الكتاب: بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث
المؤلف: الحارث بن أبي أسامة
الجزء:
الوفاة: ٢٨٢
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: مسعد عبد الحميد محمد السعدني
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير - القاهرة
ردمك:
ملاحظات:

من كنوز التراث
بغية الباحث
عن
زوائد مسند الحارث
للحافظ الجليل نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي
المتوفى سنة 807 ه‍
حققه وعلق عليه
مسعد عبد الحميد محمد السعدني
دار الطلائع
للنشر والتوزيع والتصدير
59 شارع عبد الحكيم الرفاعي ناصية امتداد مكرم عبيد
وسمير فرحات - مدينة نصر - القاهرة - فاكس 2480483
تليفون 2479863 / 2604642
1

الوكلاء بالدول العربية
السعودية
الدار البيضاء
ت 4240776 - 4240794 فاكس 4251624 ص. پ: 89562 الرياض
الرمز - 11692
كنوز المعرفة
جدة ت: 6510421 فاكس 6442273 ص. پ: جدة 21487
المغرب
دار المعرفة
40 شارع فيكتور هيكو - الدار البيضاء ص. پ: 4150 ت: 300567 - 309520
المكتبة السلفية
12 حي الداخلة - زنقة الإمام القسطلاني - الدار البيضاء ت: 307643
الإمارات
دار الفضيلة
دبى - ديرة - ص. ب: 1575 ت 694968 فاكس 6211276
البحرين
دار الحكمة
ص. ب: 15765 هاتف 336032
الجماهيرية العربية الليبية
دار الفرجانه
ص. ب: 132 هاتف 44873 - 604431 طرابلس: الجماهيرية العربية الليبية
2

بسم الله الرحمن الرحيم
3

جميع الحقوق محفوظة للناشر
4

مقدمة
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ به من شرور أنفسنا، ومن
سيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) [آل عمران: 102]
(يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم
رقيبا) [النساء: 1]
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم
ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوز عظيما) [الأحزاب: 70 - 71]
أما بعد: فإن الله - سبحانه - اختار محمدا - صلى الله عليه وسلم - من عباده، واستخلصه
لنفسه من بلاده، فبعثه إلى خلقه بالحق بشيرا، ومن النار لمن زاغ عن سبيله نذيرا،
ليدعوا الخلق من عباده إلى عبادته ومن اتباع السبل إلى لزوم طاعته. ثم لم يجعل الفزع
عند وقوع حادثة، ولا الهرب عند وجود نازلة إلا إلى الذي أنزل عليه التنزيل. وتفضل
على عباده بولايته التأويل، فسنته الفاصلة بين المتنازعين، وآثاره القاطعة بين الخصمين.
(فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم
حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) [النساء: 65]
وقد آمن به من خاطبهم بقوله - صلى الله عليه وسلم -: " أنتم خير أهل الأرض " وهم الذين
لازموه، واتبعوا النور الذي أنزل معه، وعلموا أن الأخذ بسنته اتباع لكتاب الله،
واستكمال بطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها، ولا النظر
في شئ خافها، من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور، ومن تركها
اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.
ولا يخفى على كل ذي بصيرة أن الحديث النبوي هو قول الرسول - صلى الله عليه وسلم -
وفعله، وإقراره. وفى كل ذلك هو مبين وموضح لما جاء في القرآن الكريم، من
النصوص العامة، والمطلقة والمجملة.
5

وهو مما أمره الله به في قوله: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل
إليهم). (النحل: 44).
فالرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أمر - بمقتضى هذ النص - أن يبين معاني القرآن، وما
يؤخذ عنه من أحكام العقائد، والعبادات، والمعاملات، والأخلاق. فكان - صلى الله عليه وسلم -
بسنته القولية والفعلية، هو المعبر عن كتاب الله، الدال على معانيه، الهادي إلى طرق
تطبيقه.
فالقرآن والحديث شيئان متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، وهما المصدران
الأساسيان لدين الإسلام.
ولما كان الحديث النبوي مبينا للقرآن وشارحا له - وهو صادر عن المعصوم الذي
لا ينطق عن الهوى، والمسدد بتأييد الله له - فقد افترض الله - عز وجل - على العباد
طاعته، - وقرن ذلك بطاعته - واتباع سنته، والرجوع إليها فيما اختلفوا فيه من
شئ، والرضي بها، والتسليم لها، وطرح ما سواها، وعدم الاعتداد بقول أحد - كائنا
من كان - إذا كان يخالفها، أو يتأولها على غير وجهها، وقد جاء ذلك صراحة في
عدة آيات من كتاب الله.
قال تعالى: (فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا
في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما). [النساء: 65]
وقال: (وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون) [آل عمران: 132]
وقال: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين
والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) [النساء: 69]
وقال: (من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم
حفيظا) [النساء: 80].
وقال: (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا) [المائدة: 92]. وقال: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم
الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا) [الأحزاب: 36]
وقال: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) [الحشر: 7].
ومن هنا اشتدت عناية صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما صدر عنه من أقوال وأفعال
فحفظوها في صدورهم، وقيد بعضها عدد غير قليل منهم في الصحف وبلغوها لمن
جاء بعدهم من التابعين، بدقة بالغة، وعناية لا نظير لها. ثم جاء عصر التابعين، فحذوا
6

حذو الصحابة في حفظ الحديث وكتابته، فكان العالم منهم يتردد على صحابة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - الذين كانوا في بلده فيحفظ مروياتهم، ويعقل فتاويهم، ويعي تأويلهم
للآي الكريم.
واستقر الأمر على ذلك إلى رأس المئة الأولى من الهجرة في ولاية الخليفة الراشد
عمر بن عبد العزيز، فرأى جمع الحديث والسنن، وتدوينها تدوينا عاما خشية أن يضيع
منها شئ بموت حافظيها، فقد روى مالك في " الموطأ " برواية محمد بن الحسن أن
عمر بن عبد العزيز كتب إلى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم - وكان إذ ذاك
على إمرة المدينة المنورة موئل العلماء والحفاظ -: أن انظر ما كان من حديث رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أو سنته، أو حديث عمر، أو نحو هذا، فاكتبه، فإني خفت دروس
العلم، وذهاب العلماء، وأوصاه أن يكتب ما عند عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية،
والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وهما على رأس من جمع حديث أم المؤمنين عائشة،
وما عندهم من العلم.
وكتب أيضا إلى العالم الجليل، المحدث الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن
عبد الله بن شهاب الزهري (ت 124 ه‍)، أن يدون الحديث والعلم، فكان كما
قال أبو الزناد: " يطوف على العلماء، ومعه الألواح والصحف، يكتب كل ما
يسمع ". ثم شاع التدوين في الطبقة التي تلى طبقة الزهري، وأبى بكر بن حزم،
فصنف عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة، (ت 150 ه‍)، وأبو عمرو عبد
الرحمن بن عمرو الأوزاعي، (ت 156 ه‍) بالشام، وأبو عبد الله سفيان بن سعيد
الثوري، (ت 161 ه‍) بالكوفة، وحماد بن سلمة بن دينار، (ت 176 ه‍) بالبصرة، ومعمر بن راشد، (ت 151 ه‍) باليمن، كتابه الجامع، ومحمد بن
إسحاق، (ت 151 ه‍) صاحب السيرة والمغازي، وعبد الله بن المبارك،
(ت 181 ه‍) بخراسان، وهشيم بن بشير (ت 188 ه‍) بواسط، وجرير بن عبد
الحميد، (ت 188 ه‍) بالري، والليث بن سعد (ت 175 ه‍) بمصر.
ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم، إلى أن رأى بعض الأئمة
منهم أن يفرد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة، وذلك على رأس المئتين، فصنف عبيد
الله بن موسى العبسي، (ت 213 ه‍) مسندا، وصنف مسدد بن مسر هد البصري،
(ت 228 ه‍) مسندا، وصنف أسد بن موسى الأموي (ت 212 ه‍) مسندا،
7

وصنف نعيم بن حماد الخزاعي، (ت 228 ه‍) مسندا - وكان نزيل مصر.
ثم اقتفى الأئمة - بعد ذلك - أثرهم فقلما نجد إماما من الحفاظ إلا وصنف حديثه
على المسانيد، كالإمام أحمد بن حنبل، (ت 241 ه‍)، وإسحاق بن راهويه،
(ت 238 ه‍)، وعثمان بن أبي شيبة، (ت 239 ه‍). وغيرهم من النبلاء ومنهم
من صنف على الأبواب، وعلى المسانيد معا، كأبي بكر بن عبد الله بن أبي شيبة،
(ت 235 ه‍).
فلما رأى البخاري - رحمه الله تعالى - هذه التصانيف ورواها، وانتشق رياها،
واستحلى محياها، وجدها - بحسب الوضع - جامعة بين ما يدخل تحت التصحيح
والتحسين، والكثير منها يشمله التضعيف فلا يقال لغثه سمين، تحركت همته لجمع
الحديث الصحيح الذي لا يرتاب فيه أمين. وقوى عزمه على ذلك ما سمعه من أستاذه
- أمير المؤمنين في الحديث والفقه - إسحاق بن إبراهيم الحنظلي المعروف بابن راهويه -
وقد كان البخاري عنده -: لو جمعتهم كتابا مختصرا لصحيح سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
قال: فوقع ذلك في قلبي، فأخذت في جمع " الجامع الصحيح ".
ثم تلاه تلميذه وصاحبه: أبو الحسين مسلم بن الحجاج النيسابوري، فصنف ثاني
كتابين ملآ الدنيا وشغلا الناس، فكانا البداية - ونعمت البداية - وكانا النواة والمنهج
للباحثين في هذا المضمار الشريف.
ولكنهما - رحمهما الله - لم يستوعبا الصحيح بما جمعاه، ولا التزما لذلك، وقد
روينا عن البخاري أنه قال: " ما أدخلت في كتابي " الجامع " إلا ما صح، وتركت
من الصحاح لملال الطول ".
وروينا عن مسلم أنه قال: " ليس كل شئ عندي صحيح وضعته هنا - يعنى
في صحيحه - وإنما وضعت هنا ما أجمعوا على صحته ".
وروى الحازمي والإسماعيلي عن البخاري قوله: " وما تركت من الصحاح
أكثر ".
وهذه النقول اعترف صريح منهما بأنهما لم يذكرا في كتابيهما كل الصحيح.
فالمجال إذا واسع، والميدان فسيح أمام من تتحقق فيه العزيمة، وصدق القصد، وسعة
الاطلاع، ودقة النقد ليتم ما بدأ به هذان الإمامان العظيمان.
8

ترجمة الحارث بن أبي أسامة
الحارث بن محمد بن أبي أسامة - واسم أبى أسامة: داهر -: الحافظ الصدوق
العالم مسند العراق أبو محمد التميمي مولاهم البغدادي الخصيب صاحب المسند
المشهور ولم يرتبه على الصحابة ولا على الأبواب ولد في سنة ست وثمانين ومائة.
وسمع من: عبد الوهاب بن عطاء، وبشر بن عمر الزهراني يزيد بن هارون
وروح بن عبادة، وكثير بن هشام، وعبد الله بن بكر السهمي، ومحمد بن عمر
الواقدي، وسعيد بن عامر الضبعي، وأبى النضر، وعثمان بن عمر بن فارس، وأبى
نوح قراد، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن أبي بكير الكرماني، وأبى جابر محمد بن
عبد الملك، ومحمد بن عبد الله بن كناسة، والأسود بن عامر شاذان، ومحمد بن
مصعب القرقساني، وقبيصة، وأبى نعيم، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وأبى عبيد،
وخلق سواهم.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن مخلد،
وأبو بكر النجاد، وعبد الصمد الطستي، وأبو بكر الشافعي، وأبو بكر بن خلاد
النصيبي، وعبد الله بن الحسين النضيري المروزي، وخلق، ذكره ابن حبان في
الثقات. وقال الدارقطني: صدوق.
قال غنجار البخاري: حدثنا محمد بن موسى الرازي: سمعت الحارث بن أبي أسامة
يقول: لي ست بنات أصغرهن بنت ستين سنة ما زوجت واحدة منهن لأنني فقير وما
جاءني إلا فقير وكرهت أن أزيد في عيالي وها كفني على الوتد من ثلاثين سنة خفت
أن لا يجدوا لي كفنا. ورواها غير غنجار عن الرازي.
وقال محمد بن محمد بن مالك الإسكافي: سألت إبراهيم الحربي عن الحارث بن
محمد وقلت إنه يأخذ الدارهم فقال: اسمع منه فإنه ثقة.
وقال أبو الفتح الأزدي: هو ضعيف لم أر في شيوخنا من يحدث عنه قلت:
هذه مجازفة ليت الأزدي عرف ضعف نفسه.
وقال البرقاني: أمرني الدارقطني أن أخرج حديث الحارث في الصحيح.
وقال ابن حزم في المحلى: ضعيف.
9

قلت: لا بأس بالرجل وأحاديثه على الاستقامة وهو الذي روى كتاب العقل عن
ابن المحبر وقيل: إنه سمعه من علي بن عاصم وأظنني رأيت ذلك له وكذا قيل: إنه
روى عن أبي بدر السكوني وقد سمعنا جملة من مسنده وذنبه أخذه على الرواية فلعله
وهو الظاهر أنه كان محتاجا فلا ضير، ولهذا عمل فيه محمد بن خلف بن المرزبان
الإخباري هذه القطعة:
أبلغ الحارث المحدث قولا عن أخ صادق شديد المحبة
وبك قد كنت تعتزى سالف الدهر قديما إلى قبائل ضبه
وكتبت الحديث عن سائر الناس وحاذيت في اللقاء ابن شبه
عن يزيد والواقدي وروح... وابن سعد والقعنبي وهدبه
ثم صنفت من أحاديث سفيان وعن مالك ومسند شعبه
وعن ابن المديني فمازلت قديما تبث في الناس كتبه
أفعنهم أخذت بيعك للعلم وإيثار من يزيدك حبه
في أبيات أخر، فلما وصلت الأبيات إليه قال: ادخلوه فضحني قاتله الله، وتوفى
الحارث يوم عرفة سنة اثنتين وثمانين ومئتين في عشر المئة.
10

ترجمة المصنف
هو علي بن أبي بكر سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح، نور الدين،
أبو الحسن الهيثمي، القاهري، الشافعي، الحافظ، ويعرف بالهيثمي.
كان أبوه صاحب حانوت بالصحراء فولد له هذا في رجب سنة خمس وثلاثين
وسبع مئة، ونشأ فقرأ القرآن ثم صحب الزين العراقي وهو بالغ، ولم يفارقه سفرا
وحضرا حتى مات - بحيث حج معه جميع حجاته، ورحل معه سائر رحلاته،
ورافقه في جميع مسموعه بمصر، والقاهرة، والحرمين، وبيت المقدس، ودمشق،
وبعلبك، وحلب، وحماة، وحمص، وطرابلس، وغيرها، وربما سمع الزين
بقراءته ولم ينفرد عنه الزين بغير ابن البابا، والتقى السبكي، وابن شاهد الجيش.
كما أن صاحب الترجمة لم ينفرد عنه بغير صحيح مسلم علي بن عبد الهادي.
وممن سمع عليه سوى ابن عبد الهادي: الميدومي، ومحمد بن إسماعيل بن
الملوك، ومحمد بن عبد الله النعماني، وأحمد بن الرصدي، وابن القطرواني،
والعرضي، ومظفر الدين محمد بن محمد بن يحيى العطار، وابن الخباز، وابن
الحموي، وابن قيم الضيائية، وأحمد بن عبد الرحمن المرداوي.
فمما سمعه على المظفر: صحيح البخاري، وعلى ابن الخباز: صحيح مسلم،
وعليه، وعلى العرضي: مسند أحمد، وعلى العرضي، والميدومي: سنن أبي داود،
وعلى الميدومي، وابن الخباز: جزاء ابن عرفة.
وهو مكثر سماعا وشيوخا، ولم يكن الزين يعتمد في شئ من أموره إلا عليه
حتى أنه أرسله مع ولده الولي لما ارتحل بنفسه إلى دمشق، وزوجه ابنته خديجة،
ورزق منها عدة أولاد، وكتب الكثير من تصانيف الشيخ، بل قرأ عليه أكثرها،
وتخرج به في الحديث، بل دربه في إفراد زوائد كتب: كالمعاجم الثلاثة للطبراني،
والمسانيد: لأحمد، والبزار، وأبى يعلى، على الكتب الستة.
وابتدأ أولا بزوائد أحمد فجاء في مجلدين، وكل واحد من الخمسة الباقية في تصنيف
إلا الطبراني الأوسط والصغير فهما في تصنيف. ثم جمع الجميع في كتابه واحد محذوف
الأسانيد سماه " مجمع الزوائد " وكذا أفرد زوائد " صحيح ابن حبان " على
11

الصحيحين، ورتب أحاديث " الحلية " لأبي نعيم على الأبواب، ومات عنه مسودة،
فبيضه وأكمله شيخنا في مجلدين، وأحاديث " الغيلانيات "، و " الخلعيات " وفوائد
تمام، والأفراد للدارقطني أيضا على الأبواب في مجلدين، ورتب كلا من " ثقات ابن
حبان " و " ثقات العجلي " على الحروف. وأعانه بكتبه، ثم بالمرور عليها، وتحريرها
وعمل خطبها، ونحو ذلك، وعادت بركة الزين عليه في ذلك وفى غيره. كما أن الزين
استروح بعد بما عمله سيما " الجمع ".
وكان عجبا في الدين والتقوى والزهد والإقبال على العلم، والعبادة، والأوراد،
وخدمة الشيخ، وعدم مخالطة الناس في شئ، من الأمور، والمحبة في الحديث وأهله.
وحدث بالكثير رفيقا للزين، بل قل أن حدث الزين بشئ إلا وهو معه وكذلك
قل أن حدث هو بمفرده لكنهم بعد وفاة الشيخ أكثروا عنه. ومع ذلك فلم يغير حاله،
ولا تصدر، ولا تمشيخ. وكان مع كونه شريكا للشيخ يكتب عنه الأمالي بحيث كتب
عنه جميعا. وربما استملى عليه، ويحدث بذلك عن الشيخ لا عن نفسه إلا لمن يضايقه،
ولم يزل على طريقته حتى مات في ليلة الثلاثاء تاسع عشر رمضان سنة سبع بالقاهرة،
ودفن من الغد خارج باب البرقية منها، رحمه الله وإيانا.
وقد ترجمه ابن خطيب الناصرية في حلب، والتقى الفاسي في " ذيل التقييد "
وشيخنا في معجمه، وإنبائه، ومشيخه البرهان الحلبي، والغرس خليل الأقفهسي في
" معجم ابن ظهيرة " والتقى ابن فهد في معجمه، وذيل الحفاظ، وخلق كالمقريزي
في عقوده.
قال شيخنا في معجمه: وكان خيرا، ساكنا، لينا، سليم الفطرة، شديد الإنكار
للمنكر، كثير الاحتمال لشيخنا ولأولاده، محبا في الحديث وأهله، ثم أشار لما سمعه
منه وقرأه عليه. وأنه قرأ عليه إلى أثناء الحج من " مجمع الزوائد " سوى المجلس الأول
منه ومواضع يسيرة من إثنائه، ومن أول زوائد مسند أحمد إلى قدر الربع منه.
قال: وكان يودني كثيرا ويعينني عند الشيخ، وبلغه أنني تتبعت أوهامه في " مجمع
الزوائد " فعاتبني، فتركت ذلك إلى الآن، واستمر على المحبة والمودة.
قال: وكان كثير الاستحضار للمتون، يسرع الجواب بحضرة الشيخ، فيعجب
الشيخ ذلك. وقد عاشرتهما مدة فلم أرهما يتركان قيام الليل، ورأيت من خدمته
لشيخنا وتأدبه معه من غير تكلف لذلك ما لم أره لغيره، ولا أظن أحدا يقوى عليه.
12

وقال في إنبائه: إنه صار كثيرا الاستحضار للمتون جدا لكثرة الممارسة، وكان
هينا، دينا، خيرا، محبا في أهل الخير، لا يسأم ولا يضجر من خدمة الشيخ وكتابة
الحديث، سليم الفطرة، كثير الخير والاحتمال للأذى، خصوصا من جماعة الشيخ،
وقد شهد لي بالتقدم في الفن جزاه الله عنى خيرا (*).
قال: وكنت قد تتبعت أوهامه في كتابه " المجمع " فبلغني أن ذلك شق عليه
فتركته رعاية له.
قلت: وكان مشقته لكونه لم يعلمه هو بل أعلم غيره. وإلا فصلاحه ينبو عن
مطلق المشقة أو لكونها غير ضرورية بحيث ساغ لشيخنا الإعراض عنها. والأعمال
بالنيات.
وقال البرهان الحلبي: إنه كان من محاسن القاهرة، ومن أهل الخير، غالب نهاره
في اشتغال وكتابة، مع ملازمة خدمة الشيخ في أمر وضوئه وثيابه، ولا يخاطبه إلا
بسيدي حتى كان في أمر خدمته كالعبد، مع محبته للطلبة والغرباء وأهل الخير كثرة
الاستحضار جدا.
وقال التقى الفاسي: كان كثير الحفظ للمتون والآثار، صالحا خيرا.
وقال الأقفهسي: كان إماما، عالما، حافظا، زاهدا، متواضعا، متوددا إلى
الناس، ذا عبادة وتقشف وورع. انتهى.
والثناء على دينه، وزهده، وورعه، ونحو ذلك كثير جدا بل هو في ذلك كلمة
اتفاق.
وأما في الحديث فالحق ما قاله شيخنا أنه كان يدرى منه فنا واحدا، يعنى: " الذي
دربه فيه شيخهما العراقي.
قال: وقد كان من لا يدرى يظن لسرعة جوابه بحضرة الشيخ أنه أحفظ، وليس
كذلك. بل الحفظ: المعرفة. رحمه الله وإيانا ".

الضوء اللامع (5 / 200 - 203)، وانظر ذيل تذكرة الحفاظ ص: (239 - 241)، وذيل الذيل
ص: (372)، وشذرات الذهب (7 / 70)، وكشف الظنون ص: (957، 1400)، وإيضاح المكنون
(1 / 186)، (2 / 566)، وهدية العارفين (1 / 727)، والأعلام (4 / 266 - 267)، ومعجم المؤلفين
(7 / 45).
13

غلاف المخطوط
14

الصفحة الأولى من المخطوط
15

الصفحة الثانية من المخطوط
16

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه. الحمد لله وسلامه على عباده
الذين اصطفى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله إذا وعد وفى.
وأشهد أن محمد عبده ورسوله صاحب المقام المحمود وكفى، صلى الله عليه على آله وصحبه أهل الصدق والوفاء، وبعد:
فإن سيدي وشيخي شيخ الإسلام زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين
العراقي - أحسن الله إليه وأرضاه وجعل الجنة مثوانا ومثواه - أهلني لإفراز كتب
فسررت بذلك، ثم أمرني بتخريج زوائد الحارث بن محمد بن أبي أسامة، وزادني
في ذلك رغبة حظ سيدي وشيخي وابن شيخي الشيخ ولي الدين أبو زرعة ولد
شيخي - أحسن الله إليه - على ذلك، فجمعتها من نسخة من تجزئة سبعة وثلاثين
جزءا، فوجدتها ناقصة الجزء الثالث عشر، ومقداره عشر ورقات أو نحوها، وصفحة
من أول الجزء الحادي عشر، وصفحة من أول الجزء الأخير، وأنا أتطلب ذلك، إلى
الآن لم أجدها، وعسى أن يسهلها الله بمنه وفضله آمين.
وقد سميته " بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث "، ورتبته على كتب أذكرها
لكي يسهل الكشف منه:
كتاب الإيمان، كتاب العلم، كتاب الطهارة، كتاب الصلاة، كتاب الجنائز،
وفى أوله كفارة المرض والعيادة، كتاب الزكاة وفيه، فضل الصدقة، كتاب الصيام،
كتاب الحج، كتاب الأضاحي، وفيه العقيقة، والصيد، والذبائح، كتاب البيوع،
كتاب الأيمان والنذور، كتاب القضاء والشهادة، كتاب الوصايا، كتاب العتق، كتاب
الفرائض، كتاب النكاح، كتاب الطلاق، كتاب اللباس، كتاب الزينة، كتاب
الإمارة، كتاب الجهاد، كتاب المغازي، كتاب التفسير، كتاب التعبير، كتاب
القدر، كتاب الفتن، كتاب الأدب، كتاب البر والصلة، كتاب علامات النبوة،
وفى أوله ذكر الأنبياء، كتاب علامات نبوة رسولنا صلى الله عليه وسلم، كتاب المناقب، كتاب
الأذكار، كتاب الأدعية، كتاب المواعظ، كتاب التوبة، كتاب الزهد، كتاب
البعث، كتاب صفة النار، كتاب صفة الجنة.
17

كتاب الإيمان
1 - باب فيمن شهد أن لا إله إلا الله، وفيما يحرم دم العبد وماله:
(1) أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ سعيد، عن قتادة، عن مسلم بن يسار،
عن عثمان بن عفان، عن عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا إلا حرم على النار: لا إله إلا الله ".
(2) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن عبد الرحمن بن عبد الله، عن
قتادة، عن أبي مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إذا شرع أحدكم الرمح إلى الرجل فإن كان عند ثغرة نحره فقال لا إله إلا الله فليرفع
عنه الرمح " قال: فقال أبو عبيدة: فجعل الله هذه الكلمة أمنة المسلم وعصمت دمه
وتحصيل الجزية أمنة الكافر وعصمت دمه وماله.
(3) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن حبيب بن أبي عمرة،
عن سعيد بن جبير، قال: خرج المقداد بن الأسود في سرية فمروا بقوم مشركين
ففروا، وأقام رجل في أهله وماله فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد، فقيل
له: أقتلته وهو يشهد أن لا إله إلا الله؟ فقال: يا رسول الله ود لو أنه فر بماله وأهله،
فقالوا: هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاسألوه فأتوه فذكروا ذلك له فقال: " أقتلته وهو
يشهد أن لا إله إلا الله؟ " فقال: يا رسول الله ود لو أنه فر بماله وأهله، قال: فنزلت
هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا) (النساء: 94) إلى
قوله: (كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم فتبينوا إن الله كان بما تعملون خبيرا).
19

(4) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب
قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثا ففتح لهم فبعثوا بشيرهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فبينا هو يخبره بفتح الله لهم وبعدد من قتل الله منهم، قال: فتفردت برجل منهم،
فلما غشيته لأقتله قال: إني مسلم، فقتلته. وقد قال إني مسلم؟ قال: يا رسول الله
إنما قال ذلك متعوذا، قال: " فهلا شققت عن قلبه؟ " قال: وكيف أعرف ذلك
يا رسول الله؟ قال: " فلا لسانه صدقت ولا قلبه عرفت إنك لقاتله، أخرج عنى
فلا تصاحبني "، قال: ثم إن الرجل توفى، فلفظته الأرض مرتين، فألقى في بعض
الأودية، فقال بعض أهل العلم: إن الأرض لتوارى من هو أنتن منه ولكنه موعظة.
2 - باب فيمن أسلم وهاجر:
(5) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن المبارك بن سعيد، قال: سمعت
منصور بن المعتمر، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن إبليس قعد لابن آدم
بأطرقة، وقعد له بطريق الإسلام قال: أتسلم وتترك والدك ومولدك وأهلك فعصاه
فأسلم، ثم قعد له بطريق الهجرة فقال له، أتهاجر وإنما المهاجر كالفرس في طوله
لا ترم فعصاه فهاجر، فقعد له بطريق الجهاد فقال له: أتجاهد إنما الجهاد كأسنمة
الفرس وهو جهد المال والنفس فتقاتل فتقتل و تنكح المرأة ويقسم المال فعصاه فجاهد " فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فمن كانت فيه هذه الخصال فمضمون على الله إن مات أو قتل
أو غرق أو احترق أن يدخله الله الجنة ".
3 - باب فيمن مات لا يشرك بالله شيئا:
(6) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال:
غزونا مع أبي أيوب أرض الروم فمرض، فلما ثقل قال: احملوني فإذا صادفتم العدو
فادفنوني تحت أرجلكم فإني محدثكم بحديث سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لولا أنى
على حالي هذه ما حدثتكموه سمعته يقول: " من مات لا يشرك بالله شيئا دخل
الجنة ". قلت: ويأتي حديث طويل في المناقب في وفاته ودفنه.
20

4 - باب في شرائع الإسلام:
(7) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا أبو جعفر، أخبرني الربيع بن أنس، قال: سمعت
أنس بن مالك، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من فارق الدنيا على الإخلاص
لله وحده وعبادته لا شريك له، وأقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، فارقها والله عنه راض
وذلك دين الله الذي جاءت به الرسل وبلغوه عن ربهم قبل تفرج الأحاديث واختلاف
الأهواء يقول الله عز وجل: " فإن تابوا خلعوا الأنداد وعنادها وأقاموا الصلاة وآتوا
الزكاة فخلوا سبيلهم ".
(8) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، ثنا عبد الله
ابن راشد - مولى عثمان بن عفان - قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن بين يدي الرحمن للوحا فيه ثلاثمائة وخمس عشرة شريعة، يقول
الرحمن: وعزتي و جلالي لا يأتيني عبد من عبادي ما لم يشرك بي شيئا فيه واحدة
منكن إلا أدخلته الجنة ".
5 - باب في خصال الإيمان والإسلام:
(9) حدثنا أبو الحسين عاصم بن علي، ثنا الحكم بن فضيل، ثنا سيار أبو الحكم،
عن شهر بن حوشب، عن ابن عباس، قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد في الناس
إذ دخل رجل يتخطى الناس وضع يده على ركبتي النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما الإسلام
يا رسول الله؟ قال: " الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله "،
قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟ قال: " نعم ". قال: فما الإيمان يا رسول الله؟
قال: " أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والحساب والميزان
والحياة بعد الموت والقدر كله خيره وشره "، قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت
يا رسول الله؟ قال: " نعم "، قال: ما الإحسان يا رسول الله؟ قال: " أن تعبد الله
كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ". قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟
قال: " نعم "، قال: فمتى الساعة يا رسول الله؟ قال: " هي في خمس لا يعلمهن
21

إلا الله، " ثم تلا قوله تعالى: (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام)
الآية، ألا أخبرك بعلامة - أو قال بمعالم ذلك؟ إذا رأيت العراة الجياع العالة رؤوس
الناس، ورأيت الأمة ولدت ربتها، ورأيت أصحاب.. يتطاولون في البنيان "، قال:
فانطلق الرجل حتى توارى قال: " على بالرجل "، فطلب فلم يوجد، فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " هذا جبريل أتاكم ليعلمكم دينكم قال: وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها غير
مرته هذه ".
(10) حدثنا يونس بن محمد، ثنا ليث - يعني ابن سعد - عن يزيد بن أبي حبيب،
عن أبي الخير أنه سمع ابن أبي رافع يقول: إن رجلا حدثه أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول حين سأله: ما الإيمان يا رسول الله؟ قال: " الإيمان أن تؤمن بالله ورسوله "،
ثم سأله الثانية فقال: " مثل ذلك " ثم سأله الثالثة فقال: أتحب أن أخبرك ما صريح
الإيمان؟ " قال: ذلك أردت، قال: " إن صريح الإيمان إذا أسأت أو ظلمت أحدا
عبدك أو أمتك أو أحدا من الناس تصدقت وصمت، وإذا أحسنت استبشرت ".
(11) حدثنا روح، ثنا هشام بن أبي عبد الله، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن يزيد،
عن زيد بن سلام، عن جده ممطور، عن أبي أمامة أن رجلا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ما الإيمان؟ قال: " إذا سرتك حسنتك وساءتك سيئتك فأنت مؤمن " قال: يا رسول
الله فما الإثم؟ قال: " إذا حاك في نفسك شئ فدعه ".
(12) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن عروة بن النزال أو النزال بن
عروة التميمي، أن معاذ بن جبل؟ قال: يا نبي الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة قال:
" بخ لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله - تبارك وتعالى - عليه تعبد
الله - عز وجل - ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدى الزكاة
المفروضة، ألا أدلك على رأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟ أما رأس الأمر الإسلام
من أسلم سلم، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد في سبيل الله، ألا
22

أدلك على أبواب الخير؟ الصلاة قربان، والصيام جنة، والصدقة طهور، وقيام العبد
في جوف الليل يكفر الخطيئة ". قال: وتلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (تتجافى جنوبهم
عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) ألا أدلك على أملك
ذلك كله؟ " قال: فأقبل ركب أو راكب فأشار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن اسكت
قال: فلما مضى الركب قلت: يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نتكلم بألسنتنا؟ قال:
" ثكلتك أمك، وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم ".
قلت: عند النسائي طرف منه، وروى الترمذي وابن ماجة بعض ألفاظه من طريق
سفيان عن معاذ بن جبل به.
(13) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق الفزاري، ثنا سفيان الثوري، عن
أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل من أهل الشام، عن أبيه، قال: جاء رجل إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الإسلام فقال له: " أسلم تسلم "، قال: وما
الإسلام؟ قال: " تسلم قلبك لله وأن يسلم المسلمون من لسانك ويدك ". قال:
فأي الإسلام أفضل؟ قال: " الإيمان ". قال: ما الإيمان؟ قال: " أن تؤمن بالله
وملائكته وكتبه ورسله والبعث بعد الموت ". قال: فأي الإيمان أفضل؟ قال:
" الهجرة "، قال: وما الهجرة؟ قال: " أن تهجر السوء " قال: فأي الهجرة
أفضل؟ قال: " الجهاد في سبيل الله ". قال: فما الجهاد؟ قال: أن تقاتل العدو
23

إذا لقيتهم ولا تغول تجبن ".
(14) حدثنا أبو النضر، ثنا شيبان أبو معاوية، ثنا عثمان بن عبد الله بن موهب،
عن موسى بن طلحة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير فجاءه رجل بزمام ناقته
فقال: يا نبي الله أخبرني بشئ يقربني من الجنة ويزحزحني عن النار؟ قال: " تؤمن
بالله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتى الزكاة، وتصل الرحم " فأرسل الزمام
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن وفى بما قلت له دخل الجنة ".
(15) حدثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، عن أبي هريرة،
قال عاصم: وأخبرني بعض أصحابنا عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة، قال:
جاء رجل بجارية سوداء لا تفصح فقال: إني جعلت على رقبة مؤمنة فأعتق هذه فقال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من ربك؟ " فأشارت برأسها إلى السماء فقال: " من أنا "
فأشارت إلى السماء - تعنى أنك رسول الله - قال: " أعتقها فإنها مؤمنة ".
(16) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عبد الله بن عوف، حدثني نافع، عن ابن عمر،
أن رجلا جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن على نسمة أن أعتقها
وأن هذه الجارية أعجمية فيجوز لي أن أعتقها؟ قال: قال لها: " أين ربك؟ " قالت:
في السماء قال: " من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" أعتقها فإنها مؤمنة ".
6 - باب فيمن قال إنه في الجنة من غير دليل:
(17) حدثنا عفان، ثنا همام، أنبأ قتادة،.... أن عمر بن الخطاب قال: من زعم
أنه مؤمن فهو كافر، ومن زعم أنه في الجنة فهو في النار، ومن زعم أنه عالم فهو
جاهل قال: فنازعه رجل فقال: إن تذهبوا بالسلطان فإن لنا الجنة قال: فقال عمر:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من زعم أنه في الجنة فهو في النار ".
24

7 - باب أفضل الأعمال الإيمان:
(18) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن رجل
من آل أبي خيثمة، عن الشفاء بنت عبد الرحمن - وكانت من المهاجرات الأول -
قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسئل عن أفضل الأعمال قال: " إيمان بالله،
وجهاد في سبيل الله، وحج مبرور ".
8 - باب ما جاء في الوسوسة وتقلب القلب:
(19) حدثنا سعيد بن سليمان، وثنا صالح، ثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، أن رجلا
قام إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن في صدري شيئا لو أبديته هلكت أفهالك
أنا؟ قال: " إن الله - عز وجل - تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به
أو تعمل ".
(20) حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا الأعمش، عن الرقاشي، عن أبي موسى، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مثل القلب مثل الريشة تقلبها الريح ".
9 - باب ما جاء في الإسراء:
(21) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن زرارة بن أوفى قال: قال ابن عباس: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " لما كان ليلة أسرى بي وأصبحت بمكة فظعت بأمري وعرفت أن
الناس مكذبي "، فقعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معتزلا دربنا فمر به أبو جهل فجاء حتى
جلس إليه فقال له كالمستهزئ: وهل كان من شئ؟ قال: " نعم " قال: وما هو؟
قال: " إني أسرى بي الليلة " قال: إلى أين؟ قال: " إلى بيت المقدس " قال: ثم
أصبحت بين ظهرانينا؟ قال: " نعم " قال: فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحد الحديث
إن دعا قومه إليه قال: أتحدث قومك بما حدثتني إن دعوتهم إليك؟ قال: " نعم "
قال: هلم يا معشر بنى كعب بن لؤي قال: فتنقضت المجالس حتى جاءوا فجلسوا
25

إليهما قال له: حدث قومك ما حدثتني قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني أسرى
بي الليلة " قالوا: إلى أين؟ قال: " إلى بيت المقدس " قالوا: ثم أصبحت بين
ظهرانينا؟ قال: " نعم " قال: فمن بين مصعق ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب زعموا وقالوا: تستطيع أن تنعت لنا المسجد؟ قال: وفي القوم من سافر إلى
ذلك البلد ورأى المسجد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فذهبت أنعت لهم فمازلت
أنعت لهم وأنعت حتى التبس على فجئ بالمسجد وأنا انظر إليه حتى وضع دون
دار عقيل أو دار عقال فنعته وأنا انظر إليه " قال القوم: أما النعت فهو والله أصاب.
(22) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن إبراهيم،
عن علقمة بن قيس، عن ابن مسعود، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى بالبراق فركبه
خلف جبريل فسار بهما فكان إذا أتى على جل ارتفعت رجلاه وإذا هبط ارتفعت
يداه فسار بنا في أرض غمة مبنية فسار بنا حتى أفضينا إلى أرض فيها طينة فقلت:
يا جبريل إنا كنا نسير في أرض غمة مبنية حتى أفضينا إلى أرض فيها طينة فقال:
تلك أرض النار وهذه أرض الجنة قال: فأتيت ثم مضيت فإذا أنا برجال قد وكل
بهم رجال يفكون لحيهم وآخرون يقطعون لحومهم فيصعرونهم إياها بدمائها قلت:
من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الهمازون اللمازون ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول الله
تعالى: (ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا) قال: ثم مضيت
فإذا أنا بنساء معلقات بثديهن فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الظئورات *
يقتلن أولادهن قال: ثم مضيت حتى انتهيت إلى سائلة آل فرعون فإذا رجال بطونهم
كالبيوت إذا عرض آل فرعون على النار غدوا وعشيا فيوقفون لآل فرعون ظهورهم
وبطونهم فيثردونهم آل فرعون ثردا بأرجلهم فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال:
هؤلاء أكلة الربا ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا
كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) فإذا عرض آل فرعون على النار قالوا:
ربنا لا تقوم الساعة لما يرون من عذاب الله قال: ثم عرج بنا إلى السماء الثانية
فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟ قال: محمد صلى الله عليه وسلم
قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف وإذا هو قد
26

أعطي شطر الحسن قلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أخوك يوسف فرحب
ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال:
جبريل قيل: ومن معك؟ فقال: محمد. قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه
ففتح لنا فإذا بابني الخالة عيسى فرحبا ودعيا لي بخير ثم عرج بنا إلى السماء
الرابعة فاستفتح جبريل فقيل من أنت؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال: محمد
قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بإدريس فرحب ودعا
لي بخير ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ورفعناه مكانا عليا) قال: ثم عرج بنا إلى
السماء الخامسة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟
قال: محمد قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون
فإذا أكبر من رأيت تبعا وإذا لحيته شطران شطر سواد وشطر بياض فقلت: من
هذا يا جبريل؟ قال: هذا المحبب في قومه فرحب ودعا لي بخير، ثم عرج بنا إلى
السماء السادسة فاستفتح جبريل فقيل: من؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك؟ قال:
محمد قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: نعم ففتح لنا فإذا أنا بموسى فرحب ودعا لي
بخير، فقال موسى: تزعم بنو إسرائيل أنى أكرم الخلق على الله وهذا أكرم على الله
مني فلو كان الله وحده لهان على، ولكن النبي معه أتباعه من أمته، ثم عرج بنا إلى
السماء السابعة فاستفتح جبريل فقيل: من أنت؟ قال: جبريل قيل: ومن معك؟
قال: محمد قيل: أوقد أرسل إليه؟ قال: قد أرسل إليه ففتح لنا فإذا أنا بشيخ
أبيض الرأس واللحية وإذا هو مستند إلى البيت المعمور وإذا هو يدخله كل يوم سبعون
ألف ملك لا يعودون إليه فقلت: من هذا يا جبريل؟ قال: هذا أبوك إبراهيم فرحب
ودعا لي بخير وقال: يا محمد هذه منزلتك ومنزلة أمتك ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
(إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين)
فدخلت إلى البيت المعمور فصليت فيه ثم نظرت فإذا أمتي شطران: شطر عليهم ثياب
رمل وشطر عليهم ثياب بيض فدخل الذين عليهم ثياب بيض واحتبس الآخرون قال:
ثم ذهب جبريل إلى سدرة المنتهى فإذا الورقة من ورقها لو غطيت بها هذه الأمة
لغطتهم وإذا السلسبيل قد انفجر من أسفلها نهران: نهر الرحمة ونهر الكوثر قال:
فاغتسلت في نهر الرحمة فغفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر وأعطيت الكوثر فسلكته
حتى انفجر في الجنة فنظرت في الجنة فإذا طيرها كالبخت وإذا الرمانة من رمانها
كجلد البعير المعود وإذا أنا بجارية فقلت: يا جارية لمن أنت؟ قالت: لزيد بن حارثة
27

فيسر بها زيد، وإذا في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر
ونظرت إلى النار فإذا عذاب الله شديد لا يقوم له الحجارة والحديد قال: فرجعت
إلى الكوثر حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى فغشيها من أمر الله ما غشى ووقع على كل
ورقة منها ملك فأيدها الله بإرادته وأوحى إلى ما أوحى وفرض على في كل يوم
وليلة خمسين صلاة فنزلت حتى انتهيت إلى موسى فقال: ما فرض ربك على أمتك؟
فقلت: خمسين صلاة في كل يوم وليلة فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك وأنى قد بلوت
بني إسرائيل وخبرتهم فارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فرجعت فقلت: أي
رب خفف عن أمتي فحط عنى خمسا فرجعت إلى موسى فقال: ما فعلت؟ فقلت:
حط عنى خمسا فقال: إن أمتك لا تطيق ذلك فارجع إلى ربك فسله التخفيف
فرجعت فقلت: أي رب خفف عن أمتي فحط عنى خمسا فلم أزل أرجع بين ربى
وبين موسى يحط عنى خمسا حتى فرض على خمس صلوات في كل يوم وليلة وقال:
يا محمد إنه لا يبدل القول لدى هي خمس صلوات لكل صلاة عشر فهن خمسون
صلاة فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبت له حسنة فإن عملها كتبت عشر أمثالها ومن
هم بسيئة فلم يعملها لم تكتب عليه فإن عملها كتبت سيئة واحدة فرجعت إلى موسى
فأخبرته فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف لأمتك فقلت: قد رجعت إلى ربى
حتى استحييت ".
10 - باب ما جاء في الكبائر:
(23) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، ثنا منصور، ثنا هلال بن يساف، عن سلمة
ابن قيس الأشجعي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: " إنما هن
أربع: لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تزنوا،
ولا تسرقوا " قال: فما أنا بأشح عليهن منى إذ سمعتهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(24) حدثنا عمر بن سعيد، ثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن
الحصين، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا رأيتم الزاني والسارق وشارب الخمر
ما تقولون فيهم؟ " قال: قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: " هن فواحش وفيهن عقوبة
28

أولا أنبئك بأكبر الكبائر الإشراك بالله " ثم قال: (ومن يشرك بالله فقد افترى
إثما عظيما) وعقوق الوالدين: ثم قال: (أن أشكر لي ولوالديك) قال: وكان متكئا
فاحتفز وقال: " ألا وقول الزور ألا وقول الزور ".
(25) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا التستري بن إسماعيل، ثنا قيس بن أبي حازم،
قال: سمعت أبا بكر الصديق، يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كفر بالله من
ادعى إلى نسب لا يعرف، وكفر بالله من تبرى من نسب وإن دق ".
(26) حدثنا داود بن رشيد، ثنا معمر، ثنا عبد الله بن بشر، عن الأعمش، عن
عطية بن سعد، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يدخل الجنة
خمسة: مدمن مسكر، وقاطع رحم، ومؤمن بسحر، ومنان، وكاهن ".
(27) حدثنا علي بن الجعد، أنبأ شعبة، عن الحكم، عن رجل حدثه، عن ابن أبي
أوفى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يزنى الزاني حين يزنى وهو مؤمن، ولا يشرب
الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة ذات شرف أو قال ذات سرف وهو
مؤمن ".
(28) حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن وهب،
قال: سألت جابرا: أسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا يزنى المؤمن حين يزنى وهو
مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن "؟
قال: لم أسمعه وأخبرت أن ابن عمر كان يقوله.
(29) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، عن ليث، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من غش امرءا مسلما في أهله أو خادمه فليس
منا " قلت: فذكر الحديث.
29

11 - باب في أهل القبلة:
(30) حدثنا أحمد بن يزيد، ثنا هاشم بن يزيد السعدي، عن نهشل بن سعيد، عن
الضحاك بن مزاحم، قال: قال ابن عمر: يا نافع ادنيني من سبيل الحاج، قال: وذلك
بعدما ضعف بصره ففعل فنظر إلى أصحاب المحامل فقال: رحمكم الله ما أنعمكم ثم
نظر إلى أصحاب الجواليق السود عليها الرحال فقال: أنتم الحاج لعلى لا ألقاكم بعد عامي
هذا فاسمعوا منى حديثا أحدثكموه عن رسول الله، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أهل
قبلتنا مؤمنون لا يخرجهم من الإيمان إلا الباب الذي دخلوا فيه منه ".
(31) حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، ثنا إبراهيم، ثنا إبراهيم بن عقيل، عن أبيه،
عن وهب - يعنى ابن منبه، قال: وسألت جابرا هل في المصلين من طواغيت قال:
لا. وسألته هل منهم مشرك؟ قال: لا.
12 - باب من مات على شئ بعث عليه:
(32) حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا حياة، حدثني أبو هانئ حميد بن هانئ، أن أبا
على الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد الأنصاري يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أنه قال: " من مات على مرتبة من هذه المراتب بعثه الله عليها يوم القيامة ".
13 - باب في أهل الجاهلية:
(33) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن هارون، عن عبيد بن عمير،
أو عن ابنه عنه قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الجهاد أفضل؟ قال: " من عقر
جواده وأهريق دمه " قال: فأي الصلاة أفضل؟ قال: " طول القنوت " قال: فأي
الصدقة أفضل؟ قال: " جهد المقل " قال: رأيت قوما هلكوا في الجاهلية قبل الإسلام
كانوا يطعمون الطعام ويفعلون كذا وكذا قال: " كانوا يفعلون ولا يقولون اللهم
اغفر لنا يوم الدين ".
30

كتاب العلم
1 - باب فضل العلماء:
(34) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا محمد بن الفضيل، عن زيد العمى، عن جعفر
العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فضل العالم
على العابد كفضلي على أمتي " قلت رواه غير الحارث فقال: كفضلي على أدناكم.
(35) حدثنا محمد بن بكار، ثنا عبد الله بن المبارك، عن عبد الرحمن بن زياد بن
أنعم الأفريقي، عن عبد الرحمن بن رافع، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: دخل
النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد فرأى مجلسين، أحد المجلسين يذكرون الله - عز وجل -
ويرغبون إليه، والآخرون يتعلمون الفقه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كلا المجلسين
على خير، أحدهما يذكرون الله - عز وجل - ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وإن
شاء منعهم، وأما هؤلاء يتعلمون ويعلمون الجاهل وإنما بعثت معلما وهؤلاء أفضل "
فجلس معهم.
2 - باب طلب العلم:
(36) حدثنا محمد بن إسماعيل، عن عبد الحميد بن عبد الرحمن، قال: حدثني محمد
ابن عبد الرحمن عن أبي الردين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من قوم
يجتمعون يتلون كتاب الله - عز وجل - ويتعاطونه بينهم إلا كانوا أضياف الله - عز
وجل - وإلا حفت بهم الملائكة حتى يقوموا أو يخوضوا في حديث غيره، وما من
عبد يخرج من بيته إلى مسجد جماعة فيؤدى فيه صلاة مفروضة إلا سهل الله - عز
وجل - له به طريقا إلى الجنة، وما من عبد يغدو في طلب علم مخافة أن يموت أو
في إحياء سنة مخافة أن تندرس إلا كان كالغادي الرايح في سبيل الله ومن يبطئ به
عمله لا يسرع به نسبه ".
31

3 - باب فيما يسأل عنه العالم يوم القيامة:
(37) حدثنا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي سبرة، عن عباس بن عبد الرحمن الأشجعي،
عن سالم، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن العبد ليسأل يوم القيامة
عن فضل علمه كما يسأل عن فضل ماله ".
4 - باب حسن التعليم:
(38) حدثنا إسماعيل بن عياش الحمصي، ثنا حميد بن أبي سويد، عن عطاء، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من
المعنف ".
5 - باب الرحلة في طلب العلم:
(39) حدثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا القاسم بن عبد الواحد، قال: سمعت
عبد الله بن محمد يحدث، عن جابر بن عبد الله، قال: بلغني حديث عن رجل من
أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي ثم سرت إليه شهرا
حتى قدمت الشام فإذا هو عبد الله بن أنيس الأنصاري فأتيت منزله فأرسلت إليه أن
جابرا على الباب فرجع إلى الرسول فقال: جابر بن عبد الله؟ فقلت: نعم، فرجع إليه
فخرج فاعتنقته واعتنقني قال: قلت ما حديث بلغني أنك سمعته من رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - في المظالم لم أسمعه؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يحشر
الله - تبارك وتعالى - العباد أو قال الناس - شك همام - وأوما بيده إلى الشام عراة
غرلا بهما " قال: قلنا ما بهما؟ قال: " ليس معهم شئ ثم يناديهم بصوت يسمعه
ما بعد كما يسمعه من قرب أنا الملك، أنا الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن
يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل
النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة " قال: قلنا: كيف وإنما نأتى
الله - عز وجل - عراة حفاة غرلا قال: " بالحسنات والسيئات ".
(40) حدثنا يزيد - يعنى ابن هارون - ثنا همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد
الواحد، عن عبد الله بن محمد، عن جابر بن عبد الله، قال: بلغني حديث عن
32

النبي - صلى الله عليه وسلم - لم أسمعه قلت: فذكر نحوه.
(41) حدثنا كثير بن هشام، حدثنا جعفر، ثنا يحيى أبو هشام الدمشقي، قال: جاء
رجل من أهل المدينة إلى مصر فقال لحاجب أميرها: قل للأمير يخرج إلى فقال
الحاجب: ما قال لنا أحد مذ نزلنا هذا البلد غيرك إنما كان يقال: استأذن لنا على
الأمير قال: ائته فقل له: هذا فلان بالباب، قال: فخرج إليه الأمير فقال: إنما أتيتك
أسألك عن حديث واحد فيمن يستر عورة مسلم.
6 - باب الاستذكار للعلم:
(42) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا الهياج بن بسطام، ثنا عبد الله بن عبد
الرحمن، عن سالم بن العلاء، عن نافع، عن ابن عمر، قال: كان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - إذا خاف أن ينسى شيئا ربط في يده خيطا ليذكر به.
(43) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا الحارث بن النعمان، ثنا بقية بن الوليد، عن
معاوية بن يحيى، عن رجل من بنى تميم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا
خشى أحدكم أن ينسى فليقل الحمد لله مذكر " قلت: ذلك من الحديث ثلث شطر.
(44) حدثنا روح، ثنا كهمس بن الحسن، عن أبي نضرة، قال: قلت لأبى سعيد:
أكتبنا فقال: لن أكتبكم، خذوا عنا كما كنا نأخذ عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان أبو
سعيد يقول، تحدثوا فإن الحديث يذكر بعضه بعضا.
7 - باب كتابة الحديث وعرضه على الشيخ:
(45) حدثنا السكن بن نافع، ثنا عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال: حدثني
بشير بن نهيك، قال: كنت أكتب عند أبي هريرة قال: فكنت أكتب بعض ما أسمع
منه فلما أردت أن أفارقه جئت بالكتب فقرأتها عليه فقلت: هذا سمعته منك قال: نعم.
33

8 - باب التبليغ:
(46) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد الجريري، عن أبي نضرة، قال: حدثني
من شهد خطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - في أيام التشريق - شك الجريري - أنه قال: " يا أيها
الناس إن ربكم واحد وإن أباكم واحد ليس لعربي على أعجمي فضل "، قال عبد
الوهاب: أحسبه قال: " إلا بتقوى الله عز وجل - ألا هل بلغت " قالوا: نعم قال:
" فليبلغ الشاهد الغائب " ثم قال: أي يوم هذا؟ " قالوا: يوم حرام قال: " فأي
شهر هذا؟ " قالوا: شهر حرام قال: " فأي بلد هذا؟ " قالوا: بلد حرام قال:
" فإن دماءكم وأموالكم " قال الجريري: أحسبه قال: " وأعراضكم عليكم حرام
كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت " قالوا: نعم قال:
" فليبلغ الشاهد الغائب ".
9 - باب سماع الحديث وإسماعه:
(47) حدثنا إسحاق بن الطباع، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن عبد الله
ابن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم ".
10 - باب:
(48) حدثنا يونس بن محمد، ثنا حماد، عن معبد بن هلال العبدي، قال: حدثني
رجل في مسجد دمشق، عن عوف بن مالك، عن أبي ذر، أنه قعد إلى النبي
- صلى الله عليه وسلم - أو قعد إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أصليت الضحى؟ " قلت: لا قال:
" قم فأذن وصل ركعتين " قال: فقمت وصليت ركعتين ثم جئت قال: " يا أبا ذر
تعوذ بالله من شر شياطين الجن والإنس " قلت: يا رسول الله وهل للإنس من شياطين؟
قال: " نعم " ثم قال: " أخبرك بكنز من كنوز الجنة؟ " قلت: نعم يا رسول الله
فما هو؟ قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله " فقلت: يا رسول الله فما الصلاة؟ قال:
" خير موضوع من شاء استقل ومن شاء استكثر " قلت: فما الصوم؟ قال: " فرض
مجزى " قلت: فما الصدقة؟ قال: " أضعاف مضاعفة وعند الله المزيد " قلت: أي
الصدقة أفضل؟ قال: " جهد المقل ويسر إلى فقير " قلت: فأي آية أنزل عليك
34

أعظم؟ قال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) قلت: كم المرسلين؟ قال: " ثلاثمائة
وخمسة عشر جما غفيرا " قلت: أرأيت آدم كان نبيا ملكا؟ قال: " نعم كان نبيا
ملكا " قال: ثم قال: " إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل على ".
11 - باب التحري في الصدق:
(49) حدثنا يزيد، أنبأ أبو هلال، عن حميد، عن يونس بن جبير، عن أنس بن
مالك، قال: قال لي أبو موسى: جهزني فإني خارج يوم كذا وكذا قال: فجاءه
ذلك اليوم وقد بقى بعض جهازه فقال: فرغت؟ قلت: بقى شئ يسير قال: فإني
خارج قلت: أصلح الله الأمير لو أقمت حتى نفرغ من بقية جهازك قال: لا إني أكره
أن أكذب أهلي فيكذبوني وأن أخلفهم فيخلفوني وإن جاوبتهم فيجيبوني.
12 - باب اتباع سنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء المهديين:
(50) حدثنا سعيد بن عامر، عن عوف، عن رجل سماه أحسبه قال: سعيد بن
خثيم، عن رجل من الأنصار من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين وقعوا إلى الشام
قال: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة مضت منها الجلود وذرفت منها العيون
ووجلت منها القلوب أو قال الصدور فقلنا أو قال قائلنا: كأن هذه منك وداع يا رسول
الله فماذا تعهد إلينا قال: " أن تتقوا الله وتتبعوا سنتي وسنة الخلفاء من بعدي الهادية
المهدية وعضوا عليها بالنواجذ واسمعوا لهم وأطيعوا وأن كل بدعة ضلالة ".
(51) حدثنا عفان، ثنا أبو الأشهب، حدثني سعيد بن خثيم، عن رجل من أهل
الشام أن رجلا من أصحابه حدثه قال: خطبنا نبي الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة مضت منها
الجلود وذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب قال: فقلنا يا نبي الله كأن هذا منك
وداع فلو عهدت إلينا قال: " اتقوا الله والزموا سنتي وسنة الخلفاء من بعدي الهادية
المهدية فعضوا عليها بالنواجذ وإن استعملوا عليكم حبشيا مجدعا فاسمعوا له وأطيعوا
فإن كل بدعة ضلالة ".
(52) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، عن أرطاة، عن أبي الضحاك، قال:
35

أتيت ابن عمر فسألته عن شئ من العلم فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل الشام قال:
من أي أهل الشام؟ قلت: من حمص قال: من حمص جئت تطلب العلم من
ههنا؟ قلت: ما يمنعني أن أطلب العلم من مثلك وأنت صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: فإني أخبرك أن العصابة الأولى ساروا تلو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى نزلوا الشام
ثم جندك خاصة فانظر ما كانوا عليه فانته إليه.
13 - باب العلم ثلاثة:
(53) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم، عن عبد الله بن يزيد، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: " العلم ثلاثة فما سوى ذلك فضل، آية محكمة وفريضة عادلة وسنة قائمة ".
14 - باب الإجماع:
(54) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن عبيد الله
التيمي، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله جاركم
من ثلاثة أن تستجمعوا على ضلالة كلكم، وأن يظهر أهل الباطل على أهل الحق، وأن
ادعو عليكم بدعوة فتهلكوا أو أبدلكم بهذا: الدابة والدجال والدخان ".
15 - باب البر والإثم:
(55) حدثنا يزيد بن هارون، أنبأ حماد بن سلمة، عن الزبير أبى عبد السلام، عن
أيوب بن عبد الله بن مكرز، عن وابصة بن معبد، قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البر والإثم إلا سألته عنه فجعلت أتخطى الناس فقالوا:
إليك يا وابصة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: دعوني أدنو منه فقال: " ادنو
يا وابصة " فدنوت منه حتى مست ركبتي ركبته فقال: " يا وابصة أخبرك ما جئت
تسألني عنه أو تسألني؟ " فقلت: أخبرني يا رسول الله قال: " جئت تسألني عن البر
والإثم " قلت: نعم قال: فجمع أصابعه فجعل ينكب بها في صدري ويقول:
36

" يا وابصة استفت قلبك استفت نفسك، البر ما اطمأن إليه القلب واطمأنت إليه
النفس والإثم ما حاك في النفس وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك ".
16 - باب النهى عن تكليف العالم:
(56) حدثنا السكن بن نافع، ثنا عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال: كان عبد
الله بن عمر يقول: يا أيها الناس إليكم عنى إني كنت مع من هو أعلم منى ولو كنت
أعلم أنى أبقى حتى تفتقروا إلى لتعلمت لكم. إليكم عنى.
17 - باب النهى عن صعاب المسائل:
(57) حدثنا روح، ثنا الأوزاعي، عن عبد الله بن سعد، عن الصنابحي، عن رجل
من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قد سماه قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الغلوطات.
قال الأوزاعي: الغلوطات شداد المسائل وصعابها.
18 - باب ذهاب العلم:
(58) حدثنا كثير، ثنا جعفر، ثنا يزيد بن الأصم، قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " تظهر الفتن ويكثر الهرج " قلنا: وما الهرج؟ قال: " القتل
القتل ويقبض العلم " قال: فسمعها عمر بن الخطاب وهو يؤثرها عن نبي الله
- صلى الله عليه وسلم - فقال: أما أن قبض العلم ليس بشئ ينزع من صدور الرجال ولكنه فناء
العلماء. قلت: هو في الصحيح غير قصة العلم.
37

كتاب الطهارة
1 - باب التبوء للبول:
(59) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا سعيد بن زيد، عن واصل مولى أبى عيينة، ثنا
يحيى بن عبيد، عن أبيه، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.
(60) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد، عن الوليد بن أبي سليمان، عن السائب،
عن طلحة بن أبي قنان، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن يبول فوافى عزازا
من الأرض، أخذ عودا فنكت به في الأرض حتى يثير من التراب ثم يبول فيه.
2 - باب النهى عن استقبال القبلة والاستنجاء بالبعر والعظم وغير ذلك:
(61) حدثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جزع، قال: أخبرني عبد الكريم بن أبي المخارق،
أن الوليد بن مالك بن عبد القيس، أخبره أن محمد بن قيس مولى سهل بن حنيف
من بنى ساعدة، أخبره أن سهلا أخبره، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه فقال: " أنت رسولي
إلى أهل مكة. قل إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرسلني يقرأ عليكم السلام ويأمركم
بثلاث: لا تحلفوا بغير الله تعالى، وإذا استخليتم فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها،
ولا تستنجوا بعظم ولا ببعر ".
3 - باب البول قائما:
(62) حدثنا أبو عاصم، ثنا ابن عون، أخبرناه عن محمد بن سيرين، قال: بينما سعد
ابن عبادة قائما يبول اتكأ فمات فبكته الجن:
قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده
38

4 - باب ما جاء في جلود الميتة:
(63) حدثنا عاصم بن علي، ثنا محمد بن راشد الخزاعي، عن سليمان بن موسى،
عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا نصيب مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مغانمنا
من المشركين الأسقية والأوعية فنقسمها كلها ميتة.
5 - باب فرض الوضوء:
(64) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب وحميد أو أحدهما، عن أبي
قلابة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: - " لا يقبل صلاة بغير طهور (*) ولا
(صدقة) (* *) من غلول ".
(65) حدثنا داود، ثنا حماد، عن حميد وغيره، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: مثله.
6 - باب ما يكفي للغسل والوضوء من الماء:
(66) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زائدة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن يزيد
الرقاشي، عن امرأة من قومه قالت: دخلت على أم سلمة فقلت: أريني إناء رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كان يغتسل فيه. فأخرجت إلى إناء فقلت هذا مختوم - يعنى
الصاع (* * *) - فقلت لها: فاخرجي إلى مده أو إناءه الذي كان يتوضأ به. فأخرجت
إلى إناء فقلت هذا ربع المفتي.
39

7 - باب ما جاء في الوضوء وفضله:
(67) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا عبد الله بن لهيعة، ثنا عقيل بن خالد، عن
الزهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد بن حارثة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أول ما
أوحي الله أتاه جبريل - عليه السلام - فعلمه الوضوء فلما فرغ من الوضوء أخذ غرفة
منها فنضح بها فرجه.
(68) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر، حدثني أبي،
عن مجاهد، عن حمران، أتيت عثمان بوضوء فتوضأ للصلاة ثم قال: سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من تطهر فأحسن الطهور ثم صلى فأحسن الصلاة كفر عنه
ما تقدم من ذنبه " ثم التفت إلى أصحابه فقال: يا فلان أسمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حتى أنشد ثلاثة من أصحابه يقول: فكلهم يقول: سمعناه أو بمعناه قلت: حديث عثمان
نفسه في الصحيح بمعناه.
(69) حدثنا موسى بن محمد، ثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر،
أن عثمان دعا بوضوء وعنده طلحة والزبير وعلى وسعد ثم توضأ وهم ينظرون فغسل
وجهه ثلاث مرات ثم أفرغ على يمينه ثلاث مرات ثم أفرغ على يساره ثلاث مرات،
ثم مسح برأسه، ثم رش على رجله اليمنى، ثم غسلها ثلاث مرات، ثم رش على رجله
اليسرى ثم غسلها ثلاث مرات ثم قال للذين حضروا: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتوضأ كما توضأت الآن. قالوا: نعم. وذلك لشئ بلغه عن
وضوء رجال. قلت: حديث عثمان نفسه في الصحيح.
(70) حدثنا داود بن المحبر ثنا حماد عن عمرو بن دينار عن سميع عن أبي طلحة قال:
غسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجهه ثلاثا وذراعيه ثلاثا.
(71) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زائدة، عن منصور، عن سالم بن أبي
40

الجعد، قال: حدثت عن كعب بن مرة البهزي، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أي الليل أسمع؟ قال: " جوف الليل الآخر، إن الصلاة مكتوبة حتى تصلى الفجر،
ثم لا صلاة حتى ترتفع الشمس قيد رمح أو رمحين، ثم الصلاة مشهودة حتى ينتصف
النهار ثم لا صلاة حتى تزول الشمس، ثم الصلاة مشهودة حتى تصلى العصر، ثم لا
صلاة حتى تغرب الشمس، وإذا توضأت فغسلت كعبك خرجت خطاياك من كعبك،
وإذا غسلت وجهك خرجت خطاياك من وجهك ". قال منصور: وما أدرى قال:
" ذراعيك أو أثنها إلى الكعبين وإذا مسحت رأسك خرجت خطاياك من رأسك وإذا
غسلت رجليك خرجت خطاياك من رجليك " قلت: فذكر الحديث. قلت:
وحديث ابن عمر في الصلاة وقت ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن.
(72) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا ابن أبي ليلى، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري،
قال: قيل يا رسول الله بم تعرف أمتك يوم القيامة؟ قال: " غرا محجلين من أثر
الوضوء ".
8 - باب ما يقول بعد الوضوء:
(73) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا حماد بن عمرو، ثنا السرى بن خالد بن شداد،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي أنه قال: قال لي رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " يا علي إذا توضأت فقل باسم الله، اللهم إني أسألك تمام الوضوء، وتمام
الصلاة، وتمام رضوانك، وتمام مغفرتك، فهذا زكاة الوضوء " قلت: فذكر
الحديث وهو بتمامه في الوصايا.
9 - باب فيمن لم يتم وضوءه:
(74) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا عبد الله بن لهيعة، ثنا حياة بن شريح، عن عقبة
ابن مسلم، قال: سمعت عبد الله بن الحارث صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ويل للأعقاب و بطون الأقدام من النار ".
41

10 - باب المسح على الخفين:
(75) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الحميد بن عمران بن أبي أنس، عن أبيه، عن
عبد الله بن الطفيل، قال: رأيت عمرو بن حزم يمسح على الخفين وقال: رأيت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يمسح على خفيه.
(76) حدثنا يونس بن محمد، ثنا أبو هلال، عن محمد بن سيرين، أن أبا أيوب كان
يأمرنا بالمسح وكان يتوضأ فقالوا: يا أبا أيوب تأمرنا بالمسح وأنت تتوضأ. قال:
لم أكن لأمركم بالمرفق وأصيب أنا إثما. ثم لأنني رجل حبب إلى الطهور. (77) حدثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب،
عن سهل بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري، أن رجلا من أهل الشام سأل
أباه أبا أمامة عن المسح على الخفين فقال: نعم أمسح عليهما، قال الشامي: فأين قول
على؟ فقال أبى: أي بنى ائت سعيد بن المسيب فأخبره بما قلت قال: فأتيته فقلت:
إن أبى يقرأ عليك السلام ويسألك عن مسح الخفين فقال: إذا أدخلتهما فامسح عليهما
حتى تنزعهما قال: فآتاه رجل فقال: كيف ترى فيمن قتل بالخلاء هو والمعراض قال:
لا بأس به ثم قال: فلعلكم ترمون بالصيد فيما حول المدينة قلنا: نعم قال: فقد بلغنا
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن قتل ما بين لابتيها.
(78) حدثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة بن الحجاج، ثنا قتادة، قال: سمعت موسى
ابن سلمة، قال: سألت ابن عباس عن صيام ثلاثة أيام البيض فقال: كان عمر
يصومهن، وسألته عن المسح على الخفين فقال: ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر ويوم وليلة
للمقيم.
11 - باب فيمن كان على طهارة وشك في الحدث:
42

(79) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد
الخدري، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الشيطان يأتي أحدكم فيأخذ بشعرة من
دبره فيحدها فيرى أنه قد أحدث فلا ينصرفن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا ".
قلت: روى ابن ماجة طرفا من آخره.
12 - باب ما ينقص الوضوء:
(80) حدثنا عبد العزيز أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن عروة،
عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فإذا مس أحدكم ذكره فليعد
الوضوء ".
(81) حدثنا أبو عمران محمد بن جعفر الوركاني، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد
العزيز بن عبد الله، عن محمد بن عمرو، عن عطاء، قال: رأيت السائب بن خباب
يشم ثيابه فقلت له: عم ذاك يرحمك الله؟ قال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " لا وضوء إلا من ريح أو سماع ".
(82) حدثنا يحيى بن هاشم، بن عروة عن عروة، بن الزبير، عن مروان،
عن بسرة بنت صفوان، قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن المرأة تمس فرجها
قال: " توضأ ". قلت: لبسرة حديث في السنن غير هذا.
13 - باب ما جاء في النوم:
(83) حدثنا محمد بن عمر، ثنا مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن أبي الأسود، عن
عروة، عن عائشة، وعن أبيه، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قالا:
43

" من نام على كل حال لا يعقل فعليه الوضوء ".
(84) حدثنا محمد بن عمر، ثنا أسامة بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، قال:
إذا وضع جنبيه فليتوضأ.
(85) حدثنا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي سبرة، عن عاصم بن عبيد الله، عن حرملة
مولى زيد، قال: استفتيت زيد بن ثابت في النوم قاعدا فلم ير به بأسا قلت: أرأيت
إن وضعت جنبي قال: توضأ قال أبو عبد الله: وهذا مجمع عليه.
(86) حدثنا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي ذئب، عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن
ابن الحارث، عن الأعرج قال: رأيت أبا هريرة ينام قاعدا حتى أسمع غطيطه ثم يقوم
فيصلى ولا يتوضأ.
14 - باب ما جاء في الضحك:
(87) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن خالد الحذاء، عن حفصة بنت سيرين،
عن رفيع أبي العالية، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وخلفه أصحابه فمر رجل
أعمى فوطئ على خوصة على رأس نهر فتردى في النهر فضحك القوم فأمر رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - من ضحك أن يعيد الوضوء.
(88) حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريح، أخبرني أبو خالد، أن أبا سفيان أخبره، عن
جابر بن عبد الله، قال: من ضحك من الصلاة فليس عليه وضوء.
15 - باب فيمن أكل لحما أو شرب لبنا:
(89) حدثنا يعلى بن عباد، ثنا عبد الحكم، عن أنس، أن أم سلمة قربت إلى
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتف فأكل منه ثم صلى ولم يتوضأ.
(90) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد عن عمار بن أبي عمار، عن أم حكيم بنت
44

الزبير بن عبد المطلب، قالت: دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأكل كتفا فأتاه بلال
بالأذان فذهب فصلى ولم يتوضأ.
(91) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن محمد بن إسحاق، عن أمه، عن الحسن
ابن الحسن بن علي، عن فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: إن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - أكل في بيتها عرقا فجاء بلال فأذنه بالصلاة فقام يصلي فأخذت بثوبه فقلت:
يا أبه ألا تتوضأ فقال: " مم أتوضأ "؟ فأتيته فقلت مما غيرت النار فقال: " أوليس
أطهر طعامكم ما غيرته النار "؟.
(92) حدثنا كثير بن هشام ثنا الحكم ثنا شيبة بن المساور قال: دعا عثمان - رضي
الله عنه - بوضوء فتوضأ ثم دعا بنشل فاعترق ثم قام فصلى بالناس ثم رجع فجلس
فضحك ثم قال: ألا تسألوني مم ضحكت؟ قالوا: بلى يا أمير المؤمنين لماذا صنعت؟
قال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصنع.
(93) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن الحجاج، عن عبد الله بن عبد الرحمن
ابن أبي ليلة، عن أبيه عن أسيد بن حضير، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " توضأوا من لحوم الإبل
ولا تتوضأوا من لحوم الغنم، وصلوا في مرابض الغنم ولا تصلوا في مبارك الإبل "
قلت له عند ابن ماجة التوضأ من لبنها ولم يتعرض للوضوء من لحمها.
(94) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
ابن عبد الله، قال: دخلت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - على امرأة من الأنصار فذبحت له شاة
فأكل ثم صلى ولم يتوضأ، ودخلت على أبى بكر بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
أين شاتكم الوالد فطبخ لنا فأكل ثم صلى ولم يتوضأ. ودخلت على عمر بعد موت
أبى بكر فأكل خبزا ولحما ثم صلى ولم يتوضأ.
قلت: هو في السنن من غير ذكر فعل أبي بكر وعمر.
45

16 - باب التيمم:
(95) حدثنا أشهل بن حاتم، ثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن حنش،
عن ابن عباس، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أهراق الماء فتمسح بالتراب فقلت له:
إن الماء قريب فقال: " وما يدريني لعلي لا أبلغه ".
17 - باب الغسل من الجنابة:
(96) حدثنا عفان، ثنا حماد، أنبأ عبد الرحمن بن أبي رافع، عن عمته سلمى، عن
أبي رافع، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طاف على نسائه في يوم واحد فجعل يغتسل عند
هذه وعند هذه فقيل له: يا رسول الله لو جعلته غسلا واحدا قال: " هذا أزكى
وأطيب وأطهر ".
(97) حدثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا زائدة، ثنا عمار بن أبي معاوية الدهني،
عن أبي سلمة، قال: حدثتني أم سلمة أنها كانت تغتسل ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - من
الجنابة من إناء واحد.
18 - باب فيمن أتى حائضا:
(98) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عيسى بن يونس، ثنا زيد بن عبد الحميد، عن
أبيه، أن عمر بن الخطاب أتى جارية له فقالت إني حائض فكذبها فوقع عليها فوجدها
حائضا فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له فقال: " يغفر الله لك أبا حفص، تصدق
بنصف دينار ".
46

19 - باب في المستحاضة:
(99) حدثنا إسحاق، عن شريك، عن أبي اليقظان، عن عدى بن ثابت، عن أبيه
عن جده قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تنتظر المستحاضة أيام أقرائها ثم
تغتسل وتتوضأ لكل صلاة وتصلى ".
47

كتاب الصلاة
1 - باب الحساب على الصلاة:
(100) حدثنا إسحاق، ثنا حماد بن زيد، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: هذا الكلام أو نحوه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أول ما
يحاسب به العبد صلاته، يقول الله لملائكته: انظروا في صلاة عبدي، فإن وجدوها
كاملة كتبت له كاملة، وإن وجدوها انتقص منها شئ، قال: انظروا هل تجدون
لعبدي تطوعا؟ فتكمل صلاته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على قدر ذلك ".
قلت: وقد تقدم في الإيمان في باب الإسراء فيما فرض في الصلاة.
2 - باب متى يؤمر الصبي بالصلاة؟:
(101) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك،
عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" مروهم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لثلاث عشرة ".
3 - باب أداء الفرائض:
(102) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا سفيان، عن العلاء بن المسيب، عن زيد بن
أسلم، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أدوا الفرائض، واقبلوا الرخص، ودعوا
الناس وقد كفيتموهم ".
4 - باب فضل الصلاة:
(103) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن سالم بن أبي
48

الجعد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " استقيموا ولن تحصوا،
واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن ".
(104) حدثنا داود بن المحبر، ثنا محمد بن سعيد، عن أبان، عن أنس، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن
ما اجتنبت الكبائر " قلت: فذكر الحديث، ويأتي في الجمعة بتمامه إن شاء الله.
(105) حدثنا إسحاق، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن، قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارات لما بينهن ما اجتنبت
الكبائر ".
5 - باب أوقات الصلوات:
(106) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد - يعنى ابن سلمة - عن يحيى بن سعيد،
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، (...) (*) أن جبريل أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -
حين زالت الشمس فقال: " قم فصل الظهر " فلما كان الظل بطوله قال: " صل
العصر " فلما غابت الشمس قال: " صل المغرب " فصلى فلما غاب الشفق قال:
" صل العشاء " فلما برق الفجر قال: " صل الفجر " فصلى فلما كان الغد وكان
الظل بطوله قال: " صل الظهر " فصلى فلما كان الظل بطوله مرتين قال: " صل
العصر " فصلى فلما غابت الشمس قال: " صل المغرب " فصلى فلما أظلم قال: " صل
العشاء " فصلى فلما برق الفجر قال: " صل الفجر " فصلى قلت له أبين هذين وقت؟.
(107) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
أن المغيرة بن شعبة كان يؤخر العصر فقال له رجل من الأنصار: ويحك يا مغيرة أما
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " جاءني جبريل - عليه السلام - فقال لي: صل
صلاة كذا في ساعة كذا، وصلاة كذا في ساعة كذا "، حتى عد الصلوات فقال:
49

بلى اشهدوا أنا كنا نصلى العصر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والشمس بيضاء نقية ثم
يأتي بنى عمرو بن عوف وهو على ميلين من المدينة وأن الشمس لمرتفعة.
(108) حدثنا يزيد، أنبأ عبد الله بن عون، عن محمد، عن أبي المهاجر، قال:
كتب عمر بن الخطاب إلى الأشعري أن صل الظهر حين تزول الشمس وصل العصر
والشمس حية بيضاء نقية وصل المغرب حين تغيب الشمس أو حين تغرب الشمس
وصل العشاء حين يغيب الشفق إلى نصف الليل الأول وأن ذلك سنة وأقم سواد أو
بغلس أو بالسواد وأطل القراءة.
(109) حدثنا داود بن المحبر ثنا حماد بن سلمة ثنا موسى أبو العلاء عن أنس بن مالك
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلى الظهر في أيام الشتاء وما يدرى ما مضى من النهار
أكثر أو ما بقى.
(110) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن أنس بن مالك، أن رجلا
سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن وقت صلاة الفجر فقال: صل معنا غدا فصلى بنا رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - بغلس فلما كان من الغد أسفر، ثم قال: " أين السائل عن وقت هذه الصلاة؟ "
فقال الرجل: هأنذا يا رسول الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أليس قد شهدت معنا أمس
واليوم " قال: بلى قال: " فما بينهما وقت ".
(111) حدثنا عبد العزيز بن أبان، نا عمرو الجعفي، عن إبراهيم بن عبد الأعلى،
عن سويد بن غفلة، عن أبي بكر الصديق، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسفر
الفجر.
(112) حدثنا السكن بن نافع، ثنا عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال: أتى رجل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عن الصلوات قال: فصلى العصر بنهار قال: فلما كان
الغد انتظر في صلاة الفجر حتى قيل ما يحبسه قال: ثم صلى ثم انتظر في صلاة العصر
حتى قيل ما يحبسه قال: ثم صلى ثم قال: " أين السائل عن الصلاة " قال: نعم
أنا هو فقال: " أشهدتنا أمس " قال: نعم، قال: " وشهدتنا اليوم " قال: نعم قال:
" أي ذلك أدركت فهو وقت وما بينهما وقت ".
50

6 - باب الأذان:
(113) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، ثنا سعيد بن يسار، عن أبي
الزاهرية، عن كثير بن مرة الحضرمي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أول من أذن
في السماء جبريل " قال: فسمعه عمر وبلال فأقبل عمر فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما
سمع ثم أقبل بلال فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بما سمع فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سبقك
عمر يا بلال أذن كما سمعت " قال: ثم أمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يضع أصبعيه في
أذنيه استعانة بهما على الصوت.
(114) حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان يؤذن مثنى
ويوتر الإقامة.
(115) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن الحجاج بن أرطاة،
عن زاذان، عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال نحوه - يعني الحديث الذي قبله -
وهذا لفظه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يغير إذا طلع الفجر فكان يتسمع الأذان فإن سمع أذانا أمسك وإلا
أغار فاستمع ذات يوم فسمع رجلا يقول: الله أكبر الله أكبر فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " على الفطرة "
فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " خرجت من النار "، وزاد فيه وأن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " تجدونه صاحب أعنز معزبة أو أكلب مكلبة " فوجدوه راعي معزى.
(116) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن علي بن زيد، عن
رجل من بني هاشم، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثل الحديث قبله أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
كان إذا سمع المؤذن يقول: الله أكبر الله أكبر قال: مثل ما يقول وإذا قال: أشهد
أن لا إله إلا الله قال: مثل ذلك وإذا قال أشهد أن محمدا رسول الله قال: مثل ما
يقول وإذا قال حي على الصلاة، حي على الفلاح قال: " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
(117) حدثنا سعيد بن شرحبيل، قال: وأخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب،
عن أبي الخير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم
القيامة وهم أول من يؤذن لهم في الكلام يوم القيامة ".
51

7 - باب الأذان قبل الوقت:
(118) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد - يعني ابن سلمة - عن هشام بن عروة،
عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تغتروا بأذان ابن أم مكتوم ولكن أذان
بلال " وكان ابن أم مكتوم أعمى.
8 - باب فضل المساجد:
(119) حدثنا زهير بن حرب، ثنا جرير، عن عطاء، عن محارب بن دثار، عن
ابن عمر، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله أي البقاع
خير؟ قال: " لا أدري أو سكت " فقال له: أي البقاع شر؟ قال: " لا أدري أو
سكت " فأتاه جبريل عليه السلام فسأله قال: " لا أدري " قال: سل ربك قال:
" ما تسأله عن شئ " وانتفض انتفاضة كاد يصعق منها محمد - صلى الله عليه وسلم - فلما صعد
جبريل - عليه السلام - قال الله - عز وجل: " سألك محمد أي البقاع خير؟ فقلت
لا أدري " قال: نعم قال: " فحدثه أن خير البقاع المساجد وأن شر البقاع
الأسواق " قلت: وحديث جبير بن مطعم في البيوع.
9 - باب في بناء المساجد:
(120) حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا شريك، عن عمار، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من بنى لله تعالى مسجدا
بنى الله - عز وجل - له بيتا في الجنة ".
10 - باب في عمار المساجد:
(121) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، أنبأ معمر بن سليمان، عن فياض بن
غزوان، عن محمد بن عطية، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله
لينادي يوم القيامة: أين جيراني؟ أين جيراني؟ قال: فتقول الملائكة: ومن ينبغي
أن يجاورك فيقول: أين عمار المساجد ".
52

11 - باب فيمن أسرج في المسجد:
(122) حدثنا إسحاق بن بشر، ثنا أبو عامر الأسدي، عن مهاجر بن كثير، عن الحكم
ابن مسقلة العبدي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أسرج
في مسجد من مساجد الله سراجا لم تزل الملائكة وحملة العرش يستغفرون له ما دام
في ذلك المسجد ضوء من ذلك السراج ".
12 - باب فيمن توضأ ثم أتى المسجد.
(123) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث المصري، عن سعيد بن يسار، أنه سمع أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يتوضأ أحد فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي
المسجد لا يريد إلا الصلاة إلا تبشبش الله به كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته ". قلت:
له حديث عند ابن ماجة غير هذا.
(124) حدثنا داود بن المحبر، ثنا محمد بن سعيد، عن أبان، عن أنس، قال:
خرجت وأنا أريد المسجد فإذا أنا بزيد بن ثابت فوضع يده على منكبي يتوكأ علي
قال: فذهبت أخطو خطو الشباب فقال لي زيد - يعني ابن ثابت - قارب بين خطوك
فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من مشى إلى المسجد كان له بكل خطوة عشر
حسنات ".
13 - باب ما يقال إذا دخل المسجد وإذا خرج منه:
(125) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، (...) عن
عبد الله بن سلام، أنه كان إذا دخل المسجد يسلم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال:
اللهم افتح أبواب رحمتك، وإذا خرج صلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - وتعوذ من الشيطان.
53

14 - باب فيمن ينتظر الصلاة:
(126) حدثنا عفان بن مسلم، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، قال:
دخلنا على عبد الله بن حبيب وهو يقضي في مسجده فقلنا: يرحمك الله لو تحولت
إلى فراشك قال: حدثني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا يزال العبد في صلاة
ما كان في مصلاه ينتظر الصلاة تقول الملائكة: اللهم اغفر له اللهم ارحمه قال:
فأريد أن أموت وأنا في مسجدي ".
(127) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود،
قال: أخر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة صلاة العشاء ثم خرج إلى المسجد فإذا الناس
ينتظرون الصلاة فقال: " أما إنه ليس من أهل هذه الأديان أحد يذكر الله " - يعني
عند هذه الساعة - غيركم قال: فنزلت هذه الآية: (ليسوا سواء من أهل
الكتب) (1) حتى بلغ (وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين) (2).
15 - باب فيمن أكل شيئا قبيح الرائحة ثم أتي المسجد:
(128) حدثنا أبو نعيم، ثنا طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: " من أكل من خضركم هذه ذوات الريح فلا يقربنا في مساجدنا فان الملائكة
تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم ".
16 - باب فيمن وجد قملة وهو في الصلاة:
(129) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن رجل
من الأنصار، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا وجد أحدكم القملة وهو في
الصلاة فلا يقتلها ولا يدفنها في التراب ولكن يصرها في ثوبه ".
54

17 - باب: لا تقام الحدود في المسجد:
(130) حدثنا محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن حازم، عن أبي الأشعث، عن نافع
ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقام الحدود
في المساجد ".
18 - باب: الاجتهاد في القبلة:
(131) حدثنا داود بن عمرو، ثنا محمد بن يزيد الواسطي، عن محمد، عن عطاء،
عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في مسير أو سرية فأصابنا غيم
فتحرفنا فاختلفنا في القبلة فصلى كل واحد منا بخط بين يديه لنعلم أمكنتنا فلما أصبحنا
نظرنا فإذا نحن قد صلينا لغير القبلة فذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يأمرنا بإعادة
وقال: قد أجزأت صلاتكم ".
20 - باب: فيما يصلي فيه من الثياب والنعال:
(132) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن حميد، عن أنس بن مالك، أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - خرج متوكئا على أسامة وعليه ثوب قطري متوشحا يصلى بهم فيه ليس
عليه غيره.
(133) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني
أبو جعفر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينما
النبي - صلى الله عليه وسلم - ورجل يصلي مسبلا إزاره فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " توضأ أو أحسن
صلاتك " فرفع الرجل إزاره فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل له: يا رسول الله أمرته
أن يتوضأ أو يحسن صلاته ثم سكت عنه فقال: " إنه كان مسبلا فلما رفعه سكت
عنه " (*) قلت: عزاه المزي إلى النسائي ولم أجده في " الصغرى ".
(134) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن بكير بن عبد الله، عن بسر بن سعيد،
55

عن عبيد الله الخولاني، عن ربيب ميمونة، قال: رأيت ميمونة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -
تصلي في درع سابغ ضيق وخمار ليس عليها إزار.
(135) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زائدة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي
الدرداء، قال: أتى رجل أبا هريرة فقال: أنت الذي ينهى الناس أن يصلوا في نعالهم
فقال: لا ولكن ورب هذه الحرمة لقد رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي إلى هذا المقام
وعليه نعلان وانصرف وهما عليه، ونهى عن صيام يوم الجمعة إلا في أيام.
(136) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا سليمان، عن حميد، قال: حدثني
من سمع الأعرابي قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وعليه نعلان بين نفر قال: فتفل
عن يساره ثم حك حيث تفل بنعله.
(137) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن إبراهيم، عن بكر بن عبد الله المزني
(رفعه) (1) قال: صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في نعليه فخلع نعليه فخلع الناس نعالهم
فقال: " لم خلعتم نعالكم "؟ قالوا: خلعت فخلعنا قال: " إن جبريل أخبرني أن فيهما
أذى فإذا جاء أحدكم إلى المسجد فليقلب نعليه فإن كان فيهما أذى فليمطه وإلا فليصل
فيهما ".
20 - باب ما جاء في العورة:
(138) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن أبي عبد الله الشامي، عن عطاء بن يسار،
عن أبي سعيد الخدري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " عورة الرجل من سرته إلى
ركبته ".
21 - باب الإمامة:
(139) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن علاق بن أبي مسلم،
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إمام القوم وافدهم إلى الله
56

فقدموا أفضلكم ".
22 - باب فيمن يؤم بعد ما صلى:
(140) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سفيان الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت،
عن أبي صالح، قال: كان معاذ بن جبل يصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفجر ثم
يأتي قومه فيصلي بهم.
23 - باب في الرجل يؤم النساء:
(141) حدثنا ابن أبي أمية، ثنا يعقوب بن عيسى بن جارية الأنصاري، عن جابر
ابن عبد الله، قال: جاء أبي بن كعب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول
الله إنه كان مني البارحة شئ قال: " وما هو يا أبي؟ " قال: نسوة معي في الدار
قلن لي نصلي الليلة بصلاتك قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكان شبه الرضا
قال: " وذلك في شهر رمضان ".
24 - باب
(142) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو بكر بن أبي مريم، عن أبي الأحوص، وضمرة،
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا أبا عبيدة لا يؤمن أحد بعدي " قلت: لعله جالسا
فإنها سقطت من الأصل.
25 - باب الفتح على الإمام:
(143) حدثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الربيع، عن الأغر، عن خليفة بن
الحصين، عن أبي ضمرة، عن ابن عباس، قال: تردد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في آية
في صلاة الفجر فلما قضى الصلاة نظر في وجوه القوم فقال: " أما صلى معكم أبي
ابن كعب؟ " قالوا: لا قال: فرأى القوم إنه إنما تفقده ليفتح عليه.
57

26 - باب ما جاء في الصفوف:
(144) حدثنا أبو النضر، ثنا سفيان، أو الأشجعي عن سفيان، عن إبراهيم، عن
عمر، أنه قال: إن الله وملائكته يصلون على مقيم الصف الأول.
(145) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، ثنا عامر الشعبي، عن فاطمة
بنت قيس، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " خير صفوف الرجال أولها
وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها ".
(146) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، يعني شيبان - عن ليث، عن شهر بن
حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عن أبي مالك الأشعري، عن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - أنه كان يثوب بين الأربع ركعات في القراءة والقيام ويجعل الركعة الأولى
هي أطولهن لكي يثوب إليه الناس ويجعل الرجال قدام الغلمان والغلمان خلفهم والنساء
خلف الغلمان ويكثر كلما سجد وكلما رفع ويكثر إذا نهض بين الركعتين إذا كان
جالسا. قلت: عند أبي داود وصف الرجال وصف الغلمان خلفهم من غير زيادة
على ذلك.
(147) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا زربي مولى خالد، عن أنس بن مالك، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف " قلت:
ويأتي الحديث بتمامه في التأمين في القراءة في الصلاة.
(148) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زهير بن محمد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل،
عن سعيد بن المسيب، عن أبي سعيد الخدري، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد به في الحسنات؟ " قالوا: بلى قال:
" إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد
الصلاة، ما منكم من رجل يخرج من بيته متطهرا يصلي مع المسلمين صلاة الجماعة
ثم يقعد في المسجد ينتظر الصلاة الأخرى إلا الملائكة تقول: اللهم اغفر له اللهم
58

ارحمه فإذا ما قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وأقيموها وسدوا الفرج فإني أراكم من
وراء ظهري فإذا قال إمامكم الله أكبر فقولوا الله أكبر وإذا قال سمع الله لمن حمده
فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد، إن خير صفوف الرجال المقدم وشرها المؤخر وخير
صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاغضضن
أبصاركن ولا ترين عورات الرجال من ضيق الإزر " قلت عند ابن ماجة منه من أوله
إلى قوله ما منكم من رجل فقط.
27 - باب الالتفات في الصلاة:
(149) حدثنا محمد بن عمر، ثنا نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن يزيد
ابن رومان، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذ
قام أحدكم إلى صلاته فليقبل عليها حتى يفرغ منها وإياكم والالتفات في الصلاة فإنما
أحدكم يناجي ربه ما دام في الصلاة ".
(150) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد
ابن إبراهيم بن الحارث، أن رجلا حدثه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يزال
الله مقبلا على العبد في صلاته مالم يلتفت " قال: فكان ذلك الرجل الذي حدثني
بهذا الحديث إذا قام إلى صلاته كأنه وتد.
28 - باب صلاة الحاقن:
(151) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن قتادة (....)، أن عمر بن الخطاب
قال: لا تدافعوا الأذى من البول والغائط في الصلاة.
29 - باب فيمن بزق في صلاته:
(152) حدثنا يعلى، حدثني عبد الحكم، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا يبزقن أحدكم في صلاته بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن يساره أو تحت قدمه
اليسرى ".
59

30 - باب الصلاة في الجماعة:
(153) حدثنا داود بن المحبر، ثنا محمد بن سعيد، عن أبان بن أبي عياش، عن ابن
مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فضل صلاة الرجل في جماعة على صلاته
وحده أربعة وعشرين جزءا ".
31 - باب الصلاة إذا حضر الطعام:
(154) حدثنا عاصم بن علي، ثنا أيوب بن عتبة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع،
عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا حضر العشاء والصلاة فابدأوا
بالعشاء ".
32 - باب السواك ".
(155) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أبي يحيى، عن أبي الأسود، عن عروة،
عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " قال: " ركعتان بعد السواك أحب إلى الله من سبعين
ركعة قبل السواك ".
(156) حدثنا يزيد بن هارون، أنبأ شريك بن عبد الله عن أبي إسحاق، عن التميمي،
عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أمرت بالسواك حتى ظننت أو
خشيت أن ينزل علي قرآن ".
33 - باب ما نهى عن التسوك به:
(157) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عيسى بن يونس، ثنا أبو بكر بن عبد الله بن
أبي مريم الغساني، عن ضمرة بن حبيب، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن السواك
بعود الريحان وبالرمان وقال: " إنه يحرك عرق الجذام ".
60

34 - باب ما يقطع الصلاة:
(158) حدثنا يعلى بن عباد، ثنا عبد الحكم، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " يقطع الصلاة الكلب والحمار والمرأة ".
35 - باب من قال لا تقطع المرأة الصلاة:
(159) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا موسى بن أيوب، ثنا عمي إياس بن عامر
الغافقي، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسبح
من الليل وعائشة معترضة بينه وبين القبلة.
36 - باب السترة للمصلي:
(160) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يقطع الصلاة المرأة والكلب " فقلت: فما يسترني؟
قال: " السهم والرحل والحجر ".
(161) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا إبراهيم، عن عبد الملك بن الربيع بن
سبرة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا صلى أحدكم
فليستتر ولو بسهم ".
(162) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الملك بن الربيع بن سبرة، عن أبيه، عن جده،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " تحرى السهم من السترة " قال أبو عبد الله: يعني في
61

الصلاة.
(163) حدثنا العباس بن الفضل الأزرق، ثنا عبد الوارث، عن إسحاق بن سويد،
أن عمر بن الخطاب أبصر رجلا يصلي بعيدا من القبلة فقال: تقدم لا تفسد عليك
صلاتك وما قلت لك إلا ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله.
37 - باب في تحريم الصلاة وتحليلها:
(164) حدثنا محمد بن عمر، ثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، عن أيوب بن
عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن عباد مسلم، عن عمه عبد الله بن زيد، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " افتتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم ".
38 - باب ما يفتتح به الصلاة:
(165) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمر بن راشد اليمامي، ثنا إياس بن سلمة
ابن الأكوع، عن أبيه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يفتتح الصلاة بدعاء إلا
قال: " سبحان ربي العلي الأعلى الوهاب ".
(166) حدثنا عاصم بن علي، ثنا عبد الله بن إياد، ثنا إياد، عن عبد الله بن سعيد،
عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: جاء رجل ونحن نصلى مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فدخل في الصف فقال: الله أكبر كبيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، فرفع المسلمون
رؤوسهم، واستنكروا الرجل، وقالوا: من هذا الذي يرفع صوته فوق صوت النبي
- صلى الله عليه وسلم -؟ فلما انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من هذا العالي الصوت؟ "،
قيل: هو هذا قال: " والله لقد رأيت كلامك يصعد إلى السماء حتى فتح له باب
منها فدخل فيه ".
62

39 - باب التأمين:
(167) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا زربي مولى خالد، ثنا أنس بن مالك، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أعطيت ثلاث خصال: صلاة في الصفوف، وأعطيت
السلام وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم إلا
أن يكون الله أعطاها هارون فإن موسى كان يدعو ويؤمن هارون ".
40 - باب القراء في الصلاة:
(168) حدثنا محمد بن عمر، ثنا علي بن عبد الله بن أبي يحيى الأسلمي، عن بكير
ابن عبد الله بن الأشج، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي أيوب، أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ في الصبح (تبارك الذي بيده الملك).
(169) حدثنا محمد بن عمر، ثنا داود بن خالد بن دينار، عن يزيد بن قسيط،
عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس، قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أقرأ في
الصبح (والليل إذا يغشى) و (الشمس وضحاها).
(170) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، ثنا حنظلة، قال: قلت لعكرمة:
ربما قرأت في المغرب ب‍ (قل أعوذ برب الفلق) و (قل أعوذ برب
الناس) فيعيبون ذلك فقال: سبحان الله فما بأس بذلك اقرأ بهما فإنهما من
القرآن. وقال عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما
إلا بفاتحة الكتاب لم يزد على ذلك شيئا.
63

41 - باب التكبير في الصلاة:
(171) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية - يعني شيبان - عن ليث، عن عبد الرحمن
العبدي، عن أنس بن مالك، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر كلما سجد
وكلما رفع، ورأيت أبا بكر يكبر كلما سجد وكلما رفع، ورأيت عمر وعثمان يفعلان
ذلك. قلت: وقد تقدم في باب الصفوف أحاديث فيها التكبير.
42 - باب رفع اليدين بعد الرفع من الركوع:
(172) حدثنا أبو النضر، ثنا سليمان، عن حميد، قال: حدثني من سمع من الأعرابي
قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي قال: فرفع رأسه من الركوع ورفع كفيه حتى
حاذتا أو بلغتا فروع أذنيه كأنهما مروحتان.
(173) حدثنا السكن بن نافع، ثنا عمران بن حدير، قال: ذكر لأبي مجلز القنوت
في صلاة الغداة فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا إلى بني فلان، فقال:
" انظر فإن كانوا أسلموا فجاوزهم إلى بني فلان "، فلما أتاهم فسألهم. قال: فدخل
رجل فلبس لامته - يعني سلاحه - ثم خرج إلى رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فطعنه
فصرعه، فقال رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم إني رسول رسولك فكن أنت
رسولي إلى رسولك، اقرأ على رسولك منى السلام " قال: فقال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " وعليك السلام "، فقال القوم: يا رسول الله ما رأينا من أحد! فقال:
" إن فلانا قتل، فأرسل هذا السلام ". قال: فقام بهم شهرا في آخر صلاة الفجر
يقول: " اللهم عليك ببني عصية عصوا ربهم، وعليك ببني ذكوان " قال: ثم تركه
لم يكن غيره.
(174) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقنت في صلاة الفجر قبل الركعة وقال: " إنما أقنت بكم
لتدعوا ربكم وتسألوه حاجتكم ".
64

(175) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، عن حنظلة، عن أنس، قال:
صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة قنت بعد الركوع فكان من دعائه: " اللهم عذب
كفرة أهل الكتاب الذين يعادون رسلك ويصدون عن سبيلك وألق بينهم العداوة
والبغضاء ".
43 - باب الانصراف من الصلاة:
(176) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن سليمان، عن محمد بن يحيى بن حيان،
عن أبي سعاد الجهني، عن عقبة بن عامر، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسلم
عن يمينه وعن يساره السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله.
(177) حدثنا محمد بن عمر، ثنا سعيد بن مسلم بن بأنك، عن أبي مالك الحميري،
عن عطاء بن يسار، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سلم عن يمينه تسليمة واحدة.
(178) حدثنا محمد بن عمر، ثنا داود بن خالد، وابن أبي سبرة، وسليمان بن
بلال، وعلي بن عمر بن عطاء، جميعا عن عمر بن عطاء، عن عكرمة، عن ابن
عباس، أنه سلم واحدة تجاه القبلة.
(179) حدثنا محمد بن عمر، ثنا سعيد بن عطاء بن أبي مروان الأسلمي، عن أبيه،
عن جده، قال: صليت خلف عمر، وخلف علي، وخلف أبي ذر فكلهم رأيته يسلم
عن يمينه وعن يساره.
(180) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن عبد العزيز، سمع الزهري يقول:
رأيت قبيصة بن ذؤيب إذا سلم سلم واحدة تجاه القبلة. قال الزهري: فذكرت ذلك
لعبد الله بن موهب قال: سألت قبيصة عن ذلك فقال: رأيت زيد بن ثابت يسلم
واحدة تجاه القبلة.
44 - باب السهو في الصلاة:
(181) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا هشام بن حسان، عن عسل بن سفيان،
65

عن عطاء، قال: صلى بنا ابن الزبير المغرب فسلم في الركعتين ثم قام إلى الحجر يستلمه
فسبحنا فالتفت إلينا فقال: أتممنا الصلاة فقلنا برؤوسنا سبحان الله - أي لا - فرجع
فصلى الركعة ثم سلم، ثم سجد سجدتين وهو جالس قال عطاء: فلم أدر ما ذاك
فخرجت من فوري فدخلت علي ابن عباس فأخبرته بصنيعه فقال: ما أماط عن سنة نبيه
- صلى الله عليه وسلم -.
(182) حدثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن عبد
الرحمن بن شماسة حدثه، أن عقبة بن عامر قام في صلاته وعليه جلوس فقال الناس:
سبحان الله، سبحان الله فعرف الذي يريدون فلما أتم صلاته سجد سجدتين وهو جالس
وقال: إني سمعت قولكم وهذه السنة.
(183) حدثنا عاصم بن علي، ثنا عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس، قال:
دخلت على أبي هريرة وعبد الله بن حنظلة وهما قاعدان في المسجد حين زالت الشمس
فقال عبد الله بن حنظلة: صلى بنا عمر بن الخطاب - رحمه الله - صلاة المغرب فلم
يقرأ في الركعة الأولى شيئا فسها فلما قام في الركعة الثانية قرأ بأم القرآن وسورة ثم
عاد فقرأ بأم القرآن وسورة ثم مضى فصلى حتى قضى صلاته ثم سجد سجدتي السهو.
45 - باب فيمن صلى صلاة لا يذكر فيها أمر الدنيا:
(184) حدثنا عفان، ثنا حماد - يعني ابن سلمة - أنبأ ثابت، عن صلة، أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صلى صلاة لا يذكر فيها شيئا من أمر الدنيا لم يسأل الله -
عز وجل - فيها شيئا إلا أعطاه ".
46 - باب ما يقول في دبر الصلاة:
(185) حدثنا أبو النضر: ثنا سفيان أو الأشجعي، عن سفيان، عن أبي هارون
66

العبدي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغ من صلاته قال
ما أدري أقبل التسليم أم بعد التسليم (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام
على المرسلين والحمد لله رب العالمين).
(186) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو حجية، عن عبد الله بن أبي الهذيل،
قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم قال: " اللهم أنت السلام ومنك السلام
تباركت يا ذا الجلال والإكرام " قلت: ويأتي في الأذكار من الذكر والدعاء شئ من
ذلك إن شاء الله تعالى.
47 - باب صلاة المسافر وصيامه:
(187) حدثنا أبو نعيم، ثنا طلحة، عن عطاء، عن عائشة، قالت: كل قد فعل
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صام وأفطر، وأتم وقصر في السفر.
(188) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، أخبرني عدي بن ثابت، قال: سمعت عبد الله
ابن يزيد الأنصاري يحدث، عن أبي أيوب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جمع الصلاتين
بجمع المغرب والعشاء.
48 - باب ما جاء في فضل يوم الجمعة:
(189) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا فرج بن فضالة، عن علي بن أبي طلحة، عن
أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قيل: يا نبي الله لم سمى يوم الجمعة؟ قال:
" لأن فيها جمعت طينة أبيك آدم عليه السلام، وفيها الصعقة والبعثة، وفي آخر ثلاث
ساعات فيها ساعة من دعا الله - عز وجل - فيها بدعوة استجيبت له ".
(190) حدثنا داود بن المحبر، ثنا محمد بن سعيد، عن أبان، عن أنس، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما
اجتنبت الكبائر " فقال رجل: يا رسول الله وإن الجمعة لتكفر إلى الجمعة؟ قال: " نعم
وتزيد ثلاثة أيام " قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن في الجمعة ساعة لا يوافقها
67

عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه ". قال: " وعرضت علي الأيام فرأيت
يوم الجمعة كأنه في مرآته بهاء ونورا وفضلت على سائر الأيام فسرني ثم رأيت فيه
نكتة سوداء كالشامة فقلت: يا جبريل ما هذه النكتة السوداء في هذا البهاء والنور؟
قال: هي الساعة تقوم فيها القيامة ".
(191) حدثنا داود بن المحبر، ثنا أيوب بن حوط، عن عثمان، عن أنس بن مالك،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتاني جبريل وفي كفه كالمرآة البيضاء فيها كالنكتة
السوداء فقلت: ما هذه معك يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة قلت: وما يوم الجمعة؟
قال: لكم فيها خير، قلت: وما لنا فيها؟ قال: لكم فيها ساعة لا يوافقها عبد مسلم
سأل الله - عز وجل - فيها خيرا هو له قسم إلا أعطاه إياه وإن لم يكن فيها قسم
دخر له ما هو أفضل منه ولا يتعوذ من شئ هو له إلا صرفه عنه وإن لم يكن له
مكتوب صرف عنه من البلايا ما هو أعظم منه، قلت: وما هذه النكتة السوداء
التي فيها؟ قال: الساعة تقوم يوم الجمعة، قال: وهو عندنا سيد الأيام وندعوه
المزيد قلت: وما ذاك؟ قال: إن ربك - عز وجل - اتخذ واديا أقنى فيه كثيب
من مسك أبيض فإذا كان يوم الجمعة أحدق الكرسي بمنابره من ذهب مكللة بالجوهر
فجاء النبيون فجلسوا على تلك المنابر وحف المنابر بكراسي من نور فجاء الصديقون
والشهداء فجلسوا على تلك الكراسي وجاء أهل الغرف فجلسوا على ذلك الكثيب
فيتجلى لهم ويقول: أنا الذي صدقتكم وعدي وأتممت عليكم نعمتي وهذا محل
كرامتي فسلوني، فيسألونه الرضا فيشهد لهم أنه قد رضي عنهم ويعطيهم ما سألوا
وفوق رغبتهم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويرتفع النبيون
والصديقون والشهداء وذلك مقدار منصرفهم من الجمعة ويرتفع أهل الغرف إلى
غرفهم من درة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم وياقوتة حمراء وزبر جدة خضراء فيها
ثمارها فيها أزواجها وخدمها فليسوا إلى شئ أحوج منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا
إلى الله - عز وجل - نظرا وليزدادوا منه كرامة ".
49 - باب اللبس للجمعة:
(192) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أبي يحيى، عن سعيد بن أبي هند،
عن ذكوان أبو عمرو، عن عائشة، قالت: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبان يلبسهما
68

يوم الجمعة فإذا انصرف من الجمعة طواهما ورفعهما.
50 - باب التبكير إلى الجمعة:
(193) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن
عباد بن عبد الله الأسدي، قال: كان علي يخطب وقد أحدقت به الموالي فأقبل الأشعث
ابن قيس يتخطى رقاب الناس حتى دنا منه فقال: يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحميراء
على وجهك قال: فغضب حتى أحمر وجهه فقال عباد وكان خلفه صعصعة بن صوحان فضرب
بيده كتفي أو منكبي قال: شك أبو معاوية فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون ليذكرك اليوم
من أمر العرب شيئا كان يكتمه قال: فقال علي من يعذرني من هذه الضيارطة يتقلب
أحدهم على حشاياه ويهجر قوم لذكر الله فيأمرني أن أطردهم فأكون من الظالمين،
أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ليضربنكم
على الدين كما ضربتموهم عليه بدا ".
(194) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ علي بن زيد، عن أوس بن خالد،
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الملائكة يوم الجمعة على أبواب
المسجد يكتبون الناس على منازلهم. جاء فلان من ساعة كذا، جاء فلان من ساعة
كذا، جاء فلان من ساعة كذا، جاء فلان والإمام يخطب، جاء فلان وقد أدرك
الصلاة، ولم يدرك الجمعة إذا لم يدرك الخطبة " قلت: لأبي هريرة حديث في الصحيح
غير هذا.
51 - باب الخطبة إلى الجذع:
(195) حدثنا يعلى، ثنا عبد الحكم، عن أنس، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب
69

إلى جذع فحن الجذع فاحتضنه وقال: " لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة ". قلت:
هكذا هو في الأصل.
52 - باب الغسل يوم الجمعة والتبكير:
(196) حدثنا روح بن عبادة، ثنا ثور بن يزيد، عن عثمان الشامي، أنه سمع أبا
الأشعث الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: " من غسل واغتسل وغدا وابتكر ودنا فاقترب وأسمع وأنصت كان
له بكل خطوة أجر قيام سنة وصيامها ".
(197) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا المسعودي، عن وبرة، عن همام بن
الحارث، قال: قال عبد الله بن مسعود: من السنة الغسل يوم الجمعة.
53 - باب الصلاة يوم الجمعة عند الزوال:
(198) حدثنا محمد بن عمر، ثنا سعيد بن مسلم، سمع المقبري يخبر عن أبي هريرة،
قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة.
54 - باب الخطبة:
(199) حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا سليمان بن الحارث الأنصاري، عن عباس
ابن سهل الساعدي، عن أبيه، وعبد الله بن يزيد الهذلي، عن إياس بن سلمة بن
الأكوع، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعمر بن صالح، عن ابن أسيد بن علي،
عن أبي حميد الساعدي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يخطب خطبتين ويجلس جلستين
يجلس أول ما يصعد.
(200) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن نعيم، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: مثله.
55 - باب في خطبة قد كذبها داود بن المحبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
70

(201) حدثنا داود بن المحبر بن قحذم بن سليمان البصري، ثنا ميسرة بن عبد ربه،
عن أبي عائشة السعدي، عن يزيد بن عمر بن عبد العزيز، عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن، عن أبي هريرة، وابن عباس، قالا: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خطبة قبل
وفاته وهي آخر خطبة خطبها بالمدينة حتى لحق الله فوعظنا فيها موعظة ذرفت منها العيون
ووجلت منها القلوب واقشعرت منها الجلود وتقلقلت منها الأحشاء، أمر بلالا فنادى
الصلاة جامعة قبل أن يتكلم فاجتمع الناس فارتقى المنبر قال: يا أيها الناس أدنوا
وأوسعوا لمن خلفكم ثلاث مرات " فدنا الناس واضطر بعضهم إلى بعض والتفتوا فلم
يروا أحدا ثم قال: " أدنوا وأوسعوا لمن خلفكم " فدنا الناس واضطر بعضهم إلى بعض
والتفتوا فلم يروا أحدا ثم قال: " أدنوا وأوسعوا لمن خلفكم " فدنوا واضطر بعضهم
إلى بعض والتفتوا فلم يروا أحدا فقام رجل فقال: لمن نوسع، للملائكة؟ قال:: " لا إنهم
إذا كانوا معكم لم يكونوا بين أيديكم ولا خلفكم ولكن عن أيمانكم وعن شمائلكم "
فقال: ولم لا يكونون بين أيدينا ولا خلفنا، أهم أفضل منا؟ قال: " بل أنتم أفضل من
الملائكة، اجلس " ثم خطب فقال: " الحمد لله أحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ونعوذ بالله
من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي
له يا أيها الناس إنه كان في هذه الأمة ثلاثون كذابا: أولهم صاحب اليمامة وصاحب
صنعاء، أيها الناس إنه من لقي الله وهو يشهد أن لا إله إلا الله مخلصا لا يخلط معها
غيرها دخل الجنة " فقام علي بن أبي طالب فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله بين
لنا كيف نخلص بها؟ لا نخلط معها غيرها بين هذا حتى نعرفه. فقال: " حرصا على
الدنيا وجمعا لها من غير حلها ورضى بها وأقوام يقولون أقاويل الأحبار ويعملون عمل
الجبابرة الفجار فمن لقي الله تعالى وليس فيه شئ من هذه الخصال يقول لا إله
إلا الله فله الجنة ومن اختار الدنيا على الآخرة فله النار ومن تولى خصومة قوم ظلمة
أو أعانهم عليها نزل به ملك الموت يبشره بلعنة ونار خالدا فيها وبئس المصير ومن
خف لسلطان جائر في حاجة فهو قرينه في النار ومن دل سلطانا على جور قرن مع
هامان في النار وكان هو ذلك السلطان من أشد أهل النار عذابا ومن عظم صاحب
الدنيا ومدحه طمعا في دنياه سخط الله عليه وكان في درجة قارون في أسفل جهنم
71

ومن بنى بناء رياء وسمعة حمله يوم القيامة مع سبع أرضين يطوقه نارا توقد في عنقه
ثم يرمى به في النار " فقيل: كيف يبني رياء وسمعة قال: " يبني فضلا عما يكفيه
وبنيه مباهاة ومن ظلم أجيرا أجره أحبط عمله وحرم عليه ريح الجنة، وريحها يوجد
من مسيرة خمسمائة عام ومن خان جاره شبرا من الأرض طوقه الله يوم القيامة إلى
سبع أرضين نارا حتى يدخله جهنم ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله مجذوما
مغلولا، وسلط الله عليه بكل آية حية تنهشه في النار ومن تعلم القرآن فلم يعمل به
وآثر عليه حطام الدنيا وزينتها استوجب سخط الله وكان في درجة اليهود والنصارى
الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا ومن نكح امرأة في دبرها
أو رجلا أو صبيا حشر يوم القيامة وهو أنتن من الجيفة تتأذى به الناس حتى يدخل
نار جهنم وأحبط الله أجره ولا يقبل منه صرفا ولا عدلا ويدخل في تابوت من نار
ويشد عليه مسامير من حديد حتى تشك تلك المسامير في جوفه فلو وضع عرقا من
عروقه على أربعمائة أمة لماتوا جميعا وهو من أشد أهل الناس عذابا يوم القيامة ومن زنى
بامرأة مسلمة أو غير مسلمة حرة أو أمة فتح عليه في قبره ثلاثمائة ألف باب من نار
ويخرج من حياة وعقارب وفتهب من النار فهو يعذب إلى يوم القيامة بتلك النار
مع ما يلقى من تلك العقارب والحيات ويبعث يوم القيامة بنتنة فرجه ويعرف بذلك
حتى يدخل النار يتأذى به أهل النار مع ما هم فيه من العذاب لأن الله حرم المحارم
وليس أحد أغير من الله ومن غيرته حرم الفواحش وحدد الحدود ومن اطلع إلى
بيت جاره فرأى عورة رجل أو شعر امرأة أو شيئا من جسدها كان حقا على الله
أن يدخله النار مع المنافقين الذين كانوا يبيحون عورات النساء ولا يخرج من الدنيا
حتى يفحصه الله ويبدي للناظرين عورته يوم القيامة ومن سخط رزقه وبث شكواه ولم
يصبر لم يرفع له إلى الله حسنة ولقي الله وهو عليه ساخط ومن لبس ثوبا فاختال
فيه خسف به من شفير جهنم ثم يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ومن نكح امرأة حلالا
بمال حلال يريد بذلك الفخر والرياء لم يزده الله إلا ذلا وهوانا وأقامه الله بقدر
ما استمتع بها على شفير جهنم ثم يهوي فيها سبعين خريفا ومن ظلم امرأة مهرها
فهو عند الله زان ويقول الله له يوم القيامة عبدي زوجتك على عهدي فلم
توف بعهدي فيتولى الله طلب حقها فتستوعب حسناته كلها فلا تفي منه فيؤمر به
إلى النار ومن رجع عن شهادة أو كتمها أطعمه الله لحمه على رؤوس الخلائق ويدخل
النار وهو يلوك لسانه ومن كانت له امرأتان فلم يعدل بينهما في القسم من نفسه
72

وماله جاء يوم القيامة مغلولا مائلا شقه حتى يدخل النار ومن آذى جاره من غير
حق حرم الله عليه ريح الجنة ومأواه النار ألا وإنه يسأل الرجل عن جاره كما يسأل
عن حق أهل بيته فمن ضيع حق جاره فليس منى ومن أهان فقيرا مسلما من أجل
فقره فاستخف به فقد استخف بحق الله ولم يزل في مقت الله وسخطه حتى يرضيه
ومن أكرم فقيرا مسلما لقي الله تعالى يوم القيامة وهو يضحك إليه ومن عرضت
له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله وليست له حسنة يتقي بها النار
وإن اختار الآخرة على الدنيا لقي الله وهو عنه راض ومن قدر على امرأة أو جارية
حراما فتركها لله مخافة منه أمنه الله من الفزع الأكبر وحرمه على النار وأدخله الجنة
ومن كسب مالا حراما لم تقبل له صدقة ولا عتق ولا حج ولا عمرة وكتب الله
له بقدر ذلك أوزارا وما بقي عند موته كان زاده إلى النار ومن أصاب من امرأة نظرة
حراما ملأ الله عينه نارا ثم أمر به إلى النار فإن غض بصره عنها أدخل الله قلبه محبته
ورحمته وأمر به إلى الجنة و إن فاكهها حبس بكل كلمة كلمها في الدنيا ألف عام
والمرأة إذا طاوعت الرجل حراما فالتزمها أو قبلها أو باشرها أو فاكهها أو واقعها
فعليها من الوزر مثل ما على الرجل فإن غلب الرجل على نفسها كان عليه وزره
ووزرها ومن غش مسلما في بيع أو شراء فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود
لأنهم أغش الناس للمسلمين ومن منع الماعون جاره إذا احتاج إليه منعه الله
فضله يوم القيامة ووكله إلى نفسه، ومن وكله إلى نفسه هلك آخر ما عليها ولا يقبل
له عذرا وأيما امرأة آذت زوجها لم تقبل صلاتها ولا حسنة من عليها حتى تعفيه
وترضيه ولو صامت الدهر وقامت وأعتقت الرقاب وحملت على الجياد في سبيل الله
لكانت أول من ترد إلى النار إذا لم ترضه وتعفه وعلى الرجل مثل ذلك من الوزر
والعذاب إذا كان لها مؤذيا ثم يسلط عليه النار ويبعث حين يبعث مغلولا حتى يرد
النار ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات وأصبح في سخط الله حتى يتوب
ويرجع فإن مات على ذلك مات على غير الإسلام " ثم قال: ألا إنه من غشنا
فليس منا " حتى قال ذلك ثلاثا " ومن يعلق سوطا بين سلطان جائر جعله الله حية
طولها سبعون ألف ذراع فتسلط عليه في نار جهنم خالدا مخلدا ومن اغتاب مسلما
بطل صومه ونقض وضوؤه فإن مات على ذلك مات كالمستحل ما حرم الله ومن
مشى بالنميمة بين اثنين سلط عليه في قبره نارا تحرقه يوم القيامة ثم يدخل النار ومن
عفا عن أخيه المسلم وكظم غيظه أعطاه الله أجر شهيد ومن بنى على أخيه وتطاول عليه
73

واستحقره حشره الله يوم القيامة في صورة الذرة تطؤه العباد بأقدامهم ثم يدخل
النار ولم يزل في سخط الله حتى يموت ومن رد عن أخيه المسلم غيبة يسمعها تذكر
في مجلس رد الله عنه ألف باب من الشر في الدنيا والآخرة فإن هو لم يرد عنه وأعجبه
ما قالوه كان عليه مثل وزرهم ومن رمى محصنا أو محصنة حبط عمله وجلده يوم
القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه ثم يؤمر به إلى النار ومن شرب
الخمر في الدنيا سقاه الله من سم الأساود وسم العقارب شربة يتساقط لحم وجهه
في الإناء قبل أن يشربها فإذا شربها تفسخ لحمه وجلده كالجيفة يتأذى به أهل الجمع
ثم يأمر به إلى النار ألا وشاربها وعاصرها ومعتصرها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه
وآكل ثمنها سواء في إثمها وعارها ولا يقبل الله له صلاة و لا صياما ولا حجا ولا عمرة
حتى يتوب فإن مات قبل أن يتوب منها كان حقا على الله أن يسقيه بكل جرعة
شربها في الدنيا شربة من صديد جهنم ألا وكل مسكر خمر وكل مسكر حرام ومن
أكل الربا ملأ الله تعالى بطنه نارا بقدر ما أكل وإن كسب منه مالا لم يقبل الله منه
شيئا من عمله ولم يزل في لعنة الله وملائكته ما زال عنده منه قيراط ومن خان أمانته
في الدنيا ولم يؤدها إلى أربابها مات على غير دين الإسلام ولقى الله وهو غضبان ثم
يؤمر به إلى النار فيهوى في شفيرها أبد الآبدين ومن شهد شهادة زور على مسلم
أو كافر علق بلسانه يوم القيامة ثم يصير مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار ومن
قال لمملوكه أو مملوكته أو لأحد من المسلمين لا لبيك ولا سعديك قال له يوم القيامة
لا لبيك ولا سعديك اتعس في النار ومن أضر بامرأة حتى تفتدي منه لم يرضى الله
له بعقوبة دون النار لأن الله تعالى يغضب للمرأة كما يغضب لليتيم ومن سعى بأخيه
إلى السلطان أحبط الله عمله كله فإن وصل إليه مكروه أو أذي جعله الله مع هامان
في درجة النار ومن قرأ القرآن رياء وسمعة أو يريد به الدنيا لقى الله ووجهه ليس
عليه لحم وردع القرآن في قفاه حتى يقذفه في النار فيهوى فيها مع من هوى ومن
قرأه ولم يعمل به حشره الله يوم القيامة أعمى فيقول: (رب لم حشرتني أعمى وقد كنت
بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى) ثم يؤمر به إلى
النار ومن اشترى خيانة وهو يعلم أنها خيانة كان كمن خانها في عارها وإثمها ومن
قاود بين امرأة ورجل حراما حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وساءت مصيرا ومن
غش أخاه المسلم نزع الله منه رزقه وأفسد عليه معيشته ووكله إلى نفسه ومن اشترى
سرقة وهو يعلم أنها سرقة فهو كمن سرقها في عارها وإثمها ومن ضار مسلما فليس
74

منا ولسنا منه في الدنيا والآخرة ومن سمع بفاحشة فأفشاها فهو كمن أتاها ومن
سمع بخير فأفشاه فهو كمن عمله ومن وصف امرأة لرجل فذكر جمالها وحسنها حتى
افتتن بها فأصاب منها فاحشة خرج من الدنيا مغضوبا عليه ومن غضب الله عليه
غضبت عليه السماوات والأرضون السبع وكان عليه من الوزر مثل وزر الذي
أصابها " قلنا: فإن تابا فأصلحا قال: " قبل منهما ولا يقبل توبة الذي وصفها، ومن
أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله من صديد جهنم وكان ذلك الطعام نارا في بطنه
حتى يقضى بين الناس ومن فجر بامرأة ذات بعل انفجر من بطنها واد من صديد مسيرته
خمسمائة عام يتأذى به أهل النار من نتن ريحه وكان من أشد الناس عذابا يوم القيامة
واشتد غضب الله على امرأة ذات بعل ملأت عينها من غير زوجها أو من غير ذي
محرم منها وإذا فعلت ذلك أحبط الله كل عمل عملته فإذا وطئت فراشه غيره ذي
حقا على الله أن يحرقها بالنار من يوم أن تموت في قبرها وأيما امرأة اختلعت من
زوجها لم تزل في لعنة الله وملائكته ورسله والناس أجمعين وإذا نزل بها ملك قال
لها أبشرى بالنار فإذا كان يوم القيامة قيل لها ادخلي النار مع الداخلين، ألا وإن الله
ورسوله بريئان من المختلعات بغير حق ألا وإن الله ورسوله بريئان ممن أضر بامرأة
حتى تختلع منه ومن أم قوما بإذنهم وهم له راضون فاقتصد بهم في حضوره وقراءته
وركوعه وسجوده وقعوده فله مثل أجرهم وإن لم يقتصد بهم في ذلك ردت عليه
صلاته ولم تجاوز تراقيه وكان بمنزلة أمير جائر معتد لم يصلح إلى رعيته ولم يقم فيهم
بأمر الله "، فقال علي بن أبي طالب: يا رسول الله بأبي أنت وأمي وما منزلة الأمير الجائر
المتعدى الذي لم يصلح إلى رعيته ولم يقم فيهم بأمر الله؟ قال: " هو رابع أربعة وهو
أشد الناس عذابا يوم القيامة إبليس وفرعون و قاتل النفس والأمير الجائر رابعهم ومن
احتاج إليه أخوه المسلم في قرض لم يقرضه وهو عنده، حرم الله عليه الجنة يوم
يجزى المحسنين ومن صبر على سوء خلق امرأته واحتسب الأجر من الله أعطاه الله
عز وجل من الثواب مثل ما أعطى أيوب على بلائه وكان عليها من الوزر في كل
يوم وليلة مثل رمل عالج فإن مات قبل أن تعتبه وترضيه حشرت يوم القيامة منكوسة
مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار، من كان له امرأة فلم توافقه ولم تصبر على
ما رزقه الله وشقت عليه وحملته ما لا يقدر عليه لم تقبل لها حسنة، فإن ماتت على
ذلك حشرت مع المغضوب عليهم ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم ربه فما ظنكم
ومن تولى عرافة قوم حبس على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة ويحشر ويده مغلولة
75

إلى عنقه فإن كان أقام أمر الله فيهم أطلق، وإن كان ظالما هوى في جهنم سبعين خريفا
ومن تحكم ما لم يحكم كان كمن شهد بالزور ويكلف يوم القيامة أن يعقد بين
شعيرتين يعذب حتى يعقدهما ولن يعقدهما ومن كان ذا وجهين ولسانين في الدنيا جعل
الله له وجهين ولسانين في النار ومن استنبط حديثا باطلا فهو كمن حدث به " قيل:
وكيف يستنبطه؟ قال: " هو الرجل يلقى الرجل فيقول أكان ديت وديت فيفتتحه
فلا يكونن أحدكم مفتاح الشر والباطل ومن مشى في صلح بين اثنين صلت عليه
الملائكة حتى يرجع وأعطي أجر ليلة القدر ومن مشى في قطيعة بين اثنين كان عليه
من الوزر بقدر ما أعطي من الصلح بين اثنين من الأجر ووجهت عليه اللعنة حتى
يدخل جهنم فيضاعف عليه العذاب ومن مشى في عون أخيه المسلم ومنفعته كان
له ثواب المجاهد في سبيل الله ومن مشى في غيبته وكشف عورته كانت أول قدم
يخطوها كأنما وضعها في جهنم تكشف عورته يوم القيامة على رؤوس الخلائق ومن
مشى إلى ذي قرابة أو ذي رحم يتسلى به أو يسلم أعطاه الله أجر مائة شهيد
وإن وصله مع ذلك كان له بكل خطوة أربعون ألف ألف حسنة وحط عنه بها أربعون
ألف ألف سيئة ويرفع له بها أربعون ألف ألف درجة وكأنما عبد الله مائة ألف سنة
ومن مشى في فساد بين القرابات والقطيعة بينهم غضب الله عليه في الدنيا ولعنه وكان
عليه كوزر من قطع الرحم، ومن عمل تزويج رجل حلالا حتى يجمع بينهما زوجه
الله ألف امرأة من الحور العين، كل امرأة في قصر من در وياقوت، وكان له بكل
خطوة خطاها أو كلمة تكلم بها في ذلك عبادة سنة قيام ليلها وصيام نهارها، ومن
عمل في فرقة بين امرأة وزوجها كان عليه لعنة الله في الدنيا والآخرة وحرم الله عليه
النظر إلى وجهه ومن قاد ضريرا إلى المسجد أو إلى منزله أو إلى حاجة من حوائجه
كتب الله بكل قدم رفعها أو وضعها عتق رقبة وصلت عليه الملائكة حتى يفارقه ومن
مشى لضرير في حاجة حتى يقضيها أعطاه الله براءتين: براءة من النار وبراءة من النفاق
وقضي له سبعون ألف حاجة من حوائج الدنيا و يخوض في الرحمة حتى يرجع ومن
قام على مريض يوما وليلة بعثه الله مع خليله إبراهيم حتى يجوز على الصراط كالبرق
اللامع ومن سعى لمريض في حاجة خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " فقال رجل من
الأنصار: فإن كان المريض قرابته أو بعض أهليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ومن أعظم
أجرا ممن سعى في حاجة أهله ومن ضيع أهله وقطع رحمه حرمه الله حسن الجزاء
يوم يجزي المحسنين وصيره مع الهالكين حتى الخروج وأين له بالخروج ومن مشى
76

لضعيف في حاجة أو منفعة أعطاه الله كتابه بيمينه ومن أقرض ملهوفا فأحسن طلبه
فليستأنف العمل وله عند الله بكل درهم ألف قنطار في الجنة ومن فرج عن أخيه
كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كرب الدنيا والآخرة ونظر إليه نظرة رحمة ينال
بها الجنة ومن مشى في صلح امرأة وزوجها كان له أجر ألف شهيد قتلوا في
سبيل الله عز وجل حقا وكان له بكل خطوة وكلمة عبادة سنة صيامها وقيامها ومن
أقرض أخاه المسلم فله بكل درهم وزن جبل أحد وحراء وثبير وطور سيناء حسنات
فإن رفق به في طلبه بعد حله جرى له بكل يوم صدقة وجاز على الصراط كالبرق
اللامع لا حساب عليه ولا عذاب ومن مطل طالبه وهو يقدر على قضائه فعليه خطيئة
عشار " فقام إليه عوف بن مالك الأشجعي فقال: وما خطيئة العشار؟ فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " خطيئة العشار أن عليه في كل يوم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين
ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ومن اصطنع إلى أخيه المسلم معروفا ثم من به عليه
أحبط الله أجره وخيب سعيه " ثم قال: " ألا وإن الله حرم على المنان والبخيل والمختال
والقتات والجواظ والجعظري والعتل والزنيم ومدمن الخمر الجنة ومن تصدق بصدقة
أعطاه بوزن كل ذرة منها مثل جبل أحد من نعيم الجنة ومن مشى بها إلى المسكين
كان له مثل ذلك ولو تداولها أربعون ألف إنسان حتى تصل إلى المسكين كان لكل
واحد منهم مثل ذلك الأجر كاملا، وما عند الله خير وأبقى للذين اتقوا وأحسنوا
ومن بنى مسجدا أعطاه الله بكل شبر أو قال: " بكل ذراع أربعين ألف ألف مدينة
من ذهب وفضة ودر وياقوت وزبر جد ولؤلؤ في كل مدينة ألف ألف قصر في كل
قصر سبعون ألف ألف دار في كل دار أربعون ألف ألف بيت في كل بيت ألف
ألف سرير وعلى كل سرير زوجة من الحور العين وفي كل بيت أربعون ألف ألف
وصيف و أربعون ألف ألف وصيفة وفي كل بيت أربعون ألف ألف مائدة على كل
مائدة أربعون ألف ألف قصعة وفي كل قصعة أربعون ألف ألف لون من الطعام ويعطي
الله وليه من القوة ما يأتي على تلك الأزواج وذلك الطعام والشراب في يوم واحد
ومن تولى أذان مسجد من مساجد الله يريد بذلك وجه الله أعطاه الله ثواب أربعين
ألف ألف نبي وأربعين ألف ألف صديق وأربعين ألف ألف شهيد ويدخل في شفاعته
أربعين ألف ألف أمة كل أمة أربعون ألف ألف رجل وله في كل جنة من الجنان
أربعون الف ألف مدينة في كل مدينة أربعون ألف ألف قصر في كل قصر أربعون
ألف ألف دار في كل دار أربعون ألف ألف بيت في كل بيت أربعون ألف ألف
77

سرير على كل سرير زوجة من الحور العين سعة كل بيت منها سعة الدنيا أربعون
ألف الف مرة بين يدي كل زوجة أربعون ألف ألف وصيف وأربعون ألف ألف
وصيفة في كل بيت أربعون ألف ألف مائدة على كل مائدة أربعون ألف ألف قصعة
على كل قصعة أربعون ألف ألف لون لو نزل به الثقلان لأوسعهم بأدنى بيت من
بيوته بما شاءوا من الطعام والشراب واللباس والطيب والثمار وألوان التحف والطرائف
والحلي والحلل، كل بيت منها يكتنف بما فيه من هذه الأشياء عن البيت الآخر " قال:
" فإذا قال المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله اكتنفه سبعون ألف ملك كلهم يصلون
عليه ويستغفرون له وهو في ظل رحمة الله حتى يفرغ ويكتب له ثوابه أربعون ألف
ألف ملك ثم يصعدون إلى الله ومن مشى إلى مسجد من المساجد فله بكل خطوة
يخطوها حتى يرجع إلى منزله عشر حسنات وتمحى عنه بها عشر سيئات ويرفع له
بها عشر درجات ومن حافظ على الجماعة حيث كان ومع من كان مر على الصراط
كالبرق اللامع في أول زمرة من السابقين ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر وكان
له بكل يوم وليلة حافظ عليها ثواب شهيد ومن حافظ على الصف المقدم فأدرك
أول تكبيرة من غير أن يؤذي مؤمنا أعطاه الله مثل ثواب المؤذن في الدنيا والآخرة
ومن بنى على ظهر طريق يهوي إليه عابرو السبيل بعثه الله يوم القيامة على نجيبة من
در ووجهه يضئ لأهل الجمع حتى يقول أهل الجمع هذا ملك من الملائكة لم ير
مثله حتى يزاحم إبراهيم في قبته ويدخل الجنة بشفاعته أربعون ألف رجل ومن
شفع لأخيه المسلم في حاجة له نظر الله إليه وحق على الله أن لا يعذب عبدا بعد
نظره إليه فإذا شفع له من غير طلب كان له مع ذلك أجر سبعين شهيدا ومن صام
رمضان وكف عن اللغو والغيبة والكذب والخوض في الباطل وأمسك لسانه إلا عن
ذكر الله وكف سمعه وبصره وجميع جوارحه عن محارم الله وعن أذى المسلمين كان
له من القربة عند الله أن تمس ركبته ركبة إبراهيم خليله ومن احتفر بئرا حتى يبسط
ماؤه فيبذلها للمسلمين كان له كأجر من توضأ منها وصلى وله بعدد شعر من شرب
منها حسنات: إنس أو جن أو بهيمة أو سبع أو طائر أو غير ذلك وله بكل شعرة
من ذلك عتق رقبة ويرد في شفاعته يوم القيامة حوض القدس عدد نجوم السماء "
قيل: يا رسول الله وما حوض القدس؟ قال: " حوضي حوضي حوضي ومن حفر
قبرا لمسلم حرمه الله على النار وبوأه بيتا في الجنة لو وضع في قبره ما بين صنعاء
والحبشة لوسعها ومن غسل ميتا وأدى الأمانة فيه كان له بكل شعرة منه عتق ورفع
78

له بها مائة درجة " قيل: يا رسول الله كيف يؤدى الأمانة؟ قال: " بستر عورته ويكتم
شينه وإن هو لم يستر عورته ولم يكتم شينه أبدى الله عورته على رؤوس الخلائق ومن
صلى على ميت صلى عليه جبريل ومعه ألف ملك وغفر له ما تقدم من ذنبه فإذا
قام حتى يدفن وحثا عليه من التراب انقلب وله بكل خطوة حتى يرجع إلى منزله قيراط
من الأجر والقيراط مثل أحد ومن ذرفت عيناه من خشية ربه كان له بكل قطرة
من دموعه مثل أحد في ميزانه وله بكل قطرة عين في الجنة على حافتيها من المدائن
والقصور مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب واصف ومن عاد مريضا
فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف حسنة ومحو عنه سبعون ألف
سيئة ورفع له سبعون ألف درجة ويوكل به سبعون ألف ملك يعزونه ويستغفرون
له إلى يوم القيامة ومن تبع جنازة فله بكل خطوة يخطوها حتى يرجع مائة ألف حسنة
ومحو مائة ألف سيئة ورفع مائة ألف درجة فإن صلى عليها وكل به سبعون ألف ملك
يستغفرون له حتى يرجع وإن شهد دفنها استغفروا له حتى يبعث من قبره ومن خرج
حاجا أو معتمرا فله بكل خطوة حتى يرجع ألف ألف حسنة ومحو ألف ألف سيئة
ورفع له ألف ألف درجة وله عند ربه بكل درهم ينفقه ألف ألف درهم وبكل دينار
ألف ألف دينار وبكل حسنة يعملها ألف ألف حسنة حتى يرجع وهو في ضمان الله
فإن توفاه أدخله الجنة وإن رجعه رجعه مغفورا له مستجابا له فاغتنموا دعوته إذا
قدم قبل أن يصيب الذنوب فإنه يشفع في مائة ألف رجل يوم القيامة ومن خلف
حاجا أو معتمرا في أهله بخير كان له مثل أجره كاملا من غير أن ينقص من أجره
شيئا ومن رابط أو جاهد في سبيل الله كان له بكل خطوة حتى يرجع سبعمائة ألف
ألف حسنة ومحو سبعمائة ألف ألف سيئة ورفع له مائة ألف ألف درجة وكان في
ضمان الله فإن توفاه بأي حتف كان أدخله الجنة وإن رجعه رجعه مغفورا له مستجابا
له ومن زار أخاه المسلم فله بكل خطوة حتى يرجع عتق مائة ألف رقبة ومحو مائة
ألف ألف سيئة ويكتب له بها مائة ألف ألف حسنة ويرفع له بها مائة ألف ألف درجة "
قال فقلنا لأبي هريرة: أليس قد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من أعتق رقبة فهي
فداؤه من النار " قال: بلى " ويرفع له سائر ما في كنوز العرش عند ربه ومن تعلم
القرآن ابتغاء وجه الله وتفقه في الدين كان له من الثواب مثل ما أعطى الملائكة
والأنبياء والرسل ومن تعلم القرآن رياء وسمعة ليماري به السفهاء ويباهي به العلماء
ويطلب به الدنيا بدد الله عظامه يوم القيامة وكان من أشد أهل النار عذابا ولا يبقى
79

فيها نوع من أنواع العذاب إلا عذب به لشدة غضب الله وسخطه عليه ومن تعلم
العلم وعلمه عباد الله يريد بذلك ما عند الله لم يكن في الجنة أفضل ثوابا منه ولا
أعظم منزلة منه ولم يكن في الجنة منزلة ولا درجة نفيسة إلا وله النصيب، وأوفر المنازل
ألا وإن العلم أفضل العبادة، وملاك الدين الورع، وإنما العالم من عمل بعلمه وإن كان
قليل العلم ولا تحقرن من المعاصي شيئا وإن صغر في أعينكم فإنه لا صغيرة مع إصرار
ولا كبيرة مع الاستغفار، ألا وإن الله سائلكم عن أعمالكم حتى عن مس أحدكم ثوب
أخيه فاعلموا عباد الله أن العبد يبعث يوم القيامة على ما مات عليه وقد خلق الله
الجنة والنار فمن اختار النار على الجنة فأبعده الله ألا وإن ربي عز وجل أمرني أن
أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا دماءهم مني وأموالهم إلا
بحقها وحسابهم على الله ألا وإن الله لم يدع شيئا مما نهى عنه إلا وقد بينه لكم ليهلك
من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة ألا وإن الله تعالى لا يظلم ولا يجوز عليه
ظلم وهو بالمرصاد ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى فمن
أحسن فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد. يا أيها الناس إني قد كبرت سني
ودق عظمي وانهد جسمي ونعيت إلي نفسي واقترب أجلي واشتقت إلى ربي ألا وإن
هذا آخر العهد مني ومنكم فما دمت حيا فقد تروني فإن أنا مت فالله خليفتي على
كل مسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " ثم نزل وابتدره رهط من الأنصار قبل
أن ينزل من المنبر وقالوا: جعلت أنفسنا فداك يا رسول الله من يقوم بهذه الشدائد وكيف
العيش بعد هذا اليوم فقال لهم: " وأنتم فداكم أبي وأمي نازلت ربي عز وجل في أمتي
فقال: لي باب التوبة مفتوح حتى ينفخ في الصور ثم قال: من تاب قبل موته بسنة
تاب الله عليه ثم قال: سنة كثير ومن تاب قبل موته بشهر تاب الله عليه ثم قال:
وشهر كثير ومن تاب قبل موته بجمعة تاب الله عليه ثم قال: جمعة كثير ومن تاب
قبل موته بيوم تاب الله عليه ثم قال: يوم كثير ومن تاب قبل موته بساعة تاب الله
عليه ثم قال: ومن تاب قبل أن يغرغر بالموت تاب الله عليه ثم نزل فكانت آخر خطبة
خطبها - صلى الله عليه وسلم - ". قلت: هذا حديث موضوع وإن كان بعضه في أحاديث حسنة
بغير هذا الإسناد فإن داود بن المحبر كذاب.
80

56 - باب وقت الجمعة:
(202) حدثنا محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي
وقاص، عن أبيه، عن عامر بن سعد، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي
الجمعة حين تريع الشمس.
57 - باب ما جاء في العيد:
(203) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا محمد بن إسحاق، قال: قلت لنافع:
كيف كان ابن عمر يصنع يوم العيد؟ قال: كان يشهد صلاة الفجر مع الإمام ثم
يرجع إلى بيته فيغتسل غسله من الجنابة ويلبس أحسن ثيابه ويتطيب بأطيب ما عنده
ثم يخرج حتى يأتي المصلى فيجلس فيه حتى يجئ الإمام فإذا جاء الإمام صلى معه ثم
يرجع فيدخل مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - فيصلي فيه ركعتين ثم يأتي بيته.
(204) حدثنا محمد بن عمر، ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن إسماعيل
ابن أبي حكيم، عن عمر بن عبد العزيز، أنه حضره في يوم فطر قسم بين أصحابه تمرا قبل أن يغدو إلى
العيد فقال: كلوا قبل أن تغدو إلى العيد، قال: فقلت: لعمر في هذا شئ يؤثره فقال: نعم عمر
ابن عبد العزيز يقول: ثنا إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
كان يأكل قبل أن يغدو أو قال: أمر الإنسان أن يأكل قبل أن يغدو.
(205) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا فرج بن فضالة، عن عبد الله بن عامر الأسلمي،
عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يكبر في العيد سبع تكبيرات
في الأولى وخمسا في الآخرة.
(206) حدثنا يزيد، ثنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء، عن ابن عباس،
81

وحميد الطويل، عن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس، قال أحدهما: كان يكبر
في العيد ثلاث عشرة تكبيرة سبعا في الأولى وستا في الآخرة، وقال الآخر: كان
يكبر ثنتي عشرة تكبيرة سبعا في الأولى وخمسا في الآخرة.
58 - باب ما جاء في ركعتي الفجر:
(207) حدثنا العباس بن الفضل الأزرق، ثنا عبد الوارث، عن أبي التياج، عن
أبي عثمان، عن أبي هريرة، قال: أوصاني خليلي - صلى الله عليه وسلم - بثلاث: صيام ثلاثة أيام
من كل شهر، وركعتي الفجر. قلت: فذكر الحديث وهو في الصحيح غير ركعتي
الفجر.
(208) حدثنا يعلى، حدثني شيخ يقال له عبد الحكم، ثنا أنس، أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: " عليكم بركعتي الفجر فإن فيهما الرغائب ".
(209) حدثنا ابن أبي أمية - يعني عبد الله بن عمرو - ثنا شريك، عن أبي إسحاق،
عن الحارث، عن علي قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوتر عند الأذان ويصلي ركعتي
الفجر عند الإقامة. قلت: عند ابن ماجة طرف منه.
59 - باب الصلاة بعد العصر:
(210) حدثنا سعيد بن سليمان، عن بيان، عن وبرة، قال: رأى عمر - رضي
الله عنه - تميما الداري يصلي بعد العصر فضربه بالدرة فقال تميم: يا عمر لم تضربني
على صلاة صليتها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال عمر: يا تميم ليس كل الناس يعلم
ما تعلم.
60 - باب الأوقات التي يكره فيها الصلاة:
(211) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن قيس بن مسلم، عن طارق، عن بلال،
82

قال: لم ينه عن الصلاة في ساعة إلا بعد الصبح فإنها تطلع بين قرني شيطان أو على
قرني شيطان.
(212) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زائدة، عن ليث، قال: حدثني عبد الرحمن
ابن سابط، عن أبي أمامة، أو أخي أبي أمامة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تصلوا
عند طلوع الشمس فإنها تطلع بين قرني شيطان فيسجد لها كل كافر، ولا وسط
النهار فإنها تسجر جهنم عند ذلك ".
(213) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، أنبأ إبراهيم، عن أبيه، عن معاذ التميمي
المكي، عن سعد بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " صلاتان لا صلاة
بعدهما العصر حتى تغرب الشمس والصبح حتى تطلع الشمس " قال إبراهيم: ورأيت
أبى محمد بن المنكدر، وعبد الله بن الفضل، وإسماعيل بن محمد، يطوفون بعد العصر
يطوفون بالبيت ثم يجلسون ثم يركعون ركعتين بعد المغرب،
(214) حدثنا هوذة بن خليفة، ثنا ابن جريج، أخبرني فلان أحسبه قال ابن سابط،
عن أبي أمامة، أنه لقى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة فقال: ما أنت؟ قال: " نبي ". قال:
إلى من أرسلت؟ قال: " إلى الأحمر والأسود ". قال: فأي وقت تكره الصلاة؟
قال: " حين تطلع الشمس حتى ترتفع قيد رمح " أو قال: " رمح ".
(215) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زائدة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد،
قال: حدثت عن كعب بن مرة البهزي، قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أي الليل
أسمع؟ قال: " جوف الليل الآخر، إن الصلاة مكتوبة حتى تصلي الفجر ثم لا صلاة
حتى ترتفع الشمس قيد رمح أو رمحين ثم الصلاة مشهودة حتى ينتصف النهار ثم لا
صلاة حتى تزول الشمس ثم الصلاة مشهودة حتى تصلي العصر ثم لا صلاة حتى
تغرب الشمس ". قلت: فذكر الحديث وهو في فضل الوضوء بتمامه.
83

61 - باب الصلاة بعد المغرب:
(216) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا أبو الحسن المصيصي، ثنا أبو علي، وقد غزا معنا
بلاد الروم وكان رجلا صالحا عابدا، فحدثنا عن أبي خيثمة، عن علي، رفعه إلى
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صلى ركعتين بعد ركعتي المغرب قرأ في كل ركعة فاتحة
الكتاب و (قل هو الله أحد) (*) خمس عشرة مرة جاء يوم القيامة فقيل هذا من
الصديقين فيجوزهم، فيقال: هذا من الشهداء فيجوزهم، فيقال: هذا من النبيين،
فيجوزهم فيقال: هذا من الملائكة فيجوزهم ولا يحجب حتى ينتهي إلى عرش الرحمن ".
قلت: هذا حديث ضعيف فيه الحسن بن قتيبة وهو متروك وفيه من لا يعرف.
62 - باب صلاة الضحى:
(217) حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا عمر بن إسحاق، سمع عمر بن الحكم،
سمعت أبا سعيد الخدري، يقول: ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي صلاة الضحى
قط. قال عمر بن الحكم فذكرت ذلك لسعد بن أبي وقاص فقال: إن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - كان يترك العمل كراهية أن يراه الناس فتعمل به خاليا، إني لأصليها.
سعد يقول ذلك.
(218) حدثنا عبيد الله بن عمرو، ثنا المعتمر بن سليمان، عن برد بن سنان، عن
سليمان بن موسى، عن مكحول، عن كثير بن مرة، عن قيس الجذامي، عن نعيم
الغطفاني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يقول الله - عز وجل -: ابن آدم
صل لي ركعتين أول النهار أكفك آخره ".
قلت: رواه أبو داود وغيره إلا أنه قال: صل لي أربع ركعات.
(219) حدثنا يونس بن محمد، ثنا حماد، عن معبد بن هلال العبدي، قال: حدثني
رجل في مسجد دمشق، عن عوف بن مالك، عن أبي ذر، أنه قعد إلى النبي
- النبي صلى الله عليه وسلم - فقال: " أصليت الضحى؟ " قلت: لا، قال: " قم فأذن وصل
ركعتين " قال: فقمت وصليت ركعتين. قلت: فذكر الحديث وهو في الاستكثار
84

من العلم.
(220) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سعيد بن أبي
هند، أن أبا مرة - مولى عقيل بن أبي طالب - حدثه أن أم هانئ بنت أبي طالب
حدثته، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام إلى غسله فسترته - فاطمة - عليها السلام - ثم
أخذ ثوبه فالتحف به ثم صلى ثمان ركعات سبحة الضحى. قلت: رواه في حديث
طويل وهو في الحديث وغيره غير قولها سبحة الضحى.
63 - باب منه في صلاة الضحى وصلاة القاعد:
(221) حدثنا علي بن الجعد، ثنا شعبة، عن الحكم، عن رجل حدثه عن أم سلمة،
أنها كانت تصلي ثمان ركعات قاعدة، قال: فقيل لها: إن عائشة تصليها أربعا فقالت:
إن عائشة امرأة شابة وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " صلاة القاعد على نصف أجر
صلاة القائم ".
64 - باب ما جاء في الوتر:
(222) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا همام، عن قتادة، عن عمرو بن سعيد، عن
أبيه، عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله - عز وجل زادكم صلاة
وهي الوتر فحافظوا عليها ".
(223) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن أبي تميم
الجيشاني، قال: سمعت عمرو بن العاص، يقول: حدثني رجل من أصحاب النبي
- صلى الله عليه وسلم - أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الله - عز وجل - زادكم صلاة
فصلوها فيما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح: الوتر " ألا وإنه أبو بصرة الغفاري،
قال أبو تميم: فكنت قاعدا فأخذ أبو ذر بيدي فانطلق إلى أبي بصرة فوجدناه عند
الباب الذي عند دار عمرو بن العاص قال: فقال أبو ذر: يا أبا بصرة أنت سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الله - عز وجل - زادكم صلاة فصلوها فيما بين
صلاة العشاء إلى صلاة الصبح: الوتر، قال: نعم؟ قال: أنت سمعته؟
قال: نعم.
85

(224) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا عباد بن العوام، ثنا حجاج، عن قتادة، عن
زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يوتر بثلاث
كان يقرأ في الركعة الأولى (سبح اسم ربك الأعلى) وفي الثانية ب‍ (قل يا أيها
الكافرون) وفي الثالثة ب‍ (قل هو الله أحد). قلت: له عند النسائي أن النبي
- صلى الله عليه وسلم - كان يوتر ب‍ (سبح اسم ربك الأعلى) من غير زيادة على ذلك.
(225) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، قال: قلت لمقسم: أوتر بثلاث ثم يؤذن المؤذن
ثم أخرج إلى الصلاة فقال: لا تصلح إلا بخمس أو بسبع، قال الحكم: فأخبرت مجاهد
ويحيى بن الجزار فقالا لي: سله عن من هذا، فقال: عن الثقة عن عائشة وميمونة عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(226) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا حماد بن سلمة، عن حماد عن، إبراهيم، عن
عقبة بن عمرو الأنصاري صاحب النبي - صلى الله عليه وسلم - أوتر أول الليل ووسط الليل وآخر
الليل.
65 - باب النهي عن الجهر بالقرآن مخافة أن يغلط غيره:
(227) حدثنا محمد بن بكار، ثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، ثنا محمد بن
يعقوب، عن أبي النضرة، عن جابر بن عبد الله، قال: خرج علينا رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - في ليلة من رمضان والناس يصلون فقال: " لا يجهر بعضكم على بعض
فإن ذلك يؤذي المصلي ".
(228) حدثنا روح، ثنا حماد، عن ثابت، عن أبي المتوكل، أن امرأة صفوان بن
المعطل السلمي أتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله إن صفوان ينهاني أن
أصوم وإذا أردت أن أصلي ينهاني وينام عن الصلاة المكتوبة فلا يصليها حتى تفوت فقال
86

رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم تنهاها عن الصوم؟ " فقال: يا رسول الله إني رجل شبق،
هل لها أن تصوم إلا بإذني؟ فقال: " لا تصومي إلا بإذنه " وأما الصلاة فإن معي
سورة ومعها سورة غيرها فإذا قمت أصلي قامت تصلي فتقرأ بسورتي فتغلطني فقال
لها: " اقرئي بغير تلك السورة " فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مالك تنام عن
المكتوبة؟ " قال: إني رجل ثقيل الرأس تغلبني عيني فإذا قمت صليت، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " فما عسى أن تصنع ".
قلت: رواه أبو داود عن أبي سعيد الخدري باختصار، وهذا مرسل هنا.
(229) حدثنا أسود بن عامر شاذان، ثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن أبي بكر
ابن أنس، قال: جاء زياد إلى أنس فقال له: اقرأ فقرأ فرفع صوته فرفع أنس الخرقة
عن وجهه وكانت على وجهه خرقة سوداء فقال أنس: ما هكذا يصنعون، فقال حماد:
حدثني من شهد الحسن قال: رفع إنسان صوته بالقرآن عند الحسن فرفع كفا من
حصباء فضرب وجهه وقال: ما هذا؟!.
66 - باب النهي عن أن يتكلف من العبادة ما يثقل عليه:
(230) حدثنا سعيد بن سليمان، ثنا وهيب، ثنا إسحاق بن سويد العدوي، عن
رجل من أهل الكوفة - يقال له جبلة - أن شابا تعبد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - فانطلق
أبوه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن ابني قد أجهد نفسه في العبادة قال:
" مره فليربع على نفسه فإن تلك شرة العبادة ولكل عابد فترة ولكل فترة شرة ".
(231) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن
أبي عمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لكل عمل شرة ثم تعود الشرة إلى
فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد
هلك ".
(232) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن حصين بن عبد الرحمن، عن مجاهد، عن
عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن لكل عمل شرة، ولكل
شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد أفلح ومن كانت شرته إلى غير ذلك فقد
87

هلك ".
(233) حدثنا أبو يونس سعيد بن يونس، ثنا حماد، عن الجريري، عن عبد الله
ابن شقيق، عن محجن بن الأدرع، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغه أن رجلا في المسجد
يطيل الصلاة فأتاه فأخذ بمنكبه ثم قال: " إن الله - عز وجل - رضي لهذه الأمة
اليسر وكره لها العسر - قالها ثلاث مرات - وإن هذا أخذ بالعسر وترك اليسر ونشله
نشلا " فما رؤي بعد ذلك.
67 - باب فيمن يخفف لأجل غيره ويطيل لنفسه:
(234) حدثنا الأسود بن عامر شاذان، ثنا حماد بن سلمة، عن ثمامة، عن أنس،
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج في رمضان فخفف ثم دخل فأطال، ثم خرج فخفف بهم
ثم دخل فأطال فلما أصبحنا قلنا: يا نبي الله جئنا الليلة فخرجت إلينا فخففت ثم دخلت
فأطلت، قال: " من أجلكم فعلت ".
68 - باب أي الأعمال أحب إلى الله:
(235) حدثنا إسحاق، عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن، عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان أحب الأعمال إلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ما دام عليه العبد وإن قل.
69 - باب قيام الليل:
(236) حدثنا أبو النضر، ثنا سفيان - أو الأشجعي عن سفيان - عن علي بن
الأقمر، عن أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري، قال: إذا صلى الرجل من الليل وأيقظ
أهله فصلوا ركعتين كتبا من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات.
88

(237) حدثنا عمر بن سعيد، ثنا سعيد، عن مكحول، عن محمد بن سويد
الفهري، عن حذيفة بن اليمان، قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد العتمة فقلت:
يا رسول الله أئذن لي أن أتعبد بعبادتك فذهب وذهبت معه إلى البئر - أو إلى البيت -
فأخذت ثوبه فسترت عليه ووليته ظهري حتى اغتسل ثم أخذ ثوبي فستر علي حتى
اغتسلت ثم أتى المسجد فاستقبل القبلة وأقامني عن يمينه ثم قرأ فاتحة الكتاب ثم استفتح
سورة البقرة لا يمر بآية رحمة إلا سأل ولا آية خوف إلا استعاذ ولا مثل إلا فكر حتى
ختمها ثم كبر فركع فسمعته يقول في ركوعه: " سبحان ربي العظيم " ويردد فيه شفتيه
حتى أظن أنه يقول: " وبحمده " فمكث في ركوعه قريبا من قيامه ثم رفع رأسه ثم
كبر فسجد فسمعته يقول في سجوده: " سبحان ربي الأعلى " ويردد شفتيه فأظن
أنه يقول: " وبحمده " فمكث في سجوده قريبا من قيامه ثم نهض حتى فرغ من
سجدتيه فقرأ فاتحة الكتاب ثم استفتح آل عمران لا يمر بآية رحمة إلا سأل ولا آية خوف
إلا استعاذ ولا مثل إلا فكر حتى ختمها ثم فعل في الركوع والسجود كفعله الأول
ثم سمعت النداء بالفجر. قال حذيفة: فما تعبدت عبادة كانت أشد علي منها: قلت:
هو في الصحيح باختصار.
70 - باب سجود التلاوة:
(238) حدثنا شجاع بن الوليد، ثنا مسلم، ثنا حميد الطويل، عن بكر بن عبد
الله، عن أبي سعيد الخدري، قال: لقد رأيتني في المنام كأني اكتتبت سورة (ص)
فأتيت على السجدة فسجد كل شئ رأيته: اللوح والدواة والقلم، فأتيت النبي
- صلى الله عليه وسلم فأمرنا بالسجود فيها.
71 - باب في السجدة الواحدة:
(239) حدثنا عثمان بن عمر، ثنا يونس، عن الزهري، عن ابن خزيمة، عن عمه،
أن خزيمة رأى فيما يرى النائم أنه يسجد على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع له وقال:
" صدق رؤياك " فسجد على جبهته.
89

كتاب الجنائز
1 - باب كفارة الذنوب بالمرض ونحوه:
(240) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يمرض مؤمن ولا مؤمنة، ولا مسلم ولا مسلمة إلا حط
الله - عز وجل - من خطاياه ".
(241) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ
ابن عبد الله الجهني، عن أبيه، عن جده قال: دخلت على أبى الدرداء وهو مضطجع
فقلت: يا أبا الدرداء سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الصداع والمليلة لا
يزال بالمرء، وإن ذنوبه مثل أحد فلا تزال المليلة والصداع عليه حتى ما يبقى عليه
مثقال حبة من خردل ".
2 - باب إجراء عمل المريض الذي كان يعمل من الخير في صحته:
(242) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي ربيعة، عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا ابتلى الله المسلم في جسده قال للملك:
أكتب أحسن عمله، فإن شفاه غسله وطهره، وإن قبضه غفر له ورحمه ".
3 - باب فيمن ابتلى ببصره:
(243) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا يونس بن أبي إسحاق، ثنا أبو إسحاق، ثنا
زيد بن أرقم قال: اشتكيت عيني فعادني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما عوفيت قال:
يا زيد أرأيت لو كانت عينيك لما بهما كنت صابرا؟ " قال: كنت أصبر و أحتسب.
قال: " لو كانت عينيك لما بهما فصبرت واحتسبت للقيت الله ولا ذنب لك ".
قلت: روى أبو داود منه العيادة من وجع العين فقط.
90

4 - باب فيمن لم يمرض ولم تصبه مصيبة:
(244) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عاصم الأحول، عن
أبي عثمان النهدي قال: دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرابي جسيم - أو جسمان - عظيم،
فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " متى عهدك بالحمى؟ " قال: لا أعرفها. قال:
" فالصداع؟ " قال: لا أدرى ما هو. قال: " فأصبت بمالك؟ " قال: لا. قال:
" فرزيت بولدك؟ " قال: لا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله - عز وجل - يبغض
العفريت النفريت الذي لا يرزأ في ولده ولا يصاب في ماله ".
5 - باب في عيادة المريض:
(245) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن بشار
أن عمرو بن حريث عاد حسينا وعنده علي بن أبي طالب فقال: يا عمرو تعود حسينا
وفي النفس ما فيها؟ قال: نعم، يا علي إنك لست برب قلبي تصرفه حيث شئت،
فقال علي: أما إن ذلك لا يمنعني أن أؤدي إليك النصيحة، سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من مسلم يعود مسلما إلا ابتعث الله له سبعون ألف ملك
يصلون عليه أية ساعة النهار كانت حتى يمسى، وأية ساعة الليل كانت حتى يصبح ".
قال عمرو: ما تقول في المشي أمام الجنازة؟ فقال على: خلفها أفضل من المشي أمامها
كفضل المكتوبة على التطوع، فقال عمرو: قد رأيت أبا بكر وعمر يمشيان أمامها،
فقال: إنهما كانا يكرهان أن يحرجا الناس.
(246) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الحميد بن جعفر، سمع عمر بن الحكم قال:
سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من عاد مريضا
خاض في الرحمة حتى إذا فصل استنقع فيها أو استقر فيها ".
(247) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا همام، عن قتادة، عن أبي عيسى الأسواري،
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " عودوا المرضى واتبعوا
الجنائز تذكر كم الآخرة ".
91

(248) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا يزيد بن حمران، حدثتني منة الزرقاء قالت:
قلت لأنس: حدثني حديثا لم تداوله الرجال بينك وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " عائد المريض يخوض في الرحمة فإذا جلس عنده
غمرته ".
6 - باب ما يقول إذا دخل على المريض:
(249) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم،
عن ابن عباس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أعرابي يعوده وهو محموم فقال
له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا بأس طهور إن شاء الله " فقال الأعرابي: بل هي حمى
تفور في جوف سبع كبير حتى تزيره القبور. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فنعم
إذا ".
7 - باب فيمن مات مريضا:
(250) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن محمد بن عمرو
ابن عطاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من مات
مريضا مات شهيدا، ووقي فتنة القبر، وغدا وراح يرزقه من الجنة ".
8 - باب ما جاء في الطاعون:
(251) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا مسلم بن عبيد أبو نصيرة قال: سمعت
أبا عسيب مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتاني جبريل
بالحمى والطاعون، فأمسكت الحمى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام، والطاعون
شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجس على الكافر ".
قلت: وتأتي أحاديث الشهادة وجامعها في الجهاد إن شاء الله.
92

9 - باب ما جاء في الموت وما يكون عنده:
(252) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن زيد بن أسلم،
عن عطاء بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " معالجة ملك الموت أشد من ألف
ضربة بالسيف، وما من مؤمن يموت إلا وكل عرق منه يألم على حدة " قال أبو
محمد الحارث: أحسبه قال: " وبشره بالجنة، فإن الكرب عظيم والهول شديد،
وأقرب ما يكون عدو الله منه تلك الساعة ".
10 - باب فيمن يستريح بالموت:
(253) حدثنا عثمان بن عمر، ثنا يونس، عن الزهري، عن محمد بن عروة، عن
عروة قال: توفيت امرأة وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحكون منها، فقال
بلال: ويحها قد استراحت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إنما يستريح من غفر له ".
11 - باب فيمن ختم له بخير:
(254) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حفص بن عمر القصرى، عن ابن عجلان
(......) عن حذيفة وقد أدركه قال: قال حذيفة: دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
في مرضه الذي مات فيه فقال: " أجلسني " فأجلسه على إلى صدره، فقلت:
يا أبا حمزة قد سهرت مثله الليلة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " علي أحق بذلك منك،
يا حذيفة أدن مني، من ختم له بصيام يوم يبتغي به وجه الله قبل موته دخل الجنة
أو غفر له، يا حذيفة من ختم له بطعام مسكين قبل موته يبتغي به وجه الله غفر
له أو دخل الجنة "، قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله، أخفي هذا أم أعلنه؟ قال:
" بل أعلنه ".
12 - باب فيمن يحمد ربه عند النزع:
(255) حدثنا خالد بن خداش، ثنا عبد العزيز بن محمد، حدثني عمرو بن أبي
عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
93

" قال الله وتعالى: المؤمن عندي بكل خير يحمدني وأنا أنزع نفسه من جنبيه ".
13 - باب الاسترجاع:
(256) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عباد بن عباد، عن هشام بن زياد، عن أمه،
عن فاطمة عن أبيها قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مسلم ولا مسلمة يصاب
بمصيبة فيذكر مصيبته - وإن قدم عهدها - فيحدث لها استرجاعا إلا أعطي عند ذلك
من الأجر مثل الذي أعطي يوم أصيب ".
(257) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عباد بن عباد، عن هشام بن زياد، عن أبيه،
عن فاطمة، عن أمها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مسلم ولا مسلمة
يصاب بمصيبة فيذكر مصيبته - وإن قدم عهدها - فيحدث لها استرجاعا إلا أعطي
من الأجر مثل الذي يوم أصيب بها.
(258) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي، ثنا هشام بن زياد،
عن أبيه فذكر نحوه ولم يرفعه.
(259) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عباد بن عباد، عن هشام بن زياد، عن علي
ابن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مسلم يصاب
بمصيبة فيذكر مصيبته بعد أربعين سنة، فيحدث لها استرجاعا، إلا أعطاه الله - عز
وجل - من الأجر عند ذلك مثل ما أعطى يوم أصيب ".
94

14 - باب في موت الأولاد:
(260) حدثنا عفان، ثنا خالد بن عبد الله قال: ثنا يحيى التيمي، عن عبيد الله بن
مسلم، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مسلمين يموت
لهما ثلاثة أولاد، إلا أدخلهما الله الجنة بفضل رحمته " قالوا: يا رسول الله، واثنان؟
قال: " واثنان " قالوا: أو واحد؟ قال: " أو واحد " ثم قال: " والذي نفسي بيده
إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته ".
قلت: روى ابن ماجة منه قصة السقط فقط.
15 - باب البكاء على الميت:
(261) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا حريز بن عثمان، ثنا حبيب بن عبيد الرحبي،
عن المقدام بن معدى كرب قال: " لما أصيب عمر دخلت عليه حفصة فقالت:
يا صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يا صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يا أمير المؤمنين،
فقال عمر لعبد الله: أجلسني فلا صبر لي على ما أسمع، فأسنده إلى صدره فقال:
إني أحرج بما لي عليك من الحق أن تندبيني بعد مجلسك هذا، فأما عينك فلن أملكها،
إنه ليس من ميت يندب بما ليس فيه إلا الملك يمقته ".
(262) حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، ثنا الحجاج الأعور، عن أبي بكر الهذلي قال: قلت
للحسن: " كن نساء المهاجرين يصنعن ما يصنع اليوم؟ " قال: لا، ههنا خمش وجوه، وشق
جيوب، ونتف أشعار، ومزامير شيطان، صوتان قبيحان فاحشان، عند هذه النعمة،
وعند هذا البلاء، ذكر الله المؤمنين فقال: (في أموالهم حق معلوم * للسائل
والمحروم)، وجعلتم في أموالكم حق معلوم للمغنية عند هذه النعمة، والنائحة عند
95

المصيبة، يموت الميت عليه الدين وعنده الأمانة ويوصي بالوصية، فيأتي الشيطان أهله
فيقول: والله لا تنفذون له تركة ولا تؤدون له أمانة ولا تقضون دينه ولا تمضون
وصيته حتى تبدأون بحقي فتشترون ثيابا جددا، ثم تشق عمدا، وتجيؤون بها بيضا
ثم تصبغ، ثم يخلى لها سرادق في داره، فتأتون بأمة مستأجرة تبكي تعبر شجوها وتبتغ
عبرتها بدراهمهم، ومن دعاها بكت له بأجر يفتن أحياءهم في دورهم، ويؤذي أمواتهم
في قبورهم، منعتهم أجرهم لما يعطونها من أجرها من الدية وما عسى أن تقول النائحة،
تقول: أيها الناس إني آمركم بما نهاكم الله عنه، ألا إن الله أمر كم بالصبر وأنا أنهاكم أن
تصبروا، وإن الله نهاكم عن الجزع وأنا آمركم أن تجزعوا، فيقال: اعرفوا لها حقها،
فيبرد لها الشراب، وتكسى الثياب، وتحمل على الدواب، فإنا لله وإنا إليه راجعون،
ما كنت أختار أن أعمر في أمة يكون هذا فيهم ". قلت: وتأتى بقيته في الأدب في
باب في المخنثين.
(263) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو الجلاس، حدثني عثمان
ابن شماخ - وكان ابن أخي سمرة بن جندب - قال: " مات ابن لسمرة بن جندب
قد سعى، قال: فسمع بكاء فقال: ما هذا البكاء؟ قالوا: على فلان. فنهاهم عن
ذلك ". قلت: فذكر الحديث ويأتي بتمامه في باب ما يقول إذا دخل الميت القبر.
16 - باب غسل الميت:
(264) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا سلام بن أبي مطيع، ثنا جابر الجعفي، عن
يحيى بن الجزار، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يغسل الميت أدنى
أهله إليه إن علم، فإن لم يعلم فأهل الأمانة وأهل الورع ".
17 - باب ما جاء في الكفن:
(265) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة قال: سمعت شيخا من قيس يحدث عن أبيه
أنه قال: " جاءنا النبي - صلى الله عليه وسلم - وعندنا بقرة صعبة لا نقدر عليها، قال: فدنا رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - منها فمسح ضرعها فجفل، فاحتمل فشرب، فلما مات أبي جاء وقد
شددته في كفنه وأخذت سلاة فسددت بها في الكفن، فقال: " لا تعذب أباك
96

بالسلاة " قالها ثلاثا، قال: وكشف عن صدره، ألقى السلاة، ثم بزق على صدره
حتى رأينا بزاقه على صدره ".
(266) حدثنا عثمان بن الهيثم، ثنا عبد الله بن عبيد الحميري، عن عديسة بنت أهبان
ابن صيفي قال: حين حضر أبي الوفاة قال: لا تكفنوني في قميص مخيط، فحين قبض
وغسل دعوا بالكفن، فقالوا: قميص، قلت: إن أبي قد نهاني أن أكفنه في قميص
مخيط، قالوا: لابد، فأرسلت إلى القصار ولأبي قميص في القصارة فأتى به، فالبس
وذهب به، فأغلقت بابي وتبعته، ورجعت إلى منزلي والقميص في البيت، فأرسلت
إلى الذين غسلوا أبي، فقلت: كفنتموه في قميصه؟ قالوا: نعم. قلت: هو هذا؟
قالوا: " نعم ".
18 - باب حمل الميت:
(267) حدثنا حفص بن حمزة، ثنا سوار بن مصعب، عن عمارة الهمداني، عن
ثوبان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من تبع جنازة فأخذ بجوانب السرير الأربع غفر
له أربعون ذنبا كلها كبيرة ".
19 - باب القيام للجنازة:
(268) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرى، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني ربيعة بن
سيف المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
سأل رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، تمر بنا جنازة الكافر فنقوم لها؟
قال: " نعم، قوموا لها فإنكم لستم تقومون لها، إنما تقومون إعظاما للذي يقبض
النفوس ".
97

20 - باب الصلاة على الميت والصلاة على القبر.
(269) حدثنا حفص بن حمزة، ثنا فرات بن السائب، ثنا منصور بن مهران، ثنا
عبد الله بن عمر قال: " آخر ما كبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجنائز أربعا، وكبر
أبو بكر على فاطمة أربعا، وكبر الحسن على علي أربعا، وكبر الحسين على الحسن
أربعا، وكبر علي على يزيد بن المكفف أربعا، وكبر عبد الله على ابنه عمر أربعا،
وكبرت الملائكة على آدم أربعا، وكبر ابن الحنفية علي ابن عباس بالطائف أربعا ".
(270) حدثنا يعقوب بن محمد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن يحيى بن عبد الله بن
أبي قتادة، عن أبيه " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى على قبر البراء بن معرور، وكبر
عليه أربع تكبيرات ".
(271) حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا الأوزاعي، عن الزهري، حدثني أبو
أمامة بن سهل، أخبرني رجال من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - كان يزور ضعفه المسلمين ومساكينهم، ويصلي عليهم ولا يصلي عليهم أحد
غيره، وإن امرأة من أهل العوالي طال سهمها وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسأل عنها
من حضره من جيرانها، وأمرهم إن حدث بها حدث أن يؤذنوه ليصلي عليها، وإن
تلك المرأة توفيت ليلا، فاحتملوها فأتوا بها مواضع الجنائز ليصلي عليها رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - كما أمرهم، فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نائما، فكرهوا أن يهيجوه من
نومه، فصلوا عليها، ثم احتملوها فدفنوها، فلما أصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل
عنها من حضر من جيرانها، فأخبروه أنها توفيت ليلا وأنهم احتملوها فوضعوها موضع
الجنائز ليصلي عليها رسول الله كما أمرهم فوجدوه نائما فكرهوا أن يهيجوه من نومه،
فقال: " ولم فعلتم؟ قوموا "، فقاموا، فصف عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما يصف
على الجنائز وصفوا خلفه، ثم كبر عليها أربعا ".
98

21 - باب الصلاة على من أثني عليه خير:
(272) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي
قتادة، عن أبيه قال: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دعي إلى جنازة سأل عنها،
فإن أثني عليها صلى عليها، وإن أثني عليها غير ذلك قال: " شأنكم بها " ولم
يصل عليها ". قلت: له حديث فيمن مات وعليه دين فقط.
22 - باب الصلاة على أهل المعاصي:
(273) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن بشر بن نمير، عن القاسم،
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة خيبر: " من كان مضعفا أو
مصعبا فليرجع " وأمر مناديا فنادى بذلك، فرجع ناس وفي القوم رجل على بكر
صعب، فمر من الليل على سواد، فتقربه فصرعه فوقصه، فلما جئ به إلى النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: " ما شأن صاحبكم؟ " قالوا: كان من أمره كذا وكذا، قال:
" يا بلال ما كنت أذنت في الناس من كان مضعفا أو مصعبا فليرجع؟ " قال: بلى.
قال: فأبى أن يصلي عليه ".
23 - باب ما يقال إذا أدخل الميت القبر:
(274) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو الجلاس، حدثني عثمان
ابن شماخ - وكان ابن أخي أبي سمرة بن جندب - قال: مات ابن لسمرة بن جندب
قد سعى، قال: فسمع بكاء فقال: ما هذا البكاء؟ قالوا: على فلان، فنهاهم عن
ذلك، فدعا بطست أو بنش، فغسل بين يديه، ثم كفن بين يديه، ثم قال لمولى له:
يا فلان اذهب به إلى حفرته فإذا وضعته في حفرته فقل: بسم الله على سنة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، وأطلق عقد رأسه وعقد رجليه وقل: اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا
بعده ".
(275) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا همام، عن قتادة، عن أبي الصديق قال: " كان
أنس إذا وضع الميت في القبر قال: اللهم جافي الأرض عن جنبيه، ووسع عليه
99

حفرته ".
24 - باب ما جاء في ضغطة القبر:
(276) حدثنا عاصم بن علي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نافع، عن صفية
امرأة ابن عمر، عن عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن للقبر ضغطة،
لو كان أحد ناجيا منها لنجا سعد بن معاذ ".
25 - باب السؤال في القبر:
(277) حدثنا أحمد بن يزيد، ثنا يزيد بن زريع، عن عبد الرحمن بن إسحاق المدني،
عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا
قبر أحدكم - أو قبر الإنسان - آتاه ملكان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير،
فيجلسانه ثم يقولان له: ما تقول في هذا الرجل - يعنيان النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: فهو
قائل لهما ما كان يقول في الدنيا، فإن كان مؤمنا قال: هو عبد الله ورسوله،
فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، قال: ثم يأمران الأرض فتنفتح له سبعين
ذراعا في سبعين ذراعا، وينور له في قبره، ويقولان له: نم، فيقول: دعوني أرجع
إلى أهلي فأخبرهم، فيقولان له: نم نومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله.
وإن كان منافقا قال: كنت أسمع الناس يقولون شيئا فكنت أقوله، فيقولان له:
قد كنا نعلم أنك تقول ذلك، ثم يأمران الأرض فتنضم عليه حتى تختلف
أضلاعه، فلا يزال مرعوبا إلى يوم القيامة ".
(278) حدثنا سعيد بن سليمان، ثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن عطاء بن يسار
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب: " يا عمر كيف بك إذا أنت
مت فانطلق أهلك فقاسوا لك ثلاثة أذرع وشبر في ذراع وشبر، ثم رجعوا إليك
100

فغسلوك وكفنوك وحنطوك، ثم احتملوك حتى يضعوك فيه، ثم يهيلوا عليك التراب،
فإذا انصرفوا عنك أتاك فتانا القبر: منكر ونكير أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما
مثل البرق الخاطف فتلتلاك وثرثراك وهولاك، فكيف بك عند ذلك يا عمر؟ " قال:
يا رسول الله، ومعي عقلي؟ قال: " نعم "، قال: إذا أكفيكهما ".
26 - باب زيارة القبور:
(279) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا ابن أبي الرجال قال: أخبرنيه ابن أبي الزناد عن
أبيه، عن محمد بن يحيى بن حبان المازني أنه قال: قال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني نهيتكم
عن ثلاث وقد أذنت لكم فيهن، نهيتكم أن تنتبذوا فانتبذوا، وكل مسكر حرام،
ونهيتكم أن تدخروا لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وادخروا، ونهيتكم أن تزوروا
القبور فزوروها ولا تقولوا هجرا ".
101

كتاب الزكاة
1 - باب فيما تجب فيه الزكاة:
(280) حدثنا محمد بن عمر، ثنا أسامة بن زيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن جده، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنه فرض في الذهب والفضة والإبل والبقر
والغنم والحنطة والشعير والسلت والزبيب ".
(281) حدثنا أبو عبيد، ثنا يحيى بن سعيد ومروان بن معاوية، عن عمرو بن عثمان
ابن عبد الله بن موهب - مولى آل طلحة - قال: سمعت موسى بن طلحة يقول:
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن أن يأخذ الصدقة من الحنطة
والشعير والزبيب - أو قال العنب.
2 - باب خرص الثمرة:
(282) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن
إسحاق بن الحكم، عن محمد بن رافع بن خديج، عن رافع بن خديج أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا إلى قوم يطمس عليهم نخلهم، فأتوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فقالوا: أتانا فلان يطمس علينا نخلنا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقد بعثته وإنه
في نفسي لأمين فإن شئتم أخذتم ما طمس عليكم وإن شئتم أخذناه ورددناه عليكم "
فقالوا: هذا الحق، وبالحق قامت السماوات والأرض.
3 - باب النهي عن جداد الليل وحصاده:
(283) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا محمد بن إسحاق، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن جده، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن جداد الليل وحصاده. قال
يزيد: يعني جد النخل وحصد الزرع.
102

4 - باب فيمن يعطي الزكاة ومن يمنعها:
(284) حدثنا يزيد، ثنا أبو هلال الراسبي، عن عبد الله بن بريدة، عن كعب قال:
" ما جزع عبد على الله - عز وجل - إلا ازداد البلاء عليه شدة، ولا أعطى عبد
صدقة ماله فنقصت من ماله، ولا أمسكها فزادت في ماله، ولا سرق سارق إلا حسب
من رزقه ".
5 - باب في حق المال من الزكاة وغيرها:
(285) حدثنا أبو النضر: ثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال،
عن أنس بن مالك أنه قال: أتى رجل من بني تميم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول
الله، إني ذو مال كثير وذو أهل وحاضرة، فأخبرني كيف أنفق وكيف أصنع؟ فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تخرج الزكاة من مالك فإنها طهرة تطهرك وتصل أقرباءك،
وتعرف حق السائل والجار والمسكين، فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل
ولا تبذر تبذيرا " قال: حسبي يا رسول الله إذا أديت الزكاة إلى رسولك فقد برئت
منها إلى الله ورسوله؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا أديتها إلى رسولي فقد برئت
منها فلك أجرها وإثمها على من بدلها ".
6 - باب فيمن يعد الزكاة مغرما:
(286) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني أبو هانئ
عن أبي عبد الرحمن الحبلى، عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: " يأتي
على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم، ما آتاهم الله من رزق جعلوه في الحيوان يعدون
الصدقة مغرما والجهاد ضرارا ".
7 - باب لا تؤخذ كرائم الأموال في الزكاة:
(287) حدثنا سليمان بن حرب، ثنا جرير بن حازم قال: رأيت في مجلس أيوب
103

أعرابيا عليه جبة من صوف، فلما رأى القوم يتحدثون قال: حدثني مولاي قرة بن
دعموص قال: أتيت المدينة فإذا النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة حوله، فأردت أن أدنو
منه فلم أستطع أن أدنو، فقلت: يا رسول الله استغفر للغلام النميري، فقال: " غفر
الله لك ". قال: وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضحاك ساعيا، فجاء بإبل جلة،
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أتيت هلال بن عامر، ونمير بن عامر، و عامر بن ربيعة
فأخذت جلة أموالهم؟ " فقال: يا رسول الله إني سمعتك تذكر الغزو فأردت أن آتيك
بإبل تركبها وتحمل عليها أصحابك، فقال: " والله للذي تركت أحب إلى من الذي
جئت به، اذهب فارددها عليهم وخذ من حواشي أموالهم ".
(288) حدثنا روح بن عبادة، ثنا زكريا بن إسحاق، حدثني عمرو بن أبي سفيان
قال: حدثني مسلم بن ثفنة، أن ابن علقمة استعمل أباه على عرافة قال مسلم: فبعثني
أبي إليه بصدقة طائفة من قومي، قال: فخرجت حتى أتي شيخا، يقال له: سعر:
في شعب من الشعاب، فقلت: إن أبي بعثني إليك لتعطيني صدقة غنمك، فقال:
أي ابن أخي، فأي نحو تأخذون؟ فقلت: نأخذ أفضل ما تجد، فقال الشيخ: فوالله
إني لفى شعب من هذه الشعاب في غنم لي إذ جاءني رجلان مرتدفان بعيرا فقالا:
إنا رسولا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليك لتوفينا صدقة غنمك، قلت: وما هي؟ قالا:
شاة، قال: فعمدت إلى شاة قد علمت مكانها ممتلئة مخاضا وشحما فأخرجتها، فقالا:
هذه شاء وقد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نأخذ شافعا، والشافع التي في بطنها
ولدها، قلت: أي شئ تأخذان؟ قالا: عناق جذعة، أو ثنية. قال: فأخرج لهما
عناقا فقالا: ارفعها إلينا، فتناولاها فجعلاها معهما على بعيرهما.
8 - باب لا جلب ولا جنب:
(289) حدثنا يعقوب بن محمد، ثنا محمد بن حجر، عن السعيد بن عبد الجبار بن
وائل بن حجر، عن أبيه عن وائل بن حجر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب كتابا
فيه: " لا جلب ولا جنب، ولا وراط، ولا شغار في الإسلام، وكل مسكر حرام،
ومن أجبى فقد أربى ".
104

9 - باب صدقة الفطر:
(290) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، (عن فاطمة بنت
المنذر) عن أسماء كانت تقول: كنا نؤدي صدقة الفطر على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بالمد الذي كانوا يتبايعون فيه.
10 - باب صرف الصدقة:
(291) حدثنا عبيد الله، ثنا أبان بن عبد الله العجلي، عن عمرو ابن أخي علباء،
عن علباء بن أحمر، عن علي قال: كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرت عليه إبل من
الصدقة، فتناول وبرة من بعير ثم قال: " ما أنا بأحق بهذه من رجل من المسلمين ".
105

11 - باب ما جاء في الصدقة:
(292) حدثنا عبد الوهاب، ثنا عباد بن منصور، عن القاسم، عن عائشة، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله - عز وجل - يربي لأحدكم اللقمة كما يربى أحدكم
فصيله حتى يجعلها مثل أحد ".
12 - باب الحث على الصدقة:
(293) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا حماد بن يحيى، عن يحيى، عن عبد الله بن أبي مليكة،
عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا عائشة أنفقي ولا توكى فيوكأ عليك ".
(294) حدثنا يزيد، ثنا شعبة والحجاج، عن الحكم، عن ذر، عن وائل بن مهانة،
عن عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للنساء: " تصدقن فإنكن أكثر أهل النار "
فقامت امرأة - ليست من علية النساء أو ليست بأعقلهن - فقالت: يا رسول الله،
أو لم؟ أو فيم؟ قال: " إنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير " قال عبد الله: ما رأيت
من ناقصات عقل ودين أغلب للرجال ذوي العقول منهن، قيل: وما نقصان دينها؟
قال: تمكث كذا وكذا يوما لا تصلى، قيل: وما نقصان عقلها؟ قال: جعلت شهادة
امرأتين بشهادة رجل.
13 - باب إنفاق المال:
(295) حدثنا عفان، ثنا ثابت بن يزيد، ثنا هلال بن خباب، عن عكرمة، عن
ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - التفت إلى أحد فقال: " والذي نفس محمد بيده ما
يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله، أموت يوم أموت وعندي
منه ديناران أرصدهما لدين إن كان ". قلت: فذكر الحديث.
106

14 - باب بذل ما ينتفع به وإن قل:
(296) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: " يا نساء المسلمات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن
شاة ".
15 - باب فيمن تصدق بعشر ماله من قليل أو كثير:
(297) حدثنا بشر بن عمر، ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي
قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، كانت لي مائة
أوقية فتصدقت منها بعشر أواق، ثم جاء آخر فقال: يا رسول الله كانت لي مائة دينار
فتصدقت منها بعشرة دنانير، ثم جاء آخر فقال: يا رسول كانت لي عشرة دنانير
فتصدقت منها بدينار، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كلكم قد أحسن وأنتم في الأجر
سواء، قد تصدق كل منكم بعشر ماله ".
(298) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق فذكر نحوه.
16 - باب الصدقة على ذي الرحم:
(299) حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن الزهري،
عن أيوب بن بشير الأنصاري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" أفضل الصدقة صدقة الرجل على ذي الرحم الكاشح ".
17 - باب صدقة السر وفعل الخير:
(300) حدثنا محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن محمد بن أبي حرملة، عن أبيه عن عطاء
ابن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " صدقة السر تطفئ
غضب الرب - تبارك وتعالى - وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل الخيرات تقى
مصارع السوء ".
107

18 - باب القيام على العيال:
(301) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة،
عن مسلم بن يسار قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، فاستأذنه شاب أن يخرج
فيها، فقال: " هل تركت في أهلك من كاهل؟ " قال: لا أعلمه، أو صبيان صغار؟
قال: " ارجع إليهم فإن فيهم مجاهدا حسنا ".
19 - باب ما جاء في المسألة:
(302) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن ابن
جنادة - وقد حج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة الوداع - قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " من سأل من غير فقر فإنما يقضم الجمر ".
(303) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر - رحمه الله -: " يا أبا بكر
ثلاث تعلم أنهن حق: ما عفا آمرو عن مظلمة يبتغي بها وجه الله - عز وجل - إلا
زاده الله بها عزا، وما فتح رجل على نفسه باب مسألة يبتغي بها غنى إلا زاده الله -
عز وجل - بها فقرا، وما فتح رجل على نفسه باب صدقة يلتمس بها كثرة إلا زاده
الله قلة ".
(304) حدثنا داود بن نوح، ثنا حماد، ثنا هارون بن رئاب، حدثني كنانة بن نعيم
العدوي، عن قبيصة بن مخارق الهلالي، قال: تحملت حمالة فأتيت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - أسأله فيها فقال: " أقم يا قبيصة حتى تأتينا الصدقة فنأمر لك بها " ثم
قال: " إنه لا تحل المسألة إلا لأحد ثلاثة: رجل يحمل حمالة فحلت له المسألة حتى
يصيب قواما من عيش ثم يمسك، ورجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجى
108

من قومه لقد أصابت فلان فاقة، فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش أو
سدادا من عيش، وما سوى هذا فهو سحت، وما سواهن يا قبيصة سحت يأكلها
صاحبها سحت ".
(305) حدثنا روح، ثنا الأخضر بن عجلان التيمي، أنه سمع شيخا من بني حنيفة
يقال له أبو بكر يحدث عن أنس بن مالك، أن رجلا من الأنصار أصابه هو وأهل
بيته جهد فدخل عليهم فوجدهم مصروعين من الجهد والجوع فقال: ما لكم؟ قالوا:
الجوع، أغثنا بشئ، فانطلق الأنصاري حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي
الله، أتيتك من عند أهل بيت ما أراني أرجع إليهم حتى يهلكوا أو يهلك بعضهم،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما عندك شئ؟ " قال: ما عندي شئ، قال:
" فاذهب فأت بما كان عندك من شئ " فرجع الأنصاري فلم يجد إلا حلسا وقدحا
فأتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا نبي الله، هذا الحلس والقدح كل شئ عندنا، أما
الحلس فكانوا يفترشون طائفة منه ويلبسون طائفة، وأما القدح فكانوا يشربون فيه،
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من يشترى هذا الحلس والقدح؟ " فقال رجل: يا رسول
الله، أنا آخذهما بدرهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من يزيد على درهم؟ " فقال
رجل، أنا آخذهما يا نبي الله باثنين، قال: " هما لك " فأعطاه بدرهمين، ثم قال:
" اذهب فاشتر بأحدهما طعاما فانبذه إليهم واشتر بأحدهما فأسا ثم إئتني به ". قال:
ففعل ذلك فأتاه بفأس فأخذها نبي الله - صلى الله عليه وسلم - بيده فقال: " هل عندك عصا أشدها
لك فيه؟ " فقال: لا والله ما هو عندي، فقال رجل من القوم: يا نبي الله، عندي
نصاب عسى أن يوافقه، قال: " فأت بها وإن شئت " قال: فأتى بها، فأخذ نبي
الله - صلى الله عليه وسلم - الفأس فأثبتها في النصاب ثم دفعها إلى الأنصاري وقال له: " اذهب
بهذه الفأس فحطب ما وجدت من عاج أو شوك أو حطب ثم احزم حزمتك فأت
بها السوق فبعها بما قضى الله لك، ثم لا تأتني ولا أراك خمس عشرة ليلة، فجعل
الرجل يغدو كل يوم يحطب ثم يجئ بحطبه إلى السوق فيبيعه بثلثي درهم حتى أتت
عليه خمس عشرة ليلة فأصاب فيها عشرة دراهم، ثم أتى نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
يا نبي الله قد جعل الله تعالى لي في الذي أمرتني به بركة قد أصبت في خمس عشرة
ليلة عشرة دراهم، فابتعت بخمسة دراهم للعيال طعاما وابتعت لهم كسوة بخمسة
دراهم، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " هذا خير لك من (أن) تأتي يوم القيامة في
وجهك نكت المسألة، إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة: لذي دم موجع، أو غرم
109

مقطع، أو فقر مدقع ".
(306) حدثنا عبد الوهاب، ثنا الأخضر بن عجلان، قلت: فذكر بإسناده نحوه
إلا أنه قال: " انطلق إلى هذا الوادي فلا تدع فيه شوكا ولا عاجا ولا حطبا ".
20 - باب فيمن جاءه معروف من غير سؤال:
(307) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا الليث - يعني (ابن) سعد - عن عمرو بن
الحارث، عن بكير بن عبد الله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن خالد
الجهني قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من بلغه معروف من أخيه من
غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده فإنما هو رزق ساقه الله إليه ".
(308) حدثنا داود بن المحبر، ثنا أبو الأشهب، عن عامر الأحول، عن عائذ بن
عمرو، قال أبو الأشهب: ولا أعلمه إلا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من عرض
عليه شئ من هذا الرزق من غير مسألة ولا إشراف فليوسع به في رزقه، فإن كان
به عنه غنى فليوجهه إلى من هو أحوج إليه منه ".
21 - باب فيمن لا يسأل الناس ولا يفطن له فيعطى:
(309) حدثنا أبو نعيم قال: قال الأعمش: أخبرني إبراهيم الهجري، عن أبي
الأحوص، عن عبد الله - يعني ابن مسعود - مثل حديث قبله: " ليس المسكين الذي
ترده الأكلة والأكلتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئا
ولا يفطن بمكانه فيعطى ".
22 - باب الغنى غنى النفس:
(310) وحدثنا عبد الوهاب، ثنا عوف، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال بنحو
110

كتاب الصيام
1 - باب رؤية الهلال:
(311) حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا حياة، ثنا عقيل، عن ابن شهاب، أن السنة
ليلة ينظر إلى هلال رمضان للصيام، والفطر يؤذن لصلاة المغرب لوقتها، ثم تؤخر
الإقامة حتى يرى الهلال أو يؤيس منه وتبدو بعض النجوم.
(312) حدثنا روح، ثنا شعبة قال: سمعت منصورا، عن ربعي بن حراش أن أعرابيين
شهدا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهما رآيا الهلال بالأمس ينظر واضحا فأجاز
شهادتهما.
2 - باب صوموا لرؤيته:
(313) حدثنا داود، ثنا حماد بن سلمة، عن الحجاج، عن الحسين أن عبد الله بن
زيد خطب الناس بالموسم فقال: يا أيها الناس، إنا قد شهدنا أصحاب محمد، وسمعنا
منهم وحدثونا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " صوموا الهلال لرؤيته، وأفطروا
لرؤيته، فإن خفى عليكم فأكملوا العدة ثلاثين يوما، وإن شهد ذوا عدل فصوموا
لرؤيتهما، وأفطروا لهما، وأمسكوا لهما ".
(314) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " صوموا لرؤيته فإن أعمي عليكم فعدوا ثلاثين " فقالوا:
يا رسول الله أفلا يتقدم فنزيد يوما أو يومين، فغضب صلى الله عليه وسلم. قلت: لابن عباس حديث
في الصحيح غير هذا خاليا عن السؤال تقدم الشهر.
111

3 - باب الشهر تسعة وعشرون:
(315) حدثنا روح، ثنا شعبة قال: سمعت سماكا، سمعت عبد الله بن شداد بن
الهاد وعكرمة يحدثان أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الشهر تسعة وعشرون ".
4 - باب في فضل شهر رمضان:
(316) حدثنا يزيد، ثنا هشام بن أبي هشام، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن
أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أعطيت
أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة قبلهم: خلوف فم الصائم أطيب عند
الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين لهم كل يوم جنته
ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤنة والأذى ويصيرون إليك،
وتصفد في مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر
لهم في آخر ليلة " قيل: يا رسول الله، أهي ليلة القدر؟ قال: " لا، ولكن العامل
يوفى أجره إذا قضى عمله ".
(317) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب،
عن عرفجة قال: كنت عند عتبة بن فرقد فدخل رجل من أصحاب رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فأمسك عتبة عن الحديث حين رآه هيبة له، فقال عتبة: يا فلان حدثنا
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بما سمعته يقول في رمضان، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" تفتح فيه أبواب الجنة، وتصفد فيه الشياطين، وينادي مناد كل ليلة: يا باغى
الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر ".
(318) حدثنا عبد الله بن بكر، حدثني بعض أصحابنا - رجل يقال له إياس - رفع
112

الحديث إلى سعيد بن المسيب، عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
آخر يوم من شعبان فقال: " يا أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك،
فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليله تطوعا، فمن تطوع
فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة، وهو شهر الصبر، والصبر، ثوابه الجنة،
وهو شهر المواساة، وهو شهر يزاد رزق المؤمن فيه، من فطر صائما كان له عتق
رقبة، ومغفرة لذنوبه " قيل: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر الصائم، قال:
" يعطي الله هذا الثواب من فطر صائما على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن
أشبع صائما كان له مغفرة لذنوبه وسقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل
الجنة، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيئا، وهو شهر أوله رحمة،
وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ومن خفف عن مملوكه فيه أعتقه الله من
النار ". قلت: وتأتى أحاديث في فضل الصوم في صوم التطوع.
5 - باب النية للصيام:
(319) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن هلال، عن أبيه، أنه سمع ميمونه بنت
سعد تقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من أجمع الصوم من الليل فليصم،
ومن أصبح ولم يجمعه فلا يضمه ".
6 - باب في السحور:
(320) حدثنا داود بن المحبر، ثنا بحر بن كنيز السقا، عن عمران القصير، عن أبي
سعيد الإسكندراني قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الجماعة بركة، والثريد بركة،
والسحور بركة، تسحروا فإنه يزيد في القوة وهو من السنة، تسحروا ولو بجرعة
من ماء - أو على جرع من ماء، تسحروا: صلوات الله على المتسحرين ".
(321) حدثنا روح بن عبادة، ثنا حماد، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " انظر هل ترى في المسجد أحدا؟ " قال: قال فإذا أنا بزيد بن
ثابت فدعوته فأكلا تمرا وشربا من الماء، ثم خرجا إلى الصلاة.
113

7 - باب ما جاء في الإفطار:
(322) حدثنا روح، ثنا ابن جريج قال: حدثت عن أنس بن مالك قال: كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي في الصيف المغرب إذا كان صائما حتى آتيه برطب فيأكل
ويشرب ثم يقوم فيصلي، وإذا كان الشتاء فتمر فيأكل ويشرب ثم يقوم فيصلي.
8 - باب الوصال:
(323) حدثنا محمد بن عمر، ثنا سعيد بن مسلم بن بأنك، عن عبد الله بن محمد
ابن عقيل سمع جابر بن عبد الله يقول: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يواصل.
9 - باب الكحل للصائم:
(324) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم.
10 - باب الكحل للصائم:
(325) حدثنا عبد العزيز بن أبان عن أبي النعمان الأنصاري، حدثني أبي، عن جدي
قال: أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نكتحل بالكحل المروح وليجتنبه الصائم.
11 - باب الفطر في السفر:
(326) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن حميد، عن أنس بن مالك أن النبي
- صلى الله عليه وسلم - سافر في رمضان فأتى بإداوة من ماء نهارا فشرب والناس ينظرون.
12 - باب ما يحل للرجل من امرأته وهو صائم:
(327) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن عبد
الله بن أبي مريم، عن معاوية بن عبد الله بن طويلع، عن عائشة أم المؤمنين، أن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: " كل شئ من امرأتك لك حلال إذا كنت صائما إلا ما بين
114

الرجلين ".
13 - باب فيمن صام كما أفطر:
(328) حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله،
عن ابن عمر أنه قال: صمت كما أفطرت. قلت: لا أدرى ما معناه.
14 - باب في ليلة القدر:
(329) حدثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان قال: سمعت رجلا من قريش
يقول: كان عبد الله بن الزبير يقول: هي الليلة التي لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
يومها أهل بدر، قال: يقول الله - عز وجل -: (وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان
يوم التقى الجمعان). قال جعفر: بلغني أنها ليلة ست عشرة أو سبع عشرة.
15 - باب الاعتكاف:
(330) حدثنا سهل، ثنا ابن عون، عن محمد قال: سأل رجل شريحا عن امرأة
نذرت أن تعتكف رجب ذلك العام في المسجد، قال: وكان زياد - أو ابن زياد -
نهى النساء أن يعتكفن في المسجد، قال: فقال شريح: إني لا أقول إنه في كتاب الله
منزل ولا في سنة ماضية إنما هو رأى تصوم رجب ذلك العام، فإذا أفطرت أفطر معها
كل يوم مسكين، أو أطعم كل ليلة مسكينا، نسكان بنسك واحد، يفعل الله ما يشاء.
16 - باب صيام ستة أيام من شوال:
(331) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عمرو بن جابر،
عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من صام رمضان وستا من
شوال فكأنما صام السنة كلها ".
17 - باب صيام شوال والأربعاء والخميس:
(332) حدثنا أبو النعمان عارم بن الفضل - واسمه محمد بن الفضل - ثنا ثابت بن
115

يزيد، ثنا هلال - يعني ابن خباب - عن عكرمة بن خالد، عن عريف من عرفاء
قريش حدثني أنه سمع من فلق في رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صام رمضان
وشوال والأربعاء والخميس دخل الجنة ".
(333) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هارون أبو موسى - مولى عمرو بن حريث -
ثنا عبيد الله بن مسلم القرشي قال: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم الدهر،
فسكت، فأعدت عليه فسكت، فسألته الثالثة فقال: " إن لأهلك عليك حقا، صم
رمضان والذي يليه وكل أربعاء وخميس فإذا أنت قد صمت الدهر وأفطرت ".
18 - باب صيام عاشوراء:
(334) حدثنا عبد العزيز بن أبان، عن عليلة بنت الكميت الأزدية قالت: حدثتني
أمي، عن أمة الله، عن رزينة - خادمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قالت: كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بمراضعه ومراضع فاطمة يوم عاشوراء فينفث في أفواههم ويقول:
" لا تسقوهم إلى الليل ".
19 - باب صيام شعبان:
(335) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا أبو عبيدة، ثنا أبو عبد الله، ثنا خالد بن معدان،
عن كثير بن مرة، رفعه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن ربكم يطلع ليلة
النصف من شعبان إلى خلقه فيغفر لهم كلهم إلا أن يكون مشركا أو مصارما " قالوا:
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم شعبان فيدخل رمضان وهو صائم تعظيما لرمضان.
20 - باب صيام ثلاثة أيام من كل شهر:
(336) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء: ثنا هشام الدستوائي، عن الحجاج بن أرطاة،
عن موسى بن طلحة، عن يزيد بن الحوتكية، أن عمر بن الخطاب سئل عن الأرنب
فقال: من شهد منكم النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه الأعرابي قال: فقال رجل من القوم:
116

جاء بها الأعرابي وقد نظفها وصنعها وأهداها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " رأيتها تدمي - أي تحيض " ثم قال للقوم: " كلوا " فأكل القوم ولم
يأكل الأعرابي فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما منعك أن تأكل؟ " قال: إني صائم،
قال: " فهلا البيض ".
(337) حدثنا سليمان بن حرب، ثنا شعبة بن الحجاج، عن قتادة قال: سمعت موسى
ابن سلمة قال: وسألت ابن عباس عن صيام ثلاثة أيام البيض فقال: كان عمر
يصومهن، فذكر الحديث.
(338) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا الجريري، عن أبي العلاء بن الشخير قال: كنا
مع مطرف بسوق الإبل بأعلى المربد، فجاء أعرابي فسألته، هل سمعت من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - شيئا تحدثناه؟ فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من سره
أن يذهب كثير من وحر صدره فليصم شهر الصبر رمضان وثلاثة من كل شهر "
فقال له رجل: أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فقال: ألا أراكم تخافون
أن أكذب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأخذ الصحيفة وذهب.
(339) حدثناه هوذة، ثنا عوف، عن يزيد أبي العلاء، عن رجل من بنى أسلم أو
من عك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر نحوه.
(340) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، ثنا صفوان، عن أبي إدريس السكوني،
عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن: أوصاني
بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأن لا أنام إلا على وتر، وسبحة الضحى في الحضر
والسفر.
21 - باب فيمن صام يوما في سبيل الله:
(341) حدثنا داود بن المحبر، ثنا زائدة بن قدامة، عن سليمان الأعمش، عن شمر
ابن عطية، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من صام يوما في سبيل
الله - عز وجل - جعل الله - تبارك وتعالى - بينه وبين النار خندقا عرضه كما بين
117

السماء والأرض ".
22 - باب فضل الصوم:
(342) حدثنا روح، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا محمد بن أبي يعقوب، عن رجاء
ابن حياة، عن أبي أمامة قال: أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوا فأتيته، فقلت:
يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة، قال: مثل حديث هشام سواء، غير أنه يقول:
فسلمنا وغنمنا، قال: ثم أتيته بعد ذلك في الرابعة فقلت: يا رسول الله مرني بعمل
آخذه عنك ينفعني الله به، قال: " عليك بالصوم فإنه لا مثل له " فكان أبو أمامة
وامرأته وخادمه لا يلقون إلا صياما، فإذا رؤي نار ودخان بنهار في منزلهم عرفوا أنهم
قد اعتراهم ضيف، قال: ثم أتيته بعد ذلك فقلت: يا رسول الله إنك أمرتني بأمر
أرجو أن يكون الله قد نفعني به، فمرني بعمل آخر ينفعني الله به، قال: " اعلم
أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة ". قلت:
في النسائي منه: " عليك بالصوم فإنه لا مثل له ". فقط.
(343) حدثنا روح بن عبادة، ثنا هشام، عن واصل - مولى أبي عيينة - عن محمد
ابن أبي يعقوب، عن رجاء بن حياة، عن أبي أمامة قال: أنشأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
غزوة فأتيته فقلت: يا رسول الله، ادع الله لي بالشهادة فقال: " اللهم سلمهم
وغنمهم " قال: فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ غزوة ثانية فقلت: يا رسول الله، ادع الله
لي بالشهادة، فقال: " اللهم سلمهم وغنمهم " قال: فسلمنا وغنمنا، ثم أنشأ غزوة
ثالثة فقلت: يا رسول الله إني أتيتك مرتين قبل مرتي هذه فسألتك أن تدعو الله لي
بالشهادة فدعوت الله أن يسلمنا ويغنمنا فسلمنا وغنمنا، يا رسول الله فادع الله لي
بالشهادة، فقال: " اللهم سلمهم وغنمهم " قال: فسلمنا وغنمنا، قال: ثم أتيته
فقلت: يا رسول الله مرني بعمل لعلي أنتفع به، فقال: " عليك بالصوم فإنه لا مثل
له " فما رؤى أبو أمامة ولا امرأته ولا خادمه إلا صياما، قال: فكان إذا رأى في
داره الدخان بالنهار قيل: اعتراهم ضيف، نزل بهم نازل، قال: فلبثت بذلك ما شاء
الله ثم أتيته فقلت: يا رسول الله أمرتنا بالصيام وأرجو أن يكون الله قد بارك لنا فيه،
118

يا رسول الله مرني بعمل آخر، فقال: " اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع
الله لك بها درجة وحط عنك بها خطيئة ".
(344) حدثنا أبو الحسن بشر بن أبي بشر البصري، أخبرني الوليد بن عبد الواحد
الحراني، ثنا حيان البصري، عن إسحاق بن نوح، عن محمد بن علي، عن سعيد
ابن زيد بن عمرو بن نفيل قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - وأقبل على أسامة بن زيد
فقال: " يا أسامة عليك بطريق الجنة وإياك أن تختلج دونها " فقال: يا رسول الله،
وما أسرع ما تقطع به ذلك الطريق؟ فقال: " الظمأ في الهواجر، وحبس النفس
عن لذة النساء، يا أسامة وعليك بالصوم فإنه يقرب إلى الله، إنه ليس بشئ أحب
إلى الله من ريح فم الصائم، ترك الطعام والشراب لله، فإن استطعت أن يأتيك الموت
وبطنك جائع وكبدك ظمآن فافعل فإنك تدرك بذلك أشرف المنازل في الآخرة،
وتحل مع النبيين، تفرح بقدوم روحك عليهم، ويصلي عليك الجبار، وإياك يا أسامة
وكل كبد جائعة تخاصمك إلى الله يوم القيامة، وإياك يا أسامة ودعاء عباد قد أذابوا
اللحوم وأحرقوا الجلود بالرياح والسمائم، وأظمأوا الأكباد حتى غشيت أبصارهم
فإن الله إذا نظر إليهم بشر بهم الملائكة، بهم تصرف الزلازل والفتن " ثم بكى النبي
- صلى الله عليه وسلم - حتى اشتد نحيبه وهاب الناس أن يكلموه حتى ظنوا أن أمرا قد حدث بهم
من السماء، ثم سكت فقال: " ويح لهذه الأمة ما يلقى منهم من أطاع ربه فيهم
كيف يقتلونه ويكذبونه من أجل أنهم أطاعوا الله " فقال عمر بن الخطاب
يا رسول الله والناس يومئذ على الإسلام؟ قال: " نعم " قال: فهم إذا يقتلون من أطاع
الله وأمرهم بطاعته؟ فقال: " يا عمر ترك القوم الطريق وركبوا الدواب، ولبسوا
ألين الثياب وخدمتهم أبناء فارس، يتزين منهم تزين المرأة لزوجها وتبرج النساء،
زيهم زي الملوك، ودينهم دين كسرى وهرمز، (يسمون بهؤلاء بالجشا)
واللباس، فإذا تكلم أولياء الله عليهم العبا محنية أصلابهم قد ذبحوا أنفسهم من
العطش، فإذا تكلم منهم متكلم كذب وقيل له: أنت قرين الشيطان ورأس
الضلالة تحرم زينة الله والطيبات من الرزق، يتأولون كتاب الله على غير دين استذلوا
أولياء الله، واعلم يا أسامة أن أقرب الناس من الله يوم القيامة لمن طال حزنه وعطشه
وجوعه في الدنيا، الأخفياء الأبرار الذين إذا شهدوا لم يقربوا، وإذا غابوا لم
يفتقدوا، تعرفهم بقاع الأرض، يعرفون في أهل السماء ويخفون على الأرض،
119

وتحف بهم الملائكة، ينعم الناس وينعمون هم بالجوع والعطش، لبس الناس لين
الثياب ولبسوا هم خشن الثياب، افترش الناس الفرش وافترشوا الجباه والركب،
ضحك الناس وبكوا. يا أسامة لا يجمع الله عليهم الشدة في الدنيا والآخرة، لهم
الجنة ويا ليتني قد رأيتهم، يا أسامة لهم الشرف في الآخرة ويا ليتني قد رأيتهم، الأرض
بهم رحيمة والجبار عنهم راض، ضيع الناس فعل النبيين وأخلاقهم وحفظوا، الراغب
من رغب إلى الله في مثل رغبتهم، والخاسر من خالفهم، تبكي الأرض إذا فقدتهم
ويسخط الله على كل بلدة ليس فيها مثلهم. يا أسامة، وإذا رأيتهم في قرية فاعلم
أنهم أمان لأهل تلك القرية، لا يعذب الله قوما هم فيهم، اتخذهم لنفسك عسى
أن تنجو بهم، وإياك أن تدع ما هم عليه فتزل قدمك فتهوى في النار، حرموا حلالا،
أحل لهم طلب الفضل في الآخرة وتركوا الطعام والشراب عن قدرة، لم يتكالبوا
على الدنيا تكالب الكلاب على الجيف، شغل الناس بالدنيا وشغلوا أنفسهم بطاعة
الله، لبسوا الخرق وأكلوا الفلق، تراهم شعثا غبرا، يظن الناس أن بهم داء وما
ذاك بهم، ويظن الناس أنهم قد ذهبت عقولهم وما ذهبت ولكن نظروا بقلوبهم إلى
من ذهب بعقولهم عن الدنيا فهم في الدنيا عند أهل الدنيا يمشون بلا عقول.
يا أسامة عقلوا حين ذهب عقول الناس، لهم البشرى في الآخرة ".
23 - باب فيما نهي عن صومه:
(345) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا أبو عبيدة، ثنا أبو عبد الله، عن يزيد الرقاشي،
عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم خمسة أيام: يوم الفطر،
ويوم الأضحى، وأيام التشريق.
(346) حدثنا روح، ثنا الربيع بن صبيح ومرزوق الشامي قالا: ثنا يزيد الرقاشي،
عن أنس بن مالك قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صوم أيام التشريق الثلاثة بعد
يوم النحر.
(347) حدثنا روح، عن محمد بن أبي حميد المدني، عن إسماعيل بن محمد بن سعد
ابن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده قال: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أنادي أيام
منى أنها أيام أكل وشرب ولا صوم - يعني أيام التشريق.
120

1 - كتاب الحج
1 - باب الحث على الحج:
(348) حدثنا أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا حصين بن عمر، عن
الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن حارث بن سويد، عن علي، قال: حجوا فكأني
أنظر إلى حبشي أصمع بيده معول ينقضها حجرا حجرا، قلنا لعلي: أبرأيك؟ قال:
لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ولكن سمعت نبيكم - صلى الله عليه وسلم -.
2 - باب فضل الحج:
(349) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " هذا البيت دعامة الإسلام، من خرج يؤم هذا البيت من حاج
أو معتمر أو زائر كان مضمونا على الله - عز وجل - إن قبضه أن يدخله الجنة وإن
رده رده بغنيمة وأجر ".
(350) حدثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، ثنا أبو معشر المدني، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من مات في طريق مكة
لم يعرضه الله يوم القيامة ولم يحاسبه ".
3 - باب الحج عن العاجز والميت:
(351) حدثنا هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، ثنا عوف،
عن محمد، قال: بلغني أن سعد بن عبادة قال: يا رسول الله إن أم سعد دخلت في
الإسلام وهي عجوز كبيرة وإني كنت أحج عنها وأتصدق وأعتق عنها وإنها قد ماتت
121

فهل ينفعها أن أفعل ذلك عنها؟ قال: " نعم ".
(352) حدثنا إسحاق بن بشر، ثنا أبو معشر، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
ابن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة نفر
الجنة: الميت والحاج عنه والمنفذ ذلك ".
(353) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن إبراهيم بن شعيب
المديني يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إن الله - عز وجل - يدخل بالحجة الواحدة ثلاثة
نفر الجنة: الحاج عن الميت، والميت، المنفذ ذلك عن الميت.
4 - باب حج الصبي والمملوك:
(354) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن حرام بن عثمان،
عن أبي عتيق، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا
يتم بعد الحلم، ولا عتق قبل ملك ولا رضاع بعد فطام ولا طلاق قبل نكاح ولا
صمت يوم إلى الليل ولا وصال في الصيام ولا نذر في معصية الله ولا يمين للمملوك
مع سيده، ولا يمين لزوجة مع زوجها، ولا يمين لولد مع والده، ولو أن صغيرا
حج عشر حجج كانت عليه حجة الإسلام إذا عقل إن استطاع إليه سبيلا، ولو
أن مملوكا حج عشر حجج كانت عليه حجة إن استطاع إليها سبيلا، ولو أن أعرابيا
حج عشر حجج كانت عليه حجة إذا هاجر إن استطاع إليها سبيلا ".
5 - باب في المرأة تقضى فرض الحج:
(355) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا ابن أبي ذئب، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجته التي حج: " هذه ثم ظهور الحصر "
قال: فكن نساءه كلهن يحججن إلا سودة وميمونة قالتا: لا والله لا تحركنا دابة بعد
إذ سمعنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يقول.
122

6 - باب ركوب البحر للحاج ونحوه:
(356) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا حبيب بن الشهيد، عن الحسن بن أبي الحسن،
عن أبي بكر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يركب البحر إلا غاز أو حاج
أو معتمر ".
7 - باب المواقيت:
(357) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن يزيد بن قسيط، عن أبيه، عن محمد
ابن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهل من مسجد ذي
الحليفة.
8 - باب الحج من عمان:
(358) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا جرير بن حازم، عن الزبير بن الحريث، عن
الحسن بن هادية، قال: لقيت ابن عمر فقال لي: ممن أنت؟ قلت: من أهل عمان،
قال: من أهل عمان؟ قلت: نعم قال: أفلا أحدثك ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح في جانبها البحر، الحجة منها أفضل
من حجتين من غيرها " قلت: سند هذا الحديث وأكثر متنه من أصله وبقيته ذهب،
فأكملته من مسند الإمام أحمد.
9 - باب التلبية:
(359) حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن الضحاك،
قال: كان ابن عباس إذا لبى قال: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك،
إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. قال: وقال ابن عباس: انتهى إليها فإنها
تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
123

10 - باب التلبيد:
360) حدثنا عاصم بن علي، ثنا سليمان بن المغيرة، عن الأزرق بن قيس الحراني،
قال: جاء رجل إلى ابن عمر وقد لبد رأسه وهو محرم فقال: ما تقول في هذا؟ قال:
ومن أنت؟ قال: أنا مولاك، فقال ابن عمر: إن عمر مولاك كان يقول في أقاربه
أو إمارته كلها وما قال في خلافته من لبد رأسه وضفريه فقد وجب عليه الحلق، فقال
الآخر: إنما صنعت كذا وكذا كأنه يهون، قال ابن عمر: تيس وعنز، وعنز وتيس.
11 - باب ما جاء في القرآن:
(361) حدثنا أبو النضر، حدثني الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن أبي
عمران، أنه قال: حججت مع مولاي فدخلت على أم سلمة - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقلت: أعتمر قبل أن أحج؟ قالت: إن شئت فاعتمر قبل أن تحج وإن شئت فبعد
أن تحج، قلت: فإنهم يقولون من كان صرورة فلا يعتمر قبل أن يحج فسألت أمهات
المؤمنين فقلن مثل ما قالت، فرجعت إليها فأخبرتها بقولهن فقالت: نعم وأشفيك
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " أهلوا يا آل محمد بعمرة في حج " يعني القرآن.
(362) حدثنا عاصم بن علي، ثنا ليث بن سعد فذكر نحوه.
12 - باب المتابعة بين الحج والعمرة:
(363) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن
أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تابعوا بين الحج والعمرة فوالذي نفسي
بيده إنهما لينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ".
(364) حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان بن سعيد، عن عاصم بن عبيد الله، عن
عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تابعوا بين
الحج والعمرة فإن متابعة ما بينهما تزيد من العمر والرزق وتنفيان الذنوب ".
(365) حدثنا هوذة، ثنا داود بن عبد الرحمن، عن عمرو بن دينار، عن ابن لعبد
124

الله بن عمر، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " تابعوا بين الحج والعمرة
فإن المتابعة بينهما تنفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد ".
13 - باب ما يجتنبه المحرم:
(366) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا همام، عن عطاء بن يعلى بن أمية، عن أبيه،
أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه جبة وعليه أثر الخلوق أو صفرة، فقال: يا رسول
الله كيف أفعل في عمرتي؟ فأنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - الوحي فستر بثوب. قال:
وكان أمية يحب أن يرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد نزل عليه الوحي، قال: نعم،
قال: فرفع طرف الثوب فنظرت إليه وله غطيط، قال همام: أحسبه قال: كغطيط
البكر، قال: وسري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أين السائل عن العمرة؟ " قال:
أنا يا رسول الله، قال: " اغسل عنك أثر الخلوق أو الصفرة واخلع الجبة واصنع
في عمرتك ما تصنع في حجك ". قلت: فذكر الحديث وبقيته في الديات وقد رواه
أبو داود وغيره من حديث يعلى بن نفسه، وقال: هنا عن أبيه.
14 - باب لبس القفازين للمحرمة:
(367) حدثنا محمد بن عمر، ثنا ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن صفية بنت
شيبة، عن عائشة، أنها كانت ترخص للمحرمة في لبس القفازين.
15 - باب في لحم الصيد للمحرم:
(368) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن الحارث بن الفضيل الخطمي، عن أبيه،
عن عبد الرحمن بن ذؤيب الأسدي، قال: صحبت الزبير بن العوام من المدينة إلى
مكة وهو محرم وكان يأكل لحم صيد البر فقلت له في ذلك فقال: صاده حلال وقد
سألنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فلم ير به بأسا.
16 - باب ما يقتل المحرم:
(369) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - قال: قال محمد بن إسحاق: وحدثني بعض
أصحابنا، عن القاسم بن محمد، أنه سمع ابن عباس يقول: الحية أفسق الفسقة: اقتلوها.
125

17 - باب ما جاء في الهدي:
(370) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن موسى القطري، عن محمد بن عمر بن
علي، عن أبيه، عن جده علي، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ساق مائة بدنة في حجته.
18 - باب في المحرم يدخل رأسه بين الستر والجدار:
(371) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إسرائيل، عن أبي عبد الله، قال: كنت مع
سعيد بن جبير فرأى رجلا يدخل رأسه بين الستر والبيت فنهى وقال: سمعت ابن عباس
يقول: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يدخل المحرم رأسه بين الستر والبيت.
19 - باب فسخ الحج إلى العمرة:
(372) حدثنا كثير، ثنا جعفر، ثنا نافع، عن ابن عمر، أن حفصة أخبرته قالت:
أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أحل في حجته التي حج.
20 - باب النزول الأبطح:
(373) حدثنا يزيد، ثنا الحجاج بن أرطاة، عن عطاء، عن ابن عباس، أنه كان
لا يرى بأسا أن ينزل بالأبطح ويقول: إنما أقام به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عائشة.
21 - باب الطواف وركعتيه في غير المسجد:
(374) حدثنا عاصم بن علي، ثنا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن حميد بن عبد
الرحمن، عن عبد الرحمن بن عبد القاري، قال: طفت مع عمر بن الخطاب بعد صلاة
الفجر فركب ولم يسبح حتى أتى طوى فركع ركعتين.
(375) حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عبد الرحمن
ابن عوف، قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كيف صنعت في استلام الحجر؟ "
قال: قلت: استلمت وتركت، قال: " أصبت ".
126

22 - باب في السعي:
(376) حدثنا محمد بن عمر، ثنا موسى بن ضمرة بن سعيد المازني، عن أبيه، عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني، قال: رأيت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - انتهى (إلى الصفا) فبدأ به نهارا فوقف عليه ثم نزل فمشى حتى انتهى إلى
بطن الوادي فرمل ورمل الناس معه حتى جاوز الوادي ثم مشى.
23 - باب ما جاء في الرمي والحلق والتقصير:
(377) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا الحجاج بن أرطاة، عن أبي بكر بن محمد بن
عمرو بن حزم، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا
رميتم وحلقتم فقد حل لكم الطيب وكل شئ إلا النساء ".
(378) حدثنا محمد بن عمر، ثنا يعقوب بن محمد، عن عبد الرحمن بن عبد الله
ابن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله بن كعب، عن أم عمارة نسيبة بنت كعب،
قالت: أنا أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو ينحر بدنة قياما وسمعته يومئذ وقد حلق
رأسه ثم دخل قبة له حمراء فرأيته أخرج رأسه من قبته وهو يقول: " يرحم الله المحلقين "
ثلاثا ثم قال: " والمقصرين ".
24 - باب في يوم عرفة:
(379) حدثنا يزيد، ثنا العوام بن حوشب، حدثني السفاح بن مطر، عن عبد العزيز
ابن عبد الله بن خالد بن أسيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " عرفة يوم تعرف
الناس ".
25 - باب في عرفة والمزدلفة:
(380) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عمر بن إسحاق - مولى آل مخرمة - ثنا نافع بن
جبير، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كل عرفة موقف، وكل جمع موقف
127

وكل منى منحر ".
(381) حدثنا محمد بن عمر، ثنا صالح بن خوات، عن يزيد بن رومان، عن حبيب
ابن عمير (....) بن عدي، عن حبيب بن خماشة الجهني، قال: سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول بعرفة: " عرفة كلها موقف إلا بطن عرنة، والمزدلفة كلها موقف
إلا بطن محسر ".
26 - باب الدفع من عرفة:
(382) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن مسلم، عن غنيم بن كثير بن كليب
الجهني، عن أبيه، عن جده، أنه رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دفع من عرفة بعد أن
غابت الشمس، فسار يؤم ألبان النبي بالمزدلفة عن نزل عن يسارها.
27 - باب الخطب في الحج:
(383) حدثنا عبد الله بن الرومي، ثنا عبادة بن عمر، قال: عكرمة وحدثني مخشى
ابن حجير، عن أبيه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب في حجة الوداع فقال: " يا أيها
الناس أي بلد هذا؟ " قالوا: بلد حرام قال: " فأي شهر هذا؟ قالوا: شهر
حرام، قال: " فأي يوم هذا؟ " قالوا: يوم حرام، قال: ألا إن دماءكم وأموالكم
وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا فليبلغ شاهدكم غائبكم
لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ".
28 - باب فضل مكة:
(384) حدثنا أبو نعيم، ثنا طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس، قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - لما أخرج من مكة: " إني لأخرج منك وإنك لأحب بلاد الله إليه وأكرمه
على الله ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت منك، يا بني عبد مناف إن كنتم
ولاة هذا الأمر من بعدي فلا تمنعوا طائفا أن يطوف ببيت الله ساعة من ليل أو
نهار، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بالذي لها عند الله، اللهم إنك أذقت أولهم
نكالا فأذق آخرهم نوالا ".
29 - باب في أمر الكعبة:
128

(385) حدثنا العباس بن الفضل العبدي الأزرق ببغداد إملاء وهو من أهل البصرة،
ثنا حماد بن سلمة، ثنا سماك بن حرب، عن خالد بن عرعرة، قال: لما قتل عثمان
- رضي الله عنه - ذعرت ذعرا شديدا وكان سل السيف فينا عظيما فخرجنا إلى
السوق في بعض الحاجة فمررت بباب دار فإذا سلسلة معرضة مثنية على الباب وإذا
جماعة فذهبت أدخل فمنعني رجل من القوم، قال القوم: دعه، فدخلت فإذا وسادة
مثنية وإذا جماعة إذ جاء رجل عظيم البطن أصلع في حلة له فجلس فقال: سلوني ولا
تسألوني إلا عما ينفع ويضر، فقال له رجل: يا أمير المؤمنين ما (والذاريات ذروا)
قال: ويحك ألم أقل لك لا تسألني إلا عما ينفع ويضر، تلك الرياح، قال: فما
(فالحاملات وقرا) قال: ويحك ألم أقل لك لا تسألني إلا عما ينفع ويضر، هي
السحاب، قال: فما (فالجاريات يسرا) قال: ويحك ألم أقل لك لا تسألني
إلا عما ينفع ويضر، تلك السفن، قال: فما (فالمقسمات أمرا) قال: ويحك ألم
أقل لك لا تسألني إلا عما ينفع ويضر، تلك الملائكة، قال: له رجل: يا أمير المؤمنين
أخبرني عن هذا البيت هو أول بيت وضع للناس، قال: كانت البيوت قبله، وقد
كان نوح عليه السلام يسكن البيوت ولكنه أول بيت وضع للناس مباركا وهدى
للعالمين، قال: فأخبرني عن بنائه، قال: أوحي الله تعالى إلى إبراهيم - عليه السلام -
أن ابن لي بيتا، فضيق إبراهيم ذرعا فأرسل الله - عز وجل - ريحا
يقال لها السكينة، يقال لها الخجوج لها عينان ورأس، وأوحى الله - عز وجل - إلى
إبراهيم أن يسير إذا سارت ويقيل إذا قالت، فسارت حتى انتهت إلى موضع البيت
فتطوفت عليه مثل الجحفة وهي بإزاء البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك
لا يعودون فيه إلى يوم القيامة فجعل إبراهيم وإسماعيل - عليهما السلام - يبنيان كل
يوم مساقا فإذا اشتد عليهما الحر استظلا في ظل الجبل فلما بلغا موضع الحجر قال
إبراهيم لإسماعيل - صلى الله عليهما - أئتني بحجر أضعه يكون علما للناس فاستقبل
إسماعيل الوادي وجاءه بحجر فاستصغره إبراهيم ورمى به وقال: جئني بغيره فذهب
إسماعيل - عليه السلام - وهبط جبريل - صلى الله عليه وسلم - فقال له إبراهيم - صلى الله عليه وسلم -: قد
جاءني من لم يكلني فيه إلى حجرك قال: فبنى البيت وجعل يطوفون حوله ويصلون
حتى ماتوا وانقرضوا فتهدم البيت فبنته قريش فلما بلغوا موضع الحجر اختلفوا في
وضعه فقالوا: أول من يطلع من الباب، فطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: قد طلع الأمين
129

فبسط ثوبا ووضع الحجر وسطه وأمر بطون قريش فأخذ كل بطن منهم بناحية من
الثوب ووضعه بيده - صلى الله عليه وسلم -.
30 - باب في الحجر الأسود:
(386) حدثنا محمد بن عمر، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن أبي الزبير، عن
ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " نزل بالحجر الأسود ملك ".
31 - باب كسوة الكعبة:
(387) حدثنا محمد بن عمر، ثنا معمر بن راشد، عن همام بن منبه، عن أبي هريرة،
قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن سب أسعد الحميري وقال: " هو أول من كسا
البيت ".
(388) حدثنا محمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن أبي سبرة، عن خالد بن رباح، عن
المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن ابن مرسى، قال: سمعت العباس بن عبد المطلب
يقول: كسا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البيت في حجته الحبرات.
32 - باب فيما ينزل على البيت من الرحمة:
(389) حدثنا أبو عبد الله أحمد بن يزيد من أهل كرمان، ثنا سعيد، عن ابن جريج،
عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ينزل الله - عز
وجل - كل يوم مائة رحمة، ستون منها للطائفين وعشرون منها لأهل مكة وعشرون
منها لسائر الناس ".
باب في فضل مدينة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
33 - باب إعلام حمى المدينة:
(390) حدثنا يعقوب بن محمد، ثنا عبد العزيز بن عمران، ثنا أبو بكر بن النعمان
130

ابن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن عبد الله بن كعب، عن كعب بن
مالك، قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعلم على حمى المدينة: أعلم على أشراف
ذات الجيش وعلى أعلام المضبوعة وعلى أشراف مخيض وعلى أشراف قناة.
باب فيمن أخاف أهل المدينة:
(391) حدثنا محمد بن سعد، ثنا أبو ضمرة، حدثني هاشم بن هاشم بن عتبة بن
أبي وقاص الزهري، عن عبد الله بن نسطاس، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من أخاف أهل المدينة فعليه لعنة الله والملائكة والناس
أجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا، من أخاف أهل المدينة فقد أخاف ما بين
هذين " يعني قلبه.
(392) حدثنا محمد بن سعد، ثنا أبو ضمرة، حدثني يزيد بن خصيفة، عن عبد
الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن عطاء بن يسار، عن السائب بن خلاد،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أخاف أهل المدينة ظلما أخافه الله وعليه لعنة
الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ".
34 - باب أن الله سبحانه اختار لنبيه - صلى الله عليه وسلم - المدينة
ولا يدخلها الطاعون ولا الدجال:
(393) حدثنا يحيى، ثنا شعبة بن الحجاج، قال عمرو بن مرة: أخبرني عن أبي
البختري الطائي، أن ناسا كانوا بالكوفة مع أبي المختار فقتلوا، إلا رجلين حملا على
العدو تأسيا بهم فأفرجوا لهما فنجيا أو ثلاثة فأتوا المدينة فخرج عمر وهم قعود
يذكرونهم، قال عمر: ما قلتم لهم؟ قالوا: استغفرنا لهم ودعونا لهم، قال: لتحدثني
ما قلتم لهم أو لتلقون مني فتوحا، قالوا: إنا قلنا إنهم شهداء، قال عمر: والذي
لا إله غيره والذي بعث محمد بالحق، والذي لا تقوم الساعة إلا بإذنه ما تعلم نفس
حية ماذا عند الله لنفس ميتة إلا نبي الله فإنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،
والذي لا إله غيره والذي بعث محمدا بالحق والذي لا تقوم الساعة إلا بإذنه إن الرجل
يقاتل رياء ويقاتل حمية ويقاتل يريد به الدنيا ويقاتل يريد به المال، وما للذين يقاتلون
131

عند الله إلا ما في أنفسهم، إن الله اختار لنبيه المدينة وهي أقل الأرض طعاما وأملحه
ماء إلا مكان من هذا التمر وإنه لا يدخلها الدجال ولا الطاعون إن شاء الله.
35 - باب الصلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم:
(394) حدثنا محمد بن عمر، ثنا سلمة بن وردان، قال: سمعت أبا سعيد بن المعلى
قال: سمعت عليا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " صلاة في مسجدي خير من
ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام ".
(395) حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن حبيب المعلم، عن عطاء بن
أبي رباح، عن عبد الله بن الزبير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " صلاة في
مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام أفضل
من صلاة في مسجدي هذا بمائة صلاة ".
36 - باب فيما بين القبر والمنبر:
(396) حدثنا محمد بن عمر، ثنا الوليد بن كثير، عن سعيد بن أبي هند، حدثني
قنفذ، قال: رأيت الزبير كثيرا يصلي بين القبر والمنبر فقلت له في ذلك فقال: سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " قلت:
وأعاده فقال: " ما بين بيتي ومنبري ".
(397) حدثنا روح، ثنا مالك بن أنس، عن خبيب بن عبد الرحمن، أن حفص بن
عاصم أخبره، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي " قلت: حديث
أبي هريرة رواه الترمذي.
38 - باب في مسجد قباء:
(398) حدثنا محمد بن عمر، ثنا الوليد بن كثير، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يأتي قباء ماشيا وراكبا.
132

كتاب الأضاحي والعقيقة والصيد والوليمة
(399) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن أبي ثفال، عن رباح
ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دم عفراء أحب
إلى الله من دم سوداين ".
1 - باب فيمن ذبح قبل الصلاة:
(400) حدثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي
الخير، أن رجلا من الأنصار حدثه أن ناسا سمعوا زجه بالمدينة يوم الأضحى فظنوا
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صلى فذبحوا فأرسلوا رجلا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فوجدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أجمع أضحيته يذبحها فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" أعني على أضحيتي " فأعانه ثم قال له: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن
ناسا ظنوا أنك قد صليت فذبحوا ضحاياتهم فما ترى في ذلك؟ قال: " فليشتروا غيرها
ثم ليضحوها ".
2 - باب في العقيقة:
(401) حدثنا أحمد بن يونس، ثنا سفيان الثوري، حدثني زيد بن أسلم، عن رجل
من بني فلان أراه من بني ضمرة، عن رجل من قومه، أنه سأل النبي - صلى الله عليه وسلم -
في حجة الوداع عن العقيقة فقال: " ما أحب العقوق ومن ولد له فأحب أن ينسك
عنه فلينسك ".
3 - باب في الوليمة:
(402) حدثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جريج، أخبرني زياد بن إسماعيل، عن سليمان
ابن عتيق، عن جابر بن عبد الله، قال: لما دخلت صفية بنت حيي على النبي
- صلى الله عليه وسلم - فسطاطه حضر ناس فحضرت معهم ليكون فيها قسم فلما كان آخر العشاء
حضرنا فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلينا في طرف ردائه بنحو من مد ونصف من تمر عجوة
133

فقال: " كلوا من وليمة أمكم ".
(403) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا العباس بن راشد الخراساني، حدثني الوليد
ابن مسلم الدمشقي، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الصمد، عن
ابن رومان، قال: سئل عمر بن الخطاب عن طعام العرس فقيل: يا أمير المؤمنين ما بال
ريح طعام العرس أطيب من ريح طعامنا؟ فقال عمر: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول في طعام العرس: " فيه مثقال من ريح الجنة " وقال عمر: دعا له إبراهيم -
خليل الرحمن - ومحمد - صلى الله عليه وسلم - أن يبارك له فيه ويطيبه.
4 - باب في إجابة الدعوة:
(404) حدثنا محمد بن سابق، ثنا إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي
وائل، عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أجيبوا الداعي ولا تردوا
الهدية ولا تضربوا المسلمين ".
(405) حدثنا أبو غسان، ثنا إسرائيل، عن الأعمش، فذكر بإسناده نحوه إلا أنه
قال: " ولا تصرفوا الناس ".
134

كتاب الصيد والذبائح
باب الليل أمان للصيد:
(406) حدثنا حفص بن حمزة، ثنا عثمان بن عبد الرحمن، عن فاطمة بنت الحسين
ابن علي، قالت: سمعت أبي يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تطرقوا الطير
في أوكارها فإن الليل أمان لها ".
2 - باب التسمية على الذبح:
(407) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عيسى بن يونس، عن الأحوص بن حكيم،
عن راشد بن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ذبيحة (....) حلال و إن
لم يسم مالم يتعمد، والصيد كذلك ".
3 - باب الذبح بالحجر:
(408) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا يحيى بن سعيد، عن نافع، عن ابن
عمر، أن جارية لآل كعب بن مالك كانت تسم بسلع فخافت على شاة منها فأخذت
حجرا فذبحتها به، فذكر ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمرهم بأكلها.
4 - باب ما جاء في الأرنب والجراد والضب:
(409) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا يحيى بن أبي أنيسة، عن نافع، عن ابن
135

عمر، قال: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار أحد بني سلمة فقال:
يا رسول الله إني اصطدت أرنبا بالحرة فلم أجد ما أذكيها به فذكيتها بمروة - يعني
حجرا - أفآكل؟ قال: " نعم ".
(410) حدثنا يزيد، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر، عن ابن عمر، قال: رأيت
عمر بن الخطاب يتفوه، فقلت: ما شأنك يا أمير المؤمنين؟ قال: أشتهي جرادا مقلوا.
(411) حدثنا يزيد، ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر فذكر نحوه.
(412) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا شعبة، عن الحكم بن عتيبة، عن زيد بن
وهب، عن البراء بن عازب الأنصاري، قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بضب فقال:
" أمة مسخت فالله أعلم ".
(413) حدثنا عبد الوهاب، ثنا الجريري سعد بن إياس، عن أبي العلاء، قال: أكل
الضب على مائدة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يأكله ولم ينه عنه، فقيل: يا رسول الله
لم تأكله ولم تنه عنه.
5 - باب في قتل الكلاب:
(414) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن بنت
أبي رافع، قالت: أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العنزة أبا رافع وأمره أن يقتل كلاب
المدينة، فقال له أبو رافع: قد قتلتها كلها إلا كلب، فأمره بقتل ذلك الكلب.
(415) حدثنا روح بن عبادة، ثنا ابن جريج، ثنا العباس بن أبي خداش، عن الفضل
ابن عبد الله بن أبي رافع، عن أبي رافع، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يا أبا رافع
اقتل كل كلب بالمدينة " قال: فوجدت نسوة بالمدينة بالصورين من البقيع لهن كلب
فقلن: يا أبا رافع إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أغزي رجالنا وإن هذا الكلب يمنعنا
عدو الله، والله ما يستطيع أحد أن يأتينا حتى تقوم امرأة منا فتحول بينه وبينه فاذكره
136

للنبي - صلى الله عليه وسلم - قال: فذكر ذلك أبو رافع للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يا أبا رافع
اقتله فإنما يمنعهن الله ".
6 - باب قتل الحيات:
(416) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية - يعني شيبان - عن ليث، عن القاسم بن
محمد بن أبي بكر الصديق، عن عائشة، أنها قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" اقتلوا الحيات كلهن إلا الجنان الأبتر وذو الطفيتين عن ظهره فإنهما يقتلان الصبي
في بطن أمه ويغشيان الأبصار ومن تركهما فليس منا ".
قلت: في الصحيح منه قتل الأبتر وذي الطفيتين.
7 - باب في جنان البيوت:
(417) حدثنا روح بن عبادة، ثنا حاتم بن أبي صغيرة، ثنا عبد الله بن أبي مليكة،
أن عائشة بنت طلحة حدثته، أن عائشة - أم المؤمنين - قتلت جنانا فأريت فيما يرى
النائم فقيل لها: والله لقد قتلت مسلما، فقالت: والله لو كان مسلما ما دخل على
أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل لها: وهل كان يدخل عليك إلا وأنت متجلببة أو مختمرة
فأصبحت وهي فزعة فأمرت باثني عشر ألفا فجعلتها في سبيل الله - عز وجل -.
137

كتاب البيوع
1 - باب ما جاء في الأسواق:
(418) حدثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الربيع، ثنا عبد الله بن محمد بن عقيل،
عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه جبير بن مطعم، أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: اي البلاد شر؟ قال: " لا أدري " فلما أتي جبريل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" أيا جبريل أي البلاد شر؟ " قال: لا أدري حتى أسأل ربي " فانطلق جبريل
فمكث ما شاء الله ثم جاء فقال: " يا محمد إنك سألتني أي البلاد شر قلت لا أدري
وإني سألت ربي - تبارك وتعالى - فقلت: أي البلاد شر؟ قال: " أسواقها " قلت:
وقد تقدم حديث ابن عمر في الصلاة في فضل المساجد نحو من هذا.
2 - باب فيما يقتنى من المال:
(419) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عبد الله بن عون، عن نافع، عن ابن عمر،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الغنم بركة والإبل عز لأهلها " قلت: فذكر
الحديث.
(420) حدثنا روح بن عبادة، ثنا أبو نعامة العدوي، ثنا مسلم بن بديل، عن إياس
ابن زهير، عن سويد بن هبيرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " خير مال المرء مهر
مأمورة أو شبكة مأثورة ".
3 - باب نزول الرزق على قدر المؤنة:
(421) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا وهب بن وهب، ثنا عباد بن كثير، عن
138

أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن
الله - عز وجل - ينزل الرزق على قدر المؤنة وينزل الصبر على قدر البلاء ".
4 - باب التدبير:
(422) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عوف بن أبي جميلة، عن الحسن بن أبي الحسن،
عن عبد الله بن عمرو، قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أصلحوا مثاويكم واجعلوا
الرأس رأسين وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم " قال أبو زكريا: ومثاويكم قال:
بيوتكم، واجعلوا الرأس رأسين قال: إذا أراد أن يشتري مملوكا بعشرة آلاف فاشترى
مملوكين، وأخيفوا الهوام: يعني الحيات.
5 - باب ما جاء في الغاش:
(423) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة،
عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يحسب حماد - أن رجلا
كان يبيع الخمر في سفينة ومعه في السفينة قرد وكان يشوب الخمر بالماء فأخذ القرد
الكيس فصعد به فوق الدقل وفتح الكيس فجعل يأخذ دينارا فيلقيه في السفينة ودينار
في البحر حتى جعله نصفين.
6 - باب ما جاء في الاحتكار وغير ذلك:
(424) حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، عن أبي مهدي، عن أبي
الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من
جمع طعاما وتربص به أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه، وأيما أهل عرصة
ظل في ناديهم رجل من المسلمين جائع فقد برئت منهم ذمة الله ".
(425) حدثنا عبيد الله - يعني ابن موسى - عن الربيع بن حبيب، عن نوفل بن
عبد الملك، عن أبيه، عن علي، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الحكرة بالبلد.
قلت: رواه في حديث طويل.
139

7 - باب النهي عن التلقي وبيع الحاضر للباد:
(426) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا شعبة بن الحجاج، عن الحكم، عن عبد الرحمن
ابن أبي ليلى، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى
أن تتلقى الأجلاب وأن تبيع حاضر لباد، فمن اشترى مصراة فهو بخير النظرين فإن
حلبها ورضيها فهي له وإن رد معها صاعا من طعام أو صاع من تمر.
(427) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة فذكر نحوه.
8 - باب في المصراة:
(428) حدثنا محمد بن بكار، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن إسماعيل بن مسلم، عن
الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ومن اشترى شاة
محفلة فله أن يمسكها ثلاثا، فإن رضيها أمسكها وإن ردها رد معها صاعا من تمر ".
9 - باب بيع الثمرة:
(429) حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال، عن أبيه عمرة بنت
عبد الرحمن، عن عائشة، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن بيع الثمار حتى يبدو
صلاحها وتنجو من العاهة.
10 - باب بيع الجزاف:
(430) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الحميد، عن عمران بن أبي أنس، عن أبيه،
قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يقول: في هذا
الوعاء كذا وكذا ولا أبيعك إلا مجازفة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إذا سميت كيلا
فكل ".
11 - باب النهي عن بيع الخمر:
(431) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا ابن أبي ليلى، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عبد
140

الله بن عمر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الخمر حرام وبيعها حرام وثمنها حرام ".
(432) حدثنا عبيد الله، عن شيبان، عن الأعمش، عن جامع، عن كلثوم، عن
أسامة بن زيد، قال: دخلنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعوده فوجدناه نائما قد غطى
وجهه ببرد عدني وكشف عن وجهه وقال: " لعن الله اليهود حرمت عليهم الشحوم
فباعوها وأكلوا أثمانها ".
12 - باب في كسب الحجام وثمن الكلب وغير ذلك:
(433) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية - يعني شيبان - عن ليث، عن عطاء،
عن أبي هريرة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أربع كلهن من السحت: مهر
البغي وثمن الكلب وكسب الحجام وضراب الفحل ".
13 - باب في بيع أرض العجم:
(434) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، ثنا
الأحوص بن حكيم، عن راشد بن سعد، أن ابن عمر أرسل إلى رافع بن خديج يسأله
عن أرض الأعاجم - أو قال العجم - فقال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن بيع أرض
العجم وشرائها وكرائها.
14 - باب بيع الحنطة بالثياب:
(435) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا الحجاج بن أرطاة، عن عمرو بن دينار، عن
طاووس، قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معاذا إلى اليمن وكان يأخذ الثياب بصدقة
الحنطة والشعير.
15 - باب في القرض يجر المنفعة:
(436) حدثنا حفص بن حمزة، ثنا سوار بن مصعب، عن عمارة الهمداني، قال:
141

سمعت عليا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل قرض جر منفعة فهو ربا ".
16 - باب ما جاء في الربا:
(437) حدثنا روح بن عبادة، ثنا شعبة بن الحجاج، عن عون بن أبي جحيفة،
عن أبيه، قال: لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة ولعن
المصور.
(438) حدثنا خلف بن الوليد، ثنا أبو جعفر، عن ليث بن أبي سليم، عن ابن أبي
مليكة، عن عبد الله بن حنظلة، قال: الدرهم من الربا أعظم عند الله خطيئة من
ست وثلاثين زنية.
117 - باب في أنواع الربا ووقته:
(439) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا ابن أبي ليلى، عن عطية، عن ابن عمر، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الذهب بالذهب والفضة بالفضة مثلا بمثل فمن زاد فقد
أربى، وإن استنظرك أن يدخل بيته فلا تدعه " قلت: لابن عمر حديث في السنن
باختصار.
(440) حدثنا عبد الوهاب، ثنا محمد بن السائب الكلبي، عن سليمة بن السائب،
عن أبي رافع مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: احتجت إلى نفقة فأخذت خلخال
المرأة لآخذ به ورقا، فأتيت أبا بكر الصديق زمن استخلف فقال: ما شأنك؟ فقلت:
إني احتجت إلى نفقة فأخذت خلخال المرأة لآخذ به ورقا، قال أبو بكر، إن معي
ورقا أريد بها فضة أجود منها قال: فدعا بالميزان فوضع الفضة والورق في كفتى الميزان
قال: فرجحت الفضة فدعا بالمقراض ليقطع فضلها، قال: فقلت يا خليفة رسول
142

الله - صلى الله عليه وسلم - هو لك حلال، فقال: إن أحللته فإن الله لم يحله قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " الفضة بالفضة والذهب بالذهب الزائد والمزيد في النار ".
(441) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن إبراهيم، قال:
كان عند بلال تمر قد سوس فباع صاعين بصاع فرآه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يا بلال
ما هذا؟ " قال: يا رسول الله بعت صاعين بصاع، فقال: " يا بلال هذا لا يصلح
التمر بالتمر والحنطة بالحنطة والشعير بالشعير والملح بالملح مثلا بمثل فمن زاد فقد
أربى ".
18 - باب ما جاء في الدين:
(442) حدثنا عاصم بن علي، ثنا شريك بن عبد الله، عن عبد الله بن محمد بن
عقيل، عن جابر بن عبد الله، أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أرأيت إن جاهدت
بنفسي ومالي صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر أأدخل الجنة؟ قال: " نعم " قال: فأعاد
عليه ثلاث مرات، قال: " نعم إن لم تمت وعليك ما ليس عندك وفاؤه ".
(443) حدثنا الأسود بن عامر شاذان، ثنا أبو هلال، عن بشر بن نمير، عن القاسم،
عن أبي أمامة، قال: من داين الناس بدين يعلم الله أنه يريد قضاءه فأتى دون ذلك
أرضى الله هذا من حقه وتجاوز عنه، ومن داين الناس بدين يعلم الله أنه لا يريد قضاءه
قضى الله له منه وقال: حسبت أني لم أقبض له منك.
(444) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا القاسم، ثنا محمد بن علي، قال: كانت عائشة
تدان فقيل لها: مالك وللدين؟ قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " ما من
عبد كانت له نية في أداء دينه إلا كان له من الله عونا " فأنا التمس ذلك العون من
الله - عز وجل -.
143

19 - باب في مطل الغني:
(445) حدثنا محمد بن بكار، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن إسماعيل بن مسلم، عن
محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مطل
الغني ظلم ومن احتل على ملى فليحتل ".
20 - باب ما جاء في المفلس:
(446) حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، ثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني
معمر، عن الزهري، عن ابن كعب بن مالك، قال: كان معاذ بن جبل - رحمه
الله - شابا سمحا أفضل فتيان قومه فلم يزل حتى أغرق ماله في الدين، فكلم رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - غرماءه فلو ترك أحد من أجل أحد لترك معاذ من أجل رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: فبقى معاذ لا مال له.
(447) حدثنا إسحاق بن عيسى بن نجيح الطباع، ثنا أبو هلال الراسبي محمد بن
سليم، عن غالب القطان، عن أبي المهزم، قال: كنت عند أبي هريرة فأتاه رجل
بغريم له فقال: أصلحك الله إن لي على غريمي هذا حقا قال فقال للآخر: ما تقول؟
قال: صدق قال: فاقضه إياه، قال: أصلحك الله إني رجل معسر، قال: فقال
لغريمه: ما تقول؟ قال: صدق، قال: فما تريد؟ قال: احبسه لي، قال: أتعلم
له مالا تأخذه فتكسبه فيقضيك؟ قال: لا، قال: فما تريد؟ قال: احبسه، قال:
لا أحبسه لك إن تبتغي من فضل الله فيقضيك وفي أن تبتغي لعياله. قال غالب:
وشهدت الحسن بن أبي الحسن قضى بمثلها.
21 - باب الناس شركاء في ثلاث:
(448) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن رجل من أهل الشام، عن
144

الحبال على الكلأ فلما رأى ما صنعوا قال: سبحان الله لقد غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم -
غزوات فسمعته يقول: " الناس شركاء في ثلاث: في الماء والكلأ والنار ".
22 - باب في الشروط:
(449) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا الحجاج بن أرطأة، عن عبد الرحمن بن عابس،
عن أبيه، قال: اشترى حذيفة من رجل ناقة بأربعمائة درهم وشرط له رضاه من
النقد، فأتاه رجل من أصبهان كان أبصر بالورق منه فأخرج له حذيفة كيسا فغسل
عامته، ثم أخرج إليه كيسا فغسل عامته، ثم أخرج إليه كيسا فغسل عامته، فقال:
إني أعوذ بالله منكم - ثلاثا يقولها - إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من
شرط لأخيه شرطا لا يريد أن يفي به فهو كالمدني جاره إلى غير منفعة ".
23 - باب ما جاء في الهدية:
(450) حدثنا سعيد بن عامر، ثنا ابن عون، عن الحسن: قال: كان رجل يخالط
النبي - صلى الله عليه وسلم - في الجاهلية يقال له عياض، فأهدى لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - هدية،
فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أسلمت، أو كنت أسلمت؟ " قال: لا. قال: " إنه لا يحل
لنا زبد المشركين ". قلت للحسن: ما الزبد؟ قال: الرفد.
(451) حدثنا خالد بن خداش، ثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا بشير بن المهاجر، عن
عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: أهدى أمير القبط إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - جاريتين أختين
وبغلة، وكان يركب البغلة بالمدينة، واتخذ إحدى الجاريتين لنفسه فولدت له إبراهيم،
ووهب الأخرى لحسان بن ثابت.
(452) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا بشير بن المهاجر البجلي فذكر نحوه. قلت:
وقد تقدم في الوليمة حديث ابن مسعود: أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية.
145

24 - باب التسوية بين الأولاد في العطية:
(453) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا سعيد بن يوسف
الأرحبي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " سووا بين أولادكم في العطية ولو كنت مفضلا لفضلت النساء ".
25 - باب لا يحل مال المسلم:
(454) حدثنا كثير، ثنا جعفر، ثنا يزيد - يعني ابن الأصم - قال: تلقيت عائشة
أنا وابن عمر وطلحة - وهو ابن أختها - وقد كنا وقعنا في حائط من حيطان المدينة
فأصبنا منه فبلغها ذلك، فأقبلت على ابن أختها تلومه وتعذله، ثم أقبلت علي فوعظتني
موعظة بليغة، ثم قالت: أما علمت أن الله ساقك حتى جعلك في بيت نبيه، ذهبت
والله ميمونة ورمى برسنك على غاربك أما إنها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم.
26 - باب في اللقطة:
(455) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا الجريري، عن أبي العلاء، عن أبي مسلم الجذمي،
عن الجارود قال: قلت أو قال رجل: يا رسول الله اللقطة نجدها قال: " أنشدها ولا
تكتم ولا تغيب فإن وجدت صاحبها فادفعها إليه وإلا فمال الله - عز وجل - يؤتيه
من يشاء ". قلت: له عند النسائي: " ضالة المسلم حرق النار ".
146

كتاب الأيمان والنذور:
1 - باب في اليمين الفاجرة:
(456) حدثنا محمد بن عمر، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن علية،
أن أبا عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال: قد شهدت - أو قال سمعت - أباك يحدث
بحديث سمعه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: لا أدري، قال: سمعت أباك يقول:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من اقتطع مال مسلم بيمين كاذبة كانت نكتة
سوداء في قلبه لا يغيرها شئ إلى يوم القيامة ".
2 - باب كفارة اليمين:
(457) حدثنا عبد الله بن بكر، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، أن زيد بن
ثابت كان يقول: يجزئ في كفارة اليمين مد من حنطة لكل مسكين.
3 - باب فيمن نظر أن يحمد الله حق حمده:
(458) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد، عن ابن سعيد، عن عامر الشعبي، عن
فاطمة بنت قيس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث جيشا فقال: " لئن أتاني منهم خبر صالح
لأحمدن الله حق حمده " فلما أتاه منهم خبر صالح قال: " اللهم لك الحمد شكرا ولك
المن فضلا " فقال له عمر بن الخطاب: يا رسول الله إنك قلت لئن أتاني منهم خبر
صالح لأحمدن الله حق حمده، قال: " قد قلت: اللهم لك الحمد شكرا ولك المن
فضلا ".
147

كتاب الأحكام
1 - باب التسوية بين الخصمين:
(459) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن نعيم، عن أبيه قال: شهدت أبا هريرة
يقضي، فجاء الحارث بن الحكم فجلس على وسادته التي يتكئ عليها، فظن أبو هريرة
أنه جاء لحاجة غير الحكم، قال: فجاء رجل فجلس بين يدي أبي هريرة، فقال له:
مالك؟ قال: إسنادي على الحارث، فقال له أبو هريرة: قم فاجلس مع خصمك
فإنها سنة أبي القاسم - صلى الله عليه وسلم -.
2 - باب لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان:
(460) حدثنا خالد بن خداش، ثنا القاسم بن عبد الله بن عمر العمري، ثنا عبد
الله بن عبد الرحمن بن معمر، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يقضي القاضي إلا وهو شبعان ريان ".
3 - باب حكم الحاكم لا يحل الحرام ولا يحرم الحلال:
(461) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا هاشم بن عروة، عن أبيه، عن زينب بنت أم
سلمة، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إنكم تختصمون
إلى ولكن بعضكم ألحن بحجته من بعض فأقضي له بنحو مما أسمع منه، فمن قضيت
له بشئ من حق أخيه فلا يأخذ منه شيئا فإنما أقطع له قطعة من النار ".
4 - باب أخذ حق الضعيف:
(462) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة بن
عمرو بن جرير: أن رجلا جاء إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتقاضاه تمرا، فاستنظره رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فأبى أن ينظره، فانتهره أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أحرج عليك أن أخرج من
148

المدينة وأنا أطلبك منه بشئ فإني والله لا أرجع إلى أرضي حتى ينهب منها أكثر مما أطلبك به، فأرسل
إلى امرأة من بني سليم يقال لها خولة يستسلفها تمرا، فأرسلت إليه بتمر، فقالت: إن أردت من هذا
فعندنا منه ما أردتم، قال: " تريد من هذا؟ " قال: نعم، قال: " اذهب فاكتل واستوفيه " ثم قال:
" هو كان إلى نصركم أحوج وأنا إلى أن تأمروني بأداء أمانتي أحوج " وقال: " إن الله لا يقدس على
أمة لا تنصر ضعيفها - أو قال: لا تقوى ضعيفها ".
5 - باب عظة الشاهد:
(463) حدثنا عبيد الله، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن حنش، عن عكرمة،
عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ومن شرب شرابا حتى يذهب بعقله
الذي أعطاه الله فقد أتى بابا من أبواب الكبائر، ومن شهد شهادة اجتاح بها مال
امرئ مسلم أو سفك بها دمه فقد أوجب النار " أو كما قال.
(464) حدثنا عاصم بن علي، ثنا محمد بن الفرات التميمي قال: سمعت محارب بن
دثار يقول: أخبرني عبد الله بن عمر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " شاهد
الزور لا تزول قدماه حتى توجب له النار " قال: " والطير يوم القيامة تحت العرش
ترتفع مناقيرها وتضرب بأذنابها وتطرح ما في بطونها وليس عندها طلبة ". قال محارب
يومئذ يعظ رجلا يقول له: اتق ذلك اليوم. قلت: قصة شاهد الزور رواها ابن ماجة.
6 - باب اختبار الحاكم لرعيته:
(465) حدثنا روح بن عبادة، ثنا حسين بن ذكوان المعلم، عن عبد الله بن بريدة،
149

أن عمر بن الخطاب جمع الناس لقدوم الوفد، فقال لابنه عبيد الله - أو عبد الله -
ابن الأرقم: أنظر أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - فأذن لهم أول الناس، ثم القوم الذين
يلونهم، قال: فدخلوا عليه فصفوا قدامه، فإذا رجل ضخم عليه مقطعة برود فأومأ
إليه، فقال عمر: إيه - ثلاث مرار، فقال الرجل: إيه - ثلاث مرار، فقال له عمر:
قم، فقام إلى مجلسه، قال: ثم نظر فإذا الأشعري خفيف الجسم قصير سبط، قال:
فأومأ إليه فأتاه، فقال له عمر: إيه، فقال له الأشعري: يا أمير المؤمنين سلنا أو
أفلح، حدثنا فلنحدثك، قال عمر: أف، قال: فنظر فإذا رجل أبيض خفيف
الجسم، فأومأ إليه فأتاه، فقال له عمر: إيه، قال: فوثب فحمد الله وأثنى عليه
ووعظ بالله ثم قال: إنك وليت هذه الأمة فاتق الله فيما وليت من أمر هذه الأمة
ورعيتك وفي نفسك خاصة فإنك محاسب ومسؤول عن ما استرعيت وإنما أنت أمين
وإنما عليك أن تؤدي ما عليك من الأمانة وتعطى أجرك على قدر عملك، قال: ما
صدقني رجل منذ استخلفت غيرك، من أنت؟ قال: أنا الربيع بن زياد، قال: أخو
المهاجر بن زياد، قال: فجهز عمر جيشا واستعمل عليهم الأشعري، ثم قال: انظر
ربيع بن زياد فإنه إن كان صادقا فيما يقول فإن عنده عونا على هذا الأمر فاستعمله،
ثم لا يأتين عليك عشر إلا تعاهدت فيهن عمله، واكتب إلي سيرته في عمله حتى
كأني أنا الذي استعملته، ثم قال عمر: عهد إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أخوف
ما أخاف عليكم منافق عليم اللسان ".
150

كتاب الوصايا
1 - وصية سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(466) حدثنا يزيد، ثنا أبو أمية بن فضالة قال: سمعت محمدا بن واسع يقول: قال
أبو ذر: أوصاني خليلي بسبع: أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من فوقي،
وأن أحب المساكين، و أن أدنوا منهم، وأن أقول الحق وإن كان مرا، وأن لا أسأل
أحد شيئا، وأن أصل الرحم وإن أدبرت، وأن. لا أخاف في الله لومة لائم، وأن أكثر
من قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
(467) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عبد الرحمن بن أبي الرجال المدني، ثنا عمر مولى
غفرة، عن ابن كعب، عن أبي ذر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أوصاني حبي -
عليه السلام - بخمس: أرحم المساكين، وأجالسهم، وأنظر إلى من هو دوني ولا
أنظر إلى من هو فوقي، وأن أصل الرحم وإن أدبرت، وأن أقول لا حول ولا قوة
إلا بالله ".
(468) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا حماد بن عمرو، عن السري بن خالد بن
شداد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي أنه قال: قال لي رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا علي إذا توضأت فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم إني أسألك
تمام الوضوء، وتمام الصلاة، وتمام رضوانك، وتمام مغفرتك، فهذا زكاة الوضوء،
وإذا أكلت فابدأ بالملح واختم بالملح فإن في الملح شفاء من تسعين داء أولها الجذام،
والجنون، والبرص، ووجع الأضراس، ووجع الحلق، ووجع البطن، ويا علي كل
151

الزيت وادهن بالزيت فإنه من أدهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين ليلة. ويا علي
لا تستقبل الشمس فإن استقبالها داء واستدبارها دواء، ولا تجامع امرأتك في نصف
الشهر، ولا عند غرة الهلال، أما رأيت المجانين يصرعون فيها كثيرا. يا علي إذا
رأيت الأسد فكبر ثلاثا تقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أعز من كل
شئ وأكبر، أعوذ بالله من شر ما أخاف وأحاذر فإنك تكفى شره إن شاء الله،
وإذا هر الكلب عليك فقل: (يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من
أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان). يا علي وإذا كنت صائما
في شهر رمضان فقل بعد إفطارك: اللهم لك صمت وعليك توكلت وعلى رزقك
أفطرت يكتب لك مثل من كان صائما من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا. يا علي
واقرأ سورة يس فإن في يس عشر بركات، ما قرأها جائع إلا شبع، ولا ظمآن
إلا روي، ولا عار إلا اكتسي، ولا عزب إلا تزوج، ولا خائف إلا أمن، ولا
مسجون إلا خرج، ولا مسافر إلا أعين على سفره، ولا من ضلت ضالة إلا
وجدها، ولا مريض إلا برأ، ولا قرئت عند ميت إلا خففت عنه ".
2 - وصية حذيفة:
(469) حدثنا يزيد، عن أبي خالد، عن إبراهيم بن بشير، عن خالد بن
سعد - مولى أبو مسعود - قال: دخل أبو مسعود على حذيفة وهو مريض فأسنده
إليه، فقال له أبو مسعود: أوصنا، قال: " إن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما
كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله ".
3 - وصية قيس بن عاصم:
(470) حدثنا داود بن المحبر، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن، عن قيس بن عاصم
المنقري أنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - فلما رآه قال: " هذا سيد أهل الوبر " قال:
فسلمت عليه ثم قلت: يا رسول الله المال الذي لا تبعة علي فيه في ضيف أضاف أو
عيال وإن كثروا، قال: " نعم المال الأربعون وإن كثر فستون، ويل لأصحاب
المئين، ويل لأصحاب المئين إلا من أدى حق الله في رسلها وتحديها، وأطرق فحلها،
152

وأفقر ظهرها أو حمل على ظهرها، ومنح غزيرتها ونحر سمينها، وأطعم القانع والمعتر "
فقلت: يا رسول الله ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها أما إنه ليس يحل بالوادي الذي
أنا به أحد من كثرة إبلي، قال: " يصنع بالمنحة " قلت: تغدو الإبل ويغدو الناس
فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به، فقال: " يا قيس أمالك أحب إليك أم مال
مولاك؟ " قلت: لا، بل مالي. قال: " فإنما لك من مالك ما أكلت فأفنيت، أو
لبست فأبليت، أو أعطيت فأمضيت، وما بقي فلورثتك " قلت: يا رسول الله لئن
بقيت لأدعن عدتها قليلا. قال الحسن: ففعل رحمه الله، فلما حضرته الوفاة دعا بنيه
فقال: يا بني خذوا عني فإنه لا أحد أنصح لكم مني إذا أنا مت فسودوا أكبركم ولا
تسودوا أصغركم فيستسفه الناس كباركم، وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة للكريم
ويستغنى به عن اللئيم، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء ولم يسأل أحد إلا ترك
كسبه، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم، وإياكم والنياحة فإني سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ينهى عنها، وادفنوني في مكان لا يعلم بي أحد فإنه كانت بيننا
وبين بكر بن وائل خماشات في الجاهلية فأخاف أن يدخلوها في الإسلام فيفسدوا عليكم
دينكم. قال الحسن - رحمه الله -: نصحهم في الحياة والممات.
قلت: روى النسائي منه النهي عن النياحة.
153

فقه كتاب العتق
1 - باب الوصية بملك اليمين:
(471) حدثنا محمد بن كثير، ثنا سفيان بن سعيد، عن عاصم بن عبيد الله، عن
عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أرقاءكم أرقاءكم
أرقاءكم أرقاءكم أرقاءكم، أطعموهم مما تأكلون، وأكسوهم مما تكتسون، فإن جاءوا
بذنب فلم تريدوا أن تغفروه فبيعوا عباد الله ولا تعذبوهم ".
2 - باب فيمن أعتق نصيبا من مملوك:
(472) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي المليح، عن
أبيه أن رجلا من قومه أعتق شقيصا له من مملوك، فرفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فجعل خلاصه في ماله وقال: " أله شريك "؟.
3 - باب عتق ولد الزنا:
(473) حدثنا عبد العزيز بن أبان قال: ثنا معمر بن أبان بن حمران قال: أخبرني
الزهري أن عروة بن الزبير أخبره أن عائشة سئلت فقيل لها: إن أبا هريرة يقول:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لأن أتصدق بشسع نعلي أحب إلي من أن أعتق ولد
زنا " فقالت عائشة: أساء سمعه فأساء إجابة، إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لأن
أتصدق بشسع أحب إلي من أن آمر جاريتي تزني وأعتق ولدها ". قلت: وحديث:
" ولد الزنا شر الثلاثة " يأتي في الحدود.
4 - باب ميراث الجد والخال:
(474) حدثنا إسحاق - يعني ابن الطباع - ثنا أبو معشر، عن عيسى بن أبي عيسى
154

أن زيد بن ثابت قال لعمر بن الخطاب: أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الجد سدس المال
مع الولد الذكر، ومع الأخ الواحد النصف، ومع الاثنين فصاعدا الثلث، وإذا لم
يكن وارث غيره فأعطه المال كله.
(475) حدثنا أبو عبيد، ثنا عباد بن عباد، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن
عتبة، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، رفعه إلى النبي
- صلى الله عليه وسلم - أنه سأل عاصم بن عدي الأنصاري، عن ثابت بن الدحداح وتوفي: " هل
تعلمون له نسبا فيكم؟ " قال: لا إنما هو أتي فينا، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
بميراثه لابن أخته.
155

كتاب النكاح
1 - باب عن الجمع بينهن من النساء:
(476) حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا عبد الله بن جعفر الزهري، عن عبد الله
ابن أبي سفيان، عن أبيه، عن ابن عباس قال: أسلم غيلان بن سلمة وتحته عشر
نسوة فأمره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يختار منهن أربعا ويفارق سائرهن، قال: وأسلم صفوان
ابن أمية وعنده ثمان نسوة فأمره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يمسك منهن أربعا ويفارق
سائرهن.
2 - باب النهي عن نكاح المتعة:
(477) حدثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا عكرمة بن عمار، حدثني عبد الله بن سعيد
المقبري قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تهدم المتعة النكاح والطلاق، والعدة
والميراث ".
(478) حدثنا بشر بن عمر، ثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة أن عائشة كانت
إذا سئلت عن المتعة قالت: بيني وبينهم كتاب الله، قال الله - عز وجل -: (والذين
هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين)
فمن ابتغى غير ما زوجه الله - عز وجل - أو ملكه فقد عدا.
3 - باب ما جاء في الرضاع:
(479) حدثنا محمد بن عمر، محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عروة، عن
الحجاج، عن أبيه قال: وحدثني عمر بن نافع، عن صالح بن نافع، عن صالح
مولى التوأمة، عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما تذهب مذمة
الرضاع؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الغرة " يعني العبد - والأمة.
156

(480) حدثنا محمد بن عمر، ثنا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني، عن
أبيه، عن جده - وكانت له صحبة - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " استرضعوا
من مزينة فإنهم أهل أمانة ".
4 - باب الترغيب في النكاح:
(481) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد، ثنا ابن جريج، حدثني أبو المغلس قال:
سمعت أبا نجيح السلمي يقول: سمعت الحسن قال: اجتمع نفر فقالوا: لو بعثنا إلى
أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - فسألناهن عن أخلاقه، فبعثوا إليهن فقلن: إن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - كان يصلي وينام ويفطر ويصوم وينكح النساء، فقالوا: إن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال بعضهم: أقوم الليل فلا أنام،
وقال بعضهم: أصوم النهار فلا أفطر، وقال بعضهم: أدع النساء فلا آتيهن فإن فيهن
شغلا، فاطلع النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك فخطب الناس: " فقال ما بال رجال تحسسوا
عن شأن نبيهم فلما أخبروا به رغبوا عنه، فقال بعضهم أقوم الليل فلا أنام، وقال
بعضهم أصوم النهار فلا أفطر، وقال بعضهم أدع النساء فلا آتيهن " فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " لكني أنام وأقوم، وأفطر وأصوم، وأنكح النساء فمن رغب عن
سنتي فليس مني ".
5 - باب الاستئمار:
(482) حدثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا ليث،، عن يزيد بن أبي حبيب، عن إبراهيم بن
صالح - واسمه الذي يعرف به نعيم الفحام وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماه صالحا - أنه أخبره
أن عبد الله بن عمر قال لعمر بن الخطاب: اخطب علي ابنة صالح، فقال: إن له يتامى ولم يكن
ليؤثرك عليهم فانطلق عبد الله إلى عمه زيد بن الخطاب ليخطب عليه، فانطلق به إلى صالح فقال: إن
عبد الله بن عمر أرسلني يخطب ابنتك، فقال: لي يتامى ولم أكن لأترب لحمي وأرفع لحمكم، إني
أشهدكم أني قد أنكحتها فلانا. وكان هوى أمها إلى عبد الله بن عمر، فأتت إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله خطب عبد الله بن عمر ابنتي فأنكحها أبوها يتامى في حجره. ولم
يؤامرها. فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى صالح: " فقال أنكحت ابنتك ولم
157

تؤامرها؟ قال: نعم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " استئمروا على النساء في
أنفسهن مرتين وهي بكر " فقال صالح: إنما فعلت هذا لما تصدقها ابن عمر فإن لها
في مالي مثل ما أعطاها.
6 - باب ما جاء في الصداق:
(483) حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم التيمي
عن أبي حدرد قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أستعينه في مهر امرأة، فقال: " كم
أصدقتها؟ " قلت: مائتي درهم. قال: " لو كنتم تغرفون من بطحان ما زدتم ".
(484) حدثنا إسحاق بن عيسى، ثنا شريك، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا جناح على الرجل أن يتزوج بما شاء
من ماله قل أو كثر إذا أشهد ".
(485) حدثنا محمد بن سابق، ثنا شريك بن عبد الله فذكر بإسناده نحوه.
7 - باب التيسير:
(486) حدثنا داود بن المحبر، ثنا محمد بن سعيد، عن أبان، عن أنس قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما اجتمع أمران قط إلا كان أحبهما إلى الله عز وجل
أيسرهما ".
8 - باب إعلان النكاح:
(487) حدثنا محمد بن عمر، ثنا معاذ بن محمد، عن محمد بن يحيى بن حبان،
عن عمه واسع بن حبان، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان
يحب إبانة النكاح. قال أبو عبد الله: يعني اظهاره.
9 - باب في المرأة الصالحة وغيرها:
(488) حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، عن ابن مهدي، عن أبي
158

الزاهرية، عن كثير بن مرة، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقول:
" ثلاث قاصمات الظهر: فقر داخل لا يجد صاحبه متلدا، وزوجة يأمنها صاحبها
وتخونه، وإمام أسخط الله وأرضى الناس. وإن بر المؤمنة كمثل سبعين صديقة،
وإن فجور الفاجرة كفجور ألف فاجرة ".
10 - باب في الزوجة الحسناء:
(489) حدثنا أحمد بن يزيد، ثنا عيسى بن يونس، عن زهير بن محمد، عن أبي
بكر بن حزم: قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنما النساء لعب فمن اتخذ لعبة
فليحسنها، أو فليستحسنها ".
11 - باب الاستمتاع بالزوجة:
(490) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن
زياد بن أنعم، عن سعد بن مسعود الكندي، أن عثمان بن مظعون - رحمه الله -
أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني لأحب أن أنظر إلى عورة امرأتي ولا
ترى ذلك مني، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ولم ذلك؟ إن الله جعلك لباسا لها
وجعلها لباسا لك، وأنا أرى ذلك من أهلي ويرونه مني " قال: فمن يعدل برسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ولى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن ابن مظعون حيي ستير ".
12 - باب النهي عن إتيان المرأة في دبرها:
(491) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عمرو بن عبيد، ثنا الحسن بن أبي الحسن، عن
عمران بن حصين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " محاشي النساء عليكم حرام ".
(492) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عمرو بن عبيد، ثنا الحسن بن أبي الحسن، عن
سمرة بن جندب قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تؤتى النساء في أعجازهن. قال
الحسن بن أبي الحسن: وهل يفعل ذلك إلا كل أحمق فاجر.
13 - باب في حق المرأة:
(493) حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، عن أبي سلمة، عن يحيى بن
159

جابر، عن المقدام بن معدي كرب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام في الناس فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: " إن الله تبارك وتعالى يوصيكم بالنساء خيرا، إن الله يوصيكم بالنساء
خيرا، إن الله يوصيكم بالنساء خيرا، إن الله يوصيكم بأمهاتكم وبناتكم و أخواتكم
وعماتكم وخالاتكم، إن الرجل من أهل الكنائس ليتزوج المرأة وما يعلم ما له بها
من الخير فما يرغب واحد منهما عن صاحبه حتى يموتا هرما ". قال أبو سلمة:
فحدثت بهذا الحديث العلاء بن سفيان الغساني فقال: لقد بلغني أن من الفواحش التي
حرم الله مما بطن مما لم يبين ذكرها في القرآن أن يتزوج الرجل المرأة فإذا قدمت صحبتها
وطال عهدها ونفضت ما في بطنها طلقها من غير ريبة. قلت: روى ابن ماجة منه
إن الله يوصيكم بأمهاتكم فقط.
(494) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن رجل قال: سمعت سمرة بن جندب يخطب
على منبر البصرة وقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن المرأة خلقت من
ضلع أعوج وإنك إن تريد إقامة الضلع تكسرها، فدارها تعش بها، فدارها تعش
بها ".
14 - باب في حق الزوج على المرأة:
(495) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، عن عامر الشعبي، عن فاطمة
بنت قيس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على النساء فقال: " السلام عليكن يا كوافر
المنعمين " قال: قلن نعوذ بالله أن نكفر نعم الله، قال: " تقول إحداكن إذا غضبت
على زوجها ما رأيت منك خيرا قط ".
(496) حدثنا أبو نعيم، ثنا الأعمش، عن أبي ظبيان، عن رجل من الأنصار قال:
لما قدم معاذ من اليمن قال: يا رسول الله إني رأيت قوما يسجد بعضهم لبعض أفلا نسجد
لك؟ فقال: " لو أمرت شيئا يسجد لشئ لأمرت النساء يسجدن لأزواجهن " قال
الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: لو أن امرأة لحست أنف زوجها من الجذام
ما أدت حقه.
(497) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا يوسف بن عطية، ثنا ثابت البناني،
160

عن أنس بن مالك أن رجلا غزا وامرأته في علو وأبوها في السفل وأمرها أن لا تخرج
من بيتها، فاشتكى أبوها فأرسلت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته واستأذنته، فأرسل
إليها: " أن اتقي الله وأطيعي زوجك " ثم إن أباها مات فأرسلت إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - تستأذنه وأخبرته فأرسل إليها: " أن اتقي الله وأطيعي زوجك " فخرج
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلى على أبيها فقال لها: " إن الله قد غفر لأبيك بطواعيتك
لزوجك ".
15 - باب في قوله: " لولا بنو إسرائيل ولولا حواء ":
(498) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن خلاس، عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم
- صلى الله عليه وسلم -: " لولا بنو إسرائيل لم يخنز اللحم ولم يخبث الطعام، ولولا حواء لم تخن
أثنى زوجها ".
16 - باب ما جاء في الغيرة:
(499) حدثنا أشهل، ثنا ابن عون، عن محمد قال: قدم رجل من تلك الفروج
على عمر فنثر كتابيه فسقطت صحيفة فإذا فيها:
ألا أبلغ أبا حفص رسولا فذلك من أخي ثقة أزاري
قلائصنا هداك الله إنا شغلنا عنك في زمن الحصار
قلائص من بني سعد بن بكر وأسلم، أو جهينة، أو غفار
فما قلص وجدن معقلات فما تبتلغ بمختلف البحار
يعقلهن جعدة من سليم معتدا يبتغي سقط العقاري
قال: فقال عمر: إلا أدعوا لي جعدة بن سليم، قال: فدعى فكلمه فأمر به
فضرب مائة معقولا ونهاه أن يدخل على امرأة مغنية.
17 - باب الاستبراء:
(500) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا حميد بن الأسود ويزيد بن إبراهيم، عن حميد،
161

عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استبرأ صفية بحيضة، فقيل له: أمن أمهات المؤمنين
أم من أمهات الأولاد؟ قال: " من أمهات المؤمنين " قلت: لأنس في الصحيح أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتق صفية وجعل عتقها صداقها.
18 - باب ثلاث لعبهن جد:
(501) حدثنا بشر بن عمر، ثنا عبد الله بن لهيعة، ثنا عبيد الله بن أبي جعفر عن
عبادة بن الصامت، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يجوز اللعب في ثلاث:
الطلاق، والنكاح، والعتاق، فمن قالهن فقد وجبن ".
19 - باب في الطلاق:
(502) حدثنا سعيد بن سليمان، ثنا خالد، عن إسماعيل بن سبيع، عن أبي رزين،
أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت الله تعالى يقول: (الطلاق مرتان) قال:
أين الثالثة؟ قال: (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان).
20 - باب كفارة الظهار:
(503) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن أبي يزيد المديني، أن
امرأة من بني بياضة أرسلت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بوسق من شعير، أو قال نصف وسق
من شعير - شك أيوب - فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي ظاهر من امرأته فقال:
" تصدق بهذا فإنه يجزئ مكان كل نصف صاع من حنطة صاع من شعير ".
21 - باب اللعان:
(504) حدثنا محمد بن عمر، ثنا الضحاك بن عثمان، عن عمران بن أبي أنس قال:
سمعت عبد الله بن جعفر يقول: لاعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين العجلاني وامرأته -
وهو عويمر بن الحارث - فلاعن بينهما على حمل.
162

كتاب الأطعمة
1 - باب الأكل على غير وضوء:
(505) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن
مالك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خرج من الخلاء فأكل فقيل له: ألا تتوضأ؟ فقال: " أريد
أن أصلي فأتوضأ ".
2 - باب في الأكل متكئا:
(506) حدثنا محمد بن عمر، ثنا هاشم بن عامر الأسلمي، عن عبد الله بن سعد،
عن أبيه قال: كنت دليل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المعرج إلى المدينة فرأيته يأكل
متكئا.
3 - باب الأكل قائما وقاعدا:
(507) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا ابن أبي ليلى، عن عطاء، عن عائشة قالت:
كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأكل قائما وقاعدا وينتعل قائما وقاعدا ويتقيل عن يمينه
وعن شماله.
4 - باب ما جاء في الزيت:
(508) حدثنا محمد بن عمر، ثنا أبو جزرة يعقوب بن مجاهد، عن سلمة بن أبي
سلمة عن أبيه قال: سمعت عائشة تقول وذكر عندها الزيت، فقالت: كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يأمر به أن يؤكل ويدهن به ويقول: " إنها شجرة مباركة "
5 - باب ما جاء في الهندباء:
(509) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن زكريا الهاشمي قال:
163

ثنا أبان البختري، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: " كلوا من الهندباء ولا تنقصوه فإنه ليس يوم من الأيام إلا وقطرة
من الجنة تقطر عليه ".
6 - باب ما جاء في الرجلة:
(510) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا محمد بن خالد القرشي، ثنا إبراهيم بن محمد
الأسلمي عن ثور، قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرجلة وفي رجله قرحة، فداواها بها
فبرأت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بارك الله فيك أنبتي حيث شئت فأنت شفاء
من سبعين داء أدناه الصداع ".
7 - باب في القثاء وغيره:
(511) حدثنا سعيد بن سليمان، ثنا إسحاق بن يحيى، حدثني أبو بكر بن عمرو
ابن حزم، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تقشر الرطبة قال الحارث: سألت
أبا عبيد قلت: كيف هذا الحديث نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تقشير الرطبة؟ قال:
هو طعام. قلت له: هذا الباقلاء والقثاء تقشرها. الحديث في ذاك، قلت: ويأتي
باب في لبن الإبل في الطب.
8 - باب إطعام من ولي مشقة الطعام:
(512) حدثنا روح، ثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد
الله يسأل عن خادم الرجل إذا كفاه المشقة والحر، أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تدعوه؟
قال: نعم فإن كره أحدكم أن يطعم معه فليعطه أكله في يده أو فيه.
9 - باب لعق الأصابع:
(513) حدثنا أبو نعيم، ثنا طلحة، عن علي، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: " إذا أكل أحدكم من الطعام الذي يلعق منه الأصابع فلا يمسح يده حتى
يلعقها أو يلعقها ".
164

10 - باب ما جاء في الحلوى:
(514) حدثنا داود بن رشيد: ثنا الهيثم بن عمران قال: سمعت جدي عبد الله بن
أبي عبد الله قال: صنع عثمان بن عفان خبيصا بالعسل والسمن والبر، فأتى به في
قصعة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبا عبد الله ما هذا؟ "
قال: هذا يا نبي الله شئ تصنعه الأعاجم من البر والعسل والسمن تسميه الخبيص،
قال: فأكل.
11 - باب تحريم الحمر الأهلية:
(515) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا حرب بن شداد، ثنا يحيى بن كثير، عن
النجاز بن جدي الحنفي، عن سنان بن سلمة بن المحبق الهذلي، عن أبيه قال: مر
بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية وأمر بالقدور أن تكفأ من لحوم الحمر الأهلية.
(516) حدثنا داود بن نوح، ثنا حماد، ثنا بشر بن حرب قال: سمعت أبا سعيد
يذكر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه لما كان يوم خيبر وقع الناس في لحوم الحمر ونصبت
قدري فيمن نصب، قال: فقيل: يا رسول الله، فذكروا له الحمر فأمر مناديا فنادى:
أنهاكم عنها، أنهاكم عنها، فأكفئت القدور، فأكفأت قدري.
165

كتاب الأشربة
1 - باب في الشرب قائما:
(517) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا زهير، ثنا عبد الكريم الجزري، عن البراء ابن
بنت أنس بن مالك، عن أمه قالت: دخل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت
قربة معلقة ففتح فاها فشرب قائما. قالت: فقطعنا فاها فهو عندنا.
(518) حدثنا روح، ثنا ابن جريج، أخبرني عبد الكريم بن مالك أن البراء
ابن بنت أنس بن مالك أخبره عن أنس بن مالك تحدث قال: دخل علينا رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - وقربة معلقة فيها ماء فشرب النبي - صلى الله عليه وسلم - من في السقاء فقامت أم
سليم إلى فم القربة فقطعته.
2 - باب الشرب من في السقاء:
(519) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن ليث بن أبي سليم،
عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يشرب الرجل
من في السقاء.
3 - باب تغطية الإناء:
(520) حدثنا عبيد الله بن موسى، ثنا ابن أبي ليلى، عن عكرمة بن خالد، عن رجل
من آل وداعة قال: استسقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يطوف بالبيت فقال رجل
166

منهم: ألا آتيك من شراب نصنعه؟ قال: " بلى " قال: فأتى بإناء فيه (نبيذ) قال:
" فهلا أكببت عليه إناء أو عرضت عليه عودا " قال: فشرب منه فقطب فدعا بماء
فصبه عليه، ثم شرب وسقى.
4 - باب ما جاء في نبيذ الجر:
(521) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي
العالية، عن عبد الله بن مغفل قال: كنت آخذ بغصن من أغصان الشجرة التي بايعنا
تحتها النبي - صلى الله عليه وسلم - فبايعناه على أن لا نفر، فسمعته نهى عن نبيذ الجر، وسمعته حين
أمر بشرب نبيذ الجر.
5 - باب في شارب الخمر:
(522) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا سفيان الثوري، عن سليمان التيمي، عن
أبي بكر بن حفص، عن عبد الرحمن بن محيريز قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" تشرب طائفة من أمتي الخمر باسم يسمونها ".
(523) حدثنا يعقوب بن محمد، ثنا محمد بن حجر، عن سعيد بن عبد الجبار بن وائل
ابن حجر، عن أبيه، عن وائل بن حجر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتب كتابا فيه:
" لا جلب، ولا جنب، ولا وراط، ولا شغار في الإسلام، وكل مسكر حرام ".
(524) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عوف بن أبي جميله العداني، عن الحسن
ابن أبي الحسن، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " شارب
الخمر كعابد الوثن، وشارب الخمر كعابد اللات والعزى ".
167

كتاب الطب
1 - باب ما جاء في الحجامة:
(525) حدثنا محمد بن عمر، ثنا ابن أبي طوالة، عن عبد الله بن أبي بكر
ابن حزم، عن عمرو بن سليم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لما عرج بي إلى السماء لم أمر بملأ من الملائكة إلا قالوا: عليك يا محمد بالحجامة ".
(526) حدثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف، ثنا شيخ من بكر بن وائل في مجلس
قسامة قال: دخلت على سمرة بن جندب وهو يحتجم فقال: سمعت رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يقول: " من خير دوائكم الحجامة ".
(527) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الاستحجام فقال: " هو صالح ".
(528) حدثنا محمد بن عمر، ثنا هشام بن عمارة النوفلي، عن محمد بن زيد بن
المهاجر، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي أنه رأى النبي -
صلى الله عليه وسلم - احتجم تحت كتفه اليسرى من الشاة التي أكل بخيبر.
2 - باب الشفاء في ثلاث:
(529) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عبد الله
ابن الوليد، عن أبي الخير مرثد بن عبد الله، عن عقبة بن عامر الجهني، أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن كان في شئ شفاء ففي ثلاث: في شربة عسل، أو مشرطة
من محجم، أو كية من نار تصيب ألما، وأنا أكره الكي ولا أحبه "..
3 - باب النهي عن الكي لمن به استسقاء:
(530) حدثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا عبد الوارث، عن إسحاق بن سويد، عن
العلاء بن زياد، أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - بابن لها قد سقى بطن فقالت: يا رسول
168

الله ابني قد أصابه ما ترى أفا أكويه؟ فقال: " لا تكوي ابنك " فأجمعت أن لا تكويه،
فضربه بعير فخبطه أو لبطه ففقأ بطنه وبرأ، فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت:
بأبي أنت وأمي يا رسول الله استأذنتك في ابني أن أكويه فنهيتني فمر به بعير فخبطه
أو لبطه ففقأ بطنه وبرأ، فقال: " أما أني لو آذنت لك لزعمت أن النار هي التي
تشفيه ".
4 - باب " ذو الخاصرة ":
(531) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الخاصرة عرق الكلية إذا تحركت آذت صاحبها فداووها
بالماء المحرق والعسل ".
5 - باب في ألبان الإبل وأبوالها:
(532) حدثنا العباس بن الفضل ثنا ابن لهيعة، ثنا عبد الله بن هبيرة، عن حنش،
عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " في ألبان الإبل وأبوالها شفاء للذرية
بطونهم ".
6 - باب ما جاء في الرجلة:
(533) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا خالد القرشي، ثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي،
عن ثور قال: مر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالرجلة وفي رجله قرحة فداواها بها فبرأت فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بارك الله فيك أنبتي حيث شئت فأنت شفاء من سبعين
داء أدناه الصداع ".
7 - باب في التلبينة:
(534) حدثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الله بن عبد الرحمن
ابن معمر الأنصاري، عن إسحاق بن أبي طلحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " في
التلبين شفاء من كل داء ".
169

8 - باب صب الماء البارد. على المحموم:
(535) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا جرير بن الهيثم بن رافع، حدثني يعلى بن عمرو
الناجي، عن علقمة بن عبد الله المزني، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أيما أحد منكم
أخذ الورد يصب عليه جرة ماء بارد " قال الحضرمي: الورد الحمى.
9 - باب ما جاء في العدوي:
(536) حدثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريج، عن عطاء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة " قلت: عن من قال حديث مستفيض؟
قال: قلت: الصفر، قال: يقول الناس: وجع يأخذ في البطن.
(537) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عبد الله بن عون، ثنا نافع، عن ابن عمر،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بعسفان، فإذا المجذومين، فأسرع السير قال: " إن كان
يأتي من الداء يعدي فهو هذا ".
10 - باب فيمن علق تميمة:
(538) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن يزيد بن أبي منصور
عن دخين الحجري، عن عقبة بن عامر الجهني قال: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة
رهط ليبايعونه، فبايع تسعة ولم يبايع الآخر، فقيل: يا رسول الله مالك لم تبايع هذا؟
فقال: " إن عليه تميمة " فأدخل يده فقطعها، فبايعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال:
" من علق تميمة فقد أشرك ".
11 - باب ما جاء في النظر في النجوم:
(539) حدثنا إبراهيم أبو إسحاق، ثنا المحاربي عبد الرحمن بن محمد، ثنا عمر بن
حسان، عن يوسف بن زيد، عن عبد الله بن عوف بن الأحمر، أن مسافر بن عوف
ابن الأحمر قال لعلي بن أبي طالب حين انصرف في الأنبار إلى أهل النهروان: يا أمير
المؤمنين لا تسر في هذه الساعة، وسر في ثلاث ساعات يمضين من النهار، قال علي:
ولم؟ قال: لأنك إن سرت في هذه الساعة أصابك أنت وأصحابك بلاء وضرر شديد،
170

وإن سرت في الساعة التي آمرك بها ظفرت وظهرت وأصبت ما طلبت، فقال علي:
ما كان لمحمد - صلى الله عليه وسلم - منجم ولا لنا من بعده.
هل تعلم ما في بطن فرسي هذه؟ قال: إن حسبت علمت، قال: من صدقك
بهذا القول كذب القرآن، قال الله - عز وجل -: " إن الله عنده علم الساعة وينزل
الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي
أرض تموت إن الله عليم خبير) ما كان محمد يدعي علم ما ادعيت علمه، تزعم
أنك تهدى إلى الساعة التي يصيب السوء من سار فيها؟ قال: نعم. قال: من صدقك
بهذا القول استغنى عن الله في صرف المكروه عنه، وينبغي للمقيم بأمر أن يوليك الأمر
دون الله ربه لأنك تزعم هديته إلى الساعة التي ينجو من السوء من سار فيها، فمن
آمن بهذا القول آمن عليه أن يكون كمن اتخذ دون الله ندا وضدا، اللهم لا طائر
إلا طائرك ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك. نكذبك ونخالفك ونسير في هذه الساعة التي
تنهانا عنها، ثم أقبل على الناس فقال: " يا أيها الناس إياكم وتعليم هذه النجوم إلا ما نهتدى بها
في ظلمات البر والبحر، إنما المنجم كالكافر والكافر في النار، والله لئن بلغني أنك تنظر في
النجوم وتعمل بها لأخلدنك الحبس ما بقيت وبقيت ولأحرمنك العطاء ما كان لي سلطان ".
ثم سار في الساعة التي نهاه عنها، فأتى أهل النهروان فقتلهم، ثم
قال: لو سرنا في الساعة التي أمرنا بها فطرقنا أو ظهرنا لقال قائل سار في الساعة التي
أمرنا بها المنجم، ما كان لمحمد منجم ولا لنا من بعده، فتح الله علينا بلاد كسرى
وقيصر وسائر البلدان، أيها الناس توكلوا على الله وثقوا به فإنه يكفي مما سواه
12 - باب ما جاء في السحر:
(540) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، ثنا حريز بن عثمان، عن أبي خداش،
أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إن لصاحبي على غلظة، فإن رأيت أن تجعل
له شيئا أعطفه على، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أف أف - ثلاثا - لقد آذيت أهل
السماوات وأهل الأرضين وكدرت الطين " قال: فانطلقت فحلقت رأسها ولبست
السواد ولحقت بالجبال، قال: فذكرت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " ما أدري هل
تقبل لها توبة ".
171

13 - باب في العين:
(541) حدثنا عفان، ثنا ديلم بن غزوان، ثنا وهب بن أبي دبي، عن أبي حرب
ابن أبي الأسود، عن محجن، عن أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن العين
لتولع بالرجل بإذن الله أن يصعد حالقا ثم يبرد أمته ".
172

كتاب اللباس والزينة
1 - باب فيمن ترك اللباس تواضعا:
(542) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا سعيد، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن
ميمون، عن سعد بن معاذ بن أنس، عن أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من
ترك اللباس وهو يقدر عليه تواضعا لله دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق
حتى يخيره من حلل الإيمان أن يلبس أيها شاء ".
(543) حدثنا محمد بن عمر، عن عبد الحميد بن جعفر، عن عبد الله بن ثعلبة أن عبد الرحمن
ابن كعب بن مالك قال: قد شهدت - أو قال سمعت - أباك يحدث بحديث سمعه عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: قلت: ما هو؟ قال: سمعت أباك يحدث أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن
البذاذة من الإيمان " يعنى التقشف.
قلت: ذكر هذا بعد حديث مذكور في الإيمان والنذور.
(544) حدثنا أبو عبيد، ثنا ابن علية، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الارفاه. قال ابن علية: قال الجريري: وهو كثرة التدهن.
2 - باب فيمن كان له مال ويظهر الفقر:
(545) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا سفيان الثوري، عن أسلم المنقري، عن زهير
ابن أبي علقمة قال: رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - سئ الهيئة فقال: " ألك مال؟ "
قال: نعم، من أنواع المال، قال: " فلير أثره عليك فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته
على عبده ويكره البؤس والتباؤس ".
173

3 - باب استحباب إظهار النعم في غير مخيلة ولا سرف:
(546) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا همام، عن قتادة والمثنى بن الصباح، عن عمرو
ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كلوا واشربوا
والبسوا وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف حتى ترى نعمة الله عليكم، فإن الله يحب
أن يرى نعمته على عبده ويكره البؤس والتباؤس ".
4 - باب ما جاء في الإزار:
(547) حدثنا سعيد بن عامر، عن شعبة، عن أشعث بن سليم، عن عمته، عن
عمها، قال: بينما أنا أمشي في سكة من سكك المدينة إذ نادى إنسان من خلفي:
" ارفع إزارك فإنه أنقى وأتقى " قال: فنظرت فإذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت:
يا رسول الله إنها بردة ملحاء، قال: " أو مالك في إسوة؟ " قال: فنظرت فإذا إزاره
إلى نصف الساق.
(548) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، حدثني
أبو جعفر، عن عطاء بن يسار، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: بينما
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجل يصلي مسبلا إزاره، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: " توضأ
أو أحسن صلاتك " فرفع الرجل إزاره، فسكت عنه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل له:
يا رسول الله أمرته أن يتوضأ أو يحسن صلاته، ثم سكت عنه، فقال: " إنه كان مسبلا
فلما رفعه سكت عنه ". قلت: عزاه المزي إلى النسائي ولم أجده في الصغرى.
5 - باب فيمن أسبل إزاره فخسف به:
(549) حدثنا عاصم بن علي، ثنا أبي علي بن عاصم، عن عطاء بن السائب، عن
أبيه، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " أن رجلا في الجاهلية مر يتبختر
عليه حلة له مسبلها، فأمر الله الأرض فأخذته، فهو يترجرج فيها إلى يوم القيامة ".
6 - باب لبس الأصفر:
174

(550) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، شريح بن يزيد الحضرمي، عن عمران
ابن بشر الحضرمي قال: رأيت عبد الله بن بشر المازني - صاحب رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - وعليه عمامة صفراء أو رداء أصفر.
7 - باب ما جعل في النعل:
(551) حدثنا أشهل، ثنا ابن عون، قال: أتيت حذاء بالمدينة فقلت: احذ نعلي،
فقال: إن شئت حذوتها هكذا وإن شئت حذوتها كما رأيت نعل النبي - صلى الله عليه وسلم - قلت:
وأين رأيت نعل النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: رأيتها في بيت فاطمة. قال: حسبته قال
في بيت فاطمة بنت عبيد الله بن عباس، قال: احذها كما رأيت نعل النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: فحذاها لها قبالان، قال: فقدمت وقد اتخذها محمد بن سيرين.
(552) حدثنا أشهل، ثنا زياد أبو عمرو، قال: دخلنا على شيخ يقال له مهاجر، قال:
وعلي قبالان، قال: وقد كنت تركته لشهرته فقال: ما هذا؟ فقلت: أردت تركه
لشهرته فقال: لا تتركه فإن نعل النبي - صلى الله عليه وسلم - كانت هكذا.
8 - باب النهي عن افتراش جلود السباع:
(553) حدثنا الخليل بن زكريا الشيباني، ثنا حبيب بن الشهيد، ثنا الحسن بن أبي
الحسن، عن سمرة بن جندب، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن تفترش مسوك
السباع.
9 - باب ما جاء في الجرس:
(554) حدثنا روح، ثنا ابن جريج، أخبرني عبد الكريم، أن مجاهدا أخبره أن مولى
لعائشة أخبره أنه كان يقود بها وأنها كانت إذا سمعت صوت الجرس أمامها قالت: قف
بي، فيقف حتى لا تسمعه، وإذا سمعته وراءها قالت: أسرع بي حتى لا أسمعه،
وقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن له تابعا من الجن ".
175

10 - باب ما جاء في الخضاب:
(555) حدثنا محمد بن بكار، ثنا محمد بن مسلم - مؤدب المهدي - ثنا محمد بن
عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " من غير البياض سوادا لم ينظر الله إليه يوم القيامة ".
(556) حدثنا أبو الوليد خلف بن الوليد الجوهري، ثنا عباد بن عباد، عن معمر،
عن الزهري، أن أبا بكر أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبيه يوم الفتح وهو أبيض الرأس
واللحية كأن رأسه ولحيته ثغامة بيضاء، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألا تركت
الشيخ حتى أكون أنا آتيه " ثم قال: " أخضبوه وجنبوه السواد ".
11 - باب الكحل:
(557) حدثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السيلحيني، ثنا سعيد بن زيد، عن عمرو
ابن خالد، عن محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، وعن
حبيب بن أبي ثابت، عن نافع، عن ابن عمر قال: انتظرت النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج
إلينا في رمضان فخرج من بيت أم سلمة وقد كحلته وملأت عيناه كحلا.
12 - باب في الخاتم:
(558) حدثنا محمد بن إسماعيل، عن حرام بن عثمان، عن أبي عتيق، عن جابر بن
عبد الله قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يلبس خاتمه في كفه اليمنى.
13 - باب ما جاء في الذهب والحرير:
(559) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن
القاسم، عن أبي أمامة، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر فلا يلبس حريرا ولا ذهبا ".
(560) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن زياد
176

ابن أنعم، عن عبد الله بن رافع، عن عبد الله بن عمرو قال: خرج رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه وذهب بيمينه وحرير بشماله فقال: " إلا إن هذين محرمان
على ذكور أمتي وحل لإناثهم ".
(561) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن زيد بن وهب،
عن أبي ذر قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطبنا إذ قام أعرابي فيه جفاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: يا رسول الله أكلنا الصع، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " غير ذلك أخوف عليكم
حين تصب عليكم الدنيا صبا، فياليت أمتي لا يتحلون الذهب " قال معاوية: الصع:
السنة.
14 - باب منه فيما نهى عنه من الذهب والحرير والتصاوير وغير ذلك:
(562) حدثنا زنجل بن عبد الله البلخي، ثنا إسماعيل بن عياش، عمن حدثه، عن
عمرو بن الأسود، قال: خطبنا معاوية فقال: ست نهاكم عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأنا أبلغكم ذلك عنه: التبرج، والتصاوير، والذهب، والحرير، والنياحة، والمغنية.
قال: فلما كان الغد خرج جواري معاوية ملطخات بالذهب والحرير، قال:
قلت: يا معاوية تنهانا عن الذهب والحرير؟ قال: إنها والله مالت بنا فملنا.
15 - باب تحلية السيف:
(563) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن خالد،
عن أبي أمامة قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يحلى السيف بالفضة. قال خالد:
أنت سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعته ممن لم يكذب أو يكذب
أو يكذبني.
16 - باب في وصل الشعر:
(564) حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني إبراهيم بن عقيل بن منبه، عن أبيه،
177

عن وهب بن منبه قال: سألت جابرا أقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الواصلة والموصولة
شيئا؟ قال: زجر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تصل المرأة شعرها شيئا.
17 - باب ما جاء في الخلوق للرجال:
(565) حدثنا زكريا بن عدي، ثنا عبد الله بن نمير، عن حريث بن سبع، عن مدرك
ابن عمارة، عن أبيه قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبايعه فقبض يده، فقال بعض
القوم: إنما يمنعه هذا الخلوق الذي في يدك، قال: فذهب فغسله ثم جاء فبايعه.
18 - باب في الريحان:
(566) حدثنا روح، ثنا حجاج الصواف، ثنا جناب الأسدي، عن أبي عثمان
النهدي، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا ناول أحدكم أخاه ريحانا فلا يرده فإنه
خرج من الجنة ".
19 - باب ما جاء في الأخذ من الشعر:
(567) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير قال: أتى رجل
من العجم المسجد وقد وفر شاربه وجز لحيته، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما
حملك على هذا؟ " قال: إن الله - عز وجل - أمرنا بهذا. فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله أمرني أن أوفر لحيتي وأحف شاربي ".
178

كتاب الحدود والديات
1 - باب فيمن أصاب حدا ثم مات:
(568) حدثنا يزيد قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، أن رجلا أتى عمر
ابن الخطاب قال: إن ابنة لي وأدت في الجاهلية، وإني استخرجتها فأسلمت، فأصابت
حدا، فعمدت إلى الشفرة فذبحت نفسها، فأدركتها وقد قطعت بعض أوداجها فداويتها
فبرأت، ثم أنها نسكت فأقبلت على القرآن فهي عطية إلي فأخبر من شأنها بالذي كان؟
فقال له عمر: تعمد إلى ستر ستره الله فتكشفه؟ لئن بلغني أنك ذكرت شيئا من
أمرها لأجعلنك نكالا لأهل الأمصار، بل أنكحها نكاح العفيفة المسلمة.
2 - باب حد السرقة وبلوغه الإمام:
(569) حدثنا أشهل، ثنا عمران بن حدير، عن الحسن، أن رجلا أتى
النبي - صلى الله عليه وسلم - برجل يقوده وقد سرق بردة، فأمر به أن تقطع يده، فقال الرجل:
يا رسول الله ما كنت أرى أن يبلغ بردي ما يقطع فيه يد رجل مسلم، قال: " فلولا
كان هذا قبل ".
3 - باب فيمن بدل دينه:
(570) حدثنا عبد الوهاب، أنبأ سعيد، عن مطر، عن الحسن، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من بدل دينه فاقتلوه ".
4 - باب فيمن سب النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(571) حدثنا إسحاق بن عيسى، ثنا هشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، أن ابن
عمر مر براهب، فقيل: إن هذا سب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: لو سمعته لضربت عنقه،
إنا لم نعطهم العهد على أن يسبوا نبينا - صلى الله عليه وسلم -.
179

(572) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا الأسود بن شيبان، ثنا أبو نوفل، عن
أبيه قال: كان لهب بن أبي لهب يسب النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم
سلط عليه كلبك " قال: فخرج يريد الشام في قافلة مع أصحابه، قال: فنزلوا منزلا،
قال: فقال: والله إني لأخاف دعوة محمد - صلى الله عليه وسلم - قالوا له: كلا، قال: فحفظوا
المتاع حوله وقعدوا يحرسونه، قال: فجاء السبع فانتزعه فذهب به.
5 - باب حد الزنا:
(573) حدثنا أبو غسان، ثنا إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن عبد الرحمن
ابن أبزى، عن أبي بكر - رضي الله عنه - قال: كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءه
ماعز بن مالك فاعترف بالزنا، فرده، ثم اعترف فرده، ثم جاء فاعترف فرده، فقلت له:
إنك إن اعترفت الرابعة رجمك، فجاء فاعترف الرابعة، فأرسل فسأل عنه فقيل إنا
لا نعلم إلا خيرا فرجمه.
(574) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن مساور بن عبيد قال: حدثني أبو برزة الأسلمي
قال: رجم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا منا يقال له ماعز بن مالك بالحرة.
6 - باب في ولد الزنا:
(575) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا معمر بن أبان، ثنا الزهري، أن عروة بن
الزبير أخبره عن عائشة قيل لها أن أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ولد الزنا شر
الثلاثة " فقالت عائشة ليس كذا قال، إنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقاتل رجلا شديد البأس، شديد العداوة،
فقيل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه ولد زنا، فقال: " ولد الزنا شر الثلاثة " يعني ذلك الرجل.
180

7 - باب ما جاء في اللواط:
(576) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، ثنا عامر الشعبي، عن النعمان
ابن بشير الأنصاري، قال: جاء جبريل - عليه السلام - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
" يا محمد نعم القوم أمتك لولا أن فيهم بقايا من عمل قوم لوط ".
(577) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعن ثلاث مرات: " ملعون ملعون ملعون
من عمل عمل قوم لوط ".
(578) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر
ابن عبد الله، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول على المنبر: " من عمل عمل
قوم لوط فاقتلوه ".
8 - باب ما جاء في التعزير:
(579) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر،
عن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يحل
لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد أكثر من عشرة أسياط إلا في حكم ".
(580) حدثنا هدبة، ثنا همام، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر، بن عكرمة،
أن عبد الله بن أبي بكر بن الحارث بن هشام حدثه وكان له غلمان في قرية من قرى
الروم فاقتتلوا فضرب كل واحد منهم ثلاثة أسياط، ثم قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " أن لا يضرب عشرة أسواط إلا في حد ".
181

9 - باب فيمن فعل ما ينقض العهد:
(581) حدثنا إسحاق بن عيسى، ثنا عمار بن زيد، عن مجالد، عن الشعبي،
عن سويد بن غفلة، أن رجلا من أهل الذمة نخس بامرأة من المسلمين خمارها، ثم
جابذها، فحال بينه وبينها عوف بن مالك وضربه، فأتى عمر فذكر ذلك له، فدعا
المرأة فسألها فصدقت عوفا فأمر به عمر فصلب، ثم قال عمر: أيها الناس اتقوا الله
في ذمة محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا تظلموهم فمن فعل مثل هذا فلا ذمة له.
10 - باب قتل الخطأ:
(582) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، عن الزهري،
قال: أخطأ المسلمون بأبي حذيفة يوم أحد فجعل يقول: أبي أبي، فلم يقوموا عنه
حتى قتلوه، فقال: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين فبلغت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فزاده عنده خيرا ووداه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من عنده.
(583) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن ابن أبي أنيسة، عن الزهري،
عن عروة قال نحوه إلا أنه قال: فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فودي.
(584) حدثنا عبد الوهاب، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المليح، أن حمل بن
النابغة كانت له امرأتان: مليكة وأم عفيف، فقذفت إحداهما الأخرى بحجر فأصابت قبلها
فماتت وألقت جنينا ميتا فرفع ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقضى أن الدية على قوم العاقلة
القاتلة، وفي الجنين عده عبدا أو أمة أو عيرين من الإبل أو مائة شاة، قال وليها أو
أبوها - شك سعيد - يا رسول الله، والله ما أكل ولا شرب ولا صاح فاستهل فمثل
ذلك يطل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لسنا من أساجيع الجاهلية في شئ ".
11 - باب فيمن قتل عبده:
(585) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا إسماعيل بن عياش، عن إسحاق بن عبد
الله بن أبي فروة، عن إبراهيم بن عبد الله بن جبير، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتى برجل قتل عبده متعمدا فجلده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مائة
ونفاه سنة، ومحا سهمه من المسلمين ولم يعده به.
182

12 - باب الديات:
(586) حدثنا يزيد، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي
قال في شبه العمد الضربة بالعصى والحجر الثقيل أثلاثا: ثلث جذاع، وثلث حقاق،
وثلث ثنية إلى بازل عامها. قال يزيد: لا أعلمه إلا قال خلفة.
(587) حدثنا محمد بن بكار، ثنا أبو معشر، ثنا صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن
السائب بن يزيد قال: كانت الدية على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعة أسنان: خمس وعشرون
حقة، وخمس وعشرون جذعة، وخمس وعشرون بنات لبون وخمس وعشرون بنات
مخاض، حتى كان عمر بن الخطاب ومصر الأمصار، قال: فقال عمر: ليس كل الناس
يجدون الإبل، قال: فقوموا الإبل أوقية فكانت أربعة آلاف، قال: ثم غلت الإبل، قال: فقال
عمر: قوموا الإبل أوقية ونصف أوقية، قال: فكانت ستة آلاف، قال: ثم غلت الإبل،
فقال عمر: قوموا الإبل قال: فقومت الإبل أوقيتين، فكانت ثمانية آلاف درهم. ثم غلت
الإبل فقال عمر: فقوموا الإبل، فقومت الإبل أوقتين، ونصف فكانت عشرة آلاف. ثم
غلت الإبل فقال عمر: قوموا الإبل، فقومت الإبل ثلاث أواق فكانت أثنى عشر ألفا،
قال: فجعل عمر إلى أهل الورق أثني عشر ألفا، وعلى أهل الذهب ألف دينار، وعلى أهل
الإبل مائة من الإبل، وعلى أهل الحلل مائة حلة فيه كل حلة خمسة دنانير، وعلى أهل الضأن
ألف ضائنة، وعلى أهل المعز ألفي ماعزة، وعلى أهل البقر مائتي بقرة.
أبي عثمان، عن أبي خداش، قال: كنا في غزاة فنزل الناس منزلا فقطعوا الطريق ومدوا
13 - باب ما جاء في العقل:
(588) حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا موسى بن شيبة، عن حارثة بن عبد الله
ابن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده قال: كنا في جاهليتنا وإنما نحمل من العقل
ما بلغ ثلث الدية ويؤخذ به حالا، فإن لم يؤخذ عندنا كان بمنزلة الدين نتجازى فلما
جاء الإسلام كان فيما سند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من المعاقل من قريش والأنصار ثلث
الدية.
183

14 - باب فيمن عض يد إنسان:
(589) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا همام، عن عطاء، عن يعلى بن أمية، عن أبيه
أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وعليه جبة. قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: وجاءه
رجل قد عض يد آخر فسقطت سنا الذي عض فأبطلها النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: أردت
أن تقضمها كما يقضم الفحل. قلت: وقد تقدمت بقية الحديث في الحج من هذه
الطريق، وقد رواه أبو داود عن يعلى نفسه من غير ذكر أبيه.
15 - باب فيما هو جبار:
(590) حدثنا أبو عمرو عثمان بن الهيثم المؤذن العبدي، ثنا عوف، عن الحسن قال:
بلغني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " العجماء جبار، والبئر جبار، والمعد جبار،
وفي الركاز الخمس ". قال عوف: وحدثني محمد - يعني ابن سيرين - عن أبي
هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " مثله ".
184

كتاب الإمارة
1 - باب ما جاء في الخلفاء: (591) حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا حشرج بن نباتة، حدثني سعيد بن
جمهان، عن سفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لما بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
المسجد وضع حجرا ثم قال: " ليضع أبو بكر حجره إلى جنب حجري "، ثم قال:
ليضع عمر حجره إلى جنب حجر أبي بكر، ثم قال: ليضع عثمان حجره إلى جنب
حجر عمر، ثم قال: هؤلاء الخلفاء من بعدي.
(592) حدثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا حشرج بن نباتة قال: وسمعت العوام بن
حوشب قال: فذكره أيضا.
(593) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عمرو
ابن ميمون قال: شهدت عمر بن الخطاب غداة طعن فكنت في الصف الثاني وما يمنعني
أن أكون في الصف الأول إلا هيبته، كان يستقبل الصف إذا أقيمت الصلاة فإن رأى
إنسانا متقدما أو متأخرا أصابه بالدرة، فذلك الذي منعني أن أكون في الصف الأول،
فكنت في الصف الثاني، فجاء عمر يريد الصلاة، فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة
ابن شعبة فناجاه عمر غير بعيد ثم تركه ثم طعنه، قال: فرأيت عمر مائلا بيده هكذا
يقول: دونكم الكلب قد قتلني وماج الناس، قال: فخرج ثلاثة عشر رجلا فمات
منهم ستة أو سبعة، وماج الناس بعضهم في بعض فشد عليه رجل من خلفه فاحتضنه،
قال قائل: الصلاة عباد الله قد طلعت الشمس، فتدافع الناس فدفعوا عبد الرحمن
ابن عوف فصلى بهم بأقصر سورتين في القرآن: (إذا جاء نصر الله) و (إنا
أعطيناك الكوثر) واحتمل فدخل عليه الناس، قال: يا عبد الله بن عباس أخرج فناد
في الناس أعن ملامتكم كان هذا؟ قالوا: معاذ الله ولا علمنا ولا أطلعنا. قال: ادعوا
لي بالطبيب، فدعي فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فضرب نبيذا
فخرج من بعض طعناته، فقال الناس: هذا صديد، فقال اسقوه لبنا، فشرب لبنا
185

فخرج من بعض طعناته، قال: ما أرى أن يمسي فما كنت فاعلا فافعل فقال: يا عبد
الله بن عمر ناولني الكتف فلو أراد الله أن يمضي ما فيها أمضاه، قال عبد الله: أنا
أكفيك محوها، فقال: لا والله لا يمحوها أحد غيري، قال: فمحاها عمر بيده وكان
فيها فريضة الجلد، قال: ادعوا لي عليا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف
وسعد، قال: فدعوا فلم يكلم أحدا من القوم إلا عليا وعثمان، فقال: يا علي إن
هؤلاء القوم لعلهم أن يعرفوا لك قرابتك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما أعطاك الله
من الفقه والعلم، فإن ولوك هذا الأمر فاتق الله فيه، ثم قال: يا عثمان إن هؤلاء القوم
لعلهم إن يعرفوا لك صهرك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشرفك فإن ولوك هذا الأمر
فاتق الله ولا تحملن بنى أبي معيط على رقاب الناس، يا صهيب صل بالناس ثلاثا فادخل
هؤلاء في بيت فإذا اجتمعوا على رجل فمن خالفهم فلتضربوا رأسه، قال: فلما خرجوا
قال: إن ولوها الأجلح سلك بهم الطريق، قال: فقال عبد الله بن عمر: ما يمنعك؟
قال: أكره أن أحملها حيا وميتا. قلت: في الصحيح طرف منه.
(594) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، أنبأ ليث بن سعد، عن عبيد الله بن عمر،
أن ابن شهاب حدثه عن المسور بن مخرمة قال: لما كانت الليلة التي في صبيحتها يفرغ
النفر الذين استخلفهم عمر بن الخطاب من الخلافة صليت العشاء ثم انصرفت إلى ستر
لي فنمت عليه فأيقظني من النوم صوت خالي عبد الرحمن بن عوف - رحمة الله عليه -
أبا مسور، قال: فخرجت مشتملا بثوبي، فقال: أنمت؟ قلت: نعم قد نمت، قال:
خذ عليك ثوبك ثم الحقني إلى المسجد ففعلت، قال: اذهب فادع لي الزبير وسعدا
أو أحدهما، قال: فانطلقت فدعوتهما، فلما انتهيت به إليه قال: أستأخر عنا قدر ما لا
تسمع كلامنا، قال: ففعلت فتناجيا شيئا يسيرا، ثم قال: ادع لي الآخر، فلما انتهيت
به إليه قال استأخر عنا قدر ما لا تسمع كلامنا، قال: فتناجيا شيئا يسيرا ثم نادي: يا مسور
اذهب فادع لي عليا فذلك حين ذهبت صلاة العشاء، قال: فجئت بعلي قال: أستأخر
عنا قدر ما لا تسمع كلامنا، قال: فلم يزالا يتكلمان من العشاء حتى كان السحر
ألا أني أسمع من نجيهما ما أظنى أنهما قد اقتتلا، فلما كان السحر ناداني وعلي عنده
فقال: اذهب فادع لي عثمان، ففعلت فتناجيا وأذن المؤذن بالصبح، قال: فتفرقوا
للوضوء وقد علم الناس أنها صبيحة الخلافة فاجتمعوا للصبح كما يجتمعون للجمعة،
فأمر عبد الرحمن النفر أن يجلسوا بين يدي المنبر، فلما أبصر الناس بعضهم بعضا
186

وطلعت الشمس قام عبد الرحمن إلى جنب المنبر فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله
ثم قال: يا أيها الناس قد علمتم الذي كان من وفاة أمير المؤمنين واستخلافه إيانا، أيها
النفر ورضا أصحابي أن ألي ذلك لهم فاختار رجلا منهم وهؤلاء بين أيديكم، ثم
استقبلهم رجلا رجلا، ثم قال: أي فلان عليك عهد الله وميثاقه لتسمعن ولتطيعن
لمن وليت ولترضين ولتسلمن فيقول نعم رافعا صوته يسمع الناس، حتى فرغ منهم
رجلا رجلا من عثمان وعلي والزبير وسعد، قال: أما طلحة فأتاه حميل برضاه، ثم
قال: لازال دائبا منذ ثلاث أسألكم عن هؤلاء النفر، ثم سألتهم عن أنفسهم فوجدتكم
أيها الناس وإياهم أجمعتم على عثمان قم يا عثمان، فلم يقل رجل من المهاجرين والأنصار
ولا وفود العرب ولا صالحي التابعين إنك لم تستشرنا ولم تستأمرنا، فرضوا وسلموا
فلبثوا ست سنين لا يعيبون شيئا، قال: كان طائفة منهم يفضلونه على عمر يقول العدل
مثل عمر واللين ألين من عمر.
(595) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن أسامة بن زيد، عن رجل منهم أنه كان
كلما دعا رجلا منهم تلك الليلة ذكر مناقبهم قال: إنك لها لأهل فإن أخطأتك فمن؟
قال: فيقول: إن أخطأتني فعثمان.
2 - باب ما جاء في العدل:
(596) حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، ثنا هشيم، عن زياد بن مخراق، عن رجل،
عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لعمل العادل في رعيته يوما واحدا أفضل
من عبادة العابد في أهله مائة عام - أو خمسين عاما " الشاك هشيم.
3 - باب فيمن كره الإمارة:
(597) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الحضرمي -
من أهل مصر - قال: سمعت زياد بن الحارث الصدائي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يحدث قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعته على الإسلام فأخبرت أنه بعث جيشا
إلى قومي فقلت: يا رسول الله أردد الجيش وأنا لك بإسلام قومي وطاعتهم، فقال
لي: " اذهب فارددهم " فقلت: يا رسول الله راحلتي قد كلت، فبعث رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - رجلا فردهم، قال الصدائي: وكتب إليهم كتابا فقدم وفدهم
187

بإسلامهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا أخا صداء إنك لمطاع في قومك "
فقلت: بل الله هداهم بك للإسلام، وقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفلا أؤمرك
عليهم؟ " فقلت: بلى يا رسول الله، فكتب لي كتابا فأمرني، فقلت: يا رسول الله
مر لي بشئ من صدقاتهم، فكتب لي كتابا آخر، قال الصدائي: وكان ذلك في بعض
أسفاره، فنزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم
ويقولون: يا رسول الله أخذنا بشئ كان بيننا وبين قومه في الجاهلية، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " أو فعل ذلك؟ " قالوا: نعم، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى
أصحابه وأنا فيهم فقال " لا خير في الإمارة لرجل مؤمن " قال الصدائي: فدخل قوله
في نفسي، ثم أتاه آخر فسأله فقال: يا رسول الله أعطني، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " من سأل الناس عن ظهر غنى فصداع في الرأس وداء في
البطن " فقال الرجل: أعطني من الصدقات، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله
لم يرض فيها بحكم نبي ولا غيره حتى حكم فيها فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من
تلك الأجزاء أعطيتك أو أعطيناك حقك " قال الصدائي: فدخل ذلك في نفسي أني
سألته وأنا غني، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتشى من أول الليل فلزمته وكنت قويا
وكان أصحابه ينقطعون عنه ويستأخرون حتى لم يبق معه أحد غيري، فلما كان أوان
الصبح أمرني فأذنت، فجعلت أقول: أقيم يا رسول الله؟ فينظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
إلى ناحية المشرق أول الفجر فيقول: " لا " حتى إذا طلع الفجر نزل رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فقضى حاجة ثم انصرف إلي وقد تلاحق أصحابه فقال: هل من ماء يا أخا
صداء؟ قلت: لا إلا شئ قليل لا يكفيك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " اجعله في إناء
ثم إئتني به " ففعلت، فوضع كفه في الإناء، قال: فرأيت بين كل إصبعين من أصابعه
عينا تفور، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا أخا صداء لولا أني أستحي من ربي
سقينا واستقينا فناد في أصحابي من له حاجة في الماء " فناديت فأخذ من أراد منهم
ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة، فأراد بلال أن يقيم فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أخا صداء أذن هو يقيم " قال الصدائي: فأقمت الصلاة،
فلما قضى رسول - صلى الله عليه وسلم - الصلاة أتيته بالكتابين فقلت: يا رسول الله اعفني من
هذين الكتابين، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " وما بدلك " فقلت: سمعتك يا رسول
الله تقول: " لا خير في الإمارة لرجل مؤمن " وأنا أؤمن بالله ورسوله، وسمعتك تقول
188

للسائل: " من سأل الناس عن ظهر عنى فهو صداع في الرأس وداء في البطن " وقد
سألتك وأنا غني، فقال نبي الله - صلى الله عليه وسلم -: " هو ذاك فإن شئت فاقبل وإن شئت
فدع " فقلت: أدع، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فدلني على رجل أؤمره
عليكم " فدللته على رجل من الوفد الذين قدموا عليه فأمره علينا، ثم قلنا، يا نبي
الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها، وإذا كان الصيف قل ماؤها
وتفرقنا على مياه حولنا وقد أسقمتنا وكل من حولنا عدو فأدعو الله لنا في بئرنا أن
يسعنا ماؤها فنجتمع عليها ولا نفترق فدعا بسبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن،
ثم قال: " اذهبوا بهذه الحصيات فإذا أتيتم البئر فألقوها واحدة واحدة واذكروا اسم
الله " قال الصدائي: ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد أن ننظر إلى قعرها - يعني البئر.
4 - باب فيمن ولي أمر عشرة من المسلمين:
(598) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يزيد بن أبي
مالك، وهو الكلاعي - عن أبي أمامة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من
رجل يلي إمرة عشرة من المسلمين فصاعدا إلا جاء يوم القيامة يده مغلولة إلى عنقه
فكه بره أو أوثقه إثمه، أولها ملامة وأوسطها ندامة وآخرها عذاب يوم القيامة ".
(599) حدثنا سعيد بن عامر، ثنا شعبة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى
ابن لقيط، عن رجل، عن سعد بن عبادة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " وما
من أمير عشرة إلا أتى الله يوم القيامة مغلولا لا يطلقه إلا العدل ".
5 - باب في البيعة:
(600) حدثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر، ثنا ثابت بن الحجاج، عن ابن
العفيف، قال: شهدت أبا بكر الصديق وهو يبايع بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تجتمع إليه العصابة فيقول لهم: تبايعوني على السمع والطاعة لله ولكتابه
ثم للأمير، فتعلقت سوطي وأنا يومئذ غلام محتلم أو نحوه، فلما خلا من عنده أتيته
فقلت: أبايعك على السمع والطاعة لله ولكتابه ثم للأمير، قال: فصعد في البصر
189

وصوب أريت أني أعجبته.
6 - باب فيما تجب الطاعة فيه:
(601) حدثنا يزيد بن هارون، أنبأ شعبة، عن قتادة، عن أبي مراية، عن
عمران بن حصين قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا طاعة لمخلوق في
معصية الله عز وجل ".
(602) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: ثنا سليمان، عن حميد،
عن عبد الله بن الصامت، قال: أراد زياد أن يبعث عمران بن حصين على خراسان
فأبى عليه فبعث الحكم عليها فانقاد لأمره، فقال عمران: ألا أحد يدعو لي الحكم؟
فانطلق الرسول فاستقبله الحكم، فجاء إلى عمران فقال له عمران: أسمعت
النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لا طاعة لأحد في معصية الله "؟ قال: نعم، قال: فلله
الحمد أو الحمد لله أو الله أكبر.
7 - باب لا يبايع لأحد حتى يجتمع الناس على أمير واحد.
(603) حدثنا داود بن نوح، ثنا حماد، ثنا بشر بن حرب، قال: كنا عند أبي سعيد
الخدري يوما فبينا نحن كذلك ما شعرت إذ دخل عبد الله بن عمر ورأيته متغيرا وهو
كئيب حزين وعليه أثر الغبار، فدعا له أبو سعيد بماء فتوضأ، فقال أبو سعيد: يا أبا
عبد الرحمن أتذكر يوم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من استطاع أن لا ينام يوما
ولا يصبح صبحا إلا وعليه إمام فليفعل "؟ قال: نعم، قال: فلعلك يا أبا سعيد بايعت
أميرين قبل أن يجتمع الناس على واحد؟ قال: قد كان ذلك، قد بايعت لهذا - يعني
ابن الزبير - وقد جاءني أهل الشام يقودونني بأسيافهم فبايعت حبيش بن دلجة، قال
ابن عمر: من هذا كنت أخشى أن نبايع لأمير ولم يجتمع الناس على واحد.
8 - باب فيمن خرج من الطاعة وقاتل إمامة:
(604) حدثنا داود بن المحبر، ثنا هشيم، عن العوام، عن عبد الله بن السائب، عن
190

أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الصلاة إلى الصلاة كفارة لما بينهما، والجمعة
إلى الجمعة التي قبلها كفارة لما بينهما، ورمضان إلى رمضان كفارة إلا من ثلاث:
الإشراك بالله - عز وجل - وترك السنة، ونكث الصفقة " قالوا: قد عرفنا الإشراك
بالله - عز وجل - فما ترك السنة ونكث الصفقة؟ قال: " ترك السنة الخروج من
الطاعة، ونكث الصفقة أن تبايع رجلا ثم تخرج عليه بالسيف تقاتله " قلت: في
الصحيح منه إلى قوله إلا من ثلاث.
9 - باب لزوم الجماعة:
(605) حدثنا روح، ثنا سعيد، عن قتادة، عن العلاء بن زياد، عن معاذ بن جبل،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم يأخذ الشاة
الشاذة والقاصية والناحية، وإياكم والشعاب وعليكم بالجماعة والعامة ".
(606) حدثنا أبو عمرو عبد الله بن عقيل، قال: سمعت جرير بن حازم يحدث عن
عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، قال: خطبنا عمر بن الخطاب بالجابية،
فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي فيكم اليوم، فقال: " أحسنوا إلى
أصحابي ثم الذين يلونهم، ثم يفشوا الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا
يسألها، وحتى يحلف الرجل على اليمين لا يسألها، فمن أراد بحبوحة الجنة فليلزم
الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو مع الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة فإن
الشيطان ثالثهما، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن " قلت: روى ابن ماجة
طرفا من أوله في الأحكام، وقد رواه النسائي في الكبرى.
10 - باب في أمراء العدل ومواساتهم لرعيتهم في العيش:
(607) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا عاصم، عن أبي عثمان، قال: كنت
مع عتبة بن فرقد بآذربيجان فبعث سحيما ورجلا آخر إلى عمر على ثلاث رواحل
191

وبعث بسفطين وجعل فيهما خبيصا وجعل عليهما أدما وجعل على الأدم لبودا فلما قدما
المدينة قيل: جاء سحيم مولى عتبة وآخر على ثلاث رواحل، فأذن لهما فدخلا،
فسألهما عمر أذهبا أم ورقا؟ قالا: لا. قال: فما جئتما به؟ قالا: طعام. قال:
طعام رجلين على ثلاث رواحل! هاتوا ما جئتم به فجئ بهما انكشف اللبود والأدم
ففتحا فنال بيده فيه فوجده لينا فقال: أكل المهاجرين يشبع من هذا؟ قالا: لا، ولكن
هذا شئ اختص به أمير المؤمنين، فقال: يا فلان هات الدواة اكتب من عبد الله عمر
أمير المؤمنين إلى عتبة بن فرقد ومن معه من المؤمنين والمسلمين، سلام عليكم أما بعد:
فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه ليس من كسبك ولا كسب أبيك ولا
من كسب أمك يا عتبة بن فرقد، فأعاد ثلاثا ثم قال: أما بعد فأشبع المسلمين المهاجرين
مما تشبع منه في بيتك فأعاد ثلاثا، وكتب: أن انتزوا وارتدوا وانتعلوا وارموا الأغراض
وألقوا الخفاف والسراويلات وعليكم بالمعدية، ونهى عن لبس الحرير وكتب أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عنه، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأصبعيه وجمع السبابة والوسطى،
وفي كتاب عمر واقطعوا الركب وانزوا على الجبل نزوا، فقال أبو عثمان: فلقد رأيت
الشيخ ينزو فيقع على بطنه وينزو فيقع على بطنه، ثم لقد رأيته بعد ذلك ينزو كما ينزو
الغلام. قلت: في الصحيح طرف منه.
11 - باب فيمن يحتجب عن حاجة الرعية:
(608) حدثنا خالد - يعني ابن القاسم - ثنا يحيى بن حمزة، ثنا يزيد بن أبي مريم،
قال: سمعت القاسم بن مخيمرة يقول: ثنا أبو مريم - صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: " من تولي من أمر المسلمين شيئا فاحتجب دون حاجتهم وفاقتهم، وفقرهم
احتجب الله عنه دون خلته وحاجته وفقره ".
12 - باب فيمن أكره أحدا على معصية:
(609) حدثنا يعلى، ثنا مبشر، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن محمد بن زياد،
192

عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اللهم من أمر أمتي بما لم يأمرها
به وأمرهم به فهو منه في حل ".
13 - باب ما جاء في الظلم:
(610) حدثنا عاصم بن علي، ثنا المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن
الحارث، عن أبي كثير الزبيدي، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " اتقوا الله وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ".
(611) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا عوف بن أبي جميلة، ثنا الحسن بن أبي الحسن،
عن عبد الله بن عمرو فذكر نحوه إلا أنه قال: " فإن الظلم هو الظلمات يوم
القيامة ".
14 - باب في إمارة السفهاء وبيع الحكم وكثرة الشرط وغير ذلك:
(612) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا شريك بن عبد الله، عن عثمان بن عمر، عن
زاذان أبي عمر، عن عليم قال: كنا جلوسا على سطح معنا رجل من أصحاب
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يزيد بن هارون: ولا أعلمه إلا قال: عبس الغفاري والناس
يخرجون في الطاعون فقال عبس: يا طاعون خذني - يقولها ثلاثا - فقال له عليم:
لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يتمنين أحدكم الموت فإنه عند انقطاع
عمله ولا يرد فيستعتب ". فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " بادروا
بالموت ستا: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفاف بالدم،
وقطيعة الرحم، ونشو يتخذون القرآن مزامير (....) فيقدمونه ليغنيهم وإن كان أقل
منهم فقها ".
15 - باب في ولاة السوء:
(613) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، ثنا مبارك بن حسان
193

السلمي، عن الحسن البصري، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" إن لكل شئ آفة تفسده، وإن آفة هذا الدين ولاة السوء ".
(614) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد، عن مروان بن سالم - من أهل قرقيسيا -
ثنا الأحوص بن حكيم، عن خالد بن معدان، عن عبادة بن الصامت، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يكون في أمتي رجلان: رجل يقال وهب. وهب الله له
الحكمة، ورجل يقال له غيلان هو أضر على أمتي من إبليس ".
(615) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن مكحول،
عن أبي عبيدة بن الجراح، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يزال أمر أمتي قائما
بالقسط حتى يكون أول من سلمه رجل من بني أمية يقال له يزيد ".
(616) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، قال:
حدثني من سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليرعفن جبار من
جبابرة بني أمية على منبري هذا " قال: فحدثني من رأى عمرو بن سعيد بن العاص
رعف على منبر النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى سال الدم على الدرج: درج المنبر.
16 - باب في الأمراء السفهاء ومن يعينهم على ظلمهم:
(617) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم: عن عبد
الرحمن بن سابط، عن جابر بن عبد الله، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لكعب بن عجرة:
" أعيذك بالله من إمارة السفهاء، إنه سيكون أمراء فمن دخل عليهم وأعانهم على
ظلمهم وصدقهم بكذبهم فليس مني ولست منه، ولا يرد علي الحوض، ومن لم يدخل
عليهم ولم يعنهم على ظلمهم ولم يصدقهم بكذبهم فأنا منه وهو مني وسيرد علي
الحوض، يا كعب والصلاة قربان - أو قال برهان، شك داود - والصدقة تطفئ
الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتق رقبته، وبائع نفسه
فموبق رقبته، يا كعب إنه لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت والنار أولى به ".
194

كتاب الجهاد
1 - باب في فضل الجهاد في سبيل الله - عز وجل -:
(618) حدثنا روح بن عبادة، ثنا حبيب بن شهاب العنبري، قال: سمعت أبي
يقول: أتيت ابن عباس أنا وصاحب لي فلقينا أبا هريرة عند باب ابن عباس فقال:
من أنتما؟ فأخبرناه، فقال: انطلقا إلى ناس على تمر وماء، قال: قلنا أكثر الله خيرك،
قلنا استأذن لنا علي ابن عباس، قال: فاستأذن لنا فسمعنا ابن عباس يحدث عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم تبوك فقال: " ما في الناس مثل
رجل أخذ عنان فرسه فيجاهد في سبيل الله ويجتنب شرور الناس، ومثل رجل بادي
في غنمه يقري ضيفه ويؤدي حقه " قال: فقالها؟ قال: قالها، قال قلت: أقالوا قال
قالها، فكبرت وحمدت الله وشكرت.
(619) حدثنا روح بن عبادة، ثنا شعبة، قال: سمعت الأزرق بن قيس، قال:
سمعت عسعس بن سلامة، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر ففقد رجلا من
أصحابه فأرسل في طلبه، فأتى به، قال: ذهبت إلى الجبل فرأيت عينا فأردت أن
أخلو بها واعتزل، قال: " فلا تفعل ولا يفعله أحد منكم لصبر ساعة في بعض مواطن
الإسلام خير من عبادة أربعين عاما خاليا ".
(620) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن الجريري، عن أبي المتوكل
الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: حثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجهاد فقال:
" إنما مثل مجاهدي أمتي كمثل جبريل وميكائيل وهما على رسائل الله - تبارك وتعالى -
وخزائنه ".
(621) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن نافع، عن ابن عمر، وعن
195

رجل عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من كبر
تكبيرة في سبيل الله كان له بها صخرة في ميزانه يوم القيامة أثقل من السماوات السبع
والأرضين السبع وما فيهن وما بينهما وما تحتهن، ومن قال في سبيل الله لا إله إلا
الله والله أكبر ورفع بها صوته كتب الله له بها رضوانه الأكبر، ومن كتب الله له
رضوانه جمع بينه وبين إبراهيم ومحمد في دار الجلال " قيل: يا رسول الله وما دار
الجلال؟ قال: " دار الله التي سمى بها نفسه فينظر إلى ذي الجلال والإكرام بكرة
ومساء كما ترون الشمس لا تشكون في رؤيتها، وله من الكرامة والنعيم كما قال الله
(للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال: (للذين أحسنوا) الذين قالوا لا إله إلا الله، و (الحسنى) الجنة، و (الزيادة) النظر إلى وجه الله - عز وجل - وقد
حرم ذلك على قاتل النفس المؤمنة، وعاق الوالدين وهم مني براء وأنا منهم برئ ".
2 - باب فيمن جهز غازيا أو خلفه في أهله بخير:
(622) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي
كثير، عن رجل، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من جهز غازيا
في سبيل الله فقد غزا، ومن خلف غازيا في أهله بخير فقد غزا ".
3 - باب فيمن شيع غازيا:
(623) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن محمد بن عجلان عن سلمان
الفارسي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " من شيع غزاة في سبيل الله حتى ينزلوا
أول منزل فيبيت معهم حتى يرتحلوا متوجهين في الجهاد، ويقبل هو حتى يأتي أهله
كان له أجر سبعين حجة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سوى ما يشركهم فيما كانوا فيه
من خير ".
(624) حدثنا داود بن المحبر، ثنا الحسن بن دينار، عن الحسن عن أبي ذر، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال نحوه إلا أنه قال: كأنما حج خمسا وعشرين حجة مع رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -.
196

4 - باب أي الجهاد أفضل:
(625) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأعمش، عن أبي
سفيان، عن جابر بن عبد الله، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: أي
الإسلام أفضل؟ قال: " من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
5 - باب الخدمة في سبيل الله:
(626) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن أبي عبد الله الشقري، عن
سلمان الفارسي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من خدم اثني عشر رجلا في سبيل الله -
عز وجل - خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ومن سقى رجلا في سبيل الله - عز
وجل - ورد حوض النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم القيامة وسبعين في شفاعته " قال: وكان
أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا سافروا اشترط أفضلهم الخدمة، ومن أخطأه ذلك اشترط
الأذان. قال: وفد قوم من غزوة على النبي - صلى الله عليه وسلم - فرأى منهم قوما قد أجهدتهم
العبادة فقال: " من كان يخدمهم "؟ فقال بعضهم: نحن يا رسول الله، فقال: " أنتم
أفضل منهم ".
6 - باب فضل الرباط في سبيل الله:
(627) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا ابن لهيعة، عن مشرح بن هامان،
قال: سمعت عقبة بن عامر يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " كل ميت
يختم على عمله إلا المرابط في سبيل الله فإنه يجرى له عمله حتى يبعث ".
(628) حدثنا أبو النضر، ثنا بكر بن خنيس، عن ليث، عن محمد بن المنكدر،
عن عبادة بن الصامت، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رباط يوم في سبيل الله
يعدل عبادة شهر أو سنة صيامها وقيامها، ومن مات مرابطا في سبيل الله أعاذه
الله من فتنة القبر وأجرى له أجر رباط ما دامت الدنيا ".
197

7 - باب فيمن أضر بالناس في الغزو:
(629) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، عن أسيد بن عبد
الرحمن، عن رجل من جهينة، عن رجل قال: غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزلنا
منزلا فيه ضيق فصف الناس فقطعوا الطريق فناد منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من
ضيق منزلا أو قطع طريقا فلا جهاد له ".
(630) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن رجل من أهل الشام، عن
أبي عثمان، عن أبي خداش، قال: كنا في غزاة فنزل الناس منزلا فقطعوا الطريق ومدوا
الحبال على الكلأ، فلما رأى ما صنعوا قال: سبحان الله لقد غزوت مع
النبي - صلى الله عليه وسلم - غزوات فسمعته يقول: " الناس شركاء في ثلاث: الماء والكلأ
والنار ".
8 - باب الشهداء ومراتبهم:
(631) حدثنا داود بن المحبر بن قحذم البصري، ثنا عباد بن كثير، عن يزيد
الرقاشي، وعن المغيرة بن حميد بن قيس، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " الشهداء ثلاثة: رجل خرج بنفسه وماله صابرا محتسبا لا يريد
أن يقتل ولا يقتل، فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها، ويجار من عذاب القبر
ويؤمن من الفزع الأكبر، ويزوج من الحور العين، وتحل عليه حلة الكرامة، ويوضع
على رأسه تاج الخلد. والثاني: رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ولا
يقتل فإن مات أو قتل كانت ركبته بركبة إبراهيم خليل الرحمن - صلى الله عليه وسلم - بين يدي
الله في مقعد صدق. والثالث: رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ويقتل
فإن مات أو قتل جاء يوم القيامة شاهرا سيفه واضعه على عاتقه والناس جاثون على
الركب يقول: أفرجوا لنا فإنا قد بذلنا دماءنا لله عز وجل، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: فوالذي نفسي بيده لو قال ذلك لإبراهيم - صلى الله عليه وسلم - أو لنبي من
الأنبياء لتنحى لهم عن الطريق لما يرى من حقهم فلا يسأل الله شيئا إلا أعطاه ولا
يشفع في أحد إلا شفع فيه، ويعطى في الجنة ما أحب، ولا يفضله في الجنة منزل
نبي ولا غيره، وله في جنة الفردوس ألف ألف مدينة من فضة، وألف ألف مدينة
198

من ذهب، وألف ألف مدينة من لؤلؤ، وألف ألف مدينة من ياقوت، وألف ألف
مدينة من در، وألف ألف مدينة من زبرجد، وألف ألف مدينة من نور يتلألأ نورا،
في كل مدينة من هذه المدائن ألف ألف قصر، وفي كل قصر ألف ألف بيت، في
كل بيت ألف ألف سرير من غير جوهر البيت طوله مسيرة ألف عام وعرضه مسيرة
ألف عام، وعرضه في السماء مسيرة خمسمائة عام، عليه زوجة قد برز كمها من
جانبي السرير عشرين ميلا من كل زاوية وهي أربع زوايا، وأشفار عينها كجناح
النسر أو كقواديم النسور، وحاجباها كالهلال عليها ثياب نبتت في جنات عدن، سقياها
من تسنيم وزهرتها تختطف الأبصار من دونها - قال: وقال الحسن: لو برزت لأهل
الدنيا لم يرها من نبي مرسل ولا ملك مقرب إلا افتتن بحسنها، بين يدي كل امرأة
منهن مائة ألف جارية بكر خدم سوق خدم زوجها، وبين كل سرير كرسي من
غير، جوهر السرير طوله مائة ألف ذراع، على كل سرير مائة ألف فراش غلظ كل
فراش كما بين السماء والأرض وما بينهن مسيرة خمسمائة عام يدخلون الجنة قبل
الصديقين والمؤمنين بخمسمائة عام يفتضون العذارى، وإذا دنا من السرير تضامت له
الفرش حتى يركبها فيعلوا منها حيث شاء فيتكئ تكأة واحدة مع الحور العين سبعين
سنة فتناديه أبهى منها وأجمل يا عبد الله أمالنا منك دولة فيلتفت إليها فيقول: من
أنت؟ فتقول: أنا من الذين قال الله - تبارك وتعالى -: (ولدينا مزيد) ثم تناديه
أبهى منها وأجمل من غرفة أخرى: يا عبد الله أمالك فينا من حاجة؟ فيقول: ما علمت
مكانك فتقول أو ما علمت أن الله - تبارك وتعالى - قال: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم
من قرة أعين) فيقول: بلى وربي. " قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فلعله
يشتغل عنها بعد ذلك أربعين عاما ما يشغله عنها إلا ما هو فيه من النعمة واللذة،
فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر قراقير من در في نهر من نور مجاذيبهم
قضبان اللؤلؤ والياقوت والمرجان، ترفعهم ريح تسمى الزهراء في موج كالجبال إنما
هي نور يتلألأ، تلك الأمواج أهون في أعينهم وأحلى عندهم من الشراب البارد في
الزجاجة البيضاء عند أهل الدنيا في اليوم الصايف قدماؤهم الذين كانوا في بحر
أصحابهم الذين كانوا في الدنيا، تقدم قراقيرهم بين يدي أصحابهم ألف ألف سنة
وخمسمائة ألف سنة وخمسين ألف سنة وميمنهم وخلفهم على النصف من قرب أولئك
من أصحابهم، وميسرهم مثل ذلك، وساقيهم الذين كانوا خلفهم في تلك القراقير
من در، فبينما هم كذلك يسيرون في ذلك النهر إذ رفعتهم تلك الأمواج إلى كراسي
199

بين يدي عرش رب العزة، قال: فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم الملائكة يضفون
على خدم أهل الجنة حسنا وجمالا وبهاء ونورا كما يضفون هم على سائر أهل الجنة
لمنازلهم عند الله - تبارك وتعالى - قال: فيهم أحدهم أن يخر لبعض خدامهم من
الملائكة ساجدا فيقول: يا ولي الله إنما أنا خادم ونحن مائة ألف قهرمان في جنات
عدن، ومائة ألف قهرمان في جنات الفردوس، ومائة ألف قهرمان في جنات النعيم،
ومائة ألف قهرمان في جنات المأوى، ومائة ألف قهرمان في جنات الخلد ومائة ألف
قهرمان في جنات الجلال، ومائة ألف قهرمان في جنات السلام، كل قهرمان منهم
على مائة مدينة في كل مدينة مائة ألف قصر، في كل قصر مائة ألف بيت من ذهب
وفضة ودر وياقوت وزبرجد ولؤلؤ ونور، فيها أزواجه وسرره وخدامه، لو أن
أدناهم رجلا نزل به الثقلان الجن والإنس ومثلهم معهم ألف ألف مرة لوسعهم أدنى
قصر من قصوره ما شاء وأمن النزل واللباس والخدم والفاكهة والثمار والطعام
والشراب كل قصر منها مستغنى ما فيه من هذه الأشياء على قدر سعتهم جميعا لا
يحتاج إلى القصر الآخر في شئ من ذلك، وأن أدناهم منزلة الذي يدخل على الله
بكرة وعشيا فيأمر له بالكرامة كلها لم يستقل حتى ينظر إلى وجهه الجميل - تبارك
وتعالى - "، قال: وزعم المغيرة بن قيس أن قتادة وسعيد بن المسيب والضحاك بن
مزاحم وأبا الزبير عن جابر بن عبد الله والعزرمي عن علي بن أبي طالب أنهم حدثوا
بهذا الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: هذا الحديث وضعه داود بن المحبر وهو
كذاب.
(632) حدثنا داود بن المحبر، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبان بن أبي عباس، عن
أنس بن مالك، قال: ذكر عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الشهداء قال: " الذين إذا لقوا
العدو لم يلفتوا وجوههم حتى يقتلوا، أولئك الذين يتأبطون في الغرفات العلا من الجنة
ويضحك ربك إليهم، فإذا ضحك ربك إلى عبد في موطن فلا حساب عليه ".
(632) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد بن كثير، عن يحيى بن أبي كثير عن سلمان
الفارسي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله - عز وجل - يقبض أرواح شهداء
البحر بيده ولا يكلهم إلى ملك الموت، ومثل روحه حين يخرج من صدره كمثل
اللبن حين يدخل صدره ".
200

9 - باب جامع فيمن هو شهيد:
(633) حدثنا عفان، ثنا شعبة قال: أبو بكر بن حفص أخبرني قال: سمعت أبا
مصبح - أو ابن مصبح شك أبو بكر - عن ابن السمط، عن عبادة بن الصامت،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عاد عبد الله بن رواحة، قال: فما تجوز له عن فراشه،
قال: فقال: " هل تدرون من شهداء أمتي؟ " قالوا: قتل المسلم شهادة. قال:
" إن شهداء أمتي إذا لقليل، قتل المسلم شهادة، والبطن شهادة، والغرق شهادة،
والطاعون شهادة، والمرأة يقتلها ولدها جمعا شهادة ".
(634) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قتل دون ماله مظلوما فهو شهيد، ومن قتل دون
نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون جاره فهو شهيد،
وكل قتيل في جنب الله فهو شهيد ".
10 - باب في الدعاء إلى الإسلام:
(635) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن أبي خالد، عن شريح بن عبيد
قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه و سراياه قال لهم: " تألفوا الناس
ولا تغيروا على حي حتى تدعوهم إلى الإسلام، فوالذي نفس محمد بيده ما من
أهل بيت من وبر ولا مدر تأتوني بهم مسلمين أحب إلي من أن تأتوني بنسائهم
وأبنائهم وتقتلون رجالهم ".
(636) حدثنا محمد بن عمر، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي
العالية، عن أبي بن كعب، قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اللات والعزى بعثا فأغاروا
على حي من العرب فسبوا مقاتليهم وذريتهم، فقالوا: يا رسول الله أغاروا علينا بغير
دعاء، فسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أهل السرية فصدقوهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
" ردوهم إلى مأمنهم ثم أدعوهم ".
201

(637) حدثنا أبو عبيد، ثنا عباد بن العوام، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد
الله بن شداد قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل صاحب الروم: " من محمد
رسول الله إلى هرقل صاحب الروم إني أدعوك إلى الإسلام فإن أسلمت فلك ما
للمسلمين وعليك ما عليهم، فإن لم تدخل في الإسلام فأعط الجزية فإن الله - عز
وجل - يقول: (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله
ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم
صاغرون) (التوبة: 29) وإلا فلا تحل العلاجين وبين الإسلام أن يدخلوا فيه أو يعطوا
الجزية ".
(638) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن حميد الطويل، عن بكر بن
عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من يذهب بهذا الكتاب إلى قيصر
وله الجنة؟ " فقال رجل: وإن لم أقتل؟ قال: وإن لم تقتل ". فانطلق الرجل
فأتاه بالكتاب فقرأه فقال: " أذهب إلى نبيكم فأخبره أني معه ولكن لا أريد أن أدع
ملكي، وهب معه بدنانير هدية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرجع فأخبره فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " كذب ". وقسم الدنانير.
(639) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو، عن ربيعة
ابن عباد قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس إلى الإسلام بذي المجاز وخلفه
رجل أحول وهو يقول: يفتنكم عن دينكم ودين آبائكم. قال: فقلت لأبي وأنا
غلام: من هذا الأحول الذي يمشي خلفه؟ قال: هذا عمه أبو لهب.
11 - باب عرض الإسلام والدعاء إليه:
(640) حدثنا عبد الله بن بكر، ثنا حميد، عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لرجل
من بني النجار: " أسلم ". قال: أجدني كارها، قال: " أسلم وإن كنت كارها ".
(641) حدثنا داود بن المحبر، ثنا أبي قحذم، عن المسور بن عبد الله الباهلي،
عن بعض ولد الجارود، عن الجارود، أنه أخذ هذه النسخة من نسخة عهد العلاء
202

ابن الحضرمي الذي كتبه له النبي - صلى الله عليه وسلم - حين بعثه إلى البحرين: " بسم الله الرحمن
الرحيم هذا كتاب من محمد بن عبد الله النبي الأمي القرشي الهاشمي رسول الله ونبيه
إلى خلقه كافة للعلاء بن الحضرمي ومن معه من المسلمين عهدا عهده إليهم اتقوا
الله أيها المسلمون ما استطعتم فإني قد بعثت عليكم العلاء بن الحضرمي وأمرته أن
يتقي الله وحده لا شريك له وأن يلين لكم الجناح ويحسن فيكم السيرة بالحق ويحكم
بينكم وبين من لقي من الناس بما أنزل الله - عز وجل - في كتابه من العدل وأمر
لكم بطاعته إذا فعل ذلك وقسم فأقسط واسترحم فرحم فاسمعوا له وأطيعوا وأحسنوا
مؤازرته ومعاونته فإن لي عليكم من الحق طاعة وحقا عظيما لا يقدرون كل قدره
ولا يبلغ القول كنه حق عظمة الله وحق رسوله وكما أن لله ولرسوله على الناس عامة
وعليكم خاصة حقا واجبا بطاعته والوفاء بعهده ورضا الله عمن اعتصم بالطاعة وعظم
حق أهلها وحق ولاتها كذلك للمسلمين على ولاتهم حقا واجبا وطاعة فإن في الطاعة
دركا لكل خير تبتغي به ونجاة من كل شر يتقى وأنا أشهد الله على من وليته شيئا
من أمر المسلمين قليلا أو كثيرا لم يعدل فيهم فلا طاعة له وهو خليع مما وليته وقد
برئت للذين معه من المسلمين أيمانهم وعهدهم وذمتهم فليستخيروا الله عند ذلك ثم
ليستعملوا عليهم أفضلهم في أنفسهم ألا وإن أصابت العلاء بن الحضرمي مصيبة فخالد
ابن الوليد سيف الله خلف فيكم للعلاء بن الحضرمي فاسمعوا له وأطيعوا ما عرفتم
أنه على الحق حتى يخالف الحق إلى غيره فسيروا على بركة الله وعونه ونصر وعافيته
ورشده وتوفيقه فمن لقيتم من الناس فأدعوهم إلى كتاب الله المنزل وسنته وسنة رسوله
وإحلال ما أحل الله لهم في كتابه وتحريم ما حرم الله عليهم في كتابه، وأن يخلعوا
الأنداد ويتبرأوا من الشرك والكفر وأن يكفروا بعبادة الطاغوت واللات والعزى،
وأن يتركوا عبادة عيسى ابن مريم وعزيز بن حروة والملائكة والشمس والقمر
والنيران وكل شئ يتخذ ضدا من دون الله وأن تتولوا الله وأن تتبرأوا ممن
برئ الله ورسوله منه، فإذا فعلوا ذلك وأقروا به ودخلوا في الولاية فبينوا لهم عند
ذلك ما في كتاب الله الذي يدعوهم إليه وأنه كتاب الله المنزل مع الروح الأمين
على صفيه من العالمين محمد بن عبد الله ورسول الله ونبيه أرسله رحمة للعالمين عامة
الأبيض منهم والأسود والإنس والجن كتاب فيه نبأ كل شئ كان قبلكم وما هو
كائن بعد كم ليكون حاجزا بين الناس يحجز الله به بعضهم عن بعض وأعراض بعضهم
عن بعض وهو كتاب الله مهيمنا على الكتب مصدقا لما فيها من التوراة والإنجيل والزبور
203

يخبركم الله فيه بما كان قبلكم مما قد فاتكم دركه في آبائكم الأولين الذين أتتهم رسل
الله وأنبيائه كيف كان جوابهم لرسلهم وكيف كان تصديقهم بآيات الله وكيف كان
تكذيبهم بآيات الله فأخبر الله - عز وجل - في كتابه هذا أنسابهم وأعمالهم وأعمال
من هلك منهم بذنبه ليجتنبوا ذلك أن يعملوا بمثله كيلا يحق عليهم في كتاب الله من
عقاب الله وسخطه ونقمته مثل الذي حل عليهم من سوء أعمالهم وتهاونهم بأمر الله،
وأخبركم في كتابه هذا بأعمال من نجا ممن كان قبلكم لكي تعملوا بمثل أعمالهم...
لكم في كتابه هذا بيان ذلك كله رحمة منه لكم وشفقة من ربكم عليكم وهو هدى
من الضلالة وتبيان من العمى، وإقالة من العثرة ونجاة من الفتنة، ونور من الظلمة
وشفاء عند الأحداث، وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية، وبيان من اللبس وبيان
ما بين الدنيا والآخرة، فيه كمال دينكم، فإذا عرضتم هذا عليهم فأقروا لكم به
استكملوا الولاية فأعرضوا عليهم عند ذلك الإسلام، والإسلام الصلوات الخمس،
وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام رمضان، والغسل من الجنابة، والطهور قبل
الصلاة، وبر الوالدين، وصلة الرحم المسلمة، وحسن صحبة الوالدين المشركين،
فإذا فعلوا ذلك فقد أسلموا فادعوهم من بعد ذلك إلى الإيمان وانصبوا لهم شرائعه
ومعالمه ومعالم الإيمان شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده
ورسوله، وأن ما جاء به محمد الحق وأن ما سواه الباطل، والإيمان بالله وملائكته
وكتبه ورسله وأنبيائه واليوم الآخر، والإيمان بما بين يديه وما خلفه وبالتوراة والإنجيل
والزبور، والإيمان بالسيئات والحسنات، والجنة والنار، والموت والحياة، والإيمان
لله ولرسوله والمؤمنين كافة، فإذا فعلوا ذلك فأقروا به فهم مسلمون مؤمنون، ثم
تدلوهم بعد ذلك على الإحسان وعلموهم الإحسان أن يحسنوا فيما بينهم وبين الله
في أداء الأمانة وعهده الذي عهد إلى رسله وعهد رسله إلى خلقه وأئمة المؤمنين،
والتسليم وسلامة المسلمين من كل غائلة لسان أو يد وأن يبتغوا لبقية المسلمين كما
يبتغي المرء لنفسه والتصديق بمواعيد الرب ولقائه ومعاينته والوداع من الدنيا في كل
ساعة والمحاسبة للنفس عند استئناف كل يوم وليلة وتزود من الليل والنهار والتعاهد
لما فرض الله تأديته إليه في السر والعلانية، فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون
محسنون، وانصبوا أو انعتوا لهم الكبائر ودلوهم عليها وخوفوهم من الهلكة في الكبائر
وأن الكبائر هي الموبقات وأولاهن الشرك بالله (إن الله لا يغفر أن يشرك به) والسحر (وما
للساحر من خلاق " وقطيعة الرحم (لعنهم الله) والفرار من الزحف فقد (باؤوا بغضب من
204

الله) والغلول " يأتون بما غلوا يوم القيامة لا يقبل منهم " وقتل النفس المؤمنة (فجزاؤه جهنم)
وقذف المحصنة (لعنوا في الدنيا والآخرة) وأكل مال اليتم (يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون
سعيرا) وآكل الربا (فأذنوا بحرب من الله ورسوله) (البقرة: 279) فإذا انتهوا عن الكبائر فهم
مسلمون مؤمنون محسنون متقون، وقد استكملوا التقوى فادعوهم عند ذلك إلى العبادة،
والعبادة: الصيام والقيام والخشوع والركوع والسجود واليقين والإنابة والإخبات
والتهليل والتسبيح والتحميد والتكبير والصدقة بعد الزكاة والتواضع والتسكين
والسكون والموساة والدعاة والتضرع والإقرار بالمليكة لله والعبودية والاستقلال لما
كثر من العمل الصالح، فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون متقون عابدون وقد
استكملوا العبادة فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد وبينوه لهم ورغبوهم فيما رغبهم الله
من فضيلة الجهاد وثوابه عند الله فإن انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حتى تبايعوهم إلى
سنة الله وسنة رسوله عليكم عهد الله وذمته وسبع كفالات ". قال داود بن المحبر:
يقول الله كفيل على بالوفاء سبع مرات لا تنكثون أيديكم من بيعة ولا تنقضون أمر
وال من ولاة المسلمين، فإذا أقروا بهذا فبايعوهم واستغفروا الله لهم، فإذا خرجوا
يقاتلون في سبيل الله غضبا لله ونصرا لدينه فمن لقوا من الناس فليدعوهم إلى مثل
ما دعوا إليه من كتاب الله إجابته وإسلامه وإيمانه وإحسانه وتقواه وعبادته وهجرته
فمن اتبعهم فهو المستجيب المسكين المؤمن المحسن المتقي العابد المهاجر له مالكم
وعليه ما عليكم ومن أبى هذا عليكم فقاتلوهم حتى يفئ إلى أمر الله والفئ إلى دينه
ومن عاهدتم وأعطيتموه ذمة فوفوا له بها، ومن أسلم وأعطاكم الرضا فهو منكم وأنتم
منه ومن قاتلكم على هذا من بعد ما سميتموه له فاقتلوهم، ومن حاربكم فحاربوه، ومن
كأيدكم فكايدوه، ومن جمع لكم فاجمعوا له، أو غالكم فغيلوه، أو خادعكم فاخدعوه
من غير أن تعتدوا، أو ماكر كم فامكروا به، من غير أن تعتدوا سرا أو علانية فإنه من
ينتصر من بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل واعلموا أن الله معكم يراكم ويرى
أعمالكم ويعلم ما يصنعون كله فاتقوا الله وكونوا على حذر فإنما هذه أمانة ائتمنني
عليها ربي أبلغها عباده عذرا منه إليهم وحجة منه احتج بها على من بلغه هذا الكتاب
من الخلق جميعا فمن عمل بما فيه نجا، ومن اتبع ما فيه اهتدى، ومن خاصم به فلح،
ومن قاتل به نصر، ومن تركه ضل حتى يراجعه فتعلموا ما فيه وأسمعوه آذانكم وأوعوه
أجوافكم واستحفظوه قلوبكم فإنه نور للأبصار وربيع للقلوب وشفاء لما في الصدور
وكفى بهذا أمرا ومعتبرا وزاجرا وعظة وداعيا إلى الله ورسوله فهذا هو الخير الذي لا
205

شر فيه كتاب محمد بن عبد الله رسول الله ونبيه للعلاء بن الحضرمي حين بعثه إلى
البحرين يدعوا إلى الله ورسوله يأمره إلى ما فيه من حلال وينهاه عما فيه من حرام،
ويدل على ما فيه من رشد وينهاه عما فيه من غي كتاب أئتمن عليه نبي الله العلاء
ابن الحضرمي وخليفته خالد بن الوليد سيف الله وقد اعذر إليهما في الوصية مما في هذا
الكتاب إلى من معهما من المسلمين ولم يجعل لأحد منهم عذرا في إضاعة شئ منه
للولاية ولا المتولي عليهم فمن بلغه هذا الكتاب من الخلق جميعا فلا عذر له ولا حجة
ولا يعذر بجهالة شئ مما في هذا الكتاب، كتب هذا الكتاب لثلاث من ذي القعدة
ولأربع سنين مضت من ظهور نبي الله - صلى الله عليه وسلم - إلا شهرين، شهد الكتاب يوم كتبه
ابن أبي سفيان وعثمان بن عفان يمله عليه ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس المختار بن قيس
القرشي وأبو ذر الغفاري وحذيفة بن اليمان العبسي، وقصي بن أبي عمير والحميري
وشبيب بن أبي مرثد والغساني و المستنير بن أبي صعصعة الخزاعي وعوانة بن شماخ
الجهني وسعد بن مالك الأنصاري وسعد بن عبادة الأنصاري، وزيد بن عمرو والنقباء
من قريش ورجل من جهينة وأربعة من الأنصار حين دفعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى
العلاء الحضرمي وخالد بن الوليد سيف الله.
12 - باب فيمن هو بعيد من الإسلام:
(642) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن موسى بن أبي
عائشة، عن سليمان. قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبعد الناس من الإسلام
العباد الروم ".
13 - باب الغزو في الشهر الحرام:
(643) حدثنا يونس، ثنا ليث، عن أبي الزبير، عن جابر، أنه قال: لم يكن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يغزو في الشهر الحرام إلا أن يغزى أو يغزو فإذا حضر ذلك أقام بنا
حتى ينسلخ.
206

14 - باب فيمن نهي عن قتله:
(644) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن أبان، عن الحسن، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون
أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ". قال: وأسرع الناس في قتل الولدان يوم حنين
فغضب وقال: " نهيتكم عن قتل الولدان والكبير ". فقال رجل: بأبي أنت وأمي
يا رسول الله، وما علينا من قتل أولاد المشركين؟ قال: " وما تدرون ما كانوا
عاملين ". فذكر الحديث. قلت: في الصحيح منه: " كل مولود ". من غير تعرض
لقتل الأولدان والكبير.
(645) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا بشير بن المهاجر البجلي، عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزاة واستعمل خالد بن الوليد على
مقدمته، فرأى امرأة مقتولة فقال: " من قتل هذه؟ ". قالوا: قتلها خالد، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لرجل: " ألحق خالد بن الوليد فقل له لا يقتلن امرأة ولا صبيا
ولا عسيفا ". والعسيف الأجير التابع.
(646) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن سفيان، عن أبي فزارة، عن
عبد الرحمن بن أبي عمرة قال: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على امرأة مقتولة يوم حنين
فقال: " من قتل هذه؟ ". فقال رجل: أنا يا رسول الله أردفتها خلفي فأرادت قتلي
فقتلتها، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدفنها.
15 - باب ما جاء في الخيل:
(647) حدثنا الركين بن الربيع بن عميلة، عن أبي عمرو السيباني، عن رجل من
الأنصار، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الخيل ثلاثة: فرس يرتبطه الرجل في سبيل
الله فثمنه أجر وركوبه أجر وعاريته أجر وعلفه أجر. وفرس يخالق عليه الرجل
ويراهن فثمنه وزر وعلفه وزر وركوبه وزر، وفرس للبطنة فعسى أن يكون سدادا
207

من الفقر إن شاء الله "
(648) حدثنا أبو النضر، ثنا عبد الحميد بن بهرام، حدثني شهر، قال: حدثتني
أسماء بنت يزيد، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " الخيل في نواصيها الخير معقودا أبدا
إلى يوم القيامة فمن ربطها عدة في سبيل الله فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها
وأرواثها وأبوالها في موازينه يوم القيامة، ومن ربطها مرحا وفرحا ورياء وسمعة فإن
شبعها وجوعها وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها خسرانا في موازينه يوم القيامة ".
(649) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث بن سعيد، ثنا يونس بن عبيد،
عن عمرو بن سعيد، عن أبي زرعة، عن عمرو بن جرير، عن أبيه عن جرير قال: رأيت
النبي - صلى الله عليه وسلم - يمسح وجه فرسه بكمه.
(650) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، شريح بن يزيد، عن سعيد بن سنان،
عن ابن المليكي، عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: (وآخرين من
دونهم لا تعلمونهم) قال: هم الجن. قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الشيطان
لا يخبل واحدا في دار فيها فرس عتيق ".
(651) حدثنا محمد بن عمر، عبد الرحمن بن الفضل، عن أبيه، عن أبي
غطفان، قال: سمعت ابن عباس يقول: سهم الفرس العربي والعجمي سواء.
(652) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن سليمان، قال: سألت عكرمة فقال:
هما سواء.
(653) حدثنا محمد بن عمر، ثنا خالد بن إلياس، عن أبان بن صالح، عن عطاء
ابن يسار قال مثله.
(654) حدثنا محمد بن عمر، ثنا مالك، عن عبد الله أبي.... قال: سألت سعيد
ابن المسيب أفي البراذين صدقة؟ فقال سعيد: ليس في شئ من الخيل صدقة. قال
مالك: فقد جعل سعيد بن المسيب البرذون من الخيل، قال مالك وهما عندي سواء
208

في السهمين، قال أبو عبد الله وسألت الثوري عن ذلك قال: هما سواء.
(655) حدثنا محمد بن عمر، ثنا أفلح بن سعيد المزني، عن أبي بكر بن عبد الله
ابن أبي أحمد، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أسهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للفرس
سهمين ولصاحبه سهما.
(656) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن يحيى بن سهل بن أبي حثمة، عن أبيه،
عن جده، عن أبي حثمة أنه شهد خيبر مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسهم لفرسه سهمين
وله سهما.
(657) حدثنا محمد بن عمر، ثنا موسى بن يعقوب، عن عمته، عن أمها، عن
ضباعة بنت الزبير، عن المقداد بن عمرو، أنه ضرب له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم
بدر سهمين: لفرسه سهم وله سهم.
16 - باب ما جاء في الرمي:
(658) حدثنا زائدة، عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ثقيف: " قاتلوا أهل المنع فمن بلغ العدو سهم فله
درجة ". فقال رجل: يا رسول الله، ما الدرجة؟ قال: " الدرجة ما بين السماء
والأرض ".
17 - باب جهاد الأعمى:
(659) حدثنا يونس بن محمد، ثنا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، عن أنس
ابن مالك، قال: رأيت ابن أم مكتوم يوم القادسية وعليه درع وبيده راية.
18 - باب جهاد العبد:
(660) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن ابن جريج، أخبرني عبد الله
ابن أبي أمية، عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان في بعض
مغازيه فمر بأناس من مزينة فاتبعه عبد لامرأة منهم، فلما كان في بعض الطريق سلم
عليه فقال: أفلان؟ قال: " نعم "، قال: " ما شأنك؟ ". قال: أجاهد معك،
قال: " أذنت لك سيدتك؟ ". قال: لا، قال: " ارجع إليها فإن مثلك مثل عبد
209

مات لا يصلي إن مت قبل أن ترجع إليها واقرأ عليها السلام وأخبرها الخبر ". فرجع
إليها واقرأ عليها السلام وأخبرها الخبر، قالت: والله لهو أمرك أن تقرأ علي السلام؟
قال: نعم، قالت: ارجع فجاهد معه.
19 - باب فيمن حبسهم العذر عن الجهاد:
(661) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن حميد الطويل، عن أنس بن
مالك، قال: لما انصرف النبي - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك قال حين دنا من المدينة:
" إن بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم ". قالوا:
وهم اليوم بالمدينة؟ قال: " نعم حبسهم العذر ".
20 - باب الاستنصار بالضعفاء:
(662) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن ابن عيينة، أخبرني رجل من
أهل المدينة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لزيد بن حارثة أو لعمرو بن العاص: " إذا بعثت
سرية فلا تتنقاهم وأهبطهم فإن الله - عز وجل - ينصر القوم بأضعفهم ".
21 - باب ما يقول إذا لقي العدو:
(663) حدثنا أبو الحسن السكن بن نافع البصري إملاء، ثنا عمران بن حدير، عن
أبي مجلز لاحق بن حميد قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا لقي العدو قال: " اللهم
أنت عضدي وناصري، بك أجول وبك أصول وبك أقاتل ".
22 - باب نصب المنجنيق:
(664) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا موسى بن علي بن رباح، قال: سمعت
أبي يقول: لما صد عمرو بن العاص أهل الإسكندرية نصب عليهم المنجنيق.
23 - باب ما جاء في المثلة:
(665) حدثنا بشر بن عمر، ثنا عبد الله بن لهيعة، ثنا ابن أبي جعفر، عن مكحول
210

أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينهى جيوشه أن تمثل بأحد من الكفار.
24 - باب فيمن أسلم من عبيد المشركين:
(666) حدثنا يزيد بن هارون، أنبأ الحجاج بن أرطاة، عن أبي سعيد الأعشى،
قضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن العبد إذا جاء فأسلم ثم جاء مولاه فأسلم فمولاه أحق
به. قلت: هذا مرسل ضعيف وقد أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من خرج إليه من عبيد
أهل الطائف.
25 - باب ما جاء في السلب:
(667) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن يوسف، أنبأ ابن أبي سبرة، عن عمارة
ابن غزية، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا بكر كانا لا يخمسان
السلب.
(668) حدثنا شجاع بن مخلد، ثنا أبو معاوية، ثنا أبو مالك الأشجعي، عن ابن
لسمرة، عن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قتل فله السلب ".
26 - باب ما جاء في الجوار والنهي عن الغدر:
(669) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن أبي سعد، عن عمرو بن مرة،
عن أبي البختري عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ذمة المسلمين واحدة فإن
أجارت عليهم جارية فلا يحقروها فإن لكل غادر يوم القيامة (لواء) يعرف به ".
27 - باب الطعام يوجد في أرض العدو:
(670) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن أبي الفضل، عن العباس بن عبد
الرحمن الأشجعي، عن أبي سفيان، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يوم خيبر: " كلوا واعلفوا ولا تحملوا ".
211

28 - باب ما جاء في الغنيمة من الأموال وغيرها:
(671) حدثنا سعيد بن عامر، عن هشام، عن محمد بن سيرين أن زيادا استعمل
الحكم بن عمر الغفاري على خراسان ففتح الله عليه، فجاء كتاب زياد: أما بعد فإن
أمير المؤمنين كتب أن يصطفى له الصفراء والبيضاء، قال: فكتب إليه: جاءني كتابك
يذكر أن أمير المؤمنين كتب أن يصطفى له الصفراء والبيضاء وإني وجدت كتاب الله
قبل كتاب أمير المؤمنين، وأنه والله لو كانت السماوات والأرض على عبد ثم أتقى الله
لجعل له منها مخرجا والسلام عليك، ثم قال للناس أغدوا على فيئكم فقسمه بينهم.
(672) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عبد الله بن الوليد بن عبد الله بن مغفل المزني،
قال: حدثني عبد الملك بن أبي خيرة الأسدي، عن أبيه - وكان من أعلم الناس
بالسواد - قال: استقضى عمر بن الخطاب... فكتب إلى حذيفة بن اليمان بعشر
خصال، قال: فحفظت منه ستا ونسيت أربعا: لا تقطعن إلا ما كان لكسرى أو
لأهل بيته أو من قتل في المعركة أو دور البرد أو موضع السجون ومعيص الماء والإجام.
29 - باب ما جاء في الجزية:
(673) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن الحسن
ابن محمد بن علي بن أبي طالب قال: كتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مجوس هجر
يسألهم الإسلام، فمن أسلم قبل منه إسلامه، ومن أبى أخذت من الجزية غير ناكحي
نسائهم ولا آكلي ذبائحهم.
30 - باب استحباب الدخول مع الإمام:
(674) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن هشام الدستوائي والأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير أراه عن هلال بن أبي ميمونة، ثنا عطاء بن يسار، عن رفاعة
الجهني، قال: أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنا ببعض الطريق جعل رجال
يستأذنون النبي - صلى الله عليه وسلم - فيأذن لهم، فحمد الله وقال خيرا قال: " ما بال أقوام يكون شق
الشجرة التي تلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبغض إليهم مما سواه ". أو كما قال، فلم ير عند ذلك
من القوم إلا باكيا، فقال أبو بكر: إن الذي يستأذنك بعد هذا يا رسول الله لسفيه.
212

كتاب المغازي
1 - باب دعائه - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام:
(675) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عباد بن عباد، عن محمد بن عمرو، عن ربيعة
ابن عباد، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو الناس إلى الإسلام بذي المجاز وخلفه
رجل أحول وهو يقول: لا يفتنكم عن دينكم و دين آبائكم، قال: فقلت لأبي وأنا
غلام: من هذا الأحول الذي يمشي خلفه؟ قال: هذا عمه أبو لهب.
2 - باب ما جاء في الهجرة إلى المدينة وغيرها:
(676) حدثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن
الحسن، قال: ثنا سراقة بن مالك، قال: جعلت قريش في رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأبي بكر أربعين أوقية، فجاءني رجل فقال: إن الرجلين اللذين جعلت قريش فيهما
أربعين أوقية بمكان كذا وكذا، فأتيت فرسي وهو في الرعي فنفرت بها، ثم أخذت
رمحي فجعلت أجره خشية أن يشاركني فيه أهل الماء فأدركتهما، فقال أبو بكر:
هذا طالب يطلبنا، فالتفت فقال: " اللهم أكفناه بما شئت ". فوجلت فرسي وإني
لفي جدد من الأرض، فوقعت على حجر، فوجعت حتى ما أعبأ بالشر شيئا، ثم
قمت فقلت: أدعو الله أن يخلصني ويخلص وما على هذه أن لا تهيجه فدعا الله فخلص
فرسه فكنت أول النهار له طالبا وآخره له مسلحة، وقال: فإذا استقرينا بالمدينة فإن
شئت أن تأتينا فأتنا، فلما قدمت المدينة وكان قد بلغني أنه يريد أن يبعث إلى قومي
خالد بن الوليد، قال: فأتيته فقلت: أنشدك النعمة، قال: وما ذاك:؟ قلت: بلغني
أنك تريد أن تبعث إلى قومي جيشا، قلت: أريد أن توادعهم فإن أسلم قومك دخلوا
معهم وإلا لم يخش بصدور قومهم عليهم فأخذ بيد خالد فقال: اصنع ما أراد، فذهب
معه خالد فوادعهم إن أسلم قومهم دخلوا معهم ومن يوصل إليهم من الناس كانوا
على مثل عهدهم فأنزل الله - عز وجل -: (إلا الذين يصلون إلى قوم بينكم وبينهم
ميثاق) فكان من وصل إليهم كان على مثل عهدهم. قلت: عند البخاري بعضه.
213

(677) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب
قال: أقبل صهيب مهاجرا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فاتبعه نفر من قريش، ونزل عن راحلته
وانتثل ما في كنانته، ثم قال: يا معشر قريش لقد علمتم أني من أرماكم رجلا وأيم الله
لا تصلون حتى أرمي بكل سهم معي في كنانتي ثم أضرب بسيفي ما بقى في يدي
منه شئ، ثم افعلوا ما شئتم وإن شئتم دللتكم على مالي وقينتي بمكة وخليتم سبيلي،
قالوا: نعم ففعل، فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة قال: " ربح البيع أبا يحيى
ربح البيع أبا يحيى ". قال: ونزلت: (ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات
الله والله رؤوف بالعباد).
3 - باب دوام الهجرة:
(678) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن عثمان بن عطاء، عن أبيه،
عن ابن السعدي، قال: وفدت مع قومي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا من أحدثهم
سنا فقضوا حوائجهم وأنا في رحالهم أو ظهرهم، فقال: " هل بقى منكم أحد؟ ".
قالوا: نعم غلام في ظهرنا أو في رحالنا، فقال: " أرسلوا إليه أما إن حاجته من
خير حوائجكم ". فأرسلوا إلي فدخلت عليه فقال: " ما حاجتك؟ ". فقلت: حاجتي
أن تخبرني هل انقطعت الهجرة، فقال: " لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار ".
4 - باب الإقامة بالأرض بعد فتحها:
(679) حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا شعبة بن الحجاج، عن النعمان بن
سالم، عن رجل حدثه، عن حيدر بن مطعم، قال: قلت: يا رسول الله إن الناس
يزعمون أن ليس لنا في مقامنا أجر من أجل أنا بمكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" كذبوا أو لم تصدقوا أوليس كذلك لتأتينكم أجوركم ولو كان أحدكم في جحر
ثعلب ".
5 - باب غزوة بدر:
(680) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم بن بهدلة، عن زر
ابن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا يوم بدر ثلاثة على بعير فكان علي
214

ابن أبي طالب وأبو لبابة زميلي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان إذا كانت عقبة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قالا: يا رسول الله أركب نحن نمشي عنك، فقال: " ما أنتما بأقوى
مني ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما "..
(681) حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا عبد المهيمن بن عباس، قال: حدثني
أبي، عن أبيه أن أباه سعدا خرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بدر، فلما كان بالروحاء
توفي، فكتب وصيته في آخرة رحله وأوصى للنبي - صلى الله عليه وسلم - برحله وراحلته وثلاثة
أوسق من شعير فقبلهما، ثم ردها على ورثته وضرب له بسهمه.
(682) حدثنا يعقوب بن محمد، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب لجعفر بن أبي طالب بسهمه يوم بدر.
(683) حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن
الشعبي، قال: لما كان يوم بدر أتي بعقبة بن أبي معيط أسيرا، قال: فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " لأقتلنك ". قال: تقتلني من بين قريش؟ قال: نعم، ثم أقبل على
أصحابه فقال: " إنه آتاني وأنا ساجد فوطئ على عنقي فوالله ما رفعها حتى ظننت
أن عيني ستقعان وأتى بسلا جزور فألقاه على حتى جاءت فاطمة فأماطته عن
رأسي ". قال: ثم أمر به فقتل.
(684) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن
أبي عبيدة عن ابن مسعود، قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر فقلت: قتلت أبا
جهل، فقال: " الله الذي لا إله إلا هو؟ ". فقلت: الله الذي لا إله إلا هو، فقال:
" الله الذي لا إله إلا هو ". قلت: الله الذي لا إله إلا هو، قال: " الله أكبر الحمد
الله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده "، ثم قال: " انطلق
فأرنيه "، فانطلقنا فأتيناه، فقال: " هذا فرعون هذه الأمة ".
(685) حدثنا محمد بن عمر، أنبأ عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن إسحاق
ابن سالم، عن زيد بن علي، قال: كان شعار النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر يا منصور
أمت.
215

6 - باب ما جاء في غزوة أحد:
(686) حدثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا ابن أبي الزناد، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، قال: أخبرني الزبير أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت تشرف
على القتلى، قال: فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم فقال: " المرأة المرأة "، قال الزبير:
فتوسمت أنها أمي صفية فخرجت إليها، قال: فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة،
فقالت: إليك لا أرض لك، قال: فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم عليك، قال:
فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني
مقتله، قال: وإذا إلى جانب حمزة رجل من الأنصار قد فعل به كما فعل بحمزة فوجدنا
غضاضة وحياء أن نكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، قال: فقدرنا هما
فوجدنا أحد الثوبين أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما فكفنا كل واحد منهما في الثوب
الذي طار له.
(687) حدثنا محمد بن عمر، ثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، سمعه يخبر
عن أبيه قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد وعليه درعان، وقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " ليت أني غودرت مع أصحابي نحص الجبل ". يعني شهداء أحد.
7 - باب في غزوة الخندق وقريظة:
(688) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان،
قالت: ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الخندق، ثم قال:
بسم الله وبه بدينا ولو عبدنا غيره شقينا
حبذا ربا وحبذا دينا
(689) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن ابن عيينة، عن ابن طاوس،
عن أبيه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة
وألعن عضلا والقارة هم كلفونا ننقل الحجارة
(690) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، حدثني رجل من أنقور، عن عبد الله بن بريدة، عن عبد الله بن عمرو، قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالخندق على
216

المدينة فأتاه قوم فأخبروه أنهم وجدوا صفاة لم يستطيعوا أن ينقبوها، فقام رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - وقمنا معه، فأخذ المعول فضرب فلم أسمع ضربة من رجل كانت أكبر
صوتا منها، فقال: " الله أكبر فتحت فارس ". ثم ضرب أخرى مثلها فقال: " الله
أكبر فتحت الروم ". ثم ضرب أخرى مثلها فقال: " الله أكبر وجاء الله بحمير أعوانا
وأنصارا ".
(691) حدثنا محمد بن عمر، ثنا محمد بن صالح، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر
ابن سعد، عن أبيه قال: حكم سعد بن معاذ يومئذ أن يقتل من جرت عليه المواسي،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقد حكمت بحكم الله من فوق سبع سماوات ".
8 - باب ما جاء في شأن خيبر:
(692) حدثنا داود بن عمرو، ثنا أبو راشد المثنى بن زرعة، عن محمد بن إسحاق،
حدثني عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سهل أخو بني حارثة، عن جابر بن
عبد الله الأنصاري قال: خرج مرحب اليهودي من خصهم قد جمع سلاحه يرتجز وهو
يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب شاك السلاح بطل مجرب
أطعن أحيانا وحينا أضرب إذا الليوث أقبلت تحزب
كأن حماي الحمى لا يقرب
وهو يقول: هل من يبارز، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من لهذا؟ ". فقال محمد
ابن مسلمة: أنا يا رسول الله، أنا والله الثائر الموتور قتلوا أخي بالأمس قال: " قم
إليه اللهم "، قال: فلما دنا إليه دخلت بينهما شجرة عظيمة غمرته من شجر العشر
فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه كلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه منها حتى
برز كل واحد منهما لصاحبه وصارت بينهما كالرجل القائم، ثم حمل مرحب على محمد
فضربه فاتقاه بالدرقة فوقع سيفه فيها فعضت به فأمسكته وضربه محمد حتى قتله.
(693) حدثنا محمد بن عمر، ثنا خالد بن ربيعة، عن عطاء بن أبي مروان، عن
أبيه، قال: سمعت أم المطاع الأسلمية وكانت قد شهدت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خيبر
217

قالت: لقد رأيت أسلم حين شكوا ما شكوا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من شدة الحال وندب
النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس فتهيئوا فنهضوا، فرأيت أسلم أول من انتهى إلى الحصن فما غابت
الشمس ذلك اليوم حتى فتحه الله علينا وهو حصن الصعب بن معاذ بالنطاة.
(694) حدثنا داود بن عمرو، ثنا المثنى بن زرعة أبو راشد، عن محمد بن إسحاق،
حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي، عن أبيه، عن سلمة بن عمرو بن الأكوع،
قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر بن أبي قحافة الصديق برايته إلى بعض حصون
خيبر، فقاتل فرجع ولم يك فتحا وقد جهد، ثم بعث عمر بن الخطاب الغد فقاتل
ثم رجع ولم يك فتحا وقد جهد، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار ". قال سلمة: فدعا علي بن أبي
طالب وهو أرمد فتفل في عينيه ثم قال: " خذ هذه الراية فامض بها حتى يفتح الله
عليك ". قال: يقول سلمة: فخرج بها والله يهرول هرولة وإنا خلفه نتبع أثره حتى
ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن فقال:
من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب، قال: يقول اليهودي عليتم وما أنزل على موسى
أو كما قال، فما رجع حتى فتح الله - عز وجل - على يديه.
9 - باب غزوة الفتح:
(695) حدثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ حسين المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال يوم الفتح: " كفوا السلاح إلا خزاعة
عن بكر فقتلوهم إلى صلاة العصر ثم قال: كفوا السلاح ". فلما كان من الغد
لقي رجل من خزاعة رجلا من بكر بالمزدلفة فقتله فبلغ ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فقام
خطيبا فقال: " إن أغنى الناس على الله من علاء في الجنة أو قتل غير قاتله أو قتل
بدخول الجاهلية ". قلت: فذكر الحديث.
(696) حدثنا أبو سلمة، أنبأ مالك، عن الزهري، عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
دخل مكة وعليه المغفر، فلما قال، فقيل: يا رسول الله إن ابن خطل متعلق بأستار
الكعبة، فقال: " اقتلوه ". قال أبو سلمة: ابن خطل يقال له عبد الله بن خطل
218

كانت له جاريتان تغنيان (بهجاء) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
للناس كلهم الأمان إلا ابن خطل وقتيبة وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، ومقيس
ابن صبابة الليثي فإنه لم يجعل لهم الأمان فقتلوهم إلا إحدى الفتاتين فإنها أسلمت.
(697) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالا يوم فتح مكة فأذن على الكعبة.
(698) حدثنا معاوية، ثنا أبو إسحاق، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد قال:
جاء يعلى بن صفوان بن أمية بأبيه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد فتح مكة فقال:
يا رسول الله اجعل لأبي نصيبا في الهجرة فقال: " لا هجرة اليوم ". فأتى العباس فقال:
يا أبا الفضل ألست قد عرفت بلائي؟ قال: بلى، قال: وما ذاك؟ قال:
أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأبي ليبايعه على الهجرة فأبى، فقام العباس معه في قميص
ما عليه رداء فقال: يا رسول الله أتاك يعلى بأبيه لتبايعه فلم تفعل فقال: " إنه لا هجرة
اليوم ". قال: أقسمت عليك يا رسول الله لتبايعه، فمد رسول الله صلى الله عليه وسلم - يده
فقال: " قد أبررت عمي ولا هجرة ".
10 - باب غزوة حنين:
(699) حدثنا هدبة، ثنا حماد، ثنا يعلى بن عطاء، عن أبي همام عبد الله بن يسار،
عن أبو عبد الرحمن الفهري، قال: لما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنين قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - في يوم حار تحت شجرة، فلما زالت الشمس أتيت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله، حان الرحيل، قال:
فوثب كأن ظله ظل طائر فنادى بلالا فقال: لبيك وسعديك وأنا فداؤك، قال:
" أسرج لي الفرس ". فأخرج سرجا دفتاه من ليف ليس فيه أشر ولا بطر فصاحفناهم
عشيتنا وليلتنا فنشامت لخيلان فولى المسلمون كما قال الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" إلي أنا عبد الله ورسوله، يا معشر الأنصار أنا عبد الله ورسوله، يا معشر الأنصار
أنا عبد الله ورسوله ". وأخذ كفا من تراب فضرب به وجوه القوم فأخبرني من كان
أقرب إليه مني قال: " شاهت الوجوه ". فانهزموا. قال: فحدثني أبناؤهم عن آبائهم
219

قالوا: ما بقي منا إنسان إلا امتلأ فوه ووجهه وعيناه ترابا، وقالوا: سمعنا كهيئة المدية
في الطست الحديد. قلت: روى أبو داود إلى قوله ليس في أشر ولا بطر.
11 - باب قتال فارس والروم:
(700) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي
عمرو، عن ابن محيريز، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فارس نطحة أو نطحتان
ثم لا فارس بعدها أبدا، والروم ذات القرون كلما هلك قرن خلف مكانه قرن أهل
صخر وأهل بحر هيهات لا خير، اللهم هم أصحابكم ما كان في العيش خير ".
12 - باب في الخوارج أهل البغي وقتالهم:
(701) حدثنا روح بن عبادة، ثنا عثمان الشحام، ثنا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه،
أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - مر برجل ساجد وهو منطلق إلى الصلاة فقضى النبي - صلى الله عليه وسلم -
الصلاة ورجع وهو ساجد فقام النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: " من يقتل هذا؟ ". فقام رجل
فحسر عن يديه فاخترط سيفه وهزه فقال: يا نبي الله بأبي أنت وأمي كيف أقتل رجلا
ساجدا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" أما والذي نفسي بيده لو قتلتموه لكان أول فتنة وآخرها "..
(702) حدثنا روح بن عبادة، ثنا عثمان الشحام، ثنا مسلم بن أبي بكرة وسألته هل
سمعت في الخوارج من شئ؟ قال: سمعت والدي أبا بكرة يقول عن نبي
الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " سيخرج من أمتي أقوام أشداء أحداء ذلقة ألسنتهم بالقرآن
لا يجاوز إيمانهم تراقيهم، فإذا رأيتموهم فأنيموهم فالمأجور من قتلهم ".
(703) حدثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان، ثنا كوثر بن حكيم، عن نافع، عن
ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لابن أم عبد: " هل تعلم حكم الله فيمن
بغى من هذه الأمة؟ ". قال: الله ورسوله أعلم. قال: " فإن حكم الله فيمن بغى
من هذه الأمة أن لا يقبل أسيرهم ولا يجاز على جريحهم ولا يتبع مدبرهم ولا يقسم
فيهم هكذا حكم الله فيمن بغى من هذه الأمة ". وهم عندنا الخوارج.
220

(704) حدثنا خلف بن الوليد، ثنا أبو جعفر، عن أبي غالب، قال: كنت بدمشق
فجئ بسبعين رأسا من رؤوس الحرورية فنصبت على درج المسجد، فجاء أبو أمامة
صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل المسجد فصلى ركعتين ثم خرج فوقف عليهم
فجعل يهريق عبرته ساعة ثم قال: ما يصنع إبليس بأهل الإسلام ثلاث مرات، ثم قال:
كلاب جهنم ثلاث مرات، ثم قال: شر قتلى قتلت تحت ظل السماء ثلاث مرات،
ثم أقبل علي فقال: يا أبا غالب إنك ببلد أهويته كثيرة هولاته كثيرة، قلت: أجل،
قال: أعاذك الله منهم، قال: ولم تهريق عبرتك، قال: رحمة لهم إنهم كانوا من أهل
الإسلام، قال: أتقرأ سورة آل عمران؟ قلت: نعم قال: اقرأ هذه الآية (هو الذي
أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتب وأخر متشابهات) (آل عمران: 7) إلى
آخر الآية، قلت: هؤلاء كان في قلوبهم زيغ فزيغ بهم ثم قرأ: (يوم تبيض وجوه تسود وجوه
فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم) (آل عمران: 106) قال: فقلت: إنهم
هؤلاء؟ قال: نعم، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " تفرقت بنو إسرائيل على إحدى
وسبعين فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم ". فقال رجل إلى جنبي يا أبا أمامة
أما ترى ما يصنع السواد الأعظم؟ قال: عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم وإن تطيعوه
تهتدوا وما على الرسول إلا البلاغ المبين، قال: السمع والطاعة خير من المعصية والفرقة
يقضون لنا ثم يقتلوننا، قال: فقلت له: هذا الذي تحدث به شيئا سمعته من رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أو تقوله عن رأيك؟ قال: إني إذا لجرئ أن أحدثكم ولم أسمعه من
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرة أو مرتين حتى قالها سبعا، قلت: روى الترمذي وابن ماجة
بعضه.
(705) حدثنا داود بن عمرو، ثنا أبو شهاب عن عبد ربه بن نافع، عن عمرو بن قيس
الملائي، عن داود بن السليك، عن أبي غالب قال: كنت بالبصرة زمن عبد الملك
فجئ برؤوس الخوارج فذكر نحوه.
221

كتاب التفسير
1 - سورة آل عمران:
(706) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا إسرائيل، عن سماك عن عكرمة، عن ابن عباس
في قوله: (كنتم خير أمة أخرجت للناس) قال: هم الذين هاجروا من مكة
إلى المدينة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
2 - سورة النساء:
(707) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا الثوري، عن إسماعيل بن أبي خالد،
عن أبي بكر بن أبي زهير، عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - أنه قال: يا رسول
الله كيف الصلاح بعد هذه الآية: (من يعمل سوءا يجز به) ألسنا نجازي بما
كان منا من سوء، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يغفر الله لك يا أبا بكر ألست
تمرض؟ ألست تهتم؟ ألست تصيبك الآفة؟ ". قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" فذاك ما تجازى به ".
3 - سورة المائدة:
(708) حدثنا بشر بن عمر الزهراني، ثنا عثمان، عن قتادة، قال: ثم أنزل
الله بعد (وأن أحكم بينهم بما أنزل الله) قال قتادة ذكر لنا أنه لما نزلت (وأن
أحكم بينهم بما أنزل الله) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نحن اليوم نحكم على
اليهود والنصارى وعلى من سواهم من الأديان ".
(709) حدثنا يحيى بن عبد الحميد الجماثي، ثنا نصير بن زياد الطائي، عن صلة
الدهان، عن حامية بن رئاب، قال: سمعت سلمان وسئل عن قوله تعالى: (ذلك
222

بأن منهم قسيسين ورهبانا) قال: هم الرهبان الذين في الصوامع والخرب دعوهم
فيها، قال سلمان: وقرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ذلك بأن منهم قسيسين
ورهبانا) فأقرأني " ذلك بأن منهم صديقين ورهبانا ".
4 - سورة الأعراف:
(710) حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن أبي فروة، عن
عبد الله بن عمرو، قال: سمعت تبيع ابن امرأة كعب يقول في قوله - عز وجل -:
(فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) قال: يعني الأرض منها خلق - عز
وجل - آدم، وفيها يدفنون إذا ماتوا، ومنها يخرجون بمطر السماء أربعين ليلة فيخرج
الموتى من الأرض.
(711) حدثنا هوذة، ثنا أبو معشر، عن يحيى بن شبل، عن عمر بن عبد الرحمن
المدني، عن أبيه، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أصحاب الأعراف فقال:
" قوم قتلوا في سبيل الله وهم لآبائهم عاصون فمنعوا الجنة بمعصيتهم لآبائهم، ومنعوا
النار بقتلهم في سبيل الله ".
قال: و قال الكلبي: قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم فمنعوا الجنة والنار،
وسيدخلهم الله في رحمته. قال: ولا أدري ذكر قتلى أم لا.
(712) حدثنا محمد بن عمر، ثنا كثير بن عبد الله المزني، عن محمد بن عبد الرحمن،
عن عبد الله بن مالك الهلالي، عن أبيه قال قائل: يا رسول الله ما أصحاب الأعراف؟
قال: " قوم خرجوا في سبيل الله - عز وجل - بغير إذن آبائهم فاستشهدوا فمنعتهم
الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة ".
(713) حدثنا محمد بن عمر، ثنا إبراهيم بن جعفر، عن الزهري، عن سهيل
ابن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مثله.
5 - سورة هود:
(714) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن علي بن زيد، عن يوسف، عن ابن
223

عباس، أن رجلا أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني فبايعتني فأدخلتها الدولج فأصبت
منها كل شئ إلا النكاح، قال له عمر: لعلها لمغيب في سبيل الله، قال: نعم، قال:
فأتى أبا بكر فسأله فقال: لعلها لمغيب في سبيل الله، قال: أجل، قال: فأت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسأله فقال: " لعلها لمغيب في سبيل الله ".
قال: أجل، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل: (وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا
من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) فقال الرجل: إلى
خاصة يا رسول الله أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال: لا ولا نعمة عين بل للناس
عامة، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: " صدق عمر ".
6 - سورة يوسف:
والحديث الوارد فيها ضعيف جدا.
(715) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسرائيل، عن خصيف، عن عكرمة، عن ابن
عباس قال: عير يوسف ثلاث، قوله: (اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر
ربه) وقوله لإخوته: (إنكم لسارقون) (قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من
قبل) قال لا أعلمه أبو إسرائيل (ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب) فقال له جبريل:
" ولا حين هممت "، فقال: (وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما
رحم ربي). قلت: هذا إسناد لا يصح، فإن فيه خصيفا وهو ضعيف جدا، وهو
موقوف أيضا، ولا يلتفت إلى ما رواه خصيف ولا سيما فيما رواه في حق الأنبياء
وهم معصومون قبل البعثة وبعدها هذا هو الحق.
7 - سورة الرعد:
(716) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا همام، عن الكلبي في قوله - عز وجل -:
(يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) قال: يمحو ما يشاء من الأجل ويزيد
فيه ما يشاء. قال همام: قلت للكلبي: من حدثك به؟ قال: أخبرني أبو صالح عن
ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
224

8 - سورة طه:
(717) حدثنا أبو عبد الرحمن الأسود بن عامر شاذان، ثنا شريك، عن سالم، عن
سعيد بن جبير، عن ابن عباس في قوله (طه) أي طه يا رجل يوهي بالنبطية،
قال شاذان: ربما قال شريك طه يا رجل.
9 - سورة يس:
(718) حدثنا أبو عبد الله محمد بن بكار، ثنا هشيم، أنبأ حصين، عن أبي مالك
أن أبي بن خلف جاء بعظم حائل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففته بين يديه قال: فقال:
يا محمد أيبعث الله هذا بعد ما أرم؟ قال: " نعم يبعث الله هذا ثم يميتك ثم يحييك
ثم يدخلك نار جهنم ". قال: فنزلت الآيات التي في آخر سورة يس: (أولم ير
الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين) إلى آخر السورة.
10 - سورة الزخرف:
(719) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن أبي يحيى مولى ابن عفراء
الأنصاري قال: قال ابن عباس: قد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط
فما أدري علمها الناس فلم يسألوا عنها أو لم يفطنوا لها فيسألوا عنها، قال: فطفق
يحدثنا، فلما قام تلاومنا أن لا يكون سألناه، فقلت: أنا لها إذا راح غدا، فلما راح
الغد قلت: يا ابن عباس ذكرت أمس آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط فلا تدري
علمها الناس فلم يسألوا عنها أو لم يفطنوا لها، فقلت: أخبرني عنها وعن الآي قرأت
قبلها، قال: نعم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لقريش: " يا معشر قريش إنه ليس
أحد يعبد دون الله فيه خير ". وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم
وما تقول في أمة محمد، فقالوا: يا محمد ألست تزعم أن عيسى كان نبيا وعبدا من
عباد الله صالحا فإن كنت صادقا أن آلهتهم كما يقولون فأنزل الله - تبارك وتعالى -:
(ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) قال: قلت: ما يصدون؟
قال: يضجون وأنه لعلم للساعة، قال: خروج عيسى ابن مريم قبل يوم القيامة.
11 - سورة الواقعة:
225

(720) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا السري بن يحيى، ثنا شجاع، عن أبي ظيبة،
عن ابن مسعود قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قرأ سورة الواقعة في كل
ليلة لم تصبه فاقة أبدا ". فكان ابن مسعود يأمر بناته يقر أن بها كل ليلة.
12 - سورة الممتحنة:
(721) حدثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الربيع، عن الأغر بن الصباح، عن خليفة
ابن حصن، عن أبي نصر الأسدي، قال: سئل ابن عباس كيف كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يمتحن النساء؟ قال: كان إذا أتته المرأة لتسلم حلفها بالله ما خرجت
بغض زوجك، وبالله ما خرجت التماس دنيا، وبالله ما خرجت رغبة في أرض إلى
أرض، وبالله ما خرجت إلا حبا لله ورسوله. 13 - سورة " المنافقون ":
(722) حدثنا هوذة، ثنا عوف، قال: بلغني في قوله - عز وجل -: (إذا جاءك
المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله) حتى بلغ (قاتلهم الله أني يؤفكون) قال:
هو عبد الله بن أبي وكان يقول للنبي - صلى الله عليه وسلم - في وجهه: أشهد أنك رسول الله
وليس بمؤمن واتخذ أيمانه جنة دون دمه وكان أتم الناس من لدن قرنه إلى قدمه وأتيته لسابا وهو الذي
قال الله فيهم: (تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم) (يحسبون كل صيحة عليهم
هم العدو) يحسبون أن محمدا وأصحابه سيهلكون بها لا يوقنون أن الله مظهره وأصحابه على
الدين كله وأنه ممكن له في الأرض.
14 - سورة الإخلاص والمعوذتين:
(723) حدثنا عبد العزيز بن أبان، عن صالح بن حسان، قال سعيد بن المسيب:
عن أبي إياس، قال: كنت رديف النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: قل، فقلت: ما أقول؟
قال: (قل هو الله أحد) فقرأتها، ثم قال: قل، فقلت: ما أقول؟ قال: (قل
أعوذ برب الناس) فقرأتها، ثم قال لي: قل، قلت: ما أقول؟ قال: (قل أعوذ
226

برب الفلق) فقرأتها، ثم قال: " ما تعوذ المتعوذون بشئ أفضل منها ".
15 - باب أنزل القرآن على سبعة أحرف:
(724) حدثنا عاصم بن علي، ثنا إسماعيل بن جعفر، أخبرني يزيد بن خصيفة،
عن مسلم بن سعيد - مولى أبي الجهم، عن أبي الجهيم الأنصاري، أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن هذا القرآن نزل على سبعة أحرف فلا تماروا فيه فإن المراء
فيه كفر ".
(725) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري، أنبأ
يزيد خصيفة، عن بسر بن سعيد مولى الحضرمي، عن أبي جهيم الأنصاري أن
رجلين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تماريا في آية من القرآن كلاهما يزعم أنه
تلقاها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكلاهما ذكر لرسول الله أنه سمعها منه، فذكر أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فلا تماروا في
القرآن فإن مراء في القرآن كفر ".
(726) حدثنا هوذة، ثنا عوف، قال: بلغني أن عثمان قال على المنبر أذكر الله رجلا
سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن القرآن أنزل على سبعة أحرف كلهن شاف
كاف " إلا قام، فقاموا حتى لم يحصوا فشهدوا بذلك ثم قال عثمان: وأنا أشهد
معكم لأنا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذلك.
16 - باب تعلم القرآن وتعاهده:
(727) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا قباث بن رزين اللخمي، عن علي بن
رباح اللخمي، عن عقبة بن عامر الجهني، قال: كنا في المسجد نتعلم القرآن، فدخل
علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسلم علينا فرددنا عليه السلام، فقال: " تعلموا القرآن
واتقنوه ". قال: وأحسبه أنه قال: " وتغنوا به فوالذي نفسي بيده لهو أشد تفصيا
من المخاض في عقله ".
(728) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا حماد بن سلمة، عن سعيد الجريري، عن أبي
227

عبد الرحمن النهدي أن رجلا أصاب من مسلم خمسا وعشرين أوقية من ذهب فأتى
النبي - صلى الله عليه وسلم - ليدعوا له فأعرض عنه، ثم عاد فأعرض عنه، ثم عاد فأعرض عنه
وقال: " ما سف فلان أفضل مما سقفت تعلم خمس آيات ".
(729) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا داود أبو بحر، عن صهر له يقال له
مسلم بن مسلم، عن مورق العجلي، عن عبيد بن عمير الليثي قال: قال عبادة بن
الصامت، إذا قام أحدكم من الليل فليجهر بقراءته فإنه يطرد بجهر قراءته الشياطين وفساق
الجن، وأن الملائكة الذين في الهواء وسكان الدار يستمعون لقراءته ويصلون بصلاته،
فإذا مضت هذه الليلة أو مضت الليلة المستأنفة فتقول: نبهيه لساعته وكوني عليه
خفيفة، فإذا حضرته الوفاة جاءه القرآن موقوفا عند رأسه وهم يغسلونه، فإذا فرغ
منه دخل حتى صار بين صدره وكفنه، فإذا وضع في حفرته وجاء منكر ونكير خرج
القرآن حتى صار بينه وبينهما فيقولان له إليك عنا فإنا نريد أن نسأله فيقول: والله
ما أنا بمفارقه، قال أبو عبد الرحمن: وكان في كتاب معاوية بن حماد حتى أدخله
هذا الحرف فإن كنتما أمرتما فيه بشئ شأنكما، ثم ينظر إليه فيقول: هل تعرفني؟
فيقول: لا، فيقول: أنا القرآن الذي كنت أسهر ليلك وأظمأ نهارك وأمنعك شهوتك
وسمعك وبصرك فيجدني من الأخلاء خليل صدق، ومن الإخوان أخا صدق فأبشر
فما عليك بعد مسألة منكر ونكير من هم ولا حزن، ثم يخرجان عنه فيصعد القرآن
إلى ربه فيسأله فراشا ودثارا، قال: فيؤمر له بفراش ودثار وقنديل من الجنة وياسمين
من ياسمين الجنة فيحمله ألف ملك من مقربي السماء الدنيا، قال: فيسبقهم إليه القرآن
فيقول: هل استوحشت بعدي فإني لم أزل بربي الذي خرجت منه حتى أمر لك بفراش
ودثار ونور من نور الجنة، فيدخل عليه الملائكة فيحملونه ويفرشونه ذلك الفراش
ويضعون الدثار تحت قلبه والياسمين عند صدره، ثم يحملونه حتى يضعونه حتى شقه
الأيمن، ثم يصعدون عنه فيستلقى عليه فلا يزال ينظر إلى الملائكة حتى يلجوا في
السماء، ثم يرفع القرآن في ناحية القبر فيوسع عليه ما شاء الله أن يوسع من ذلك.
قال أبو عبد الرحمن: وكان في كتاب معاوية بن حماد: إلي فيوسع مسيرة
أربعمائة عام ثم يحمل الياسمين من عند صدره فيحمله عند أنفه فيشمه غضا إلى يوم
ينفخ في الصور، ثم يأتي أهله في كل يوم مرة أو مرتين فيأتيه بخبرهم فيدعو لهم بالخير
228

والإقبال فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك وإن كان عقبه عقب سوأتا الدار
غدوة وعشية فبكى عليه إلى يوم ينفخ في الصور أو كما قال.
(730) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن سعيد
ابن أبي سعيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يجئ القرآن يوم القيامة في أحسن
شارة وأحسن هيئة، قال: فيقول: يا رب هل أعطيت كل عامل أجر عمله فأين
أجر عملي؟ قال: فيكسى صاحب القرآن حلة الكرامة ويتوج تاج الملك فيقول:
يا رب قد كنت أرغب له ما هو أعظم من هذا، قال: فيعطى الخلد بيمينه والنعيم
بشماله، قال: فيقال له: أرضيت؟ فيقول: نعم أي رب ".
(731) حدثنا أحمد بن إسحاق، عن حماد بن سلمة، عن يونس، عن الحسن، أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " أفضل القرآن سورة البقرة وأعظم آية فيه آية
الكرسي ". قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قرأ في ليلة مائة آية لم يحاجه
القرآن، ومن قرأ بمائتين كتب له قنوت ليلة، ومن قرأ من المائة إلى الألف أصبح وله
قنطار، والقنطار دية أحدكم اثنا عشر ألفا، قال: وإن أصغر البيوت من الخير البيت
الذي لا يقرأ فيه القرآن، وإن الشيطان ليفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ".
17 - باب في أهل القرآن:
(732) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، ثنا عامر الشعبي، عن النعمان
ابن بشير، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن لله أهلين من الناس ". قالوا:
من هم يا رسول الله؟ قال: " هم أهل القرآن ".
(733) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا حماد بن سلمة، عن قتادة أن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: " إن من تعظيم اجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن وإمام
العدل ".
229

18 - باب النهي عن الجدال في بالقرآن:
(734) حدثنا أبو الوليد الجوهري، ثنا أبو جعفر، عن ليث بن أبي سليم، عن عمرو
ابن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: جلست من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مجلسا ما
جلست قبله ولا بعده أغبط عندي، قال: فخرج من وراء حجرته قوم يتجادلون
بالقرآن، قال: فخرج محمرة وجنتاه كأنما يقطران دما، قال: " يا قوم لا تجادلون
بالقرآن فإنما ضل من كان قبلكم بجدالهم، أن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن
نزل ليصدق بعضه بعضا فما كان من محكمه فاعملوا به وما كان من متشابهه فآمنوا
به ".
230

كتب التعبير
1 - باب فيما رآه النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(735) حدثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف، عن أبي رجاء العطاردي، ثنا سمرة بن
جندب، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما يقول لأصحابه: " هل رأى أحد
منكم ". قال: فنقص عليه ما شاء الله أن نقص، فقال لنا: " ذات غداة أنه
أتاني الليلة آت أو آتيان - شك هوذة - ابتعثاني فقالا لي انطلق انطلق فانطلقت معهما
وأتيا على رجل مضطجع وإذا آخر قائم عليه بصخرة وإذا هو يهوي بالصخرة إلى
رأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ههنا فيتبعه فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه
كما كان، ثم يعود إليه فيفعل كما فعل في المرة الأولى، قلت لهما: سبحان الله ما هذا؟
قال لي: انطلق انطلق فانطلقت فأتينا على رجل مستلق على قفاه وآخر قائم عليه
بكلوب من حديد وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيسوى وجهه إلى قفاه وعينه إلى
قفاه، ومنخره إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل مثل ذلك فما يفرغ
حتى يصبح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل به كما فعل به في المرة الأولى،
قلت: سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق فانطلقنا فأتينا على مثل بناء
السور، قال: حسبت أنه قال: فسمعنا فيه لغطا وأصواتا فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال
ونساء عراة وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا،
قال: قلت لهما: ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق، قال: فانطلقنا فأتينا على نهر -
حسبت أنه قال - أحمر مثل الدم وإذا في النهر رجل يسبح وإذا على شاطئ النهر
رجل قد جمع عليه حجارة كثيرة وإذا ذلك السابح يسبح ما سبح ثم يأتي ذلك الذي
قد جمع له الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجرا فيذهب فيسبح ما سبح ثم يرجع إليه
كلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجرا، قال: قلت: ما هذا؟ قالا لي: انطلق
انطلق، قال: فانطلقنا فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت رائي رجلا وإذا
هو عند نار يحشها ويسعى حولها، قال: قلت لهما: ما هذا؟ قال: قالا لي: انطلق
انطلق، فانطلقنا فأتينا على روضة معشبة فيها من كل نور الربيع وإذا بين ظهري
231

الروضة رجل طويل لا أكاد أن أرى رأسه طولا في السماء وإذا حول الرجل من
أكبر ولدان رأيتهم قط - وأحسبه قال - قلت لهما: ما هذا وما هؤلاء؟ قال:
قالا لي: انطلق انطلق: فانطلقنا فأتينا إلى درجة عظيمة لم أر قط درجة أعظم منها
ولا أحسن، قال: قالا لي: أرق فيها فارتقينا فانتهينا إلى مدينة مبنية بلبن من ذهب
ولبن من فضة، قال: فأتينا باب المدينة فاستفتحناها ففتح لنا فدخلناها فتلقانا رجال
شطر من خلفهم كأحسن ما أنت رائي وشطر كأقبح ما أنت رائي، قال: قالا لهم:
اذهبوا فقعوا في هذا النهر، قال: وإذا نهر معترض يجري كأن ماءه المحض بالبياض،
قال: فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا وقد ذهب السوء عنهم وصاروا في أحسن
صورة قال: قالا: هذه جنة عدن وهذا هو منزلك، قال: فبينما بصري صعدا فإذا
قصر مثل الربابة البيضاء، قال: قالا لي: هو ذا منزلك، فقلت لهما: بارك الله
فيكما ذراني فلأدخله، قالا لي: أما الآن فلا وأنت داخله، قلت لهما: إني قد
رأيت منذ الليلة عجبا فما هذا الذي رأيت؟ قال: قالا لي: أما إنا سنخبرك: أما
الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن وينام عن الصلاة
المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشرشر شدقه وعينه ومنخره إلى قفاه فإنه
رجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين
في مثل التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي يسبح في النهر ويلقم الحجارة
فإنه آكل الربا، وأما الرجل الذي عند النار كريه المرآة فإنه مالك خازن جهنم،
وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذين حوله فكل
مولود مات على الفطرة ". قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله وأولاد
المشركين؟ قال: وأولاد المشركين، قال: وأما القوم الذين كانوا شطرا حسنا وشطرا
قبيحا فإنهم قوم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا فتجاوز الله عنهم.
2 - باب فيمن رأى النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(736) حدثنا عثمان بن عمر، ثنا يونس، عن الزهري، عن ابن خزيمة، عن عمه،
أن خزيمة رأى فيما يرى النائم أنه سجد على جبهة النبي - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع له وقال:
" صدق رؤياك ". فسجد على جبهته.
232

3 - باب فيمن رأى أن رأسه قطع:
(737) حدثنا السكن بن نافع، ثنا عمران بن حدير، عن أبي مجلز، قال: جاء رجل
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إني رأيت في المنام أن رأسي قطع وأني جعلت أنظر
إليه، قال: فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: " بأي عين كنت تنظر إلى
رأسك؟ إذا قطع "؟ قال: فلم يلبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعد ذلك إلا قليلا حتى
توفي، قال: فأولوا قطع رأسه موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ونظره اتباعه سنته.
233

كتاب القدر
1 - باب إثبات القدر:
(738) حدثنا يونس بن محمد، ثنا حماد، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " بنحوه ". قلت: وهو هذا: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لقي آدم موسى فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد
لك ملائكته ونفخ فيك من روحه وفعلت ما فعلت فأخرجت ذريتك من الجنة؟
قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وكلامه وقربك نجيا وآتاك التوراة؟
فبكم تجد الذنب الذي عملت مكتوبا على قبل أن أعمله؟ قال: بأربعين سنة،
قال: فلم تلومني؟ ". فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " فحج آدم موسى ثلاثا ".
قال في رواية عن الحسن وقال بنحوه وهي مرسلة فقال: أنا أقدم أم الذكر؟
ثم ذكر بعد هذا بالسند الذي ذكرته عن أبي سعيد الخدري عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بمثله غير
أنه قال: " يا موسى أرأيت ما علم الله أنه يكون بد من أن يكون قال: فحج آدم موسى ".
2 - باب الإيمان بالقدر:
(739) حدثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن أبي حازم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر
خيره وشره ".
3 - باب قد علم أهل الجنة من أهل النار:
(740) حدثنا محمد بن عبد الله، ثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة (....) قال: " إن
الرجل ليعمل بعمل أهل النار وهو عند الله مكتوب من أهل الجنة، ويعمل بعمل
أهل الجنة وهو عند الله مكتوب من أهل النار ".
234

4 - باب النهي عن الكلام في القدر:
(741) حدثنا داود بن المحبر، ثنا أبو قحذم، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي
فأمسكوا ".
(742) حدثنا داود بن المحبر، ثنا صالح المري، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال مثله وزاد فيه: " وإذا ذكرت الأنواء فأمسكوا ".
(743) حدثنا داود بن المحبر، ثنا يحيى بن عثمان البصري، عن ابن أبي مليكة، عن
عائشة قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من تكلم في القدر بشئ سئل عنه يوم
القيامة ".
(744) حدثنا هوذة بن خليفة، ثنا سليمان التيمي، عن رجل من أهل الكوفة، عن
ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " كان بدء هلاك الأمم من قبل القدر،
وأنكم تبتلون أو ستبتلون بهم أيتها الأمة فإن لقيتموهم أو أدركتموهم فسلوهم أو
كونوا أنتم السائلين ولا تمكنوهم من المساءلة ".
(745) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حمزة النصيبي، عن عطاء بن أبي رباح، قال:
خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أصحابه وهم يتذاكرون القدر فقال: " أبهذا أمرتم
إنكم قد أخذتم في واديين لن تبلغوا غورهما وبهذا أهلك القرون قبلكم إياكم وإياكم ".
(746) حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، ثنا هارون أبو العلاء الأزدي،
عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " هلاك أمتي من
ثلاث: من القدرية، والعصبية، والرواية من غير ثقة ".
5 - باب الطير تجري بقدر:
235

(747) حدثنا عفان، ثنا حسان، ثنا سعيد بن مسروق، عن يوسف بن أبي بردة
ابن أبي موسى الأشعري، عن أبي بردة قال: أتيت عائشة فقلت: يا أمتاه حدثيني
شيئا سمعتيه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الطير
يجري بقدر ". وكان يعجبه الفأل الحسن.
6 - باب فيمن يكذب بالقدر:
(748) حدثنا يحيى بن عباد، ثنا بحر، عن أبي حازم، عن أبي هريرة أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما كان أصل زندقة قط إلا كان بدؤها تكذيبا بالقدر ".
(749) حدثنا داود بن المحبر، ثنا بكر بن عبد الله ابن أخت عبد العزيز بن أبي رواد،
عن عطية بن عطية، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن عمرو بن شعيب قال: إني لقاعد
عند سعيد بن المسيب. قال بعض القوم: يا أبا محمد إن رجالا يقولون قدر الله كل
شئ إلا الشر، قال: فوالله ما رأيت سعيدا غضب غضبا قط مثل غضب يومئذ حتى
هم بالقيام ثم قال: فعلوها ويحهم لو يعلمون، أما والله لقد سمعت فيهم حديثا كفاهم
به شرا، قال: قلت: وما ذاك يرحمك الله يا أبا محمد؟ قال: فنظر إلى وقد سكن
غضبه عنه وقال: حدثني رافع بن خديج قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" في أمتي أقوام يكفرون بالله وبالقدر وهم لا يشعرون كما كفرت اليهود
والنصارى ". قال: فقلت: جعلت فداك يا رسول الله يقولون ماذا؟ قال: " يؤمنون
ببعض القدر ويكفرون ببعض القدر ". قلت: جعلت فداك يا رسول الله يقولون
كيف؟ قال: " يقولون الخير من الله والشر من إبليس ". قال: " هم يقرون على
ذلك كتاب الله ويكفرون بالله وبالقرآن بعد الإيمان والمعرفة فماذا يلقى أمتي منهم
من العداوة والبغضاء والجدال أولئك زنادقة هذه الأمة وفي زمانهم يكون ظلم
السلطان فياله من ظلم وحيف وأثرة شعب الله طاعونا فيفني عامتهم ثم يكون المسخ
والخسف وقليل من ينجو منه المؤمن يومئذ قليل فرحه شديد غمه، ثم يكون المسخ يمسخ
الله عامة أولئك قردة وخنازير ". ثم بكى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى بكيت لبكائه،
236

فقيل: ما هذا البكاء يا رسول الله؟ قال: " رحمة لهم الأشقياء لأن فيهم المجتهد وفيهم
المتعبد مع أنهم ليسوا بأول من سبق إلى هذا القول وضاق به ذرعا إن عامة من
هلك من بني إسرائيل به هلك ". فقيل: يا رسول الله ما الإيمان بالقدر؟ قال:
" إن تؤمنوا بالله وحده وتعلموا أنه لا يملك معه أحد صبرا ولا نفعا وتؤمنوا
بالجنة والنار وتعلموا أن الله خلقهما قبل الخلق ثم خلق خلقه فجعل من شاء
منهم للجنة ومن شاء منهم للنار ".
7 - باب فيما يكذب به القدرية:
(750) حدثنا إسحاق بن عيسى، ثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن يوسف
ابن مهران، عن ابن عباس، قال: قال عمر بن الخطاب: أيها الناس إن الرجم حق
فلا تخدعن عنه وآية ذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجم ورجم أبو بكر، ورجمنا
بعدهما، وإنه سيكون أناس يكذبون بالرجم، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بطلوع
الشمس من مغربها، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم
يخرجون من النار بعدما امتحشوا.
8 - باب خواتيم الأعمال:
(751) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت ويونس وحميد في
أخرين، عن الحسن، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا عليكم أن لا تعجلوا بأحد
منكم حتى تنظروا ماذا يختم به عمله ". وكان الحسن يقول: " اللهم اجعل هذا
آخر أعمالنا خواتيمها واجعل ثوابها الجنة ". قال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" اللهم اجعل أخير أعمالنا ما يلي آجالنا واجعل خيار أيامنا يوم نلقاك ".
9 - باب ما جاء في الأطفال:
(752) حدثنا عصمة بن سليمان الخزاز، ثنا أبو عقيل المدني، عن ماشطة عائشة،
237

قالت: سمعت عائشة تقول: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أطفال المسلمين أين هم
يا رسول الله يوم القيامة؟ قال: " في الجنة يا عائشة ". قالت: فقلت: فأطفال
المشركين أين هم يا رسول الله يوم القيامة؟ قال: " في النار يا عائشة ". قالت: فقلت
له: فكيف ولم يبلغوا الحنث ولم تجر عليهم الأقلام؟ قال: " إن الله قد خلق ما
هم عاملون لئن شئت لأسمعنك تضاغيهم في النار ". قلت: لعائشة حديث في الصحيح
وغيره باختصار فيه: " لئن شئت لأسمعنك تضاغيهم في النار ". قلت: وقد تقدم
في الإيمان أن من مات على شئ بعث عليه ومثل القلب مثل ريشة.
238

كتاب الفتن - نعوذ بالله منها -
1 - باب اتباع سنن من خلا من الأمم:
(753) حدثنا سعيد بن عامر، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ستتبعون سنن من قبلكم باعا بباع وذراعا
بذراع، وشبرا بشبر حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتم معهم " قالوا: يا رسول الله
اليهود والنصارى؟ قال: " فمن "؟.
2 - باب فيما كان بين الصحابة - رضي الله عنهم -:
(754) حدثنا سعيد بن عامر، ثنا هشام بن حسان، قال: اجتمع رهط من أصحاب
النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم ابن مسعود وحذيفة وابن عمر وعمار بن ياسر، قال:
فذكروا فتنة فقال حذيفة: أما أنا فإن أدركتها علمت ما المخرج منها، قال ابن مسعود:
وأنا إن أدركتها علمت ما المخرج منها، قال: وقال سعد: أما أنا فإن أدركتها فوجدت
سيفا يقول هذا مؤمن فدعه وهذا كافر فاقتله قاتلت وإلا لم أقاتل، قال ابن عمر:
وأنا معك، قال عمار: أما أنا فإن أدركتها أخذت سيفي فوضعته على عاتقي ثم قصدت
نحو جمهورها الأعظم فضربت حتى يتفرق.
(755) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا عبد الملك بن قدامة، أخبرني عمر بن شعيب
أخو عمرو بن شعيب بالشام، عن أبيه عن جده، قال: كانت أم عبد الله بنت نبيه
ابن الحجاج تلطف برسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأتاها ذات يوم فقال: " كيف أنت يا أم
عبد الله؟ " قالت: بخير، فكيف أنت بأبي وأمي يا رسول الله؟ قال: " فكيف
عبد الله؟ " قالت: بخير - وعبد الله رجل ترك الدنيا فقال له أبوه يوم صفين أخرج
فقاتل، فقال: يا أبة كيف تأمرني أن أقاتل وكان في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما
قد سمعت، قال: نشدتك بالله أتعلم آخر ما كان من عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ
239

نبلك فوضعها في يدي فقال: أطع عمرو بن العاص فإني آمرك أن تقاتل، فخرج فقاتل
فلما وضعت الحرب أنشأ عمرو يقول:
شبت الحرب فأعددت لها مفرع الحارك مروي الثبج
يصل الشد بشد وإذا ونت الخيل من الشد معج
خر شع أعظمه جفرته فإذا ابتل من الماء حدج
وقال عمرو أيضا:
لو شهدت جمل مقامي ومشهدي بصفين يوم شاء فيها الذوائب
عشية جاء أهل العراق كأنهم سحاب ربيع رقعته الجنائب
وجئناهم تردى كأن صفوفنا من البحر مد موجه متراكب
إذا قلت قد ولوا سراعا بدت لنا كتائب منهم وإن حجبت كتائب
فدارت رحانا واستدارت رحاهم سراة النهار ما تولي المناكب
فقالوا لنا إنا نرى أن تبايعوا عليا، فقلنا: بل نرى أن يضارب
(756) حدثنا قراد أبو نوح، ثنا شعبة بن الحجاج، عن محمد بن عبيد الله عن عون
الثقفي، عن أبي الضحى، عن سليمان بن صرد الخزاعي، قال: جئت إلى الحسن
فقلت: أعذرني عند أمير المؤمنين حين لم أحضر الوقعة، فقال الحسن: ما يضيع بهذا
لقدر أئتني وهو يلوذ بي ويقول: يا حسن ليتني مت قبل هذا بعشرين سنة.
(757) حدثنا قراد، ثنا محمد، قال: قال علي يوم صفين: ليت أني مت قبل هذا
بثلاثين سنة.
(758) حدثنا قراد ثنا عبد الرحمن بن غزوان، ثنا فضيل بن مرزوق الحرشي، عن عطية،
عن عبد الرحمن بن عبد الله، قال: قال لي علي بن أبي طالب: يؤتى بي وبمعاوية
يوم القيامة فنختصم عند ذي العرش فأينا فلح فلح أصحابه.
(759) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - أنبأ أبو مالك الأشجعي، عن أبيه، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " بحسب أصحابي القتل ".
240

3 - باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
(760) حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن محمد
ابن مسلم، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: " إذا
رأيتم أمتي لا تقول للظالم أنت ظالم فقد تودع منهم ".
(761) حدثنا يزيد بن هارون، أنبأ حميد، عن أنس وسليمان التيمي، عن الحسن
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " انصر أخاك ظالما أو مظلوما " قالوا: يا رسول الله
هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما؟ قال: " تمنعه من الظلم ".
(762) حدثنا داود بن المحبر، ثنا محمد بن سعيد، ثنا أبان، عن أنس، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره نصره الله في الدنيا
والآخرة، وإن ترك نصرته وهو يقدر عليها خذله الله في الدنيا والآخرة ".
(763) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا شريك بن عبد الله، عن أبي إسحاق، عن المنذر
ابن جرير، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من قوم يكون بين
أظهرهم من يعمل بالمعاصي هم أعز منه وأمنع لا يغيروا عليه إلا أصابهم الله تعالى
منه بعذاب ".
(764) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا شريك فذكر نحوه إلا أنه قال: إلا عمهم الله
بعقاب.
(765) حدثنا داود - يعني ابن المحبر - ثنا حماد بن سلمة، عن يحيى بن سعيد،
عن شيخ حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر خسفا يكون بالمشرق فقيل: يا رسول
الله الخسف بأرض فيها المسلمون؟ قال: " نعم إذا كان أكثر عملهم الخبث ".
(766) حدثنا يزيد، أنبأ شريك بن عبد الله، عن جامع بن أبي راشد، عن منذر
الثوري، عن محمد بن علي، قال: حدثتني امرأة من الأنصار هي حية اليوم إن شئت
أدخلتك عليها، قلت: لا. حدثني، قالت: دخلت على أم سلمة فدخل عليها رسول
241

الله - صلى الله عليه وسلم - كأنه غضبان، فاستترت بكم درعي، فتكلم بكلام لم أفهمه فقلت:
يا أم المؤمنين كأني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو غضبان، فقالت: نعم أوما سمعت
ما قال؟ قلت: وما قال؟ قالت: قال: " إن السواد إذا أفشى في الأرض فلم يتناهى
عنه أرسل الله بأسه على أهل الأرض " قالت: قلت: يا رسول الله وفيهم الصالحون؟
قال: " نعم وفيهم الصالحون يصيبهم ما أصاب الناس ثم يقبضهم الله إلى مغفرته
ورضوانه " أو قال: " إلى رضوانه ومغفرته ".
(767) حدثنا يزيد، أنبأ شريك بن عبد الله عمن أخبره أن عليا قال: لتأمرن
بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا
يستجاب لهم.
4 - باب فيمن يأمر بالمعروف وينسى نفسه:
(768) حدثنا أبو النضر، ثنا محمد بن عبد الله، عن علي بن زيد، عن أنس بن
مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض ألسنتهم
وشفاههم بمقاريض من نار، فقلت: يا جبريل - أحسبه قال من هؤلاء؟ قال: هؤلاء
الخطباء من أمتك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا
يعقلون ". 5 - باب فيمن يأمر بالمعروف فلا يتبع:
(769) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا أبو الفضل المدني - شيخ كان بواسط - ثنا سعيد
ابن أبي سعيد المقبري قال: اتخذ مروان منبرا فأخرجه يوم العيد - وكان الإمام قبل
ذلك إنما يخطب على () - فخطب الناس، فجاء أبو سعيد وهو على المنبر
فقال: ما هذه البدعة يا مروان؟ فقال: أبا سعيد إنها ليست ببدعة إن الناس قد كثروا
فأردت أن أسمعهم موعظتي، فقال أبو سعيد: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" من رأى بدعة فليغيرها، فإن لم يستطع أن يغيرها في الناس فليغيرها في نفسه "،
وإني لا أستطيع أن أغيرها عليك ولكن والله لا أصلي اليوم خلفك ركعة وانصرف.
242

6 - باب فيمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في أيام الشدة:
(770) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا محمد بن عبيد الفزاري، ثنا عبيد الله
ابن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله بعثني رحمة للعالمين وأمرني أن أمحق المزامير والمعازف
والخمور والأوثان التي كانت في الجاهلية، وأقسم ربي بعزته لا يشرب الخمر (عبد من
عبيدي) إلا سقيته من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له، ولا يدعها عبد من عبيدي تحرجا عنها
إلا سقيته إياها من حظيرة القدس " وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن لكل شئ
إقبالا وإدبارا، وإن إقبال هذا الدين بما بعثني الله له حتى أن القبيلة لتفقه من أسرها
أو أخرها حتى ما يكون فيها إلا الفاسق أو الفاسقان مقهوران مغمومان ذليلان،
إن تكلما أو نطقا قمعا وقهرا واضطهدا ثم ذكر من إدبار هذا الدين أن تجفو القبيلة
كلها من عند أسرها حتى لا يبقى فيها إلا الفقيه أو الفقيهان مقهوران مغمومان ذليلان
إن نطقا أو تكلما قمعا وقهرا واضطهدا، وقيل أتطعنان علينا أتطعنان علينا حتى
يشرب الخمر في ناديهم ومجالسهم وأسواقهم وتنحل اسما غير اسمها حتى يلعن آخر
هذه الأمة أولها إلا علمهم حلت اللعنة ويقولون.... يأمر بهذا الشراب يشرب
الرجل ما بدا له ثم يكف عنه حتى تمر المرأة فيقوم إليها بعضهم فيرفع ذيلها فينكحها
وهم ينظرون كما يرفع بذنب النعجة وكما. أرفع ثوبي هذا " - ورفع رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبا عليه " من هذه السحولية فيقول القائل منهم لو غيبتموهما عن
الطريق فذاك فيهم يومئذ كأبي بكر وعمر فيكم اليوم فمن أدرك ذلك الزمان فأمر
فيه بالمعروف ونهى عن المنكر فله أجر خمسين ممن صحبني وآمن بي واتبعني
وصدقني ".
7 - باب فيمن يبقى في حثالة:
(771) حدثنا إسحاق، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن، أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال
لعبد الله بن عمرو: " كيف أنت إذا خلفت في حثالة الناس؟ " قال: وما يصنعون
أنت بأبي وأمي يا نبي الله ماذا؟ قال: " إذا مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا "
243

وشبك بين أصابعه، فأضيع بأبي أنت وأمي يا نبي الله ماذا؟ قال: " خذ ما عرفت
ودع ما أنكرت وعليك بخاصتك ودع عوامهم ".
(772) حدثنا إسحاق، حدثني جرير بن حازم، عن الحسن، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال مثله أو نحوه قال: إذا اختلفت والله أعناق القوم.
8 - باب ليس للمؤمن أن يذل نفسه:
(773) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا حبيب بن الشهيد، ثنا الحسن بن أبي الحسن،
قال: قام إليه رجل فقال: يا أبا سعيد الحجاج قد أخرج الصلاة يوم الجمعة حتى
كان قريبا من العصر، قال: فأقوم إليه فأمره بتقوى الله، قال له الحسن بأبي الحسن:
إنهم إذا يقتلوني، قال: فقال له الرجل: أليس قال الله - عز وجل -: (كانوا
لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون) قال الحسن: حدثني أبو بكرة
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " يتكلف من البلاء مالا يطيق ".
9 - باب شدة الزمان:
(774) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا مسعدة بن صدقة أبو الحسين، ثنا سفيان
الثوري، عن أبيه، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " سيأتي على الناس زمان تحل فيه العزبة ولا يسلم لذي دين دينه
إلا من فر بدينه من شاهق إلى شاهق أو من جحر إلى جحر كالطائر يفر بفراخه
وكالثعلب بأشباله " ثم قال: " البقاء في ذلك الزمان راع أقام الصلاة بعلم يقيم
الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويعتزل الناس إلا من خير، ولماه شاة عفراء أرعاها بسلع
أحب إلي من ملك بنى النضير وذلك إذا كان كذا وكذا ".
10 - باب النهي عن إخافة المسلم:
(775) حدثنا عبيد الله، عن موسى بن عبيدة، عن حمزة بن عبيد وبكر الثقفي قالا:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يصلح لمسلم أن يشير إلى أخيه ببصره يؤذيه أو بنظره
244

تؤذيه ".
11 - باب تعظيم دم المؤمن:
(776) حدثنا عاصم بن علي، ثنا عاصم بن محمد، ثنا واقد بن محمد، قال: سمعت
أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع: " ألا
أي شهر تعلمونه أعظم حرمة؟ " قالوا: شهرنا هذا. قال: " ألا أي بلد تعلمونه
أعظم حرمة؟ " قالوا: بلدنا هذا. قال: " ألا أي يوم تعلمونه أعظم حرمة؟ "
قالوا: يومنا هذا. قال: " فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة
يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت - ثلاثا - " كل ذلك
يجيبونه: ألا نعم، قال: " ويحكم أو ويلكم لا ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم
رقاب بعض ".
(777) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا خالد بن طهمان، عن عطية، عن أبي سعيد
الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بينا الناس ينتظرون الحساب إذ بعث
الله عين من النار تكلمهم تقول: أمرت بثلاثة: أمرت بمن ادعى مع الله إله آخر،
وأمرت بمن قتل نفسا بغير نفس، وأمرت بكل جبار عنيد، قال فتلتقطهم من الناس
كما يلقط الطير الحب ثم تسير بهم في نار جهنم ".
(778) حدثنا المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن يزيد بن يعقوب
المعافري، عن عبد الله بن يزيد المعافري، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله - عز وجل - أضن بدم عبده المؤمن من أحدكم يكنز
ماله حتى يقبضه على فراشه ".
12 - باب فيمن نجا من ثلاث:
(779) حدثنا يعقوب بن القاسم، ثنا الوليد، عن ليث بن سعد وابن لهيعة عن يزيد
ابن أبي حبيب، عن لقيط بن ربيعة، عن ابن حوالة الأزدي، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ثلاث من نجا منهن فقد نجا: موتي، والدجال، وقتل
خليفة مصطبر بالحق " قال: قلت لليث وابن لهيعة: من هذا الخليفة؟ قالا: عثمان.
245

13 - باب ما جاء في الكذابين الذين بين يدي الساعة:
(780) حدثنا عاصم بن علي، ثنا أبي علي بن عاصم عن عطاء بن السائب، عن
أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة حتى يخرج بين يدي الساعة
سبعون كذابا ".
(781) حدثنا إسماعيل بن عبد الكريم، حدثني إبراهيم بن عقيل، عن أبيه، عن
وهب، عن جابر، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " بين يدي الساعة كذابون
منهم صاحب اليمامة، ومنهم صاحب صنعاء العنسي، ومنهم صاحب حمير، ومنهم
الدجال وهو أعظمهم فتنة " فقال بعض أصحابي يقول: هم قريبا من ثلاثين كذابا.
(782) وبسنده عن وهب عن جابر، قال: سألت جابرا: أقال النبي - صلى الله عليه وسلم -
في الدجال شيئا؟ قال: أعور وهو أشد الكذابين.
(783) حدثني يزيد - يعني ابن هارون - ثنا محمد بن إسحاق، عن داود - يعني
ابن عامر - عن أبيه، عن جده، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إنه لم يكن نبي إلا
قد وصف الدجال لأمته ولصفته صفة لم يصفها نبي قبلي إنه أعور العين اليمنى ".
(784) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، قال: حدثتني
أسماء بنت يزيد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جلس مجلسا مرة فحدثهم عن الأعور الدجال،
قال: " فمن حضر مجلسي وسمع قولي فليبلغ الشاهد منكم الغائب واعلموا أن الله
صحيح ليس بأعور، وأن الدجال أعور ممسوخ العين بين عينيه مكتوب كافر يقرأه
كل مؤمن كاتب أو غير كاتب ".
(785) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا فطر بن خليفة، ثنا مجاهد، قال: سمعت جنادة
ابن أبي أمية، قال: انطلقت أنا وصاحب لي إلى رجل من الأنصار، فقلنا: حدثنا
ما سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تحدثنا عن غيره وإن كان في نفسك أمينا أو
ثبتا، قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أنذركم الدجال - ثلاث مرات -
246

وأنه يقول أنا ربكم فما شبه عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ".
(786) حدثنا عاصم بن علي، ثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء،
عن ذكوان، عن عائشة، قالت: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرفع يديه مدا يستعيذ
من فتنة الدجال ومن عذاب القبر، قال: " أما فتنة الدجال فإنه لم يكن نبي إلا حذر
أمته الدجال وسأحذركموه بتحذير لم يحذره نبي أنه أعور وأن الله ليس بأعور،
وأنه مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن ".
14 - باب منه في الدجال:
(787) حدثنا يزيد بن هارون، أنبأ الوليد بن جميع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن،
ثنا عوف، عن جابر بن عبد الله، قال: أتي النبي - صلى الله عليه وسلم - ابن صياد وهو يلعب
مع الغلمان فقال له: " أتشهد أني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ " فقال له ابن صياد: أتشهد
أنت أني رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " اخسأ بل أنت عدو الله اخسأ
فلن تعدو قدرك " قال: إني قد خبأت لك خبئا، قال: " الدخ " قلت: لجابر
حديث في الصحيح أخصر من هذا.
(788) أخبرنا الحكم بن موسى، ثنا عباد بن عباد، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
قال: لما سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابن صياد قام إليه في أصحابه وقال لهم: " إني
أخبأ له خبئا وإني أخبأ له سورة الدخان " قال: فسأل عنه أمه فقالت: هو يلعب
مع الصبيان، قالت: ولدته أعور محبوبا، قال: فدعي، فقال له رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتشهد أني رسول الله؟ " فقال له: أتشهد أني رسول الله، فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " آمنت بالله ورسله " قال: ثم قال: " أتشهد أني رسول
الله؟ " قال: فرد عليه مثل قوله، قال: فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قد خبأت
لك خبئا فما هو؟ " قال: دخ، فقال: " اخسأ " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" انظر ما ترى؟ " قال: أرى عصارا وعرشا على الماء، قال: فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " لبس عليه " قال: فقال عمر: ألا أقتله يا رسول الله؟ قال: " لا
إن يكن الدجال فلا تسلط على قتله، وإن لا يكن الدجال فلا يحل قتله ".
247

15 - باب ما جاء في المهدي:
(789) حدثنا داود بن المحبر بن قحذم، حدثني أبي، عن أبيه قحذم بن سليم، عن
معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لتملأن الأرض جورا
وظلما، فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله - عز وجل - رجلا مني اسمه اسمي أو
اسم نبي يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، فلا تمنع السماء شيئا من
مطرها، ولا الأرض شيئا من نباتها، فيلبث فيكم سبعة أو ثمانية فإن كثر فتسعة "
يعني سنين.
16 - باب في الملحمة وفتح القسطنطينية:
(790) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا القاسم بن الفضل، ثنا حميد بن هلال العدوي،
قال: هاجت ريح مظلمة، فانطلق رجل يسعى إلى ابن مسعود ماله هجيرا إلا ابن
مسعود جاءت الساعة، فقال ابن مسعود: إن الساعة لا تقوم حتى لا يفرح بغنيمة
ولا يقسم ضرائب تجمع الروم لكم وتجمعون لهم، حتى أن الربع من الحي لا يبغي
منهم إلا رجل واحد ثم يظهر المسلمون على الروم فيقتلونهم حتى يدخلون جوف
القسطنطينية ويملأون أيديهم من الغنائم فيأتيهم من خلفهم فيقول لهم خلفكم الدجال
من بعدكم فيقبلون راجعين عودهم على بدئهم حتى إذا دنوا بعثوا اثني عشر فارسا طليعة
حتى إذا نظروا إلى الدجال قالوا والله ما ندري إلى ماذا نرجع أو ماذا نخبر فيحملون
جميعا فيقتلوا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أفضل شهداء أهريقت دماهم في
الأرض لو شئت أن أسميهم بأسمائهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم وعشائرهم
فعلت ".
(791) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن معاوية بن صالح، عن عبد الرحمن بن جبير
ابن نفير، عن أبيه، قال: سمعت أبا ثعلبة الخشني صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه
سمعه يقول وهو بالفسطاط في خلافة معاوية أغزي الناس القسطنطينية " والله
لا تحجز هذه الأمة من نصف يوم إذا رأيت الشام مائدة رجل واحد وأهل بيته فعند ذلك فتح
القسطنطينية ". قلت: عند أبي داود منه: " لن يعجز الله أن يؤخر هذه الأمة نصف
يوم " فقط.
248

17 - باب فيما بين يدي الساعة من القتال وغير ذلك:
(792) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا أبو معشر، عن سعيد المقبري وموسى
ابن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تقوم الساعة حتى
يكثر الهرج " قالوا: يا رسول الله وما الهرج؟ قال: " القتل القتل " ثلاث مرات،
قالوا: يا رسول الله إنا لنقتل في العام الألف والألفين، قال: " لا أعني ذاك ولكن
قتل بعضكم بعضا " قالوا: يا رسول الله أنقتل بعضنا بعضا ونحن أحياء نعقل؟ قال:
" يميت الله قلوب أهل ذلك الزمان كما يميت أبدانهم ".
قلت: في الصحيح وغيره بعضه.
(793) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن
علقمة، قال: كان ابن مسعود بيني وبين مسروق فمر أعرابي فقال: السلام عليك
يا ابن أم عبد، فضحك ابن مسعود، فقيل له: ما يضحكك؟ قال: سمعت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن من أشراط الساعة: السلام بالمعرفة، وأن يمر الرجل
بالمسجد لا يصلي فبه وأن يبرد الشاب الشيخ لفقره، وأن يتطاول الحفاة العراة رعاء
الشاء في البنيان ".
(794) حدثنا إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن يحيى، عن أبيه، عن أبي هريرة،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة حتى يتبع الرجل قريب من ثلاثين امرأة
كل يقول انكحني انكحني ".
(795) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن أبان بن أبي عياش، عن جعفر
ابن زيد، عن أبي زيد الأنصاري، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " والذي نفسي بيده
ليأتين على هذه الأمة يوم يمشون فيه يتساءلون فيه بمن خسف الليلة كما يتساءلون
أهل الموتان من بقي من آل فلان ومن بقي من آل فلان ".
(796) حدثنا محمد بن مصعب القرقساني، ثنا عمارة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد
الخدري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة حتى
249

يأتي الرجل القوم فيقول من صعق اليوم الغداة فيقولون صعق فلان وفلان ".
(797) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد بن سلمة، عن الكلبي، عن سلمة بن
السائب، عن أبي هريرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة حتى يعبد
العرب ما كانت تعبد آباؤها مائة وخمسين عاما ".
18 - باب طلوع الشمس من المغرب:
(798) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن الكلبي، عن أبي
صالح، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقوم الساعة حتى يلتقي
الشيخان فيقول أحدهما لصاحبه متى ولدت فيقول يوم طلعت الشمس من المغرب ".
250

كتاب الأدب
1 - باب توقير الكبير ورحمة الصغير:
(799) حدثنا يعلى، حدثني عبد الحكم، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا فليس منا ". 2 - باب في مداراة الناس:
(800) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا هشام الدستوائي، عن عاصم بن بهدلة، عن
زر بن حبيش، عن صفوان بن عسال المرادي، قال: كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في
سفر، فأقبل رجل فلما نظر إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قال: " بئس أخو العشيرة،
أو بئس الرجل " قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنه منافق أداريه عن نفاقه
وأخشى أن يفسد على غيره ".
(801) حدثنا أبو عاصم، عن عوف، عن قسامة، عن أبي موسى، قال: لكل شئ
سادة حتى أن لليل سادة.
3 - باب الاستئذان:
(802) حدثنا روح، ثنا جرير بن حازم، عن سلم العلوي، عن أنس بن مالك،
قال: كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أدخل بغير إذن، فجئت ذات يوم
فدخلت عليه فقال: " يا بني إنه قد حدث أمر فلا تدخل علي إلا بإذن ".
4 - باب في الأسماء:
(803) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن النضر بن شفي
يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من ولد له ثلاثة أولاد فلم يسم أحدهم محمدا فقد جهل ".
251

(804) حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن بكر، أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توجه لحاجة أن (.........................).
(805) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد الرحمن بن
عمرو، عن الزهري، عن ابن المسيب قال: ولد لأخي أم سلمة غلام فسموه الوليد،
فدخلوا به على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أسميتموه؟ " قالوا: نعم سموه الوليد، قال:
" مه مه اسمه عبد الرحمن، سميتموه باسم فراعنتكم، ليكونن في أمتي رجل يقال
له الوليد لهو أشد لأمتي من فرعون لقومه " قال عبد الرحمن بن عمرو: فقلت له:
أي الوليد هو؟ قال: " إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو، وإلا فالوليد بن عبد
الملك ".
5 - باب السلام:
(806) حدثنا روح، ثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول
(.......) " يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والماشيان جميعا أيهما بدأ
بالسلام قبل فهو أفضل ".
(807) سمعت يزيد بن هارون وجاءه أبو عمران صاحب المطوعة مسلما عليه
فصافحه، فقال له: يا أبا عمران أنت أمين فقال أبو عمران لست بأمين، قال: بلى
المحسن أمين على المشي.
6 - باب الرد على أهل الكتاب:
(808) حدثنا إسماعيل، ثنا ابن عون، قال: أنبأني أنس بن سيرين عن حميد بن
زاذويه، عن أنس، قال: أمرنا أو نهينا أن نزيد أهل الكتاب على وعليكم.
7 - باب ما جاء في العطاس:
(809) حدثنا عبيد الله، ثنا زياد بن الربيع اليحمدي، حدثني الحضرمي، عن نافع،
252

قال: عطس رجل إلى جنب ابن عمر فقال: الحمد لله، والسلام على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال ابن عمر: وأنا أقول: الحمد لله والسلام على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ولكن ليس هكذا أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نقول إذا عطسنا أمرنا
أن نقول الحمد لله على كل حال. قلت: لابن عمر حديث عند أبي داود غير هذا.
(810) حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا يزيد بن زريع، ثنا عبد الرحمن بن إسحاق،
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: جلس عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلان
أحدهما أشرف من الآخر، فعطس الشريف فلم يشمته وعطس الآخر فحمد الله فشمته
فقال الشريف: يا رسول الله عطست فلم تشمتني وعطس هذا فشمته، فقال: " إن
هذا ذكر الله فذكرته، وإنك نسيت الله فنسيتك ".
8 - باب فيمن يخالط الناس ويصبر على أذاهم:
(811) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب،
عن بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن المؤمن الذي
يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر
على أذاهم ".
9 - باب حسن الخلق:
(812) حدثنا سعد بن عامر، ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم
لنسائهم ".
(813) حدثنا أبو نعيم، ثنا طلحة، عن عطاء، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
قال: " خياركم أحاسنكم أخلاقا ".
(814) حدثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل، عن عبد العزيز بن عبيد الله، عن محمد
253

ابن عبيد الله، عن محمد بن علي، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الرجل ليدرك درجة الصائم القائم بالخلق الحسن، وأنه ليكتب
جبارا وما يملك إلا أهل بيته ".
(815) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا مالك بن مغول، عن حبيب بن أبي ثابت،
عن صالح أبى الخليل، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: أتى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - رجل فقال: أي الإيمان أفضل؟ قال: " الخلق الحسن " فأعاد عليه
فقال: " الخلق الحسن " فأعاد عليه الثالثة أو الرابعة فإما أقامه وإما أقعده، قال: " إن
تلقى أخاك وأنت طليق " ثم ما زال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحسن الخلق الحسن ويقول
هو من الله، ويقبح الخلق السوء ويقول هو من الشيطان، ثم قال: " ألا تنظرون
إلى حمرة عينيه وانتفاخ أوداجه ".
(816) حدثنا أبو الوليد الجوهري، ثنا أبو جعفر، عن داود بن أبي هند، عن
مكحول، عن أبي ثعلبة الخشني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أحبكم
إلى وأقربكم منى يوم القيامة محاسنكم أخلاقا، وأن أبغضكم إلى وأبعدكم منى يوم
القيامة مساوئكم أخلاقا الثرثارون المتفيهقون المتشدقون ".
10 - باب في سوء الخلق:
(817) حدثنا الخليس الحنظلي التميمي البصري، ثنا حفص بن عمر، عن سلام أو
أبى سلام الخراساني، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من ساء
خلقه عذب نفسه وأكثر همه وسقم بدنه، ومن لاحى الرجال ذهبت كرامته وسقطت
مروءته ".
254

11 - باب ما جاء في العقل:
(818) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي سعيد،
قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " قسم الله العقل على ثلاثة أجزاء فمن كن
فيه كمل عقله ومن لم يكن فيه فلا عقل له: حسن المعرفة بالله، وحسن الطاعة
له، وحسن الصبر على أمره ".
(819) حدثنا داود بن المحبر، ثنا غياث بن عبد الرحمن، عن الربيع بن لوط
الأنصاري، عن أبيه، عن جده، عن البراء بن عازب قال: كثرت المسائل على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " يا أيها الناس إن لكل سبيل مطية وثيقة، ومحجة واضحة وأوثق
الناس مظنة وأحسنهم دلالة ومعرفة بالصحة أفضلهم عقلا ".
(820) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " كم من عاقل عقل عن الله أمره وهو حقير عند الناس دميم
المنظر ينجو غدا، وكم من طريف اللسان جميل المنظر عند الناس يهلك غدا في
القيامة ".
(821) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر،
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما اكتسب رجل ما اكتسب مثل فضل عقل يهدي صاحبه
إلى هدى ويرده عن ردئ وما تم إيمان عبد ولا استقام دينه حتى يكمل عقله ".
(822) حدثنا داود بن المحبر، ثنا سلام أبو المنذر، عن موسى بن جابان، عن أنس
ابن مالك، قال: أثنى قوم على رجل عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أبلغوا في الثناء
في خلال الخير، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كيف عقل الرجل؟ " قالوا: يا رسول
الله نخبرك عن اجتهاده في العبادة وأصناف الخير وتسألنا عن عقله، قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الأحمق يصيب بحمقه أعظم من فجور الفاجر وإنما يرفع العباد
غدا في الدرجات وينالون الزلفى من ربهم على قدر عقولهم ".
(823) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، ثنا عبد الله بن طاوس، عن أبيه، عن
أبي هريرة، قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة أحد سمع الناس يقولون
255

كان فلان أشجع من فلان، وكان فلان أجرأ من فلان، وفلان أبلى ما لم يبل غيره،
ونحو هذا يطرونهم، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أما هذا فلا علم لكم به " قالوا:
وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: " أيهم قاتل على قدر ما قسم الله لهم من العقل،
فكان نصرتهم ونيلهم على قدر عقولهم فأصيب منهم من أصيب على منازل شتى،
فإذا كان يوم القيامة اقتسموا المنازل على قدر نياتهم وعقولهم ".
(824) حدثنا داود بن المحبر، ثنا نصر بن طريف، عن ابن جريج، عن أبي الزبير،
عن جابر بن عبد الله، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " قوام المرئ عقله ولا دين لمن
لا عقل له ".
(825) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا بقية بن الوليد الحمصي، عن خليد
ابن دعلج، عن معاوية بن قرة قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ".... يعملون بالخير
وإنما يعطون أجورهم على قدر عقولهم ".
(826) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن موسى بن عبيدة، عن الزهري، عن
أنس بن مالك، قال: قيل: يا رسول الله الرجل يكون حسن العقل كثير الذنوب،
قال: " ما من آدمي إلا وله خطايا وذنوبه يقترفها، فمن كانت سجيته العقل
وغريزته اليقين لم تضره ذنوبه " قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: " لأنه كلما
أخطأ لم يلبث أن يتدارك ذلك بتوبة وندامة على ما كان منه فيمحو ذلك ذنوبه ويبقى
له فضل يدخل به الجنة ".
(827) حدثنا داود - يعني ابن المحبر، ثنا ميسرة، عن حنظلة بن وداعة الدؤلي،
عن أبيه، عن البراء بن عازب، قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: " جد الملائكة
واجتهدوا في طاعة الله - عز وجل - بالعقل، وجد المؤمنون واجتهدوا في طاعة الله -
عز وجل - على قدر عقولهم، فأعلمهم بطاعة الله أوفرهم عقلا ".
(828) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن محمد بن زيد، عن أبي سلمة، عن
أبي قتادة، قال: قلت: يا رسول الله أرأيت قول الله (أيكم أحسن عملا) ما عني
به؟ قال: " أيكم أحسن عقلا " ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتمكم عقلا أشدكم
لله خوفا وأحسنكم فيما أمر به ونهى عنه نظرا وإن كان أقلكم تطوعا ".
256

(829) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن موسى بن عبيدة، عن الزهري، عن
عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن
الرجلين ليتوجهان إلى المسجد فيصليان فينصرف أحدهما وصلاته أوزن من أحد
وينصرف الآخر وما تعدل صلاته مثقال ذرة " قال أبو حميد الساعدي: وكيف يكون
ذلك؟ قال: " إذا كان أحسنهما عقلا " قال: فكيف يكون؟ قال: " إذا كان
أورعهما عن محارم الله وأحرصهما على المسارعة إلى الخير وإن كان دونه في
التطوع ".
(830) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عدي بن الفضل، عن أيوب، عن أبي قلابة أن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: " يحاسب الناس يوم القيامة على قدر عقولهم ".
(831) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن محمد بن يزيد، عن عمرة، عن
عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله بأي شئ يتفاضل الناس في الدنيا؟ قال:
" بالعقل " قلت: ففي الآخرة؟ قال: " بالعقل " قالت: قلت: إنما يجزون
بأعمالهم، فقالت عائشة: وهل عملوا إلا بقدر ما أعطاهم الله من العقل فبقدر ما
أعطوا من العقل كانت أعمالهم بقدر ما عملوا يجزون.
(832) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن غالب، عن ابن حنين، عن ابن
عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لكل شئ آلة وعدة وأن آلة المؤمن وعدته العقل
ولكل سبب مطية ومطية البر العقل، ولكل شئ دعامة ودعامة المؤمن العقل، ولكل
شئ غاية وغاية العبادة العقل، ولكل قوم راع وراعي العابدين العقل، ولكل
تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل، ولكل أهل بيت قيم وقيم بيوت الصديقين
العقل، ولكل خراب عمارة وعمارة الآخرة العقل، ولكل امرئ عقب ينسب إليه
ويذكر به وعقب الصديقين الذين ينسب إليهم ويذكرون به العقل، ولكل سفر
فسطاط يلجئون إليه وفسطاط المؤمنين العقل ".
(833) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " يا أيها الناس اعقلوا عن ربكم وتواضعوا بالعقل تعرفون
بما أمرتم به وما نهيتم عنه، واعلموا أنه يحذركم عند ربكم واعلموا أن العاقل من
أطاع الله وإن كان دميم المنظر حقير الخطر دنئ المنزلة رث الهيئة، وأن الجاهل من
عصى الله وإن كان جميل المنظر عظيم الخطر شريف المنزلة حسن الهيئة،.... نطوق
والقردة والخنازير أعقل عند الله ممن عصاه، ولا تغتروا بتعظيم أهل الدنيا إياكم فإنهم
257

غدا من الخاسرين ".
(834) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، ثنا موسى بن جابان، عن أنس بن مالك،
قال: جاء ابن سلام إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني سائلك عن
خصال لم يطلع الله عليها أحد غير موسى بن عمران، فإن كنت تعلمها فهو ذاك وإلا
فهو شئ خص الله به موسى بن عمران، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا ابن سلام
إن شئت تسألني وإن شئت أخبرتك؟ " فقال: أخبرني، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الملائكة المقربين لم يحيطوا بخلق العرش ولا علم لهم به ولا حملته
الذين يحملونه، وأن الله - عز وجل - لما خلق السماوات والأرض قالت الملائكة:
ربنا هل خلقت خلقا هو أعظم من السماوات والأرض؟ قال: نعم البحار، فقالوا:
هل خلقت خلقا هو أعظم من البحار؟ قال: نعم العرش، قالت: هل خلقت خلقا
هو أعظم من العرش؟ قال: نعم العقل، قالوا: ربنا وما بلغ من قدر العقل وخلقه؟
قال: هيهات لا يحاط بعلمه، قال: هل لكم علم بعدد الرمل؟ قالوا: لا، قال:
فإني خلقت العقل أصنافا شتى كعدد الرمل فمن الناس من أعطى من ذلك حبة
واحدة وبعضهم حبتين والثلاث والأربع، وبعضهم من أعطى فرقا، وبعضهم من
أعطى وسقا، وبعضهم وسقين وبعضهم أكبر من ذلك كذلك إلى ما شاء الله من
التضعيف " قال ابن سلام: فمن أولئك يا رسول الله؟ قال: " العمال بطاعة على قدر
أعمالهم وجدهم وتفانيهم فالنور الذي جعله الله - عز وجل - في قلوبهم وفهمهم
في ذلك كله على قدر الذي أتاهم الله فبقدر ذلك يعمل العامل منهم ويرتفع في
الدرجات " فقال ابن سلام: والذي بعثك بالهدى ودين الحق ما خرمت حرفا واحدا مما
وجدت في التوراة وأن موسى لأول من وصف هذه الصفة وأنت الثاني، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " صدقت يا بن سلام ".
(835) حدثنا داود بن المحبر، ثنا جسر، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء، أن رجلا
قال: يا رسول الله أرأيت الرجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحج ويعتمر ويغزو في سبيل
الله ويعود المريض ويصل الرحم ويتبع الجنائز ويقري الضيف - حتى عد هذه العشر
خصال - فما منزلته عند الله يوم القيامة؟ قال: " ثوابه يوم القيامة في كل ما كان
منه في ذلك على قدر عقله ".
(836) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن المغيرة بن قيس، عن أبي الزبير، عن
جابر بن عبد الله، قال: قلت: يا رسول الله إلى ما ينتهي الناس يوم القيامة؟ قال:
258

" إلى أعمالهم، من عمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " قال:
فقلت: أيهم أفضل عملا؟ قال: " أحسنهم عقلا " قلت: هذا في الدنيا فأيهم أفضل
في الآخرة؟ قال: " أحسنهم عقلا، إن العقل سيد الأعمال في الدارين ".
(837) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن ابن جابان، عن لقمان بن عامر،
عن أبي الدرداء، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: " عويمر ازدد عقلا تزدد من ربك
قربا " قال: قلت: بأبي أنت وأمي وكيف لي بذلك؟ قال: " اجتنب محارم الله،
وأد فرائض الله تكن عاقلا وتنفل بالصالحات من الأعمال تزدد بها في عاجل الدنيا
رفعة وكرامة وتنل بها من ربك القرب والعزة ".
(838) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، قال:
قلت لابن عمر: أي حاج بيت الله أفضل وأعظم أجرا؟ قال: من جمع ثلاث خصال:
نية صادقة، وعقلا وافرا، ونفقة من حلال، فذكرت ذلك لابن عباس فقال: صدق
قلت: إذا صدقت نيته وكانت نفقته من حلال فما يضره قلة عقله، قال: يا أبا الحجاج
سألتني عما سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنه فقال: " والذي نفسي بيده ما أطاع
العبد ربه - تبارك وتعالى - بشئ ولا جهاد ولا شئ مما يكون من أعمال مالم يعمل
بعقله، ولو أن جاهلا فاق المجتهدين في العبادة كان ما يفسد أكثر مما يصلح ".
(839) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن كليب بن وائل، عن
ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تلا (تبارك الذي بيده الملك) حتى بلغ (أيكم
أحسن عملا) ثم قال: " أيكم أحسن عملا أيكم أحسن عقلا وأورع عن محارم
الله - عز وجل - وأسرعهم في طاعة الله - عز وجل - ".
(840) حدثنا داود بن المحبر، ثنا نصر بن طريف، عن منصور بن المعتمر، عن أبي
وائل، عن سويد بن غفلة، أن أبا بكر الصديق خرج ذات يوم فاستقبله
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: بم جئت يا رسول الله؟ قال: " بالعقل "، قال: فبم
أمرت؟ قال: " بالعقل "، قال: فبم يجازى الناس يوم القيامة؟ قال: " بالعقل "،
قال: فكيف لنا بالعقل؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن العقل لا غاية له ولكن من
أحل حلال الله - عز وجل - وحرم حرامه سمي عاقلا، فإن اجتهد بعد ذلك سمي
عابدا، فإن اجتهد بعد ذلك سمي جوادا، فإن اجتهد في العبادة وسمح أو تسمح
في مراتب المعروف فلاحظ له من عقل يدله على اتباع أمر الله واجتناب ما نهى عنه
فأولئك هم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم
259

يحسنون صنعا ".
(841) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن محمد بن زيد، عن سعيد بن المسيب
أن عمر وأبا هريرة وأبي بن كعب دخلوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: يا رسول
الله من أعلم الناس؟ قال: " العاقل " قالوا: فمن أعبد الناس؟ قال: " العاقل "
قالوا: فمن أفضل الناس؟ قال: " العاقل " فقالوا: يا رسول الله أليس العاقل من تمت
مروءته وظهرت فصاحته وجادت كفه وعظمت منزلته، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " وأن
كل ذلك (فما متاع الحياة الدنيا) (التوبة: 38) إلى آخر الآية، وأن العاقل المتقي وإن كان
في الدنيا خسيسا قصيا دنيا ".
(842) حدثنا داود بن المحبر، ثنا إسماعيل بن عياش، عن لقمان بن عامر، قال:
قال أبو الدرداء: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن من عقل الرجل استصلاح
معيشته " قال أبو الدرداء: رأيت المعيشة صلاح الدين ومن صلاح الدين حسن العقل.
(843) حدثنا داود بن المحبر، ثنا مقاتل بن سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن
أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الرجل يدرك بحسن خلقه
درجة الصائم القانت، ولا يتم لرجل حسن خلقه حتى يتم عقله، فعند ذلك يتم أمانته
أو إيمانه، أطاع ربه وعصى عدوه - يعني إبليس ".
(844) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عمر،
قال: قدم رجل نصراني من أهل جرش تاجرا فكان له بيان ووقار، فقيل: يا رسول
الله ما أعقل هذا النصراني، فزجر القائل فقال: " مه إن العاقل من عمل بطاعة الله ". (845) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن ابن جريج، عن عطاء وأبي الزبير، عن
جابر بن عبد الله، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تلا هذه الآية: (وتلك الأمثل نضربها للناس
وما يعقلها إلا العالمون) قال: " العالم الذي عقل عن الله - عز وجل - فعمل
بطاعته واجتنب سخطه ".
(846) قال: وقال عطاء، عن ابن عباس رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أفضل
الناس أعقل الناس " قال ابن عباس: وذلكم نبيكم - صلى الله عليه وسلم -.
(847) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن
الخطاب، قال لتميم الداري: ما السؤدد فيكم؟ قال: العقل، قال: صدقت سألت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما سألتك فقال كما قلت ثم قال: " سألت جبريل ما السؤدد
في الناس؟ قال: العقل ".
260

(848) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال:
سمعت أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقول: " أشيروا العاقل ترشدوا، ولا تعصونه
فتندموا ".
(849) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي سعيد
الخدري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لكل شئ دعامة ودعامة المؤمن عقله، فبقدر
عقله تكون عبادة ربه، أما سمعتم قول الفاجر عند ندامته (لو كنا نسمع أو نعقل
ما كنا في أصحاب السعير) ".
(850) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عباد، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن
أبي هريرة وأبي سعيد، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: " يا بن آدم اتق ربك وبر
والديك وصل رحمك فذلك عمرك وأيسر لك يسرك وتجنب عسرك ويبسط لك
في رزقك، يا ابن آدم أطع ربك تسمى عاقلا ولا تعص ربك فتسمى جاهلا ".
(851) حدثنا داود، ثنا سلام، عن هشام، عن حميد بن هلال، قال: قال عمر
ابن الخطاب: لموت ألف عابد قائم الليل صائم النهار أهون من موت عاقل عقل عن
الله أمره فعلم ما أحل الله له وما حرم عليه فانتفع بعلمه وانتفع الناس به وإن كان
لا يزيد على الفرائض التي فرض الله - عز وجل - عليه كثير زيادة، وكذلك قال
النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(852) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن موسى بن جابان، عن لقمان بن عامر،
قال: قال أبو الدرداء، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الجاهل لا يكشفه إلا عن
سوءة وإن كان حصيفا طريفا عند الناس، وأن العاقل لا يكشفه إلا عن فضل وإن
كان عيبا مهينا عند الناس ".
(853) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن حنظلة بن وداعة، عن أبيه، عن البراء
ابن عازب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لله - عز وجل - خواصا يسكنهم
الرفيع من الجنان كانوا أعقل الناس، قال: كان همهم المسابقة إلى ربهم والمسارعة
إلى ما يرضيه وزهدوا في الدنيا وفضولها ورياستها وهانت عليهم فصبروا قليلا
واستراحوا طويلا ".
(854) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عدي، عن ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد
ابن المسيب قال: أشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - على خيبر فقال: " خربت خيبر ورب الكعبة
إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، قال: فجاء رجل من عظماء أحبارهم
261

له فصاحة وبلاغة وجمال وهيئة، فقال سعيد: يا رسول الله ما أخلق هذا أن يكون
عاقلا فإني أرى له هيئة ونبلا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنما العاقل من آمن
بالله وصدق رسله وعمل بطاعة ربه ".
(855) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن محمد بن زيد، عن أبي سلمة، عن
أبي سعيد الخدري، أن معاوية خطبهم، فقال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" أفضل شئ أصحابي وخيرهم أتقاهم " قال أبو سعيد: أتقاهم أعقلهم، كذلك قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(856) حدثنا داود بن المحبر، ثنا ميسرة، عن غالب الجزري، عن ابن جبير، عن
ابن عباس يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " صفة العاقل أن يحلم عمن جهل عليه،
ويتجاوز عمن ظلمه، ويتواضع لمن هو دونه، ويسابق من هو فوقه في طلب البر،
وإذا أراد أن يتكلم فكر، فإذا كان خيرا تكلم فغنم، وإن كان شرا سكت فسلم،
وإذا عرضت له فتنة استعصم بالله - تبارك وتعالى - وأمسك يده ولسانه، وإذا رأى
فضيلة انتهزها، لا يفارقه الحياء، ولا يبدو منه الحرص، فتلك عشر خصال يعرف
بها العاقل، وصفة الجاهل أن يظلم من يخالطه، ويعتدي على من هو دونه، ويتطاول
على من فوقه، كلامه بغير تدبير، فإن تكلم أثم، وإن سكت سها، وإن عرضت
له فتنة سارع إليها فأردته، وإن رأى فضيلة أعرض عنها وأبطأ عنها، لا يخاف ذنوبه
القديمة، ولا يرتدع فيما بقي من عمره عن الذنوب، يتوانى عن البر، ويبطئ
عنه غير مكترث لما فاته من ذلك أو ضيعه، فتلك عشر خصال من صفة الجاهل
الذي حرم العقل ".
12 - باب ما جاء في التواضع ولا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى:
(857) حدثنا يزيد، ثنا عاصم بن محمد العمري، عن أبيه، عن ابن عمر، عن
عمر، قال: لا أعلمه إلا رفعه قال: " يقول الله: من تواضع لي هكذا رفعته هكذا "
وجعل باطن كفه إلى الأرض ثم جعل باطن كفه إلى السماء ورفعها نحو السماء.
(858) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، ثنا عامر الشعبي، عن النعمان
ابن بشير، أن ثابت بن قيس بن شماس سبق بركعة من صلاة الغداة فقام يقضي فقام
262

النبي - صلى الله عليه وسلم - وقعد الناس حواليه، فلما قضى ثابت بن قيس الصلاة جاء إلى رجل
فقال: أوسع فأوسع له وكان رجلا مهيبا وكان في أذنيه صمم، ثم جاء إلى ثان فقال
أوسع لي فأوسع له، ثم جاء إلى ثالث فقال أوسع لي، فقال: من ورائك سعة، أي
شئ تخطى الناس فنظر في وجهه فقال: يا ابن قلابة فسمعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: " من ذا الذي عير الرجل قبيل بأمه " فسكتوا، ثم قال الثانية: " من ذا الذي
عير الرجل قبيل بأمه " فقام ثابت بن قيس بن شماس فقال: يا رسول الله سبقت بركعة
وأنا في أذني صمم فاشتهيت أن أدنو منك وفعل الناس حواليك فجئت إلى رجل فقلت
أوسع لي فأوسع وجئت إلى آخر فقلت أوسع لي فأوسع لي وجئت إلى هذا الثالث
فقلت أوسع لي فقال من ورائك سعة أي شئ تخطى رقاب الناس فعيرته بأم كانت
في الجاهلية كان غيرها من النساء خيرا منها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا ثابت
ابن قيس بن شماس ارفع رأسك فوق هذا الملأ فيهم الأسود والأبيض والأحمر ما أنت
بخير من هؤلاء إلا بتقوى الله " قال: فما عيرت بعد ذلك اليوم أحدا.
(859) حدثنا أو نعيم، ثنا طلحة، عن عطاء، عن أبي هريرة قال (......) إن
الله - عز وجل - " يقول يوم القيامة: إني جعلت نسبا وجعلتم نسبا فجعلت أكرمكم
أتقاكم وأنتم تقولون أنا فلان ابن فلان وأنا أكرم منك أنا اليوم أرفع نسبي وأضع
نسبكم أين المتقون " فكان عطاء يقول لنا فلا يقوم إلا من غبن.
(860) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إسرائيل، عن سماك، عن عبد الله بن شداد
قال: استأذن رجل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أئذن لرديف النعمان بن المنذر،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لعظماؤكم أهون على الله من الجعلان التي تدفع الخرء
بآنافها ".
(861) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إسرائيل، عن سماك، عن عبد الله بن شداد
قال: استأذن رجل على عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن حمدي زين وإن ذمي
شين، قال: " كذبت ذاك الله ".
263

13 - باب الجلوس على الطريق:
(862) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا هشام، عن رجل، عن يحيى بن يعمر، أن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على مجلس في طريق فقال: " إياكم والسبيل فإنها سبيل النار،
أو قال سبيل من الشيطان " ثم مضى حتى ظنوا أنها عزمة، ثم جاء فقال: " إلا أن
تؤدوا حق الطريق " قالوا: وما حق الطريق؟ قال: " أن تغضوا البصر، وتهدوا
الضال، وتردوا السلام ".
14 - باب الجلوس بين الظل والشمس:
(863) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن المنكدر، عن أبي
هريرة قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يقعد بين الظل والشمس.
15 - باب فيمن يجعل إحدى رجليه على الأخرى:
(864) حدثنا يونس بن محمد، ثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي النضر،
أن أبا سعيد الخدري كان يشتكي رجله فدخل عليه أخوه وقد جعل إحدى رجليه
على الأخرى وهو مضطجع فضربه ضربة بيده على رجله الوجعة فأوجعته فقال:
أوجعتني أو لم تعلم أن رجلي وجعة؟ قال: بلى، قال: فما حملك على ذلك؟ قال:
أولم تسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذه الجلسة.
16 - باب عزل الأذى عن الطريق:
(865) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا محمد بن سليم أبو هلال، ثنا قتادة، عن أنس
ابن مالك أن شجرة كانت على طريق الناس كانت تؤذيهم فعزلها رجل عن طريق الناس،
قال: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " لقد رأيته يتقلب في ظلها في الجنة ".
264

17 - باب فيمن نام على سطح بغير تحجير أو ركب البحر في ارتجاجه:
(866) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا حبيب بن الشهيد، عن الحسن بن أبي الحسن،
عن سمرة بن جندب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من بات على سطح ليس
محجور فقد برئت منه الذمة، ومن رمى بليل فقد برئت منه الذمة، ومن ركب
البحر في ارتجاجه فقد برئت منه الذمة ".
18 - باب السمر بعد العشاء:
(867) حدثنا سعيد بن الربيع، ثنا شعبة، عن منصور، قال: سمعت خيثمة، قال:
قال عبد الله، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا سمر إلا لأحد رجلين أو لرجلين: لمصل
أو مسافر ".
19 - باب لا يطرق الرجل أهله ليلا:
(868) حدثنا محمد بن عمر، ثنا يعقوب بن محمد بن أبي صعصعة، عن عبد الرحمن
ابن عبد الله بن أبي صعصعة، عن الحارث بن عبد الله بن كعب، عن أم عمارة،
قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالجرف مقدمنا من خيبر وهو يقول:
" لا تطرقوا النساء بعد صلاة العشاء ".
20 - باب ما جاء في (....) الرقص:
(869) حدثنا أبو عبيد، ثنا أبو معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الشعبي
رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - مر على أصحاب الدركلة قال: " خذوا يا بنى رفدة حتى
يعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة " قال: فبينا هم كذلك إذ جاء عمر فلما
رآهم انذعروا.
265

21 - باب في التأني في الأمور:
(870) حدثنا عبيد الله بن محمد، عن ابن المبارك، عن سعد بن سعيد، عن
الزهري، قال: حدثني رجل من بلي قال: قدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم - مع أبي فناجاه
أبي فقلت لأبي: ما قال لك؟ فقال: " إن أردت أمرا فعليك فيه بالتؤدة حتى يريك
الله - عز وجل - منه المخرج ".
(871) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن سعد بن
سنان، عن أنس بن مالك، أنه قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " التأني من
الله والعجلة من الشيطان وما شئ أكبر معاذير من الله - عز وجل - وما من شئ
أحب إلى الله - عز وجل - من الحمد ".
22 - باب ما جاء في العصبية:
(872 حدثنا عبيد الله بن عمر، ثنا زياد بن الربيع اليحمدي، قال: حدثني رجل
من أهل فلسطين يقال له عباد بن كثير، قال: حدثتني امرأة منا يقال لها فسيلة أنها
سمعت أباها يقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله أمن العصبية أن يحب الرجل
قومه؟ قال: " لا ولكن من العصبية أن يعين الرجل قومه على الظلم ".
23 - باب الهجر:
(873) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، ثنا يزيد الرشك، عن معاذة
العدوية عن هشام بن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا يحل لمسلم يصارم
مسلما فوق ثلاث ليال فإنهما ناكبان عن الحق ما داما على صرامهما لم يدخلا الجنة
جميعا أبدا وأنه إن سلم عليه فلم يقبل سلمه وسلامه ردت عليه الملائكة وردت عليه
الشياطين وأيهما سبق كان كفارة لما صنع ".
266

24 - باب النهي عن سب الدهر:
(874) حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنيه ابن مهدي، عن سفيان، عن عبد
العزيز بن رفيع، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ".
25 - باب النهي عن تقبيح الوجه:
(875) حدثنا زهير بن حرب، ثنا جرير، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت،
عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تقبحوا الوجه
فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن ".
26 - باب النهي عن سب الدواب:
(876) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا ليث، حدثني معاوية بن صالح، عن ضمرة بن
حبيب، عن عائشة، أنها كانت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلعنت بعيرا لها، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " ويحكن ما أقلكن في الجنة وذاك أن إحداكن تلعن بعيرها وتؤذي
عشيرها وتستقل كثيرها ".
27 - باب النهي عن سب الأموات:
(877) حدثنا عبد الوهاب، ثنا إسرائيل بن يونس، عن أبي إسحاق، عن بعض
أصحابه قال: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسير إذ أشرف له قبر رجل قد سماه، فقال
أبو بكر: لعن الله صاحب هذا القبر فإنه كان عدو الله، قال: وابنه يسير مع
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: بل لعن الله أبا قحافة فوالله ما كان يقري الضيف ولا يقاتل
العدو، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ".
28 - باب ما جاء في الديك والنهي عن سبه:
(878) حدثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل، عن صالح بن كيسان، عن عون بن
267

عبد الله، عن عتبة بن مسعود، عن عبد الله بن مسعود، قال: صرخ ديك عند
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال الرجل: اللهم العنه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا تسبه ولا تلعنه
فإنه يدعو إلى الصلاة ".
(879) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا عمرو بن جميع، ثنا أبان، عن أنس بن
مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " صوت الديك وضربه بجناحيه ركوعه
وسجوده ".
(880) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا عمرو بن جميع، ثنا يحيى بن سعيد، عن
محمد بن إبراهيم التيمي، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وعن أبان عن أنس عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " الديك الأبيض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوى ".
(881) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا وهب، ثنا طلحة بن عمرو، عن من حدثه عن أبي زيد الأنصاري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الديك الأبيض صديقي
وصديق صديقي، يحرس دار صاحبه ويسبع دورا حولها " وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يبيته معه في بيته.
29 - باب فيمن ذم مسلما لينال بذلك دنيا:
(882) حدثنا روح بن عبادة، قال: قال سليمان: ثنا وقاص بن ربيعة، أن المستورد
حدثهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله تعالى يطعمه
مثلها من حميم جهنم، ومن اكتسى برجل مسلم ثوبا فإن الله تعالى يكسوه مثله من
جهنم، ومن قام برجل مسلم مقام سمعة فإن الله - عز وجل - يقوم به مقام سمعة
يوم القيامة ".
(883) حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا حياة، عن أبي صخر حميد بن زياد، حدثني
268

مكحول، قال: سمعت أبا هند الداري، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
" من قام مقام رياء وسمعة رائي الله به يوم القيامة وسمع ".
30 - باب فيمن رد عن عرض:
(884) حدثنا عبيد الله، أنبأ ابن أبي ليلى، عن الحكم، عن ابن أبي الدرداء، عن أبي
الدرداء، قال: نال رجل من رجل عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فرد عنه رجل فقال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: " من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار ".
31 - باب الاعتذار:
(885) حدثنا حفص بن حمزة، ثنا شعيب بن محمد الثوري، عن الحسن بن عمارة،
عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من اعتذر
أخوه المسلم فلم يقبل عذره جاء يوم القيامة وعليه مثل ما على صاحب مكس " يعني
العشار.
32 - باب البصاق عن اليمين وغيره:
(886) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد بن عمر الحاطبي، ثنا عبد الله
ابن يحيى بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن سودة بنت حارثة امرأة عمرو بن
حزم، عن عمرو بن حزم، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبصق عن يمينه وعن
يساره وبين يديه:
33 - باب ما جاء في العراجين:
(887) حدثنا محمد بن عمر، ثنا الوليد بن كثير، عن موسى بن نعيم مولى زيد بن
ثابت، عن أبيه، عن زيد بن ثابت، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان ينحصر بعرجون
ابن طاب وكان زيد ينحصر به في داره وفي ذهابه إلى أمواله.
34 - باب ما جاء في الدواب:
269

(888) حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، عن أبي سلمة سليمان بن سليم،
عن يحيى بن جابر، أن أبا الدرداء مر بقوم قد أناخوا بعيرا فحملوا غرارتين ثم علوه
بأخرى فلم يستطع البعير أن ينهض فألقاها أبا الدرداء عن البعير ثم أنهضه فانتهض،
ثم قال أبو الدرداء: لئن غفر الله لكم مثلما تأتون إلى البهائم ليغفرن لكم عظيما إني
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الله يوصيكم بهذه العجم خيرا أن تنزلوا
بها منازلها، فإذا أصابتكم سنة أن تنجوا عليها بنقيها ".
(889) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن معاذ بن أنس
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أركبوا هذه الدواب سالمة، وابتدعوها سالمة،
ولا تتخذوها كراسي ".
35 - باب صاحب الدابة أحق بصدرها:
(890) حدثنا محمد، ثنا إسماعيل، عن عتبة بن تميم، عن الوليد بن عامر، عن عروة
ابن معتب، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى أن صاحب الدابة أحق بصدرها.
36 - باب ما جاء في المخنثين:
(891) حدثنا عبد الملك بن عبد العزيز، ثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه،
أن مخنثا كان يكون عند أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه قال لعبد الله بن أبي أمية
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسمع: يا عبد الله إن فتح الله عليكم الطائف غدا فأنا أدلك
على ابنة غيلان فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يدخلن هذا
عليكم ".
(892) حدثنا إبراهيم بن أبي الليث، ثنا الحجاج الأعور، عن أبي بكر الهذلي، عن
الحسن - يعني البصري - قال: يتزوج فيكم المتزوج فتحمل نساؤكم معهن هذه
الصنوج والمعازف، ويقول الرجل منكم لامرأته تحقلي تحقلي فيحملها على حصان ويسير
معها على أن معهما مزامير شيطان ومعهما من لعن الله ورسوله، قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " لعن الله مخنثي الرجال ومذكرات النساء وقال أخرجوهم من
270

بيوتكم، ولا يتشبه الرجل بالمرأة ولا المرأة بالرجل، وأنتم تخرجون النساء في ثياب
الرجال والرجال في ثياب النساء، ثم يمر بها على المساجد والمجالس فيقال من هذه؟
فيقال امرأة فلان تنسب إلى زوجها مرة وإلى أبيها مرة أخرى لا بر ولا تقوى ولا
غيرة ولا حياء، ما هذه الجموع فيقال: رجل لم يكن له زوجة فأماده الله زوجة
فاستقبل نعمة الله بما ترون من التنكر ".
قلت: رواه في حكاية طويلة تقدمت في الجنائز.
37 - باب ما جاء في الحمد:
(893) حدثنا يزيد، ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين،
عن مكحول، عن شهر بن حوشب، عن معاذ بن جبل، قال: جاء رجل إلى رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إني رجل أحب أن أحمد كأنه يخاف على نفسه فقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " وما يغمك أن تحب أن تعيش حميدا وتموت شهيدا وإنما
يعيب على محاسن الأخلاق " قال يزيد: لا أعلمه إلا قال عن عبد الرحمن بن غنم
عن معاذ بن جبل.
38 - باب ما جاء في الشعر:
(894) حدثنا أبو عاصم المكي، ثنا أبو عبيدة بن عبد الله، عن سالم بن عبد الله
ابن عمر، عن عبد الله بن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لأن يمتلئ
جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا ".
(895) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن مطرح بن يزيد
الكناني، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا يحل تعليم المغنيات ولا شراءهن ولا بيعهن وثمنهن
حرام، وقد نزل تصديق ذلك في كتاب الله: (ومن الناس من يشتري لهو
الحديث) الآية، والذي نفسي محمد بيده ما رفع رجل قط عقيرته بغناء إلا ارتدفه
شيطانان يضربان بأرجلهما على ظهره وصدره حتى يسكت ".
271

(896) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا هذيل بن مسعود أبو مسعود الباهلي، عن محمد
ابن شعبة بن دخان، عن رجل من هذيل من أهل اليمن، عن رجل من هذيل، عن
أبيه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن هذا الشعر جزل من كلام العرب يعطى
به السائل ويكظم به الغيظ، وبه يتبلغ القوم في ناديهم ".
(897) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا محمد بن عبد الله التميمي، قال: أخبرني الحسن
ابن عبيد الله، قال: حدثني من سمع النابغة الجعدي يقول: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم -
فأنشدته قولي:
وإنا لقوم ما تعود خيلنا إذا ما التقينا أن تحيد وتنفرا
وننكر يوم الروع ألوان خيلنا من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا أن نردها صحاحا ولا مستنكرا أن تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا
قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إلى أين؟ " قال: قلت: إلى الجنة، قال: " نعم
إن شاء الله " قال: فلما أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له أريب إذا ما أورد الأمر أصدرا
فقال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يفضض الله فاك " قال: وكان من أحسن الناس
ثغرا وكان إذا سقطت له سن نبتت.
(898) حدثنا محمد بن عبد الله بن الزبير، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، قال:
قالت عائشة: رحم الله لبيدا قال:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب
قال: فكان أبي يقول: رحم الله عائشة فكيف لو رأت زماننا هذا.
272

39 - باب في عجائب المخلوقات:
(899) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا إسماعيل بن عياش، عن محمد بن عجلان،
عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، قال: قلت لكعب: ما يمسك هذه الأرض
التي نحن عليها؟ قال: أمر الله، قال: قلت: قد علمت أن أمر الله الذي يمسكها
فما أمر الله ذلك؟ قال: شجرة خضراء في كف ملك، الملك قائم على ظهر الحوت،
الحوت منطوى والسماوات من تحت العرش. قال: قلت: فما ساكن الأرض الثانية؟ قال: الريح العقيم، لما أراد الله أن يهلك عادا أوحى إلى خزنتها أن افتحوا منها بابا
قالوا: يا ربنا مثل منخر الثور، قال: إذا تكفئ الأرض بمن عليها، قال: فجعل مثل
موضع الخاتم، قال: قلت: فمن ساكن الأرض الثالثة؟ قال: حجارة جهنم، قال:
قلت: فمن ساكن الأرض الرابعة؟ قال: كبريت جهنم، قلت: وإن لها لكبريتا؟
قال: أي والذي نفسي بيده وبحار مرة لو طرحت فيها الجبال لتفتت من حرها. قال:
قلت: فمن ساكن الأرض الخامسة؟ قال: حياة جهنم، قال: قلت: وإن لها
لحيات؟ قال: أي والذي نفسي بيده أمثال الأودية. قال: قلت: فمن ساكن الأرض
السادسة؟ قال: عقارب جهنم، قلت: وإن لها لعقارب؟ قال: أي والذي نفسي
بيده أمثال الفلك - قال أبو زكريا: يعني الجمال - وإن لها أذنابا مثل الرماح وإن
إحداهن لتلقى الكافر فتلسعه اللسعة فيتناثر لحمه على قدميه، قال: قلت: فمن ساكن
الأرض السابعة؟ قال: تلك سجين فيها إبليس موثق استعدت عليه الملائكة فحبسه
الله فيها يد أمامه ويد خلفه ورجلا أمامه ورجلا خلفه وتأتيه جنوده بالأخبار مكبلة
وله زمان يرسل فيه.
273

كتاب البر والصلة
1 - باب بر الوالدين:
(900) حدثنا أبو محمد عون بن عمارة، ثنا هشام، عن الحسن، أن رجلا قال:
يا رسول الله من أبر؟ قال: " أمك " قال: ثم من؟ قال: " أمك " قال: ثم من؟
قال: " ثم أباك " قال: ثم من؟ قال: " الأقرب فالأقرب ".
(901) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد، عن منير بن الزبير أنه سمع مكحولا
يقول، بر الوالدين كفارة للكبائر، ولا يزال الرجل قادما على البر ما دام في فصيلته من
هو أكبر منه.
(902) حدثنا سعيد بن عامر، ثنا هشام بن حسان، قال: كان الهذيل بن حفصة
يجمع الحطب في الصيف، قال: وأظنه قال ويقشره، قال: ويأخذ القصب فيفلقه،
قالت حفصة: فكنت أجد قرة، قال: فيجئ بالكانون حتى يضعه خلفي وأنا أصلي
وعنده من يكفيه لو أراد ذلك، قالت: فيوقد لي ذلك الحطب المقشر والقصب المفلق
وقودا يدفئني ولا يؤذيني ريحه، قالت: فربما أردت أن أنصرف إليه فأقول: يا بني
ارجع إلى أهلك، ثم أذكر ما يريد فأخلي عنه وكان يغزو ويحج، قالت: فأصابته
حمى وقد حضر الحج قنفة فلم أشعر حتى أهل بالحج، قلت: يا بني كأنك خفت
أن أمنعك ما كنت لأفعل، قالت: وكانت له لقحة فكانت تتعب إلي حلبة بالغداة،
فأقول: يا بني إنك لتعلم أني لا أشربه وأنا صائمة فيقول: يا أم الهذيل إن أطيب اللبن
ما بات في ضروع الإبل اسق من شئت، قالت: فلما مات رزق الله عليه مر بالصبر
ما شاء أن يرزق غير أني كنت أجد غصة لا تذهب، فبينا أنا أصلي ذات ليلة وأنا
أقرأ سورة النحل أتيت على هذه الآية (ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله
هو خير لكم إن كنتم تعلمون * ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا
أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) فأعدتها فأذهب الله ما كنت أجد.
274

2 - باب في صلة الرحم:
(903) حدثنا كثير بن هشام، ثنا الحكم، ثنا هشام بن المغيرة، عن أبي سفيان،
عن عبد الرحمن بن أبي عقيل، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من سره أن يمد
له في عمره ويوسع له أو عليه في رزقه فليصل رحمه ".
3 - باب ما جاء في الأولاد:
(904) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
قبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض ولده وعنده أعرابي، فقال: ما قبلت ولدا لي قط،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فما أصنع بك إن كان الله قد نزع الرحمة منك ".
4 - باب ما جاء في البنات:
(905) حدثنا عبيد الله - يعني ابن عمرو - ثنا يزيد بن زريع، ثنا النهاس بن قهم،
ثنا شداد أبو عمار، عن عوف بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما
من مسلم عال ثلاث بنات حتى يبن أو يمتن إلا كن له حجابا من النار " فقالت
امرأة: يا رسول الله أو اثنين؟ قال: أو اثنين ".
(906) حدثنا عبيد الله بن عمرو، ثنا معتمر بن سليمان التيمي، عن أبيه، عن حنش،
عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من ضم يتيما من بين
أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يعينه الله أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنبا
لا يغفر، ومن أذهبت كريمتيه فإن ثوابه عندي الجنة ". قيل: وما كريمتاه؟ قال:
" عيناه، ومن عال ثلاث بنات يرحمهن وينفق عليهن ويحسن أدبهن دخل الجنة " فقال:
له أعرابي: يا رسول الله أو اثنتين؟ قال: " أو اثنتين " قال: قال ابن عباس: هذا
والله من كرائم الحديث وغرره.
275

قلت: روى الترمذي منه إلى قوله: إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر ".
باب ما جاء في الأيتام:
(907) حدثنا عبد الله بن الزبير الحميدي، ثنا سفيان، ثنا صفوان بن سليم، عن
أنيسة، عن أم سعيد بنت مرة الفهرية، عن أبيها، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" أنا وكافل اليتيم له أو لغيره في الجنة كهاتين " وأشار الحميدي بالوسطى والسبابة.
(908) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا فائد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن
أبي أوفى، قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتاه غلام فقال: يا رسول الله غلام
يتيم وله أم أرملة وأخت يتيمة أطعمنا أطعمك الله أعطاك الله من عنده حتى يرضى،
قال: " ما أحسن ما قلت يا غلام، يا بلال أذهب إلى أهلنا فأتنا بما وجدت عندهم
من طعام " فذهب فجاء بإحدى وعشرين تمرة فوضعها في كف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فرفعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى فيه فدعا فيه بالبركة ثم قال: " يا غلام سبع لك وسبع
لأمك وسبع لأختك فتغدى بتمرة وتعشى بأخرى " فانصرف الغلام، فقام إليه معاذ
ابن جبل فوضع يده على رأسه وقال: يا غلام جبر الله يتمك وجعلك خلفا من أبيك
وكان من أولاد المهاجرين، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قد رأيت يا معاذ ما
صنعت " فقال: رحمة له يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والذي نفس
محمد بيده لا يلي مسلم يتيما فيحسن ولايته فيضع يده على رأسه إلا رفع الله له بكل
شعرة درجة وكتب له بكل شعرة حسنة ومحا عنه بكل شعرة سيئة ".
(909) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين " وأشار بالوسطى
والسبابة.
(910) حدثنا يزيد، ثنا الحسن، ثنا الأسود بن عبد الرحمن العدوي، عن هصان
276

ابن كاهل، عن الأشعري، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما قعد يتيم مع قوم على
قصعتهم فيقرب قصعتهم شيطان ".
6 - باب ما جاء في الجار:
(911) حدثنا يحيى بن إسحاق، ثنا ابن لهيعة، عن جبير بن أبي حكيم، عن عراك
ابن مالك قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن فلانا جاري
يؤذيني فقال: " كف أذاك عنه واصبر على أذاه " فلم يلبث إلا يسيرا حتى جاء فقال:
يا رسول الله إن فلانا جاري الذي كان يؤذيني قد مات، قال: فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " كفى بالدهر واعظا وكفى بالموت مفرقا ".
7 - باب حق المسلم على أخيه:
(912) حدثنا عاصم بن علي، ثنا أبو عوانة، ثنا عمر بن أبي سلمة، عن أبيه، عن
أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " ثلاث كلهن حق على كل مسلم: عيادة
المريض، وشهود الجنازة، وتشميت العاطس إذا حمد الله ".
(913) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، حدثني
أبي أنه جمعهم مرسا لهم في مغزى لهم مركبهم ومركب أبي أيوب الأنصاري، قال:
فلما حضر غداءنا أرسلنا إلى أبي أيوب وإلى أهل مركبه فجاء أبو أيوب، فقال:
دعوتموني وأنا صائم وكان على من الحق أن أجيبكم، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " حق المسلم على المسلم ست خصال واجبة فمن ترك خصلة منها فقد ترك
حقا واجبا لأخيه عليه: أن يجيبه إذا دعاه، وأن يسلم عليه، وأن يشمته إذا عطس
وأن ينصحه إذا استنصحه، وأن يعوده إذا مرض، وأن يتبع جنازته إذا مات " قال:
وكان فينا رجل مزاح وكان رجل يلي نفقاتنا، فجعل المزاح يقول للذي يلي نفقاتنا:
جزاك الله خيرا وبرا، فلما أكثر عليه جعل يغضب ويشتم، فقال المزاح: ما تقول
يا أبا أيوب إذا أنا قلت لرجل جزاك الله خيرا وبرا شتمني؟ فقال أبو أيوب: اقلب
له، ثم قال أبو أيوب: كنا نقول من لم يصلحه الخير أصلحه الشر، فقال المزاح
277

للرجل: جزاك الله شرا وغرا، فضحك ورضي، فقال: لا تدع بطالتك على حال،
فقال المزاح: جزى الله أبا أيوب خيرا وبرا قد قال لي.
8 - باب في قضاء الحوائج:
(914) حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، ثنا يوسف بن عطية، حدثنيه عن ثابت،
عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الخلق كلهم عيال الله، وأحبهم إلى
الله أنفعهم لعياله ".
(915) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر
ابن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن من موجبات المغفرة إدخالك
السرور على أخيك المسلم، إشباع جوعته، وتنفيس كربته ".
9 - باب المكافأة:
(916) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عمارة بن غزية،
عن أبي سعد مولى الأنصار، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" من أعطي عطاء فقدر أن يجزي به فليجز، ومن لم يقدر فليحسن الثناء، فإن
لم يفعل فقد كفر النعمة، ومن تحلى بما لم يعط فهو كلابس ثوبي زور ".
(917) حدثنا روح بن عبادة، ثنا موسى بن عبيدة، أخبرني محمد بن ثابت، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا
فقد أبلغ في الثناء ".
10 - باب في المودة:
(918) حدثنا داود بن رشيد، ثنا عمر بن حفص، عن أبي محمد الأنصاري
278

الساعدي، عن يزيد، عن أبي حميد الساعدي، قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " أد المودة لمن وادك فإنها أثبت ".
11 - باب ما جاء في الحلف:
(919) حدثنا إسحاق بن الطباع، ثنا عبد الله بن لهيعة، عن عمرو بن شعيب،
عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أوفوا الخلفاء عهودهم التي
عقدت أيمانكم " قالوا: وما عقدهم يا رسول الله؟ قال: " العقل عنهم والنصر
عنهم ".
(920) حدثنا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا شريك بن عبد الله، عن سماك بن
حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " كل حلف كان
في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة أو حدة، أو شدة وحدة ".
12 - باب المؤاخاة:
(921) حدثنا بشر بن عمر، ثنا عبد الرحمن بن عبد الله المسعودي، عن القاسم،
قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين عبد الله بن مسعود وبين الزبير الإخوة التي كانوا
يتوارثونها قبل أن تنزل آية المواريث، قال: وأوصى عبد الله إلى الزبير.
13 - باب ما جاء في الجلوس:
(922) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا حماد بن سلمة، عن عبد الملك بن
عمير، عن ابن شيبة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا دخل أحدكم إلى القوم
فأوسع له فليجلس فإنما هي كرامة من الله - عز وجل - أكرمه بها أخوه المسلم
فإن لم يوسع له فلينظر أوسعها مكانا فليجلس فيه ".
14 - باب في الزيارة:
(923) حدثنا أبو عاصم، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء عن أبي هريرة، قال:
279

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " زر غبا تزدد حبا ".
(924) حدثنا أبو نعيم، ثنا طلحة فذكره.
(925) حدثنا خالد بن خداش، ثنا حماد، عن محمد بن فضاء، قال: رأيت
النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال: " زوروا ابن عون فإن الله يحبه وأنه يحب الله ".
15 - باب الضيافة:
(926) حدثنا يزيد، أنبأ الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " الضيافة ثلاثة أيام فما زاد فهو صدقة ".
16 - باب رحمة البهائم:
(927) حدثنا بشر بن عمر، ثنا عبد الله بن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن أبي
الأزهر، أن رجلا مر بفرخي طير على النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبوهما يتحوم عليهما، فقال:
يا رسول الله أخذت هذين الفرخين وأبوهما يتحوم عليهما، فقال له رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألا تركت له أحدهما فتقر به عينه ".
(928) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، ثنا سعيد بن
مسروق، عن أبي عمرو الشيباني، عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: كنا
مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأصاب بعضهم فرخ عصفور، فجعل العصفور يقع على
رحالهم، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يرد عليه فرخه، ثم قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " لله أرحم بعباده من هذا العصفور بفروخه ".
(929) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا عبد الغفور بن عبد العزيز، ثنا عبد العزيز
ابن أبي سعيد الأنصاري، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله ليرحم
عبده المؤمن يوم القيامة برحمته العصفور ".
280

كتاب علامات النبوة
1 - باب ما جاء في اليسع والخضر - صلى الله على نبينا وعليهما وسلم:
(930) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا القاسم بن بهرام، ثنا أبان، عن أنس بن
مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الخضر في البحر واليسع في البر
يجتمعان كل ليلة عند الردم الذي بناه ذو القرنين بين الناس وبين يأجوج ومأجوج
ويحجان أو يجتمعان كل عام ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل........ ".
قلت: وقد ذهب من الأصل مقدار ثلث سطر.
2 - باب أول أمر نبينا - صلى الله عليه وسلم:
(931) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا فرج بن فضالة، عن لقمان بن عامر، عن أبي
أمامة، قال: قلت: يا نبي الله ما كان بدء أمرك قال: " دعوة أبي إبراهيم، وبشرى
عيسى، ورأت أمي أنه خرج منها نور أصاب منه قصور الشام ".
(932) حدثنا داود بن المحبر، ثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن يزيد بن
بابنوس، عن عائشة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نذر أن يعتكف شهرا هو وخديجة بحراء
فوافق ذلك شهر رمضان، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فسمع السلام عليك،
قال: " فظننتها فجأة الجن فجئت مسرعا حتى دخلت على خديجة فسجتني ثوبا،
وقالت: ما شأنك يا ابن عبد الله؟ قلت: سمعت السلام عليك فظننتها فجأة الجن،
فقالت: أبشر يا ابن عبد الله فإن السلام خير، قال: ثم خرجت مرة أخرى فإذا
281

جبريل على الشمس جناح له بالمشرق وجناح له بالمغرب، قال: فهلت منه فجئت
مسرعا فإذا هو بيني وبين الباب فكلمني حتى أنست به، ثم أوعدني موعدا فجئت
إليه فأبطأ على فأردت أن أرجع فإذا أنا به وبميكائيل قد سد الأفق فهبط جبريل
فبقي ميكائيل بين السماء والأرض فأخذني جبريل فسلقني لحلاوة القفا ثم شق عن
قلبي فاستخرجه، ثم استخرج منه ما شاء الله أن يستخرج ثم غسله في طست من
ذهب بماء زمزم ثم أعاده مكانه، ثم لأمه، ثم أكفأني كما يكفأ الأديم أو الآنية ثم
ختم في ظهري حتى وجدت مس الخاتم في قلبي ثم قال: اقرأ، قلت: ما قرأت
كتابا قط، فلم أدرك ما اقرأ، ثم قال: اقرأ فقلت: ما أقرأ فقال: (اقرأ باسم
ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم). حتى انتهى إلى خمس
آيات منها، فما نسيت شيئا بعد، ثم وزنني برجل فوزنته، ثم وزنني بآخر فوزنته،
حتى وزنت بمائة رجل، فقال ميكائيل من فوقه: أمة ورب الكعبة، ثم أقبلت
فجعلت لا يلقاني حجر ولا شجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله حتى دخلت
على خديجة فقالت السلام عليك يا رسول الله ".
3 - باب فيما كان عند أهل الكتاب من علامات نبوته:
(933) حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا شريك، عن عبيد المكتب، عن أبي
الطفيل، عن سلمان، قال: خرجت إلى الشام في طلب العلم فدللت على راهب،
فسألتهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: قد بلغنا أن نبيا قد ظهر بأرض تهامة فإن كان
يقبل الهدية، قال: فدخلت إلى المدينة فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - بصاع من تمر، فقال:
" هدية هذا أم صدقة " قلت: بل صدقة، فقبض يده وأشار إلى أصحابه أن
كلوا، قال: ثم أتيته بصاع من تمر فقال: " هدية هذا أم صدقة؟ " قلت: بل هدية،
قال: فمد يده فأكل وأشار إلى أصحابه أن كلوا، قال: فقمت على رأسه ففطن لما
أريد، قال: فألقى رداءه عن ظهره، قال: فرأيت خاتم النبوة في ظهره، قال:
فأكببت عليه وشهدت، قال: وكاتبت وسألت النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مكانتي فناولني
هنيهه من ذهب فلو وزنت بأحد لكانت أثقل.
4 - باب:
(934) حدثنا سعيد بن عامر، عن حبيب بن الشهيد، عن عكرمة بن خالد
282

المخزومي، أن ناسا من قريش ركبوا البحر عند مبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - فألقتهم الريح
إلى جزيرة من جزائر البحر، فإذا فيها (رجل)، قال: ما أنتم؟ قالوا: نحن ناس
من قريش، قال: وما قريش؟ قالوا: أهل الحرم وأهل كذا، فلما عرف قال: نحن
أهلها لا أنتم، قال: فإذا هو رجل من جرهم، قال: أتدرون لأي شئ (سمي
أجيادا؟، كانت خيولنا جياد عطفت) عليه، قال: قالوا له: إنه قد خرج فينا رجل
يزعم أنه نبي وذكروا له أمره فقال: اتبعوه فلولا حالي التي أنا عليها للحقت معكم إليه.
5 - باب في فضله:
(935) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، عن عبد
الله بن غالب، عن حذيفة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنا سيد الناس يوم
القيامة ".
(936) حدثنا أبو يحيى زكريا بن عدي التيمي الكوفي، أنبأ سلام، عن أبي إسحاق،
عن عبد الله بن غالب، قال: قال حذيفة: محمد - صلى الله عليه وسلم - سيد الناس يوم القيامة.
(937) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عامر بن يساف، عن أيوب بن عتبة، عن
عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله أنت سيد العرب؟ قال: " أنا سيد ولد آدم
ولا فخر وآدم تحت لوائي ولا فخر ".
(938) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا سعيد بن زيد، عن عمرو بن مالك النكري،
عن أبي الجوزاء، عن ابن عباس، قال: ما خلق الله وما ذرء نفسا أكرم عليه من
محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما سمعت الله - تبارك وتعالى - أقسم بحياة أحد إلا بحياته فقال:
(لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون).
(939) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا محمد بن عبد الله بن
أبي يعقوب، عن بشر بن شغاف، قال: سمعت عبد الله بن سلام يقول: إن أكرم
خليقة الله عليه أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -، وإن الجنة في السماء والنار في الأرض، فإذا
283

كان يوم القيامة بعث الله الخليقة أمة أمة ونبيا نبيا حتى يكون أحمد وأمته آخر الأمم
مركزا، ثم يوضع جسر على جهنم ثم ينادي مناد: أين أحمد وأمته فيقوم ويتبعه
أمته: برها وفاجرها.
(940) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا شيخ من بني تميم، قال: سمعت أنس بن مالك
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنا سابق العرب ".
(941) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا الثوري، عن أبيه، عن منذر الثوري، عن
الربيع بن خثيم، قال: " لا أفضل على إبراهيم خليل ربي أحدا، ولا أفضل على نبينا
أحدا ".
6 - باب في شجاعته:
(942) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية الجعفي، عن أبي
إسحاق، عن حارثة بن مضرب، عن علي، قال: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم
القوم اتقينا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فما يكون منا أحد أدنى إلى العدو منه. قلت: رواه
النسائي في السير، ولم أجده في الصغرى.
7 - باب انتصاره بالله تعالى:
(943) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا ابن أبي الرجال، أنبأ عبد الله بن أبي بكر،
قال: كان أبو سفيان بن حرب جالسا في ناحية المسجد، فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم -
من بعض بيوته ملتحفا في ثوب، فقال أبو سفيان وهو في مجلسه: ليت شعري بأي
شئ غلبتني؟ قال: فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ضرب ظهره بيده ثم قال: " بالله
غلبتك " قال: أشهد أنك رسول الله.
8 - باب في جوده:
(944) حدثنا يزيد، أنبأ محمد بن إسحاق، عن موسى بن يسار، عن أبي هريرة،
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لو كان أحد عندي ذهبا لسرني أن لا تمر على وعندي
منه شئ إلا شئ أرصده في دين يكون علي ".
284

(945) حدثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن يحيى بن
وثاب، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، قال: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على
بلال وعنده صبر من تمر، فقال: " ما هذا يا بلال؟ " قال: أعددت لك ولضيفانك،
قال: " أما تخشى يا بلال أن يكون له بخار في نار جهنم، أنفق بلال ولا تخش من
ذي العرش إقلالا ".
9 - باب فيما فضله الله به وأجله:
(946) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمرو بن ذر، ثنا مجاهد، قال: قال
النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر: " أعطيت خمس خصال لم يعطهن أحد كان قبلي أرسل
كل نبي إلى أمته بلسانها وأرسلت إلى الأحمر والأسود من خلقه، ونصرت بالرعب
ولم ينصر به أحد قبلي يسمع بي القوم وبيني وبينهم مسيرة شهر فيهربون مني، وأحلت
لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا أينما كنت منها
ولم أجد الماء تيممت بالصعيد وصليت فكان لي مسجدا وطهورا ولم يفعل ذلك بأحد
كان قبلي ".
(947) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا الثوري، عن معمر، عن ابن طاوس، عن
أبيه، قال: أعطي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوة أربعين رجلا في الجماع.
(948) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إسرائيل، عن ثوير، عن مجاهد، قال: أعطي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضع وأربعين رجلا كل رجل من أهل الجنة.
(949) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عمر بن عثمان المخزومي، عن سلمة بن عبد الله
ابن سلمة بن أبي سلمة، عن أبيه، عن جده، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما خطب أم سلمة
قال: " مري ابنك أن يزوجك - أو قال يزوجها ابنها " وهو يومئذ صغير لم يبلغ.
10 - باب مشي الملائكة خلفه:
(950) حدثنا عبد العزيز، ثنا سفيان الثوري، عن الأسود بن قيس العبدي، عن
نبيح أبي عمرو العنزي، عن جابر بن عبد الله، قال: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
285

فقال لأصحابه: " امشوا خلفي وخلوا ظهري للملائكة " قلت: لجابر عند ابن ماجة
أنهم كانوا يفعلون ذلك من غير أمر منه.
11 - باب في معجزته:
(951) حدثنا أبو النضر، ثنا سليمان - يعني ابن المغيرة - عن حميد، عن يونس،
عن البراء، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسير، فأتينا على ركية دمنة -
يعني قليلة الماء، قال: فنزل فيها خمسة أنا سادسهم، قال: فأدليت إلينا دلو، قال:
ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على شفة الركى، فجعلنا فيها نصفها أو قريب ثلثيها، فرفعت
إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فغمس يده فيها، قال: فقال ما شاء الله أن يقول قال:
فأعيدت إلينا الدلو بما فيها، قال: فلقد رأيت أحدنا أخرج بقوة خشية الغرق.
12 - باب فيما أخبر به من المغيبات:
(952) حدثنا شاذان، ثنا أبو هلال، ثنا أبو الوازع من بني راسب، عن أبي أمين،
عن أبي هريرة، قال: انطلقت أنا وعبد الله بن عمرو، وسمرة بن جندب نطلب
النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل لنا توجه نحو مسجد التقوى، قال: فانطلقنا فإذا هو قد أقبل،
فلما رأيناه جلسنا، فلما دنا قمنا فسلمنا عليه فإذا يده اليمنى على كاهل أبي بكر ويده
اليسرى على كاهل عمر، قال: فقال: " من هؤلاء يا أبا بكر؟ " فقال: هؤلاء
يا رسول الله أبو هريرة وعبد الله بن عمرو وسمرة بن جندب، فقال: " أما إن آخرهم
موتا بالنار " قلت: سقط سمرة في قدر مسخن بالنار فمات فيها، قلت: وقد تقدمت
قصته مع أبي سفيان في باب انتصاره بالله تعالى.
13 - باب في حسن خلقه وتواضعه:
(953) حدثنا عبد الوهاب، ثنا أبو الورقاء، عن عبد الله بن أبي أوفى، قال: كان
بالمدينة مقعد، فقال لأهله: ضعوني على طريق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد
فوضعوه، فجعل كلما اختلف إلى المسجد سلم على المقعد، وأراد أهل المقعد أن يردوه
إلى أهله فقال المقعد: لا والله ما أبرح هذا المكان ما عاش رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
ابنوا لي خصا فبنوا له خصا، فكان المقعد في الخص كلما مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
286

إلى المسجد دخل الخص وسلم على المقعد ولاطفه في المسألة، وكان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أصاب طرقه من الطعام بعث بها إلى المقعد، فبينا نحن عند رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أتاه آت ينعى له المقعد فاسترجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند ذلك
ونهض ونهضنا معه، فلما دنا من الخص قال لأصحابه: " لا يقربن الخص أحد منكم "
فدخل النبي - صلى الله عليه وسلم - الخص فإذا جبريل - عليه السلام -، فقال له جبريل: أما إنك
لو لم تأتنا كفيناك أمره، فأما إذ جئت فأنت أولى به، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فغسله بيده وكفنه وجبنه وصلى عليه وأدخله قبره.
(954) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا عدي بن الفضل، عن يونس بن عبيد، عن
ثابت، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أشد الناس لطفا
بالعباس - رضوان الله عليه - والله ما كان يمتنع في غداة باردة من عبد ولا أمة ولا
صبي أن يأتيه بالماء فيغسل وجهه وذراعيه، وما سأل سائل قط أذنه إلا أصغى إليه
ولا ينصرف عنه حتى يكون هو الذي ينصرف، وما تناول أحد بيده قط إلا إناه
إناة فلم ينزعه منه حتى يكون هو الذي ينزعها منه.
(955) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا ليث بن سعد، عن الوليد بن أبي الوليد،
أن سليمان بن خارجة أخبره عن خارجة بن زيد أن نفرا دخلوا على أبيه زيد بن ثابت
فقالوا: حدثنا عن بعض أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: كنت جاره، فكان
إذا نزل عليه الوحي بعث إلي فأكتب الوحي حتى إذا ذكرنا الدنيا ذكرها معنا، وإذا
ذكرنا الآخرة ذكرها معنا، وإذا ذكرنا الطعام ذكره معنا فكل هذا أحدثكم عنه.
(956) حدثنا خلف بن الوليد، ثنا الأشجعي، عن سفيان، عن يحيى بن سعيد
الأنصاري، عن علي بن حسين.... قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا ترفعوني
فوق حقي، إن الله اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا " قال سفيان: وبلغني أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم ولكن قولوا
عبد الله ورسوله ".
287

14 - باب في حياته ووفاته:
(957) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا جسر بن فرقد، عن بكر بن عبد الله المزني قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير
لكم تعرض علي أعمالكم فما كان من حسن حمدت الله عليه، وما كان من سئ
استغفرت الله لكم ".
(958) حدثنا عفان بن مسلم البصري، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ ثابت، عن أنس
ابن مالك، أن أم أيمن بكت حين مات النبي - صلى الله عليه وسلم - فقيل لها أتبكين؟ فقالت: إني
والله قد علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيموت ولكني أبكي على الوحي الذي انقطع
عنا من السماء.
(959) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عبد الرحمن بن أبي بكر، حدثني أبي، عن
عبيد بن عمر، عن أبي بكر الصديق، قال: لما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اختلف
أصحابه، فقال بعضهم: ادفنوه في البقيع، وقال بعضهم: ادفنوه في مقابر لأصحابه،
فقال أبو بكر الصديق: أخروا فإنه لا ينبغي رفع الصوت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
حيا ولا ميتا، فقال علي: أبو بكر مؤتمن على ما جاء به، فقال أبو بكر: عهد إلي
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ليس من نبي يموت إلا دفن حيث يقبض.
288

كتاب المناقب
1 - باب فضل أبي بكر الصديق - رضي الله عنه -:
(960) حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو الحارث الوراق، عن بكر بن خنيس، عن
محمد بن سعيد، عن عبادة بن نسي، عن عبد الرحمن بن غنم، عن معاذ بن جبل،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله - عز وجل - يكره في السماء أن يخطأ
أبو بكر الصديق - عليه السلام - في الأرض ".
(961) حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا حصين بن عمر، ثنا مخارق، عن
طارق بن شهاب عن أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - قال: لما نزلت على
النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) قال أبو بكر:
أقسمت أن لا أكلم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا كأخي السرار.
(962) حدثنا خلف بن تميم، ثنا نافع أبو هرمز الجمال، عن عطاء، عن ابن عباس،
قال: جاء رجل من الغزو وبينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرابة من قبل النساء وهو
في بيت عائشة فدخل فسلم، فقال: " مرحبا برجل سلم وغنم " قال: " هات
حاجتك " فقال: أي الناس أحب إليك؟ قال: " هذه خلفي " وهي عائشة، قال:
لم أعنك من النساء، أعنتك من الرجال؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبوها ".
2 - باب فيما اشترك فيه أبو بكر وغيره من الفضل:
(963) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا عمر بن عبيد الخزاز، عن سهيل بن أبي
صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: كنا معشر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ونحن متوافرون نقول: أفضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم
نسكت.
289

(964) حدثنا أبو النضر، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الزهري، عن
سالم، عن ابن عمر، قال: كنا نفاضل بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنقول:
إذا ذهب أبو بكر، وعمر، وعثمان استوى الناس، فنسمع ذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا
ينكره علينا.
(965) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا عبد الرزاق بن عمر، أنبأ عبد الله بن محمد
ابن عقيل، أن جابر بن عبد الله، قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بيت
امرأة سعد بن الربيع بالعوالي، فلما انتهى إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن معه قالت:
مرحبا بك يا رسول الله جعلت فداك ونصبت تحت صور لها، قال: والصور النخل
الذي قد ارتفع شيئا ولم يبلغ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يطلع الآن عليكم رجل
من أهل الجنة " قال: فمكثنا شيئا فطلع علينا أبو بكر الصديق، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " قال: فمكثنا شيئا ثم طلع
علينا عمر بن الخطاب، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يطلع الآن رجل من أهل
الجنة اللهم إن شئت جعلته عليا " قال: فمكثنا شيئا فطلع علي بن أبي طالب فسر
وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بياضا وحمرة، وكان إذا بشر لقي ذلك، وهنأنا رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - على ذلك.
(966) حدثنا إسحاق بن بشر، ثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي المهلب، عن عبيد
الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني أدخلت الجنة، قال: فخرجت من باب أحد أبواب الجنة الثمانية،
قال: فأتيت بالميزان فوضعت فيها وجئ بأمتي فوضعت في الكفة الأخرى فرجحت
بأمتي، ورفعت وجئ بأبي بكر فوضع في كفة الميزان فرجح بأمتي " ثم رفع أبو
بكر وجئ بعمر بن الخطاب فوضع في كفة الميزان فرجح بأمتي " قلت: وبقيت
من الحديث بقية ذهبت بحذف المجلد، والحديث رواه الإمام أحمد مطولا.
(967) حدثنا يزيد، أنبأ سفيان بن حسين، عن يعلى بن مسلم، عن مجاهد، قال:
290

قرأ عمر على المنبر (جنات عدن) قال: هل تدرون ما جنات عدن؟ قصر في الجنة
له خمسة آلاف باب، على كل باب خمسة وعشرون ألف من الحور العين، لا يدخله
إلا نبي، هنيئا لك يا صاحب القبر وأشار إلى قبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو صديق،
هنيئا لأبي بكر، أو شهيد وأني لعمر بالشهادة وأن الذي أخرجني من منزلي بالحثمة
قادر على أن يسوقها إلي.
(968) حدثنا محمد بن عبد الله بن كناسة، ثنا الأعمش، عن حبيب، عن أبي
البختري، قال: ذكرنا عنده أبا بكر وعمر وعليا فقال: نعم المرءان وإني لأجد لعلي
في قلبي من الليط مالا أجد لهما.
(969) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا بشير بن زاذان القرشي، ثنا عمر بن صبح،
عن بعض أصحابه، قال عبد الرحيم: قال لي رجل من أهل العلم سمعته من بشير
ابن زاذان، عن ركين، عن مكحول، عن شداد، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" أبو بكر أرق أمتي وأرحمها، وعمر بن الخطاب أخير أمتي وأعدلها، وعثمان بن
عفان أحيا أمتي وأكرمها، وعلي بن أبي طالب ألب أمتي وأسخاها، وعبد الله بن
مسعود أبر أمتي وأيمنها، وأبو ذر أزهد أمتي وأصدقها، وأبو الدرداء أعدل أمتي
وأتقاها، ومعاوية بن أبي سفيان أحلم أمتي وأجودها ".
(970) حدثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا عبد العزيز بن عبد الله، عن عبد الواحد بن
أبي عون، عن القاسم، قال: قالت عائشة: توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوالله لو نزل
بالجبال الراسيات ما نزل بأبي لهاضها اشرأب النفاق بالمدينة وارتدت العرب، فوالله
ما اختلفوا في نقطة إلا طار أبي بخطها وعنى بها في الإسلام، قال: وكانت تقول مع
هذا الحديث: ومن رأى ابن الخطاب علم أنه خلق غنى للإسلام وكان أحوز بما نسج
وجده قد أعد للأمور أقرانها.
(971) حدثنا يزيد، قال: أنبأ عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الواحد
فذكر نحوه.
(972) حدثنا إسحاق بن بشر، ثنا عبد العزيز فذكر نحوه.
291

3 - مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
(973) حدثنا كثير بن هشام، ثنا جعد، ثنا ثابت بن الحجاج، عن رجل، أن أبا
سفيان جاء فجلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألم تر إلى ختنتك خطبها عمر بن الخطاب
فأبته، فقال: " ما منعها من عمر ما بالمدينة رجل إلا أن يكون نبي أفضل من عمر "
قال: فقلت للذي حدثني: أكان بالمدينة يومئذ أبو بكر؟ قال: لا أدري.
(974) حدثنا عبد الله بن بكر السهمي، ثنا حميد، عن أنس، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " دخلت الجنة فرأيت قصرا من ذهب، فقلت: لمن هذا القصر؟
فقالوا: لشاب من قريش، فظننت أني أنا هو، قلت: من هو؟ قالوا: عمر بن
الخطاب ".
(975) حدثنا سهل، ثنا ابن عون، عن محمد، قال: سأل عمر رجلا عن إبله
فذكر عجفا ودبرا، فقال عمر: إني لأحسبها ضخاما سمانا، قال: فأتى عليه عمر
وهو في إبله يحدوها وهو يقول:
أقسم بالله أبو حفص عمر
ما إن بها من نقب ولا دبر
فاغفر له اللهم إن كان فجر
قال: فقال عمر: ما هذا؟ قال: أمير المؤمنين سألني عن إبلي فأخبرته عنها فزعم
أنه يحسبها ضخاما سمانا وهي كما ترى، قال: فإني أنا أمير المؤمنين عمر إئتني في مكان
كذا وكذا، فأتاه، فأمر بها فقبضت وأعطاه مكانها من إبل الصدقة.
4 - باب فضل عثمان رضي الله عنه:
(976) حدثنا روح، قال: ثنا ابن جريج، قال: أخبرني أبو خالد، عن عبد الله
ابن أبي سعيد قال: حدثتني حفصة بنت عمر بن الخطاب، قالت: كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم قد وضع ثوبا بين فخذيه، فجاء أبو بكر فاستأذن فأذن له
والنبي - صلى الله عليه وسلم - على هيئته، ثم عمر مثل هذه القصة، ثم علي - عليه السلام -،
292

ثم ناس من أصحابه والنبي - صلى الله عليه وسلم - على هيئته، ثم جاء عثمان فاستأذن فأذن له فأخذ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثوبه فتجلله فتحدثوا ثم خرجوا، فقلت: يا رسول الله جاء أبو
بكر وعمر وعلي وسائر أصحابك، فلما جاء عثمان تجللت ثوبك، فقال: " ألا استحي
ممن تستحي منه الملائكة ".
(977) حدثنا داود بن المحبر، ثنا أبو المقدام هشام بن زياد، عن هشام بن عروة،
عن أبيه، عن عائشة، أن عثمان استأذن على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأذن له، فدخل وإزاره
محلولة، فقال: " أدن مني يا عثمان " فدنا منه، ثم قال: " أدن مني يا عثمان " فدنا
منه حتى أصابت ركبته ركبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فزرر عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
ثم قال: " يا عثمان إنك تأتي يوم القيامة وأوداجك تشخب دما فأقول من فعل بك
هذا فتسمي وتشتكي بين أمر وماكر وخادل، فبينما أنت كذلك إذ تسمع هاتف
يهتف من السماء إلا إن عثمان بن عفان قد حكم في أعدائه أو ولي فكيف أنت
يا عثمان عند ذلك؟ " فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثلاثا.
(978) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حسين المعلم، عن نافع، قال لبس ابن عمر الدرع
يوم دار عثمان مرتين، فدخل عليه فقال: صحبت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكنت أعرف
له حق النبوة وحق الولاية، ثم صحبت أبا بكر فكنت أعرف له حق الولاية، ثم
صحبت عمر بن الخطاب فكنت أعرف له حق الوالد وحق الولاية، فأنا أعرف لك
مثل ذلك، فقال: جزاكم الله آل عمر أقعد في بيتك حتى يأتيك أمري.
(979) حدثنا الحكم بن موسى البزاز، ثنا هقل، حدثني الأوزاعي، حدثني محمد
ابن عبد الملك أن المغيرة بن شعبة دخل على عثمان وهو محصور، فقال: قد نزل بك
ما ترى وأنا مخيرك بين خصال ثلاث إن شئت حرقنا لك بابا من الدار سوى الباب
الذي هم عليه فاقعد على رواحلك فتلحق بمكة فإنهم لن يستحلوك وأنت بها، أو
تلحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية، أو تخرج معك عددا وقوة وأنت على
حق وهم على باطل، فقال له عثمان: أما قولك أن تحرق لي بابا من الدار سوى الباب
الذي هم عليه فأقعد على رواحلي فألحق بمكة فإنهم لن يستحلوني وأنا بها فإني سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يلحق رجل بمكة عليه نصف عذاب العالم " فلن أكون
293

إياه، وأما قولك أن ألحق بالشام فإنهم أهل الشام وفيهم معاوية فلن أفارق دار هجرتي
ومجاورة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها، وأما قولك أن أخرج بمن معي فإن معي عددا
وقوة وأنا على الحق وهم على الباطل فلن أكون أول من خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يملأ محجمه من دم مسلم بغير حق.
(980) حدثنا يعقوب بن القاسم أبو يوسف الطلحي، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي،
عن محمد بن عبد الملك، عن المغيرة بن شعبة أنه قال لعثمان، قلت فذكر نحوه إلا
أنه قال: " يلحد بمكة رجل من قريش عليه نصف عذاب العالم ".
(981) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا أبو معشر، قال: سمعت أبا سعيد المقبري يحدث
عن أبي هريرة، قال: كنت محصورا في الدار مع عثمان، فرموا رجلا منا فقتلوه،
فقلت: يا أمير المؤمنين طاب الضراب قتلوا منا رجلا، فقال: عزمت عليك يا أبا
هريرة لما رميت بسيفك فإنما نفسي وسأقي المؤمنين بنفسي، قال أبو هريرة: فرميت
بسيفي فما أدري أين هو حتى الساعة.
(982) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، حدثني موسى بن
عقبة، عن جده، أنه سمع أبا هريرة يقول: ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتنة فحذر
منها، قال: يا رسول الله فما تأمر من أدركها منا؟ قال: " عليكم بالأمين
وأصحابه ". يعني عثمان بن عفان.
(983) حدثنا أبو علي الحسن بن قتيبة الخزاعي، ثنا الفرج بن فضالة، عن مهاجر
ابن حبيب، وإبراهيم بن مسقلة قال: بعث عثمان بن عفان إلى عبد الله بن سلام وهو
محصور، فدخل عليه فقال له: ارفع رأسك ترى هذه الكوة فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أشرف منها الليلة فقال: " يا عثمان أحصروك؟ " قلت: نعم، فأدلى لي دلوا، فشربت
منه فإني لأجد برده على كبدي، ثم قال لي: " إن شئت دعوة الله ينصرك عليهم،
وإن شئت أفطرت عندنا؟ " قال عبد الله: فقلت له: ما الذي أخبرت؟ قال: الفطر
عنده، فانصرف عبد الله إلى منزله، فلما ارتفع النهار قال لابنه اخرج فانظر ما صنع
عثمان فإنه لا ينبغي أن يكون هذه الساعة حيا، فانصرف إليه فقال: قد قتل الرجل
رحمه الله.
294

5 - باب فضل علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -:
(984) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي
صادق، عن حنش بن المعتمر، عن عليم الكندي، عن سلمان الفارسي، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أولكم واردا على الحوض أولكم إسلاما علي بن أبي
طالب ".
(985) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي قال: لما
كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي - عليه السلام - قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" لا تحدث شيئا حتى آتيك " قال: فلم يلبث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن اتبعهما فقام
على الباب فاستأذن فدخل، فإذا علي معتزل عنها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني
قد علمت أنك تهاب الله ورسوله " فدعا (بماء) فمضمض ثم أعاده في الإناء، ثم
نضح به صدرها وصدره وشمت عليهما ثم خرج من عندهما.
(986) حدثنا عبد الرحيم بن واقد الخراساني، ثنا حماد بن عمرو، ثنا إسماعيل بن
رافع، عن زيد بن أسلم أو محمد بن المنكدر - الشك من حماد قال: قال
النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلي: " يا علي خذ الباب فلا يدخلن علي أحد فإن عندي زورا
من الملائكة استأذنوا ربهم أن يزوروني " فأخذ علي الباب، وجاء عمر فاستأذن فقال:
يا علي استأذن لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال على: ليس على رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أذن، فرجع عمر وظن أن ذلك من سخطه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فلم يصبر عمر أن رجع فقال: يا علي أستأذن لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال:
ليس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن، فقال: ولم؟ قال: لأن زوارا من الملائكة عنده
واستأذنوا ربهم أن يزوروه، قال: و كم هم يا علي؟ قال: ثلاثمائة وستون ملكا، ثم
أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عليا بفتح الباب، فذكر ذلك عمر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:
يا رسول الله إنه أخبرني أن زوارا من الملائكة استأذنوا ربهم - تبارك وتعالى أن
يزوروك وأخبرني يا رسول الله أن عددهم ثلاثمائة وستين ملكا، فقال
النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلى: " أنت أخبرت عمر بالزوار؟ " قال: نعم يا رسول الله، قال:
" وأخبرته بعدتهم؟ " قال: نعم، قال: " فكم يا علي؟ " قال: ثلاثمائة وستون
295

ملكا. قال: " وكيف علمت ذلك؟ " قال: سمعت ثلاثمائة وستين نقلة فعلمت أنهم
ثلاثمائة وستون ملكا. فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدره ثم قال: " يا علي
زادك الله إيمانا وعلما ".
(987) حدثنا عبد الرحمن بن زياد، ثنا مروان بن معاوية الفزاري، عن قنان بن عبد
الله، عن زر بن حبيش، عن سعد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما لي ولكم،
من آذى عليا فقد آذاني ".
(988) حدثنا عبد الرحمن بن زياد مولى بني هاشم، ثنا هشيم، عن إسماعيل بن سالم،
عن أبي إدريس الأودي، عن علي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن هذه
الأمة ستغدر بك من بعدي ".
(989) حدثنا الحسن بن موسى، ثنا محمد بن راشد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل،
عن فضالة بن أبي فضالة، قال: خرجت مع أبي إلى ينبع عائدا لعلي وكان مريضا
بها حتى ثقل فقال له أبي: ما يقيمك بهذا المنزل؟ لو مت لم يلك إلا أعراب جهينة
احتمل حتى نأتي المدينة فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلوا عليك، وكان أبو
فضالة من أصحاب بدر، فقال له علي: إني لست ميتا من وجعي هذا إن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي أني لا أموت حتى أؤمر ثم تخضب هذه - يعني لحيته - من
دم هذه - يعني هامته - قال: فقتل أبو فضالة معه بصفين.
6 - باب مناقب سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
(990) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا شيخ، عن عائشة بنت سعد قالت: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " اتقوا دعوات سعد ".
7 - مناقب عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه:
(991) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق،
296

عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حصين، عن عوف بن الحارث، عن أم
سلمة، قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لأزواجه: " إن الذين يحنون عليكن
بعدي لهو الصادق البار، اللهم اسق عبد الرحمن بن عوف من سلسبيل الجنة " قال
إبراهيم: فحدثني بعض أهلنا من ولد عبد الرحمن بن عوف أنه باع أمواله بكيدمة -
وهو سهمه من بني النضير - بأربعين ألف دينار فقسمه على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(992) حدثنا ابن أبي أمية، ثنا أبو عوانة، ثنا عاصم بن كليب الجرمي، قال: ثنا
نفر من بني تميم أنهم كانوا عند عبد الله بن الزبير فقال: حدثني عمر بن الخطاب،
حدثني أبو بكر الصديق، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لم يمت نبي قط حتى
يؤمه رجل من أمته ".
8 - باب في فضل فاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحسن والحسين
(993) حدثنا أبو الوليد خلف بن الوليد، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن يزيد بن أبي
زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة
نسائهم إلا ما كان من مريم بنت عمران ".
(994) حدثنا عبد الله بن محمد، أنبأ حماد، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " مريم خير نساء عالمها، وفاطمة خير نساء عالمها ". (995) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ علي بن زيد، عن علي بن الحسين،
أن عليا بن أبي طالب - عليه السلام - أراد أن يخطب بنت أبي جهل فقال الناس:
أترون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجد من ذلك، فقال ناس: وما ذاك إنما هي امرأة من
النساء، وقال ناس: ليجدن من هذا يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
" أما بعد فما بال أقوام يزعمون أني لا أجد لفاطمة وإنما فاطمة بضعة مني، إنه
ليس لأحد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله ".
297

(996) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا حسين المعلم، عن محمد بن علي قال: اصطرع
الحسن والحسين عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " هي
حسن " فقالت له فاطمة: يا رسول الله تعين الحسن كأنه أحب إليك من الحسين؟
قال: " إن جبريل يعين الحسين وأنا أحب أن أعين الحسن ".
(997) حدثنا خالد بن خداش، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن معاوية بن أبي مزرد،
عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: بصر عيني وسمع أذني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ
بيد حسن أو حسين وأكبر ظني أنه حسين ووضع قدميه على قدميه.
(998) حدثنا خلف بن الوليد، ثنا الأشجعي، عن سفيان، قال: وبلغني أن عليا
ابن الحسين جاءه قوم فأثنوا عليه فقال: ويحكم ما أكذبكم وأجرأكم على الله، نحن
قوم من صالحي قومنا تحسبنا أن يكون من صالحي قومنا.
9 - باب في فضل مريم وخديجة - رضي الله عنهما -:
(999) حدثنا ابن كناسة، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها
خديجة ".
10 - باب في فضل عائشة رضي الله عنها:
(1000) حدثنا إسماعيل بن أبي إسماعيل، ثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن
عبد الله بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب أن عائشة ذكرت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال: " دعوا عائشة فإنها صوامة قوامة زوجتي في الدنيا وزوجتي في الآخرة ".
(1001) حدثنا أبو الوليد خلف بن الوليد، ثنا إسماعيل بن زكريا، عن
298

الأعمش، قال: سمعت أبا صالح يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " فضل عائشة
على نساء هذه الأمة كفضل الثريد على سائر الطعام ".
(1002) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا معمر بن أبان بن حمران، ثنا الزهري،
حدثني عروة بن الزبير، قال: قالت عائشة: خرجت أنا وأم مسطح الأنصارية لحاجة
لنا فعثرت في مرط لها من صوف، فقالت: تعس مسطح، فقالت: بئس ما قالت
لرجل يحبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: فذكر الحديث إلى أن قال: فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا عائشة أبشري فقد أنزل الله عذرك من السماء " فقام إلي أبي
وأمي فقبلوني، فدفعت في صدورهما فقلت: بغير حمد كما ولا حمد صاحبكما أحمد الله
على ما عذرني وبرأني وسأطيعكما إذ لم (.......) بأنفسكما خيرا، فخرج رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى مجلس الأنصار والأنصار حوله فقال: " ما يريد مسطح ودونه
مني ومن أهلي " وقد كان صفوان يدخل علي قبل الحجاب فما رأيت منه شيئا قط
أكرهه فقالت الأنصار: رحل عنا فلنقتله - يعنون مسطحا - فكثر اللغط بين الأوس
والخزرج فأسكتهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أبو بكر: والله لا أنفق على مسطح شيئا
أبدا - وكان مسكينا ينفق عليه أبو بكر - فأنزل الله - عز وجل - (ولا يأتل أولوا
الفضل منكم والسعة) إلى قوله: (وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم
والله غفور رحيم) قال أبو بكر: بلى وربي إني لأحب أن يغفر الله لي قد فرض الله
لكم تحلة أيمانكم فأحل يمينه وأنفق عليه.
(1003) حدثني يحيى بن هاشم، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت:
حملني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عاتقه والحبشة يلعبون الدركلة فقال: " يا عائشة
انظري هؤلاء الحبشة كيف يلعبون " قلت: ذكرته لذكر حمله - صلى الله عليه وسلم -.
11 - باب فضل حفصة - رضي الله عنها -:
(1004) حدثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، أنبأ أبو عمران الجوني، عن قيس بن
زيد، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة، فجاء خالاها قدامة وعثمان ابنا مظعون
299

فبكت وقالت: أما والله ما طلقني عن شبع، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتجلببت
فقال: " إن جبريل قال لي راجع حفصة فإنها صوامة قوامة وإنها زوجتك في الجنة ".
(1005) حدثنا يونس بن محمد، ثنا حماد، عن أبي عمران الجوني، عن قيس بن
زيد أو يزيد، قلت: فذكر نحوه.
(1006) حدثنا أبو الوليد خلف بن الوليد، ثنا هشيم، عن حميد الطويل، عن أنس
ابن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طلق حفصة وأمر أن يراجعها فراجعها.
12 - باب فضل أم سلمة رضي الله عنها:
(1007) حدثنا روح، ثنا ابن جريج، أخبرني حبيب بن أبي ثابت، أن عبد الحميد
ابن عبد الله بن أبي عمرو، والقاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
أخبراه أنهما سمعا أبا بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، يخبر عن أم سلمة،
أن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرته أنها لما قدمت المدينة أخبرتهم أنها ابنة أبي
أمية بن المغيرة فكذبوها وقالوا: ما أكذب الغرائب، حتى أنشأ ناس منهم في الحج
فقالوا: أتكتبين إلى أهلك فكتبت معهم فرجعوا إلى المدينة فصدقوها وازدادت عليهم
كرامة، قالت: فلما وضعت زينب جاءني النبي - صلى الله عليه وسلم - فخطبني فقلت: ما مثلي
ينكح، أما أنا فلا ولد في وأنا غيور ذات عيال، قال: " أنا أكبر منك، وأما الغيرة
فيذهبها الله عنك، وأما العيال فإلى الله ورسوله " فتزوجها فجعل يأتيها فيقول: " أين
زناب " حتى جاء عمار بن ياسر فاختلجها وقال: هذه تمنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وكانت ترضعها فجاء النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: " أين زناب " فقالت قريبة فوافقتها عندها
أخذها عمار بن ياسر، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إني آتيكم الليلة " قالت: فوضعت
تفالي وأخرجت حبات من شعير كانت في جرن وأخذت شحما فعصدته به فبات ثم
أصبح فقال حين أصبح: " إن لك على أهلك كرامة فإن شئت سبعت لك وإن أسبع
لك أسبع لنسائي " قلت: في الصحيح إن شئت سبعت إلى آخره.
300

13 - باب صفية:
(1008) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا حميد بن الأسود، ويزيد بن إبراهيم، عن
حميد، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استبرأ صفية بحيضة فقيل له: أمن أمهات
المؤمنين أم من أمهات الأولاد؟ قال: " من أمهات المؤمنين " قلت: لأنس في الصحيح
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعتقها وجعل عتقها صداقها.
14 - باب فضل عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وغيرهما:
(1009) حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن سلمة، ثنا عبد الله بن عثمان بن
خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كنت في بيت ميمونة بنت الحارث
فوضعت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طهورا، فقال: " من وضع هذا " فقالت ميمونة:
عبد الله، فقال: " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " قلت: في الصحيح بنحوه
غير قوله: " وعلمه التأويل ".
(1010) حدثنا روح، ثنا حفص بن خالد بن سارة، أن أباه أخبره أن عبد الله
ابن جعفر قال: لو رأيتني وقثما وعبيد الله ابني عباس ونحن صبيان نلعب إذ مر
النبي - صلى الله عليه وسلم - على دابة فقال: " ارفعوا هذا إلي " فحملني أمامه، وقال لقثم:
" ارفعوا هذا إلي " فجعله وراءه، وكان عبيد الله أحب إلى عباس من قثم فما استحيا
من أن حمل قثما وتركه، قال: ثم مسح على رأسي ثلاثا كلما مسح قال: " اللهم
اخلف جعفرا في ولده " قال: قلت لعبد الله: ما فعل قثم؟ قال: استشهد. قلت:
الله أعلم ورسوله بالخير، قال: أجل.
15 - باب فضل أصهار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(1011) حدثنا إسحاق بن بشر، ثنا عمار بن سيف الضبي وصبي سفيان الثوري
أبو عبد الرحمن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر أو عمرو،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سألت ربي أن لا أتزوج إلى أحد من أمتي ولا
أزوج أحدا من أمتي إلا كان معي في الجنة فأعطاني ذلك ".
301

(1012) حدثنا داود بن رشيد، ثنا جرول بن جيفل، ثنا القاسم بن يزيد، عن
أبي عبد الله بن مرزوق أو ابن رزق قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " عزيمة من
ربي وعهد عهده إلي أن لا أتزوج إلى أهل بيت ولا أزوج شيئا من بناتي إلا كانوا
رفقائي في الجنة ".
16 - باب في المهاجرين:
(1013) حدثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا قيس، عن عثمان بن أبي زرعة، عن مولاة
لأبي موسى، عن أبي موسى في قوله - عز وجل -: (الأولون من المهاجرين) قال:
من صلى القبلتين مع النبي - صلى الله عليه وسلم -.
17 - باب فضل ابن مسعود:
(1014) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا حبيب الأسدي، عن عمارة بن عمير، عن
قيس بن مروان الجعفي، قال: سمعت عمر بن الخطاب، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " من سره أن يقرأ القرآن رطبا كما أنزل فليقرأه بقراءة ابن
مسعود ".
(1015) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عيسى بن دينار، عن أبيه، قال: سمعت
عمرو بن الحارث الخزاعي يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من يسره أن يقرأ
القرآن غضا كما أنزل من السماء فليقرأ القرآن من ابن أم عبد ".
(1016) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا المسعودي، عن عبد الملك بن عمير، عن
أبي المليح، عن ابن مسعود، قال: كنت استر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا اغتسل
وأوقظه إذا نام، وأمشي معه في الأرض وحشاء.
(1017) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن،
302

قال: كان ابن مسعود يلبس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نعليه ثم يأخذ العصاء فيمشي بها
بين يديه، فإذا بلغ مجلسه خلع نعليه من رجليه فأدخلهما في ذراعيه وأعطاه العصا،
فإذا قام ألبسه نعليه ثم مشى أمامه حتى يدخل الحجرة قبله.
(1018) حدثنا روح، ثنا ابن جريج، قال: قال عطاء: بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب
إذ قال: " اجلسوا " فسمع ابن مسعود فجلس بباب المسجد في جوف المسجد أو
الشمس فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " تعال يا عبد الله بن مسعود ".
18 - باب فضل عمار بن ياسر:
(1019) حدثنا عبد العزيز، ثنا القاسم بن الفضل، عن عمرو بن مرة، عن سالم
ابن أبي الجعد، عن عثمان بن عفان، قال: لقيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبطحاء فأخذ
بيدي، فانطلقت معه فمر بعمار وبأم عمار وهما يعذبان فقال: " صبرا آل ياسر فإن
مصيركم إلى الجنة ".
(1020) حدثنا عبيد الله بن محمد، ثنا حماد، عن أبي التياح، عن عبد الله بن أبي
الهذيل، عن عمار، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " تهلك الفئة الباغية ".
(1021) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد الوارث، ثنا أبو التياح، عن ابن أبي
الهذيل، أن عمارا كان رجلا ضابطا، كان ينقل حجرين حجرين فلقيه النبي - صلى الله عليه وسلم -
فدفع في صدره وجعل ينفض التراب عن صدره وعن رأسه وهو يقول: " ويحك يا بن
سمية تقتلك الفئة الباغية ".
19 - باب فضل أبي ذر الغفاري وأبي الدرداء رضي الله عنهما:
(1022) حدثنا داود بن رشيد، ثنا محمد بن حرب، عن صفوان، عن أبي المثنى
المليكي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا خرج إلى أصحابه قال: " عويمر حكيم أمتي
وجندب طريد أمتي يعيش وحده ويموت وحده والله وحده يكفيه ".
(1023) حدثنا عبد الله بن الرومي، ثنا النضر بن محمد، ثنا عكرمة، ثنا أبو زميل،
عن مالك بن مرثد، عن أبيه، عن أبي ذر قال: كنت رابع الإسلام أسلم قبلي ثلاثة
303

وأنا الرابع، فأتيت نبي الله - صلى الله عليه وسلم - فقلت: السلام عليك يا نبي الله، أشهد أن لا
إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، قال: فرأيت
الاستبشار في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " من أنت؟ " قلت: أنا جندب رجل
من بني غفار فرأيتها في وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ارتدع.
(1024) وبسنده إلى أبي ذر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا أبا ذر أريت
أني وزنت بأربعين أنت فيهم فوزنتهم " فقالت له امرأة: كأنك قد هم بك، قال:
اسكتي ملأ الله فاك ترابا.
20 - باب فضل سعد بن معاذ:
(1025) حدثنا هوذة بن خليفة، ثنا عوف، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اهتز العرش لموت سعد بن معاذ ".
21 - باب فضل أبي طلحة:
(1026) حدثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان بن سعيد، عن عبد الله بن محمد بن
عقيل، عن جابر بن عبد الله أو أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" لصوت أبي طلحة في الجيش خير من ألف رجل ".
(1027) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد،
عن أنس، أن أبا طلحة قرأ هذه الآية (انفروا خفافا وثقالا) قال: ما أرى ربنا
جل اسمه إلا يستنفرنا شبابا وشيوخا جهزوني، فقلنا: غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
وأبي بكر وعمر وعثمان وأنت شيخ كبير، فقال: جهزوني فجهزناه، فركب البحر
فمات في غزاته تلك فما وجدنا له جزيرة ندفنه فيها إلا بعد سابعة أو قال فما وجدنا
له جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سابعة ولم يتغير.
304

22 - باب فضل حارثة بن النعمان:
(1028) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا المسعودي، عن القاسم قال: جاء الحارث بن
النعمان الأنصاري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يناجي جبريل - عليه السلام -
فجلس ولم يسلم، فقال جبريل لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (هذا علينا) رددنا عليه،
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتعرفه " قال: نعم، هذا من الثمانين الذين صبروا معك
يوم حنين أرزاقهم وأرزاق أولادهم على الله - عز وجل - في الجنة.
23 - باب فضل أبي أيوب الأنصاري:
(1029) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن إبراهيم بن كثير، قال:
سمعت عمارة بن غزية يقول: دخل أبو أيوب على معاوية ومعه رجل من قريش فأمر
لهما بجائزة وفضل القرشيين على أبي أيوب، فلما خرجت جوائزهم قال أبو أيوب:
ما هذا؟ قالوا: أخواك القرشيان فضلهما في جوائزهما، فقال: صدق رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " يا معشر الأنصار إنكم سترون
بعدي أثره فعليكم بالصبر " فبلغته معاوية فقال: صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا أول
من صدقه فقال أبو أيوب: أجره على الله وعلى رسوله لا أكلمه أبدا ولا يؤويني وإياه
سقف بيت ثم خرج من فوره إلى الصائفة فمرض، فأتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو
على الجيش فقال له: هل من حاجة أو توصيني بشئ؟ فقال: ما ازددت عنك وعن
أبيك إلا غنى إلا أنك إن شئت أن تجعل قبري مما يلي العدو من غير أن تشق على المسلمين
فلما قبض كان يزيد كأنه كان على وجل حتى فرغ من غسله فناداه أهل القسطنطينية
إنا قد علمنا أنكم إنما صنعتم هذا لقس كان فيكم أراد أن يجاهدنا حيا وميتا فلو قد
فعلتم نبشناه ثم حرقناه ثم ذريناه في الريح، فقال يزيد، والذي نفسي بيده لئن فعلتم
لا أمر بكنيسة فيما بيني وبين الشام إلا حرقتها، قالوا: فالمتاركة، قال: ما شئتم.
24 - باب فضل خزيمة بن ثابت:
(1030) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا مجالد بن سعيد، ثنا عامر الشعبي، عن النعمان
305

ابن بشير الأنصاري، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اشترى من أعرابي فرسا فجحده
الأعرابي فجاء خزيمة بن ثابت فقال: يا أعرابي أتجحد أنا أشهد عليك أنك بعته، فقال
الأعرابي: إن شهد على خزيمة بن ثابت فاعطني الثمن، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يا خزيمة إنا لم نشهدك فكيف تشهد " قال: أنا أصدقك على خبر السماء ألا أصدقك
على هذا الأعرابي، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهادته بشهادة رجلين، فلم يكن
في الإسلام رجل تجوز شهادته بشهادة رجلين غير خزيمة بن ثابت.
25 - باب فضل عبد الله بن سلام: (1031) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن الحسن قال: لما أراد عبد الله بن سلام الإسلام
دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسلم وقال: أشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى
ودين الحق وأن اليهود يجدونك عندهم في التوراة منعوتا، ثم قال له: أرسل إلى نفر
من اليهود إلى فلان وفلان فسماهم له، وأخبأني في بيتك فسلهم عني وعن والدي فإنهم
سيخبرونك وإني سأخرج عليهم فأشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى ودين الحق لعلهم
يسلمون، ففعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك فخبأه في بيته وأرسل إلى النفر الذين أمره
بهم فدعاهم وفقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما عبد الله بن سلام عند كم، وما
كان والده؟ " قالوا: سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " أرأيتم إن أسلم تسلمون؟ " قالوا: إنه لا يسلم، قال: " أرأيتم
إن أسلم " قالوا: لا يسلم، قال: " أرأيتم إن أسلم " قالوا: لا يسلم، قال: " فدعاه
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج عليهم، ثم قال: أشهد أنك رسول الله أرسلك بالهدى
ودين الحق، وأنهم ليعلمون عنك مثل ما أعلم، قال: فقالت اليهود لعبد الله: ما
كنا نخشاك يا عبد الله على هذه، قال: فخرجوا من عنده وأنزل الله - عز وجل -
في ذلك: (قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل
على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين) (الأحقاف: (10).
26 - باب مناقب عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه:
(1032) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلي بن كعب، عن
306

عبد ربه بن الحكم، عن عثمان بن أبي العاص، قال: كنت أنسى القرآن، فقلت:
يا رسول الله إني أنسى القرآن، فضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدري ثم قال:
" أخرج يا شيطان من صدر عثمان " فما نسيت شيئا بعد أريد حفظه.
27 - باب إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد رضي الله عنهما:
(1033) حدثنا داود بن عمرو، ثنا أبو راشد، عن محمد بن إسحاق، قال:
وحدثني يزيد بن أبي حبيب، عن راشد مولى حبيب بن أوس الثقفي، عن حبيب
ابن أوس، قال: حدثني عمرو بن العاص من فيه قال: لما انصرفنا من الأحزاب على
الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني فقلت لهم: والله إني
لأرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا، وإني قد رأيت رأيا فما ترون فيه؟ قالوا:
وما الذي رأيت قلت: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون معه فإن ظهر محمد على قومنا
كنا عند النجاشي فإنا إن نكون تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد،
وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلم يأتينا منهم إلا خيرا، قالوا: إن هذا الرأي،
قلت: فاجمعوا له ما يهدى له - وكان أحب ما يهدى إليه الإدم - فجمعنا له أدما
كثيرا ثم خرجنا نمشي حتى قدمنا عليه فوالله إنا لعنده إذ جاء عمرو بن أمية الضمري
وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إليه في شأن جعفر وأصحابه، قال: فدخل عليه
ثم خرج من عنده، قال: فقلت لأصحابي: هذا هو عمرو بن أمية فلو قد دخلت
على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه، فإذا فعلت ذلك رأت قريش أنى
قد أجزأت عنها حين قتلت رسول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فدخلت عليه فسجدت
له كما كنت أصنع فقال: مرحبا بصديقي أهديت إلي من بلادك شيئا؟ قلت: نعم
أهديت لك أدما كثيرا ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه، ثم قلت: أيها الملك قد رأيت
رجلا خرج من عندك وهو رسول عدو لنا فأعطينه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا
وأعزتنا، قال: فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره فلو
انشقت لي الأرض لدخلت فيها خوفا منه، ثم قلت له: أيها الملك والله لو ظننت أنك
تكره هذا ما سألتكه، قال: تسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر
الذي كان يأتي موسى فتقتله، قال: قلت: أيها الملك أكذلك هو؟ قال: ويحك
يا عمرو أطعني واتبعه فإنه والله على الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى على
307

فرعون وجنوده، قال: قلت: أتبايعني له على الإسلام؟ قال: نعم، فبسط يده فبايعته
على الإسلام، ثم خرجت على أصحابي وقد حال بأيي غيم كان عليه فكتمت أصحابي
إسلامي ثم خرجت عامدا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإسلامي فلقيت خالد بن الوليد وذلك
قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت: أين يا أبا سليمان؟ قال: والله استقام الميسم
وإن الرجل لنبي اذهب والله أسلم فحتى متى، قال: قلت: فأنا والله ما جئت إلا
للإسلام، فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وتابع وبايع،
ثم دنوت فقلت: يا رسول الله إني أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر
ما تأخر، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يا عمرو بايع فإن الإسلام يجب ما
كان قبله، وأن الهجرة تجب ما كان قبلها " قال: فبايعت ثم انصرفت. قال ابن
إسحاق: فحدثني من لا أتهم أن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة كان أسلم حين أسلما.
28 - باب مناقب جرير:
(1034) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا يونس بن إسحاق، ثنا المغيرة بن شميل
الأحمسي، قال: سمعت جرير بن عبد الله البجلي قال: لما دنوت من المدينة أنخت
راحلتي فحللت عندي ولبست حلتي وانتهيت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يخطب
فسلمت عليه وعلى المسلمين، فقلت لجليسي: هل ذكر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمري؟
قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينا هو يخطب إذ عرض له في خطبته فقال:
" يطلع عليكم من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك " قال:
فحمدت الله على ما أبلاني.
29 - باب مناقب حممة:
(1035) حدثنا عفان، ثنا أبو عوانة، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن
عبد الرحمن الحميري، أن رجلا كان يقال له حممة من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - خرج
غازيا إلى أصبهان في خلافة عمر، وفتحت أصبهان في خلافة عمر فقال: اللهم إن
حممة يزعم أنه يحب لقاك فإن كان حممة صادقا فاعزم له عليه بصدقة وإن كان كاذبا
فاعزم له عليه وإن كره، اللهم لا ترد حممة من سفره هذا، قال: فأخذه الموت فمات
بأصبهان، قال: فقام أبو موسى فقال: يا أيها الناس ألا إنا والله ما سمعنا فيما سمعنا
308

من نبيكم - صلى الله عليه وسلم - ألا إن حممة شهيدا.
30 - باب في عبد الله بن بسر:
(1036) حدثنا داود بن رشيد، ثنا أبو حياة، عن إبراهيم بن محمد بن زياد، عن
أبيه، عبد الله بن بسر، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - وضع يده على رأسه وقال: " يعيش
هذا لغلام قرنا " قال: فعاش مائة سنة، وكان في وجهه ثألول فقال: " لا يموت
حتى يذهب هذا الثألول من وجهه " فلم يمت حتى ذهب الثألول من وجهه.
31 - باب فضل الأنصار:
(1037) حدثنا يزيد بن هارون، أنبأ محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي
هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار،
ولو أن الناس سلكوا واديا أو شعبا وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي
الأنصار وشعبهم ".
32 - باب فضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(1038) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا رشدين بن سعد، ثنا أبو هانئ حميد بن هانئ
الخولاني، عن أبي ذر جندب الغفاري، أنه سمع أبا هريرة يقول بالمدينة: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: " كيف بكم إذا شبعتم من الخبز والزيت " فهللوا و كبروا
ساعة، قالوا: متى يا رسول الله؟ قال: " إذا فتحت الأمصار " ثم قال لهم رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " كيف بكم إذا اختلفت عليكم الألوان وغدوتم بثياب ورحتم
بأخرى؟ " قالوا: متى تأتينا يا رسول الله؟ قال: " إذا فتحت الأمصار وفتحت فارس
والروم " قالوا: فهم خير منا يا رسول الله يدركون الفتوح، قال: " بل أنتم خير منهم
309

وأبناؤكم خير من أبنائهم وأبناء أبنائكم خير من أبناء أبنائهم، لم يأخذوا بشكر، لم يأخذوا بشكر، لم يأخذوا بشكر ".
33 - باب ما جاء في النجاشي وأصحابه رضي الله عنهم:
(1039) حدثنا سريج بن يونس، ثنا مروان، قال: حدثني خصيف، عن سعيد
ابن جبير قال: بعث النجاشي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفدا من أصحابه فقرأ عليهم
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرآن فأقروا وأسلموا وفيهم نزلت هذه الآية: (لتجدن أشد
الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا
الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون) ثم
رجعوا إلى النجاشي وأسلم، ثم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلغته وفاته فصلى عليه كما
يصلى على الميت.
34 - باب أي القرون خير:
(1040) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، عن عاصم، عن خيثمة والشعبي، عن
النعمان بن بشير، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم،
ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يأتي قوم تسبق أيمانهم شهادتهم وشهادتهم
أيمانهم ".
35 - باب فضل أهل اليمن:
(1041) حدثنا يزيد، أنبأ ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد
ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فقال:
" أتاكم أهل اليمن كأنهم السحاب هم خيار من في الأرض " فقال رجل من الأنصار
إلا نحن، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إلا نحن يا رسول الله، فسكت،
فقال: إلا نحن يا رسول الله، فقال: " إلا أنتم كلمة ضعيفة ".
310

36 - باب في أهل عمان:
(1042) حدثنا يزيد - يعني ابن هارون - ثنا جرير، عن الزبير بن الخريت، عن
أبي لبيد، قال: خرج رجل من صاحبه مهاجرا يقال له: بيرح بن أسد فقدم المدينة
بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأيام، قال: فرآه عمر فعلم أنه غريب فقال: ممن
أنت؟ قال: من أهل عمان، قال: من أهل عمان؟ قال: نعم قال: فأخذ بيده
فأدخله على أبي بكر فقال: هذا من أهل الأرض التي سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " إني لأعلم أرضا يقال لها عمان ينضح بجانبها البحر، بها حي من العرب
لو أتاهم رسولي ما رموه بسهم ولا حجر ".
37 - باب في قبائل العرب:
(1043) حدثنا أبو النضر، ثنا سلام بن سليم، عن زيد العمي، عن منصور، عن
ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن قبائل العرب قال:
فشغل عنهم يومئذ أو شغلوه عنه إلا أنهم سألوه عن ثلاث قبائل، سألوا عن بني عامر
فقال: " جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر " وسألوه عن غطفان فقال: " زهرة
تنبع ماء " وسألوه عن بني تميم فقال: " هضبة حمراء لا يضرهم من عاداهم " فقال
الناس: من بني تميم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " أبى الله لبني تميم إلا خيرا هم ضخام
الهام، رجح الأحلام، ثبت الأقدام، أشد الناس قتالا للدجال، وأنصار الحق في
آخر الزمان ".
38 - باب في ناس من أبناء فارس:
(1044) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن شهر بن حوشب، قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لو كان العلم بالثريا لتناوله رجال من أبناء
فارس " قلت: هو في الصحيح غير قوله العلم.
311

39 - باب فضل الشام وأهله:
(1045) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا أبو إسحاق، عن سعيد بن عبد العزيز، عن
أبي إدريس الخولاني، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنكم ستجندون أجنادا
جندا بالشام، وجندا بالعراق، وجندا باليمن " قالوا: يا رسول الله اختر لنا أو خير
لنا، قال: " عليكم بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليسق من غدره فإن الله تكفل لي
بالشام وأهله ".
(1046) قال: وقال سعيد بن عبد العزيز، حدثنا ابن حلبس، عن عبد الله بن
عمرو، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إني رأيت عمود الكتاب انتزع من تحت
وسادتي فأتبعته بصري (فإذا هذا هو نور ساطع) عمد به إلى الشام ألا وإن الإيمان حين
تقع الفتن بالشام ".
40 - باب فضل الأنهار:
(1047) حدثنا سعيد بن شرحبيل، عن ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي
الخير، قال: قال كعب: نهر النيل نهر العسل في الجنة، ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة،
ونهر الفرات نهر الخمرة في الجنة، ونهر سيحان نهر الماء في الجنة، قال: فأطفئ
الله نورهن ليصيرهن إلى الجنة.
41 - باب فيمن يسب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
(1048) حدثنا أحمد بن يونس، حدثني عمران بن زيد، حدثني الحجاج بن تميم،
عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يكون
في آخر الزمان قوم ينبذون الرافضة يرفضون الإسلام ويلفظونه فاقتلوهم فإنهم
مشركون ".
312

كتاب الأذكار
1 - باب ما جاء في التسبيح والتحميد والتهليل:
(1049) حدثنا العباس بن الفضل العبدي، ثنا عبد الوارث، ثنا سنان أبو ربيعة،
عن أنس بن مالك، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ غصنا فنفضه ثم نفضه ثم نفضه فلم ينتفض
ثم نفضه فانتفض ثم قال: " سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر تنفض
الذنوب كما ينفض الشجر الورق ".
(1050) حدثنا عبد الرحمن بن واقد، ثنا حفص بن عبد الله الأفريقي، ثنا حكيم
ابن نافع، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، قال: سئل عثمان بن عفان
عن مقاليد السماوات والأرض فقال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سبحان الله والحمد
لله ولا إله إلا الله مقاليد السماوات والأرض ولا حول ولا قوة إلا بالله من كنوز
العرش، وأما أبو جاد، فالباء بهاء الله والجيم جمال الله، والدال دين الله الذي
ارتضاه لنفسه ولملائكته وأنبيائه ورسله وصالح خلقه، وأما هواز، فالهاء هوان أهل
النار، وأما الزاي فزفير جهنم على أعداء الله وأهل المعاصي، وأما حطي فحطت
عن المذنبين خطاياهم بالاستغفار وأما كلمن فالكاف كمال أهل الجنة حين قالوا (الحمد لله
الذي صدقنا وعده وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين)،
وأما النون فالسمكة التي يأكلون من كبدها قبل دخولهم الجنة. وأما صعفص فصاع
بصاع وفص بفص كما تدين تدان وأما فرست فعرضوا للحساب ".
2 - باب منه:
(1051) حدثنا أبو عمرو مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، ثنا محمد بن طلحة بن مصرف
الأيامي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء بن عازب، أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله
الحمد - عشر مرات - فهو عدل نسمة " قلت: روي هذا الحديث في حديث طويل.
313

3 - باب في لا حول ولا قوة إلا بالله:
(1052) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حياة، عن أبي صخر، عن عبد الله
ابن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة أسري به مر به جبريل على إبراهيم - خليل الله - فقال إبراهيم
لجبريل: " يا جبريل من هذا الذي معك؟ " قال جبريل: " هذا محمد "، فقال
إبراهيم: " يا محمد مر أمتك فليكثروا من غراس الجنة فإن أرضها واسعة وتربتها
طيبة " فقال محمد لإبراهيم: " وما غراس الجنة؟ " فقال إبراهيم: " لا حول ولا قوة
إلا بالله ".
4 - باب ما يقول بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر:
(1053) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا أبو عبيدة، ثنا أبو عبد الله، عن يزيد الرقاشي،
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لأن أصلي الفجر وأجلس
مع قوم يذكرون الله إلى طلوع الشمس أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ولأن
أصلي العصر وأجلس مع قوم يذكرون الله إلى غروب الشمس أحب إلي من أن أعتق
ثمانية رقاب من ولد إسماعيل دية كل رقبة اثنا عشر ألفا ".
(1054) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا حماد بن زيد، ثنا يزيد الرقاشي، عن أنس
فذكر بعضه.
(1055) حدثنا عبيد الله، ثنا ابن أبي ليلى، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى، عن أبي أيوب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من قال لا إله إلا الله
وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير - عشر مرات
بعد صلاة الغداة - كان كعدل أربع رقاب من ولد إسماعيل " قلت: هو في الصحيح
بنحوه غير قوله بعد صلاة الغداة.
5 - باب فيمن عمل حسنة أو هم بها:
(1056) حدثنا يعلى، حدثني عبد الحكم، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
314

قال: " من هم بحسنة فعملها كتبت له عشر حسنات فإن لم يعملها كتبت له حسنة
واحدة، ومن هم بسيئة فعملها كتبت عليه سيئة فإن لم يعملها لم يكتب عليه شئ ".
6 - باب ما جاء في آية الكرسي:
(1057) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا هقل، عن الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي
كثير، عن ابن لأبي بن كعب، عن أبيه، أنه كان له جرن فيه تمر فكان أبي يتعاهده
فوجده ينقص فحرسه ذات ليلة فإذا دابة شبه الغلام المحتلم قال: فسلمت فرد السلام،
فقلت: من أنت أجن أم إنس؟ قال: لا بل جن، قلت: ناولني يدك قال: فناوله
يده فإذا يد كلب وشعر كلب، قال له أبي: هكذا خلق الجن؟، قال: قد علمت
الجن ما فيهم أشد مني، قال: ما حملك على ما صنعت؟ قال: بلغنا أنك رجل تحب
الصدقة فأحببنا أن نصيب من طعامك، قال: فقال له أبي: ما الذي يحرزنا منكم؟
قال: آية الكرسي، فغدا أبى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال: " صدق الخبيث "
7 - باب ما يقول إذا أصبح:
(1058) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا معاذ أبو عبد الله، قال: حدثني رجل، عن
الحسن، قال: كنا جلوسا مع رجل من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأتى فقيل
له: أدرك فقد احترقت دارك فقال: لا و الله ما احترقت داري فقيل له: يقال لك
قد احترقت دارك فتحلف بالله ما احترقت؟! فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " من قال حين يصبح: إن ربي الله الذي لا إله إلا هو عليه توكلت وهو
رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لا يكون، لا حول ولا قوة إلا بالله
العلي العظيم أشهد أن الله على كل شئ قدير وأن الله قد أحاط بكل شئ علما
أعوذ بالذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه من شر كل دابة ربي آخذ
بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم، لم ير يومئذ في نفسه ولا أهله ولا ماله شيئا
يكرهه " وقد قلتها اليوم.
315

8 - باب ما يقول إذا أوى إلى فراشه:
(1059) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا عبد العزيز بن مسلم، ثنا أبو إسحاق، عن
أبي فروة، قال: قدمت المدينة فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسول الله علمني
شيئا أقوله إذا أويت إلى فراشي قال: " اقرأ (قل يا أيها الكافرون) فإنها براءة من
الشرك ".
9 - باب ما يقول إذا استيقظ:
(1060) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا ليث بن سعد، عن إسحاق بن عبد الله بن
أبي فروة، عن موسى بن وردان، عن نابل صاحب العباء، عن عائشة أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من قال حين يستيقظ وقد رد الله عليه روحه: لا إله إلا
الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير،
غفرت له ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ".
10 - باب ما يقول إذا نزل منزلا:
(1061) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا حجاج بن أرطأة، عن الربيع بن مالك، قال:
قالت خولة بنت حكيم: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من مسلم نزل منزلا فيقول
حين ينزل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق - ثلاثا - إلا أعيذ من شر
منزله ذلك حتى يظعن منه " قلت: هو في الصحيح غير قول ثلاثا.
11 - باب ما يقول إذا رأى مبتلى:
(1062) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسعيد بن
زيد، وعباد بن داود، وأشعث السمان، قالوا: ثنا عمرو بن دينار وكيل آل الزبير
عن سالم بن عبد الله، عن أبيه، عن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من رأى صاحب
316

داء فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا،
عوفي من ذلك البلاء ومن همزه أبدا ما عاش ". قلت: رواه الترمذي غير قوله:
" ومن همزه ابدا ما عاش ".
12 - باب فيمن أصابه هم أو حزن:
(1063) حدثنا يزيد بن هارون، ثنا فضيل بن مرزوق، ثنا أبو سلمة الجهني، عن
القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن
عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك
بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك
أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء
حزني ونور بصري وذهاب همي إلا أذهب عز وجل همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا "
قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ قال: " بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها ".
13 - باب الاستعاذة:
(1064) حدثنا أبو عبيد، حدثنيه محمد بن عمير، عن عبد الله بن عامر الأسلمي،
عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، عن معاذ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
" استعيذوا بالله من طمع يهدي إلى طبع ".
(1065) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معشر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال:
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو: " اللهم إني أعوذ بك من الصمم والبكم وأعوذ بك
من المأثم والمغرم وأعوذ بك من موت الهرم، وأعوذ بك من موت الجوع فإنه بئس
الضجيع، وأعوذ بك من الخيانة فإنها بئست البطانة " قلت: عند النسائي بعضه.
317

كتاب الأدعية
1 - باب في أسماء الله تعالى والثناء عليه:
(1066) حدثنا سعيد بن عامر، عن أبان بن أبي عياش، عن أنس بن مالك، أن
أبا عياش الزرقي، قال: " اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع
السماوات والأرض ذو الجلال والإكرام ". فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لقد
سأل الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ".
(1067) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا زهير بن محمد التميمي، عن شريك بن أبي
نمر الكناني، عن عون بن عبد الله، عن ابن مسعود، قال: بينا هو في المسجد مر
عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر فلما حاذاه رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - سمع دعاءه وهو لا يعرفه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سل تعطه "
فرجع أبو بكر إلى عبد الله بن مسعود فقال: الدعاء الذي دعوت به ما هو؟ قال
عبد الله: حمدت الله ومجدته ثم قلت: اللهم لا إله إلا أنت وعدك حق ولقاؤك حق، والجنة حق
والنار حق والنبيون حق ومحمد حق.
2 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
(1068) حدثنا أبو النضر، ثنا معاوية، عن ليث، عن كعب، عن أبي هريرة،
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " صلوا علي فإن الصلاة علي زكاة لكم وسلوا الله لي
الوسيلة "، فإما سألوه فأخبرهم وإما أخرهم، فقال: " هي أعلى درجة في الجنة لا
ينالها إلا رجل واحد أرجو أن أكون أنا هو ".
(1069) حدثنا عبد العزيز بن أبان، عن نعيم بن ضمضم العامري، ثنا عمران بن
حمير الجعفري، قال: سمعت عمار بن ياسر، يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
318

يقول: " إن الله أعطاني ملكا من الملائكة يقوم على قبري إذا أنا مت فلا يصلي علي
عبد صلاة إلا قال: يا محمد فلان بن فلان يصلي (......) يسميه باسمه واسم أبيه
فيصلي الله عليه مكانها عشرا صلى الله عليه وسلم ".
(1070) حدثنا عبيد الله بن محمد بن عائشة، ثنا حماد، عن ابن هلال العنزي،
قال: حدثني رجل في مسجد دمشق، عن عوف بن مالك الأشجعي، أن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - قعد إلى أبي ذر - أو قعد أبو ذر إليه - قال في حديثه أطالة، وقال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن أبخل الناس من ذكرت عنده فلم يصل علي " صلى الله
عليه وسلم وكرم.
3 - باب كراهية الاستعجال في الدعاء:
(1071) حدثنا علي بن الجعد، ثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد، عن أنس، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لن يزال العبد بخير ما لم يستعجل " قيل: يا رسول الله وما
استعجاله؟ قال: " يقول قد دعوت الله كثيرا فلا أراه استجاب لي " قال: وكان
الحسن يقول: ربما أخر الله للعبد الدعوة ويؤتيها له يوم القيامة لا يحب أن يكون أصابه
عرض من الدنيا.
(1072) حدثنا يعلى، ثنا عبد الحكم، عن أنس، فذكر نحوه غير قول الحسن.
(1073) حدثنا أبو النضر، ثنا أبو معاوية، ثنا زياد أبو المغيرة، عن أبي هريرة،
عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ما من امرئ مسلم يدعو الله بشئ إلا استجاب
الله له فإما أن يعجل له وإما أن يكفر عنه من خطاياه مثل ما دعا به " قلت: فذكر
الحديث.
(1074) حدثنا كثير بن هشام، ثنا الحكم، عن محمد بن ربيع، عن عبد الله بن
عمر، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم فقال: " إن مثل المؤمن كمثل
شجرة لا يسقط لها أنملة، أتدرون ما هي؟ " قالوا: لا، قال: " هي النخلة لا تسقط
لها أنملة، لا تسقط لمؤمن دعوة ".
319

4 - باب في صوت المؤمن وغيره في الدعاء:
(1075) حدثنا الحسن بن قتيبة، ثنا يزيد بن إبراهيم، عن أبي الزبير، عن جابر،
أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن جبريل موكل بحاجات العباد فإذا دعاه عبده المؤمن
قال له: يا جبريل احبس حاجة عبدي هذا فإني أحبه وأحب صوته، وإذا دعاه عبده
الكافر قال: يا جبريل اقض حاجة عبدي هذا فإني أبغضه وأبغض صوته ".
5 - باب ما يستحب من الدعاء:
(1076) حدثنا أبو النضر، ثنا محمد بن عبد الله العمي، ثنا عوف بن أبي جميلة
أبو سهل، ثنا زيد بن علي أبو القموص، عن وفد عبد القيس أنهم سمعوا رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " اللهم اجعلنا من عبادك المنتجبين الغر المحجلين الوفد المتقبلين ".
قيل: يا رسول الله فما الغر المحجلون؟ قال: " هم الذين تبيض منهم مواضع الطهور "
قيل: فما الوفد المتقبلون؟ قال: " وفد يفدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذه الأمة
إلى ربهم ".
6 - باب في المواعظ:
(1077) حدثنا سريج بن يونس، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد، ثنا أبو المقدام عن
محمد بن كعب القرظي، قال: عهدت عمر بن عبد العزيز وهو عامل علينا بالمدينة
زمن الوليد بن عبد الملك وهو شاب غليظ البضعة عظيم الجسم فدخلت عليه في خلافته
وقد تغيرت حاله فجعلت أنظر إليه نظرا ما أكاد أصرف بصري عنه فقال: يا بن كعب
إنك لتنظر إلي نظرا ما كنت تنظره فما أعجبك؟ قلت: ما حال من لونك ونقى
من شعرك، قال: فكيف لو رأيتني بعد بالية في قبري وقد سقطت حدقتاي على وجنتي
وسال منخراي صديدا ودودا كنت لي أشد نكرة، أعد علي حديثا حدثتنيه عن ابن
عباس رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لكل شئ شرفا وإن أشرف المجالس ما
استقبل القبلة وإنما تجالسون بالأمانة ومن سره أن يكون أكرم الناس فليتق الله،
ومن سره أن يكون أقوى الناس فليتوكل على الله، ومن سره أن يكون أغنى الناس
فليكن بما في يد الله أوثق منه بما في يديه ألا أنبئكم بشراركم؟ " قالوا: بلى يا رسول
الله، قال: " من نزل وحده وجلد عبده ومنع رفده ألا أنبئكم بشر من هذا؟ "
320

قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " من يبغض الناس ويبغضونه، ألا أنبئكم بشر من
هذا؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " الذي لا يقيل عثرة ولا يغفر دينا " قال:
" ألا أنبئكم بشر من هذا؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " من لا يرجى خيره
ولا يؤمن شره وإن عيسى ابن مريم قام في بني إسرائيل فقال: يا بني إسرائيل لا
تتكلموا بالحكمة عند الجهال فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم، ولا تظلموا ولا
تعاقبوا ظالما فيبطل فضلكم إنما الأمر ثلاثة: أمر بين رشده فأتبعوه وأمر بين زيغه
فاخشوه وأمر اختلف فيه فردوه إلى الله ".
(1078) حدثنا عاصم بن علي، ثنا أبو خيثمة، ثنا سعد الطائي، ثنا أبو الحدلة،
أنه سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول الله كنا إذا كنا عندك - أو إنا إذا كنا عندك -
رقت قلوبنا وكذا من الأبرار، وإنا إذا فارقناك أعجبتنا الدنيا وشممنا النساء والأولاد،
فقال: " لو تكونوا - أو لو أنكم تكونوا - على حال - أو على الحال - التي أنتم
عليه عندي لصافحتكم الملائكة بأكفكم ولزارتكم في بيوتكم ولو لم تذنبوا لجاء الله
بقوم يذنبون فيغفر لهم " قال: قلنا يا رسول الله حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ قال:
" لبنة من ذهب ولبنة من فضة، ملاطها المسك الأذخر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت
وترابها الزعفران، من يدخلها ينعم لا ييأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابه ولا يفنى
شبابه. ثلاثة لا ترد دعوتهم: الإمام العادل والصائم حين يفطر ودعوة المظلوم تحمل
على الغمام وتفتح لها أبواب السماوات ويقول لها الرب: وعزتي لأنصرنك ولو بعد
حين ".
7 - باب فيما يحتقر من الذنوب:
(1079) حدثنا عفان، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد بن هلال، ثنا أبو قتادة،
عن عبادة بن قرص - أو قرط - قال: إنكم لتعملون اليوم أعمالا هي أدق في أعينكم
من الشعر كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات.
(1080) حدثنا أبو النضر ثنا سليمان قلت: فذكر بإسناده نحوه.
(1081) حدثنا محمد بن عمر، ثنا سعيد بن مسلم، عن عامر بن عبد الله بن الزبير،
321

عن عبد الرحمن بن الحارث، عن عائشة، قالت: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
" يا عائشة إياك ومحقرات الذنوب فإن لها من الله طالبا ".
قلت: ويلي حديث فيما يحتقر من الكلام في الزهد.
8 - باب الخوف من الله تعالى:
(1082) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عمرو، ثنا جابر، عن عامر، عن مسروق،
عن عائشة، قالت: قال أبو بكر: والله لقد رأيتني أتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما
خلق الله ذبابا تمر على أتقي إلا ظننت أنه عذاب من الله حتى أخبرني رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - الخبر.
322

كتاب التوبة والاستغفار
1 - باب في التوابين:
(1083) حدثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن عبد الله بن
أبي سفيان، عن يزيد بن طلحة بن ركانة، عن محمد بن الحنفية، عن أبيه، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله يحب المفتن التواب ".
2 - باب إلى متى تقبل التوبة:
(1084) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن الحسن، عن أبي هريرة، عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ".
(1085) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن محمد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من تاب
قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه ".
3 - باب الاستغفار:
(1086) حدثنا أبو سلمة، ثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن ابن شهاب، عن أبي
سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " والله إني لأستغفر الله
عز وجل وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ".
4 - باب الاستغفار لمن ظلمه:
(1087) حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن، ثنا خالد بن يزيد اليمامي، عن أنس، قال:
323

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كفارة الاغتياب أن تستغفر لم اغتبته ".
5 - باب اسمح يسمح لك:
(1088) حدثنا يحيى بن موسى، ثنا الوليد، ثنا ابن جريج، أنه سمع عطاء يحدث
عن ابن عباس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " اسمح يسمح لك ".
6 - باب النهي عن تمني الموت:
(1089) حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة، ثنا الليث، عن يزيد بن الهاد، عن
هند بنت الحارث، عن أم الفضل، قالت: دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - على العباس وهو
يشتكي فتمنى الموت، فقال: " يا عباس يا عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا تتمن الموت فإنك
إن تك محسنا تزداد إحسانا إلى إحسانك خير لك، وإن كنت مسيئا استعتبت خيرا
لك فلا تتمن الموت ".
(1090) حدثنا محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن جعفر الزهري، عن يزيد بن الهاد،
عن هند بنت الحارث الفراسية، عن أم الفضل بنت الحارث، فذكر الحديث إلا أنه
لم يسم من عاده وقال فيه: إن تك محسنا فتؤجر تزدد إحسانا.
7 - باب في طول عمر المسلم:
(1091) وحدثنا أبو بكر الأموي، حدثني سويد بن سعيد، ثنا أيوب بن سويد
الدمشقي، عن نوح بن ذكوان، عن أخيه أيوب بن ذكوان، عن الحسن البصري،
عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الله عز وجل ليستحي من عبده
وأمته يشيبان في الإسلام ثم يعذبهما ".
324

(1092) حدثنا محمد بن سعد، ثنا أبو ضمرة، حدثني يوسف بن أبي ذرة السلمي،
عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما من عبد يعمر في الإسلام أربعين سنة إلا صرف الله عنه ثلاثة
أنواع من البلاء: الجنون والجذام والبرص، فإذا بلغ الخمسين لين الله عليه الحساب،
فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إليه فيما يحب، فإذا بلغ السبعين أحبه الله وأحبه
أهل السماء، فإذا بلغ الثمانين قبل الله حسناته وتجاوز عن سيئاته، فإذا بلغ التسعين
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وسمي أسير الله في أرضه وشفع في أهل بيته ".
(1093) حدثنا عبد الرحيم بن واقد، ثنا أنس بن عياش، حدثني يوسف بن أبي
ذرة - أو ابن أبي بردة - عن جعفر بن عمرو، فذكر بإسناده نحوه.
325

كتاب الزهد
1 - باب في الاقتصاد:
(1094) حدثنا عفان، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي (أسماء)
الرحبي، أنه دخل على أبي ذر وهو بالربذة وعنده امرأة سوداء مسعة ليس عليها أثر
التحاسد والخلوق، فقال: ألا تنظرون ما تأمرني به هذه السوداء تأمرني أن آتي العراق
فإذا أتيت العراق مالوا علي بدنياهم وأن خليلي - صلى الله عليه وسلم - عهد إلي أن دون جسر
جهنم طريقا ذا دحض ومزلة وإنا إن نأتي عليه وفي أحمالنا اقتدار، أو في أحمالنا اصطهار
أحرى أن ننجوا من أن نأتي عليه ونحن مواقير.
2 - باب فيما يرغب في الدنيا:
(1095) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن شمر بن عطية،
عن المغيرة بن سعد بن الأخرم الطائي، عن عبد الله - يعني ابن مسعود - عن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا " قال: ثم قال عبد الله:
براذان ما براذان وبالمدينة ما بالمدينة.
3 - باب:
(1096) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، ثنا عاصم، عن زر، عن عبد الله،
قال: لحق بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عبد أسود فمات فأوذن به النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
" انظروا هل ترك شيئا؟ " قالوا: دينارين، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " كثبان ".
4 - باب فيمن كره إقبال الدنيا:
(1097) حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد، قال:
ثنا زهير بن حيان - وكان يغشى ابن عباس وسمع منه - قال: سمعت ابن عباس يقول:
326

دعاني عمر فإذا حصير بين يديه عليه الذهب منثور نثر الحثاء، قال ابن عباس: أتدري
ما الحثاء؟ قال: فذكرت التبن فقال: هلم فاقسم بين قومك فالله أعلم حين حبس
هذا عن نبيه وعن أبي بكر وأعطاني أالخير أراد ذلك بي أم الشر؟ قال: فاكتتبت
أقسم فسمعت البكاء فإذا عمر يبكي ويقول في بكائه: كلا والذي بعثه بالحق ما حبس
عن نبيه وعن أبي بكر إرادة الشر لهما وأعطاه عمرا إرادة الخير له.
5 - باب في صفو الدنيا:
(1098) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جحيفة
قال: ذهب صفو الدنيا ولم يبق إلا الكدر، والموت اليوم تحفة لكل مسلم.
6 - باب فيمن كانت نيته طلب الدنيا أو الآخرة:
(1099) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا الربيع بن صبيح، عن يزيد الرقاشي،
عن أنس بن مالك، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " من كانت نيته طلب الآخرة
جمع الله له شمله وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت نيته طلب الدنيا جعل الله الفقر
بين عينيه وشتت عليه أمره ولا يأتيه منها إلا ما كتب له ".
7 - باب كيف العمل للدنيا والآخرة:
(1100) حدثنا أبو عبد الرحمن، ثنا أبو عمر الصفار، عن عبد الله بن العيزار،
قال: لقيت شيخا بالرمل من الأعراب كبيرا، فقلت له: لقيت أحدا من أصحاب
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، فقلت: من؟ فقال: عبد الله بن عمرو بن
العاص، فقلت له: فما سمعته يقول؟ قال: سمعته يقول: أحرز الدنيا كأنك تعيش
أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا.
8 - باب ما جاء في الشهرة:
(1101) حدثنا داود بن المحبر، ثنا عنبسة بن عبد الرحمن، عن شبيب بن بشر،
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من لبس ذا شهرة أو ركب
ذا شهرة أعرض الله عنه وإن كان له وليا ".
327

9 - باب ما جاء في الرياء:
(1102) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا هقل، عن الأوزاعي، قال: حدثني الزهري،
عن عروة، قال: قلت لعبد الله بن عمر: أبا عبد الرحمن إنا ندخل على الإمام يقضي
بالقضاء نراه جورا فنقول: وفقك الله وننظر إلى الرجل منا يثني عليه، قال أما نحن
معشر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلنا نعد هذا نفاقا فما أدري ما تعدونه أنتم.
(1103) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حياة، ثنا أبو صخرة، حميد بن زياد،
حدثني مكحول، قال: سمعت أبا هند الداري يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
" يقول: " من قام بأخيه مقام رياء، رأيا الله به يوم القيامة وسمع ".
10 - باب لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب:
(1104) حدثنا يعلى، حدثني الحكم، عن أنس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
" لو أن لابن آدم واديين من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب
ويتوب الله على من تاب ".
11 - باب فيمن هو جماع مناع:
(1105) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا موسى بن علي بن رباح، قال: سمعت
أبي يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال عند ذكر
أهل النار: " كل جعظري جواظ مستكبر جماع مناع ".
12 - باب فيمن لا صبوة له:
(1106) حدثنا سعيد بن شرحبيل الكوفي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة
ابن عامر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " يعجب ربكم من الشاب ليست له
صبوة ".
328

13 - باب النظر إلى من هو دونك في الدنيا:
(1107) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن
أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " انظروا إلى من هو أسفل منكم فإنه أجدر
أن لا تزدروا نعمة الله ".
14 - باب فيمن ترك شيئا لله:
(1108) حدثنا روح، ثنا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، قال: ثنا أبو
قتادة وأبو الدهماء، قال: وكانا يكثران السفر نحو البيت، قال: أتينا على رجل من
أهل البادية، فقال البدوي: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فجعل يعلمني مما عمله
الله فكان مما حفظت أن قال: " لا تدع شيئا اتقاء الله إلا أبدلك الله خيرا منه "
قلت: وأعاده بسنده نحوه.
15 - باب فيمن لا توبة له:
(1109) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، حدثني سليمان بن
مسهر، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر، قال: بينما أنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسجد
إذ قال لي: " انظر أرفع رجل في المسجد في عينيك " قال: فنظرت فإذا رجل في
حلة جالسا يحدث أقواما،، قلت: هذا، قال: " انظر أوضع رجل في المسجد "
فنظرت فإذا رجيل في ثوب خلق قال: قلت هذا، قال: فقال: " لهذا خير عند
الله يوم القيامة من قراب الأرض من هذا ".
(1110) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن من أمتي لمن لو قام على باب أحدكم فسأله
دينارا ما أعطاه، أو درهما ما أعطاه، أو فلسا ما أعطاه، ولو سأل الله الدنيا ما
أعطاه وما يمنعه إلا لكرامته عليه ولو سأل الجنة لأعطاه ولو أقسم على الله لأبره "
قال سليمان - يعني الأعمش - سمعتهم يذكرونه عن أنس قال: قال رسول
329

الله - صلى الله عليه وسلم -: " ألا أنبئكم بأهل الجنة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " كل
ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبره " قلت: لأنس في الصحيح: " إن من عباد
الله من لو أقسم على الله لأبره ".
16 - باب الإيثار:
(1111) حدثنا عبد العزيز بن أبان، عن مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي، قال:
ثنا ثابت بن عبيد الأنصاري، قال: سمعت عبد الله بن مغفل المزني يقول: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " من كان له قميصان فليكس أحدهما أو ليتصدق بأحدهما ".
17 - باب في الثناء الحسن والسيئ:
(1112) حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ، ثنا حياة، عن سالم بن غيلان، أنه سمع
أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يقول: " إن الله - عز وجل - إذا رضي عن العبد أثنى عليه تسعة أضعاف من الخير
لم يعمله، وإذا سخط على العبد أثنى عليه تسعة أضعاف من الشر لم يعمله ".
18 - باب المرء مع من أحب:
(1113) حدثنا عبد الله بن الرومي، ثنا عمارة بن عمير، ثنا عكرمة، حدثني
سعيد، حدثني جابر بن عبد الله، قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال:
يا رسول الله متى تقوم الساعة؟ فقال: " وما أعددت لها؟ " فقال: والله يا رسول
الله إني لضعيف العمل وإني أحب الله ورسوله قال: " فأنت مع من أحببت ".
(1114) حدثنا روح، ثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد بن هلال، عن عبادة بن
الصامت، قال: قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن
يعمل كعملهم، قال: " أنت يا أبا ذر مع من أحببت ".
330

19 - باب المتحابين في الله: (1115) حدثنا كثير بن هشام، ثنا جعفر بن برقان، ثنا حبيب بن أبي مرزوق،
عن عطاء بن أبي رباح عن أبي مسلم الخولاني، قال: دخلت مسجد حمص فإذا
فيه نحوا من ثلاثين كهلا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا فيهم شاب أكحل العينين
براق الثنايا ساكت لا يتكلم فإذا امترى القوم في شئ أقبلوا عليه فسألوه فقلت لجليس
لي: من هذا؟ قال: معاذ بن جبل، فوقع له في نفسي حب فكنت معهم حتى تفرقوا
ثم هجرت إلى المسجد فإذا معاذ بن جبل قائم يصلي إلى سارية فصليت ثم جلست
واحتبيت بردائي فسكت لا أكلمه وسكت لا يكلمني، ثم قلت: والله إني لأحبك،
قال: فيم تحبني؟ قلت: في الله، قال: فأخذ بحبوتي فجذبني إليه هنية ثم قال: أشر
إن كنت صادقا فهل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " المتحابون في جلال الله على
منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء " قال: فخرجت فلقيت عبادة بن الصامت
فقلت يا أبا الوليد ألا أحدثك بما حدثني به معاذ بن جبل في المتحابين قال: فأنا
أحدثك بما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرفعه إلى الرب - تبارك وتعالى - قال:
" حقت محبتي للمتحابين في وحقت محبتي للمتناصحين في " قلت: حديث معاذ في
الترمذي بعضه.
(1116) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن أبي المنهال، عن شهر بن حوشب، قال:
كان منا معشر الأشعريين رجل قد صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشهد معه المشاهد
الحسنة الجملية قال: حسبته قال: يقال له مالك - أو ابن مالك - وأتانا فقال: إني
جئتكم لأعلمكم وأصلي بكم كما كان يصلي بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فاجتمعنا
له فدعا بجفنة عظيمة فجعل فيها من الماء ثم دعا بإناء صغير فجعل يأخذ من الماء فيصب
على أيدينا حتى غسلنا ثم قال: أسبغوا الآن فتوضأ القوم ثم صلى بهم صلاة تامة وجيزة
ثم انفتل من صلاته فقال: أنا سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " لقد علمت أن
أقواما ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله يوم القيامة "
فقال رجل من حجرة القوم أعرابي قال: وكان يعجبنا أن يكون فينا إذا شهدنا رسول
331

الله - صلى الله عليه وسلم - لأنهم يجترؤون أن يسألوه ولا نجترئ: بينهم لنا يا رسول الله من هم،
قال فرأينا وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: " هم أقوام من قبائل شتى يتحابون في
الله والله إن وجوههم لنور وإنهم لعلي نور ولا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون
إذا حزنوا ".
20 - باب في عيش السلف:
(1117) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عبد الغفار، عن عمرو بن مرة، عن عبد
الله بن الحارث، عن أم سلمة، قالت: نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على فراش حشوه
ليف ووسائد حشوها ليف فقام فأثر بجلده فبكيت فقال: " يا أم سلمة ما يبكيك؟ "
فقالت: ما أرى من أثر هذا، قال: " فلا تبكي فوالله لو أردت أتسير معي الجبال
لسارت ".
(1118) حدثنا أبو النضر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت أبا البختري
يحدث عن رجل من بني عبس أنه قال: صحبت سلمان فأتى على دجلة فقال: يا أخا بني عبس انزل
فاشرب، قال: فنزلت فشربت ثم قال: يا أخا بني عبس أنزل فاشرب، قال:
فنزلت فشربت ثم قال: ما أفنى شرابك من هذا الماء قلت: وما عسى أن
يفنى قال: كذلك العلم فعليك منه بما ينفعك ثم ذكر ما فتح الله على المسلمين
من كنوز كسرى فقال: إن الذي أعطاكموها وفتحها لكم وخولكموه لممسك خزائنه
ومحمد حي، لقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا مد من طعام فبم
ذاك يا أخا بني عبس؟ ثم مر ببيادر بدر فقال: إن الذي أعطاكموه وخولكموه وفتحه
لكم لممسك خزائنه ومحمد حي لقد كانوا يصبحون وما عندهم دينار ولا درهم ولا
مد من طعام فبم ذاك؟ قلت: وقد تقدم حديث عمر في باب من كره الدنيا.
(1119) حدثنا يحيى بن أبي بكير، ثنا المستلم بن سعيد، عن سليمان بن محمد،
عن أبي حازم، قال: جعل عروة بن الزبير لعائشة طعاما فجعلت ترفع قصعة وتضع
قصعة، قال: فحولت وجهها إلى الحائط تبكي فقال لها عروة: كدرت علينا طعامنا
قال تقول لنا: ما يبكيني ومضى حبيبي خميص البطن من الدنيا، والله إن كان ليهل
332

أهلة ثلاثة وما أوقد في بيت من بيوت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نار، قال: ما كان
يعيشكم؟ قالت: لنا جيران من الأنصار - فنعم الجيران كانوا - منحونا شيئا من
ألبانهم وشيئا من الشعير فنجشه، قالت: تعجب فوالذي بعثه بالحق ما رأى المناخل
بعينه حتى قبضه الله عز وجل - صلى الله عليه وسلم - قلت: في الصحيح منه قصة الأهلة الثلاثة
ومنحة اللبن فقط.
(1120) حدثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائده، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة،
عن أبي النضر، قال: قالت عائشة: أهدي لنا أبو بكر رجل شاة فقعدت أنا ورسول
الله - صلى الله عليه وسلم - نقطعها في ظلمة البيت، قال: فقلت لها: أما كان عند كم سراج؟ قال:
فقالت: لو كان عندنا ما نجعل فيه لأكلناه.
(1121) حدثنا روح بن عبادة، ثنا بسطام، عن معاوية بن قرة، قال: قال لي
أبي: لقد عمرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - فما لنا طعام إلا الأسودين، ثم قال: هل تدري
ما الأسودان؟ قلت: لا، قال: التمر والماء.
(1122) حدثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا محمد بن فليح، ثنا أبو صالح مولى
عبد الله بن عباس، عن أبي ربيعة، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة، عن أبيه، قال:
بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية نحلة ومعنا عمرو بن سراقة فكان رجلا لطيف البطن
طويلا فجاع فانثنى صلبه فكان لا يستطيع أن يمشي فسقط علينا فأخذنا صحفة من
حجارة فربطناها على بطنه ثم شددنا إلى صلبه فمشى معنا فجئنا حيا من العرب فضيفنا
فمشي معنا، قال: كنت أحسب الرجلين تحملان البطن فإذا البطن يحمل الرجلين.
21 - باب ذكر الموت:
(1123) حدثنا الخليل بن زكريا، ثنا حبيب بن الشهيد، ثنا الحسن بن أبي الحسن،
عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أي المؤمنين أكيس؟ "
قالوا: الله ورسوله أعلم قال: " أكيس المؤمنين أكثرهم ذكرا للموت وأحسنهم له
استعدادا ".
333

(1124) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا أبو خالد عمرو بن خالد، عن زيد بن علي،
عن آبائه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أي الناس أكيس؟ " قال: قلت:
الله ورسوله أعلم، قال: " إن أكيس الناس أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له
استعدادا ".
22 - باب اقتراب الساعة:
(1125) حدثنا يحيى بن هاشم، ثنا فطر بن خليفة، عن أبي خالد الوالبي، عن
جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بعثت أنا والساعة " قال أبو زكريا
ورأى فطرا ضم أصبعيه الوسطى والسبابة.
334

كتاب البعث
1 - باب كيف البعث والحساب:
(1126) حدثنا محمد بن عمر، ثنا إسحاق بن حازم، عن الحسن بن سعد، عن
مجاهد، قال: تمطر السماء حتى تنشق الأرض عن الموتى فيخرجون.
(1127) حدثنا إسحاق بن بشر، ثنا سعيد بن سالم المكي، أخبرني القاسم بن عبد
الله بن عمر، عن أبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن، عن سالم بن عبد الله بن عمر،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أبعث يوم القيامة بين أبي بكر وعمر ثم أذهب
إلى أهل بقيع الغرقد فيبعثون معي ثم أنظر أهل مكة حتى يأتون فأبعث بين أهل
الحرمين ".
(1128) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا جعفر بن سليمان، عن علي بن زيد، عن
محمد بن المنكدر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أسمع الصيحة فأخرج إلى
البقيع فأحشر معهم ".
(1129) حدثنا هوذة، ثنا عوف، عن أبي المنهال، عن شهر بن حوشب، عن ابن
عباس، قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم في سعتها كذا وكذا وجمع
الخلائق بصعيد جنهم وإنسهم فإذا كان ذلك قبضت هذه السماء الدنيا عن أهلها
فينثرون على وجه الأرض، فلأهل السماء وحدهم أكثر من جميع أهل الأرض وجنهم
وإنسهم بالضعف، فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض وقالوا: أفيكم
ربنا؟ فيفزعون من قولهم ويقولون: سبحان ربنا ليس فينا وهو آت، ثم تقاض السماء
الثانية، فلأهل السماء الثانية وحدهم أكثر من أهل هذه السماء ومن جميع أهل
الأرض - جنهم وإنسهم بالضعف - فإذا نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل الأرض
وقالوا: أفيكم ربنا؟ فيفزعون من قولهم ويقولون: سبحان ربنا ليس فينا وهو آت،
ثم تقاض أهل السماوات كلا فتضعف سماء عن أهلها كان أكثر أهلا من السماوات التي
335

تحتها ومن جميع أهل الأرض بالضعف كلما نثروا على وجه الأرض فزع إليهم أهل
الأرض ويقولون لهم مثل ذلك ويرجعون إليهم مثل ذلك، ثم تقاض السماء السابعة،
فلأهل السماء السابعة أكثر أهلا من السماوات الست ومن جميع أهل الأرض بالضعف،
فيجئ الله فيهم والأمم جثا صفوفا. قال: فينادي مناد: ستعلمون اليوم من أصحاب
الكرم، ليقم الحمادون لله على كل حال فيقومون فيسرحون إلى الجنة، ثم ينادي ثانية:
ستعلمون اليوم من أصحاب الكرم ليقم الذين (تتجافى جنوبهم عن المضاجع
يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) فقال: فيقومون فيسرحون إلى
الجنة. قال: ثم ينادي ثالثة: ستعلمون اليوم أصحاب الكرم، ليقم الذين كانت لا
تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه
القلوب والأبصار، قال: فيقومون فيسرحون إلى الجنة. فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة
خرج عنق من النار فأشرف على الخلائق له عينان تبصران ولسان فصيح، فيقول:
إني وكلت بثلاثة: إني وكلت بكل جبار عنيد قال: فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير
حب السمسم فيجلس بهم في جهنم قال: ثم يخرج ثانية فيقول: إني وكلت بمن آذى
الله ورسوله قال: فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فيجلس بهم في
جهنم، ثم يخرج ثالثة قال: فقال أبو المنهال: أحسب أنه قال إني وكلت بأصحاب
التصاوير، قال: فيلتقطهم من الصفوف لقط الطير حب السمسم فيجلس بهم في
جهنم، فإذا أخذ من هؤلاء ثلاثة ومن هؤلاء ثلاثة نشرت الصحف ووضعت الموازين
ودعي الخلائق للحساب.
(1130) حدثنا عبد العزيز بن أبان القرشي، ثنا بشير بن المهاجر، ثنا عبد الله بن
بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما منكم من أحد إلا سيسأله
رب العالمين ليس بينه - يعني وبينه - حجاب ولا ترجمان ".
(11231) حدثنا الحكم بن موسى، ثنا الوليد، عن شيخ من كلب يكنى بأبي محمد،
أنه سمع مكحولا يحدث أن أبا الدرداء قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " كيف أنت
يا عويمر إذا قيل لك يوم القيامة أعلمت أم جهلت؟ فإن قلت علمت قيل فما ذا
عملت فيما علمت، وإن قلت جهلت قيل لك فما كان عذرك فيما جهلت ألا
تعلمت؟ ".
336

2 - باب ما جاء في الميزان:
(1132) حدثنا داود بن المحبر، ثنا صالح المري، عن جعفر بن زيد، عن أنس بن
مالك، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " يؤتى بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين كفتي
الميزان ويوكل به ملك فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوت يسمع الخلائق: سعد
فلان سعادة لا يشقى بعدها أبدا. وإن خفت ميزانه نادى الملك بصوت يسمع
الخلائق: شقي فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبدا ".
3 - باب ما جاء في الصراط:
(1133) حدثنا خالد بن القاسم، ثنا ليث بن سعد، حدثني يونس بن يزيد، عن
ابن شهاب الليثي، عن عطاء بن يزيد، عن أبي هريرة، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
" يقولون على الصراط: اللهم سلم سلم " يعني المؤمنين.
4 - باب ما جاء في الورود:
(1134) سمعت سليمان بن حرب يقول: قال: فلقيت جابر بن عبد الله فسألته
فقال: يدخلونها ثم ينجي الله اتقوا، فقلت له: إنا اختلفنا فيه، بالبصرة، فقال
قوم: لا يدخلها مؤمن، وقال آخرون: يدخلونها جميعا ثم ينجي الله الذين اتقوا،
فأهوى بأصبعيه إلى أذنيه فقال: صمتا إن لم أكن سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الورود
الدخول لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمن بردا وسلاما كما كانت على
إبراهيم، حتى أن للنار - أو قال لجهنم - ضجيجا من بردهم، ثم ينجي الله الذين
اتقوا ويذر الظالمين فيها جثيا. قلت: هكذا وجدته ساقط سنده، ولجابر في الصحيح
شئ موقوف عليه غير هذا.
5 - باب في ذكر الحوض:
(1135) حدثنا عبد الله بن عمرو بن أبي أمية، ثنا يعقوب القمي، عن حفص بن
حميد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: حدثنا عمر بن الخطاب، قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: " أنا فرطكم على الحوض ".
337

6 - باب في المقام المحمود:
(1136) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن صلة بن
زفر، عن حذيفة، قال: يجمع الناس يوم القيامة في صعيد واحد ينفذهم البصر
ويسمعهم الداعي لا يكلم نفس، ثم ينادي محمد فيقول: لبيك وسعديك والخير في
يديك والشر ليس إليك والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك وبك وإليك، ولا
منجى ولا ملجأ منك إلا إليك، تباركت وتعاليت سبحان رب البيت، فذلك المقام
المحمود.
7 - باب لن ينجي أحدا عمله:
(1137) حدثنا أشهل بن حاتم، ثنا ابن عون، عن محمد، ذكر عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -: " ما منكم من أحد ينجيه عمله " قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟
قال: " ولا أنا إلا أن يتغمدني ربي بمغفرة منه ورحمة " ووضع ابن عون يده على رأسه.
8 - باب في الشفاعة:
(1138) حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا إبراهيم، عن الزهري، عن علي بن
حسين، قال: حدثني رجل من أهل العلم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " تمد الأرض
مد الأديم لعظمة الرحمن - عز وجل - فلا يكون لرجل من بني آدم فيها إلا موضع قدميه،
ثم أدعى أول الناس فأخر ساجدا ثم يؤذن لي فأقول: يا رب أخبرني هذا وجبريل
عن يمين العرش والله ما رآه قط قبلها إنك أرسلته إلي وجبريل - عليه السلام -
ساكت لا يتكلم فيقول الله - عز وجل -: صدق ثم يؤذن لي في الشفاعة فأقول
أي رب عبادك عبدوك في أطراف الأرض، فذلك المقام المحمود ".
(1139) حدثنا عبد الله بن عون، ثنا أبو عبيدة، ثنا أبو عبد الله، عن يزيد الرقاشي،
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " شفاعتي لأهل الكبائر من
أمتي ".
338

(1140) حدثنا عبيد الله عن موسى بن عبيدة، عن سعيد بن عبد الرحمن، عن أنس
ابن مالك، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " قد رأيت ما تلقى
أمتي من بعدي فأخرت لهم شفاعتي إلى يوم القيامة ".
(1141) حدثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا عبد الجبار بن العباس الشبامي، ثنا عون
ابن أبي جحيفة، عن عبد الرحمن بن أبي علقمة، عن عبد الرحمن بن أبي عقيل الثقفي،
قال: قدمنا المدينة فعلقنا بطريق من طرقها حتى دفعنا إلى باب محمد فاستأذنا وليس
في الدار رجل واحد أبغض من رجل في البيت فأذن لنا فولجنا فسلمنا وبايعنا فما خرجنا
حتى لم يكن في الدار رجل أحب إلينا من رجل في البيت، فقلت يا رسول الله ألا
سألت الله ملكا كملك سليمان؟ فضحك عند ذلك وقال: " لعل لصاحبكم عند
الله أفضل من ملك سليمان، إن الله عز وجل لم يبعث نبيا إلا أعطاه دعوة فمنهم
من سأل الله ملكا فأعطاه، ومن جعلها لعنة على قومه فأهلكوا بها، وإن الله أعطاني
دعوة فجعلتها شفاعة لأمتي يوم القيامة ".
(1142) حدثنا العباس بن الفضل، ثنا حماد بن سلمة، حدثني علي بن زيد، عن
أبي نضرة، عن ابن عباس قال: خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا كان يوم
القيامة طال على الناس الحساب فقالوا: اذهبوا بنا إلى أبينا آدم فليشفع لنا إلى ربنا
فليحاسبنا، فيأتون آدم فيقولون: أنت آدم أبونا وأنت الذي خلقك الله بيده
وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته وقد طال علينا الحساب فاشفع لنا إلى ربك
فليحاسبنا فيقول: لست هناكم إني أخرجت من الجنة بخطيئتي، ولكن أئتوا أباكم نوحا
فيأتونه فيقولون اشفع لنا إلى ربك فليحاسبنا فقد طال علينا الحساب، فيقول: إني
لست هناك إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض ولكن أئتوا أباكم إبراهيم، فيأتونه
فيقولون: أنت الذي أتخذك الله خليلا فاشفع لنا إلى ربك فليحاسبنا فقد طال علينا
الحساب، فيقول: إني لست هناكم إني كذبت ولكن أئتوا موسى فليشفع لكم إلى
ربكم فيأتون موسى فيقولون: أنت الذي كلمك الله فاشفع لنا إلى ربك فليحاسبنا
فقد طال علينا الحساب فيقول لهم: إني لست هناك إني قتلت نفسا بغير حقها ولكن
أئتوا عيسى فليشفع لكم إلى ربكم، فيأتونه فيقولون: أنت روح الله وكلمته فاشفع
339

لنا إلى ربك فليحاسبنا فقد طال علينا الحساب، فيقول: إني لست هناكم، إني عبدت
من دون الله ولكن أرأيتم لو كان متاع ووعاء عليه خاتم ثم كان يوصل إلى ذلك المتاع
حتى يفك الخاتم، فأتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فإنه خاتم النبيين، قال: فيأتوني فآتي ربي
عز وجل فأخر له ساجدا، فيقال لي: ارفع رأسك فأحمد الله بمحامد لم يحمده بها
أحد قبلي ولا يحمده بها أحد بعدي، ثم أخر له ساجدا فيقال لي: ارفع رأسك وسل
تعطه واشفع تشفع، حتى أخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من خردل
من قول لا إله إلا الله.
(1143) حدثنا أبو النضر، عن الليث، عن يزيد بن أبو حبيب، عن سالم بن أبي
سالم، عن معاوية بن معتب، عن أبي هريرة، أنه سمعه يقول: سألت رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - ماذا رد إليك ربك في الشفاعة؟ فقال: " والذي نفس محمد بيده لقد
ظننت أنك أول من يسألني عنها لما رأيت من حرصك على العلم، والذي نفسي
بيده لما يهمتي من انقصى على أبواب الجنة أهم عندي من تمام شفاعتي، وشفاعتي
لمن شهد أن لا إله إلا الله مخلصا يصدق قلبه لسانه، ولسانه قلبه ". قلت: في
البخاري منه: والذي نفسي بيده لقد ظننت أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد قبلك
لما رأيت من حرصك على الحديث.
تم بحمد الله
340