الكتاب: خصائص أمير المؤمنين (ع)
المؤلف: النسائي
الجزء:
الوفاة: ٣٠٣
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: تحقيق وتصحيح الأسانيد ووضع الفهارس : محمد هادي الأميني
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: مكتبة نينوى الحديثة - طهران
ردمك:
ملاحظات:

خصائص أمير المؤمنين
1

مكتبة نينوى الحديثة
2

خصائص أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب
(كرم الله وجهه)
للإمام الحافظ
أبي عبد الرحمان أحمد بن شعيب النسائي الشافعي
215 / 303
حققه وصحح أسانيده ووضع فهارسه
محمد هادي الأميني
3

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم.. إني أسألك توفيق أهل الهدى.. وأعمال أهل
التقوى.. ومناصحة أهل التوبة.. وعزم أهل الصبر.. وحذر
أهل الخشية.. وطلب أهل العلم.. وزينة أهل العلم.. وخوف
أهل الجزع.. حتى أخافك اللهم مخافة تحجزني عن معاصيك، وحتى
أعمل بطاعتك عملا استحق به كرامتك، وحتى أناصحك في التوبة خوفا لك
وحتى أخلص لك في النصيحة حبا لك، وحتى أتوكل عليك في الأمور
حسن ظن بك..
4

المقدمة
في سلسلة من كنوز التراث الإسلامي الذي قررت - المطبعة الحيدرية
ومكتبتها في النجف الأشرف - طبعه ونشره.. هذا الكتاب النفيس
الجامع لطائفة كبيرة من المناقب والفضائل، الخاصة بالإمام أمير المؤمنين - ع -
وهو من أهم المصادر والمراجع النفيسة المؤلفة في الفضائل، ولم يزل موضع
التقدير والاكبار والاهتمام لدى المؤلفين والباحثين، لأنه جمع بين دفتيه
أحاديث صحيحة بعيدة عن الشك والجرح والقدح، وعن أسانيد ثابتة
فهو كما قال ابن حجر: تتبع النسائي ما خص به علي من دون الصحابة
فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جياد (1).
لقد اعتزمت المطبعة والمكتبة الحيدرية.. أن تنشر من هذه
الأعلاق النفيسة القيمة، المخطوطة منها والمطبوعة النادرة لتكون قريبة
المنال من الكاتب والمؤرخ والباحث والأديب... والذين يريدون ويرغبون
أن يعلموا ويستقصوا حقائق الحضارة الفكرية الإسلامية، ويستنبطوا منها
الجوانب العلمية والأدبية عن حياة رجال عملوا في حقل الثقافة، وساروا
في ركب الحركة الفكرية، وساهموا في حفظ هذا اليسير من التراث الإسلامي
الذي وصل بأيدينا، ولم تبدده الظروف والأحوال القاسية الطارئة على
الأمصار والبلدان الإسلامية بشتى الأساليب والصور.. في الحفاظ عليه

(1) الإصابة: 3: 508.
5

وجمع جوانبه المبعثرة، وتوجيهه ودفعه إلى الحق والخير والتقدم والنهوض.
ويعتبر القسط الذي نهضت به المطبعة.. في خدمة التراث الإسلامي
وبعثه، قسطا واسع المدى، محمود الأثر. فقد نشرت هذه المؤسسة
كثيرا من النوادر المطمورة والمخطوطات الغالية التي بعثرتها واستبدت بها
أحداث الزمن وعوادي الأيام، فتفرقت في البلاد وامتدت وأخذت طريقها
إلى دور الكتب في الغرب واستقرت في رفوفها.
ومهما يكن من أمر فالوجيه الكريم والشهم الجليل الأستاذ محمد كاظم
الكتبي.. يعني عناية متصلة بالتراث الإسلامي على اختلاف جوانبه
ومذاهبه، ويسعى في جمعه المفرق في خزائن الكتب الخاصة والعامة،
والتعريف به، وتقريبه إلى الباحثين بصورة متقنة وشكل صحيح..
وكان من نعم الله عليه.. أن أكرمه بلفيف من أحبار البحث والتحقيق
أوقفوا أنفسهم إلى تحقيق أي مخطوط أو مطبوع، ووضع مقدمات
ودراسات أدبية عن الكتاب الذي يروم - أبو صادق - طبعه ونشره، إلى
جانب الكفاءة المالية التي يتمتع بها والنشاط الفكري المتواصل في إخراج
الكتب وتوزيعها.
ولقد رغب إلى أن أتعهد تحقيق هذا الكتاب وتصحيحه وإخراج
أسانيده، وترجمة رجاله، مع وضع دراسة عن شخص مؤلفه أبي عبد الرحمان
أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر النسائي، المولود في نساء - بفتح
النون والسين المهملة ثم الألف والهمزة بعدها - عام 215 وهي بلدة بخراسان.
على أن عملي الكثير كان يفرض عدم قبولي الكتاب والاغضاء عنه
والاستمرار في العمل الفكري الذي أنا به مشغول.. غير أني شاهدت
رغبة أبي صادق.. وحرصه الكثير، فدفع إلى الكتاب قائلا: اشتغل
فيه عند أوقات الفراغ، وإن تطلب الوقت سنة كاملة.. فأخذته
6

وودعته وقلت له: أسأل الله التوفيق والوقت الذي أوفى الكتاب فيه
حقه، وانصرفت إلى بحثه ودراسته.
والواقع أنني عانيت من التعب والإرهاق الفكري في سبيل تصحيح
هذا الكتاب، ما أعجز القول به وذكر الجهد الذي تحملته، وما قاسيته
في هذا السبيل، والله وحده يعلم ذلك وعنده احتسبه، لأن لديه
جزاء ذلك كله، وأنه لا يجزي على الخير سواه، ولا يعرف خفيات
الأمور غيره.
هذا ومن المؤسف كله أن الكتاب - الخصائص - على رغم تعدد
طبعاته قبل هذه الطبعة في مصر والهند والنجف الأشرف، لم يكن
موضع الاستفادة ولم يستلفت النظر لرداءة عرضه، وفشو الأغاليط فيه،
بحيث شوهت الكتاب وأسقطته من الاعتبار، إلى جانب قلة العناية بروائه
وتصحيح أسانيده، وترجمة رجاله والبحث عنهم.
لذلك بعون الله.. وتوفيقه.. انصرفت إلى دراسة الكتاب
وتصحيح نصوصه وإخراج أسانيده وتحقيق رواياته، وأخيرا إخراجه
في صورة ترضى عنها النفس، وينشرح لها الصدر بقدر الإمكان.
لقد قرأت الكتاب وطالعت نصوصه وراجعتها في كتب الأحاديث
والسنن والصحاح والمناقب، حتى استقام لي نص صحيح أو قريب من
الصحة فأدرجته، ثم رحت أفتش عن رجال السند، فترجمت لهم باختصار
مع ذكر المصادر والاسم الصحيح للراوي والمحدث، وحققته من جوانب
شتى، وأخرجت مصادر الحديث وبينتها وعلقت عليه، وأنا في كل هذه
الأحوال أسأل الله أن يرزقني الإخلاص والسداد.
وأنا على يقين بعد تحملي المصاعب والمشاق في سبيل تحقيق هذا
الكتاب.. أن هذه المطبوعة من الكتاب، خير ما يقرأ الباحثون
7

والمؤرخون من نسخ الكتاب.. أصلحت فيها الكثير.. والكثير..
مما فشا في سابقتها من الأغاليط والهفوات، وليس احتمال هذا الجهد
الجاهد في تحقيقه إلا بيان التراث الفكري الإسلامي في تلك القرون التي
كان أمثال النسائي يعيشون فيها، وكيف أنهم تسابقوا إلى حفظ هذا
التراث وجمعه وتدوينه وتفسير غامضه ودفعه إلى الإمام والنهضة، في وقت
كان فيه التفرق والقلق السياسي والتخاصم على أريكة الخلافة الإسلامية
أزهر وأنشط وأبسط من وقت الآداب والثقافة والعلوم.
وبهذا أيضا فيما أعتقد أسديت للتراث الفكري الإسلامي يدا لا تجحد
بتحقيق هذا الكتاب وتقويم وتصحيح ما اعوج وغلط منه، وبشرح
وتعليق ما دعت الحاجة إليه، وأخيرا وضع فهارس حديثة مختلفة له، بعد
إن لم يحظ الكتاب قبل هذا من الاهتمام والدرس والملاحظة لدى جمهرة
الكتاب والمحققين والباحثين على ضوء البحث العلمي الصحيح.
وفي المقدمة هذه.. بحث شامل لحياة النسائي من كافة نواحيه
بصورة واضحة مستقاة من مصادر تاريخية وأدبية، مطبوعة وخطية
لتكون الفائدة أعم وأشمل.
كما وأني ضبطت الأعلام والرجال ضبطا كاملا، وذكرت الاختلاف
الوارد في الاسم أو سنة الوفاة أو الكنية، ثم رأيت أن أسهل للباحث
الرجوع إليه وأيسر الانتفاع به، فذيلته بالفهارس الفنية المتنوعة تساعد
على البحث، وتهدي القارئ، وتوضح معالم الكتاب.
النسائي في المعاجم:
في ثنايا كتب السير كلمات عن ثقافة النسائي الفكرية، وهمته العالية
وعمله المتواصل، وتصحيحه الأحاديث بجد ونشاط، ورغبته الشديدة
8

في التصنيف والتأليف وأنسه به وانصرافه إلى الراحة والهدوء
والطمأنينة الدائمة، من غير اشتغال بأحداث وأمور خارجة عن نطاق
العلم، وكفى بالعلم عنده صديقا ومؤنسا، ولرغبته الأكيدة سافر إلى
العواصم الإسلامية واتصل فيها بأهل المعرفة والحديث وطفق يتجول ويلقي
دروسه في الحديث ويفقه فيه طلابه.
إن معاجم السير على الأكثر ذكرت المترجم له.. بإجلال وإعظام
وإكبار، وشرحت محاسن علمه وجودة تفكيره وفضله في الحديث وإتقانه
له، وهذه الكلمات إن دلت على شئ فإنما تدل بوضوح على شخصية
النسائي العلمية، ومكانه المرموق في العلم وبلوغه درجة الكمال في الحديث
ولهذا يكبر أهل العصر ومن تبعهم من المؤرخين مزاياه وطبعه ونفسه
المشرقة بنور العلم وجمال المعرفة.
وقد جمع الحافظ ابن حجر العسقلاني آراء أئمة الحديث في النسائي
فقال عند ترجمته له: قال ابن عدي: سمعت منصور الفقيه (1) وأحمد بن
محمد بن سلامة الطحاوي (2) يقولان: أبو عبد الرحمان إمام من أئمة
المسلمين. وقال محمد بن سعد البارودي (3): ذكرت النسائي لقاسم المطرز
فقال: هو إمام أو يستحق أن يكون إماما.
وقال أبو علي النيسابوري (4): سألت النسائي وكان من أئمة

(1) منصور بن محمد بن محمد بن الطيب الفقيه الهروي، كان فقيها مشهورا
ذا مروءة، مات سنة 527 وله 83 سنة. لسان الميزان 6 ص 100.
(2) الحافظ المحدث المتوفى 321، تذكرة الحفاظ 3: 28، شذرات الذهب
2: 288، حسن المحاضرة 1: 198.
(3) لم أهتد إلى ترجمته.
(4) الحسين بن علي بن يزيد بن داود الحافظ المتوفى 349، الكنى والألقاب -
2: 156، تاريخ بغداد 8: 71 المنتظم 6: 396، مرآة الجنان 2: 343.
9

المسلمين ما تقول في نفيه، وقال في موضع آخر: إن النسائي الإمام
في الحديث بلا مدافعة، وقال في موضع آخر: رأيت من أئمة الحديث
أربعة في وطني وأسفاري اثنان بنيسابور محمد بن إسحاق (1)، وإبراهيم
ابن أبي طالب (2)، والنسائي بمصر، وعبدان (3) بالأهواز.
وقال مأمون المصري: خرجنا إلى طرطوس (4) فاجتمع من الحافظ
عبد الله بن أحمد، ومربع (5)، وأبو الأذان، وكيلجة وغيرهم فكتبوا
كلهم بانتخاب النسائي.
وقال أبو الحسين بن المظفر (6): سمعت مشايخنا بمصر يعترفون
لأبي عبد الرحمان النسائي بالتقدم والإمامة، ويصغون من اجتهاده في العبادة
بالليل والنهار، ومواظبته على الحج والجهاد، وإقامته السنن المأثورة
واحترازه عن مجالس السلطان، وأن ذلك لم يزل دأبه إلى أن استشهد.

(1) المتوفى 313، تاريخ بغداد 1: 248، المنتظم 6: 199، تذكرة
الحفاظ 2: 268، البداية 11: 153، الوافي 2: 187.
(2) إبراهيم بن محمد بن نوح بن عبد الله المتوفى 295، معجم المصنفين
4: 400، إيضاح المكنون 2: 314.
(3) عبد الله بن أحمد بن موسى بن زياد بن عبدان الأهوازي المتوفى 306
المحدث، هدية العارفين 1: 443.
(4) بلد بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم وكان من ثغور المسلمين، استولى
عليه ملك الروم سنة 354.
(5) محمد بن إبراهيم الأنماطي المعروف بمربع المتوفى 286، تاريخ بغداد 1: 388.
(6) لم أقف على ترجمته.
10

وقال الحاكم: سمعت علي بن عمر الحافظ (1) غير مرة يقول:
أبو عبد الرحمان مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
وقال مرة: سمعت علي بن عمر يقول: النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره
وأعرفهم بالصحيح والسقيم، وأعلمهم بالرجال، فلما بلغ هذا المبلغ
حسدوه فخرج إلى الرملة (2) فسئل عن فضائل معاوية فأمسك عنه، فضربوه
في الجامع، فقال: أخرجوني إلى مكة. فأخرجوه وهو عليل، وتوفي
مقتولا شهيدا.
وقال الدارقطني (3) أيضا: سمعت أبا طالب الحافظ يقول: من
بصبر على ما يصبر عليه أبو عبد الرحمان كان عنده حديث ابن لهيعة (4)
ترجمة ترجمة فما حدث بها، وكان لا يرى أن يحدث بحديث ابن لهيعة،
وقال الدارقطني: كان أبو بكر بن الحداد (5) الفقيه كثير الحديث
ولم يحدث عن أحد غير أبي عبد الرحمان النسائي فقط، وقال: رضيت

(1) الحافظ علي بن عمر أحمد الدارقطني المتوفى 385، وفيات الأعيان
1: 417، تذكرة الحفاظ 3: 186، شذرات الذهب 3: 116، اللباب 1: 404
النجوم الزاهرة 4: 172.
(2) من قرى فلسطين.
(3) هو الحافظ علي بن عمر المتقدم.
(4) أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الحضرمي المعري المتوفى 174، احترقت
كتبه سنة 169، تذكرة الحفاظ 1: 237، فتح الملك العلي: 90.
(5) أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الكناني الفقيه الشافعي المتوفى بمصر
سنة 345، صاحب كتاب الفروع في المذهب. الوافي 2: 69، مرآة الجنان
2: 336، تذكرة الحفاظ 3: 108، طبقات الشافعي 1: 2.
11

به حجة بيني وبين الله تعالى (1).
وقال أبو سعيد عبد الرحمان بن أحمد بن يونس صاحب تاريخ
مصر في تاريخه: إن أبا عبد الرحمن النسائي قدم مصر قديما وكان إماما
في الحديث ثقة ثبتا حافظا، سكن بمصر وانتشرت بها تصانيفه، وكان
يصوم يوما ويفطر يوما، وكان موصوفا بكثرة الجماع (2).
وقال الذهبي: النسائي الحافظ شيخ الإسلام أبو عبد الرحمان القاضي
صاحب السنن، برع في هذا الشأن، وتفرد بالمعرفة والاتقان وعلو الإسناد
واستوطن مصر، رحل إلى قتيبة (3) وله خمس عشرة سنة، سنة 30 فقال:
أقمت عنده سنة وشهرين وكان يكثر الاستماع، له أربع زوجات يقسم
لهن ولا يخلو مع ذلك من سرية، وكان يكثر أكل الديوك الكبار
تشترى له وتسمن وتخصى.
قال مرة بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمان إلا أنه يشرب النبيذ
للنضرة التي في وجهه، وقال آخر: ليت شعري ما مذهبه في إتيان النساء
في أدبارهن. قال: فسئل، فقال: النبيذ حرام ولا يصح في الدبر شئ
لكن حدث محمد بن كعب القرظي (4) عن ابن عباس قال: اسق حرثك
من حيث شئت فلا ينبغي أن يتجاوز قوله. قال: ابن الذهبي: ثبت
نهي المصطفى صلى الله عليه وآله عن أدبار النساء، ولي فيه مصنف (5). وقد خرج
إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء

(1) تهذيب التهذيب 1: 37.
(2) ابن خلكان 1: 60 ط 1367.
(3) قتيبة بن سعيد الثقفي تأتي ترجمته.
(4) لم أتوفق إلى ترجمته.
(5) تذكرة الحفاظ 2: 242 ط حيدر آباد.
12

المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المأكل،
وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج (1).
وقال الحاكم: سمعت أبا الحسن الدارقطني غير مرة يقول:
أبو عبد الرحمان مقدم على كل من يذكر بعلم الحديث وبجرح الرواة
وتعديلهم في زمانه، وكان في غاية من الورع والتقى، إلا ترى أنه
يروي في سننه عن الحارث بن مسكين هكذا قرئ عليه وأنا أسمع،
ولا يقول في الرواية عنه حدثنا وأخبرنا كما يقول في روايات أخرى عن
مشايخه، وكان شافعي المذهب، وكان ورعا متحريا، وكان يواظب على
صوم داود. ونقل السبكي عن شيخه الذهبي ووالده السبكي: أن النسائي
أحفظ من مسلم صاحب الصحيح، وأن سننه أقل السنن بعد الصحيحين
حديثا ضعيفا، بل قال بعض الشيوخ: إنه أشرف المصنفات كلها وما وضع
في الإسلام مثله.
وقال جماعة: كل ما فيه صحيح لكن فيه تساهل صريح، وشذ
بعض المغاربة ففضله على كتاب البخاري، ولعله لبعض الحيثيات الخارجة
عن كمال الصحة، وصنف في أول الأمر السنن الكبرى، ثم صنع المجتبى
من السنن الكبرى ولخص منها الصغيرة، فإذا قيل: رواه النسائي، فالمراد
هو المختصر لا السنن الكبرى، وهي إحدى الكتب الستة، وإذا قالوا:
الكتب الخمسة: أو الأصول الخمسة، فهي: البخاري، ومسلم، وسنن
أبي داود، وجامع الترمذي، ومجتبى النسائي (2).
وقال ابن الجوزي: أبو عبد الرحمان النسائي الإمام، كان أول رحلته
إلى نيسابور، ثم خرج إلى بغداد فأكثر عن قتيبة وانصرف على طريق مرو

(1) تذكرة الحفاظ 2: 243.
(2) أعيان الشيعة 8: 447 نقلا عن مقدمة السنن الصغرى.
13

فكتب عن علي بن حجر وغيره، ثم توجه إلى العراق فكتب عن
أبي كريب وأقرانه، ثم دخل الشام ومصر، وكان إماما في الحديث ثقة
ثبتا حافظا فقيها (1).
وقال ابن كثير: أبو عبد الرحمان النسائي صاحب السنن، الإمام
في عصره والمقدم على أضرابه وأشكاله وفضلاء دهره، رحل إلى الآفاق
واشتغل بسماع الحديث والاجتماع بالأئمة الحذاق ومشايخه الذين روى عنهم
مشافهة، قد ذكرناهم في كتابنا التكميل وترجمناه أيضا هنالك، وروى
عنه خلق كثير، وقد أبان في تصنيفه عن حفظ واتقان وصدق وإيمان
قالوا: وكان يقسم للإماء كما يقسم للحرائر، أثني عليه غير واحد من
الأئمة وشهدوا له بالفضل والتقدم في هذا الشأن.
وقد ولي الحكم بمدينة حمص سمعته من شيخنا المزي عن رواية
الطبراني في معجمه الأوسط حيث قال: حدثنا أحمد بن شعيب الحاكم بحمص.
وذكروا: أنه كان له من النساء أربع نسوة، وكان في غاية الحسن
وجهه كأنه قنديل، وكان يأكل في كل يوم ديكا ويشرب عليه نقيع
الزبيب الحلال (2).
وقال ابن العماد: أبو عبد الرحمان النسائي سمع قتيبة وإسحاق
وطبقتهما بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة، وكان رئيسا
نبيلا حسن البزة كبير القدر، له أربع زوجات يقسم لهن، ولا يخلو
من سرية لنهمته في التمتع، وكان مع ذلك يصوم صوم داود (3)

(1) المنتظم 6: 131.
(2) البداية والنهاية 11: 124.
(3) عبادة خاصة تنسب إلى داود بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب - ع -
المدني، مذكورة في كتب الأدعية، سفينة البحار 1: 469.
14

ويتهجد (1).
وقال السيوطي: أبو عبد الرحمان النسائي القاضي الحافظ الإمام
شيخ الإسلام أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين
جلال البلاد واستوطن مصر فأقام بزقاق القناديل، ثم ذكر آراء أئمة
الحديث فيه (2).
وقال السبكي: الإمام الجليل أبو عبد الرحمان النسائي أحد أئمة
الدنيا في الحديث والمشهور اسمه وكتابه، سمع بخراسان والعراق والشام
ومصر والحجاز والجزيرة، وقال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن
علي الزنجاني (3) عن رجل فوثقه فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال:
يا بني إن لأبي عبد الرحمان شرط في الرجال أشد من شرط البخاري
ومسلم (4).
هذا بعض ما جاء في ثنايا كتب السير والتراجم عن شخصية النسائي
العلمية، وهو إن دل على شئ فإنما يدل على تبحره في الحديث وتضلعه
فيه بصورة كاملة، فالمصادر بأجمعها ذهبت إلى توثيقه وتصحيح أحاديثه
بحيث لم يجد خصومه فيه أي مجال للحط من قدره والطعن فيه.
إن النسائي.. كما قرأنا وحدثنا عنه أصحاب المعاجم كان
في حياته منقطعا إلى علم الحديث والتبحر فيه وطلبه، فاختلط وعاشر كبار
المحدثين في الأمصار الإسلامية والذين أخلصوا لهذا العلم ولا يلتفتون
إلى غيره، وإنما يعملون على خدمة خالصة من كل غاية أو شائبة فيتتبعون

(1) شذرات الذهب 2: 240.
(2) حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة 1: 147.
(3) لم أقف على ترجمته.
(4) طبقات الشافعة 2: 84.
15

ما وضع فيه، وينفون الكذب عنه.. فهذه المزايا كلها ظهرت
في شخصية النسائي بوضوح، مع العلم أنه لم يكن بأيدينا من النصوص
ما يكشف لنا خلاف ذلك.
* * *
شيوخ النسائي:
إن حياة النسائي وشخصيته مذكورة ومتوفرة في أكثر الكتب،
وآثاره وصفاته مدرجة هنا وهناك، كما أن تعداد مشايخه وتصانيفه وكتبه
وارد في المعاجم بصورة موجزة وباختصار قليل من دون أية إشارة إلى
حياة شيوخه الثقافية ومبلغهم في العلم والفقه والحديث.
فقد وجدنا مؤلفي الكتب يعددون المشايخ الذين تلقف عنهم
النسائي.. أكثر علمه، والأقران الذين عاش معهم وأثر فيهم
وأثروا فيه، ولكن مع الأسف اقتصروا على ذكر أسمائهم فحسب من
دون وضع ترجمة موجزة لهم وحتى عن تاريخ ولادتهم ووفاتهم، ولا شك
أن البحث على هذا النحو لا يعطينا فكرة واسعة، ونظرة دقيقة وصحيحة
وثابتة عن ثقافة النسائي.. ومبلغ أثره وثقافته.
على أننا لا نذكر من شيوخه في هذا الفصل إلا من أجمعت المصادر
عليه، وأن النسائي قرأ عليه واستمع عليه. وقد بذلنا قصارى جهدنا
في أن ندرج أسماء المشايخ كاملة، مع ذكر المصادر المترجمة لهم دفعا
للالتباس والشك.
وإليك شيوخه على حروف المعجم الذين ذكرهم أكثر المؤرخين، أمثال
ابن الجوزي في المنتظم ج 6 ص 131، وتقي الدين السبكي في طبقات
الشافعية 2: 83، وعماد الدين إسماعيل بن كثير في البداية والنهاية 11: 123
16

والحافظ شهاب الدين ابن حجر في تهذيب التهذيب 1: 36، إلى غيرهم
من المؤلفين والحفاظ، وفي ذيل كل واحد من مشايخه ذكر ما أمكن
جمعه من مصادر ترجمتهم في كتب التاريخ.
1 - أبو شعيب السوسي:
صالح بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن الجارود بن مسرح
الرستبي الرقي المقرئ المتوفى 261، ضابط محرر ثقة، أخذ القراءة
عرضا وسماعا (1).
2 - أبو كريب:
محمد بن العلاء بن كريب الهمداني الكوفي الحافظ المتوفى 243، ثقة
جليل روى الحروف عن أبي بكر عن عاصم وأكثر من رواية الحديث،
وجاء: أنه كان يحفظ ثلاثمائة ألف حديث، أوصى أن تدفن كتبه معه
فدفنت (2).
3 - أبو يزيد الجرمي:
لم اهتد إلى اسمه وترجمته.
4 - إسحاق الحنظلي:
أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر الحنظلي
المعروف بابن راهويه المروزي نزيل نيسابور المتوفى 237 / 238، أحد
الأئمة، طاف البلاد وروى عن الحفاظ وأئمة الحديث، صنف الكتب

(1) طبقات القراء 1: 332، تهذيب التهذيب 4: 392، اللباب 2: 577،
الأعلام 3: 276.
(2) تهذيب التهذيب 9: 385، شذرات الذهب 2: 119، طبقات
القراء 2: 197.
17

وفرع على السنن وذب عنها وقمع من خالفها (1).
5 - حصين بن منصور السلمي:
أبو علي الحسين بن منصور بن جعفر بن عبد الله بن رزين بن
محمد بن برد السلمي النيسابوري، كان شيخ العدالة والتزكية في عصره
عرض عليه قضاء نيسابور، واختفى ثلاثة أيام ودعا الله فمات في اليوم الثالث
سنة 238 (2).
6 - سويد بن نصر:
أبو الفضل سويد بن نصر بن سويد المروزي الطوساني ويعرف بالشاه
المتوفى 240 / 241، كان ثقة متقنا محدثا فاضلا جليلا صادقا صحيح
السماع، يروي عنه أيضا البخاري ومسلم وغيرهما (3).
7 - علي بن حجر:
أبو الحسن علي بن حجر بن أياس بن مقاتل بن مخادش بن مشمرخ
ابن خالد السعدي المروزي، سكن بغداد قديما ثم انتقل إلى مرو فنزلها
كان فاضلا حافظا ثقة مأمونا صدوقا متقنا اشتهر حديثه بمرو، مات
سنة 244، وعاش قريب المائة أو أكملها (4).
8 - عمرو بن زرارة:
أبو محمد عمرو بن زرارة بن واقد الكلابي بن أبي عمرو النيسابوري

(1) تهذيب التهذيب 1: 217، اللباب 1: 325، وفيات الأعيان 1: 80،
شذرات الذهب 2: 89، ميزان الاعتدال 1: 85، حلية الأولياء 9: 234،
الكنى والأسماء 2: 158.
(2) تهذيب التهذيب 2: 370، خلاصة تهذيب الكمال ص 72.
(3) تهذيب التهذيب 4: 280، اللباب 2: 92، خلاصة تهذيب الكمال: 135.
(4) تهذيب التهذيب 7: 293، تذكرة الحفاظ 2: 33، هدية العارفين 1: 672.
18

المقري الحافظ المتوفى 238، وقيل: مات قبله. كان ثقة جليلا، روى
عنه أكثر أئمة الحديث، وقرأ القرآن على الكسائي، وجاء: أنه كان
مجاب الدعوة، وقيل: إنه أنصاري (1).
9 - عيسى بن حماد:
أبو موسى عيسى بن حماد بن مسلم بن عبد الله التجيبي المصري
الملقب زغبة المتوفى 248، من المحدثين الثقات، روى عنه مسلم وأبو داود
والنسائي وابن ماجة وعبد الرحمان بن عبد الله بن الحكم والبجيري
وأبو حاتم وعبدان الأهوازي وأبو زرعة، وآخرون من رجال الحديث
والعاملين فيه، وقد وثقه غير واحد من أئمة الرجال (2).
10 - قتيبة بن سعيد:
قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي مولاهم
أبو رجاء البغلاني المتوفى 240، وجاء: إن اسمه يحيى وقتيبة لقب،
وقيل: اسمه علي. كان من كبار المحدثين ثقة جليلا ثبتا فيما روى
صاحب سنة وجماعة، وكان قد كتب الحديث عن ثلاث طبقات (3).
11 - محمد بن رافع:
محمد بن رافع بن أبي زيد واسمه سابور القشيري مولاهم أبو عبد الله
النيسابوري الزاهد المتوفى 245، كان من خيار عباد الله وثقة مأمونا
وصادقا، بعث طاهر بن عبد الله بن طاهر إليه بخمسة آلاف فردها.
قال الحاكم: هو شيخ عصره بخراسان في الصدق والرحلة. وقال الحافظ
جعفر بن أحمد بن نصر: ما رأيت من المحدثين أهيب منه، كان يستند

(1) تهذيب التهذيب 8: 35، خلاصة تهذيب الكمال 245.
(2) تهذيب التهذيب 8: 209.
(3) تهذيب التهذيب 8: 359، معجم المؤلفين 8: 128.
19

فيأخذ الكتاب فيقرأ بنفسه فلا ينطق أحد ولا يتبسم، وكان ثقة
حسن الرواية (1).
12 - محمد بن نصر:
أبو عبد الله الإمام شيخ الإسلام محمد بن نصر المروزي الفقيه
مات 294، كان أعلم الناس باختلاف الصحابة فمن بعدهم، وقد برع
في هذا الشأن فأصبح إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة، وكان
يشتغل بالعلم والعبادة، وأينما سافر تجارته مع مضارب له، رحل إلى
نيسابور وسمرقند وبغداد، وجاء بحقه: أن زنبورا قعد على جبهته فسال
الدم على وجهه ولم يتحرك وذلك لحسن صلاته وخشوعه، يضع ذقنه
على صدره وينتصب كأنه خشبة (2).
13 - هشام بن عمار:
أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي
الظفري الدمشقي خطيب المسجد الجامع بها المتوفى 245، يروي عنه البخاري
وأبو داود والنسائي وابن ماجة والترمذي عن البخاري، وكان محدثا
صادقا ثقة مأمونا، ما كان في الدنيا مثله في العقل والفصاحة والرواية
والعلم والدراية (3).
14 - يونس بن عبد الأعلى:
أبو موسى يونس بن عبد الأعلى بن موسى بن ميسرة بن حفص

(1) تهذيب التهذيب 9: 161.
(2) تذكرة الحفاظ 2: 202، تهذيب التهذيب 9: 489، تاريخ بغداد
3: 315، المنتظم 6: 63، البداية 11: 102، الكامل في التاريخ 7: 182،
هدية العارفين 2: 21.
(3) تهذيب التهذيب 11: 53، الأعلام 9: 86، معجم المؤلفين 13: 149.
20

ابن حباب الصدفي المصري مات سنة 264، عالم الديار المصرية وفقيهها.
قال الشافعي: ما رأيت بمصر أحدا أعقل من يونس، وهو ركن من
أركان الإسلام ثقة صدوق كان يحفظ الحديث وإماما في القراءات
ويستسقى بدعائه (1).
فهؤلاء هم مشايخ النسائي.. والذين قرأ عليهم وأخذ عنهم بصورة
مستمرة، كما نص عليهم التاريخ، وقد كانوا من أئمة الحديث والقراءة
مع الإجماع على صدقهم وثقتهم ومكانتهم السامية في الثقافة، ولا شك
إن النسائي.. طبع بطابعهم، وأحدث هؤلاء الفطاحل الأثر القيم
البالغ في نفس تلميذهم واستأنس بهم.
إن المترجم له.. على كل حال تأثر بأساتذته فاختار الحديث
والعمل في حقله، ولعله كان مدفوعا تماما إلى معرفة علم أصول الحديث
ودفعة إلى الذروة والكمال، والواقع: إنه تلقى علم الحديث بهم، وأقبل
عليه يستنطقه ليستخرج القواعد التي قام عليها ويفصلها ويضبطها، معتمدا
فيها على ما ظهر له من طرائق المحدثين الذين سبقوه في هذا الحقل،
وأسلوب جمعهم، وعلى نهج وطريقة روايتهم.
والذي ينبغي القول: أن النسائي.. اشتغل بالحديث وعمله فيه
رغبة من نفسه لا إجهادا لها، وحبا لا افتقارا وحاجة إليه، وكفى المرء
نجاحا وفوزا أن يطلب لمواهبه العنان فينطلق وراءها حيث تسير وهذا
هو السر في نجاحه، فلقد سار النسائي وراء علم دفعته إليه نفسه التواقة
إلى الحديث، وقادته نحوه رغبته الشديدة، وأرشده لحقله وصميمه حبه
وميله، فنشأ بين جموع المحدثين ومجالس دروسهم، يتنقل من واحد إلى

(1) تهذيب التهذيب 11: 440، تذكرة الحفاظ 2: 98، خلاصة تهذيب
الكمال ص 379.
21

آخر ومن مجلس إلى غيره، ولازم مجالستهم من غير أي ملل وكلل يسيطر
عليه ويوقفه عند حده.
والغريب أننا لم نجد في ضمن مشايخه من أخذ عنه غير الحديث
أو أنه تردد ووقف عند غير المحدثين خلال حياته، أو جالس غير أئمة
الحديث في عصره، لذلك جاءت مؤلفاته والرسائل التي وضعها تتناول هذه
الناحية فحسب وتختص بها، وعند ذكر مؤلفاته نقف على حرص النسائي..
على الحديث وجمع آثاره إلى جانب سعة اطلاعه وحسن معرفته بها.
مصنفات النسائي على الحروف:
تمتاز رسائل النسائي... وجميع ما كتبه بشئ كثير من الدقة
والاستقصاء وعمق النظر وغزارة المعرفة والعلم، وقد طغت هذه الناحية
عليه بصورة واضحة، وإذا أمعنا النظر في مؤلفاته ألفيناها كلها تدور
حول الحديث بطرف واسع، على أن إقبال النسائي على الحديث وكتبه
كما أسلفنا القول عنه واضح في مصنفاته القيمة التي كانت لها فائدة كبرى
وأثرا عظيما من بعده، بحيث إن مترجميه كانوا يرمزون شرفه إليها.
وقد أصبحت كتبه ذات قيمة خالدة، واعتبر بعضها من الصحاح
الست والكتب الجيدة البعيدة المثل، بحيث ذكرها المؤلفون بالإكبار
والإجلال، وهذا لا شك دليل على حيوية مؤلفاته وثقافته ومناعة معرفته
بالحديث، وبرهان واضح لعلمه واطلاعه وعقله وكمال وجودة تصانيفه.
صنف النسائي.. كتبا عدة ورسائل مختلفة وإن أودى بعض
مؤلفاته بحياته فاستشهد على أثر تصنيفه، غير أن المصادر مع الأسف
لم تذكر تآليفه برمتها، وإنما انفرد كل واحد بذكر بعضها وضرب عن
تبيان البعض الآخر، بيد أنني جمعت شتات أسماء مصنفاته مع ذكر المصدر
22

الذي أثبت ذلك الكتاب له وصحح نسبته وإيعازه إليه، وقد وفق الله
النسائي.. بتصانيفه ورسائله خير توفيق، إذ كانت غريزة المادة
وصادرة عن تتبع واسع وتحقيق كامل.
وإليك عرضا لمصنفاته والتعرض ببعض التفصيل إلى وصفها والإشارة
إلى تعدد طبعاتها بالاجمال، ولا ريب أنه في جميعها وصل إلى الذروة
وأجاد فيها كل الإجادة، وأبقى للعصور والأجيال المتعاقبة خيرا كثيرا.
1 - إغراب شعبة على سفيان، وسفيان على شعبة:
كتاب في الحديث، جمع فيه إغراب شعبة بن الحجاج بن الورد
العتكي الأزدي المتوفى 160 على سفيان بن سعيد الثوري الكوفي
المتوفى 161، وبالعكس (1).
2 - الخصائص في فضل علي بن أبي طالب:
جمع فيه الأحاديث النبوية الواردة بشأن الإمام أمير المؤمنين - ع -
وأهل بيته، وهذا الكتاب هو الذي أودى بحياته، فإنه بعد أن ترك
مصر في أواخر عمره قصد دمشق ونزلها، فوجد الكثير من أهلها
منحرفين عن الإمام علي بن أبي طالب - ع -، فأخذ على نفسه وضع
كتاب يضم مناقبه وفضائله - ع - رجاء أن يهتدي به من يطالعه أو يلقى
إليه سمعه، فأتى به وألقاه على مسامعهم بصورة محاضرات متواصلة.
وبعد أن فرغ منه سئل عن معاوية وما روي من فضائله، فقال:
أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل..؟ وفي رواية
أخرى: ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنك. فهجموا عليه
وما زالوا يدفعون في خصييه وداسوه حتى أخرجوه من المسجد، فقال:
احملوني إلى مكة. فحمل إليها، فتوفي بها.

(1) كشف الظنون 1: 130.
23

وقد نص التاريخ على هذه الواقعة وأنه مات بسبب ذلك الدوس،
ثم حمل إلى الرملة فمات بها، وصرح بهذا الكتاب وصحح نسبته إليه كل
من ترجم للنسائي من دون استثناء وتمييز.
طبع الكتاب في المطبعة الخيرية سنة 1308 بقطع الربع 40 ص،
في ربيع الأول 1348 بتصحيح الأستاذ محمد كامل بن محمد الأسيوطي
الأزهري، وفي النجف الأشرف للمرة الأولى المطبعة الحيدرية 1369 / 1949
وأعيد طبعه للمرة الثانية 1389 وهي تمتاز على غيرها من الطبعات من
الناحية الفنية، والتحقيق، وإخراج الأسانيد وتصحيحها، ووضع مصادرها
ورجالها، وهي الطبعة التي بين يديك.
وثمة كلمة قيمة جاءت عن الكتاب ومؤلفه قول ابن حجر العسقلاني:
وتتبع النسائي ما خص به - علي - من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا
بأسانيد أكثرها جياد، روى عن النبي صلى الله عليه وآله كثيرا، وروى عنه من
الصحابة ولده الحسن والحسين وابن مسعود وأبو موسى وابن عباس
وأبو رافع وابن عمر وأبو سعيد وصهيب، وزيد بن أرقم وجرير وأبو أمامة
وأبو جحيفة والبراء بن عازب وأبو الطفيل، وآخرون من التابعين من
المخضرمين (1).
3 - السنن الكبرى:
كتاب في الحديث وأنه لم يوضع مثل مصنفه في الإسلام، وأنه
أشرف المصنفات الكبرى، جمع فيه الأحاديث النبوية كلها الواردة
في جميع أبواب الفقه من كتاب الطهارة إلى آخر باب الديات والحدود،
أولها: قال الشيخ الإمام العالم الرباني الرحلة الحافظ الحجة الصمداني
أبو عبد الرحمان أحمد بن شعيب بن علي بن بحر النسائي رحمه الله تعالى..

(1) الإصابة 2: 508 ط الأولى.
24

وعلى الكتاب تعليقات وشروح غير أنه مفقود لم يطلع عليه أحد.
قال الأستاذ عبد الصمد شرف الدين في مقدمته وتصحيحه لكتاب
يوسف بن المزي (1): ومن سوء حظنا أننا لم نطلع إلى الآن على
وجود نسخة من السنن الكبرى في أي بقعة من الأرض ولا نسخة من
كتاب - عمل اليوم والليلة -، ولو وجدت نسخة - الكبرى - لأمكننا
عمل فهرس كتبها وأبوابها وعزو أحاديثها إلى تلك الأبواب، ولكنها أمنية
لم يقدر الله حصولها إلى انتهاء هذا الجزء، ولا نزال نحاول البحث
والتفتيش عنها.
4 - المجتبى:
بعد أن انتهى النسائي من وضع كتابه الكبير السنن، سأل بعض
الأمراء النسائي أجميع أحاديث كتابك صحيح..؟ فقال: لا، فأمره
الأمير بتجريد الصحاح منه، فصنع من السنن الكبرى كتابا أسماه
- المجتبى - أو - المجتنى - وكلاهما صحيح لكن الأشهر هو الأخير، وقد
استخلصه من السنن الكبرى من كل حديث حسن لم يتكلم في أصله ولا
في إسناده ورواته بالتعليل أو التجريح، فإذا أطلق المؤرخون وقالوا:
رواه النسائي، فمرادهم هذا المختصر المسمى بالمجتبى لا السنن، وهو أحد
الكتب الستة الكبرى. وإذا قالوا: الكتب الخمسة أو الأصول الخمسة،
لم يكن مرادهم غير البخاري ومسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي
والمجتبى (2).
طبع في مجلدين عام 1281 في الهند مع شرح جلال الدين السيوطي
له المسمى - زهر الربى - وبهامشها حاشية أبي الحسن محمد بن عبد الله

(1) تحفة الأشراف بمعرفة الأطراف ص 20 ط الهند.
(2) أعيان الشيعة 8: 447.
25

المعروف بالسندي، وأعيد طبعه في مصر الميمنية سنة 1312، والمطبعة
المصرية بالأزهر عام 1348 / 1930. معجم المطبوعات العربية 2: 1852.
5 - عمل اليوم والليلة:
يحتوي على الدعوات والأذكار والأوراد الواردة في الأحاديث النبوية
وكثيرا ما ينقل فيه عن كتابه - السنن الكبرى -، ومن المؤسف جدا
كما ذكرنا سلفا أن الكتاب هذا مفقود ولم يوجد له أي أثر رغم ما نصت
عليه المراجع والمعاجم (1).
6 - الجمعة:
جمع فيه الأحاديث الواردة بيوم الجمعة وما فيه من الأدعية والأذكار
كما في كشف الظنون 2: 1409 وقد تفرد بذكره.
7 - مسند علي:
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - ع -. كشف الظنون
2: 1684، معجم المؤلفين 1: 244.
8 - مسند مالك:
مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن
عثمان بن جثيل بن عمرو بن الحارت الحميري الأصبحي المدني الفقيه
المتوفى 179 (2).
9 - المناسك:
جمع فيه أحكام الحج وأبوابه والأحاديث الواردة فيه على مذهب
الشافعي. كشف الظنون 2: 1833، معجم المؤلفين 1: 244.

(1) كشف الظنون 2: 1173.
(2) كشف الظنون 2: 168، معجم المؤلفين 1: 244.
26

10 - الضعفاء والمتروكين:
وهو في الحديث، تناول رجال الحديث المتروكين والمجروحين بصورة
وافرة، وعلل الحديث، وطبع مع كتاب المنفردات والوحدان للإمام
البخاري في الهند سنة 1323. معجم المطبوعات العربية 2: 1852،
كشف الظنون 2: 1087، معجم المؤلفين 1: 244. ومنه مخطوطة
في مكتبة آية الله السيد الحكيم العامة بالنجف.
11 - فضائل الصحابة:
جمع فيه مناقب الصحابة. تفرد بذكره أعيان الشيعة 8: 452،
ولم نجد له ذكرا في ساير الكتب، ولم أهتد إلى المصدر الذي نقل عنه
السيد الأمين هذا الكتاب ونسبته إلى النسائي مع ذكره كتاب - خصائص
أمير المؤمنين - ع -. وقد ألف غير النسائي في فضائل الصحابة من
أئمة الحديث مئات الكتب ومنهم عبد الرحمان بن محمد القرطبي المتوفى 402
في مائة جزء (1).
هذا ما حفظه التاريخ لنا من أسماء مؤلفاته، وربما كانت له رسائل
أخرى في الرجال وعلل الحديث فضاعت بعد وفاته على أثر التحولات والظروف
القاسية التي اجتازت البلاد الإسلامية، كما ضاع كتابه الكبير السنن..
وكتابه عمل اليوم والليلة.. ولم يبق منه غير اسمه تتناقله كتب السير
والمعاجم.. وهنا ينبغي القول إن النسائي.. لم يشتهر ولم يعرف
إلا بكتابية.. السنن الكبرى.. والخصائص.. وما زالا
موضع التقدير والاكبار، تتكرر طبعاتهما بين آونة وأخرى، لنفاسة
موضوعهما، ولما أودع المؤلف فيهما من مادة علمية دسمة وحيوية
فكرية جمة.

(1) كشف الظنون 2: 1276.
27

مصادر دراسة حياة النسائي:
على أثر البحث والتحقيق عن النسائي.. وحياته الفكرية،
وضعت هذا الثبت على حروف المعجم والذي يضم أكثر الكتب المترجمة
له.. لا كلها، فذكرت اسم الكتاب ومؤلفه ورقم الجلد والصفحة
الوارد فيها اسم النسائي.. وترجمته، سواء في ذلك المصادر العربية
والفارسية، مع الإشارة إلى المصدر المخطوط وتعيين المكان الذي فيه
المخطوطة ورقمها في الخزانة.
1 - الإصابة ابن حجر العسقلاني 3: 508.
2 - أخبار القضاة محمد بن خلف بن حيان 2: 190.
3 - أضواء على السنة المحمدية محمود أبو رية ط صور 1383 ص 265.
4 - الأعلام خير الدين الزركلي 1: 164 ط 2.
5 - أعلام العرب عبد الصاحب الدجيلي ط 2 ج 1: 130.
6 - أعلام المحدثين محمد بن محمد أبو شهبة ط مصر ص 260.
7 - أعيان الشيعة السيد محسن الأمين العاملي 8: 444.
8 - الأنس الجليل مجير الدين الحنبلي ط نجف 2: 70.
9 - البداية والنهاية ابن كثير الدمشقي 11: 123.
10 - تاج التراجم قاسم بن قطلو بغاص 23 ط بغداد.
11 - التاج المكلل صديق البخاري القنوچي ص 30.
12 - تاريخ ابن الوردي زين الدين ابن الوردي 1: 254.
13 - تاريخ التمدن الإسلامي جرجي زيدان 3: 68 ط سنة 1904.
14 - تاريخ كزيده لغته فارسية: 630 ط إيران.
15 - تحفة الأشراف يوسف بن زكي المزي ص 18 ط الهند.
28

16 - تاريخ واسط أسلم بن سهل الرزاز ص 323 ط بغداد تحقيق:
كوركيس عواد.
17 - تذكرة الحفاظ شمس الدين الذهبي 2: 241 ط حيدر آباد.
18 - تنقيح المقال الشيخ المامقاني 1: 72 ط نجف.
19 - تهذيب التهذيب ابن حجر العسقلاني 1: 36 ط حيدر آباد.
20 - جامع الرواة محمد بن علي الأردبيلي 1: 51 ط إيران.
21 - الحديث والمحدثون محمد محمد أبو زهو: 409 ط القاهرة.
22 - الحركة الفكرية في مصر عبد اللطيف حمزة: 176، 182، 289.
23 - حسن المحاضرة جلال الدين السيوطي 1: 147 ط مصر.
24 - خريدة القصر ابن العماد، ق العراقي 2: 82 ط بغداد.
25 - خلاصة تهذيب الكمال ابن حجر العسقلاني: 6.
26 - دائرة المعارف محمد فريد وجدي 10: 186 ط مصر.
27 - دانشوران خراسان غلام رضا رياضي: 324 لغته فارسية.
28 - الذريعة الشيخ آغا بزرك الطهراني 7: 163 ط إيران.
29 - الرسالة المستطرفة محمد بن جعفر الكتاني ط بيروت 1322.
30 - روضات الجنات السيد محمد باقر الخونساري 57.
31 - ريحانة الأدب الشيخ محمد علي الخيابانى 4: 188 ط إيران لغته فارسية.
32 - سفينة البحار الشيخ عباس القمي 2: 588 ط نجف حجر.
33 - شذرات الذهب ابن العماد الحنبلي 2: 239 ط مصر.
34 - طبقات الشافعية تقي الدين السبكي 2: 83.
35 - طبقات الصوفية أبو عبد الرحمان السلمي: 9، 17، 57، 187،
213، 222، 253، 274، 417، 459.
36 - طبقات القراء محمد بن الجزري 1: 61 ط مصر.
29

37 العبر شمس الدين الذهبي 2: 123.
38 - عصر سلاطين المماليك محمود رزق سليم 3: 207.
39 - الغدير الشيخ عبد الحسين الأميني 1: 99 ط إيران.
40 - فهرس الخزانة التيمورية دار الكتب المصرية 2: 282.
41 - فهرست مخطوطات الظاهرية يوسف العش: 235.
42 - فهرست المكتبة الرضوية إدارة المكتبة 5: 264 لغته فارسية ط إيران.
43 - فهرست مكتبة الفيضية الشيخ مجتبى العراقي 2: 425 ط إيران.
44 - فهرست مكتبة نور عثمانية إدارة المكتبة: 49 ط استانبول.
45 - فهرست مكتبة أيا صوفية إدارة المكتبة: 37 " ".
46 - قاموس الأعلام ش - سامي 1: 735 لغته تركية.
47 - قاموس الرجال الشيخ محمد تقي التستري 1: 352 ط إيران.
48 - الكامل في التاريخ ابن الأثير الجزري 6: 152.
49 - كشف الظنون حاجي خليفة 130، 706، 1006، 1684، 1685
1833، 1173، 1409، 1844.
50 - الكنى والألقاب الشيخ عباس القمي 3: 205 ط صيدا.
51 - اللباب ابن الأثير 3: 223.
52 - لباب الألقاب الشريف الكاشاني: 141 ط إيران.
53 - لغات تاريخية أحمد رفعت 7: 81 لغته تركية.
54 - لغت نامه علي أكبر دهخدا - حرف الألف -: 1196 لغته فارسية.
55 - مجمع الرجال المولى علي القهبائي ط إيران 1: 118.
56 - مختصر دول الإسلام شمس الدين الذهبي 1: 145.
57 - المختصر في أخبار البشر أبو الفداء 2: 72.
58 - مرآة الجنان اليافعي 2: 240 حيدر آباد.
30

59 - مرآة الزمان سبط ابن الجوزي 7 ورقة 59.
60 - مشاهير رجال العالم عبد الحسين الشبستري 1: - حرف الألف - خ -.
61 - المشتبه أبو عبد الله محمد الذهبي: 639.
62 - المعجب في تلخيص عبد الواحد المراكشي 279.
أخبار المغرب
63 - معجم البلدان الياقوت الحموي 8: 282.
64 - معجم المطبوعات العربية الياس سركيس 2: 1851.
65 - معجم المطبوعات النجفية محمد هادي الأميني: 156 ط نجف.
66 - معجم المؤلفين عمر رضا كحالة 1: 244 ط دمشق.
67 - مفتاح السعادة طاش كبرى 2: 11.
68 - مفتاح الكنوز الخفية مولوي عبد الحميد 1: 51.
69 - مقدمة سنن النسائي محمد محمد عبد اللطيف 1: ب ط مصر 1348.
7 - المنتظم ابن الجوزي 6: 131 ط حيدر آباد.
71 - منجد العلوم فردينان توتل: 533.
72 - الموسوعة العربية الميسرة: 1831.
73 - مؤلفين كتب چاپى خانبابا مشار 1: 485 لغته فارسية ط إيران.
74 - النجوم الزاهرة ابن تغري بردي 3: 188.
75 - النسائي - دراسة موجزة - عبد الصاحب عمران الدجيلي - خ -.
76 - وفيات الأعيان ابن خلكان 1: 25 ط مصر.
77 - هدية الأحباب الشيخ عباس القمي: 272 ط إيران.
78 - هدية العارفين البغدادي 1: 56 ط استانبول.
31

تشيع النسائي:
خلال بحثي ودراستي حياة المحدث النسائي.. الفكرية، واشتغالي
بوضع مقدمة لكتابه - خصائص أمير المؤمنين عليه السلام، ووضع ثبت
عن المصادر المترجمة له لا كلها، إذ لم أتوفق إلى استيعاب كافة المصادر
لذلك جاء الفهرست المذكور محتويا على بعض المصادر.. إلى جانب
عملي في ذكر مؤلفاته ومشايخه، فلم أجد خلال هذه الأحوال جميعها
نصا تاريخيا صريحا يدل على تشيعه.. أو استناده إليه، مع توفر
المصادر التي بأيدينا.
كما أن مشايخه الذين تلقف عنهم العلم والحديث، أو الذين اتصل
بهم من غير أساتذته من زملائه وأقرانه ليس فيهم من عرف بالتشيع أو
كان شيعيا، حتى يظهر أثره في نفس النسائي بوضوح، على أني قلبت
جميع المواضيع المتعلقة به من جميع وجوهها فلم أجد للتشيع أي أثر
فيه أو مجال ضيق يمكن به نسبته إليه.. فهو إذن لا شك ولا ريب
شافعي المذهب كما جاءت به النصوص التاريخية، وذكره تاج الدين السبكي
في الطبقة الثالثة من طبقات الشافعية الكبرى 2: 73، وسبقه إلى هذا
غيره من المؤرخين دون استثناء.
لقد تواترت المصادر السنية.. لدراسة النسائي، وذكر صفاته
وآثاره بصورة مفصلة حتى أن الكثيرين من مصنفي الشيعة.. نسبوه
إلى الشافعية ولم يجرحوا في مذهبه، ولم يخرجوه من النطاق الذي كان
عليه من المذهب، فضلا على أن مناسك الحج الذي هو من ضمن
مؤلفاته وضعه على نهج المذهب الشافعي كما ذكرناه، وهذا الكتاب بذاته
أقوى وأثبت نص على مذهب النسائي.
32

وبديهي أن التشيع الذي نسب إلى النسائي.. كما ذهب إليه
بعض المؤرخين من الشيعة لا بد أن تتجلى آثاره في تصانيفه وكتبه،
مع العلم أنه لم يكن أي أثر ظاهر من التشيع في مصنفاته وإنما بالعكس،
لذلك لا يمكن نسبة التشيع إليه بحال من الأحوال.
غير أن السيد الأمين رحمه الله.. ترجم له في كتابه (1)، وخصص
له فصلا بعنوان - تشيعه - مستندا فيه إلى قول ابن خلكان السالف
ص 12، أو تصنيفه لكتاب الخصائص.. وأكثر رواياته عن أحمد بن
حنبل، إلى جانب قول النسائي: دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها
كثير، فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب.
فقد اعتبر السيد الأمين القول هذا نصا ثابتا على تشيعه، وذهب
إلى أنه كان شيعي المذهب، وأنا لا أفهم مفهوم هذا القول الباطني
ولا أستطيع اتخاذه نصا على التشيع، مع وجود عشرات المراجع الدالة
والناطقة على كونه شافعي المذهب.
وإنني في الواقع لم أعرف معنى هذا الإصرار والإلحاح الشديدين
من السيد الأمين.. من جعل النسائي وأقرانه من المؤرخين والمحدثين
من الشيعة، ووضع تراجم مفصلة لهم، وذكر ما يخالف الواقع التاريخي.
وأيا كان حرص السيد الأمين وأسبابه ودوافعه في جعل هؤلاء
شيعة.. وتقييدهم بعجلة التشيع وربطهم بركبه.. من غير استناد
على نص تاريخي، وإنما كان على اجتهادات واستنباطات واهية بعيدة كل
البعد عن التحقيق العلمي والبحث الصحيح الحديث، وعلى هذا ليس علينا
أن نعجب حين نجده رحمه الله.. يتوسع في تراجم رجال من غير
الشيعة ويجعلهم في كتابه ظنا منه أن كتابة رسالة مثلا في فضل علي - ع -

(1) أعيان الشيعة 8: 448.
33

أو تفرده بذكر أحاديث صحيحة دليل قوي على تشيعه، وهذا لا شك
ظن واشتباه.
والغريب من هذا كله موقف صاحب الذريعة.. من النسائي فقد ذكر
الخصائص في الذريعة 7: 163 وقال: الخصائص في فضل علي - ع - وقد
يقال له: الخصائص العلوية للإمام النسائي أبي عبد الرحمان أحمد بن شعيب
ابن علي بن سنان بن بحر الخراساني بعد إخراجه من المسجد الأموي
بالشام بسبب تصنيف هذا الكتاب.. فذكر من مؤلفات النسائي كتاب
الخصائص فحسب وضرب عن الباقي صفحا، وكان على شيخنا.. ذكر
جميع مؤلفاته في أبواب الذريعة إن هو قد تيقن تشيعه واعتقد به، لا أن
يذكر كتابا واحدا ويكف عن ذكر البقية، فالنسائي.. إذا كان
شيعيا فهو في جميع كتبه شيعي.. وإذا كان شافعيا فهو فيها
كذلك، لا أن يكون في واحد شيعيا وفي الباقي سنيا مثلا.
ومن هنا يحق لنا أن نطالب بالاتقان والدقة في البحث والتحقيق
في التاريخ التي أولى مراحل التأليف ودراسة حياة الرجال ومن أهم ركائز
البحث، لئلا يقع المؤلف في اضطراب وقلق مستمر، ولذلك فقد أدرج
شيخنا الحجة.. في كتابه الذريعة عشرات الكتب التي لا تربط
أصحابها مع الشيعة أية رابطة أو علاقة مذهبية أو سياسية.
ومن التطاول والظلم التوسع في الموضوع وذكر هذه الهفوات، ولعل
للسيد الأمين.. وشيخنا صاحب الذريعة.. عذرا ورأيا محترما معولا
على نصوص أصلية محققة ثابتة..
لعل لها عذرا وأنت تلوم * وكم لائم قد لام وهو مليم
مع القول إن هذين العلمين وقفا نفسهما على خدمة التراث الفكري الإسلامي
وضحا بجهودهما وراحتهما في سبيله، وشاركا في نهضته مشاركة فعالة
34

خلدها لهم التاريخ، فجزاهما الله خير جزاء المحسنين.
ولا يفوتنا القول إن النسائي.. لشديد حبه للمذهب الذي أخذ
به وهو المذهب الشافعي ظهرت آثاره في مؤلفاته وأقواله، فوضع كتابا
فقهيا على رأي مذهب الشافعي واندفع يذكر آراء الشافعي بقوة وحماسة
ويعزز ذلك بإظهار تعصبه لمذهبه، بذكر الأحاديث الضعيفة الأسانيد المنسوبة
إلى النبي صلى الله عليه وآله يستشهد بها لتأييد نزعات ذلك المذهب الذي كان يحبه
ويهواه ويعتنقه.
هذا ما أردت ذكره بإيجاز وتبيانه للواقع وما انتهى إليه علمي القاصر
الضعيف.. ولو قصدنا التفصيل لطال المقام والمقال، ولابتعدنا عن
صلب البحث.
وقفة مع النسائي في كتابه الخصائص:
في الوقت الذي نجد النسائي في كتابه الخصائص منصرفا إلى ذكر
مناقب الإمام أمير المؤمنين - ع - بأسانيد صحيحة وطرق موثوقة،
يبتعد عن الموضوع بذكر حديثين منكرين في شأن أبي طالب مؤمن
قريش، والكيد والوقيعة فيه من غير سبب مستلزم له، مع العلم أن
النسائي.. كان شديد الاعتداد بنفسه والحرص على كرامته، وعدم
ذكر ما يشين ذكره ويخرجه عن حدود النزاهة والتعفف.
ومما ينبغي القول به قبل ذكر الحديثين ومناقشة أسانيدهما الواهية
الضعيفة.. أن الحديثين مختلقان وموضوعان على النبي الأعظم صلى الله عليه وآله
من غير شك وريب، وأنهما من صنع الوضاعين الموتورين، ولا علم
للنبي صلى الله عليه وآله بهما، كما تنص به النصوص التاريخية والقرائن الثابتة، ولهذا
بعيد كله أن يذكرهما النسائي في كتابه، وإنما أدخل في الكتاب أثناء
35

طبعه وتصحيحه من قبل الناشرين المستأجرين الذين تضطرهم الظروف والميول
إلى إدخال هذه الأحاديث في الكتب والتلاعب فيها.
وإن المرء ليتملكه العجب من ذكرهم لهذه الأحاديث الضعيفة الأسانيد
وإصرارهم عليها، وقد سبق قول ابن حجر في كتاب الخصائص: تتبع
النسائي ما خص به من دون الصحابة، فجمع من ذلك شيئا كثيرا
بأسانيد أكثرها جياد. وسند الحديثين ضعيف ومنكر كما ستقف عليه.
الحديث الأول:
أحمد بن حرب عن قاسم بن يزيد قال: قال لي أبو سفيان، عن
أبي إسحاق، عن ناجية بن كعب الأسدي عن علي رضي الله عنه، أنه
أتي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال: إن عمك الشيخ الضال قد مات فمن يواريه؟
قال: اذهب فوار أباك ولا تحدثن حدثا حتى تأتيني، فواريته ثم أتيته
فأمرني أن اغتسل ودعا لي بدعوات ما يسرني ما على الأرض بشئ منهن.
الحديث الثاني:
أخبرنا محمد بن المثنى، عن أبي داود: قال لي شعبة قال: أخبرني
فضيل أبو معاذ، عن الشعبي، عن علي - ع - الحديث -.
أما السند ومناقشته ففيه: ناجية بن كعب الأسدي، فقد قال
ابن المديني: لا أعلم أحدا روى عنه غير أبي إسحاق وهو مجهول.
وقال الجوزجاني: مذموم. وذكر ابن مندة ناجية في الصحابة وقال:
لا تصح له صحبة (1).
وذكره الذهبي شمس الدين فقال: توقف ابن حبان في توثيقه،
وقال ابن المديني: لا أعلم أحدا حدث عن ناجية بن كعب سوى
أبي إسحاق.

(1) تهذيب التهذيب 10: 401.
36

قلت: بلى، وولده يونس بن أبي إسحاق. وقال الجوزجاني
في الضعفاء: مذموم (1).
أما ولده يونس فقال ابن المديني أيضا: كانت فيه غفلة شديدة
وكانت فيه سخنة. وقال الأثر: سمعت أحمد يضعف حديث يونس عن
أبيه. وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: حديث مضطرب. وقال
أبو حاتم: كان صدوقا إلا أنه لا يحتج بحديثه. وكان يقدم عثمان على
علي (2).
هذا ما في سند الحديث الأول. أما الحديث الثاني ففيه: الشعبي
عامر بن شراحيل بن عبد، وقيل: عامر بن عبد الله بن شراحيل الشعبي
الحميري، قال الحاكم في علومه: ولم يسمع من عائشة ولا من ابن مسعود
ولا من أسامة بن زيد ولا من علي إنما رآه رؤية. وقال الدارقطني
في العلل: لم يسمع الشعبي من علي إلا حرفا واحدا ما سمع غيره. كأنه
عنى ما أخرجه البخاري في الرجم عنه عن علي حين رجم المرأة قال: رجمتها
بسنة النبي - ص - (3).
فالرجل الذي لم يسمع من علي - ع - إلا هذا الحرف كيف ينبغي
قبول ما اختلقه ورواه عن علي - ع - في قوله بشأن أبي طالب ذلك
العملاق الذي كفل صاحب الرسالة، ودرأ عنه كل سوء وعادية، وهتف
بدينه القويم، وخضع لناموسه الإلهي في قوله وفعله وشعره ونثره،
ودفاعه عنه بكل ما يملكه من حول وطول منذ بدء البعثة إلى أن لفظ
أبو طالب نفسه الأخير، وكله نصوص ثابتة على إسلامه الصحيح وإيمانه

(1) ميزان الاعتدال 4: 239.
(2) تهذيب التهذيب 11: 434.
(3) تهذيب التهذيب 5: 69.
37

الخالص، وخضوعه للرسالة الإلهية التي جاء بها المشرع الأعظم صلى الله عليه وآله.
وكيف يصح القول هذا مع وصية أبي طالب عند موته لبني أبيه
وابنه وقد ذكرها برمتها، الروض الأنف 1: 259، المواهب اللدنية
1: 72، تاريخ الخميس 1: 339، بلوغ الإرب 1: 327، السيرة
الحلبية 1: 375، أسنى المطالب: 5، تذكرة السبط: 5، وفيها:
إن أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب فقال: لن تزالوا بخير
ما سمعتم من محمد، وما اتبعتم أمره، فاتبعوه وأعينوه ترشدوا.
وهل كلام الشعبي المختلق بمكان عن ما روي بأسانيد كثيرة بعضها
عن العباس بن عبد المطلب، وبعضها عن أبي بكر بن أبي قحافة: أن
أبا طالب ما مات حتى قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. والخبر
المشهور: إن أبا طالب عند الموت قال: كلا ما خفيا، فأصغى إليه
أخوه العباس. وروي عن علي أنه قال: ما مات أبو طالب حتى أعطى
رسول الله صلى الله عليه وآله من نفسه الرضا (1).
وأين هذا مما أخرجه ابن سعد في طبقاته: عن عبيد الله بن
أبي رافع عن علي قال: أخبرت رسول الله صلى الله عليه وآله بموت أبي طالب فبكى
ثم قال: اذهب فاغسله وكفنه وواره غفر الله له ورحمه (2). فقال البرزنجي
كما في أسنى المطالب: 35، أخرجه أبو داود وابن الجارود وابن خزيمة،
وإنما ترك النبي صلى الله عليه وآله المشي في جنازته اتقاء من شر سفهاء قريش، وعدم
صلاته لعدم مشروعية صلاة الجنازة يومئذ.

(1) سيرة ابن هشام 2: 27، البداية والنهاية 2: 123 عيون الأثر
1: 131، الإصابة 4: 116، المواهب اللدنية 1: 71، السيرة الحلبية 1: 372،
أسنى المطالب: 20، الغدير 7: 369.
(2) الطبقات الكبرى 1: 105.
38

وقد أجمعت الإمامية على إيمان أبي طالب ولا خلاف لهم فيه، ولها
على ذلك أدلة قاطعة موجبة للعلم، وقد جمع شيخنا الحجة الأكبر الشيخ
الأميني النجفي.. أربعين حديثا من طرق الخاصة والعامة في إيمان
أبي طالب، كما أن الكثيرين من أئمة البحث والتأليف وضعوا مؤلفات
ضخمة حول إيمانه الثابت والعقيدة الراسخة التي كانت في أعماق أعماق
قلب عم النبي الأقدس صلى الله عليه وآله.
وقد تضلع في البحث شيخنا الأميني - أدام الله ظله الوارف -
فأفرد فصلا حول أبي طالب، وأشبعه درسا وتحقيقا ومناقشة وردا وإجابة
في كتاب الغدير ج 7: 330 - 409 وج 8: 3 - 29، فهو ينطق
بالحق الصحيح والقول الثابت.
وفاة النسائي:
لا اختلاف في عام وفاة النسائي.. على الإطلاق، وكاد يكون
إجماع المؤرخين، على أنه توفي يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة خلت
من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة.. وإنما نجد الاختلاف في موضع وفاته
ومدفنه، فقد تضاربت الآراء والأقوال فيه فقيل: إنه بعد أن ضربوه
وداسوا بطنه وخصيتيه أخرجوه من المسجد، فحمل إلى مكة عليلا ومات
بها وهو مدفون بين الصفا والمروة.
وقيل: إنه امتحن بدمشق فأدرك الشهادة بالرملة من أرض فلسطين
وبها توفي ودفن.
وقد ذهب إلى هذا القول مجير الدين الحنبلي، فعند حديثه عن
مدينة الرملة قال: وفيها الإمام المحدث الحافظ أبو عبد الرحمان بن شعيب
النسائي أحد أئمة الدنيا في الحديث، مولده في سنة 214، ووفاته بالرملة
39

في 13 صفر 303، وهو الذي قدمه السبكي في طبقات الشافعية الوسطى
وقبره يقال: إنه بظاهر الجامع الأبيض يلصق حائطه من جهة الشرق
في حوش هناك، وقيل: إنه في عكا والله أعلم (1).
وختاما لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل المتواصل لكل من
ساعدني في عملي هذا وأحسنوا الظن بصنيعي ثقة منهم بي.. وتقديرهم
لعملي، وإطرائهم له.. وأخص بالذكر إدارة مكتبة آية الله العظمى
السيد الحكيم العامة.. والقائمين بها، فقد استقبلتني ببشاشة وابتسامة
عذبة.. وجعلت تحت تصرفي كافة المراجع والمصادر ومطالعتها والاستفادة
منها من غير مانع أو قيد.. والله أسأله أن يمنح هذا النشاط من
المعونة والتأييد أكثر وأكثر.. وأن يخلف على - أبي صادق -
ما أنفق وبذل في إحياء هذا الكنز والتراث العلمي أضعافا مضاعفة..
وأن يتقبل سعيي له بقبول حسن، وييسر النفع به، أنه سميع مجيب..
ولي التوفيق.. وهو المعين.. وبيده الخير كله وهو على
كل شئ قدير..
النجف الأشرف
أبو علي
محمد هادي الأميني
عفى الله عنه وعن والديه

(1) الأنس الجليل 2: 70.
40

بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب
النسائي
41

صلاة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
(أخبرنا) محمد بن المثنى (1) قال: أنبأنا عبد الرحمان أعني ابن
المهدي (2) قال: حدثنا شعيب (3) عن سلمة بن كهيل (4) قال: سمعت
حبة العرني (5) قال: سمعت عليا كرم الله وجهه يقول: أنا أول من

(1) أبو موسى محمد بن المثنى بن عبيد بن قيس بن دينار العنزي البصري
توفي 252 / 251 / 250 الحافظ المعروف بالزمن، تهذيب التهذيب 9: 425،
رجال الصحيحين 2: 451، خلاصة تهذيب الكمال 294.
(2) الحافظ عبد الرحمان بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري المتوفى
198 الإمام العلم. تهذيب التهذيب 6: 279، تذكرة الحفاظ 1: 301، رجال
الصحيحين 1: 288.
(3) أبو صالح شعيب بن الحجاب الأزدي المغولي البصري المتوفى 131 / 130.
رجال الصحيحين 1: 210، خلاصة تهذيب الكمال 141، تهذيب التهذيب 4: 350.
(4) أبو يحيى سلمة بن كهيل بن حصين الحضرمي التنعي المتوفى 123.
تهذيب التهذيب 4: 155، رجال الصحيحين 1: 190، خلاصة تهذيب الكمال
126، شذرات الذهب 1: 159، اللباب 2: 133.
(5) أبو قدامة حبة بن جوين بن علي بن عبد نهم العرني البجلي الكوفي
مات 76 / 79. تهذيب التهذيب 2: 176، خلاصة تهذيب الكمال: 61، الاشتقاق:
518، الإصابة 1: 372.
42

صلى مع رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
(أخبرنا) محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمان قال: حدثنا
شعبة، عن عمرو بن مرة (2)، عن أبي عمرة (3)، عن زيد بن
أرقم (4) قال: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي
رضي الله عنه (5).
اختلاف ألفاظ الناقلين
(أخبرنا) محمد بن المثنى قال: أخبرنا محمد بن جعفر (6) عن

(1) الغدير 3: 222 وفيه: أخرجه أحمد والحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد
وقال: رجاله رجال الصحيح.
(2) عمرو بن مرة بن عبد الله بن طارق بن الحارث بن سلمة بن كعب بن وائل
ابن جميل بن كنانة بن ناجية بن المرادي الأعمى المتوفى 116، رجال الصحيحين
1: 369، خلاصة تهذيب الكمال: 249، شذرات الذهب 1: 152.
(3) تهذيب التهذيب 12: 186.
(4) أبو عامر زيد بن أرقم بن زيد بن قيس بن النعمان الأنصاري المتوفى 66.
تهذيب التهذيب 3: 394، رجال الصحيحين 1: 143. الاشتقاق 453، الإصابة 1: 56.
(5) الغدير 3: 225، مجمع الزوايد 9: 103، الإستيعاب 2: 459، نظم
درر السمطين ص 81.
(6) أبو عبد الله محمد بن جعفر الهذلي المعروف بغندر صاحب الكرابيس
المتوفى 193، تهذيب التهذيب 9: 96، خلاصة تهذيب الكمال: 282، شذرات
الذهب 1: 333، الجرح والتعديل 3 ق 2: 221.
43

غندر (1) قال: حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة (2) عن
زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي
ابن أبي طالب رضي الله عنه (3).
(أخبرنا) عبد الله بن سعيد (4) قال: حدثنا ابن إدريس (5)
قال: سمعت أبا حمزة مولى الأنصار قال: سمعت زيد بن أرقم يقول:
أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
رضي الله عنه (6) وقد قال في موضع آخر: أسلم علي رضي الله عنه.
(أخبرنا) محمد بن عبيد بن محمد الكوفي (7) قال: حدثنا سعيد بن
خثيم (8)،.......

(1) الصحيح على ما أعتقد أن تكون الجملة هكذا: المعروف غندر، كما
ستأتي أحاديث أخرى مروية عنه.
(2) تهذيب التهذيب 12: 78.
(3) الغدير 3: 225.
(4) أبو سعيد عبد الله بن سعيد بن حصين الكندي الكوفي المتوفى 257.
تهذيب التهذيب 5: 236، رجال الصحيحين 1: 252، تقريب التهذيب 201.
(5) أبو محمد عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمان الأودي الكوفي مات
192، تهذيب التهذيب 5، 144، رجال الصحيحين 1: 246، تذكرة الحفاظ
1: 359.
(6) الغدير 3: 225 عن عدة طرق رجالها ثقات، نظم درر السمطين ص 81.
(7) أبو جعفر محمد بن عبيد بن محمد بن واقد المحاربي الكندي الكوفي
المتوفى 245، تهذيب التهذيب 9: 332، خلاصة تهذيب الكمال: 289.
(8) أبو معمر سعيد بن خثيم بن رشد الهلالي الكوفي مات 180، تهذيب
التهذيب 4: 22، خلاصة تهذيب الكمال: 116. ميزان الاعتدال 1: 378.
44

.. عن أسد بن وداعة (1)، عن أبي يحيى بن عفيف (2)
عن أبيه، عن جده عفيف، قال: جئت في الجاهلية إلى مكة وأنا أريد
أن ابتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس بن عبد المطلب وكان
رجلا تاجرا فأنا عنده جالس حيث أنظر إلى الكعبة، وقد حلقت الشمس
في السماء، فارتفعت وذهبت إذ جاء شاب فرمى ببصره إلى السماء ثم قام
مستقبل القبلة، ثم لم ألبث إلا يسيرا حتى جاء غلام فقام على يمينه، ثم
لم ألبث إلا يسيرا حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب فركع
الغلام والمرأة، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة، فسجد الشاب فسجد
الغلام والمرأة، فقلت: يا عباس أمر عظيم، قال العباس: أمر عظيم
أتدري من هذا الشاب؟ قلت: لا، قال: هذا محمد بن عبد الله ابن
أخي، أتدري من هذا الغلام؟ هذا علي ابن أخي، أتدري من هذه
المرأة؟ هذه خديجة بنت خويلد زوجته، إن ابن أخي هذا أخبرني أن
ربه رب السماء والأرض أمره بهذا الدين الذي هو عليه، ولا والله
ما على الأرض كلها أحد على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة (3).

(1) أسد بن عبد الله بن يزيد بن كرز بن عامر البجلي المتوفى 120 كان أميرا
على خراسان جوادا ممدحا، تهذيب التهذيب 1: 259، خلاصة تهذيب الكمال:
26، الاشتقاق: 518.
(2) الصحيح: يحيى بن عفيف الكندي ابن عم الأشعث بن قيس وأخوه
لأمه، تهذيب التهذيب 7: 236 وج 11: 258، خلاصة تهذيب الكمال: 366،
تقريب التهذيب: 266.
(3) تاريخ الطبري 2: 21، الرياض النضرة 2: 158، الإستيعاب 2: 459.
عيون الأثر 1: 93، الكامل لابن الأثير 2: 22، السيرة الحلبية 1: 288،
الإصابة 2: 487، الغدير 3: 226، المناقب للخوارزمي: 20.
45

حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي (1) قال: حدثنا عبد الله بن
موسى (2) قال: حدثنا العلاء بن صالح (3) عن المنهال (4) عن عمرو
ابن عباد بن عبد الله (5) قال: قال علي رضي الله عنه: أنا عبد الله
وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب
آمنت قبل الناس سبع سنين (6).
عبادته
(أخبرنا) علي بن نزار الكوفي (7) قال: أخبرنا ابن فضل (8)

(1) الحافظ أبو الحسين أحمد بن سليمان بن عبد الملك بن أبي شيبة الجزري
الرهاوي المتوفى 261، تهذيب التهذيب 1: 33، تذكرة الحفاظ 2: 125،
شذرات الذهب 2: 141، الجرح والتعديل ق 1 / 1: 52.
(2) أبو محمد عبد الله بن موسى بن شيبة الأنصاري. تهذيب التهذيب 6: 45،
خلاصة تهذيب الكمال: 183.
(3) العلاء بن صالح التيمي ويقال الأسدي الكوفي، وفي رواية سماه: علي
ابن صالح.. تهذيب التهذيب 8: 184، الجرح والتعديل ق 1 ج 3: 356.
(4) المنهال بن عمرو الأسدي الكوفي.. تهذيب التهذيب 10: 319،
خلاصة تهذيب الكمال: 332.
(5) أبو إسحاق عمرو بن عبد الله بن عبيد المتوفى 126 وهو ابن 96، من
أصحاب علي بن أبي طالب - ع - تهذيب التهذيب 8: 63، جامع الرواة 1: 624.
(6) الغدير 3: 221.
(7) علي بن نزار بن حيان الأسدي الكوفي.. تهذيب التهذيب 7: 389.
(8) محمد بن فضيل بن غزوان بن جرير الضبي المتوفى 195. تهذيب التهذيب
9: 405، تقريب التهذيب: 335، الجرح والتعديل ج 4 ق 1: 57.
46

قال: أخبرنا الأصلح (1) عن عبد الله بن أبي الهذيل (2) عن علي
رضي الله عنه قال: ما أعرف أحدا من هذه الأمة عبد الله بعد نبينا غيري
عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين (3).
منزلة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من الله عز وجل
(أخبرنا) هلال بن بشير البصري (4) قال: حدثنا محمد بن خالد (5)
قال: حدثني موسى بن يعقوب (6) قال: حدثنا مهاجر بن سمار بن
سلمة (7) عن عائشة بنت سعد (8) قالت: سمعت أبي يقول: سمعت

(1) لم اهتد إلى اسمه في كتب الرجال.
(2) أبو المغيرة عبد الله بن أبي الهذيل العنزي الكوفي توفي في ولاية خالد القسري.
تهذيب التهذيب 6: 62، خلاصة تهذيب الكمال 184، تقريب التهذيب: 219.
(3) الغدير 3: 222 نقلا عن الخصائص.
(4) أبو الحسن هلال بن بشير بن محبوب بن هلال بن ذكوان المزني المتوفى
246. تهذيب التهذيب 11: 75.
(5) أبو الحسين محمد بن خالد الكلاعي الحمصي.. تهذيب التهذيب 9: 140،
تقريب التهذيب 2: 157، الجرح والتعديل 3 ق 2: 243.
(5) أبو محمد موسى بن يعقوب بن عبد الله بن وهب الأسدي الزمعي، مات
في آخر خلافة أبي جعفر المنصور. تهذيب التهذيب 10: 378، تقريب التهذيب
2: 289، ميزان الاعتدال 4: 227.
(7) الصحيح: مهاجر بن مسمار الزهري مولى سعد المتوفى 105. تهذيب
التهذيب 10: 324، تقريب التهذيب 2: 278، الجرح والتعديل 4 ق 1: 261.
(8) عائشة بنت سعد بن أبي وقاص توفيت 117، روت عن أبيها وعدة من
أزواج النبي صلى الله عليه وآله أعلام النساء 3: 135.
47

رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي، فخطب فحمد
الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إني وليكم، قالوا: صدقت
يا رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال: هذا وليي ويؤدي عني
ديني، وأنا موالي من والاه ومعادي من عاداه (1).
(أخبرنا) قتيبة بن سعيد البلخي (2)، وهشام بن عمار الدمشقي (3)
قالا: حدثنا حاتم (4) عن بكير بن مسمار (5) عن عامر بن سعد بن
أبي وقاص (6) قال: أمر معاوية سعدا فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟
فقال: أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه
لئن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال له علي:
يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة

(1) الغدير 1: 38.
(2) في المعاجم: إن اسمه علي بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي
المتوفى 240 - 241 تهذيب التهذيب 8: 360، تقريب التهذيب 2: 122.
(3) أبو الوليد هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان السلمي المتوفى 245
تهذيب التهذيب (11): 51، الجرح والتعديل 4 ق 2: 66، ميزان الاعتدال
4: 302، تقريب التهذيب 2: 320.
(4) أبو إسماعيل حاتم بن إسماعيل المدني المتوفى 186. تهذيب التهذيب 2: 128
ميزان الاعتدال 1: 428، تقريب التهذيب 1: 137.
(5) أبو محمد بكير بن مسمار الزهري المتوفى 153. تقريب التهذيب
1: 108، الجرح والتعديل 1 ق 1: 403، ميزان الاعتدال 1: 350.
(6) توفي 104. تهذيب التهذيب 5: 64، تقريب التهذيب 1: 387.
48

بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله فتطاولنا إليها، فقال ادعوا إلى عليا، فأتي
به أرمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه. ولما نزلت: " إنما يريد
الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (1) دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم
هؤلاء أهل بيتي (2).
(أخبرنا) حرمي بن يونس بن محمد الطرسوسي (3) قال: أخبرنا
أبو غسان (4) قال: أخبرنا عبد السلام (5) عن موسى الصغير (6) عن

(1) سورة الأحزاب 33.
(2) الغدير 1: 38، بألفاظ مختلفة وأسانيد رجالها ثقات كما في سنن ابن
ماجة 1: 30، المستدرك 3: 116، حلية الأولياء 4: 359، كفاية الطالب 16.
(3) اسمه الصحيح: إبراهيم بن يونس بن محمد البغدادي نزيل طرسوس
ويلقب بحرمي. تهذيب التهذيب 1: 185، تقريب التهذيب 1: 47، الجرح
والتعديل 1 ق 1: 146.
(4) أبو غسان يوسف بن موسى التستري اليشكري نزيل الري. تهذيب
التهذيب 11: 425، تقريب التهذيب 2: 383، خلاصة تهذيب الكمال 378.
(5) الحافظ أبو بكر عبد السلام بن حرب بن سلم النهدي الملائي الكوفي
البصري المتوفى 187. تهذيب التهذيب 6: 316، تذكرة الحفاظ 1: 271،
ميزان الاعتدال 2: 614، تقريب التهذيب 1: 505.
(6) أبو عيسى موسى بن مسلم الحزامي الطحان المعروف بموسى الصغير..
تهذيب التهذيب 10: 372، تقريب التهذيب 2: 288، ميزان الاعتدال 4: 222،
خلاصة تهذيب الكمال 336، الجرح والتعديل 4 ق 1: 158.
49

عبد الرحمان بن سابط (1) عن سعد قال: كنت جالسا فتنقصوا علي بن
أبي طالب رضي الله عنه فقلت: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول في علي خصال ثلاث لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر
النعم، سمعته يقول: إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي. وسمعته يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله. وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه (2).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى السجستاني (3) قال: أخبرنا نصر بن
علي (4) قال: حدثنا عبد الله بن داود (5) عن عبد الواحد بن أيمن (6)

(1) عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد الرحمان بن سابط بن أبي حميضة بن عمرو
ابن أهيب الجمحي المكي. تهذيب التهذيب 6: 180، الجرح والتعديل 2 ق 2: 240
أسد الغابة 3: 295، تقريب التهذيب 1: 480.
(2) الغدير 1: 38، 41، عن البداية والنهاية 7: 340، المناقب للخوارزمي.
19 وفيه: عن عمر بن الخطاب.
(3) الحافظ أبو عبد الرحمان زكريا بن يحيى بن أياس بن سلمة السجزي المتوفى
289، تهذيب التهذيب 3: 334، تذكرة الحفاظ 2: 650، تاريخ ابن عساكر
5: 372، خلاصة تهذيب الكمال 104، شذرات الذهب 2: 196.
(4) الحافظ أبو عمرو نصر بن علي بن صهبان الأزدي الجهضمي البصري
المتوفى 250 تهذيب التهذيب 10: 430، تقريب التهذيب 2: 300، تذكرة
الحفاظ 2: 519، الجرح والتعديل 4 ق 1: 471 تاريخ بغداد 13: 287.
(5) الحافظ أبو عبد الرحمان عبد الله بن داود بن عامر بن الربيع الهمداني
مات 213. تهذيب التهذيب 5: 200، تذكرة الحفاظ 1: 337، خلاصة تهذيب
الكمال: 166، شذرات الذهب 2: 29.
(6) عبد الواحد بن أيمن المخزومي، تهذيب التهذيب 6: 433، تقريب -
50

عن أبيه، أن سعدا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن
الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح الله بيده.
فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي (1).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن حماد (2)، قال:
أخبرنا مسهر بن عبد الملك (3)، عن عيسى بن عمر (4)، عن السدي (5)
عن أنس بن مالك (6): أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر
فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير. فجاء

- التهذيب 1: 525، الجرح والتعديل 3 ق 1: 19.
(1) الغدير 1: 38 بأسانيد مختلفة.
(2) أبو علي الحسن بن حماد الضبي الوراق الكوفي الصيرفي المتوفى 238.
تهذيب التهذيب 2: 272، تقريب التهذيب 1: 165، خلاصة تهذيب الكمال:
66، الجرح والتعديل 1 ق 2: 9.
(3) أبو محمد مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني. تهذيب التهذيب 10: 49،
ميزان الاعتدال: 4: 113، تقريب التهذيب 2: 249، الجرح والتعديل
4 ق 1: 401.
(4) أبو عمر عيسى بن عمر الأسدي الهمداني الكوفي القارئ الأعمى
صاحب الحروف مات 56؟؟، تهذيب التهذيب 7: 222، شذرات الذهب 1: 224،
بغية الوعاة 2: 237، تقريب التهذيب 2: 100.
(5) إسماعيل بن عبد الرحمان بن أبي كريمة أبو محمد السدي القرشي مات 127.
تهذيب التهذيب 1: 313، شذرات الذهب 4: 17.
(6) أبو حمزة مات 92 / 93. تهذيب التهذيب 1: 376، شذرات الذهب
1: 100، الاشتقاق: 343، الجرح والتعديل 1 ق 1: 286، أسد الغابة 1: 127.
51

أبو بكر فرده، ثم جاء عمر فرده، ثم جاء علي فأذن له (1).
(أخبرنا) أحمد بن سليمان الرهاوي (2)، حدثنا عبد الله (3)
أخبرنا ابن أبي ليلى (4)، عن الحكم بن منهال (5)، عن عبد الرحمان
ابن أبي ليلى، عن أبيه (6) قال لعلي وكان يسير معه: إن الناس قد
أنكروا منك شيئا تخرج في البرد في الملاءتين، وتخرج في الحر في الخشن
والثوب الغليظ. فقال: ألم تكن معنا بخيبر؟ قال: بلى. قال: بعث
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وعقد له لواء فرجع، وبعث
عمر وعقد له لواء فرجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار. فأرسل

(1) كفاية الطالب: 56، الغدير 3: 218.
(2) الحافظ أبو الحسن أحمد بن سليمان بن عبد الملك بن أبي شيبة الجزري
الرهاوي مات 161. تذكرة الحفاظ 2: 559، تهذيب التهذيب 1: 33، الجرح
والتعديل 1 ق 1: 52، شذرات الذهب 2: 141.
(3) أبو محمد عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى الأنصاري
الكوفي المتوفى 135 تهذيب التهذيب 5: 352، خلاصة تهذيب الكمال: 177
(4) أبو عبد الرحمان محمد بن عبد الرحمان بن أبي ليلى الأنصاري الفقيه قاضي
الكوفة 148، تهذيب التهذيب 9: 301، خلاصة تهذيب الكمال: 278، تقريب
التهذيب 1: 439، شذرات 1: 224.
(5) الصحيح: المنهال بن عمرو الأسدي كما في تهذيب التهذيب 10: 319،
وقد مرت الإشارة إليه ص 47.
(6) أبو عيسى عبد الرحمان بن أبي ليلى مات 83، وفي اسم أبيه اختلاف.
تهذيب التهذيب 6: 260، شذرات الذهب 1: 92، ميزان الاعتدال 2: 584،
الجرح والتعديل 2 ق 2: 301، أسد الغابة 5: 123.
52

إلي وأنا أرمد فتفل في عيني فقال: اللهم اكفه أذى الحر والبرد.
قال ما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا (1).
(أخبرنا) محمد بن علي بن هبة الواقدي (2)، قال: أخبرنا معاذ بن
خالد (3)، قال: أخبرنا الحسين بن واقد (4)، عن عبد الله بن بريدة (5)
قال: سمعت أبي بريدة (6) يقول: حاصرنا خيبر فأخذ الراية أبو بكر
ولم يفتح له، فأخذه من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له، وأصاب الناس
شدة وجهد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني دافع لوائي
غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح
له. وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا، فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) حلية الأولياء 4: 356، المستدرك 3: 37 الغدير 1: 38، تذكرة
الخواص: 25.
(2) ليس في كتب الرجال من يعرف بهذا الاسم، والذي يروى عن معاذ هو
محمد بن علي بن حرب كما في التهذيب 10: 189. ولعله تصحيف وفيه سقط.
(3) أبو بكر معاذ بن خالد بن شفيق بن دينار بن مشعب العبدي مات قبل
المائتين، تهذيب التهذيب 10: 189، الجرح والتعديل 4 ق 1: 250.
(4) أبو عبد الله الحسين بن واقد المروزي قاضي مرو المتوفى 159، تهذيب
التهذيب 2: 373، أخبار القضاة 2: 308، 426.
(5) أبو سهل عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي المروزي قاضي مرو
مات 110 تهذيب التهذيب 5: 157، أخبار القضاة 1: 14، 15، 16،
ميزان الاعتدال 2: 396.
(6) أبو عبد الله بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث شهد خيبر وفتح
مكة توفي 63. تهذيب التهذيب 1: 432، أسد الغابة 1: 175، تجريد أسماء
الصحابة 1: 50.
53

صلى الغداة، ثم جاء قائما ورمى اللواء والناس على أقصافهم، فما منا
إنسان له منزلة عند الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وهو يرجو أن
يكون صاحب اللواء، فدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد
فتفل ومسح في عينيه، فدفع إليه اللواء وفتح عليه. قالوا: أخبرنا ممن
تطاول بها (1).
(أخبرنا) محمد بن بشار بن دار البصري (2)، أخبرنا محمد بن
جعفر (3)، قال: حدثنا عوف (4)، عن ميمون (5)، عن أبي عبد الله
عبد السلام (6): أن عبد الله بن بريدة حدثه عن بريدة الأسلمي، قال:
لما كان يوم خيبر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل خيبر،
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر، فنهض فيه من نهض

(1) الغدير 1: 20، بأسانيد مختلفة رجالها ثقات.
(2) الصحيح: الحافظ أبو بكر محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان
العبدي البصري بندار المتوفى 252، تهذيب التهذيب 9: 72، تذكرة الحفاظ
2: 511، شذرات الذهب 2: 126، ميزان الاعتدال 3: 490، الجرح
والتعديل 3 ق 2: 214.
(3) مرت الإشارة إلى ترجمته ص 45.
(4) أبو سهل عوف بن أبي جميلة العبدي الهجري مات 147، تهذيب التهذيب
8: 167، شذرات الذهب 1: 217، ميزان الاعتدال 3: 305، الجرح
والتعديل 3 ق 2: 15.
(5) أبو عبد الله ميمون البصري الكندي القرشي. تهذيب التهذيب 10: 393
خلاصة تهذيب الكمال: 338.
(6) أبو طالوت عبد السلام بن أبي حازم - شداد العبدي القيسي -. تهذيب
التهذيب 6: 316، تقريب التهذيب 1: 505، الجرح والتعديل 3 ق 1: 45.
54

من الناس فلقوا أهل خيبر، فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لأعطين اللواء رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فلما كان
من الغد تصادر أبو بكر وعمر، فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه
ونهض معه من الناس من نهض فلقي أهل خيبر، فإذا مرحب يرتجز:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب (1)
فاختلف هو وعلي ضربتين فضربه على هامته، حتى مضى السيف منها
منتهى رأسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما تتام آخر الناس مع
علي حتى فتح لأولهم (2).
(أخبرنا) قتيبة بن سعيد (3)، قال: حدثنا يعقوب بن
عبد الرحمان الزهري (4)، عن أبي حازم (5)، قال: أخبرني سهيل بن

(1) في نسخة: إذا الحروب أقبلت تلهب، وفي المناقب للخوارزمي: 103
مع حذف الشطر الثاني من البيت الثاني، وفية أن الإمام أجابه:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة * ضرغام آجام وليث قسورة
أكيلكم بالسيف كيل السندرة
(2) المستدرك 3: 39، كفاية الطالب: 37، تذكرة الخواص: 26.
(3) الحافظ قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي المتوفى
240. تهذيب التهذيب 8: 359، شذرات الذهب 2: 94، تاريخ بغداد
12: 464.
(4) يعقوب بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري المدني.
تهذيب التهذيب 11: 391، الجرح والتعديل 4 ق 2: 210، رجال الصحيحين 2: 588.
(5) أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج الافزر التمار المدني القاص مات 144.
تهذيب التهذيب 4: 143، رجال الصحيحين 1: 191.
55

سعد (1) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين
هذه الراية غدا رجلا يفتح الله عليه يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله. فلما أصبح الناس غدو على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم
يرجو أن يعطى، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: علي يا رسول الله
يشتكي عينيه، قال: فأرسلوا إليه، فأتي به، فبصق رسول الله
صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا له، فبرأ حتى كأن لم يكن به وجمع
فأعطاه الراية، فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا،
فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام، وأخبرهم
بما يجب عليهم من الله، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير
من أن يكون لك حمر النعم (2).
اختلاف ألفاظ الناقلين بخبر أبي هريرة منه
(أخبرنا) أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي قال: حدثنا يعلى بن عبيد (3)

(1) أبو العباس سهل بن سعد بن مالك بن خالد الساعدي الخزرجي الأنصاري
مات سنة 91. تهذيب التهذيب 4: 252، تقريب التهذيب 1: 336، خلاصة
تهذيب الكمال 133، رجال الصحيحين 1: 186.
(2) كفاية الطالب: 37 - 38، المستدرك 3: 39، الغدير 1: 45، حلية
الأولياء 1: 62، المناقب للخوارزمي: 105.
(3) يعلى بن عبيد بن أبي أمية الأيادي الحنفي مات 209. تهذيب التهذيب
11: 402، رجال الصحيحين 2: 587، الجرح والتعديل 4 ق 2: 304،
تذكرة الحفاظ 2: 334، تقريب التهذيب 2: 378.
56

قال: حدثنا يزيد بن كيسان (1)، عن أبي حازم، عن أبي هريرة،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن الراية اليوم إلى رجل
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فتطاول القوم، فقال: أين
علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه، قال: فبصق نبي الله
في كفيه ومسح بهما عيني علي ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه (2).
(أخبرنا) قتيبة بن سعيد، قال: أخبرنا يعقوب، عن سهل،
عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم
خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه. قال عمر
ابن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال: امش ولا تلتفت حتى
يفتح الله عليك. فسار علي ثم وقف، فصاح يا رسول الله على ماذا
أقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله، فإذا فعلوا ذلك قد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها
وحسابهم على الله (3).
(أخبرنا) إسحاق بن إبراهيم بن راهويه (4)، قال: أخبرنا

(1) أبو إسماعيل يزيد بن كيسان اليشكري الكوفي. تهذيب التهذيب
11: 356، رجال الصحيحين 2: 579، ميزان الاعتدال 4: 438، الجرح
والتعديل 4 ق 2: 285، خلاصة تهذيب الكمال: 373، تقريب التهذيب 2: 370.
(2) المستدرك 3: 39، كفاية الطالب: 38.
(3) الغدير 1: 45، المستدرك 3: 38، تلخيص المستدرك 3: 38، تذكرة
الخواص: 24.
(4) الحافظ أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن إبراهيم بن مطر الحنظلي
المعروف بابن راهويه المروزي المتوفى 238 / 237. تهذيب التهذيب 1: 216،
تاريخ بغداد 6: 345، تقريب التهذيب 1: 54، تذكرة الحفاظ 2: 433.
57

جرير (1)، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح
عليه. قال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ، قال: فاستشرفت لها
فدعا عليا فبعثه، ثم قال: اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك ولا تلتفت.
قال: فمشى ما شاء الله، ثم وقف ولم يلتفت فقال: علام نقاتل الناس؟
قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا
فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله (2).
(أخبرنا) محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي (3)، قال: حدثنا
أبو هاشم المخزومي (4)، قال: حدثنا وهب (5)، قال: حدثنا سهل

(1) الحافظ أبو النضر جرير بن حازم بن عبد الله بن شجاع الأزدي المتوفى
175. تهذيب التهذيب 2: 69، تقريب التهذيب 1: 127، تذكرة تذكرة الحفاظ 1: 199.
(2) المستدرك 3: 38 بعدة طرق وفيه: فلقيهم ففتح الله عليه، حلية
الأولياء 4: 22.
(3) الحافظ أبو جعفر محمد بن عبد الله المدائني قاضي حلوان مات 255 / 254.
تهذيب التهذيب 9: 272، تذكرة الحفاظ 2: 519، تاريخ بغداد 5: 423،
الجرح والتعديل 3 ق 2: 305.
(4) أبو هشام المغيرة بن سلمة المخزومي القرشي البصري مات 200. تهذيب
التهذيب 10: 261، الجمع بين رجال الصحيحين 2: 500، الجرح والتعديل
4 ق 1: 223، خلاصة تهذيب الكمال: 329.
(5) الحافظ أبو العباس وهب بن جرير بن حازم الأزدي مات 206. تهذيب
التهذيب 11: 161، رجال الصحيحين 2: 542، ميزان الاعتدال 4: 350،
شذرات الذهب 2: 16.
58

ابن أبي صالح، (1) عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله
ويفتح الله عليه. قال عمر: فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ. فدفعها
إلى علي رضي الله عنه. قال: قال: ولا تلتفت، فسار قريبا قال:
يا رسول الله علام نقاتل؟ قال: على أن يشهدوا أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحقها
وحسابهم على الله تعالى (2).
خبر عمران بن حصين (3) في ذلك
(أخبرنا) العباس بن عبد الحطيم العبدي البصري (4)، قال:
أخبرنا عمر بن عبد الوهاب (5)، قال: أخبرنا معتمر بن

(1) الصحيح: سهل بن صالح بن حكيم الأنطاكي أبو سعيد البزاز.
تهذيب التهذيب 4: 253، خلاصة تهذيب الكمال: 133.
(2) المستدرك 3: 38 وفيه: فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم.
(3) أبو نجيد عمران بن حصين الخزاعي المتوفى 52 بالبصرة المستدرك
3: 470، الغدير 1: 57، أسد الغابة 4: 137، الكنى والأسماء 2: 59،
أنساب الأشراف 491، تهذيب الأسماء 2: 35، تجريد أسماء الصحابة 1: 450.
(4) الصحيح: الحافظ أبو الفضل عباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن
ثوية العنبري البصري مات 246، تهذيب التهذيب 5: 121، تذكرة الحفاظ
2: 524، شذرات الذهب 2: 112، رجال الصحيحين 1: 361، تاريخ
بغداد 12: 137.
(5) أبو حفص عمر بن عبد الوهاب بن رياح بن عبيدة الرياحي المتوفى 121.
تهذيب التهذيب 7: 479، خلاصة تهذيب الكمال 241، الجرح والتعديل 3 ق 1: 122.
59

سليمان (1) عن أبيه، عن منصور (2)، عن ربعي (3)، عن عمران
ابن الحصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله، أو قال: يحبه الله ورسوله. فدعا عليا وهو أرمد
ففتح الله عليه يديه (4).
خبر الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك
وأن جبريل يقاتل عن يمينه وميكائيل عن يساره
(أخبرنا) إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، أخبرنا النضر بن شميل (5)

(1) الحافظ أبو محمد معتمر بن سليمان بن طرخان التيمي، رجال الصحيحين
2: 520، ميزان الاعتدال 4: 142، تهذيب التهذيب 01: 227، تذكرة
الحفاظ 1: 266.
(2) أبو عتاب منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة مات 132. تهذيب
التهذيب 10: 312، رجال الصحيحين 2: 495، الجرح والتعديل 4 ق 1: 177،
شذرات الذهب 1: 189.
(3) أبو ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو العبسي توفي 101 / 104.
تهذيب التهذيب 3: 236، خلاصة تهذيب الكمال: 97، تقريب التهذيب 1: 243،
رجال الصحيحين 1: 140.
(4) الغدير 1: 57، نظم درر السمطين ص 98
(5) الحافظ أبو الحسن النضر بن شميل المازني البصري نزيل مرو مات 204.
تهذيب التهذيب 10: 437، تذكرة الحفاظ 1: 314، رجال الصحيحين 2: 530
معجم الأدباء 19: 238، نزهة الالبا 110، كشف الظنون: 723، هدية
العارفين 2: 495، فهرست ابن النديم 1: 52، معجم المؤلفين 13: 101.
60

قال: أخبرنا يونس (1)، عن أبي إسحاق (2)، عن هبيرة بن هديم (3)
قال: جمع الناس الحسن بن علي وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوة فقال:
لقد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون، ولا يدركه الآخرون،
وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأعطين الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل
عن يساره، ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه. ما ترك دينارا ولا درهما
إلا تسعمائة (4) أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادما
لأهله (5).
قول النبي صلى الله عليه وسلم في علي: إن الله جل ثناؤه
لا يخزيه أبدا
(أخبرنا) ميمون بن المثنى (6)، قال: حدثنا الوضاح وهو

(1) أبو إسرائيل يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله الهمداني السبيعي
المتوفى 158، تهذيب التهذيب 11: 433، تقريب التهذيب 2: 384، خلاصة
تهذيب الكمال: 379، رجال الصحيحين 2: 585.
(2) أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحارث الفزاري الكوفي مات 188 - 186.
تهذيب التهذيب 1: 151، تقريب التهذيب 1: 41، رجال الصحيحين 1: 17.
(3) أبو الحارث الشيباني الكوفي توفي 66. تهذيب التهذيب 2: 315،
الجرح والتعديل 4 ق 2: 109، ميزان الاعتدال 4: 293.
(4) في المستدرك هكذا: وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا
سبع مائة درهم فضلت من عطاياه.
(5) المستدرك 3: 172 بتغير بسيط في الألفاظ، حلية الأولياء 1: 65.
(6) أظنه على الأكثر: محمد بن المثنى. إذ لم يكن في كتب الرجال من
يسمى: ميمون بن المثنى.
61

أبو عوانة (1) قال: حدثنا أبو بلج بن أبي سليم (2)، قال: حدثنا
عمرو بن ميمونة (3) قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط
فقالوا: يا ابن عباس إما أن تقوم معنا، وإما أن تخلو بنا بين هؤلاء.
فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح
قبل أن يعمى (4)، قال: فانتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء
وهو ينفض ثوبه وهو يقول: أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشر (5)
وقعوا في رجل قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأبعثن رجلا
يحب الله ورسوله لا يخزيه الله أبدا، قال: فاستشرف لها من استشرف
فقال: أين ابن أبي طالب؟ قيل: هو في الرحى يطحن، قال: وما كان
أحدكم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، فتفل (6) في عينيه

(1) أبو عوانة الوضاح بن عبد الله اليشكري الواسطي البزاز، كان من سبي
جرجان. تهذيب التهذيب 11: 116، تقريب التهذيب 2: 331، خلاصة تهذيب
الكمال: 350.
(2) في اسمه اختلاف كما في تهذيب التهذيب 12: 47، الكنى والأسماء
1: 130.
(3) الحافظ أبو عبد الله عمرو بن ميمون الأودي.. تهذيب التهذيب
8: 109، تذكرة الحفاظ 1: 65، أسد الغابة 4: 134، الجرح والتعديل
3: ق 1: 258.
(4) كف بصره من شدة بكائه على علي بن أبي طالب - ع -، أخبار شعراء
الشيعة: 31، شذرات الذهب 1: 57.
(5) في نسخة: فضائل ليست لأحد غيره.
(6) في رواية: فنفث.
62

ثم هز الراية ثلاثا فدفعها إليه، وجاء علي بصفية بنت حي (1)، وبعث
أبا بكر بسورة التوبة، وبعث عليا خلفه فأخذها منه، فقال: لا يذهب
بها إلا رجل مني وأنا منه. قال: وقال لبني عمه: أيكم يواليني
في الدنيا والآخرة، فأبوا. قال: وعلي معهم جالس فقال علي: أنا
أواليك في الدنيا والآخرة. قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد
خديجة. قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على
علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا). قال: وشرى علي نفسه فلبس ثوب
النبي صلى الله عليه وسلم ثم نام مكانه، قال: وكان المشركون يرمون
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال:
وأبو بكر يحسبه أنه نبي الله، قال: فقال له علي: إن نبي الله
صلى الله عليه وسلم قد انطلق نحو بئر ميمونة (2) فأدركه، قال:
فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار. قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما
كان يرمى نبي الله وهو يتضور (3) وقد لف رأسه في الثوب لا يخرجه
حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك نرميه
فلا يتضور وأنت تتضور وقد استنكرنا ذلك. قال: وخرج بالناس
في غزوة تبوك، قال: فقال له علي: أخرج معك؟ فقال له نبي الله:

(1) أعلام النساء 2: 333، أسد الغابة 5: 490، الدر المنثور 1: 263.
توفيت سنة 36 / 50.
(2) بئر ميمونة: منسوبة إلى ميمون بن خالد بن عامر بن الحضرمي، حفرها
بأعلى مكة في الجاهلية وعندها قبر أبي جعفر المنصور، معجم البلدان 1: 436
ط إيران أفست 1965.
(3) التضور: التلوي والتقلب ظهر البطن.
63

لا، فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.
وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت ولي كل مؤمن بعدي (1).
قال: وسد أبواب المسجد غير باب علي، قال: فقال: فيدخل المسجد
جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره. قال: وقال: من كنت مولاه
فأن مولاة علي. قال: وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي
عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم (2) فهل حدثنا أنه سخط عليهم
بعده. قال: وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم لعمر حين قال: ايذن
لي فأضرب عنقه، قال: أو كنت فاعلا وما يدريك لعل الله قد اطلع
على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم (3).
قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: إنك مغفور لك
(أخبرنا) هارون بن عبد الله الحمال البغدادي (4)، قال: حدثنا
محمد بن عبد الله الزبيري الأسدي (5)، قال: حدثنا علي بن

(1) في رواية: ومؤمنة.
(2) سورة الفتح 48.
(3) مسند أحمد 1: 331، المستدرك 3: 132، الرياض النضرة 2: 203،
ذخاير العقبى: 87، البداية والنهاية 7. 337، مجمع الزوائد 9: 108، كفاية
الطالب 115، الإصابة 2: 509، الغدير 1: 50.
(4) الحافظ أبو موسى المتوفى 243. تهذيب التهذيب 11: 8، تذكرة
الحفاظ 2: 478، تاريخ بغداد 14: 22، الجرح والتعديل 4 ق 2: 92.
(5) الحافظ محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر الزبيري مات 202. تذكرة
الحفاظ 1: 357، تهذيب التهذيب 9: 254.
64

صالح (1)، عن أبي إسحاق (2)، عن عمرو بن مرة (3)، عن عبد الله
ابن سلمة (4)، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك مع أنه مغفور لك، تقول: لا إله
إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، الحمد لله رب
العالمين (5).
الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث
(أخبرنا) أحمد بن عثمان بن حكيم الكوفي (6)، قال: حدثنا
خالد (7)، قال: أخبرنا علي بن صالح، عن أبي إسحاق الهمداني،

(1) أبو محمد الهمداني المتوفى 151. تهذيب التهذيب 7: 332، خلاصة
تهذيب الكمال 132، شذرات الذهب 1: 263.
(2) أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله. الكنى والأسماء 1: 100،
تهذيب التهذيب 8: 63، ميزان الاعتدال 3: 270، تقريب التهذيب 2: 73،
رجال الصحيحين 1: 366، الجرح والتعديل 3 ق 1: 242، اللباب 1: 531.
(3) أبو عبد الله عمرو بن مرة بن عبد الله المرادي الكوفي توفي 116 - 118.
تهذيب التهذيب 8: 102، ميزان الاعتدال 3: 288، تقريب التهذيب 1: 449،
رجال الصحيحين 1: 369، شذرات الذهب 1: 152.
(4) أبو العالية المرادي الكوفي. تهذيب التهذيب 5: 241، تقريب التهذيب 1: 420
الكنى والأسماء 2: 20، رجال الطوسي: 51، تجريد أسماء الصحابة 1: 339.
(5) قاموس الرجال 5: 471.
(6) أبو عبد الله الكوفي المتوفى 261، تهذيب التهذيب 1: 61، تقريب
التهذيب 1: 21، رجال الصحيحين 1: 7، الجرح والتعديل 1 ق 1: 63.
(7) خالد بن مخلد البجلي القطواني الكوفي مات 213. رجال الصحيحين 1: 121،
تقريب التهذيب 1: 218، ميزان الاعتدال 1: 640.
65

عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن علي رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي ألا أعلمك كلمات الفرج:
لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع ورب العرش
العظيم، الحمد لله رب العالمين.
(أخبرنا) صفوان بن عمرو الحمصي (1)، قال: حدثنا أحمد بن
خالد (2)، قال: أخبرنا إسرائيل (3)، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمان
ابن أبي ليلى، عن علي رضي الله عنه قال: كلمات الفرج.
(أخبرنا) أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا أبو غسان (4)
قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى
عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه - يعني نحو حديث خالد.
(أخبرنا) علي محمد بن علي المصيصي (5)، قال: أخبرنا خلف
ابن تميم (6) قال: أخبرنا إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن

(1) تهذيب التهذيب 4: 428، رجال الصحيحين 1: 224، تقريب
التهذيب 1: 368.
(2) أحمد بن خالد بن موسى الوهبي الكندي المتوفى 214. تهذيب التهذيب
1: 26، تقريب التهذيب 1: 14، الجرح والتعديل 1 ق 1: 49.
(3) أبو يوسف إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق الكوفي مات 161 / 162 /
160. تهذيب التهذيب 1: 261، ميزان الاعتدال 1: 208، رجال الصحيحين
1: 42، الجرح والتعديل 1 ق 1: 33.
(4) تهذيب التهذيب 1: 198.
(5) القاضي. تهذيب التهذيب 7: 380، تقريب التهذيب 2: 44.
(6) أبو عبد الرحمان خلف بن تميم بن أبي عتاب مالك التميمي الكوفي
المتوفى 206 / 213. تهذيب التهذيب 3: 148، خلاصة تهذيب الكمال: 90،
تقريب التهذيب 1: 224.
66

عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ألا أعلمك كلمات إذا قلتهن غفر لك على أنه مغفور لك، لا إله إلا الله
العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان رب العرش العظيم،
الحمد لله رب العالمين.
(أخبرنا) الحسين بن حارث (1)، قال: أخبرنا الفضل بن
موسى (2)، عن الحسين بن واقد (3)، عن أبي إسحاق، عن
الحرث (4)، عن علي كرم الله وجهه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
ألا أعلمك دعاء إذا دعوت به غفر لك وإن كنت مغفورا لك، قلت:
بلى. قال: لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم،
لا إله إلا الله، سبحان الله رب العرش العظيم.
قال أبو إسحاق: لم يسمع من الحرث إلا أربعة أحاديث ليس ذا
منها وإنما أخرجناه لمخالفة الحسين بن واقد الإسرائيلي، ولعلي بن صالح
والحرث الأعور، ليس بذلك في الحديث عاصم بن ضمرة أصلح منه.

(1) أبو القاسم الحسين بن الحارث الكوفي الجدلي. تهذيب التهذيب 2: 333
تقريب التهذيب 1: 174.
(2) الحافظ أبو عبد الله الفضل بن موسى السينانى مات 191. تهذيب التهذيب
8: 286، تذكرة الحفاظ 1: 296، رجال الصحيحين 2: 411، ميزان
الاعتدال 3: 360، شذرات الذهب 1: 329.
(3) أبو عبد الله الحسين بن واقد المروزي القاضي المتوفى 159 / 157.
تهذيب التهذيب 2: 373، الجرح والتعديل 1 ق 2: 66، رجال الصحيحين 1: 88.
(4) رجال العلامة: 54.
67

قول النبي صلى الله عليه وسلم: قد امتحن الله
قلب علي للإيمان
(أخبرنا) أبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخزومي، قال:
حدثنا الأسود بن عامر (1)، قال: أخبرنا شريك (2)، عن
منصور (3)، عن ربعي (4)، عن علي، قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم أناس
من قريش، فقالوا: يا محمد، إنا جيرانك وحلفاؤك وإن من عبيدنا
قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه، إنما فروا من
ضياعنا وأموالنا فارددهم إلينا، فقال لأبي بكر: ما تقول؟ فقال:
صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك. فتغير وجه النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال لعمر: ما تقول؟ قال: صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك. فتغير

(1) الحافظ أبو عبد الرحمان الشامي البغدادي مات 208. تهذيب التهذيب
1: 340، رحال الصحيحين 1: 38، تذكرة الحفاظ 1: 369، تاريخ
بغداد 7: 34.
(2) القاضي أبو عبد الله شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي المتوفى 188.
تهذيب التهذيب 4: 333، شذرات الذهب 1: 287، ميزان الاعتدال 2: 270
الجرح والتعديل 2 ق 1: 365.
(3) منصور بن مزاحم بن بشير التركي أبو نصر البغدادي الكاتب مات 135.
تهذيب التهذيب 10: 311، خلاصة تهذيب الكمال: 332، تاريخ بغداد 13: 80
وفيه: منصور بن أبي مزاحم أبو نصر، رجال الصحيحين 2: 497.
(4) أبو مريم ربعي بن حراش بن جحش الكوفي مات 104. تهذيب التهذيب
3: 236، رجال الصحيحين 1: 140، تنقيح المقال 1: 423، تجريد أسماء
الصحابة 1: 188، أسد الغابة 2: 162.
68

وجه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا معشر قريش والله ليبعثن
الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضربكم على الدين
أو يضرب بعضكم. قال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا.
قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، ولكن ذلك الذي يخصف
النعل. وقد كان أعطى عليا نعلا يخصفها (1).
قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: إن الله سيهدي قلبك
(أخبرنا) أبو جعفر، عن عمرو بن البصري (2)، قال: حدثنا
عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي قال: بعثني رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وأنا شاب حديث السن، قال: فقلت:
يا رسول الله تبعثني إلى قوم يكون بينهم أحداث وأنا شاب حديث السن،
قال: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك. قال: ما شككت في حديث
أقضي بين اثنين (3).
اختلاف الناقلين بهذا الخبر
(أخبرنا) علي بن الحسين المروزي (4) قال: أخبرنا عيسى بن

(1) تذكرة خواص الأمة: 40، المستدرك 2: 137، كنز العمال 6: 396،
شرح معاني الآثار 2: 408، مناقب ابن شهرآشوب 3: 44.
(2) أبو يحيى عمرو بن ميمون الأودي الكوفي البصري مات 74 / 75.
تهذيب التهذيب 8: 109.
(3) الطبقات الكبرى 2: 337، فتح الملك العلي: 52، تاريخ بغداد
12: 444، سيرة الخلفاء 115، نظم درر السمطين ص 127، المناقب للخوارزمي
41 وفيه: ما شككت بعد ذلك في قضاء بين اثنين.
(4) توفي سنة 212 / 211 / 210. تهذيب التهذيب 7: 308، ميزان
الاعتدال 3: 123، خلاصة تهذيب الكمال: 131.
69

الأعمش (1)، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري (1)، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري (2) عن علي رضي الله عنه
قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، فقلت: إنك
تبعثني إلى قوم أسن مني فكيف القضاء عنهم، فقال: إن الله سيهدي
قلبك ويثبت لسانك. قال لي: فما شككت في حكومة بعد (3).
(أخبرنا) محمد بن المثنى (4)، قال: حدثنا أبو معاوية (5)
قال: حدثنا الأعمش (6) عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري عن
علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل
اليمن لأقضي بينهم، فقلت: يا رسول الله لا علم لي بالقضاء، فضرب
بيده على صدري، وقال: اللهم اهد قلبه وسدد لسانه. فما شككت
في قضاء بين اثنين حين جلست في مجلسي (7).
قال أبو عبد الرحمان النسائي: هذا حديث سمعته من عمرو بن

(1) لم أجد له ذكرا بهذا الاسم في كتب الرجال وأظنه تصحيف.
(2) أبو البحتري سعيد بن فيروز الطائي الكوفي قتل 83، تهذيب التهذيب
4: 72، رجال الصحيحين 1: 167، خلاصة تهذيب الكمال: 120، الكنى
والأسماء 1: 125، تقريب التهذيب 1: 302.
(3) حلية الأولياء 4: 381، تاريخ بغداد 12: 443، أسد الغابة 4: 22.
(4) أبو موسى الحافظ البصري المعروف بالزمن.
(5) الحافظ محمد بن حازم التميمي السعدي الضرير الكوفي المتوفى 113 / 114.
تهذيب التهذيب 9: 137، رجال الصحيحين 2: 437، تذكرة الحفاظ 1: 294،
الجرح والتعديل 3 ق 2: 246.
(6) سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي.. تهذيب التهذيب 4: 111.
(7) الطبقات الكبرى 2: 337، كنز العمال 6: 158، الرياض النضرة 2: 198.
70

مرة عن أبي البختري قال: أخبرني من سمع عليا رضي الله عنه، قال
أبو عبد الرحمان أبو البحتري: لم يسمع من علي شيئا.
(أخبرنا) أحمد بن سليمان الرهاوي، قال: حدثنا يحيى آدم (1)
قال: حدثنا شريك، عن سماك بن حرب (2)، عن حنش بن
المعتمر (3)، عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
اليمن وأنا شاب فقلت: يا رسول الله تبعثني وأنا شاب إلى قوم ذوي
أسنان أقضي بينهم ولا علم لي بالقضاء فوضع يده على صدري، ثم
قال: إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك، يا علي إذا أجلس إليك الخصمان
فلا تقض بينهما حتى تسمع من الآخر كما سمعت من الأول، فإنك إذا
فعلت ذلك تبدي لك القضاء. قال علي رضي الله عنه: فما أشكل علي
قضاء بعد ذلك (4).
الاختلاف عن أبي إسحاق في هذا الحديث
(أخبرنا) أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال:
حدثنا إسرائيل بن أبي إسحاق، عن حارثة بن مضرب (5)، عن

(1) أبو زكريا يحيى بن آدم بن سليمان الأموي مات 203. تهذيب التهذيب
11: 175، رجال الصحيحين 2: 557.
(2) أبو المغيرة سماك بن حرب بن أوس بن خالد المتوفى 123، تهذيب التهذيب
4: 232، ميزان الاعتدال 2: 232.
(3) أبو المعتمر حنش ويقال: ابن ربيعة الكناني. تهذيب التهذيب 3: 58،
ميزان الاعتدال 1: 619.
(4) الطبقات الكبرى 2: 337، تذكرة الخواص: 44.
(5) العبدي الكوفي. تهذيب التهذيب 2: 166، ميزان الاعتدال 1: 446.
71

علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن
فقلت: إنك تبعثني إلى قوم هم أسن مني لأقضي بينهم، فقال: إن الله
سيهدي قلبك ويثبت لسانك (1).
(أخبرنا) شبيب (2)، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي (3)
عن علي كرم الله وجهه، وأخبرني أبو عبد الرحمان زكريا بن يحيى، قال:
حدثنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا معاوية بن هشام، عن شيبان
عن أبي إسحاق، عن عمرو بن حبشي، عن علي كرم الله وجهه قال:
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فقلت: يا رسول الله
إنك تبعثني إلى شيوخ (4) ذوي أسنان وإني أخاف أن لا أصيب؟
فقال: إن الله سيثبت لسانك ويهدي قلبك (5).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: أمرت بسد هذه
الأبواب غير باب علي - رضي الله عنه
(أخبرنا) محمد بن بشار بن بندار البصري، قال: حدثنا محمد
ابن جعفر، قال: حدثنا عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد

(1) الطبقات الكبرى 2: 337، مسند أحمد 1: 83، 88، 111،
136، 149.
(2) شبيب بن سعيد التميمي الحبطي المتوفى 186. تهذيب التهذيب 4: 306،
ميزان الاعتدال 1: 262، خلاصة تهذيب الكمال: 138.
(3) عمرو بن حبشي الزبيدي الكوفي تهذيب التهذيب 7: 16، ميزان
الاعتدال 3: 252، وفيه: عمرو بن حريش، تقريب التهذيب 2: 67.
(4) في نسخة: إلى قوم.
(5) الطبقات الكبرى 2: 337.
72

ابن أرقم (1) قال: كان لنفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أبواب شارعة في المسجد، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما: سدوا هذه الأبواب إلا باب علي. فتكلم في ذلك الناس، فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد
فأني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي. وقال فيه قائلكم، والله
ما سددته ولا فتحته ولكني أمرت فاتبعته (2).
قوله صلى الله عليه وسلم: ما أدخلته وأخرجتكم
بل الله أدخله وأخرجكم
(أخبرنا) علي بن محمد بن سليمان (3)، عن ابن
عتيبة (4)، عن عمرو بن دينار (5)، عن أبي جعفر محمد بن

(1) أبو عامر زيد بن أرقم بن قيس بن النعمان الأنصاري الخزرجي المتوفى
68. تهذيب التهذيب 3: 394، تهذيب الأسماء 1: 199، الاستيعاب 2: 535.
(2) الغدير 3: 202، مسند أحمد 4: 369، المستدرك 3: 125، القول
المسدد: 17، كفاية الطالب 88، فتح الباري 7: 12، عمدة القارئ 7: 592
فالحديث بنص الحفاظ صحيح رجاله ثقات، تذكرة الخواص: 41.
(3) الصحيح: علي بن محمد بن إسحاق بن شداد المتوفى 233، تهذيب
التهذيب 7: 378.
(4) الصحيح: ابن عيينة، وهو الحافظ أبو محمد سفيان بن عيينة بن عمران
الهلالي الكوفي مات 198، تهذيب التهذيب 4: 117، رجال الصحيحين 1: 195
تذكرة الحفاظ 1: 262.
(5) أبو محمد عمرو بن دينار المكي الأثرم الجمحي المتوفى 126. تهذيب التهذيب
7: 28، ميزان الاعتدال 3: 259، رجال الصحيحين 3 ق 1: 231، خلاصة
تهذيب الكمال: 244، تقريب التهذيب 2: 69.
73

علي (1)، عن إبراهيم ابن سعد بن أبي وقاص (2)، عن أبيه
ولم يقل مرة عن أبيه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده
قوم جلوس فدخل علي كرم الله وجهه، فلما دخل خرجوا، فلما خرجوا
تلاوموا فقالوا: والله ما أخرجنا إذ أدخله، فرجعوا فدخلوا، فقال:
والله ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل الله أدخله وأخرجكم. قال أبو عبد الرحمان:
هذا أولى بالصواب (3).
(أخبرنا) أحمد بن يحيى الكوفي (4)، قال: أخبرنا علي وهو
ابن قادم (5)، قال: أخبرنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن
الحرث بن مالك (6)، قال: أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص
فقلت له: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في المسجد فنودي فينا لسده ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله
صلى الله عليه وسلم. قال: فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال:
يا رسول الله أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام. فقال

(1) الإمام الباقر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب - ع - المتوفى
118، تهذيب التهذيب 9: 350، مناقب ابن شهرآشوب 4: 178 ط إيران.
(2) تهذيب التهذيب 1: 123، رجال الصحيحين 1: 15، الجرح والتعديل
1 ق 1: 101، قاموس الرجال 1: 134.
(3) الغدير 3: 207 بإسناد آخر عنه، المناقب لابن شهرآشوب 2: 191.
(4) أبو جعفر الكوفي المتوفى 264. تهذيب التهذيب 1: 89.
(5) أبو الحسن الخزاعي الكوفي مات 212. تهذيب التهذيب 7: 374،
الجرح والتعديل 3: ق 1: 201.
(6) الصحيح: الحارث بن مالك. تهذيب التهذيب 2: 156.
74

رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا أمرت بإخراجكم ولا بإسكان
هذا الغلام إن الله هو أمر به (1). قال فطر (2): عن عبد الله بن شريك
عن عبد الله بن أرقم، عن سعد أن العباس أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: سددت أبوابنا إلا باب علي. فقال: ما أنا فتحتها ولا أنا
سددتها (3).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى السجستاني، قال: حدثنا عبد الله بن
عمر، قال: أخبرنا محمد بن وهب بن أبي كريمة الحراني، قال: أخبرنا
مسكين (4) قال: حدثنا شعبة عن أبي مليح عن عمرو بن ميمون،
عن ابن عباس (5) قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبواب

(1) الغدير 3: 207.
(2) فطر بن خليفة القرشي المخزومي المتوفى 153، تهذيب التهذيب 8: 300
رجال الصحيحين 2: 416.
(3) الغدير 3: 207 بأسانيد قوية.
(4) أبو عبد الرحمان مسكين بن بكير الحراني الحذاء. تهذيب التهذيب
10: 120، خلاصة تهذيب الكمال: 340، ميزان الاعتدال 4: 101.
(5) عبد الله بن العباس بن عبد المطلب المتوفى 68 كان من شيعة علي - ع -
وأصحابه وخواصه، ذهب بصره من بكائه على علي - ع -، وقال بعد ما
ذهب بصره:
إن يذهب الله من عيني نورهما * ففي لساني وقلبي منهما نور
قلبي ذكي وذهني غير ذي وكل * وفي فمي صارم كالسيف مشهور
الغدير 1: 49، جامع الرواة 1: 494، رجال الكشي: 52، تأسيس الشيعة:
322، أعيان الشيعة 41. 35، شذرات 1: 75، أخبار شعراء الشيعة: 30.
75

المسجد فسدت إلا باب علي رضي الله عنه (1).
(أخبرنا) محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن معاذ، قال:
حدثنا أبو وضاح قال: أخبرنا يحيى، حدثنا عمرو بن ميمون، قال:
قال ابن عباس: وسد أبواب المسجد غير باب علي رضي الله عنه، فكان
يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره (2).
منزلة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه من
النبي صلى الله عليه وسلم
(أخبرنا) بشر بن هلال البصري، قال: حدثنا جعفر وهو ابن
سليمان، قال: حدثنا حرب بن شداد، عن وساد (3)، عن سعيد بن
المسيب، عن سعد بن أبي وقاص قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
غزوة تبوك خلف عليا كرم الله وجهه في المدينة قالوا فيه: مله وكره
صحبته. فتبع علي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى
لحقه في الطريق، قال: يا رسول الله، خلفتني بالمدينة مع الذراري
والنساء حتى قالوا: مله وكره صحبته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي إنما
خلفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى
غير أنه لا نبي بعدي (4).

(1) صحيح الترمذي 2: 301، حلية الأولياء 4: 153، فضائل الخمسة
2: 152، الرياض النضرة 2: 192، الغدير 3: 204، السيرة الحلبية 3: 373.
(2) فتح الباري 7: 12، إرشاد الساري 6: 81، الغدير 3: 205، نظم
درر السمطين ص 18.
(3) لم أجد له ذكرا في كتب الحديث والرجال.
(4) مستدرك الحاكم 3: 108، الإصابة 5: 509، البداية والنهاية 778 -؟؟
مسند أبو داود 1: 28، مشكل الآثار 2: 309، الغدير 3. 201، فضائل
الخمسة 1: 299.
76

(أخبرنا) القديم بن زكريا بن دينار الكوفي (1)، قال: حدثنا
أبو نعيم، قال: حدثنا عبد السلام عن يحيى بن سعيد، عن سعيد
ابن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لعلي رضي الله عنه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (2).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال: أخبرنا أبو مصعب (3) أن
الدراوردي (4) حدثه عن هشام، عن سعيد بن المسيب، عن سعد
قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك خرج علي
رضي الله عنه فتبعه فشكا وقال: يا رسول الله أتتركني مع الخوالف.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى إلا النبوة (5).

(1) لم أجد له ذكرا في كتب الحديث والرجال.
(2) كفاية الطالب: 149، صحيح البخاري 3: 54، و 2: 185،
وصحيح مسلم 2: 236، الصواعق 30 و 74، نور الأبصار 68، تاريخ الخلفاء
65، العقد الفريد 2: 194، كنز العمال 6: 152.
(3) عبد السلام بن حفص ويقال ابن مصعب السلمي تهذيب التهذيب 6: 317
تقريب التهذيب 1: 506.
(4) أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبيد بن أبي عبيد المدني المتوفى 187.
تهذيب التهذيب 6: 353، رجال الصحيحين 1: 312، الجرح والتعديل 2 ق 2: 395
اللباب 1: 415.
(5) تاريخ بغداد 8: 52، مسند أحمد 1: 170، المناقب لابن شهرآشوب 3: 16.
77

الاختلاف على محمد بن المنكدر في هذا الحديث
(أخبرنا) إسحاق بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري (1)
قال: حدثنا داود بن كثير الرقي (2)، عن محمد، عن سعيد بن المنكدر
ابن المسيب (3)، عن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (4).
(أخبرنا) صفوان بن محمد بن عمرو، قال: حدثنا أحمد بن خالد
قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، عن محمد بن المنكدر
قال سعيد بن المسيب: أخبرني إبراهيم بن سعد أنه سمع أباه سعدا
وهو يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.
قال سعيد: فلم أرض حتى أتيت سعدا فقلت: شئ حدثت به ابنك
وما هو؟ وانتهى فقال: أخبرنا على هذا فلان، فقال: ما هو ابن
أخي، فقلت: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: كذا

(1) تهذيب التهذيب 1: 251، رجال الصحيحين 1: 33، شذرات الذهب
2: 105، الجرح والتعديل 1 ق 1: 235، تاريخ بغداد 6: 355.
(2) تهذيب التهذيب 3: 199، ميزان الاعتدال 2: 19، خلاصة تهذيب
الكمال: 94.
(3) الصحيح أن تكون هكذا: عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب.
تهذيب التهذيب 6: 473، رجال الصحيحين 2: 449، خلاصة تهذيب
الكمال: 308.
(4) صحيح الترمذي 2: 301
78

وكذا، قال: نعم وأشار إلى أذنيه (1) وإلا فاستكتا لقد سمعنه؟
يقول ذلك (2).
وخالفه يوسف بن الماجشون (3) فرواه عن محمد بن المنكدر عن
سعيد بن عامر بن سعد، عن أبيه، وتابعه على روايته عن عامر
ابن سعد (4)، وعلي بن زيد بن جدعان (5).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال: حدثنا ابن الشوارب، قال:
حدثنا حماد بن زيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن
عامر بن سعد، عن سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت
مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. قال سعيد:
فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فأتيته فقلت: ما حديث حدثني به عنك
عامر؟ فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإلا فاستكتا (6).
(أخبرنا) محمد بن وهب الحراني، قال: أخبرنا سكن بن

(1) في رواية: فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم وإلا فاستكتا.
(2) أسد الغابة 4: 26، فضائل الخمسة 2: 300، الغدير 3: 200.
(3) يوسف بن يعقوب بن الماجشون المتوفى 184، تهذيب التهذيب 11: 430
تقريب التهذيب 2: 383.
(4) عامر بن سعد بن أبي وقاص الزهري مات 104، تهذيب التهذيب 5: 63،
رجال الصحيحين 1: 376، خلاصة تهذيب الكمال 155.
(5) أبو الحسن البصري أصله من مكة المتوفى 129، تهذيب التهذيب 7: 122،
رجال الصحيحين 1: 358، ميزان الاعتدال 3: 127، تقريب التهذيب 2: 37.
(6) فضائل الخمسة 2: 300 عن طرق مختلفة وأسانيد صحيحة ثابتة،
الغدير 3: 201.
79

سكن (1)، قال: حدثنا شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد
ابن المسيب يحدث عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لعلي رضي الله عنه: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
قال علي: رضيت رضيت. فسألته بعد ذلك، فقال: بلى (2).
قال أبو عبد الرحمان: وما علمت أحدا تابع عبد العزيز بن الماجشون
على روايته عن محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب غير إبراهيم بن
سعد، على أن إبراهيم بن سعد قد روى هذا الحديث عن أبيه.
(أخبرنا) محمد بن بشار البصري، قال: حدثنا محمد يعني ابن
جعفر غندر قال: أخبرنا شعبة بن إبراهيم، قال: سمعت إبراهيم بن
سعد يحدث عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (3).
(أخبرنا) عبد الله بن سعد البغدادي (4)، قال: حدثنا أبي

(1) الصحيح: السكن بن أبي السكن إسماعيل الأنصاري البرجمي البصري
الأصم. تهذيب التهذيب 4: 125، اللباب 1: 108، تقريب التهذيب 1: 313
وفيه: السكن بن إسماعيل الأنصاري البرجمي، المشتبه 1: 59.
(2) مسند أحمد بن حنبل 1: 175 وفيه: قلت لسعد بن مالك: إنك إنسان
فيك حدة وأنا أريد أن أسألك، قال: ما هو؟ قال: قلت: حديث علي - ع -
قال: فقال: إن النبي - ص - قال لعلي - الحديث.
(3) حلية الأولياء 7: 194، مسند أبو داود 1: 28، مسند أحمد 1: 174
المناقب للخوارزمي: 83.
(4) أبو القاسم البغدادي، تهذيب التهذيب 5: 234، تاريخ بغداد 9: 472
تقريب التهذيب 1: 418، الجرح والتعديل 2 ق 2: 64.
80

عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن طلحة بن زيد بن مكانة (1)
عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه سعدانه سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه حين خلفه
في غزوة تبوك على أهله: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي (2).
قال أبو عبد الرحمان: وقد روى هذا الحديث عن عامر بن سعد
عن أبيه من غير حديث سعيد ابن المسيب.
(أخبرنا) محمد بن المثنى، قال: أخبرنا أبو بكر الحنفي (3)
قال: حدثنا بكر بن مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد يقول:
قال معاوية لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب (4)؟
قال: لا أسبه، ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لئن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم (5). لا أسبه ما ذكرت
حين نزل الوحي عليه، فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم
قال: رب هؤلاء أهل بيتي وأهلي. ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه

(1) الصحيح: محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد المطلبي الحجازي
مات 111، تهذيب التهذيب 9: 239، الجرح والتعديل 3 ق 2: 291، تقريب
التهذيب 2: 173.
(2) حلية الأولياء 7: 195 و 196، مشكل الآثار 2: 309، تاريخ
بغداد 11: 432، مسند أحمد 1: 182، سيرة ابن هشام 4: 162.
(3) تهذيب التهذيب 12: 43، الكنى والأسماء 1: 119، رجال الصحيحين
2: 619.
(4) في رواية: أن تسب أبا تراب.
(5) في رواية: قال له معاوية: ما هن يا أبا إسحاق قال.
81

في غزوة غزاها، قال علي: خلفتني مع الصبيان والنساء، قال: أولا ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. ولا أسبه
ما ذكرت يوم خيبر حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله ويفتح الله على يديه. فتطاولنا، فقال:
أين علي؟ فقالوا: هو أرمد، قال: ادعوه. فدعوه، فبصق في عينيه
ثم أعطاه الراية، ففتح الله عليه. فوالله ما ذكرت معاوية بحرف حتى
أخرج من المدينة (1).
(أخبرنا) محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد بن شعبة، عن
الحكم، عن المصعب بن سعد، قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي
ابن أبي طالب في غزوة تبوك (2) فقال: يا رسول الله تخلفني بين النساء
والصبيان؟ فقال: أما ترضى إن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا
أنه لا نبي بعدي (3). خالفه ليث فقال: عن عائشة بنت سعد (4).
(أخبرنا) الحسن بن إسماعيل بن سليمان المصيصي الخالدي، قال:
أخبرنا المطلب عن ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: في غزوة تبوك:
أنت يا ابن أبي طالب مني مكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي

(1) المستدرك 3: 108، كنز العمال 6: 405، الغدير 3: 200 وفيه:
صح عند الحفاظ الأثبات هذا الحديث ثم ذكر مصادر الحديث وطرقه وأسانيده،
نظم درر السمطين ص 114.
(2) وقعت في رجب سنة تسع. سيرة ابن هشام 4: 159 - 173
(3) مسند أحمد 1: 177، فضائل الخمسة 1: 304.
(4) تهذيب التهذيب 12: 436، أعلام النساء 3: 135، رجال الصحيحين
2: 610.
82

من بعدي (1).
قال أبو عبد الرحمان: وشعبة أحفظ وليس ضعيف الحديث فقد
روته عائشة بنت سعد.
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال: أخبرنا أبو مصعب الدراوردي
عن عبد المجيد (2)، عن عائشة، عن أبيها أنه قال رضي الله عنه:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى ثنية الوداع من غزوة
تبوك وعلي يشتكي وهو يقول: أتخلفني مع الخوالف، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة (3).
(أخبرنا) الفضل بن سهل البغدادي، قال: حدثنا أحمد الزبيري
قال: حدثنا عبد الله بن خبيب بن أبي ثابت، عن حمزة بن عبد الله
عن أبيه، عن سعد قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
تبوك وخلف عليا، فقال: أتخلفني؟ فقال: أما ترضى أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (4).
الاختلاف على عبد الله بن شريك في هذا الحديث
(أخبرنا) القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي، قال: حدثنا
أبو نعيم (5)، قال: حدثنا فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله

(1) الرياض النضرة 2: 162 بسند آخر.
(2) عبد المجيد بن سهل بن عبد الرحمان بن عوف. تهذيب التهذيب 6: 380
رجال الصحيحين 1: 325، الجرح والتعديل 3 ق 1: 64 وفيه: عبد المجيد بن سهيل.
(3) مجمع الزوائد 9: 110، مسند أحمد 1: 170.
(4) كفاية الطالب: 149.
(5) تهذيب التهذيب 12: 258.
83

ابن أرقم الكناني (1)، عن سعد ابن أبي وقاص: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى (2).
(أخبرنا) أحمد بن يحيى الكوفي، قال: حدثنا دعبل وهو نادم،
قال: حدثنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن حرب بن سلك
قال: قال سعد ابن مالك: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا
على ناقته الجدعاء وخلف عليا، وجاء علي حتى تعدى الناقة فقال:
يا رسول الله، زعمت قريش أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وكرهت
صحبتي. وبكى علي رضي الله عنه، فنادى رسول الله الله صلى الله عليه وسلم
في الناس: ما منكم أحد، وله حاجة بابن أبي طالب، أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. قال
علي رضي الله عنه: رضيت عن الله عز وجل وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
(أخبرنا) عمر بن علي، قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد،
قال: حدثنا موسى الجهني، قال: دخلت على فاطمة بنت علي (4) فقال
لها رفيقي: هل عندك شئ من والدك يرهب، قالت: حدثتني أسماء
بنت عميس (5): إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لعلي: أنت

(1) عبد الله بن أرقم بن عبد يغوث بن وهب القرشي الزهري توفي بمكة 64.
تهذيب التهذيب 5: 146، أسد الغابة 3: 114، تجريد أسماء الصحابة 1: 318،
الإستيعاب 3: 865.
(2) فضائل الخمسة 1: 301.
(3) فضائل الخمسة 1: 306 نقلا عن الخصائص.
(4) فاطمة الصغرى توفيت 117، تهذيب التهذيب 12: 443، أعلام النساء
4: 81، تقريب التهذيب 2: 609، خلاصة تهذيب الكمال: 425.
(5) أسماء بنت عميس بن النعمان، هاجرت مع زوجها جعفر إلى الحبشة فولدت
له هناك محمدا وعبد الله وعونا، ثم هاجرت إلى المدينة. فلما قتل جعفر زوجها
تزوجها أبو بكر فولدت له محمد بن أبي بكر، ثم مات عنها، فتزوجها علي
ابن أبي طالب - ع - فولدت له يحيى. سيرة ابن هشام 1: 257، مجمع
الرجال 7: 170.
84

مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1).
(أخبرنا) أحمد بن سليمان، قال: حدثنا جعفر بن عون، عن
موسى الجهني، قال: أدركت فاطمة بنت علي وهي بنت ثمانين سنة
فقلت لها: تحفظين عن أبيك شيئا؟ قالت: لا، ولكني سمعت أسماء
بنت عميس (2) أنها سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس من بعدي نبي (3).
قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا أبو نعيم،
قال: حدثنا حسن وهو ابن صالح، عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت
علي، عن أسماء بنت عميس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا علي إنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (4).
(أخبرنا) محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، وأحمد بن عثمان
ابن حكيم الدراوردي، اللفظ لمحمد قالا: حدثنا عمرو بن طلحة، قال:
حدثنا أسباط، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن عليا كان

(1) الرياض النضرة 2: 195.
(2) تهذيب التهذيب 12: 398، أعلام النساء 1: 57، الدر المنثور: 35،
أسد الغابة 5: 395.
(3) مسند أحمد 6: 369، تاريخ بغداد 10: 43 و 12: 323،
الاستيعاب 2: 459.
(4) المصدر السابق، نظم درر السمطين ص 119.
85

يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن الله تعالى يقول:
(أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) (1) والله لا ننقلب على أعقابنا
بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى
أموت، والله إني لأخوه ووليه ووارثه وابن عمه فمن أحق به مني (2)؟
(أخبرنا) الفضل بن سهل، قال: حدثني عفان بن مسلم (3)،
قال: حدثنا أبو عوانة، عن عثمان بن المغيرة: عن أبي صادق، عن
ربيعة بن ماجد: أن رجلا قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك؟ قال جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال:
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني عبد المطلب فصنع لهم مدا من
الطعام فأكلوا حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو كأنه لم يمس، ثم دعا
بغمر فشربوا حتى رووا وبقي الشراب كأنه لم يمس أولم يشرب، فقال:
يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة وإلى الناس عامة، وقد رأيتم
من هذه الآية ما قد رأيتم وأيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي
ووارثي، فلم يقم إليه أحد، فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال:
اجلس. ثم قال: ثلاث مرات، كل ذلك أقوم إليه فيقول: اجلس.
حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي. ثم قال: فبذلك ورثت

(1) سورة آل عمران 144.
(2) المستدرك 3: 126، فتح الملك العلي: 51، الرياض النضرة 2: 226
مجمع الزوائد 9: 134، الغدير 3: 113 وفيه مصادر وأسانيد هذا الحديث
بصورة مفصلة وطرق مختلفة.
(3) أبو عثمان البصري المتوفى 220 / 219. تهذيب التهذيب 7: 230،
شذرات الذهب 2: 327، رجال الصحيحين 1: 407، تاريخ بغداد 12: 169.
86

ابن عمي دون عمي (1).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال: حدثنا عثمان، قال: حدثنا
عبد الله بن نمير، قال: حدثنا مالك بن مغول، عن الحرث بن حصين
عن أبي سليمان الجهني قال: سمعت عليا على المنبر يقول: أنا عبد الله
وأخو رسول الله، لا يقول بها إلا كذاب مفتر (2). فقال: أخبرنا
عبد الله وأخو رسوله، محبوب (3).
ذكر النبي صلى الله عليه وسلم: علي مني وأنا منه
(حدثنا) بشر بن هلال، عن جعفر بن سليمان، عن يزيد
الرشك (4)، عن مطرف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عليا مني وأنا منه وولي كل

(1) مسند أحمد 1: 195، مجمع الزوائد 8: 302، تاريخ الطبري 2: 63،
الرياض النضرة 2: 167، كنز العمال 6: 408، الغدير 2: 279 - 285،
وج 3: 117.
(2) الغدير 3: 115، الرياض النضرة 2: 168، كنز العمال 6: 153،
فضائل الخمسة 1: 329.
(3) اسمه: محمد بن الحسن بن هلال بن أبي زينب، ولقبه محبوب به أشهر.
تهذيب التهذيب 9: 119، تقريب التهذيب 2: 154، الجرح والتعديل
3 ق 2: 228.
(4) الصحيح: أبو التياح يزيد بن حميد الضبعي البصري المتوفى 128. تهذيب
التهذيب 11: 320، تقريب التهذيب 2: 363، الجرح والتعديل 4 ق 2: 256
رجال الصحيحين 2: 573. خلاصة تهذيب الكمال: 270.
87

مؤمن بعدي (1).
الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث
(أخبرنا) أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا أبو إسحاق، قال: حدثني
حبشي بن جنادة السلولي (2) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: علي مني وأنا منه (3). قلت لأبي إسحاق عن البزار.
(أخبرنا) أحمد بن سليمان، قال: حدثنا عبد الله، قال: حدثنا
إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أنت مني وأنا منك. رواه
القاسم بن يزيد المخزومي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هبيرة
ابن مريم، وهانئ بن هانئ (4)، عن علي رضي الله عنه قال: لما
صدرنا (5) من مكة إذا ابنة حمزة تنادي: يا عم يا عم، فتناولها
علي رضي الله عنه وأخذها فقال لصاحبته: دونك ابنة عمك فحملتها،
فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا آخذها وهي بنت عمي.
وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: ابنة أخي. فقضى

(1) فضائل الخمسة 2: 342.
(2) حبشي بن جنادة بن نصر السلولي الصحابي. تهذيب التهذيب 2: 176
أسد الغابة 1: 366.
(3) كنوز الحقائق للمناوي: 37.
(4) الهمداني الكوفي. تهذيب التهذيب 11: 22 تنقيح المقال 3: 290.
منتهى المقال: 320، رجال الطوسي: 62، نقد الرجال: 368، أعيان الشيعة
51: 43، الطبقات الكبرى 6: 223 ط بيروت.
(5) في تاريخ بغداد 4: 140 هكذا: لما خرجنا من مكة تلقتنا.
88

رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأم، ثم قال
لعلي: أنت مني بمنزلة هارون وأنا منك. وقال لجعفر: اشبهت خلقي
وخلقي. وقال لزيد: يا زيد أنت أخونا ومولانا (1).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: علي كنفسي
(أخبرنا) العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا الأحوص بن
جواب (2)، قال: حدثنا يونس بن إسحاق، عن أبي إسحاق السبيعي
عن زيد بن يثيغ (3)، عن أبي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لينتهين بنو وليعة (4) أو لأبعثن عليهم رجلا كنفسي ينفذ فيهم أمري
فيقتل المقاتلة ويسبي الذرية. فما راعني إلا وكف عمر في حجزتي من خلفي
وقال: من يعني؟ قلت: إياك يعني وصاحبك. قال: فمن يعني؟
قلت: خاصف النعل. قال: وعلي يخصف النعل (5).

(1) تاريخ بغداد 4: 140 وفيه فقال: يا رسول الله تزوجها. فقال: إنها
ابنة أخي من الرضاعة. سنن البيهقي 8: 5، مسند أحمد 1: 98، المستدرك
3: 120، مشكل الآثار 4: 173.
(2) أبو الجواب الكوفي الضبي مات 211، تهذيب التهذيب 1: 191، الكنى
والأسماء 1: 139، رجال الصحيحين 1: 51، الجرح والتعديل 1 ق 1: 328.
(3) زيد بن يثيع ويقال: أثيغ الهمداني الكوفي، تهذيب التهذيب 3: 327
المشتبه 1: 112، تقريب التهذيب 1: 277، ميزان الاعتدال 2: 107.
(4) وليعة: بطن من كندة من القحطانية. معجم البلدان 1: 859، لسان
العرب 10: 293، تاريخ الطبري 3: 271، الصحاح: 633، معجم قبائل
العرب 3: 1253.
(5) الرياض النضرة 2: 164، مجمع الزوائد 7: 110، الاستيعاب 2: 464
تذكرة الخواص: 40 وفيه: فقال عمر رضي الله عنه: والله ما اشتهيت الإمارة
إلا يومئذ جعلت انصب له صدري رجاء أن يقول هذا، فالتفت إلى علي
فأخذه بيده وقال: هذا هو هذا هو مرتين الغدير 2: 319.
89

قوله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
أنت صفيي وأميني
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي عمرو بن
أبي مروان، قال: حدثنا عبد العزيز، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة
ابن الهاد (1)، عن محمد بن نافع ابن عجيرة (2)، عن أبيه، عن
علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما
أنت يا علي أنت صفيي وأميني (3).
قوله صلى الله عليه وسلم: لا يؤدي عني إلا أنا وعلي
(أخبرنا) أحمد بن سليمان، قال: حدثنا إسماعيل، عن أبي إسحاق
عن حبشي بن جنادة السلولي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
علي مني وأنا منه فلا يؤدي عني إلا أنا وعلي (4).

(1) أبو عبد الله المدني المتوفى 139. تهذيب التهذيب 11: 339، تقريب
التهذيب 2: 367، رجال الصحيحين 2: 575، الجرح والتعديل 4 ق 2: 275.
(2) كان والده من الصحابة. تهذيب التهذيب 1: 408، تقريب التهذيب
2: 296، أسد الغابة 5: 10، تجريد أسماء الصحابة 2: 110، خلاصة تهذيب
الكمال: 342.
(3) صحيح الترمذي 2: 297 باختلاف يسير في اللفظ.
(4) مرت الإشارة إلى مصادر هذا الحديث بصورة مفصلة. كفاية الطالب 143.
90

توجيه النبي صلى الله عليه وسلم براءة
مع علي رضي الله عنه
(أخبرنا) محمد بن بشار، قال: حدثنا عفان وعبد الصمد، قالا:
حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس قال: بعث
النبي صلى الله عليه وسلم براءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: لا ينبغي
أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي. فدعا عليا فأعطاه إياها (1).
(أخبرنا) العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبو نوح قداد
عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن سبيع (2)، عن
علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل
مكة مع أبي بكر، ثم أتبعه بعلي فقال له: خذ الكتاب فامض به إلى
أهل مكة. قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب
فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل في شئ؟ قال: لا، إلا
أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي (3).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال: حدثنا عبد الله بن عمر، قال:
حدثنا أسباط، عن فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن
رقيم، عن سعد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر
ببراءة، حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا رضي الله عنه فأخذها

(1) صحيح الترمذي 2: 183، بسنده عن أنس بن مالك. مسند أحمد
3: 283، الدر المنثور 3: 209 ط أفست وقال: أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد
والترمذي وحسنه وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس.
(2) الصحيح: زيد بن يثيع كما مرت الإشارة إلى ترجمته.
(3) فضائل الخمسة 2: 343.
91

منه، ثم سار بها. فوجد أبو بكر في نفسه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني (1).
(أخبرنا) إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، قال: قرأت على أبي
قرأت على موسى بن طارق، عن أبي صالح، قال: حدثني عبد الله
ابن عثمان بن خثيم (2)، عن أبي الزبير (3)، عن جابر: أن النبي
صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة (4) بعث أبا بكر
على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح، فلما استوى
للتكبير سمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة
ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء، لقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم
في الحج، فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه.
فإذا علي رضي الله عنه عليها، فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟
قال: لا، بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها
على الناس في مواقف الحج. فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم
قام أبو بكر، فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ
قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها. ثم خرجنا معه حتى إذا

(1) الدر المنثور 3: 209، باختلاف يسير في اللفظ وقال: أخرجه ابن
مردويه عن سعد بن أبي وقاص. تفسير الطبري 10: 46 بسنده عن ابن عباس.
(2) القارئ المكي أبو عثمان مات 132، تهذيب التهذيب 5: 314، تقريب
التهذيب 1: 432، رجال الصحيحين 1: 275.
(3) محمد بن مسلم بن تدرس الأسدي المكي مات 126، تهذيب التهذيب
9: 440، خلاصة تهذيب الكمال: 306، الجرح والتعديل 4 ق 1: 74.
(4) الجعرانة: بين مكة والطائف على سبعة أميال من مكة. تاج العروس
3: 103.
92

كان يوم عرفة، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى
إذا فرغ قام علي رضي الله عنه فقرأ على الناس براءة حتى ختمها. فلما
كان النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون
أو كيف يرمون فعلمهم مناسكهم. فلما فرغ قام علي رضي الله عنه
فقرأ على الناس براءة حتى ختمها (1).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فهذا وليه
(أخبرنا) أحمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن معاذ، قال:
أخبرنا أبو عوانة، عن سليمان قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن
أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال: لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم
من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قال: كأني
دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله
وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى
يردا علي الحوض. ثم قال إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن. ثم إنه
أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم
وال من والاه وعاد من عاداه. فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه (2).
(أخبرنا) أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، قال: حدثنا
أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن سعيد بن عمير، عن ابن بريدة

(1) الرياض النضرة 2: 171، كنز العمال 6: 156، مجمع الزوائد 9: 128
الغدير 3: 245 وفيه: الحديث صحيح رجاله رجال الصحيح. المستدرك 3: 51.
(2) الغدير 1: 30، المستدرك 3: 109 ثم قال: هذا حديث صحيح على
شرط الشيخين، كنز العمال 1: 48.
93

عن أبيه (1) قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل علينا
عليا، فلما رجعنا سألنا كيف رأيتم صحبة صاحبكم؟ فأما شكوته أنا
وأما شكاه غيري. فرفعت رأسي وكنت رجلا من مكة (2) وإذا وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احمر فقال: من كنت وليه فعلي
وليه (3).
(أخبرنا) محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو أحمد، قال: أخبرنا
عبد الملك بن أبي عيينة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس قال: حدثني بريدة قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم
مع علي رضي الله عنه إلى اليمن، فرأيت منه جفوة، فلما رجعت شكوت
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فرفع رأسه إلي وقال: يا بريدة، من
كنت مولاه فعلي مولاه (4).
(أخبرنا) أبو داود، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا
عبد الملك بن أبي عيينة، قال: أخبرنا الحكم، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عباس، عن بريدة قال: خرجت مع علي رضي الله عنه إلى اليمن
فرأيت منه جفوة، فقدمت على النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا

(1) بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي المتوفى 63.
(2) في نسخة: مكبابا.
(3) المستدرك 3: 110. حلية الأولياء 4: 23، تفسير المنار 6: 464،
الغدير 1: 20، كنز العمال 6: 398. مجمع الزوائد 9: 108 وفيه: فقلت: لا أسوءك
فيه أبدا. وفي نسخة: فذهب الذي في نفسي عليه فقلت: لا أذكره بسوء.
(4) تفسير السيوطي 5: 182، قال: وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والنسائي
عن بريدة قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة، فلما قدمت على
رسول الله صلى الله عليه وآله الحديث.
94

فتنقصته، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه، فقال:
يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قلت: بلى يا رسول الله،
قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (1).
(أخبرنا) زكريا بن يحيى، قال حدثنا نصر بن علي، قال:
حدثنا عبد الله بن داود، عن عبد الواحد بن أيمن (2) عن أبيه، أن
سعدا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه
فعلي مولاه (3).
(أخبرنا) قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن
عوف عن ميمون أبي عبد الله قال: قال زيد بن أرقم: قام رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثني عليه ثم قال: ألستم تعلمون
أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، نشهد لأنت أولى بكل
مؤمن من نفسه. قال: فإني من كنت مولاه فهذا مولاه. وأخذ
بيد علي (4).
(أخبرنا) محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، وأحمد بن عثمان
ابن حكيم، قالا: حدثنا عبد الله بن موسى، قال: أخبرنا هانئ

(1) الاستيعاب 2: 473، أسنى المطالب: 3، الجامع الصغير 2: 505،
كنز العمال 6: 398، الدر المنثور 5: 182، تفسير المنار 6: 464، الغدير 1: 20
(2) أبو القاسم عبد الواحد بن أيمن المخزومي المكي. تهذيب التهذيب 6: 433،
تقريب التهذيب 1: 525، خلاصة تهذيب الكمال: 209، رجال الصحيحين 1: 319.
(3) الغدير 1: 42.
(4) مسند أحمد 4: 372، الغدير 1: 31، فضائل الخمسة 1: 356، المناقب
للخوارزمي: 79.
95

ابن أيوب (1)، عن طلحة، قال: حدثنا عميرة بن سعد: أنه سمع
عليا رضي الله عنه وهو ينشد في الرحبة: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام ستة نفر فشهدوا (2).
(أخبرنا) محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا
شعبة، عن أبي إسحاق، قال: حدثني سعيد بن وهب، قال: قام
خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه (3).
(أخبرنا) علي بن محمد بن قاضي المصيصة، قال: حدثنا خلف
قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: حدثني سعيد بن وهب:
أنه قام صحابة ستة. وقال زيد بن يثيغ: وقام مما يلي المنبر ستة
فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت
مولاه فعلي مولاه (4).
(أخبرنا) أبو داود، قال: حدثنا عمران بن أبان، قال: حدثنا
شريك، قال: حدثنا أبو إسحاق، عن زيد بن يثيغ قال: سمعت
علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول على منبر الكوفة: إني أنشد الله
رجلا ولا يشهد إلا أصحاب محمد سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه

(1) الحنفي الكوفي. تهذيب التهذيب 11: 21، الجرح والتعديل 4 ق 2: 102
ميزان الاعتدال 4: 290 وفيه: هانئ بن أيوب الجعفي.
(2) الغدير 1: 181.
(3) مسند أحمد 1: 118، الغدير 1: 173.
(4) الغدير 1: 172.
96

وعاد من عاداه. فقام ستة من جانب المنبر الآخر (1) فشهدوا أنهم سمعوا
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: هل سمعت البراء بن عازب يحدث
بهذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم (2). قال
أبو عبد الرحمان: عمران بن أبان الواسطي ليس بقوي في الحديث (3).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: علي ولي كل مؤمن بعدي
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال:
حدثنا جعفر يعني ابن سليمان، عن يزيد، عن مطرف بن عبد الله، عن
عمران بن حصين قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا واستعمل
عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه،
وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بعثنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه ما صنع (4). وكان المسلمون إذا
رجعوا من السفر بدؤا برسول الله صلى الله عليه وسلم فسلموا عليه فانصرفوا
إلى رحالهم. فلما قدمت السرية سلموا على النبي صلى الله عليه وسلم
فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر أن علي بن أبي طالب صنع

(1) فيه سقط، وعلى رأي شيخنا الحجة الأميني لعله هكذا: فقام ستة من
جانب المنبر وستة من جانبه الآخر.
(2) الغدير 1: 171.
(3) وثقه جماعة من أئمة الحديث والرجال منهم ابن حيان فقد ذكره في الثقات.
تهذيب التهذيب 8: 122، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا، ولم أر
في حديثه منكرا، ميزان الاعتدال 3: 233.
(4) في رواية: إذا لقينا رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرناه بما صنع علي.
97

كذا وكذا. فأعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قام
الثاني وقال: مثل ذلك، ثم الثالث فقال مقالته، ثم قام الرابع فقال:
مثل ما قالوا. فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يبصر
في وجهه، فقال: ما تريدون من علي (1)؟ إن عليا مني وأنا منه،
وهو ولي كل مؤمن بعدي (2).
قوله صلى الله عليه وسلم: علي وليكم من بعدي
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا واصل بن عبد الأعلى
الكوفي (3)، عن ابن فضيل، عن الأجلح، عن عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع خالد
ابن الوليد، وبعث عليا رضي الله عنه على جيش آخر، وقال: إن
التقيتما فعلي كرم الله وجهه على الناس، وإن تفرقتما فكل واحد منكما
على جنده. فلقينا بني زيد (4) من أهل اليمن وظفر المسلمون على
المشركين، فقاتلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى علي جارية لنفسه من
السبي، وكتب بذلك خالد بن الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأمرني
أن أنال منه. قال: فدفعت الكتاب إليه ونلت من علي رضي الله عنه.

(1) في نسخة: ما تريدون من علي ما تريدون من علي.
(2) صحيح الترمذي 2: 297، حلية الأولياء 6: 294، كنز العمال
6: 399، المستدرك 3: 110 وفيه: هذا حديث صحيح، مسند أحمد 4: 437
المصابيح 2: 275، البداية والنهاية 7: 344، نزل الأبرار: 22: الغدير 3: 216.
(3) أبو محمد الكوفي المتوفى 244. تهذيب التهذيب 11: 104، الجرح
والتعديل 4 ق 2: 32، رجال الصحيحين 2: 543.
(4) في نسخة زبيد. معجم القبائل العربية 2: 464، 488.
98

فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لا تبغضن يا بريدة لي
عليا، فأن عليا مني وأنا منه وهو وليكم بعدي (1).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: من سب عليا فقد سبني
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا العباس بن محمد الدوري
قال: حدثنا يحيى بن زكريا، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق
عن أبي عبد الله الجدلي (2) قال: دخلت على أم سلمة فقالت لي:
أيسب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكم؟ قلت: سبحان الله أو معاذ
الله. قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سب
عليا فقد سبني (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا عبد الأعلى بن واصل
ابن عبد الأعلى الكوفي، قال: جعفر بن عون، عن سعد بن أبي عبد الله
قال: حدثنا أبو بكر بن خالد بن عرفطة (4) قال: رأيت سعد بن
مالك بالمدينة فقال: ذكر لي إنكم تسبون عليا. قلت: قد فعلنا. قال:
لعلك بنبه بعد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت (5).

(1) مسند أحمد 5: 356، مجمع الزوائد 9: 127، فضائل الخمسة 1: 341
باختلاف يسير في بعض الألفاظ وفيه: فقال بريدة: يا رسول الله بالصحبة إلا
بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا، قال: فما فارقته حتى بايعته على الإسلام.
(2) عبد بن عبد، وقيل: عبد الرحمان بن عبد الكوفي. تهذيب التهذيب
12: 148، اللباب 1: 214، ميزان الاعتدال 4: 544، المستدرك 3: 280.
(3) المستدرك: 1: 121، وفيه: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها.
(4) العذري الفضاعي حليف بني زهرة. تهذيب التهذيب 12: 24.
(5) في الحديث سقط وهو كما في كنز العمال 6: 405 ومجمع الزوائد 9: 129
هكذا: وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك فقال: بلغني
أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة فهل سببته؟ قال: معاذ الله والذي نفس سعد
بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي شيئا لو وضع المنشار
على مفرقي ما سببته أبدا. قال: رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
99

الترغيب في موالاته والترهيب عن معاداته
(أخبرنا) أحمد بن شعيب قال: أخبرني هارون بن عبد الله
البغدادي الحبال، قال: حدثنا مصعب بن المقدام، قال: حدثنا فطر بن
خليفة، عن أبي الطفيل.
(وأخبرنا) أبو داود قال: حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا فطر
عن أبي الطفيل، عن عامر بن وائلة قال: جمع علي الناس في الرحبة فقال
لهم: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
يوم غدير خم: ألستم تعلمون أني أولى المؤمنين من أنفسهم وهو
قائم ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاة فعلي مولاه، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه. قال أبو الطفيل: فخرجت وفي نفسي منه شئ
فلقيت زيد بن أرقم وأخبرنا فقال: تشك أنا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
واللفظ لأبي داود (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، أخبرني أبو عبد الرحمان زكريا بن
يحيى السجستاني، قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: أخبرنا
إبراهيم (2)، قال: حدثنا معن، قال: حدثني موسى بن يعقوب،

(1) الغدير 1: 174، مسند أحمد 4: 370، كفاية الطالب: 13، 11
الرياض النضرة 2: 169، نزل الأبرار: 20.
(2) إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمان البغدادي المدني الزهري
مات 183، تهذيب التهذيب 1: 121، رجال الصحيحين 1: 16، تاريخ
بغداد 6: 81.
100

عن المهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد وعامر بن سعد، عن سعد:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال: أما بعد أيها الناس فإني
وليكم. قالوا: صدقت، ثم أخذ بيد علي فرفعها، ثم قال: هذا وليي
والمؤدي عني، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه (1).
(أخبرنا) أحمد بن عثمان البصري أبو الجوزاء، قال ابن عيينة (2)
بنت سعد، عن سعد قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد
علي فخطب: فحمد الله وأثني عليه ثم قال: ألم تعلموا أني أولى بكم
من أنفسكم؟ قالوا: نعم، صدقت يا رسول الله. ثم أخذ بيد علي
فرفعها، فقال: من كنت وليه فهذا وليه وإن الله ليوالي من والاه
ويعادي من عاداه (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا زكريا بن يحيى، قال:
حدثنا يعقوب ابن جعفر بن أبي كثير، عن مهاجر بن مسمار، قال:
أخبرتني عائشة بنت سعد، عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بطريق مكة وهو متوجه إليها، فلما بلغ غدير خم وقف للناس، ثم رد
من تبعه ولحقه من تخلف، فلما أجتمع الناس إليه قال: أيها الناس من
وليكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثلاثا. ثم أخذ بيد علي فأقامه، ثم قال:

(1) مجمع الزوائد 9: 104، كنز العمال 6: 154، مسند أحمد 4: 372.
(2) في هامش الأصل هكذا: قوله بنت سعد لعله أخبرتنا بنت سعد أو عن
بنت سعد (ا ه‍) ومن المعلوم أن ابن عيينة سفيان لم يرو عن بنت سعد وإنما روى
عن زينب زوجته بنت كعب بن عجرة. تهذيب التهذيب 3: 480.
(3) مجمع الزوائد 9: 107 مختصرا وقال: رواه البزار ورجاله ثقات.
101

من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه (1).
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحبه
ودعاؤه على من أبغضه
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن
راهويه، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا عبد الجليل عن
عطية، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، قال: حدثني أبي، قال:
لم أجد من الناس أبغض علي من علي بن أبي طالب رضي الله عنه، حتى
أحببت رجلا من قريش ولا أحبه إلا على بغض علي، فبعث ذلك
الرجل على خيل فصحبته ما أصحبه إلا على بغض علي، قال: فأصبنا
سبيا، قال: فكتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: أن ابعث إلينا من
يخمسه. فبعث عليا، وفي السبي وصيفة من أفضل السبي، فلما خمسه صارت
في الخمس، ثم خمس فصارت في أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم
خمس فصارت في آل علي. فأتانا ورأسه يقطر فقلنا: ما هذا؟ فقال:
ألم ترو إلى الوصيفة فإنها صارت في الخمس، ثم صارت في أهل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صارت في آل علي، فوقعت بها. قال:
فكتب وبعث معنا مصدقا للكتابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم مصدقا
لما قال علي، فجعلت أقرأ عليه ويقول: صدقا، وأقول: صدق. قال:
فأمسك بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بريدة أتبغض
عليا؟ قلت: نعم. فقال: لا تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا

(1) فضائل الخمسة 1: 365، وفيه طرق مختلفة لهذا الحديث وقد ذكرها
حسب اختلاف ألفاظ الحديث.
102

فوالذي نفسي بيده (1) لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة.
فما كان أحد من الناس بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب
إلي من علي رضي الله عنه. قال عبد الله بن بريدة: والله (2) ما في الحديث
بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم غير أبي (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا الحسين بن حريث
المروزي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي إسحاق
عن سعيد بن وهب قال: قال علي كرم الله وجهه في الرحبة: أنشد بالله
من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: إن الله
ورسوله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه، وانصر من نصره. قال: فقال سعيد: قام إلى جنبي
ستة، وقال زيد بن يثيع: قام عندي ستة، وقال عمرو ذي مر:
أحب من أحبه وأبغض من أبغضه وساق الحديث. رواه إسرائيل عن
إسحاق عن عمرو ذي مر (4).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي،
قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: حدثنا إسرائيل، قال: حدثنا

(1) في رواية: نفس محمد بيده.
(2) في نسخة: فوالله الذي لا إله غيره.
(3) مسند أحمد 5: 350، مشكل الآثار 4: 160، سنن البيهقي 6: 342
مجمع الزوائد 9: 128، وفيه: قال بريدة: فطأطأت رأسي فتكلمت فوقعت
في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله غضب غضبا لم أره
غضب مثله إلا يوم قريظة والنضير فنظر إلي فقال: يا بريدة أحب عليا فإنما يفعل
ما آمره به. فقمت وما من الناس أحد أحب إلي منه.
(4) الغدير 1: 172 - 173.
103

أبو إسحاق، عن عمرو ذي مر قال: شهدت عليا بالرحبة ينشد أصحاب
محمد: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم
ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من
عاداه، وأحب من أحبه، وابغض من أبغضه، وانصر من نصره (1).
حب علي يفرق بين المؤمن والكافر
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن
العلاء الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن
ثابت، عن زر بن حبيش (2)، عن علي كرم الله وجهه قال: والله
والذي خلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم: إنه
لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا أبو كريب محمد بن
العلاء الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عدي بن

(1) فضائل الخمسة 1: 366، وفيه سند الحديث وطرقه المختلفة المنصوص
على صحتها كما في 1: 349 - 384.
(2) أبو مريم الأسدي الكوفي مخضرم أدرك الجاهلية. تهذيب التهذيب 3: 321.
(3) الغدير: 183، تذكرة الخواص: 17، سنن النسائي 8: 117،
مطالب السؤل: 17، الفصول المهمة 124، فتح الباري 7: 57، الدرر الكامنة
4: 208، جامع الترمذي 2: 299، مسند أحمد 1: 84، تاريخ بغداد 2: 255
المصابيح 2: 199، الرياض النضرة 2: 214، الاستيعاب 3: 37، تيسير الوصول
3: 272، وقد أفرد شيخنا الحجة الأميني فصلا خاصا في الغدير حول هذا الحديث
ورجاله وأسانيده وأشبعه بالدرس والتحقيق.
104

ثابت بن واصل بن عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن واصل الكوفي (1)
قال: حدثنا وكيع، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن
حبيش، عن علي رضي الله عنه قال: عهد لي النبي صلى الله عليه وسلم
أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق (2).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: أخبرنا
الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن عدي، عن زر قال: قال علي:
إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك
إلا منافق (3).
المثل الذي ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعلي رضي الله عنه
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن
عبد الله بن المبارك المخزومي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: أخبرنا
أبو حفص الأبار (4)، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحرث بن الحصين

(1) في هذا السند اشتباه وتصحيف سيما في ذكر واصل بن عبد الأعلى الكوفي
فأن عدي بن ثابت لم يرو عنه، وإنما روى عن عبد الله بن يزيد والبراء بن عازب
وسليمان بن صرد وعبد الله بن أبي أوفى وزيد بن وهب وزيد بن حبيش وأبي حازم
الأشجعي ويزيد بن البراء بن عازب وأبي بردة بن أبي موسى وأبي راشد صاحب
عمار وسعيد بن جبير.
(2) الغدير 3: 185، المطالعات في مختلف المؤلفات 2: 507.
(3) الرياض النضرة 2: 214، فضائل الخمسة 2: 207 - 212.
(4) الحافظ عمر بن عبد الرحمان بن قيس الكوفي، تهذيب التهذيب 7: 473
تاريخ بغداد 11: 191، الكنى والأسماء 1: 151.
105

عن أبي صادق (1)، عن ربيعة بن ناجذ (2)، عن علي رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي فيك مثل من مثل
عيسى أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزل
الذي ليس به (3).
منزلة علي كرم الله وجهه وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود
البصري، قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن العلاء: سأل
رجل ابن عمر عن عثمان قال: كان من الذين تولوا يوم التقى الجمعان
فتاب الله عليه ثم أصاب ذنبا فقتله. فسأله عن علي رضي الله عنه
فقال: لا تسأل عنه ألا ترى منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا هلال بن العلاء عن
عرار (5) أنه قال: سألت عبد الله بن عمر قلت: ألا تحدثني عن علي
وعثمان؟ قال: أما علي فهذا بيته من بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولا أحدثك عنه بغيره، وأما عثمان: فإنه أذنب يوم أحد ذنبا عظيما

(1) أبو صادق الأزدي الكوفي، وفي اسمه اختلاف تهذيب التهذيب 12: 130.
(2) الأزدي الكوفي ويقال: إنه أخو أبو صادق الأزدي تهذيب
التهذيب 3: 263.
(3) المناقب لابن شهرآشوب 3: 260 نقلا عن مسند الموصلي
(4) فضائل الخمسة 1: 296، بأسانيد مختلفة رجالها ثقات وج 2: 155.
(5) لم أجد له ذكرا في كتب الرجال ولعله: العراء بن خالد بن هوذة العامري
يروي عنه أبو رجاء العطاردي.
106

عفى الله عنه، وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا أحمد بن سليمان
الرهاوي، قال: حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق
عن العلاء بن العرار قال: سألت عن ذلك ابن عمر وهو في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما في المسجد بيت غير بيته، وأما
عثمان فإنه أذنب ذنبا دون ذلك فقتلتموه (2).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل
قال: حدثني أبو موسى ومحمد بن موسى بن أعين، قال: حدثني أبي،
عن عطاء، عن سعيد قال ابن عبيد قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله
عن علي رضي الله عنه قال: لا أحدثك عنه، ولكن انظر إلى بيته من
بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإني أبغضه. قال: به
أبغضك الله (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني هلال بن العلاء بن
هلال، قال: حدثنا حسين (4)، قال: حدثنا زهير (5)، قال:

(1) كنز العمال 6: 159، 392 بطرق مختلفة وقال: أخرجه ابن أبي عاصم
وابن جرير وصححه الطبراني في الأوسط وابن شاهين.
(2) مجمع الزوائد 9: 115 وفيه: رواه الطبراني في الأوسط، ميزان الاعتدال
2: 194، وفيه روى بسنده عن أبي إسحاق سألت ابن عمر عن عثمان وعلي،
فقال: تسألني عن علي فقد رأيت مكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله الحديث.
(3) فضائل الخمسة 2: 206.
(4) الحسين بن عياش بن حازم السلمي الباجدائى الرقي مات 204، تهذيب
التهذيب 2: 362.
(5) زهير بن معاوية بن حديج بن الرحيل الجعفي، صحب أبا بكر وعمر وعثمان
وعليا وابن مسعود وشهد صفين مع علي، وقدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وآله
بليال قليلة لم تبلغ العشر. تهذيب التهذيب 3: 351، جمهرة أنساب العرب ص 410
مجمع الرجال 3: 65، جامع الرواة 1: 334.
107

حدثنا أبو إسحاق، قال: سأل أبو عبد الرحمان بن خالد بن قثم بن
العباس، من أين ورث علي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه كان
أولنا به لحوقا، وأشدنا به لزوقا (1). خالفه زيد بن جبلة في إسناده
فقال: عن خالد بن قثم.
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا هلال بن العلاء، قال:
حدثني أبي، قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن أبي إسحاق، عن خالد
ابن قثم أنه قيل له: كيف علي ورث رسول الله صلى الله عليه وسلم
دون جدك وهو عمه، قال: لأن عليا كان أولنا به لحوقا وأشدنا به
لزوقا (2).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني عبدة بن عبد الرحيم
المروزي، قال: أخبرنا عمر بن محمد، قال: أخبرنا يونس بن أبي إسحاق
عن العيزار بن حريث (3)، عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر
على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع صوت عائشة عاليا، وهي تقول:
لقد علمت (4) أن عليا أحب إليك مني (5) فأهوى لها ليلطمها، وقال لها:

(1) حلية الأولياء 1: 68، وج 4، 382.
(2) المستدرك 3: 125، كنز العمال 6: 400، وقال: أخرجه ابن أبي شيبة.
(3) العبدي الكوفي مات في ولاية خالد على العراق. تهذيب التهذيب 8: 203
تقريب التهذيب 2: 96، خلاصة تهذيب الكمال: 260، رجال الصحيحين 1: 408.
(4) في رواية: عرفت.
(5) في رواية: من أبي ومني مرتين أو ثلاثا.
108

يا بنت فلانة أراك ترفعين صوتك على رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأمسكه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج أبو بكر مغضبا، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عائشة كيف رأيت أهديك من الرجل. ثم استأذن
بعد ذلك وقد اصطلح رسول الله صلى الله عليه وسلم وعائشة، فقال:
أدخلاني في السلم كما أدخلتماني في الحرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: قد فعلتما (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني محمد بن آدم بن سليمان
المصيصي، قال: حدثنا ابن عيينة، عن أبيه، عن جميع وهو ابن عمر (2)
قال: دخلت مع أمي على عائشة وأنا غلام، فذكرت لها عليا رضي الله عنه
فقالت: ما رأيت رجلا أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه،
ولا امرأة أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا عمرو بن علي البصري،
قال: حدثني عبد العزيز بن الخطاب ووثقه (4)، قال: حدثني محمد بن
إسماعيل بن رجاء الزبيدي، عن أبي إسحاق الشيباني، عن جميع بن عمير
قال: دخلت مع أبي على عائشة يسألها من وراء الحجاب عن علي رضي الله عنه
فقالت: تسألني عن رجل ما أعلم أحدا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) مسند أحمد 4: 257، مجمع الزوائد 9: 126 وفيه: رواه البزار ورجاله
رجال الصحيح ورواه الطبراني.
(2) جميع بن عمير بن عفاق التيمي الكوفي. تهذيب التهذيب 2: 111،
الجرح والتعديل 1 ق 1: 532، ميزان الاعتدال 1: 421.
(3) المستدرك 3: 154، نظم درر السمطين: 102 وفيه: أن امرأة من
الأنصار قالت لعائشة (رض) الحديث.
(4) أبو الحسن عبد العزيز بن الخطاب الكوفي. تهذيب التهذيب 6: 335،
الجرح والتعديل 2 ق 2: 381، تقريب التهذيب 1: 508.
109

منه، ولا أحب إليه من امرأته (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال:
أخبرنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا شاذان، عن جعفر الأحمر، عن عبد الله
ابن عطاء عن ابن بريدة، قال: جاء رجل إلى أبي فسأله أي الناس كان
أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من النساء فاطمة، ومن
الرجال علي رضي الله عنه (2).
(أخبرنا) محمد بن مسلمة قال: حدثني عبد الرحيم، قال:
حدثني زيد، عن الحرث، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبد الله
ابن يحيى، سمع عليا رضي الله عنه يقول: كنت أدخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم
كل ليلة، فإن كان يصلي سبح فدخلت، وإن لم يكن يصلي أذن لي
فدخلت (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال:
محمد بن عيينة وأبو كامل، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد قال: حدثنا
عمار بن القعقاع بن الحرث العكي (4)، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن
عبد الله بن يحيى، قال: قال علي: كان لي ساعة من السحر أدخل فيها على

(1) فضائل الخمسة 2: 186 وفيه: تعني امرأة علي - ع - هذا حديث
صحيح الإسناد.
(2) صحيح الترمذي 2: 319، المستدرك 3: 155، الاستيعاب 2: 751،
الرياض النضرة 2: 161 بلفظ آخر عن عائشة.
(3) صحيح النسائي 1: 171.
(4) هذه العبارة مغلوطة والصحيح هكذا: حدثنا عمارة بن القعقاع عن
الحارث بن يزيد العكلي. تهذيب التهذيب 2: 163، وج 7: 423، رجال
الصحيحين 1: 95، و 396.
110

رسول الله صلى الله عليه وسلم فأن كان في صلاته سبح، وإن لم يكن في صلاته أذن لي (1).
الاختلاف على المغيرة في هذا لحديث
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني محمد بن قدامة المصيصي
قال: أخبرنا جرير عن المغيرة، عن الحرث، عن أبي زرعة بن عمرو
ابن جرير، قال حدثنا عبد الله بن يحيى عن علي رضي الله قال:
كان لي من رسول الله صلى الله عليه وسلم من السحر ساعة أدخل فيها
وإذا أتيته استأذنت فأن وجدته يصلي سبح، وإن وجدته فارغا أذن لي (2).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني محمد بن عبيد بن محمد
الكوفي، قال: حدثنا ابن عباس، عن المغيرة، عن الحرث العكي (3)
عن أبي يحيى قال: قال علي رضي الله عنه: كان لي من النبي صلى الله عليه وسلم
مدخلان: مدخل بالليل ومدخل بالنهار، إذا دخلت بالليل تنحنح لي،
خالفه شرحبيل بن مدرك في إسناده، ووافقه على قوله تنحنح (4).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا القاسم بن زكريا بن
دينار، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني شرحبيل يعني ابن مدرك
الجعفري (5)، قال: حدثني عبد الله بن بحر الحضرمي، عن أبيه

(1) صحيح النسائي 1: 171، مسند أحمد 1: 85 وفيه: عن عبد الله بن
نجي عن أبيه قال: قال علي: - الحديث -.
(2) فضائل الخمسة 1: 296.
(3) الصحيح: الحارث العكلي، كما مرت الإشارة إليه.
(4) راجع فصل - حديث منزلة علي (ع) عند النبي صلى الله عليه وآله وأسانيده وطرقه
المختلفة في - فضائل الخمسة 1: 296 - 317.
(5) شرحبيل بن مدرك الجعفي الكوفي. تهذيب التهذيب 4: 325، تنقيح
111

وكان صاحب مطهرة علي، قال علي رضي الله عنه: كانت لي منزلة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه
كل سحر فأقول: السلام عليك يا نبي الله، فأن تنحنح انصرفت إلى
أهلي، وإلا دخلت عليه (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا محمد بن بشار، قال:
حدثني أبو المساور (2)، قال: حدثنا عوف عن عبد الله بن عمرو بن
هند الجملي، عن علي رضي الله عنه قال: كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله
أعطيت، وإذا سكت ابتدأني (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا محمد بن المثنى، قال:
حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن
أبي البختري (4)، عن علي رضي الله عنه قال: كنت إذا سألت أعطيت
وإذا سكت ابتديت (5).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا يوسف بن سعيد
قال: أخبرنا حجاج بن خديج، قال: حدثنا أبو حرب، عن أبي الأسود

- المقال 2: 82، رجال الطوسي: 218، خلاصة تهذيب الكمال: 139، الجرح
والتعديل 2 ق 1: 340.
(1) صحيح النسائي 1: 171.
(2) الفضل بن مساور البصري ختن أبي عوانة. تهذيب التهذيب 8: 285،
خلاصة تهذيب الكمال 263، رجال الصحيحين 2: 411، تقريب التهذيب 2: 111.
(3) تهذيب التهذيب 5: 340، صحيح الترمذي 2: 299، بلفظ آخر
وفيه: إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني وإذا سكت ابتدأني.
(4) أبو البختري سعيد بن فيروز الطائي مرت الإشارة إليه
(5) حلية الأولياء 9: 227، فيض القدير 5: 150.
112

ورجل آخر عن زاذان (1)، قال: قال علي رضي الله عنه: كنت
والله إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت (2).
ما خص به أمير المؤمنين علي رضي الله عنه من صعوده
على منكبي النبي صلى الله عليه وسلم
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا أحمد بن حرب، قال:
حدثنا أسباط، عن نعيم بن حكيم المدائني، قال: أخبرنا أبو مريم (3)
قال: قال علي رضي الله عنه: انطلقت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى أتينا الكعبة، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على منكبي
فنهض به علي، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفي قال لي:
اجلس فجلست، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم وجلس لي، وقال لي:
اصعد على منكبي، فصعدت على منكبيه فنهض بي. فقال علي رضي الله عنه:
إنه يخيل إلي أني لو شئت لنلت أفق السماء، فصعدت على الكعبة وعليها
تمثال من صفر أو نحاس، فجعلت أعالجه لأزيله يمينا وشمالا وقداما ومن
بين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه، فقال نبي الله: اقذفه، فقذفت
به فكسرته كما يسكر القوارير، ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول الله صلى الله عليه وآله
نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد (4).

(1) أبو عبد الله ويقال: أبو عمر الكندي الضرير البزار. تهذيب التهذيب
3: 302، تاريخ بغداد 8: 487، تنقيح المقال 1: 436.
(2) صحيح الترمذي 2: 299، المستدرك 3: 125، كنز العمال 6: 394
الطبقات الكبرى 2 ق 2: 101، حلية الأولياء 1: 68، وج 4: 382.
(3) أبو مريم الثقفي المدائني ويسمى قيسا. تهذيب التهذيب 12: 222.
(4) المستدرك 2: 366، مسند أحمد 1: 84، كنز العمال 6: 407
الرياض النضرة 2: 200، تاريخ بغداد 13: 302 وفيه: عن نعيم بن حكيم
المدائني قال: حدثني أبو مريم عن علي بن أبي طالب قال: الحديث. صفوة
الصفوة 1: 119، ذخائر العقبى: 85.
113

ما خص به علي رضي الله عنه دون الأولين والآخرين من فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبضعة منه وسيدة منه
وسيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا جرير بن حريث، قال:
أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد، عن عبد الله بن يزيد
عن أبيه قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله:
إنها صغيرة. فخطبها علي رضي الله عنه فزوجها منه (1).
(أخبرنا) أبو سعيد إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا حاتم بن
وردان، قال: حدثنا أيوب السجستاني، عن أبي يزيد المدني، عن أسماء
بنت عميس قالت: كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فلما أصبحنا جاء النبي صلى الله عليه وآله فضرب الباب، ففتحت له أم أيمن يقال:
كانت في نسائه لتبعثه (2) وسمعن النساء صوت النبي صلى الله عليه وسلم
فتحسسن قال: أحسنت فجلسنا في ناحية، قالت: وأنا في ناحية فجاء
علي رضي الله عنه، فدعا له ثم نضح عليه من الماء، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله
فرأى سوادا فقال: من هذا؟ قلت: أسماء، قال: ابنة عميس؟ قلت:
نعم، قال. كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله تكرمينها؟ قلت:

(1) المناقب لابن شهرآشوب 3: 345، تذكرة الخواص: 306
(2) في الحديث هكذا: فقال: يا أم أيمن ادع لي أخي، فقالت: هو أخوك
وتنكحه؟ قال: نعم يا أم أيمن، فجاء علي ع فنضح النبي ص الحديث.
114

نعم، قالت: فدعا لي (1). خالفه سعيد بن أبي عروبة فرواه عن أيوب
عن عكرمة عن ابن عباس.
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني زكريا بن يحيى، قال:
حدثنا محمد ابن صدران، قال: حدثنا سهيل بن خلاد العبدي، قال:
حدثنا ابن سواد عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب السجستاني، عن
عكرمة، عن ابن عباس قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاطمة رضي الله عنها من علي رضي الله عنه كان فيما أهدى معها سرير
مشروط ووسادة من أديم حشوها ليف وقربة، قال: وجاء ببطحاء من
الرمل فبسطوه في البيت، وقال لعلي: إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك.
فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدق الباب، فخرجت إليه أم أيمن
فقال: أثم أخي؟ قالت: وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟
قال: إنه أخي، ثم أقبل على الباب ورأى سوادا فقال: من هذا؟
قالت: أسماء بنت عميس، فأقبل عليها فقال لها: جئت تكرمين ابنة
رسول الله؟ وكان اليهود يوجدون من امرأته إذا دخل بها، قال:
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر من ماء فتفل فيه، ثم دعا
عليا رضي الله عنه فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره وذراعيه، ثم
دعا فاطمة فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) في رواية بعد هذه الجملة: فدعا بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على علي، ثم
قال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. المستدرك 3: 159،
الطبقات الكبرى 8: 12، ذخائر العقبى: 33، أسد الغابة 5: 521، الصواعق
المحرقة: 140، المناقب لابن شهرآشوب 3: 355، نظم درر السمطين: 184
وفيه: وقد ذكرنا في كتابنا دلايل النبوة ومغازي رسول الله صلى الله عليه وآله بعد قصة
بدر عن محمد بن إسحاق بن بشار عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن علي.
115

ففعل بها مثل ذلك ثم قال لها: يا ابنتي ما أردت أن أزوجك إلا خير
أهلي، ثم قام وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا عمار بن بكار بن
راشد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن
أبي نجيح، عن أبيه، عن معاوية ذكر علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فقال سعد بن أبي وقاص: والله لئن يكون لي واحدة من خلال ثلاث
أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لأن يكون قال
لي: ما قال له حين رده من تبوك: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أحب إلي من أن يكون لي
ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون قال لي: ما قاله له يوم خيبر:
لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه ليس بفرار،
أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، ولأن يكون
لي ابنته ولي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت
عليه الشمس (2).
الأخبار المأثورة بأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران
(أخبرنا) محمد بن بشار، قال: أخبرنا عبد الوهاب، قال:

(1) الطبقات الكبرى 8: 14 - 15، مجمع الزوائد 9: 209، المستدرك
3: 159، كفاية الطالب: 170، ذخائر العقبى: 27 قال: أخرجه أبو حاتم وأحمد
في المناقب.
(2) الغدير 3: 200، مروج الذهب 2: 61، صحيح الترمذي 2: 300،
مسند أحمد 1: 185، فضائل الخمسة 1: 301.
116

أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة قالت: مرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت فاطمة رضي الله عنها فكبت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم فسارها فبكت، ثم أكبت فسارها
فضحكت، فلما توفي النبي صلى الله عليه وآله سألتها فقالت: لما أكببت عليه أخبرني
أنه ميت من وجعه ذلك فبكيت، ثم أكببت عليه فأخبرني أني أسرع
أهل بيته به لحوقا، وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران
فرفعت رأسي فضحكت (1).
(أخبرنا) هلال بن بشير، قال: حدثنا محمد بن خلف، قال:
قال لي موسى بن يعقوب، قال: حدثني هاشم بن هاشم، عن عبد الله
ابن وهب، أن أم سلمة أخبرته بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا
فاطمة رضي الله عنها فناجاها فبكت، ثم حدثها فضحكت، قالت أم سلمة:
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن بكائها وضحكها،
فقالت: أخبرني، أني سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم ابنة عمران
فضحكت (2).
(أخبرنا) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه، قال: أخبرنا
جرير، عن يزيد بن زياد، عن عبد الرحمان بن أبي نعيم، عن أبي سعيد
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت

(1) مسند أحمد 6: 282 باختلاف يسير في اللفظ، طبقات ابن سعد 2: 40
أسد الغابة 5: 522، الاستيعاب 2: 750.
(2) ذخائر العقبى: 44، مشكل الآثار 1: 50، حلية الأولياء 2: 40،
صحيح مسلم 7: 142، 143، بلفظ آخر.
117

عمران (1).
الأخبار المأثورة بأن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيدة النساء من هذه الأمة
(أخبرنا) محمد بن منصور الطوسي، قال: حدثنا الزهيري محمد
ابن عبد الله، قال: أخبرني أبو جعفر واسمه محمد بن مروان، قال:
حدثني أبو حازم، عن أبي هريرة قال: أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
صبور النهار، فلما كان العشي قال له قائلنا: يا رسول الله، قد شق
علينا لم نرك اليوم؟ قال: إن ملكا من السماء لم يكن زارني فاستأذن
الله في زيارتي، فأخبرني وبشرني أن فاطمة بنتي سيدة نساء أمتي، وأن
حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة (2).
(أخبرنا) أحمد بن سليمان، قال: أخبرنا الفضل بن زكريا.
قال: أخبرنا زكريا، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة
قالت: أقبلت فاطمة رضي الله عنها تمشي كأن مشيتها (3) مشية
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (4) مرحبا بابنتي، ثم أجلسها

(1) صحيح الترمذي 2: 306، المستدرك 3: 151، مسند أحمد 5: 391
حلية الأولياء 4: 190، أسد الغابة 5: 574، كنز العمال 6: 217، ابن
عساكر 7: 102 عن حذيفة.
(2) كنز العمال 6: 221، قال: أخرجه الطبراني وابن النجار عن أبي هريرة،
المستدرك 3: 151، حلية الأولياء 4: 190، ابن عساكر 7: 102 وقال:
أخرجه حذيفة.
(3) في رواية: تمشي ما تخطى مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله.
(4) في رواية: فقال النبي صلى الله عليه وآله.
118

عن يمينه أو عن شماله، ثم أسر إليها حديثا فبكت، ثم إنه أسر إليها
حديثا فضحكت، فقلت لها: ما رأيت مثل اليوم فرحا أقرب من حزن،
وسألتها عما قال؟ فقالت: ما كنت لأفشي على سر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حتى قبض، فسألتها فقالت: إنه أسر إلي فقال: إن جبريل كان
يعارضني بالقرآن في كل سنة مرة، وأنه عارضني به العام مرتين وما أراني
إلا قد حضر أجلي وأنك أول أهل بيتي لحوقا ونعم السلف أنا لك،
قالت: فبكيت لذلك ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه
الأمة أو نساء المؤمنين؟ قالت: فضحكت (1).
(أخبرنا) محمد بن معمر البحراني، قال: حدثنا، أبو داود،
حدثنا أبو عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق قال: أخبرتني
عائشة قالت: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعا (2) لم تغادر
منا واحدة، فجاءت فاطمة تمشي ولا والله أن تخطى مشيتها من مشية
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهت إليه فقال: مرحبا بابنتي،
فأقعدها عن يمينه أو يساره، ثم سارها بشئ فبكت بكاء شديدا، ثم
سارها بشئ فضحكت، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت
لها: أخصك رسول الله صلى الله عليه وآله من بيننا بالسراء وأنت تبكين، أخبريني
ما قال لك؟ قالت: ما كنت لأفشي رسول الله صلى الله عليه وسلم
سره، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لها: أسألك بالذي عليك من
الحق ما سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: أما الآن

(1) مسند أحمد 6: 282، طبقات ابن سعد 2: 40، وفيه: نساء العالمين،
أسد الغابة 5: 522 وفيه: سيدة نساء العالمين، حلية الأولياء 2: 39 وفيه طرق
أخرى عديدة لهذا الحديث، مشكل الآثار 1: 48 بطريقين.
(2) في رواية: إنا كنا أزواج النبي صلى الله عليه وآله عنده جميعا.
119

فنعم، سارني المرة الأولى فقال: إن جبريل عليه السلام كان يعارضني
بالقرآن في كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين، ولا أدري الأجل
إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري، ثم قال لي: يا فاطمة أما ترضين أنك
تكوني سيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء العالمين فضحكت (1).
الأخبار المأثورة بأن فاطمة رضي الله عنها بضعة من
رسول الله صلى الله عليه وسلم
(أخبرنا) محمد بن شعيب، قال: أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا
الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: إن بني هاشم بن
المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن
إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي
بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها، ومن آذى رسول الله فقد
حبط علمه (2).
اختلاف الناقلين
(أخبرنا) أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يحيى بن آدم، قال:
حدثنا بشر بن السري، قال: حدثنا ليث بن سعيد، قال: سمعت

(1) حلية الأولياء 2: 39 وفيه: سيدة نساء العالمين أو نساء هذه الأمة ثم
ذكر طرقا أخرى لهذا الحديث، مشكل الآثار 1: 48، فضائل الخمسة 3: 138
نظم درر السمطين ص 178، الاستيعاب 2: 750، ذخائر العقبى: 39، النور
الجلي ص 112، المناقب لابن شهرآشوب 3: 322، 323 وفيه: ويعتمد على
أنها (ع) أفضل نساء العالمين بإجماع الإمامية.
(2) المستدرك 3: 159 وفيه: قال علي: لا آتي شيئا تكرهه.
120

ابن أبي مليكة (1) يقول: سمعت المسور بن مخرمة يقول: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يقول وهو على المنبر، إن بني هاشم
ابن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليا وإني لا آذن إلا أن
يريد ابن أبي طالب أن يفارق ابنتي وأن ينكح ابنتهم، ثم قال: إن
فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها، وما كان لابن
أبي طالب أن يجمع بين بنت عدو الله وبين بنت نبي الله (2).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: حدثنا الحرث بن مسكين قرأته
عليه وأنا أسمع، عن سفيان عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن
المسور بن مخرمة: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن فاطمة بضعة مني
من أغضبها أغضبني (3).
(أخبرنا) محمد بن خالد، قال: حدثنا بشر بن شعيب، عن أبيه
عن الزهري قال: أخبرني علي بن الحسين خبر أن المسور بن مخرمة أخبره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن فاطمة لمضغة أو بضعة مني (4).

(1) أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة زهير بن عبد الله بن جدعان
ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة المكي. تهذيب التهذيب 5: 306،
خلاصة تهذيب الكمال: 174، رجال الصحيحين 1: 255.
(2) مسند أحمد 4: 328، حلية الأولياء 2: 40، تذكرة خواص الأمة:
175، الإصابة 4: 378، الصواعق: 105، الغدير 3: 180 - 181.
(3) صحيح البخاري كتاب بدء الخلق، كنز العمال 6: 220، فيض
القدير 4: 421 وفيه: استدل به السهيلي على أن من سبها كفر لأنه يغضبها
وأنها أفضل من الشيخين، الغدير 7: 231 - 236 وفيه تجد رواته
وتصحيح سنده.
(4) المستدرك 3: 154، نور الأبصار: 44، مصابيح السنة 2: 278
وهناك ألفاظ أخرى، وفي حلية الأولياء 2: 40: إنما فاطمة شجنة مني يبسطني
ما يبسطها ويقبضني ما يقبضها.
121

(أخبرنا) عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد، قال: أخبرنا
أبي، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن طلحة، أنه حدثه أن
ابن شهاب (1) حدثه أن علي بن الحسين حدثه أن المسور بن مخرمة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره هذا وأنا يومئذ
محتلم (2) فقال: إن فاطمة بضعة مني (3).
ما خص به علي كرم الله وجهه من الحسن والحسين ابني رسول الله صلى الله عليه وسلم
وريحانتيه من الدنيا وسيدي شباب أهل الجنة إلا عيسى بن
مريم، ويحيى بن زكريا عليهم السلام
(أخبرنا) أحمد بن بكار الحراني، قال: أخبرنا محمد سلمة، عن
ابن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن أسامة بن
زيد، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنت
فختني وأبو ولدي، أنت مني وأنا منك (4).

(1) محمد بن مسلم بن عبد الله بن عبيد الله بن مهاجر بن الحارث بن
زهرة الزهري.
(2) محتلم: يعني أنه قد بلغ الحلم.
(3) فضائل الخمسة 3: 154.
(4) صحيح الترمذي 2: 299 بسند عن البراء بن عازب، وله طرق أخرى
كما في فضائل الخمسة 1: 337 - 344.
122

قول النبي صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين ابناي
(أخبرنا) القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا خالد بن مخلد
قال: حدثنا موسى وهو ابن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر
ابن زيد بن المهاجر قال: أخبرني مسلم بن أبي سهل النبال، (قال):
أخبرني الحسن بن أسامة بن زيد بن حارثة، قال: أخبرني أسامة
ابن زيد قال: طرقت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة لبعض
الحاجة فخرج وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو، فلما فرغت من
حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشفه فإذا هو الحسن
والحسين على وركيه، فقال: هذان ابناي وابنا بنتي، اللهم إنك تعلم
أني أحبهما فأحبهما (1).
الأخبار المأثورة في أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة
(أخبرنا) عمرو بن منصور، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا
يزيد بن مردانبة (2)، عن عبد الرحمان بن أبي نعم، عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة (3).

(1) صحيح الترمذي 2: 240، كنز العمال 6: 220، ولهذا الحديث
طرق مختلفة وأسانيد صحيحة تجدها في مسند أحمد 2: 288، تاريخ بغداد
1: 141، كنوز الحقايق: 134، مجمع الزوايد 9: 180، كفاية الطالب: 200
ذخائر العقبى: 123.
(2) يزيد بن مردانبة القرشي الإصبهاني الكوفي. تهذيب التهذيب 11: 359
خلاصة تهذيب الكمال: 373، تقريب التهذيب 2: 370.
(3) صحيح الترمذي 2: 306، حلية الأولياء 5: 71 وذكر له طرقا عديدة
تاريخ بغداد 9: 231، مسند أحمد 3: 3 و 62 و 82.
123

(أخبرنا) أحمد بن حرب، قال: ابن فضيل، عن يزيد عن
عبد الرحمان بن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة ما استثنى من ذلك (1).
(أخبرنا) يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن آدم، عن مروان، عن
الحكم بن عبد الرحمان وهو ابن أبي نعم، عن أبيه، عن أبي سعيد
الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى بن مريم، ويحيى بن
زكريا (2).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين ريحانتي
من هذه الأمة
(أخبرنا) محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: أخبرنا خالد،
قال: لي أشعث عن الحسن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال يعني أنس بن مالك قال: دخلت أو ربما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحسن والحسين ينقلبان على بطنه ويقول: ريحانتي من هذه الأمة (3).
(أخبرنا) إبراهيم بن يعقوب الجرجاني، قال: لي وهب بن
جرير أن أباه حدثه قال: سمعت محمد بن عبد الله أبي يعقوب، عن ابن
أبي نعم قال: كنت عند ابن عمر فأتاه رجل فسأله عن دم البعوض

(1) فضائل الخمسة 3: 212.
(2) المستدرك 3: 167، وله طرقا عديدة جميعها في فضائل الخمسة
3: 212 - 218.
(3) كنز العمال 6 220، حلية الأولياء 3: 201 بطرق أخرى.
124

يكون في ثوبه ويصلي فيه، فقال ابن عمر: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق
فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه وفي
أخيه: هما ريحانتي من الدنيا (1).
قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: أنت
أعز من فاطمة وفاطمة أحب إلى منك
(أخبرني) زكريا بن يحيى بن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان،
عن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل قال: سمعت عليا رضي الله عنه
على المنبر بالكوفة يقول: خطب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاطمة عليها السلام فزوجني، فقلت: يا رسول الله، أنا أحب إليك أم
هي؟ قال: هي أحب إلي منك وأنت أعز علي منها (2).
قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهه:
ما سألت لنفسي شيئا إلا وقد سألت لك
(حدثنا) عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى قال لي: علي بن
ثابت، قال: أخبرنا منصور بن الأسود، عن يزيد بن أبي زياد، عن

(1) صحيح الترمذي 2: 306، مسند أحمد 2: 85، 93، 114، 153
بطرق مختلفة، مسند أبو داود 8: 160، حلية الأولياء 5: 70، صحيح البخاري
في كتاب الأدب، ذخائر العقبى: 124.
(2) أسد الغابة 5: 522، كنز العمال 6: 393، ذخائر العقبى: 29
باختلاف يسير في اللفظ، المستدرك 3: 155 وفيه: هذا حديث صحيح الإسناد،
المناقب لابن شهرآشوب 3: 331.
125

سليمان بن عبد الله بن الحرث، عن جده، عن علي رضي الله عنه قال:
مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخل علي وأنا مضطجع
فاتكأ إلى جنبي، ثم سجاني بثوبه، فلما رآني قد برأت قام إلى المسجد
يصلي، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب وقال: قم يا علي، فقمت وقد
برأت كأنما لم أشك شيئا قبل ذلك، فقال: ما سألت ربي شيئا في صلاتي
إلا أعطاني، وما سألت شيئا إلا سألت لك (1).
خالفه جعفر الأحمر فقال: عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن
الحرث، عن علي رضي الله عنه.
(أخبرنا) القاسم بن زكريا بن دينار، قال: لي علي رضي الله عنه
قال: وجعت وجعا فأتيت فأقامني في مكانه وقام يصلي وألقى علي طرف
ثوبه، ثم قال: قم يا علي قد برئت لا بأس عليك، وما دعوت لنفسي
بشئ إلا دعوت لك بمثله، وما دعوت بشئ إلا استجيب لي أو قال:
قد أعطيت إلا أنه قيل لي لا نبي بعدي (2).
ما خص به رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا كرم الله وجهه
(أخبرنا) أحمد بن حرب، عن قاسم وهو ابن يزيد، قال: لي أبو سفيان
عن أبي إسحاق، عن ناصية بن كعب الأسدي (3)، عن علي رضي الله عنه

(1) الرياض النضرة 2: 213، كنز العمال 6: 402.
(2) مجمع الزوائد 9: 110 وفيه: ولا سألت الله عز وجل شيئا إلا أعطانيه
غير أنه قيل لي لا نبي بعدك.
(3) الصحيح: ناجية بن كعب الأسدي ابن خفاف العنزي الكوفي.
تهذيب التهذيب 10: 399، تقريب التهذيب 2: 294، أسد الغابة 5: 6،
تجريد أسماء الصحابة 2: 109.
126

إنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: إن عمك الشيخ الضال
قد مات فمن يواريه؟ قال: اذهب فوار أباك ولا تحدثن حدثا
حتى تأتيني. فواريته ثم أتيته فأمرني أن أغتسل ودعا لي بدعوات
ما يسرني ما على الأرض بشئ منهن (1).
(أخبرنا) محمد بن المثنى، عن أبي داود، قال لي شعبة، قال:
أخبرني فضيل أبو معاذ، عن الشعبي، عن علي رضي الله عنه قال:
لما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: كلمة ما أحب أن لي
بها الدنيا (2).
ما خص به علي كرم الله وجهه من صرف أذى
الحر والبرد عنه
(أخبرنا) محمد بن يحيى بن أيوب بن إبراهيم، قال: حدثنا
محمد بن يحيى، وهو حدثني عن إبراهيم الصائغ، عن أبي إسحاق الهمداني

(1، 2) المحلى 5: 117، فتح القدير 1: 467، شرح كنز الدقائق 1: 68
الهداية 1: 65. وقد مرت الإشارة في المقدمة ص 35 - 39 أن في الحديث سقط
وتصحيف وذكرنا صحيحه وأنه هكذا: حدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله
ابن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه قال: لما أخبرت
رسول الله صلى الله عليه وآله بموت أبي طالب بكى ثم قال لي: اذهب فاغسله وكفنه وواره
قال ففعلت ثم أتيته فقال لي: اذهب فاغتسل، قال: وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله
يستغفر له أياما ولا يخرج من بيته.
وفي رواية أخرى: قال: اذهب فوار أباك ثم لا تحدث شيئا حتى تأتيني
فذهبت فواريته وجئته فأمرني فاغتسلت ودعا لي. راجع المقدمة فصل وقفة
مع النسائي ص 35 - 39.
127

عن عبد الرحمان بن أبي ليلى: أن عليا رضي الله عنه خرج علينا في حر
شديد وعليه ثياب الشتاء، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف،
ثم دعا بماء فشرب ثم مسح العرق عن جبينه، فلما رجع إلى بيته قال:
يا أبتاه رأيت ما صنع أمير المؤمنين رضي الله عنه خرج علينا في الشتاء
وعليه ثياب الصيف، وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء
فقال أبو ليلى: ما فطنت، وأخذ بيد ابنه عبد الرحمان فأتى عليا (رض)
فقال له الذي صنع، فقال علي رضي الله عنه: إن النبي صلى الله عليه وسلم
كان بعث إلي وأنا أرمد شديد الرمد فبزق في عيني ثم قال: افتح
عينيك ففتحتهما فما اشتكيتهما حتى الساعة، ودعا لي فقال: اللهم أذهب
عنه الحر والبرد، فما وجدت حرا وبردا حتى يومي هذا (1).
النجوى وما خفف علي كرم الله وجهه عن هذه الأمة
(أخبرني) محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا قاسم الحرمى
عن سفيان، عن عثمان وهو ابن المغيرة، عن سالم، عن علي بن علقمة
عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) (2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
مرهم أن يتصدقوا، قال: بكم يا رسول الله؟ قال: بدينار، قال:
لا يطيقون، قال: فبنصف دينار، قال: لا يطيقون، قال: فبكم؟
قال: بشعيرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لزهيد.

(1) مجمع الزوائد 9: 122 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن،
كنوز الحقايق: 25، الرياض النضرة 2: 189، فيه: قال علي: ما رمدت عيناي
منذ مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهي.
(2) سورة المجادلة: 12.
128

فأنزل الله: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية (1)
وكان علي رضي الله عنه يقول: خفف بي عن هذه الأمة (2).
ذكر أشقى الناس
(أخبرنا) محمد بن وهب بن عبد الله بن سماك، قال: حدثنا محمد
ابن سلمة قال: حدثنا ابن إسحاق، عن يزيد بن محمد بن خثيم، عن
محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم، عن عمار بن ياسر قال:
كنت أنا وعلي بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع (3)
فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بها شهرا فصالح فيها
بني مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم، فقال لي علي رضي الله عنه:
هل لك يا أبا اليقظان أن نأتي هؤلاء نفر من بني مدلج يعملون في عين
لهم فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم
ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في ظل صور من
النخل، فنمنا. فوالله ما أهبنا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحركنا
برجله، وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا عليها فيومئذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله
لعلي رضي الله عنه: ما لك يا أبا تراب لما يرى عليه من التراب، ثم
قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال:
أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه ووضع يده على

(1) سورة المجادلة: 13.
(2) صحيح الترمذي 2: 227، تفسير الطبري 28: 15، كنز العمال
1: 268، ذخائر العقبى: 109 وقال: أخرجه أبو حاتم، أسباب النزول: 308،
الرياض النضرة 2: 200.
(3) غزوة العشيرة هي الغزوة الثانية من غزواته صلى الله عليه وآله، سيرة ابن هشام 2: 248.
129

قرنه حتى يبل منها هذه وأخذ بلحيته (1).
آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم
(قال): أخبرنا أبو الحسن علي بن حجر المروزي، قال: حدثنا
جرير، عن المغيرة، عن أم المؤمنين أم سلمة: إن أقرب الناس عهدا
برسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه (2).
(أخبرني) محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير عن مغيرة، عن
أم موسى قالت: قالت أم سلمة: والذي تحلف به أم سلمة، إن
أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه،
قالت: لما كان غدوة قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه
رسول الله صلى الله عليه وآله قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة فجعل يقول: جاء
علي؟ ثلاث مرات، فجاء قبل طلوع الشمس، فلما أن جاء عرفنا أن له
إليه حاجة، فخرجنا من البيت وكنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
يومئذ في بيت عائشة وكنت في آخر من خرج من البيت، ثم جلست
من وراء الباب فكنت أدناهم إلى الباب، فأكب عليه علي رضي الله عنه

(1) المناقب لابن شهرآشوب 3: 309، مسند أحمد 4: 262، الرياض
النضرة 2: 223، مجمع الزوائد 9: 137، كنز العمال 6: 399، وهناك في كتب
الحديث والفضائل أخبار كثيرة في أخبار النبي صلى الله عليه وآله عن قتل علي (ع)، المستدرك
3: 140، مشكل الآثار 1: 351، تاريخ الطبري 2: 123، وأخرجه البغوي
والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم وابن عساكر وابن النجار، سيرة ابن
هشام 2: 249.
(2) المستدرك 3: 138.
130

فكان آخر الناس به عهدا يساره ويناجيه (1).
قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه تقاتل
على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله
(حدثنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم
ومحمد بن قدامة واللفظ له، وعن حرب، عن الأعمش، عن إسماعيل
ابن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننظر
رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله فرمى
به إلى علي رضي الله عنه فقال: إن منكم رجلا يقاتل الناس على تأويل
القرآن كما قاتلت على تنزيله. قال أبو بكر: أنا؟ قال: لا، قال
عمر: أنا؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل (2).
الترغيب في نصرة علي رضي الله عنه
(أخبرنا) يوسف بن عيسى، قال: أخبرنا الفضيل بن موسى

(1) الإصابة 8: 183، مسند أحمد 6: 300، ورواه غير واحد من أئمة
الحديث، مستدرك الصحيحين 3: 138 وفيه: روى بسنده عن أبي موسى عن
أم سلمة الحديث.
وفي الإصابة 8: 183 جاء الحديث بلفظ آخر وذلك في ترجمة ليلى الغفارية
التي خرجت مع النبي صلى الله عليه وآله فكانت تداوي الجرحى والمرضى.
(2) المستدرك 3: 122 وفيه: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.
وقد جاء الحديث في كافة المصادر النبوية منها: مسند أحمد 3: 33، حلية الأولياء
1: 67، أسد الغابة 3: 282، الإصابة 1: 22، الاستيعاب 2: 423، كنز
العمال 6: 155، مجمع الزوائد 5: 186.
131

قال: حدثنا الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، قال:
قال علي رضي الله عنه في الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم غدير خم يقول: الله وليي وأنا ولي المؤمنين، ومن كنت وليه فهذا
وليه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، فقال سعيد:
إلى جنبي ستة، وقال حارثة بن نصر: قام ستة، وقال زيد بن يثيغ:
قام عندي ستة، وقال عمرو ذو مر: أحب من أحبه وابغض من أبغضه (1).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: عمار تقتله الفئة الباغية
(قال): أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان والزهري، قال:
به حدثنا غندر، عن شعبة قال: سمعت خالدا يحدث الحديث عن
سعيد بن أبي الحسن، عن أمه، عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله
قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية، خالفه أبو داود قال: حدثنا شعبه
قال: أخبرنا أيوب وخالد عن الحسن عن أبيه عن أم سلمة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية (2).
وقد رواه ابن عون، عن الحسن قال: أخبرنا حميد بن مسعدة
وعن يزيد وهو ابن زريع (3) قال: أخبرنا أبو عون، عن الحسن

(1) مرت الإشارة إلى مصادر الحديث.
(2) المستدرك 2: 148، المطالعات في مختلف المؤلفات 2: 193 - 210
وفيه سلسلة الرواة من الصحابة لهذا الحديث مع مصادرها وصورها المختلفة،
الغدير 9: 20 - 23.
(3) الحافظ أبو معاوية يزيد بن زريع التميمي البصري المتوفى 183.
تهذيب التهذيب 11: 325 تذكرة الحفاظ 1: 256، رجال الصحيحين 2: 573
شذرات الذهب 1: 298.
132

عن أبيه، عن أم سلمة قالت: لما كان يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن
وقد اغبر شعر صدره قالت: فوالله ما نسيت وهو يقول: اللهم إن
الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة، قالت وجاء عمار فقال: ابن
سمية تقتله الفئة الباغية (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى،
قال: حدثنا خالد بن عنز، عن الحسن، قال: قالت أم المؤمنين أم سلمة:
بمكة تأليف يوم الخندق، وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعره وهو
يقول: اللهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة، وجاء عمار
ابن سمية قال: تقتلك الفئة الباغية (2).
(قال): أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا النضر بن شميل
عن شعبة: عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري
قال: حدثنا من هو خير مني أبو قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لعمار: يوشك يا ابن سمية ومسح الغبار عن رأسه، وقال: تقتلك
الفئة الباغية (3).
(قال): حدثنا أحمد بن سليمان، قال: حدثنا يزيد، قال:
أخبرنا العوام، عن الأسود بن مسعود، عن حنظلة بن خويلد، قال:
كنت (4) عند معاوية فأتاه رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل

(1) المسند لأحمد بن حنبل 6: 289، مسند أبو داود 3: 90 وفيه: قال
النبي صلى الله عليه وآله: ويحك يا ابن سمية تقتلك الفئة الباغية.
(2) حلية الأولياء 4: 172، تاريخ بغداد 13: 186.
(3) كنز العمال 7: 72 وفيه: فجعل يمسح التراب عن رأس عمار ومنكبه
ويقول: الحديث.
(4) في رواية: بينما أنا عند معاوية.
133

واحد منهما: أنا قتلته، فقال عبد الله بن عمرو: ليطب أحدكما نفسا
لصاحبه فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة
الباغية (1).
خالفه شعبة فقال: عن العوام عن رجل عن حنظلة بن سويد.
(قال): أخبرنا محمد بن المثنى، قال: أخبرنا شعبة، عن العوام
ابن حوشب، عن رجل من بني شيبان، عن حنظلة بن سويد، قال:
جيئ برأس عمار رضي الله عنه فقال عبد الله بن عمرو: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتلك الفئة الباغية (2).
(قال) أحمد بن شعيب: قال: أخبرني محمد بن قدامة، قال:
حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عبد الله بن عمرو قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتلك الفئة الباغية، خالفه أبو معاوية
فرواه عن الأعمش (3).
(قال): أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: (حدثنا) أبو معاوية
قال: حدثنا الأعمش، عن عبد الرحمان بن أبي زياد، أخبرنا أحمد بن
شعيب، قال: أخبرنا عمرو بن منصور الشيباني، أخبرنا سفيان، عن
الأعمش، عن عبد الرحمان ابن أبي زياد، عن عبد الله بن الحرث قال:
إني لأساير عبد الله بن عمرو بن العاص ومعاوية فقال عبد الله بن عمرو:

(1) مسند أحمد 2: 164 وفيه: بعد تمام الحديث هكذا: قال معاوية:
فما بالك معنا؟ قال: إن أبي شكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: أطع أباك ما دام
حيا ولا تعصه، فأنا معكم ولست أقاتل.
(2) تاريخ بغداد 7: 414.
(3) كنز العمال 7: 72، الإصابة 1 ق 4: 125، أسد الغابة 2: 217،
الرياض النضرة 1: 14.
134

يا معاوية ألا تسمع ما يقولون تقتله الفئة الباغية؟ فقال: لا تزال
داحضا في قولك أنحن قتلناه وإنما قتله من جاء به إلينا (1).
قول النبي صلى الله عليه وسلم: تمرق مارقة من الناس
يلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق
(أخبرنا) محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الأعلى، قال:
حدثنا داود، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: تمرق مارقة من الناس يلي قتلهم أولى الطائفتين بالحق (2).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال:
حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي سعيد الخدري: أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: تمرق مارقة من الناس يلي قتلهم أولى
الطائفتين (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا قتيبة بن سعيد قال:

(1) الإمامة والسياسة 2: 106، نور الأبصار: 89، مجمع الزوائد 9: 296،
حلية الأولياء 4: 20، ميزان الاعتدال 3: 311، واسم أم عمار سمية بنت مسلم
ابن لخم الخياط، أعلام النساء 2: 261، أسد الغابة 5: 481، الدر المنثور: 252
تاريخ اليعقوبي 2: 164 وفيه: ولما قتل عمار بن ياسر واشتدت الحرب في تلك
العشية ونادى الناس: قتل صاحب رسول الله وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تقتل
عمار الفئة الباغية.
(2) مسند أبو داود: 29، مسند أحمد 3: 26، 32، 45، 48، 70،
82، 95.
(3) مسند أحمد 3: 56، تفسير الطبري 10: 109، البداية والنهاية 7: 278
وفيه: وهذا الحديث له طرق متعددة وألفاظ كثيرة.
135

حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تكون من أمتي فرقتين فيخرج
من بينهما مارقة يلي قتلهما أولاهما بالحق (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال:
حدثنا يحيى، قال: حدثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفترق أمتي فرقتين تمرق مارقة تقتلهم
أولى الطائفتين بالحق (2).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا سليمان بن عبد الله بن
عمرو، قال: حدثنا بهز، عن القاسم وهو ابن الفضل، قال: حدثنا
أبو نضرة، عن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
تمرق مارقة عند فرقة من الناس تقتلهما أولى الطائفتين بالحق (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن عبد الأعلى،
قال: حدثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، قال: حدثنا أبو نضرة، عن
أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه ذكر أناسا في أنه يخرجون
في فرقة من الناس سيماهم التحليق، يمرقون من الدين كما يمرق السهم
من الرمية، هم شر الخلق أو هم أشر الخلق، يقتلهم أولى الطائفتين إلى
الحق (قال: وقال كلمة أخرى قلت: ديني دينه ما في) فقال: وأنتم
قتلتموهم يا أهل العراق (4).

(1) ميزان الاعتدال 2: 263.
(2 - 3) المستدرك 2: 145، سنن البيهقي 8: 170، فضائل الخمسة 2: 403
البداية والنهاية 7: 278.
(4) المستدرك 2: 147، البداية والنهاية 7: 278، مجمع الزوائد 6: 239.
والجملة الواقعة بين القوسين لم تكن في الروايات ولست أدري من أين دخلت في الحديث.
136

(أخبرنا) عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا
محاضر بن المورع، قال: حدثنا الأجلح (1)، عن حبيب انه سمع
الضحاك المشرقي حديثهم ومعه سعيد بن جبير وميمون بن شعيب وأبو البختري
والوضاح والهمداني والحسن العرني إنه سمع أباه سعيد الخدري يروي
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، في قوم يخرجون من هذه الأمة
فذكر من صلاتهم وزكاتهم وصومهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم
من الرمية، لا يجاوز القرآن من تراقيهم يخرجون في فرقة من الناس،
لقاتلهم أقرب الناس إلى الحق (2).
ما خص به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
من قتال المارقين
(أخبرنا) يونس بن عبد الأعلى، عن الحرث بن مسكين قراءة
عليه، وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن
ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة، عن عبد الرحمان، عن أبي سعيد
الخدري قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما
آتاه ذو الخويصرة وهو رجل من تميم، فقال: يا رسول الله اعدل، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ لقد
خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر: ائذن لي فيه فأضرب
عنقه، قال: دعه فأن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه
مع صيامهم، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام

(1) أبو حجية اجلح بن عبد الله بن حجية الكندي المتوفى 145. تهذيب
التهذيب 1: 189، ميزان الاعتدال 1: 78، شذرات الذهب 1: 216.
(2) مسند أحمد 1: 91، المستدرك 2: 145، حلية الأولياء 4: 186.
137

مروق السهم من الرمية، فينظره في قذذه فلا يوجد فيه شئ، ثم
ينظر في نضبه فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه
شئ، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم،
آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در
ويخرجون على خير فرقة من الناس.
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأشهد أن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قاتلهم وأنا معه، فأمر
بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على النعت الذي نعت به
رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
(قال): أخبرنا محمد بن المصطفى بن البهلول، قال: حدثنا الوليد
ابن مسلم، وحدثنا قتيبة بن الوليد، وذكر آخر قالوا: أخبرنا
الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة والضحاك عن أبي سعيد الخدري
قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ذات يوم قسما فقال:
ذو الخويصرة التميمي (2): أعدل يا رسول الله، قال: ويلك ومن
يعدل إذا لم أعدل؟ فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله إئذن لي حتى
أضرب عنقه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا إن
له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم، يمرقون
من الدين مروق السهم من الرمية، حتى أن أحدكم لينظر إلى قذذه
فلا يجد شيئا سبق الفرث والدم، يخرجون على خير فرقة من الناس
آيتهم رجل أدعج (3) أحد يديه مثل ثدي المرأة أو كالبضعة تدر در.

(1) أسد الغابة 2: 140، البداية والنهاية 7: 289.
(2) في رواية: وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج.
(3) في نسخة: وآية ذلك أن فيهم رجلا أسود مخدج اليد.
138

قال أبو سعيد: أشهد لسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أشهد أني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب (رض)
حين قاتلهم، فأرسل إلى القتلى فأتى به على النعت الذي نعت به
رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
قال الحرث بن مسكين: قراءة عليه وأنا أسمع عن ابن وهب قال:
أخبرني عمرو بن الحرث، عن بكر بن الأشج، عن بكر بن سعيد، عن
عبد الله بن أبي رافع، أن الحرورية (2) لما خرجت وهو مع علي بن
أبي طالب رضي الله عنه فقالوا: لا حكم إلا لله، قال علي رضي الله عنه:
كلمة حق أريد بها باطل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف ناسا
إني لأعرف صفتهم في هؤلاء، يقولون: الحق بألسنتهم، لا يجاوز هذا
منهم وأشار إلى حلقه، من أبغض خلق الله منهم أسود كأن إحدى
يديه طبي شاة أو حلمة ثدي، فلما قاتلهم علي رضي الله عنه قال: انظروا
فنظروا فلم يجدوا شيئا، قال: ارجعوا فوالله ما كذبت ولا كذبت
مرتين أو ثلاثا، ثم وجدوه في خربة فأتوا به حتى ضعوه بين يديه،
قال عبد الله: أنا حاضر ذلك من أمرهم وقول علي رضي الله عنه فيهم (3).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا محمد بن معاوية بن

(1) ميزان الاعتدال 2: 263، أسد الغابة 2: 140، مسند أحمد 3: 56.
(2) الحرورية وهم الخوارج صاروا إلى قرية يقال لها حروراء بينها وبين
الكوفة نصف فرسخ وبها سموا الحرورية، ورئيسهم عبد الله بن وهب الراسبي
وابن الكوا وشبث بن ربعي. تاريخ اليعقوبي 2: 167، مروج الذهب 2: 395
وكانوا اثنا عشر ألفا من القراء وغيرهم وذلك بعد وقعة صفين والتحكيم.
(3) البداية والنهاية 7: 291، وفيه: زاد يونس في روايته قال بكير،
وحدثني رجل عن ابن حنين أنه قال: رأيت ذلك الأسود.
139

يزيد، قال: أخبرنا علي بن هشام، عن الأعمش، عن خيثمة، عن سويد
ابن غفلة، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: إذا حدثتكم عن نفسي
فأن الحرب خدعة، وإذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلئن
أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يخرج قوم في آخر الزمان
أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية، يقرؤون القرآن
لا يجاوز إيمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية،
فأينما أدركتموهم فاقتلوهم، فأن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله
يوم القيامة (1).
الاختلاف على أبي إسحاق في هذا الحديث
(قال): أخبرنا أحمد بن سليمان، والقاسم بن زكريا، قالا:
حدثنا عبد الله، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سويد بن غفلة،
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يخرج
قوم في آخر الزمان يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام
كما يمرق السهم من الرمية قتالهم حق على كل مسلم (2).
خالفه يوسف بن أبي إسحاق، فأدخل بين أبي إسحاق وبين سويد
ابن غفلة عبد الرحمان بن مروان.
(قال): أخبرني زكريا بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن العلاء
قال: حدثني إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن إسحاق، عن أبي قيس
الأزدي، عن سويد بن غفلة، عن علي رضي الله عنه قال: في آخر

(1) المستدرك 2: 148، مسند أحمد 4: 357، البداية والنهاية 7: 290.
(2) تاريخ بغداد 13: 186.
140

الزمان قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين مروق
السهم عن الرمية، قتالهم حق على كل مسلم، سيماهم التحليق (1).
(أخبرنا) أحمد بن شعيب، قال: أخبرني محمد بن بكار الحراني
حدثنا مخلد (2)، قال: حدثنا إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى،
عن طارق بن زياد قال: خرجنا مع علي رضي الله عنه إلى الخوارج فقتلهم
قال: انظروا فأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: إنه سيخرج قوم
يتكلمون كلمة الحق لا يجاوز حلوقهم، يخرجون من الحق كما يخرج السهم
من الرمية، سيماهم أن فيهم رجلا أسود مخدج اليد (3)، في يده شعرات
سود (4)، فانظروا إن كان فقد قتلتم شر الناس، وإن لم يكن هو
فقد قتلتم خير الناس، فبكينا ثم قال: اطلبوا فطلبنا، فوجدنا المخدج
فخررنا سجودا وخر على معنا ساجدا غير أنه قال: يتكلمون كلمة.. (5).
(قال): أخبرنا الحسن بن مدرك، قال: حدثنا يحيى بن حماد
قال: أخبرنا أبو عوانة، قال: أخبرني أبو سليمان الجهني (6) أنه كان

(1) كنز العمال 6، 72. مجمع الزوائد 9: 235 وفيه: رواه البزار والطبراني
في الأوسط، المستدرك 2: 147.
(2) أبو خداس مخلد بن يزيد القرشي الحراني. تهذيب التهذيب 10: 77،
رجال الصحيحين 2: 507، تقريب التهذيب 2: 235
(3) المخدج: بضم الميم وسكون الخاء ثم الدال المهملة المفتوحة ثم الجيم،
هو ناقص اليد، قال ابن الأثير في النهاية: ومنه حديث ذي الثدية أنه مخدج اليد.
(4) في رواية: شعرات بيض، وفي غيرها: حوله سبع هليات.
(5) مسند أحمد 1: 88، 91، سنن البيهقي 8: 170.
(6) زيد بن وهب الجهني الكوفي مات 96. تهذيب التهذيب 3: 427،
أعيان الشيعة 33: 154.
141

مع علي رضي الله عنه يوم النهروان، قال: وكنت ذلك أصارع
رجلا على.. (1) فقلت ما شأن بذلك قال أكلها فلما كان يوم
النهروان وقتل علي الحرورية فخرج على قلتهم حين لم يجد ذا الثدي
فطاف حتى وجده في ساقية فقال: صدق الله وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال لي مسكنه ثلاث شعرات في قبل حلمة الثدي (2).
(قال): أخبرنا علي بن المنذر، قال! حدثني أبي، قال: أخبرنا
عاصم بن كليب الحرمي، عن أبيه قال: كنت عند علي رضي الله عنه
جالسا إذ دخل رجل عليه ثياب السفر وعلي رضي الله عنه يكلم الناس
ويكلمونه فقال: يا أمير المؤمنين، أتأذن لي أن أتكلم؟ فلم يلتفت إليه
وشغله ما فيه، فجلس إلى رجل قال له: ما عندك؟ قال: كنت معتمرا
فلقيت عائشة فقالت: هؤلاء القوم الذين خرجوا في أرضكم يسمون
حرورية؟ قلت: خرجوا في موضع يسمى حروراء تسمى بذلك، فقالت:
طوبى لمن شهد منكم لو شاء ابن أبي طالب لأخبركم خبرهم، فجئت
أسأله عن خبرهم، فلما فرغ علي رضي الله عنه قال: أين المستأذن؟
فقص عليه كما قص عليها، قال: إني دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وليس عنده أحد غير عائشة، فقال لي: كيف أنت يا علي وقوم كذا
وكذا، قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ثم أشار بيده فقال: قوم
يخرجون من المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين
كما يمرق السهم من الرمية، فيهم رجل مخدج كأن يده ثدي حبشية
أنشدكم بالله أخبرتكم به؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله أخبرتكم أنه

(1) بياض في الأصل.
(2) تاريخ بغداد 7: 237، المناقب لابن شهرآشوب 3: 191، أعيان
الشيعة 33، 156، البداية والنهاية 7: 289.
142

فيهم؟ قالوا: نعم، فجئتموني وأخبرتموني أنه ليس فيهم فحلفت لكم بالله
أنه فيهم ثم أتيتموني به تسحبونه كما نعت لكم؟ قالوا: نعم صدق الله
ورسوله (1).
(قال): أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن زيد وهو ابن وهب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه
قال: لما كان يوم النهروان لقي الخوارج فلم يبرحوا حتى شجروا بالرماح
قتلوا جميعا، قال علي رضي الله عنه: اطلبوا ذا الثدية، فطلبوه فلم يجدوه
فقال علي رضي الله عنه: ما كذبت ولا كذبت اطلبوه، فطلبوه فوجدوه
في وخدة من الأرض عليه ناس من القتلى فإذا رجل على يديه مثل سبلات
السنور، فكبر علي رضي الله عنه والناس وأعجبهم ذلك (2).
(قال): أخبرنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، قال:
حدثنا الفضل بن دكين، عن موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن
كهيل، عن زيد بن وهب، قال: خطبنا علي بقنطرة الدبرخان، فقال:
أن قد ذكر لي بخارجة تخرج من قبل المشرق وفيهم ذو الثدية فقاتلهم
فقالت الحرورية بعضهم لبعض: فردكم كما يردكم يوم حروراء، فشجر
بعضهم بعضا بالرماح، فقال رجل من أصحاب علي رضي الله عنه:
قطعوا العوالي والعوالي الرماح فداروا واستداروا، وقتل من أصحاب
علي رضي الله عنه اثنا عشر رجلا أو ثلاثة عشر رجلا، قال: التمسوا

(1) مسند أحمد 1: 91، فضائل الخمسة 2: 403 وفيه: فقام إليه عبيدة
السلماني فقال: يا أمير المؤمنين الله الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من
رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: إي والله الذي لا إله إلا هو، حتى استحلفه ثلاثا وهو
يحلف له.
(2) تاريخ بغداد 1: 160 بصورة مفصلة، مسند أحمد 1: 88.
143

المخدج، وذلك في يوم شات، فقالوا: ما نقدر عليه، فركب علي
بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهباء، قال. هذه من الأرض
قالوا: التمسوا في هؤلاء فأخرج، فقال: ما كذبت ولا كذبت اعملوا
ولا تتكلموا لولا أني أخاف أن تتكلموا لأخبرتكم بما قضى الله على لسانه
يعني النبي صلى الله عليه وسلم ولقد شهدت أناسا باليمن قالوا: كيف
يا أمير المؤمنين؟ قال: هو لهم (1).
(قال): أخبرنا العباس بن عبد العظيم، قال: حدثنا عبد الرزاق
قال: أخبرنا عبد الملك بن أبي سليمان، عن سلمة بن كهيل، قال:
حدثنا ابن وهب: إنه كان في الجيش الذي كانوا مع علي رضي الله عنه
الذين ساروا إلى الخوارج، فقال علي رضي الله عنه: أيها الناس إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج قوم من أمتي
يقرؤون القرآن وليس قراءتكم إلى قراءتهم بشئ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم
بشئ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشئ، يقرؤون القرآن يحسبون أنه لهم
وهو عليهم لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من
الرمية، لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم
لا تكلوا على العمل، وآية ذلك إن فيهم رجلا له عضد وليست له ذراع
على رأس عضده مثل حلمة ثدي المرأة عليه شعرات بيض، قال سلمة:
فنزلني زيد منزلا حتى مررنا على قنطرة، قال: فلما التقينا وعلى
الخوارج عبد الله بن وهب الراسبي، فقال لهم: ألقوا رماحكم وسلوا
سيوفكم من جفونها، فشجرهم الناس برماحهم فقتل بعضهم على بعض

(1) تاريخ بغداد 7: 237 رواه عن جابر أبو خالد التابعي الكوفي وأنه
شهد وقعة النهروان مع الإمام أمير المؤمنين ع وفي ج 1: 159 روى بسنده
عن نبيط بن شريط الأشجعي قال الحديث.
144

وما أصيب من الناس يومئذ إلا رجلان، قال علي كرم الله وجهه:
التمسوا فيهم المخدج، فلم يجدوه، فقام علي رضي الله عنه بنفسه حتى
أتى أناسا قتلى بعضهم على بعض، قال: جروهم، فوجدوه مما يلي
الأرض، فكبر علي رضي الله عنه وقال: صدق الله وبلغ رسوله، فقام إليه
عبيدة اليماني (1) فقال: يا أمير والله الذي لا إله إلا هو لسمعت
هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال علي رضي الله عنه:
إني والله الذي لا إله إلا هو لسمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى استحلفه ثلاثا وهو يحلف فيه (2).
(قال): أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي
عن ابن عون، عن محمد بن عبيدة قال: قال علي رضي الله عنه: لولا
أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وسلم،
قلت: أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي
ورب الكعبة (3).
(قال): أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود
قال: حدثنا المعتمر بن سليمان بن عوف، قال: حدثنا محمد بن سيرين
قال: قال عبيدة السلماني: لما جئت أصيب أصحاب النهروان قال

(1) الصحيح: عبيدة بن عمرو ويقال ابن قيس بن عمرو السلماني مات سنة
72 / 73 / 74. تهذيب التهذيب 7: 84، اللباب 1: 552، رجال الصحيحين
1: 336، أسد الغابة 3: 356.
(2) مسند أحمد 1: 88، 91، سنن البيهقي 8: 170، صحيح أبو داود:
30 باب قتال الخوارج صحيح مسلم البداية والنهاية 7: 290.
(3) مسند أحمد 1: 78، ورواه أئمة الحديث بطرق مختلفة في باب التحريض
على قتل الخوارج.
145

علي رضي الله عنه: أتعبوا فيهم فإنهم إن كانوا من القوم الذين ذكرهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأن فيهم رجلا مخدج اليد، أو مثدون
اليد، أو مودون اليد، وأتيناه فوجدناه فدللنا عليه، فلما رآه قال:
الله أكبر الله أكبر الله أكبر، والله لولا أن تبطروا، ثم ذكر كلمة معناها
لحدثتكم بما (1) قضى الله على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتل
هؤلاء، قلت: أنت سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال:
إي ورب الكعبة ثلاثا (2).
(أخبرنا) محمد بن عبيد، قال: حدثنا أبو مالك وهو عمرو بن
قيس، عن المنهال بن عمرو، عن زر بن حبيش أنه سمع عليا رضي الله عنه
يقول: أنا فقأت عين الفتنة لولا أنا ما قتل أهل النهروان، وأهل الجمل
ولولا أن أخشى أن تتركوا العمل لأخبرتكم (3) بالذي قضى الله على لسان
نبيكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مبصرا ضلالتهم عارفا للهدى الذي نحن فيه (4).
مناظرة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما الحرورية واحتجاجه
عليهم فيما أنكروه على أمير المؤمنين رضي الله عنه
(قال): أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمان بن

(1) في رواية صحيح مسلم، بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى الله عليه وآله.
(2) فضائل الخمسة 2: 402 نقلا عن صحيح مسلم في كتاب الزكاة باب
التحريض على قتل الخوارج.
(3) في رواية: لأنبأتكم.
(4) حلية الأولياء 4: 186 بسنده عن زر بن حبيش، وقد جمع ابن كثير
في البداية والنهاية طرق هذا الحديث مفصلة وأوردها على التفصيل كما في ج 7:
(289 - 294).
146

مهدي، قال: حدثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثنا أبو زميل (1)
قال: حدثني عبد الله بن عباس، قال: لما خرجت الحرورية اعتزلوا
في دارهم وكانوا ستة آلاف، فقلت لعلي رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين
أيرد بالظهر لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم؟ قال: إني أخاف عليك،
قلت: كلا، قال: فقمت وخرجت ودخلت عليهم في نصف النهار وهم
قائمون فسلمت عليهم فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس فما جاء بك؟ قلت
لهم: أتيتكم من عند أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصهره وعليهم
نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم، وليس فيكم منهم أحد لأبلغكم
ما يقولون وتخبرون بما تقولون، قلت: أخبروني ماذا نقمتم على أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمه؟ قالوا: ثلاثا، قلت:
ما هن؟ قالوا: أما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر الله فكفر، وقال
الله تعالى: إن الحكم إلا لله (2)، ما شأن الرجال والحكم؟ فقلت:
هذه واحدة، قالوا: وأما الثانية: فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، فأن
كانوا كفارا سلبهم، وإن كانوا مؤمنين ما أحل قتالهم، قلت: هذه
اثنان فما الثالثة؟ قالوا: إنه محي اسمه من أمير المؤمنين (3) فهو أمير
الكافرين، قلت: هل عندكم شئ غير هذا؟ قالوا: حسبنا هذا،
قلت: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله ومن سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ما يرد قولكم أترضون؟ قالوا: نعم، قلت: أما قولكم حكم الرجال
في أمر الله فأنا أقرأ عليكم في كتاب الله أن قد صير الله حكمه إلى

(1) سماك بن الوليد الحنفي اليماني سكن الكوفة. تهذيب التهذيب 4: 235،
الكنى 1: 183.
(2) سورة الأنعام: 57.
(3) في رواية: من إمرة المؤمنين.
147

الرجال في ثمن ربع درهم فأمر الله الرجال أن يحكموا فيه، قال الله تعالى:
يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم، ومن قتله منكم متعمدا
فجزاء مثل ما قتل من النعم يحكم به ذوا عدل منكم (1) الآية، فنشدتكم
بالله تعالى أحكم الرجال في أرنب ونحوها من الصيد أفضل أم حكمهم
في دمائهم وصلاح ذات بينهم؟ وأنتم تعلمون أن الله تعالى لو شاء
لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال، قالوا: بل هذا أفضل، وفي المرأة
وزوجها قال الله عز وجل: وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله
وحكما من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما (2) الآية، فنشدتكم
بالله حكم الرجال في صلاح ذات بينهم، وحقن دمائهم أفضل من حكمهم
في بضع امرأة أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، قلت: وأما قولكم
قاتل ولم يسب، ولم يغنم، أفتسلبون أمكم عائشة ثم تستحلون منها
ما يستحل من غيرها، وهي أمكم؟ فأن قلتم إنا نستحل منها ما نستحل
من غيرها فقد كفرتم، ولئن قلتم ليست بأمنا فقد كفرتم لأن الله تعالى
يقول: النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم (3)، فأنتم
تدورون بين ضلالتين فأتوا منها بمخرج، قلت: فخرجت من هذه،
قالوا: نعم، وأما قولكم محي اسمه من أمير المؤمنين فأنا آتيكم بمن
ترضون وأراكم قد سمعتم أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية
صالح المشركين فقال لعلي رضي الله عنه: أكتب هذا ما صالح عليه محمد
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال المشركون: لا والله ما نعلم أنك رسول الله
لو نعلم أنك رسول الله لأطعناك فاكتب محمد بن عبد الله، فقال

(1) سورة المائدة: 95.
(2) سورة النساء: 35.
(3) سورة الأحزاب: 6.
148

رسول الله صلى الله عليه وسلم: امح يا علي رسول الله اللهم إنك تعلم
أني رسولك امح يا علي، واكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله،
فوالله رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من علي، وقد محا نفسه
ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم
فرجع منهم ألفان وخرج سائرهم فقتلوا على ضلالتهم فقتلهم المهاجرون
والأنصار (1).
الأخبار المؤيدة لما تقدم وصفه
(قال): أخبرني معاوية بن صالح، قال: حدثنا عبد الرحمان
ابن صالح، قال: حدثنا عمرو بن هاشم الحسني، عن محمد بن إسحاق
عن محمد بن كعب القرظي، عن علقمة بن قيس، قال: قلت
لعلي رضي الله عنه: تجعل بينك وبين ابن آكلة الأكباد؟ قال: إني
كنت كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية (2) فكتب:
هذا ما صالح عليه محمد رسول الله، قالوا: لو نعلم أنه رسول الله ما قاتلناه
امحها، قلت: هو والله رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رغم أنفك
ولا والله لا أمحوها، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرنيه
فأريته فمحاها، وقال: أما أن لك مثلها وستأتيها وأنت مضطر (3).

(1) المناقب لابن شهر أشوب 1: 267، البداية والنهاية 7: 276، 281،
تاريخ اليعقوبي 2: 167.
(2) كانت عمرة الحديبية سنة 6 في ذي القعدة، فخرج النبي صلى الله عليه وآله معتمرا
لا يريد حربا، الكامل 2: 135، المناقب لابن شهرآشوب 1: 22.
(3) الكامل 2: 138، البداية والنهاية 4: 164.
149

(أخبرنا) محمد بن شعيب قال: أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق
قال: سمعت البراء قال: لما صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل
مدينة مكة وقال ابن بشار: أهل مكة كتب علي كتابا لهم قال: فكتب
محمد رسول الله، فقال المشركون: لا تكتب محمد رسول الله لو كنت
رسولا لم نقاتلك، فقال لعلي رضي الله عنه، امحه، فقال علي: ما أنا
بالذي أمحاه، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وصالحهم على
أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح، قال
ابن بشار: فسألوه ما جلبان السلاح؟ قال: القراب بما فيه (1).
(أخبرنا) أحمد بن سليمان الرهاوي، قال عبد الله بن موسى،
قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي البزار قال: لما اعتمر
رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة وأبى أهل مكة أن يدعوه
يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلما كتب الكتاب
كتبوا: هذا ما قضى عليه محمد رسول الله، قالوا: لا نقر لك بهذا
لو نعلم أنك رسول الله ما منعناك شيئا ولكن أنت محمد بن عبد الله،
قال: أنا رسول الله، وأنا محمد بن عبد الله (2) ثم قال لعلي (رض):
امح رسول الله، فقال علي: لا والله لا أمحوه أبدا، فأخذ رسول لله صلى الله عليه وآله
الكتاب فمحاه (3)، وليس يحسن أن يكتب فكتب مكان رسول الله

(1) البداية والنهاية 4: 168، سيرة ابن هشام 3: 331 وفيه: ثم دعا
رسول الله صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، فقال: اكتب: بسم الله
الرحمن الرحيم الحديث.
(2) في رواية: فقال: أنا والله محمد بن عبد الله، وأنا والله رسول الله.
(3) في رواية البخاري هكذا: قال صلى الله عليه وآله: فأرنيه، قال: فأراه إياه فمحاه
النبي صلى الله عليه وآله بيده.
150

محمد بن عبد الله، وكتب هذا ما قضى عليه محمد بن عبد الله أن
لا يدخل مكة بالسلاح إلا بالسيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها
بأحد إن أراد أن يتبعه، ولا يمنع أحدا من أصحابه إن أراد أن يقيم
بها فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا رضي الله عنه فقالوا: قل لصاحبك
اخرج عنا فقد مضى الأجل (1)، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فتبعته ابنة حمزة تنادي: يا عم يا عم، فتناولها علي رضي الله عنه فأخذ
بيدها فقال لفاطمة رضي الله عنها: دونك ابنة عمك فحملتها، فاختصم
فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي رضي الله عنه: أنا أخذتها وهي ابنة
عمي، وقال جعفر: هي ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة
أخي، فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: الخالة
بمنزلة الأم، وقال لعلي رضي الله عنه: أنت مني وأنا منك، وقال
لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي، وقال لزيد: أنت أخونا ومولانا، فقال
علي رضي الله عنه: ألا تتزوج ابنة حمزة؟ فقال: إنها ابنة أخي
من الرضاعة (2).

(1) في رواية: فقالوا: مر صاحبك فليرتحل، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وآله
فقال: نعم ثم ارتحل.
(2) تاريخ بغداد 4: 140، سنن البيهقي 8: 5، مسند أحمد 1: 98،
المستدرك 3: 120، مشكل الآثار 4: 173، الرياض النضرة 2: 191، فضائل
الخمسة 2: 333 - 336.
وقد رواه أيضا القاسم بن يزيد المخزومي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق
عن هبيرة بن مريم وهانئ بن هانئ، عن علي ع قال: لما صدرنا من مكة
إذا ابنة حمزة تنادي الحديث، وقد مرت الإشارة إليه ص 88 - 89 وترجمنا
رجاله وصححنا سنده على اختلاف الروايات.
151

خالفه يحيى بن آدم فروى آخر هذا عن إسرائيل، عن أبي إسحاق
عن هانئ بن هانئ، أنهم اختصموا في بنت حمزة فقضى بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها، وقال: الخالة أم، قلت:
يا رسول الله ألا تزوجها، قال: إنها لا تحل لي إنها ابنة أخي من
الرضاعة، قال: وقال لي: أنت مني وأنا منك، وقال لزيد: أنت
أخونا ومولانا، وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي (1).
(هذا آخر الكتاب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم)

(1) المستدرك 3: 211، وذكره الذهبي في التلخيص عن الدراوردي، عن
ابن الهاد، عن محمد بن نافع بن عجير، عن أبيه، عن علي الحديث، وجاء
ذكر الحديث أيضا في 3: 120 من المستدرك وفيه: هذا حديث صحيح الإسناد
ولم يخرجاه بهذا اللفظ إنما اتفقا على حديث أبي إسحاق عن البراء مختصرا.
وقد أجمعت المصادر على أن عليا " ع " كان كاتب الصحيفة يوم الحديبية
وفي الرياض النضرة 2: 191، قال معمر: سألت عنه الزهري فضحك أو تبسم
وقال: علي، ولو سألت هؤلاء لقالوا: هو عثمان - يعني بني أمية - مع العلم
أن النبي صلى الله عليه وآله لم يشهده حتى على الصلح كما في سيرة ابن هشام 3: 333.
152