنع فقال: هذا وأصحابه يومئذ على
الهدى فانطلق الرجل فأخذ بمنكبيه وأقبل بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا، قال:
" نعم "، فإذا هو عثمان.
(4) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة قال: لما قتل عثمان قام خطباء بإيلياء
فقام من آخرهم رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له مرة بن كعب فقال: لولا حديث
سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتنة - أحسبه قال: فقربها،
فمر رجل مقنع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هذا وأصحابه يومئذ على الحق، فانطلقت
فأخذت بمنكبيه، فأقبلت بوجهه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: هذا؟ فقال: نعم "، فإذا هو
عثمان.
(5) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا صدقة بن المثني قال: سمعت جدي رباح بن
الحارث عن سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عثمان في الجنة ".

(17 / 2) كأنها صياصي هو: أي تنتقل من دار إلى دار ومن مكان إلى مكان.
وصياصي الهر: أماكن اختبائه وتحصنه من الناس.
(17 / 3) فقربها: أي حدث أن زمانها قريب.
(17 / 4) إيلياء: هو الاسم القديم لبيت المقدس.
(17 / 5) سعيد بن زيد هو سعيد بن زيد بن نفيل أحد العشرة المبشرين بالجنة
487

(6) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة عن أبي قلابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصدق
أمتي حياء عثمان ".
(7) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان
على صنعاء. فلما جاءه قتل عثمان بكى فأطال البكاء، فلما أفاق قال: اليوم انتزعت النبوة
أو قال: خلافة النبوة، وصارت ملكا وجبرية، من غلب على شئ أكله.
(8) حدثنا محمد بن بشر العبدي عن مسعر عن عبد الملك بن عمير عن موسى بن
طلحة قال: قالت عائشة: كان عثمان أحصنهم فرجا وأوصلهم رحما.
(9) حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة أن عثمان حمل في جيش العسرة على ألف بعير
إلا سبعين كلها خيلا.
(10) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن سنان قال: قال عبد الله حين
استخلف عثمان: ما ألونا عن أعلى هذا فرق.
(11) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر
قال: سمعت عبد الله يقول حين بويع عثمان: ما ألونا عن أعلى هذا فوق.
(12) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن زياد بن أبي المليح عن أبيه قال: قال
ابن عباس: لو أن الناس أجمعوا على قتل عثمان لرجموا بالحجارة كما رجم قوم لوط.
(13) حدثنا ابن إدريس عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن رجلا يقال له جهجاه
تناول عصى كانت في يد عثمان فكسرها بركبته، فرمى عن ذلك الموضع بآكلة.
(14) حدثنا ابن مبارك عن ابن لهيعة عن زياد بن أبي حبيب قال: قال كعب: كأني
أنظر إلى هذا وفي يده شهابان من نار - يعني قاتل عثمان - فقتله.

(17 / 9) والبعير بمعنى الدابة قد يقصد بها الخيل كما يقصد بها الجمال والإبل.
(17 / 10) أي ليس هناك في الاحياء من هو خير منه وأعلى مقاما.
(17 / 13) أي أصابته الآكلة في ركبته والآكلة هي مرض السرطان
488

(15) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل أخبرنا قيس قال أخبرنا أبو سهلة مولى عثمان
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه: " وددت أن عندي بعض أصحابي، فقالت عائشة:
أدعو لك أبا بكر؟ قالت: فسكت، فعرفت أنه لا يريده، فقلت: أدعو لك عمر؟
فسكت فعرفت أنه لا يريده، قلت: فأدعو لك عليا فسكت فعرفت أنه لا يريده، قلت:
فأدعو لك عثمان بن عفان؟ قال: نعم "، فدعوته، فلما جاء أشار إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن
تباعدي، فجاء فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ولون عثمان يتغير،
قال قيس: فأخبرني أبو سهلة قال: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ فقال: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلى عهد وإني صابر عليه، قال أبو سهلة: فيرون أنه ذلك المجلس.
(16) حدثنا ابن إدريس عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عامر قال: سمعت عثمان
يقول: إن أعظمكم عندي غناء من كف سلاحه ويده.
(17) حدثنا عفان قال ثنا وهيب وحماد قالا ثنا عبيد الله بن عثمان عن إبراهيم عن
عكرمة عن ابن عباس في قوله {هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط
مستقيم} قال: هو عثمان بن عفان.
(18) حدثنا عفان قال ثنا سعيد بن زيد قال ثنا عاصم بن بهدلة قال ثنا أبو وائل
عن عائشة قالت: كان عثمان يكتب وصية أبي بكر، قالت: فأغمي عليه فعجل وكتب
عمر بن الخطاب، فلما أفاق قال: له أبو بكر، من كتبت؟ قال: عمر بن الخطاب، قال:
كتبت الذي أردت [أو] الذي آمرك به، ولو كتبت؟ نفسك كنت لها أهلا.
(19) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن كليب بن وائل عن حبيب بن أبي مليكة
قال: سأل رجل ابن عمر عن عثمان فقال: شهد بدرا؟ فقال: لا، فقال: هل شهد بيعة
الرضوان؟ فقال: لا، قال: فهل تولى يوم التقى الجمعان؟ قال: نعم، قال: ثم ذهب الرجل
فقيل لابن عمر: إن هذا يزعم أنك عبت عثمان، قال: ردوه، قال: فردوه عليه فقال له:
هل عقلت ما قلت لك؟ قال: نعم، قال: سألتني هل شهد عثمان بدرا فقلت لك: لا،
فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم إن عثمان في حاجتك وحاجة رسولك، فضرب
له بسهمه، وسألتني هل شهد بيعة الرضوان، قال: فقلت لك: لا، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم

(17 / 15) عهد إلى عهدا: أي خبره في ذلك المجلس بأمر الفتنة في عهده وعهد إليه ألا يخرج لقتال الناس.
(17 / 17) سورة النحل من الآية (76).
(17 / 18) [أو] أضفناها لضرورة المعني والسياق
489

بعثه إلى الأحزاب ليوادعونا ويسالمونا فأبوا وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع له وقال: " اللهم إن
عثمان في حاجتك وحاجة رسولك - صلى الله عليه وسلم - ثم مسح بإحدى يديه على الأخرى فبايع له.
وسألتني هل كان عثمان تولى يوم التقى الجمعان، قال: فقلت: نعم، وإن الله قال: {إن
الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا
الله عنهم} فاذهب فاجهد على جهدك.
(20) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حصين عن سعيد بن عبيدة قال: سأل
رجل ابن عمر عن عثمان فذكر أحسن أعماله، ثم قال: لعل ذلك يسوءك، فقال: أجل،
فقال: أرغم الله بأنفك.
(21) حدثنا حدثنا عبيدة الله بن إدريس عن محمد بن أبي أيوب عن هلال بن أبي حميد
قال: قال عبد الله بن عكيم: لا أعين على قتل خليفة بعد عثمان أبدا، قال: فقيل له: أعنت
على دمه، قال: إني أعد ذكر مساوئه عونا على دمه.
(22) حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى قال: سمعت عبد الله بن عامر يقول: لما
نشب الناس في الطعن على عثمان قام أبي فصلى من الليل، قال: فقيل له: قم فاسأل الله أن
يعيذك من الفتنة التي أعاذ منها عباده الصالحين، قال: فقام فصلى فمرض، قال: فما رئي
خارجا حتى مات.
(23) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني معاوية بن صالح قال حدثني ربيعة بن يزيد
الدمشقي قال ثنا عبد الله بن قيس أنه سمع النعمان بن بشير أنه أرسله معاوية بن أبي سفيان
بكتاب إلى عائشة فدفعه إليها فقالت لي: أنا أحدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قلت: بلى، قالت: إني عنده ذات يوم أنا وحفصة، فقال: " لو كان عندنا رجل
يحدثنا، فقلت: يا رسول الله! ابعث إلى أبي بكر فيجئ فيحدثنا، قال: فسكت، فقالت
حفصة: يا رسول الله! ابعث إلى أبي عمر فيحدثنا، فسكت، قالت: فدعا رجلا فأسر إليه
دوننا فذهب، ثم جاء عثمان فأقبل عليه بوجهه فسمعته يقول: يا عثمان إن الله لعله أن
يقمصك قميصا، فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه " - ثلاثا، قلت: يا أم المؤمنين! أين
كنت عن هذا الحديث؟ قالت: أنسيته كأني لم أسمعه قط.

(17 / 19) سورة آل عمران من الآية (155).
(17 / 23) يقمصك قميصا: يرفعك إلى مقام ويسلمك أمرا والمقصود الخلافة والله أعلم.
فلا تخلعه: فلا تستقل منه أو تتركه لهم
490

(24) حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرني موسى بن عبيدة عن أياس بن سلمة عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان بإحدى يديه على الأخرى، فقال الناس: هنيئا لأبي
عبد الله يطوف بالبيت آمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف
حتى أطوف " (25) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سالم قال: قال
عبد الله بن عمر: لقد عبتم على عثمان أشياء لو أن عمر فعلها ما عبتموها.
(26) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا داود عن زياد بن عبد الله عن أم هلال
ابنة وكيع عن امرأة عثمان قالت: أغفى عثمان، فلما استيقظ قال: إن القوم يقتلونني،
فقلت: كلا يا أمير المؤمنين، فقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، قال:
فقالوا: أفطر عندنا الليلة، أو قالوا: تفطر عندنا الليلة.
(27) حدثنا محمد بن الحسن الأسدي قال ثنا إبراهيم بن طهمان عن موسى بن عقبة
عن جدة أبي حسنة قال: دخلت الدار على عثمان وهو محصور، فسمعت أبا هريرة يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إنكم ستلقون بعدي فتنة واختلافا، قال: فقال له
قائل: فلما تأمرنا؟ فقال: عليكم بالأمير وأصحابه "، وضرب على منكب عثمان.
(28) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح قال: كان إذا ذكر قتل عثمان
بكى بكاء فكأني أسمعه يقول: هاه هاه.
(29) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن خيثمة عن مسروق عن عائشة قال: قالت
حين قتل عثمان تركتموه كالثوب النقي من الدنس ثم قربتموه فذبحتموه كما يذبح
الكبش، إنما كان هذا قبل هذا، قال: فقال لها مسروق: أنت كتبت إلى أناس تأمرينهم
بالخروج، قال: فقالت عائشة: لا والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون، ما كتبت
إليهم بسوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا، قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كتب
على لسانها.

(17 / 24) ولم يطف عثمان رضي الله عنه بالبيت حتى عاد مع الرسول صلى الله عليه وسلم في عمرة القضاء.
(17 / 25) أي إنما تجرأتم على عثمان ولم تكونوا قادرين على التمادي والجرأة على عمر رضي الله عنهما.
(17 / 29) إنما كان هذا قبل هذا: أي كان يجب أن تلتفوا حوله قبل قتله فلا تتركوه
491

(3) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن جعفر بن أياس عن يوسف بن ماهك عن محمد
ابن حاطب قال: سمعت عليا يخطب يقول: {إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك
عنها مبعدون} قال: عثمان منهم.
(31) حدثنا أبو أسامة قال ثنا هشام عن محمد بن سيرين عن عقبة بن أوس
السدوسي عن عبد الله بن عمر قال: يكون في هذه الأمة اثنا عشر خليفة: أبو بكر أصبتم
اسمه، وعمر بن الخطاب قرن من حديد أصبتم اسمه، وعثمان بن عفان ذو النورين أوتي
كفلين من رحمته، قتل مظلوما، أصبتم اسمه.
(32) حدثنا حسين بن علي عن مجمع قال: دخل عبد الرحمن بن أبي ليلى على
الحجاج فقال لجلسائه: إذا أردتم أن تنظروا إلى رجل يسب أمير المؤمنين عثمان فهذا عندكم
- يعني عبد الرحمن، فقال عبد الرحمن: معاذ الله أيها الأمير أن أكون أسب عثمان، إنه
ليحجزني عن ذلك آية في كتاب الله، قال الله {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من
ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم
الصادقون} فكان عثمان منهم.
(33) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني ابن لهيعة قال حدثني يزيد بن عمرو
المعافري قال: سمعت الأنور الفهمي يقول: قدم عبد الرحمن بن عديس البلوي وكان
ممن بايع تحت الشجرة فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر عثمان فقال
أبو ثور: فدخلت على عثمان وهو محصور فقلت: إن فلانا ذكر كذا وكذا، فقال عثمان:
ومن أين وقد أختبأت عند الله عشرا: إني لرابع في الاسلام، وقد زوجني رسول الله
صلى الله عليه وسلم ابنته ثم ابنته، وقد بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هذه اليمني فما مسست بها ذكري،
ولا تغنيت ولا تمنيت، ولا شربت خمرا في جاهلية ولا إسلام، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من يشتري هذه الربعة ويزيدها في المسجد له بيت في الجنة "، فاشتريتها وزدتها في
المسجد.

(17 / 30) سورة الأنبياء الآية (101).
(17 / 32) سورة الحشر الآية (8).
(17 / 33) الربعة: مربد بعض أولاد النجار
492

(34) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر قال حدثني عبد الرحمن بن ملحان قال:
ذكر عند ابن عمر عثمان وعمر فقال ابن عمر: أرأيت لو كان لك بعيران أحدهما قوي
والآخر ضعيف أكنت تقتل الضعيف.
(35) حدثنا وكيع عن مسعر عن أبي سلمان قال: سألت ابن عمر عن عثمان، فقال
مسعر: إما قال: تحسبه، أو قال: نحسبه من خيارنا.
(36) حدثنا وكيع عن مسعر عن عمران بن عمير عن كلثوم قال: سمعت ابن
مسعود يقول: ما أحب أني رميت عثمان بسهم، قال: أراه أراد قتله، ولا أن لي مثل أحد
ذهبا.
(37) حدثنا محمد بن القاسم الأسدي عن الأوزاعي عن حسان بن عطية أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: " غفر الله لك ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما
أخفيت وما أبديت وما هو كائن إلى يوم القيامة ".
(38) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر قال حدثني أبو عون عن محمد بن حاطب
قال: ذكر عثمان فقال الحسن بن علي: هذأ أمير المؤمنين يأتيكم الآن فيخبركم، قال: فجاء
علي فقال: كان عثمان من الذين {آمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا
وأحسنوا والله يحب المحسنين} حتى أتم الآية.
(39) حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة قال: قال نافع
ابن عبد الحارث: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطا من حيطان المدينة وقال لي: " أمسك على
الباب، فجاء حتى جلس على القف ودلى رجليه في البئر فضرب الباب فقلت: من هذا؟
قال: أبو بكر، قلت: يا رسول الله هذا أبو بكر، فقال ائذن له وبشره بالجنة، قال:
فأذنت له وبشرته بالجنة، فجاء فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في
البئر، ثم ضرب الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عمر، قلت: يا رسول الله هذا عمر،
فقال: ائذن له وبشره بالجنة، قال: فأذنت له وبشرته بالجنة فجاء فجلس مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في البئر، ثم ضرب الباب فقلت: من هذا؟ قال: عثمان،
قلت: يا رسول الله هذا عثمان، قال: ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء "، قال: فأذنت له
وبشرته بالجنة فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على القف ودلى رجليه في البئر.

(17 / 34) والمقصود أن عثمان كان ضعيفا.
(17 / 38) سورة المائدة الآية (93).
(17 / 39) القف: حافة البئر المبنية حوله
493

(40) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الحسن قال: لما عرض
عمر ابنته على عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا أدل عثمان على من هو خير منها وأدلها
على من هو خير لها من عثمان "، قال: فتزوجها رسول الله وزوج عثمان ابنته.
(41) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن ابن سيرين أنه ذكر عنده عثمان فقال رجل:
إنهم يسبونه، فقال: ويحهم يسبون رجلا دخل على النجاشي في نفر من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلهم أعطاه الفتنة غيره، قالوا: وما الفتنة التي أعطوها، قال: كان لا يدخل
عليه أحد إلا أومأ برأسه فأبى عثمان فقال: ما منعك أن تسجد كما سجد أصحابك،
فقال: ما كنت لأسجد لاحد دون الله عز وجل.
(18) فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(1) حدثتنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش
عن علي بن أبي طالب قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة أنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا
يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.
(2) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن سعيد بن عبيدة عن ابن بريدة عن
أبيه قال: قال رسول الله عليه وسلم: " من كنت وليه فعلي وليه ".
(3) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن أم موسى عن أم سلمة قالت:
والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: عدنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض في بيت عائشة فجعل رسول الله صلى لله عليه وسلم غداة بعد غداة يقول: " جاء
علي؟ " مرارا، قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة، قالت: فجاء بعد فظننا أن له إليه
حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا بالباب، فكنت من أدناهم من الباب، قالت: فأكب
عليه علي فجعل يساره ويناجيه، ثم قبض من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهدا.

(18 / 1) أي لا يبغض عليا إلا كافر ولا يحبه إلا مؤمن
494

(4) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن سعد بن عبيدة قال: سأل رجل ابن عمر
فقال: أخبري عن علي، قال: إذا أردت أن تسأل عن علي فانظر إلى منزلة من منزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا منزله وهذا منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فإني أبغضه، قال:
فأبغضك الله.
(5) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي
قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله، إني لا علم
لي بالقضاء، قال: فضرب بيده على صدري فقال: " اللهم اهد قلبه وسدد لسانه "، فما
شككت في قضاء بين اثنين حتى جلست مجلسي هذا.
(6) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي،
قالوا له: أخبرنا عن نفسك، قال: كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتدئت.
(7) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي عن علي قال:
كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني، وإذا سكت ابتدأني.
(8) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال: قلت له: يا أبا
إسحاق! أين رأيته؟ قال: وقف علينا في مجلسنا فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي ".
(9) حدثنا مطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال:
كنا بالجحفة بغدير خم إذا خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيد علي فقال: " من كنت
مولاه فعلي مولاه ".

(18 / 4) وعلي هو الوحيد من الصحابة الذي يقال عنه رضي الله عنه وكرم الله وجهه، لان وجهه لم ينحن
لوثن قبل الاسلام لأنه ربي في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رباه في داره طفلا لفقر أصاب أبا طالب
وهو أول من آمن من الأولاد، وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه زوجه ابنته فاطمة الزهراء رضي
الله عنه التي قال عنها الرسول الله صلى الله عليه وسلم أنها بضعة منه، وهو والد الحسن والحسين اللذين قال عنهما
الرسول صلى الله عليه وسلم أنهما ريحانتاه من الدنيا وسيدا شباب الجنة، وهو رابع الخلفاء الراشدين المهديين وأحد
العشرة المبشرين بالجنة وفضائله كثيرة سترد في هذا الباب.
(18 / 5) وقد قضى في أمور معضلة كثيرة في الديات وغيرها وأجاز الرسول صلى الله عليه وسلم قضاءه - راجع كتاب
الديات.
(18 / 6) ابتدئت: ابتدأ الرسول الله صلى الله عليه وسلم العطاء بي وكذا فعل بعده الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان.
رضي الله عنهم.
(18 / 8) وهذا عندما أرسله صلى الله عليه وسلم بسورة براءة (التوبة) إلى مكة
495

(10) حدثنا شريك عن حنش بن الحارث عن رباح بن الحارث قال: بينا علي
جالسا في الرحبة إذ جاء رجل عليه أثر السفر فقال: السلام عليك يا مولاي، فقال: من
هذا، فقالوا: هذا أبو أيوب الأنصاري، فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من
كنت مولاه فعلي مولاه ".
(11) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد بن أبي وقاص
قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال: يا رسول الله تخلفني
في النساء والصبيان، فقال: " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه
لا نبي بعدي ".
(12) حدثنا غندر عن شعبة عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد
يحدث عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
من موسى ".
(13) حدثنا عبد الله بن نمير عن موسى الجهني قال: حدثتني فاطمة ابنة علي قالت:
حدثتني أسماء ابنة عميس قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: " أنت مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه ليس نبي بعدي ".
(14) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي:
" أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ".
(15) حدثنا أبو معاوية عن موسى بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن سعد قال:
قدم معاوية في بعض حجاته فأتاه سعد فذكروا عليا فنال منه معاوية فغضب سعد فقال:
[تقول هذا الرجل]، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " له ثلاث خصال لان تكون لي
خصلة منها أحب إلي من الدنيا وما فيها، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت
مولاه فعلي مولاه، وسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا
أنه لا نبي بعدي، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا عطين الراية رجلا يحب الله
ورسوله ".

(18 / 11) وقد تولى أمور الناس بعد موسى عليه السلام يوشع بن نون بينما تولى هارون وأولاده أمور الشريعة
والعبادة والقضاء بين الناس.
(18 / 15) العبارة ناقصة على الأرجح وهي كما نرجح: تقول هذا لرجل أو عن رجل والله أعلم. وتتمة
الحديث الأخير: " ويحبه الله ورسوله "، وهذا في غزوة خيبر
496

(16) حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة قال حدثني أبو سليمان الجهني -
يعني زيد بن وهب قال: سمعت عليا على المنبر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله
صلى الله عليه وسلم، لم يقلها أحد قبلي ولا يقولها أحد بعدي إلا كذاب مفتر.
(17) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن الحكم والمنهال وعيسى عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين، وفي
الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل، فقال الناس لعبد الرحمن: لو قلت لأبيك فإنه
يسهر معه، فسألت أبي فقلت: إن الناس قد رأوا من أمير المؤمنين شيئا استنكروه، قال:
وما ذاك؟ قال: يخرج في الحر الشديد في القباء، المحشو والثوب الثقيل ولا يبالي ذلك،
ويخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين والملاءتين لا يبالي ذلك ولا يتقي بردا، فهل
سمعت في ذلك شيئا، فقد أمروني أن أسألك أن تسأله إذا سمرت عنده، فسمر عنده
فقال: يا أمير المؤمنين! إن الناس قد تفقدوا منك شيئا، قال: وما هو؟ قال: تخرج في
الحر الشديد في القباء المحشو والثوب الثقيل وتخرج في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين
وفي الملاءتين لا تبالي ذلك ولا تتقي بردا، قال: وما كنت معنا يا أبا ليلى بخيبر؟ قال:
قلت: بلى، والله قد كنت معكم، قال: فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس
فانهزم حتى رجع إليه، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا عطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له، ليس
بفرار، فأرسل إلي فدعاني، فأتيته وأنا أرمد لا أبصر شيئا، فتفل في عني وقال: اللهم
اكفه الحر والبرد "، قال: فما آذاني بعد حر ولا برد.
(18) حدثنا أسود بن عامر عن شريك عن منصور عن ربعي عن علي عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلا منكم قد امتحن الله قلبه
للايمان فيضربكم أو يضرب رقابكم، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا،
فقال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل "، وكان أعطى عليا
نعله يخصفها.
(19) حدثنا ابن أبي عتيبة عن أبيه عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه عن أبي سعيد
الخدري قال: كنا جلوسا في المسجد فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس إلينا ولكأن على
رؤوسنا الطير، لا يتكلم أحد منا، فقال: إني منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل

(18 / 17) السمر: الحديث أثناء السهر في الليل
497

القرآن كما قوتلتم على تنزيله، فقام أبو بكر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا،
فقام عمر فقال: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل في الحجرة "،
قال: فخرج علينا علي ومعه نعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح منها.
(20)
حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال ثنا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم
عن سلمة بن أبي الطفيل عن علي بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: " يا علي " إن لك
كنزا في الجنة وإنك ذو قرنيها فلا تتبع النظرة نظرة فإنما لك الأولى وليست لك
الآخرة ".
(21) حدثنا عبد الله بن نمير عن العلاء بن الصالح عن المنهال عن عباد بن عبد الله
قال: سمعت عليا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي
إلا كذاب مفتر، ولقد صليت قبل الناس بسبع سنين.
(22) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن سلمة عن حبة العرني عن علي قال: أنا أولى
رجل صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(23) حدثنا عبيد الله بن طلحة بن جبر عن المطلب بن عبد الله عن مصعب بن عبد
الرحمن عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة انصرف إلى الطائف
فحاصرها سبع عشرة أو ثمان عشرة، فلما يفتحها، ثم ارتحل روحة أو غدوة فنزل ثم هجر
ثم قال: " أيها الناس! إني فرط لكم وأوصيكم بعترتي خيرا، وإن موعدكم الحوض،
والذي نفسي بيده! لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلا مني أو
لنفسي فليضربن أعناق مقاتلتهم وليسبين ذراريهم، قال: فرأي الناس أنه أبو بكر أو
عمر، فأخذه بيد علي فقال: هذا ".
(24) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة قال: حدثني
هبيرة بن يريم عن علي قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلة مسيرة بحرير، أما سداها
حرير أو لحمتها، فأرسل بها إلي، فأتيته فقلت: ما أصنع بها، ألبسها؟ فقال: لا، إني لما
أرضى لك ما أكره لنفسي ".
(25) حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن أبي فاختة قال: حدثني جعدة بن
هبيرة عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو من حديث عبد الرحيم.

(18 / 23) سبع عشرة أو ثمان عشرة ليلة
498

(26) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن ناجية بن كعب عن علي قال: لما
مات أبو طالب أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إن عمك الشيخ الضال قد مات،
قال: فقال " انطلق فواره، ثم لا تحدثني شيئا حتى تأتيني "، قال: فواريته ثم أتيته
فأمرني فاغتسلت، ثم دعا لي بدعوات ما أحب أن لي بهن ما على الأرض من شئ.
(27) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن
علي قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: " أنت مني وأنا منك ".
(28) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن زيد بن يثيع قال: بلغ
عليا أن أناسا يقولون فيه، قال: فصعد المنبر فقال: أنشد الله رجلا ولا أنشده إلا من
أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم سمع من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا إلا قام، فقال مما يليه ستة، ومما يلي سعد بن
وهب ستة فقالوا: نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه ".
(29) حدثنا شريك عن أبي يزيد الأودي عن أبيه قال: دخل أبو هريرة المسجد
فاجتمعنا إليه، فقام إليه شاب فقال: أنشدك بالله! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "، فقال: نعم، فقال
الشاب: أنا منك برئ، أشهد أنك قد عاديت من والاه وواليت من عاداه، قال: فحصبه
الناس بالحصاء.
(30) حدثنا شريك عن عياش العامري عن عبد الله بن شداد قال: قدم على
رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد أبي سرح من اليمن فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لتقيمن الصلاة
ولتؤتن الزكاة ولتسمعن ولتطيعن أو لأبعثن إليكم رجلا لنفسي يقاتل مقاتلتكم
ويسبي ذراريكم، اللهم أنا أو كنفسي "، ثم أخذ بيد علي.
(31) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال: خطب الحسن بن علي
حين قتل علي فقال: يا أهل الكوفة - أو يا أهل العراق - لقد كان بين أظهركم رجل قتل
الليلة أو أصيب اليوم لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعثه
في سرية كان جبريل عن يمينه وميكايل عن يساره، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه.
(32) حدثنا عبيد الله بن نمير قال أخبرنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد

(18 / 31) قتل الليلة أو أصيب اليوم: الشك من الراوي
499

الرحمن بن أبي ليلى قال: ذكر عنده قول الناس في علي فقال: قد جالسناه وواكلناه
وشاربناه وقمنا له على الاعمال، فما سمعته يقول شيئا مما يقولون، إنما يكفيكم أن تقولوا:
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وختنه، وشهد بيعة الرضوان، وشهد بدرا.
(33) حدثنا يعلى بن عبيد عن أبي منين وهو يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا دفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله، قال:
فتطاول القوم فقال: ابن علي؟ فقالوا: يشتكي عينيه، فدعاه فبزق في كفيه ومسح بهما
عين علي ثم دفع إليه الراية، ففتح الله عليه يومئذ.
(34) حدثنا أين فضيل عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم
عنده نفر من أصحابه، فأرسل إلى نسائه فلم يجد عند امرأة منهن شيئا، فبينما هم كذلك
إذ هم بعلي قد أقبل أشعث مغبرا، على عاتقه قريب من صاع من تمر قد عمل بيده، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: " مرحبا بالحامل والمحمول، ثم أجلسه فنفض عن رأسه التراب، ثم قال:
مرحبا بأبي تراب "، فقربه، فأكلوا حتى صدروا، ثم أرسل إلى نسائه إلى كل واحدة
منهن طائفة.
(35) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم
دفع الراية إلى علي فقال: " لأدفعها إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "،
قال: فتفل في عينيه وكان أرمد، قال: ودعا له ففتحت عليه خيبر.
(36) حدثنا وكيع عن هشام بن سعد عن عمر بن أسيد عن ابن عمر قال: قال
عمر بن الخطاب أو قال: أبي لقد أوتي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لان تكون لي
واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجة ابنته فولدت له، وسد الأبواب إلا بابه،
وأعطاه الحربة يوم خيبر.
(37) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عكرمة بن عمار قال حدثني أياس بن سلمة
قال: أخبرني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله إلى علي فقال: " لا عطين الراية رجلا يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله "، قال: فجئت به أقوده أرمد، قال: فبصق رسول الله
صلى الله عليه وسلم في عينيه ثم أعطاه الراية، وكان الفتح على يديه

(18 / 34) حتى صدروا: حتى شبعوا.
طائفة: كمية من التمر الذي بقي.
(18 / 36) أعطاه الحربة: أي أعطاه الراية لان الراية كانت تجعل إلى الحربة وأعطاه الراية أي إعطاء الامرة
على الجيش
500

(38) حدثنا أبو بكر بن عياش عن صدقة بن سعيد عن جميع بن عمير قال:
دخلت على عائشة أنا وأمي وخالتي، فسألناها: كيف كان علي عنده؟ فقالت: تسألوني
عن رجل وضع يده من رسول الله صلى الله عليه وسلم موضعا لم يضعها أحد، وسالت نفسه في يده
ومسح بها وجهه ومات، فقيل: أين يدفنوه؟ فقال علي: ما في الأرض بقعة أحب إلى الله
من بقعة قبض فيها نبيه، فدفناه.
(39) حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن مصعب بن شيبة عن صفية بنت شيبة
قالت: قالت عائشة: خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرجل من شعر أسود، فجاء
الحسن فأدخله معه، ثم جاء حسين فأدخله معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي
فأدخله، ثم قال: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا}.
(40) حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن شداد أبي عمار قال: دخلت على
واثلة وعنده قوم فذكروا فشتموه فشتمه معهم، فقال: ألا أخبرك بما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: بلى، قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت: توجه إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فجلس، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي وحسن وحسين كل واحد منهما آخذ بيده،
فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه، وأجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على
فخذه، ثم لف عليهم ثوبه أو قال: كساءه ثم تلا هذه الآية: {إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت} ثم قال: " اللهم هؤلاء أهل بيتي، وأهل بيتي أحق ".
(41) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن عطية أبي المعدل الطفاوي عن أبيه قال:
أخبرتني أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عندها في بيتها ذات يوم، فجاءت الخادم
فقالت: علي وفاطمة بالسدة، فقال: تنحي لي عن أهل بيتي، فتنحت في ناحية البيت،
فدخل على وفاطمة وحسن وحسين، فوضعهما في حجره، وأخذ عليا بإحدى يديه فضمنه
إليه، وأخذه فاطمة باليد الأخرى فضمها إليه وقبلهما، وأغدف عليهم خميصة سوداء، ثم
قال: " اللهم إليك لا إلى النار، أنا وأهل بيتي، قالت: فناديته فقلت: وأنا يا رسول الله!
قال: وأنت ".

(18 / 39) المرط: رداء مربع يجعل فوق الثياب.
والآية من سورة الآية (33).
(18 / 41) أغدف عليهم خميصة سوداء: غطاهم بثوب من شعر أسود
501

(42) حدثنا عبيد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن
هبيرة بن يريم قال: سمعت الحسن بن علي قام خطيبا فخطب الناس فقال: يا أيها الناس!
لقد فارقكم أمس رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون، ولقد كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يبعثه المبعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه وميكايل
عن شماله، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه، أراد أن
يشتري بها خادما.
(43) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة مولى الأنصار عن
زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي، قال عمرو بن مرة: فأتيت
إبراهيم فذكرت ذلك له فأنكره.
(44) حدثنا وقال أبو بكر: حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن جبلة قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز أعطى سلاحه عليا وأسامة.
(45) حدثنا مالك بن إسماعيل قال ثنا مسعر بن سعد قال ثنا محمد بن إسحاق عن
الفضل بن معقل عن عبد الله بن معقل عن عبد الله بن نيار الأسلمي عن عمرو بن شاش
قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قد آذيتني: قال: قلت: يا رسول الله! ما أحب أن
أوذيك، قال: من آذي عليا فقد آذاني ".
(46) حدثنا عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان قال: قلت لعطاء: كان في
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أعلم من علي؟ قال: لا، والله أعلمه!
(47) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا
الحسن بن علي بعد وفاة علي فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا
يدركه الآخرون، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح الله عليه.
(48) حدثنا يحيى بن يعلى عن يونس بن خباب عن أنس قال: خرجت أنا
وعلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حائط المدينة، فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن هذه
الحديقة يا رسول الله! قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حديقتك في الجنة أحسن منها يا
علي، حتى مر بسبع حدائق، كل ذلك يقول علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله!
فيقول: حديقتك في الجنة أحسن من هذه ".

(18 / 43) وعلي رضي الله عنه أول من آمن من الأولاد إذ ربي في حجر الرسول صلى الله عليه وسلم.
(18 / 44) المقصود أسامة بن زيد بن حارثة بن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقال له الحب بن الحب
502

(49)
حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا قيس عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن
عليم عن سلمان قال: إن أول هذه الأمة ورودا على نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب.
(50) حدثنا عبد الله بن نمير عن فطر عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال:
قالت لي أم سلمة: يا أبا عبد الله! أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم ثم لا تغيرون، قال: قلت:
ومن يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: يسب علي ومن يحبه، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يحبه.
(51) حدثنا خالد بن مخالد عن ابن فضيل عن أبي نصر عن مساور الحميري عن
أمه عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يبغض عليا مؤمن، ولا
يحبه منافق ".
(52) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا عمار عن الأعمش عن المنهال عن عبد الله بن
الحارث عن علي قال: إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكتاب حطة في بني إسرائيل.
(53) حدثنا إسحاق بن منصور عن سليمان بن قرم عن عاصم عن زر قال: قال علي:
لا يحبنا منافق ولا يبغضنا مؤمن.
(54).
حدثنا أبو أسامة قال حدثني محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم الأزدي
يرفع حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " ستلقى بعدي جهدا، قال: يا رسول الله! في سلامة
في ديني؟ قال: نعم، في سلامة من دينك ".
(55) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن عدي بن ثابت
عن البراء، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، قال: فنزلنا بغدير خم، قال: فنودي:
الصلاة جامعة، وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فصلى الظهر فأخذ بيد علي فقال:
" ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أني
أولى بكل مؤمن من نفسه، قالوا: بلى قال: فأخذ بيد علي فقال: الله من كنت مولاه
فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "، قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال:
هنيئا لك بابن أبي طالب: أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
(56) حدثنا أبو الجواب قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال:

(18 / 52) إنما مثلنا: يعني أهل البيت.
(18 / 53) لا يجبنا: أي لا يحب أهل البيت
503

بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشين على أحدهما علي بن أبي طالب وعلى الآخر خالد بن
الوليد، فقال: إن كان قتال فعلي علي الناس، فافتتح علي حصنا فاتخذ جارية لنفسه،
فكتب خالد يسوء به، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب قال: " ما تقول في رجل يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ ".
(57) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن عطية بن سعد قال: دخلنا علي جابر بن
عبد الله وهو شيخ كبير وقد سقط حاجباه على عينيه، قال: فقلت: أخبرنا عن هذا الرجل
علي بن أبي طالب، قال: فرفع حاجبيه بيديه ثم قال: ذاك من خير البشر.
(58) حدثنا عفان قال ثنا جعفر بن سليمان قال حدثني يزيد الرشك عن مطرف عن
عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم عليا، فصنع علي شيئا
أنكروه، فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلموه، وكانوا إذا قدموا من
سفر بدأوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه ونظروا إليه، ثم ينصرفون إلى رحالهم، قال: فلما
قدمت السرية سلموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله! ألم تر
أن عليا صنع كذا وكذا، فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال: " ما
تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ علي مني وأنا من علي، وعلي ولي كل
مؤمن بعدي ".
(59) حدثنا جعفر بن عون قال ثنا سفيان بن أبي عبد الله قال حدثنا أبو بكر بن
خالد بن عرفطة قال أتيت سعد بن مالك بالمدينة فقال: ذكر لي أنكم تسبون عليا؟ قال:
قد فعلنا، قال: فلعلك قد سبيته؟ قال: قلت: معاذ الله! قال: فلا تسبه فلو وضع المنشار
على مفرقي على أن أسب عليا ما سببته أبدا بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما
سمعت.
(60) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي إسحاق عن جدته ميمونة، قال:
لما كانت الفرقة قيل لميمونة ابنة الحارث: يا أم المؤمنين! فقالت: عليكم بابن أبي طالب
فوالله ما ضل ولا ضل به.
(61) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي {أجعلتم سقاية الحاج وعمارة
المسجد الحرام} قال: نزلت في علي والعباس.

(18 / 61) سورة التوبة من الآية (19)
504

(62) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ليث عن مجاهد قال: قال علي: إنه لم يعمل بها
أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم، فكانت إذا
ناجيت رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقت بدرهم حتى نفدت، ثم تلا هذه الآية: {يا أيها الذين
آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة}.
(63) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان بن سعد عن
عثمان بن المغيرة الثقفي عن سالم بن أبي الجعد عن علي بن علقمة الأنماري عن علي قال: لما
نزلت هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة} قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ترى دينار، قلت: لا يطيقونه، قال: فكم؟
قلت: شعيرة، قال: إنك لزهيد، قال فنزلت: {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي
نجواكم صدقات} الآية، قال: فقد خففت الله عن هذه الأمة ".
(64) حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هارون قال: كنت مع ابن عمر جالسا إذ
جاءه نافع بن الأزرق فقام علي رأسه فقال: والله إني لأبغض عليا، قال: فرفع إليه ابن
عمر رأسه فقال: أبغضك الله، تبغض رجلا سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها.
(65) حدثنا علي بن مسهر عن فطر عن أبي الطفيل عن رجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم قال: لقد جاء في علي من المناقب ما لو أن منقبا منها قسم بين الناس لأوسعهم خيرا.
(66) حدثنا خلف بن خليفة عن حجاج بن دينار عن معاوية بن قرة قال: كنت أنات
والحسن جالسين نتحدث، إذ ذكر الحسن عليا فقال: أراهم السبيل وأقام لهم الدين إذا
أعوج.
(67) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن صباح عن عبد الرحمن بن الأخنس عن
سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " علي في الجنة ".
(68) حدثنا الفضل بن دكين عن شريك عن أبي إسحاق قال: قالت فاطمة:
يا رسول الله! زوجتني حمش الساقين عظيم البطن أعمش العين، قال: " زوجتك أقدم أمتي
سلما، وأعظمهم حلما، وأكثرهم علما ".

(18 / 63) سورة المجادلة الآية (12).
(18 / 63) سورة المجادلة الآيتان (12 / 13).
(18 / 68) سلما: إسلاما
505

(69) حدثنا الفضل بن دكين عن ابن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس عن بريدة قال: مررت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذكرت عليا فنقصته، فجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير فقال: " ألست
أولى بالمؤمنين من أنفسهم، قلت: بلى يا رسول الله! قال: من كنت مولاه فعلي
مولاه ".
(70) حدثنا وكيع عن شعبة عن أبي التياح عن أبي السوار العدوي قال: قال علي
ليحبني قوم حتى يدخلوا النار في حبي وليبغضني قوم حتى يدخلوا النار في بغضي.
(71) حدثنا وكيع عن حماد عن ابن أبي نجيح عن أبي حياة قال: سمعت عليا
يقول: يهلك في رجلان: مفرط في حبي ومفرط في بغضي.
(72) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن سماك عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث
ببراءة مع أبي بكر إلى مكة، فدعاه فبعث عليا فقال: " لا يبلغها إلا رجل من أهل
بيتي ".
(73) حدثنا وكيع عن نعيم بن حكيم عن أبي مريم قال: سمعت عليا يقول: يهلك في
رجلان: مفرط في حبي ومفرط في بغضي.
(74) حدثنا أبو الجواب عن يونس بن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن أبي ذر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لينتهين أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي فيمضي فيهم
أمري، فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية ".

(18 / 70) ويدخل النار في حبه المقصود المغالين وهم طوائف كثيرة منهم من جعله إلها من دون الله والعياذ
بالله وهؤلاء هم العلي اللهية وقد أحرقهم علي أو أحرق بعضهم في حياته وقاتلهم.
ومنهم من قالوا: " تاه الأمين " مدعين أن جبريل إنما أرسله الله سبحانه وتعالى لعلي رضي الله عنه
فتاه ونزل على النبي صلى الله عليه وسلم لشدة الشبه بينهما وهذا كفر وخسران لهم أيضا وهؤلاء أكثرهم من
الفرس وما زالت طائفة منهم إلى اليوم. ومنهم غلاة الشيعة الإمامية الذين ينسبون لعلي رضي الله
عنه أمورا لو سمعها منهم لقاتلهم عليا منها معرفة الغيب وما شابه ذلك والعياذ بالله وطوائف
غيرهم كثيرة.
أما المغالين في بغضه الذين سبوه وسبوا من يحبه فسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد اتخذ بعض أعداء الاسلام والعرب من حب علي والدعوة لأولاده ستارا لشق المسلمين وإزالة
دولة العرب انتقاما لزوال دولتهم وأكثر هؤلاء من الفرس واليهود أخزاهم الله
506

(75) حدثنا مطلب بن زياد عن السدي قال: صعد علي المنبر فقال: اللهم العن كل
مبغض لنا، قال: وكل محب لنا غال.
(76) حدثنا مطلب بن زياد عن ليث قال: دخلت على أبي جعفر فذكر ذنوبه وما
يخاف، قال: فبكى ثم قال حدثني جابر أن عليا حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون
ففتحوها وأنه جرب فلم يحمله إلا أربعون رجلا.
(77) حدثنا غندر عن شعبة عن واقد بن محمد بن زيد عن أبيه عن ابن عمر عن أبي
بكر قال: يا أيها الناس! أرقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم. في أهل بيته.
(78) حدثنا عبد الله بن نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لعلي: " أنت أخي وصاحبي ".
(79) حدثنا محمد بن بشر قال أخبرنا بكير عن خالد بن أمية أن عليا مر على دار
في موار بيتي، فسقطت عليه كسرة لبنة أو قطعة لبنة، فدعا الله أن لا يتم بناءها، قال: فما
وضع فيها لبنة على لبنة.
(80) حدثنا مطلب بن زياد عن جابر قال: كنا مع أبي جعفر في المسجد وغلام
ينظر إلى أبي جعفر ويبكي فقال له أبو جعفر: ما يبكيك، قال: من حبكم، قال: نظرت
حيث نظر الله واخترت من خيره الله.
(19) ما جاء في سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
(1) حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن أيوب عن عائشة بنت سعد قال: سمعتها
تقول: أبي والله الذي جمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الله بن شداد عن علي بن
أبي طالب قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدي بأبويه أحدا إلا سعدا فإني سمعته يقول
يوم أحد: " ارم سعد، فداك أبي وأمي ".

(18 / 77) أرقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في بيته: احفظوه واحفظوا حبكم له بحفظكم وحبكم لآل بيته.
(18 / 80) أبو جعفر هو موسى باقر العلوم والد جعفر الصادق. (19 / 1) أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال له يوم أحد " إرم سعد بأبي أنت وأمي " أو ما في معناه على اختلاف
روايات هذا الحديث وكان سعد رضي الله عنه راميا ما هرا
507

(3) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: سمعت
سعد بن أبي وقاص يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع له أبويه يوم أحد.
(4) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: سمعت سعدا يقول: إني لأول رجل من
لعرب رمى بسهم في سبيل الله في الغزو عند القتال.
(5) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي بلج قال: سمعت مصعب بن سعد يحدث أن
سعدا كاتب غلاما له فأراد منه شيئا فقال: ما عندي ما أعطيك، وعمد إلى دنانير
فخصفها في نعليه، فدعا سعد عليه فسرقت نعلاه.
(6) حدثنا وكيع عن شعبة عن يحيى بن الحصين عن مصعب بن سعد عن أبيه أنه
سمع رجلا يتناول عليا فدعا فتخبطته بختية فقتلته.
(7) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اتقوا دعوات
سعد ".
(8) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الأخنس عن
سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سعد في الجنة ".
(9) حدثنا يزيد بن هارون عن يحيى بن سعيد أن عبد الله أخبره أن عائشة كانت
تحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سهر ذات ليلة وهو إلى جنبي، قالت: فقلت: يا رسول الله! ما
شأنك؟ فقال: " ليث رجلا صالحا من أمتي يحرسني الليلة، قال: فبينا نحن كذلك إذ
سمعت صوت السلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ فقال: أنا سعد بن مالك، قال:
ما جاء بك؟ " قلت: أحرسك يا رسول الله، قال: فسمعت غطيط رسول الله صلى الله عليه وسلم
في نومه.
(10) حدثنا أبو أسامة قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعد قال:

(19 / 4) وذلك في أول غزوة احتاج القتال فيها للرمي وذلك يوم أحد.
(19 / 5) خصفها في نعليه: أخفاها داخل طرف النعل الخلفي بأن طواه فوقها.
(19 / 6) تخبطته بختية: صدمته ناقة خراسانية ثم داسته.
(19 / 7) لان دعواته كانت مستجابة.
(19 / 8) وهذه بشارة صريحة واضحة لسعد بالجنة.
(19 / 9) صوت السلاح: صوت قعقعة السلاح
508

رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن شماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب أبيض ما رأيتهما
قبل ولا بعد - يعني جبريل وميكائيل.
(11) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن هشام قال: سمعت سعيد بن
المسيب يقول: كان سعد بن أبي وقاص أشد المسلمين بأسا يوم أحد.
(12) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عتبة عن القاسم بن عبد
الرحمن قال: أول من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
(20) ما حفظت في طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
(1) حدثنا وكيع عن إسماعيل قال: رأيت يد طلحة بن عبيد الله شلاء، وقى بها
النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد.
(2) حدثنا أبو أسامة عن موسى بن عبيد الله بن إسحاق بن طلحة عن موسى بن
طلحة قال: لقد رأيت بطلحة أربعة وعشرين جرحا جرحها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(3) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الأخنس عن
سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " طلحة في الجنة ".
(4) حدثنا عبد الله بن إدريس عن طلحة بن يحيى عن عمه عيسى بن طلحة أن
أعرابيا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن الذين قضوا نحبهم فأعرض عنه ثم سألته فأعرض
عنه، قال: ودخل طلحة بن عبيد الله من باب المسجد عليه ثوبان أخضران، فقال: هذا
من الذين قضوا نحبهم.
(5) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا ابن مبارك عن ابن إسحاق قال حدثني يحيى بن
عباد عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن الزبير قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ -
يعني يوم أحد: " أوجب طلحة " - يعني يوم أحد.
(6) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن عامر أن طلحة وقى رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيده فضربت فشلت إصبعه.

(20 / 1) يد شلاء: قد أصابها شلل دائم أو عارض.
وقى بها النبي صلى الله عليه وسلم: رد بها الضربات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطلحة أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(20 / 4) أي هذا من الذين نالوا ثواب الشهادة بما قاموا به من عمل وإن كانوا على قيد الحياة.
(20 / 50) أوجب طلحة أي وجبت له الجنة
509

(21) ما حفظت في الزبير بن العوام رضي الله عنه
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام بن عروة عن عبد الله عن أبيه قال: جمع لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه يوم قريظة فقال: " بأبي وأمي ".
(2) حدثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي ".
(3) حدثنا وكيع عن شعبة عنا الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الأخنس عن
سعد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " الزبير في الجنة ".
(4) حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس عن حماد بن سلمة عن علي قال: حدثني من
رأى الزبير بن العوام وصدره كأنه العيون من الطعن والرمي.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن عروة قال: أول رجل سل
سيفا في الله الزبير، سمع نفخه: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج الزبير يشق الناس بسيفه
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة فقال: " ما لك يا زبير؟ " قال: أخبرت أنك أخذت، قال:
فصلى عليه ودعا له ولسيفه.
(6) حدثنا عبد الرحيم عن هشام بن عروة عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم
الخندق: " من رجل يذهب فيأتيني بخبر بني قريظة، فركب الزبير فجاء بخبرهم ثم عاد
فقال ثلاث مرات: من يأتيني بخبرهم، فقال الزبير: نعم، قال: وجمع للزبير أبويه فقال:
فداك أبي وأمي، وقال للزبير: لكل نبي وحواري وحواري الزبير وابن عمتي ".
(7) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن زر عن علي قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لكل نبي حواري وحواري الزبير ".
(8) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن البهي عن عروة عن عائشة، قال: قالت لي: كان
الزبير من الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصحابهم القرح.

(21 / 1) يوم قريظة: يوم غزوة يهود بني قريظة، والزبير أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(21 / 4) أي كان صدره مصابا بجراح كثيرة وكلها تنزف.
(21 / 5) نفخة: خبر كاذب أو إشاعة لا أساس لها.
(أخذت): أسرت
510

(9) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع قال:
سمع ابن عمر رجلا يقول: أنا ابن حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن عمر: إن كانت
من آل الزبير وإلا فلا.
(10) حدثنا أبو أسامة عن هشام قال: لم يكن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر غير
فرسين أحدهما عليه الزبير.
(22) ما حفظت في عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه.
(1) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحر بن الصباح عن عبد الرحمن بن الأخنس عن
سعيد بن زيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " عبد الرحمن بن عوف في الجنة ".
(2) حدثنا أبو أسامة قال: ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم أن عليا وعمرو بن العاص
أتيا قبر عبد الرحمن بن عوف فذكر أن أحدهما قال: اذهب ابن عوف فقد أدركت
صفوها وسبقت رنقها، وقال الآخر: إذهب ابن عوف فقد ذهبت ببطنتك لم يتغضغض
منها شيئا.
(23) ما جاء في الحسن والحسين رضي الله عنهما
(1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر قال: كان الحسن والحسين يثبان
على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي، فجعل الناس ينحونهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعوهما
بأبي هما وأمي، من أحبني فليحب هذين ".
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الجحاف عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال
- يعني النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أحبهما فأحبهما " - يعني حسنا وحسينا.

(21 / 9) من آل الزبير: لان الثابت والمتواتر أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يسم حواريا إلا الزبير بن العوام رضي الله
عنه.
(22 / 1) وعبد الرحمن بن عوف أحد العشرة المبشرين بالجنة.
(22 / 2) (سبقت رنقها): أي توفي قبل الفتن التي قسمت المسلمين في معركة الجمل وما بعدها.
لم يتغضغض: لم يتغضن والمقصود لم يجعل الدنيا همه فتضخم بطنه حتى صار له طيات بسبب تزايد
الشحم واللحم
511

(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن ابن أبي نعم عن أبي سعيد
قال: قال - يعني النبي؟ صلى الله عليه وسلم: " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".
(3) حدثنا زيد بن حباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن النعمان بن عمرو عن
زر بن حبيش عن حذيفة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب ثم قام يصلي حتى
صلى العشاء ثم خرج فاتبعته فقال: " ملك عرض لي استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني
أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".
(4) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال: رفع النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن
علي معه علي المنبر فقال: " إن ابني هذا سيد، ولعل الله سيصلح به بين فئتين من
المسلمين ".
(5) حدثنا أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ".
(6) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن
أبي راشد عن يعلى العامري أنه جاء حسن وحسين يسعيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه
وقال: " إن الولد مبخلة مجبنة ".
(7) حدثنا مالك بن إسماعيل عن أسباط بن نصر عن السدي عن صبيح مولى أم
سلمة عن زيد بن أرقم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة وحسن وحسين: " أنا حرب لمن
حاربكم وسلم لمن سالمكم ".
(8) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا موسى بن يعقوب الزمعي عن عبد الله بن أبي
بكر بن زيد بن المهاجر قال أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال قال: أخبرني حسن بن
أسامة بن زيد قال أخبرني أبو أسامة قال: طرقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لبعض
الحاجة، قال: فخرج إلى وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي
قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه، فكشف فإذا حسن وحسين على وركيه فقال:
" هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما ".

(23 / 2) وهذا إعلام من الرسول الله صلى الله عليه وسلم للناس بما أعلمه به رب العالمين من أنهما سيستشهدا في سن الشباب
ولن يبلغا سن الشيخوخة والعجز.
(23 / 4) ولقد أصلح الله به بين المسلمين فحجب الدماء وأوقف الفتنة.
(23 / 6) أي أن الرجل عندما يولد له أولاد يحرص على حياته وماله من أجلهم
512

(9) حدثنا هوذة بن خليفة عن التيمي عن أبي عثمان عن أسامة بن زيد قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن فيقول: " اللهم إني أحبهما فأحبهما ".
(10) حدثنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلاعن
أهل نجران أخذ بيد الحسن والحسين وكانت فاطمة تمشي خلفه.
(11) حدثنا وكيع عن الأعمش عن سالم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني سميت
ابني هذين باسم ابني هارون شبر وشبير ".
(12) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم
سمع بكاء الحسن [أو] الحسين فقام فزعا فقال: " إن الولد لفتنة، لقد قمت إليه وما
أعقل ".
(13) حدثنا هوذة بن خليفة عن التيمي عن أبي عثمان عن أسامة قال كان رسول
صلى الله عليه وسلم يأخذني والحسن فيقول: " اللهم إني أحبهما فأحبهما ".
(14) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث عن زهير بن
الأقمر قال: بينما الحسن بن علي يخطب إذ قام رجل من الأزد آدم طوال فقال: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعه في حقويه يقول: " من أحبني فليحبه، فليبلغ الشاهد الغائب ".
(15) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله بن
بريدة عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فأقبل حسن وحسين عليهما قميصان
أحمران يمشيان ويعثران ويقومان فنزل رسول الله فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال:
" صدق الله ورسوله: {أنما أموالكم وأولادكم فتنة}، رأيت هذين فلم أصبر ثم
أخذ في خطبته ".
(16) حدثنا أسود بن عامر قال: حدثني مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن
أبي يعقوب عن ابن أبي نعم قال: كنت جالسا عند ابن عمر فأتاه رجل من أهل العراق

(23 / 12) [أو] في الأصل (و) وقد عدلناها استنادا إلى السياق " لقد قمت إليه ".
(23 / 14) آدم: أسمر اللون.
طوال: طويل القامة.
(23 / 15) يمشيان ويعثران ويقومان أي أنهما كانا يزالان صغارا لم يجاوزا طفولتهما {إنما أموالكم وأولادكم
فتنة} سورة الأنفال من الآية (28)
513

فقال ابن عمر: ها انظروا هذا يسألني عن دم البعوض وهو قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " هما ريحانتي من الدنيا ".
(17) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني جرير بن حازم عن محمد بن عبد الله بن
أبي يعقوب عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: دعي رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة، فخرج وهو
حامل حسنا أو حسينا فوضعه إلى جنبه فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطال فيها، قال
أبي: فرفعت رأسي من بين الناس فإذا الغلام على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعدت رأسي
فسجدت، فلم سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له القوم: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك
هذه سجدة ما كنت تسجدها، أفكان يوحي إليك، قال: " لا ولكن ابني ارتحلني
فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته ".
(18) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن عدي بن ثابت عن البراء قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
حمل الحسن بن علي على عاتقه وقال: " اللهم إني أحبه فأحبه "، قال: شعبة: فقلت لعدي:
حسن؟ قال: نعم.
(19) حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا معاوية بن أبي مزرد المديني عن أبيه عن أبي
هريرة قال: بصر عيناي هاتان وسمع أذناي النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد حسن أو حسين
وهو يقول: " ترق عين بقة قال: فيضع الغلام قدمه على قدم النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرفعه فيضعه
على صدره ثم يقول: إفتح فاك قال: ثم يقبله ثم يقول: اللهم إني أحبه فأحبه ".
(20) حدثنا مطلب بن زياد عن جابر عن أبي جعفر قال: اصطرع الحسن والحسين
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو حسين فقالت فاطمة: كأنه أحب إليك، قال: " لا ولكن
جبريل يقول: هو حسين ".
(21) حدثنا مطلب بن زياد عن جابر عن أبي جعفر قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالحسن والحسين وهو حاملهما على مجلس من مجالس الأنصار فقالوا: يا رسول الله نعمت
المطية قال: " ونعم الراكبان ".

(23 / 17) ارتحلني: جعلني كالراحلة والمقصود أنه صعد فوق كتفي الرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(23 / 20) هو حسين: أي أنه هو الغالب في اصطراعهما
514

(22) حدثنا عفان قال ثنا وهيب عن عبد الله بن عثمان عن سعيد بن أبي راشد عن
يعلي العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب مع
الغلمان في الطريق فاستقبل أمام القوم ثم بسط يده وطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا،
وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل إحدى يديه تحت ذقنة
والأخرى تحت قفاه ثم أقنع رأسه روسل الله صلى الله عليه وسلم فوضع فاه على [فيه] فقبله فقال: " حسين
مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط ".
(24) ما ذكر في جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: أخبرت
أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل إلى امرأة جعفر أن ابعثي إلى بني جعفر، قال: فأتى بهم فقال: " اللهم
إن جعفر قد قدم إليك إلى أحسن الثواب فاخلفه في ذريته بخير ما خلفت عبدا من
عبادك الصالحين ".
(2) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال: لما قدم جعفر من
أرض الحبش لقي عمر بن الخطاب أسماء بنت عميس فقال لها: سبقناكم بالهجرة ونحن
أفضل منكم، فقالت: لا أرجع حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت عليه فقالت: يا رسول الله!
لقيت عمر فزعم أنه أفضل منا وأنهم سبقونا بالهجرة، فقال: نبي الله صلى الله عليه وسلم: " بل أنتم
هاجرتم مرتين " - قال إسماعيل: فحدثني سعيد بن أبي بردة قال: قالت يومئذ لعمر: ما
هو كذلك، كنا مطرودين بأرض البغضاء والبعداء وأنتم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يعظ
جاهلكم ويطعم جائعكم.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق قال:
أخبرنا أبو ميسرة أنه لما أتى النبي صلى الله عليه وسلم قتل جعفر وزيد وعبد الله بن رواحة ذكر أمرهم
فقال: " اللهم اغفر لزيد - ثلاثا، اللهم اغفر لجعفر ولعبد الله بن رواحة ".

(23 / 22) - قنع رأسه: غطاه.
[فيه] فمه، في الأصل فاه وفي المستدرك فنه والأرجح ما أثبتناه.
(24 / 2) هاجرتم مرتين: أي أن الهجرة الأولى التي هاجروها كانت من مكة إلى الحبشة والثانية من الحبشة
إلى المدينة
515

(4) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن عدي بن
ثابت عن سالم بن أبي الجعد قال: أريهم النبي صلى الله عليه وسلم في النوم رأى جعفرا ملكا ذا جناحين
مضرجا بالدماء، وزيدا مقابله على السرير، وابن رواحة جالسا معهم كأنهم معرضون
عنه.
(5) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم عن
هانئ عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر: " اشبهت خلقي وخلقي ".
(6) حدثنا ابن نمير عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لجعفر: " أشبهت خلقي وخلقي ".
(7) حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لجعفر: " أشبهت خلقي وخلقي ".
(8) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لجعفر: " أما أنت فأشبهت خلقي وخلقي ".
(9) حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن عامر أن جعفر بن أبي طالب قتل يوم موتة
بالبلقاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم أخلف جعفرا في أهله بأفضل ما خلفت عبدا من
عبادك الصالحين ".
(10) حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
افتتح خيبر فقيل له: قدم جعفر من عند النجاشي فقال: " ما أدري بأيهما أنا أفرح
بقدوم جعفر أو بفتح خيبر " ثم تلقاه والتزمه وقبل ما بين عينيه.

(24 / 4) لان جعفر عندما نزل إلى قتال المشركين يوم مؤتة قطعت يده اليمنى التي تحمل الراية فحملها في
يسراه فقطعت فحملها بين عضديه حتى استشهد.
وهم قد جلسوا كأنهم معرضون عن ابن رواحة رضي الله عنه لأنه بعد استشهادهما تولى الراية
فجاءه إبليس اللعين يذكره أهله وماله فتراجع ثم أذهب الله عنه وسوسة إبليس فأقدم فجرح فجاءه
إبليس مرة أخرى يذكره ويمنيه فتراجع قليلا ثم عاد فأقدم فقاتل حتى استشهد رضي الله عنه
وأرضاه.
(24 / 5) أي أشبهتني طباعا وأخلاقا وشكلا.
(24 / 10) التزمه: عانقه وضمه إليه
516

(11) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا عن عامر أن عليا تزوج أسماء ابنة عميس
فتفاخر ابناها محمد بن جعفر ومحمد بن أبي بكر فقال كل واحد منهما: أنا أكرم منك وأبي
خير من أبيك. فقال لها علي: أقضي بينهما، فقال: ما رأيت شابا من العرب خيرا من
جعفر، وما رأيت كهلا كان خيرا من أبي بكر، فقال لها علي: ما تركت لنا شيئا ولو
قلت غير هذا لمقتك، والله إن ثلاثة أنت أخسهم لخيار.
(25) فضل حمزة بن عبد المطلب أسد الله رضي الله عنه
(1) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن عمير بن إسحاق أن حمزة كان يقاتل بين
يدي النبي صلى الله عليه وسلم بسيفين ويقول: أنا أسد الله وأسد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن عامر قال: قتل حمزة يوم أحد وقتل حنظلة
ابن الراهب الذي طهرته الملائكة يوم أحد.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير قال: لما أصيب حمزة بن
عبد المطلب ومصعب بن عمير يوم أحد ورأوا من الخير ما رأوا قالوا: يا ليث إخواننا
يعلمون ما أصبنا من الخير كي يزدادوا رغبة فقال الله: أنا أبلغ عنكم فأنزل الله: {ولا
تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} إلى قوله {وأن
الله لا يضيع أجر المؤمنين}.

(24 / 11) أخسهم: أدناهم مكانة.
(25 / 2) هو حنظلة غسيل الملائكة وذلك أنه كان مع زوجته فسمع النداء بالخروج إلى الجهاد مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلم يتأخر ولم يغتسل بل خرج جنبا بل خرج جنبا فلما استشهد أقبلت الملائكة فغسلته ورآها رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبر المسلمين عن ذلك وأسماه غسيل الملائكة.
(25 / 3) سورة آل عمران من الآيات (169 / 171)
517

(26) ما ذكر في العباس رضي الله عنه
عم النبي صلى الله عليه وسلم
(1) حدثنا ابن فضيل عن يزيد عن عبد الله بن الحارث قال حدثني عبد المطلب بن
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب أن العباس دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من أغضبك؟ قال: يا رسول الله: ما لنا ولقريش إذا تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه
مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك، قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه وحتى
استدر عرق بين عينيه، وكان إذا غضب استدر، فلما سري عنه قال: " والذي نفس
محمد بيده لا يدخل قلب رجل الايمان حتى يحبكم لله ولرسوله، ثم قال: أيهما
الناس، من آذى العباس فقد آذاني، إنما عم الرجل صنو أبيه ".
(2) حدثنا ابن عيينة عن داود بن سابور عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" احفظوا بن في العباس فإنه بقية آبائي وإن عم الرجل صنو أبيه ".
(3) حدثنا ابن نمير عن سفيان عن أبيه عن أبي الضحى مسلم بن صبيح قال: قال
العباس: يا رسول الله إنا لنرى وجوه قوم من وقائع أوقعتها فيهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " لن
يصيبوا خيرا حتى يحبوكم لله ولقرابتي، ترجو سلهف ضفاعتي ولا يرجوها بنو عبد
المطلب ".
(4) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أبي عثمان النهدي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للعباس: " هلم هاهنا فإنك صنوي ".
(5) حدثنا عبد الرحيم عن زكريا عن عامر قال: انطلق النبي صلى الله عليه وسلم ومعه العباس
وكان العباس ذا رأي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أي عم إذا رأيت خطأ فمرني به ".

(26 / 1) استدر عرق: وبرز ولا ينفر عرق ما بين العينين إلا في حال الغضب الشديد الذي يخرج
الانسان عن طوره.
عم الرجل صنو أبيه أي في مقام أبيه والصنو المعادل والمساوي.
(26 / 5) مرني به: مرني أن أتركه وابتعد عنه
518

(27) ما ذكر في ابن عباس رضي الله عنه
(1) حدثنا محمد بن بشر قال حدثني إسماعيل بن أبي خالد عن شعيب بن يسار عن
عكرمة قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عباس فأجلسه في حجره ومسح على رأسه ودعا له
بالعلم.
(2) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا إسماعيل عن شعيب بن يسار قال: جاء طير أبيض فدخل في كفن ابن عباس حين أدرج ثم ما رئي بعد.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن سالم بن أبي حفصة عن رجل يقال له أبو كلثوم
قال: سمعت ابن الحنفية يقول في جنازة ابن عباس: اليوم مات رباني العلم.
(4) حدثنا حفص عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق قال: قال عبد الله: لو
أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل.
(5) حدثنا جعفر بن عون عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال: قال عبد الله:
نعم ترجمان القرآن ابن عباس.
(6) حدثنا عبد الله بن بكر عن حاتم بن أبي صغيرة عن عمرو بن دينار أن كريبا
أخبره عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزيدني علما وفهما.
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عامر قال: دخل العباس على النبي صلى الله عليه وسلم فلم ير
عنده أحدا فقال له ابنه: لقد رأيت عنده رجلا، فقال العباس: يا رسول الله زعم ابن
عمك أنه رأى عندك رجلا، فقال عبد الله: نعم والذي أنزل عليك الكتاب، قال: " ذاك
جبريل ".

(27 / 3) رباني العلم: الذي ملا الله قلبه علما ولم يتعلم على يد معلم، ولم يكن لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما
معلم إلا الرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(27 / 4) أسنانا: جيلنا.
(27 / 5) ترجمان القرآن: مفسره
519

(8) حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن
سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كنت في بيت ميمونة ابنة الحارث فوضعت لرسول الله
صلى الله عليه وسلم طهوره فقال: من وضع هذا؟ فقالت ميمونة: عبد الله، فقال: " اللهم فقهه في
الدين وعلمه التأويل ".
(9) حدثنا ابن إدريس عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس أن عمر سأل
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ، قال: فسألني فأخبرته فقال: أعبتموني أن تأتوا بمثل ما
أتى به هذا الغلام الذي لم يجتمع سود رأسه.
(28) ما ذكر في عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن الحسن بن عبيد الله عن إبراهيم بن سويد عن
عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آذنك على أن ترفع
الحجاب وأن تسمع سوادي حتى أنهاك ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن أبي المليح الهذلي
قال: كان عبد الله يستر النبي صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل، ويوقظه إلا نام، ويمشي معه في الأرض
وحشا.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن عباس العامري عن عبد الله بن شداد الكناني
قال: كان عبد الله يلبس النبي صلى الله عليه وسلم نعليه ويمشي أمامه.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو كنت مستخلفا عن غير مشورة لاستخلفت ابن أم عبد ".
(5) حدثنا أبو أسامة قال حدثني زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن زر قال: جعل
القوم يضحكون مما تصنع الريح بعبد الله تلقيه، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لهو أثقل
عند الله يوم القيامة ميزانا من أحد ".

(27 / 8) ميمونة رضي الله عنه زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وهي ميمونة بنت الحارث بن حزن بن بحير بن هزم بن
رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة وقد زوجها العباس رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصدقها أربعمائة درهم.
(28 / 1) سواد الرجل: حديثه في خاصته وبين أهله ونسائه.
حتى أنهاك: حتى أمرك برد الحجاب وترك الاستماع
520

(6) حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال ثنا أبي عن الأعمش عن العلاء بن بدر عن تميم بن
حذلم قال: قد جالست أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر فما رأيت أزهد في الدنيا ولا
أرغب في الآخرة ولا أحب إلى أن أكون في مسلاخه يوم القيامة منك يا عبد الله بن
مسعود.
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور عن القاسم بن عبد الرحمن قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " رضيت لامتي ما رضي لها ابن أم عبد ".
(8) حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة عن أم موسى قالت: سمعت عليا يقول: أمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود أن يصعد شجرة فيأتيه بشئ منها، فنظر أصحابه إلى حموشة
ساقيه فضحكوا منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما يضحككم؟ لرجل عبد الله في الميزان أثقل
من أحد ".
(9) حدثنا محمد بن أبي عبيدة قال حدثني أبي عن الأعمش عن القاسم بن عبد
الرحمن عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد رأيتني سادس ستة ما على ظهر
الأرض مسلم غيرنا ".
(10) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال: لقد علم
المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن مسعود أقربهم عند الله وسيلة يوم القيامة.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي خالد قال: وفدت
إلى عمر ففضل أهل الشام علينا في الجائزة، فقلنا له فقال: يا أهل الكوفة أجزعتم أن
فضلت أهل الشام عليكم في الجائزة لبعد شقتهم، لقد آثرتكم بابن أم عبد.
(12) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: أقبل عبد الله ذات
يوم وعمر جالس فقال: كنيف ملئ فقها.
(13) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال: قرئ

(28 / 6)
كون في مسلاحه: آتي يوم القيامة بعمله وصحيفته أو بمثلهما.
(28 / 8) الرجل: اللام للتوكيد.
(28 / 11) آثرتكم به: فضلتكم به على نفسي فأرسلته إليكم وحرمت نفسي منه ومن علمه وفقهه.
لبعد شقتهم: لعبد بلدهم عن عاصمة الاسلام المدينة المنورة.
(28 / 12) كنيف هنا تصغير كنف
521

علينا كتاب عمر: أما بعد فقد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا وعبد الله بن مسعود مؤدبا
ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وآثرتكم بابن أم عبد على نفسي.
(14) حدثنا أبو أسامة قال ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي
قالوا: أخبرنا عن عبد الله قال: علم القرآن والسنة ثم انتهى وكفى بذلك علما.
(15) حدثنا أبو أسامة عن صالح بن حبان عن ابن بريدة {قالوا للذين أوتوا
العلم ماذا قال آنفا} هو عبد الله بن مسعود.
(16) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال: كان عبد الله يشبه
بالنبي صلى الله عليه وسلم في هديه ودله وسمته.
(17) حدثنا ابن نمير قال ثنا الأعمش عن حبة بن جوين قال: كنا جلوسا عند علي
فذكرنا بعض قول عبد الله وأثني القوم عليه فقالوا: يا أمير المؤمنين ما رأينا رجلا أحسن
خلقا ولا أرفق تعليما ولا أشد ورعا ولا أحسن مجالسة من ابن مسعود، فقال علي:
نشدتكم الله إنه للصدق من قلوبكم؟ قالوا: نعم، قال: اللهم إني أشهدك أني أقول مثل
ما قالوا أو أفضل.
(18) حدثنا يعلي قال ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: سمعت أبا
موسى يقول: لمجلس كنت أجالسه عبد الله أوثق من عمل سنة.
(29) ما ذكر في عمار بن ياسر رضي الله عنه
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال:
قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء عمار يستأذن فقال: " ائذنوا له مرحبا بالطيب
المطيب ".
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن الأعمش عن عمارة عن عمرو بن شر حبيل قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عمار ملئ إيمانا إلى مشاشه ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي قال: جاء

(28 / 15) سورة محمد بن الآية (16).
(29 / 2) إلى مشاشه: إلى مفاصله ومنح عظامه
522

خباب إلى عمر فقال: ادنه فما أحد أحق بهذا المجلس منك إلا عمار فجعل خباب يريه
آثارا بظهره مما عذبه المشركون.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمار عن سالم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ابن سمية ما خير بين أمرين إلا اختار أرشدهما ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن مجاهد قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، وكذلك دأب الأشقياء
الفجار ".
(6) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: سئل
علي عن عمار قال: مؤمن بر، وإن ذكرته ذكر، وقد دخل الايمان في سمعه وبصره،
وذكر ما شاء الله من جسده.
(7) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري عن علي
قال: قالوا له: أخبرنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: أخبرنا عن عمار، قال: مؤمن
بر وإن ذكرته ذكر.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي قيس عن هذيل قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له:
إن عمارا وقع عليه جبل فمات، قال: " ما مات عمار ".
(9) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا عمر بن أبي زائدة عن وردان المؤذن أنه سمع
القاسم بن مخيمرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ملئ عمار إيمانا إلى المشاش وهو ممن
حرم على النار ".
(10) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن
علقمة عن خالد بن الوليد قال: كان بيني وبين عمار كلام فانطلق عمار يشكوني إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يشكوني، فجعل عمار لا يزيده إلا غلظة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم ساكت فبكى عمار وقال: يا رسول الله ألا تسمعه، قال: فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
رأسه فقال: " من عادى عمارا عاداه الله ومن أبغض عمارا أبغضه الله "، قال: فخرجت
فما كان شئ أبغض إلي من غضب عمار، فلقيته فرضي

(29 / 4) وسمية أم ياسر شهيدة في الاسلام
523

(11) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا المسعودي عن القاسم عن عبد الرحمن قال:
أول من بني مسجدا يصلي فيه عمار بن ياسر.
(12) حدثنا هشيم عن حصين عن أبي مالك: {إلا من أكره وقلبه مطمئن
بالايمان} قال: نزلت في عمار.
(13) حدثنا عثام بن علي قال ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ
قال: استأذن عمار على علي فقال: مرحبا بالطيب المطيب. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" ملئ عمار إيمانا إلى مشاشه ".
(14) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن الحكم {إلا من أكره وقلبه مطمئن
بالايمان} قال: نزلت في عمار.
(30) ما ذكر في أبي موسى رضي الله عنه
(1) حدثنا يزيد عن حميد الطويل عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" يقدم عليكم قوم هم أرق أفئدة "، قال: فقدم الأشعريون وفيهم أبو موسى، قال:
فجعلوا يرتجزون ويقولون:
غدا نلقى الا حبه * * محمدا وحزبه
(2) حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لقد أوتي الأشعري مزمارا من مزامير آل داود ".
(3) حدثت عن ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أوتي الأشعري مزمارا من مزامير آل داود ".
(4) حدثنا يزيد بن هارون عن عروة عن عائشة قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود ".

(29 / 12) سورة النحل من الآية (106).
(30 / 1) أي ليس في طباعهم خشونة طباع البادية وجفافها.
(30 / 2) وذلك لجمال صوته في ترتيل القرآن وتجويده.
(30 / 3) واسمه أبو موسى مالك بن قيس الأشعري
524

(5) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن سماك عن عياض الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لأبي موسى: هم قوم هذا - يعني في قوله: {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه}
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، هم قوم هذا ".
(31) ما ذكر في خالد بن الوليد رضي الله عنه
(1) حدثنا ابن فضيل عن نيار عن قيس قال: كان بين خالد بن الوليد وبين رجل
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم محاورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما لكم ولسيف من سيوف الله
سله الله على الكفار ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا أبو معشر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري
عن أبي هريرة قال: هبطت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثنية هو شاء فانقطع شسعه فناولته نعلي
فأبي أن يقبلها وجلس في ظل شجرة ليصلح نعله، فقال لي: " انظر إلى من ترى؟ قلت:
هذا فلان بن فلان، قال: " بئس عبد الله فلان، ثم قال: انظر إلى من ترى؟ قلت:
هذا فلان، قال: نعم عبد الله فلان " والذي قال له: نعم عبد الله فلان خالد بن الوليد.
(3) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عمير قال: بعث عمر أبا
عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد فقال: خالد بن الوليد: بعث عليكم أمين هذه
الأمة، قال أبو عبيدة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خالد بن الوليد سيف من
سيوف الله ونعم فتى العشيرة ".

(30 / 5) سورة المائدة من الآية (54).
(31 / 1) يوم مؤتة وبعد استشهاد جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم
تسلم القيادة خالد بن الوليد وبخطة عسكرية بارعة استطاع أن ينسحب بالعدد القليل من المسلمين
من بين براثن الألوف المؤلفة من جند الروم وأن يوقع الرعب في قلوبهم فلا يلحقوا بهم وقد
زويت الأرض للرسول صلى الله عليه وسلم حتى رأى المعركة رؤيا العين فوصف للناس استشهاد القادة الثلاثة
وهو على منبر المسجد في المدينة في المدينة، ثم قال بأن سيف من سيوف الله سله الله على الكافرين قد تسلم
القيادة وحجز بين الفريقين وأنقذ جند المسلمين وتراجع بهم. ولازم هذا الاسم خالد بن الوليد
رضي الله عنه.
(31 / 3) نعم فتى العشيرة لأنه قرشي أيضا كالرسول صلى الله عليه وسلم
525

(32) ما جاء في أبي ذر الغفاري رضي الله عنه
(1) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عثمان أبي اليقضان عن أبي حرب بن
أبي الأسود الدئلي قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: ما أقلت الغبراء ولا أظلت
الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر.
(2) حدثنا الحسين بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن
بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت
الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر ".
(3) حدثنا يزيد عن أبي أمية بن يعلى الثقفي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة
أصدق من أبي ذر، ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي
ذر ".
(4) حدثنا يزيد قال أخبرنا محمد بن عمرو عن عراك بن مالك قال: قال قال أبو ذر: إني
لأقربكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسا يوم القيامة، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من خرج من
الدنيا كهيئة ما تركته فيها "، وإنه والله ما منكم من أحد إلا قد تشبث منها بشئ
غيري ".
(33) ما ذكر في فضل فاطمة رضي الله عنها
ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن محمد بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما
فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني ".
(2) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عائشة قالت: قلت

(32 / 1) الخضراء: السماء.
الغبراء: الأرض.
وأقلت الغبراء: حملت فوقها.
(32 / 4) أي أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أقربكم مني مجلسا يوم القيامة من خرج من الدنيا كما تركته فيها ".
(33 / 1) بضعة مني: قطعة مني، والبضعة القطعة من اللحم
526

لفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيتك حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم
أكببت عليه ثاني فضحكت، قالت: أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت ثم أكببت عليه
الثانية فأخبرني أني أول أهله لحوقا به، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم ابنة عمران،
فضحكت.
(3) حدثنا زيد بن الحباب عن إسرائيل عن ميسرة النهدي عن المنهال بن عمرو عن
زر بن حبيش عن حذيفة، قال: أتيت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم فخرج فاتبعته فقال: " ملك
عرض لي استأذن ربه أن يسلم علي ويخبرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ".
(4) حدثنا شاذان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر فيقول: " الصلاة يا أهل البيت
{إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}.
(5) حدثنا شريك عن أبي فروة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة
ابنة خويلد ".
(6) حدثنا محمد بن بشر عن زكريا عن عامر قال: خطب علي بنت أبو جهل إلى
عمها الحارث بن هشام، فاستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقال: " عن حسبها تسألني؟ قال
علي: قد أعلم ما حسبها ولكن تأمرني بها؟ قال: لا فاطمة بضعة مني ولا أحب أن
تجزع "، فقال: علي: لا آتي شيئا تكرهه.
(34) ما ذكر في عائشة رضي الله عنها
(1) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " عائشة زوجي في الجنة ".
(2) حدثنا وكيع عن شعبة عن عمرو بن مرة عن مرة عن أبي موسى قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كمل من الرجال كثير ولمن يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون
ومريم ابنة عمران، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام ".

(33 / 4) سورة الأحزاب الآية (33).
(33 / 6) أي أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهاه أن يتزوج بابنة رأس الشرك لان ذلك يؤذي فاطمة رضي الله عنها.
(34 / 2) وكان الثريد أطيب طعام العرب، والثريد معروف في بعض بلاد العرب اليوم باسم " تشريب " وإن
لم يكن هو فهو أقربها إليه
527

(3) حدثنا الفضل بن دكين عن زهير عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عائشة تفضل النساء كما تفضل الثريد على سائر الطعام ".
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل؟؟ بن أبي خالد عن عبد الرحمن بن أبي
الضحاك عن عبد الرحمن بن محمد بن زيد بن جدعان قال: حدثنا أن عبد الله بن صفوان
وآخر معه أتيا عائشة فقالت عائشة: يا فلان هل سمعت حديث حفصة؟ فقال: نعم يا أم
المؤمنين، فقال لها عبد الله بن صفوان: وما ذاك يا أم المؤمنين؟ قالت: خلال في تسع لم
تكن في أحد من الناس إلا ما آتي الله مريم ابنة عمران، والله ما أقول هذا أني أفتخر على
صواحباتي، قال: عبد الله بن صفوان: وما هي يا أم المؤمنين؟ قالت: نزل الملك بصورتي،
وتزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم لسبع سنين، وأهديت إليه لتسع سنين، وتزوجني بكرا لم يشركه
في أحد من الناس، وأتاه الوحي وأنا وإياه في لحاف واحد، وكنت من أحب الناس إليه،
ونزل في آيات من القرآن كادن الأمة تهلك فيهن، ورأيت جبريل ولم يره أحد من نسائه
غيري، وقبض في بيتي لم يله أحد غير الملك وأنا.
(5) حدثنا عبد الرحيم عن غالب عن الشعبي عن مسروق قال: أخبرتني عائشة
قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في البيت إذ دخل الحجرة علينا رجل على فرس فقام
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فوضع يده على معرفة الفرس فجعل يكلمه، قالت: ثم رجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله من هذا الذي كنت تناجي؟ قال: " وهل رأيت أحدا؟
قالت: قلت: نعم! رأيت رجلا على فرس، قال: بمن شبهته؟ قالت: بدحية الكلبي،
قال: ذاك جبريل، قال: قد رأيت خيرا قال: ثم لبثت ما شاء الله أن ألبث فدخل
جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا عائشة! قلت: لبيك
وسعديك يا رسول الله، قال: هذا جبريل وقد أمرني أن أقرئك منه السلام "، قالت:
قلت: أرجع إليه مني السلام ورحمة الله وبركاته، جزاك الله من دخيل خير ما يجزي
الدخلاء، قالت: وكان ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا وهو في لحاف واحد.
(6) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل قال حدثني معصب بن إسحاق بن طلحة أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " قد أريت عائشة في الجنة ليهون علي بذلك موتي كأني أرى
كفها ".

(34 / 6) كأني أرى كفها: كأني أرى كفها الآن كما رأيته في الجنة
528

(7) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أنس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".
(8) حدثنا جعفر بن عون قال ثنا محمد بن شريك عن ابن أبي مليكة قال: قالت
عائشة: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وبين سحري ونحري.
(9) حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن أبي وائل أن عليا بعث عمارا والحسن
يستفران الناس، فقام رجل فوقع في عائشة فقال عمارا: " إنها لزوجة نبينا صلى الله عليه وسلم في الدنيا
والآخرة، ولكن الله ابتلانا بها ليعلم إياه نطيع أو إياها ".
(10) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن رجل عن عمار قال: إن
عائشة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة.
(11) حدثنا ابن نمير قال ثنا موسى الجهني عن أبي بكر بن حفص بن قال: جاءت أم
رومان وهي أم عائشة وأبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فقالا: يا رسول ادع الله لعائشة
دعوة نسمعها، فقال عند ذلك: " اللهم اغفر لعائشة ابنة أبي بكر مغفرة واجبة ظاهرة
وباطنة ".
(12) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن عامر قال ثنا أبو سلمة بن عبد
الرحمن أن عائشة حدثته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: " إن جبريل يقرأ عليك السلام، قالت
عائشة: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته ".
(35) ما جاء في فضل خديجة رضي الله عنها
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
سمعته يقول: " أتي جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هذه خديجة قد أتتك، معها إناء فيه إدام
أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها وبشرها ببيت في الجنة
من قصب لا صخب فيه ولا نصب.

(34 / 8) النحر: العنق، السحر: أعلى الصدر: وأدناه إلى العتق.
(34 / 9) وقع في عائشة: تحدث عنها بالسوء وما أكثر ما يفعل ذلك رافضة هذه الأيام عن السب والشتم لها
رضي الله عنها ولأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.
(35 / 1) النصب: التعب والجهد
529

(2) حدثنا وكيع عن يعلى عن إسماعيل بن أبي خالد عن ابن أبي أوفى قال: سمعته
يقول: بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن
جعفر عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خير نسائها مريم ابنة عمران وخير
نسائها خديجة ".
(4) حدثنا ابن نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا
نصب.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" حسبك من نساء العالمين بأربع: خديجة ابنة خويلد وفاطمة ابنة محمد صلى الله عليه وسلم وآسية
امرأة فرعون ومريم ابنة عمران ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس معه جبريل إذ أقبلت خديجة فقال جبريل:
يا رسول الله! هذه خديجة فاقرأها من الله تبارك وتعالى السلام ومني
(36) فضل معاذ رضي الله عنه
(1) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة ربوة ".
(2) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن هشام عن الحسن قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة نبذة ".

(36 / 3) خير نسائها: خير نساء العالمين. وخير نساء الجنة من البشر.
(36 / 1) المقصود معاذ بن جبل رضي الله عنه.
الربوة والربوة: ما ارتفع من الأرض وربى ارتفع ونما، أي هو مرتفع عنه مقاما ومكانا أو أعلاهم
مقاما ومكانا.
(36 / 2) معاذ نبذة: أي هو منفرد عن العلماء يوم القيامة فتقدم عليهم
530

(37) فضل أبي عبيدة رضي الله عنه
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن خالد عن أبي قلابة قال: قال أنس: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح ".
(2) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من
أصحابي أحد إلا لو شئت اتخذت عليه بعض خلقه غير أبي عبيدة ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن أبي إسحاق عن
صلة بن زفر عن حذيفة قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم أسقف نجران العاقب والسيد فقالا: ابعث
معنا رجلا أمينا حق أمير، فاستشرف لها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " قم يا أبا عبيدة بن
الجراح ".
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن صلة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحوه.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم قال: قال عمر: من أستخلف لو كان
أبو عبيدة بن الجراح.
(6) حدثنا أبو معاوية عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح ".
(38) عبادة بن الصامت رضي الله عنه
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن عطية قال: جاء رجل يقال له عبادة بن
الصامت فقال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاصر بصرهم وأنا أبرأ
إلى الله ورسوله من ولاية يهود، فأنزل الله في عبادة {إنما وليكم الله ورسوله والذين
آمنوا} الآية إلى قوله: {بأنهم قوم لا يعقلون}.

(37 / 2) اتخذت عليه: كان لي عليه مآخذ في أخلاقه أو طباعه.
(37 / 3) وتتمة هذا الحديث ما جاء في 37 / 1. أي أول أحاديث هذا الباب.
(38 / 1) سورة المائدة والآيات المقصودة من أول الآية (55) إلى آخر الآية (58)
531

(39) أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه
(1) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن عبد العزيز بن رفيع قال: لما سار على إلى
صفين استخلف أبا مسعود على الناس، قال: فلما قدم علي قال له: أنت القائل ما بلغني
عنك يا فروخ، إنك شيخ قد ذهب عقلك، قال: أذهب عقلي وقد أوجبت لي الجنة في الله
ورسوله، أنت تعلمه.
(40) ما جاء في أسامة وأبيه رضي الله عنهما
(1) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن معمر قال: قالت عائشة ما ينبغي لاحد
أن يبغض أسامة بعدما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يحب الله ورسوله
فليحب أسامة ".
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل عن قيس أن أسامة بن زيد لما قتل أبوه قام
بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فدمعت عين النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء من الغد فقام مقامه بالأمس، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألاقي منك اليوم ما لا قيت منك أمس ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
قطع بعثا قبل موته وأمر عليهم أسامة بن زيد، وفي ذلك البعث أبو بكر وعمر، قال:
فكان أناس من الناس طعنوا في ذلك لتأمير رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة عليهم، فقام رسول الله
صلى الله عليه وسلم فخطب الناس فقال: " إن أناسا منكم قد طعنوا علي في تأمير أسامة، وإنما طعنوا
في تأمير أسامة كما طعنوا في تأمير أبيه، وأيم الله إن كان لخليقا للامارة، وإن كان

(39 / 1) الفروخ من السنبل: ما استبانت عاقبته وانعقد حبه.
وفروخ أيضا أخو سيدنا إسماعيل وإسحاق ابني إبراهيم عليهم السلام أجمعين والمقصود هنا لفظة
تصغير من فرخ وهو الأرجح لأنه أتاه معاتبا مستصغرا شأنه.
(40 / 1) وزيد بن حارثة قد اختار العبودية مع الرسول الله صلى الله عليه وسلم على الحرية مع أهله وقومه، إذ كانت خديجة
رضي الله عنها قد اشترته من الاعراب سببا وأهدته للرسول صلى الله عليه وسلم خادما فجاء أهله بعد مدة
يطلبون فداءه فأعلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا اختارهم زيد فهو حر لوجه الله، فاختار البقاء مع
الرسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تبناه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نزلت آية نفي التبني. وكان يسمى حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كما كان يسمى ابنه زيد الحب بن الحب، وكان آخر لواء قد عقده الرسول صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته لزيد.
(40 / 2) أي أن الزمن لم يذهب حزنه وافتقار؟ صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة رضي الله عنه.
(40 / 3) وكان أسامة رضي الله عنه في سابعة عشرة أو الثامنة عشرة من عمره عندما أمره الرسول صلى الله عليه وسلم
532

لمن أحب الناس إلي وإن ابنه لا حب الناس إلي من بعده، وإني لأرجو أن يكون
من صالحيكم فاستوصوا به خيرا ".
(4) حدثنا شريك عن العباس بن ذريح عن البهي عن عائشة قالت: عثر أسامة بعتبة
الباب فشج في وجهه فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أميطي عنه الأذى، فقذرته فجعل يمص
الدم ويمجه عن وجهه ويقول: لو كان أسامة جارية لكسوته وحليته حتى أنفقه ".
(5) حدثنا محمد بن عبيد عن وائل بن داود قال: سمعت البهي يحدث أن عائشة
كانت تقول: ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في جيش قط إلا أمره عليهم ولو
كان حيا بعده لاستخلفه.
(6) حدثنا عفان ثنا وهيب قال ثنا موسى بن عقبة قال حدثني سالم بن عبد الله بن
عمر أن عبد الله بن عمر قال: ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن {ادعوهم
لآبائهم هو أقسط عند الله}.
(7) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد: " أما أنت يا زيد فأخونا ومولانا ".
(8) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن النبي
صلى الله عليه وسلم مثله.
(41) ما جاء في أبي بن كعب رضي الله عنه
(1) حدثنا أبو أسامة قال حدثني خالد بن أبي كريمة عن سعيد عن يسار السدوسي
عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب: " إني أمرت أن أقرئك القرآن "،
قال: وذكرني ربي؟ قال: نعم، قال: فأقرأني آية فأعدتها عليه ثانية.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن
أبيه عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقرأ عليك القرآن، قال: قلت:
يا رسول الله: وذكرت ثم؟ قال: نعم، قال أبي: {بفضل الله وبرحمته فبذلك
فليفرحوا} في قراءة أبي: فليفرحوا ".

(40 / 6) سورة الأحزاب من الآية (5).
(41 / 1) وكان أبي رضي الله عنه من أقرأ الصحابة للقرآن الكريم.
(41 / 2) سورة يونس من الآية (58)
533

(42) ما ذكر في سعد بن معاذ رضي الله عنه
(1) حدثنا ابن إدريس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن عائشة عن
أسيد بن حضير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".
(3) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لقد اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".
(4) حدثنا ابن فضيل عن عطاء عن مجاهد عن ابن عمر قال: اهتز العرش لحب لقاء
الله سعدا، قال: إنما يعني السرير، قال: تفسخت أعواده، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم
قبره فاحتبس، فلما خرج، قيل: يا رسول الله! ما حبسك؟ قال: " ضم سعد في القبر
ضمة فدعوت الله أن يكشف عنه ".
(5) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن رجل حدثه عن حذيفة قال:
لما مات سعد بن معاذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اهتز العرش لروح سعد بن معاذ ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن إسحاق بن راشد
عن امرأة من الأنصار يقال لها أسماء ابنة يزيد قالت: لما أخرج بجنازة سعد بن معاذ
صاحت أمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لام سعد: " ألا يرقا دمعك ويذهب حزنك فإن
ابنك أول من ضحك له الله واهتز له العرش ".
(7) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا واقد بن عمرو بن سعد بن
معاذ قال: دخلت على أنس بن مالك حين قدم المدينة مع ابن أخي فسلمت عليه فقال
من أنت؟ فقالت: أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ، قال: فبكى فأكثر البكاء ثم قال:
إنك شبيه سعد، إن سعدا كان من أعظم الناس وأطولهم وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعثا
إلى أكيدر دومة فأرسل بحله من ديباج منسوج فيها الذهب، فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم

(42 / 1) وسعد بن معاذ رضي الله عنه من رؤوس الأنصار وأحد النقباء.
(42 / 6) لما أخرج بجنازة فلان: لما خرجت جنازة فلان، أي عندما أخرج على السرير من داره.
يرقأ دمعك: يكف، فلا تدمع العين والمقصود ألا يفرح قلبك
534

فجعل الناس يلتمسونها بأيديهم فقال: " أتعجبون من هذه؟ قالوا: يا رسول الله! ما
رأيناك أحسن منك اليوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمناديل سعد في الجنة أحسن مما
ترون ".
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال: أهدي للنبي
صلى الله عليه وسلم ثوب من حرير فجعلوا يعجبون من لينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لمناديل سعد في
الجنة ألين من هذا ".
(9) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن عبد الله بن شداد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد
وهو يكيد بنفسه: " جزاك الله خيرا من سيد قوم فقد صدقت الله ما وعدته وهو
صادق ما وعدك ".
(10) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي إسحاق عن عمرو بن شر حبيل قال: لما أصيب
سعد بن معاذ بالرمية يوم الخندق جعل دمه يسيل على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فجعل
يقول: وانقطاع ظهراه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا أبا بكر! " فجاء عمر فقال: إنا لله وإنا إليه
راجعون.
(43) ما ذكر في أبي الدرداء رضي الله عنه
(1) حدثنا وكيع عن مسعر عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان أبو الدرداء من
الذين أوتوا العلم.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا الأعمش عن إبراهيم، قال الأعمش: أراه عن ابن
عمر قال: قدمت على عمر حلل، فجعل يقسمنها بين الناس فمرت به حلة نجرانية جيدة،
فوضعها تحت فخذه حتى مر على اسمى، فقلت: اكسنيها، فقال: أكسوها والله رجلا
خيرا منك وأبوه خير من أبيك، فدعا عبد الله بن الراهب، فكساه إياها.
(44) ما ذكر من شبهه النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل
وعيسى صلى الله عليه وسلم
(1) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال: سمعت عامرا يقول: شبه النبي صلى الله عليه وسلم
ثلاثة نفر من أمته، قال: " دحية الكلبي يشبه جبريل، وعروة بن مسعود الثقفي يشبه
عيسى ابن مريم، وعبد العزى يشبه الدجال "
535

(45) ما ذكر في ابن رواحة رضي الله عنه
(1) حدثنا الحسين بن موسى قال ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن عبد
الرحمن بن أبي ليلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لعبد الله بن رواحة: " اللهم زده طاعة إلى
طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وسلم ".
(2) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل عن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن
رواحة: " ألا تحرك بنا الركاب؟ فقال عبد الله الله: إني قد تركت قولي: قال عمر بن
الخطاب: اسمع وأطع فنزل يسوق نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول:
لا هم لولا أنت ما اهتدينا * * ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلن سكينة علينا * * وثبت الاقدام إن لاقينا
إن الذين كفروا بغوا علينا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم ارحمه "، فقال عمر: وجبت.
(46) ما ذكر في سلمان من الفضل رضي الله عنه
(1) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي صالح قال: لما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم قول سلمان
لأبي الدرداء إن لأهلك عليك حقا ولبصرك عليك حقا، قال: فقال: " ثكلت سلمان
أمة، لقد اتسع في العلم ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " سلمان سابق
فارس ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: قالوا لعلي: أخبرنا عن سلمان، قال: أدرك العلم الأول والعلم الآخر، بحر لا يترفع قعره، هو منا
أهل البيت.

(45 / 2) ألا تحرك بنا الركاب: أي ألا تغني بناء الحداء لان الحدا يحرك الإبل فتسرع في سيرها.
تركت قولي: تركت قول الشعر.
وجبت: أي قد وجبت له الجنة بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم وطلبه الرحمة له.
(46 / 1) والحديث الأرجح في هذا أن سلمان قال: إن لربك عليك حقا: وإن لا هلك عليك حقا: وإن
لنفسك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدق سلمان ".
(46 / 2) وسابق القوم: الذي يكشف لهم الطريق ويستطلعها فيقودهم إلى أحسنها
536

(47) ما ذكر في ابن عمر رضي الله عنه
(1) حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون عن إبراهيم قال: قال عبد الله: لقد رأيتنا
وإنا المتوافرون وما فينا أحد أملك لنفسه من عبد الله بن عمر.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن حصين عن سالم عن جابر قال: ما منا أحد أدرك
الدنيا إلا وقد مال بها أو مات به إلا عبد الله بن عمر.
(48) في بلال رضي الله عنه وفضله
(1) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زائدة عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: كان
أول من ظهر إسلامه سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعمار وأمه سمية وبلال
والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه،
وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم
من أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه
فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد.
(2) حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد قال: أول من أظهر الاسلام سبعة:
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار قال: فأما رسول
الله صلى الله عليه وسلم فمنعه عمه، وأما أبو بكر فمنعه قومه وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم
صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ، فأعطوهم كل ما سألوا، فجاء إلى
كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيه ثم حملوا بجوانبه إلى بلال،
فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم يشتدون به بين أخشبي مكة وجعل يقول: أحد
أحد.
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني حسين بن واقد قال حدثني عبد الله بن بريدة
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سمعت خشخشة أمامي فقلت! من هذا؟ قالوا: بلال،
فأخبره قال: بما سبقتني إلى الجنة؟ قال: يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت، ولا توضأت،
إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما، قال: بها ".

(48 / 1) أتاهم على ما أرادوا: أظهر لهم ما أرادوا من العودة لدين آبائهم وأجدادهم
(48 / 2) أخشبي مكة: جبليها
537

(4) حدثنا أبو معاوية عن إسماعيل عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالا بخمس
أواق ثم أعتقه، قال: فقال له بلال: يا أبا بكر إن كنت إنما أعتقتني لتتخذني خادما،
فاتخذني خادما وإن كنت إنما أعتقتني لله فدعني فأعمل لله، قال: فبكى أبو بكر ثم قال:
بل أعتقتك لله.
(5) حدثنا وكيع عن عبد العزيز بن عبد الرحمن الماجشون عن محمد بن المنكدر عن جابر
قال: قال عمر: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا - يعني بلالا.
(6) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه قال: ثنا قال بلال خازن أبي بكر
ومؤذن النبي صلى الله عليه وسلم.
(7) حدثنا أبو أسامة قال: سمعت هشاما قال ثنا الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" بلال سابق الحبش ".
(49) ما ذكر في جرير بن عبد الله رضي الله عنه
(1) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن
عبد الله قال: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني قط إلا تبسم.
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن يونس عن أبي إسحاق عن المغيرة بن شبيل بن
عوف عن جرير قال: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ثم حللت عيبتي ولبست حلتي،
قال: فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فسلمت على النبي صلى الله عليه وسلم فرماني الناس بالحدق
فقلت لجليسي: يا عبد الله أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا؟ قال: نعم ذكرك
بأحسن الذكر، قال: فبينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذ عرض له في خطبته فقال: " إنه
سيدخل عليكم من هذا الفج أو من هذا الباب من خير ذوي يمن على وجهه مسحة
ملك "، قال جرير: فحمدت الله على ما أبلاني.
(3) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس عن جرير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا تريحني من ذي الخلصة بيت كان لخثعم في الجاهلية يسمى الكعبة اليمانية، قال: قلت:

(48 / 7) سابق الحبش: قد تقدمهم إلى الاسلام.
(49 / 2) العيبة: وعاء من جلد توضع فيها الملابس ومؤونة الطريق
538

يا رسول الله إني رجل لا أثبت على الخيل، قال: فمسح في صدري وقال: اللهم اجعله
هاديا مهديا " حتى وجدت بردها
(50) ما ذكر في أويس القرني رضي الله عنه
(1) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يدخل
الجنة بشفاعة رجل من أمتي مثل ربيعة ومضر "، قال: حدثني حوشب: قال: فقلنا
للحسن: هل سمى لكم؟ قال: نعم أويس القرني.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا سليمان بن المغيرة عن الجريري عن أبي نضرة عن
أسير بن جابر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " سيقدم عليكم رجل يقال له أويس
كان به بياض، فدعا الله له فأذهبه الله، فمن لقيه منكم فمروه فليستغفر له "، قال:
فلقيه عمر فقال: استغفر لي، فاستغفر له.
(51) ما جاء في أهل بدر من الفضل
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن عباية بن رفاعة بن رافع
الأنصاري عن جده أن ملكا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أصحاب بدر فيكم؟
فقال: " أفضل الناس "، فقال الملك: وكذلك من شهد بدرا من الملائكة.
(2) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن الحسين بن محمد عن عبيد الله بن أبي رافع أخبره
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال:
اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: " إن الله تبارك وتعالى اطلع على أهل
بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ".
(4) حدثنا شبابة بن سوار عن ليث بن سعد عن أبي الزبير أن عبد حاطب بن أبي
بلتعة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشتكي حاطبا فقال، يا رسول الله! ليدخلن حاطب النار،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كذبت، لا يدخلها، إنه قد شهد بدرا والحديبية "
539

(52) في المهاجرين
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن سماك بن حرب عن سعيد بن
جبير عن ابن عباس: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: الذين هاجروا مع محمد
صلى الله عليه وسلم إلى المدينة.
(53) في فضل الأنصار
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم رأى نساء وصبيانا من الأنصار مقبلين من عرس فقال: " اللهم أنتم من أحب
الناس إلي ".
(2) حدثنا علي بن هاشم عن ابن أبي ليلى عن محمد بن عبد الرحمن عن ابن شرحبيل
عن قيس بن سعد بن عبادة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اللهم صلى على الأنصار وعلى ذرية
الأنصار وعلى ذرية ذرية الأنصار ".
(3) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن
محمود بن لبيد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو سلك الناس واديا
وشعبا وسلكتم واديا وشعبا لسلكت واديكم وشعبكم، أنتم شعار والناس دثار، ولولا
الهجرة كنت امرءا من الأنصار، ثم رفع يديه حتى أني لأرى بياض إبطيه ما تحت منكبيه
فقال: الله! اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ".
(4) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة قال ثنا عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، ومن أحبهم
أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ".
(5) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا وسلك الأنصار واديا
أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعبهم، ولولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ".

(52 / 1) سورة آل عمران من الآية (110).
(53 / 3) الشعار: ما لامس الجسد من الثياب.
الدثار: ما يرتديه الانسان فوق أثوابه يتدفأ به
540

(6) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا محمد بن عمرو قال ثنا سعد بن المنذر عن حمزة بن
أبي أسيد الأنصاري عن الحارث بن زياد - من أصحاب بدر - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صلى الله عليه وسلم: " من أحب الأنصار أحبه الله حين يلقاه، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله حين
يلقاه ".
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن سعد بن إبراهيم أخبره عن
الحكم بن مينا عن يزيد بن جارية أنه كان جالسا في نفر من الأنصار فمر عليهم معاوية
فسألهم عن حديثهم، فقالوا: كنا في حديث من حديث الأنصار، فقال معاوية: أفلا
أزيدكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين! قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أحب الأنصار أحبه الله، ومن أبغض الأنصار أبغضه الله ".
(8) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ألا إن عيبتي التي آوي إليها أهل بيتي، وإن كرشي الأنصار، فاعفوا عن مسيئهم
واقبلوا من محسنهم ".
(9) حدثنا وكيع ابن أبي ليلى عن عدي عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إقبلوا من
محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " - يعني الأنصار.
(10) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن زيد عن عبد الرحمن بن أبي سلمة قال: حدثني
رجل عن سعيد الصراف، وهو عن سعيد الصراف عن إسحاق بن سعد بن عبادة عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن هذا الحي من الأنصار محنة، حبهم إيمان وبغضهم
نفاق ".
(11) حدثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا زهير بن محمد عن عبد الله بن محمد بن عقيل
عن الطفيل ابن أبي عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لولا الهجرة لكنت
امرءا من الأنصار، ولو سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت مع الأنصار ".
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الناس دثار والأنصار شعار، الأنصار كرشي وعيبتي، ولولا الهجرة لكنت امرءا من
الأنصار ".
(13) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي بكر بن أنس

(53 / 10) محنة: امتحان يمتحن الله به الناس لان حبهم لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم وإيمان
541

قال: كتب زيد بن أرقم إلى أنس يعزيه بولده وأهله الذين أصيبوا بوم الحرة، فكتب في
كتابة: وإني مبشرك ببشرى من الله، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم اغفر
للأنصار ولأبناء الأنصار ولأبناء أبناء الأنصار ولنساء أبناء الأنصار ولنساء أبناء
أبناء الأنصار ".
(14) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر الأنصار قال: " أعفة صبر ".
(15) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن
قتادة بن النعمان سقطت عينه على وجنتيه يوم أحد فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت
أحسن عينيه وأحدهما.
(16) حدثنا ابن إدريس عن محمد بن إسحاق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رد يد خبيب بن
يساف، و [موت] يوم بدر على حبل العاتق، فردها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ير منها إلا مثل
خط.
(17) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر قال: جاء
رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يذكر قريشا وما جمعت وجعل يتوعده بهم، فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأبى ذلك عليك بنو قيلة، إنهم قوم في حدهم فرط ".
(18) حدثنا غندر عن شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا حمزة قال: قالت
الأنصار: يا رسول الله! إن لكل نبي أتباعا، وإنا قد اتبعناك، فادع الله أن يجعل أتباعنا
منا، فدعا لهم أن يجعل أتباعهم منهم، قال فنميت ذلك إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فقال:
قد زعم ذلك زيد.
(19) حدثنا يزيد بن هارون قال قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس عن أسيد بن
حضير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للأنصار: " إنكم سترون بعدي إثرة، قالوا: فما تأمرنا،
قال: تصبرون حتى تلقوني على الحوض ".

(53 / 15) أحدهما: أشدهما بصرا.
(53 / 16) [موت] كذا في الأصل، والأرجح أنها [هوت] أي سقطت والعاتق الكتف، وحبل العاتق:
العرق المشدود بين الرقبة والكتب.
(53 / 17) بنو قيلة: الأزد والخزرج.
(53 / 19) إثرة: حبا للذات وطمعا في الامر دونكم
542

(20) حدثنا عفان قال ثنا وهيب قال ثنا عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن
عبد الله بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو
سلك الناس واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، الأنصار شعار والناس
دثار وإنكم ستلقون بعدي إثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ".
(21) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قريش والأنصار وجهينة ومزينة وأسلم وغفار موالي الله
ورسوله، لا مولى لهم غيره ".
(22) حدثنا أبو خالد عن حميد عن أنس قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة باردة
والمهاجرون والأنصار والأنصار يحفرون الخندق، فلما نظر إليهم قال:
ألا إن العيش عيش الآخرة * * فاغفر للأنصار والمهاجرة
فأجابوا:
نحن الذين بايعوا محمدا * * على الجهاد ما بقينا أبدا
(23) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عدي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: " لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ".
(24) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله واليوم الآخر ".
(25) حدثنا أبو أسامة قال ثنا سليمان بن المغيرة قال ثنا ثابت البناني عن عبد بن
رياح قال: وفدنا وفودا لمعاوية وفينا أبو هريرة، وذلك في رمضان، فقال: ألا أعلمكم
بحديث من حديثكم يا معشر الأنصار! قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الأنصار!
قالوا: لبيك يا رسول الله! قال: قلتم: أما الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة
بعشيرته، قالوا: قد قلنا ذاك يا رسول الله، قال: فما أسمى إذا، قال: كلا إني عبد الله
ورسوله، هاجرت إليكم، المحيا محياكم والممات مماتكم، قال: فأقبلوا إليه يبكون
ويقولون: والله يا رسول الله! ما قلنا الذي قلنا إلا الضن بالله ورسوله، قال: فإن الله
ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم ".

(53 / 23) لأنه لا يبغضهم إلا رجل يبغض نصرتكم لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.
(53 / 25) وهذا يوم الفتح الأكبر، فتح مكة المكرمة إذ ظن أو خاف الأنصار أن يمكث الرسول صلى الله عليه وسلم في
مكة بين أهله وعشيرته بعد الفتح ويدع المدينة
543

(26)
حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عبد الله بن أبي قتادة
قال: أخبرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار ".
(27) حدثنا زيد بن حباب عن هشام بن هارون الأنصاري قال حدثني معاذ بن
رفاعة بن رافع عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اغفر للأنصار ولذراري
الأنصار ولذراري ذراريهم ولمواليهم وجيرانهم ".
(28) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا ابن الغسيل قال ثنا عكرمة عن ابن عباس
قال: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على المنبر عليه ملحفة متوشحا بها عاصبا رأسه بعصابة
دسماء، قال: فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: " أيها الناس تكثرون ويقل الأنصار حتى
يكونوا كالملح في الطعام، فمن ولي من أمرهم شيئا فليقبل من محسنهم وليتجاوز
عن مسيئهم ".
(29) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن طلحة قال: كان يقال: بغض الأنصار
نفاق.
(30) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا شعبة عن معاوية بن قرة أنه سمع أنسا يحدثه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم أصلح الأنصار والمهاجرة ".
(31) حدثنا عبد الله بن إدريس عن شعبة عن هشام بن زيد عن أنس قال: رأى
رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء وصبيانا من الأنصار مقبلين من عرس فقال: " اللهم أنتم أحب
الناس إلي ".
(54) ما ذكر في فضل قريش
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس قال ثنا هاشم بن هاشم عن أبي جعفر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقدموا قريشا فتضلوا ولا تأخروا عنها فتضلوا، خيرا قريش
خيار الناس، وشرار قريش شرار الناس، والذي نفسي محمد بيده! لولا أن تبطر
قريش لا خبرتها بما لخيارها عند الله أو ما لها عند الله ".

(53 / 28) عصابة دسماء: أي قد لفها على رأسه عدة مرات حتى صارت سميكة وشدها وعصبة بها.
(54 / 1) لا تقدموا قريشا: لا تتقدموها
544

(2) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن أبي سعيد عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الناس تبع لقريش في الخير والشر ".
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن خيثم عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه
عن جده قال: جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قريشا فقال: " هل فيكم من غيركم، قالوا: لا إلا
ابن أختنا ومولانا وحليفنا، فقال: ابن أختكم منكم، ومولاكم منكم، وحليفكم
منكم، إن قريشا أهل صدق وأمانة، فمن بغى لهم العواثر كبه الله على وجهه ".
(4) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الناس تبع لقريش في هذا الامر، خيارهم تبع لخيارهم وشرارهم
تبع لشرارهم ".
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن
عوف عن عبد الرحمن بن الأزهري عن جبير بن مطعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن
للقرشي مثل قوة رجلين من غير قريش "، قيل للزهري: ما عنى بذلك قال: في نبل
الرأي.
(6) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري عن سهل بن أبي حثمة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: " تعلموا من قريش ولا تعلموا، وقدموا قريشا ولا تؤخروها، فإن
للقرشي قوة الرجلين من غير قريش ".
(7) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الله بن مبشر عن زيد بن أبي عتاب قال قام
معاوية على المنبر فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الناس تبع لقريش تبع لقريش في هذا الامر، خيارهم في
الجاهلية خيارهم في الاسلام إذا فقهوا، والله لولا أن تبطر قرش لأخبرتها بما
لخيارها عند الله ".
(8) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش قال ثنا سهيل بن أبي الأسد عن بكير الجزري
عن أنس قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في بيت رجل من الأنصار فأخذ بعضادتي الباب
ثم قال: " الأئمة من قريش ".

(54 / 2) أي خيارهم تبع لخيار قريش وشرارهم تبع لشرار قريش.
(54 / 7) إذا فقهوا: إذا تفقهوا في الاسلام وطلبوا العلم
545

(9) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي موسى
قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على باب بيت فيه نفر من قريش فقال: " إن هذا الامر في
قريش ".
(10) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن القاسم بن
الحارث عن عبيد الله بن عتبة عن أبي مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش: " إن هذا
الامر فيكم وأنتم ولاته ".
(11) حدثنا معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن زيد قال سمعت أبي يقول سمعت
ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يزال هذا الامر في قريش ما بقي من الناس
اثنان ". قال عاصم في حديثه: وحرك إصبعيه.
(12) حدثنا يونس بن محمد عن ليث بن سعد عن يزيد بن الهاد عن إبراهيم بن
سعد عن صالح بن كيسان عن ابن سلهب عن محمد بن أبي سفيان عن يوسف بن عقيل
عن سعد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من يرد هوان قريش يهنه الله ".
(13) حدثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان بن الحارث بن حصيرة عن أبي صادق عن
علي قال: قريش أئمة العرب، أبرارها أئمة أبرارها، وفجارها أئمة فجارها.
(14) حدثنا وكيع عن مسعر عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن أبي صادق عن ربيعة
ابن ناجد عن علي قال: إن قريشا هم أئمة العرب أبرارها أئمة أبرارها، وفجارها أئمة
فجارها، ولكل حق فأدوا إلى كل ذي حق حقه.
(15) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني معاوية بن صالح قال حدثني أبو مريم قال
سمعت أبا هريرة يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الملك في قريش، والقضاء في
الأنصار، والأذان في الحبشة والسرعة في اليمن ".
(16) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا شعبة عن عمرو بن دينار قال: سمعت عبيد بن
عمير يقول: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لقريش فقال: اللهم كما أذقت أولهم عذابا فأذق
آخرهم نوالا ".

(54 / 9) أي ان الخلافة في قريش من بعد الرسول صلى الله عليه وسلم.
(54 / 15) السرعة: أي السرعة في الخروج إلى الجهاد فلا يترددون إذا دعوا إلى ذلك.
(54 / 16) نوالا: عطاء وتوبة وغفرانا
546

(17) حدثنا وكيع قال ثنا إبراهيم بن يزيد قال حدثني عمي أبو صادق عن علي
قال: " الأئمة من قريش ".
(18) حدثنا علي بن مسهر عن زكريا عن الشعبي قال أخبرني عبد الله بن مطيع بن
الأسود عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول: " لا يقتل قرشي
صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة ".
(19) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن ابن أبي ذئب عن جبير بن أبي صالح عن
الزهري عن سعد بن أبي وقاص قال: إن رجلا قتل: فقيل للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أبعده
الله؟ إنه كان يبغض قريشا ".
(20) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا زكريا قال ثنا سعد بن إبراهيم أنه بلغه أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " الناس تبع لقريش، برهم لبرهم وفاجرهم لفاجرهم ".
(55) ما ذكر في نساء قريش
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في
صغره وأرعاه على بعل في ذات بده ".
(2) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن راشد عن مكحول قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير نساء ركبن الإبل نساء قريش، أحناه على ولد في صغره،
وأرعاه على بعل في ذات يده، ولو علمت أن مريم ابنة عمران ركبت بعيرا ما فضلت
عليها أحدا ".
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير
نساء ركبن الإبل صالحه نسباء قريش أرعاه على زوج في ذات يده، وأحناه على ولد
في صغره ".

(54 / 18) وقتل الصبر: أن يقتل الرجل ولا يقدر أن يدافع عن نفسه وذلك أن يكون موثق اليدين والرجلين.
(55 / 1) أحناه على ولد: يحيطون أولادهم بحنانهم في صغرهم.
وأرعاه على بعل في ذات يده: أحفظهم لمال الزوج فلا يبذرونه
547

(56) ما ذكر في الكف عن أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم
(1) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد
ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ".
(2) حدثنا حسين بن علي عن أبي موسى عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا صحابه: " أنتم في الناس كالملح في الطعم "، قال: ثم قال الحسن: ولا يطيب الطعام
إلا بالملح، ثم يقول الحسن: كيف بقوم ذهب ملحهم.
(3) حدثنا حسين بن علي عن مجمع بن يحيى عن سعيد بن أبي بردة عن أبي بردة عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أصحابي أمنة لامتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما
يوعدون ".
(4) حدثنا أبو الأحوص عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي القرن الذين يلوني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم
يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته ".
(5) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن جده عن جعدة بن هبيرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الاخر
أردى ".
(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن السدي عن عبد الله البهي عن عائشة قالت:
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ قال: " القرن الذي أنا فيه، ثم الثاني ثم
الثالث ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش قال ثنا هلال بن يساف قال: سمعت عمران بن

(56 / 1) اي ان إنفاق مثل أحد وهو جبل قرب المدينة ذهبا لا يعادل إنفاق أحدهم مدا من الطعام أو
نصف مد في سبيل الله، والمد أدناه 602, 386 جرام وأقصاه 615, 703 جرام.
فإذا كانت بالفتح (مد) أي خطوة والنصيف نصف خطوة خطاها في سبيل الله.
(56 / 3) أمنة: أمان لهم من الهلاك والضلال
548

حصين يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم
ثم الذين يلونهم ".
(8) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي جمرة قال حدثني زهدم بن مضرب قال: سمعت
عمران بن حصين يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: " إن خيركم قرني ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم "، فلا أدري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا.
(9) حدثنا يحيى بن يعلى التيمي عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر قال:
خطبنا عمر بباب الجابية فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا كمقامي فيكم ثم قال: " أيها
الناس: اتقوا الله في أصحابي ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم اتقوا الكذب
وشهادات الزور ".
(10) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عاصم عن خيثمة عن النعمان بن بشير عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم
ثم يأتي قوم تسبق شهادتهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم.
(11) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن عبد الله بن
مولة قال: كنت أسير مع أبي بردة الأسلمي فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " خير
هذه الأمة القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين
يلونهم، ثم يكون فيهم قوم تسبق شهادتهم أيمانهم أيمانهم وأيمانهم شهادتهم ".
(12) حدثنا وكيع عن سفيان عن نسير بن ذعلوق قال: سمعت ابن عمر يقول: لا
تسبوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدهم عمره.
(13) حدثنا ابن نمير قال ثنا الأعمش عن أبي إسحاق عن عمرو بن شر حبيل قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجئ
أقوام يعطون الشهادة قبل أن يسألوها ".
(14) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا عبد الله بن العلاء أبو الزبير الدمشقي قال ثنا
عبد الله بن عامر عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تزالون بخير ما
دام فيكم من رآني وصاحبني، والله لا تزالون بخير ما دام فيكم من رأى من رآني
وصاحب من صاحبني ".

(56 / 10) أي لا أيمان لهم ولا شهادة والمقصود يحلفون كذبا ويشهدون بالباطل وبما لا يعرفون.
(56 / 14) أي ما دام فيكم الصحابة ثم التابعون
549

(15) حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: أمروا بالاستغفار لأصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم فسبوهم.
(16) حدثنا أبو معاوية عن محمد بن خالد عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من سب أصحابي فعليه لعنة الله ".
(17) حدثنا حسين بن علي عن عمر بن ذر قال: إني لقائم مع الشعبي ذات يوم
فأتاه رجل فقال: ما تقول في علي وعثمان؟ فقال: إني لغني أن يطلبني علي وعثمان يوم
القيامة بمظلمة.
(57) ما ذكر في المدينة وفضلها
(1) حدثنا إسماعيل بن علية قال نبئت عن نافع أنه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
" من استطاع أن يموت بالمدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن مات بها ".
(2) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
يقول: " إن الله سمى المدينة طابة ".
(3) حدثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى عن الحارث بن أبي يزيد سمع جابر بن
عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المدينة كالكير [تنفي] الخبث كما ينفي الكير
خبث الحديد ".
(4) حدثنا علي بن مسهر عن مجالد عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم
- قال: " هذه طيبة - يعني المدينة، والذي نفس محمد بيده! ما فيها طريق واسع ولا
ضيق إلا عليه ملك شاهر بالسيف إلى يوم القيامة ".
(5) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا مسعر عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن أبي بكرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لن يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، لها يومئذ سبعة
أبواب، لكل باب ملكان ".

(56 / 17) وإذا سألنا الناس عن الفتن التي حدثت والحروب التي حارب بها بعضهم بعضا في الجمل وما بعدها
فنقول: ربهم أعلم بهم رضي الله عنهم أجمعين ولا نعلم إلا خيرا.
(57 / 2) طابة أي الطيبة.
(57 / 3) الكير منفاخ الحداد ينفخ بها ليشعل النار ويذيب الحديد ويذهب عنه ما علق به من شوائب.
(57 / 4) والملائكة تحرسها من الدجال
550

(6) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابرا عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المدينة كالكير تنفي خبثها وتنصع طيبها ".
(7) حدثنا ابن نمير عن هشام بن هاشم عن عبد الله بن بسطام عن جابر بن عبد الله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا
يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، من أخافها فقد أخاف ما بين هذين " - وأشار إلى ما بين
جنبيه.
(8) حدثنا يونس بن محمد عن حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله عن أنس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الدجال يطوي الأرض كلها إلا مكة والمدينة، قال: فيأتي
المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة، فيأتي سبخة الحرف
فيضرب رواقه ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق ومنافقة ". (9) حدثنا أبو أسامة عن عبيد الله بن عمر عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن
عاصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الايمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز
الحية إلى جحرها ".
(10) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن عدي بن ثابت عن عبد الله بن يزيد عن
زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنها طابة، إنها تنفي الخبث " - يعني المدينة.
(11) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن يسير بن عمرو عن سهل بن حنيف قال:
أهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى المدينة فقال: " إنها حرم آمن ".
(58) ما جاء في اليمن وفضلها
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أتاكم أهل اليمن، ثم ألين قلوبا وأرق أفئدة، الايمان يمان
والحكمة يمانية، ورأس الكفر قبل المشرق ".

(57 / 7) الصرف والعدل: النوافل والفرائض.
(57 / 8) الأنقاب: الطرق والمداخل.
سبخة الحرف: أرض سبخة كانت خارج المدينة على مبعدة قليلة منها.
(57 / 9) يأرز: يسير مسرعا
551

(2) حدثنا أبو أسامة عن إسماعيل عن قيس عن أبي مسعود قال: أشار رسول الله
صلى الله عليه وسلم بيده نحو اليمن فقال: " إن اليمن ها هنا، وإن القسوة وغلظ القلوب في الفدادين
عند أصول أذناب الإبل في ربيعة ومضر ".
(3) حدثنا يحيى بن آدم عن أبي الأحوص عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الايمان في أهل الحجاز، والقسوة وغلظ القلوب قبل
المشرق في ربيعة ومضر ".
(4) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن أبي سلمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الايمان يمان والحكمة يمانية وهم قوم فيهم حياء وضعف ودعاء "، قال: عي.
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن ابن
جبير بن مطعم عن أبيه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسير له فقال: " يطلع عليكم
أهل اليمن كأنهم السحاب، هم خير من في الأرض، فقال رجل من الأنصار: إلا نحن
يا رسول الله، فقال كلمة ضعيفة: إلا أنتم ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن
عوف الدمشقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الايمان يمان في حندس وجذام ".
(7) حدثنا يحيى بن أبي بكير عن شعبة عن عبد الله إمام عمرو بن مرة عن عمرو بن
مرة عن خيثمة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس خير؟ فقال: " أهل اليمن ".
(8) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن قيس بن أبي حازم قال: قال
عبد الله: الايمان يمان.
(9) حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن سالم عن ابن عمر قال: خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم من بيت عائشة فقال: " رأس الكفر هاهنا من حيث تطلع قرن الشيطان " - يعني
المشرق.

(58 / 2) الفدادين: الذين يستعملون الفدادين الثيران والبقر التي تستعمل الأرض.
عند أصول أذناب الإبل: لأنهم يهتمون لأرضهم ومالهم وإبلهم أكثر من اهتمام بآخرتهم.
(58 / 6) حندس وجذام: قبائل اليمن
552

(59) ما ذكر في فضل الكوفة
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن الأجلح عن عبد الله بن شريك عن جندب الأزدي
قال: خرجنا مع سلمان إلى الحيرة فالتفت إلى الكوفة فقال: قبة الاسلام، ما من
[أحصاص] يدفع عنها ما يدفع عن هذه الأحصاص، كان بها محمد صلى الله عليه وسلم، ولا تذهب
الدنيا حتى يجتمع كل مؤمن فيها أو رجل هواه إليها.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن سفيان عن عبد الله بن شريك قال حدثني جندب
قال كنا مع سلمان ونحن جاءون من الحيرة فقال: الكوفة قبة الاسلام - مرتين.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة سالم عن حذيفة قال: ما
يدفع الله عن أخبية ما يدفع عن أخبية كانت بالكوفة ليس ليس أخبية كانت مع محمد صلى الله عليه وسلم.
(4) حدثنا غندر عن شعبة عن منصور عن هلال بن يساف عن ربيع بن عميلة عن
حذيفة قال: اختلفت رجل من أهل الكوفة ورجل من أهل الشام فتفاخرا فقال الكوفي:
نحن أصحاب يوم القادسية ويوم كذا وكذا ويوم كذا، وقال الشامي: نحن أصحاب
اليرموك ويوم كذا ويوم كذا، فقال حذيفة: كلاهما لم يشهده، هلك عاد وثمود لم
يؤامره الله فيهما لما أهلكهما، وما من قرية أخرى أن يرفع عنها عظيمة - يعني الكوفة.
(5) حدثنا شبابة قال ثنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن حبة العرني أن عمر بن
الخطاب قال: يا أهل الكوفة! أنتم رأس العرب وجمجمتها وسهمي الذي أرمي به إن أتاني
شئ من هاهنا وهاهنا، وإني إليكم بعبد الله بن مسعود واخترته لكم وآثرتكم به
على نفسي إثرة.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن نافع بن جبيرة قال: كتب
عمر بن الخطاب، كتب إلى أهل الكوفة: إلي وجوه الناس.

(59 / 1) الكوفة: أول مدينة بنيت في الاسلام وقد اختطت في البداية معسكرا لجند الاسلام.
أحصاص: كذا في الأصل، والأرجح أنها أخصاص أي دور ومنازل والخص هو المنزل من القصب
واللبن الطيني وكانت بيوت الكوفة هكذا أول الأمر.
(59 / 2) جاءون: آتون، واستعمالها هكذا قليل وغريب وما زالت مستعملة في العامية في العامية بلفظ [جايين].
(59 / 3) أي ليس من أخبية أرفع منها منزلة إلا أخبية كانت مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك لان الكوفة منطلق
الفتوح قبل المشرق نحو فارس وبلاد الأفغان والسند والهند وآذربيجان وما وراءها إلى الصين
553

(7) حدثنا وكيع عن يونس عن الشعبي أن عمر كتب إلى أهل الكوفة: إلى رأس
العرب.
(8) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: كتب عمر إليهم: إلي رأس
أهل الاسلام.
(9) حدثنا محمد بن فضيل عن الأجلح عن عبد الله أبي الهذيل قال: يأتي على الناس
زمان يخيم كل مؤمن بالكوفة.
(10) حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن شمر قال: قال عمر: الكوفة رمح الله
وكنز الايمان وجمجمة العرب يحرزون ثغورهم ويمدون الأمصار.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن الركين بن الربيع عن أبيه قال: قال حذيفة: ما
من أخبية بعد أخبية كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم ببدر يدفع عنه ما يدفع عن هذه - يعني
الكوفة.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن عبد الله بن شريك عن جندب عن سلمان
قال: الكوفة قبة الاسلام، يأتي على الناس زمان لا يبقي فيها مؤمن إلا بها أو قلبه يهوي
إليها.
(13) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن أبي رجاء قال: سألت الحسن: أهل الكوفة
أشراف أو أهل البصرة؟ قال: كان عمر يبدأ بأهل الكوفة.
(14) حدثنا يعلي بن عبيد عن الأجلح عن عمار عن سالم بن أبي الجعد عن
عبد الله بن عمر قال: يا أهل الكوفة! أنتم أسعد الناس بالمهدي.
(15) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال: أخبرنا عطاء بن السائب عن أبيه عن
عبد الله بن عمرو قال: قال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أهل الكوفة، فقال: والذي نفسي
بيده! ليسافر منها إلى أرض العرب لا يملكون قفيزا ولا درهما ثم لا ينجيكم

(59 / 10) يحرزون ثغورهم: يحمون حدود بلاد الاسلام مما يليهم.
(59 / 14) أي أن المهدي يظهر فيها
554

(60) ما جاء في البصرة
(1) حدثنا وكيع عن عبد ربه بن أبي راشد قال: سمعت ابن عمر يقول: البصرة
خير من الكوفة.
(2) حدثنا عفان قال ثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
طفت الأمصار فما رأيت مصرا أكبر متهجدا من أهل البصرة.
(3) حدثنا أبو أسامة عن سفيان قال ثنا إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه قال
حذيفة: إن أهل البصرة لا يفتحون باب هدي ولا ينزلون باب ضلالة، وإن الطوفان قد
رفع عن الأرض كلها إلا البصرة.
(4) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال: جاء إلى حذيفة فقال: إني
أريد الخروج إلى البصرة، فقال: لا تخرج إليها، قال: إن لي بها قرابة، قال: لا تخرج،
قال: لا بد من الخروج فأنزل عدوتها ولا تنزل سر بها.
(61) ما جاء في أهل الشام
(1) حدثنا يزيد بن هارون عن شعبة عن معاوية بن قرة عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ".
(2) حدثنا يزيد قال أخبرنا شعبة عن يزيد بن حمير عن أبي أيوب الأنصاري قال:
ليهاجرن الرعد والبرق والركاب إلى الشام.
(3) حدثنا يزيد قال أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: مد العراب
على عهد عبد الله فكره الناس ذلك قال: أيها الناس! لا تكرهوا مده فإنه يوشك أن
يلمس فيه طست من ماء فلا يوجد، وذاك حين يرجع كل ماء عنصره، فيكون الماء
وبقية المؤمنين يومئذ بالشام.

(60 / 2) أكبر متهجدا: أي لم أجد في مدينة ما وجدت فيها من المتهجدين الذين يقيمون ليلهم صلاة
ودعاء.
(61 / 2) كما جاء في الأثر أن المقيمين في أرض الشام هم في رباط إلى يوم الدين وذلك لأنها بوابة العرب
وثغرهم في وجه الروم
555

(4) حدثنا يزيد قال أخبرنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب {وآوينا هما إلى
ربوة ذات قرار ومعين} قال: دمشق.
(5) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر الغساني عن حبيب قال: قال كعب: أحب
البلاد إلى الله الشام، وأحب الشام إليه القدس، وأحب القدس إليه جبل بنابلس، ليأتين
على الناس زمان يتماسونه أو يتماسحونه بالجبال بينهم.
(6) حدثنا عيسى بن يونس عن أبي بكر عن أبي الزاهرية قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " معقل المسلمين من الملاحم دمشق، ومعقلهم من الدجل بيت المقدس،
ومعقلهم من يأجوج ومأجوج بيت الطور ".
(7) حدثنا يحيى بن إسحاق قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن
عبد الرحمن بن شماسة المهري أخبره عن زيد بن ثابت قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
نؤلف القرآن من الرقاع إذ قال: " طوبي للشام، قيل: يا رسول الله! ولم ذاك ولم ذاك؟
قال: إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها ".
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن حصين عن أبي مالك {الأرض التي باركنا
فيها} قال: الشام.
(62) في فضل العرب
(1) حدثنا ابن أبي عدي عن عوف عن خليد العصري قال: لما ورد علينا سلمان
أتيناه لنستقرئه فقال: إن القرآن عربي فاستقرئوه عربيا، فكان زيد بن صوحان يقرئنا،
فإذا خطأ أخذ عليه سلمان، وإذا أصاب قال: أيم الله.
(2) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم فداء العربي يوم
بدر أربعين أوقية، وجعل فداء المولى عشرين أوقية والأوقية أربعون درهما.
(3) حدثنا وكيع عن مسعر عن وبرة عن خرشة قال: قال عمر: هلاك العرب إذا
بلغ أبناء بنات فارس.

(61 / 4) سورة المؤمنون الآية (50).
(61 / 5) بيت الطور: جبل الطور في سيناء.
(61 / 8) سورة الأنبياء من الآية (71) وتسمية الشام تشمل لبنان وسوريا وفلسطين والأردن
556

(4) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا أبو عبد الرحمن عن حصين بن عمر عن مخارق، عن
طارق بن شهاب عن عثمان بن عفان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من غش العرب لم
يدخل في شفاعتي ولم تنله مودتي ".
(5) حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن المستظل بن حصين قال خطبنا
عمر بن الخطاب فقال قد علمت ورب الكعبة متى تهلك العرب، فقام إليه رجل من
المسلمين فقال: متى يهلكون يا أمير المؤمنين؟ قال: حين يسوس أمرهم من لم يعالج أمر
الجاهلية ولم يصحب الرسول صلى الله عليه وسلم.
(6) حدثنا ابن فضيل عن أبي سنان عن حصين المزني قال: قال عمر بن الخطاب:
إنما مثل العرب مثل جمل ألف اتبع قائدة فلينظر قائدة حيث يقود، فأما أن فو رب
الكعبة لأحملنهم على الطريق.
(7) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: كان عمرو بن مهدي كرب يمر علينا
أيام القادسية ونحن صفوف فيقول: يا معشر العرب كونوا أسدا، أغنى شأنه، فإنما
الفارسي تيس بعد أن يلقى نيز كه.
(8) حدثنا سويد الكلبي قال ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة أخبرنا محمد بن عبد الله أن
كثير بن الصلت قال: [يلح؟] مولى لنا عربية، فأتى عمر بن عبد العزيز فاستعدى عليه
فقال: والله لقد عدا مولى آل كثير طوره.
(9) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي عن ابن أبي ذئب عن الزهري عن
سعيد بن المسيب عن عمر أنه نهى أن يتزوج العربي الأمة، وأنه قضى في العرب يتزوجون
الإماء وأولادهم بالفداء: ست قلائص: الرجل والنساء سواء، والموالي مثل ذلك إذا لم
يعلم، قال الزهري: العربي والمولى لا يستويان في النسب.
(10) حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا محمد بن أبي رزين قال حدثتني أمي قالت:

(62 / 4) وجاء في الأثر: " أحبوا العرب لثلاث: لأني عربي والقرآن عربي ولغة أهل الجنة هي العربية "
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(62 / 6) ألف: أليف يتبع قائده ولا يحزن.
(62 / 8) [نلح] كذا في الأصل غير منقوط والأرجح أنه اسم لامرأة لما جاء بعدها.
عدا طوره: تجاوز حده وذلك لقوله مولى لنا عربية لان العرب لا يكونوا موالي إنما الناس تبع لهم
وموال
557

كانت أم الحرير إذا مات رجل من العرب اشتد عليها ذلك فقيل لها: يا أم حرير! إنا
نراك إذا مات رجل من العرب اشتد عليك، قالت: سمعت مولاي يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إن من اقتراب الساعة هلاك العرب ". وكان مولاها طلحة بن مالك.
(63) من فضل النبي صلى الله عليه وسلم من الناس
بعضهم على بعض
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت عبد الرحمن بن أبي
بكرة يحدث عن أبيه أن الأقرع بن حابس جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنما بايعك
سراق الحجيج من أسلم وغفار ومزينة - وأحسب - جهينة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرأيت
إن كان أسلم وغفار وأحسب جهينة خيرا من بني تميم ومن بني عامر وأسد وغطفان
أخابوا وخسروا؟ قال: نعم، قال: فوالذي نفسي بيده إنهم لا خير منهم ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي بكرة
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أرأيتم إن كانت جهينة وأسلم وغفار خيرا من بني
تميم ومن بني عبد الله بن غطفان وعامر بن صعصعة ومد بها صوته قالوا: يا رسول الله!
فقد خابوا وخسروا، قال: فإنهم خير ".
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن سعيد بن إبراهيم قال: سمعت أبا سلمة يحدث عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أسلم وغفار ومزينة ومن كان من جهينة أو جهينة أو جهينة،
خير من بني تميم ومن بني عامر والحليفين: أسد وغطفان ".
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن سعد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن هرمز عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قريش والأنصار وأسلم وغفار موالي لله ولرسوله ولا
مولى لهم غيره ".
(5) حدثنا معاوية بن هشام عن عمر بن راشد عن أياس بن سلمة عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ".

(63 / 1) سراق الحجيج: وذلك كانوا في الجاهلية يقطعون الطريق فيسرقون متاع الحجيح وأموالهم.
وهم أخير منهم لأنهم أسبق منهم إلى الاسلام وقوله صلى الله عليه وسلم أخير أي أنهم كلهم خير إلا أن بعضهم
أخير من بعض
558

(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن
حنظلة بن علي الأسلمي عن خفاف بن إيماء بن رحضة الغفاري قال: صلى بنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة الآخرة قال: " أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها، ثم
أقبل فقال: إني لست أنا قلت هذا، ولكن الله قاله ".
(64) ما جاء في قيس
(1) حدثنا محمد بن الحسن الأسدي قال ثنا يحيى بن زكريا عن سعد بن طارق قال
حدثني سالم بن أبي الجعد أن أبا الدرداء كان يحلف بالله: لا تبقى قبيلة إلا ضارعت
النصرانية غير قيس: يا معشر المسلمين فأحبوا قيسا، يا معشر المسلمين فأحبوا قيسا.
(2) حدثنا محمد بن الحسن قال: ثنا أبو الأجرش عن زيد بن محمد بن قال: كنت في غزاة
مع مسلمة بن عبد الملك بالترك، فهدده رسل خاقان وكتب إليه: لألقينك بحزاورة
الترك، فكتب إليه مسلمة: إنك تلقاني بحزاورة الترك ألقاك بحزاورة العرب - يعني قيسا.
(3) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا العوام قال حدثني منصور عن ربعي بن
حراش عن حذيفة قال: ادنوا يا معشر مضر إن منكم سيد ولد آدم، ومنكم سوابق
كسوابق الخيل.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المؤمل عن عطاء عن ابن عباس
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا اختلفت الناس فالحق في مضر ".
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان قال: قال عمر: قيس ملاحم العرب.
(65) ما جاء في بني عامر
(1) حدثنا عباد بن العوام عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال: أتينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبطح في قبة له حمراء فقال: " من أنتم؟ قلنا بنو عامر قال: مرحبا
أنتم مني ".

(64 / 1) ضارعت النصرانية: قلدت النصراني ولباسها وغير ذلك
559

(2) حدثنا وكيع عن مسعر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إنا كنا وأنتم في الجاهلية بني عبد مناف فنحن اليوم بنو عبد الله ".
(3) حدثنا وكيع عن هلال عن قتادة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم اكفني
عامرا واهد بني عامر ".
(4) حدثنا وكيع عن مسعر عن خشرم الجعفري أن ملاعب الأسنة عامر بن مالك
بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله الدواء والشفاء من داء نزل به فبعث إليه النبي صلى الله عليه وسلم بعسل أو
عكة من عسل.
(66) ما جاء في بني عبس
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سالم عن سعيد بن جبير قال جاءت ابنة
خالد بن سنان العبسي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " مرحبا بابنة أخي مرحبا بابنة نبي
ضيعة قومه ".
(2) حدثنا أبو نعيم عن شريك عن أبي إسحاق قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " يا بني
عبس، ما شعاركم " قالوا: حرام، قال: بل شعاركم حلال ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبو الضريس عقبة بن عمار العبسي عن مسعودي بن حراش
أخ لربعي بن حراش أن عمر بن الخطاب سأل العبسيين: أي الخيل وجدتموه أصبر في
حربكم؟ قالوا: الكميت.
(67) ما جاء في ثقيف
(1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن
جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاصر أهل الطائف فجاءه أصحابه فقالوا: يا رسول الله!
أحرقتنا نبال ثقيف، فادع الله عليهم فقال: اللهم اهد ثقيفا ".
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن طاوس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن لا أقبل إلا من قرشي أو أنصاري أو ثقفي ".

(66 / 2) الشعار: نداء التعارف أثناء القتال.
(66 / 3) الكميت: الفرس الأحمر الداكن.
(67 / 2) لا أقبل: أي لا أقبل هدية
560

(3) حدثنا يزيد بن هارون عن مسعر عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن لا أقبل هدية إلا من قريش أو أنصاري
أو ثقفي أو دوسي ".
(68) في عبد القيس
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي جمرة عن ابن عباس إن وفد عبد القيس أتوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من الوفد أو من القوم؟ قال: قالوا: ربيعة،
قال: مرحبا بالوفد أو بالقوم غير خزايا ولا ندامى ".
(2) حدثنا أبو نعيم عن عمر بن الوليد قال حدثني شهاب بن عباد العصري أن أباه
حدثه أن عمر بن الخطاب وقف عليهم بعرفات فقال: لمن هذه الأخبية؟ فقالوا: لعبد
القيس، فدعا لهم واستغفر لهم.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن يونس قال ذكر عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال
أشج بني عصر: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن فيك لخلقين يحبهما الله، فقلت: ما هما؟
قال: الحلم والحياء، قال: قلت: أقديما، كان في أو حديثا؟ قال: بل قديما "، قال:
قلت: الحمد الله الذي جبلني على خلقين يحبهما.
(69) في بني تميم
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن جامع بن سداد عن صفوان بن محرز المازني عن
عمران بن حصين قال: جاءت بنو تميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أبشروا يا بني تميم "،
فقالوا: يا رسول الله! بشرتنا فأعطنا.
(2) حدثنا الفضل بن دكين عن سفيان عن واصل عن المعرر بن سويد عن ابن
فاتك قال: قال لي كعب: إن أشد أحياء العرب على الدجال لقومك - يعني بني تميم.
(3) حدثنا أبو نعيم عن مسافر الجصاص عن فصيل بن عمرو قال: ذكروا بني تميم
عند حذيفة فقال: إنهم أشد الناس على الدجال.
(4) حدثنا أبو نعيم عن مندل عن ثور عن رجل قال: خطب رجل من الأنصار

(69 / 1) بشرتنا فأعطنا: أي أنهم فضلوا العطاء على بشارة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم
561

امرأة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما يضرك إذا كانت ذات دين وجمال إن لا تكون من
آل حاجب بن زرارة ".
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن أبي خلدة عن أبي العالية قال: قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم
من كل خمس رجل، فاختلفوا في اللغة فرضي قراءتهم كلهم، فكان بنو تميم أعرب القوم.
(6) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا شعبة عن خالد الحذاء عن ابن سيرين أن أبا
موسى كتب إلى عمر في ثمانية عشر [نجعا؟] فأصابها، فكتب إليه عمر أن ضعها في
أشجع حي من العرب، قال: فوضعها في بني رباح حي من بني تميم.
(70) ما جاء في بني أسد
(1) حدثنا ابن إدريس عن إسماعيل عن الشعبي قال: أول من بايع الحديبية أبو
سنان الأسدي.
(2) حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل
أن وفد بني أسد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " من أنتم؟ فقالوا: نحن بنو زنية فقال: أنتم
بنو رشدة ".
(3) حدثنا محمد بن الحسن قال ثنا الوليد عن سماك بن حرب قال أدركت ألفين من
بني أسد قد شهدوا القادسية في ألفين، وكانت راياتهم في يد سماك صاحب المسجد.
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة قال: جاء علي بسيفه فقال: خذيه
حميدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إن كنت أحسنت القتال اليوم فقد أحسنه سهل بن حنيف
وعاصم بن ثابت والحارث بن صمة وأبو دجانة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأخذ هذا السيف
بحقه؟ فقال أبو دجانة أنا وأخذ السيف فضرب به حتى جاء به قد حناه فقال: يا رسول الله!

(69 / 5) أعرب القوم: أي كانت لهجتهم أقرب اللهجات إلى العربية الصحيحة.
(69 / 6) [نجعا] كذا بغير نقط في الأصل ولعلها إحدى الكلمات التي تعني الدرع وذلك من سياق الأثر.
(70 / 4) قدحناه: قد غطاه بدم من أصابهم به في القتال
562

(71) في بجيلة
(1) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لبلال: " ما صنعت في ركب البجليين؟ ابدأ بالأحمسيين قبل القسيريين ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق عن طارق قال: جاءت وفود قسر إلى
النبي صلى الله عليه وسلم.
(72) ما جاء في العجم
(1) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن جابر عن عامر قال: شهد بدرا ستة من الأعاجم
منهم بلال وتميم.
(2) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن قيس بن سعد رواية قال: " لو كان
الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس ".
(3) حدثنا مروان بن معاوية عن عوف عن شهر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لو كان الدين معلقا بالثريا لتناوله ناس من أبناء فارس ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أن عمر بن الخطاب فرض
لأهل بدر لقريبهم ومولاهم في خمسة آلاف خمسة آلاف وقال: لأفضلنهم على من سواهم.
(73) ما جاء في بلال وصهيب وخباب
(1) حدثنا أحمد بن المفضل قال ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي سعيد
الأزدي عن أبي الكنود عن خباب بن الإرث {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة
والعشي يريدون وجهه} قال: جاء الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصين الفزاري
فوجدوه قاعدا مع بلال وعمار وصهيب وخباب بن الإرث في أناس من الضعفاء من

(71 / 1) أحمس وقسر بطنا بجيلة.
(72 / 1) والأعجمي هو غير العربي إلى أي بلد أنتمي أي سواء كان فارسيا أو حبشيا أو روسيا فهو
أعجمي.
(72 / 2) الثريا: مجموعة من النجوم في الهيئة الفلكية.
(73 / 1) سورة الأنعام من الآية (52)
563

المؤمنين، فلما رأوهم حوله حقروهم فأتوه فخلوا به فقالوا: نحب أن تجعل لنا منك مجلسا
تعرف لنا به العرب فضلنا، فإن وفود العرب تأتيك فنستحي أن ترانا مع هذه الأعبد،
فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا، وإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت، قال: نعم، قالوا:
فاكتب لنا كتابا، فدعا بالصحيفة لتكتب ودعا عليا ليكتب، فلما أراد ذلك ونحن قعود
في ناحية إذ نزل عليه جبريل فقال: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي
يريدون وجهه} إلى قوله {فتطردهم فتكون من الظالمين}.
(74) في مسجد الكوفة وفضله
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي المقدام عن حبة قال: جاء رجل إلى علي بن أبي
طالب فقال: إني اشتريت بعيرا وتجهزت وأريد المقدس فقال: بع بعيرك وصل في هذا
المسجد - قال أبو بكر: يعني مسجد الكوفة - فما من مسجد بعد مسجد الحرام أحب إلى
منه، لقد نقص مما أسن خمسمائة ذراع.
(2) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا إسرائيل عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم
عن الأسود قال: لقيني كعب ببيت المقدس فقال: من أين جئت؟ فقلت: من مسجد
الكوفة، فقال: لان أكون جئت من حيث جئت أحب إلي من أن أتصدق بألفي دينار،
أضع كل دينار منها في يد كل مسكين، ثم حلف: إنه لوسط الأرض كقعر الطست.
(75) في مسجد المدينة
(1) حدثنا حاتم عن حميد بن صخر عن المقبري عن أبي هريرة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من جاء مسجدي هذا - قال أبو بكر: يعني مسجد المدينة -
لم يأته إلا لخير يعلمه أو يتعلمه فهو بمنزلة المجاهد في سبيل الله، ومن جاء لغير
ذلك فهو بمنزلة الرجل ينظر إلى متاع غيره ".
(2) حدثنا شبابة قال ثنا ليث بن سعد عن نافع عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن
ابن عباس عن ميمونة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " صلاة فيه - يعني مسجد
المدينة - أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا مسجد مكة "، قال أبو بكر: ورواة أهل مصر لا
يدخلون فيه ابن عباس.

(74 / 1) نقص مما أسن: نقصت مساحته عما اختطوه أولا.
(75 / 2) أي ثوابها كثواب ألف صلاة في سواه من المساجد عند الله تعالى
564

(3) حدثنا الفضل بن دكين عن عبد الله بن عامر عن عمران بن أبي أنس عن سهل
ابن سعد عن أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " المسجد الذي أسس على التقوى هو
مسجدي ".
(76) في مسجد قبا
(1) حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر قال ثنا أبو الأبرد مولى بني خطمة
أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال: " صلاة في مسجد قبا كعمرة ".
(2) حدثنا ابن نمير عن موسى بن عبيدة قال أخبرني يوسف بن طهمان عن أبي أمامة
أبن سهل بن حنيف عن أبيه سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من توضأ
فأحسن وضوءه ثم جاء مسجد قبا فركع فيه أربع ركعات كان ذلك كعدل عمرة ".
(3) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي قبا راكبا وماشيا.
(77) في مسجد الحرام
(1) حدثنا هشيم قال أخبرنا حصين بن عبد الرحمن عن محمد بن طلحة أن ركانة
المطلبي عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن صلاة في مسجدي هذا أفضل
من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام ".
(2) حدثنا عبيد الله قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن داود بن مدرك عن عروة بن
الزبير عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة
فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ".

(76 / 1) أي تعدل في ثوابها عند الله تعالى ثواب عمرة.
(77 / 1) أي أن الصلاة في المسجد الحرام تعدل أكثر من ذلك أيضا
565

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله
31 - كتاب الجهاد (*)
(1) ما جاء في طاعة الامام والخلاف عنه
(1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أطاعني فقد أطاع الله ومن أطاع الامام فقد أطاعني، ومن
عصاني فقد عصى الله ومن عصى الامام فقد عصاني ".
(2) حدثنا ابن عيينة عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: {أطيعوا الله
وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} قال: الأمراء.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد: سمعت مصعب بن سعد يقول:
قال علي بن أبي طالب: كلمات أصاب فيهن: حق على الامام أن يحكم بما أنزل الله، وأن
يؤدي الأمانة، فإذا فعل ذلك كان حقا على المسلمين أن يسمعوا ويطيعوا ويجيبوا إذا
دعوا.

* تقدم ذكر: (13 - كتاب [فضل] الجهاد) في الجزء الثالث فليراجع.
(1 / 1) من عصى الرسول صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله لان الله سبحانه وتعالى هو الذي بعث الرسول صلى الله عليه وسلم بالهدى
ودين الحق ولم يدع لرسالة الاسلام من عند نفسه:
ومن عصى الامام الذي يقوم بأمر الناس متبعا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد الرسول صلى الله عليه وسلم
وبالتالي عصى ربه.
(1 / 2) من أطاع أميري فقد أطاعني لان الأمير تأمر في عهد الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي
عهد خلفائه إنما هو متأثر بأمرهم وبالتالي فهو متأمر لإقامة حكم الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
(1 / 3) سورة النساء من الآية (59)
566

(5) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن
عبد الله {وأولي الأمر منكم} قال: أولو الفقه أولو الخير.
(6) حدثنا ابن علية عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله {أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر منكم} قال: كان مجاهد يقول: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وربما قال:
أولو العقل والفقه في دين الله.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر عن الربيع بن أنس عن أبي العالية قال: العلماء.
(8) حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن
عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بايع إماما فأعطاه
صفقة يده وثمرة قلبه فليطعمه ما استطاع ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن يحيى بن الحصين عن جدته أم الحصين قالت:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بعرفة وهو يقول: " إن أمر عليكم عبد حبشي فاسمعوا
له وأطيعوا ما قادكم بكتاب الله ".
(10) حدثنا وكيع قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث العبدي عن
أم الحصين الأحمسية قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب بعرفة وهو على برد متلفعا به
وهو يقول: " إن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له وأطيعوا ما قادكم بكتاب
الله ".
(11) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة {أطيعوا
الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} قال: أمراء السرايا.
(2) في الامارة
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا يحيى بن سعيد أن الحارث بن يزيد الحضرمي
أخبره أن أبا ذر سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم الامارة وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إنك ضعيف

(1 / 6) أي أن أولي العقل والفقه في دين الله هم المقصودين بقوله {أولي الامر منكم}.
(1 / 8) لأنه إنما بايعه على الطاعة ما دام مقيما لكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
(1 / 9) إي أن الأمير لا يطاع لحسبه ولا لنسبه وإنما لإقامته كتاب الله.
(1 / 10) مجدع: مقطوع الانف والاذنين
567

وإنها أمانة، وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه
فيها ".
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ورجلان من بني عمي فقال أحد الرجلين: يا رسول الله!
أمرنا على بعض ما ولاك الله، وقال الآخر مثل ذلك، قال: فقال: " إنا والله لا نولي
هذا العمل أحدا سأله ولا أحدا حرص عليه ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم ستحرصون على الامارة، وستصير حسرة وندامة، فنعمت
المرضعة وبئست الفاطمة ".
(4) حدثنا محمد بن بشر العبدي قال ثنا مسعر قال ثنا علي بن زيد بن جدعان قال
ثنا عبد الرحمن بن سمرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا نسأل الامارة فإنك إن
أوتيتها عن مسألة وكلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن محمد بن المنكدر قال: قال العباس يا رسول الله!
ألا تستعملني فقال: " يا عباس يا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، نفس تنجيها خير من إمارة لا
تحصيها ".
(6) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال:
ما من حكم يحكم بين الناس إلا حشر يوم القيامة وملك آخذ بقفاه حتى يقف به على
شفير جهنم ثم يرفع رأسه إلى الرحمن، فإن قال له: اطرحه، طرحه في مهوى أربعين خريفا، قال
وقال مسروق: لان أقضي يوما واحدا بعدل وحق أحب إلى من سنة أغزوها في سبيل الله.

(2 / 2) لان المرء لا يسأل سلطانا ولا يحرص على سلطان إلا طلبا لجاه ورغبة في دنيا يصيبها لان من
يعرف المسؤولية حق المعرفة ويعرف كيف يكون حسابه يوم القيامة عليها يخشاها ولا يطلبها.
هذا العمل: أي الامارة والامرة.
(2 / 3) نعمت المرضعة: لأنهم إنما تولوا الامارة باسم الاسلام والمسلمين.
بئست الفاطمة: أي الدنيا الغرور التي قد تضل من يتولى الامر بغير حقه وينتظره الحساب العسير.
(2 / 4) وكلت إليها: أي صرت أنت مطيعا لسلطانها مغترا بها فضللت.
أعنت عليها: أعانك الله عليها وهداك سواء السبيل لأنك إنما توليتها تكليفا ولم تطلبها تشريفا.
(2 / 5) تنجيها أو تنجيها: أي شخص تدعوه بلا سلام ويسلم على يديك.
(2 / 6) وقول مسعود الأرجح فيه الرفع لان مثل هذا لا يقال عن رأي.
أما قول مسروق فيفيد عظيم ثواب الحاكم إذا عدل وحكم بالحق
568

(7) حدثنا ابن نمير قال ثنا فضيل بن غزوان عن محمد الراسبي عن بشر بن عاصم
قال: كتب عمر بن الخطاب عهده فقال: لا حاجة لي فيه، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " إن الولاة يجاء بهم يوم القيامة فيقفون على شفير جهنم، فمن كان مطواعا لله
تناوله الله بيمينه حتى ينجيه، ومن عصى الله انخرق به الجسر إلى واد من نار تلتهب
التهابا "، قال " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فأرسل عمر إلى أبي ذر وإلى سلمان، فقال لأبي ذر:
أنت سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم والله، وبعد الوادي واد آخر
من نار، قال: وسأل سلمان فكره أن يخبر بشئ فقال عمر: من يأخذها بما فيها، فقال أبو
ذر: من سلت الله أنفه وعينيه وأصدع خده إلى الأرض.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن مالك بن الحارث عن
خيثمة قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: الامارة باب عنت إلى من رحمه الله ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: قال عمر: ما حرص رجل
كل الحرص على الامارة فعدل فيها.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هارون الحضرمي عن أبي بكر بن حفص أن
عمر بن الخطاب استعمل رجلا فقال: يا أمير المؤمنين! أسر على، قال: أجلس وأكتم على.
(11) حدثنا حدثنا وكيع قال ثنا أبو الأشهب جعفر بن حبان عن الأعمش أن
النبي صلى الله عليه وسلم استعمل رجلا فقال: يا رسول الله! خر لي، قال: إجلس.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف اليامي قال: قال
خالد بن الوليد: لا ترزأن معاهدا ابن، ولا تمش ثلاث خطى تتأمر على رجلين، ولا تبغ
لإمام المسلمين غائلة.

(2 / 7) وجواب أبي ذر على سؤال عمر رضي الله عنها يعني من حببه الله بالدنيا فألصق رغباته بها وأبعده
عن ثواب الآخرة والجنة.
يأخذه: أي الخلافة.
كتب عهده: كتب كتابا عهد فيه إلى بشر بن عاصم العمل على صدقات هوازن.
(2 / 11) خر لي: إختر لي الأفضل.
وقوله صلى الله عليه وسلم إجلسن فيه أنه صلى الله عليه وسلم قد اختار له البقاء وعدم تولي الامر الذي كان يريد استعماله
عليه
569

(13) حدثنا وكيع قال ثنا جعفر بن برقان عن حبيب بن أبي مرزوق عن ميمون
عن رجل من عبد القيس قال: رأيت سلمان على حمار في سرية هو أميرها وخدمتاه
تذبذبان والجند يقولون: جاء الأمير جاء الأمير، قال: فقال سلمان: إنما الخير والشر فيما
بعدم اليوم، فإن استطعت أن تأكل من التراب ولا تأمر على رجلين فافعل، واتق دعوة
المظلوم فإنها لا تحجب.
(14) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائد قال: حدثني
فلان عن سعد بن عبادة قال: حدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما من أمير عشرة إلا
يؤتي به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من غله ذلك إلا العدل ".
(15) حدثنا أبو خالد الأحمر عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما من أمير ثلاثة إلا يؤتي به يوم القيامة مغلولة يداه إلى عنقه
أطلقه الحق أو أوثقه ".
(16) حدثنا ابن نمير قال ثنا ابن أبي خالد عن إسماعيل الأودي قال أخبرتني بنت
معقل بن يسار أن أباها قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ليس من وال يلي أمة
قلت أو كثرت لا يعدل فيها إلا كبه الله على وجهه في النار ".
(17) حدثنا علي بن مسهر عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن يسار عن ابن عمر عن
أبي هريرة قال: ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة أطلقه الحق أو أوثقه.
(18) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا إسحاق بن حازم قال ثنا عثمان بن محمد بن
الأخنس عن إسماعيل بن محمد بن سعد قال: قال سعد: إن الامرة لا تزيد الانسان في
دينه خيرا.

(2 / 13) إنما الخير والشر فيما بعد اليوم: لان الناس أخذوا بالمناصب وأجلوا أصحابها وفي هذا إغراء
بالامارة وتعظيم لها يبعد صاحبها عن أمر آخرته ويطمعه بالدنيا.
(2 / 14) مغلولا: مقيدا بالاغلال.
(2 / 15) أي إن كان قد حكم بالحق أطلقه الحق، وإن كان حكم بالباطل كان ذلك سببا لشد وثاقه ورمية
إلى النار
570

(3) ما جاء في الإمام العادل
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سعدان الجهني عن سعد أبي مجاهد الطائي عن أبي مدلة عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الإمام العادل لا ترد دعوته ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن أشعث عن الحسن عن قيس بن عباد: لعمل إمام عادل
يوما خير من عمل أحدكم ستين سنة.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الله بن مسلم عن ابن سابط عن عبد الله بن
عمر قال: في الجنة قصر يدعى عدنا حوله المروج والعروج له خمسة آلاف باب لا يسكنه
أو لا يدخله إلا نبي أو شهيد أو إمام عادل.
(4) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانة عن أبي
موسى قال: إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي في ولا
الجافي عنه وإكرام ذي السلطان المسقط.
(5) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ليث عن مجاهد قال: قال عمار: ثلاث لا يستخف
بحقهن إلا منافق بين نفاقه: الامام المسقط ومعلم الخير وذو الشيبة في الاسلام.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا أبو مكين قال: سمعت زيد بن أسلم يقول {إن الله يأمركم
أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتهم بين الناس أن تحكموا بالعدل} قال:
أنزلت في ولاة الأمر.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن رجل عن ابن عباس {إن الله
يأمركم أن تودوا الأمانات إلى أهلها} قال: هذه مبهمة للبر والفاجر.

(3 / 1) أي أن الإمام العادل مستجاب الدعوة.
(3 / 3) العروج: لعلها الدرجات مشتقة من عرج: ارتقى لكن الأرجح أنها البروج والله أعلم.
(3 / 4) ذي السلطان المسقط: الذي سقط من سلطانه وخسر مكانة الامارة لسبب ما.
(3 / 6) سورة النساء من الآية (58)
571

(4) ما يكرهه أن ينتفع به من المغنم
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن
أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال: غزونا مع رويفع بن ثابت الأنصاري نحو
المغرب ففتحنا قرية يقال لها جربة، قال: فقام فينا خطيبا فقال: إني لا أقول فيكم إلا ما
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فينا يوم خيبر: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يركبن دابة من فئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه، ولا يلبس ثوبا من فئ
المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ".
(2) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه قال: كان سلمان على قبض من قبض
المهاجرين، فجاء إليه رجل بقبض كان معه فدفعه إليه ثم أدبر فرجع إليه فقال: يا
سلمان، إنه كان في ثوبي خرق فأخذت خيطا من هذا القبض فخطت به، قال: كل شئ
قدره، قال: فجاء الرجل فنشر الخيط من ثوبه، ثم قال: إني غني عن هذا.
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن بعض أصحابه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إياي وربا الغلول أن يركب الرجل الدابة حتى تحسر قبل أن تؤدى إلى المغنم أو
يلبس الثوب حتى يخلق قبل أن يؤدي إلى المغنم ".
(4) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن أبي وائل قال: غزونا مع سلمان بن
ربيعة بلنجر فخرج علينا أن نحمل على دواب الغنيمة، ورخص لنا في الغربال والمنخل
والحبل.
(5) ما يستحب من الخيل وما يكره منها
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سلم بن عبد الرحمن النخعي عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره الشكال من الخيل.

(4 / 1) جربة: قرية مقابل البحر وجزيرة صغيرة عند أطراف تونس البحرية لجهة الجزائر.
أعجفها: جعلها عجفاء ضعيفة لكثرة العمل وقلة العلف.
أخلقه: أبلاه حتى صار خلقا باليا.
(4 / 4) رخص في الغربال والمنخل والحبل أي رخص لهم في استعمالها لان الاستعمال لا يهلكها وللضرورة.
(5 / 1) الشكال من الخيل: أي الخيل الشكال والشكال تحجيل ثلاث قوائم والرابعة غير محجلة، والتحجيل
أن تكون قائمة الفرس بيضاء أما لونها هي أي لون بدنها فغير ذلك أو تكون القائمة الامامية
اليمنى مثلا واليسرى الخلفية محجلة والباقي غير محجل أو العكس والشكان لا يكون إلا في القوائم.
572

(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو الضرس عقبة بن عمار العبسي عن مسعود بن خراش
أخي ربعي أن عمر بن الخطاب سأل العبسيين: أي الخيل وجدتموه أصبر في حربكم،
قالوا: الكميت.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا طلحة عن عطاء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير الخيل
الحر ".
(4) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا موسى بن علي قال سمعت أبي يحدث أن رجلا
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أريد أن أقيد فرسا أو أبتاع فرسا، قال: فقال: فعليك به
أقرح أرثم كميتا أو أدهم محجلا طلق اليمني ".
(6) ما ذكر في حذف أذناب الخيل
(1) حدثنا وكيع قال ثنا ثور الشامي عن الوضين بن عطاء قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لا تجذفوا أذناب الخيل فإنها مذابها ولا تقصوا أعرافها فإنها دفاؤها ".
(2) حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم أن عمر نهى عن خصاء الخيل،
قال: وأراه قال: وعن حذف أذنابها.
(3) حدثنا حاتم بن وردان عن برد عن مكحول أنه كان يكره أن تهلب الخيل.

(5 / 2) الكميت مصغر أكمت ولم يلفظوا مكبره وغلب على صاحب هذا اللون من الخيل فجرى مجرى
الأسماء ج كمتاه وكماتي وهي الخيل التي يميل لونها الأحمر إلى السواد وقالوا يفرق بين الكميت
والأشقر الذنب والعرف فإن كانا أسودين فهو كميت.
(5 / 3) الحو الذي يميل لونه إلى الحوة والحوة قيل سواد يميل إلى الخضرة وقيل حمرة تميل إلى السواد، وهو
على كل حال لون يخالطه الكمتة مثل صدأ الحديد. وجاء في الشفاء أن الحوة هي السمرة.
والأحوى من الخيل الذي يعلوه السواد وظهره أحمر كميت.
(5 / 4) أقرح: طويل الغرة وشعر غرته كثيف ناعم.
أرثم من الرثم وهو بياض في طرف أنف الفرس وكل بياض يصيب الجحفلة العليا من وجه الفرس
حتى يبلغ المرسن أي أقصى الفم حيث يوضع الرسن. أو بياض الانف كله.
أدهم: أسود.
محجلا طلق اليمنى: محجل القوائم الثلاثة عدا القائمة اليمنى الامامية فهي غير محجلة.
(6 / 1) حذف أذناب الخيل: قطعها أو قصها أو جدلها مطوية إلى ظهر الفرس كي تصير قصيرة
573

(4) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم أو غيره عن عمر
أنه قال: لا تحذفوا أذناب الخيل.
(7) ما قالوا في خصاء الخيل والدواب،
من كرهه
(1) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الله بن نافع عن أبيه عن ابن عمر قال: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن خصاء الخيل والبهائم، وقال ابن عمر: فيه نماء الخلق.
(2) حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم أن عمر كتب ينهي عن خصاء
الخيل.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن إبراهيم بن مهاجر البجلي قال: كتب عمر أن لا
يخصى فرس ولا يجري بين أكثر من مائتين.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد عن يزيد بن أبي حبيب قال كتب عمر بن
عبد العزيز إلى أهل مصر ينهاهم عن خصاء الخيل وأن يجري الصبيان الخيل.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس قال: سمعت أنسا
يقول {ولأمرتهم فليغيرن خلق الله} قال: الخصاء.
(6) حدثنا ابن يمان عن سفيان عن إسماعيل عن أبي صالح قال: الخصاء.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا أبو مسكين عن عكرمة أنه كره خصاء الدواب.
(8) حدثنا حفص عن ليث عن عطاء وطاوس ومجاهد والحسن وشهر أنهم كرهوا
الخصاء.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم عن سالم عن ابن عمر أن عمر نهى عن
الخصاء وقال: النماء مع الذكر.
(10) حدثنا أسباط بن محمد وابن فضيل عن مطرف عن رجل عن ابن عباس قال:
خصاء البهائم مثله ثم تلا {ولآمرنهم فليغيرن خلق الله}.

(7 / 1) خصاء الدواب: ربط خصيتي ذكورها كي لا تناتج وأكثر ما يكون في الثيران والديوك كي تسمن
وتزداد وزنا.
(7 / 5) سورة النساء من الآية (119)
574

(8) من رخص في خصاء الدواب
(1) حدثنا وكيع قال ثنا هشام أن أباه خصى بغلا له.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن مغول قال سألت عطاء عن خصاء الخيل، قال: ما
خيف عضاضة وسوء خلقه فلا بأس به.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير المدائني عن الحسن قال:
لا بأس بخصاء الدواب.
(4) حدثنا أبو بكر قال ثنا بعض البصريين عن أيوب عن ابن سيرين قال: لا بأس
بخصاء الخيل، لو تركت الفحول لاكل بعضها بعضا.
(9) ما قالوا في الأجراس للدواب
(1) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن أبي الجراح
عن أم حبيبة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ولا كلب ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا عيسى بن عبيدة عن ثابت مولى أم سلمة عن أم سلمة
قالت: " الملائكة لا تصحب رفقة فيها جلجل ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم قال: كانت عائشة
تكره صوت الجرس.
(5) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: أتيت عبد الرحمن بن أبي
ليلى بتبر فقال: هل عسيت أن تجعلها أجراسا فإنها تكره

(8 / 1) والبغل على كل حال نغل لا ينتج وإن لم يخص وهو نتاج نزو الحمار على الفرس.
(8 / 2) خيف عضاضه: لان بعض الدواب تصير ثائرة الطبع مؤذية إذا حان وقت نزوها ولم تجد أنثى أو لم
يؤت لها بأنثى من جنسها.
(9 / 3) الجلجل هو الجرس الصغير الذي يعلقه البعض في أعناق الدواب وخصوصا الماعز.
(9 / 5) التبر تراب الذهب أي هو ذهب خام ما زال مخلوطا بالتراب
575

(6) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا الأعمش عن عاصم بن أبي النجود عن ابن أبي ليلى
قال: لكل جرس تبع من الجن.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن زرارة بن أوفي عن أبي
هريرة قال: " الملائكة لا تصحب رفقة فيها جرس ".
(8) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الله بن عامر الأسلمي قال: سمعت مكحولا يقول:
إن الملائكة تمسح دواب الغزاة إلا دابة عليها جرس.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا ثور عن خالد بن معدان قال: مروا على النبي صلى الله عليه وسلم بناقة
في عنقها جرس فقال: " هذه مطية شيطان ".
(10) ما رخص فيه من لباس الحرير
(1) حدثنا ريحان بن سعيد عن مرزوق بن عمرو قال: قال أبو فرقد: رأيت على
تجافيف أبي موسى الحرير.
(2) حدثنا حفص بن غياث عن هشام قال: كان أبي له يلمق من ديباج يلبسه في
الحرب.
(3) حدثنا حفص بن ليث عن عطاء قال: لا بأس به إذا كان جبة أو سلاحا.
(4) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء قال: لا بأس بلبس الحرير في
الحرب.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا المنذر بن ثعلبة العبدي عن علي بن أحمر العسكري أن ابن
بريدة - شك المنذر - قال: قال ناس من المهاجرين لعمر: إذا رأينا العدو ورأينا قد
كفروا سلاحهم بالحرير فرأينا لذلك هيبة؟ فقال عمر: " أنتم إن شئتم فكفروا على
سلاحكم بالحرير والديباج ".
(6) حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون قال: " سألت محمدا عن لبس الديباج في
الحرب فقال: من أين كانوا يجدون الديباج.

(10 / 1) التجافيف ج تجفاف أو تجفاف وهو ما جلل به الفرس من سلاح أو آلة تقية من الجراح، وما
يلبسه الانسان لوقايته في الحرب كقميص الزرد وما شابه.
(10 / 5) كفروا على سلاحكم: اجعلوا له غطاء أو ثوبا، والمقصود من لبس الحديد فلا بأس أن يجعل فوقه
الحرير
576

(11) من كرهه في الحرب
(1) حدثنا وكيع قال ثنا أبو بكير بن أبان عن عكرمة أنه كره لبس الحرير
والديباج في الحرب وقال: أرتجي ما يكون للشهادة بلبسه.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يونس بن عبيد عن الحسن أنه كره لبس الحرير
في الحرب.
(3) حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن الوليد بن هشام قال كتبت إلى ابن
محيريز أسأله عن لبس الحرير واليلامق في دار الحرب، قال: فكتب: أن كن أشد ما كنت
كراهية لما يكره عند القتال حين تعرض نفسك للشهادة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي عن الوليد بن
هشام عن ابن محيريز أنه كره لبسه في الحرب.
(5) حدثنا عبد الله بن إدريس عن حصين عن الشعبي عن سويد بن غفلة قال:
شهدنا اليرموك قال: فاستقبلنا عمر وعلينا الديباج، فأمر فرمينا بالحجارة.
(12) ما قالوا فيمن استعان بالسلاح من الغنيمة
(1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن ابن الأشهب قال: قلت للحسن: يا أبا سعيد:
الرجل يكون عاريا بلبس الثوب أو يكون أعزل يلبس من السلاح، قال: يفعل، فإذا
حضر القسم فليحضره.
(2) حدثنا وكيع قال سمعت سفيان يقال: إذا أصاب المسلمون السلاح والدواب
فأرادوا أن يستعينوا به واحتاجوا فلا بأس به ولم يستأذنوا الامام.

(11 / 1) ارتجى والأصح أرجى لكننا تركناها كما جاءت في الأصل.
(11 / 3) اليلامق فارسي أو تركي لان اليلمق في العربية الشاب الشديد القوي وهو خاص بالرجال، أما
اليلامق فهي نوع من الأودية يجعل فوق الثياب ويربط طرفاه عند جانبي الرقبة ويترك باقية حرا
577

(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبي وإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال
عبد الله: انتهيت إلى أبي جهل يوم بدر وقد ضربت رجله وهو صريع وهو يذب الناس
عنه بسيفه، فقلت: الحمد لله الذي أخزاك يا عدو الله، فقال: هل هو إلا رجل قتله
قومه، فجعلت أتناوله بسيف لي غير طائل، فأصيبت يده فندر سيفه فأخذته فضربته به
حتى برد.
(13) ما قالوا في الجبن والشجاعة
(1) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب عن علي
قال: لقد رأيتنا يوم ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو، وكان من
أشد الناس يومئذ بأسا.
(2) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: كنا إذا احمر البأس
نتقي به، وإن الشجاع للذي يحاذي به.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حسان بن فائد العبسي قال:
قال عمر: الشجاعة والجبن غرائز في الرجال، فيقاتل الشجاع عمن يعرف ومن لا يعرف،
ويفر الجبان عن أبيه وأمه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان ومسعر عن عبد الملك بن عمير عن قبيصة بن جابر
قال: قال عمر: الشجاعة والجبن سمة أو خلق في الرجال فيقاتل الشجاع عمن لا يبالي أن
يؤوب إلى أهله ويفر الجبان عن أبيه وأمه.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أشعث عن عبد العزيز بن صهيب قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم أشجع الناس وأسخى الناس.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن أبي جعفر قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم شديد البطش.

(12 / 3) ندر سيفه: طار من يده ووقع بعيدا عنه.
حتى برد: حتى مات وانقطعت حركته.
(13 / 2) احمر البأس: اشتد القتال.
(13 / 5) أسخى: أكرم
578

(7) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل عن قيس قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد
انقطع في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وصبرت صفيحة يمانية.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن هاشم قال: سمعت سعيد بن المسيب
يقول: كان سعد بن مالك أشد المسلمين بأسا يوم أحد.
(14) ما قالوا في الخيل يرسل فيجلب عليها
(1) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن عن عمران بن حصين
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا جلب ولا جنب ".
(2) حدثنا شبل بن يوسف عن حميد عن الحسن عن عمران بن حصين بمثله ولم
يرفعه.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا معقل بن عبيد الله العبسي عن عطاء قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لا جلب ولا جنب في الاسلام ".
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا جلب ولا جنب ".
(15) ما قالوا في الجبن وما يذكر فيه
(1) حدثنا وكيع قال ثنا هشام عن أبي عمران الجوني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" للجبان أجران ".
(2) حدثنا محمد بن مصعب عن أبي بكر عن الفضيل بن فضالة قال: قال أبو
الدرداء: لا نامت عيون الجبناء.

(13 / 7) صبرت: صمدت فلم تنكسر.
صفيحة يمانية: سيف يمني رقيق الحد.
(14 / 1) الجلب: إثارة الجلبة والضجيج وكانت الجيوش قبل الاسلام ترسل الخيل منفردة دون فرسان بين
صفوف العدو كثير الجلبة والارتباك بين جنود العدو دعما للهجوم
والجنب: الشتائم والسباب يتبادلها جنود الفريقين أثناء القتال.
(15 / 1) له أجران إن صمد للقتال رغم جبنه.
(15 / 2) تحقير للذين يفرون من القتال
579

(16) ما قالوا في سبي الجاهلية والقرابة
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا بن أبي زائدة عن جابر عن عامر قال:
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبي الجاهلية في الغلام ثمانيا من الإبل، وفي المرأة عشرا من
الإبل، أو غرة عبد أو أمة.
(2) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن الشعبي قال: قال عمر: ليس على
عربي ملك، ولسنا بنازعي من أحد شيئا أسلم عليه، ولكنا نقومهم للمسلمين: خمس من
الإبل خمس من الإبل.
(3) حدثنا ابن فضيل عن صدقة عن رباح بن الحارث قال: كان عمر يقضي فيما
سبت العرب بعضها من بعض قبل الاسلام وقبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم أن من عرف أحدا
من أهل بيته مملوكا من حي من أحياء العرب العرب ففداء العبد بالعبدين والأمة بالأمتين.
(17) حدثنا ما قالوا في وضع الجزية والقتال عليها
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال: لما غزا سلمان
المشركين من أهل فارس قال: كفوا حتى أدعوهم كما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعوهم، فأتاهم فقال: إني رجل منكم قد تدرون منزلي من هؤلاء القوم، وإنا ندعوكم
إلى الاسلام، فإن أسلمتم فلكم مثل ما لنا وعليكم مثل الذي علينا، وإن أبيتم فأعطوا
الجزية عن يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم قاتلناكم فأبوا عليه فقال للناس: إنهدوا إليهم.

(16 / 1) أي يكون ذلك مقابل رد السبي لأهله.
(16 / 3) العبد: الأسير المستعبد.
الأمة: السبية المستأمة.
(17 / 1) وفيه أن الدعوة تكون قبل القتال إما الاسلام وله ما للمسلمين وعليهم ما عليهم وإما الجزية وإما
القتال حتى يظهر الله دينه.
إنهدوا إليه: باشروا قتالهم ونهد إلى الشئ مال إليه
580

(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه فقال: " إذا لقيت
عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهم ما أجابوك
إليها فاقبل منهم وكف عنهم، ادعهم إلى الاسلام فإن أجابوك فكف عنهم واقبل
منهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، وأعلمهم أنهم إن فعلوا
ذلك أن لهم ما للمهاجرين، وأن عليهم ما على المهاجرين، وإن أبوا واختاروا دارهم
فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين يجري عليهم حكم الله الذي يجري على
المؤمنين، ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يجاهدوا مع المسلمين،
فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن [أجابوا] فاقبل منهم وكف عنهم، وإن أبوا
فاستعن بالله وقاتلهم ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبو الأشهب عن الحسن قال: قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل
هذه الجزيرة من العرب على الاسلام لم يقبل منهم غيرة، وكان أفضل الجهاد، وكان بعده
جهاد آخر على هذه الطغمة في أهل الكتاب {فقال الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم
الآخر} إلى آخر الآية، قال الحسن: ما سواهما بدعة وضلالة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا يزيد بن إبراهيم عن الحسن، قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى أهل اليمن: " من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذالكم المسلم، له
ذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أبى فعليه الجزية ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن أبي وائل وإبراهيم قالا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
معاذا إلى اليمن وأمره أن يأخذ الجزية من كل حالم دينارا أو عدله معافر،.
(6) حدثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر قال: كتب
عمر إلى أمراء الجزية: لا تضعوا الجزية إلا على من جرت عليه الموسى، لا تضعوا الجزية
على النساء ولا على الصبيان، قال: وكان عمر يختم أهل الجزيرة في أعناقهم

(17 / 2) [أجابوا] أو أجابوك هي الصحيحة أما ما جاء في الأصل [أبوا] فخطأ واضح في النقل.
(17 / 3) سورة التوبة من الآية (29).
(17 / 5) الحالم: البالغ مبلغ الرجال.
عدله معافر: المعافر نوع من الثياب اليمنية أي ما يساوي دينارا من الثياب
581

(7) حدثنا وكيع قال ثنا فضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد قال: يقاتل أهل
الأديان على الاسلام ويقاتل أهل الكتاب على الجزية.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن مسروق قال: بعث رسول الله
صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن أمره أن يأخذ من كل حالم دينارا أو عدله معافر.
(9) حدثنا أبو أسامة عن سعد عن قتادة عن أبي مجلز أن عمر جعل على كل رأس
في السنة أربعا وعشرين، وعطل النساء والصبيان.
(10) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن أسلم مولى عمر
أن عمر كتب إلى عماله: لا تضربوا الجزية على النساء والصبيان، ولا تضربوها إلى علي من
جرت عليه الموسى، ويختم في أعناقهم، ويجعل جزيتهم على رؤوسهم: على أهل الورق
أربعين درهما، ومع ذلك أرزاق المسلمين، وعلى أهل الذهب أربعة دنانير، وعلى أهل
الشام منهم مدي حنطة وثلاثة أقساط زيت، وعلى أهل مصر إردب حنطة وكسوة وعسل
- لا يحفظ نافع كم ذلك - وعلى أهل العراق خمسة عشر صاعا حنطة، قال: قال عبد الله:
وذكر كسوة أحفظها.
(11) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه أن إبراهيم بن سعد سأل
ابن عباس: ما يؤخذ من أموال أهل الذمة؟ قال: العفو.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان بن سنان أبو سنان عن عنترة أبي وكيع أن عليا
كان يأخذ العروض في الجزية، من أهل الإبر الإبر، ومن أهل المسال المسال ومن أهل
الحبال الحبال.

(17 / 9) أربعا وعشرين: أي أربعا وعشرين درهما وهذا يعادل دينارين.
(17 / 10) من جرت عليه الموسى: من نبتت لحيته القسط: مكيال يسع نصف صاع، فأدناه 126 / 237 جرام
وأقصاه 750 و 824 جرام حسب المكيال المستعمل.
الأردب يساوي 96 مدا والمد يساوي 3 / 1 1 رطل والرطل 7 / 4 128 الدرهم الشرعي أي 588, 39
كلغ بالأوزان المستعملة حاليا.
(17 / 12) المسال: جمع مسلة وهي الإبر الكبيرة وفي الأموال جاءت المسان ج مسن وهو ما يسن أي تجد
شفرة السكين أو السيف عليه، والمقصود أنه يؤخذ من مال القوم المتداول بينهم أو الصناعة التي
يحسنونها، فمن أهل الغنم ومن صناع الملابس الأثواب إلخ...
582

(13) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبد الله الثقفي قال:
وضع عمر بن الخطاب في الجزية على رؤوس الرجال: على الغني ثمانية وأربعين، درهما وعلى
الوسط أربعة وعشرين، وعلى الفقير اثني عشر درهما.
(14) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن معقل قال: كتب عمر بن العزيز: لا
يؤخذ من أهل الكتاب إلا ثلث الجزية، ولا يؤخذ من فار ولا من ميت، ولا يؤخذ أهل
الأرض بالعار.
(18) ما قالوا في المجوس تكون عليهم جزية
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي قال:
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الاسلام فمن أسلم قبل منه ومن أبي
ضربت عليه الجزية على أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن خصيف عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية
من مجوس البحرين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن أنس عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الجزية من
مجوس البحرين، وأخذها عمر بن مجوس أهل فارس، وأخذها عثمان من مجوس بربر.
(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن بجالة قال: لم يكن عمر يأخذ الجزية من المجوس
حتى شهد عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذها من مجوس هجر.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن الزهري قال: أخذ رسول
الله صلى الله عليه وسلم الجزية من مجوس أهل هجر ومن يهود اليمن ونصاراهم من كل حالم دينارا،
وأخذ عمر الجزية من مجوس السواد، وأخذ عثمان من مجوس مصر البربر الجزية.

(17 / 13) أي أنه رضي الله عنه جعل الجزية على الرجل بحسب ماله ودخله وإنتاجه.
(18 / 1) ضربت عليهم الجزية: باعتبار أهل دين لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح لهم امرأة لأنهم ليسوا من
أهل الكتاب.
هجر: بلد في أقصى اليمن.
(18 / 2) كان اسم البحرين يطلق على جنوبي الجزيرة من الأحساء إلى اليمن.
(18 / 3) البربر: قوم كانوا يسكنون الصحراء من حدود مصر إلى أطراف المغرب وهم خليط من القبائل
العربية التي هاجرت قديما إلى أفريقية واختلطت بأهل البلاد فتبربرت ألسنتهم واختلفت لغتهم
حتى عادت غير مفهومة للعرب ولذا سموا بهذا الاسم
583

(6) حدثنا ابن إدريس عن جعفر عن أبيه أن عمر بن الخطاب سأل عن جزية
المجوس فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " سنوا بهم سنة أهل
الكتاب " (7) حدثنا وكيع ثنا سفيان ومالك بن أنس عن جعفر عن أبيه أن عمر بن الخطاب
استشار الناس في المجوس في الجزية فقال عبد الرحمن بن عوف: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: " سنوا بهم سنة أهل الكتاب ".
(19) ما قالوا في المجوس أيفرق بينهم
وبين المحرم منهم
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار أنه سمع بجالة يحدث عمرو بن أوس وأبا
الشعثاء قال: كنت كاتبا لجزء بن معاوية: فأتانا كتاب عمر أن اقتلوا كل ساحر وساحرة،
وفرقوا بين كل ذي محرم من المجوس، وانههم عن الزمزمة فقتلنا ثلاث سواحر، وجعلنا
نفرق بين المرء وبين حريمه في كتاب الله.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند عن قشير بن عمرو عن
بجالة بن عبدة العنزي، وكان كاتبا للجزء بن معاوية وكان على طائفة الأهواز، فحدث
أن أبا موسى وهو أمير البصرة كتب إلينا أن عمر بن الخطاب كتب إليه يأمره بقتل
الزمازمة حتى يتكلموا، وأن تنزع كل امرأة من حريمها، وأن يقتل كل ساحر، فكتب
بهذا أبو موسى إلى جزء بن معاوية، فدعا الزمازمة فتكلموا، قال: وكنا إذا كانت المرأة
شابة نزعناها من حريمها وأنكحناها آخر، وإذا كانت عجوزا نهينا عنها وزجرنا عنها.
(3) حدثنا ابن علية عن عوف قال حدثني عباد عن بجالة بن عبدة قال: كتب عمر
إلى أبي موسى أن اعرضوا على من قبلكم من المجوس أن يدعوا نكاح أمهاتهم وبناتهم
وأخواتهم ويأكلوا جميعا يلحقوا بأهل الكتاب واقتلوا كل ساحر وكاهن.

(18 / 6) أي عاملوهم في الجزية معاملتكم لأهل الكتاب.
(19 / 1) الزمزمة: أدعية وعزائم سحرية فارسية كان يرددها المجوس.
حريمه في كتاب الله: النساء اللواتي هن محارمه اللواتي ذكران كمحارم له في كتاب الله.
(19 / 2) طائفة الأهواز: القرى والدساكر التي في منطقة الأهواز
584

(20) ما قالوا في المجوسية تسبي وتوطأ
(1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت مرة عن
الرجل يشتري أو يسبي المجوسية ثم يقع عليها قبل أن تعلم الاسلام، قال: لا يصلح، قال:
وسألت سعيد بن جبير فقال: ما هو بخير منها إذا فعل ذلك.
(2) حدثنا حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة قال سألت مرة بن شراحيل
الهمداني وسعيد بن جبير عن الأمة المجوسية يصيبها الرجل، أيطأها، قال: لا يجامعها حتى
تسلم، وقال سعيد بن جبير، إن عاد إليها فهو شر منها.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن برد عن مكحول قال: إذا كانت وليدة مجوسية فإنه لا
ينكحها حتى تسلم.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن الزهري سمعه يقول: لا نقرب المجوسية حتى
تقول: لا إله إلا الله، فإذا قالت ذلك فهو منها إسلام.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سماك عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: يطأها
حتى تسلم.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد قال: كتب
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجوس هجر يعرض عليهم الاسلام فمن أسلم قبل منه، ومن أبي
ضربت عليه الجزية غير أن لا تؤكل لهم ذبيحة ولا تنكح منهم امرأة.
(7) حدثنا حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن في المجوسية تكون عند الر جل،
قال: لا يطأها.
(8) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال: إذا سبيت المجوسيات وعبدة
الأوثان عرض عليهن الاسلام وأجبرن عليه، فإن أسلمن وطئن واستخدمن، وإن أبين أن
يسلمن استخدمن ولم يوطأن.
(9) حدثنا الثقفي عن مثنى عن عمرو بن شعيب عن سعيد بن المسيب قال: لا بأس
أن يشتري الرجل الجارية المجوسية فيتسراها

(20 / 1) يقع عليها، يجامعها.
(20 / 5) يطأها حتى تسلم: أي حتى تكون هذه الصلة بينه وبينها مدعاة لاسلامها إذ تتعلق به وتلحقه بالتالي
في كل شئ وفي دينه أولا.
(20 / 9) يتسراها: يجعلها من السراري أي من الإماء اللواتي يطأهن
585

(21) ما قالوا في اليهوديات والنصرانيات إذا سبين
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال: إذا سبيت اليهوديات
والنصرانيات عرض عليهن الاسلام وأجبرن عليه، فإن أسلمن أو لم يسلمن وطئن
واستخدمن.
(2) حدثنا محمد بن فضيل عن ليث عن مجاهد قال: إذا أصاب الرجل الجارية
المشركة فليقررها بشهادة أن لا إله إلا الله، فإن أبت أن تقر لم يمنعه ذلك أن يقع عليها.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن برد عن مكحول في الرجل إذا كانت له أمة يهودية أو
نصرانية فإنه يطأها.
(4) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: إذا كانت له أمة من أهل
الكتاب فله أن يغشاها إن شاء ويكرهها على الغسل.
(5) حدثنا حاتم بن وردان عن يونس عن الحسن قال: اليهودية والنصرانية يطأهما.
(22) من كره وطئ المشركة حتى تسلم
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن معاوية بن قرة قال: كان
عبد الله يكره أمة مشركة.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو هلال عن معاوية بن قرة عن ابن مسعود قال: أكره
ان أطأ امرأة مشركة حتى تسلم.
(3) حدثنا يزيد بن هارون عن حبيب عن عمرو بن هرم قال: سئل جابر بن زيد
عن الرجل يشتري جارية من السبي فيقع عليها، قال: لا، حتى يعلمها الصلاة والغسل من
الجنابة وحلق العانة.
(4) حدثنا شاذان قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن بكر بن ما عز عن ربيع بن
خيثم قال: إذا أصبت الأمة المشركة فلا تأتيها حتى تسلم وتغتسل.

(21 / 4) يكرهها على الغسل: أي من الجنابة
586

(23) ما قالوا في طعام المجوس وفواكههم
(1) حدثنا جرير عن قابوس عن أبيه أن امرأة سألت عائشة فقالت: إن لنا إطارا
من المجوس وأنهم يكون لهم العيد فيهدون لنا، فقالت: أما ما ذبح لذلك اليوم فلا
تأكلوا، ولكن كلوا من أشجارهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا الحسن بن حكيم عن أمه عن أبي برزة الأسلمي أنه كان له
سكان مجوس فكانوا يهدون له في النيروز والمهرجان، فيقول لأهله: ما كان من فاكهة
فاقلبوه، وما كان سوى ذلك فردوه.
(3) حدثنا هشيم عن يونس عن الحسن عن أبي برزة قال: كنا في غزاة لنا فلقينا
أناسا من المشركين فأجهضناهم عن ملة لهم، فوقعنا فيها فجعلنا نأكل منها وكنا نسمع في
الجاهلية أنه من أكل الخبز سمن، قال: فلما: أكلنا تلك الخبزة جعل أحدهما ينظر في عطفية
هل سمن.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن أبي وائل وإبراهيم قالا: لما قدم المسلمون أصابوا
من أطعمة المجوس من جبنهم وخبزهم فأكلوا ولم يسألوا عن شئ من ذلك.
(5) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال: كان يكره أن يأكل مما طبخ
المجوس في قدورهم، ولم يكن يرى بأسا أن يؤكل من طعامهم مما سوى ذلك سمن أو
خبز أو كامخ أو سرار أو لبن.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هشام عن الحسن قال: لا بأس بخلهم وكامخهم
وألبانهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن ليث عن مجاهد قال: لا تأكل من طعام
المجوسي إلا الفاكهة.
(8) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن ومحمد قالا: كان المشركون
يجيئون بالسمن في ظروفهم فيشربه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فيأكلونه ونحن
نأكله.

(23 / 1) إطارا: جيرانا وعمالا يعملون في الأرض.
(23 / 3) أجهضناهم عن ملة لهم: أحلناهم عن مكان خبز خبزهم.
(23 / 5) لأن هذه الأشياء لا تحتاج إلى طبخ
587

(9) حدثنا حفص عن عاصم عن أبي عثمان قال: كنا نأكل السمن ولا نأكل الودك،
ولا نسأل عن الظروف.
(10) حدثنا جرير عن منصور قال: سألت إبراهيم عن السمن الجبلي فقال: العربي
أحب إلي منه، وإني لآكل من الجبلي.
(24) ما قالوا في آنية المجوسي والمشرك
(1) حدثنا حفص عن حجاج عن مكحول عن أبي إدريس عن أبي ثعلبة الخشني
قال: قلت: يا رسول الله! إنا نغزو أرض العدو فنحتاج إلى آنيتهم، فقال: " استغنوا عنها
ما استطعتم، فإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها واشربوا ".
(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن برد عن عطاء عن جابر قال: كنا نغزو مع النبي
صلى الله عليه وسلم أرض المشركين، فلا نمتنع أن نأكل في آنيتهم ونشرب في أسقيتهم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عبد الله بن يحيى الحضرمي أن حذيفة
استسقى فأتاه دهقان بباطية فيها خمر فغسلها حذيفة ثم شرب فهيا.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عروة بن عبد الله بن قشير أبي المهل عن ابن
سيرين قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهرون على المشركين فيأكلون من أوعيتهم
ويشربون في أسقيتهم.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن عطاء عن جابر قال: كنا نأكل من
أوعيتهم ونشرب في أسقيتهم.

(23 / 9) السمن: الزبد.
الودك: شحم الذبائح.
الظروف: أوعية السمن والماء وما شابه.
(23 / 10) السمن الجبلي: هو دهن الذبائح إذا قلي علي النار حتى صار سائلا ثم رمي ما بقي منه وترك الباقي
أي السائل حتى يبرد ويجمد.
(24 / 1) أي يجب تطهير وغسل آنية غير المسلم إن أراد المسلم استعمالها لان غير المسلمين لا يأخذون بالطهارة
في غسل آنيتهم كما في غسل أجسادهم.
(24 / 3) الدهقان: المالك الفارسي للأرض.
الباطية: وعاء من فخار
588

(6) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن ابن سيرين قال: كانوا يكرهون آنية الكفار،
فإن لم يجدوا منها بدا غسلوها وطبخوا فيها.
(7) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال: إذا احتجتم إلى قدور المشركين
وآنيتهم فاغسلوها واطبخوا فيها.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا عمر بن الوليد السني قال: سألت سعيد بن جبير عن قدور
المجوس فقال: أغسلها واطبخ فيها وائتدم.
(25) ما قالوا في طعام اليهودي والنصراني
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هلب عن أبيه
قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن طعام النصارى فقال: " لا يختلجن في صدرك طعام
ضارعت فيه نصرانية ".
(2) حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه لم ير بطعامهم
بأسا.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن قيس بن سكن الأسدي قال:
قال عبد الله: إنكم نزلتم بين فارس والنبط، فإذا اشتريتم لحما فسلوا، فإن كان ذبيحة
يهودي أو نصراني فكلوه، وإن ذبحه مجوسي فلا تأكلوه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد وعن مغيرة عن إبراهيم
{وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم} قالا: الذبائح.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا عمرو بن الضريس الأسدي قال: سألت الشعبي قال:
قلت: إنا نغزو أرض أرمينية أرض نصرانية، فما ترى في ذبائحهم وطعامهم؟ قال: كنا
إذا غزونا أرضا سألنا عن أهلها، فإذا قالوا: يهود أو نصارى، أكلنا من ذبائحهم
وطبخنا في آنيتهم.

(25 / 1) ضارعت فيه: شاركت في طبخه.
(25 / 4) سورة المائدة من الآية (5).
589

(26) ما قالوا في الكنز يوجد في أرض العدو
(1) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن الحسن قال: إذا وجد الكنز في أرض العدو
ففيه الخمس، وإذا وجد في أرض العرب ففيه الزكاة.
(2) حدثنا هشيم عن حصين عمن شهد القادسية، قال: بينا رجل يغتسل إذا فحص
له الماء التراب عن لبنة من ذهب، فأتى سعد بن أبي وقاص فأخبره فقال: اجعلها في غنائم
المسلمين.
(3) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن أبي قيس عبد الرحمن بن ثروان عن هزيل
قال: جاء رجل إلى عبد الله فقال: إني وجدت مائتي درهم، فقال عبد الله: إني لأرى
المسلمين تلفت أموالهم، هذا أراه زكاة مال غازي، فاد خمسة في بيت المال ولك ما بقي.
(4) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا هشام بن سعد قال حدثني عمرو بن شعيب عن أبيه
عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " في الركاز الخمس ".
(5) حدثنا عبد الرحيم عن إسماعيل بن أبي خالد وزكريا عن الشعبي أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " في الركاز الخمس ".
(6) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله.
(7) حدثنا الثقفي عن أيوب ووكيع عن ابن عون كلاهما عن ابن سيرين عن أبي
هريرة بمثله ولم يرفعه.
(8) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن الشعبي أن غلاما من العرب وجد ستوقة فيها
عشرة آلاف درهم، فأتى بها عمر فأخذ منها خمسها ألفين وأعطاها ثمانية آلاف.
(9) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي أن رجلا وجد في خربة ألفا وخمسمائة
درهم، فأتى عليا فقال: أد خمسها ولك ثلاثة أخماسها وسنطيب لك الخمس الباقي.
(10) حدثنا عباد عن هشام عن الحسن قال: الركاز الكنز العادي، فيه الخمس.

(26 / 1) الكنز: المال المدفون في الأرض.
(26 / 4) الركاز: المال المدفون في الأرض مما قبل الاسلام من ذهب أو فضة
590

(11) حدثنا معتمر عن سليمان عن عمر الضبي قال: بينما رجال يسابون ويلتون أو
يثيرون الأرض إذ أصابوا كنزا وعليها محمد بن جابر الراسبي، فكتب فيه إلى عدي
فكتب عدي إلى عمر بن عبد العزيز، فكتب عمر أن خذ منهم الخمس.
(12) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن سعيد بن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" في الركاز الخمس ".
(13) حدثنا خالد بن مخلد عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " في الركاز الخمس ".
(14) حدثنا الفضل بن دكين عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس
قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم " في الركاز الخمس ".
(15) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " في الركاز الخمس ".
(27) ما قالوا في الخمس والخراج كيف يوضع
(1) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن عمرو بن ميمون أن عمر
جعل على أهل السواد على كل جريب قفيزا ودرهما.
(2) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي قال: وضع
عمر على أهل السواد على كل جريب عامر أو غامر قفيزا ودرهما، وعلى جريب الرطبة
خمسة دراهم وخمسة أقفزة، وعلى جريب الشجر دراهم وعشرة أقفزة، وعلى جريب
لكرم عشرة دراهم وعشرة أقفزة، ولم يذكر النخل.

(26 / 11) يسابون ويلتون ويثيرون الأرض: يقلبونها ويفلحوها ويجعلوها أثلاما. وينقونها من الصخور.
(27 / 1) الجريب (مقياس مساحة): نقل عن قدامة الكاتب أنه ثلاثة آلاف وستمائة ذراع وقيل إنه عشرة
آلاف ذراع. وجاء في معجم متن اللغة أن الجريب الأرضي يساوي 60 ذراعا أي 56, 1474 م أو
100 ذراع هاشمي أي 4096 م. القفيز الأرضي 456, 147 م، والقفيز الوزني 835, 27 كلغ
تقريبا.
السواد: مناطق الزراعة في العراق وسميت بالسواد لكثرة أشجارها.
(27 / 2) عامر أو غامر: بعلي أو مروي
591

(3) حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي قال:
وضع عمر بن الخطاب على السواد على كل جريب أرض يبلغه الماء عامر أو غامر درهما
وقفيزا من طعام، وعلى البساتين على كل جريب عشرة دراهم وعشرة أقفزة من طعام،
وعلى الرطاب على كل جريب أرض خمسة دراهم وخمسة أقفزة من طعام وعلى الكروم على
كل جريب أرض عشرة دراهم وعشرة أقفزة، ولم يضع على النخل شيئا جعله تبعا
للأرض.
(4) حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن قتادة عن أبي مجلز قال: بعث عمر عثمان بن
حنيف على مساحة الأرض، قال: فوضع عثمان على الجريب من الكرم عشرة دراهم، وعلى
جريب النخل ثمانية دراهم، وعلى جريب القصب ستة دراهم يعني الرطبة، وعلى جريب
البر أربعة دراهم، وعلى جريب الشعير درهمين.
(5) حدثنا حفص عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن أبي مجلز أن عمر جعل على جريب النخل ثمانية دراهم.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ليلى عن الحكم أن عمر بن الخطاب بعث عثمان بن
حنيف على السواد، فوضع على كل جريب عامر أو غامر يناله الماء درهما وقفيزا يعني
الحنطة والشعير، وعلى جريب الكرم عشرة، وعلى جريب الرطاب خمسة.
(7) حدثنا وكيع عن علي بن صالح عن أبان بن تغلب عن رجل عن عمر أنه وضع على
النخل على الرفلتين درهما، وعلى الفارسية درهما.
(8) حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن عمرو بن ميمون قال: جئت وإذا عمر
وانف على حذيفة وعثمان بن حنيف فقال: تخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق فقال
حذيفة: لو شئت لأضعفت أرضي، قال: وقال عثمان بن حنيف: لقد حملت أرضي أمرا
هي له مطيقة، وما فيها كثير فضل، فقال انظر أما لديكما أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق.
(9) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم قال سمعت عمرو بن ميمون قال: دخل
عثمان بن حنيف على عمر فسمعته يقول: لان زدت على كل رأس درهمين وعلى كل
جريب الأرض درهما وقفيزا من طعام لا يضرهم ذلك ولا يجهدهم أو كلمة نحوها،
قال: نعم، قال: فكان على كل رأس ثمانية وأربعون، فجعلها خمسين.

(27 / 3) الرطاب: القصب.
(27 / 7) الرفلتين من الرفلة وهي النخلة التي لا تعطي كثيرا من الثمر، والرفلة القبيحة
592

(10) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا محمد بن طلحة عن داود بن سليمان قال: كتب
عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن: آمرك أن تطرز أرضهم - يعني أهل
الكوفة، ولا تحمل خرابا على عامر ولا عامرا على خراب، وانظر الخراب فخذ منه ما
أطاق وأصلحه حتى يعمر، ولا تأخذ من العامر إلا وظيفة الخراج في رفق وتسكين لأهل
الأرض، وآمرك أن لا تأخذ في الخراج إلا وزن سبعة ليس لها اثنين ولا أجور الضرابين
ولا الفضة ولا هدية النيروز والمهرجان ولا ثمن المصحف ولا أجور الفتوح ولا أجور
البيوت ولا درهم النكاح، ولا خراج على من أسلم من أهل الأرض.
(28) ما قالوا في التسويم في الحرب وتعليم ليعرف
(1) حدثنا أبو أسامة عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله {مسومين}
معلمين مجزورة أذناب خيولهم عليها العهن والصوف.
(2) حدثنا محمد بن أبي عدي عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: قيل لهم يوم
بدر تسوموا فإن الملائكة قد تسومت، قالوا: فأول ما جعل الصوف ليومئذ.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي عن
علي قال: كان سيما أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر الصوف الأبيض.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن رجل من ولد الزبير يقال له يحيى بن
عباد قال: كان على الزبير يوم بدر عمامة صفراء معتجرا بها. فنزلت الملائكة عليهم عمائم
صفر.
(5) حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن عباد بن حمزة عن الزبير بنحو منه.

(27 / 10) تطرز أرضهم: تخططها وتحددها وتفرزها.
(28 / 1) {مسومين} من سورة آل عمران من الآية (125).
العهن: القطن.
(28 / 4) معتجرا بها قد لفها على رأسه ورد ذؤابتاها على كتفيه
593

(29) ما قالوا في الرجل يسلم ثم يرتد ما يصنع به
(1) حدثنا هشام عن عبد العزيز بن صهيب قال: ثنا أنس بن مالك قال قدم ناس
من عرينة المدينة فاجتووها فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن شئتم أن تخرجوا إلى إبل
الصدقة فتشربوا من أبوالها وألبانها ". ففعلوا واستصحوا، قال: فمالوا على الراعي
فقتلوهم واستاقوا ذود رسول الله صلى الله عليه وسلم وكفروا بعد إسلامهم، فبعث في آثارهم فأتي بهم
فقطع أيديهم وأرجلهم وسمل أعينهم وتركوا بالحرة حتى ماتوا.
(2) حدثنا هشيم عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
(3) حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
" من بدل دينه فاقتلوه ".
(4) حدثنا عباد بن العوام عن سعيد عن قتادة عن حميد بن هلال أن معاذ بن جبل
أتى أبا موسى وعنده رجل يهودي فقال: ما هذا؟ قال: هذا يهوي أسلم ثم ارتد، وقد
استتابه أبو موسى شهيرين، فقال معاذ: لا أجلس حتى أضرب عنقه، قضى الله وقضى
رسول الله صلى الله عليه وسلم و
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة،
قال: ارتد علقمة بن علاثة عن دينه بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقاتله المسلمون، قال: فأبى أن يجنح
للسلم، فقال أبو بكر: لا يقبل منك إلا سلم مخزية أو حرب مجلية، قال: فقال: وما سلم
مخزية، قال: تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وأن قتلاكم في النار، وتدون قتلانا ولا ندي
قتلاكم، فاختاروا سلما مخزية.

(29 / 1) اجتووها: تضايقوا من ريحها وهوائها حتى أمرضهم ذلك.
الذود: النوق والبعران.
وقد فعل بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ما فعلوه بالرعاة.
(29 / 3) أي أن عقاب المرتد القتل.
(29 / 5) تدون: تؤدون الدية.
لا ندي: لا نودي الدية
594

(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن أسلم عن طارق بن شهاب قال: جاء
وفد بزاخة أسد وغطفان إلى أبي بكر يسألونه الصلح، فخيرهم أبو بكر بين الحرب
المجلية أو السلم المخزية، قال: فقالوا: هذا الحرب المجلية قد عرفناها، فما السلم المخزية؟
قال: قال أبو بكر: تؤدون الحلقة والكراع، وتتركون أقواما تتبعون أذناب الإبل حتى يرى
الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين أمرا يعذرونكم به، وتدون قتلانا ولا ندي قتلانا ولا ندي قتلاكم، وقتلانا
في الجنة وقتلاكم في النار، وتردون ما أصبتم منا ونغنم ما أصبنا منكم، فقال عمر فقال: قد
رأيت رأيا، وسنشير عليك، أما أن يؤدوا الحلقة والكراع فنعم ما رأيت، وإما أن يتركوا أقواما
يتبعون أذناب الإبل حتى يرى الله خليفة نبيه صلى الله عليه وسلم والمسلمين أمرا يعذرونهم به فنعم ما
رأيت، وإما أن نغنم ما أصبنا منهم ويردون ما أصابوا منا فنعم ما رأيت، وإما أن قتلاهم
في النار وقتلانا في الجنة فنعم ما رأيت، وإما أن لا ندي قتلاهم فنعم ما رأيت، وإما أن
يدوا قتلانا فلا، قتلانا قتلوا عن أمر الله فلا ديات لهم، فتتابع الناس على ذلك.
(7) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أشعث عن ابن سيرين قال: ارتد علقمة بن
علاثة فبعث أبو بكر إلى امرأته وولده فقالت: إن كان علقمة كفر فإني لم أكفر أنا ولا
ولدي، فذكر ذلك للشعبي فقال: هكذا فعل بهم - يعني بأهل الردة.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن ابن سيرين نحوه، وزاد فيه: ثم إنه
جنح للسلم في زمان عمر فأسلم فرجع إلى امرأته كما كان.
(9) حدثنا شريك عن إبراهيم بن مهاجر عن إبراهيم أن أبا بكر قال: لو منعوني
عقالا مما أعطوا رسول الله صلى الله عليه وسلم لجاهدتهم، ثم تلا {وما محمد إلا رسول قد خلت من
قبله الرسل} إلى آخر الآية.

(29 / 6) الحلقة: السلاح.
الكراع: الخيل والبعران وكل دابة تركب للقتال.
قتلوا عن أمر الله: أي في سبيل الله.
(29 / 7) أي لا يعامل أهل المرتد معاملته إن لم يكونوا قد ارتدوا معه.
(29 / 9) سورة آل عمران من الآية (144)
595

(10) حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه عن ابن أبي مليكة قال: قال عمر: والذي
نفسي بيده لو أطاعنا أبو بكر لكفرنا في صبيحة واحدة إذ سألوا التخفيف عن الزكاة،
فأبى عليهم قال: لو منعوني عقالا لجاهدتهم.
(11) حدثنا شريك عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: " لا يساكنكم اليهود
والنصارى في أمصاركم، فمن أسلم منهم ثم ارتد فلا تضربوا إلا عنقه ".
(12) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند قال ثنا عامر أن أنس بن
مالك حدثه أن نفرا من بكر بن وائل ارتدوا عن الاسلام ولحقوا بالمشركين فقتلوا في
القتال، فلما أتيت عمر بن الخطاب بفتح تستر قال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟ قال:
قلت عرضت في حديث آخر لأشغله عن ذكرهم، قال: ما فعل النفر من بكر بن وائل؟
قال: قلت: قتلوا يا أمير المؤمنين، قال: لو كنت أخذتهم سلما كان أحب إلي مما طلعت
عليه الشمس من صفراء وبيضاء، قال: قلت: يا أمير المؤمنين، وما كان سبيلهم لو أخذتهم
إلا القتل، قوم ارتدوا عن الاسلام ولحقوا بالشرك، قال: كنت أعرض أن يدخلوا في
الباب الذي خرجوا منه، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم، وإن أبوا استودعتهم السجن.
(13) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن سعيد بن حيان عن عمار الدهني
قال: حدثني أبو الطفيل قال: كنت في الجيش الذين بعثهم علي بن أبي طالب إلى بني
ناجية، فانتهينا إليهم فوجدناهم على ثلاث فرق، قال: فقال أميرنا لفرقة منهم: ما أنتم؟
قالوا: نحن قوم كنا نصارى وأسلمنا فثبتنا على إسلامنا قال: اغتزلوا ثم قال للثانية: ما
أنتم؟ قالوا: نحن قوم من النصارى، لم نر دينا أفضل من ديننا فثبتنا عليه، فقال:
اعتزلوا، ثم قال لفرقة أخرى: ما أنتم؟ قالوا: نحن قوم كنا نصارى فأسلمنا فرجعنا فلم نر
دينا أفضل من ديننا فتنصرنا، قال لهم: أسلموا، فأبوا فقال لأصحابه: إذا مسحت على
رأسي ثلاث مرات فشدوا عليهم ففعلوا فقتلوا المقاتلة وسبوا الذراري، فجئت بالذراري
إلى علي وجاء مصقلة بن هبيرة فاشتراهم بمائتي ألف فجاء بمائة ألف إلى علي، فأبي أن

(29 / 10) العقال: الحبل يعقل أي يربط به البعير. لكفرنا في صبيحة واحدة: أي لكان الرجوع عن الزكاة
مقدمة للرجوع عن كل أمر من أمور الاسلام بعده.
(29 / 11) أمصاركم: البلاد التي يسكنها المسلمون وهم أكثر أهلها.
(29 / 12) الصفراء: الذهب.
البيضاء: الفضة.
استودعتهم السجن: حتى يستتابوا قبل قتلهم فربما تابوا
596

يقبل، فانطلق مصقلة بدراهمه وعمد إليهم مصقلة فأعتقهم ولحق بمعاوية، فقيل، لعلي:
ألا تأخذ الذرية؟ فقال: لا، فلم يعرض لهم.
(14) حدثنا أبو أسامة عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي
علاثة أن عمر بن الخطاب بعث سرية فوجدوا رجلا من المسلمين تنصر بعد إسلامه
فقتلوه، فأخبر عمر بذلك عمر بذلك فقال: هل دعوتموه إلى الاسلام؟ قالوا: لا، قال: فإني أبرأ
إلى الله من دمه.
(15) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك عن أبي عبيد بن الأبرص عن علي بن أبي
طالب أنه أتى برجل كان نصرانيا فأسلم ثم تنصر، فسأله عمر عن كلمة فقال له، فقام
إليه علي فرفسه برجله، قال: فقام الناس إليه فضربوه حتى قتلوه.
(16) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن قابوس بن المخارق عن أبيه قال: بعث
علي محمد بن أبي بكر أميرا على مصر، فكتب إلى علي يسأله عن زنادقة، منهم من يعبد
الشمس والقمر، ومنهم من يعبد غير ذلك ومنهم من يدعي الاسلام فكتب إليه وأمره في
الزنادقة أن يقتل من كان يدعي الاسلام، ويترك سائرهم يعبدون ما شاءوا.
(17) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب قال:
خرج رجل يطرق فرسا له فمر بمسجد بني حنيفة فصلى فيه فقرأ لهم إمامهم بكلام
مسيلمة الكذاب، فأتى ابن مسعود فأخبره فبعث إليهم فجاءهم، فاستتابهم فتابوا إلا
عبد الله بن النواحة فإنه قال له: يا عبد الله! إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لولا
أنك رسول لضربت عنقك "، فأما اليوم فلست برسول، يا خرشة قم فاضرب عنقه،
فقام فضرب عنقه.
(18) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: جاء رجل ابن
مسعود فقال: إني مررت بمسجد بني حنيفة فسمعت إمامهم يقرأ بقراءة ما أنزلها الله على
محمد صلى الله عليه وسلم، فسمعته يقول: الطاحنات طحنا فالعاجنات عجنا فالخابزات خبزا فالثاردات
ثردا فاللاقمات لقما " قال: فأرسل عبد الله فأتى بهم سبعين ومائة رجل على دين مسيلمة
إمامهم عبد الله بن النواحة، فأمر به فقتل، ثم نظر إلى بقيتهم فقال: ما نحن بمجزري
الشيطان هؤلاء، سائر القوم رحلوهم إلى الشام لعل الله أن يصيبهم بالطاعون.

(29 / 14) وفيه وجوب استتابة المرتد فإن تاب فيها وإلا قتل.
(29 / 18) الطاحنات طحنا إلخ.. هو من كلام مسيلمة الكذاب زعم أنه وحي يوحى إليه وهو يقلد فيه
بعض آي القرآن تعالى كلام الله عن ذلك
597

(19) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده قال: كتب عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب أن رجلا يبدل بالكفر بعد
الايمان، فكتب إليه عمر: استتبه، فإن تاب فأقبل منه، وإلا فاضرب عنقه.
(20) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عبيد العامري عن أبيه قال:
كان أناس يأخذون العطاء والرزق ويصلون مع الناس، وكانوا يعبدون الأصنام في السد،
فأتى بهم علي بن أبي طالب فوضعهم في المسجد، أو قال: في السجن، ثم قال: يا أيها
الناس! ما ترون في قوم كانوا يأخذون معكم العطاء والرزق ويعبدون هذه الأصنام؟ قال
الناس: اقتلهم قال: لا، ولكن أصنع بهم كما صنعوا بأبينا إبراهيم، فحرقهم بالنار.
(21) حدثنا البكراوي عن عبد الله بن عمر قال: كتب عمر بن عبد العزيز في قوم
نصاري ارتدوا فكتب أن استتيبوهم، فإن تابوا وإلا فاقتلوهم.
(22) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم في المرتد يستتاب، فإن تاب ترك وإن أبى
قتل.
(23) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار في الرجل
كفر بعد إيمانه قال: سمعت عبيد بن عمير يقول: قتل.
(24) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: قال عطاء في الانسان يكفر بعد
إيمانه: يدعى إلى السلام، فإن أبي قتل.
(25) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن
أبي موسى قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا ومعاذ إلى اليمن، قال: فأتاني يوم وعندي يهودي
قد كان مسلما فرجع عن الاسلام إلى اليهودية فقال: لا أنزل حتى تضرب عنقه، قال:
حجاج: وحدثني قتادة أن أبا موسى قد كان دعاه أربعين يوما.
(26) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن شيبان النحوي عن يحيى بن أبي كثير عن
محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في آخر خطبة خطبها: " إن هذه
القرية - يعني المدينة - لا يصلح فيها ملتان، فأيما نصراني أسلم ثم تنصر فأضربوا
عنقه ".
(27) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عمرو بن قيس عمن سمع إبراهيم يقول:
يستتاب المرتد كلما ارتد.
598

(28) حدثنا شبابة قال ثنا ابن أبي ذئب عن الزهري عن عبيد الله بن عبيد الله بن
عتبة قال: قال: كان ناس من بني حنيفة ممن كانوا مع مسيلمة الكذاب يفشون أحاديثه ويتلونها
فأخذهم ابن مسعود إلى عثمان فكتب إليه عثمان أن ادعهم إلى الاسلام فمن شهد منهم أن
لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم واختار الايمان على الكفر فاقبل ذلك منهم وخل
سبيلهم، فإن أبوا فاضرب أعناقهم، فاستتابهم، فتاب بعضهم وأبي بعضهم، فضرب أعناق
الذين أبوا.
(30) ما قالوا في المرتد كم يستتاب؟
(1) حدثنا ابن عيينة عن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه قال: لما قدم على عمر فتح
تستر - وتستر من أرض البصرة - سألهم: هل من مغربة، قالوا: رجل من المسلمين لحق
بالمشركين فأخذناه، قال: ما صنعتم به؟ قالوا: قتلناه، قال: أفلا أدخلتموه بيتا وأغلقتم
عليه بابا وأطعمتوه كل يوم رغيفا ثم استبتموه ثلاثا، فإن تاب وإلا قتلتموه، ثم قال:
اللهم لم أشهد ولم آمر ولم أرض إذا بلغني - أو قال: حين بلغني.
(2) حدثنا معاذ بن معاذ قال: ثنا ابن جريج عن سليمان بن موسى عن عثمان قال:
يستتاب المرتد ثلاثا.
(3) حدثنا معاذ بن بكر عن ابن جريج عن حيان عن الزهري قال: يدعى إلى
الاسلام ثلاث مرار، فإن أبي ضربت عنقه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر عن علي قال: يستتاب المرتد
ثلاثا.
(5) حدثنا حفص عن أشعث عن الشعبي قال: قال علي: يستتاب المرتد ثلاثا، فإن
عاد قتل.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الكريم عمن سمع ابن عمر يقول: يستتاب
المرتد ثلاثا.

(30 / 1) وفيه وجوب استتابة المرتد ثلاثا.
والمغربة: خبر غريب أو غير عادي.
(30 / 3) ثلاث مرات كل يوم مرة.
(30 / 5) ثلاث مرات يرتد فيها ويستتاب فإن ارتد مرة رابعة قتل
599

(7) حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع قال: كتب عامر لعمر بن عبد العزيز
من اليمن أن رجلا كان يهوديا فأسلم ثم تهود فرجع عن السلام، فكتب إليه عمر أن
ادعه إلى السلام، فإن أسلم فخل سبيله، وإن أبى فادعه بالحسنة ثم ادعه فإن أبى فاضممه
عليها، فإن أبى فأوثقه ثم ضع الخشبة على قلبه، ثم ادعه، فإن رجع فخل سبيله، وإن أبى
فاقتله، فلما جاء الكتاب فعل به ذلك حتى وضع الحربة على قلبه ثم دعاه فأسلم فخلى سبيله.
(8) حدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن جريج أن عمر بن عبد العزيز قال: يستتاب
المرتد ثلاثا فإن رجع وإلا قتل.
(31) ما قالوا في المرتد إذا لحق بأرض العدو
وله امرأة ما حالهما؟
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن عامر والحكم قالا في الرجل المسلم
يرتد عن السلام ويلحق بأرض العدو [فلتعتد] امرأته ثلاثة قروء إن كانت تحيض،
وإن كانت لا تحيض فثلاثة أشهر، وإن كانت حاملا أن تضع حملها، ويقسم ميراثه بين
امرأته وورثته من المسلمين، ثم تزوج إن شاءت، وإن هو رجع فتاب من قبل أن تنقضي
عدتها ثبتا على نكاحهما.
(2) حدثنا غندر عن شعبة عن الحكم في رجل أشرك ولحق بأرض العدو قال:
لا تزوج امرأته، وقال حماد: تزوج امرأته.
(32) ما قالوا في المرتد ما جاء في ميراثه
(1) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن علي أنه أتى بمستورد
العجلي وقد ارتد فعرض عليه السلام فأبى، قال: فقتله وجعل ميراثه بين ورثته المسلمين.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن الحكم أن عليا قسم ميراث المرتد بين
ورثته من المسلمين.
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن القاسم بن عبد الرحمن
عن عبد الله قال: إذا قتل المرتد ورثه ولده.

(31 / 1) فلتعتد هو الأرجح انطلاقا من أمرين السياق أولا وما روي عن عمر بن عبد العزيز وسعيد بن
المسيب، وفي الأصل [فلا تعتد] والأرجح أنه خطأ في النسخ
600

(4) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن جرير بن حازم قال: كتب عمر بن عبد
العزيز في ميراث المرتد لورثته من المسلمين وليس لأهل دينه شئ
(5) حدثنا وكيع عن مسعر وسفيان عن أبي الصباح قال: سمعت سعيد بن المسيب
يقول: [المرتد] نرثهم ولا يرثونا.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن موسى بن أبي كثير قال: سألت سعيد بن المسيب
عن ميراث المرتد هل يوصل إذا قتل؟ قال: وما يوصل؟ قال: يرثه ورثته؟ قال: نرثهم
ولا يرثونا.
(7) حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن قال: يقتل وميراثه
بين ورثته من المسلمين.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الشعبي والحكم قالا: يقسم ميراثه بين امرأته وورثته من المسلمين.
(33) ما قالوا في المرتدة عن الاسلام
(1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن سلمة عن قتادة عن خلاس عن علي
في المرتدة: تسستتاب، وقال حماد: تقتل.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان ووكيع عن أبي حنيفة عن عاصم عن أبي رزين عن
ابن عباس قال: لا تقتل النساء إذا ارتددن عن الاسلام، ولكن يحبسن ويدعين إلى
السلام ويجبرن عليه.
(3) حدثنا حفص عن ليث عن عطاء في المرتدة قال: لا تقتل.
(4) حدثنا حفص عن عمر عن الحسن قال: لا تقتل.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن قال: لا تقتل النساء إذا هن
ارتددن عن الاسلام، ولكن يدعين إلى الاسلام، فإن هن أبين سبين وجعلن إماء
للمسلمين ولا يقتلن.

(32 / 4) أهل دينه: أي الدين الذي انتقل إليه بعد ارتداده عن الاسلام عن وذلك لان الميراث مال قد تملكه
وتماه وهو مسلم فالمسلمون من ورثته أحق به لان الاسلام غالب.
(32 / 5) المرتد إما أنها بمعنى الجمع أو الأرجح فيها الجمع: المرتدون.
(33 / 5) وهو الأرجح عندنا لأنه ليس للمرأة قوامة لتعامل معاملة الرجل ولأنها لو أسرت قبل أن تسلم
سبيت وجعلت مع الإماء
601

(6) حدثنا أبو داود عن أبي حرة عن الحسن في المرأة ترتد عن الاسلام قال: لا
تقتل، تحبس.
(7) حدثنا حفص عن عبيدة عن إبراهيم قال: لا تقتل.
(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن في المرتدة: تستتاب، فإن تابت
وإلا قتلت.
(9) حدثنا وكيع عن سفيان عن يحيى بن سعيد عن عمر بن عبد العزيز أن أم ولد
رجل من المسلمين ارتدت، فباعها بدومة الجندل من غير أهل دينها.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي معشر عن إبراهيم في المرأة ترتد عن
الاسلام قال: تستتاب، فإن تابت وإلا قتلت.
(11) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم بنحو منه.
(34) ما قالوا في المحارب أو غيره يؤمن أم يؤخذ
بما أصاب في حال حربه؟
(1) حدثنا حفص عن حجاج عن الحكم قال: كان أهل العلم يقولون: إذا آمن
المحارب لم يؤخذ بشئ كان أصابه في حال حربه إلا أن يكون شيئا أصابه قبل ذلك.
(2) حدثنا عبدة بن سليمان عن هشام عن أبيه في الرجل يصيب الحدود ثم يجئ
تائبا، قال: تقام عليه الحدود.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيدة عن إبراهيم في الرجل يجني الجناية فيلحق
بالعدو فيصيبهم أمان، قال: يؤمنون إلا أن يعرف شئ بعينه فيؤخذ منهم، فيرد على
أصحابه، وأما هو فيؤخذ بما كان جنى قبل أن يلحق بهم.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم في رجل أصاب حدا ثم خرج
محاربا ثم طلب أمانا فأمن، قال: يقام عليه الحد الذي كان أصابه.
(5) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم في الرجل إذا قطع الطريق وأغار ثم
رجع تائبا أقيم عليه الحد، وتوبته فيما بينه وبين ربه.

(34 / 2) أي أنه يرتد فيصيب الحدود ثم يتوب
602

(6) حدثنا أبو أسامة قال ثنا جرير بن حازم قال حدثني قيس بن سعد أن عطاء
كان يقول: لو أن رجلا من المسلمين قتل رجلا ثم كفر فلحق بالمشركين فكان فيهم، ثم
رجع تائبا قبلت توبته من شركه، وأقيم عليه القصاص، ولو أنه لحق بالمشركين ولم يقتل
فكفر ثم قاتل المسلمين فقتل منهم ثم جاء تائبا قبل منه ولم يكن عليه شئ.
(35) ما قالوا فيمن يحارب ويسعى في الأرض فسادا
ثم يستأمن من قبل أن يقدر عليه في حربه
(1) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال: كان حارثة بن بدر التميمي من أهل
البصرة قد أفسد في الأرض وحارب، فكلم الحسن بن علي وابن جعفر وابن عباس وغيرهم
من قريش، فكلموا عليا فلم يؤمنه، فأتى سعيد بن قيس الهمداني فكلمه، فانطلق سعيد
إلى علي وخلفه في منزله فقال: يا أمير المؤمنين! كيف تقول فيمن حارب الله ورسوله
وسعى في الأرض فسادا؟ فقرأ {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} حتى قرأ
الآية كلها، فقال سعيد، أفرأيت من تاب قبل أن نقدر عليه؟ فقال علي، أقول كما قال
" ويقبل منه، قال: فإن حارثة بن بدر قد تاب قبل أن نقدر عليه، فبعث إليه فأدخله
عليه فأمنه وكتب له كتابا فقال حارثة:
ألا أبلغن همدان إما لقيتها * * سلاما فلم يسلم عدو يعيبها
لعمر أبيك إن همدان تتقي * * الاله ويقضي بالكتاب خطيبها
تسيب رأسي واستخف حلومنا * * رعود المنايا حولنا وبروقها
وإنا لنستحلي المنايا نفوسنا * * ونترك أخرى مرة ما نذوقها
قال ابن عامر: فحدثت بهذا الحديث عبد الله بن جعفر فقال:: نحن كنا أحق بهذه
الأبيات من همدان.

أي يعتبر كأنه مسلم جديد والإسلام يحجب ما قبله.
(35 / 1) سورة المائدة من الآية (33)، وقوله أقول كما قال أي قوله تعالى: {إلا الذين تابوا من قبل أن
تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم} صدق الله العظيم، سورة المائدة الآية (34)
603

(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الشعبي زعم أن رجلا من مراد
حل، فلما سلم أبو موسى قام فقال: هذا مقام التائب العائذ فقال: ويلك مالك، قال: أنا
فلان ابن فلان المرادي، وإني كنت حاربت الله ورسوله وسعيت في الأرض فسادا، فهذا
حين جئت وقد تبت من قبل أن تقدر علي، قال: فقام أبو موسى المقام الذي قام فيه ثم
قال: إن هذا فلان ابن فلان المرادي: وإنه كان حارب الله ورسوله وسعى في الأرض
فسادا، وإنه قد تاب من قبل أن نقدر عليه، فإن يك صادقا فسبيل من صدق، وإن
كان كاذبا يأخذه الله بذنبه، قال: فخرج في الناس فذهب ولحى ثم عاد فقتل.
(36) ما قالوا في المحارب إذا قتل وأخذه المال
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن عطية عن ابن عباس في قوله:
{إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو
يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف} حتى ختم الآية. فقال: إذا حارب الرجل
وقتل وأخذ المال قطعت يده ورجله من خلاف وصلب وإذا قتل ولم يأخذ المال قتل،
وإذا أخذ المال ولم يقتل قطعت يده ورجله من خلاف وإذا لم يقتل ولم يأخذ المال نفي.
(2) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز في هذه الآية {إنما جزاء
الذين يحاربون الله ورسوله} قال: إذا قتل وأخذ المال قتل، وإذا أخذ المال وأخاف
السبيل صلب، وإذا قتل ولم يعد ذلك قتل، وإذا أخذه المال لم يعد ذلك قطع وإذا أفسد
نفي.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن حماد عن إبراهيم {إنما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله} قال: إذا خرج وأخاف السبيل وأخذ المال قطعت يده ورجله من
خلاف، وإذا أخاف السبيل ولم يأخذ المال نفي، وإذا قتل قتل، وإذا أخاف السبيل
وأخذ المال وقتل صلب.

(35 / 2) ذهب ولحى: ذهب وعاد إلى ما كان عليه من حرب المسلمين.
(36 / 1) سورة المائدة من الآية (33)، وفيه أن الحكم في هذه القضية يكون بحجم الجريمة المرتكبة.
(36 / 2) أخاف السبيل: أخاف المسافرين
604

(4) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال حدثت عن سعيد بن جبير قال: من
حارب فهو محارب، قال سعيد: فإن أصاب دما قتل، وإن أصاب دما ومالا صلب، فإن
الصلب هو أشد، وإذا أصاب مالا ولم يصب دما قطعت يده رجله لقوله {أو تقطع
أيديهم وأرجلهم من خلاف} فإن مات فتوبته فيما بينه وبين الله، ويقام عليه الحد.
(5) حدثنا زيد بن حباب عن أبي هلال عن قتادة عن مورق العجلي قال: إذا أخذه
المحارب فرفع إلى الامام، فإن كان أخذ المال ولم يقتل قطع ولم يقتل، وإن أخذ المال
وقتل قطع وصلب، وإن كان لم يأخذ المال ولم يقتل لم يقطع، وإن كان لم يأخذ المال ولم
يقتل وساق المسلمين نفي.
(37) المحاربة ما هي؟
(1) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عطاء قال: المحاربة الشرك.
(38) من قال: الامام مخير في المحارب،
يصنع فيه ما شاء
(1) حدثنا هشيم بن بشير عن حجاج عن عطاء والقاسم بن أبي بزة عن مجاهد، وعن
ليث عن عطاء عن مجاهد، وعن أبي مرة عن الحسن، وجويبر عن الضحاك قالوا: الامام
مخير في المحارب.
(2) حدثنا حفص عن عاصم عن الحسن قال: تلى هذه الآية {إنما جزاء الذين
يحاربون الله ورسوله} قال: ذلك إلى الامام.
(3) حدثنا أبو أسامة عن محمد بن عمرو عن عمر بن عبد العزيز قال: السلطان ولي
قتل من حارب الدين وإن قتل أخا امرئ وأباه، فليس إلى من يحارب الدين ويسعى في
الأرض فسادا سبيل - يعني دون السلطان، ولا يقصر عن الحدود بعد أن تبلغ إلى الامام،
فإن أقامتها من السنة.
(4) حدثنا زيد بن الحباب عن أبي هلال عن قتادة عن سعيد بن المسيب في
المحارب: إذا رفع إلى الامام يصنع به ما شاء.

(38 / 2) ذلك إلى الامام: الامام يقدر حجم الجرم ونوع العقوبة فما نص عليه كتاب الله في هذه الآية
605

(39) ما قالوا في المقام في الغزو أفضل أم الذهاب؟
(1) حدثنا سعيد بن عامر عن سعيد بن أبي عروبة عن سعيد بن أبي حرة عن نافع
عن ابن عمر قال: لان يذهب ويرجع أحب إليه، وسأله ابن أو أخ له يغزو.
(40) ما يكره أن يدفن مع القتيل
(1) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال: لا يدفن مع القتيل خف ولا نعل.
(2) حدثنا أبو الأحوص عن مغيرة عن إبراهيم قال: ينزع عن القتيل الفرو
والجوربان و الموزجان والأفراهيجان إلا أن يكون الجوربان يكملان فيتركان عليه.
(3) حدثنا و كيع عن سفيان عن مخول عن العيزار بن حريث قال: قال زيد بن
صوحان: لا تنزعوا عني ثوبا إلا الخفين.
(41) ما قالوا في الرجل يستشهد يغسل أم لا
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن هشام بن حسان قال: كان محمد إذا
سئل عن الشهيد يغسل حدث عن حجر بن عدي إذ قتله معاوية قال: قال حجر: لا
تطلقوا عني حديدا وتغسلوا عني دما، ادفنوني في وثاقي ودمي، ألقى معاوية عن الجادة
غدا.
(2) حدثنا عيسى بن يونس عن إسماعيل بن أبي خالد قال: سمعت يحيى بن عابس
يخبر قيس بن أبي حازم عن عمار بن ياسر أنه قال: ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن يحيى بن عابس عن عمار بن ياسر
نحوه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخول بن راشد النهدي عن العيزار بن حريث
العبدي قال: قال زيد بن صوحان يوم الجمل: أرمسوني في الأرض رمسا، ولا تغسلوا عني
دما ولا تنزعوا عني ثبا إلا الخفين، فإني محاج أحاج.

(40 / 2) الموزجان والأفراهيجان نوعان من الملابس وأصل الكلمتان فارسي.
(41 / 1) ألقاه على الجادة: أي ألقاه يوم الحساب على الصراط فأطالبه بدمي.
(41 / 4) أرمسوني: ادفنوني والرمس القبر محاج أحاج: لي حجة أحتج بها على قاتلي يوم القيامة وأطالبه
بدمي
606

(5) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر وسفيان عن مصعب بن المثنى العبدي قال سفيان:
عن رجل عن زيد بن صوحان، وقال مسعر عن مصعب عن زيد بن صوحان أنه قال يوم
الجمل: ادفنوني وما أصاب الثرى من دمائنا.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
سعد بن عبيد القارئ يوم القادسية: إنا لا قوا العدو غدا إن شاء الله وإنا مستشهدون،
فلا تغسلوا عنا دما ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا.
(7) حدثنا أبو أسامة قال ثنا ثابت بن عمارة قال سمعت غنيم بن قيس يقول: الشهيد
يدفن في ثيابه ولا يغسل.
(8) حدثنا شريك عن أبي إسحاق أن رجلا من أصحاب عبد الله قتله العدو فدفناه
في ثيابه.
(9) حدثنا أبو بكر بن عياش عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا رفع القتيل دفن في
ثيابه، وإذا رفع وبه رمق صنع به ما يصنع بغيره.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عيسى بن أبي عزة عن الشعبي في رجل قتلته
اللصوص قال: يدفن في ثيابه ولا يغسل.
(11) حدثنا شبابة قال أخبرني ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن
كعب بن مالك أن جابر بن عبد الله أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على قتلى أحد ولم
يغسلوا.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن عروبة عن أبي معشر عن إبراهيم قال:
الشهيد إذا كان في المعركة دفن في ثيابه ولم يغسل.
(42) من قال: يغسل الشهيد
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بحمزة حين
استشهد فغسل.

(41 / 9) وبه رمق: ما زال فيه بقية من حياة ثم توفي بعد ذلك متأثرا بجراحه صنع به ما يصنع بغيره أي
يغسل ويكفن كما يفعل بالميت من غير قتال
607

(2) حدثنا وكيع قال ثنا زكريا عن عامر أن حنظلة بن الراهب طهرته الملائكة.
(3) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن في الغسل إذا كان عليه مهل غسل.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب والحسن قالا: الشهيد
يغسل، ما مات ميت إلا جنب.
(5) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: غسل عمر
وكفن وحنط.
(43) ما قالوا في الصلاة على الشهيد
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبي مالك قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على
حمزة.
(2) حدثنا ابن فضيل عن يزيد عن عبد الله بن الحارث قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
على حمزة وكبر عليه تسعا.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الزبير بن عدي عن عطاء أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى
على قتلى بدر.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر قال: سئل عامر: أيصلى على الشهيد؟
قال: أحق من صلي عليه الشهيد.
(44) ما قالوا في الرجل يأخذ المال للجهاد ولا يخرج
(1) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسحاق بن سليمان عن الشيباني عن أبيه قال حدثني
عمرو بن أبي قرة قال: جاءنا كتاب عمر بن الخطاب أن ناسا يأخذون من هذا المال
يجاهدون في سبيل الله ثم يخالفون ولا يجاهدون، فمن فعل ذلك منهم فنحن أحق بماله
حتى تأخذ منه ما أخذ، قال إسحاق: فقمت إلى أسد بن عمرو فقلت: ألا ترى إلى ما
حدثني به عمرو بن أبي قرة وحدثت به، فقال: صدق، جاء به كتاب عمر.

(42 / 2) وهو حنظلة غسيل الملائكة لأنه سمع النداء بالخروج إلى أحد فخرج وهو جنب لم يغتسل إذ لم
يسمع له الوقت بالاغتسال فغسلته الملائكة.
(42 / 3) إذا كان عليه مهل: إذا لم يتوف فور إصابته فرفع به رمق أو كان يمكن تأخير دفنه حتى يغسل
غسل
608

(45) ما قالوا في الرجل يؤسر؟
(1) حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: يوقف مال الأسير
وامرأته حتى يسلما أو يموتا.
(2) حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثني الأوزاعي قال: سألت الزهري عن الأسير
في أرض العدو متى تزوج امرأته؟ فقال: لا تزوج ما علمت أنه حي.
(46) ما قالوا في الأسير في أيدي العدو
وما يجوز له من ماله؟
(1) حدثنا عبد الأعلى عن هشام عن الحسن في الأسير في أيدي العدو إن أعطى
عطية أو نحل نحلا وأوصى بثلثه فهو جائز.
(2) حدثنا معن بن عيسى عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: لا يجوز للأسير في
ماله إلا الثلث.
(47) ما قالوا في الأسير وله القرابة فمن يرثه؟
(1) حدثنا علي بن مسهر عن داود عن الشعبي عن شريح قال: أحوج ما يكون إلى
ميراثه وهو أسير.
(2) حدثنا ابن مهدي عن همام عن قتادة عن الحسن في ميراث الأسير قال: إنه
محتاج إل ميراثه.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن ابن أبي ذئب عن الزهري قال: يرث الأسير.
(4) حدثنا ابن مهدي عن هشام عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: يرث.
(48) من قال: لا يرث الأسير.
(1) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عمن سمع إبراهيم يقول: لا يرث الأسير.

(46 / 2) أي أن حكمه حكم من كان في مرض الموت.
(47 / 1) إذ بماله يفتدى من الأسر ويفك إساره
609

(2) حدثنا ابن الحارث عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب قال: لا
يرث الأسير في أيدي العدو.
(3) حدثنا عفان قال حدثنا وهيب عن داود عن سعيد بن المسيب أنه كان لا
يورث الأسير.
(49) ما قالوا في الأسير يؤسر فيحدث هنالك
ثم يجئ فيؤخذ منه
(1) حدثنا عبد الله بن المبارك عن ابن جريج عن عطاء قال: لا يؤخذ بما أحدث
هناك - يعني الأسير يؤسر فيحدث.
(50) ما قالوا في الفتح يأتي فيبشر به
الوالي فيسجد سجدة الشكر
(1) حدثنا حفص بن غياث عن موسى بن عبيدة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال:
بشر عمر بفتح فسجد.
(2) حدثنا حفص بن غياث عن مسعر عن محمد بن عبيد الله أن أبا بكر أتاه فتح
فسجد.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي محمد بن عبيد الله عن رجل لم
يسمه: أن أبا بكر لما أتاه فتح اليمامة سجد.
(4) حدثنا شريك عن محمد بن قيس عن أبي موسى قال: رأيت عليا حين أتي
بالمخدج سجد سجدة شكر.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن محمد بن قيس الهمداني عن شيخ لهم يكنى أبا
موسى قال: شهدت عليا لما أتي بالمخدج سجد.

(49 / 1) لأنه ربما أحدث ما أحدث مجبرا أو خوف قتل آسريه له والأصل الحفاظ على حياته حتى يعود إلى
أرض الاسلام وقد أباح الله تعالى للمضطر أكل الميتة والدم ولحم الخنزير.
(50 / 1) هي سجدة شكر لله تعالى
610

(6) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عبيد العجلي عن أبي موسى الوالبي قال: شهدت عليا
أتي بالمخدج فسجد.
(7) حدثنا وكيع ثنا مسعر عن أبي عون الثقفي عن يحيى بن الجزار أن النبي صلى الله عليه وسلم مر
به رجل وبه زمانة فسجد وأبو بكر وعمر.
(8) حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال: مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل
قصير، قال: فسجد سجدة الشكر وقال: الحمد لله الذي لم يجعلني مثل زنيم.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن أبي جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنغاش
فسجد وقال: " سلوا الله العافية ".
(10) حدثنا جرير عن منصور قال: حدثت أن أبا بكر سجد سجدة الشكر، وكان
إبراهيم يكرهها.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: سجدة الشكر بدعة.
(12) حدثنا هشيم قال ثنا الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما نزل نكاح
زينب انطلق زيد بن حارثة حتى استأذن على زينب قال: فقالت زينب: مالي ولزيد؟
قال: فأرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأذنت له فبشرها أن الله زوجها من نبيه صلى الله عليه وسلم
قال: فخرت ساجدة شكر الله.
(13) حدثنا هشام قال أخبرنا مغيرة عن إبراهيم قال: كان يكره سجدة الفرج
ويقول: ليس فيها ركوع ولا سجود.
(14) حدثنا أبو أسامة قال ثنا إسماعيل بن زربي قال حدثني الريان بن صبرة الحنفي
أنه شهد يوم النهروان، قال: وكنت فيمن استخرج ذا الثدية فبشر به علي قبل أن ينتهي
إليه قال: فانتهى إليه وهو ساجد فرحا.
(15) حدثنا زيد بن الحباب قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن قيس بن عبد الرحمن بن
صعصعة عن سعد بن إبراهيم عن علي عن جده عبد الرحمن بن عوف قال: انتهيت إلى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو ساجد، فلما انصرف قلت: يا رسول الله: أطلت السجود؟ قال: إني سجدت
شكرا لله فيما ابتلاني من أمتي ".

(50 / 8) الزنيم: القصير البدين القبيح.
(50 / 9) النغاش: الشديد القصر الضخم الجثة يتمايل في مشيته.
(50 / 14) يوم النهروان: معركة بين علي رضي الله عنه والخوارج
611

(51) ما قالوا في العهد يوفي به للمشركين
(1) حدثنا ابن عيينة عن محمد بن سوقة قال: سأل رجل عطاء عن رجل أسرته الديلم
فأخذوا منه عهد الله وميثاقه على أن يرسلوه، فإن بعث إليهم بعد [أفديتموه] فهو
برئ، وإن لم يبعث إليهم كان عليه العهد والميثاق أن يرجع إليهم فلم يجد، وكان
معسرا، قال يعني: بالعهد، فقال: إنهم أهل شرك، فأبى عطاء إلا أن يفي بالعهد
(2) حدثنا ابن عيينة عن جامع بن أبي راشد عن ميمون بن مهران قال: ثلاث
يؤدين إلى البر والفاجر: الرحم يوصل برة كانت أو فاجرة، والأمانة تؤديها إلى البر
والفاجر، والعهد يوفي به للبر والفاجر.
(3) حدثنا أبو أسامة عن الوليد بن جميع قال ثنا أبو الطفيل قال ثنا حذيفة بن اليمان
قال: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، قال: فأخذنا كفار قريش
فقالوا: إنكم تريدون محمدا؟ فقلنا: ما نريده، وما نريده إلا المدينة، فأخذوا منها عهد الله
وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل مع، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخبر فقال:
" انصرفا، نفي لهم وأستعين الله عليهم ".
(52) ما قالوا في العبيد يأبقون إلى أرض العدو
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبيد بن أبي لبابة أنه قال في العبد
إذا أبق إلى أرض العدو: لا يقتل حتى يأوي إلى حرز، ويرد إلى مولاه.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن المغيرة بن شبل عن
جرير بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أبق العبد إلى العدو برئت منه
الذمة ".
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن الحسن بن عبيد الله عن الشعبي عن جرير قال:
مع كل أبقة كفرة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا يونس بن أبي إسحاق عن عامر عن جرير قال: إذا أبق
إلى العدو فقد حل دمه - يعني إلى دار الحرب.

(51 / 1) [افديتموه] هكذا في الأصل والأرجح فديته.
(52 / 2) برئت منه الذمة: أي إن قاتل مع العدو قتل
612

(5) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر عن جرير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما عبد
أبق إلى أرض العدو فقد برئت منه الذمة.
(53) ما قالوا في رجل أسره العدو ثم اشتراه
رجل من المسلمين.
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن ابن أبي عروبة عن قتادة قال: سئل على عن مكاتب
سباه العدو ثم اشتراه رجل من المسلمين قال: فقال: إن أحب مولاه أن يفكه فيكون عنده
علي ما بقي من مكاتبته ويكون له الولاء، وإن كره ذلك كان عند الذي اشتراه على هذا
الحال.
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا عباد قال أخبرني مكحول قال في مكاتب أسره
العدو فاشتراه رجل من التجار يكاتبه قال: يؤدي مكاتبه الأول ثم يؤدي مكاتبه الآخر.
(54) ما قالوا في الفروض وتدوين الدواوين
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أنه قدم على عمر من البحرين، قال: فقدمت عليه فصليت معه العشاء، فلما رآني سلمت
عليه فقال: ما قدمت به؟ قلت: قدمت بخمسمائة ألف، قال: أتدري ما تقول؟ قال قلت:
قدمت بخمسمائة ألف قال: ماذا تقول؟ قال: قلت: مائة ألف مائة ألف مائة ألف مائة ألف
مائة ألف حتى عددت خمسا، قال: إنك ناعس، ارجع إلى بيتك فنم ثم اغد علي، قال:
فغدوت عليه فقال: ما جئت به؟ قلت: بخمسمائة ألف، قال: طيب، قلت: طيب، لا أعلم
إلا ذاك، قال: فقال للناس: إنه قدم علي مال كثير فإن شئتم أن نعده لكم عدا، وإن
شئتم أن نكيله لكم كيلا، فقال رجل: يا أمير المؤمنين إني رأيت هؤلاء الأعاجم يدونون
ديوانا ويعطون الناس عليه، قال: فدون الدواوين وفرض للمهاجرين في خمسة آلاف
خمسة آلاف وللأنصار في أربعة آلاف أربعة آلاف، وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم في اثني
عشر ألفا اثني عشر ألفا.

(53 / 1) أي يكون عند الآخر مكاتبا أيضا حتى يؤدي له مكاتبته.
(54 / 1) إنك ناعس: أي قد أخذت النعاس فلا تدري ما تقول.
أغد علي: عد إلي غدا صباحا
613

(2) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: فرض
عمر لأهل بدر غريبهم ومولاهم في خمسة آلاف خمسة آلاف، وقال: لأفضلنهم على من
سواهم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد أن عمر بن
الخطاب فرض في ستة آلاف ستة آلاف، وفرض لأمهات المؤمنين في عشرة آلاف عشرة
آلاف، ففضل عائشة بألفين لحب النبي صلى الله عليه وسلم إياها إلا السبيتين صفية بنت حيي وجويرية
بنت الحارث فرض لها ستة آلاف، وفرض لنساء من نساء المؤمنين في ألف ألف منهم أم عبد.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن بن قيس عن أبيه قال: أتيت عليا بابن
عمة لي فقلت: يا أمير المؤمنين! افرض لهذا؟ قال: أربع - يعني أربعمائة، قال: قلت: إن
أربعمائة لا تغني شيئا، زده المائتين التي زدت، قال فذاك له، وقد كان زاد الناس
مائتين. (5) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني أبو معشر قال حدثني عمر مولى غفرة وغيره
قال: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه مال من البحرين فقال أبو بكر: من كان له على
رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ أو عدة فليقم فليأخذ، فقام جابر فقال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن
جاءني مال من البحرين لأعطيتك هكذا وهكذا " ثلاث مرار وحثى بيده، فقال له أبو
بكر: قم فخذ بيدك، فأخذ فإذا هي خمسمائة درهم، فقال: عدوا له ألفا، وقسم بين
الناس عشرة دراهم عشرة دراهم، وقال: إنما هذه مواعيد وعدها رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس
حتى إذا كان عام مقبل، جاءه مال أكثر من ذلك المال، فقسم بين الناس عشرين درهما
عشرين درهما، وفضلت منه فضلة، فقسم للخدم خمسة دراهم خمسة دراهم، وقال: إن
لكم خداما يخدمونكم ويعالجون لكم، فرضخنا لهم، فقالوا: لو فضلت المهاجرين
والأنصار لسابقتهم، ولمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أجر أولئك على الله، إن هذا
المعاش الأسوة فيه خير من الأثرة، قال: فعمل بهذا ولايته حتى إذا كانت سنة ثلاث
عشرة في جمادي الآخرة من ليال بقين منه مات رضي الله عنه، فعمل عمر بن الخطاب

(54 / 3) ليس ما ها هنا مناقض أو مخالف لما سبق إنما هي مرات مختلفة فرضى في كل منها حسب المال الذي
أتاه. أم عبد هي أم عبد الله بن مسعود.
(54 / 5) الرضخ: إعطاء القليل
وأم سلمة هي زوج الرسول صلى الله عليه وسلم وإحدى أمهات المؤمنين
[ديكا يرى لي] الأرجح أنها ديكا انبرى لي.
من أهل هذه الحمراء: أي من أهل فارس والديك في التأويل رجل فارسي.
614

ففتح الفتوح وجاءته الأموال، فقال: إن أبا بكر رأي في هذا الامر رأيا، ولي فيه رأي
آخر، لا أجعل من قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كمن قاتل معه، ففرض للمهاجرين والأنصار
ممن شهد بدرا خمسة آلاف خمسة آلاف، وفرض لمن كان له الاسلام كإسلام أهل بدر
ولم يشهد بدرا أربعة آلاف، وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم اثني عشر ألفا اثني
عشر ألفا إلا صفية وجويرية، فرض لهما ستة آلاف ستة آلاف، فأبتا أن تقبلا، فقال لهما:
إنما فرضت لهن للهجرة، فقالتا: إنما فرضت لهن لمكانهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لنا
مثله، فعرف ذلك عمر ففرض لهما اثني عشر ألفا اثني عشر ألفا، وفرض للعباس اثني
عشر ألفا، وفرض لأسامة بن زيد أربعة آلاف، وفرض لعبد الله بن عمر ثلاثة آلاف،
فقال: يا أبت! لم زدته علي ألفا؟ ما كان لأبيه من الفضل ما لم يكن لأبي، وما كان له لم
يكن لي، فقال: إن أبا أسامة كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أسامة
أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك وفرض لحسن وحسين خمسة آلاف خمسة آلاف، وألحقهما
بأبيهما لمكانهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفرض لأبناء المهاجرين والأنصار ألفين ألفين، فمر
به عمر بن أبي سلمة فقال: زيدوه ألفا، فقال له محمد بن عبد الله بن جحش، ما كان لأبيه
ما لم يكن لآبائنا وما كان له ما لم يكن لنا، فقال: إني فرضت له بأبيه أبي سلمة ألفين،
وزدته بأمه أم سلمة ألفا، فإن كانت لك أم مثل أمه زدتك ألفا، وفرض لأهل مكة
وللناس ثمانمائة ثمانمائة، فجاءه طلحة بن عبيد الله بأخيه عثمان، ففرض له ثمانمائة، فمر به
النضر بن أنس فقال عمر: افرضوا له في ألفين، فقال طلحة: جئتك بمثله ففرضت له
ثمانمائة درهم. وفرضت لهذا ألفين؟ فقال: إن أبا هذا لقيني يوم أحد فقال لي: ما فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: ما أراه إلا قد قتل، فسل سيفه فكسر غمده وقال: إن كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قتل فإن الله حي لا يموت، فقاتل حتى قتل، وهذا يرعى الشاء في
مكان كذا وكذا، فعمل عمر بدأ خلافته حتى كانت سنة ثلاث وعشرين حج تلك السنة
فبلغه أن الناس يقولون: لو مات أمير المؤمنين قمنا إلى فلان فبايعناه، وإن كانت بيعة أبي
بكر فلتة، فأراد أن يتكلم في أوسط أيام التشريق فقال له عبد الرحمن بن عوف: يا أمير
المؤمنين! إن هذا مكان يغلب عليه غوغاء الناس ودهمهم ومن لا يحمل كلامك محمله،
فارجع إلى دار الهجرة والايمان، فتكلم فيستمع كلامك، فأسرع فقدم المدينة فخطب
الناس وقال: يا أيها الناس! أما بعد فقد بلغني ما قاله قائلكم: لو مات أمير المؤمنين قمنا
615

إلى فلان فبايعناه وإن كانت بيعة أبي بكر فلتة، وأيم الله إن كانت لفلتة وقانا الله شرها،
فمن أين لنا مثل أبي بكر نمد أعناقنا إليه كمدنا إلى أبي بكر، إنما ذاك تفرة ليفتل، من
بايع أمير أمور المسلمين من غير مشورة فلا بيعة له، ألا وإني رأيت رؤيا ولا أظن ذاك
إلا عند اقتراب أجلي، رأيت [ديكا يرى لي] فنقرني ثلاث نقرات، فتأولت لي أسماء
بنت عميس، قالت: يقتلك رجل من أهل هذه الحمراء، فإن أمت فأمركم إلى هؤلاء الستة
الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض: إلى عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد
الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، فإن اختلفوا فأمرهم إلى علي، وأن أعش فسأوصي
ونظرت في العمة وبنت الأخ مالهما، يورثان ولا يرثان، وإن أعش فسأفتح لكم أمرا
تأخذون به، وإن أمت فسترون رأيكم، والله خليفتي فيكم فيكم، وقد دونت لكم دواوين،
ومصرت لكم الأمصار، وأجريت لكم الطعام إلى الخان، وتركتكم على واضحة، وإنما
أتخوف عليكم رجلين: رجلا قاتل على تأويل هذا القرآن يقتل، ورجلا رأي أنه أحق
بهذا المال من أخيه فقاتل عليه حتى قتل، فخطب نهار الجمعة وطعن يوم الأربعاء.
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: كان عطاء
عبد الله ستة آلاف.
(7) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد قال:
فرض عمر لأهل بدر في ستة آلاف ستة آلاف، وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك.
(8) حدثنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا إسرائيل عن إسماعيل بن سميع عن عمار
الدهني عن سالم بن أبي الجعد أن عمر جعل عطاء سلمان ستة آلاف.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يحيى بن عمرو بن سلمة الهمداني عن أبيه عن
عبيدة السلماني قال: قال لي عمر: كم ترى الرجل يكفيه من عطائه قال: قلت: كذا وكذا،
قال: لان بقيت لأجعلن عطاء الرجل أربعة آلاف: ألفا لسلاحه، وألفا لنفقته، وألفا
يجعلها في بيته وألفا لكذا وكذا أحسبه قال: لفرسه.

(54 / 8) وإنما فرض لسلمان رضي الله عنه ذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: " سلمان منا أهل البيت " و " سلمان سابق
الفرس "
616

حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الأسود بن قيس عن شيخ لهم قال: سمعت
عمر بن الخطاب يقول: لئن بقيت إلى قابل لألحقن سفلة المهاجرين في ألفين ألفين.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال سمعت
عمر بن الخطاب يقول: لئن بقيت إلى قابل لألحقن أخرى الناس بأولاهم ولأجعلنهم بيانا
واحدا.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن قيس قال حدثتني والدتي أم الحكم أن عليا
ألحقها في مائة من العطاء.
(13) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن أبي الحويرث أن عمر فرض للعباس
سبعة آلاف، ولعائشة وحفصة عشرة آلاف، ولام سلمة وأم حبيبة وميمونة وسودة ثمانية
آلاف ثمانية آلاف، وفرض لجويرية وصفية ستة آلاف ستة آلاف، وفرض لصفية بنت
عبد المطلب نصف ما فرض لهن، فأرسلت أم سلمة وصواحبها إلى عثمان بن عفان فقلن
له: كلم عمر فينا فإنه قد فضل علينا عائشة وحفصة، فجاء عثمان إلى عمر فقال: إن
أمهاتك يقلن لك: سو بيننا، لا تفضل بعضنا على بعض، فقال: إن عشت إلى العام القابل
زدتهن لقابل ألفين ألفين، فلما كان العام القابل جعل عائشة وحفصة في اثني عشر ألفا
اثني عشر ألفا، وجعل أم سلمة وأم حبيبة في عشرة آلاف، عشرة آلاف، وجعل صفية
وجويرية في ثمانية آلاف، ثمانية آلاف، فلما رأين ذلك سكتن عنه.
(14) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني أبي أن عمر بن الخطاب فرض
لجبير بن مطعم [وصريانه؟] أربعة آلاف أربعة آلاف.
(15) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال - قال أبو بكر: أراه قد ذكر له
إسنادا -: إن عمر بن الخطاب فرض لأسامة بن زيد ثلاثة آلاف وخمسمائة ولعبد الله بن
عمر ثلاثة آلاف، فقال عبد الله لعمر: فرضت لأسامة ثلاثة آلاف وخمسمائة وما هو بأقدم
مني إسلاما ولا شهد ما لم أشهد، قال: فقال عمر: لان زيد بن حارثة كان أحب إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيك، وكان أسامة بن زيد أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك فلذلك
زدته عليك خمسمائة.

(54 / 10) سفلة المهاجرين: اخر من هاجر منهم.
(54 / 14) [؟ صريانه] هكذا في الأصل من غير نقط والأرجح أنها [ضربانه] أي من في مكانته وحاله
617

(16) حدثنا ابن فضيل عن عاصم بن سليمان عن أبي الزناد قال: أعطانا عمر درهما
ثم أعطانا درهمين درهمين - يعني قسم بينهم.
(17) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس بن مالك
وسعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب كتب المهاجرين على خمسة آلاف والأنصار على
أربعة آلاف، ومن لم يشهد بدرا من أولاد المهاجرين على أربعة آلاف، وكان منهم
أسامة بن زيد ومحمد بن عبد الله بن جحش وعمر بن أبي سلمة وعبد الله بن عمر، فقال
عبد الرحمن بن عوف: إن عبد الله ليس مثل هؤلاء، إن عبد الله من أمره من أمره، فقال
عبد الله بن عمر لعمر: إن كان حقا لي فأعطنيه، وإلا فلا تعطنيه، فقال عمر
لعبد الرحمن بن عوف: فاكتبني على أربعة آلاف وعبد الله على خمسة آلاف، والله لا يجتمع
أنا وأنت على خمسة آلاف، فقال عبد الله بن عمر: إن كان حقا فأعطنيه وإلا فلا تعطنيه.
(18) حدثنا غسان بن نصر عن سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن جابر قال: لما
ولي عمر الخلاقة فرض الفرائض ودون الدواوين وعرف العرفاء قال جابر: فعرفني على
أصحابي.
(55) في العبيد يفرض لهم أو يرزقون
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن الحسن بن محمد عن مخلد الغفار أن ثلاثة مملوكين
شهدوا بدرا فكان عمر يعطي كل رجل منهم كل سنة ثلاثة آلاف ثلاثة آلاف.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: شهدت عثمان وعليا
يرزقان أرقاء الناس.
(3) حدثنا معتمر بن سليمان عن داود عن يوسف بن سعد عن وهيب أن زيد بن
ثابت كان في إمارة عثمان على بيت المال، قال: فدخل عثمان وأبصر وهيبا يعينهم فقال:
من هذا؟ فقال: مملوك لي، فقال: أراه يعينهم، أفرض له ألفين، قال ففرض له ألفا.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن سماك عن عياش الأشعري أن عمر
كان يرزق العبيد والإماء والخيل.

(54 / 18) عرفني على أصحابي: جعلني عليهم عريفا والعريف مرتبة قبلية في المسؤولية عن أمور الناس.
(55 / 1) وإنما أعطاهم لشهودهم بدرا.
(55 / 2) راجع شرح الحديث السابق
618

(56) من فرض لمن قرأ القرآن
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن أبيه قال: كان عمر بن عبد العزيز لا يفرض إلا لمن
قرأ القرآن، قال: فكان أبي من قراء القرآن ففرض له.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الشيباني عن يسير بن عمرو أن سعد بن مالك
فرض لمن قرأ القرآن في ألفين ألفين، فبلغ ذلك عمر فكتب إليه أن لا يعطي على القرآن
أجرا.
(57) في الصبيان هل يفرض لهم ومتى يفرض لهم؟
(1) حدثنا ابن عيينة عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب أن عمر كان يفرض
للصبي إذا استهل.
(2) حدثنا عباد بن العوام عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: شهدت عثمان فيأتي
بأعطيات الناس، إن قيل له: أن فلانة تلد الليلة فيقول: كم أنتم انظروا فإن ولدت غلاما
أو جارية أخرجها مع الناس.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عمر بن محمد بن زيد عن أبيه عن جده أنه لما
ولد ألحقه عمر في مائة من العطاء.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن رجل من
خثعم قال: ولد لي من الليل مولود، فأتيت عليا حين أصبح فألحقه في مائة.
(5) حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال: سأل ابن الزبير
الحسن بن علي عن المولود فقال: إذا استهل وجب عطاؤه ورزقه.
(6) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا فطر قال: كنت جالسا مع زيد بن علي، قلت:
كيف صنع هذا الرجل إليكم، عمر بن عبد العزيز، فمر ابن له صغير فقال: جزاه الله
خيرا، فقد ألحق هذا في ألفين.
(7) حدثنا إسماعيل بن شعيب السمان عن أم العلاء أن أباها انطلق بها إلى علي
ففرض لها في العطاء وهي صغيرة، قال: وقال علي: ما الصبي الذي أكل الطعام وعض على
الكسرة بأحق بهذا العطاء من المولود الذي يمص الثدي.

(57 / 1) إذا استهل: إذا بدا منه ما يدل على حياته والاستهلال للوليد الجديد هو صراخه وحركته
619

(58) ما قالوا فيمن يبدأ به في الأعطية
(1) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا القاسم بن معن عن جعفر عن أبيه أن عمر أراد
أن يفرض للناس، وكان رأيه خيرا من رأيهم، فقالوا: ابدأ بنفسك، فقال: لا، فبدأ
بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففرض للعباس ثم علي حتى والى بين خمس قبائل
حتى انتهى إلى بني عدي بن كعب.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن علي بن رباح عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب
الناس في الجابية فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: من أحب أن يسأل عن القرآن فليأت
أبي بن كعب، ومن أحب أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت، ومن أحب أن يسأل
عن الفقه فليأت معاذ بن جبل، ومن أحب أن يسأل عن المال فليأتني، فإن الله جعلني
خازنا وقاسما ألا وإني بادئ بالمهاجرين الأولين أنا وأصحابي فنعطيهم ثم بادئ بالأنصار
الذين تبوأوا الدار والايمان فنعطيهم، ثم بادئ بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فنعطيهن، فمن أسرعت
به الهجرة أسرع به العطاء، ومن أبطأ عن الهجرة أبطأ به العطاء، فلا يلومن أحدكم إلا
مناخ راحلته.
(3) حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني موسى بن عبيدة قال حدثني محمد بن
إبراهيم بن الحارث التيمي، وكان جده من المهاجرين، عن أبي هريرة أنه وفد إلى صاحب
البحرين، قال: فبعث معي بثمانمائة ألف درهم إلى عمر بن الخطاب فقدمت عليه، فقال:
ما جئتنا به يا أيا هريرة؟ فقلت: بثمانمائة ألف درهم، فقال: أتدري ما تقول؟ إنك
أعرابي، قال: فعددتها عليه بيدي حتى وفيت، قال: فدعا المهاجرين فاستشارهم في المال
فاختلفوا عليه، فقال: ارتفعوا عني، حتى إذا كان عند الظهيرة أرسل إليهم فقال: إني
لقيت رجلا من أصحابي فاستشرته، فلم ينتشر عليه رأيه فقال: {ما أفاء الله على
رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن
السبيل} فقسمه عمر على كتاب الله.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جعفر عن أبيه قال: وضع عمر بن الخطاب

(58 / 1) بني عدي بن كعب: إحدى بطون قريش وهم عشيرة عمر رضي الله عنه.
(58 / 2) لا يلومن أحد إلا مناخ راحلته: لا يلومن إلا نفسه على تأخيره بالهجرة إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(58 / 3) سورة الحشر الآية (7)
620

لدواوين، استشار الناس فقال: بمن أبدأ؟ قال:: ابدا بنفسك؟ قال: لا، ولكني أبدأ
بالأقرب فالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبدأ بهم.
(5) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي قال ثنا حبان عن مجاهد عن الشعبي أن عمر
أتي من جلولاء بسبعة آلاف ألف ففرض العطاء فاستشار في ذلك فقال عبد الرحمن بن
عوف: ابدأ بنفسك، فأنت أحق بذلك، قال لا، بل أبدأ بالأقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ممن شهد بدرا حتى ينتهي ذلك إلي، قال: فبدأ ففرض لعلي في خمسة آلاف ثم لبني هاشم
ممن شهد بدرا لمواليهم ثم لحلفائهم ثم الأقرب فالأقرب حتى [ينتهي ذلك إلي].
(59) ما قالوا في عدل الوالي وقسمه قليلا
كان أو كثيرا
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن هارون بن عنترة عن أبيه قال: كان أبي صديقا
لقنبر، قال: انطلقت مع قنبر إلى علي فقال: يا أمير المؤمنين! قم معي، قد خبأت لك
خبيئة، فانطلق معه إلى بيته، فإذا أنا بسلة مملوءة جامات من ذهب وفضة، فقال: يا أمير
المؤمنين! إنك لا تترك إلا شيئا قسمته أو أنفقته، فسل سيفه فقال: ويلك، لقد أحببت
أن تدخل بيتي نارا كبيرة ثم استعرضها بسيفه فضربها فانتثرت بين إناء مقطوع نصفه
وثلثه، قال: علي بالعرفاء فجاؤوا فقال: اقسموا هذه بالحصص، قال ففعلوا وهو يقول:
يا صفراء يا بيضاء [غوي] غيري، قال: وجعل يقول:
هذا جناي وخياره فيه * * إذ كل جان يده إلى فيه
قال: في بيت المال مسال وإبر، وكان يأخذ من كل قوم خراجهم من عمل أيديهم،
قال: وقال للعرفاء: اقسموا هذا، قالوا: لا حاجة لنا فيه، قال: والذي نفسي بيده!
لنقسمنه خيره مع شره.

(58 / 5) الأرجح أنها [حتى انتهى ذلك إليه] أي جعل نفسه آخر من يأخذ العطاء من الصحابة
والمهاجرين.
(59 / 1) جامات: كؤوس.
عوي: إغو والأرجح أنها [غري] والخطأ من النساخ والتصحيح من نهج البلاغة
621

(2) حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي قال: حدثني أمي عن أم عفان
أم ولد لعلي قالت: جئت عليا وبين يديه قرنفل مكبوب في الرحبة، فقلت، يا أمير
المؤمنين! هب لابنتي من هذا القرنفل قلادة، فقال: هذا، ونقر بيده أرمي درهم، فإنما
هذا مال المسلمين، وإلا فاصبري حتى يأتي حظنا منه لنهب لابنتك قلادة.
(3) حدثنا أبو معاوية قال ثنا الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي صالح الذي كان
يخدم أم كلثوم بنت علي، قال: قالت: يا أبا صالح! كيف لو رأيت أمير المؤمنين وأتي
بأترج، فذهب حسن وحسين يتناول منه أترجة، فانتزعها من يده، وأمر به فقسمها بين
الناس.
(4) حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد القمي عن مالك بن دينار عن الحسن أن
رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم زمام شعر من الفئ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يسألني زماما من النار،
ما كان ينبغي لك أن تسألنيه وما ينبغي لي أن أعطيكه ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر عن قيس بن أبي حازم
الأحمسي قال: أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل بكبة من شعر من الغنية فقال: يا رسول الله!
هبها لي فأنا أهل بيت يعالج الشعر، قال: نصيبي منها لك ".
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن العباس بن فضيل عن
عبيد الله بن أبي رافع عن جده أبي رافع قال: كنت خازنا لعلي، قال: زينت ابنته بلؤلؤة
من المال قد عرفها، فرآها عليها، فقال: من أين لها هذه! إن لله على أن أقطع يدها،
قال: فلما رأيت ذلك قلت: يا أمير المؤمنين! زينت بها بنت أخي، ومن أين كانت تقدر
عليها؟ فلما رأى ذلك سكت.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الرحمن بن عجلان البرجمي عن جدته قالت: كان علي
يقسم فينا الأنوار بصرر: صرة الكمون والحرث وكذا وكذا.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا ربيع بن حسان عن أمه قالت: كان علي يقسم فينا الورس
والزعفران، قال: فدخل على الحجرة مرة فرأي حبا منثورا، فجعل يلتقط ويقول: شبعتم يا
آل علي.

(59 / 2) قرنفل مكبوب: قد جمع بعضه فوق بعض.
الرحبة: الساحة الواسعة.
(59 / 6) الأنوار: البهارات
622

(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان بن سعيد بن عبيد عن شيخ لهم أن عليا أتي برمان
فقسمه بين الناس، فأصاب مسجدنا سبع رمانات أو ثمان رمانات.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبيه قال: أتي علي بدنان طلاء
من غابات فقسمها بين المسلمين.
(11) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن عن أبيه
عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: لما رزأ علي من بيت مالنا حتى فارقنا إلا جبة محشوة
وخميصة دار بجردية.
(12) حدثنا وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن عائشة قالت: لما
مرض أبو بكر مرضة الذي مات فيه قال: انظروا ما زاد في مالي منذ دخلت الامارة
فابعثوا به إلى الخليفة من بعدي، فإني قد كنت أستحله وقد كنت أصيب من الودك
نحوا مما كنت أصيب في التجارة، قالت: فلما مات نظرنا فإذا عبد نوبي كان يحمل
الصبيان، وإذا ناضح كان يسني عليه، فبعثنا بهما إلى عمر، قالت: فأخبرني جدي - تعني:
وكيلي - أن عمر بكى وقال: رحمة الله على أبي بكر، لقد أتعب من بعده تعبا شديدا.
(13) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن ابن سيرين عن الأحنف بن قيس
قال كنا جلوسا بباب عمر فخرجت جارية فقلنا: سرية عمر فقالت: إنها ليست سرية
لعمر، إني لا أحل لعمر، إني من مال الله فتذاكرنا بيننا ما يحل - له من مال الله، قال:
فرقي ذلك إليه، فأرسل إلينا فقال: ما كنتم تذاكرون فقلنا: خرجت علينا جارية، فقلنا:
هذه سرية عمر، فقالت: إنها ليست بسرية عمر، إنها لا تحل لعمر، إنها من مال الله، قال:
فتذاكرنا ما بيننا ما يحل لك من مال الله فقال: أنا أخبركم بما استحل من مال الله: حلة
الشتاء والقيظ، وما أحج عليه وما أعتمر من الظهر، وقوت أهلي كرجل من قريس، ليس
بأغناهم ولا بأفقرهم، أنا رجل من المسلمين يصيبني ما أصابهم.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن محارب بن دثار عن الأحنف بن قيس أنهم
كانوا جلوسا بباب عمر، فخرجت عليهم جارية فقال لها بعض القوم: أنطول أمير

(59 / 10) دنان من غابات: أي من القصب.
طلاء: دبس والطلاء أيضا القطران تطلى به الإبل الجربة.
(59 / 14) أنطول: جارية وهو فارسي معرب
623

المؤمنين، قالت: إني لا أحل له، يعني أنها من الخمس، فخرج عمر فقال: أتدرون ما
استحل من هذا الفئ؟ ظهرا أحج عليه وأعتمر، وحلتين: حلة الشتاء والصيف، وقوت
آل عمر قوت أهل بيت رجلين من قريش ليسوا بأرفعهم ولا بأخسهم.
(15) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي قال:
قال عمر: إني أنزلت نفسي من مال الله منزلة مال اليتيم، إن استغنيت منه استعففت،
وإن افتقرت أكلت بالمعروف.
(16) حدثنا عبد الله بن المبارك قال ثنا أبان بن عبد الله البجلي قال حدثني عمرو
ابن أخي علي عن علي قال: قال علي: مررت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بابل من إبل الصدقة
فأخذ وبرة من ظهر بعير، فقال: " ما يحل لي من غنائمكم ما يزن هذه إلا الخمس
وهو مردود عليكم ".
(17) حدثنا عبد الله بن نمير عن سفيان عن الأسود بن قيس عن نبيح قال: أشتري
ابن عمر بعيرين فألقاهما في إبل الصدقة فسمنا وعظما، وحسنت هيئتهما قال: فرأهما عمر
فأنكر هيئتهما فقال: لمن هذان؟ قالوا: لعبد الله بن عمر فقال: بعهما وخذ رأس مالك،
ورد الفضل في بيت المال.
(18) حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان قال: لما قدم عتبة آذربيجان
بالخبيص فذاقه فوجده حلوا، فقال: لو صنعتم لأمير المؤمنين من هذا، قال: فجعل له
سفطين عظيمين، ثم حملهما على بعير مع رجلين فبعث بهما إليه، فلما قدما على عمر قال:
أي شئ هذا؟ قال: هذا خبيص، فذاقه فإذا هو حلو، فقال: أكل المسلمين يشبع من
هذا في رحله؟ قالوا: لا، قال: فردهما، ثم كتب إليه بعد، فإنه ليس من كدك ولا
من كدا أبيت ولا من كد أمك أشبع المسلمين مما تشبع منه في رحلك.

(59 / 18) الخبيص أحد لونين من الحلوى فهو إما المعروف عندنا باسم " النمورة "، وفي بعض البلاد
" الخبيصة " وهي تصنع من السميد والسمن والسكر أو الخبيصة الأخرى وهي من النشاء والسكر
وكلا النوعين من الحلويات الشعبية الرخيصة
624

(19) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال:
حدثني عتبة بن فرقد السلمي قال: قدمت على عمر بن الخطاب بسلال خبيص عظام
مملوءة، لم أر أحسن منه، فقال ما هذا؟ فقال: طعام أتيتك به، إنك تقضي من حاجات
الناس أول النهار، فإذا رجعت أصبت منه، قال: اكشف عن سلة منها، قال: فكشفت،
قال: عزمت عليك إذا رجعت ألا رزقت كل رجل من المسلمين منها سلة، قال: قلت:
والذي يصلحك يا أمير المؤمنين! لو أنفقت مال قيس كله ما بلغ ذلك، قال: فلا حاجة
لي فيه، ثم دعا بقصعة فيها ثريد من خبز خشن ولحم غليظ وهو يأكل معي أكلا شهيا،
فجعلت أهوي إلى البضعة البيضاء أحسبها سناما فألوكها فإذا هي عصبة، وآخذ البضعة
من اللحم فأمضغها فلا أكاد أسيغها، فإذا غفل عني جعلتها بين الخوان بين الخوان والقصعة، ثم قال:
يا عتبة! إنا ننحر كل يوم جزورا، فأما ودكها وأطائبها فلمن حضر من آفاق المسلمين،
وأما عنقها فلآل عمر.
(20) حدثنا حسن بن علي عن زائدة عن سليمان عن زيد بن وهب عن حذيفة قال:
مررت والناس يأكلون ثريدا ولحما، فدعاني عمر إلى طعامه، فإذا هو يأكل خبزا وزينا
فقلت: منعتني أن آكل مع الناس الثريد، ودعوتني إلى هذا؟ قال: إنما دعوتك لطعامي،
وذاك للمسلمين.
(60) ما يوصي به الامام الولاة إذا بعثهم
(1) حدثنا أبو أسامة عن عبد الله بن الوليد عن عاصم بن أبي النجود عن ابن خزيمة
ابن ثابت قال: كان عمر إذا استعمل رجلا أشهد عليه رهطا من الأنصار و غيرهم، قال:
يقول: إني لم أستعملك على دماء المسلمين ولا على أعراضهم، ولكني استعملتك عليهم
لتقسم بينهم بالعدل وتقيم فيهم الصلاة، واشترط عليه أن لا يأكل نقيا ولا يلبس رقيقا
ولا يركب بزودنا ولا يغلق بابه دون حوائج الناس.

(59 / 19) البضعة: القطعة.
ولحم عنق الناقة هو أخس لحمها وأصعبه على الهضم إذ ملئ بالأعصاب والأوردة.
(60 / 1) النقي: الطحين المنخول نخلا جيدا، والمصنوع من القمح الصافي لا يلبس رقيقا: لا يلبس ناعم
الثياب
625

(2) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي فراس قال: خطب عمر بن
لخطاب فقال: ألا إني والله ما أبعث إليكم عمالا ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم،
ولكن أبعثهم إليكم ليعلموكم دينكم و سنتكم، فمن فعل به سوى ذلك فليرفعه إلي،
فوالذي نفسي بيده لأقصنه منه، فوثب عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين! أرأيتك
إن كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته إنك لمقصة منه؟ قال: أي والذي
نفس عمر بيده لأقصنه منه، أنا لا أقصه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من
نفسه؟ ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم، ولا تمنعوهم من حقوقهم فتكفروهم، ولا
تجمروهم فتفتنوهم، ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم.
(3) حدثنا ابن علية عن الجريري عن أبي عثمان قال: كتب عمر إلى أبي موسى
الأشعري أن أقطعوا الركب، وانزوا على الخيل نزوا، وألقوا الخفاف، واخذوا النعال،
وألقوا السراويلات، واتزروا وارموا الأغراض، وعليكم بلبس المعدية، وإياكم وهدي
العجم، فإن شر الهدي هدي العجم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه
بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا قال: " اغزوا في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،
اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا، ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا ".
(5) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا هشام بن سعد قال: سمعت زيد بن أسلم يذكر عن
أبيه قال: رأيت عمر بن الخطاب استعمل مولاه هنيا على الحمى، قال: فرأيته يقول
هكذا: ويحك يا هني! ضم جناحك عن الناس، واتق دعوة المظلوم، فإن دعوة المظلوم

(60 / 2) أبشاركم: جلودكم.
أقصنه منه: اقتص له منه.
(60 / 3) انزوا على الخيل نزوا: اركبوا الخيل دون جلوس مستقر فوقها فهذا جلوس المتبختر المغتر بنفسه،
وإنما النزو ركب الفارس المستعد للطعان.
أرموا الاعراض: قد ربوا على الرماية بإصابة الأهداف.
لبس المعدية: لبس معد أي اللباس الخشن.
الهدي: الهدايا.
(60 / 4) التمثيل: تشويه جثث قتلى العدو.
(60 / 5) الحمى: الأرض المحمية وهي أرض حماها عمر رضي الله عنه لنعم الصدقة
أدخل رب الصريمة والغنيمة: دع صاحب الناقة أو النوق القليلة والغنيمات القليلة يرعاها في الحمى،
فهذا فقير وهي كل معاشه.
جاءني يصيح: جاء يطلب المال والمساعدة لفقره.
626

مجابة وأدخل رب الصريمة والغنيمة، ودعني من نعم ابن عفان وابن عوف، فإن ابن
عوف وابن عفان إن هلكت ماشيتهما رجعا إلى المدينة إلى نخل وزرع، وإن هذا المسكين
إن هلكت ماشيته جاءني يصيح: يا أمير المؤمنين! فالماء والكلأ أهون على من أن أغرم
ذهبا وورقا، والله والله والله؟ إنها لبلادهم في سبيل الله قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا
عليها في الاسلام، ولولا هذا النعم الذي يحمل عليه في سبيل الله ما حميت على الناس
من بلادهم شيئا.
(61) من كان يستحب الافطار إذا لقي العدو
(1) حدثنا أبو بكر بن عياش قال: ثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن أياد بن
لقيط عن البراء بن قيس قال: أرسلني عمر بن الخطاب إلى سلمان بن ربيعة آمره أن يفطر
وهو محاصر.
(2) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا معاوية بن صالح قال حدثني ربيعة بن يزيد
الدمشقي عن قزعة قال: سألت أبا سعيد عن الصوم في السفر فقال: سافرنا مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم فيصوم ونصوم حتى نزلنا منزلنا، فقال: " إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر
أقوي لكم ".
(62) ما قالوا في العطاء من كان يورثه
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
قال: دخل الزبير على عمار أو عثمان بعد وفاة عبد الله فقال: أعطني عطاء عبد الله فعيال
عبد الله أحق به من بيت المال، قال: فأعطاه خمسة عشر ألفا.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن صالح عن سماك بن حرب عن أشياخ الحي قالوا:
مات رجل وقد مضى له ثلثا السنة فأمر له عمر بن الخطاب بثلثي عطائه.

(61 / 1) لان المفطر أقوى على قتال العدو من الصائم.
(62 / 2) أي يورث من العطاء بمقدار ما مضى من مدته
627

(3) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال أخبرني عباس أن المطلب بن عبد الله بن
قيس بن مخرمة أخبره أن امرأة سألت عن عائشة الحاجة، قالت: وما لك؟ قالت: كنا
نأخذ عطاء انسان ميت فرفعناه، فقالت عائشة: لم فعلتم، أخرجتم منها من فئ الله كان
يدخل عليكم أخرجتموه من بينكم، وذلك في زمان عمر بن الخطاب.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا أبو المقدام هشام بن زياد مولى لعثمان عن أبيه أن عثمان
كان يورث العطاء.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبيه عن أبي حبان عن عامر قال: لا بأس أن يؤخذ
للميت عطاءه.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا قيس عن جابر عن مولى لعلي بن حسين عن علي بن حسين
قال: لا بأس أن يؤخذ للميت عطاؤه.
(7) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي عن معقل قال: كان عمر بن عبد العزيز إذا
مات الرجل وقد استكمل السنة أعطى ورثته عطاءه كله.
(63) ما قالوا في السير وترك السرعة ومن
كان يحب الساقة
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز أوصى عامله في
الغزو أن لا يركب دابة إلا دابة تضبط سيرها أضعف دابة في الجيش.
(2) حدثنا ابن مبارك عن أمية الشامي قال: كان مكحول ورجاء بن حياة يختاران
الساقة لا يفارقانها.
(3) حدثنا ابن المبارك عن جميع بن عبد الله المقري أن عمر بن عبد العزيز نهى
البريد أن يجعل في طرف السوط حديدة أن ينخس بها الدابة، قال: ونهى عن [اللحم].

(62 / 3) أي أن العطاء إنما أعطي للرجل ليصرف منه على عياله فهو حق لعياله من بعده يرثونه كسائر
الميراث.
(63 / 2) الساقة: مؤخرة الجيش تحميه من غدر العدو وتجمع من تخلف عنه وتلتقط ما سقط من القوم أثناء
سيرهم.
(63 / 3) [اللحم] هكذا وردت في الأصل والأرجح أنها [اللجم] جمع لجام ولم تكن تستعمل عند العرب
628

(64) ما قالوا في أولاد الزنا يفرض لهم
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن زهير بن أبي ثابت عن ذهل بن أوس عن تميم
ابن مسيح قال: خرجت من الدار وليس لي ولد فأصبت لقيطا فأخبرت به عمر فالحقة في
مائة.
(2) حدثا وكيع قال ثنا الأعمش عن زهير العبسي أن رجلا التقط لقيطا فاتى به
عليا، فأعتقه وألحقه في مائة.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن موسى الجهني قال رأيت ولد زنا ألحقه علي في
مائة.
(65) ما قالوا في الرجل من أهل الذمة يسلم،
من قال: يرفع عنه الجزية
(1) حدثنا هشيم عن حصين أن رجلين من أهل أليس أسلما في عهد عمر قال: فأتيا
عمر فأخبراه بإسلامهما فكتب لهما إلى عثمان بن حنيف أن يرفع الجزية عن رؤوسهما
ويأخذ الطسق من أرضيهما.
(2) حدثنا هشيم عن سيار عن الزبير عدي اليامي أن دهقانا أسلم على عهد علي فقال
له علي: إن أقمت في أرضك رفعنا الجزية عن عن رأسك وأخذناها من أرضك، وإن تحولت
عنها فنحن أحق بها.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن قيس عن أبي عون محمد بن عبيد الله الثقفي
عن عمر وعلي قالا: إذا أسلم وله أرض وضعنا عنه الجزية وأخذنا خراجها.
(4) وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن دهقانة
من أهل نهر الملك أسلمت فقال عمر: ادفعوا إليها أرضها تؤدي عنها الخراج.
(5) حدثنا وكيع ثنا حسن بن صالح عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب أن
دهقانة أسلمت فكتب عمر أن خيروها.

(65 / 1) الطسق: الخراج.
(65 / 4) الدهقان والدهقانة: ملاك الأرض، والكلمة فارسية.
نهر الملك: أحد أنهار فارس
629

(6) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن جابر عن عامر أن الرفيل دهقان النهرين أسلم،
فعرض له عمر في ألفين، ورفع عن رأسه الجزية، ودفع إليه أرضه يؤدي عنها الخراج.
(7) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن منصور عن إبراهيم قال: إذا أسلم
الرجل من أهل السواد ثم أقام بأرضه أخذ منه الخراج، فإن خرج مهنا لم يؤخذ منه
الخراج.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن قيس عن عامر قال: لم يكن لأهل السواد عهد فلما
رضوا منهم بالجزية صار لهم عهد.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال: ليس لأهل السواد عهد
إنما نزلوا على الحكم.
(10) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أشعث عن ابن سيرين قال: السواد بعضه
صلح
وبعضه عنوة.
(11) حدثنا وكيع عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: لها أسلم الهرمزان
والصوران قال لها عمر: إنما بكما الجزية، إن الاسلام لحقيق أن يعيذ من الجزية.
(66) ما قالوا في البداوة
(1) حدثنا شريك عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يبدو إلى هذه التلاع.
(2) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن إبراهيم قال: خرج علقمة وعبد الله الرحمن بن
أبي ليلى بدو لهم.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا علقمة يتبدى إلى النجف.

(65 / 10) بعضه صلح: أي فتح صلحا ويعامل معاملة الأرض التي فتحت سلما.
وبعضه عنوة: أي فتح بالقوة والحرب ويعامل معاملة الأرض التي أخذت حربا.
(65 / 11) الهرمزان: رتبة فارسية ولقب لفارسي أسلم بعد أسره وإحضاره إلى المدينة والصوران مثله. وقد
أتهم الهرمزان بتحريض، أبا لؤلؤة على قتل عمر رضي الله عنه.
(66 / 1) التلاع: البوادي، يبدو يخرج إلى البادية يعيش عيش البدو فيها فترة.
(66 / 3) كان يخرج من الكوفة إلى النجف ولم يكن النجف قد أعمر بعد
630

(4) حدثنا أبو أسامة عن أبي العميس عن علي بن الأقمر قال: خرج مسروق وعروة
ابن المغيرة إلى بدو لهم.
(5) حدثنا وكيع ثنا سعيد بن السائب الطائفي عن صالح بن سعد قال:
خرجت مع عمر بن عبد العزيز إلى السويداء متبديا.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن خالد عن معاوية بن قرة قال: كان يقال:
البداوة شهران، فمن زاد فهو حرب.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي موسى عن ابن منبه عن ابن عباس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل ".
(8) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم قال: بدونا مع علقمة وكان عبد
الرحمن بن أبي ليلى قريبا منا.
(67) ما قالوا في الرجل يشتري الجارية من الغنم
(1) حدثنا هشيم عن حصين أن رجلا اشترى أمة يوم القادسية من الفئ، فأتته بحلي
كان معها، فأتى سعد بن أبي فأخبره فقال: أجعله في غنائم المسلمين.
(2) حدثنا أبو الأحص عن أبي إسحاق عن محمد بن زيد قال: اشتريت جارية في
خمس فوجدت معها خمسة عشر دينارا، فأتيت بها عبد الرحمن بن خالد بن الوليد فقال:
هي لك.
(3) حدثنا أبو بكر بن عياش عن الشيباني عن الشعبي في الرجل اشترى سبية من
المغنم، فوجد معها فضة، قال: يردها.
(68) ما قالوا في بيع المغنم بمن يزيد
(1) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: لا بأس ببيع من يزيد
كذلك كانت تباع الأخماس.

(66 / 7) لان الجفاء طبع البداوة وملاحقة الصيد تبعد المرء عن أهله وقومه فيضل الطريق أو ينسى فرائضه
رغم دخول أوقاتها لانشغاله بالصديد.
(67 / 3) يردها: يرد الفضة إلى المغانم
631

(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عمرو بن مهاجر أن عمر بن عبد العزيز
عميرة بن زيد الفلسطيني يبيع السبي فيمن يزيد.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن وابن سيرين أنها كرها بيع من
يزيد إلا بيع المواريث والغنائم.
(4) حدثنا عدي بن يونس ومعتمر بن سليمان عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر
الحنفي عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم باع خلسا وقدحا فيمن يزيد، إلا أن معتمرا
قال: عن أنس بن مالك عن رجل من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن حماد بن سلمة عن أبي جعفر الخطمي أن المغيرة بن
شعبة باع المغانم فيمن يزيد.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا حزام بن هشام عن أبيه قال: شهدت عمر باع إبلا من
إبل الصدقة فيمن يزيد.
(7) حدثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن ابن سيرين سيرين قال: لا بأس ببيع المزايدة.
(8) حدثنا حاتم بن وردان عن برد عن مكحول أنه كان يكره بيع من يزيد إلا
الشركاء بينهم.
(9) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد قال: لا بأس ببيع من يزيد: أن يزيد في السوم
إذا أردت أن تشتري.
(10) حدثنا وكيع عن سفيان عمن سمع مجاهد وعطاء يقولان: لا بأس ببيع من
يزيد.
(69) ما قالوا في قسمة ما يفتح من الأرض
وكيف كان؟
(1) حدثنا هشام بن علي عن الأعمش عن أبي إسحاق عن ابن مضرب قال: قسم
عمر السواد بين أهل الكوفة فأصاب كل رجل منهم ثلاثة فلاحين، فقال: له عمر: فمن
يكون لهم بعدهم، فتركهم.

(68 / 3) لأنه مال يعم خيره الكثيرين.
(68 / 9) فإن لم يكن يريد الشراء فهو نجش وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النجش
632

(2) حدثنا ابن فضيل عن بيان عن قيس قال: كان لبجيلة ربع السواد فقال: عمر
لولا أني قاسم مسؤول ما زلتم على الذي قسم لكم.
(3) حدثنا ابن فضيل عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار عن رجل من أصحاب
النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم حين ظهر على خيبر، وصارت خيبر لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين،
ضعفوا من عملها فدفعوها إلى اليهود يعلمون عليها على أن لهم نصف ما خرج منها،
فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم على ستة وثلاثين سهما، لكل سهم مائة سهم، فجعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم نصف ذلك كله، فكان في ذلك النصف سهام المسلمين وسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
معهم، وجعل النصف الآخر لمن ينزل به الوفود والأمور ونوائب الناس.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي وائل قال: قال
عمر: لئن بقيت لآخذن فضل مال الأغنياء ولأقسمنه في فقراء المهاجرين.
(5) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن واصل الا حدث عن أبي وائل قال: جلست إلى شيبة
بن عثمان فقال لي: جلس عمر بن الخطاب مجلسك هذا فقال لي: لقد هممت أن لا أدع
في الكعبة صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها بين الناس، قال قلت له: ليس ذلك إليك، قد
سبقك صاحباك فلم يفعلا ذلك، قال: هما أكبر ان يقتدى بهما.
(6) حدثنا ابن إدريس عن مالك بن أنس عن زيد بن أسلم عن أسلم قال: سمعت
عمر يقول: والذي نفس عمر بيده! لولا أن يترك آخر الناس لا شئ لهم ما افتتح على
المسلمين قرية من قرى الكفار إلا قسمتها سهمانا كما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر سهمانا،
ولكن أردت أن يكون جرية تجري عليهم وكرهت أن يترك آخر الناس لا شئ لهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا بن عبد الله الشيعثي عن ليث أبي المتوكل عن مالك
ابن أوس بن الحدثان قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: ما من أحد من المسلمين إلا له
في هذا الفي نصيب إلا عبد مملوك، ولان بقيت ليبلغن الراعي نصيبه من هذا الفي في
جبال صنعاء.
(8) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن الزهري عن مالك بن أوس بن
الحدثان عن عمر قال: كانت أموال مولى بني النضير مما أفاء الله على رسوله مما لم يوجف
عليه المسلمون بخيل ولا ركاب، فكانت، للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة، فكان يحبس منها نفقة سنة،
وما بقي جعله في الكراع والسلاح عدة في سبيل الله.

(69 / 2) بجيلة: من قبائل العرب
633

(9) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: أتى عمر بن
الخطاب بغنائم من غنائم جلولاء فيها ذهب وفضة، فجعل يقسمهما بين الناس، فجاء ابن
له يقال له عبد الرحمن فقال: يا أمير المؤمنين! اكسني خاتما، قال: اذهب إلى أمك تسقيك
شربة من سويق، قال: فوالله ما أعطاه شيئا.
(10) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد قال ثنا أبو بكر قال: كتب أبو حنظلة بن
نعيم أن سعدا كتب إلى عمر أنا أخذنا أرضا لم يقاتلنا أهلها، قال: فكتب إليه عمر: إن
شئتم أن تقسموها بينكم فاقسموها، وإن شئتم أن تدعوها فيعمرها أهلها ومن دخل فيكم
بعد كان له فيها نصيب، فإني أخاف أن تشاحوا منها وفي شربها فيقتل بعضكم بعضا،
فكتب إليه سعد أن المسلمين قد أجمعوا على أن رأيهم تبع، فكتب إليه أن يردوا
الرقيق إلى امرأة حملت من رجل من المسلمين.
(70) ما قالوا في هدم البيع والكنائس
وبيوت النار
(1) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن حنش عن عكرمة قال: قيل لابن عباس:
أللعجم أن يحدثوا في أمصار المسلمين بناء أو بيعة، فقال: أيما مصر مصرته العرب فليس
للعجم أن يبنوا فيه بناء، أو قال: بيعة، ولا تضربوا فيه ناقوسا ولا تسربوا فيه خمرا، ولا
تتخذوا فيه خنزيرا أو تدخلوا فيه، أيما مصر مصرته العجم يفتحه الله على العرب ونزلوا
- يعني على حكمهم فللعجم ما في عهدهم، وللعجم على العرب أن يوفوا بعدهم ولا
يكلفوهم فوق طاقتهم.
(2) حدثنا حفص بن غياث عن أبي بن عبد الله قال: جاءنا كتاب عمر بن عبد
العزيز لا تهدم بيعة ولا كنيسة ولا بيت نار صولحوا عليه.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن عبد الملك عن عطاء أنه سئل عن الكنائس، تهدم؟
قال: لا ألا ما كان منها في الحرة.
(4) حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن أنه كان يكره أن تترك البيع في
أمصار المسلمين.
(5) حدثنا عبد الأعلى عن عوف عن الحسن قال: قد صولحوا على أن يخلى بينهم
وبين النيران والأوثان في غير الأمصار
634

(6) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال: حدثني ابن سراقة أن أبا عبيدة بن
الجراح كتب لأهل دير طبايا أني أمنتكم على دمائكم وأموالكم وكنائسكم أن تهدم.
(7) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن حبيب بن شهيد عن محمد بن سيرين أنه
كان لا يترك لأهل فارس صنما إلا كسر ولا نارا إلا أطفئت.
(8) حدثنا عبد الأعلى عن عوف قال: شهدت عبد الله بن عبيد بن معمر أتي
بمجوسي بني بيت نار بالبصرة فضرب عنقه.
(71) من قال: لا يجتمع اليهود والنصاري
مع المسلمين في مصر
(1) حدثنا ابن عيينة عن سليمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رفعه
قال: " أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ".
(2) حدثنا وكيع عن إبراهيم بن ميمون عن إسحاق بن سعيد بن سمرة بن جندب
عن أبيه عن أبي عبيدة بن الجراح: إن آخر كلام تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال:
" أخرجوا اليهود من أرض الحجاز وأهل نجران من جزيرة العرب ".
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: قال عمر: لا
يتركوا اليهود والنصاري بالمدينة فوق ثلاث قدر ما يبيعوا سلعتهم، وقال: لا يجتمع دينان
في جزيرة العرب.
(4) حدثنا شريك عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: " لا تساكنوا اليهود
والنصاري إلا أن يسلموا ".
(5) حدثنا يزيد بن هارون عن ابن أبي ذئب أنه شهد عمر بن عبد العزيز في
خلافته أخرج أهل الذمة من المدينة، وباع أرقاءهم من المسلمين.
(6) حدثنا أبو معاوية قال ثنا حجاج عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لان بقيت لأخرجن المشركين من جزيرة العرب "، فلما ولي عمر أخرجهم.

(71 / 1) والنصاري من المشركين لأنهم يقولون أن عيسى عليه السلام هو الله وابن الله وإن الله ثالث ثلاثة
والعياذ بالله مما يقولون على الله من الباطل.
(71 / 2) وأهل نجران من النصاري
635

(7) حدثنا عيسى بن يونس عن ابن جريج عن أبي الزبير قال: قلنا لجابر بن
عبد الله: أيدخل المجوس الحرم؟ قال: أما أهل ذمتنا فنعم.
(8) حدثنا وكيع عن إسماعيل عن قيس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم جيشا ثم قال: " ألا
إني برئ من كل مسلم مقيم مع مشرك، لا تترايا ناراهما ".
(72) ما قالوا في ختم رقاب أهل الذمة
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر أن عمر
كان يختم في أعناقهم - يعني أهل الذمة.
(2) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال ثنا ميمون بن مهران قال: بعث
عمر حذيفة بن اليمان وابن حنيف ففلجا الجزية على أهل السواد فقالا: من لم يجئ من
أهل السواد فنختم في عنقه برئت منه الذمة.
(73) ما قالوا في الرجل يحمل على الفرس
فيحتاج إليه، أيبيعه
(1) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبي المنية قال: أوصى رجل من أهل اليمامة بفرس في
سبيل الله، فقدم ابن عمر فقلت: أحمل عليه أخي، فإن أخي رجل صالح، قال: حتى
أسأل الحسن، فسأل الحسن فقال: احمل عليه رجلا ولا تخاف فيه أحدا، قال: قلت
للحسن: فإن أحتاج إليه؟ قال: فلتبعه من الجند ولا تعطه هذه الموالي فيتركه أحدهم
نفقة لأهله.
(74) الرجل يجئ من دار الحرب ما يصنع به؟
(1) حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عطاء في الرجل يأتي من أهل
الحرب، قال: إما أن يقره، وإما أن يبلغه مأمنه.

(72 / 1) والختم كان علامة دفعهم، وأنما كان الختم من جبر يطول بقاؤه كي لا يطالبوا مرة أخرى
636

(75) الرجل يتزوج في دار الحرب
(1) حدثنا الضحاك بن مخلد عن أشعث عن الحسن أنه كان يكره أن يتزوج الرجل
في أرض الحرب ويدع ولده فيهم.
(76) ما قالوا في الذي يوجد في دار الحرب،
ما الحكم فيه؟
(1) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: سئل عطاء عن الرجل من أهل الذمة
يؤخذ في أهل الشرك، فيقول: لم أرد عونهم عليكم وقد اشترطوا عليه أن يأتيهم فكره
قتله إلا ببينة قال: وقال حينئذ لعطاء بعض أهل العلم: إذا نقص شيئا واحدا مما عليه فقد
نقص الصلح.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن هشام عن الحسن في أهل الذمة إذا نقضوا العهد
فليس على الذرية شئ.
(77) ما قالوا في الفئ يفضل فيه الآهل على الأعزب
(1) حدثنا معمر بن بشر قال ثنا ابن مبارك قال أخبرنا صفوان بن عمرو عن عبد
الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء الفئ
قسمه من يومه فأعطى الآهل حظين وأعطى الأعزب حظا.
(78) ما قالوا في الولاة يجد البرد فيبرد
(1) حدثنا إسماعيل بن علية عن صدقة بن يسار عن القاسم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم
يبرد.
(2) حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى أن عمر بن العزيز كان يبرد فحمل مولى
له رجلا على البريد بغير إذنه، قال: فدعاه فقال: لا يتزوج حتى نقومه ثم نجعله في بيت
المال.

(77 / 1) الأهل: المتزوج له امرأة وعيال.
(78 / 1) يبرد: يرسل رجلا يحمل البريد أي ينقل الرسائل إلى المرسلة إليهم
637

(3) حدثنا وكيع عن هشام عن يحيى بن أبي كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأمرائه: إذا
أبردتم إلى بريد فأبردوه حسن الوجه حسن الاسم.
(4) حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبيه أن معاوية كتب إلى
عبد الرحمن بن خالد أن احمل إلي جريرا على البريد فحمله.
(79) ما قالوا فيما ذكر من الرماح واتخاذها
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة، وجعل رزقي تحت ظل رمحي،
وجعل الذل والصغار على من خالفني، ومن تشبه بقوم فهو منهم ".
(2) حدثنا وكيع ثنا سفيان عن الأوزاعي عن سعيد بن جبلة عن طاوس قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم - ثم ذكر مثله.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن أبي الخليل عن علي قال: كان
المغيرة بن شعبة إذا غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم حمل معه رمحا، فإذا رجع طرحه كي يحمل له فقال
له علي: لأذكرن هذا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تفعل فإنك إن فعلت لم ترفع ضالة.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا مصعب بن سليم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: إن
أبا موسى أراد أن يستعمل البراء بن مالك فأتى فقال له البراء بن مالك: أعطني سيفي
وقوسي ورمحي.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن إسماعيل بن أمية عن مكحول قال: إنما كانت
الحربة تحمل مع النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي إليها.
(6) حدثنا أبو أسامة قال ثنا مصعب بن سليم الزهري قال ثنا أنس بن مالك قال: لما
بعث أبو موسى على البصرة كان ممن بعث البراء بن مالك وكان من ورائه، فكان يقول
له: اختر عملا، فقال البراء: ومعطي أنت ما سألتك؟ قال: نعم، قال أما إني لا أسألك
إمارة مصر ولا جباية خراج، ولكن أعطني قوسي وفرسي ورمحي وسيفي وذرني إلى الجهاد
في سبيل الله، فبعثه على جيش، فكان أول من قاتل.

(78 / 4) أحمل فلانا على البريد: أرسله مع رجال البريد أو على خيل البريد والمراد إرساله بسرعة.
(79 / 4) أي أرسلني أقاتل في سبيل الله
638

(7) حدثنا هاشم بن القاسم قال ثنا عبد الرحمن بن ثابت قال ثنا حسان بن عطية عن
أبي منيب الجرشي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله جعل رزقي تحت
رمحي وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري، من تشبه بقوم فهو منهم ".
(80) ما قالوا في الفئ لمن هم من الناس
(1) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: قال عمر:
اجتمعوا لهذا الفئ حتى ننظر فيه، فإني قرأت آيات من كتاب الله استغنيت بها، قال الله:
{ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى
والمساكين وابن السبيل} إلى قوله: {إن الله شديد العقاب} والله ما هو لهؤلاء
وحدهم، ثم قرأ {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم} إلى
{هم الصادقون} والله ما هو لهؤلاء وحدهم، ثم قرأ {والذين جاءوا من بعدهم}
آخر الآية.
(2) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن السدي عن عمر بن عبد العزيز
قال: وجدت المال قسم بين هذه الثلاثة الأصناف المهاجرين والأنصار والذين جاءوا من
بعدهم.
(3) حدثنا حميد عن حسن عن السدي عن الحسن مثل ذلك.
(81) من كان يحب إذا افتتح الحصن أن يقيم عليه
(1) حدثنا معاذ بن معاذ ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس عن أبي
طلحة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا غلب قوما أحب أن يقيم بعرصتهم ثلاثا.
(2) حدثنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن أنس عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثله.
(82) ما قالوا في الرجل يعمل الشئ في أرض العدو
(1) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن خالد بن أبي
عمران قال: قلت للقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله: إن لنا غلاما يعمل الفخار بأرض
العدو ثم يبيع فتجتمع النفقة وينفق علينا، قال: لا بأس بذلك.

(80 / 1) سورة الحشر من الآيات (7 - 10).
(81 / 1) العرصة: الأرض الخلاء قرب أن بين المساكين
639

(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد عن خالد بن أبي عمران قال:
قلت للقاسم بن محمد وسالم بن عبد الله: الرجل يكون منا في أرض العدو فيصيد الحيتان
ويبيع فتجتمع له الدراهم قال: لا بأس بذلك.
(83) ما قالوا في الوالي أله
أن يقطع شيئا من الأرض
(1) حدثنا حفص بن غياث عن هشام بن عروة عن أبيه قال: أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرضا من أرض بني النضير فيها نخل وشجير، وأقطع أبو بكر وعمر.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع
الزبير أرضا من أرض بني النضير فيها نخل، وأن أبا بكر أقطع الزبير الجرف وأن عمر
أقطعه العقيق أجمع.
(3) حدثنا وكيع عن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الزبير أرضا فيها نخل.
(4) حدثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر قال: سألت موسى بن طلحة فحدثني أن
عثمان أقطع خبابا أرضا وسعدا أرضا وصهيبا أرضا.
(5) حدثنا سفيان عن إبراهيم بن مهاجر عن موسى بن طلحة أن عثمان أقطع خمسة
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ابن مسعود وسعدا والزبير وخبابا وأسامة بن زيد.
(6) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه أن عمر أقطع عليا ينبع وأضاف
إليها غيرها.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله الثقفي قال: أتى عمر رجل
من ثقيف يقال له نافع أبو عبد الله، قال: فكان أول من افتلى الفلا بالبصرة، قال فقال:
يا أمير المؤمنين! إن قبلنا أرضا بالبصرة ليست من أرض الخراج ولا تضر بأحد من
لمسلمين فإن رأيت أن تقطعنيها أتخذها [قصا] لخيلي فافعل، قال: فكتب عمر إلى أبي
موسى: إن كان كما قال فأقطعها إياه.

(82 / 2) الحيتان: السمك وكل سمك عند العرب حوت.
(83 / 1) أقطع أبو بكر وعمر: أعطاهما قطعا أو قطاعا من الأرض هو لهما إقطاع. أي له الأرض وما عليها
من شرج أي ملكهما إياه.
(83 / 7) افتلى الفلا: حدد الأرض الفلاة وامتلكها [قصا] كذا في الأصل ولعلها قصبا أي ميدانا لتدريب
الخيل وفي كتاب الأموال قضبا والأرجح ما ذكرناه
640

(8) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا ابن عون قال ثنا رجل من بني زريق قال: أقطع
أبو بكر طلحة أرضا وكتب له بها كتابا وأشهد به شهودا منهم عمر، فأتى طلحة عمر
بالكتاب فقال: أختم على هذا، قال: لا أختم عليه، هذا لك دون الناس؟ فانطلق طلحة
وهو مغضب، فأتي أبو بكر فقال: والله ما أدري أنت الخليفة أو عمر قال: لا بل عمر
لكنه أبى.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا حسن بن صالح عن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع عليا
القفيزين وهي قيس والشجرة.
(10) حدثنا عبد الله بن المبارك عن معمر عن يحيى بن قيس المأربي عن رجل عن
أبيض بن حمال أنه استقطع النبي صلى الله عليه وسلم الملح الذي بمأرب، فأراد أن يقطعه، فقال رجل
لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كالماء العد فأبى أن يقطعه.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عمار قال: لم يقطع أبو بكر ولا
عمر ولا علي، وأول من أقطع القطائع عثمان، وبيت أرضون في إمارة عثمان.
(12) حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن حجاج بن دينار عن ابن سيرين عن
عبيدة أن أبا بكر أقطع الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، وكتب عليها كتابا.
(84) ما ذكر في اصطفاء الأرض ومن فعله
(1) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الله بن الوليد المزني قال: أخبرني رجل كان أبوه
أخبر الناس بهذا السواد يقال له عبد الملك بن أبي حرة عن أبيه أن عمر بن الخطاب اصطفى
عشر أرضين من أرض السواد، قال: أحصيت سبعا ونسيت ثلاثا: الآجام، مغيض الماء،
وأرض كسرى، ودير البريد، وأرض من قتل في المعركة، وأرض من هرب، قال: فلم
يزل في الديوان كذلك حتى أحرق الديوان الحجاج، فأخذ كل قوم ما يليهم

(83 / 8) أشهد شهودا: طلب منهم أن يشهدوا.
(83 / 9) القفيز الأرضي هو 456, 147 م، والقفيزين هنا لقب للمنطقين المذكورتين.
(83 / 10) كالماء العد: أي هو للمنفعة العامة.
(83 / 11) أرضون: قطع من الأرض
641

(85) ما قالوا في المشركين يدعون المسلمين إلى
غير ما ينبغي، أيجيبونهم أم لا، ويكرهون عليه؟
(1) حدثنا ابن علية عن يونس عن الحسن أن عيونا لمسيلمة أخذوا رجلين من
المسلمين فأتوه بهما، فقال لأحدهما: أتشهد أن محمدا رسول الله، قال: نعم، فقال: أتشهد
أن محمدا رسول الله، قال: نعم، قال: أتشهد أني رسول الله، قال: فأهوى إلى أذنيه فقال:
إني أصم، قال: ما لك إذا قلت لك: تشهد أني رسول الله، قلت إني أصم، فأمر به
فقتل، وقال للآخر: أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال: نعم، فقال: أتشهد أني رسول الله؟
قال: نعم، فأرسله، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: هلكت، قال: " وما شأنك؟
فأخبروه بقصته وقصة صاحبه، فقال: إما صاحبك فمضى على إيمانه، وأما أنت
فأخذت بالرخصة ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مخارق بن خليفة عن طارق بن شهاب عن سلمان
قال: دخل رجل الجنة في ذباب ودخل رجل النار، مر رجلان على قوم قد عكفوا على
صنم لهم وقالوا: لا يمر علينا اليوم أحد إلا قدم شيئا، فقالوا لأحدهما: قدم شيئا، فأبى
فقتل، وقالوا للآخر: قدم شيئا، فقالوا: قدم ولو ذبابا، فقال: وإيش ذباب، فقدم ذبابا
فدخل النار، فقال سلمان: فهذا دخل الجنة في ذباب، ودخل هذا النار في ذباب.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا جرير بن حازم عن قيس بن سعد عن عطاء في رجل أخذه
العدو فأكرهوه على شرب الخمر وأكل الخنزير، قال: إن أكل وشرب فرخصة، وإن قتل
أصحاب خيرا.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن مكحول قال: ليس في الخمر رخصة
لأنها لا تروي.
(6) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عمر بن عطية قال: سمعت أبا جعفر يقول:
التقية لا تحل إلا كما تحل الميتة للمضطر.

(85 / 3) وأيش ذباب: أي وأي شئ هو الذباب: أي أنه استسهل ذلك واستحقره فقدمه ولم يقدمه طلبا
للرخصة وللنجاة من القتل.
(85 / 5) أي ليس فيها رخصة للمضطر لا للمجبر المسلط السيف المسلط السيف على رأسه
642

(7) حدثنا مروان عن عوف عن الحسن قال: التقية جائزة للمؤمن إلى يوم القيامة
إلا أنه كان لا يجعل في القتل تقية.
(8) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن رجل عن ابن عباس قال: التقية إنما
هي باللسان ليست باليد.
(9) حدثنا عبد الله بن نمير أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية {إلا أن تتقوا
منهم تقاة} قال: التقية باللسان وليس بالعمل.
(10) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن عبد الأعلى عن ابن الحنفية قال: سمعته يقول:
لا إيمان لمن لا تقية له.
(11) حدثنا علي بن مسهر عن أبي حيان عن أبيه عن الحارث بن سويد عن عبد الله
قال: ما من كلام أتكلم به بين يدي سلطان يدرأ عني به ما بين سوط إلى سوطين إلا كنت
متكلما به.
(12) حدثنا شريك عن جابر عن أبي جعفر قال: التقية أوسع ما بين السماء إلى
الأرض.
(13) حدثنا وكيع عن فضيل بن مرزوق عن الحسن بن الحسن قال: إنما التقية
رخصة، والفضل القيام بأمر الله.
(14) حدثنا ابن علية عن خالد عن أبي قلابة قال: قال حذيفة: إني أشتري ديني
بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.
(15) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن
سبرة قال: دخل ابن مسعود وحذيفة على عثمان، فقال عثمان لحذيفة: بلغني أنك قلت كذا
وكذا؟ قال: لا والله ما قلته، فلما خرج قال له عبد الله: ما لك فلم تقوله ما سمعتك
تقول؟ قال: إني أشتري ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله.

(85 / 9) سورة آل عمران من الآية (28).
(85 / 10) هذا من كلام الشيعة والرافضة ولم يقل بها جمهور أهل السنة والجماعة
643

(86) ما قالوا في العزب يغزي ويترك الزوج
(1) حدثنا حفص عن عاصم عن أبي مجلز قال: كان عمر يغزي العزب ويأخذ
فرس المقيم فيعطيه المسافر.
(87) حدثنا ما قالوا في سمة دواب الغزو
(1) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن أبي سعيد عن محمد بن عبيد الله
الثقفي قال: كان لعمر أربعة آلاف فرس على أرى بالكوفة موسومة على أفخاذها " في
سبيل الله " فإن كان في عطاء الرجل حقه أو كان محتاجا أعطاه الفرس، ثم قال: إن
أجريته فأعييته أو ضيعته من علف فأنت ضامن، وإن قاتلت عليه فأصيب أو أصبت
فليس عليك شئ.
(88) في دعا المشركين قبل أن يقاتلوا
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبي البختري قال: لما غزا سلمان
المشركين من أهل فارس قال: كفوا حتى أدعوهم كما كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يدعوهم فأتاهم فقال: إني رجل منكم وقد ترون منزلتي من هؤلاء القوم وإنا ندعوكم إلى
السلام، فإن أسلمتم فلكم مثل ما لنا وعليكم مثل ما علينا، وإن أبيتم فأعطوا الجزية عن
يد وأنتم صاغرون، وإن أبيتم قاتلناكم، قالوا: أما الاسلام فلا نسلم، وأما الجزية فلا
نعطيها، وأما القتال فإنا نقاتلكم، قال: فدعاهم لذلك ثلاثة أيام فأبوا عليه فقال الناس:
إنهدوا إليهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش أوصاه في خاصة نفسه
بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا: وقال: " اغزوا باسم الله في سبيل الله تقاتلون
من كفر بالله، اغزوا فلا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا، وإذا لقيت
عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث خصال أو خلال، فأيتهن ما أجابوك

* (هامش) * يغزي العزب: يرسل إلى الغزو من لم يتزوج ويدع المتزوج مع أهله.
(88 / 1) سبق ذكره وشرحه في هذا الكتاب
644

فاقبل منهم وكف عنهم ثم ادعهم إلى الاسلام فإن أجابوك فاقبل وكف عنهم، ثم
ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين وأعلمهم أنهم إذا فعلوا ذلك أن
لهم ما للمهاجرين وأن عليهم ما على المهاجرين، فإن أبوا واختاروا ديارهم فأعلموهم
أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين،
ولا يكون لهم في الفئ والغنيمة نصيب إلا أن يغزوا مع المسلمين، فإن أبوا فادعهم
إلى إعطاء الجزية فإن أجابوا فاقبل منهم وكف عنهم، وإن أبوا فاستعن بالله ثم
قاتلهم ".
(3) حدثنا أبو أسامة قال ثنا الحسن بن الحكم النخعي قال حدثنا أبو سبرة النخعي
عن فروة بن مسيك المرادي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أتيت القوم فادعهم، فمن
أجابك فاقبل، ومن أبى فلا تجعل حتى تجذب إلي به ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا عمر بن ذر عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة
عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه في سرية فقال لرجل عنده: الحقة ولا تدعه من خلفه فقل: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تنظره، قال: فانتظره حتى جاء فقال: " لا تقاتل القوم حتى
تدعوهم ".
(5) حدثنا وكيع ثنا شعبة عن غالب العبدي عن رجل من بني نمير عن أبيه عن
جده أو جد أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقاتل القوم حتى تدعوهم.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا أبو هلال عن قتادة عن ابن عباس قال: " إذا لقيتم العدو
فادعوهم ".
(7) حدثنا أبو أسامة عن ابن أبي عروبة عن قتادة عن عمر بن عبد العزيز أنه كان
يحب أن يدعوهم.
(8) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبي صخر قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى
أهل ديلم يدعوهم.
(9) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الحسن قال: إذا قاتلتم المشركين فادعوهم.
(10) حدثنا يعلى بن عبيد عن الأجلح عن عمار الدهني عن أبي الطفيل قال: بعث
علي معقلا التيمي إلى بني ناجية فقال: إذا أتيت القوم فادعوهم ثلاثا.

(88 / 3) حتى تجذب إلي به: لا تدعه حتى تقتله أو تأسره
645

(11) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن الحسن عن مطرف عن أبي الجهم أن عليا
بعث البراء بن عازب إلى الحرورية فدعاهم ثلاثا.
(12) حدثنا إسماعيل بن علية عن التيمي عن أبي عثمان النهدي أنه قال في دعاء
المشركين قبل القتال: كنا ندعوهم وندع.
(13) حدثنا وكيع عن سليمان التيمي عن أبي عثمان قال: كنا ندعو وندع
(14) حدثنا أبو أسامة عن سعيد عن قتادة قال: أحب إلي أن ندعوهم.
(15) حدثنا حفص عن حجاج عن ابن أبي نجيح عن أبيه عن ابن عباس قال: ما
قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما حتى يدعوهم.
(89)
من كان يرى أن لا يدعوهم
(1) حدثنا وكيع قال ثنا منصور عن إبراهيم عن الحسن أنه كان لا يرى بأسا أن لا
يدعو المشركين إذا لقيهم وقال: إنهم قد عرفوا دينكم وما تدعونهم إليه.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو هلال عن الحسن أنه سئل عن العدو: هل يدعون قبل
القتال؟ قال: قد بلغهم الاسلام منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم.
(90) في الإغارة عليهم وتبييتهم بالليل
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن دعاء
المشركين قال: فكتب إلي: أخبرني ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغار على بني المصطلق
وهم غارون ونعمهم تسقى على الماء، وكانت جويرية بنت الحارث مما أصاب، قال:
وكنت في الخيل.
(2) حدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار اليمامي عن أياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه
قال: غزونا مع أبي بكر هوازن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فأتينا ماء لبني فزارة فعرسنا حتى إذا
كنا عند الصباح شننا عليهم غارة.

(88 / 12) الحرورية: طائفة من الخوارج نزلوا حروراء من أرض العراق.
(90 / 2) عرسنا من التعريس وهو النوم أثناء السفر إلى جانب الطريق للاستراحة ولا يكون نوم الليل كله،
إنما لوقت قليل
646

(3) حدثنا وكيع قال ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة بن
زيد قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قرية يقال لها أبني فقال: " ائتها صباحا ثم طرق ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة عن أبيه قال: غزونا مع
أبي بكر هوازن فأتيتا أهل ماء فبيتناهم فقتلنا منهم تسعة أو سبعة أهل أبيات.
(5) حدثنا علي بن حفص عن محمد بن طلحة عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم سار
إلى خيبر فانتهى إليها ليلا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا طرق قوما لم يغز عليهم حتى يصبح.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن رجل قال:
كنا نغير عليهم فنصيب منهم وأبو موسى يسمع أصواتنا.
(7) حدثنا أبو أسامة عن النضر ين عرني قال: كان عمر بن عبد العزيز يكتب إلى
أمراء الأجناد ينهاهم عن إغارة الشتاء.
(91) من قال: إذا سمعت الأذان فأمسك عن القتال
(1) حدثنا ابن عيينة عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن رجل من مزينة عن
أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية قال لهم: " إذا رأيتم مسجدا أو سمعتم مؤذنا
فلا تقتلوا أحدا ".
(2) حدثنا علي بن حفص عن محمد بن طلحة عن حميد عن أنس قال: كان النبي
صلى الله عليه وسلم إذا طرق قوما إن سمع أذانا أمسك.
(3) حدثنا إسحاق بن سليمان الرازي عن أبي جعفر عن الربيع عن أبي العالية أن أبا
بكر كان إذا بعث جيشا إلى أهل الردة قال: اجلسوا قريبا، فإن سمعتم النداء إلى أن
تطلع الشمس وإلا فأغيروا عليهم.
(92) في قتال العدو أي ساعة تستحب
(1) حدثنا يعلى بن عبيد قال ثنا أبو حيان عن شيخ من أهل المدينة قال: كان بيني
وبين كاتب عبد الله صداقة ومعرفة، فكتبت إليه أن ينسخ لي رسالة عبد الله بن أبي أوفى
فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسألوا لقاء العدو، وإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا
أن الجنة تحت ظلال السيوف "، وكانت تنتظر، فإذا زالت الشمس نهد إلى عدوه.

(91 / 1) ومن أجل ذلك كان تأخير الإغارة حتى يطلع النهار كي يسمع أذان الفجر لو كانوا مسلمين.
(92 / 1) زالت الشمس: مالت عن تعامدها مع الأرض
647

(2) حدثنا عفان وزيد بن الحباب قالا ثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الجوني عن
علقمة بن عبد الله المزني عن معقل بن يسار عن النعمان بن مقرن قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " إذا كان عند القتال لم يقاتل أول النهار وآخره إلى أن تزول الشمس وتهب
الرياح ويتنزل النصر ".
(93) من جعل السلب للقاتل
(1) حدثنا أبو معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن نعيم بن أبي هند عن ابن
سمرة بن جندب عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل فله السلب ".
(2) حدثنا وكيع عن أبي العميس عن أياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل فله السلب ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين: " من قتل قتيلا فله سلبه "، فقتل أبو
طلحة يومئذ عشرين رجلا فأخذ أسلابهم.
(4) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن محمد بن عبيد الله عن سعد بن أبي وقاص
قال: لما كان يوم بدر قتلت سعيد بن العاص وأخذت سيفه، وكان سيفي يسمى ذا
الكتيفة، قال: وقتل أخي عمير فجئت بالسيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فاذهب فأطرحه
في القبض " فرجعت وبي مالا يعلمه إلا الله من قتل أخي وأخذ سيفي، فما لبثت إلا
قليلا حتى نزلت سورة الأنفال، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فقال: اذهب فخد
سيفك ".
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن نافع عن ابن عمر قال: غزا ابن
عمر العراق فقال له عمر: بلغني أنك بارزت دهقانا؟ قال: نعم، فأعجبه ذلك فنفله
سلبه.
(6) حدثنا أبو الأحوص عن الأسود بن قيس عن شبر بن علقمة قال: بارزت
رجلا يوم القادسية من الأعاجم فقتله وأخذت سلبه، فأتيت سعدا، فخطب سعد أصحابه
ثم قال: هذا سلب شبر، لهو خير من اثني عشر ألف درهم، وإنا قد نفلنا إياه

(93 / 1) والسلب: سلاح الخصم وأدراعه وما عليه من أشياء ثمينة
648

(7) حدثنا عدي بن يونس عن ابن عون وهشام عن ابن سيرين عن أنس بن
مالك: قال ابن عون: بارز البراء بن مالك وقال هشام: حمل البراء بن مالك، على مرزبان
الزأرة يوم الزأرة، وطعنه دق قربوس سرجه فقتله وسلبه سواريه ومنطقته، فلما
قدمنا صلى عمر الصبح ثم أتانا فقال: أثم أبو طلحة، فخرج إليه فقال: إنا كنا لا نخمس
السلب، وإن سلب البراء مال فخمسه يبلغ ستة آلاف، بلغ ثلاثين ألفا، قال محمد: فحدثني
أنس بن مالك أنه أول سلب خمس في الاسلام.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أنس بن
مالك قال: كان السلب لا يخمس، فكان أول سلب خمس في الاسلام سلب البراء بن
مالك، وكان حمل على مرزبان الزأرة فطعنه بالرمح حتى دق قربوس السرج، ثم نزل إليه
فقطع منطقته وسواريه قال: فلما قدمنا المدينة صلى عمر بن الخطاب صلاة الغداة ثم أتانا
فقال: السلام عليكم أثم أبو طلحة، فقال: نعم، فخرج إليه فقال عمر: إنا كنا لا نخمس
السلب وإن سلب البراء بن مالك مال وإني خامسه، فدعا المقومين فقوموا ثلاثين ألفا فأخذ منها ستة آلاف.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال:
حدثت عن أبي قتادة الأنصاري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل قتيلا فله
سلبه "، قال فقلت: يا رسول الله! قد قتلت قتيلا ثم أجهضتني عنه القتال عنه القتال فما أدري من
سلبه، قال رجل من أهل مكة: صدق يا رسول الله، قد قتل قتيلا فسلبته فارضه عني، قال
أبو بكر: لا والله لا تفعل: تنطلق إلى أسد من أسد الله يقاتل عنه تقاسمه؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صدق ادفع إليه سلبه ".
(10) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه
قال: بارزت رجلا فقتلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل هذا؟ قال: ابن الأكوع،
قال: له سلبه ".

(93 / 7) الزأرة: منطقة في أطراف العراق كان الفرس يحكمونها.
طعنه طعنة دق قربوس سرجه: طعنه طعنة اخترقت جسده حتى وصلت إلى أربطة سرج فرسه.
المنطقة: الحزام وكانوا يحلونه بالذهب والفضة.
(93 / 8) هو مال لارتفاع ثمنه ولما فيه من ذهب وفضة
649

(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة أن الزبير بارز رجلا
فقلته، قال فنفله النبي صلى الله عليه وسلم سلبه.
(12) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله:
نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه يعني أبا جهل.
(13) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن الأسود بن قيس العبدي عن شبر بن علقمة
قال: لما كان يوم القادسية قام رجل من أهل فارس هكذا - يعني احتمله ثم ضرب به
الأرض فصرعه، قال: فأخذ شبر خنجرا كان مع الفارسي فقال في بطنه، يعني
فحصحصه ثم انقلب عليه فقتله ثم جاء بسلبه إلى سعد فقوم اثني عشر ألفا فنفله إياه.
(14) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: سمعت نافعا يقول: لم نزل نسمع منذ
قط إذا التقي المسلمون والكفار فقتل رجل من المسلمين رجلا من الكفار فإن سلبه له إلا
أن يكون في معمعة القتال فإنه لا يدري من قتل قتيلا.
(15) حدثنا الضحاك بن مخلد عن الأوزاعي عن ابن شهاب عن القاسم قال: سئل
ابن عباس عن السلب قال: لا سلب إلا من النفل، وفي النفل الخمس.
(94) فيما يمتنع به من القتل وما هو وما يحقن الدم
(1) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر وعن أبي صالح
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله
إلا الله، فإذا قالوا عصموا بها أموالهم ودماءهم، وحسابهم على الله ".
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي مالك الأشجعي سعد بن طارق قال: سمعت
أبي يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من وحد الله وكفر بما يعبد من دونه حرم ماله
ودمه، وحسابه على الله ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة بن زيد قال: بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقات من جهينة قال: فصبحنا القوم وقد تدرأوا بنا، قال:
فخرجنا في آثارهم فأدركت رجلا منهم فجعلت إذا لحقته قال: لا إله إلا الله قال:
فظننت إنما يقولها فرقا، قال: فحملت عليه فقتلته فعرض في نفسي من أمره، فذكرت

(94 / 3) قد رأوا بنا: قد دروا بقدومنا فاعتصموا في مكان لا تصل إليهم فيه
لم أكن أسلمت إلا يومئذ: لان الاسلام يحجب ما قبله.
650

ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قال: لا إله إلا الله ثم قتلته؟ " قلت: يا
رسول الله! لم يقلها من قبل نفسه، إنما قالها فرقا من السلاح، قال: فقال: قال: " لا إله إلا
الله ثم قتلته فهلا شققت عن قلبه حتى تعلم أنه إنما قالها فرقا من السلاح " قال
أسامة: فما زال يكررها علي: " قال لا إله إلا الله ثم قتلته " حتى وددت أني لم أكن
أسلمت إلا يومئذ.
(4) حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن أبي ظبيان عن أسامة قال: بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذكر نحو حديث أبي معاوية عن الأعمش.
(5) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال ثنا حاتم بن أبي صغيرة عن النعمان بن سالم
أن عمرو بن أوس أخبره عن أبيه قال: إنا لقعود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقص
علينا ويذكرنا إذ أتاه رجل فسأله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اذهبوا فاقتلوه، فلما ولى
الرجل دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقال: هل تشهد أن لا إله إلا الله؟ قال: نعم، قال:
اذهبوا فخلوا سبيله، وإنما أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا فعلوا
ذلك حرم دماءهم وأموالهم.
(6) حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله،
عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله، ثم قرأ {إنما أنت مذكر
لست عليهم بمسيطر}.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فإذا قالوا: لا إله
إلا الله، حرمت علي دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله ".

(94 / 6) سورة الغاشية الآيتان (21 / 22)
651

(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير قال:
خرج المقداد بن الأسود في سرية، قال: فمروا برجل في غنيمة له فأرادوا قتله، فقال: لا
إله إلا الله، فقتله مقداد، فقيل له: قتلته وهو يقول: لا إله إلا الله، فقال المقداد: ودلو
فر بأهله وماله، قال: فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت {يا أيها الذين آمنوا إذا
ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون
عرض الحياة الدنيا} قال: الغنيمة {فعند الله مغانم كثيرة كذلك كنتم من قبل} قال:
تكتمون إيمانكم من المشركين {فمن الله عليكم} فأظهروا الاسلام {فتبينوا} وعيد
الله {إن الله كان بما تعملون خبيرا}.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس
قال: مر رجل من بني سليم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غنم له فسلم
عليهم فقالوا: ما سلم عليكم إلا ليتعوذ منكم فعمدوا إليه فقتلوه وأخذوا غنمه فأتوا بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم فانزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا
ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله
مغانم كثيرة} إلى آخر الآية.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس بمثله ولم
بذكر " فأتوا بها النبي صلى الله عليه وسلم ".
(11) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا ليث بن سعد عن ابن شهاب عن عطاء بن
يزيد الليثي عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن المقداد أنه أخبره أنه قال: يا رسول الله
أرأيت أن لقيت رجلا من الكفار فقاتلني فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها ثم لاذ مني
بشجرة فقال أسلمت لله، أقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال صلى الله عليه وسلم: " لا تقتله "
فقلت: يا رسول الله قطع يدي ثم قال ذلك بعد أن قطعها أفأقتله " قال: " لا تقتله فإن
قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول الكلمة التي قال: ".

(94 / 8) سورة النساء الآية (94)
652

(12) حدثنا شبابة بن سوار قال ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال: جاء
أبو العالية وإلى صاحب لي فقال: هلما فإنكما أشب مني وأوعى للحديث مني قال،
فانطلقنا حتى أتينا بشر بن عاصم الليثي فقال أبو العالية: حدث هذين حديثك قال:
حدثني عقبة بن مال الليثي قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فأغارت على القوم فشذ رجل من
القوم واتبعه رجل من السرية ومعه سيف شاهر فقال الشاذ من القوم: إني مسلم فلم ينظر
فيما قال فضربه فقتله فنمى الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم قولا شديدا فبلغ القاتل
فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذ قال القاتل: والله يا نبي الله ما قال الذي قال إلا تعوذا من
القتل فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم وعمن يليه من الناس، فعل ذلك مرتين كل ذلك يعرض
عنه النبي صلى الله عليه وسلم فلم يصبر أن قال الثالثة مثل ذلك فأقبل عليه النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه تعرف
المساءة في وجهه فقال: " إن الله أبى علي فيمن قتل مؤمنا " ثلاث مرات يقول ذلك.
(13) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا أبان بن عبد الله قال حدثني إبراهيم بن جرير
عن جرير قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم بعثني إلى اليمن أقاتلهم وأدعوهم، فإذا قالوا لا إله إلا
الله حرمت عليكم أموالهم ودماؤهم.
(14) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة، قال: لما ارتد من ارتد على عهد أبي بكر أراد أبو بكر أن يجاهدهم،
فقال عمر: أتقاتلهم وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من شهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا رسول الله حرم ماله إلا بحقه وحسابه على الله "، فقال أبو بكر: إنا لا نقاتل
من فرق بين الصلاة والزكاة، والله لأقاتلن من فرق بينهما حتى أجمعهما قال عمر: فقاتلنا
معه فكان رشدا، فلما ظفر بمن ظفر به منهم قال: اختاروا مني خصلتين: إما حربا مجلية
وإما الحطة المخزية، فقالوا: هذه الحرب المجلية قد عرفناها فما الحطة المخزية؟ قال:
تشهدون على قتلانا أنهم في الجنة وعلى قتلاكم أنهم في النار - ففعلوا.
(15) حدثنا معمر عن ابن مبارك عن حميد عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله ".

(94 / 12) أي أن الله لا يغفر لمن قتل مؤمنا
653

(95) من ينهى عن قتله في دار الحرب
(1) حدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة قالا ثنا عبيد الله بن عمر نافع عن ابن
عمر قال: وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن قتل النساء والصبيان.
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الرحمن بن سليمان عن حجاج عن الحكم عن
مقسم عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل النساء.
(3) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب قال سمعت رجلا يحدث عني عن أبيه قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية كنت فيها، قال: فنهانا أن نقتل العسفاء والوصفاء.
(4) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن عمه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى ابن أبي الحقيق نهاه عن قتل النساء والولدان.
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث سرية أو جيشا قال: " لا تقتلوا وليدا ".
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي الزناد عن المرقع بن عبد الله بن صيفي عن
حنظلة الكاتب قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بامرأة مقتولة، وقد اجتمع عليها الناس،
قال فأفرجوا له فقال: " ما كانت هذه تقاتل فيمن يقاتل، ثم قال لرجل: انطلق إلى
خالد بن الوليد فقل له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك يقول: لا تقتلن ذرية ولا عسيفا ".
(7) حدثنا يحيى بن آدم قال ثنا حسن بن صالح عن خالد بن الفرز قال: حدثني
أنس بن مالك قال: كنت سفرة أصحابي وكنا إذا استفرنا نزلنا بظهر المدينة حتى يخرج
إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: " انطلقوا بسم الله وفي سبيل الله تقاتلون أعداء الله في
سبيل الله، لا تقتلوا شيخا فانيا ولا طفلا صغيرا ولا امرأة ولا تغلوا ".
(8) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كتب عمر
إلى أمراء الأجناد أن لا تقتلوا امرأة ولا صبيا وأن تقتلوا من جرت عليه المواسي.

(95 / 3) العسفاء: الاجراء في الأرض أو الاعمال.
الوصفاء: خدم البيوت والدور
654

(9) حدثنا محمد بن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن زيد بن وهب قال: أتانا كتاب
عمر: لا تغلوا ولا تغدروا ولا تقتلوا وليدا واتقوا الله في الفلاحين.
(10) حدثنا محمد بن فضيل عن يحيى بن سعيد قال: حدثت أن أبا بكر بعث
جيوشا إلى الشام فخرج يتبع يزيد بن أبي سفيان فقال: إني أوصيك بعشر: لا تقتلن صبيا
ولا امرأة ولا كبيرا هرما ولا تقطعن شجرا مثمرا ولا تخربن عامرا ولا تعقرن شاة ولا
بعيرا إلا المأكلة ولا تغرقن نخلا ولا تحرقنه ولا تغلل ولا تجبن.
(11) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن ليث عن مجاهد قال: لا يقتل في الحرب
الصبي ولا امرأة ولا الشيخ الفاني، ولا يحرق الطعام ولا النخل ولا تخرب البيوت، ولا
يقطع الشجر المثمر.
(12) حدثنا معاذ عن أشعث عن الحسن قال: كان يكره أن يقتل في دار الحرب
الشيح الكبير والصغير والمرأة وكان يكره للرجل إن حمل من هؤلاء شيئا معه فثقل عليه
أن يلقيه في الطريق.
(13) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال: سمعت عطية
القرظي يقول: عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة، فكان من أنبت قتل، ومن لم ينبت
خلى سبيله.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي فزارة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة
الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على امرأة مقتولة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من قتل هذه؟ "
فقال رجل: أنا يا رسول الله، أردفتها خلفي فأرادت قتلي فقتلتها، فأمر بها فدفنت.
(15) حدثنا وكيع قال ثنا صدقة الدمشقي عن يحيى بن يحيى الغساني قال: كتبت إلى
عمر بن عبد العزيز أسأله عن هذه الآية {قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا
تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} قال: فكتب إلى أن ذلك في النساء والذرية ومن لم
ينصب ذلك الحرب منهم.
(16) حدثنا كثير بن هشام قال ثنا جعفر بن برقان قال ثنا ثابت بن الحجاج

(95 / 13) الانبات ظهور شعر اللحية أو العانة وكلاهما علامة البلوغ.
(95 / 15) سورة البقرة من الآية (190)
655

الكلابي قال: قام أبو بكر في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألا لا يقتل الراهب في
الصومعة.
(17) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي
عن يزيد بن هرمز قال: نجدة إلى ابن عباس يسأله عن قتل الولدان ويقول في
كتابه: إن العالم صاحب موسى قد قتل الوليد، قال: فقال يزيد: أنا كتبت كتاب ابن
عباس بيدي إلى نجدة: إنك كتبت تسأل عن قتل الولدان وتقول في كتاب: إن العالم
صاحب موسى قد قتل الوليد، ولو كنت تعلم من الولدان ما علم ذلك العالم من ذلك
الوليد قتلته، ولكنك لا تعلم، قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتلهم فاعتزلهم.
(18) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله عن نافع عن أسلم مولى عمر أن
عمر كتب إلى عماله ينهاهم عن قتل النساء والصبيان وأمرهم بقتل من جرت عليه
المواسي.
(19) حدثنا عبد الرحيم عن أشعث عن الزبير عن جابر بن عبد الله قال: كانوا لا يقتلون تجار المشركين.
(20) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن إسماعيل عن الحسن عن الأسود بن سريع
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بال أقوام بلغوا في القتل حتى قتلوا الولدان، قال:
فقال رجل من القوم: إنما هم أولاد المشركين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أوليس
أخياركم إنما هو أولاد المشركين، إنه ليس مولود يولد إلا على الفطرة حتى يبلغ
فيعبر عن نفسه أو يهوده أبواه أو ينصرانه ".
(21) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن شيخ من أهل المدينة مولى لبني عبد الأشهل
عن داود عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيوشه قال: " لا تقتلوا
أصحاب الصوامع ".
(22) حدثنا ابن فضيل عن جويبر عن الضحاك قال: كان ينهى عن قتل المرأة
والشيخ الكبير.

(95 / 17) العالم صاحب موسى: هو الخضر عليه السلام.
(95 / 20) بلغوا في القتل: بالغوا.
(95 / 21) أصحاب الصوامع: رهبان قد اعتزلوا الناس
656

(23) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج بن أرطاة عن عبد الرحمن بن زيد بن
جدعان عن يحيى بن أبي مطيع أن أبا بكر الصديق بعث جيشا فقال: اغزوا بسم الله اللهم
اجعل وفاتهم شهادة في سبيلك ثم إنكم تأتون قوما في صوامع لهم فدعوهم وما أعلموا
أنفسهم له، وتأتون إلى قوم قد فحصوا عن أوساط رؤوسهم أمثال العصب فاضربوا ما
فحصوا عنه من أوساط رؤوسهم.
(24) حدثنا عيسى بن يونس عن الأحوص عن راشد بن سعد قال: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم عن قتل النساء والذرية والشيخ الكبير الذي لا حراك به
(25) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال: ثنا أبو روق عطية بن الحارث
قال ثنا أبو الغريق عبيد الله بن خليفة عن صفوان بن عسال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث
سرية قال: " لا تقتلوا وليدا ".
(96) من رخص في قتل الولدان والشيوخ
(1) حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس قال: أخبرني
الصعب بن جثامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الدار من دور المشركين يبيتون وفيهم
النساء والولدان فقال: " هم منهم ".
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن
جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقتلوا الشيوخ المشركين واستحيوا شرخهم ".
(3) حدثنا علي بن هاشم عن إسماعيل عن الحسن قال: كان أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقتلون من النساء والصبيان ما أعان عليهم.

(95 / 23) فحصوا عن أوساط رؤوسهم: حلقوا شعر وسط الرأس وهم رهبان الكاثوليك أول من دعا
بالتثليث وقاتل في سبيله حتى أبعد الناس عن النصرانية الحقة التي هي التوحيد وحلق منتصف
الرأس عادة وثنية قديمة كانت عند رهبان الأوثان وكهنة الرومان.
(96 / 1) ولا تناقض بين ما هاهنا وما قبله لان القتل هنا غير عمد لان التبييت الإغارة بالليل ولا يعرف
الصغير من الكبير في العتمة.
(96 / 2) شرخهم: صغار الشبان منهم. لان احتمال إيمان هؤلاء كبير أما الكبار فقد تعمق الشرك في
نفوسهم.
والشيوخ هنا ليسوا العجائز الفانين إنما هم وجوه القدم ورؤوسهم
657

(4) حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي قال: سألت الزهري عن العدو إذا ظهر
عليهم أيقتل علوجهم؟ قال: كان عمر يقتل العلوج إذا ظهر عليهم ويسبون مع ذلك.
(5) حدثنا يزيد عن هشام عن الحسن قال: إذا خرجت المرأة من المشركين تقاتل
فلتقتل.
(97) من نهى عن التحريق بالنار
(1) حدثنا أبو بكر قال ثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن
أبي حبيب عن بكير بن عبد الله بن الأشجع عن أبي إسحاق إبراهيم الدوسي عن أبي هريرة
الدوسي قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية وقال: إن ظفرتم بفلان وفلان
فحرقوهما بالنار، حتى إذا كان الغد بعث إلينا، إني كنت أمرتكم بتحريق هذين
الرجلين ورأيت أنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا الله فإن ظفرتم بهما فاقتلوهما "
(2) حدثنا ابن عيينة عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، أنه ذكر ناسا أحرقهم
علي فقال: لو كنت أنا لم أحرقهم بالنار لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تعذبوا بعذاب الله،
ولو كنت أنا لقتلتهم لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدل دينه فاقتلوه ".
(3) حدثنا أبو معاوية عن الشيباني عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن
عبد الله بن مسعود عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تعذبوا بالنار فإنه لا يعذب
بالنار إلا ربها ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم
سرية فطلبوا رجلا فصعد شجرة فأحرقوها بالنار فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه
بذلك، فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " إني لم أبعث أعذب بعذاب الله، إنما بعثت
بضرب الرقاب وشد الوثاق ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن سعيد الثوار عن حبان بن عثمان عن
أم الدرداء أنها أبصرت إنسانا أخذ نملة أو برغوثا فألقاه في النار فقالت: إنه لا ينبغي
لاحد أن يعذب بعذاب الله.

(96 / 5) تقتل لأنها من المقاتلة وليس لأنها امرأة
658

(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن
يحرق العقرب بالنار، ويقولون: مثلة.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا حريث عن يحيى بن عباد أبي هبيرة أنه كره أن يحرق
العقرب بالنار.
(98) من رخص في التحريق في أرض العدو وغيرها
(1) حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي وعبيد الله بن موسى عن سفيان عن موسى بن
عقبة عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قطع نخل بني النضير وحرق.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن عروة عن أسامة
قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض يقال لها أبنا فقال: ائتها صباحا ثم حرق ".
(3) حدثنا وكيع قال: بلغني عن عمر بن عبد العزيز أنه أمر بالتحريق أو حرق (4) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين عن سويد بن غفلة أن عليا حرق زنادقة بالسوق، فلما رمى عليهم بالنار قال: صدق الله ورسوله، ثم انصرف فاتبعته،
فالتفت إلي قال: سويد؟ قلت، نعم، فقلت: يا أمير المؤمنين سمعتك تقول شيئا؟ فقال:
يا سويد! إني بقوم جهال، فإذا سمعتني أقول: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " فهو حق.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الرحمن بن عبيد عن أبيه قال: كان أناس
يأخذون العطاء والرزق ويصلون مع الناس، وكانوا يعبدون الأصنام في السر، فأتى بهم
علي بن أبي طالب فوضعهم في المسجد، أو قال: في السجن، ثم قال: يا أيها الناس! ما
ترون في قوم كانوا يأخذون معكم العطاء والرزق ويعبدون هذه الأصنام؟ قال الناس:
اقتلهم، قال: لا، ولكن أصنع بهم كما صنعوا بأبينا إبراهيم، فحرقهم بالنار.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تريحني من ذي الخلصة " بيت كان لخثعم كانت تعبده
في الجاهلية، يسمى كعبة اليمانية، قال: فخرجت في خمسين ومائة راكب، قال: فحرقناها
حتى جعلناها مثل الجمل الأجرب، قال: بعث جرير رجلا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشر، فلما قدم

(98 / 4) أي أن قوله صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعني أن حرقهم من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم إنما وعد الله ووعد
رسوله للمؤمنين بالنصر على المشركين هو الصدق
659

عليه قال: والذي بعثك بالحق! ما أتيتك حتى تركناها مثل الجمل الأجرب، قال: فبارك
رسول الله صلى الله عليه وسلم على أحمس خيلها ورجالها خمس مرات.
(7) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن عبد الله عن أبيه عبد الله بن الحسن
أنه كان لا يرى بالتحريق وقطع الشجر في أرض العدو بأسا.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن داود عن عكرمة {ما قطعتم من لينة} قال:
هي النخلة دون العجوة.
(9) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير {ما
قطعتم من لينة} قال: هي النخلة.
(10) حدثنا وكيع عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس {ما قطعتم
من لينة} قال: هي النخلة.
(99) في الاستعانة بالمشركين، من كرهه
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا مسلم بن سعيد قال ثنا خبيب بن عبد الرحمن
ابن خبيب عن أبيه عن جده قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد وجها فأتيته أنا ورجل من
قومي فقلنا: إن شهد قومنا مشهدا لا نشهده معهم، قال: " أسلمتما؟ قلنا: لا، قال: فإنا
لا نستعين بالمشركين على المشركين "، قال: فأسلمنا وشهدنا معه.
(2) حدثنا يعلى بن عبيد عن محمد بن عمرو عن سعيد بن المنذر قال: خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد، فلما خلف ثنية الوداع نظر خلفه، فإذا كتيبة حسناء، فقال: " من
هؤلاء؟ قالوا: عبد الله بن أبي بن سلول ومواليه من اليهود فقال: وقد أسلموا؟ قالوا:
لا، قال: فإنا لا نستعين بالكفار على المشركين ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج قال: حدثني من سمع القاسم يذكر عن
سلمان بن ربيعة الباهلي أنه غزا بلنجر وكان غزا فاستعان بناس من المشركين على
المشركين وقال: ليحمل أعداء الله على أعداء الله.

(98 / 8) سورة الحشر الآية (5).
(99 / 1) وفيه النهي عن مشاركة غير المسلمين في جيش المسلمين وكراهة ذلك
660

(4) حدثنا وكيع عن مالك بن أنس عن عبد الله بن يزيد عن أبي نيار عن عروة عن
عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنا لا نستعين بمشرك ".
(100) من غزا بالمشركين وأسهم لهم
(1) حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا
بناس من اليهود فأسهم لهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يغزو باليهود فيسهم لهم كسهام المسلمين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يزيد بن يزيد بن جابر عن الزهري قال: كان
النبي صلى الله عليه وسلم يغزو باليهود فيسهم لهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الحسن بن صالح عن الشيباني أن سعد بن مالك غزا بقوم
من اليهود فرضخ لهم.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر قال: سألت عامرا عن المسلمين يغزون
بأهل الذمة فيقسمون لهم ويضعون عنهم جزيتهم، فذلك لهم نفل حسن.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال: أدركت الأئمة - ثم
ذكر نحوه.
(101) في الفارس كم يقسم له؟ من قال: ثلاثة أسهم
(1) حدثنا أبو أسامة وعبد الله بن نمير قالا ثنا عبيد الله ابن عمر عن نافع عن ابن
عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل للفرس سهمين وللرجل سهما.
(2) حدثنا محمد بن فضيل ووكيع عن حجاج عن أبي صالح عن بن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قسم للفرس سهمين وللرجل سهما فكان للرجل ولفرسه ثلاثة أسهم.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن يحيى بن سعيد عن صالح بن كيسان أن النبي صلى الله عليه وسلم
أسهم يوم خيبر لمائتي فرس لكل فرس سهمين.
(4) حدثنا جعفر بن عون عن سفيان عن سلمة بن كهيل قال: حدثنا أصحابنا عن
أصحاب؟ محمد صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا: للفرس سهمان وللرجل سهم.

(101 / 1) سهمين أي من الغنائم
661

(5) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد عن مكحول قال: أسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
للفرس سهمين وللرجل سهما.
(6) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين
وللفارس سهما.
(7) حدثنا جرير عن ليث عن الحكم قال: أول من جعل للفرس سهمين عمر، أشار
عليه رجل من بني تميم.
(8) حدثنا عيسى بن يونس عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد قال: أسهم للزبير
أربعة أسهم: سهمين لفرسه وسهما له وسهما لامه ولذي القربى.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن جويبر قال: كتب إلينا عمر بن عبد العزيز
ونحن بخراسان بلغنا الثقة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أسهم للفارس ثلاثة أسهم: سهمين لفرسه
وسهما له، وأسهم للراجل سهما، وقال في الخيل العراب والمقارف والبراذين سواء.
(10) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث بن سوار عن الحسن وابن سيرين قالا:
كانوا إذا غزوا فأصابوا الغنائم قسموا للفارس من الغنيمة حين تقسم ثلاثة أسهم: سهمين
لفرسه وسهما له، وللراجل سهما.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن عبد الله الشعبي عن خالد بن معدان قال: أسهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم للفرس سهمين وللراجل سهما.
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عمرو بن ميمون قال: كتب عمر بن عبد
العزيز إلى أهل الجزيرة: أما بعد! فإن السهام كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سهمين
للفرس وسهما للرجل، فلم أظن أن أحدا هم بانتقاص فريضة منها حتى فعل ذلك رجال
ممن يقاتل هذه الحصون، فأعيدوا سهمانها على ما كانت عليه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:
سهمين للفرس وسهما للرجل، وكيف توضع سهمان الخيل وهي بإذن الله لمسرحهم بالليل
ولمسالحهم بالنهار ولطلب ما يطلبون.

(101 / 8) لان أمه عمة الرسول صلى الله عليه وسلم.
(101 / 9) الخيل العراب: الخيول العربية.
المقارف: الخيل الهجين.
البراذين: البغال.
(101 / 12) توضع: توقف ولا تعطى
662

(13) حدثنا عدي بن يونس عن هشام بن عروة عن يحيى بن عباد: أسهم للزبير
أربعة أسهم: سهمين لفرسه وسهما لامه وسهما لذي القربى.
(14) حدثنا محاص قال ثنا مجالد عن عامر قال: لما فتح سعد بن أبي وقاص
جلولاء أصاب المسلمون ثلاثين ألف ألف، فقسم للفارس ثلاثة آلاف مثقال، وللرجل
ألف مثقال.
(102) من قال: للفارس سهمان
(1) حدثنا معاذ قال أخبرنا حبيب بن شهاب عن أبيه عن أبي موسى أنه أسهم
للفارس سهمين وأسهم للراجل سهما.
(2) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا مجمع بن يعقوب قال أخبرني أبي عن عمه عبد
الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية قال: شهدنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمت على
ثمانية عشر سهما، وكان الجيش ألفا وخمسمائة: ثلاثمائة فارس، فكان للفارس سهمان.
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن أبي إسحاق بن هانئ عن علي قال: للفارس سهمان.
قال شعبة: وجدته مكتوبا عند [.. *..].
(103) في البراذين ما لها وكيف يقسم لها؟
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا عمرو بن ميمون قال: كتب [.. *..] ابن الحارث وكان يلي ثغر ملطية إلى عمر بن عبد العزيز أن رجالا يغزون بخيل ضعاف
جذع أو ثني، ليس فيها رد عن المسلمين، ويغزو الرجل بالبرذون القوي الذي ليس دون
الفرس إلا أن يقال " برذون " فما يرى أمير المؤمنين فيها، فكتب إليه عمر بن عبد العزيز
أن انظر ما كان من تلك الخيل الضعاف التي ليس فيها رد على المسلمين فأعلم أصحابها
أنك غير مسهمها، انطلقوا بها أم تركوا، وما كان من تلك البراذين رائع الجري والمنظر
فأسهمه اسهامك للخيل العراب.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال: البرذون بمنزلة الفرس.

(102 / 3) [*] كذا ناقص في الأصل.
(103 / 1) [*] كذا ناقص في الأصل
663

(3) حدثنا عباد عن أشعث عن الحسن قال: لصاحب البر دون في الغنيمة سهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا محمد بن عبد الله الشعيثي عن خالد بن معدان قال: أسهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم للعراب سهمين وللهجين سهما.
(5) حدثنا وكيع قال محمد بن راشد عن سليمان بن موسى قال: كتب أبو موسى إلى
عمر، إنا لما فتحنا تستر أصبنا خيلا عراضا، فكتب إليه أن تلك البراذين فافرق منها
العتاق فأسهم، وألغ ما سوى ذلك.
(6) حدثنا ابن عيينة عن الأسود بن قيس وإبراهيم بن المنتشر عن ابن الأقمر قال:
أغارت الخيل بالشام فأدركت العراب من يومها وأدركت الكوادن ضحى الغد، فقال ابن
أبي حمصة: لا أجعل من أدرك كمن لم لا يدرك، فكتب إلى عمر فقال عمر هبلت
الوادعي أمه، لقد أذكرت به، أمضوها على ما قال.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا الصباح بن ثابت البجلي قال: سمعت الشعبي يقول: إن
المنذر بن أبي حمصة خرج في طلب العدو فلحقت الخيل العتاق، وتقطعت البراذين،
فأسهم للخيل ولم يسهم للبراذين، فكتب بذلك إلى عمر، فأعجب عمر ذلك فقال عمر
في حديث أحدهما: ثكلت الوادعي أمه، لقد أدركت به.
(8) حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن قال: للمقرف سهم وهو الهجين ولصاحبه
سهم.
(9) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن الزبير بن عدي عن أشياخ همذان عن عمر
بنحو حديث وكيع عن سفيان عن الزبير بن عدي.
(10) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد بن جابر
عن مكحول قال: للهجين سهم.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان قال: الفرس والبرذون سواء.
(12) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال: لم يكن أحد من علمائنا يسهم
للبرذون.

(103 / 4) والهجين هنا الخيول غير العراب والبراذين.
(103 / 6) الكوادن: الخيول الهجينة والبغال لأنها تكدن للحراثة.
(103 / 7) تقطعت: تأخرت ولم تدرك العدو لبطء جريها
664

(104) في البغل أي شئ هو؟
(1) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال: جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم للبغل سهما
وللرجل سهما.
(2) حدثنا حفص عن أشعث عن الحسن قال: البغال الراجل.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي يزيد عن جابر
عن مكحول قال: كانوا يسهمون لبغل ولا لبرذون ولا لحمار.
(105) في الرجل يشهد بالأفراس، لكم يقسم منها؟
(1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن يحيى بن سعيد عن الحسن في الرجل يكون في
الغزو فيكون معه الأفراس: لا يقسم له عند المغنم إلا لفرسين.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن يزيد عن جابر عن
مكحول قال: لا يسهم لأكثر من فرسين إذا كانا لرجل واحد، وما كان سوى ذلك فهو
جنائب.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان وإسرائيل عن أبي إسحاق قال: شهدنا غزاة مع
سعيد بن عثمان ومعي هانئ بن هانئ ومعي فرسان، ومع هانئ فرسان، فأسهم لي
وللفرسين خمسة أسهم، وأسهم لهانئ ولفرسيه خمسة أسهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هشام عن الحسن قال: لا سهم لأكثر من
فرسين، فإن كان مع الرجل فرسان أسهم له خمسة أسهم: أربعة لفرسيه وسهم له.
(5) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن سليمان بن موسى قال: إن أدرب رجل
بأفراس كان لكل فرس سهم.

(105 / 1) أي حد القسمة للفارس فرسين وما زاد على ذلك، فإنما جلبه معه لإراحة خيله أو لحمل متاعه.
(105 / 2) الخبائب: الركائب التي تحمل المتاع والطعام.
(105 / 5): أدرب: سلكا دربا أي إن خرج للجهاد مع جيش المسلمين
665

(106)
العبد أيسهم له شئ إذا شهد الفتح
(1) حدثنا حفص بن غياث عن محمد بن زيد عن عمير مولى أبي اللحم قال:
شهدت خيبر وأنا عبد مملوك، فلما فتحوها، أعطاني النبي صلى الله عليه وسلم سيفا فقال: " تقلد
هذا "، وأعطاني من خرثي المتاع ولم يضرب لي بسهم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن سعد عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ عن
عمير مولى أبي اللحم قال: شهدت مع مولاي جيبر وأنا مملوك، فلم يقسم لي من الغنيمة
شيئا وأعطاني من خرثي المتاع سيفا كنت أجره إذا تقلدته.
(3) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس وعن عمرو بن
شعيب عن سعيد بن المسيب عن عمر قال: ليس للعبد من الغنيمة شئ.
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن عطاء عن ابن عباس قال: ليس له
في المغنم نصيب.
(107) من قال: للعبد والأجير سهم
(1) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحكم والحسن وابن سيرين قالوا: من
شهد البأس من حر أو عبد أو أجير فله سهم.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن وابن سيرين والحكم قالوا:
العبد والأجير إذا شهدوا القتال أعطوا من الغنيمة.
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال: إذا شهد التاجر
والعبد قسم له وقسم للعبد.
(4) حدثنا غندر عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال: يسهم للعبد.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن خالد الحارث بن عبد الرحمن عن أبي
قرة قال: قسم لي أبو بكر الصديق كما قسم لسيدي.

(106 / 1) أعطاني من خزي المتاع أي شيئا من المتاع قليل القيمة.
(106 / 2) أي كان سيفا طويلا.
(107 / 1) أي أن السهم إنما هو لقتاله لا لعبوديته ولا لحريته.
(107 / 2) أي أعطوا ما دون سهم الراجل
666

(6) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم في الغنائم يصيبها الجيش قال: إن
أعانهم التاجر والعبد ضرب لهما بسهمامهم مع الجيش.
(108) في النساء والصبيان هل لهم.
من الغنيمة شئ
(1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا محمد بن راشد عن مكحول قال: أسهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء والصبيان والخيل.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن
يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن النساء هل كن يحضرن الحرب
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل يضرب لهن بسهم؟ قال: فقال يزيد: أنا كتبت كتاب ابن عباس
بيدي إلى نجدة كتبت تسألني عن النساء هل كن يحضرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب،
وهل كان يضرب لهن بسهم، وقد كن يحضرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أن يضرب لهن
بسهم فلا وقد كان يرضخ لهن.
(3) حدثنا وكيع عن شعبة عن العوام بن مزاحم عن خالد بن سيحان قال: شهدت
مع أبي موسى أربع نسوة أو خمسة منهن [أو] مجزأة بن ثور، فكن يسقين الماء ويداوين
الجرحى فأسهم لهن.
(4) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن
سفيان بن وهب الخولاني قال: قسم عمر بين الناس غنائمهم فأعطى كل انسان دينارا،
وجعل سهم المرأة والرجل سواء. فإذا كان الرجل مع امرأته أعطاه دينارا، وإذا كان وحده
أعطاه نصف دينار.
(5) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن
عبد الله بن نيار عن عروة عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بظبية خرز، فقسمها للحرة
والأمة، وقالت عائشة: كان أبي يقسم للحر والعبد.

(108 / 2) كان يرضخ لهن: أي كان يعطيهن ولكن لا يبلغ ذلك سهما.
(108 / 3) [أو] هكذا في الأصل والأرجح أنها [أم] توافقا مع السياق.
(108 / 4) أي أنه كان يعطي المتزوج ضعف العزب.
(108 / 5) لأنها من عدة زينة النساء سواء في ذلك الحرة والأمة
667

(109) في القوم يجيئون بعد الوقعة هل لهم شئ
(1) حدثنا حفص بن غياث عن بريد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى قال:
قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فتح خيبر بثلاث، فقسم لنا ولم يقسم لاحد لم يشهد الفتح
غيرنا.
(2) حدثنا يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة عن مجالد عن عامر قال: كتب عمر إلى
سعد يوم القادسية: إني قد بعثت إليك أهل الحجاز وأهل الشام، فمن أدرك منهم القتال
قبل أن [يتفقئوا] فأسهم لهم.
(3) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يزيد يعني ابن أبي حبيب
أن أبا بكر بعث عكرمة بن أبي جهل ممدا للمهاجر بن أبي أمية وزياد بن لبيد الشامي
فانتهوا إلى القوم وقد فتح عليهم والقوم في دماءهم، قال: فأشركوا في غنيمتهم.
(4) حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا المسعودي عن الحكم عن النبي صلى الله عليه وسلم قسم
لجعفر وأصحابه يوم خيبر ولم يشهدوا الوقعة.
(110) من قال: ليس له شئ إذا قدم بعد الوقعة
(1) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب الأحمسي
قال: غزت بنو عطارد مائة من أهل البصرة وأمدوا عمارا من الكوفة، فخرج عمار قبل
الوقعة فقال: نحن شركاؤهم في الغنيمة، فقام رجل من بني عطارد فقال: أيها العبد
المجدوع، وكانت أذنه قد أصيبت في سبيل الله - أتريد أن نقسم لك غنيمتنا، فقال عمار:
عيرتموني بأحب أذني أو بخير أذني، وكتب في ذلك إلى عمر فكتب عمر أن الغنيمة لمن
شهد الوقعة.
(2) حدثنا ابن إدريس عن شعبة عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: قال
عمر: إنما الغنيمة لمن شهد الوقعة.

(109 / 1) المقصود أنه صلى الله عليه وسلم قسم للأشعريين ولم يقسم لغيرهم.
(109 / 2) [يتفقئوا] كذا في الأصل والمقصود قبل انتهاء المعركة وظهور نتيجة القتال.
(109 / 4) إذ قدموا من دار هجرتهم في الحبشة وهم أحوج الناس إلى مال وقد نال المسلمون من كل فئ قبل
هذا ولم يكن قد نالهم من ذلك شئ.
(110 / 1) أحب أذني أو خير أذني: لأنها قطعت في سبيل الله أثناء قتال المشركين والكفار
668

(3) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن الحكم عن إبراهيم أن قوما قدموا على علي يوم
الجمل بعد الوقعة فقال: هؤلاء المحرومون فاقسم لهم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد قال: بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابوا غنيمة فجاء بعدهم قوم فنزلت: {وفي أموالهم حق
معلوم للسائل والمحروم}.
(5) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن قيس بن كركم عن ابن عباس {للسائل
والمحروم} قال: المحارف.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن قيس بن كركم عن ابن عباس
{للسائل والمحروم} قال: المحروم: المحارف الذي ليس له في الاسلام سهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سلمة بن نبيط عن الضحاك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم
طلائع فغنم النبي صلى الله عليه وسلم غنيمة فقسم بين الناس ولم يقسم للطلائع شيئا، فلما قدمت الطلائع
قالوا: قسم الفئ ولم يقسم لنا، فنزلت: {وما كان لنبي أن يغل}.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: المحروم الذي ليس له
في الغنيمة شئ.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: المحروم الذي
ليس له في الغنيمة.
(111) في السرية تخرج بغير إذن الإمام
(1) حدثنا ابن علية عن ابن عون قال: كتبت إلى نافع أسأله عن الرجل يكون في
سرية تحمل بغير إذن أميره، فكتب أنه لا يغيره إذن أميره.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام بن حسان قال: إذا التقى الزحفان فليس
للرجل أن يحمل بغير إذن إمامه.

(110 / 4) سورة المعارج الآيتان (24 / 25).
(110 / 5) المحارف: الذي لم يحارب.
(110 / 7) سورة آل عمران من الآية (161).
(111 / 1) تحمل: تهاجم العدو.
(111 / 2) لان إذن الإمام هنا ضروري لضبط خطة المعركة خوف الفوضى والفشل
669

(3) حدثنا حفص بن غياث عن الأشعث عن الحسن قال: لا تسري سرية إلا بإذن
أميرها ولم ما نفلهم من شئ.
(112) في السرية تخرج بغير إذن الإمام فتغنم
(1) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن إبراهيم قال: للسرية ما أصابوا أو
غنموا، إن شاء الامام نفلهم، وإن شاء خمسه.
(2) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن قال: إذا خرجت سرية بإذن الامام
فغنموا أخذ الامام الخمس وسائره لهم.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد قال: ذكرت لسعيد بن المسيب،
قال: غزوت الدرب، فلما وجهنا قافلين بعثوا السرايا بعد أن وجهنا قافلين، فقيل: لكن
ما غنمتم إلا الخمس، فقال سعيد بن المسيب: ما كان الناس ينفلون إلا من الخمس.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما
سرية أغارت بغير إذن أميرها فهو غلول ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن منصور قال: سألت إبراهيم عن الامام يبعث
السرية فتغنم قال: إن شاء نفلهم إياه كله وإن شاء خمسه.
(6) حدثنا ابن إدريس عن هشام عن الحسن قال: إذا رحلوا بإذن الامام أخذ
الخمس، وكان لهم ما بقي، وإذا رحلوا بغير إذن الإمام فهو أسوة الجيش.
(113) في الامام ينفل القوم ما أصابوا
(1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن عمران القطان عن علي بن ثابت قال: سألت
مكحولا وعطاء عن الامام ينفل القوم ما أصابوا قال: ذلك لهم.
(2) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أنه سئل عن الهبة في الغنيمة إذا أذان
لهم أميرهم فكره ذلك.

(112 / 6) فهم أسوة الجيش: أي أن ما يغنموه يجعل في المغانم ويقسم معها على الجيش كله
670

(114) في الفداء من رآه وفعله
(1) حدثنا ابن علية عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين
أن النبي صلى الله عليه وسلم فدى رجلين من المسلمين برجل من المشركين من بني عقيل.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيع
قال: غزونا مع أبي بكر هوازن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فنفلني جارية من بني فزارة من أجمل
العرب عليها قشع لها، فما كشفت فها عن ثوب حتى قدمت المدينة، فلقينا النبي صلى الله عليه وسلم وهو
بالسوق فقال: " لله أبوك، هبها لي "، فوهبتها له، قال: فبعث بها ففادي بها أسارى من
المسلمين كانوا بمكة.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن وعطاء قالا في الأسير من
المشركين: يمن عليه أو يفادى.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الجويرية وعاصم بن كليب الجرمي أن عمر بن
عبد العزيز فدى رجلا من المسلمين من حرم من أهل الحرب بمائة ألف.
(5) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد: إذا سبيت الجارية أو الغلام من الفدو فلا
بأس أن تفادوهم.
(6) حدثنا وكيع عن سفيان عن جابر عن الشعبي في الأسير: يمن عليه أو يفادي به.
(7) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن عبد الله
قال: لما كان يوم بدر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما تقولون في هؤلاء الأسارى؟ " قال: ثم
قال: [لا يفتلن] أحد منهم إلا بفداء أو ضربة عنق ".
(8) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال:
كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابا بين المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم وأن يفدوا
[عاينهم] بالمعروف والأصلح بين المسلمين.

(114 / 2) على قشع لها: قد ردت على وجهها شيئا من الثياب أو خمار ستره.
(114 / 7) [يقتلن] هكذا في الأصل ولا ريب أن هناك " لا " نافية قبلها لوجود إلا بعدها ولضرورة المعني
فلعلها: لا يفتلن: لا يرجعن إلى أهل أو لا يفلتن أي لا نجاة ولا حرية لاحد منهم إلا بفداء أو
ضربة عنق ولذلك أثبتناها.
(114 / 8) [عاينهم] كذا في الأصل والأرجح أنها عانيهم أي أسيرهم
671

(9) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن قال:
قال عمر: لان أستنقذ رجلا من المسلمين من أيدي الكفار أحب إلى من جزيرة العرب.
(115) من كره الفداء بالدراهم وغيرها
(1) حدثنا جرير عن ليث عن الحكم ومجاهد قالا: قال أبو بكر: إن أخذتم أحدا
من المشركين فأعطيتم به مدى دنانير فلا تفادوه.
(2) حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن حبيب أبي يحيى أن خالد بن زيد عينه
وكانت أصيبت بالسوس، قال: حاصرنا مدينتها فلقينا جهدا وأمير المسلمين أبو موسى،
وأخذ الدهقان عهده وعهد من معه، فقال أبو موسى: اعزلهم، فجعل يعزلهم، وجعل أبو
موسى يقول لا صحابه: إني أرجو أن يخدعه الله عن نفسه، فعزلهم وبقي عدو الله فأمر به
أبو موسى فنادى، وبذل مالا كثيرا، فأبى وضرب عنقه.
(3) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال:
قتل قتيل يوم الخندق فغلب المسلمون المشركين على جيفته فقالوا: ادفعوا إلينا جيفته
ونعطيكم عشرة آلاف دراهم، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " لا حاجة لنا في جيفته
ولا ديته، إنه خبيث الدية خبيث الجيفة ".
(4) حدثنا وكيع عن ابن أبي ليلى عن الحكم أن رجلا من المشركين أصيب يوم
الخندق فأعطوا النبي صلى الله عليه وسلم بجيفته حتى بلغوا الدية، فأبى.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
(6) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال: نسخت {واقتلوهم حيث
وجدتموهم} ما كان قبل ذلك من فداء أو من.

(155 / 2) السوس: اسم منطقة.
أمر به: أمر بقتله.
ولا ريب أن في الأثر كلاما قد سقط من النساخ بين خالد بن زيد وبين كلمة عينه بعدها.
وكذا الأرجح أنها ليست السوس إنما هي الشاش عند أطراف فارس وباكستان إذ هناك مساكن
الشاش.
(115 / 4) وإنما أعطاهم جثته بغير مقابل راجع الحديث السابق.
(115 / 6) سورة النساء من الآية (89).
672

(7) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد في قوله: {فإما منا بعد وإما فداء}
قال: لا بمن ولا فداء.
(8) حدثنا ابن فضيل عن حبيب بن أبي عمرة عن مجاهد قال: استشار رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الأسارى يوم بدر فقال أبو بكر: قولك يا رسول الله وعشيرتك بنو عمك، فخذ
منهم الفدية، وقال عمر: اقتلهم فنزلت {ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن
في الأرض} قال مجاهد: والاثخان هو القتل.
(116) في فكاك الأسارى على من هو؟
(1) حدثنا حفص بن غياث عن أبي سلمة عن أبي حفصة عن علي بن زيد عن
يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: قال عمر: كل أسير كان في أيدي المشركين من
المسلمين ففكاكه من بيت مال المسلمين.
(2) حدثنا ابن عيينة عن عبد الله بن شريك عن بشر بن غالب قال: سأل ابن الزبير
الحسن بن علي عن الرجل يقاتل عن أهل الذمة فيؤسر، قال: ففكاكه من خراج أولئك
القوم الذين قاتل عنهم.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم في أهل العهد إذا سباهم
المشركون ثم ظهر عليهم المسلمون قال: لا يسترقون.
(117) من يكره أن يفادى به
(1) حدثنا علي بن مبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عكرمة قال: لا يفادى العبد
ولا المعاهد.
(118) من كان لا يقتل الأسير وكره ذلك.
(1) حدثنا محمد بن عدي عن ابن جريج عن عطاء أنه كره قتل الأسرى.

(115 / 7) سورة محمد من الآية (4).
والمن الاحسان والاطلاق بغير مقابل.
(115 / 8) سورة الأنفال من الآية (67).
(166 / 3) لان لهم عهدا ولأنهم أسروا ولم يرتدوا عن عهدهم ولم يمالئوا العدو
673

(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن ابن جريج عن عطاء أنه كان يقول: لا يقتل
الأسير.
(3) حدثنا محمد بن أبي عدي عن أشعث عن الحسن قال: كان يكره قتل الأسير.
(4) حدثنا شريك عن محمد بن إسحاق عن أبي جعفر قال: كان علي إذا أتي بأسير
يوم صفين أخذ دابته وأخذ سلاحه وأخذ عليه أن لا يعود وخلى سبيله.
(5) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن أبي فاختة قال: أخبرني جار لي قال: أتيت عليا
بأسير يوم صفين فقال: لن أقتلك صبرا، إني أخاف الله رب العالمين.
(6) حدثنا غندر عن شعبة عن خالد بن جعفر عن الحسن أن الحجاج أتي بأسير
فقال لعبد الله بن عمر: قم فاقتله، فقال ابن عمر: ما بهذا أمرنا، يقول الله {حتى إذا
أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء}.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا جرير بن حازم عن الحسن قال: بعث ابن عامر إلى ابن
عمر بأسير وهو بفارس أو بأصطخر ليقتله، فقال ابن عمر: أما وهو مصرور فلا، قال
وكيع: يعني موثوقا.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن رجل لم يسمه أن عمر بن الخطاب أتي بسحرة
فأعتقهم.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا أصحابنا عن حماد عن إبراهيم قال: الامام في الأسارى
بالخيار، إن شاء فادى وإن شاء من وإن شاء قتل.
(10) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه قال: أمر علي مناديه فنادى يوم
البصرة: لا يقتل أسير.
(119) في الإجازة على الجرحى واتباع المدبر
(1) حدثنا هشيم عن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم فتح مكة: " ألا لا
يقتل مدبر ولا يجهز على جريح، ومن أغلق بابه فهو آمن ".

(118 / 4) وإنما كانت معركة صفين بن فئتين من المسلمين.
(118 / 6) سورة محمد من الآية (4).
(118 / 7) إصطخر: اسم بلد فيما وراء فارس.
(118 / 8) أعتقهم بعد أن استتابهم
674

(2) حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه أن عليا أمر مناديه فنادى يوم
البصرة: ألا لا يتبع مدبر ولا يذفف على جريح ولا يقتل أسير، ومن أغلق بابه فهو آمن،
ومن ألقى السلاح فهو آمن ولا نأخذ من متاعهم شيئا.
(3) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال ثنا ميمون عن أبي أمامة قال:
شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريج، ولا يطلبون موليا ولا يسلبون قتيلا.
(4) حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: كان الزبير يتبع
القتلى يوم اليمامة، فإذا رأى رجلا به رمق أجهز عليه.
(5) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن
الشعبي عن عبد الله قال: كن النساء يجزن على الجرحى يوم أحد.
(120) في النفل متى يكون قبل الزحف أو بعده
(1) حدثنا شريك عن جابر عن القاسم عن أبيه قال: قال عبد الله: النفل ما لم يلتق
الصفان أو الزحفان، فإذا التقى الصفان أو الزحفان فالمغنم.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا أبو العميس عن القاسم بن عبد الرحمن عن مسروق قال:
إذا التقى الزحفان أو الصفان فلا ينفل، إنما هي الغنيمة، إنما النفل قبل وبعد.
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن سليمان بن موسى قال: قال عمر: لا نفل في
أول غنيمة ولا نفل بعد الغنيمة.
(121) قوله {يسألونك عن الأنفال} ما ذكر فيها
(1) حدثنا يحيى بن آدم عن زهير عن الحسن بن الحر عن الحكم عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينفل قبل أن تنزل فريضة الخمس في
المغنم، فلما نزلت {ما غنمتم من شئ فإن لله خمسه} ترك النفل الذي ينفل، وصار في
ذلك خمس الخمس، وهو سهم الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم.

(119 / 2) يذفف على جريح: يجهز عليه.
(119 / 4) لأنهم كانوا من المرتدين الذين أعلنوا الحرب على المسلمين ورفضوا التوبة.
(121) سورة الأنفال من الآية (1).
(121 / 1) سورة الأنفال من الآية (41)
675

(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن سليمان عن عطاء بن السائب عن
الشعبي عن عبده: الآية {يسألونك عن الأنفال} قال: ما شذ من المشركين من العدو
إلى المسلمين من عبد أو متاع أو دابة فهي الأنفال التي يقضي فيها ما أحب.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن مجاهد وعكرمة {يسألونك عن
الأنفال. قل الأنفال لله والرسول} قالا: كانت الأنفال لله ورسوله حتى نسختها
{واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه}.
(4) حدثنا غندر عن معمر عن الزهري عن القاسم بن محمد أن رجلا سأل ابن
عباس عن قوله {يسألونك عن الأنفال} قال: السلب والفرس.
(5) حدثنا الفضل بن دكين عن حسن عن أبيه عن الشعبي {يسألونك عن
الأنفال} قال: ما أصابت السرايا.
(122) في الامام ينفل قبل الغنيمة وقبل أن يقسم
(1) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن حبيب بن شهاب عن أبيه قال: كنت أول من
أوفد في باب تستر، قال: وصرع الأشعري عن فرسه، فلما [فتحاها] أمرني على عشرة
من قومي ونفلني سهما سوى سهمي وسهم فرسي قبل الغنيمة.
(2) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن ابن أخي خالد عن الوليد أن الحارث قال
له: أعطني، فأعطاه من الخمس قبل أن يقسم، فكره ذلك وقال: إذا خمست فأعطني.
(3) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن سليمان بن موسى قال: قال عمر بن
الخطاب: لا يعطى من المغنم شئ حتى يقسم إلا لراع، أو حارس أو سائق غير موله.
(4) حدثنا أبو أسامة عن ابن عون عن محمد قال: بعث إلى أنس بشئ قبل أن تقسم
الغنائم فقال: لا وأي حتى تقسم.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن قال: لا ينفل حتى يخمس.

(122 / 1) [فتحاها] كذا في الأصل والأرجح [فتحناها].
(122 / 3) لان عمل هؤلاء يمنعهم من المشاركة في القتال واستحقاق السهام ولا بد من عملهم هذا لمصلحة
المسلمين.
(122 / 4) لا وأي: لا نفل ولا هبة
676

(6) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الحسن قال: النفل بعد الخمس.
(7) حدثنا حفص عن يحيى عن سعيد بن المسيب قال: ما كانوا ينفلون إلا من
الخمس.
(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن كهمس عن ابن سيرين قال: غزا أنس بن مالك
مع عبد الله بن زياد قال: فأعطاه ثلاثين رأسا من سبي الجاهلية قال: فسأله أنس أن
يجعلها من الخمس، فأبي أنس أن يقبلها.
(123) في الأمير يأذن لهم في السلب أم لا
(1) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري أنه سئل عن الهبة في الغنيمة إذا أذن
لهم أميرهم، فكره ذلك. (124) في الغنيمة كيف يقسم
(1) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر عن الربيع عن أبي العالية قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يؤتى بالغنيمة فيقسمها على خمسة، فيكون أربعة لمن شهدها ويأخذ الخمس، فيضرب
بيده فيه، فما أخذه من شئ جعله للكعبة، وهو سهم الله الذي سمى، ثم يقسم ما بقي على
خمسة فيكون سهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم لذوي القربى وسهم لليتامى وسهم للمساكين
وسهم لابن السبيل.
(2) حدثنا عيسى بن يونس عن صالح بن الأخضر عن الوليد بن هشام عن مالك
ابن عبد الله الخثعمي قال: كنا جلوسا عند عثمان فقال: من هاهنا من أهل الشام؟ فقمت
فقال: أبلغ معاوية، إذا غنم غنيمة أن يأخذ خمسة أسهم، فيكتب على سهم منها " لله " ثم
ليقرع فحيثما خرج منها فليأخذه.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت يحيى بن الجزار
عن سهم الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: خمس الخمس.
(4) حدثنا جرير عن موسى بن أبي عائشة عن يحيى بن الجزار بنحو منه.

(124 / 1) أي أن ذلك تنفيذا لامره تعالى: قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول
ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} سورة الأنفال من الآية (41)
677

(5) حدثنا وكيع ثنا كهمس عن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: قام رجل إلى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أخبرني عن الغنيمة، فقال: " لله سهم، ولهؤلاء أربعة، قال
قلت: فهل أحد أحق بها من أحد، قال: فقال: إن رميت بسهم في جنبك فلست بأحق
به من أخيك ".
(6) حدثنا جرير بن عبد الحميد عن مغيرة عن إبراهيم في قوله {فإن لله خمسه}
قال: لله كل شئ.
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك عن عطاء قال: خمس الله وخمس
الرسول واحد كان النبي صلى الله عليه وسلم يضع ذلك الخمس حيث أحب ويصنع ما شاء ويحمل فيه
من شاء.
(8) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن الشعبي {وأعلموا أنما غنمتم من شئ
فإن لله خمسه} قال: سهم الله وسهم النبي صلى الله عليه وسلم واحد.
(9) حدثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن علي قال: سألته عن قوله
{واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه} قال: هذا مفتاح كلام، ليس لله
نصيب لله الدنيا والآخرة.
(10) حدثنا أبو خالد الأحمر عن أشعث عن محمد قال: في المغنم خمس لله وسهم
للنبي صلى الله عليه وسلم والصفي، وقال ابن سيرين: يؤخذ للنبي صلى الله عليه وسلم خير رأس من السبي ثم يخرج
الخمس، ثم يضرب له بسهمه مع الناس غاب أو شهد، وقال ابن سيرين: كان الصفي يوم
خيبر صفية بنت حيي. وقال الشعبي: كان الصفي يوم خيبر صفية بنت حيي استنكحها
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(11) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن محمد قال: خمس الله وسهم النبي
صلى الله عليه وسلم والصفي، كان يصطفى له من المغنم خير رأس من السبي إن كان سبي والا غيره بعد
الخمس، ثم يضرب له بسهمه شهد أو غاب مع المسلمين بعد الصفي، قال: واصطفى صفية
بنت حيي خيبر، قال أشعث: وقال أبو الزبير وعمرو بن دينار والزهري: اصطفى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الفقار يوم بدر.

(124 / 5) أي أنه حتى أصابتك في المعركة لا تعطيك حقا أكثر من أخيك في المغنم.
(124 / 10) الصفي: خير ما في المغنم وما يصطفى أي يختار منه فهو للرسول صلى الله عليه وسلم
678

(12) حدثنا أبو خالد الأحمر عن أشعث عن أبي الزناد قال: كان الصفي يوم بدر
سيف عاصم بن منبه بن الحجاج.
(13) حدثنا محمد بن حجاج عن مطرف عن الشعبي أنه سئل عن النبي صلى الله عليه وسلم والصفي
فقال: إنما سهم النبي صلى الله عليه وسلم مثل سهم رجل من المسلمين، وأما الصفي فكانت له غرة
يختارها من غنيمة المسلمين إن شاء جارية وإن شاء فرسا، أي ذلك شاء.
(14) حدثنا حميد عن حسن بن صالح قال: سألت عطاء بن السائب عن قوله
{واعلموا أنما غنمتم من شئ فإن لله خمسه} وعن هذه الآية {ما أفاء الله على
رسوله} قال: قلت: ما الفئ وما الغنيمة؟ قال: إذا ظهر المسلمون على المشركين وعلى
أرضهم فأخذوهم عنوة فما أخذوا من مال لهم ظهروا عليه فهو غنيمة وأما الأرض فهي
فئ، وسوادنا هذا فئ.
(15) حدثنا وكيع قال: سمعت سفيان يقول: الغنيمة ما أصاب المسلمون عنوة،
فهو لمن سمى الله وأربعة أخماس لمن شهدها.
(16) حدثنا إسماعيل بن علية عن ابن عون قال: قرأت كتاب ذكر الصفي فقلت
لمحمد: ما الصفي؟ قال: رأس كان يصطفى للنبي صلى الله عليه وسلم قبل كل شئ، ثم يضرب له بعد
بسهمه مع المسلمين.
(17) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد {واعلموا أنما غنمتم من
شئ} قال: المخيط من {شئ}.
(125) من يعطى من الخمس وفيمن يوضع.
(1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن محمد بن راشد عن مكحول قال: الخمس
بمنزلة الفئ يعطي منه الامام الغني والفقير، قال: وأخبرني ليث بن أبي رقية أن عمر بن
عبد العزيز كتب أن سبيل الخمس سبيل عامة الفئ.

(124 / 12) وهو السيف المعروف بذي الفقار.
(124 / 13) الغرة: مقدم شعر الرأس ويكنى بها عنه ويكنى بالرأس عن صاحبه فيقال غرة عبد أو أمة فإن
ترك تحديد فهو أي ذلك أراد من انسان أو حيوان.
(124 / 14) {ما أفاء الله على رسوله} سورة الحشر من الآية (6).
(124 / 17) المخيط: الإبرة أو الخيط فيها.
(125 / 1) سبيل عامة الفئ: أي يصرف في نفس السبل
679

(2) حدثنا كثير بن هشام عن جعفر بن برقان قال ثنا ثابت بن الحجاج قال: بلغني
أن رجلين من بني عبد المطلب أتيا النبي صلى الله عليه وسلم يسألانه من الصدقة فقال: لا ولكن إذا
رأيتما عندي شيئا من الخمس فأتياني.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن خصيف عن مجاهد قال: كان آل محمد صلى الله عليه وسلم لا
يحل لهم الصدقة فجعل لهم خمس الخمس.
(4) حدثنا سهل بن يوسف عن عمرو عن الحسن أن عمر أعطى الرجل من الفئ
عشرة آلاف وتسعة وثمانية وسبعة.
(5) حدثنا عفان قال ثنا عبد الواحد بن زياد قال ثنا حجاج بن أرطاة قال: ثنا أبو
الزبير عن جابر بن عبد الله قال: سئل كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع بالخمس؟ قال: كان
يحمل منه في سبيل الله الرجل ثم الرجل ثم الرجل.
(126) ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أن
المغانم أحلت له
(1) حدثنا هشيم بن بشير قال أخبرنا سيار قال ثنا يزيد الفقير قال أخبرنا جابر بن
عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر أن يباع السهام حتى يقسم.
(2) حدثنا إسحاق بن منصور عن شريك عن يعلى بن عطاء عن ابن عباس قال: لا
بأس أن يبيع الرجل نصيبه من المغنم قبل أن يقسم.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن
أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال: غزونا مع رويفع بن ثابت الأنصاري نحو
المغرب ففتحنا قرية يقال لها جربة، فقام فينا خطيبا فقال فينا خطيبا فقال: إني لا أقول لكم إلا ما
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فينا يوم حنين: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا
يبيعن مغنما حتى يقسم ".
(4) حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جهضم بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن

(126 / 2) إن كان المال الذي يريد بيعه شيئا معروفا أو محددا مقدرا.
(126 / 3) لأنه بيع غرر وبيع مجهول بمعلوم ربما كانت قيمته أقل أو أكثر
680

زيد عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد الخدري قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراء المغانم
حتى تقسم.
(5) حدثنا عبد السلام بن حرب عن أيوب عن أبي قلابة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى
عن بيع المغانم حتى تقسم.
(6) حدثنا عبدة بن سليمان عن ابن أبي قلابة عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه
كان يكره أن يشتري من المغنم شيئا، ويقول: فيه ذهب وفضة - يعني قبل أن يقسم.
(7) حدثنا عبد الله بن إدريس عن هشام عن الحسن ومحمد بن سيرين أنهما كرها بيع
المغانم حتى يقسم.
(8) حدثنا عبد الله بن إدريس عن أشعث عن عطاء قال: نهى يوم خيبر.
(9) [حدثنا] عن مجاهد عن ابن عباس رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن
بيع المغنم حتى يقسم.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن يزيد بن خمير عن مولى لقريش قال: سمعت أبا
هريرة يحدث معاوية قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع المغانم حتى تقسم، قال شعبة: قال
مرة أخرى: ويعلم ما هي.
(127) في الطعام والعلف يؤخذ منه الشئ
في أرض العدو
(1) حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسد بن عبد الرحمن الخثعمي عن مقبل بن
عبد الله عن هاني بن كلثوم الكناني قال: كنت حاجب الجيش الذي فتح الشام فكتبت إلى
عمر: إنا فتحنا أرضا كثيرة الطعام والعلف، فكرهت أن أتقدم إلى شئ من ذلك إلا
بأمرك وإذنك، فاكتب إلي بأمرك في ذلك، فكتب إلى عمر أن دع الناس يأكلون
ويعلفون، فمن باع شيئا بذهب أو فضة فقد وجب فيه خمس الله وسهام المسلمين.

(126 / 9) [حدثنا...] وفي الأصل بياض وبغير حدثنا وقد أضفناها ترابطا مع السياق والعبارة الناقصة هي
اسم المحدث والراوي عن مجاهد، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن أبي نجيح عن
مجاهد.
(126 / 10) ويعلم ما هي: أي لا تباع حتى لو علم ما هي حتى يتسلمها.
(127 / 1) أي لا بأس بالأكل والعلف فيما يحتاجه الانسان فما زاد على ذلك من بيع أو خزن فهو مال وفيه
الخمس وسهام المسلمين
681

(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن أسيد بن عبد الرحمن عن خالد بن الدريك عن
عبد الله بن محيريز قال: سئل فضالة بن عبيد حاجب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الطعام
والعلف في أرض الروم، قال فضالة: أن أقواما يريدون أن يستزلوني عن ديني، والله إني
لأرجو أن لا يكون ذلك حتى ألقى محمدا صلى الله عليه وسلم، من باع طعاما بذهب أو فضة فقد وجب
فيه خمس الله وسهام المسلمين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن خالد بن الدريك عن ابن محيريز عن فضالة
ابن عبيد الأنصاري قال: إن قوما يريدون أن يستنزلوني عن ديني، أما والله إني لأرجو
أن أموت وأنا عليه، ما كان من شئ بذهب أو فضة ففيه خمس الله وسهام المسلمين.
(4) حدثنا فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن قال: كان أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يأكلون من الغنائم إذا أصابوها من الجزائر والبقر ويعلفون دوابهم ولا يبيعون، فإن
بيع ردوه إلى المقاسم.
(5) حدثنا أبو داود الطيالسي عن شعبة عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مغفل
قال: سمعته يقول: دلي لي جراب من شحم يوم خيبر، قال: فالتزمته وقلت: هذا لي، لا
أعطي أحدا منه شيئا، فالتفت إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتبسم فاستحييت.
(6) حدثنا جرير عن ليث عن مجاهد قال: كنا نغزو فنصيب الطعام والثمار والعسل
والعلف فنصيب منه من غير قسمة.
(7) حدثنا جرير عن مغيرة عن حماد عن إبراهيم قال: كانوا يأكلون من الطعام في
أرض الحرب ويعتلفون قبل أن يخمسوا.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام عن الحسن قال: كان أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتحوا المدينة أو القفز أكلوا من السويق والدقيق والسمن والعسل.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبد الملك بن أبي سليمان عن عطاء في القوم
يكونون غزاة يكونون في السرية فيصيبون أنحاء السمن والعسل والطعام قال: يأكلون وما
بقي ردوه إلى إمامهم.

(127 / 3) بذهب أو فضة: أي بمال قل أو كثر وسواء كان دنانير أو دراهم.
(127 / 4) الجزائر ج جزور أي الإبل
682

(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يرخصون في
الطعام والعلف ما لم يعتقدوا مالا.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن
غلام لسلمان يقال له سويد - وأثنى عليه خيرا - قال: لما افتتح الناس المدائن وخرجوا في
طلب العدو أصبت سلة، فقال لي سلمان: هل عندك طعام؟ قال: قلت: سلة أصبتها،
قال: هاتها فإن كان مالا دفعناه إلى هؤلاء، وإن كان طعاما أكلناه.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا عقبة قال: سمعت عبد الله بن بريدة سئل عن الطعام
يصاب في أرض العدو فقال: إن كان باع منه بدرهم رده وإلا كان غلولا.
(13) حدثنا إسماعيل بن عياش عن يحيى بن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن
محيريز وخالد بن الدريك وغيرهم أنهم كانوا يقولون في الرجل يصيب الطعام والعلف في
أرض الروم فقالوا: يأكل ويطعم ويعلف، فإن باع شيئا من ذلك بذهب وفضة رده إلى
غنائم المسلمين.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال: لا بأس بالطعام
والعلف يوجد في أرض العدو أن يأكلوا منه وأن يعلفوا دوابهم، فما بيع منه فهو بين
المسلمين.
(15) حدثنا عائذ بن خبيب عن جويبر عن الضحاك قال: إذ خرجت السرية
فأصابوا غنيمة من بقر أو غنم فلهم أن يأكلوا بقدر ولا يسرفوا، فإن انتهى به إلى
العسكر كان بينهم.
(16) حدثنا يونس بن محمد قال ثنا حماد بن زيد عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
قال: كنا نصيب في مغازينا الفاكهة والعسل فنأكله ولا نرفعه.
(128) في الطعام يكون فيه خمس
(1) حدثنا أبو أسامة عن مجالد عن عامر قال: ليس في الطعام خمس، إنما الخمس
في الذهب والفضة.

(127 / 12) الغلول: السرقة أو الاستئثار بشئ من المغنم لا يشاركه فيه أحد.
(127 / 16) أي أنه كان شيئا قليلا إذا أكلوه استنفذوه
683

(2) حدثنا معاذ بن معاذ عن ابن عون قال قلت للحسن: إنا نصيب في بلاد العدو
العسل والسمن والجبن أفنخمس؟ قال: قال: قد كنا نصيبه فنأكله.
(129) من قال: يأكلون من الطعام ولا يحملون،
ومن رخص فيه
(1) حدثنا معتمر بن سليمان عن زياد بن سعد الشيخ من أهل واسط أن عبد الله بن
عباس لم ير بأسا أن يأكل الطعام في أرض الشرك حتى يدخل أهله.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن الحسن بن أبي الحسن وأبي إسحاق أنهما
قالا في القوم يصيبون الغنيمة: يأكلون ولا يحملون.
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن الإفريقي عن خالد بن أبي عمران قال: سألت
القاسم وسالما عن الرجل يصيب الطعام في أرض العدو فيصيب منه ويكسب منه الدراهم
فقالا: يجعله في طعام يأكله ولا يكسب منه عقدة مال.
(130) في العبد يأسره المسلمون ثم يظهر
عليه العدو.
(1) حدثنا هشيم عن ابن عون عن رجاء بن حياة أن أبا عبيدة كتب إلى عمر بن
الخطاب في عبد أسره المشركون ثم ظهر عليه المسلمون بعد ذلك، قال: صاحبه أحق به ما
لم يقسم فإذا قسم مضى.
(2) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة عن رجاء بن حياة عن قبيصة بن
ذؤيب قال: قال عمر: ما أحرز المشركون من أموال المسلمين فغزوهم بعد وظهروا عليهم
فوجد رجل ماله بعينه قبل أن تقسم السهام فهو أحق به، وإن كان قسم فلا شئ له.

(129 / 1) حتى يدخل أهله: أي لا يحمل معه منه إلا أهله إلا ما كان نصيبه في سهمه.
(129 / 3) لا يكسب منه عقدة مال: لا يتموله ولا يجعله رأسمالا يتجر به ويكون أصلى ماله.
(130 / 1) والحكمة في ذلك أن يخرج المسلمون للجهاد ولاسترداد ما ظهر عليه العدو فلو خرج صاحب المال
لرأس مال أو عبده أو أمته قبل أن يقسم أما إن قعد في داره منتظرا أن يخرج غيره فلا ريب أن
ماله سيقع في المقاسم ولن يسترده لأنه لن يحضر القسمة
684

(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن سعيد عن قتادة قال: قال علي: هو للمسلمين عامة
لأنه كان لهم مالا.
(4) حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه أن عليا كان يقول فيما أحرز العدو من أموال
المسلمين أنه بمنزلة أموالهم، قال: وكان الحسن يقضي بذلك.
(5) حدثنا عيسى بن يونس عن ثور عن أبي عون عن زهرة بن يزيد المرادي أن
أمة لرجل من المسلمين أبقت ولحقت بالعدو فغنمها المسلمون فعرفها أهلها، فكتب فيها
أبو عبيدة إلى عمر فكتب عمر: إن كانت الأمة لم تخمس ولم تقسم فهي رد على أهلها،
وإن كانت قد خمست وقسمت فأمضها لسبيلها.
(6) حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن عبدا له أبق
وذهب له بفرس فدخل أرض العدو فظهر عليه خالد بن الوليد فرد أحدهما عليه في حياة
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورد الآخر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(7) حدثنا يزيد بن هارون عن حجاج عن أبي إسحاق عن سلمان بن ربيعة فيما
أحرز العدو قال: صاحبه أحق به ما لم يقسم، فإذا قسم فلا شئ.
(8) حدثنا شريك عن الركين عن أبيه أو عن عمه قال: حبس لي فرس فأخذه
العدو، قال: فظهر عليه المسلمون، قال: فوجدته في مربط سعد، قال: فقلت: فرسي،
قال: بينتك، قلت أنا أدعوه فيحمحم، قال: إن أجابك فلا أريد منك ببينة.
(9) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن ابن سيرين أن أمة أحرزها العدو
فاشتراها رجل فخاصمه سيدها إلى شريك فقال: المسلم أحق من رد على أخيه بالثمن،
فقال: إنها ولدت من سيدها، قال: أعتقها قضاء الأمير، فإن كانت كذا وكذا، وإن
كانت كذا وكذا، قال يقول رجل له: أعلم بالقضاء من زيد بن خلدة.
(10) حدثنا هشيم عن مغيرة عن إبراهيم وعن يونس عن الحسن قالا: ما أحرز
العدو من مال المسلمين فعرفه صاحبه فهو أحق به، وإن قسم فقد مضى.
(11) حدثنا ابن إدريس عن ليث عن مجاهد قال: ما أصاب المسلمون مما أصابه
العدو قبل ذلك، فإن أصابه صاحبه قبل أن يقسم فهو أحق به، وإن قسم فهو أحق به
بالثمن.

(132 / 5) رد على أهلها: مرتجعة إليهم ومردودة عليهم.
(130 / 11) أصابه صاحبه: استرجعه بنفسه خلال المعركة أو بعدها أو وجده مع الغنائم قبل أن تقسم
أحق به بالثمن: أي يؤدي الثمن الذي قدر له أو بيع به مع المغانم لمن دفع هذا الثمن أو كان له بما
يعادل ذلك.
685

(12) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن قتادة عن خلاس عن علي قال:
ما أحرز العدو فهو جائز.
(13) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن الحكم عن إبراهيم قال: ما ظهر عليه
المشركون من متاع المسلمين ثم ظهر عليه المسلمون، إن قسم فهو أحق به بالثمن، وإن كان
لم يقسم رد عليه.
(14) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن سماك عن تميم بن طرفة: قال أصاب المسلمون
ناقة لرجل من المسلمين، فاشتراها رجل من العدو فخاصمه صاحبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأقام
البينة، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدفع إليه الثمن الذي اشتراها به من العدو وإلا خلى بينه
وبينها.
(131) ما يكره أن يحمل إلى العدو فيتقوى به
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن قال: لا يحل لمسلم أن يحمل
إلى عدو المسلمين طعاما ولا سلاحا يقويهم به على المسلمين، فمن فعل ذلك فهو فاسق
(2) حدثنا محمد بن بكر نا ابن جريج عن عطاء أنه كره حمل السلاح إلى العدو
قال: قلت له: تحمل الخيل إليهم؟ قال: فأبى ذلك وقال: أما ما يقويهم للقتال فلا، وأما
غيره فلا بأس، وقاله عمرو بن دينار.
(3) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: نهى عمر بن عبد العزيز أن يحمل
الخيل إلى أرض الهند.
(4) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن أنه كره أن يحمل السلاح والكراع إلى
أرض العدو للتجارة.
(5) حدثنا عبد الرحيم عن عبيدة عن إبراهيم أنه كان يكره أن يحمل إلى عدو
المسلمين سلاح أو منفعة.

(131 / 1) يحمل إلى عدو المسلمين: يتجر به إليهم ويبيعهم إياه.
(131 / 2) أي إن باعهم الثياب وما شابه ذلك من أمور لا تزيدهم قوة ولا تنفعهم إذا حوصروا فلا بأس
لأنه سيقبض ثمنه مالا يتقوى به المسلمون وهو منهم
686

(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يونس عن الحسن وابن سيرين أنهما كرها بيع
السلاح في الفتنة.
(7) حدثنا يعلى بن حميد قال ثنا أبو حيان عن يونس عن الحسن وابن سيرين أنهما
كرها بيع السلاح في الفتنة.
(8) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا هشام عن الحسن قال: لا يبعث إلى أهل
الحرب شئ من السلاح والكراع ولا ما يستعان به على السلاح والكراع.
(9) حدثنا شاذان قال ثنا أبان العطار عن قتادة قال: كان يكره بيع السلاح في
القتال.
(132) في الغزو مع أئمة الجور
(1) حدثنا حفص بن غياث عن الأعمش قال: كان أصحاب عبد الله يغزون زمان
الحجاج، عبد الرحمن بن يزيد وأبو سنان وأبو جحيفة.
(2) حدثنا عبدة عن الأعمش قال: سمعتهم يذكرون أن عبد الرحمن بن يزيد كان
يغزو الخوارج في زمان الحجاج يقاتلهم.
(3) حدثنا عبدة بن سليمان عن الأعمش عن إبراهيم أنه غزا في زمان الحجاج.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا مثنى بن سعيد عن أبي حمزة قال: سألت ابن عباس عن
الغزو مع الأمراء وقد أحدثوا، فقال: تقاتل على نصيبك من الآخرة، ويقاتلون على
نصيبهم من الدنيا.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا حماد بن زيد عن الجعد أبي عثمان عن سليمان اليشكري عن
جابر قال: قلت له: أغزو أهل الضلالة مع السلطان، قال: اغزوا فإنما عليك ما حملت
وعليهم ما حملوا.

(131 / 6) ومن باع السلاح في الفتنة فكأنما ساهم بتأجيج نارها وتشجيعها.
(132 / 1) وفيه أن الحجاج من أئمة الجور وأنه يجوز الخروج مع الامام الجائر لقتال المرتدين والخوارج
والمشركين والكفار، إنما لا يخرج معه ضد المسلمين فإن قاتل المسلمين معه كان مثله.
(132 / 4) قد أحدثوا: قد ارتكبوا آثاما أو كبائر.
(132 / 5) عليك ما حملت: إن حملت في سبيل الله كان لك أجرك ولو حمل هو من أجل الغنائم والمكاسب أو
مد سلطانه
687

(6) حدثنا غندر عن الفزاري عن هشام عن الحسن وابن سيرين سئلا عن الغزو مع
أئمة السوء فقالا: لك شرفه وأجره وفضله وعليهم وإثمهم.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا مالك بن مغول عن طلحة بن مصرف عن محمد بن عبد
الرحمن بن يزيد النخعي قال: قلت لأبي: يا أبة؟ في إمارة الحجاج أتغزو؟ قال: يا بني!
لقد أدركت أقواما أشد بغضا منكم للحجاج وكانوا لا يدعون الجهاد على حال، ولو
كان رأس الناس في الجهاد مثل رأيك ما أرى الإتاوة - يعني الخراج.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن المغيرة عن إبراهيم قال: ذكر له أن أقواما
يقولون: لا جهاد، فقال: هذا شئ عرض به الشيطان.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا الربيع بن الصبيح عن قيس بن سعد عن مجاهد قال: سألت
ابن عمر عن الغزو مع أئمة الجور وقد أحدثوا فقال: اغزوا.
(10) حدثنا أحمد بن عبد الله عن زائدة عن ليث قال: كان مجاهد يغزو مع بني
مروان، وكان عطاء لا يرى بأسا.
(11) حدثنا الأعمش عن إبراهيم قال: خرج على الناس بعث زمن الحجاج فخرج
فيه عبد الرحمن بن يزيد.
(133) من كره ذلك
(1) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن ليث عن طاوس قال: كان يكره الجهاد مع
هؤلاء - يعني السلطان الجائر.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن الشيباني قال: خرج على الناس بعث زمن الحجاج
فخرج فيه إبراهيم التيمي وإبراهيم النخعي فقال إبراهيم النخعي: إلى من تدعوهم؟ إلى
الحجاج.

(132 / 6) أي لك شرف الغزو وفضله وأجره.
(132 / 7) أي ما كانت الفتوح.
(133 / 2) ولا نرى رأيه لأنه يدعو لله ودين الله
688

(134) في أمان المرأة والمملوك
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الحجاج عن الوليد بن أبي مالك عن عبد
الرحمن بن سلمة أن رجلا آمن قوما وهو مع عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وأبي
عبيدة بن الجراح، فقال عمرو وخالد: لا نجير من أجار، فقال أبو عبيدة: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يجير على المسلمين بعضهم ".
(2) حدثنا أبو خالد عن حجاج عن الوليد بن أبي مالك عن عبد الرحمن بن سلمة
عن أبي عبيدة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يجير على الناس بعضهم ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الوليد بن أبي مالك عن القاسم بن عبد الرحمن
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجير على المسلمين الرجل منهم ".
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي هند عن أبي
مرة مولى عقيل بن أبي طالب عن أم هانئ ابنة أبي طالب قالت: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم
مكة فر إلي رجلان من أحمائي فأجرتهما - أو كلمة تشبهها - فدخل علي أخي علي بن أبي طالب
طالب فقال: لأقتلنهما، قال: فأغلقت الباب عليهما، ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة
فقال: " مرحبا وأهلا بأم هانئ! ما جاء بك؟ قال: قلت: يا نبي الله، فر إلي رجلان
من أحمائي فدخل علي أخي علي بن أبي طالب فزعم أنه قاتلهما، فقال: لا، قد أجرنا من
أجرت وأمنا من أمنت ".
(5) حدثنا أبو خالد الأحمر عن أبي إسحاق عن سعيد بن أبي هند عن أبي مرة عن
أم هانئ قال حدثتني قالت: فر إلى رجلان من أحمائي يوم الفتح، فأجرتهما فدخل علي
أخي فقال: لأقتلنهما، فأغلقت عليهما، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " مرحبا وأهلا بأم
هانئ، ما جاء بك؟ فأخبرته فقال: قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت " قالت:
فجئت فمنعتهما.
(6) حدثنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت:
إن كانت المرأة لتأجر على المسلمين.

(134 / 1) آمن قوما: أعطاهم الأمان وفيه أن من أجاره أحد المسلمين فقد وجب على المسلمين جواره
(134 / 4) وفيه جواز إجارة المرأة المسلمة ووجوب حفظ جواز من أجارت وتأمين من أمنت.
(134 / 6) المقصد تجير عليهم ويحفظ جوارها
689

(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول عن فضيل بن زيد الرقاشي وقد
كان غزا على عهد عمر بن الخطاب سبع غزوات قال: بعث عمر جيشا فكنت في ذلك
الجيش، فحاصرنا أهل " سر تاج " فلما رأينا أنا سنفتحها من يومنا ذلك قلنا: نرجع فنقيل
ثم نخرج فنفتحها، فلما رجعنا تخلف عبد من عبيد المسلمين فراطنهم فراطنوه، فكتب لهم
كتابا في صحيفة ثم شده في سهم فرمى به إليهم فخرجوا، فلما رجعنا من العشي وجدناهم
قد خرجوا، قلنا لهم: ما لكم؟ قال: أمنتمونا، قلنا: ما فعلنا، إنما الذي أمنكم عبد لا
يقدر على شئ فارجعوا حتى نكتب إلى عمر بن الخطاب، فقالوا: ما نعرف عبدكم من
حركم، ما نحن براجعين، إن شئتم فاقتلونا وإن شئتم قفوا لنا، قال: فكتبنا إلى عمر فكتب
عمر أن عبد المسلمين من المسلمين، ذمته، ذمتهم، قال: فأجاز عمر أمانه.
(8) حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن قال: أمان المرأة والمملوك جائز.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن عاصم بن أبي النجود عن رز بن حبيش عن
عمر قال: إن كانت المرأة لتأجر على المسلمين فتجوز أمانها.
(10) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن علي قال:
" ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ".
(11) حدثنا شبابة عن شعبة عن عمرو بن دينار عن رجل عن عمرو بن العاص عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يجير على المسلمين بعضهم، أو قال: رجل منهم ".
(12) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم ".
(13) حدثنا ابن نمير قال ثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يجير على المسلمين أدناهم ".

(134 / 7) راطنهم: تحدث معهم بلغتهم ولا يقال رطانة إلا لغير اللغة العربية.
قفوا لنا: اصطفوا لقتالنا.
(134 / 11) أي أيما مسلم أعطى أمانا لرجل محارب فهو آمن ويحترم المسلمين الأمان الذي أعطي له سواء كان
الذي أعطاه الأمان حرا أو عبدا رجلا أو امرأة
690

(135) في الأمان ما هو وكيف هو؟
(1) حدثنا عباد بن العوام عن أبي عطية قال: كتب عمر إلى أهل الكوفة أنه ذكر لي
ان " مطرس " بلسان الفارسية الآمنة، فإن قلتموها لمن لا يفقه لسانكم فهو آمن.
(2) حدثنا ريحان بن سعيد قال حدثني مرزوق بن عمرو قال حدثني أبو فرقد قال:
كنا مع أبي موسى الأشعري يوم فتحنا سوق الأهواز، فسعى رجل من المشركين وسعى
رجلان من المسلمين خلفه، فبينما هو يسعى ويسعيان إذ قال له أحدهما: مترس، فأخذاه
فجاءا به وأبو موسى يضرب أعناق الأسارى حتى انتهى الامر إلى الرجل فقال أحدهما:
إن هذا قد جعل له الأمان، فقال أبو موسى: وكيف جعل له الأمان، قال: إنه كان
يسعى ذاهبا في الأرض فقلت له: مترس، فقام: فقال أبو موسى: وما مترس؟ قال: لا
تخف، قال: هذا أمان، خليا سبيله، فخليا سبيل الرجل.
(3) حدثنا مروان بن معاوية عن حميد عن أنس قال: حاصرنا تستر فنزل الهرمزان
على حكم عمر، فبعث به أبو موسى معي، فلما قدمتا على عمر سكت الهرمزان فلم يتكلم،
فقال عمر: تكلم، فقال: كلام حي أو كلام ميت؟ قال: فتكلم فلا بأس، فقال: انا وإياكم
معشر العرب ما خلى الله بيننا وبينكم، كنا نقتلكم ونقصيكم، فإذا كان الله معكم لم يكن
لنا بكم يدان، قال: فقال عمر: ما تقول يا أنس؟ قال: قلت: يا أمير المؤمنين! تركت
خلفي شوكة شديدة وعددا كثيرا، إن قتلته أيس القوم من الحياة، وكان أشد لشوكتهم،
وإن استحييته طمع القوم، فقال: يا أنس: أستحي قاتل البراء بن مالك ومجرأة بن ثور،
فلما خشيت أن يبسط عليه قلت له: ليس لك إلى قتله سبيل، فقال عمر: لم؟ أعطاك،
أصبت منه، قلت: ما فعلت ولكنك قلت له: تكلم فلا بأس، فقال: لتجيئن بمن يشهد
معك أو لا بدأن بعقوبتك، قال: فخرجت من عنده فإذا بالزبير بن العوام قد حفظ ما
حفظت، فشهد عنده فتركه، وأسلم الهرمزان وفرض له.

(135 / 1) وفيه أن أي كلمة تعني الأمان فهي أمان سواء كان ذلك بالعربية أو بأي أخرى يفقهها من
أعطيت له.
(135 / 2) سعى: هنا فر هاربا وسعى رجلان خلفه: ركضا ليدركاه.
(135 / 3) الهرمزان: مرتبة فارسية
691

(4) حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال: أتانا كتاب عمر ونحن بخانقين: إذا قال
الرجل للرجل: لا تدخل فقه أمنه، وإذا قال: لا تخف فقد أمنه، وإذا قال: مطرس فقد
أمنه، قال: الله يعلم الألسنة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أبو أسامة عن زيد عن أبان بن صالح عن مجاهد قال: قال
عمر: إيما رجل من المسلمين أشار إلى رجل من العدو لان نزلت لأقتلنك، فنزل وهو
يرى أنه أمان فقد أمنه.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن عبيدة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز قال:
كتب عمر إلى أمراء الأجناد: أيما رجل من المسلمين أشار إلى رجل من العدو: لئن
نزلت لأقتلنك فنزل، وهو يرى أنه أمان فقد أمنه.
(136) من كره أن يعطي في الأمان ذمة الله
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه أنه
النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث أميرا على جيش أو سرية أوصاه فقال: " إذا حاصرتم أهل
حصن فأرادوكم على أن تجعلوا لهم ذمة الله وذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تجعلوا لهم
ذمة الله ولا ذمة رسوله ولكن اجعلوا لهم ذمتكم وذمة آبائكم، فإنكم إن [تخفروا]
ذممكم وذمم آبائكم أهون من أن [تخفروا] ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم ". قال:
سفيان: قال علقمة: فحدثت بحديث سليمان بن بريدة مقاتل بن حيان فقال مقاتل بن
حيان: حدثنا مسلم بن هيصم العبدي عن النعمان بن المقرن المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

(135 / 4) لا تدخل: لا تدخل حصنك، أي كان بإمكانه أن يتحصن فسمع كلمة لا تدخل فلم يدخل فهي
أمان له.
خانقين: مدينة في شمال العراق.
(135 / 5) أي ما دام قد فهم من إشارته الأمان فهو أمان.
(136 / 1) في الأصل [تحقروا] والأصح ما أثبتنا استنادا إلى كتب الصحاح ولعل المذكور هنا تصحيف في
النسخ قرب فيه الناسخ نقطة الخاء من نقطة الفاء فصارت قافا وهي ليست كذلك.
وخفر ذمته: لم يحفظها
692

(2) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن أبي وائل قال: أتانا كتاب عمر ونحن
بخانقين، إذا حاصرتم قصرا فأرادوكم على أن ينزلوا على حكم الله فلا تنزلوهم، فإنكم لا
تدرون تصيبون فيهم حكمة أم لا، ولكن أنزلوهم على حكمكم، ثم اقضوا فيهم بعد ما
شئتم.
(137) الغدر في الأمان
(1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا شعبة عن أبي القيص عن سليم بن عامر قال:
كان بين معاوية وبين قومه من الروم عهد، فخرج معاوية يسير في أرضهم كي ينفضوا
فيغير عليهم، فإذا رجل ينادي في ناحية العسكر: وفاء لا غدر وفاء لا غدر: فإذا هو
عمرو بن عنبسة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من كان بينه وبين قومه عهد
فلا ينبذ عهده ولا يحلها حتى يمضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء ".
(2) حدثنا محمد بن بشر وأبو أسامة قالا ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة رفع لكل غادر
لواء فقيل: هذا غدرة فلان بن فلان ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به ".
(4) حدثنا يحيى بن آدم ثنا يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن شقيق عن
عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به، يقال: هذه
غدرة فلان بن فلان ".
(5) حدثنا عفان قال ثنا شعبة عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثله.

(136 / 2) اقضوا فيهم بعد بما شئتم أي بما تردته مناسبا للحال والمكان والزمان والشخص فربما شخص
استحييتموه فكانت حياته تسهيلا لفتح ورب شخص قتلتموه كان قتله قطعا لظهر العدو ولدابر
فتنته.
(135 / 1) أي إما أن ينتظر انتهاء المدة أو يعلمهم أنه قد ألغى العهد الذي بينه وبينهم ليكونوا على بينة وإلا
كان غادرا.
بين معاوية وبين قومه من الروم: القوم الذين يلونه في الأرض أي حدودهم متاخمة لحدوده.
(137 / 2) لواء: راية يعرف بها وتدل عليه وتعلن غدره على الملاء
693

(6) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " لكل غادر لواء يوم القيامة وغدرته عند أسته ".
(7) حدثنا عفان قال ثنا شعبة عن خليد بن جعفر عن أبي نضرة عن أبي سعيد عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل غادر لواء يوم القيامة ".
(8) حدثنا وكيع ثنا مسعر قال: سمعت قتادة يقول في قوله: {كل ختار كفور}
قال الذي يغدر بعهده.
(9) حدثنا شعبة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لكل غادر لواء يعرف
به يوم القيامة ".
(138) ما قالوا في أمان الصبيان
(1) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن إبراهيم عن المهاجر عن مجاهد أن أبا سفيان
راود الحسن والحسين على الأمان وهما صغيران، قال: وقال سفيان: وأمان الصغير لا يجوز.
(139) رفع الصوت في الحرب
(1) حدثنا عبدة بن سليمان عن الإفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله
عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية، فإن لقيتموهم
فاثبتوا واذكروا الله فإن أجلبوا أو صيحوا فعليكم بالصمت ".
(2) حدثنا عبد الله بن المبارك عن ابن جريج عن عطاء قال: وجب الانصات
والذكر عند الرجف، قال: ثم تلا {فاثبتوا واذكروا الله كثيرا} قال قلت: ويجهر
بالذكر، قال: قال: نعم.

(137 / 8) سورة لقمان من الآية (32).
(138 / 1) لان الصغير قد وضع عند القلم حتى يعقل وحاله في الأمان أيضا حال المجنون فلا يأخذ بأمانه إن
أعطاه وهو في حال جنونه.
(139 / 1) لا تمنوا: لا تتمنوا.
العافية: السلامة.
أجلبوا: أثاروا جلبة وضجة.
(139 / 2) سورة الأنفال من الآية (45).
الرجف: الاشتباك مع العدو
694

(2) حدثنا وكيع قال ثنا الدستوائي عن قتادة عن الحسن عن قيس بن عباد
قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهون رفع الصوت عند ثلاث: عند القتال وعند
الجنائز وعند الذكر.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن أبي العلاء وعن سعيد بن جبير أنه كره رفع
الصوت عند القتال وعند قراءة القرآن وعند الجنائز.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي حيان عن رجل من أهل المدينة عن كاتب
عبيد الله قال: كتب عبد الله بن أبي أوفى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تمنوا لقاء العدو
وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فإن أجلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت ".
".
(6) حدثنا يزيد بن هارون عن حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أنس أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: " لصوت أبي طلحة في الجيش خير من فئة ".
(140) ما يدعى به عند لقاء العدو
(1) حدثنا وكيع قال ثنا عمران بن حدير عن أبي مجلز أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا لقي
العدو قال: " اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول وبك أصول وبك أقاتل ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد سمعت ابن أبي أوفى يقول: دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأحزاب فقال: " اللهم منزل الكتاب سريع الحساب هازم الأحزاب
اهزمهم وزلزلهم ".
(141) الرجل يدخل بأمان فيقتل
(1) حدثنا عبد الله بن مبارك عن معمر عن زياد بن مسلم أن رجلا من أهل الهند
قدم بأمان إلى عدن فقتله رجل من المسلمين بأخيه فكتب في ذلك إلى عمر بن عبد العزيز
فكتب أن لا تقتله وخذ منه الدية فابعث بها إلى ورثته، وأمر به فسجن.

(139 / 6) لان صوته كان يزلزل العدو.
(141 / 1) لا يقتل لأنه لا يقتل مسلم بكافر، وتؤدى ديته لأنه كان رسولا ولم يكن محاربا.
ويحبس لأنه قتل رجلا هو في حكم السفير فخفر عهدا أعطاه الاسلام للسفير أو الرسول أن لا
يقتل ولا يؤذي في بدنه
695

(2) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن حبيب المعلم عن الحسن ان رجلا من المشركين
حج، فلما رجع صادرا لقيه رجل من المسلمين فقتله، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن تؤدي ديته إلى
أهله.
(3) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن يوسف بن يعقوب أن رجلا من المشركين قتل
رجلا من المسلمين، ثم دخل بأمان فقتله أخوه فقضى عليه عمر بن عبد العزيز بالدية
وجعلها عليه في ماله وحبسه في السجن، وبعث بديته إلى ورثته من أهل الحرب.
(142) الرجل يسلم وهو في دار الحرب فيقتله
الرجل وهم [بم]
(1) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان عن سماك عن عكرمة وعن مغيرة عن
إبراهيم: {وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق} قالا: الرجل يسلم في دار الحرب
فيقتله الرجل ليس عليه الدية وعليه الكفارة.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن عيسى عن الشعبي {وإن كان من قوم بينكم
وبينهم ميثاق} قال: من أهل العهد وليس بمؤمن.
(3) حدثنا معاوية بن هشام عن عمار بن رزيق عن عطاء بن السائب عن أبي يحيى
عن ابن عباس {وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق} هو الرجل يكون معاهدا أو
يكون قومه أهل عهد فيسلم إليهم ديته ويعتق الذي أصابه رقبة.
(4) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: {وإن كان من قوم عدو لكم وهو
مؤمن} الرجل يقتل وقومه مشركون، ليس بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فتحرير
رقبة مؤمنة، فإن قتل مسلم من قوم مشركين وبينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فعليه رقبة
مؤمنة وتؤدى ديته إلى قومه الذين بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فيكون ميراثه
للمسلمين ويكون عقله عليهم لقومه المشركين الذين بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد
فيرث المسلمون ميراثه ويكون عقله لقومه لأنهم يعقلون عنه.

(142) [بم] كذا في الأصل دون نقط والأرجح وهم به.
(142 / 1) سورة النساء من (92).
وعليه الكفارة لان الأعم في دار الحرب الكفر، فلا يدري بإسلامه بعد أن يقتله.
(142 / 4) سورة النساء من الآية (92).
عقله لقومه: أي ديته تكون لقومه
696

(143) باب من أسلم على شئ فهو له
(1) حدثنا صفوان بن عيسى عن الحارث بن أبي ذباب عن منبر بن عبد الله عن أبيه
عن سعد بن أبي ذباب قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت وقلت: يا رسول الله!
اجعل لقومي ما أسلموا عليه، قال: ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(2) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا أبان بن عبد الله البجلي قال ثنا عثمان بن أبي
حازم عن صخر بن العيلة قال: أخذت عمة المغيرة فقدمت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء
المغيرة بن شعبة فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمته وأخبر أنها عندي، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا صخر! إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم "، قال: فدفعناها إليه، وقد كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني ماء لبني سليم فأسلموا فأتوا نبي الله صلى الله عليه وسلم فسألوه الماء فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يا صخر! إن القوم إذا أسلموا أحرزوا أموالهم ودماءهم فادفعه
إليهم " فدفعته.
(3) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن بن صالح قال: سألت عبيد الله بن عمر
عمن أسلم من أهل السواد فقال: من أسلم من أهل السواد ممن له ذمة فله أرضه وماله،
ومن أسلم ممن لا ذمة له، وإنما أخذ عنوة فأرضه للمسلمين، قال: عبيد الله: هذا في كتاب
عمر بن عبد العزيز.
(4) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: أيما مدينة فتحت عنوة فأسلم
أهلها فهم أحرار وأموالهم للمسلمين.
(5) حدثنا يزيد بن المقدام بن شريح عن أبيه عن جده هانئ بن يزيد ذكر أنه
وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في قومه، وأنه لما حضر خروج القوم إلى بلادهم أعطى كل رجل
منهم أرضا في بلاده حيث أحب.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا ابن أبي ذئب عن الزهري قال: من أسلم
أحرز له إسلامه نفسه وماله إلا الأرض لأنه أسلم وهو في غير منعة.

(143 / 4) أموالهم للمسلمين لأنها من الغنائم فالبلد قد أخذت عنوة وقد أسلموا بعد أن أخذوا عنوة أما لو
أسلموا قبل ذلك فلهم أموالهم.
(143 / 6) وفيه أن من أسلم وهو في منعة فأرضه له، أي أسلم عندما عرض عليه السلام
697

(7) حدثنا وكيع عن شعبة عن غالب العبدي قال: حدثني رجل من بني نمير عن
أبيه عن جده أو جد أبيه أنه أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن قومي أسلموا على أن
جعلت لهم كذا وكذا، قال: " إن شئت رجعت فيه وتركه أفضل ".
(8) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الله بن دينار البهرالي أن عمر بن عبد العزيز
قال: أما من أسلم من أهل الأرض فله ما أسلم عليه من أهل أو مال، وأما أرضه فهي
كائنة فيما أفاء الله على المسلمين.
(9) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حجاج عن عطاء والزهري قالا: من السنة أن
يكون للرجل ما أسلم عليه.
(144) قبول هدايا المشركين
(1) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن علي بن زيد عن
أنس بن مالك قال: أهدى الأكيدر لرسول الله صلى الله عليه وسلم جرة من من فجعل يقسمه بيننا.
(2) حدثنا حفص عن هشام بن عروة عن أبيه أن أكيدر دومة أهدى إلى النبي
صلى الله عليه وسلم ثوب حرير، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عليا فقال: " شققه خمرا بين النسوة ".
(3) حدثنا محمد بن مصعب عن الأوزاعي عن الزهري: ثم إن الأمراء بعد قبلوا
هداياهم.
(4) حدثنا وكيع ثنا ابن عون عن الحسن أن عياض بن حمار أهدى إلى النبي
صلى الله عليه وسلم هدية، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " يا عياض! هل كنت أسلمت؟ فقال: لا فردها عليه
وقال: إنا لا نقبل زبد المشركين "، قال ابن عون: قلت للحسن: ما الزبد قال: الرفد.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر أن دحية الكلبي أهدى إلى
النبي صلى الله عليه وسلم جبة وخفين فقبلها ولبسهما حتى خرقهما، وتقسم الشعبي: ما يدري [ذكي هما] أم
لا.

(143 / 7) أي أن يترك لهم ما أسلموا عليه أفضل.
(144 / 1) المن: نوع من الحلوى وفيه جواز قبول الهدية من غير المسلم، إلا أن الأكيدر كان معاهدا عندما
أهدى للرسول صلى الله عليه وسلم.
(144 / 2) أكيدر دومة: أكيدر حاكم دومة الجندل.
(144 / 5) [ذكى هما] هكذا في الأصل والأرجح ذكاهما وذكاتهما غسلهما وتطهيرهما
698

(6) حدثنا وكيع قال ثنا موسى بن عبيدة عن سعد بن إبراهيم أن المقوقس أهدى
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقبلها.
(145) سهم ذوي القربى لمن هو؟
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن جبير بن مطعم قال: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى على بني هاشم وبني
المطلب.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا هاشم بن بريد قال حدثني حسين بن ميمون عن
عبد الله بن عبد الله عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت عليا يقول: قلت: يا رسول الله! إن
رأيت أن تولينا حقنا من الخمس في كتاب الله فاقسمه حياتك كي لا ينازعنيه أحد بعدك،
قال: ففعل ذلك، قال: فولانيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسمته حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ولانيه أبو
بكر فقسمته حياة أبي بكر، ثم ولانيه عمر فقسمته حياة عمر، حتى كانت آخر
سنة من سني عمر، فأتاه مال كثير فعزل حقنا، ثم أرسل إلي فقال: هذا حقكم فخذه
فاقسمه حيث كنت تقسمه، فقلت: يا أمير المؤمنين! بنا عنه العام غني وبالمسلمين إليه
حاجة فرده عليهم تلك السنة، ثم لم يدعنا إليه أحد بعد عمر حتى قمت مقامي هذا،
فلقيت العباس بعد ما خرجت من عند عمر فقال: يا علي! لقد حرمتنا الغداة شيئا لا
يرد علينا أبدا إلى يوم القيامة، وكان رجلا داهيا.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن
يزيد بن هرمز أن نجدة كتب إلى ابن عباس يسأله عن سهم ذوي القربى لمن هو؟ فكتب:
كتبت تسألني عن سهم ذوي القربى لمن هو فهو لنا. قال: إن عمر بن الخطاب دعانا إلى
أن تنكح منه أيمنا ونخدم منه عائلنا ونقضي منه عن غارمنا، فأبينا ذلك إلا أن يسلمه لنا
جميعا فأبي أن يفعل فتركناه عليه.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية
قال: اختلف الناس بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في هذين السهمين: سهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم
لذوي القربى، فقالت طائفة: سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للخليفة من بعده، وقالت طائفة: سهم

(145 / 2) عزل حقنا: وضعه على حدة بانتظار أن نحضر لاخذه
699

لذوي القربى لقرابة الخليفة، فأجمعوا على أن يجعلوا هذين السهمين في الكراع وفي العدة
في سبيل الله.
(5) حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن عطاء بن السائب أن عمر بن عبد العزيز
لما قام بعث بهذين السهمين سهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسهم ذوي القربى - يعني لبني هاشم.
(6) حدثنا وكيع عن الحسن عن السدي {ولذي القربى} قال: هم بنو عبد
المطلب.
(7) حدثنا وكيع عن أبي معشر عن سعيد المقبري قال: كتب نجدة إلى ابن عباس
يسأله عن سهم ذوي القربى فكتب إليه ابن عباس: إنا كنا نزعم أنا نحن هم، فأبي ذلك
علينا قومنا.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أشعث عن الحسن في هذه الآية {لله
وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} قال: لم يعط أهل البيت
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخمس ولا عمر ولا غيرهما، فكانوا يرون أن ذلك إلى الامام يضعه
في سبيل الله وفي الفقراء حيث أراده الله.
(146) الرجل يغزو ووالده حيان أله ذلك
(1) حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أبايعك على الجهاد، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
" هل لك والدان؟ قال: نعم قال: انطلق فجاهد فيهما مجاهدا حسنا ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر وسفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس
المكي عن عبد الله بن عمرو قال: جاء رجل يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد ".
(3) حدثنا محمد بن فضيل عن الأعمش عن سالم عن كريب قال: جاءت امرأة إلى
ابن عباس وابنها يريد الغزو وأمه تكره له، فقال له ابن عباس: أطع والدتك واجلس
عندها.

(145 / 5) لما قام: لما تولى الخلافة.
(146 / 1) وفيه أن رعاية الوالدين الكبيرين مقدمة على الخروج للجهاد
700

(4) حدثنا وكيع قال ثنا همام عن قتادة عن زراعة بن أوفى قال: جاء رجل إلى ابن
عباس فقال: إني أردت أن أغزو وإن أبوي يمنعاني قال: أطع أبويك وأجلس فإن الروم
ستجد من يغزوها غيرك.
(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن محمد بن طلحة عن أبيه
طلحة بن معاوية السلمي قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إني أريد
الجهاد معك في سبيل الله ابتغي بذلك وجه الله، قال: " حية أمك؟ قلت: نعم، قال:
ألزمها، قلت: ما أرى فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنى، فأعدت عليه مرارا فقال: إلزم
رجليها فثم الجنة ".
(6) حدثنا عبدة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رجلين تركا أباهما شيخا كبيرا
[وغزوا]، فبلغ ذلك عمر فردهما إلى أبيهما وقال: لا تفارقاه حتى يموت.
(7) حدثنا ابن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد سأل رجل عبيد بن عمير: أيغزو
الرجل وأبواه كارهان أو أحدهما؟ قال: لا.
(8) حدثنا ابن عيينة عن موسى بن عقبة عن سالم أو عبد الله بن عيينة: أراد محمد بن
طلحة الغزو فأتت أمه عمر فأمره أن يقيم، فلما ولي عثمان أراد الغزو فأتت أمه عثمان،
فأمره أن يقيم فقال: إن عمر لم يجبرني أو تعزم علي؟ فقال: لكني أجبرك.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن معن بن عبد الرحمن قال: غزا رجل نحو الشام
يقال له شيبان، وله أب شيخ كبير، فقال أبوه في ذلك شعرا:
أشيبان ما يدريك أن رب ليلة * * عنقتك فيها والعنوق حبيب
أأمهلتني حتى إذا ما تركتني * * أرى الشخص كالشخصين وهو قريب
أشيبان إن بات الجيوش تحدهم * * يقاسون أياما بهن خطوب
قال: فبلغ ذلك عمر فرده.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن هشام عن الحسن قال: إذا أذنت لك أمك في
الجهاد وأنت تعلم أن هواها عندك في الجلوس فاجلس.

(146 / 6) [غزوا] كذا بالأصل والأصح غزيا إلا إن أراد الجمع فلا بأس يجمع الفعل مع تثنية الفاعل.
(146 / 8) أو تعزم علي: أو تتشدد في منعي
701

(11) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن محمد بن جحادة عن الحسن قال: جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه في الجهاد فقال: " لك حوبة؟ قال: نعم قال: إجلس عندها ".
(147) العبد يقاتل على فرس مولاه
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن يزيد عن حماد عن إبراهيم قال: إذا قاتل العبد على
فرس مولاه فقسم للمسلمين قسم لفرس مولاه كما يقسم لخيل المسلمين فكان لمولاه،
ويقسم للعبد كما يقسم لرجل من المسلمين.
(148) في أهل الذمة والنزول عليهم
(1) حدثنا حفص عن عاصم عن أبي عثمان أن عمر جعل على أهل السواد ضيافة
ثلاثة أيام لابن السبيل.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إن
عمر بن الخطاب أشترط على أهل السواد ضيافة يوم وليلة فكان أحدهم يقول سياه سياه -
يعني ليلة.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن الأحنف بن قيس أن عمر
أشترط ضيافة يوم وليلة وأن يصلحوا القناطر، وإن قتل رجل من المسلمين بأرضهم
فعليهم ديته.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حارثة بن مضرب العبدي
عن عمر أنه اشترط على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة، فإن حبسهم مطر أو مرض فيومين،
فإن أقاموا أكثر من ذلك أنفقوا من أموالهم ولم يكلفوا إلا ما يطيقونه.
(5) حدثنا علي بن مسهر عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الضيافة ثلاثة أيام فما بعدها فهو صدقة ".

(147 / 1) لأنه للفارس ثلاثة أسهم سهمان لفرسه وسهم له وهنا سهمي الفرس لمالك الفرس إذ عليه تقع
مؤونته.
(148 / 1) ابن السبيل: المسافر المار في بلد ما غير بلده.
(148 / 3) القناطر: الجسور والمعابر فوق الأنهار ومجاري المياه.
(148 / 4) لم يكلفوا: أي لم يكلف أهل الذمة فوق طاقتهم.
(148 / 5) صدقة من المضيف على الضيف
702

(6) حدثنا ابن عيينة عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح
الخزاعي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته
يوما وليلة، ولا يحل لضيف أن يثوي عند صاحبه حتى يحرجه، الضيافة ثلاث، وما
أنفق عليه بعد ثلاث فهو صدقة ".
(7) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن سعيد بن وهب عن رجل من
الأنصار أن مما أخذه عمر على أهل الذمة ضيافة يوم وليلة.
(8) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي قال حدثني ابن سراقة أن أبا عبيدة بن
الجراح كتب لأهل دير طيايا: عليكم إنزال الضيف ثلاثة أيام، وأن ذمتنا بريئة من معرة
الجيش.
(9) حدثنا أبو أسامة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال: الضيافة ثلاثة
أيام، وما وراء ذلك فهو صدقة.
(10) حدثنا جرير عن الأعمش عن نافع قال: نزل ابن عمر بقوم، فلما مضى ثلاثة
أيام قال: يا نافع! أنفق علينا فإنه لا حاجة لنا أن يتصدق علينا.
(11) حدثنا ابن عيينة عن عبد الواحد بن أيمن قال: كان الحسن بن محمد بن علي
ينزل علينا، فإذا أنفقنا عليه ثلاثة أيام أبي أن يأخذ منا.
(12) حدثنا أبو الأحوص عن مسلم عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال:
للمسافر ثلاثة أيام على من مر به، فما جاز فهو صدقة، وكل معروف صدقة.
(13) حدثنا غندر عن عمران بن حدير عن أبي مجلز قال: حق الضيف ثلاثة أيام،
فما جاز ذلك فهو صدقة.

(148 / 6) جائزته: إكرامه المجزئ عنه.
يثوي: يطيل الإقامة.
(148 / 8) معرة الجيش: إساءته لبعض أهل الذمة خلال عبوره في أرضهم والمقصود أن ما قد يأتيه الجيش من
عمل فليس بأمر ولا رضى ولي أمور المسلمين أو أمير جيشهم ولا موافقته.
(148 / 11) أبى أن يأخذ منا: أي أبى أن ننفق عليه أكثر من ذلك.
(148 / 12) فما جاز: فما جاوز ذلك
703

(14) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني قال: سمعت جندبا البجلي
يقول: كنا نصيب من طعامهم من غير أن نشاركهم في بيوتهم، ونأخذ العلج فيدلنا من
القرية إلى القرية.
(15) حدثنا ابن فضيل عن وقاء الأسدي عن أبي ظبيان قال: كنا مع سلمان
الفارسي في غزاة إما في جلولاء وإما في نهاوند، قال: فمر رجل وقد جنى فاكهة، قال:
فجعل يقسمها بين أصحابه، فمر سلمان فسبه، فرد على سلمان وهو لا يعرفه، قال: فقيل
له: هذا سلمان، فرجع إلى سلمان يعتذر إليه، فقال له الرجل: ما يحل لأهل الذمة يا
أبا عبد الله؟ فقال: ثلاث: من عماك إلى هداك، ومن فقرك إلى غناك، وإذا صحبت
الصاحب منهم تأكل من طعامه ويأكل من طعامك وتركب دابته ولا تصرفه عن وجه يريده.
(149) الخيل وما ذكر فيها من الخير
(1) حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس ومحمد بن فضيل عن حصين عن الشعبي عن عروة
البارقي رفعه قال: " الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة الاجر والمغنم،
وزاد ابن إدريس في حديثه: والإبل عير أهلها والغنم بركة ".
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن ابن أبي السفر عن عروة البارقي قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة الاجر والمغنم ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يونس عن عمرو بن سعيد عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير عن جرير قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بإصبعه ويقول:
" الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة الاجر والمغنم ".

(148 / 14) العلج لفظة تقال لغير العربي ثم صارت تقال لغير المسلم.
(149 / 1) النواصي ج ناصية وهو شعر جبهة الحصان ورقبته.
(149 / 3) الاجر: أجر الجهاد على ظهورها.
والمغنم: ما يصيبه المجاهد من سهم المغانم
704

(5) حدثنا شبابة عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد
قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخير معقود في نواصي الخيل إلى يوم القيامة الأجير
والمغنم ".
(6) حدثنا أبو أسامة عن شعبة عن أبي التياح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" البركة في نواصي الخيل.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن سعيد البزار عن مكحول قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة وأهلها معانون عليها ".
(8) حدثنا أبو الأحوص عن شبيب بن غرقدة عن عروة البارقي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: الخير معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي قال: من
ارتبط فرسا في سبيل الله كان روثه وبوله علفه وكذا وكذا في ميزانه يوم القيامة.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت
يزيد قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من ارتبط فرسا في سبيل الله فأنفق عليه احتسابا
كان شبعه وجوعه، ظمأه وريه وروثه وبوله في ميزانه يوم القيامة، ومن ارتبط فرسا
رياء وسمعة كان ذلك خسرانا في ميزانه يوم القيامة ".
(11) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن الركين عن أبي عمرو الشيباني عن رجل
من الأنصار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الخيل ثلاثة: فرس يرتبطه الرجل في سبيل الله فثمنه
أجر، وركوبه وعاريته أجر وعلفه أجر، وفرس يعالق عليه الرجل ويراهن عليه فثمنه
وزر، وعلفه وزر، وركوبه وزر،، وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا من الفقر إن شاء
الله ".
(12) حدثنا وكيع قال ثنا المسعودي عن مزاحم بن زفر التيمي عن رجل عن خباب
قال: " الخيل ثلاثة: فرس لله، وفرس لك، وفرس للشيطان، فأما الفرس الذي لله

(149 / 8) ارتبط فرسا في سبيل الله.
(149 / 10) أنفق عليه احتسابا: احتسب ما ينفقه عليه عند رب العالمين.
(149 / 11) عاريته: إعارته للخروج عليه إلى الجهاد أو لقضاء الحوائج.
يعالق عليه: يركبه للأبهة والسمعة والكبرياء.
للبطنة: أي للاستيلاء فينتج الأفراس فيبيعها الرجل ويعتاش من ثمنها
705

فالفرس الذي يغزي عليه، وأما الفرس الذي لك فالفرس الذي يستبطنه الرجل، وأما
الفرس الذي للشيطان فما قومر عليه وروهن ".
(13) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن شعبة عن عمرو بن دينار عن عكرمة
{واعدوا لهم ما استطعتم} قال: الحصون، قال {ومن رباط الخيل} قال: الإناث.
(14) حدثنا خالد بن مخلد قال ثنا سليمان بن بلال عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ".
(150) في النهي عن تقليد الإبل الأوتار
(1) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا مالك بن أنس عن عبد الله بن أبي بكر عن
عباد بن تميم عن أبي بشير الأنصاري قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره فأرسل
رسولا: " لا يبقى في عنق بعير قلادة من وتر إلا قطعت ".
(2) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن سعيد البزار عن مكحول قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " قلدوها ولا تقلدوها الأوتار " - يعني الخيل.
(3) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني القاسم عن
أبي أمامة قال: " قلدوها ولا تقلدوها الأوتار " - يعني الخيل ولا تقلدوها الأوتار.
(151) الرجل يحمل على الشئ في سبيل الله
متى يطيب لصاحبه؟
(1) حدثنا أبو معاوية عن عبيد الله بن عمر عن محمد بن المنكدر عن ربيعة بن
عبد الله بن الهدير قال: كان عمر إذا حمل على فرس أو بعير في سبيل الله قال: إذا
جاوزت وادي القرى أو مثلها من طريق مصر فاصنع بها ما بدا لك.
(2) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبيد الله عن نافع قال: كان ابن عمر إذا حمل على
بعير في سبيل الله اشترط على صاحبه أن لا يهلكه حتى يبلغ وادي القرى أو حذاه من
طريق مصر، فإذا خلف ذلك فهو كهيئة ماله يصنع ما شاء.

(149 / 13) سورة الأنفال من الآية (60).
(150 / 1) والأوتار تصنع من أمعاء الحيوان. وكانوا يضعون الخرز في الوتر أي يستعملونه كالخيط كالخرز
والأصداف.
(151 / 2) حذاه: أي ما يوازي مسافة وادي القرى
706

(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب وسئل عن
الرجل يعطي الشئ في سبيل الله كيف يصنع بما بقي عنده؟ قال: إذا بلغ رأس مغزاه فهو
كهيئة ماله، يصنع فيه ما يصنع بماله.
(4) حدثنا عيسى بن يونس عن عمرو مولى غفرة قال: أردت الغزو فتجهزت بما في
يدي، وبعث إلى رجل معونة بستين دينارا في سبيل الله، قال: فأتيت سعيد بن المسيب
فذكرت ذلك له وقلت: أدع لأهلي بقدر ما أنفقت، قال: لا ولكن إذا بلغت رأس
المغزي فهو كهيئة مالك، ثم أتيت القاسم بن محمد فذكرت ذلك له، فقال لي مثل قول
سعيد بن المسيب.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا هشام الدستوائي عن قتادة عن سعيد بن المسيب في الرجل
يعطى الشئ في سبيل الله فيفضل معه الشئ، قال: ما فضل من شئ فهو له.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن ليث عن مجاهد وعطاء في الرجل يعطي الشئ
في سبيل الله فيفضل منه الشئ فقالا: هو له.
(152) من قال: يجعل في مثله
(1) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج عن عمرو عن جابر بن يزيد قال: يجعله في
مثله.
(2) حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب قال: سمعت شيخا بالمصلى يقول: قال أبو
هريرة: إذا أردت الجهاد فلا تسأل الناس، فإذا أعطيت شيئا فاجعله في مثله.
(3) حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن جريج عن عطاء في الرجل يعطي الشئ في
سبيل الله فيفضل منه الشئ قال: يجعله في مثله.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي حمزة عن إبراهيم في الرجل يعطي الشئ في
سبيل الله فيفضل معه الشئ، قال: يجعله في مثله.

(151 / 3) رأس مغزاه منطلقه إلى غزاته.
(151 / 5) يفضل معه الشئ: يبقى معه شيئا فائضا عن حاجته أو ينفق في غزوته ويعود ومعه بقية من المال
الذي أعطي له.
(152 / 1) أي يعطيه لسواه ممن كان في مثل حاله أي خارجه مثله إلى الجهاد وبه حاجة إلى النفقة.
(152 / 2) لا تسأل الناس: لا تطلب منهم والسؤال: الرجاء أو الاستجداء. أعطيت شيئا أي دون أن تسأله
707

(5) حدثنا غندر عن ابن جريج عن عطاء قال: يمضيه في تلك السبيل.
(153) الدابة تكون حبيسا فتفتل، هل تباع؟
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن واصل بن أبي حميل عن أبي بكر عن
مجاهد قال: في الدابة الحبيش تكون عند الرجل فتفتل وتزيد على ثمنها، فقال: ما زاد فهو
حبيس معها.
(154) الحبيس تنتج، ما سبيل نتاجه؟
(1) حدثنا غندر عن ابن جريج عن عطاء قال: إن حبست ناقة في سبيل الله فولدها
بمنزلها.
(155) الفارس متى متى يكتب فارسا
(1) حدثنا زيد بن الحباب عن سفيان عن ابن جريج عن سليمان بن موسى في الامام
إذا أدرب قال: يكتب الفارس فارسا والراجل راجلا.
(156) تسخير العلج
(1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن أبي حرة قال: سئل الحسن عن القوم يكونون في
الغزو فيأخذون العلج فيسخرونه يدلهم على عورة العدو، فقال الحسن: قد كان يفعل
ذلك.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن أبي عمران الجوني قال: سمعت جندبا البجلي
يقول: كنا نأخذ العلج فيدلنا من القرية إلى القرية.

(153 / 1) الدابة الحبيس: الموقوفة للجهاد.
(154 / 1) أي أن ولدها يكون مثلها محبوسا للجهاد في سبيل الله.
(155 / 1) إذا أدرب: إذا سلك الدرب المؤدي إلى مغزاه
708

(157) الحرائر يسبين ثم يشترين
(1) حدثنا أبو داود الطيالسي عن أبي مرة عن الحسن في رجل سبيت امرأته
فافتداها زوجها من العدو تكون أمته؟ قال: لا.
(2) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: نساء حرائر أصابهن العدو
فابتاعهن رجل: أيصيبهن، قال: لا، ولا يسترقهن ولكن يعطيهن أنفسهن بالذي أخذهن
به ولا يرد عليهن.
(158) أهل الذمة يسبون ثم يظهر عليهم المسلمون
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن مساور الوراق قال: سألت الشعبي عن امرأة من
أهل الذمة سباها العدو ثم ظهر عليها المسلمون فوقعت في سهم رجل منهم قال: ترد إلى
أهلها.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن مغيرة عن إبراهيم في أهل الذمة يسبيهم العدو ثم
يظهر عليهم المسلمون، قال: لا يسترقون.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل عن جابر عن عامر قال: أهل الذمة لا يباعون.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر قال: الأحرار لا يباعون.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا ابن عون عن غاضرة العنبري قال: أتينا عمر، ابن
عون: إما قال: في نساء، وإما قال: في إماءكن مباعين في الجاهلية، فأمر بأولادهم أن
يقوموا على آبائهم وأن لا يسترقوا.
(159) الحر يشتريه الرجل
(1) حدثنا جرير عن مغيرة عن إبراهيم قال: إذا أسر العدو رجلا من المسلمين
فاشتراه تاجر سعى للتاجر حتى يؤدي إليه ما اشتراه به، وإذا أسروا مملوكا للمسلمين
فاشتراه تاجر ثم وجده مولاه فهو أحق به بثمنه، وإذا اشتروا رجلا من أهل الذمة سعى
للتاجر حتى يؤدي إليه ثمنه.

(157 / 2) [ولا] أضفناها ولم تكن في الأصل إنما هي ضرورية لتمام المعني المعني واتساق النص.
(158 / 1) لأنه ليست من العدو لتسبي وتقع عليها المقاسم بل لها عهد وذمة.
(158 / 5) يقوموا: تحدد لهم قيمة هي ثمن ما يماثل حالهم ويسدد آباءهم القيمة ويستردونهم.
(159 / 1) إذ أن المال الذي دفعه التاجر هو كالفدية لتحريره من الأسر
709

(2) حدثنا محمد بن بكر عن ابن جريج قال: قال عطاء في الحر يسبيه العدو ثم
يشتريه المسلم مثل قوله في النساء، وقال عمرو بن دينار مثل ذلك يعني يعطيهم أنفسهم
بالثمن الذي أخذهم به.
(3) حدثنا غندر عن أبي معاذ عن أبي حريز أنه سمع الشعبي يقول: ما كان من
أسارى في أيدي التجار فإن الحر لا يباع فاردد إلى التاجر رأس مال.
(160) ما ذكر في الغلول
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن سالم بن أبي الجعد عن ابن عمر قال:
كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم رجل يقال له كركرة، فمات فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو في
النار "، فذهبوا ينظرون فوجدوا عليه عباءة قد غلها.
(2) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبي
عمرة أنه سمع زيد بن خالد الجهني يحدث أن رجلا من المسلمين توفي بخيبر وأنه ذكر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أمره فقال: " صلوا على صاحبكم، فتغيرت وجوه القوم لذلك، فلما
رأى ذلك قال: إنه غل في سبيل الله " ففتشنا متاعه فوجدنا خرزا من خرز اليهود ما
يساوي درهمين.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن محمد بن يحيى بن حبان عن
أبي عمرة عن زيد بن خالد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الحكم بن عطية عن أبي اليحلس اليشكري قال: سمعت
أنس بن مالك يقول: قيل: يا رسول الله! استشهد فلان مولاك، قال: " كلا إني رأيت
عليه عباءة قد غلها ".

(159 / 3) رأس مال: رأس ماله أي ما دفعه دون زيادة أو نقصان.
(160 / 1) الغلول: السرقة من المغنم أو الاستئثار بشئ منه دون جعله مع مقاسم مع المغانم
710

(5) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن أبي حيان عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال:
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا الغلول فعظمه وعظم أمره ثم قال " أيها الناس لا ألفين
أحدكم يجئ يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني،
فأقول: لا أملك لك شيئا، قد بلغتك، ولا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة على
رقبته فرس له حمحمة يقول: يا رسول الله، أغثني، فأقول، لا أملك لك شيئا، قد
بلغتك، ولا ألفين أحدكم يجئ يوم القيامة وعلى رقبته صامت، يقول: يا رسول
الله! أغثني، فأقول: لا أملك لك شيئا، قال بلغتك، ولا ألفين أحدكم يجئ يوم
القيامة على رقبته نفس لها صياح، فيقول: يا رسول الله! أغثني، فأقول: لا أملك لك
شيئا، قد بلغتك ".
(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش قال: " لا تغلوا ".
(7) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن عروة عن أبيه أن أبا حميد الساعدي
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخا بني ساعدة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمل ابن اللتبية
فقال: " والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحدكم منها شيئا بغير حقه إلا جاء الله يحمله
يوم القيامة، فلا أعرفن أحدا جاء الله يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو
شاة تيعر، ثم رفع يديه حتى إني أنظر إلى بياض إبطيه، ثم قال أبو حميد: بصر عيني وسمع
أذني.
(8) حدثنا ابن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبي حميد الساعدي عن النبي صلى الله عليه وسلم
بنحو منه إلا أنه قال: عفرة أبطيه.
(9) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان بن عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن عدي بن عميرة الكندي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيها الناس! من عمل لنا منكم
على عمل فكتمنا منه مخيطا فما فوقه فهو غل يأتي به يوم القيامة، قال: فقام إليه
رجل من الأنصار أسود كأني أراه فقال: اقبل عني عملك يا رسول الله قال: ما ذاك؟

(160 / 5) الصامت هو المال من ذهب أو فضة أو متاع مصنوع من الذهب أو الفضة أو الأحجار الكريمة.
(160 / 7) شاة تيعر: تثغو أي تصيح.
(160 / 8) العفرة شعر الإبط.
(160 / 9) المخيط: الإبرة أو الخيط فيها
711

قال: سمعتك تقول الذي قلت: قال: وأنا أقوله الآن: من استعملناه على عمل فليجئنا
بقليله وكثيره، فما أوتي منه أخذ، وما نهي عنه انتهى ".
(10) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن عدي بن عميرة
الكندي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله إلا أنه قال: " فإنه غلول يأتي به يوم
القيامة ".
(11) حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن في قوله {وما آتاكم الرسول فخذوه
وما نهاكم عنه فانتهوا} قال: كان يؤتيهم الغنائم وينهاهم عن الغلول.
(12) حدثنا محمد بن فضيل عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن خصيفة عن سالم مولى
مطيع عن أبي هريرة قال: أهدى رفاعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلاما، فخرج [بدمعه] إلى
خيبر، فنزل بين العصر والمغرب فأتى الغلام سهم عائر فقتله فقلنا: هنيئا له الجنة، فقال:
" والذي نفسي بيده! إن شملته لتحرق عليه الآن في النار غلها من المسلمين، فقال
رجل من الأنصار: يا رسول الله! أصبت يومئذ شراكين، فقال: يقد منك مثلهما من
نار جهنم ".
(161) الرجل يغل ويتفرق الجيش
(1) حدثنا عبد الله بن المبارك عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن الحسن في
الرجل يغل ويتفرق الجيش، قال: يتصدق به عن ذلك الجيش.
(162) الرجل يوجد عنده الغلول
(1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن المثنى عن عمرو بن شعيب قال: إذا وجد
الغلول عند الرجل أخذ وجلد مائة وحلق رأسه ولحيته وأخذ ما كان في رحله من شئ
إلا الحيوان، وأحرق رحله ولم يأخذ سهما في المسلمين أبدا، قال: وبلغني أن أبا بكر
وعمر كان يفعلانه.

(160 / 11) سورة الحشر الآية (7).
(160 / 12) [بدمعه] كذا في الأصل والأرجح [به معه].
الشراك: الجلد الدقيق الذي يربط به النعل من الجهة للأخرى وتكون الأصابع دونه.
(161 / 1) أي يكون ثواب هذه الصدقة للجيش وليس له منه شئ
712

(2) حدثنا عبد الأعلى عن يونس عن الحسن في الغلول يوجد عن الرجل قال: يحرق
رحله.
(3) حدثنا إسحاق بن منصور قال ثنا هريم عن مطرف عن عمرو بن سالم قال: كان
أصحابنا يقولون: عقوبة صاحب الغلول أن يحرق فسطاطه ومتاعه.
(4) حدثنا داود بن عبد الله قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن صالح بن محمد عن
زائدة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من
وجدتموه قد غل فحرقوا متاعه ".
(163) الرجل يكتب إلى أهل الكتاب كيف يكتب
(1) حدثنا وكيع عن سفيان عن عمار الدهني عن رجل عن كريب عن ابن عباس
أنه كتب إلى رجل من أهل الكتاب: السلام عليك.
(2) حدثنا وكيع عن سفيان عن منصور قال: سألت إبراهيم ومجاهدا كيف يكتب
إلى أهل الذمة؟ قال مجاهد: يكتب " السلام على من اتبع الهدى " وقال إبراهيم: سلام
عليك.
(3) حدثنا وكيع عن عمرو بن عثمان عن أبي بردة قال سمعته يقول: كتب
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل من أهل الكتاب " أسلم أنت " فلم يفرغ النبي صلى الله عليه وسلم من كتابه
حتى أتاه كتاب من ذلك الرجل يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم السلام، فيه فرد النبي صلى الله عليه وسلم السلام
في أسفل كتابه.
(4) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن خالد بن سلمة عن عامر قال: كتب
خالد بن الوليد من الحيرة إلى [مزاربة] فارس: بسم الله الرحمن الرحيم من خالد بن
الوليد إلى [مزاربة] فارس، " سلام على من اتبع الهدى ".

(162 / 2) رحله، المقصود متاعه والرحل أصلا ما يوضع على ظهر الدابة أو البعير ويجلس الرجل فوقه.
(163 / 4) لان الفرس ليسوا أهل كتاب وليس ممن اتبع الهدى إلا إن أسلموا [مزاربة] كذا بالأصل
والصحيح [مرازبة]
713

(164) باب السباق والرهان
(1) حدثنا غندر عن شعبة عن سماك قال: سمعت عياضا الأشعري قال: شهدت
اليرموك، قال: فقال أبو عبيدة بن الجراح: من يراهنني؟ قال: فقال شاب: أنا إن لم
تغضب، قال: فسبقه، قال: فرأيت عقيصتي أبي عبيدة تنقزان وهو خلفه عن فرس عربي.
(2) حدثنا عبد الأعلى عن معمر عن الزهري قال: كانوا يتراهنون على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الزهري: وأول من أعطى فيه عمر بن الخطاب.
(3) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم قال: كان لعلقمة برذون يراهن
عليه.
(4) حدثنا حفص عن الأعمش عن إبراهيم أن علقمة سابق رجلا فسبقه فامتلح
لجامه.
(5) حدثنا حفص بن غياث عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال: لا بأس
برهان الخيل إذا كان فيها فرس محلل، إن سبق كان له السبق وإن لم يسبق لم يكن عليه
شئ.
(6) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أدخل فرسا بين فرسين وقد
أمن أن يسبق فهو قمار، ومن أدخل فرسا بين فرسين وهو لا يأمن أن يسبق فليس
بقمار ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن سماك عن عبد الله بن حصين العجلي أن
حذيفة سبق الناس على فرس له أشهب، قال: فدخلت عليه وهو جالس على قدميه، ما
يمس الأرض فرحا به، يقطر عرقا، وفرسه على معلفه، وهو جالس ينظر إليه والناس
يدخلون عليه يهنئونه.

(164 / 1) العقيصة: الجديلة من الشعر.
تنقزان: تتراقصان أي ترتفعان وتهبطان وذلك لسرعة جريه وحركته أثناء انطلاق فرسه.
(164 / 2) وليس هو الرهان الذي يظن كما في أيامنا إنما هي جائزة توضع لمن يسبق وليس على الخاسر شئ
يؤديه.
(164 / 4) امتلح لجامه: انقطع لجام فرسه.
(164 / 5) وسباق الخيل نوع من التدريب على قيادة الخيل وهذا من الاعداد العسكري للفرسان
714

(8) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سماك عن أبي سلامة أن حذيفة سبق الناس على
برذون له.
(9) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن عامر أن عمر بن الخطاب أجري
الخيل وسبق.
(10) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن برد عن الزهري قال: كانوا يسبقون على
الخيل والركاب وعلى أقدامهم.
(11) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
ضمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيل، فكان يرسل التي أضمرت من الحفياء إلى ثنية الوداع والتي لم
تضمر من ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق.
(12) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا سعيد بن زيد عن الزبير بن خريت عن أبي
لبيد قال: أرسلت الخيل والحكم بن أيوب عن البصرة قال: فخرجنا ننظر إليها، فقلنا:
لو ملنا إلى أنس بن مالك، فملنا إليه وهو في قصره بالزاوية، فقلنا له: يا أبا حمزة!
أكانوا يتراهنون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم والله لراهن - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم
على فرس يقال له سبحة، فجاءت سابقة، فهش لذلك.
(13) حدثنا سهل بن يوسف عن حميد عن بكر قال: رأي رجلان ظبيا وهما محرمان
فتواخيا فيه وتراهنا، فرماه بعصى فكسره، فأتيا عمر وإلى جنبه ابن عوف فقال لعبد
الرحمن: ما تقول؟ قال: هذا قمار ولو كان سبقا.
(14) حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى الخيل وجعل
بينها سبقا: أواقي من ورق، وأجرى الإبل ولم يذكر السبق.

(164 / 10) الركاب: دواب الركوب المختلفة كالإبل والبراذين.
(164 / 11) وتضمير الخيل أو إضمارها تدريب يومي أو شبه يومي لها كي لا تمتلئ شحما ولتظل عضلاتها
مشدودة فتكون قوية قادرة على سرعة الحركة والركض في القتال وإلا ترهلت وصارت حركتها
بطيئة تضر بفارسها في المعركة.
والمسافة من الحفياء إلى ثنية الوداع فوق الميل ومن ثنية الوداع إلى مسجد بني زريق دون الميل.
(164 / 12) هش لذلك: فرح وظهر فرحه
715

(165) في النصال
(1) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن أبيه قال: رأيت حذيفة بن اليمان
بالمدائن يشتد بين هدفين في قميص.
(2) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن نافع بن أبي نافع مولى أبي أحمد عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ".
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن زيد بن أسلم عن أبي الفوارس عن أبي هريرة
قال: " لا سبق إلا في خف أو حافر ".
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن مجاهد قال: رأيت ابن عمر يشتد بين الهدفين
في قميص، ويقول: أنا بها أنا بها - يعني إذا أصاب، ثم يرجع متكئا قوسه حت يمر في
السوق.
(5) حدثنا ابن أبي عدي عن ابن عون عن محمد قال: سألته عن السبق في النضال،
فلم ير به بأسا.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا نافع بن عمر قال: سألت عمرو بن دينار عن السبق فقال:
كل وأطعمني.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ليث عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا
تحضر الملائكة شيئا من لهو كم إلا الرهان والنصال ".
(166) باب الشعار
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن رجل من مزينة أو جهينة قال
سمع النبي صلى الله عليه وسلم قوما يقولون في شعارهم: يا حرام، فقال: " يا حلال ".

(165 / 1) يشتد: يركض مسرعا ليرى مكان وصول سهمه أو مكان إصابته للهدف. وهذا كتدريب الرماية
في الجيوش الحديثة على الأهداف الثابتة.
(165 / 2) الخف: قدم البعير وكناية عنه، الحافر: قدم الفرس وكناية عنه، النصل: شفرة السهم وكناية عنه.
(165 / 4) متكئا قوسه: مستندا إليه.
(165 / 7) الرهان: سباق الخيل والإبل الضال: الرماية على الأهداف.
(166 / 1) الشعار: علامة تعارف بين المقاتلين ونداء لمجموعة معينة من قبيلة معينة أو بلد معين داخل مجموع
الجيش
716

(2) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة عن عمار عن أياس بن سلمة عن أبيه قال: غزونا
مع أبي بكر هوازن، فكان شعارنا: أمت أمت.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا أبو العميس عن أياس بن سلمة عن أبيه قال: كان شعارنا
مع خالد بن الوليد: أمت أمت.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: كان شعار المسلمين يوم
مسيلمة: يا أصحاب سورة البقرة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا مالك عن طلحة بن مضرب اليامي قال: لما انهزم المسلمون
يوم حنين نودوا: يا أصحاب سورة البقرة، فرجعوا ولهم حنين يعني بكاء.
(6) حدثنا سليمان بن حرب قال ثنا غالب بن سليمان أو صالح قال ثنا الزبير بن
صراخ قال: قال لنا مصعب بن الزبير ونحن مصافي المختار: ليكن شعاركم {حم} {لا
ينصرون} فإنه كان شعار النبي صلى الله عليه وسلم.
(7) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن قتاد عن الحسن عن عبد الله بن عمرو قال:
كان شعار الأنصار عبد الله وشعار المهاجرين عبد الرحمن.
(8) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن الأجلح عن أبي إسحاق عن البراء قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنكم تلقون العدو غدا، فإن شعاركم {حم} {لا ينصرون} ".
(9) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن أبي إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث طلحة بسرة
هي عشرة فقال: شعاركم يا عشر.
(10) حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد قال:
سمعت المغيرة بن شعبة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شعار المسلمين يوم القيامة
على الصراط: اللهم سلم سلم ".
(11) حدثنا يزيد قال أخبرنا حجاج عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب
قال: كان شعار المهاجرين عبد الله وشعار الأنصار عبد الرحمن
717

(167) [الانساء] في الحرب
(1) حدثنا حسين بن محمد قال ثنا جرير بن حازم عن محمد بن إسحاق عن داود بن
الحصين عن عبد الرحمن بن أبي عقبة عن أبي عقبة وكان مولى من أهل فارس قال:
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد فضربت رجلا من المشركين فقلت: خذها مني وأنا
الغلام الفارسي، فبلغت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " هل قلت: خذها مني وأنا الغلام
الأنصاري ".
(2) حدثنا عبد الله بن نمير قال ثنا هشام بن سعد قال حدثني قيس بن بشير التغلبي
قال: كان أبي جليس أبي الدرداء بدمشق، وكان بدمشق رجل من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقال له ابن حنظلية من الأنصار، فمر بنا ذات يوم ونحن عند أبي الدرداء فقال أبو
الدرداء: كلمة تنفعنا ولا يضرك، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقدمت، فأتى رجل
منهم فجلس في المجلس الذي يجلس فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لرجل إلى جنبه: لو رأيتنا
حين لقينا العدو وحمل فلان فطعن فقال: خذها وأنا الغلام الغفاري، فقال: ما أراه إلا
قد بطل أجره، فقال: ما أرى بذلك بأسا، قال: فتنازعوا في ذلك واختلفوا حتى سمع
ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " سبحان الله! لا بأس أن يؤجر أو يحمد " فرأيت أبا الدراء
سر بذلك حتى يرتفع حتى أرى أن سيبرك على ركبتيه ويقول: أنت سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ فيقول: نعم.
(3) حدثنا عبد الله بن نمير عن الأعمش عن مالك بن الحارث أو غيره قال: كنت
لا تشاء أن تسمع يوم القادسية " أنا الغلام النخعي " إلا سمعته.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: كان
عمرو بن معدي كرب يمر علينا يوم القادسية ونحن صفوف فيقول: يا معشر العرب!
كونوا أسدا أشدا أغنى شأنه، فإنما الفارسي تيس بعد أن يلقي نيزكه.

(167) [الانساء] كذا بدون نقط في الأصل.
(167 / 1) أي الأفضل أن يتفاخر المسلم في الحرب بماله ونسبته بعد إسلامه وليس بما كان قبل ذلك.
وهو أنصاري لان ولاءه للأنصار ومولى القوم منهم.
(167 / 2) ولا بأس بذلك لان غفار مسلمة. وقد أسلمت دون قتال وأول من أسلم منها أبو ذر رضي الله
عنه.
(167 / 4) بعد أن يلقي نيز كه: بعد أن يلقي حربته القصيرة
718

(5) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم حنين:
أنا النبي لا كذب * * أنا ابن عبد المطلب
(168) السابق على الإبل
(1) حدثنا عبد الوهاب الثقفي عن حميد عن أنس قال: كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
تسمى العضباء، فكانت لا تسبق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فشق ذلك على
المسلمين، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما في وجوههم قالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم! سبقت
العضباء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حق على الله أن لا يرفع في الدنيا إلا وضعه ".
(2) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو منه.
(3) حدثنا حفص عن جعفر عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجري الإبل، ولم يذكر
السبق.
(4) حدثنا أبو أسامة عن سعد بن سعيد قال: سمعت علي بن الحسين يقول: بينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فقالت الأنصار: السباق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إن شئتم ".
(169) السباق على الاقدام
(1) حدثنا أبو أسامة عن هشام قال: حدثني رجل بعن أبي سلمة عن عائشة قالت:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تعالي حتى
أسابقك، قالت: فسابقته فسبقته، وخرجت معه بعد ذلك في سفر آخر، فنزلنا منزلنا
فقال: تعالى حتى أسابقك "، قالت: فسبقني فضرب بين كتفي وقال: " هذه بتلك ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن عبد الرحمن قال: خرجت مع أبي إلى الجبان
فقال: تعال يا بني حتى أسابقك، قال: فسابقته فسبقني.
(3) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن عن عائشة قالت: سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته قال حماد: الحصا.
(4) حدثنا وكيع عن سفيان عن برد عن الزهري قال: كانوا يسبقون على أقدامهم.

(169 / 3) الحصاء: أي يرمي الحصا إلى أبعد مسافة ممكنة
719

(170) السبق بالدحو بالحجارة
(1) حدثنا وكيع قال ثنا ابن أبي ذئب عن إسحاق بن يزيد الهذلي قال: قلت لسعيد
ابن المسيب: ما تقول في السبق بالدحو بالحجارة؟ قال: لا بأس به.
(171) من كره أن يقول: أسابقك على أن تسبقني
(1) حدثنا وكيع قال ثنا نافع بن عمر عن رجل عن سالم بن عبد الله في الرجل
يقول: أسابقك على أن تزد علي: فكرهه.
(2) حدثنا حفص عن عمرو عن الحسن أنه كره أن يقول: أسابقك على أن تسبقني.
(3) حدثنا عبد السلام بن حرب عن الأعمش عن إبراهيم قال: كانوا يكرهون أن
يقول أحدهم لصاحبه: أسبقك على أن تسبقني، فهو لي، وإلا كان عليك،
وهو القمار.
(172) العبد يخرج قبل سيده من دار الحرب
(1) حدثنا أبو معاوية عن حجاج عن أبي سعيد الأعسم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى في
العبد وسيده قضيتين: قضى في العبد إذا خرج من دار الحرب قبل سيده فهو حر فإن
خرج سيده بعده لم يرد عليه، وإن خرج السيد قبل العبد من دار الحرب ثم خرج العبد
بعده رد على سيده.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن الحجاج عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان يعتق من أتاه من العبد قبل مواليهم إذا أسلموا، وقد أعتق يوم الطائف رجلين.

(170 / 1) الدحو: رماية الحجر إلى أبعد مسافة ممكنة باليد وهو كرمي الكلة في أيامنا، نوع من ألعاب
القوى.
(171 / 1) على أن تزد علي: على أن تتقدمني بمسافة.
(171 / 2) أي على أن تنطلق قبلي.
(172 / 1) إذا خرج العبد قبل سيده وأسلم فهو حر لأنه سيده كان كافرا عندما خرج ومن خرج من الكفار
إلى المسلمين فأسلم فما له حال المسلمين.
وإن خرج السيد فأسلم ثم خرج العبد فالعبد لأنه بإسلامه أولا قد أحرز ماله
720

(3) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن سماك عن عكرمة قال: كان الرجل إذا جاء من
العدو مسلما قبل ماله ثم جاء ماله بعده كان أحق به، وإن جاء ماله قبله كان حرا. (173) الرجل يجد الشئ في العدو
وليس له ثمن
(1) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن مكحول قال: كان المسلمون لا يرون
بأسا بما خرج به من أرض العدو ومما لا ثمن له هناك.
(2) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن خالد بن أبي
عمران قال: سمعت القاسم وسالما يقولان: ما قطعتم من شجر أرض العدو فعملت وتدا
أو هراوة أو مرزبة أو لوحا أو قدحا أو بابا فلا بأس به، وما وجدته من ذلك معمولا
فأده إلى المغنم.
(3) حدثنا إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن يزيد ومحمد بن عبد الله الشعيثي
عن مكحول قال: ما قطعتم من أرض العدو فعملت منه قدحا أو وتدا أو هراوة أو مرزبة
فلا بأس به، وما وجدته من ذلك معمولا فأداه إلى المغانم.
(174) في الرايات السود
(1) حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسان قال: قدمت المدينة
فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وبلال قائم بين يديه متقلدا سيفا، وإذا رايات سود فقلت: من
هذا، قالوا: عمرو بن العاص قدم من غزاة.
(2) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن
عمرة قالت: كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم سوداء من مرط لعائشة مرحل.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي الفضل عن الحسن قال: كانت راية النبي
صلى الله عليه وسلم سوداء تسمى العقاب.

(173 / 1) أي أن أخذه ليس غلول.
(173 / 2) أي هو قبل صناعته لا قيمة له وليس غلولا أما إن كان مصنوعا فهو شئ له ثمن وقيمة وأخذه
غلول
721

(4) حدثنا ابن أبي عدى عن سليمان التيمي عن حريث بن مخش راية علي كانت
يوم الجمل سوداء، وكانت راية طلحة الحمل.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا أسامة بن زيد قال ثنا أشياخنا أن راية خالد بن الوليد
كانت يوم دمشق سوداء.
(6) حدثنا وكيع ثنا حسن بن صالح عن السدي عن عدي بن ثابت عن البراء بن
عازب قال: لقيت خالي ومعه الراية، فقلت له: أين تريد؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
رجل تزوج امرأة أبيه من بعده أن أقتله أو أضربه عنقه.
(175) في عقد اللواء واتخاذه
(1) حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم أن
النبي صلى الله عليه وسلم لعمرو بن العاص.
(2) حدثنا محمد بن فضيل عن الوليد بن جميع عن حبيب بن أبي ثابت أن أبا بكر
قال لخالد بن الوليد: ائتني برمحك، فعقد له لواء، ثم قال له: سر فإن الله معك.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن إبراهيم بن المهاجر عن إبراهيم أن النبي صلى الله عليه وسلم
عقد لعمرو بن العاص لواء في غزوة ذات السلاسل.
(4) حدثنا عبد الله بن إدريس عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر عن عمرة
قالت: كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض.
(176) في حمل الرؤوس
(1) حدثنا أبو أسامة عن ابن عقبة قال: ثنا أبو نضرة قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم
العدو ذات يوم فقال لأصحابه: " من جاء منكم برأس فله على الله ما تمنى ".
(2) حدثنا حفص بن غياث عن أشعث عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب
قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه فأمره أن يأتيه برأسه.

(175 / 1) عقد لعمرو: عقد له لواء
(175 / 2) وفيه أن اللواء كان يعقد على الرمح
722

(3) حدثنا عيسى بن يونس عن أبيه عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة قال: اشتركنا
يوم بدر أنا وسعد وعمار فجاء سعد برأسين.
(4) حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن هنيدة بن خالد الخزاعي قال: إن أول رأس
أهدي في الاسلام رأس ابن الحمق أهدي إلى معاوية.
(5) حدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن يزيد بن أبي
حبيب المصري قال: بعث أبو بكر أو عمر - شك الأوزاعي - عقبة بن عامر الجهني
ومسلمة بن مخلد الأنصاري إلى مصر، قال: ففتح لهم، قال: فبعثوا برأس يناق البطريق،
فلما رآه أنكر ذلك فقال: إنهم يصنعون بنا مثل هذا، فقال: استنان بفارس والروم؟ لا
يحمل إلينا رأس، إنما يكفينا من ذلك الكتاب والخبر.
(177) أي يوم يستحب أن يسافر فيه وأي ساعة
(1) حدثنا ابن مبارك عن يونس عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب عن أبيه
قال: قل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسافر إلا يوم خميس.
(2) حدثنا وكيع عن مهدي بن ميمون عن واصل مولى أبي عيينة أن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يسافر يوم الخميس.
(3) حدثنا هشيم عن يعلى بن عطاء عن عمارة بن حدير عن صخر الغامدي قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لامتي في بكورها " قال: وكذا إذا بعث سرية أو جيشا
بعثهم في أول النهار، قال: وكان صخر رجلا تاجرا فكان يبعث بتجارته أول النهار فكثر
ماله.
(4) حدثنا شريك عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" اللهم بارك لامتي في بكورها ".

(176 / 4) وفيه أنه لم يهد رأس قبل ذلك.
(176 / 5) استنان بفارس: اتباع لسنة فارس وعاداتها.
البطريق: لقب كان يطلق على قادة الروم والنصاري ولعل أصلها البطريرك إذ كان البطاركة
يقودون الجيوش باعتبار أن حروبهم ضد المسلمين حرب دينية.
(177 / 1) وفيه أن أفضل السفر يوم الخميس اتباعا لسنة الرسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر.
(177 / 3) وفيه فضل التبكير في الخروج وخيره
723

(5) حدثنا علي بن مسهر عن عبد الرحمن بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اللهم بارك لامتي في بكورها ".
(178) ما يقول الرجل إذا خرج مسافرا
(1) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج في سفر قال: " اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في
الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر والكآبة في المنقلب، اللهم اقبض لنا
الأرض وهون علينا السفر ".
(2) حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: أراد
رجل سفرا فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أوصني، قال: " أوصيك بتقوى الله
والتكبير على كل شرف ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم عن عبد الله بن سرجس قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا يتعوذ من وعثاء السفر وكآبة المنقلب والحور بعد الكور
ومن دعوة المظلوم ومن سوء المنظر في الأصل والمال.
(4) حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن عجلان قال: حدثني عون بن عبد الله أن
رجلا أتى ابن مسعود فقال: إني أريد سفرا فأوصني، قال: إذا توجهت فقل: بسم الله
حسبي الله توكلت على الله، فإنك إذا قلت: " بسم الله " قال الملك: هديت، وإذا قلت
حسبي الله، قال الملك: حفظت، وإذا قلت: توكلت على الله " قال الملك: كفيت.
(5) حدثنا هشيم عن مغيرة عن مغيرة عن إبراهيم قال: كانوا يقولون في السفر: اللهم بلاغا
يبلغ خير مغفرة منك ورضوانا، بيدك الخير، إنك على كل شئ قدير، اللهم أنت
الصاحب في السفر والخليفة على الأهل، اللهم اطو لنا الأرض وهون علينا السفر، اللهم
إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأصل والمال.

(178 / 1) الضبنة في السفر: التعب والضنك والخطر.
إقبض لنا الأرض: قصر لنا المسافة والمقصود يسر لنا السفر.
المنقلب: العودة والاياب.
(178 / 2) شرف: مرتفع.
(178 / 3) وعثاء السفر: غباره وعناءه
724

(179) الراجع من سفره ما يقول
(1) حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا أراد الرجوع من سفره قال: آئبون تائبون لربنا حامدون، فإذا دخل على أهل قال:
" توبا توبا لربنا أوبا، لا يغادر علينا حوبا ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن زكريا عن أبي إسحاق عن البراء قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
قفل من سفر قال: آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون ".
(3) حدثنا ابن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يقول إذا رجع من الجيش أو السرايا أو الحج أو العمرة كلما أوفى فلي ثنية أو فدفد
كبر ثلاثا ثم قال: " لا إله إلا وحده صدق الله وعده، آئبون تائبون عابدون لربنا
حامدون ".
(4) حدثنا أبو أسامة قال ثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا قفل من الجيوش أو السرايا أو الحج أو العمرة - ثم ذكر نحوه.
(5) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا سعيد بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي إسحاق
عن أنس بن مالك أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما كان يظهر المدينة أو الحرة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آئبون تائبون عابدون إن شاء الله لربنا حامدون ".
(6) حدثنا هشيم قال: أخبرنا العوام عن إبراهيم التيمي قال: كانوا إذا قفلوا قالوا:
" آئبون تائبون لربنا حامدون ".
(7) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن الربيع بن البراء
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا رجع من سفر قال: " آئبون تائبون لربنا حامدون ".
(180) من كره للرجل أن يسافر وجده
(1) حدثنا حفص بن غياث عن ابن جريج عن عطاء قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
يسافر الرجل وحده.

(179 / 1) حوبا: ذنبا.
(180 / 1) لان المسافر وحده تأخذه الوساوس
725

(2) حدثنا حفص بن غياث عن حجاج عن عطاء أن عمر نهى أن يسافر الرجلان.
(3) حدثنا إسحاق الأزرق عن هشام عن الحسن أنه كان يكره أن يسافر الرجل
والرجلان إلا الثلاثة فما زاد.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حجاج بن أبي بريدة عن مجاهد قال: سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الرجل يسافر وحده، قال: " شيطان، قيل: فالاثنان قال: شيطانان،
قيل، فالثلاثة قال: صحابة ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا شريك عن عبد الكريم عن عكرمة قال: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يسلك الرجل العقر وحده.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا عاصم بن محمد عن أبيه عن ابن عمر قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " لو يعلم الناس ما في الوحدة ما سار راكب وحده بليل أبدا ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن جريج عن عطاء قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يسافر الرجل وحده وأن يبيت في بيت وحده.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن جابر عن أبي جعفر قال: لا تبيتن في بيت
وحدك فإن الشيطان أشد ما يكون بك ولوعا.
(181) من رخص في ذلك
(1) حدثنا ابن عيينة عن عمرو عن عكرمة أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث خوات بن جبير إلى
بني قريظة على فرس له يقال له الجناح.
(2) حدثنا ابن عيينة عن ابن أبي نجيح قال: قال رجل عند مجاهد: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: " الواحد شيطان، والاثنان شيطانان، فقال مجاهد: قد بغث رسول الله صلى الله عليه وسلم
دحية وحده، وبعث عبد الله وخبابا سرية، ولكن قال عمر: كونوا أسفاركم ثلاثة فإن
مات واحد وليه اثنان، الواحد شيطان والاثنان شيطانان.

(180 / 2) الرجلان أي وحدهما.
(180 / 5) العقر: الطريق المقفرة لا يمر بها الناس
726

(182) في المسافر يطرق أهله ليلا
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن محارب بن دثار عن جابر قال: نهى رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله لئلا يتخونهم أو يطلب عثراتهم.
(2) حدثنا يزيد بن هارون عن همام بن يحيى عن إسحاق عن عبد الله بن أبي طلحة عن
أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يطرق أهله ليلا، وكان يأتيهم غدوة أو عشية.
(3) حدثنا غندر عن شعبة عن الأسود بن قيس أنه سمع نبيحا العنزي عن جابر بن
عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا دخلتم ليلا فلا يأت أحد أهله طروقا "، قال
جابر، فوالله لقد طرقناهن بعد.
(4) حدثنا معاوية بن هشام قال ثنا سفيان عن حميد الأعرج عن محمد بن إبراهيم
التيمي عن أبي سلمة عن عبد الله بن رواحة قال: كنت في غزاة فاستأذنت فتعجلت
فانتهيت إلى الباب، فإذا المصباح يتأجج وإذا أنا بشئ أبيض قائم فاخترطت سيفي ثم حركتها
فقالت: إليك إليك فلانة كانت عندي مشطتني، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فنهى أن يطرق
الرجل أهله ليلا.
(5) حدثنا ابن نمير قال ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: أقبل
عمر بن الخطاب من غزوة سرغ حتى إذا بلغ الجرف قال: أيها الناس! لا تطرقوا النساء
ولا تغيروهن، ثم بعث راكبا إلى المدينة بأن الناس داخلون بالغداة.
(6) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عاصم الأحول عن عامر قال: قال جابر بن
عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا طالت غيبة أحدكم عن أهله فلا يطرقن أهله
ليلا ".
(183) في الغزو بالنساء
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن هشام بن حسان عن حفصة بنت سيرين عن أم
عطية الأنصارية قالت: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات أخلفهم في رحالهم فأصنع
لهم الطعام وأداوي لهم الجرحى وأقوم على المرضى.

(182 / 3) طروقا: فجأة دون سابق إعلام لهم بقدومه.
(183 / 1) وكانت قد جاوزت السن التي يرغبها فيها الرجال
727

(2) حدثنا زيد بن الحباب قال ثنا رافع بن سلمة الأشجعي قال حدثني حشرج بن
زياد الأشجع عن جدته أم أبيه أنها غزت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر سادسة ست نسوة
فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث إلينا فقال: بأمر من خرجتن، ورأينا فيه الغضب، فقلنا: يا
رسول الله! خرجنا ومعنا دواء نداوي به ونناول السهام ونسقي السويق ونغزل الشعر نعين
به في سبيل الله، فقال لنا: " أقمن "، فلما فتح الله عليه خيبر قسم لنا كما قسم للرجال.
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن الزهري ومحمد بن علي عن
يزيد بن هرمز قال: كتب نجدة إلى ابن عباس يسأله عن النساء: هل كن يحضرن مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب، وهل كان يضرب لهن بسهم، قال يزيد: كتبت كتاب ابن عباس
إلى نجدة: قد كن يحضرن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأما أن يضرب لهن بسهم فلا، وقد كان
يرضخ لهن.
(4) حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن حسن عن الأسود بن قيس قال: حدثني سعيد
ابن عمرو القرشي أن أم كبشة امرأة من بني عذرة، عذرة قضاعة قالت: يا رسول الله!
ائذن لي أن أخرج في جيش كذا وكذا، قال: " لا، قلت: يا رسول الله! إني لست أريد
أن أقاتل، إنما أريد أن أداوي الجريح والمريض أو أسقي المريض فقال: " لولا أن تكون
سنة ويقال: فلانة خرجت، لأذنت لك ولكن اجلسي ".
(5) حدثنا وكيع عن سفيان عن عبد الكريم عن عكرمة أن صفية كانت مع النبي
صلى الله عليه وسلم يوم الخندق.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا شعبة عن العوام بن مزاحم عن خالد بن سيحان قال: شهد
تستر مع أبي موسى أربع نسوة - أو خمس - منهن أم مجزأة بن ثور.
(7) حدثنا خالد بن حرملة العبدي عن المؤثرة بنت أربك أخت أبي نضرة أن أبا
نضرة غزا بامرأته زينب إلى خراسان.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا الوليد بن عبد الله بن جميع قال حدثني جدتي وعبد الله بن
خلاد الأنصاري عن أم ورقة بنت نوفل أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدرا قالت: قلت: يا
رسول الله! ائذن لي في أن أغزو معك أداوي جرحاكم وأمرض مرضاكم، لعل الله يرزقني
شهادة، قال: " قري في بيتك، فإن الله يرزقك الشهادة "، قال فكانت تسمى الشهيدة.

(183 / 3) يرضخ لهن: يعطيهن ما دون سهم المقاتل والرضخ: إعطاء القليل
728

(9) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن أنه كان يكره أن تخرج النساء إلى شئ
من هذه الفروج - يعني الثغور.
(184) في القوم يحاصرون القوم فيطلبون الأمان،
فيقول القوم: نعم، ويأبى عليهم بعضهم
(1) حدثنا زيد بن حباب قال حدثني رجاء بن أبي سلمة قال: حدثني مغيرة بن
حبيب ختن مالك بن دينار قال: سألت ابن عبد الله قلت: ندخل أرض الشرك فنحاصر الحصن فيقاتلوننا قتالا شديدا فيسألوننا الأمان ويأبى ذلك الأمير، فما نرى في قتالهم؟
فقال: ليس إليكم، ذاك إلى الأمير.
(2) حدثنا إسحاق بن منصور قال سمعت عمرو بن أبي قيس يذكر عن مطرف
قال: سألنا الحكم، قلت: الملك من ملوك خراسان يصالح من السبي على رؤوس معلومة،
قال: ما كان من صلح فلا بأس.
(185) في المكر والخدعة في الحرب
(1) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي حدان عمن سمع
عليا يقول: إن الله سمى الحرب على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم خدعة.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن زكريا عن أبي إسحاق عن سعيد بن ذي
حدان عن علي بن أبي طالب قال: إن الله قضى على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أن الحرب خدعة،
وأني محارب أتكلم في الحرب، قال: ولكن إذا قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان أخر
من السماء أحب إلي من أن أقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل.
(3) حدثنا ابن مبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك
عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد غزوة وري بغيرها.

(184 / 1) لان الأمير لا يصدر في قراره إلا عن تقدير للظروف المحيطة بالمعركة كلها، ولان من يقاتل
قتالا شديدا ثم يطلب الأمان إنما يطلب هدنة ليعاود القتال بعد أن يعيد الاستعداد.
(184 / 2) رؤوس معلومة: رؤوس قريبة له بالنسب أو من أهله أو عصبته أو رجال دولته.
(185 / 1) وفي جواز المكر بالعدو في الحرب وخداعه.
أخر من السماء: أسقط منها، والمقصود أن أسقط من ارتفاع شاهق فأتحطم
729

(4) حدثنا ابن عيينة عن عمرو سمع جابرا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن
يخرج ناسا من النار بعد أن صارون حمما "، قال: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " الحرب خدعة ".
(5) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن خيثمة عن سويد بن غفلة قال: قال علي: إذا
حدثتكم فيما بني وبينكم فإن الحرب خدعة، وإذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلان أخر
من السماء أحب إلى من أن أكذب.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الحرب خدعة ".
(7) حدثنا وكيع قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم
عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل فأصابهم برد شديد فقال: لا يوقدان رجل نارا،
ثم قاتل القوم، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه، فقال: يا رسول الله! كان في
أصحابي قلة، وخشيت أن يرى القوم قلتهم، ونيتهم أن يتبعوا العدو مخافة أن يكون لهم
كمين من وراء الجبل، قال: فأجب ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(8) حدثنا وكيع قال ثنا المنذر بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة قال: قال عمر لأبي
بكر؟ لم لم يدع عمرو الناس أن يوقدوا نارا، ألا ترى إلى هذا الذي منع الناس منافعهم،
قال: فقال أبو بكر: دعه قائما ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا لعلمه بالحرب.
(9) حدثنا جرير عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال: مكر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أحد بالمشركين فكان أول يوم مكر بهم فيه.
(10) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن عبد الملك بن أبجر قال: قال رجل يقال
له صبيح: كنا - معاشر الفطح - مع علي، قال: وكان علي رجلا مجربا، قال: وكان
يقول: الحرب خدعة، قال: فينتهي إلى الصخرة، قال: فيقول: الله أكبر، صدق الله
ورسوله، صخرة، قال: فنرى نحن أنه شئ قيل له، قال: فينتهي إلى دجلة فيقول: دجلة، الله أكبر، صدق الله ورسوله، فنرى نحن أنه شئ قيل له.
(11) حدثنا وكيع قال ثنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال: الحرب خدعة.

(185 / 4) الحمم: الحجارة السوداء المحترقة وليس هنا موضع هذا الحديث إلا أنه ذكر معه من أن
الحرب خدعة.
(185 / 7) أعجب ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لان فيما فعله برعة القائد العسكري
730

(186) ما قالوا في عقر الخيل
(1) حدثنا عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن
الزبير عن أبيه عن جده قال أخبرني أبي الذي أرضعني من بني قرة قال: كأني أنظر إلى
جعفر يوم مؤتة نزل عن فرس له شقراء فعرقبها ثم مضي فقاتل حتى قتل.
(2) حدثنا يحيى بن أبي عتبة عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس أو غيره
قالت: بعث أبو بكر إلى الشام فقال: لا تعقروا دابة حسرتموها.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا معقل بن عبيد الله العبسي عن عمر بن عبد العزيز قال:
الحسير لا تعقر.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا الهذلي عن الزهري قال: كانت السرايا إذا بعثت قيل لها:
لا تعقروا حسيرا.
(5) حدثنا أبو خالد الأحمر عن عمرو بن قيس عن مغيرة بن زياد عن مكحول عن
عبادة بن نسي قال: قال أبو بكر: لا تعقروا دابة وإن حسرت.
(187) في الرجل يخلي عن دابته فيأخذها الرجل
(1) حدثنا وكيع بن الجراح قال ثنا هشام الدستوائي عن عبيد الله بن حميد عن عبد الرحمن
الحميري عن الشعبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من وجد دابة بمهلكة فهي لمن
أحياها ".
(2) حدثنا أبو أسامة عن عثمان بن غياث عن الحسن في الرجل يترك الدابة في أرض
القفر، قال: هي لمن أحياها

(186 / 1) وقطع عراقيب الفرس معناه أن يهاجم دون نراجع وحتى الاستشهاد.
(186 / 2) حسرتموها: أتعبتموها وأنهكتموها في القتال.
(186 / 5) حسرت، أعيت فلم تعد تستطيع تحمل المجاولة.
(187 / 1) مهلكة: أرض مهلكة لا ماء فيها ولا زرع
731

(3) حدثنا أسباط بن محمد عن مطرف عن عامر في رجل سيب دابته فأخذها
رجل، قال: فجاء صاحبها فخاصمه إلى عامر، فقال: هذا أمر قد قضي فيه قيل اليوم،
إن كان سيبها في جوف مفازة فهو أحق بدابته، وإن كان سيبها في كلأ وأمن فلا حق له
فيها.
(188) في تشييع الغزاة وتلقيهم
(1) حدثنا ابن أبي بكير قال شعبة عن أبي الفيض قال سمعت سعيد بن جبير
الرعيني عن أبيه - أحست - أن أبا بكر شيع جيشا فمشى معهم فقال: الحمد لله الذي
اغبرت أقدامنا في سبيل الله، قال فقال رجل: إنما شيعناهم، فقال: جهزناهم وشيعناهم
[ودعونا لهم].
(2) حدثنا ابن أبي عتبة عن أبيه عن إسماعيل عن قيس أو غيره قال: بعث أبو بكر
جيشا إلى الشام فخرج يشيعهم على راحلته.
(3) حدثنا علي بن مسهر عن الأجلح عن الشعبي قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له:
قد قدم جعفر فقال: " ما أدري بأيهما أفرح؟ بقدوم جعفر أو بفتح خيبر "، ثم
تلقاه النبي صلى الله عليه وسلم فالتزمه وقبل ما بين عينيه.
(4) حدثنا الفضل بن دكين قال ثنا حلس بن الحارث عن أبيه قال: لما وجهنا عمر
إلى الكوفة مشى معنا ساعة من النهار فودعنا ودعا لنا ثم قعد ينفض رجليه من الغبار، ثم
رجع.
(5) حدثنا أبو بكر قال حدثت عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال:
شيع النبي صلى الله عليه وسلم عليا ولم يتلقه.
(6) حدثنا ابن عيينة عن بيان عن الشعبي عن قرظة قال: شيعنا عمر إلى مرار.

(187 / 3) لا حق له فيها: أي لا حق لمن وجدها أن يأخذه لأنها تركت في أرض يمكنها أن تحيا بها ولا
تحتاج لمن يخرجها منها ويطعمها كي لا تهلك.
(188 / 1) [دعونا لهم] وضعناها بدل [دعوناهم] لأنها الأصح مع السياق، وقد أخرج الأثر البيهقي في السنن، عن آدم عن شعبة 9 / 173.
(188 / 3) التزمه عانقه عناق المشتاق. (188 / 6) مرار: اسم موضع على مقربة من المدينة
732

(189) ما جاء في الفرار من الزحف
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
قال حدثني عبد الله بن عمر أنه كان في سرية من سرايا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاص الناس
حيصة فكنت فيمن حاص قال فقلنا حين فررنا من الزحف: كيف نصنع وقد وبؤنا
بالغضب، فقلنا: ندخل المدينة فنبيت بها فلا يرانا أحد، قال: فلما دخلنا قلنا: لو عرضنا
أنفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كانت لنا توبة أقمنا، وإن كان غير ذلك ذهبنا، قال:
فجلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل صلاة الغداة، فلما خرج قمنا إليه فقلنا: يا رسول الله!
نحن الفرارون، قال: فأقبل علينا فقال: " بل أنتم العكارون، قال: فدنونا فقبلنا يده
وقلنا: يا رسول الله أردنا أن نفعل وأن نفعل، قال: " أنا فئة المسلمين ".
(2) حدثنا قال: إن كنت له لفئة لو انحاز إلي.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال: قال عمر: أنا فئة
كل مسلم.
(4) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن حماد عن إبراهيم قال: بلغ عمر أن قوما صبروا
بآذربيجان حتى قتلوا، فقال عمر: لو انحازوا إلي لكنت لهم فئة.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا حسن بن صالح عن ابن أبي ذئب عن عطاء عن ابن عباس
قال: من فر من ثلاثة فلم يفر، ومن فر من اثنين فقد فر - يعني من الزحف.
(6) حدثنا وكيع قال ثنا علي بن صالح عن عثمان بن المغيرة الثقفي عن مالك بن
جرير الحضرمي عن علي بن أبي طالب قال: الفرار من الزحف من الكبائر.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا عكرمة بن عمار عن طيسلة بن علي النهدي عن ابن عمر
قال: الفرار من الزحف من الكبائر.

(189 / 1) حاص الناس: تراجعوا مذعورين. العكارون: الذين ستهاجمون العدو وتعكرون عليه أي كما قال في
حديث آخر. أتم الكرار إن شاء الله.
أنا فئة المسلمين: أنا سندهم وحاميهم.
(189 / 5) وذلك لقوله تعالى أنه لو كان المؤمنون مائة غلبوا مائتين.
(189 / 6) الكبائر: الموبقات المهلكات
733

(8) حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد عن أبي البختري أنه رأى رجلا قد ولى
فقال له: حر النار أشد من حر السيف.
(9) حدثنا معاذ بن معاذ قال ثنا التيمي عن أبي عثمان قال: لما قتل أبو عبيدة وهزم
أصحابه قال: قال عمر: أنا فئتكم.
(10) حدثنا هوذة قال ثنا عوف عن الحسن {ومن يولهم يومئذ دبره} قال:
نزلت في أهل بدر.
(11) حدثنا عفان قال ثنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عطاء بن السائب قال ثنا عبد
الرحمن بن أبي ليلى أن رجلين فرا يوم مسكن من مغزى الكوفة، فأتيا عمر فعيرهما
وأخذهما بلسانه أخذا شديدا، وقال: فررتما، وأراد أن يصرفهما إلى مغزى البصرة فقالا:
يا أمير المؤمنين! لابل ردنا إلى المغزى الذي فررنا منه حتى تكون توبتنا من قبله.
(190) في الغزو بالغلمان ومن لم يجزهم لحكم فيهم.
(1) حدثنا أبو أسامة عن هشام عن ابنه قال: رددت أنا وأبو بكر بن عبد الرحمن
ابن الحارث عن يوم الجمل، استصغرونا.
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال:
عرضني رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال وأنا ابن أربع عشر سنة فاستصغرني فردني، ثم عرضني
يوم الخندق وأنا ابن خمس عشرة فأجازني، قال: نافع: حدثت ذلك عمر بن عبد العزيز -
وهو خليفة - فقال: إن هذا لحد بين الصغير والكبير، فكتب إلى عماله أن من بلغ خمس
عشرة فافرضوا له في المقاتلة ومن كان دون ذلك فافرضوا له في القتال.
(3) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن عبد الملك بن عمير قال سمعت عطية القرظي
يقول عرضنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من أنبت قتل، ومن لم ينبت لم يقتل،
فكنت ممن لم ينبت فلم يقتلني.

(189 / 10) سورة الأنفال من الآية (16).
يولهم دبره: يدير ظهره لهم وهذا كناية عن التراجع أو الفرار.
(190 / 2) افرضوا له في القتال أي له عطاء من الخمس إلا أنه لا يقاتل.
(190 / 3) أثبت: ظهر شعر لحيته
734

(4) حدثنا عبد الله بن إدريس عن مطرف عن أبي إسحاق عن البراء قال: عرضت
أنا وابن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر فاستصغرنا وشهدنا.
(191) في انزاء الحمر على الخيل
(1) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن
عبد العزيز بن أبي الصعبة عن أبي أفلح الهمداني عن عبد الله بن زرير الغافقي عن علي:
قال: أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء فقلت: يا رسول الله! لو شئنا أن نتخذ من
هذه فعلنا، قال: " فكيف؟ قلنا: نحمل الحمر الخيل العراب فتأتي بها، قال: إنما
يفعل ذلك الذين لا يعلمون ".
(2) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن عمر بن حسيل عن عامر، قال: أهديت
لرسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة بيضاء فقال دحية الكلبي: لو شئنا يا رسول الله أن نتخذ مثلها،
قال: فكيف؟ قال: نحمل الحمر على الخيل العرب فتأتي بها، قال: " إنما يفعل ذلك
الذين لا يعلمون ".
(3) حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب قال:
كتب إلينا عمر بن عبد العزيز فقرئ علينا كتابه: أيما رجل حمل حمارا على عربة من
الخيل فامحوا من عطائه عشرة دنانير. (4) حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي جهضم عن عبد الله بن عبيد الله عن ابن عباس
قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننزي حمارا على فرس.
(5) حدثنا وكيع قال ثنا عمر بن حسيل قال سمعت الشعبي يقول: قال دحية الكلبي:
يا رسول الله! ألا ننزي حمارا على فرس، فتنتج مهرة نركبها، قال: " إنما يفعل ذلك الذين لا
يعلمون ".

(191 / 1) تحمل الحمر على الخيل العرب: أي ننزي الحمار على الفرس العربية الأصيلة فيواقعها فتنتج بغلا
برذونا.
(191 / 3) عربة من الخيل: فرس عربية
735

(192) في إمام السرية يأمرهم بالمعصية،
من قال: لا طاعة له
(1) حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي
عن علي قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلا من الأنصار، فأمرهم أن
يسمعوا له ويطيعوا، قال: فأغضبوه في شئ فقال: اجمعوا لي حطبا، فجمعوا له حطبا،
قال: أوقدوا نارا، فأوقدوا نارا، قال: ألم يأمركم أن تسمعوا لي وتطيعوا؟ قالوا، بلى،
قال: فدخلوها، قال: فنظر بعضهم إلى بعض وقالوا: إنما فررنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من
النار، قال فبينما هم كذلك إذ سكن غضبه وطفئت النار، قال: فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم
ذكروا ذلك له فقال: " لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف ".
(2) حدثنا محمد بن بشر قال ثنا عبيد الله عن نافع أن عبد الله حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فمن أمر
بمعصية فلا سمع له ولا طاعة ".
(3) حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن عمر بن الحكم بن ثوبان
عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث علقمة بن محرز على بعث أنا فيهم، فلما
انتهى إلى رأس عرانة أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم وأمر
عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غزا معه، فلما كان ببعض الطريق
أوقد القوم نارا ليصطلوا أو ليصنعوا عليها صنيعا، وقال عبد الله وكانت فيه دعابة:
أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا آمركم بشئ إلا صنعتموه؟
قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم ألا تواثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجزوا، فلما
ظن أنهم واثبون قال: أمسكوا على أنفسكم، فإنما أمزح معكم، فلما قدمنا ذكروا ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " من أمركم منهم بمعصية فلا تطيعوه ".
(4) حدثنا ابن مهدي عن سفيان عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن
السلمي عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا طاعة لبشر في معصية الله ".
(5) حدثنا ابن نمير قال ثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: لا
طاعة لبشر في معصية الله.

(192 / 1) أي لا طاعة في أمر فيه معصية لله تعالى أو نقص لسنة من سنن الرسول الله صلى الله عليه وسلم ثابتة
736

(6) حدثنا وكيع قال ثنا سفيان عن إبراهيم بن عبد الأعلى عن سويد بن غفلة قال:
قال لي عمر: يا أبا أمية! إني لا أدري لعلي أن لا ألقاك بعد عامي هذا، فاسمع وأطع
وإن أمر عليك عبد حبشي مجدع، إن ضربك فاصبر، وإن حرمك فاصبر، وإن أراد
امرا ينتقص دينك فقل: سمع وطاعة، ودمي دون ديني، فلا تفارق الجماعة.
(7) حدثنا وكيع قال ثنا مسعر عن عثمان الثقفي عن أبي صادق الأزدي عن ربيعة
ابن ناجد عن علي قال: إن قريشا هم أئمة العرب، أبرارها أئمة أبرارها، وفجارها أئمة
فجارها ولكل حق فأعطوا كل ذي حق حقه ما لم يخير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه،
فإذا خير أحدكم بين إسلامه وضرب عنقه فليمد عنقه، ثكلته أمه فإنه لا دنيا له ولا آخرة
بعد إسلامه.
(8) حدثنا حدثنا وكيع قال ثنا الأعمش عن عمارة قال: قال عتريس بن عرقوب أو معضد
- شك الأعمش - قال: ما أبالي أطعت رجلا في معصية الله أو سجدت لهذه الشجرة.
(9) حدثنا علي بن مسهر قال ثنا الأعمش عن عمارة قال: نزل معضد إلى جب
شجرة فقال: ما أبالي أطعت رجلا في معصية الله أو سجدت لهذه الشجرة من دون الله.
(10) حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا شعبة عن قتادة عن أبي مرابة عن عمران
ابن حصين قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا طاعة في معصية الله ".
(11) حدثنا وكيع قال ثنا سلام بن مسكين عن ابن سيرين قال: كان عمر إذا
استعمل رجلا كتب في عهده: اسمعوا له وأطيعوا ما عدل فيكم، قال: فلما استعمل
حذيفة كتب في عهده أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم قال: فقدم حذيفة المدائن
على حمار على إكاف بيده رغيف عرق، قال وكيع: قال مالك عن طلحة: سادل رجليه
من جانب، قال سلام: فلما قرأ عليهم عهده قالوا: سلنا، قال: أسألكم طعاما آكله وعلفا
لحماري هذا، قال: فأقام فيهم ما شاء الله، ثم كتب إليه عمر أن أقدم، فخرج فلما بلغ
عمر قدومه كمن له في مكان حيث يراه، فلما رآه على الحالة التي خرج من عنده عليها
أتاه عمر فالتزمه وقال: أنت أخي وأنا أخوك.
(12) حدثنا وكيع قال ثنا مبارك عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا طاعة
لمخلوق في معصية الخالق ".
تم كتاب الجهاد والحمد لله وصلواته على سيدنا محمد وآله، والسلام.

(192 / 8) أي أن الطاعة في المعصية تساوي الشرك وعبادة الأوثان والأشجار
737

بعونه تعالى تم الجزء السابع ويليه الجزء الثامن مبتدئا بكتاب التأريخ.
738