الكتاب: الشكر لله
المؤلف: ابن أبي الدنيا
الجزء:
الوفاة: ٢٨١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: ياسين محمد السواس ، عبد القادر الأرناؤوط
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤٠٧ - ١٩٨٧ م
المطبعة:
الناشر: دار ابن كثير للطباعة والنشر والتوزيع
ردمك:
ملاحظات:

الشكر
لله عز وجل
1

حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الثانية
1407 ه‍ - 1987 م‍
دار ابن كثير
للطباعة والنشر والتوزيع
دمشق - شارع مسلم البارودي - بناء خولي وصلاحي - ص. ب 311 - هاتف 225877
بيروت - ص. ب 6318 / 13
2

كتاب
الشكر
لله عز وجل
تأليف
الامام أبى بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا القرشي البغدادي
281 ه‍
حققه وعلي عليه
ياسين محمد السواس
راجعه وخرج أحاديثه
عبد القادر الارناؤوط
دار ابن كثير
دمشق - بيروت
3

بسم الله الرحمن الرحيم
4

تقديم الكتاب
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا إله إلا الله
وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
وبعد فهذا كتاب الشكر لله عز وجل تأليف الامام الحافظ أبى بكر عبد الله
ابن محمد بن عبيد القرشي البغدادي رحمه الله نقدمه للناس في وقت أحوج ما نكون
فيه للشكر لله عز وجل مع وجود النعم الكثيرة والخيرات الوفيرة التي يتقلب الناس بها
ليلا ونهارا وسرا وجهارا ولم تكن هره النعم في الافنا الماضين وأجدادنا
الغابرين وقد شكروا الله عز وجل على أقل منها لذلك كانوا يجدون الخير والبركة
في حياتهم وأعمارهم وأموالهم وأولادهم وأزواجهم
وما أكثر ما حثنا الله تعالى على الشكر وندبنا إليه قال تعالى لئن شكرتم
لأزيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد [إبراهيم 7] وقد امر الله تعالى الرسل
عليهم الصلاة والسلام بالشكر فقال يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا
صالحا [المؤمنون 51] وامر المؤمنين عموما بالشكر فقال يا أيها الذين
آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله ان كنتم إياه تعبدون [البقرة 172]
وقال تعالى عن نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا [الاسراء
3] وقال عن إبراهيم عليه السلام ان إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من
المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم [النحل 12 و 121]
وقال عن سليمان عليه السلام رب أوزعني ان اشكر نعمتك التي أنعمت على
وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه وادخلني برحمتك في عبادك الصالحين
5

[النمل 19] وقال تعالى اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور
[سبا 13] وقال تعالى عن لقمان الحكيم ولقد آتينا لقمان الحكمة ان اشكر
لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فان الله غنى حميد [لقمان 12] فيجب الشكر على البشر عموما وعلى من كان في بلاد الخير خصوصا
كبلاد الشام ودمشق ذات الخيرات الوفيرة التي فيها جنتان عن يمين
وشمال وهي بين الغوطتين الشرقية والغربية وقد بين الله تعالى في القرآن عن سبا
في اليمين ماذا فعل بهم لما كفروا بنعم الله
قال تعالى لقد كان لسبا في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا
من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور فاعرضوا فأرسلنا عليهم سيل
العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي اكل خمط وائل وشئ منسدر قليل ذلك
جزيناهم بما كفروا وهل نجازى الا الكفور [سبا 15 - 17] فصار امر الجنتين
عن اليمين والشمال بعد الثمار النضيجة والمناظر الحسنة والأنهار الجارية ان
تبدلت إلى شجر الأراك والطرفاء والسدر ذي الشوك الكثير والثمر القليل وذلك
بسبب كفرهم وشركهم وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل
وقد بين الله تعالى أيضا ما فعل بكفار مكة لما كفروا بربهم وتنكروا لنبيهم
محمد صلى الله عليه وسلم فقال وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من
كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون
[النحل 112]
وقال تعالى ما يفعل الله بعذابكم ان شكرتم وآمنتم وكان الله شاكرا عليما
[النساء 147] وهو استفهام معناه التقرير أي ان الله لا يعذب الشاكر المؤمن
والمعنى ما يصنع الله بعذابكم ان شكرتم نعمه وآمنتم به وبرسوله وكان الله
شاكرا للقليل على اعمالكم عالما بنياتكم
وقال تعالى والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعملون شيئا وجعل لكم
السمع والابصار والأفئدة قليلا ما تشكرون [النحل 78] فينبغي علينا ان نحمد الله عز وجل لأنه يستحق الحمد والمدح والثناء وان
نشكره على نعمائه التي لا تعد ولا تحصى وان لا نقتصر على الشكر باللسان فقط
6

بل إن يكون بالقلب واللسان والجوارح لان النعم كثيرة وعظيمة فاقتضت استيفاء
الشكر وحقيقة الشكر اظهار النعمة والاعتراف بنعمة الله على وجه الخضوع قال
تعالى واما بنعمة ربك فحدث [الضحى 11] والآيات في هذا كثيرة جدا
واما الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشكر فكثيرة أيضا منها قوله صلى الله عليه وسلم من
لم يشكر القليل لم يشكر الكثير وقوله صلى الله عليه وسلم من لم يشكر الناس لم يشكر الله
وقوله صلى الله عليه وسلم والتحدث بنعمة الله تعالى شكر وتركها كفر وكان يقول صلى الله عليه وسلم أفلا أحب
ان أكون عبدا شكورا وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن
عبادتك
وان من أسماء الله تعالى الشكور فهو سبحانه وتعالى يعطى الثواب الجزيل
على العمل القليل قال تعالى ان هذا كان لكم جزاء وكان سعيكم مشكورا
[الدهر 22] وانه سبحانه وتعالى أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ونسأله سبحانه ان يلهمنا
شكرها
هذا وان مؤلفنا ابن أبي الدنيا رحمه الله قد جمع في مؤلفه هذا بعض ما يتعلق
بموضوع الشكر لله عز وجل من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار عن
الصحابة والتابعين وغيرهم كما جاء بالاشعار والحكم والمواعظ المتعلقة بهذا
الموضوع
ولكن المؤلف - كعادته في بقية كتبه - لا يقتصر فيها على الصحيح فقط وإنما
يجمع ما استطاع في موضوعه بغض النظر عن صحته وضعفه شانه شان من يتساهل
في فضائل الاعمال من العلماء
وقد الف في هذا الموضوع أيضا الإمام أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي المتوفى سنة 327 ه‍ كتابا سماه فضيلة الشكر وقد طبع حديثا بتحقيق
الأستاذ الفاضل محمد مطيع الحافظ وقد له الأستاذ الدكتور عبد الكريم اليافى
وقامت بطبعه دار الفكر بدمشق ولكن لما كان مؤلفنا ابن أبي الدنيا أخدم منه
ونحن في هذا العصر بحاجة إلى كقير من الشكر لله عز وجل فقد أصبح طبع هذا
الكتاب ضرورة ملحة
وقد سبق للكتاب ان طبع من قبل في القاهرة سنة 1349 ه‍ ولكن فيه
7

الأخطاء الكثيرة وطبعته سقيمة ولم يأخذ حظه من التصحيح والتحقيق فأحب
الأستاذ ياسين السواس أحد العاملين في دار الكتب الظاهرية بدمشق - وقد امضى في
التعليم قرابة ربع قرن من الزمن - ان يخرج هذا الكتاب في حلة جديدة فصور
النسخة المخطوطة منه المحفوظة بدار الكتب الظاهرية ليكون عمله على أصل
خطى معتمد يرجع إليه ونسخ الكتاب بخطه وقام بتفصيله وترقيمه وقابله على
النسخة المطبوعة وضبط نصوصه وعلق على بعض المواطن منه وترجم لبعض
الاعلام الوارد ذكرهم في الكتاب معتمدا في ذلك على كتب التراجم لرجال الكتب الستة
وغيرهم واعد مقدمة تحدث فيها عن المؤلف وعن العمل الذي جرى في الكتاب
فجزاه الله تعالى خيرا
قم انه من باب الصداقة عرض على الكتاب لكي أتعاون معه في تخريج
الأحاديث وضبط رجال الأسانيد الموجودة في الكتاب ومراجعة النصوص الواردة فيه
لان في المطبوعة كثيرا من التصحيف والترحيف في أسماء الرجال وربما كانت الأخطاء
في المتن أيضا
فقمت بمراجعة الكتاب على الأصول التي رجع إليها المؤلف وصححت
بعض الأسماء في الأسانيد بالرجوع في كل اسم إلى مشايخه وتلامذته لتعيينه
وضبطه وخرجت الأحاديث المرفوعة وربما تكلمت على بعض الأحاديث
الموقوفة إن كان يتعلق بها حكم شرعي وترجمت لبعض الرواة المجروحين
المتكلم فيهم عند أرباب فن الحديث النبوي الشريف
هذا وانى أرجو الله تعالى أرجو الله تعالى أن يكون هذا الكتاب قد اخذ بعض حقه من
التصحيح والتحقيق والتخريج ليطمئن له القارئ أثناء قراءته وأن تكون هذه
الطبعة خيرا من سابقتها
دمشق الشام الحروسة في 17 ربيع الاخر / 145 ه‍
الموافق / 8 كانون الثاني / 1985 م
خادم السنة النبوية
أبو محمود
8

مقدمة التحقيق
المؤلف
هو عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس أبو بكر القرشي
البغدادي مولى بنى أمية المعروف بابن أبي الدنيا
ولد بغداد سنة ثمان ومائتين وروى عن أبيه محمد بن عبيد وعن
عيره من العلماء والشيوخ تردد على مجالس العلم والحديث والاخبار
وصنف التصانيف الكثيرة في الزهد الرقائق وغير ذلك مما سنأتي على
ذكره بعد قليل
وكانت بغداد في عصره حاضرة العلم ومحط رحال العلماء ولهذا لا
تحدثنا المصادر عن مغادرته لها فهو لا يكاد يبرحها إلى غيرها كفعل كثير
من طلبة العلم وكأنها أغنته عن سواها (1)
9

شيوخه
روى ابن أبي الدنيا عن كثير من الشيوخ ممن عاشورا في أواخر القرن
الثاني الهجري وأول القرن الثالث وذكر أبو الحجاج المزي عددا كبيرا
منهم في كتابه تهذيب الكمال مرتبين على حروف المعجم ومنهم
1 - محمد بن الحسين بن أبي شيخ البرجلاني أبو شعفر البغدادي
المتوفى سنة 238 ه‍ فاضل من الحنابلة صاحب التواليف في
الرقائق روى عنه ابن أبي الدنيا كثيرا قال أبو حاتم قيل إن رجلا
سال أحمد بن حنبل عن شئ من اخبار الزهد فقال عليك بمحمد
ابن الحسين
من تصانيفه الصحبة الزهد والرقائق الجود والكرم الصبر
الطاعة (1)
2 - سعيد بن سليمان أبو عثمان الضبي الواسطي البزاز الملقب
بسعدويه الحافظ الثبت الامام سكن بغداد ونشر بها العلم ذكره ابن
حبان في الثقات وهو أقدم شيخ لابن أبي الدنيا توفى ببغداد سنة
225 ه‍ (2).
10

3 - علي بن الجعد بن عبيد الجوهري أبو الحسن البغدادي مولى بني هاشم
الامام الحافظ الحجة مسند العراق كان يتجر بالجواهر
جمع عبد الله بن محمد البغوي اثنى عشر جزءا من حديثه سماها
الجعديات مشتملة على تراجم شيوخه وشيوخهم وقد أكثر ابن أبي
الدنيا من الرواية عنه توفى سنة 23 ه‍ (1)
4 - خالد بن خداش بن عجلان الأزدي المهلبي مولاهم أبو الهيثم
البصري نزيل بغداد قال أبو حاتم وغيره هو صدوق وقال زكريا
الساجي فيه ضعف قال الذهبي قلت أبلغ ما نقموا عليه انه ينفرد
عن حماد بن زيد وهذا لا يدل على لينه فإنه لازمه مدة ومن
مؤلفاته الأزارقة وحروب المهلب اخبار آل المهلب مات سنة
223 ه‍ (2)
خلف بن هشام بن ثعلب ويقال طالب بن غراب أبو محمد
البغدادي البزاز الأسدي أحد القراء العشرة الامام الحافظ الحجة
شيخ الاسلام وثقه ابن معين والنسائي مات سنة 229 ه‍ (3)
إبراهيم بن المنذر بن عبد الله أبو إسحاق القرشي الأسدي الحزامي
11

المدني الامام الحافظ الثقة مات سنة 236 ه‍ (1)
7 - عبد الله بن خيران أبو محمد الكوفي نزيل بغداد صاحب
المسعودي المحدث الصدوق قال أبو بكر الخطيب اعتبرت له
أحاديث كثيرة فوجدتها مستقيمة تدل على ثقته (2)
8 - سعيد بن محمد بن سعيد الجرمي أبو عبد الله الكوفي الامام
المحدث الصدوق مات سنة 23 ه‍ (3)
9 - أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبد الله الهروي الأزدي الخزاعي
بالولاء الخراساني البغدادي من كبار العلماء بالحديث والأدب
والفقه صنف التصانيف المونقة التي سارت بها الركبان وفى مقدمتها
الغريب المصنف في غريب الحديث مات سنة 224 ه‍ (4)
10 - محمود بن الحسن الوراق شاعر أكثر شعره توفى نحو سنة 225 ه‍ (5)
- قال الذهبي (6) ويروى - أي ابن أبي الدنيا - عن خلق كثير
12

لا يعرفون وعن طائفة من المتأخرين كيحيى بن أبي طالب وأبى قلابة
الرقاشي وأبى حاتم الرازي ومحمد بن إسماعيل الترمذي وعباس
الدوري لأنه كان قليل الرحلة فيعتذر عليه رواية الشئ فيكتبه نازلا وكيف
اتفق
تلامذته
وكما كان الحال في كثرة شيوخ ابن أبي الدنيا ومن روى عنهم كذلك
كان بالنسبة إلى تلامذته الذين رووا عنه مصنفاته وآثاره وهم خلق كثير
منهم
1 - ابن أبي حاتم الرازي أبو محمد عبد الرحمن ابن الحافظ الكبير أبى
حاتم الرازي كان بحرا في العلوم ومعرفة الرجال صاحب
التصانيف ومنها الجرح والتعديل توفى سنة 327 ه‍ (1)
2 - أحمد بن سلمان بن الحسن بن إسرائيل أبو بكر الحنبلي النجاد
الامام المحدث الحافظ الفقيه المفتى شيخ العراق كانت له في
جامع المنصور يوم الجمعة حلقتان الأولى قبل الصلاة للفتوى على
مذهب الإمام أحمد والثانية بعد الصلاة لاملاء الحديث ويكثر
الناس لسماعه حتى يغلق بابان من أبواب الجامع مما يلي حلقته وهو
راوي كتاب الشكر لابن أبي الدنيا مات سنة 348 ه‍ (2)
13

3 - الحسين بن صفوان بن إسحاق بن إبراهيم أبو علي البردعي الشيخ
المحدث الثقة صاحب أبى بكر بن أبي الدنيا وراوي كتبه توفى
ببغداد سنة 34 ه‍ (1)
4 - محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام أبو بكر المحولي البغدادي
الاجري نسبته إلى المحول وهي قرية غربي بغداد كان يسكنها
مؤرخ مترجم عالم بالأدب توفى سنة 39 ه‍ (2)
5 - وكيع محمد بن خلف بن حيان بن صدقة الضبي أبو بكر
البغدادي الملقب بوكيع المحدث الاخباري القاضي صاحب
التأليف المفيدة ومنها اخبار القضاة وتواريخهم ويعرف بطبقات
القضاة وهو مطبوع في ثلاثة مجلدات مات سنة 36 ه‍ (3)
6 - أبو بكر الشافعي محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن عبدويه البغدادي
البزاز الامام المحدث المتقن الحجة الفقيه مسند العراق وهو
صاحب الغيلانيات مات سنة 354 ه‍ (4)
7 - أحمد بن محمد بن عمر بن ابان العبدي أبو الحسن الأصبهاني
اللنبانى (5) الامام المحدث ارتحل فسمع من ابن أبي الدنيا
14

تصانيفه وسمع المسند كله من ابن الإمام أحمد توفى سنة
332 ه‍ (1)
8 - ابن بريه أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الأمير عيسى
ابن أمير المؤمنين المنصور أبى جعفر الهاشمي البغدادي الشيخ
الامام الشريف المعمر شيخ بني هاشم كان خطيب جامع بغداد
فكان يقول رقى هذا المنبر الواثق وانا وكلانا في درجة النسب
إلى المنصور توفى سنة 35 ه‍ (3)
9 - أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد بن عباد أبو سهل القطان
البغدادي الامام المحدث الثقة مسند العراق قال الخطيب كان
صدوقا أديبا شاعرا براوية للأدب عن ثعلب والمبرد وكان يميل إلى
التشيع مات سنة 35 ه‍ (3)
1 - أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة أبو علي البغدادي الشيخ
المحدث الثقة مات سنة 347 ه‍ (4)
11 - كما روى عنه الحارث بن محمد بن أبي أسامة أبو محمد التميمي
15

البغدادي مسند العراق وهو من شيوخه توفى سنة 282 ه‍ وقد
12 - وعنه أيضا إبراهيم بن الجنيد وهو من أقرانه ومات قبله (2)
مكانته واخباره
عرف فضل ابن أبي الدنيا بما تركه من مصنفات وبما كان عليه من
دين وورع فقد روى عنه ابن ماجة في تفسير وقال ابن أبي حاتم كتبت
عنه مع أبي وسئل عنه أبى فقال بغدادي صدوق (303)
وقال الخطيب كان يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء (4) وقال
غيره كان ابن أبي الدنيا إذا جالس أحدا ان شاء أضحكه وان شاء أبكاه
في آن واحد لتوسعه في العلم والاخبار (5) وقال ابن النديم كان ورعا
زاهدا عالما بالاخبار والروايات (6) وقال ابن تغرى بردى كان عالما زاهدا
ورعا عابدا وله التصانيف الحسان والناس بعده عيال عليه في الفنون التي
جمعها وروى عنه خلف كثير واتفقوا على ثقته وصدقه وأمانته (7)
قال ابن الجوزي (8) وكان يقصد حديث الزهد والرقائث وكان
16

لأجلها يكتب عن الرجلاني ويترك عفان بن مسلم وكان ذا مروءة ثقة
صدوقا صنف أكثر من مائة مصنف في الزهد قال أبو علي صالح بن
محمد الحافظ الا انه كان يسمع من انسان يقال له محمد بن إسحاق
البلخي وكان ذلك يضع للكلام اسنادا ويروى أحاديث مناكير
قال المصنف قد ورى ابن أبي الدنيا عن محمد بن إسحاق بن يزيد
ابن عبيد الله الضبي وقد ذكره ابن أبي حاتم في الكذابين وقد ذكرنا وفاته
في سنة ست وثلاثين ومائتين وروى ابن أبي الدنيا عن محمد بن إسحاق
اللؤلؤي البلخي ولم يكن بثقة وقد ذكرنا وفاته في سنة أربعين ومائتين
وقال إسماعيل بن إسحاق القاضي لما اخبر بوفاة ابن أبي الدنيا رحم
الله أبا بكر مات معه علم ك‍ (1)
وقال الخطيب البغدادي (2) كان ابن أبي الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد
الخلفاء اخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان أخبرنا أبى حدثنا
أبو ذر القاسم بن داود بن سليمان قال حدثني ابن أبي الدنيا قال دخل
الكمتفى (3) على الموفق (4) ولوحه بيده فقال ما لك لوحك بيدك؟ قال
17

مات غلامي واستراح من الكتاب قال ليس هذا من كلامك هذا كان
الرشيد امر ان يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم اثنين وخميس فعرضت
عليه فقال لابنه ما لغلامك ليس لوحك معه قال مات واستراح من
الكتاب قال وكان الموت أسهل عليك من الكتاب قال نعم قال
فدع الكتاب
قال ثم جئته فقال لي كيف محبتك لمؤدبك قال كيف لا أحبه
وهو أول من فتق لساني بذكر الله وهو مع ذلك إذا شئت أضحكك وإذا
شئت أبكاك
قال يا راشد احضرني هذا قال فأحضرت فقربت قريبا من
سريره وابتدأت في اخبار الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا قال
فجاءني راغب أو يانس فقال لي كم تبكى الأمير فقال قطع الله يدك
ما لك وله يا راشد تنح عنه
قال وابتدأت فقرات عليه نوادر الاعراب قال فضحك ضحكا
كثيرا ثم قال شهرتني (1) شهرتني...
قال أبو ذر فقال لأحمد بن محمد بن الفرات اجر له خمسة عشر
دينارا كل شهر قال أبو ذر فكنت اقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات
وهذا الخبر رغم طوله يدلنا على ما كان يتمتع به المصنف رحمه
الله من مكانة كبيرة عند الخلفاء فوصل بعلمه وأدبه إلى قلوبهم فإذا
أبكاهم بما يعظمهم به يستطيع ان يسرى عنهم ويذهب غمهم بما حفظة من
نوادر الاعراب واخبارهم كما يدل أيضا على اطلاعه باخبار الخلفاء
18

وأحوالهم وما مروا به من محن ونكبات مع معرفته بادواء القلوب إلى
جانب علمه باخبار السلف الصالح مما نجده واضحا جليا في كتبه اتى
صنفها ووصل بعضها الينا
وعن اتصاله بالخلفاء قال ابن كثير (1) وكان مؤدب المعتضد (2)
وعلي بن المعتضد الملقب بالمكتفى بالله
وقال ابن شاكر الكتبي (3) وكتب أي ابن أبي الدنيا إلى المعتضد
وابنه المكتفى وكان مؤدبهما
ان حق التأديب حق الأبوة * عند أهل الحجى وأهل المروة
واحق الأنام ان يعرفوا ذاك * ويرعوه أهل بيت النبوة
قال وكنت أؤدب المكتفى فأقرأته يوما كتاب الفثيح فأخطأ
فقرضت خده قرصة وانصرفت فلحقني رشيق الخادم فقال يقال
لك ليس من التأديب سماع المكروه فقلت سبحان الله انا لا اسمع
المكروه غلامي ولا أمتي قال فخرج إلى ومعه كاغد وقال يقال لك
صدقت يا أبا بكر وإذا كان يوم السب تجئ على عادتك فلما كان يوم
19

السبت جئت فقلت أيها الأمير تقول عنى ما لم أقل قال نعم يا مؤدبي
من فعل ما لم يجب قيل عنه ما لم يكن
- ومن شعره أيضا عن عمر بن سعد القراطيسي قال كنا على باب
ابن أبي الدنيا ننتظر خوجه فجاءت السماء بمطر فاتتنا جارية وبرقعة
فقراتها فإذا بها (1)
انا مشتاق إلى رؤيتكم * يا اخلائي وسمعي والبصر
كيف أنساكم وقلبي عندكم * حال فيما بيننا هذا المطر
- وفى نسخة مخطوطة سقيمة موجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق
مجموع 111 بعنوان جزء فيه حال ابن أبي الدنيا وما وقع عاليا من
حديثه تأليف أبى موسى محمد بن أبي بكر عمر بن أحمد المديني لمتوفى
سنة 581 ه‍ جاء فيه
... حدثني محمد بن إسحاق السراج قال كتب إلى ابن أبي
الدنيا من بغداد يا أخي عزيز على جفاء مثلك وما أنت الا كما قيل
اتجفو خليلا لم يخنك مودة * عزيز علينا ان نراك كذاكا
وفيه أيضا ان أحمد بن إسماعيل وكان ألفا لأبي بكر بن أبي الدنيا
وصديقا له قال مضيت يوما مع ابن أبي الدنيا إلى القاضي يوسف بن
يعقوب في حاجة لابن أبي الدنيا فسال أبو بكر القاضي عن حاله وقوته
فقال له القاضي انا كما قال سيبويه
لا ينفع الهليون والطريفل * انخرم الاعلى وخار الأسفل
20

الامر في جد وأنت تهزل!! كيف تجدك أنت أصلحك الله يا أبا بكر
قال انا كما قال الأول
أراني كل يوم في انتقاص * ولا يبقى على النقصان شي
طوى العصران (1) ما نشراه مني *
فاخلق جدتي نشر وطي
وفيه أيضا قال الطومارى أنشدنا ابن أبي الدنيا
فلا تجزع وان أعسرت يوما * فقد أيسرت في الزمن الطويل
ولا تايس (2) فان الياس كفر * لعل الله يغنى عن قليل
ولا تظنن بربك ظن سوء * فان الله أولى بالجميل
هكذا رواه أبو نعيم عن الطومارى عن ابن أبي الدنيا وقراته على عبد
الله بن محمد بن عمر امام الجامع
ومن اخباره تلك نتبين مكانة ابن أبي الدنيا في الأدب والحديث
والاخبار وهو الذي شهد له بالصدق والأمانة وان اخذ عليه سماعه عمن
عرفوا بعنايتهم بالزهد والرقائق ولكن ذلك لم ينل من مكانته وصدقه وما
تركه لنا من آقار يعد صورة موثقة لكثير من أساليب القول في القرنين الأول
والثاني ورغم ان مؤلفنا عاش في القرن الثالث الا انه اتبع مذاهب قديمة
واستعمل أساليب أدبية عتيقة ورثها عن مشايخه كان أكثر من كتاب هذه الحقبة
قد اقلعوا عنها ولذلك نرى ان ابن أبي الدنيا قد قدم لنا نماذج من أدب
العسر السالف العصره وتتضح لنا هذه الحقيقة الهامة إذا ما قارنا مصنفاته
بالكتب التي ألفها اشهر مصنفي ذلك الزمان (3)
21

وفاته
مات ابن أبي الدنيا رحمه الله ببغداد سنة احدى وثمانين ومائتين
وفى خبر موته قال الخطيب البغدادي (1) قال القاضي أبو الحسن وبكرت
إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن أبي الدنيا فقلت له أعز الله
القاضي مات ابن أبي الدنيا فقال رحم الله أبا بكر مات معه علم
كثير يا غلام امض إلى يوسف حتى يصلى عليه فحضر يوسف بن
يعقوب بن إسماعيل البصري فصلى عليه في الشونيزية (2) ودفن فيها
وفى تهذيب الكمال (3) قال أبو الحسين بن المناوي وعبد الباقي بن
قانع وأحمد بن كامل القاضي مات سنة احدى وثمانين ومائتين زاد ابن
المناوي في جمادى الأولى
مؤلفاته
اشتهر ابن أبي الدنيا بكثرة تصانيفه حتى صار ينعت بها يقول
البغدادي عنه (4) صاحب الكتب المصنفة في الزهد والرقائق ويقول ابن أبي
يعلى (5) صحاب الكتب المصنفة ويقول ابن كثير (6) المشهور
بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الرائعة في الرقاق وغيرها وابن تغرى
22

بردى (1) وله التصانيف الحسان والناس بعده عيال عليه في الفنون التي
جمعها والحافظ المزي (2) صاحب التصانيف المشهورة المفيدة
والذهبي في العبر (3) وتذكره الحفاظ (4) صاحب التصانيف وفى سير
أعلام النبلاء (5) صاحب التصانيف السائرة وابن حجر (6) صاحب
التصانيف المشهورة والسيوطي (7) صاحب التصانيف المشهورة
المفيدة
ومع ذكرهم لكثرة تصانيفه وشهرتها ذكر بعضهم عددها واختلفوا
في ذلك فقال ابن الجوزي (8) صنف أكثر من مائة مصنف في الزهد
وقال ابن شاكر الكتبي (9) وهو أحد المصنفين للاخبار والسير وله كتب
كثيرة تزيد على مائة كتاب وقال ابن كثير (1) هي تزيد على مائة
مصنف وقيل إنها نحو الثلاثمائة مصنف وقيل أكثر وقيل أقل واطلع
الذهبي (11) على عشرين كتابا من مصنفاته ذكرها بأسمائها ثم ذكر أسماء
مؤلفاته كلها مرتبة على المعجم فبلغت مائة وأربعة وستين (164) كتابا
وفى الفهرست لابن النديم وفهرسة ابن خير وكشف الظنون
23

وهدية العارفين وبروكلمان وغيرها من المصادر ذكر لعدد كبير من
مصنفاته مما سنبينه في حينه
وفى دار الكتب الظاهرية بدمشق مخطوط كتب عليه أسماء مصنفات
أبى بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا على حروف المعجم
ولم يذكر اسم جامعه أو ناسخه أو تاريخ نسخة كتب بخط نسخ جميل
وهو ضمن مجموع رقمه الخاص 42 والعام 3779 ويقع في ثلاث ورقات 58 - 6 ق تضمن مائة وخمسة وستين كتابا وقد قام الدكتور صلاح الدين
المنجد بنشره في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق عام 1947 م ج 3 / م 49
وأشارت مصادر المخطوطات العربية إلى وجود ما يزيد على ستين
6 كتاب مخطوطا لابن أبي الدنيا مبثوثة في عدد من الأماكن وفى
مقدمتها دار الكتب الظاهرية بدمشق
وهذه هي مصنفاته مرتبة على حروف المعجم: 1 - آخر الزمان (1)
2 - الأحاديث الأربعين (2)
3 - الأحزان (3)
4 - اخبار أويس (4)
24

5 - اخبار الجفاة عند الموت (1)
6 - اخبار الخلفاء (2)
7 - اخبار سفيان (3)
8 - اخبار ضيغم (4)
9 - اخبار قريش (5)
10 - اخبار معاوية (6)
11 - اخبار الملوك (7)
12 - الاخلاص (8)
13 - الأخلاق (9)
14 - الاخوان (1)
15 - الأدب (11)
25

16 - الاشراف (1)
17 - اصطناع المعروف (2)
18 - اصلاح المال (3)
19 - الأصوات (4)
2 - الأضاحي (5)
21 - الاعتبار واعقاب السرور والأحزان (6)
22 - الاعراب (7)
23 - اعطاء السائل (8)
24 - اعلام النبوة (9)
26

25 - الألحان (1)
26 - الألوية (2)
27 - الامر بالمعروف والنهى عن المنكر (3)
28 - الأموال (4)
29 - انزال الحاجة بالله (5)
30 - الانفراد (6)
31 - انقلاب الزمان (7)
32 - الأنواء (8)
33 - الأهوال (9)
34 - الأولياء (1)
27

35 - البعث والنشور (1)
36 - البكاء (2)
37 - التاريخ (3)
38 - تاريخ الخلفاء (4)
39 - تخريجات أهل الحديث (5)
40 - تزويج فاطمة رضي الله عنها (6)
41 - التشمس (7)
42 - التعازى (8)
43 - تعبير الرؤيا (9)
44 - تغير الاخوان (1)
28

45 - تغيير الزمان (1)
46 - التفكر والاعتبار (2)
47 - التقوى (3)
48 - التهجد وقيام الليل (4)
49 - التوابع (5)
50 - التوبة (6)
51 - التوكل (7)
52 - الجهاد (8)
29

53 - الجوع (1)
54 - الجيران (2)
55 - الحذر والشفقة (3)
56 - حروف خلف (4)
57 - حسن الظن بالله (5)
58 - الحلم (6)
30

59 - حلم الأحنف بن قيس (1)
60 - حلم الحلماء (2)
61 - حلم معاوية (3)
62 - الحوائج (4)
63 - الحيوان (5)
64 - الخاتم (6)
65 - الخائفين (7)
66 - الخلفاء (8)
67 - الخمول والتواضع (9)
68 - الخير (1)
69 - الدعاء (11)
31

70 - دلائل النبوة (1)
71 - الدين (2)
72 - الذكر (3)
73 - ذكر الموت (4)
74 - ذم البخل (5)
75 - ذم البغي (6)
76 - ذم الحسد (7)
77 - ذم الدنيا (8)
78 - ذم الربا (9)
79 - ذم الرياء (1)
80 - ذم الشهوات (11)
32

81 - ذم الضحك (1)
82 - ذم الغضب (2)
83 - ذم الغيبة (3)
84 - ذم الفحش (4)
85 - ذم الفقر (5)
86 - ذم المسكر (6)
87 - ذم الملاهي (7)
88 - الرخصة في السماع (8)
89 - الرضا عن الله (9)
33

90 - الرغائب (1)
91 - الرقة (2)
92 - الرقائق (3)
93 - الرمي (4)
94 - الرهائن (5)
95 - الرهبان (6)
96 - الرؤيا (7)
97 - الرفير (8)
98 - الزهد (9)
34

99 - زهد مالك بن دينار (1)
100 - السحاب والرعد والبرق (2)
101 - السخاء (3)
102 - سدرة المنتهى (4)
103 - السنة (5)
104 - سواد الشيب (6)
105 - شجرة الطوبى (7)
106 - شرف الفقر (8)
107 - الشكر (9)
108 - الشيب والتعمير (1)
109 - الصبر (11)
35

110 - الصدقة (1)
111 - صدقة الفطر (2)
112 - صفة الجنة (3)
113 - صفة الصراط (4)
114 - صفة الميزان (5)
115 - صفة النار (6)
116 - صفة النبي صلى الله عليه وسلم (7)
117 - الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (8)
118 - الصمت وآداب اللسان (9)
36

119 - الطبقات (1)
120 - الطواعين (2)
121 - العباد (3)
122 - العزاء (4)
123 - العزلة (5)
124 - عطاء السائل (6)
125 - العظمة (7)
126 - العفو وذم الغضب (8)
127 - العقل وفضله (9)
37

128 - العقوبات (1)
129 - عقوبة الأنبياء (2)
130 - العلم (3)
131 - العمر والشيب والشباب (4)
132 - العوابد (5)
133 - العوذ (6)
134 - العيال (7)
135 - العيدين (8)
136 - الغيبة والنميمة (9) 137 - الفتوى (1)
38

138 - الفتون (1)
139 - الفرج بعد الشدة (2)
140 - فضائل العباس (3)
141 - فضائل عشر ذي الحجة (4)
142 - فضائل على (5)
143 - فضائل القرآن (6)
144 - فضائل لا إله إلا الله (7)
145 - فضل رمضان (8)
146 - فضل عاشوراء (9)
39

147 - فعل المنكر (1)
148 - فقه النبي (2)
149 - الفوائد (3)
150 - القبور (4)
151 - قرى الضيف (5)
152 - القصاص (6)
153 - قصر الامل (7)
154 - قضاء الحوائج (8)
155 - القناعة (9)
40

156 - القيامة (1)
157 - كرامات الأولياء (2)
158 - الليالي والأيام (3)
159 - المتمنين (4)
160 - مجابى الدعوة (5)
161 - المجوس (6)
162 - المحاسبة (7)
41

163 - محاسبة النفس (1)
164 - المحتضرين (2)
165 - المختصر (3)
166 - مداراة الناس (4)
167 - المرض والكفارات (5)
168 - المروءة (6)
169 - مصائد الشيطان (7)
42

170 - المطر (1)
171 - معاريض الكلام (2)
172 - المعيشة (3)
173 - المغازي (4)
174 - مقتل الحسين (5)
175 - مقتل الزبير (6)
176 - مقتل ابن الزبير (7)
177 - مقتل سعيد بن جبير (8)
178 - مقتل طلحة (9)
179 - مقتل عثمان (1)
180 - مقتل علي (11)
43

181 - مقتل عمر (1)
182 - مكارم الأخلاق (2)
183 - مكائد الشيطان (3)
184 - المملوكين (4)
185 - من عاش بعد الموت (5)
186 - المناسك (6)
187 - مناقب بنى العباس (7)
188 - المنامات (8)
44

189 - المنتظم (1)
190 - مواعظ الخلفاء (2)
191 - الموت (3)
192 - الموقف (4)
193 - النوادر (5)
194 - النوازع والرعاية (6)
195 - الهدايا (7)
196 - الهم والحزن (8)
45

197 - الهواتف (1)
198 - الوجل (2)
199 - الورع (3)
2 - الوصايا (4)
201 - الوقف والابتداء (5)
202 - اليقين (6)
46

الكتاب
كتاب الشكر الذي نقدمه اليوم لابن أبي الدنيا واحد من مؤلفاته
العديدة في الزهد والرقائق ذكرته المصادر متفقه على تسميته ب‍ كتاب
الشكر (1)
ويعتبر المؤلف رائدا في موضوعه إذ جمع ما قيل في الشكر لله تعالى
من آيات وأحاديث وآثار واخبار دون ترتيب أو تبويب موردا ذلك بطريقة
المحدثين بالسند المتصل مع استشهاده بكثير من الشعر
وسار على نهجه في موضوعه الإمام أبو بكر محمد بن جعفر الخرائطي
المتوفى سنة 327 ه‍ والف كتابه فضيلة الشكر (2) فالتيقا في عدد من
الواضع مما أشير إليه في هوامش الكتابين الا ان الخرائطي يختلف عنه
بحسن تبويبه إذ قسم الكتاب إلى ستة أبواب (3)
47

1 - الشكر وفضائله وطرقه
2 - ذكر اغفال العبد شكر الله على نعمه
3 - سجود الشكر عند البشارة وعند رؤية صاحب البلاء
4 - في الانحراف عن شكر نعمة الله بالإقامة على ما يكره الله عز وجل
5 - ما يجب على الناس من الشكر للمنعم عليه
6 - ما ذكره من كفر الصنيعة
وتضمن كتاب ابن أبي الدنيا الكثر تلك الأبواب ولكن دون ذكرها
أو ترتيبها ويبقى له مع ذلك فضل السبق في الموضوع
والمؤلف يلتزم الطريقة نفسها في أغلب كتبه ان لم يكن كلها فهو
يورد الأحاديث والاخبار دون تبويب أو منهج معين ووجدته يشذ عن ذلك
في كتابه المطبوع قضاء الحوائج فيبدؤه باخبار عن المعروف وقضائه
ثم باب في قضاء الحوائج يليه باب طلب الحوائج إلى حسان الوجوه
وبعده باب في شكر الصنيعة ومثله في كتابه مكارم الأخلاق ولعله
يصنع ذلك أيضا في كتب له أخرى
والمؤلف يختص بموضوع واحد لا يجاوزه وهو الشكر لله تعالى
يعرضه بطريقة الرواية والسند وكأني به رحمه الله كان يجمع ما يقع له
في الباب من الأحاديث والاخبار والآثار والاشعار تباعا
دون ان يحاول
تنسيق ذلك أو تبويبه فهو لا يكاد يشعر بضرورته طالما انه اما معنوان محدد
لا يغادره
ويبقى لابن أبي الدنيا وهو الأديب المحدث الاخباري ميزة
لا تخصص في موضوعات الزهد والرقائق واخبار السلف الصالح وانه لم
يكن يعمد إلى الاستطراد والانتقال من موضوع إلى آخر كفعل أكثر الأدباء
48

والمؤلفين في عصره بل يمكن القول إن مصنفاته تكاد تكون كتابا واحدا
كبيرا ضمنه كتبا صغيرة ولكن تحت أبواب متفرقة فكتابنا في الشكر
وهناك آخر في التوكل وثالث في الفرج بعد الشدة ورابع في الأخلاق وخامس في ذم الدنيا... وهكذا
وهو لا يقدم لكتابه بما يبين غرضه وما هدف إليه ولا يقوم بشرح
لفظ أو تعليق على بعض ما يورده وهذا شانه في باقي مصنفاته
مخطوطة الكتاب
اعتمدت في تحقيق الكتاب على نسخة وحيدة موجودة في دار الكتب
الظاهرية إلى جانب النسخة المطبوعة بالقاهرة سنة 1349 ه‍.
وكلا النسختين من رواية أبى بكر أحمد بن سلمان النجاد عن
المؤلف
اما نسختنا المتمدة في جزأين كتب الجزء الأول منها إسماعيل
ابن عبد الله بن عبد المحر الأنصاري المالكي المعروف بابن الأنماطي سنة
تسعين وخمسمائة وكتب الجزء الثاني يحيى بن بعد الرحيم بن مسلمة
ولم يذكر سنة النسخ ويظن انه قريب من الأول كتبا بخط نسخ مقروء
والثاني أكثر وضوحا من الأول
روى الجزء الأول أبو الحسن علي بن خلف بن معزوز بن فتوح
المالكي التلمساني المعروف بالكومى بمصر سنة 59 ه‍.
وروى الجزء الثاني ناصر الدين أبو نصر محمد بن عربشاه الهمذاني
ثم الدمشقي المتوفى سنة 677 ه‍.
وسماع لمالكه علي بن سالم بن
سلمان بن العرياني الحصني
49

ورغم اختلاف راوي كل جزء من الكتاب وزمنهما
فان الروايتين
تلتقيان عند أبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش عن ابن شاذان
عن أحمد بن سلمان النجاد عن المؤلف
والنسخة قيمة مقابلة ومصححة عليها عدد من السماعات اورقها
32 ورقة قياسها 22 * 5، 14 سم في الصفحة من 18 - 21 سطرا
وفى السطر نحو 12 كلمة نقلت عن نسخة عليها سماعات في القرنين
الخامس والسادس
عليها تملك باسم علي بن سالم بن سلمان بن العرياني الحصني
وجعلها وقفا على المدرسة الضيائية بجل قاسيون كما تملكها يوسف بن
عبد الهادي وكتب ذلك بخطه المعروف ومصدرها المكتبة العمرية
والمخطوطة ضمن مجموع في الحديث يقع في 258 ورقة
ويشتمل على سبع رسائل أوله كتاب الشكر (1)
سماعات النسخة
على النسخة عدد كبير من السماعات بجزئيها الأول والثاني في
أماكن متفرقة ولولا الإطالة لاثبتها تامة لما في ذلك من فوائد تاريخية
ولكونها دليلا على اهتمام العلماء بالكتاب وعلى توثيق نسختنا
واليك أكثر تلك السماعات مختصرة حسب ورودها في النسخة
سماع على الشيخ الامام العالم أبى محمد إبراهيم بن محمود بن
50

الخير لكتابي ابن أبي الدنيا الشكر واصطناع المعروف بقراءة الامام
العالم أبى العز يوسف بن عبد الكريم بن القصاب وسمعهما أيضا جماعة
منهم أحمد بن محمد بن الانجب الكسار الحنبلي السلامي وهذا خطه في
رجب من سنة 647 ه‍.
1 / ب سماع على الشيخ المسند الثقة تقى الدين أبى العباس أحمد بن عبد
الرحمن بن مؤمن بن أبي الفتح الضرير سمعه عدد من العلماء منهم
القاسم سنة 700 ه‍ بالجامع بجبل قاسيون
1 / ب سماع على الشيخ المسند المعمر أبى بكر بن الشيخ الامام... ومعه
زين الدين أبى العباس أحمد بن عبد الدائم بن أحمد المقدسي كتبه ابن
الصيرفي سنة 718 ه‍ بمنزل المسمع بسفح قاسيون ظاهر دمشق
1 / ب سماع وقراءة بخط محمد بن عبد الله بن أحمد بن المحب عبد الله
سنوات 776 و 777 و 779 ه‍
1 / ب قراءة على الشيخ شهاب الدين أحمد بن شمس الدين محمد بن
غازي وكتب محمد بن حنبل بن محمد... سنة 778 ه‍
2 / أ سماع على الشيخ ناصح الدين أبى الفرج عبد الرحمن بن الحنبلي
سنة 628 ه‍ كتب الحسين بن إبراهيم
11 / ب أصل شيخنا الكومى من هذا الكتاب في جزء واحد وعليه سماعه من
ابن النقور على ظاهره كما صورته - والسماع على ابن النقور كان سنة
565 ه‍ - وكتب عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور
12 / أ سماع على الشيخ أبى بكر بن النقور سنة 563 ه‍ منقول عن
الأصل
51

12 / أ سماع على الكاتبة شهدة بنت أبي نصر بن الابرى سنة 527 ه‍
منقول عن الأصل
12 / أ سماع على أبى الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل سنة 580 ه‍
منقول عن الأصل
12 / أ سماع على الشيخين الأجلين الامامين العالمين شمس الدين أبى
العباس أحمد بن عبد الواحد بن أحمد وابن عمه بهاء الدين أبى محمد
عبد الرحمن بن إبراهيم بن أحمد المقدسيين بسماعها جميعهما من ابن
شاتيل... وكتب محمد بن علي بن محمود الصابوني بجامع دمشق سنة
620 ه‍
12 / ب قراءة على اشلخى العالم المقرئ تقي الدين أبى الحسن علي بن...
أحمد بن أحمد بن ماسويه الواسطي وكتب بجامع دمشق عبد الرحمن
البعلى سنة 630 ه‍
12 / ب سماع على الشيخ الامام الحافظ زين الدين أبي العباس أحمد بن عبد
الدائم المقدسي وكتب عبد الحافظ بن عبد المنعم المقدسي بمنزل
المسمع بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق سنة 665 ه‍
12 / ب نقل علي بن سالم بن سلمان بن العرياني الحصني - مالك السنخة
وسامعها - ما شاهده بخط ناصر الدين بن عربشاه الذي كتب على نسخته
سماعا تاريخه سنة 457 ه‍ وآخر في سنة 497 ه‍
13 / أ ونقل أيضا من نسخة محمد بن عربشاه صورة سماع بثغر الإسكندرية
سنة 571 ه‍ وآخر في سنة 497 ه‍ كتبه إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن يعقوب بن أحمد بن
عمر الأنصاري البلنسي
13 / أ ونقل أيضا صورة سماع على اشلخى الفقيه أبى الفضل جعفر بن علي
52

ابن هبة الهمذاني كتبه محمد بن عبد الجليل بن عبد الكريم بن
الموقانى سنة 635 ه‍ بدمشق المحروسة
13 / أ قراءة على الامام المحدث ناصر الدين أبى نصر محمد بن عربشاه بن أبي
بكر الهمذاني الدمشقي وسمعه مالك النسخة علي بن سالم الحصني
وغيره سنة 667 ه‍ بمنزل المسمع بحارة البلاطه بدمشق وكتب علي بن
مسعود الموصلي الحلبي
13 / ب سماع على الشيخين المسندين المعمرين الصالحين العابدين أبى بكر
ابن الشيخ زين الدين أحمد بن أبي بكر محمد بن حامد الأرموي القرافى سنة 713 ه‍
13 / ب قراءة على الصالحة أم عبد الله زينب ابنة أبى العباس أحمد بن عبد
الرحيم بن عبد الواحد سنة 736 ه‍
14 / أ سماع على المشايخ الثلاثة عماد الدين أبى بكر بن محمد بن عبد
الرحمن وزينب بنت الكمال أحمد بن عبد الرحيم وحبيبة بنت... عبد
الرحمن سنة 733 ه‍
14 / أ سماع على الشيخة الصالحة المسندة أم عبد الله زينب ابنة الكمال
أحمد بن عبد الرحيم سنة 735 ه‍
15 / أ قراءة على المشايخ الخمسة الشيخ عمدة الدين أبى بكر بن محمد
بن... عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار المقدسي... سنة 760 ه‍
18 / أ سماع علاى أبى القاسم عبد الرحمن بن مكي بن الحاسب سنة
651 ه‍ بقرافة مصر
30 / ب قراءة على الشيخ الامام المحدث أبى نصر محمد بن عربشاه بن أبي
53

بكر الهمذاني الدمشقي سنة 667 ه‍ بمنزل المسمع بحارة البلاطة من
دمشق وكتب علي بن مسعود الموصلي الحلبي
30 / ب سماع على أبى الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل سنة 578 ه‍
نقل من الأصل عن نسخة ابن رافع
31 / أ سماع على أبى طاهر السلفي سنة 576 ه‍ بالإسكندرية منقول من
الأصل بخط حسن بن عبد الباقي
31 / أ سماع على الشيخ الفقيه العالم المقرئ تقى الدين أبى الحسن على
ابن... أحمد بن ماسويه الواسطي سنة 630 ه‍ بجامع دمشق كتبه بخطه
عبد الرحمن البعلى
31 / أ سماع على الشيخ الامام العالم الحافظ زين الدين أبى العباس أحمد بن
عبد الدائم... المقدسي كتبه عبد الحافظ بن عبد المنهم المقدسي
سنة 665 ه‍ بمنزل المسمع بسفح جبل قاسيون ظاهر دمشق
31 / ب سماع على الشيخ الجليل الصالح أبى جعفر عبد الرحمن بن عبد الله
ابن الشيخ أبى الحسن علي بن أبي عبد الله بن المعتز البغدادي وذلك
بجامع دمشق تحت نسره سنة 688 ه‍
31 / ب سماع على عدد من الشيوخ بقراءة وكتابة علي بن مسعود بن نفيس بن
عبد الله الموصلي الحلبي وذلك سنة 692 ه‍ بالجامع المظفري بسفح
جبل قاسيون ظاهر دمشق المحروسة
32 / أ سماع على الشيخ الصالح أبى جعفر عبد الرحمن بن عبد الله بن
الشيخ أبى الحسن بن باي عبد الله بن المعتز البغدادي بقراءة علي بن
مسعود الموصلي الحلبي وخطه سنة 693 ه‍ بجامع دمشق المحروسة
54

32 / ب سماع على الشيخ الصالح أبى بكر بن الشيخ زين الدين أحمد بن عبد
الدائم بن نعمة المقدسي بقراءة كاتبة عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن
أحمد بن محمد المقدسي وذلك في منتصف رجب سنة 706 ه‍ بمنزل
المسمع بسفح قاسيون
32 / ب سماع على الشيخ الصالح العابد شيخ الصوفية شهاب الدين أبى
العبس أحمد بن أبي بكر محمد بن حامد الأرموي الصوفي عرف
باقرا في بقراءة كاتب السماع عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن
محمد المقدسي وصح سنة 713 ه‍ وبالخانقاه السميساطية بدمشق جوار
جامعها
* * *
عملي في كتاب
كنت قد كلقت من قبل مجمع اللغة العربية في دمشق بصنع فهارس
لمخطوطات دار الكتب الظاهرية قسم لامجاميع وأثناء عملي وجدت
النسخة المعتمدة ضمن أحدها وأدركت بعد التعرف عليها انها نسخة جيدة
سمعت وقرئت على عدد كبير من العلماء جديرة بالعناية والنشر
والكتاب مطبوع - كما ذكرت سابقا - طبعة قديمة لم تستوف شروط
التحقيق فقمت بنسخ الكتاب ومقابلة ذلك على المطبوع وأثبت كثيرا من
الفروق مما له فائدة في توثيق النص وتصحيحه وبيان مكانة نسختنا مع ذكر
بعض أخطاء الطبعة القديمة واقدت من النسخة المطبوعة في قراءة النص
وفى اختيار الوجه الأصح في بعض المواضع
وأثناء قيامي بتحقيق الكتاب وجدته يحتوي على عدد كبير من
الأحاديث والآثار إضافة إلى أخطاء في الأسانيد أحيانا وأيقنت بان خير من
55

يقوم بتخريجها ومراجعة نصوصها وأسانيدها والحكم عليها هو الأستاذ الشيخ
عبد القادر الأرناؤوط المعروف بعمله ودرايته وطول اشتغاله بالحديث الشريف
وكتبه فقام بذلك على أفضل وجه وتولى تقديم الكتاب بعد فراغة من
مراجعته وتخريج أحاديثه والتعليق على بعض المواطن فيه جزاه الله
عنا وعن المسلمين خير جزاء
كما قمت بالتقديم للمؤلف فتحدثت عن حياته وبعض شيوخه
وتلامذته ثم عنيت بذكر فضله ومكانته واستقرأت كتبه وتتبعت وجودها في
المصادر ثم عرفت بكتابه الشكر وصنعت فهارس عامة للكتاب وفى
مقدمتها فهرس الأحاديث والاعلام
اللهم أسألك ان تتقبل منا عملنا وأن يكون خالصا لوجهك الكريم
والحمد لله رب العالمين
10 / ربيع الاخر / 1405 ه‍
دمشق في
2 / كانون الثاني / 1985 م
كتبه
ياسين محمد السواس
56

راموز الصفحة الأولى من الجزء الأول من الأصل
57

راموز الصفحة الأولى من الجزء الثاني من الأصل
58

راموز الورقة الأخيرة من الأصل
59

الجزء الأول
من كتاب الشكر لله عز وجل
تأليف
الشيخ أبى بكر عبد بن محمد
ابن عبيد بن أبي الدنيا القرشي رحمه الله
رواية أبى بكر أحمد بن إبراهيم بن شاذان
وأبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي رحمة الله عليهما عنه
رواية أبى سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش عن بان شاذان
ورواية أبى الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف عن أبي القاسم
الحرفي
رواية أبى بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور عن ابن خشيش
ورواية فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الابرى عن أبي الحسين بن
يوسف
رواية الشيخ الجليل الفقيه العالم الفاضل أبى الحسن علي بن خلف بن
معزوز المالكي الكومى عن شهدة وابن النقور
61

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم يسر برحمتك يا ارحم الراحمين
حدثنا الشيخ الفقيه الامام الأجل، العالم العامل، الصالح
المتقن، بقية السلف الصالح، أبو الحسن علي بن خلف بن معزوز بن فتوح
المالكي التلمساني المعروف بالكومى أدام الله توفيقه، قراءة منى عليه بمصر
في خامس ربيع الأول سنة تسعين وخمسمائة، قال: قرأت على الشيخ الثقة
الأمين أبى بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن النقور (1) في يوم السبت ثالث
محرم سنة خمس وستين وخمسمائة بدار الخلافة المعظمة بمنزلة بها ببغداد،
قلت: أخبركم الشيخ أبو سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش (2) بقراءتك
عليه في سنة خمسمائة، قال: أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن
الحسن بن شاذان (3).
قال الكومى: وقرئ على الشيخة العالمة فخر النساء شهدة (4) بنت
63

أبى نصر أحمد بن الفجر بن عمر الابرى رضي الله عنها، وانا اسمع،
أخبركم أبو الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف (1) في رمضان
سنة تسعين وأربعمائة، أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي (2)،
قالا: نا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد (3) الفقيه، قال:
1 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثنا الحسن
ابن الصباح نا عمر بن يونس نا عيسى بن عون الحنفي (4) عن جعفر بن
الفرافصة الحنفي (4) عن عبد الملك بن زرارة عن أنس بن مالك قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" ما أنعم الله عز وجل على عبده نعمة في أهل ومال وولد، فيقول: ما شاء
الله، لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفته دون الموت " (5).
64

2 - حدثنا عبد الله، نا حاجب بن الوليد (1) نا الوليد بن محمد
الموقري (2) عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت:
دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى كسرة ملقاة فمسحها فقال: " يا
عائشة! حسني جوار نعم الله عز وجل فإنها قلما نفرت عن أهل بيت
فكادت أن ترجع إليهم " (3).
3 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن داود نا عبد الله بن صالح نا
أبو زهير يحيى بن عطارد القرشي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" لا يرزق الله عبدا الشكر فيحرمه الزيادة لان الله عز وجل يقول
لئن شكرتم لأزيدنكم (4) " (5).
65

4 - حدثنا / عبد الله نا إسحاق بن إسماعيل (1) نا أبو معاوية (2)
وجعفر بن عون عن هشام بن عروة عن ابن المنكدر قال كان من دعاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم أعني على ذكرك وشكرك (3) وحسن عبادتك (4).
66

5 - حدثنا عبد الله إسماعيل بن إبراهيم بن بسام (1) نا صالح
المري (2) عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد قال
قرأت في مسألة داود عليه السلام أنه قال
أي رب كيف لي أن أشكرك وأني (3) لا أصل شكرك إلا
بنعمتك قال فأتاه الوحي ان يا داود أليس تعلم أن الذي بك من النعم
مني قال بلى يا رب قال فإني أرضي بذلك منك شكرا (4)
6 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم [بن بسام البغدادي] (5) حدثني
صالح المري عن أبي عمران الجوني عن أبي الجلد قال قرأت في
مسألة موسى عليه السلام أنه قال
يا رب كيف لي أن أشكرك وأصغر نعمة وضعتها عندي من نعمك لا
يجازي بها عملي كله قال فأتاه الوحي أن يا موسى الآن شكرتني
7 - حدثنا عبد العزيز بن بحر أنا أبو عقيل عن بكر بن عبد الله
67

قال سمعته يقول
ما قال عبد قط الحمد لله الا وجبت عليه نعمة بقوله الحمد لله
قلت فما جزاء تلك النعمة جزاؤها أن يقول الحمد لله فجاءت (1) نعمة
أخرى ولا تنفد نعم الله عز وجل
8 - حدثنا الحسن بن الصباح نا أبو يحيى الباهلي قال قال
لي (2) سليمان التيمي
أن الله أنعم على العباد على قدره وكلفهم الشكر على قدرهم
9 - حدثنا محمد بن عبد الله المديني حدثنا المعتمر بن سليمان قال
سمعت أبا الأشهب (3) عن الحسن (4) قال سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم رجلا يقول
الحمد لله بالاسلام فقال
إنك لتحمد الله على نعمة عظيمة
10 - حدثني محمد بن الفرج (7) الفراء نا محمد بن الزبرقان نا
68

جعفر بن برقان (1) عن ثور (2) عن (3) خالد بن معدان سمعت عبد الملك
بن مروان يقول ما
قال عبد كلمة أحب إليه وأبلغ في الشكر عنده من أن يقول الحمد
لله الذي أنعم علينا وهدانا للاسلام
11 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم / حدثني عبد المؤمن بن عبيد الله
السدوسي أبو عبيدة قال
كان الحسن يقول إذا ابتدأ حديثها لحمد لله اللهم ربنا لك الحمد
كما خلقتنا ورزقتنا وهديتنا وعلمتنا وأنقذتنا وفرجت عنا لك الحمد بالسلام
والقرآن ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة كبت عدونا وبسطت
رزقنا وأظهرت أمتنا وجمعت فرقتنا وأحسنت معافاتنا ومن كل والله
ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد على ذلك حمدا كثيرا لك الحمد بكل
نعمة أنعمت بها علينا في قديم وحديث أو سرا أو علانية أو خاصة أو
عامة أو حي أو ميت أو شاهد أو غائب لك الحمد حتى ترضى ولك
الحمد إذا رضيت
12 - حدثنا عمر بن إسماعيل [بن مجاد بن سعيد] الهمداني (5) نا
69

محمد بن عبيد [الطنافسي] عن يوسف بن [ميمون] الصباغ (1) عن
الحسن قال
قال موسى عليه السلام يا رب كيف يستطيع آدم أن يؤدي شكر ما
صنعته (2) إليه خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسكنته جنتك
وأمرت الملائكة فسجدوا له فقال يا موسى علم أن ذلك مني فحمدني
عليه فكان ذلك شكرا لما صنعته إليه
13 - حدثنا إسماعيل بن إبراهيم [بن بسام البغدادي] نا حبان بن علي
العنزي (4) عن سعد يعني ابن طريف [الإسكاف] (5) عن الأصبغ (6) ابن نباتة قال
كان علي إذا دخل الخلاء قال بسم الله
الحافظ المؤدي (7) وإذا خرج مسح بيديه بطنه ثم قال يا لها من نعمة لو
يعلم العباد شكرها
70

14 - حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن صالح (1) نا أبو بكر بن
عياش (2) عن أبي حصين (3) عن سعد بن مسعود الثقفي (4) قال
إنما سمي نوح عليه السلام عبدا شكورا لأنه لم يلبس جديدا
ولم يأكل طعاما إلا حمد الله عز وجل
15 - حدثنا عبد الاعلى (5) بن حماد النرسي وأزهر بن مروان
الرقاشي (6) قالا حدثنا بشر بن منصور وأزهر السليمي عن زهير بن محمد
[التميمي] عن سهيل (7) عن أبيه عن أبي هريرة قال
71

دعا رجل من الأنصار من أهل قباء النبي (1) صلى الله عليه وسلم فانطلقا معه فلما
طعم / وغسل يده أو قال قال الحمد لله الذي يطعم ولا يطعم
من علينا فهدانا وأطعمنا وسقانا وكل بلاء حسن أبلانا (2) الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافا ولا مكفور (3) ولا مستغني عنه الحمد لله الذي
أطعم من الطعام وسقي من الشراب وكسا من العري وهدى من
الضلالة وبصر من العمى وفضل (4) على كثير ممن (5) خلقه تفضيلا
الحمد لله رب العالمين (6)
16 - حدثنا محمد بن إدريس (7) نا محمد بن مقاتل المروزي (8)
نا هاشم بن مخلد المروزي عن ورقاء (9) عن عمرو بن دينار عن
طاوس عن بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول
اللهم أني أعوذ بك من زوال نعمتك وفجأة نقمتك وتحول
72

عافيتك وجميع سخطك (1)
17 - حدثني محمد بن إدريس نا يزيد بن أبي يزيد المعني أنا
الفضل بن سلمة عن المبارك (2) عن الحسن قال إن
الله ليمتع بالنعمة بما شاء (3) فإذا لم يشكر قلبها عليهم
عذابا
18 - حدثني محمد بن إدريس قال
يروى عن علي أنه قال لرجل من همدان
ان النعمة موصلة بالشكر والشكر معلق بالمزيد وهما مقرونان
في قرن فلن ينقطع المزيد من الله حتى ينقطع الشكر من العبد
19 - حدثني محمد بن إدريس قال سمعت عبدة بن سليمان (4)
قال
سمعت مخلد بن حسين (5) يقول
كان يقال الشكر ترك المعاصي
73

20 - حدثنا إسحاق بن حاتم المدائني نا محمد بن كثير حدثني
بعض أهل الحجاز قال أبو حازم
كل نعمة لا تقرب من الله فهي بلية (1)
21 - حدثني محمد بن إدريس سمعت أحمد بن أبي
الحواري (2) سمعت عبد العزيز بن عمير يقول سمعت أبا سليمان
الواسطي يقول
ذكر النعمة يورث الحب لله عز وجل
22 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي (3) حماد بن زيد نا ليث (4)
عن أبي بردة (5) قال
قدمت المدينة فلقيت عبد الله بن سلام فقال لي ألا تدخل بيتا
دخله النبي صلى الله عليه وسلم وتصلى (6) في بيت صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم نطعمك سويقا
وتمرا ثم قال إن الله عز وجل إذا جمع الناس غدا ذكرهم ما أنعم 4 / ب
عليهم فيقول العبد بآية ماذا فيقول انه ذاك انك كنت في كربة
74

كذا وكذا فدعوتني فكشفتها عنك (1) وآية (2) انك كنت في سفر
كذا وكذا (4) فاستصحبتني فصحبتك قال ويذكره حتى يذكر يقول
فآية (5) ذاك انك خطبت فلانة بنت (6) فلان وخطبها معك خاطب فزوجتك
ورددتهم (7)
23 - قال عبد الله قال نصر بن علي وحدث (8) محمد بن عباد
ابن عباد (9) عن أبي أحمد الزبيري (1) عن إسرائيل (11) عن أبي
إسحاق (12) عن أبي بردة
عن عبد الله بن سلام
ان الله عز وجل يقعد عبده بين يديه فيعدد عليه نعمه هذا الحديث
فبكى ثم بكى ثم (13) قال إني لأرجو أن لا يقعد الله عبدا بين يديه
فيعذبه
75

24 - حدثنا سويد بن سعيد (1) نا صالح بن موسى (2) عن ليث بن أبي
سليم عن عثمان (3) عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يؤتي بالنعم يوم القيامة والحسنات والسيئات فيقول الله (4) لنعمة
من نعمه خذي حقك من حسناته فما تترك له حسنة إلا ذهبت بها (5)
25 - حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي (6) نا معاوية بن عبد
الكريم (7) نا الحسن قال قال داود عليه السلام
إلهي لو أن لكل شعرة مني لسانين يسبحانك الليل والنهار ما
قضيت (8) نعمة من نعمك
26 - حدثنا عبيد الله بن عمر (9) نا عون بن موسى قال سمعت
بكر بن عبد الله المزني يقول
76

ينزل بالعبد الامر فيدعو الله عز وجل فيصرفه عنه فيأتيه الشيطان
فيضعف شكره فيقول ان الامر كان أيسر مما تذهب إليه قال أولا ويقول
العبد كان الامر بأشد (1) مما أذهب إليه ولكن الله صرفه عني
27 - حدثكم أحمد بن سلمان (2) نا عبد الله نا محمد بن صدران
الأزدي (3) نا عبد الله بن خراش (4) نا يزيد بن يزيد قال سمعت عمر بن
عبد العزيز يقول قيدو النعم الله بالشكر لله تعالى
28 - حدثنا خلف بن هشام (5) نا أبو عوانة (6) عن قتادة عن
5 / أ مطرف بن عبد الله (7) قال
لان أعافي فأشكر أحب إلي من أبتلى فأصبر (8)
29 - حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي نا سفيان (9) قال
77

رأى وهيب (1) قوما يضحكون يوم الفطر فقال إن
كان هؤلاء تقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الشاكرين وإن كان
هؤلاء لم يتقبل منهم صيامهم فما هذا فعل الخائفين
30 - حدثنا محمد بن إدريس (2) قال سمعت أبا صالح كاتب
الليث (3) يذكر عن الهقل بن زياد (4) عن الأوزاعي أنه وعظ فقال في
موعظته
أيها الناس تقووا بهذه النعم التي أصبحتم فيها على الهرب من نار
الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة (5) فإنكم في دار الثواء (6)
فيها قليل وأنتم فيها تؤجلون (7) خلائف بعد القرون الذين استقبلوا من
الدنيا آنفا (8) وزهرتها فهم كانوا أطول منكم أعمارا وأمد أجساما
وأعظم آثارا فخدوا (9) الجبال وجابوا الصخور ونقبوا في البلاد
مؤيدين ببطش شديد وأجسام كالعماد فما لبثت الأيام والليالي ان
طوت مدتهم (11) وعفت آثارهم وأخوت منازلهم وأنست ذكراهم فما
78

تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا (1) كانوا بلهو الامل آمنين لبيات
قوم غافلين ولصباح قوم نادمين
ثم أنكم قد علمتم الذين نزل بساحتهم بياتا من عقوبة الله عز وجل
فأصبح كثير منهم في ديارهم جاثمين (2) وأصبح الباقون ينظرون في آثار
نقمة وزوال نعمة (3) ومساكن خاوية فيها آية للذين يخافون العذاب
الأليم وعبرة لمن يخشى وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص ودنيا
مقبوضة (4) في زمان قد ولى عفوه وذهب رخاؤه (5) فلم يبق منه إلا
حمأة (6) شر وصبابة كدر وأهاويل عبد (7) وعقوبات غبر (7)
وارسال (8) فتن وتتابع زلازل ورذالة (9) خلف بهم ظهر الفساد في البر
والبحر
فلا تكونوا أشباها لمن خدعه الامل وغره طول الأجل فتبلغ
بالأماني
فنسأل (1) الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعي نفسه فانتهى وعقل
79

سراه (1) فمهد لنفسه
31 - حدثني محمد بن إدريس حدثنا عبدة بن سليمان عن ابن
المبارك أنا داود بن عبد الرحمن (2) عن عمر بن سعيد / بن أبي
حسين (3) عن أبي حازم قال
إذا رأيت الله عز وجل يتابع نعمه عليك وأنت تعصيه فاحذره
32 - حدثنا يعلى بن عبد الله (5) الهذلي نا بشر بن عمر نا ابن
لهيعة حدثنا عقبة بن مسلم عن عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا رأيت الله عز وجل يعطي العابد على ما يشاؤون على معاصيهم إياه
فذلك استدراج (6) لهم منه (7)
33 - حدثنا (8) حمزة بن العباس ثنا عبدان (1) أنا عبد الله (11)،
80

انا المبارك بن فضالة (1) عن الحسن (2) قال (3)
أكثر ذكر هذه النعمة فإن ذكرها شكرها
34 - حدثنا محمود بن غيلان المروزي نا المؤمل بن إسماعيل نا
حماد بن سلمة حدثنا حميد الطويل عن طلق بن حبيب عن بن عباس أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
اربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخر قلب شاكر ولسان
ذاكر وبدن على البلاء صابر وزوجة لا تبغيه خوفا في نفسها ولا ماله (4)
81

35 - حدثنا محمد بن بشير الكندي (1) نا عبد المجيد المكي (2)
عن أبيه عن صدقة بن يسار (3) قال
بينا داود عليه السلام في محرابه إذ مرت به دودة فنظر إليها وفكر
في خلقها وعجب منها وقال ما يعبأ (4) الله بهذه قال فأنطقها
الله فقالت يا داود أتعجبك نفسك فوالذي نفسي بيده لأنا
على ما أتاني الله من فضله أشكر منك على ما أتاك الله من فضله
36 - حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أسامة حدثني خالد بن
محدوج (5) أبو روح (6) سمعت أنس بن مالك يقول إن
داود (7) نبي الله صلى الله عليه وسلم ظن في نفسه أن أحدا لم يمدح خالقه (8)
أفضل مما مدحه وأن ملكا نزل وهو قاعد في المحراب والبركة إلى جانبه
فقال يا داود افهم إلى ما (9) تصوت (1) الضفدع فانصت داود فإذا
82

الضفدع يمدحه بمدحة لم يمدحه بها داود فقال له الملك كيف ترى
يا داود أفهمت ما قالت قال نعم (1) قال فماذا قالت قال سبحانك
وبحمدك منتهى علمك يا رب قال داود لا (2) والذي جعلني نبيه أني لم
أمدحه بهذا
37 - حدثنا علي بن الجعد سمعت سفيان بن سعيد (3)
وذكر داود صلى الله عليه وسلم فقال قال
الحمد لله حمدا كما ينبغي لكرم وجه ربي عز جلاله فأوحى الله
إليه يا داود أتعبت الملائكة
38 - حدثنا محمد بن علي بن الحسن (5) عن (6) بشر بن
السري (7) عن همام بن يحيى (8) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
طلحة (9)
أن رجلا كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم فيسلم عليه فيقول النبي كيف
أصبحت فيقول الرجل إليك احمد الله أو احمد الله إليك فكان النبي
صلى الله عليه وسلم يدعو له
83

فجاء الرجل يوما فقال له النبي صلى الله عليه وسلم كيف أنت يا فلان قال بخير ان
شكرت فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فقال الرجل يا رسول الله كنت تسألني فتدعو
لي وانك سألتني اليوم فلم تدع لي قال إني كنت أسألك فتشكر الله
وإني سألتك اليوم فشككت في الشكر (1)
39 - حدثني حمزة بن العباس أنا عبدان (2) بن عثمان نا عبد
الله (3) انا ابن أبي ذئب (4) عن سعيد المقبري (5) عن أبيه عن عبد الله
ابن سلام أن موسى صلى الله عليه وسلم قال
يا رب ما الشكر الذي ينبغي لك قال يا موسى لا يزال لسانك
رطبا من ذكري
40 - حدثني محمد بن إدريس حدثني خالد بن خداش نا حماد بن
زيد عن عبد الله بن عمر التغلبي عن يونس بن عبيد قال
قال رجل لأبي تميمة كيف أصبحت قال أصبحت بين نعمتين
84

لا أدري أيهما أفضل ذنوب سترها الله فلا يستطيع أن يعيرني بها
أحد ومودة قذفها (1) الله في قلوب العباد ولم يبلغها عملي
41 - حدثني إبراهيم بن سعيد (2) نا موسى بن أيوب (3) نا مخلد
بن حسين (4) عن محمد بن لوط الأنصاري قال
كان يقال الشكر ترك المعصية
42 - حدثني عيسى بن عبد الله التميمي نا الوليد بن صالح
حدثني شيخ من أهل المدينة قال
كان علي بن حسين عليه السلام (5) بمنى فظهر من دعائه أن قال
كم من نعمة أنعمتها علي قل لك عندها شكري وكم من بلية ابتليتني بها
قل لك عندها صبري فيا من قل شكري عند نعمته فلم يحرمني ويا من
قل صبري عند بلائه فلم يخذلني ويا من رآني على الذنوب العظام فلم
يفضحني ولم يهتك ستري ويا ذا المعروف الذي لا ينقصني ويا ذا
6 / ب / النعم (6) التي لا تحول ولا تزول صلي على محمد وعلى آل محمد
واغفر لنا وارحمنا
43 - حدثني أبو علي المدائني حدثني إبراهيم بن الحسن عن شيخ
من قريش يكنى أبا جعفر (7) عن مالك بن دينار قال قرأت في بعض
الكتب
85

ان الله عز وجل يقول يا ابن آدم خيري (1) ينزل إليك وشرك
يصعد إلي وأتحبب إليك بالنعم (2) وتتبغض إلي بالمعاصي ولا يزال
ملك كريم قد عرج إلي منك بعمل قبيح
44 - وحدثني أبو علي (3) المدائني قال كنت أسمع جارا لي يقول في
الليل
اللهم خيرك إلي نازل وشري إليك صاعد وكم من (4) ملك
كريم قد صعد إليك بعمل قبيح أنت مع غناك (5) عني تتحبب إلي
بالنعم وأنا مع فقري إليك وفاقتي اتمقت [إليك] بالمعاصي وأنت في
ذلك تجبرني وتسترني وترزقني
45 - حدثني محمد بن الحسين نا إبراهيم بن عبد الرحمن بن
مهدي حدثني صغدي (7) بن أبي الحجراء قال
كنا ندخل على المغيرة بن محمد فنقول كيف أصبحت يا أبا
محمد قال أصبحنا مغرقين في النعم مقصرين (8) في الشكر يتحبب إلينا
ربنا عز وجل وهو عنا غني ونتمقت إليه ونحن إليه محتاجون
46 - حدثني محمد بن إدريس ثنا عبد الصمد بن محمد عن أبيه
قال قال عبد الله بن ثعلبة
86

إلهي من كرمك أنك (1) تطاع فلا تعصي ومن حلمك أنك تعصي
وكأنك (2) لا ترى وأي زمن من لم يعصك فيه سكان أرضك فكنت (3) والله
بالخير عليهم عوادا
47 - حدثني الحسن بن الصباح البزار حدثني محمد بن سليمان
أنا هشام بن زياد عن أبي الزناد عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما أنعم الله على عبد نعمة يعلم (4) أنها من عند الله عز
وجل إلا كتب له شكرها وما علم من عبد ندامة على ذنب
إلا غفر له قبل أن يستغفره وأن الرجل ليشتري الثوب بالدينار فيلبسه
فيحمد الله فما يبلغ ركبتيه حتى يغفر له (5)
87

48 - حدثني الحسن بن الصباح نا زيد بن الحباب (1) /، نا 7 / أ
رباب (2) بن عبد الله السعدي سمعت معاوية بن قرة (3) يقول
من لبس ثوبا جديدا فقال بسم الله والحمد لله غفر له
وسمعته يقول
من أكل طعاما فقال بسم الله والحمد لله غفر له ومن شرب فقال بسم
الله والحمد لله غفر له
49 - حدثني الهيثم بن خارجة ثنا عبد ربه بن عبد الله الفلسطيني
عن هلال (4) بن يزيد المديني عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
88

ما من عبد توكل بعبادة الله إلا غرم (1) الله السماوات والأرض يعني
رزقه فجعله في يدي (2) بني آدم يعملونه (3) حتى يدفعوه إليه فإن العبد
قبله أوجب عليه الشكر وان أباه وجد الغني الحميد عبادا فقراء يأخذون
رزقه ويشكرون له (4)
5 - حدثني أبو خيثمة (5) وإبراهيم بن سعيد قالا نا روح بن
عبادة (7) نا شعبة (8) عن الفضل بن فضالة رجل من قيس (9) عن أبي
رجاء العطاردي (1) قال خرج علينا عمران بن حصين وعليه مطرف خز لم
نره عليه من قبل ولا بعد فقال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا أنعم الله على عبده نعمة يحب (11) أن يرى أثر نعمته
على عبده (12)
89

51 - حدثنا أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض ثنا أبو سعيد مولى بني
هاشم (1) عن همام (2) عن قتادة عن عمرو بن شعيب (3) عن أبيه
عن جده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
كلوا واشربوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف فإن الله عز وجل
يحب أن يرى أثر نعمته على عباده (4) (5)
52 - حدثنا عبيد الله بن عمر القواريري نا هشام بن عبد
الملك (6) نا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص (7) عن
أبيه (8) قال
اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قشف (9) الهيئة فقال هل لك مال
90

قلت نعم قال من أي المال قلت من كل المال قد آتاني الله عز
وجل من الإبل والخيل والرقيق والغنم قال فإذا آتاك الله عز وجل
مالا فلير عليك (1)
53 - حدثنا علي بن شعيب (2) نا عبد المجيد بن عبد العزيز (3)
7 / ب عن ابن جريج عن علي بن زيد / بن جدعان (4) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده في مأكله
ومشربه (5)
54 - حدثني سويد بن سعيد (6) حدثني عبد الله بن يزيد المقري عن
أبي معمر (7) عن بكر بن عبد الله (8) رفعه (9) قال
من أعطى خيرا فرئي عليه سمي حبيب الله محدثا بنعمة الله عز
91

وجل ومن أعطي خيرا فلم ير عليه سمي بغيض الله معاديا
لنعمة الله عي وجل
55 - حدثنا علي بن الجعد وإبراهيم بن سعيد قالا ثنا سفيان بن
عيينة عن محمد بن سوقة (1) قال
مررت مع عون بن عبد الله بالكوفة على قصر الحجاج فقلت لو رأيت ما نزل بنا ههنا زمن الحجاج فقال مررت كأنك لم تدع إلى ضر
مسك أرجع فاحمد الله واشكره ألم تسمع إلى قول الله عز وجل
* (مر كأن لم يدعنا إلى ضر مسه) * (2)
56 - حدثنا محمد بن علي بن شقيق نا إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيل بن عياض يقول كان يقال
من عرف نعمة الله بقلبه وحمده بلسانه لم يستتم ذلك
حتى يرى الزيادة لقول الله عز وجل * (لئن شكرتم
لأزيدنكم) * (3) (4)
وقال سمعته يعني فضيل بن عياض يقول كان يقال
من شكر النعمة أن تحدث بها
92

وسمعت (1) فضيلا يقول قال الله عز وجل
يا بان آدم إذا كنت تقلب (2) في نعمتي وأنت تقلب (2) في
معصيتي فاحذرني لا أصرعك بين معاصيك (3). يا ابن آدم اتقنى (4) ونم
حيث شئت
57 - حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي نا أبو عوانة (5) عن
المغيرة (6) بن عامر (7) قال
الشكر نصف الايمان والصبر نصف الايمان واليقين الايمان
كله
58 - حدثنا (8) سريج بن يونس نا عبد الوهاب الثقفي عن يحيى
ابن سعيد عن عمر بن عبد العزيز قال
ذكر النعم (9) شكر (1)
59 - سريج بن يونس نا عبد الوهاب الثقفي عن
أيوب (11) عن أبي قلابة (12) قال
93

لا تضركم دنيا (1) إذا شكرتموها
60 - حدثنا سريج (2) نا روح (3) نا عون (4) عن الحسن (5) قال
بلغني أن الله إذا أنعم على قوم سألهم الشكر فإذا
شكروا (6) كان / قادرا على أن يزيدنهم فإذا كفروا كان قادرا (7) أن يعذبهم يقلب
نعمته عليهم عذابا
61 - حدثنا سريج ثنا روح بن عبادة ثنا شعبة عن قتادة قال
ذكر لنا أن أبا الدرداء كان يقول
رب شاكر نعمة غير (8) ومنعم عليه ولا (9) يدري ويا رب حامل فقه
غير فقيه
62 - حدثنا خالد بن خداش ثنا مهدي بن ميمون عن شعيب بن
الحبحاب عن الحسن بن أبي الحسن
* (إن الانسان لربه لكنود) * (1) قال لكفور يعدد المصائب
94

وينسى (1) النعم (2) أنشدنا محمود الوراق (4) في
ذلك يا أيها الظالم في فعله * والظلم مردود على من ظلم
إلى متى أنت وحتى متى * تشكو المصيبات وتنسى النعم
63 - حدثنا عمر بن إسماعيل الهمداني نا إسحاق بن عيسى عن أبي
وكيع (5) عن أبي عبد الرحمن الشامي (6) عن الشعبي عن النعمان
ابن بشير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
التحدث بالنعم شكرها (7) وتركها كفر ومن لا يشكر القليل
لا يشكر الكثير ومن لا يشكر الناس لا يشكر الله والجماعة
بركة (8) والفرقة عذاب (9)
95

64 - حدثنا خالد بن خداش (1) نا مهدي بن ميمون (2) عن غيلان
ابن جرير (3) سمعت مطرف بن عبد الله (4) يقول
لان أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلي فأصبر
قال فنظرت في العافية والشكر فوجدت فيهما خير الدنيا والآخرة (5)
65 - حدثني عصمة بن الفضل [النميري] نا يحيى بن يحيى
[النيسابوري] عن محمد بن نشيط عن بكر بن عبد الله (6)
انه لحق حمالا عليه حمله وهو يقول الحمد لله استغفر الله قال
فانتظرته حتى وضع ما على ظهره وقلت له اما (7) تحسن غير ذي قال
بلى أحسن خيرا كثيرا أقرأ كتاب الله غير أن العبد بين نعمة وذنب
فأحمد الله على نعمائه السابغة واستغفره لذنوبي فقلت الحمال فيها (8) أفقه من بكر
96

66 - قال (1) قال داود بن رشيد نا الوليد بن مسلم (2) عن ابن
جابر (3) قال (4) حدثني عبد الله بن عمر بن عبد العزيز قال
8 / ب ما / قلب عمر بن عبد العزيز بصره (5) إلى (6) نعمة أنعم الله عز
وجل بها عليه إلا قال اللهم أني أعوذ بك أن أبدل نعمتك (7) كفرا أو
أكفرها بعد معرفتها أو أنساها فلا أثنى بها (8)
67 - حدثني محمد بن عباد بن موسى (9) من كتابه (1) نا يحيى بن
سليم الطائفي (11) عن إسماعيل بن أمية بن (12) عمرو بن سعد (13) بن
العاص عن نافع عن بن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده فقال ما لي
أسمع الجن خيرا منكم جوابا لردها منكم ما أتيت على قول الله عز وجل
97

* (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (1) إلا قالت الجن ولا بشئ من نعمة ربنا
نكذب (2)
68 - حدثنا عبد الله قال (3) كتب إلى عبد الرحمن بن واقد نا
الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد بن المنكدر عن جابر بن
عبد الله قال
لما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة الرحمن على أصحابه قال حتى فرغ منها
قال ما لي أراكم سكوتا للجن كانوا أحسن منكم ردا ما قرأت عليهم من
مرة * (فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (1) إلا قالوا ولا بشئ من نعمك يا رب
نكذب (4)
قال فلا أعلمه إلا قال ولك الحمد
69 - حدثنا علي بن الجعد (5) أنا فضيل بن مرزوق (6) عن جابر (7) عن أبي جعفر (8) قال
98

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء قال الحمد لله الذي جعله
عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا (1)
70 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل (2) نا جرير (3) عن عبد (4) الله
ابن شبرمة
ان الحسن كان يقول ذلك إذا شرب الماء
71 - حدثنا أحمد بن إبراهيم (5) نا إسماعيل بن إبراهيم (6)
حدثني روح بن القاسم (7)
99

ان رجلا من أهله تنسك فقال لا آكل الخبيص (1) أو الفالوذج لا
أقوم بشكره قال فلقيت الحسن فقلت له في ذلك فقال الحسن هذا
انسان أحمق وهل يقوم بشكر الماء البارد
72 - حدثنا خلف بن هشام نا بو عوانة عن زياد بن علاقة عن
المغيرة بن شعبة قال
صلى (2) النبي صلى الله عليه وسلم حتى انتفخت قدماه فقيل له يا نبي الله تكلف
هذا وقد غفر الله لك قال أفلا أكون عبدا شكورا (3)
73 - / حدثنا علي بن الجعد اخبرني مزاحم بن زفر عن 9 / أ
مسعر (4) قال
لما قيل لهم اعملوا آل داود شكرا (5) لم تأت على القوم
100

ساعة إلا وفيهم مصل (1)
74 - حدثنا علي بن الجعد نا ياسين الزيات (2) عن عبيد الله بن
زحر (3) عن القاسم بن عبد الرحمن (4) عن أبي أمامة (5)
أن عمر بن الخطاب لبس قميصا فلما بلغ ترقوته
قال الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي
ثم مد يده (6) فنظر إلى كل شئ يزيد على يديه (7) فقطعه ثم أنشأ يحدث
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ليس ثوبا أحسبه قال جديدا فقال
حين يبلغ ترقوته أو قال قبل أن يبلغ ترقوته مثل ذلك ثم عمد إلى ثوبه
الخلق فكساه مسكينا لم يزل في جوار الله وفي ذمة الله وفي كنف الله
عز وجل حيا وميتا حيا وميتا حيا وميتا [ثلاثا] (8) ما بقي من الثوب
سلك (9) واحد (10)
101

قال ياسين [الزيات] فقلت لعبيد الله [بن زحر] من أي الثوبين
قال لا ادرى
75 - حدثني محمد بن الحسين ثنا خالد بن عمرو عن مسعر [بن
كدام] عون بن عبد الله (1) قال
لبس رجل قميصا جديدا فحمد الله فغفر له فقال (2) له
رجل لا أرجع حتى أشتري قميصا جديدا وألبسه وأحمد الله قال
مسعر يرجو الثواب بذلك
76 - حدثنا محمد بن الحسين نا يزيد بن هارون انا
المسعودي (3) عن عون بن عبد الله (4) قال
قال بعض الفقهاء إني رأوت (5) في أمري فلم أر خيرا لا شر معه
إلا المعافاة والشكر فرب شاكر بلاء ورب معافي غير شاكر فإذا
سألتم الله عز وجل فسلوهما جميعا
77 - حدثني أبو حاتم الرازي (6) نا عيسى بن يونس الرملي (7) نا
مؤمل بن إسماعيل قال
102

سمعت سفيان (1) يقول الستر (2) من العافية
78 - حدثنا أبو حاتم نا إبراهيم بن موسى الرازي نا محمد بن
ثور (3) عن معمر (4) عن أيوب قال إن
من نعمة (5) الله على العبد أن يكون مأمونا على ما جاء
به
79 - حدثني المفضل بن غسان الغلابي (6) نا أبو مسهر (7) عن
سعيد بن عبد العزيز قال قال شريح
ما أصيب عبد بمصيبة إلا كان لله عليه فيها ثلاث نعم ألا تكون
كانت في دينه وأن لا تكون أعظم مما كانت وأنها كائنة فقد كانت
9 / ب 80 - حدثنا أحمد بن إبراهيم نا علي بن الحسن بن شقيق نا
عبد الله بن المبارك نا سفيان قال
كان يقال ليس بفقيه من لم يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة
81 - حدثني محمد بن يونس القرشي (8) نا أبو سفيان القرشي
103

إن مما يجب لله على ذي النعمة بحق نعمته (1) ألا يتوصل
بها إلى معصيته
82 - قال أنشدني محمود الوراق (3)
إذا كان شكري نعمة الله نعمة * علي له في أمثالها يجب الشكر
فكيف وقوع الشكر إلا بفضله * وان طالت الأيام واتصل العمر
إذا مس بالسراء عم سرورها * وان مس بالضراء أعقبها الاجر
وما منهما إلا له فيه منه * تضيق بها الأوهام والبر والبحر
83 - حدثني علي بن إبراهيم اليشكري (4) نا يعقوب بن محمد
الزهري (5) عن عبد العزيز بن محمد (6) عن عمرو بن أبي عمرو (7) عن
104

سعيد المقبري (1) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى (2) يقول
الله عز وجل
إن المؤمن عندي بمنزلة كل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من بين
جنبيه (3)
84 - حدثنا أحمد بن عبيد التميمي قال قال أعرابي
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه وغيره
85 - حدثنا أبو عبد الرحمن الأزدي عن علي بن عثام الكلابي (4)
عن أبيه قال
مر محمد بن المنكدر بشاب يقاوم امرأة فقال يا بني ما هذا (5)
أجر أنعم الله عليك
86 - حدثنا أبو بكر الصيرفي قال قال عباية أبو غسان (6)
حممت بنيسابور فانطبقت علي الحمى فدعوت بهذا الدعاء
الهي (7) كلما أنعمت علي نعمة قل عندها شكري وكلما ابتليتني ببلية قل
105

عندها صبري فيا من قل شكري عند نعمته (1) فلم يخذلني ويا من قل عند
بلائه صبري فلم يعاقبني ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني
أكشف ضري قال فذهبت عني (2)
87 - حدثني هارون بن سفيان نا ابن عائشة نا حماد بن سلمة
عن ثابت قال قال رفيع أبو العالية (3)
إني لأرجو ألا يهلك عبد بين اثنتين نعمة يحمد [الله] (4) عليها
وذنب يستغفر منه
88 - حدثني هارون بن سفيان حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم
العجلي حدثني بن السماك (5) قال
10 / أ كتب إلي محمد بن الحسن حين ولي القضاء بالرقة (6)
أما بعد فلتكن التقوى من بالك على كل حال وخف الله عز وجل
106

في كل نعمة عليك لقلة الشكر عليها مع المعصية بها فإن النعمة حجة
وفيها تبعة فأما الحجة فيها بالمعصية بها وأما التبعة فيها فقلة الشكر
عليها فعفى الله عنك كلما ضيعت من شكر أو ركبت من ذنب أو قصرت
من حق
89 - حدثني محمد بن الحسين نا يحيى بن إسحاق نا النضر بن
إسماعيل قال
مر الربيع بن أبي راشد برجل به زمانة (1) فجلس يحمد الله عز وجل ويبكى فمر به رجل فقال ما يبكيك رحمك الله قال ذكرت أهل الجنة
وأهل النار فشبهت أهل الجنة بأهل العافية وأهل النار بأهل البلاء
فذلك الذي أبكاني
90 - حدثني حمزة بن العباس حدثنا عبدان بن عثمان (2) أنا
عبد الله (3) نا يحيى بن عبيد الله (4) قال سمعت أبي (5) قال سمعت أبا
هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا أحب أحدكم أن يعلم قدر نعمة الله عليه فلينظر إلى
107

من هو تحته ولا ينظر إلى من هو فوقه (1)
92 - حدثني حمزة [بن العباس] (2) نا عبدان (3) أنا عبد الله (4) نا
يزيد بن إبراهيم عن الحسن قال قال أبو الدرداء
من لم يعرف نعمة الله عليه إلا في مطعمه ومشربه فقد قل
علمه وحضر عذابه
92 - حدثني حمزة بن العباس نا عبدان بن عثمان أنا عبد الله أنا مالك بن أنس (5) عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة (6) عن أنس بن
مالك (7) قال
سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه (8) يسلم علي رجل فرد
عليه الرجل السلام فقال عمر للرجل كيف أنت قال الرجل احمد الله
108

إليك قال عمر هذا أردت منك
93 - حدثني حمزة حدثنا عبدان أنا عبد الله أنا مسعر
عن علقمة بن مرثد عن بن عمر قال
لعلنا نلتقي في اليوم مرارا ليسكن (1) بعضنا ببعض وأن نتقرب
بذلك إلا لنحمد الله عز وجل
94 - حدثنا أبو بكر بن أبي النضر (2) نا يحيى بن أبي بكير (3) نا
1 / ب شبل / بن عباد (4) عن بن أبي نجيح (5) عن مجاهد
وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة باطنة قال لا إله إلا الله
95 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم (7) سمعت سفيان بن عيينة
قال
ما أنعم الله على العباد نعمة من أن عرفهم [أن] (8) لا
إله إلا الله قال وان لا إله إلا الله لهم في الآخرة كالماء في الدنيا
96 - حدثنا إسحاق بن داود نا يزيد بن هارون أنا حريز بن
109

عثمان (1) نا عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي (2) سمعت عبد الله
بن محمد الشرعبي (3) يقول على المنبر وقد نظر إلى الناس قد صفروا
وحمدوا واستراشوا (4) ولبسوا فأقبل عليهم فقال
يا حسناه ويا جمالاه بعد العدم الخيام من الادم
والحوتكية (6) البرود (7) وهي ثياب تصنع باليمن ليس لها عرض أصبحتم
زهرا وأصبح الناس غبرا وأصبح الناس ينسجون وأنتم تلبسون وأصبح
يعطون وأنتم تأخذون وأصبح الناس ينتجون وأنتم تركبون وأصبح
الناس يزرعون وأنتم تأكلون فبكى وأبكاهم
97 - حدثني إبراهيم بن عبد الملك نا هشام بن عمار (8) نا
110

صدقة بن خالد ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني سليم بن
عامر سمعت عبد الله بن قرط الأزدي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يقول على المنبر في يوم أضحى أو فطر ورأي على الناس ألوان
الثياب فقال
يا لها من نعمة ما أسبغها يا لها من كرامة ما أظهرها وأنه ما زال
عن جادة (1) قوم شئ (2) أشد عليهم من نعمة لا يستطيعون ردها وإنما
تثبت النعمة لشكر المنعم عليه للنعم (3)
98 - حدثنا حمدون بن الخليل ثنا كثير بن هشام عن عقبة يعني
بن أبي الصهباء سمعت بكر بن عبد الله المزني (4) يقول
ما قال عبد الحمد لله إلا وجبت عليه نعمة بقوله الحمد لله قال
فما جزاء تلك النعمة قال جزاؤها أن تقول الحمد لله فجاءت نعمة
أخرى فلا تنفذ أنعم الله عز وجل
99 - حدثني عمر بن أبي الحارث نا سعيد بن أشعث بن سعيد أنا
المعتمر بن سليمان سمعت أبي (5) يحدث عن أبي عثمان (6) عن
سلمان (7)
111

أن رجلا بسط له في الدنيا فانتزع ما في يديه فجعل يحمد / الله 11 / أ
ويثني عليه حتى لم يكن له فراش إلا بارى فجعل يحمد الله
ويثني عليه وبسط لآخر في الدنيا فقال لصاحبه البوري أرأيتك أنت (2)
علام تحمد الله قال أحمده على ما لو أعطى به الخلق لم
أعطهم إياه به قال (3) وما ذاك قال أرأيت بصرك أرأيت لسانك
أرأيت يديك أرأيت رجليك
100 - حدثني قاسم بن هاشم أنه حدث عن سعيد بن عامر أو غيره
من البصريين قال
جاء رجل إلى يونس بن عبيد (4) يشكو ضيق حاله فقال له يونس
أيسرك ببصرك هذا الذي تبصر به مائة ألف درهم قال الرجل لا قال
فبيديك (5) مائة ألف قال الرجل لا قال فبرجلك (6) قال الرجل
لا قال فذكره بنعم الله عليه وقال يونس أرى عندك مئين ألوف وأنت
تشكو الحاجة (7)
11 - حدثنا قاسم بن هاشم ثنا الخطاب بن عثمان الفوزي (8)
112

أنا إسماعيل بن عياش (1) عن شرحبيل (2) أن أبا الدرداء كان يقول
الصحة غنى الجسد (3)
12 - حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي (4) نا موسى بن إبراهيم
الأنصاري (5) نا طلحة بن خراش (6) عن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أفضل الدعاء لا إله إلا الله وأفضل الذكر الحمد لله (7)
103 - حدثني عبد الرحمن بن صالح حدثني يحيى بن آدم (8)
عن مفضل (9) عن منصور (10) عن إبراهيم (11) قال
يقال أن الحمد يعنى (12) أكثر الكلام تضعيفا
113

104 - حدثنا عبد الله بن شبيب المديني (1) نا يعقوب بن محمد
الزهري (2) حدثني سليمان بن سالم مولى جحش (3) عن سعد بن
إسحاق بن كعب بن عجزة عن أبيه (4) عن جده (5) قال
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا من الأنصار وقال إن سلمهم الله عز وجل
وغنمهم فإن لله علي في ذلك شكرا فقال فلم يلبثوا أن غنموا
وسلموا فقال بعض أصحابه سمعناك تقول إن سلمهم الله وغنمهم فإن
علي في ذلك شكر الله عز وجل قال لقد فعلت قد قلت اللهم لك
الحمد شكرا ولك المن فضلا (6)
105 - حدثنا سوار بن عبد الله (7) نا محمد بن مسعر قال قال
جعفر بن محمد (9)
114

11 / ب / فقد أبي بغلته فقال لئن ردها الله علي لاحمدنه بمحامد
يرضاها فما لبث ان اتى بها بسرجها ولجامها فركبها فلما استوى
عليها ضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء ثم قال الحمد لله ولم يزد
عليها فقيل له في ذلك فقال وهل تركت شيئا أو قال أبقيت شيئا جعلت
الحمد الله كله عز وجل
106 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي (1)
نا معاذ بن
خالد (2) أن رجل من أهل بلخ (3) يقال له يحيى بن سعيد قال
من قال الحمد لله رب العالمين على كل نعمة كانت أو هي كائنة
خاصة أو عامة فقد حمد الله على كل نعمة كانت أو هي كائنة
خاصة أو عامة فقد حمد الله على كل نعمة كانت أو
هي كائنة خاصة أو عامة فقد استرجع (4) في كل مصيبة كانت أو هي
كائنة خاصة أو عامة
107 - حدثنا الجروي (5) نا الحارث بن مسكين (6) أنا عبد الله بن
وهب (7) نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم (8) قال قال ابن المنكدر (9)
115

لأبي حازم (1)
ما أكثر من يلقاني فيدعو لي بالخير ما أعرفهم وما صنعت إليهم خيرا
قط فقال أبو حازم لا تظن أن ذلك من قبلك ولكن انظر إلى الذي
جاءك ذاك (2) من قبله فاشكره وقرأ بن زيد * (ان الذين آمنوا وعملوا
الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) * (3) (4)
116

الجزء الثاني
من كتاب الشكر لله عز وجل
تأليف
أبى بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي
الدنيا القرشي رحمه الله
رواية أبى بكر أحمد بن سلمان النجاد الفقيه عنه
رواية أبى على الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان البزاز
وأبى القاسم عبد الرحمن بن عبيد الله الحرفي السمسار كلاهما
عنه
رواية الشيخين
الشريف أبى الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد الأنصاري عن الحرفي
وأبى سعد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن خشيش عن ابن شاذان
رواية الحافظ أبى طاهر أحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم السلفي
الأصبهاني عنهما
رواية الشيخ أبى الفضل جعفر بن أبي الحسن علي بن أبي البركات [بن] هبة
الله الهمداني عنه
رواية شيخنا ناصر الدين أبى نصر محمد بن عربشاه الهمذاني ثم الدمشقي
عنه
سماعا لمالكه الفقير إلى ربه علي بن سالم بن سلمان بن العرياني الحصني
منه
117

بسم الله الرحمن الرحيم
رب اختم بخير
أخبرنا الشيخ الجليل الأمين الثقة نا الدين أبو نصر محمد بن
عربشاه الهمذاني ثم الدمشقي (1) قراءة عليه نحن نسمع قيل له
أخبركم الشيخ أبو الفضل (2) جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات بن هبة
الله الهمداني الإسكندري قدم عليكم دمشق قراءة عليه وأنت تسمع في
سادس من شوال سنة خمس وثلاثين وستمائة قال انا الحافظ أبو طاهر
أحمد بن محمد بن أحمد السلفي (3) قراءة عليه وانا اسمع في ربيع الأول
119

سنة احدى (1) وسبعين وخمسمائة قيل له أخبركم الشيخان الشريف أبو
الفضل محمد بن عبد السلام الأنصاري (2) وأبو سعد محمد بن عبد الكريم
ابن محمد بن خشيش قال الشريف أنبأ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبيد
الله الحرفي السمسار وقال أبو سعد أنبأ أبو علي الحسن بن شاذان قالا
أنبأ أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد
ابن أبي الدنيا قال
108 - حدثنا الجروي (3) حدثني عمرو بن أبي سلمة (4)
قال ثنا أبو عبدة (5) الحكم بن عبدة قال حدثنا حياة بن شريح (6) عن عقبة بن مسلم (7) عن أبي عبد الرحمن الحبلي (8) عن
الصنابحي (9) عن معاذ قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم
120

إني أحبك فقل اللهم أعني على ذكرك وشكرك (1) وحسن
عبادتك (2)
قال الصنابحي قال لي معاذ اني أحبك فقل هذا الدعاء قال أبو
عبد الرحمن قال لي الصنابحي وأنا أحبك فقل قال (3) عقبة قال لي
وأنا أحبك فقل قال أبو عبيدة قال لي حياة وأنا أحبك
فقل قال لي عمرو قال لي أبو عبدة وأنا أحبك فقل قال لي حسن يعني الجروي وأنا أحبك
فقل قال لنا أبو بكر بن أبي الدنيا وأنا أحبكم فقولوا قال لنا أبو بكر
النجاد وأنا أحبكم فقولوا قال الشريف قال لنا الحرقي وأنا أحبكم
فقولوا وقال بن أبي خشيش وقال لنا بن شاذان وأنا أحبكم فقولوا وقال لنا
الشريف وابن أبي خشيش ونحن نحبكم فقولوا وقال الهمداني قال لنا شيخنا الإمام أبو طاهر
أحمد بن محمد وأنا أحبكم فقولوا وقال لنا شيخنا أبو الفضل جعفر وانا
121

أحبكم فقولوا وقال لنا شيخنا ناصر الدين أبو نصر محمد بن عربشاه وانا
أحبكم فقولوا (1)
109 - حدثنا علي بن الجعد أنا عبد العزيز بن أبي سلمة
الماجشون (2) قال حدثني من أصدقه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه
كان يقول في دعائه
أسألك تمام النعمة في الأشياء كلها والشكر لك عليها حتى ترضى
وبعد الرضى والخيرة في جميع ما تكون فيه الخيرة بجميع ميسور الأمور
كلها لا بمعسورها يا كريم
110 - حدثنا أبو السائب ثنا وكيع عن يوسف الصباغ (3)
عن الحسن قال
ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة فقال الحمد لله إلا كان ما أعطى أكثر
مما أخذ (4)
122

وبلغني عن سفيان بن عيينة أنه سئل عن هذا فقال هذا خطأ
لا يكون فعل العبد أفضل من فعل الله
وقال بعض أهل العلم إنما تفسيرها أن الرجل إذا أنعم الله عليه
نعمة وهو ممن يحب أن يحمده عرفه الله عز وجل ما صنع به فيشكر (1) الله كما
ينبغي له أن يشكره فوهب الله له شكر العبادة التي في النعمة وكان
الحمد له فضلا (3)
111 - حدثني محمد بن خداش (4) عن أشعث بن عبد الرحمن
ابن زبيد (5) عن مجمع الأنصاري (6) عن رجل من أهل الخير قال
لنعم الله فيما زوى (7) عنى من (8) الدنيا من نعمة أفضل مما بسط
لنا منها وذلك أن الله لم يرضها لنبيه فأكون فيما رضى لنبيه وأحب له
123

أحب إلي من (1) ان أكون فيما كره له وسخط (2)
112 - وبلغني عن بعض العلماء أنه قال (3) ينبغي للعالم أن
يحمد الله على ما زوى (4) أعطاه وأين يقع ما أعطاه والحسنات كما يحمده على
ما أعطاه أن (5) يقع ما أعطاه والحساب (6) يأتي عليه إلى ما عافاه الله (7) فلم يبتليه به فيشغل قلبه ويتعب جوارحه فيشكر الله على سكون قلبه
وجميع (8) همه
113 - حدثت (9) عن أبي الحواري قال جلس فضيل بن
عياض وسفيان بن عيينة ليلة إلى الصباح يتذاكران (1) النعم فجعل سفيان
يقول أنعم الله علينا في كذا فعل بنا كذا فعل
بنا كذا
114 - حدثني محمد بن يحيى بن أبي حاتم (11) نا عبد الله
124

ابن داود (1) عن سفيان في قوله عز وجل * (سنستدرجهم من حيث
لا يعلمون) * (2) قال نسبغ عليهم النعم ونمنعهم الشكر فقال غير (3)
سفيان كلما أحدثوا ذنبا أحدثت لهم نعمة قال بن داود وينسوا (4)
115 - حدثني علي بن الحسين عن شيخ له عن (5) ثابت
البناني (6) سئل عن الاستدراج فقال ذلك مكر الله بالعباد
المضيعين (7)
قال فقال يونس (8) ان العبد إذا كانت له عند الله منزله فحفظها
وأبقى عليها [ثم] (9) شكر الله ما أعطاه [أعطاه الله] اشرف منها
وإذا ضيع الشكر استدرجه الله وكان تضييعه للشكر استدراجا
125

116 - حدثني (1) أبو بكر بن أبي النضر (2) قال ثنا سعيد بن
عامر (3) عن بعض أصحابه قال أبو حازم
نعمة الله على فيما زوى عن الدنيا أعظم على (4) من نعمته فيما
أعطاني منها انى رايته أعطاها قوما فهلكوا
117 - حدثني (5) عمر بن أبي الحارث الهمذاني ثنا مسلم بن
قادم ثنا معاوية هاشم بن عيسى الحمصي أنبأ الحارث بن
مسلم عن الزهري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نظر وجهه في المرآة قال
الحمد لله الذي سوى خلقه فعدله وكرم صورة وجهي وحسنها
وجعلني من المسلمين (5)
118 - حدثني إبراهيم بن عبد الله قال حدثني محمد بن
إسماعيل بن عياش قال حدثني أبي حدثني صفوان بن عمرو عن
شريح بن عبيد وغيره قال
126

كان مروان بن الحكم إذا ذكر الاسلام قال بنعمه ربى (1) لا بما
قدمت يدي ولا بارادتى (2) انى (3) كنت خاطئا.
119 - حدثني قاسم بن هشام قال ثنا أبو النضر منصور بن
صقير حدثنا عبد الرحمن بن (4) زيد بن أسلم عن أبيه عن وهب بن
منبه قال
مكتوب في حكمة آل داود العافية الملك الخفي
120 - أنشدني أحمد بن موسى الثقفي
وكم من مدخل لو مت فيه * لكنت (5) به نكالا في العشيرة
وقيت السوء والمكروه فيه * ورحت بنعمة فيه (6) ستيرة
وكم من نعمة لله تمسى * وتصبح ليس تعرفها كبيرة
121 - حدثني محمد بن يزيد الآدمي (7) قال ثنا أبو اليمان (8)
127

عن أبي بكر بن أبي مريم (1) عن راشد بن سعد (2) قال
دعى عثمان رضي الله تعالى عنه إلى قوم اجتمعوا على ريبة (3) لهم
فانطلق ليأخذهم فتفرقوا قبل أن يبلغهم فأعتق رقبة شكر الله عز وجل ألا يكون جرى
على يديه خزى مسلم
122 - حدثني الهيثم بن خالد حدثنا الهيثم بن جميل قال ثنا
عقبة بن عبد الله الرفاعي قال
دخلت أنا وبكر بن عبد الله المزني على أبي تميمة الهجيمي (4)
نعوده فقال له بكر كيف أصبحت يا أبا تميمة قال أصبحت بين نعمتين
أميل (5) بينهما لا أدري أيهما أفضل ذنب ستره الله على (6) فأصبحت
لا أخاف أن يعيرني به أحد ومودة جعلها الله لي في صدور الناس لم أبلغها
123 - حدثني عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري قال ثنا
مصعب بن المقدام ثنا سفيان عن جعفر بن برقان (7) عن صالح بن
مسمار قال
128

نعمة الله على (1) فيما زوى عني من الدنيا أفضل من نعمته فيما
أعطاني
124 - حدثني العباس بن جعفر قال ثنا شاذ (2) بن فياض عن
الحارث بن شبل (3) قال حدثتها أم النعمان (4) أن عائشة حدثتها عن (5)
النبي صلى الله عليه وسلم
ان نوحا صلى الله عليه وسلم لم يقم عن خلاء قط إلا قال الحمد لله الذي أذاقني
طعمه (6) وأبقى منفعته في جسدي وأخرج عني أذاه (7)
125 - حدثني يحيى بن جعفر قال ثنا يزيد بن هارون أنبا
أصبغ بن زيد
أن نوحا صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج من الكنيف قال ذاك
(8) فسمي عبدا
شكورا
126 - حدثنا (9) محمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي قال ثنا (9)
129

محمد بن هانئ عن بعض أصحابه قال
قال رجل لأبي حازم ما شكر العينين يا أبا حازم قال إن رأيت بهما
خيرا أعلنته وان رأيت بهما شرا سترته قال فما شكر الاذنين؟ قال إن
سمعت بهما خيرا وعيته وان سمعت بهما شرا اخفيته (1) قال ما شكر
اليدين قال لا تأخذ بهما ما ليس لهما ولا تمنع حقا لله هو فيهما قال
ما شكر البطن
قال أن يكون أسفله طعاما وأعلاه علما قال ما شكر
الفرج قال كما قال الله تبارك وتعالى إلا على أزواجهم أو ما ملكت
أيمانهم فإنهم غير ملومين (2) إلى قوله فأولئك هم العادون (3)
قال فما شكر الرجلين قال إذا رأيت حيا غبطته استعملت بهما
عمله وان رأيت ميتا مقته كففتهما (5) عن عمله وأنت شاكر لله
فأما من شكر بلسانه ولم يشكر بجميع أعضائه فمثله كمثل رجل له
كساء (6) فأخذ بطرفه ولم يلبسه فلم ينفعه ذلك من الحر والبرد والثلج
والمطر
127 - حدثني حمزة بن العباس ثنا عبدان بن عثمان قال أنبا
عبد الله قال أنبأ عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن عبد الرحمن
رجل من صنعاء قال (7) ارسل النجاشي ذات يوم إلى جعفر
130

بن أبي طالب (1) وأصحابه فدخلوا عليه وهو في بيت عليه خلقان (2)
وهو (3) جالس على التراب قال جعفر وأشفقنا منه (4) حين رأيناه على
تلك الحال فلما رأى ما في وجوهنا قال أني أبشركم بما يسرني أنه
جاءني من نحو أرضكم عين لي فأخبرني أن الله عز وجل قد نصر نبيه وأهلك
عدوه وأسر فلان وفلان وفلان وقتل فلان وفلان التقوا بواد يقال له بدر
كثير الأراك كأني أنظر إليه كنت أرعى به لسيدي رجل من بني ضمرة
أبله فقال له جعفر مالك جالس على التراب ليس تحتك بساط وعليك
هذه الاملاق قال أنا نجد فيما أنزل الله عز وجل على عيسى صلى الله عليه وسلم
ان حقا على عباد الله أن يحدثوا لله تواضعا عندما يحدث لهم نعمة
فلما أحدث الله لي نصر نبيه صلى الله عليه وسلم أحدثت له (5) هذا التواضع
128 - قال منصور بن أبي مزاحم ثنا أبو سعيد المؤدب (6) عن
حريز بن عثمان (7) عن حبيب بن عبيد (8) قال
ما ابتلى الله عبدا ببلاء (9) إلا كان لله عليه فيه نعمة ألا يكون ابتلاه
بأشد منه
131

129 - وقال أبو عبد الرحمن القرشي ثنا حسين بن علي (2) الجعفي عن عبد الملك بن أبجر (3) قال ما من الناس إلا مبتلى بعافية لينظر كيف شكره ويبتليه (4) لينظر كيف
صبره
130 - حدثنا خلف بن هشام قال (5) ثنا أبو شهاب (6) عن
ليث (7) عن وهب بن منبه قال
ينزل البلاء ليستخرج الدعاء
131 - حدثنا الحسين بن عبد الرحمن عن شيخ له قال قال
سفيان الثوري
لقد أنعم الله على عبد في حاجته أكثر من تضرعه إليه فيها
132 - حدثني يعقوب بن عبيد ثنا أبو عاصم عن بكار بن عبد
العزيز بن (8) أبي بكرة عن أبيه عن أبي بكرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جاءه أمر يسره خر ساجدا شكرا لله (9)
132

133 - حدثنا الحسين بن عمرو بن محمد القرشي قال (1) ثنا
أبي ثنا خلاد الصفار عن عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن كعب
ابن مالك عن أبيه قال
لما تاب الله عليه سجد وألقى رداءه (3) إلى الذي بشره (4)
134 - حدثنا (5) عيسى بن حنيفة
ثنا العلاء بن المغيرة قال
بشرت (6) الحسن بموت الحجاج وهو مختف (7) فسجد (8)
135 - حدثنا الحسن بن الصباح ثنا خالد بن مخلد
القطواني عن سليمان بن بلال أخبرني عمرو بن أبي عمرو عن
133

عاصم بن عمر (1) بن قتادة الأنصاري عن عبد الواحد بن محمد عن عبد
الرحمن بن عوف (2) رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له (3)
اني (4) لقيت جبريل عليه السلام فبشرني وقال إن الله تعالى يقول لك
من صلى عليك صليت عليه ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت
لله (5) شكرا (6)
136 - حدثت عن سعيد بن عامر قال قال سلام بن أبي مطيع
متى شئت أن ترى من النعمة عليك أكثر منها عليه (7) رأيته قال سلام
ابن أبي مطيع انى (8) والله إن (9) أغلقت عليك بابك جاءك (1) من يدق
عليك بابك يسألك ليعرفك نعمته عليك
وهذا الكلام عن غير (11) سعيد بن عامر
134

137 - قال (1) وبلغني عن أبي خيثمة عن زهير البابي (2) عن
سلام بن أبي مطيع قال
دخلت على مريض فإذا هو يئن فقلت له أذكر المطروحين (3) في الطريق أذكر الذين لا مأوى لهم ولا من يخدمهم قال ثم دخلت
عليه بعد ذلك فلم أسمعه يئن قال وجعل يقول أذكر المطروحين (3) في
الطريق أذكر من لا مأوى له ولا من يخدمه
138 - قال محمد بن الحسين (4) حدثني حكيم بن جعفر عن عبد
الله بن أبي نوح قال
قال لي رجل على بعض السواحل كم عاملته تبارك اسمه بما يكره
فعاملك بما تحب قلت ما أحصي ذلك كثرة قال فهل قصدت إليه في
أمر كربك فخذلك قلت لا والله ولكنه أحسن إلي فأعانني قال فهل
سألته شيئا قط فأعطاك قلت وهل منعني شيئا (5) سألته ما سألته شيئا قط
إلا أعطاني ولا استعنت به إلا أعانني قال أرأيت لو أن (6) بعض بني آدم
فعل بك بعض هذه الخلال ما كان جزاؤه عندك قلت ما كنت أقدر له على
مكافأة ولا جزاء قال فربك أحق وأحرى أن تدئب (7) نفسك له في أداء
135

شكر نعمه عليك وهو المحسن قديما وحديثا إليك والله لشكره أيسر من
مكافأة عباده أنه تبارك وتعالى رضي بالحمد من العباد شكرا
139 - حدثنا أبو حاتم الرازي (1) قال حدثني القاسم بن عثمان
الدمشقي قال قلت ليمان أبى معاوية (2) الأسود العابد رأيت إبراهيم بن
أدهم قال (3) فضحك وقال وأكبر من إبراهيم بن أدهم (4) قلت
من (5) قال سفيان الثوري ثم قال سمعت أخي سفيان بن سعيد الثوري يقول
ما كان الله عز وجل لينعم على عبد في الدنيا فيفضحه في الآخرة وحق (6) على المنعم
أن يتم على من أنعم عليه
140 - حدثني أبو حاتم ثنا أحمد بن أبي الحواري قال قلت
لأبي معاوية الأسود
يا أبا معاوية ما أعظم النعم علينا في التوحيد (7) نسأل الله ألا
يسلبناه قال يحق على المنعم أن يتم على من أنعم عليه
141 - حدثني أبو حاتم قال ثنا أحمد بن أبي الحواري قال
سمعت (8) محمد بن إسحاق من أهل عكا قال سمعت أبا معاوية الأسود
اليمان العابد يقول
136

الله أكرم من أن ينعم بنعمه إلا أتمها أو يستعملها بعمل إلا قبله
142 - وبلغني (1) عن بن أبي الحواري قال قالت لي مؤمنة
المتعبدة (2) أنا في شئ قد شغل قلبي قلت ما هو قالت أريد أن
أعرف نعمة الله علي (3) في طرفة عين أو أعرب بتقصيري عن شكر النعمة
طرف عين فقلت لها أنت تريدين ما لا نهتدي إليه عقولنا
143 - حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا الحارث بن
مسكين ثنا عبد الله بن وهب ثنا عبد الرحمن بن زيد بن
أسلم قال
يقال إنه ليكون في المجلس الرجل الواحد يحمد الله عز وجل
فتنقضي (4) لأهل ذلك المجلس حوائجهم كلهم (5)
144 - وحدثني الحسن بن عبد العزيز قال ثنا الحارث بن
مسكين قال ثنا عبد الله بن وهب قال ثنا عبد الرحمن بن زيد بن
أسلم قال
ذكر بعض أهل العلم في بعض الكتب التي أنزل (6) الله جل جلاله قال سروا (7) عبدي المؤمن فكان لا يأتيه شئ يحبه إلا قال
137

الحمد لله الحمد لله ما شاء الله قال روعوا (1) عبدي المؤمن قال ولا
تطلع عليه طليعة (2) من طلائع المكروه إلا قال الحمد لله الحمد لله
فقال (3) تبارك وتعالى لعبدي (4) يحمدني حين رعته (5) كما يحمدني حين
سررته ادخلوا عبدي دار عدن (6) كما يحمدني على كل حالاته
145 - قال الحجاج بن يوسف (7) ثنا عبد الله بن إبراهيم (8) بن
عمر بن كيسان حدثني عبد الله بن صفوان وهو بن بنت وهب
قال قال وهب بن منبه
عبد الله عابد خمسين عاما فأوحى (9) إليه أني قد غفرت لك قال
أي رب وما تغفر لي ولم أذنب فأذن الله عز وجل لعرق في عنقه فضرب (1) عليه
فلم ينم ولم يصل (11) ثم سكن فنام فأتاه ملك فشكا إليه (12) فقال له
138

ما لقيت من ضربان (1) العرق فقال الملك ان ربك عز وجل يقول عبادتك خمسين
سنة تعدل سكون ذا (2) العرق
146 - حدثني أبو أيوب (3) القرشي أحمد بن محمد بن جابر مولى
بني هاشم قال
قال داود يا رب أخبرني ما أدنى نعمتك علي فأوحى الله إليه
يا داود تنفس فتنفس فقال هذا أدنى نعمتي (4) عليك
147 - حدثني / محمد بن عباد بن موسى ثنا أبي عن عبيد
الله بن أبي حميد (5) عن أبي المليح (6) قال
قال موسى عليه السلام رب ما أفضل الشكر قال إن تشكرني
على كل حال
148 - وحدثني محمد بن عباد بن موسى ثنا أبي ثنا عبيد الله بن أبي حميد قال سمعت بكر بن عبد الله المزني (7) يقول
139

لقيت أخا لي من إخواني من (1) الضعفاء فقلت يا أخي أوصني قال
ما أدري ما أقول غير أنه ينبغي لهذا العبد أن لا يفتر عن الحمد والاستغفار
فابن آدم بين نعمة وذنب ولا تصلح النعمة إلا بالحمد والشكر ولا
يصلح الذنب إلا بالتوبة والاستغفار قال فأوسعني علما ما شئت
149 - حدثني (2) أحمد بن إبراهيم حدثني أبو جعفر قال
سمعت يحيى بن سليمان (3) ذكر عن عبد العزيز بن أبي رواد (4) قال
رأيت في محمد بن واسع (5) قرحة (6) قال فكأنه رأى ما شق
علي منها فقال لي تدري (7) ماذا لله تعالى علي من هذه القرحة من نعمة
فأسكت قال إذ (8) لم يجعلها على (9) حدقتي ولا على طرف لساني
ولا على طرف ذكري فهانت علي قرحته
150 - حدثنا سعيد بن سليمان (1) عن عباد بن العوام (11) عن
140

هلال بن خباب (1) عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عباس يا عم النبي أكثر الدعاء
بالعافية (2)
151 - حدثنا أحمد بن عمر المقدمي (3) قال ثنا حسين بن
علي (4) عن زائدة (5) عن عاصم (6) عن أبي صالح (7) عن أبي هريرة
رضي الله عنه قال
قام أبو بكر على المنبر فقال قد علمتم ما (8) قام به
فيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أول في مقامي هذا ثم أعادها ثم بكى ثم
أعادها ثم بكى فقال إن الناس لم يعطوا في هذه الدنيا شيئا أفضل من
141

العفو والعافية فسلوهما الله عز وجل
152 - حدثنا محمد بن يزيد الرفاعي (2) قال ثنا أبو بكر بن
عياش حدثني الكلبي عن أبي صالح عن أبي عباس حدثني جابر بن
عبد الله
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة
الداع إذا دعان (3) (4) فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم انك (5) أمرت بالدعاء وتوكلت بالإجابة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك
لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك أشهد أنك فرد أحد
صمد لم (6) يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأشهد أن وعدك حق
ولقاؤك حق والجنة حق والنار حق والساعة آتية لا ريب فيها وانك
تبعث من في القبور (7)
142

153 - حدثني أبي (1) ثنا إسماعيل بن علية (2) قال ثنا سعيد
الجريري (3) عن أبي الورد بن ثمامة (4) عن اللجلاج (5) عن معاذ أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل وهو يقول
اللهم أني أسألك تمام النعمة فقال
ابن آدم وهل (6) تدري ما تمام النعمة قال يا رسول الله دعوة
دعوت بها أرجو بها خيرا فقال إن من تمام النعمة فواز من النار
ودخولا (8) إلى (9) الجنة (1)
154 - حدثني أبو عبد الله التيمي حدثني أبي حدثني
سفيان بن عيينة عن مسعر قال
كان عبد الاعلى التيمي يقول أكثروا سؤال العافية فإن المبتلي
وان اشتد بلاؤه ليس بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء وما
المبتلون اليوم إلا من أهل العافية بالأمس وما المبتلون بعد اليوم إلا من
143

أهل العافية اليوم ولو كان بلاء يجره إلى خير ما كنا من رجال البلاء انه
رب بلاء قد أجهد في الدنيا وأجزى (1) في الآخرة فما يؤمن (2) من أطال
المقام على معصية الله أن يكون قد بقي له في (3) بقية عمره من البلاء ما
يجهد في الدنيا ويفضحه في الآخرة ثم يقول عند ذلك الحمد لله
الذي أن قد نعمه (5) لا نحصيها وإن ندب له عملا لا نجريها وإن نعمر
فيها لا نبليها
155 - حدثنا أبو عبد لله التيمي قال سمعت أبي قال (7) قال
لي سفيان بن عيينة
أنى سمعت مسعرا يذكر عن عبد الاعلى جدك (8) في سؤال الله (9) العافية فهل تحفظه فقال فقلت أحدثك بما أحفظ فقرأت (1) عليه
فقال هو هذا هو ذا (11)
144

156 - حدثنا خلف بن هشام ثنا أبو الأحوص (1) عن منصور
عن تميم بن سلمة (2) قال
حدثت أن الرجل إذا ذكر اسم الله على أول (3) طعامه وحمده على
آخره لم يسئل عن نعيم ذلك الطعام
157 - حدثني أبو عبد الله التيمي حدثني شريح بن العابد قال
سمعت يحيى بن بليق الحمال وهو مولى لبني وديعة بن عبد الله بن لؤي
قال
كنا بطريق مكة فأصابنا عطش شديد فاكترينا دليلا يخرج (4) بنا إلى
موضع ذكر لنا أن فيه ماء فبينا نحن نسير نبادر (5) الماء بعد طلوع الفجر
إذا صوت (6) نسمعه وهو يقول ألا تقولون قال يحيى فأجبته وما
نقول فقال اللهم ما أصبح بنا من نعمة أو عافية أو كرامة في دين أو
دنيا (7) جرت علينا فيما مضى أو هي (8) جارية علينا (9) فيما بقي فإنها
منك وحدك لا شريك لك فلك الحمد بذلك عليها (1) ولك المن ولك
145

الفضل ولك الحمد عدد (1) ما أنعمت علينا وعلى جميع خلقك من
لدنك إلى منتهى علمك لا إله إلا أنت ثم قال هذا من البداء (2) إلى
البقاء (3)
159 - وحدثنا أبو عبد الله محمد (4) بن صالح بن خلف (5) التيمي
قال ثنا أبو يوسف الأعشى عن شيبان (6) قال
كان الحسن إذا جلس مجلسا يقول اللهم (7) لك الحمد بالاسلام
ولك الحمد بالقرآن ولك الحمد بالأهل والمال بسطت رزقنا وأظهرت
أمننا (8) وأحسنت معافاتنا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد
كثيرا كما تنعم كثيرا وصرفت شرا كثيرا فلوجهك
الجليل الباقي الدائم الحمد الحمد لله رب العالمين
159 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل ثنا جرير وأبو معاوية عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من هو أسفل منكم فإنه أجدر ألا
تزدروا نعمة الله عليكم (9)
146

160 - حدثنا خلف بن هشام ثنا خالد (1) عن حصين (2) عن
مجاهد قال
كان بن عمر إذا كان في سفر فطلع الفجر رفع
صوته ونادى (3) سمع حامد بحمد الله ونعمته وحسن بلائه علينا ثلاثا
اللهم صاحبنا فأفضل علينا ثلاثا عائذا (4) بالله من النار ثلاثا لا حول
ولا قوة إلا بالله ثلاثا (5)
161 - حدثنا محمد بن الحسين قال حدثني الحسين بن الربيع
147

وخلف بن تميم قال ثنا سلام بن سليم ثنا محمد بن النضر
الحارثي (1) قال
بلغني أن الله تبارك وتعالى أوحى إلى موسى عليه السلام أن
يا موسى بن عمران كن يقظانا مرتاد الفلا أخدانا (3) وكل خدن لا يؤتيك
على مسرتي فلا تصحبه فإنه ذلك عدو (4) وهو يقسي قلبك وأكثر من
ذكري حتى تستوجب الشكر وتستكمل المزيد
162 - حدثنا خلف بن هشام ثنا الحكم بن سنان (5) عن
حوشب (6) عن الحسن قال
خلق الله آدم حين خلقه فأخرج أهل الجنة من صفحته اليمنى
وأخرج أهل النار من صفحته اليسرى فدبوا على وجه الأرض منهم (7)
الأعمى والأصم والمبتلي فقال آدم يا رب ألا سويت بين ولدي قال
يا آدم أردت أن أشكر
163 - حدثني محمد بن الحسين حدثني عبد الله بن مسلمة
وابن أبي أويس (8) قالا ثنا سليمان بن بلال عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن
148

عن عبد الله بن عنبسة عن ابن غنام (1) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
من قال حين يصبح اللهم ما أصبح (2) بي من نعمة أو بأحد من
خلقك فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد ولك الشكر إلا أدى
شكر ذلك اليوم (3)
164 - حدثني محمد بن الحسين حدثني علي بن بحر (4) قال حدثني محمد بن المعلي (5) الكوفي عن زياد بن خيثمة عن أبي
داود (6) عن عبد الله بن سخبرة عن سخبرة (7) قال
149

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابتلي فصبر وأعطى فشكر وظلم فغفر
ثم وظلم فاستغفر ثم شكر (1) ثم سكت قالوا ما له يا رسول الله قال
أولئك لهم الامن وهم مهتدون (2)
165 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا سفيان حدثني
رجل من أسنانا (3) أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى رجلا بثلاث قال
أكثر ذكر الموت يسلك عما سواه وعليك بالدعاء فإنك لا تدري
متى يستجاب لك وعليك بالشكر فإن الشكر زيادة (4)
150

166 - حدثنا علي بن حرب الطائي (1) حدثنا حسين بن
علي الجعفي عن أبي موسى (2) قال
كان عمرو إذا أتي بطعامه لم يزل مخمرا (3) حتى يقول هؤلاء
الكلمات الحمد لله الذي هدانا وأطعمنا وسقانا ونعمنا الله أكبر اللهم
ألفتنا نعمتك (4) ونحن بكل شر فأصبحنا وأمسينا منها (5) بكل خير
أسألك (6) تمامها وشكرها لا خير إلا خيرك ولا إله غيرك إله الصالحين
ورب العالمين الحمد لله لا إله إلا أنت ما شاء الله لا قوة إلا
بالله اللهم بارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار
167 - حدثنا محمد بن إدريس الحنظلي حدثنا بشر بن محمد
الواسطي حدثنا خالد بن محدوج أبو روح (7) عن أنس بن مالك رضي الله عنه
قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أكل قال الحمد لله الذي أطعمني وسقاني
وهداني وكل (8) بلاء حسن أبلاني الحمد لله الرازق ذي (9) القوة
151

المثين اللهم لا تنزع منا صالح ما أعطيتناه ولا صالح ما رزقتناه (1) واجعلنا لك
من الشاكرين (2)
168 - حدثنا الفضل بن سهل قال ثنا عبد الله بن محمد بن
عمارة حدثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن زهرة بن معبد (3) عن أبي
عبد الرحمن الحبلي (4) عن أبي أيوب عن الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان إذا أكل قال الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه وجعل له
مخرجا (5)
169 - حدثنا عبد الله بن محمد بن عون قال ثنا (6) روح بن
152

عبد الرحمن عن شيخ من بني تميم عن وهب بن منبه قال
رؤوس النعم ثلاثة (1) فأولها نعمة الاسلام التي لا تطيب الحياة إلا
بها كأن سقط والثالثة نعمة الغنى
التي لا يتم العيش إلا به (2)
170 - حدثني محمد بن الحسين حدثنا عبد الله بن محمد
عن سعيد بن عامر عن سلام بن أبي مطيع قال
أتينا الجريري (3) وكان من مشايخ أهل البصرة وكان قد قدم من
الحج فجعل يقول ابلانا (4) الله في سفرنا كذا ثم
قال كان يقال إن (5) تعداد النعم من الشكر
171 - حدثنا الحسن (6) بن يحيى بن كثير العنبري ثنا خزيمة
أبو محمد العابد قال
مر وهب بن منبه بمبتلى أعمى مجذوم مقعد عريان به
وضح وهو يقول الحمد لله على نعمته فقال رجل مع وهب أي
153

شئ بقي عليك من النعمة تحمد الله عليها فقال له المبتلي ارم
ببصرك (1) إلى أهل المدينة فانظر إلى كثرة أهلها أولا احمد الله أنه
ليس فيهم أحد يعرفه غيري
172 - حدثنا علي بن شعيب ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي
فديك (3) قال ثنا محمد بن عمرو سمعت السري بن عبد الله وهو
على الطائف وأصابنا (4) مطر فخطب الناس فقال أيها الناس أحمدوا الله
على ما وضع لكم من رزقه فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا أنعم الله
على عبده نعمة فحمده عندها فقد أدى شكرها (5)
173 - حدثني القاسم بن هشام ثنا علي بن عياش قال ثنا
إسماعيل بن عياش ثنا أبو مسكين (6) القرشي عن عبد الملك بن
154

أبى سليمان (1) عن عمرو بن مرة عن أبي البختري (2) الطائي عن علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه قال
اتى بختنصر بدانيال النبي صلى الله عليه وسلم فأمر به فحبس وضري أسدين
فألقاهما في جب معه وطين (3) عليه وعلى الاسدين ثم حبسه خمسة أيام
في الجب مع الاسدين ثم فتح عنه (4) بعد خمسة أيام فوجد دانيال قائما
يصلي والاسدان (5) في ناحية الجب لم يعرضا له فقال لبختنصر أخبرني
ماذا قلت فدفع عنك قال قلت الحمد لله الذي لا ينسى (6) من ذكره
والحمد لله الذي لا يخيب من رجاه (7) الحمد لله الذي لا يكل من
توكل عليه إلى غيره الحمد لله الذي هو (8) ثقتنا حين تنقطع عنا الحيل
الحمد لله الذي هو رجاؤنا حين (9) يسوء ظنوننا بأعمالنا الحمد لله الذي
يكشف ضرنا (10) عند كربنا الحمد لله الذي يجزي بالاحسان إحسانا
الحمد لله الذي يجزي بالصبر نجاة (11)
155

174 - حدثني علي بن شعيب ثنا بن أبي فديك (1) قال
بلغني (2) عن جعفر بن محمد (3) عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
نظر في المرآة قال
الحمد لله الذي خلقني فأحسن خلقي (4) وخلقي وزان مني ما شان
من غيري (5)
175 - حدثنا إسماعيل بن أسد (6) قال ثنا يعلي بن عبيد قال
ثنا محمد بن عون الخرساني عن ابن سيرين قال
كان بن عمر يكثر النظر في المرآة وتكون معه في الاسفار فقلت
له ولم قال أنظر فما كان في وجهي زين وهو (7) في وجه غيري شين
احمد الله عليه
156

176 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا يحيى به المثنى الحلبي
قال سمعت سفيان بن عيينة يقول
عمل رجل من أهل الكوفة بخلق دنئ فاعتق جارية له إذ عافاه (1)
الله من ذلك الخلق
قال وأمطر أهل مكة (2) مطرا فهدمت منه البيوت فاعتق بن أبي
داود رواد (3) جارية له شكرا لله عز وجل إذ عفاه من ذلك
177 - حدثني قاسم بن هاشم حدثني أبو عتبة الحسن بن
علي بن سلمة البراد (4) قال سمعت أبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم (5)
وسأله رجل فقال كما تمام النعمة قال أن تضع رجلا على السراط (6) ورجلا في الجنة
178 - حدثني إبراهيم بن راشد قال ثنا أبو ربيعة قال حدثني
سالم أبو عتاب (7) سمعت بكر بن عبد الله المزني (8) يقول
يا بن آدم إذا أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض
عينيك
157

179 - حدثني محمد بن إدريس (1) قال حدثني روح بن عبد الواحد
الحراني ثنا بن السماك عن مقاتل بن حيان (2) وأسبغ عليكم
نعمه ظاهرة وباطنة (3) قال أما الظاهرة فالاسلام وأما الباطنة فستره
عليكم بالمعاصي (4)
180 - وحدثني محمد بن إدريس (1) ثنا محمد بن مخلد
الحراني قال ثنا ضمرة (5) عن ابن شوذب (6) قال قال عبد الله (7)
إن لله عز وجل على أهل النار منة ولو شاء أن يعذبهم بأشد من النار لعذبهم
181 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة (8) قال ثنا حماد بن
زيد عن بديل بن ميسرة أن مطرفا (9) كان يقول
لان أعافي وأشكر أحب إلي (10) من أن أبتلي فأصبر وزعم أن
158

أبا العلاء يزيد بن عبد الله الشخير (1) كان يقول اللهم أي ذبلك كان
فعجله (2) لي
182 - حدثنا موسى بن عمران الجصاص سمعت أبا سليمان
الداراني قال
جلساء الرحمن عز وجل يوم القيامة من جعل فيه خصال الكرم والسخاء
والحلم والرحمة والرأفة والشكر والبر والصبر
183 - حدثني القاسم بن هاشم ثنا محمد بن سنان العوقي (4) ثنا عبد الله بن عمر (5) عن سهيل بن أبي صالح (6) عن أبيه عن أبي
هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (7)
من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به
وفضلني عليك وعلى جميع خلقه (8) تفضيلا فقد أدى شكر تلك
النعمة (9)
159

184 - حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي ثنا الحارث بن
مسكين قال ثنا عبد الله بن وهب سمعت عبد الرحمن بن زيد بن
أسلم يقول
الشكر يأخذ بحرم (1) الحمد وأصله وفرعه قال (2) فلينظر (3) في
نعم (4) من الله في بدنه وسمعه (5) وبصره ويديه ورجليه وغير ذلك
ليس من هذا شئ إلا و (6) فيه نعمة من الله حق على العبد أن يعمل
بالنعم اللاتي هي في بدنه لله في طاعته ونعمة (7) أخرى في الرزق حق
عليه أن يعمل الله فيما أنعم به (8) عليه من الرزق في طاعته فمن عمل بهذا
فقد (9) كان قد أخذ بحزم (10) الشكر واصله وفرعه
160

185 - حدثني عبد الله بن أبي بدر ثنا إسماعيل بن إبراهيم
عن الجريري عن أبي الورد ثمامة عن عمرو بن مرداس عن كعب
قال
ما أنعم الله عز وجل على عبد من نعمه في الدنيا فشكرها لله عز وجل وتواضع بها
لله إلا أعطاه الله (1) نفعها في الدنيا ويرفع له بها في الآخرة وما
أنعم الله على عبد من نعمه في الدنيا فلم يشكر لله ولم يتواضع بها لله
إلا منعه الله نفعها في الدنيا وفتح له طبقا من النار يعذبه إن شاء أو
يتجاوز (2) عنه
186 - حدثني أبو إسحاق الآدمي ثنا عيسى بن موسى
العبدي ثنا رجاء (3) صاحب السقط قال قال الحسن
من لا يرى لله نعمة إلا في مطعم أو شرب أو لباس فقد قصر
علمه وحضر عذابه
187 - حدثني سلمة بن شبيب قال ثنا سهل بن عاصم ثنا
أبو ربيعة ثنا هشام بن سلمان قال
كنت قاعدا عند الحسن وبكر بن عبد الله المزني فقال له الحسن
هات يا أبا عبد الله دعوات لاخوانك فحمد الله وأثنى عليه وصلى على
النبي صلى الله عليه وسلم ثم قالوا لله ما أدري أي النعمتين أفضل علي وعليكم أنعمة
المسلك (4) أم نعمة المخرج إذ أخرجه الله منا قال الحسن لقد قلت
161

عجبا (1) يا بكر (2) أنها لمن نعمه العظام
188 - حدثني إبراهيم بن عبد الملك قال ثنا هشام بن عمار
قال ثنا عمرو بن واقد ثنا يزيد بن أبي مالك عن شهر بن حوشب
قال سمعت عائشة رضي الله عنه تقول
ما من عبد يشرب من الماء القراح (3) فيدخل بغير أذى ويخرج بغير أذى
إلا وجب عليه الشكر
189 - حدثنا أحمد بن إبراهيم قال ثنا سعيد بن عامر قال (4) حدثني أسماء بن عبيد (5) عن الحسن قال يا لها من نعمة تأكل لذة (6) وتخرج سرحا (7) لقد كان ملك من ملوك هذه القرية يرى الغلام من غلمانه
يأتي الحب فيكتاز (8) منه ثم يجرجر قائما فيقول يا ليتني (9) مثلك
ما يشرب (10) حتى يقطع عنقه العطش فإذا شرب كان له في تلك الشربة
موتات يا لها من نعمة تأكل بلذة وتخرج سرحا (11)
162

190 - حدثني الحسن بن علي العجلي حدثني علي بن عبد
الرحمن قال
كتب بعض الحكماء إلى أخ له أما بعديا أخي فقد أصبح بنا من
نعم الله عز وجل ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه (1) فما ندري أيها نشكر أجميل
ما ظهر (2) أم قبيح ماستر
191 - حدثني سلمة بن شبيب (3) قال ثنا سهل بن عاصم قال
ثنا يوسف بن بهلول سمعت عباءة بن كليب (4) يقول كتب (5) إلى
ابن السماك
أما بعد فإني كتبت إليك وأنا مسرور مستور فأنا بهما مغرور (6)
ذنب ستره علي فقد طابت نفسي لي كأنه مغفور ونعم أبلاها (7) فأنا بها
مسرور كأني بها على تأدية الحقوق فليت شعري ما عواقب هذه
الأمور
192 - حدثني هارون بن عبد الله ثنا محمد بن يزيد بن
خنيس (9) عن إبراهيم بن عبد الله المديني قيل هو بن ميمون قال
163

نعم قال فهل قال نعم (1) قال قيل للحسن ها هنا رجل لم نره قط جالسا إلى أحد ولا رأينا
أحدا جالسا إليه إنما هو أبدا خلف سارية وحده قال الحسن إذا رأيتموه
فأخبروني به فمروا به ذات يوم ومعهم الحسن فأشاروا إليه (2) فقالوا ذاك الرجل الذي أخبرناك به فقال امضوا حتى آتيه فلما جاءه
قال يا عبد الله أراك قد حبب (3) إليك العزلة فما يمنعك من مخالطة
الناس قال (4) ما أشغلني عن الناس قال فتأتي (5) ذا الرجل الذي
يقال له الحسن فتجلس إليه قال ما أشغلني عن الحسن وعن الناس قال
له الحسن ما الذي (6) شغلك (7) رحمك الله عن الناس وعن
الحسن قال إني أصبح وأمسي بين ذئب ونعمة فرأيت أن أشغل نفسي
عن الناس بالاستغفار من الذنب وأشكر (8) الله على النعمة فقال
الحسن أنت (9) عنى يا عبد الله أفقه عندي من الحسن فألزم ما أنت عليه
193 - حدثني هارون بن عبد الله ثنا محمد بن يزيد بن
خنيس (10) قال
164

انصرف الناس ذات يوم من العيد فرأى وهيب (2) الناس وهم
يمرون في ذلك الزي فنظر إليهم ساعة ثم قال عفا الله عنا وعنكم لئن
كنتم أصبحتم مستيقنين (3) أن الله عز وجل قد تقبل منكم هذا الشهر لقد كان ينبغي
لكم أن تصبحوا مشاغيل عما أنتم فيه بطلب الشكر وان كانت الأخرى
خائفين أن لا يكون قد تقبل منكم لقد كان ينبغي لكم أن تكونوا أشغل
قلوبا (4) عما أنتم فيه اليوم
194 - حدثني حمزة بن العباس أنبأ عبدان (5) بن عثمان أنبأ عبد الله قال
سمعت علي بن صالح في قوله عز وجل * (لئن شكرتم لأزيدنكم) * (6) قال أي من طاعتي
195 - قال سلمة بن شبيب قال (7) ثنا محمد بن منيب (8)
قال حدثني السري بن يحيى عن عنبسة بن الأزهر (9) قال
كان محارب بن دثار (10) قاضي أهل الكوفة قريب الجوار مني
165

فربما سمعته في بعض الليل يقول ويرفع صوته أنا الصغير الذي ربيته
فلك الحمد وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد وأنا الفقير الذي أغنيته
فلك الحمد وأنا الساغب الذي أشبعته فلك الحمد (1) وأنا
الصعلوك (2) الذي مولته (3) فلك الحمد وأنا العزى الذي زوجته فلك
الحمد وأنا الساغب (4) الذي أسبغته (5) فلك الحمد وأنا العاري الذي
كسوته فلك الحمد وأنا المسافر الذي صاحبته فلك الحمد وأنا الغائب الذي أديته (6) فلك الحمد وانا الراجل الذي حملته فلك الحمد وانا المريض الذي شفيته فلك الحمد وانا السائل الذي أعطيته فلك الحمد
وانا الداعي الذي أجبته فلك الحمد فلك الحمد ربنا حمد كثير على حمد
لك (7)
196 - حدثني علي بن الحسن سمعت أبا طالب (8) يقول في
كلامه
166

أختط (1) لك الانف فأقامه وأتمه وحسن (2) تمامه ثم أدار منك
الحدقة فجعلها بجفون مطبقة وبأشفار (3) مغلقة (4) ونقلك من طبقة إلى
طبقة (5) وحنن عليك الوالدين برقة ومقة (6) فنعمه عليك مورقة وأياديه
بك محدقة
197 - حدثنا أحمد بن إبراهيم ثنا موسى بن إسماعيل ثنا
عبد الواحد بن صفوان (7) قال سمعت الحسن إذا قعد في مجلسه قال
اللهم لك الحمد بما بسطت رزقنا (8) وأظهرت أمتنا وأحسنت
معافاتنا ومن كل ما سألناك من صالح أعطيتنا فلك الحمد بالاسلام
ولك الحمد بالأهل والمال ولك الحمد باليقين والمعافاة
198 - حدثنا محمد بن صالح التميمي قال كان بعض العلماء
يقول إذا تلا * (وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) * (9) قال سبحان من لم
يجعل في أحد معرفة نعمه الا المعرفة بالتقصير عن معرفتها كما لم
167

يجعل في احمد من اداركه أكثر من العلم انه لا يدركه فجعل معرفة نعمه
بالتقصير عن معرفتها شكرا كما شكر (1) علم العالمين أنهم لا يدركونه (2) فجعله أيمانا علما منه أن العباد لا يتجاوزون (3) ذلك
199 - حدثني حمزة بن العباس أنبأ عبدان (4) بن عثمان قال أنبأ
عبد الله (5) قال أنبأ معمر (6) قال
سمعت صالح بن مسمار يقول ما أدري أنعمته
الله علي فيما
بسط علي أفضل أم نعمته فيما زوي عني
200 - وبه (8) أنبأ عبد الله أنبأ المثنى بن الصباح عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده (9) قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول خصلتان من كانتا فيه كتبه الله صابرا
شاكرا ومن لم يكونا فيه لم يكتبه صابرا ولا شاكرا من نظر في دينه
إلى من هو فوقه فاقتدى به ومن نظر في دنياه إلى من هو دونه فحمد الله
على ما فضله به كتبه الله صابرا شاكرا ومن نظر في دينه إلى من هو
دونه ونظر في دنياه إلى من هو فوقه فأسف على ما فاته منه (10) لم
168

يكتبه (1) الله لا شاكرا ولا صابرا (2)
201 - وبه (3) حدثني حمزة أنبأ عبدان أنبأ عبد الله أنبأ المثنى
ابن الصباح عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن
العاص رضي الله عنه قال
اربع خصال من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة من كان عصمة
أمره لا إله إلا الله وإذا أصابته مصيبة قال إنا لله وإنا إليه راجعون (4)
وإذا أعطى شيئا قال الحمد لله وإذا أذنب ذنبا قال استغفر الله
169

202 - وبه (1) حدثني حمزة بن العباس أنا عبدان أنا عبد الله
وهو ابن المبارك عن شبل (2) عن بن أبي نجيح عن مجاهد
أنه كان نوح (3) عبدا شكورا قال لم يأكل شيئا قط إلا حمد الله
عليه ولم يشرب شرابا قط إلا حمد الله ولم (4) يمش مشيا قط إلا
حمد الله عليه ولا (5) يبطش بشئ قط إلا حمد الله عليه فأثنى الله عليه
انه كان عبدا شكورا (6)
203 - وبه حدثني حمزة أنا عبدان أنبأ عبد الله اخبرني هشام
ابن سعد قال سمعت محمد بن كعب القرظي (7) قال
كان نوح صلى الله عليه وسلم إذا أكل قال الحمد لله وإذا شرب قال الحمد الله وإذا (8)
لبس قال الحمد لله وإذا ركب قال الحمد لله فسماه الله عبدا شكورا
204 - بلغني (9) عن بعض الحكماء قال لو لم يعذب الله على
معصيته (10) لكان ينبغي أن لا يعصي لشكر نعمته
170

بلغ مقابلة بحسب الطاقة فصح ولله الحمد والمنة
آخر كتاب الشكر كتبه يحيى بن عبد الرحيم بن مسلمة ختم الله
له... وقضى حوائجه والحمد لله وحده وصلواته على سيدنا محمد وآله
وصحبه أجمعين وسمل تسليما إلى يوم الدين.
171