الكتاب: صحيح ابن خزيمة
المؤلف: ابن خزيمة
الجزء: ١
الوفاة: ٣١١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: تحقيق وتعليق وتخريج وتقديم : الدكتور محمد مصطفى الأعظمي
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٢ - ١٩٩٢ م
المطبعة:
الناشر: المكتب الإسلامي
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن خزيمة
لامام الأئمة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري
ولد سنة 223 ه‍ وتوفي سنة 311 ه‍
رحمه الله تعالى
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وقدم له
الدكتور محمد مصطفى الأعظمي
الجزء الأول
المكتب الاسلامي
1

بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا إمام الأئمة فقيه الآفاق أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة النيسابوري الحافظ
رحمه الله قال
كتاب الوضوء
مختصر المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم بنقل العدل عن العدل
موصولا إليه صلى الله عليه وسلم من غير قطع في أثناء الإسناد ولا جرح في ناقلي
الأخبار التي نذكرها بمشيئة الله تعالى (1) باب ذكر الخبر الثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن إتمام الوضوء
من الإسلام
حدثنا أبو يعقوب يوسف بن واضح الهاشمي ثنا المعتمر بن سليمان عن
يحيى بن يعمر
قال
قلت يعني لعبد الله بن عمر يا أبا عبد الرحمن إن أقواما يزعمون
أن ليس قدر قال هل عندنا منهم أحد قلت بلى قال فأبلغهم
3

عني إذا لقيتهم إن بن عمر يبرأ إلى الله منكم التجارة براء منه ثم قال
حدثني عمر بن الخطاب قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أناس إذ جاء رجل عليه سحناء سفر وليس من أهل البلد يتخطى حتى
ورد فجلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا محمد ما
الإسلام قال الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن تقيم الصلاة
وتؤتي الزكاة وتحج البيت وتعتمر وتغتسل من الجنابة وأن تتم الوضوء
وتصوم رمضان قال فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم قال نعم قال
صدقت وذكر الحديث بطوله في السؤال عن الإيمان والإحسان والساعة
(2) باب ذكر فضائل الوضوء يكون بعده صلاة مكتوبة.
2 - حدثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد القطان وثنا محمد بن العلاء بن كريب
ثنا أبو أسامة وثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان كلهم عن هشام بن
عروة حدثني أبي عن حمران بن أبان أنه أخبر
قال رأيت عثمان بن عفان دعا بوضوء فتوضأ على البلاط فقال أحدثكم
بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من توضأ فأحسن الوضوء وصلى ورجاله له ما بينه وبين الصلاة الأخرى
هذا لفظ حديث يحيى بن سعيد (3) باب ذكر فضل الوضوء ثلاثا ثلاثا يكون بعده صلاة تطوع
لا يحدث المصلي فيها نفسه
أخبرنا أبو طاهر محمد ثنا أبو بكر محمد بن إسحاق ثنا يونس بن عبد الأعلى
4

الصدفي ثنا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب وأخبرني محمد بن عبد الله بن
عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم قال أخبرني يونس عن بن شهاب أن عطاء بن
يزيد المؤذن أخبره أن حمران مولى عثمان أخبره
أن عثمان بن عفان دعا يوما بوضوء فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات
واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث
مرات ثم غسل يده اليسرى مثل ذلك ثم مسح برأسه ثم غسل رجله
اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى مثل ذلك ثم
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث فيهما
نفسه ورجاله له ما تقدم من ذنبه
قال بن شهاب وكان علماؤنا يقولون هذا الوضوء أسبغ ما يتوضأ
به أحد الولاء (4) باب ذكر حط الخطايا بالوضوء من غير ذكر صلاة تكون بعده
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا بن
وهب أن مالكا حدثه عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل
وجهه خرجت من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع
آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر
الماء فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مشتها
رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب
5

(5) باب ذكر حط الخطايا ورفع الدرجات في الجنة بإسباغ الوضوء على
المكاره وإعطاء منتظر الصلاة بعد الصلاة أجر المرابط في سبيل الله أخبرنا أبو طاهر
5 - أخبرنا أبو طاهر، أخبرنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل يعني
بن جعفر ثنا العلاء وهو بن عبد الرحمن وحدثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا يزيد بن
زريع ثنا روح بن القاسم ثنا العلاء وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
أن مالكا حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا
ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على
المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة
فذلكم الرباط فذلكم الرباط لفظا واحدا غير أن علي بن حجر قال فذلكم الرباط مرة
وقال يونس في حديثه ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا
ولم يقل قالوا بلى (6) باب ذكر علامة أمة النبي صلى الله عليه وسلم الذين جعلهم الله خير أمة أخرجت
للناس بآثار الوضوء يوم القيامة علامة يعرفون بها في ذلك اليوم
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل
يعني بن جعفر ثنا العلاء عن أبيه عن أبي هريرة وحدثنا يونس بن عبد الأعلى
أخبرنا بن وهب أن مالك بن أنس حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي
هريرة وحدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن العلاء وحدثنا أبو
موسى قال حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت العلاء عن أبيه
عن أبي هريرة وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي أخبرنا بن علية عن روح بن القاسم
عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة قال
6

خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المقبرة فسلم على أهلها وقال سلام عليكم
أهل دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا
إخواننا قالوا أو لسنا بإخوانك يا رسول الله قال أنتم أصحابي
وإخواني قوم لم يأتوا بعد وأنا فرطكم على الحوض قالوا وكيف تعرف
من لم يأت بعد من أمتك يا رسول الله قال أرأيتم لو أن رجلا له خيل غر
محجلة بين ظهري خيل بهم دهم ألا يعرف خيله قالوا بلى يا رسول
الله قال فإنهم يأتون غرا محجلين من أثر الوضوء وأنا فرطهم على
الحوض ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال أناديهم
ألا هلم فيقال إنهم قد أحدثوا بعدك وأقول سحقا سحقا
هذا لفظ حديث بن علية
(7) باب استحباب تطويل التحجيل بغسل العضدين في الوضوء إذ الحلية
تبلغ مواضع الوضوء يوم القيامة بحكم النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر ثنا إبراهيم بن يوسف الصيرفي الكوفي ثنا
بن إدريس عن أبي مالك الأشجعي عن أبي حازم قال
رأيت أبا هريرة يتوضأ فجعل يبلغ بالوضوء قريبا من إبطه فقلت
له فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الحلية تبلغ مواضع
الطهور (8) باب نفي قبول الصلاة بغير وضوء بذكر خبر مجمل غير مفسر
7

أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر وثنا
الحسين بن محمد الزارع ثنا يزيد بن زريع وحدثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو داود قالوا
جميعا حدثنا شعبة وهذا لفظ حديث بندار عن سماك بن حرب عن مصعب بن
سعد قال
مرض بن عامر فجعلوا يثنون عليه وابن عمر ساكت فقال أما
إني لست بأغشهم ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صلاة بغير
طهور ولا صدقة من غلول
9 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن سعيد أبو محمد القزاز الفارسي
سكن بغداد بخبر غريب الإسناد قال ثنا غسان بن عبيد الآتي ثنا عكرمة
بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبل صلاة إلا بطهور ولا صدقة من
غلول 10 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو عمار الحسن بن حريث ثنا عبد العزيز
بن أبي حازم عن كثير وهو بن يزيد عن الوليد وهو بن رباح عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من
غلول (9) باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم إنما نفى قبول الصلاة لغير المتوضئ المحدث الذي قد حالا
حدثا يوجب الوضوء لا كل قائم إلى الصلاة وإن كان غير محدث
8

حدثا يوجب الوضوء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم وعمي إسماعيل
بن خزي قالا حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقبل صلاة أحدكم إذا حالا حتى يتوضأ
باب ذكر الدليل على أن الله عز وجل أنما أوجب الوضوء على بعض
القائمين إلى الصلاة لا على كل قائم إلى الصلاة في قوله يا أيها الذين
آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الآية إذ الله جل وعلا
ولى نبيه صلى الله عليه وسلم بيان ما أنزل عليه خاصا وعاما فبين النبي صلى الله عليه وسلم بسنته
أن الله إنما أمر بالوضوء بعض القائمين إلى الصلاة لا كلهم كما بين
عليه السلام أن الله عز وجل أراد بقوله خذ من أموالهم صدقة
بعض الأموال لا كلها وكما بين بقسمه سهم ذي القربى بين
بني هاشم وبني عبد المطلب أن الله أراد بقوله ذي القربى
بعض قرابة النبي صلى الله عليه وسلم دون جميعهم وكما بين أن الله أراد
بقوله والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما بعض السراق دون
جميعهم إذ سارق درهم فما دونه يقع عليه اسم سارق فبين
النبي صلى الله عليه وسلم بقوله القطع في ربع دينار فصاعدا أن الله إنما أراد
بعض السراق دون بعض بقوله والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما
الآية قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم وأنزلنا إليك الذكر لتبين
للناس ما نزل إليهم
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا يحيى بن سعيد عن سفيان
9

وحدثنا أبو موسى ثنا عبد الرحمن يعني بن مهدي ثنا سفيان عن علقمة بن مرثد
عن سليمان بن بريدة عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ عند كل صلاة فلما كان يوم الفتح
توضأ ومسح على خفيه وصلى الصلوات بوضوء واحد فقال له عمر
يا رسول الله إنك فعلت شيئا لم تكن تفعله قال إني عمدا فعلته
يا عمر
هذا حديث عبد الرحمن
بن مهدي
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن الحسين الدرهمي بخبر غريب غريب
قال حدثنا معتمر عن سفيان الثوري عن محارب بن دثار عن بن بريدة عن أبيه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة إلا يوم فتح مكة فإنه شغل فجمع
بين الظهر والعصر بوضوء واحد
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو عمار ثنا وكيع بن الجراح عن سفيان
عن محارب بن دثار عن سليمان بن بريدة عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ لكل صلاة فلما كان يوم فتح مكة
صلى الصلوات كلها بوضوء واحد
قال أبو بكر لم يسند هذا الخبر عن الثوري أحد يعلمه غير المعتمر ووكيع رواه
أصحاب الثوري وغيرهما عن سفيان عن محارب عن سليمان بن بريدة عن النبي صلى الله
عليه وسلم فإن كان المعتمر ووكيع مع جلالتهما حفظا هذا الإسناد واتصاله فهو خبر
غريب غريب
10

باب الدليل على أن الوضوء لا يجب إلا من حدث
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن منصور أبو جعفر ومحمد
بن شوكر بن رافغ البغداديان قالا ثنا يعقوب وهو بن إبراهيم بن سعد ثنا أبي
عن أبي إسحاق ثنا محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري ثم المازني مازن بني ماتت
عن عبيد الله بن عمر وثنا محمد بن يحيى ثنا أحمد بن خالد الوهبي ثنا محمد بن
إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبيد الله بن عبد الله بن عمر قال قلت له
أرأيت وضوء عبد الله بن عمر لكل صلاة طاهرا كان أو غير طاهر عمن
هو قال حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن حنظلة
بن أبي عامر الغسيل حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمر بالوضوء عند كل
صلاة طاهرا كان أو غير طاهر فلما شق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر
بالسواك عند كل صلاة ووضع عنه الوضوء إلا من حدث وكان عبد الله
يرى أن به قوة على ذلك ففعله حتى مات
هذا حديث يعقوب بن إبراهيم غير أن محمد بن منصور قال
وكان بالصلاة حتى مات
باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم على طهر من غير حدث كان مما يوجب
الوضوء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار بندار ثنا محمد يعني بن
جعفر ثنا شعبة عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة
11

إنه شهد عليا صلى الظهر ثم جلس في الرحبة في حوائج الناس فلما
حضرت العصر دعا بتور من ماء فمسح به ذراعيه ووجه ورأسه ورجليه
ثم شرب فضل وضوئه وهو قائم ثم قال إن ناسا يكرهون أن يشربوا
وهم قيام إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع مثل ما صنعت وقال هذا وضوء من
لم يحدث
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور
بن المعتمر عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة فذكر الحديث وقال
إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت وقال هذا وضوء
من لم يحدث قال أبو بكر ورواه مسعر بن كدام عن عبد الملك بن ميسرة عن النزال بن سبرة
عن علي وقال ثم قال
هذا وضوء من لم يحدث
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى ثنا الفضل بن دكين وعبيد الله
بن موسى
12 جماع أبواب الأحداث الموجبة للوضوء
باب ذكر وجوب الوضوء من الغائط والبول والنوم والدليل على
أن الله عز وجل قد يوجب الفرض في كتابه بمعنى ويوجب ذلك الفرض
بغير ذلك المعنى على اختلفوا نبيه صلى الله عليه وسلم إذ الله عز وجل إنما دل في كتابه
على أن الوضوء يوجبه الغائط وملامسة النساء لأنه أمر بالتيمم للمريض
وفي السفر عند الإعواز من الماء من الغائط وملامسة النساء فدل
12

الكتاب على أن الصحيح الواجد للماء عليه من الغائط وملامسة النساء
بالوضوء إذ التيمم بالصعيد الطيب إنما جعل بدلا من الوضوء للمريض
والمسافر عند العوز للما والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن الوضوء
قد يجب من غير غائط ومن غير ملامسة النساء وأعلم في خبر صفوان
بن عسال أن البول والنوم كل واحد منهم على الانفراد يوجب الوضوء
والبائل والنائم غير متغوط ولا ملامس النساء وسأذكر بمشيئة الله
عز وجل وعونه الأحداث الموجبة للوضوء بحكم النبي صلى الله عليه وسلم خلا الغائط
وملامسة النساء اللذين ذكرهما في نص الكتاب خلاف قول من زعم
ممن لم يتبحر العلم أنه غير جائز أن يذكر الله حكما في الكتاب فيوجبه
بشرط أن يجب ذلك الحكم بغير ذلك الشرط الذي
بينه في الكتاب
17 - أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبيدة الضبي أخبرنا حماد يعني
بن زيد عن عاصم وثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة ثنا عاصم وحدثنا سعيد بن عبد
بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال
أتيت صفوان بن عسال المرادي أسأله عن المسح على الخفين فقال
ما جاء بك يا زر قلت ابتغاء العلم قال يا زر فإن الملائكة تضع
أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب قال فقلت إنه وقع في نفسي شئ
من المسح على الخفين بعد الغائط وكنت امرأ من أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم فهل سمعت رسول الله يذكر من ذلك شيئا قال نعم كان
13

يأمرنا إذا كنا سفرا أو قال مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام
ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم
هذا حديث المخزومي
وقال أحمد بن عبدة في حديثه فقال قد بلغني أن الملائكة تضع أجنحتها
14 باب ذكر وجوب الوضوء من المذي وهو من الجنس الذي قد أعلمت
أن الله قد يوجب الحكم في كتابه بشرط ويوجبه على اختلفوا نبيه صلى الله عليه وسلم
بغير ذلك الشرط إذ الله عز وجل لم يذكر في آية الوضوء المذي
والنبي صلى الله عليه وسلم قد أوجب الوضوء من المذي واتفق علماء الأمصار قديما
وحديثا على إيجاب الوضوء من المذي
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن منيع ويعقوب بن إبراهيم الدورقي
ومحمد بن هشام وفضالة بن الفضل الكوفي قالوا حدثنا أبو بكر بن عياش قال
أحمد بن منيع قال حدثنا أبو حصين وقال الآخرون عن أبي حصين عن أبي
عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال
كنت رجلا مذاء فستحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن ابنته
كانت عندي فأمرت رجلا فسأله فقال منه الوضوء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا بشر بن خالد العسكري أخبرنا محمد
بن جعفر ثنا شعبة قال سمعت سليمان وهو الأعمش يحدث عن منذر الثوري
عن محمد بن علي عن علي قال
استحييت أن أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المذي من أجل فاطمة فأمرت
المقداد بن الأسود فسأل عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال فيه الوضوء
14

باب الأمر بغسل الفرج من المذي مع الوضوء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي وبشر بن معاذ العقدي
قالا حدثنا عبيدة بن حميد قال علي قال حدثني وقال بشر قال حدثنا الركين
بن الربيع بن عميلة عن حصين بن قبيصة عن علي بن أبي طالب قال
كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري
فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم أو ذكر له فقال لي لا تفعل إذا رأيت
المذي فاغسل ذكرك وتوضأ وضوءك الولاء فإذا أنضحت: الماء فاغتسل
قال أبو بكر قوله لا تفعل من الجنس الذي أقول لفظ زجر
يريد نفي إيجاب ذلك الفعل
باب الأمر بنضح الفرج من المذي
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أن مالك بن أنس حدثه عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله عن
سليمان بن يسار عن المقداد بن الأسود
أن علي بن أبي طالب أمره أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل إذا
دنا من أهله فخرج منه المذي ماذا عليه قال علي فإن عندي ابنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنا أستحيي أن أسأله قال المقداد فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
ذلك فقال إذا وجد ذلك أحدكم فلينضح فرجه وليتوضأ وضوءه
الولاء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب بن مسلم
15

حدثنا عمي أخبرني مخرمة يعني بن بكير عن أبيه عن سليمان بن يسار عن بن عباس
قال قال علي بن أبي طالب
أرسلت المقداد بن الأسود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله عن المذي يخرج
من الإنسان كيف يفعل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ وانضح فرجك
16 باب ذكر الدليل على أن الأمر بغسل الفرج ونضحه من المذي أمر
ندب وإرشاد لا أمر فريضة وإيجاب
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن سعيد بن غالب أبو يحيى العطار
ثنا عبيدة بن حميد ثنا الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن بن عباس
عن علي بن أبي طالب قال
كنت رجلا مذاء فسئل لي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال يكفيك
منه الوضوء
قال أبو بكر وفي خبر سهل بن حنيف عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي في
المذي قال يكفيك من ذلك الوضوء قد خرجته في باب نضح الثوب من المذي
باب ذكر وجوب الوضوء
من الريح الذي يسمع صوتها بالأذن أو
يوجد رائحتها بالأنف
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة عن عبد العزيز بن
محمد الدراوردي وحدثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد يعني بن عبد الله كلاهما
عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال
16

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل خرج
منه شئ أو لم يخرج فلا يخرجن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا
هذا حديث خالد بن عبد الله
باب ذكر الدليل على أن الوضوء لا يجب إلى بيقين حدث إذ الطهارة
بيقين لا تزول بشك وارتياب وإنما يزول اليقين باليقين فإذا كانت
الطهارة قد تقدمت بيقين لم تبطل الطهارة إلا بيقين حدث
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان
ثنا الزهري أخبرني عباد بن تميم عن عمه عبد الله بن زيد قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يجد الشئ وهو في الصلاة فقال
لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا
باب ذكر الدليل على أن الاسم باسم المعرفة بالألف واللام قد لا يحوي
جميع المعاني التي الخطبة في ذلك الاسم خلاف قول من يزعم ممن
شاهدنا من أهل عصرنا ممن كان يدعي اللغة من غير معرفة بها ويدعي
العلم من غير معرفة به أن الاسم باسم المعرفة يحوي جميع معاني
الشئ الذي يوقع عليه باسم المعرفة بالألف واللام إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد
أوقع اسم الأحداث على الريح خاصة باسم المعرفة واسم جميع الأحداث
الموجبة للوضوء الريح يخرج من الدبر خاصة وقد بينت هذه المسألة
في كتاب الإيمان
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني
17

بن يونس عن الأوزاعي عن حسان وهو بن عطية عن محمد بن عائشة قال
حدثني أبو هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال العبد في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه
ما لم يحدث والإحداث أن يفسو أو يضرط إني لا أستحيي مما لم
يستحي منه رسول الله صلى الله عليه وسلم
18 باب ذكر خبر روي مختصرا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوهم عالما ممن لم
يميز بين الخبر المختصر والخبر المتقصى أن الوضوء لا يجب ألا من
الحدث الذي له صوت أو رائحة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا محمد بن جعفر ثنا
شعبة قال سمعت سهيل بن أبي صالح يحدث عن أبيه عن أبي هريرة وحدثنا سلم
بن جنادة ثنا وكيع عن شعبة وحدثنا بندار وأبو موسى قالا حدثنا عبد الرحمن
ثنا شعبة وحدثنا محمد بن عبد الأعلى ثنا خالد يعني بن الحارث ثنا شعبة عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا وضوء إلا من صوت أو ريح
باب ذكر الخبر المتقصى للفظة المختصرة التي ذكرتها والدليل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم إنما أعلم أن لا وضوء إلا من صوت أو ريح عند مسألة سئل
عنها في الرجل يخيل إليه أنه قد خرجت منه ريح فيشك في خروج
الريح وكانت هذه المقالة عنه صلى الله عليه وسلم لا وضوء إلا من صوت أو
ريح جوابا عما عنه سئل فقط لا ابتداء كلام مسقطا
بهذه المسألة إيجاب الوضوء من غير الريح التي لها صوت أو رائحة إذ لو
كان هذا القول منه صلى الله عليه وسلم ابتداء من غير أن تقدمته مسألة
كانت هذه
18

المقالة تنفي إيجاب الوضوء من البول والنوم والمذي إذ قد يكون البول
لا صوت له ولا ريح وكذلك النوم والمذي لا صوت لهما ولا ريح
وكذلك الودي
19 أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد يعني بن
عبد الله الواسطي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وجد أحدكم في بطنه شيئا فأشكل خرج
منه شئ أو لم يخرج فلا يخرجن حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا معاذ بن
هشام حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير حدثني عياض أنه سأل أبا سعيد الخدري فقال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا سلم بن جنادة القرشي ثنا وكيع ثنا علي
بن المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان يأتي أحدكم في صلاته فيقول
إنك قد أحدثت فليقل كذبت إلا ما وجد ريحه بأنفه أو سمع
صوته بأذنه هذا لفظ وكيع
قال أبو بكر قوله فليقل كذبت أراد فليقل كذبت بضميره
لا ينطق بلسانه إذ المصلي غير جائز له أن يقول كذبت نطقا بلسانه
باب ذكر الدليل على أن اللمس قد يكون باليد ضد قول من
زعم أن اللمس لا يكون إلا بجماع بالفرج في الفرج
19

أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الربيع بن سليمان المرادي ثنا شعيب
يعني بن الليث عن الليث عن جعفر بن ربيعة وهو بن شرحبيل بن حسنة عن عبد الرحمن بن هرمز قال قال أبو هريرة يأثره
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كل بن آدم أصاب من الزنا لا محالة فالعين
زناؤها النظر واليد زناؤها اللمس والنفس تهوى أو تحدث ويصدقه
أو يكذبه الفرج
قال أبو بكر قد أعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن اللمس قد يكون باليد قال الله
عز وجل ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم قد علم
ربنا عز وجل أن اللمس قد يكون باليد وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن
بيع اللماس دلهم نهيه عن بيع اللمس أن اللمس باليد وهو أن يلمس
المشتري الثوب من غير أن يقلبه وينشره ويقول عند عقد الشراء إذا
لمست الثوب بيدي فلا خيار لي بعد إذا نظرت إلى المريض الثوب وعرضه
أو ظهرت منه على شئ والنبي صلى الله عليه وسلم قال لماعز بن مالك حين أقر عنده
بالزنا لعلك قبلت
أو لمست فدلت هذه اللفظة على أنه أنما أراد بقوله أو لمست غير الجماع الموجب للحد وكذلك خبر عائشة
قال أبو بكر ولم يختلف علماؤنا والحجازيين والمصريين والشافعي
وأهل الأثر أن القبلة واللمس باليد إذا لم يكن بين يد أو بدن المرأة
إذا لمسها حجاب ولا سترة من ثوب ولا غيره أن ذلك يوجب الوضوء غير
أن مالك بن أنس كان يقول إذا كانت القبلة واللمس باليد ليس
20

بقبلة شهوة فإن ذلك لا يوجب الوضوء
قال أبو بكر هذه اللفظة ويصدقه أو يكذبه الفرج من الجنس الذي
أعلمت في كتاب الإيمان أن التصديق قد يكون ببعض الجوارح لا كما
ادعا من موه على بعض الناس أن التصديق لا يكون في لغة العرب إلا
بالقلب قد بينت هذه المسألة بتمامها في كتاب الإيمان
21 باب ذكر الأمر بالوضوء من أكل لحوم الإبل
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا أبو عوانة عن عثمان
بن عبد الله بن موهب عن جعفر بن أبي ثور عن جابر بن سمرة
أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أتوضأ من لحوم
الغنم قال إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا تتوضأ قال أتوضأ من
لحوم الإبل قال نعم قال أصلي في
مرابط الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا
قال أبو بكر لم نرى خلافا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر
صحيح من جهة النقل وروى هذا الخبر أيضا عن جعفر بن أبي ثور
أشعث بن أبي الشعثاء المحاربي وسماك بن حرب فهؤلاء ثلاثة من أجلة
رواة الحديث قد رووا عن جعفر بن أبي ثور هذا الخبر
وقد حدثنا أيضا محمد بن يحيى ثنا محاضر الهمداني ثنا الأعمش
21

عن عبد الله بن عبد الله وهو الرازي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن
عازب قال
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلي في مبارك الإبل قال
لا قال أتوضأ من لحومها قال نعم قال أصلي في مرابض الغنم قال نعم قال أتوضأ من لحومها قال لا
قال أبو بكر ولم نر خلافا بين علماء أهل الحديث أن هذا الخبر أيضا
صحيح من جهة النقل لعدالة ناقليه
22 باب استحباب الوضوء من مس الذكر
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني ومحمد
بن عبد الله بن المبارك المخرمي قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن مروان
عن بسرة بنت صفوان
أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا مس أحدكم ذكره فليتوضأ
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر قال سمعت يونس بن عبد الأعلى الصدفي يقول
أخبرنا بن وهب عن مالك قال
أرى الوضوء من مس الذكر استحبابا ولا أوجبه
22

أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن سعيد النسوي قال
سألت أحمد بن حنبل
عن الوضوء من مس الذكر فقال أستحبه
ولا أوجبه
23 أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر قال وسمعت محمد بن يحيى يقول
نرى الوضوء من مس الذكر استحبابا لا إيجابا بحديث عبد الله
بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو بكر وكان الشافعي رحمه الله يوجب الوضوء من مس
الذكر اتباعا بخبر بسره بنت صفوان لا قياسا
قال أبو بكر وبقول الشافعي أقول لأن عروة قد سمع خبر بسرة
منها لا كما توهم بعض علمائنا أن الخبر واه لطعنه في مروان
باب ذكر الدليل على أن المحدث لا يجب عليه الوضوء قبل وقت الصلاة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا
يعقوب بن إبراهيم وزياد بن أيوب ومؤمل
بن هشام قالوا حدثنا إسماعيل وهو بن علية قال زياد قال ثنا أيوب وقال
الآخران عن أيوب عن بن أبي مليكة عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الخلاء فقرب إليه طعام فقالوا ألا
نأتيك بوضوء فقال إنما أمرت بالوضوء إذا قمت إلى الصلاة
وقال الدورقي الولاء
23

جماع أبواب الأفعال اللواتي لا توجب الوضوء
باب ذكر الخبر الدال على أن خروج الدم غير مخرج الحدث
لا يوجب الوضوء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني ثنا
يونس بن بكير ثنا محمد بن إسحاق حدثني صدقة بن يسار عن بن جابر عن جابر بن
عبد الله وحدثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة يعني بن الفضل عن محمد بن إسحاق
حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن جابر بن عبد الله قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع من نخل فأصاب
رجل من المسلمين امرأة رجل من المشركين فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم
قافلا أتى زوجها وكان غائبا فلما أخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى
يهريق في أصحاب محمد دما فخرج يتبع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنزل رسول الله منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب
رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا نحن يا رسول الله قال
فكونا بفم الشعب قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه قد نزلوا إلى
الشعب من الوادي فلما أن خرج الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري
للمهاجري أي الليل أحب إليك أن أكفيكه أوله أو آخره قال
بل اكفني أوله قال فاضطجع المهاجري فنام وقام الأنصاري
24

يصلي قال وأتى زوج المرأة فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم
قال فرماه بسهم فوضعه فيه قال فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي
ثم رماه بسهم آخر فوضعه فيه قال فنزعه فوضعه وثبت قائما يصلي
ثم عاد له الثالثة فوضعه فيه فنزعه فوضعه ثم ركع وسجد ثم أهب
صاحبه فقال اجلس فقد أثبت فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنه قد
نذر به فهرب فلما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال سبحان
الله أفلا أهببتني أول ما رماك قال كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن
أقطعها حتى أنفدها فلما تابع علي الرمي ركعت فأذنتك وأيم الله
لولا أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها
أو أنفدها
هذا حديث محمد بن عيسى
25 باب ذكر الدليل على أن وطء الأنجاس لا يوجب الوضوء أ
خبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء وعبد الله بن محمد
الزهري وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالوا حدثنا سفيان قال عبد الجبار
قال الأعمش وقال الآخران عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال
كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا نتوضأ من موطئ
وقال المخزومي كنا نتوضأ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نتوضأ من موطئ
وقال الزهري كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلا نتوضأ من موطئ
25

قال أبو بكر هذا الخبر له علة لم يسمعه الأعمش عن شقيق لم
أكن فهمته في الوقت
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا عبد الله بن إدريس
أخبرنا الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله
كنا لا نكف شعرا ولا ثوبا في الصلاة ولا نتوضأ من موطئ
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا زياد بن أيوب ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش
حدثني شقيق أو حدثت عنه عن عبد الله بنحوه
26 باب إسقاط إيجاب الوضوء من أكل مسته النار أو غيرته
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد يعني
بن زيد عن هشام بن عروة عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل عظما أو قال لحما ثم صلى ولم يتوضأ
قال أبو بكر خبر حماد بن زيد غير متصل الإسناد غلطنا في إخراجه
فإن بين هشام بن عروة وبين محمد بن عمرو بن عطاء وهب بن جلس وكذلك
رواه يحيى بن سعيد القطان وعبدة بن سليمان
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار بندار ثنا يحيى ثنا هشام
عن الزهري قال حدثني علي بن عبد الله بن عباس عن بن عباس
وهشام عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء عن بن عباس
وهشام بن محمد بن علي بن عبد الله عن أبيه عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل خبزا ولحما أو عرقا ثم صلى ولم يتوضأ
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا يحيى بن سعيد
26

عن هشام بن عروة قال أخبرني وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء عن
بن عباس
قال هشام وحدثني الزهري عن علي بن عبد الله بن عباس عن بن عباس
قال هشام وحدثني محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم أكل عرقا ثم صلى ولم يتوضأ
هذا حديث الزهري
27 باب ذكر الدليل على أن اللحم الذي ترك النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم الوضوء من أكله كان لحم غنم لا لحم أبل
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أن مالك بن أنس حدثه وحدثنا أبو موسى حدثنا روح يعني بن عبادة
ثنا مالك عن زيد وهو بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ
باب ذكر الدليل على أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم الوضوء مما مست النار أو
غيرت ناسخ لوضوئه كان مما مست النار أو غيرت
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا عبد العزيز
يعني بن محمد الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ من ثور أقط ثم رآه أكل كتف شاة
ثم صلى ولم يتوضأ
27

أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا موسى بن سهل الرملي ثنا علي بن عياش
ثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
آخر الأمرين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك الوضوء مما مست النار
باب الرخصة في ترك غسل اليدين والمضمضة من أكل اللحم إذ العرب
قد تسمى غسل اليدين وضوءا
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن جعفر
بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن زينب ابنة أم سلمة عن أم سلمة
أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل كتفا ثم صلى ولم يمس ماء
باب ذكر الدليل على أن الكلام السيئ والفحش في المنطق لا يوجب
وضوءا
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حلف فقال في حلفه واللات فليقل لا إله
إلا الله ومن قال لصاحبه تعال أقامرك فليتصدق بشئ
قال أبو بكر فلم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الحالف باللات ولا القائل لصاحبه
تعال أقامرك بإحداث وضوء فالخبر دال على أن الفحش في المنطق وما زجر
المرء عن النطق به لا يوجب وضوءا خلاف قول من زعم أن الكلام السيئ
يوجب الوضوء
28

باب استحباب المضمضة من شرب اللبن
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري أنا أبو عاصم
عن بن جريج عن هشام بن عروة عن وهب بن جلس عن محمد بن عمرو بن عطاء
عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا ثم مضمض
باب ذكر الدليل على أن المضمضة من شرب اللبن استحباب لإزالة
الدسم من الفم وإذهابه لا لإيجاب المضمضة من شربه
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن روح
حدثهم عن عقيل وهو بن خالد وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني ثنا معتمر
يعني بن سليمان قال سمعت معمرا وحدثنا محمد بن بشار بندار وأبو موسى
قالا حدثنا يحيى وهو بن سعيد ثنا الأوزاعي كلهم عن الزهري عن عبيد الله
بن عبد الله عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم شرب لبنا فمضمض وقال أن له دسما
وقال الصنعاني في حديثه أو أنه دسم وقال بندار أنه دسم
باب ذكر ما كان الله عز وجل فرق به بين نبيه صلى الله عليه وسلم وبين أمته في
النوم من أن عينيه إذا نامتا غير لم يكن قلبه ينام ففرق بينه وبينهم في إيجاب
الوضوء من النوم على أمته دونه عليه السلام
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو
بكر ثنا محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد ثنا
بن عجلان وحدثنا يحيى بن حكيم ثنا يحيى بن سعيد عن بن عجلان قال
29

سمعت أبي يحدث عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تنام عيناي ولا ينام قلبي
30 أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أن مالكا حدثه عن سعيد المقبري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أخبره
أنه سأل عائشة كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت ما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي
أربعا فلا تسأل عن
حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا قالت عائشة فقلت
يا رسول الله أتنام قبل أن توتر فقال يا عائشة إن عيني تنامان
ولا ينام قلبي
جماع أبواب الآداب المحتاج إليها في إتيان الغائط
والبول إلى الفراغ منها
باب التباعد للغائط في الصحاري عن الناس
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل
يعني بن جعفر ثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن المغيرة بن شعبة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذهب المذهب أبعد
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد ثنا أبو جعفر
30

الخطمي قال بندار قلت ليحيى ما اسمه فقال عمير بن يزيد حدثني عمارة
بن خزيمة والحارث بن فضيل عن عبد الرحمن بن أبي قراد قال
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته خرج من الخلاء وكان إذا
أراد حاجة أبعد
31 باب الرخصة في ترك التباعد عن الناس عند البول
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو هاشم زياد بن أيوب ثنا جرير عن
منصور عن أبي وائل عن حذيفة قال
لقد رأيتني أتمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى سباطة قوم
فقام يبول كما يبول أحدكم فذهبت أتنحى
منه فقال ادنه فدنوت منه حتى قمت عقبه حتى فرغ
باب استحباب الاستتار عند الغائط
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن محمد الزعفراني ثنا يزيد بن
هارون أخبرنا مهدي بن ميمون عن محمد بن أبي يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله
بن جعفر قال
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب ما استتر به في حاجته هدفا أو حائش نخل
قال أبو بكر سمعت محمد بن أبان يقول سمعت بن إدريس
يقول قلت لشعبة ما تقول في مهدي بن ميمون قال ثقة قلت
فإنه أخبرني عن سلم العلوي قال رأيت أبان بن أبي عياش عند أنس
بن مالك يكتب في سبورجة قال سلم العلوي الذي كان يري يعني
31

الهلال قبل الناس
قال أبو بكر ومحمد بن أبي يعقوب هو محمد بن عبد الله بن أبي
يعقوب نسبه إلى جده هو الذي قال عنه شعبة حدثني محمد بن أبي
يعقوب سيد بني تميم
32 باب الرخصة للنساء في الخروج للبراز صارت إلى الصحارى
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا محمد بن
عبد الرحمن يعني الطفاوي ثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
كانت سودة بنت زمعة امرأة جسيمة فكانت إذا خرجت لحاجتها
صارت أشرفت على النساء فرآها عمر بن الخطاب فقال انظري
كيف تخرجين فإنك والله ما تخفين علينا إذا خرجت فذكرت ذلك
سودة لنبي الله صلى الله عليه وسلم وفي يده عرق فما رد العرق من يده حتى فرغ
الوحي فقال إن الله قد جعل لكن رخصة أن تخرجن لحوائجكن حدثنا أبو بكر
حدثنا أبو أسامة عن هشام بنحوه
باب التحفظ من البول كي لا يصيب البدن والثياب والتغليظ في ترك
غسلها إذا أصاب البدن أو الثياب
حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن بن عباس قال
مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان مكة أو المدينة فسمع صوت
32

إنسانين يعذبان في قبورهما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعذبان وما يعذبان في
كبير ثم قال بلى كأن أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي
بالنميمة ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما
كسرة فقيل له لم فعلت هذا قال لعله يخفف عنهما ما لم تيبسا
أو إلى أن ييبسا
33 حدثنا يوسف بن موسى ثنا وكيع ثنا الأعمش سمعت مجاهدا يحدث
عن طاوس عن بن عباس
قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبرين بمثله
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن استقبال القبلة
واستدبارها عند الغائط والبول بلفظ عام مراده خاص
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان ثنا
الزهري وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن الزهري عن عطاء المؤذن
عن أبي أيوب الأنصاري
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تستقبلوا القبلة بغائط ولا بول ولا تستدبروها
ولكن شرقوا أو غربوا
قال أبو أيوب فقدمنا الشام فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو القبلة
فننحرف عنها ونستغفر الله
هذا لفظ حديث عبد الجبار
33

باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرخصة في البول مستقبل
القبلة بعد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عنه مجملا غير مفسر قد يحسب من
لم يتبحر العلم أن البول مستقبل القبلة جائز لكل بائل وفي أي موضع
كان ويتوهم من لا يفهم العلم ولا يميز بين المفسر والمجمل أن فعل
النبي صلى الله عليه وسلم في هذا ناسخ لنهيه عن البول مستقبل القبلة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا وهب يعني بن
جرير بن حازم حدثني أبي قال سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن أبان بن صالح
عن مجاهد عن جابر بن عبد الله قال
نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نستقبل القبلة ببول فرأيته قبل أن يقبض
بعام يستقبلها
باب ذكر الخبر المفسر للخبرين الذين ذكرتهما في البابين المتقدمين
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن استقبال القبلة واستدبارها عند
الغائط والبول في الصحاري والمواضع اللواتي لا سترة فيها وأن الرخصة
في ذلك في الكنف والمواضع التي فيها بين المتغوط والبائل وبين
القبلة حائط أو سترة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا
حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله وحدثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا عبد الأعلى ثنا
عبيد الله وحدثنا محمد بن معاوية البغدادي ثنا هشيم عن يحيى بن سعيد وحدثنا محمد
بن الوليد قال حدثنا عبد الوهاب يعني الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد
وحدثنا محمد بن عبد الله المخزومي ثنا أبو هشام يعني المخزومي ثنا وهيب عن عبيد الله
34

ويحيى بن سعيد وإسماعيل بن أمية وحدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي
ثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب أخبرني بن عجلان قال بندار في حديثه
قال حدثني وقال يحيى بن حكيم قال حدثنا وقال محمد
بن الوليد قال سمعت
وقال الآخرون عن محمد بن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن بن عمر قال
دخلت على حفصة ابنة عمر فصعدت على ظهر البيت فأشرفت على
النبي صلى الله عليه وسلم وهو على خلائه مستدبر القبلة متوجه نحو الشام
هذا لفظ حديث عبد الأعلى وفي خبر أبي هشام مستقبل
القبلة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا صفوان بن عيسى
عن الحسن بن ذكوان عن مروان الأصغر قال
رأيت بن عمر أناخ راحلته مستقبل القبلة ثم جلس يبول
إليها قلت أبا عبد الرحمن أليس قد نهي عن هذا قال بلى
إنما نهي عن ذلك في الفضاء فإذا كان بينك وبين القبلة شئ يسترك
فلا بأس
باب الرخصة في البول قائما
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي ثنا أبو عوانة
وحدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع كلاهما عن الأعمش وحدثنا أبو موسى محمد بن
المثنى ثنا بن أبي عدي عن شعبة وحدثنا بشر بن خالد العسكري ثنا محمد يعني بن
جعفر عن شعبة عن سليمان وهو الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة
35

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى سباطة قوم فبال قائما ثم توضأ ومسح على
خفيه
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا نصر بن علي ثنا الفضيل بن سليمان
أنا أبو حازم قال
رأيت سهل بن سعد يبول قائما فإنه تحدث ذلك عليه وقال قد
رأيت من هو خير مني فعله
باب استحباب تفريج الرجلين عند البول قائما إذ هو أحرى أن
لا ينشر البول على الفخذين والساقين
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي
ثنا يونس بن محمد ثنا حماد بن سلمة عن حماد بن أبي سليمان وعاصم بن بهدلة عن أبي
وائل عن المغيرة بن شعبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على سباطة بني فلان ففرج رجليه وبال قائما
باب كراهية تسمية البائل مهريقا أحمد للماء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ثنا
سفيان عن إبراهيم بن عقبة وابن أبي حرملة عن كريب عن بن عباس قال أخبرني
أسامة بن زيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم بال في الشعب ليلة المزدلفة ولم يقل إهراق الماء
باب الرخصة في البول في الطساس
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا سليم
36

يعني بن أخضر عن بن عون عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
كنت مسندة النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدري فدعى بطست فبال فيها ثم
مال فمات
باب النهي عن البول في الماء الراكد الذي لا يجري وفي نهيه عن ذلك
دلالة على إباحة البول في الماء الجاري
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي
حدثنا سفيان هو بن عيينة عن أيوب السختياني عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
وعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أبي الزناد عن موسى بن أبي عثمان عن أبيه عن
أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يبولن أحدكم في الماء الذي لا يجري
ثم يغتسل منه
وقال المخزومي في الماء الدائم ثم يغتسل منه
باب النهي عن التغوط على طريق المسلمين وظلهم الذي هو مجالسهم
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل ثنا العلاء
بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا اللعنتين أو اللعانين قيل وما
هما قال الذي يتخلى في طريق الناس أو ظلهم
قال أبو بكر وإنما استدللت على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله أو ظلهم
الظل الذي يستظلون به إذا جلسوا مجالسهم بخبر عبد الله بن جعفر أن
37

النبي صلى الله عليه وسلم كان أحب ما استتر به في حاجته هدفا أو حائش نخل إذ
الهدف هو الحائط والحائش من النخل النخلات المجتمعات وإنما سمي
البستان حائشا بعد لكثرة أشجاره ولا يكاد الهدف يكون إلا وله ظل إلا
وقت استواء الشمس فأما الحائش من النخل فلا يكون وقت من الأوقات
بالنهار إلا غنم ظل والنبي صلى الله عليه وسلم قد كان يستحب أن يستتر الإنسان في
الغائط بالهدف والحائش وإن كان لهما ظل
باب النهي عن مس الذكر باليمين
حدثنا علي بن خشرم حدثنا عيسى يعني بن يونس عن معمر بن راشد
عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه
باب الاستعاذة من الشيطان الرجيم عند دخول المتوضأ
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا عبد الرحمن بن مهدي
ومحمد بن جعفر قالا حدثنا شعبة وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد
يعني بن الحارث ثنا شعبة وحدثنا يحيى بن حكيم ثنا بن أبي عدي حدثنا شعبة
وحدثنا يحيى بن حكيم أيضا قال حدثنا أبو داود ثنا شعبة عن قتادة قال سمعت النضر
بن أنس يحدث عن زيد بن أرقم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخلها أحدكم
فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث
38

هذا حديث بندار غير أنه قال عن النضر بن أنس وكذا قال يحيى بن حكيم في
حديث بن أبي عدي عن النضر بن أنس
باب إعداد الأحجار للاستنجاء عند إتيان الغائط
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر ثنا أبو عبد الله سعيد الأشج حدثنا
زياد بن الحسن بن فرات عن أبيه عن جده عن عبد الرحمن بن الأسود عن علقمة عن عبد الله
قال أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتبرز فقال إئتني بثلاثة أحجار فوجدت له
حجرين وروثة حمار فأمسك الحجرين وطرح الروثة وقال هي رجس
باب النهي عن المحادثة على الغائط
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى نا
عبد الرحمن بن مهدي ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن عياض قال
حدثني أبو سعيد الخدري قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يخرج الرجلان يضربان الغائط
كاشفين عن عورتهما يتحدثان فإن الله عز وجل يمقت على ذلك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا به محمد بن يحيى حدثنا سلم بن إبراهيم
يعني الوراق قال حدثنا عكرمة بن عمار يحيى بن أبي كثير عن عياض بن هلال
بهذا الإسناد نحوه
قال أبو بكر وهذا هو الصحيح هذا الشيخ هو عياض بن هلال روى عنه يحيى
39

بن أبي كثير غير حديث وأحسب الوهم من عكرمة بن عمار حين قال عن هلال بن
عياض
باب النهي عن نظر المسلم إلى عورة أخيه المسلم
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا محمد بن رافع نا محمد بن إسماعيل
بن أبي فديك أخبرنا الضحاك بن عثمان عن زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد
عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر
المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد
ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد
باب كراهية رد السلام يسلم على البائل
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا
أبو داود الحفري عن سفيان وحدثنا محمد بن بشار نا أبو أحمد يعني الزبير
حدثنا سفيان الثوري عن الضحاك بن عثمان عن نافع عن بن عمر
أن رجلا مر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه
السلام
40

جماع أبوب الاستنجاء بالأحجار
باب الأمر بالاستطابة بالأحجار والدليل على أن الاستطابة بالأحجار
يجزي دون الماء
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف
بن موسى قالا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد
عن سلمان قال
قال له بعض المشركين وكانوا يستهزءون به إني أرى صاحبكم
يعلمكم حتى الخراءة قال سلمان أجل أمرنا أن لا نستقبل القبلة
ولا نستنجي بأيماننا ولا نكتفي بدون ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ولا عظم
غير أن الدورقي قال قال بعض المشركين لسلمان
باب الأمر بالاستطابة بالأحجار وترا لا شفعا
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا
بن وهب أخبرني يونس بن يزيد وحدثنا يونس أيضا حدثنا بن وهب أن مالكا
حدثه وحدثنا عتبة بن عبد الله أخبرنا بن المبارك أخبرنا يونس وحدثنا يحيى بن
حكيم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس ومالك عن الزهري عن أبي إدريس الخولاني
عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من توضأ فليستنثر ومن استجمر فليوتر
41

وفي حديث بن المبارك أخبرني أبو إدريس الخولاني أنه سمع أبا هريرة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر قال سمعت يونس يقول
سئل بن عيينة عن معنى قوله ومن استجمر فليوتر قال
فسكت بن عيينة فقيل له أترضى بما قال مالك قال وما قال مالك
قيل قال مالك الاستجمار الاستطابة بالأحجار فقال بن عيينة
إنما مثلي ومثل مالك كما قال الأول
وابن اللبون إذا ما لز في قرن * لم يستطع صولة البزل الطالقاني
باب ذكر الدليل على أن الأمر بالاستطابة وترا هو الوتر الذي يزيد
على الواحد الثلاث فما فوقه من الوتر إذ الواحد قد يقع عليه اسم
الوتر والاستطابة بحجر واحد غير مجزية إذ النبي صلى الله عليه وسلم
قد أمر أن لا يكتفي بدون ثلاثة أحجار في الاستطابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش
وحدثنا يعقوب بن إبراهيم نا عيسى بن يونس نا الأعمش وحدثنا أبو موسى نا عبد
الرحمن يعني بن مهدي عن سفيان عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استجمر أحدكم فليستجمر
ثلاثا
باب الدليل على أن الأمر بالوتر في الاستطابة أمر استحباب لا أمر
إيجاب وأن من استطاب بأكثر من ثلاثة بشفع لا بوتر غير عاص
في فعله إذ تارك الاستحباب غير الإيجاب تارك فضيلة لا فريضة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو غسان مالك بن سعد القيسي نا روح
42

يعني بن عبادة ثنا أبو عامر الخزاز عن عطاء عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استجمر أحدكم فليوتر فإن الله وتر يحب
الوتر أما ترى السماوات سبعا والأرض سبعا والطواف سبعا وذكر أشياء
(61) باب النهي عن الاستطابة باليمين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا بشر بن
المفضل نا هشام بن أبي عبد الله الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
عن أبيه أبي قتادة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء وإذا
أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه وإذا تمسح فلا يتمسح بيمينه
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا علي بن حجر أخبرنا بن المبارك عن
الأوزاعي وحدثنا نصر بن الاستثناء المصري حدثنا عمرو يعني بن أبي سلمة
عن الأوزاعي حدثني يحيى يعني بن أبي كثير حدثني عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري
قال حدثني أبي
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا بال أحدكم فلا يمس ذكره بيمينه
ولا يستنج بيمينه ولا يتنفس في الإناء
هذا حديث عمرو بن أبي سلمة وقال علي بن حجر في كلها عن عن
باب النهي عن الاستطابة بدون ثلاثة أحجار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا بن
عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة
43

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أنا لكم مثل الوالد لولده فلا يستقبل
أحدكم القبلة ولا يستدبرها يعني في الغائط ولا يستنجي بدون ثلاثة
أحجار ليس فيها روث ولا رمة
باب الدليل على النهي عن الاستطابة بدون ثلاث أحجار وأن
الاستطابة بدون ثلاثة أحجار لا يكفي دون الاستنجاء بالماء لأن
المستطيب بدون ثلاثة أحجار عاص في فعله وأن استنجى بعده بالماء
والنهي عن الاستنجاء بالعظام والرجيع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الله بن سعيد بن الأشج نا بن نمير عن
الأعمش عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن يزيد عن سلمان قال
قال المشركون لقد علمكم صاحبكم حتى يوشك أن يعلمكم الخراءة
قال أجل نهانا أن نستقبل القبلة أو نستنجي بأيماننا أو بالعظم أو
بالرجيع وقال لا يكتفي أحدكم دون ثلاثة أحجار
باب ذكر العلة التي من أجلها زجر عن الاستنجاء بالعظام والروث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى
بن عبد الأعلى عن داود وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا يحيى يعني بن أبي زائدة
قال أخبرني داود بن أبي هند عن عامر قال
سألت علقمة هل كان بن مسعود شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن
فقال علقمة أنا سألت بن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن فقال لا ولكن كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات
ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير أو اغتيل
44

قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم فلما أصبحنا فإذا هو جاء من قبل
حراء قال فقلنا يا رسول الله فقدناك بوصلة فلم نجدك فبتنا
بشر ليلة بات بها قوم قال أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم
القرآن قال فانطلق بنا فأرانا نيرانهم قال وسألوه الزاد فقال
لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أو فرما يكون لحما وكل
بعر علفا لدوابكم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تستنجوا بهما فإنها طعام
إخوانكم
هذا حديث عبد الأعلى
وفي حديث بن أبي زائدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تستنجوا
بالعظم ولا بالبعر فإنه زاد إخوانكم من الجن
جماع أبواب الاستنجاء بالماء
باب ذكر ثناء الله عز وجل على المتطهرين بالماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسماعيل بن أبي أويس
حدثني أبي عن شرحبيل بن سعد عن عويم بن ساعدة الأنصاري ثم العجلاني
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأهل قباء إن الله قد أحسن عليكم الثناء في
الطهور وقال فيه رجال يحبون أن يتطهروا حتى انقضت الآية فقال
45

لهم ما هذا الطهور فقالوا ما نعلم شيئا إلا أنه كان لنا جيران من
اليهود وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا
باب ذكر استنجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا بن علية
حدثني روح بن القاسم نا عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تبرز لحاجة أتيته بماء فيتغسل يقول به
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خالد بن خداش الزهراني
نا سالم بن قتيبة عن شعبة عن عطاء بن أبي ميمونة عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب لحاجته ذهبت معه بعكاز وإداوة فإذا
خرج فمسح بالماء وتوضأ من الإداوة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري
حدثني أبي حدثنا شعبة عن أبي معاذ قال سمعت أنسا يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج لحاجته اتبعناه أنا وغلام آخر بإداوة
من ماء
قال أبو بكر أبو معاذ هذا هو عطاء بن أبي ميمونة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا محمد بن جعفر نا شعبة
عن عطاء بن أبي ميمونة أنه سمع أنس بن مالك يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من
ماء وغيره فيستنجي بالماء
46

باب تسمية الاستنجاء بالماء فطرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى حدثنا وكيع وحدثنا
محمد بن رافع نا عبد الله بن نمير وحدثنا عبدة بن عبد الله الهدي أخبرنا محمد بن
بشر قالوا حدثنا زكريا وهو بن أبي زائدة نا مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب
عن عبد الله بن الزبير أن عائشة حدثته
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عشر من الفطرة قص الشارب واستنشاق
الماء والسواك وإعفاء اللحية ونتف الإبط وحلق العانة وانتقاص
الماء وقص الأظفار وغسل البراجم
قال عبدة في حديثه والعاشرة لا أدري ما هي إلا أن تكون المضمضة
وفي حديث وكيع قال مصعب نسيت العاشر ة إلا أن تكون المضمضة
قال وكيع انتقاص الماء إذا نضحه بالماء نقص
ولم يذكر بن رافع العاشرة ابن سفيان ولا شك
باب دلك اليد بالأرض وغسلهما بعد الفراغ من الاستنجاء بالماء
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا محمد بن يحيى ثنا أبو نعيم ثنا أبان
بن عبد الله الأسماء حدثني إبراهيم بن جرير عن أبيه
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دخل الغيضة فقضى حاجته فأتاه جرير بإداوة من
ماء فاستنجى بها قال ومسح يده بالتراب
47

باب القول عند الخروج من المتوضأ
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا أبو موسى محمد بن المثنى نا يحيى
بن أبي بكير نا إسرائيل عن يوسف بن أبي بردة عن أبيه قال دخلت على عائشة
فسمعتها تقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط قال غفرانك
حدثنا محمد بن أسلم حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل بهذا مثله
جماع أبواب ذكر الماء الذي لا ينجس والذي
ينجس إذا خالطته نجاسة
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في نفي تنجيس الماء بلفظ مجمل
غير مفسر بلفظ عام مراده خاص
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي ومحمد بن يحيى
القطعي قالا حدثنا محمد بن بكر نا شعبة عن سماك عن عكرمة عن بن عباس قال
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ فقال امرأة من نسائه يا رسول الله
إني قد توضأت من هذا فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم وقال الماء لا ينجسه شئ
هذا حديث أحمد بن المقدام
48

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله الماء لا ينجسه شئ بعض المياه لا كلها
وإنما أراد الماء الذي هو قلتان فأكثر لا ما دون القلتين منه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي وموسى
بن عبد الرحمن المسروقي وأبو الأزهر حوثرة بن محمد البصري قالوا حدثنا أبو أسامة
نا الوليد بن كثير عن محمد بن جعفر بن الزبير أن عبيد الله بن عبد الله بن عمر حدثهم
أن أباه عبد الله بن عمر حدثهم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الماء وما ينوبه من الدواب والسباع فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث
هذا حديث حوثرة
وقال موسى بن عبد الرحمن عن عبد الله بن عبد الله
بن عمر عن أبيه وقال أيضا لم ينجسه شئ
وأما المخرمي فإنه حدثنا به مختصرا وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا كان الماء قلتين لم يحمل الخبث ولم يذكر مسألة النبي صلى الله عليه وسلم عن
الماء وما ينوبه من السباع والدواب
باب النهي عن اغتسال الجنب في الماء الدائم بلفظ عام مراده خاص
وفيه دليل على أن قوله صلى الله عليه وسلم الماء لا ينجسه شئ لفظ عام مراده
خاص على ما بينت قبل أراد الماء الذي يكون قلتين فصاعدا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب
49

أخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن عبد الله حدثه أن أبا السائب مولى هشام بن زهرة
حدثه أنه سمع أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب قال كيف يفعل
يا أبا هريرة قال يتناوله تناولا
باب النهي عن الوضوء من الماء الدائم الذي قد بيل فيه والنهي عن
الشرب منه بذكر لفظ عام مراده خاص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا أنس بن
عياض عن الحارث وهو بن أبي ذباب عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال
لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه أو يشرب
باب الأمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
إنما أمر بغسل الإناء من ولوغ الكلب تطهيرا للإناء لا على ما أدعي بعض
أهل العلم أن الأمر بغسله أمر تعبد وأن الإناء طاهر والوضوء
والاغتسال بذلك الماء جائز وشرب ذلك الماء طلق مباح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا بن علية
عن هشام بن حسان وحدثنا محمد بن بشار حدثنا إبراهيم بن صدقة وحدثنا إسماعيل
بن بشير بن منصور السليمي نا عبد الأعلى وحدثنا محمد بن يحيى القطعي نا محمد
بن مروان قالوا نا هشام بن حسان وحدثنا جميل بن الحسن قال حدثنا محمد بن مروان عن هشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسل سبع مرات
50

الأولى منهن بالتراب
وقال الدورقي أولها بتراب وقال القطعي أولها بالتراب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا جميل بن الحسن نا أبو همام يعني محمد
بن مروان حدثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة قال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم
إذا شرب الكلب من الإناء فإن طهوره أن يغسل سبع مرات أولها
بتراب
باب الأمر بإهراق الماء الذي ولغ فيه
الكلب وغسل الإناء من ولوغ الكلب وفيه دليل على نقض قول من زعم أن الماء طاهر والأمر بغسل
الإناء تعبد إذ غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهراقة ماء طاهر غير نجس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسماعيل بن الخليل
حدثنا بن علي أخبرنا الأعمش عن أبي رزين وأبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه وليغسله سبع مرات وإذا
انقطع شسع أحدكم فلا يمش فيه حتى يصلحه
51

باب النهي عن غمس المستيقظ من النوم يده في الإناء قبل غسلها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن
المخزومي قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في الإناء حتى يغسلها
ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده
هذا حديث عبد الجبار غير أنه قال عن أبي هريرة رواية
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله فإنه لا يدري أين
باتت يده منه أي أنه لا يدري أين أتت يده من جسده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد بخبر غريب نا محمد بن
جعفر نا شعبة عن خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم
إذا استيقظ أحدكم من نومه فلا يغمس يده في إنائه أو في وضوئه
حتى يغسلها فإنه لا يدري أين أتت يده منه
باب ذكر الدليل على أن الماء إذا خالطه فرث ما يؤكل لحمه لم ينجس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
52

أخبرني عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن عتبة بن أبي عتبة عن نافع بن جبير عن
عبد الله بن عباس
أنه قيل لعمر بن الخطاب حدثنا من شأن ساعة العسرة فقال
عمر خرجنا إلى تبوك في قيظ شديد فنزلنا منزلا أصابنا فيه عطش
حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع حتى أن كان الرجل ليذهب يلتمس الماء
فلا يرجع حتى يظن أن رقبته ستنقطع حتى أن الرجل ينحر
بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده فقال أبو بكر
الصديق يا رسول الله إن الله قد عودك في الدعاء خيرا فادع لنا فقال
أتحب ذلك قال نعم فرفع يده فلم يرجعهما حتى قالت السماء
فاظلمت ثم سكبت فملأوا ما معهم ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جازت
العسكر
قال أبو بكر فلو كان ماء الفرث إذا عصر نجسا لم يجز للمرء أن
يجعله على كبده فينجس بعض بدنه وهو غير واجد لماء طاهر يغسل
موضع النجس منه فأما شرب الماء النجس عند خوف التلف إن لم يشرب
ذلك الماء فجائز إحياء النفس بشرب ماء نجس إذ الله عز وجل قد أباح
عند الاضطرار إحياء النفس بأكل الميتة والدم ولحم الخنزير إذا خيف
التلف إن لم يأكل ذلك والميتة والدم ولحم الخنزير نجس محرم على
المستغني عنه مباح للمضطر إليه لإحياء النفس بأكله فكذلك جائز
للمضطر إلى الماء النجس أن يحيي نفسه بشرب ماء نجس إذا خاف
53

التلف على نفسه بترك شربه فأما أن يجعل ماء نجسا على بعض بدنه
والعلم محيط أنه إن لم يجعل ذلك الماء النجس على بدنه لم يخفف التلف
على نفسه ولا كان في إمساس ذلك الماء النجس بعض بدنه إحياء نفسه
بذلك ولا عنده ماء طاهر يغسل ما نجس من بدنه بذلك الماء فهذا غير
جائز ولا واسع لأحد فعله
باب الرخصة في الوضوء بسؤر الهرة والدليل على أن خراطيم ما يأكل
الميتة من السباع ومما لا يجوز أكل لحمه من الدواب والطيور إذا ماس
الماء الذي دون القلتين ولا نجاسة مرئية بخراطيمها الذي ومناخيرها لأن إن ذلك
لا ينجس الماء إذ العلم محيط أن الهرة تأكل الفأر وقد أباح النبي
صلى الله عليه وسلم الوضوء بفضل سؤرها فدلت سنته على أن خرطوم ما يأكل
الميتة إذا ماس الماء الذي دون القلتين لم ينجس ذلك خلا الكلب الذي قد
حض النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بغسل الإناء من ولوغه سبعا وخلا الخنزير
الذي هو أنجس من الكلب أو مثله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو حاتم محمد بن إدريس نا محمد بن
عبد الله بن أبي جعفر الرازي حدثنا سليمان بن مسافع بن شيبة الحجبي قال سمعت
منصور بن صفية بنت شيبة يحدث عن أمه صفية عن عائشة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لهم
إنها ليست بنجس هي كبعض أهل البيت يعني الهرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إبراهيم بن الحكم
54

بن أبان حدثني أبي عن عكرمة قال
كان أبو قتادة يتوضأ من الإناء والهرة تشرب منه
وقال عكرمة قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الهرة من متاع
البيت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أن مالكا حدثه عن إسحاق بن عبد الله وهو بن أبي طلحة عن حميدة بنت
عبيد بن رفاعة عن كبشة بنت كعب بن مالك وكانت تحت بن أبي قتادة
أن أبا قتادة دخل عليها فسكبت له وضوءا فجاءت هرة تشرب
منه فأصغى لها أبو قتادة الإناء حتى شربت
قالت كبشة فرآني أنظر إليه فقال أتعجبين يا بنت أخي
قالت فقلت نعم فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إنها ليست بنجس إنما هي من الطوافين عليكم أو الطوافات
باب ذكر الدليل على أن سقوط الذباب في الماء لا ينجسه وفيه ما دل
على أن لا نجاسة في الأحياء وأن كان لا يجوز أكل لحمه إلا ما
خص به النبي صلى الله عليه وسلم الكلب وكل ما يقع عليه اسم الكلب من السباع
إذ الذباب لا يؤكل وهو من الخبائث التي أعلم الله أن نبيه المصطفى
يحرمها في قوله ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث وقد
أعلم صلى الله عليه وسلم أن سقوط الذباب في الإناء لا ينجس ما في الإناء من الطعام
والشراب لأمره بغمس الذباب في الإناء إذا سقط فيه وإن كان
الماء أقل من قلتين
55

أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني نا
بشر بن المفضل نا محمد بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء
وإنه يتقى بجناحه الذي فيه الداء فليغمسه كله ثم لينتزعه
باب إباحة الوضوء بالماء المستعمل والدليل على أن الماء إذا غسل به
بعض أعضاء البدن أو جميعه لم ينجس الماء وكان الماء طاهرا لا نجاسة
عليه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال
سمعت محمد بن المنكدر يقول سمعت جابر بن عبد الله يقول
مرضت فجاءني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني وأبو بكر ماشيين فوجدني
قد أغمي علي فتوضأ فصبه علي فأفقت فقلت يا رسول الله كيف
أصنع في مالكا كيف أمضي في مالكا فلم يجبني بشئ حتى نزلت
آية يفرق إن امرء هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك
الآية وقال مر حتى نزلت آية الكلالة
باب إباحة الوضوء من فضل وضوء المتوضئ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا عبيدة بن حميد
نا الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن جابر بن عبد الله قال
56

سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحضرت الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما في
القوم طهور قال فجاء رجل بفضل ماء في إداوة قال فصبه في قدح فتوضأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم إن القوم أتوا بقية الطهور فقال تمسحوا
به فسمعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال على رسلكم فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم يده
في القدح في جوف الماء ثم قال أسبغوا الطهور فقال جابر بن عبد
الله والذي أذهب بصري قال وكان قد ذهب بصره لقد رأيت الماء
ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرفع يده حتى توضؤوا أجمعون
قال عبيدة قال الأسود حسبته قال كنا مائتين أو زيادة
باب إباحة الوضوء من فضل وضوء المرأة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق عن بن
جريج وحدثنا عبد الله بن إسحاق الجوهري أخبرنا أبو عاصم عن بن جريج قال
أخبرني عمرو بن دينار قال أكبر علمي والذي يخطر على بالي أن أبا الشعثاء أخبرني
أنهه سمع بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتوضأ بفضل ميمونة
باب إباحة الوضوء بفضل غسل المرأة من الجنابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى وأحمد بن منيع
قالا حدثنا أبو أحمد وهو الزبيري ثنا سفيان وحدثنا عتبة بن عبد الله أخبرنا بن
المبارك أخبرنا سفيان وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن سفيان عن سماك
بن حرب عن عكرمة عن بن عباس
57

أن امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اغتسلت من الجنابة فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم
أو اغتسل من فضلها
هذا حديث وكيع
وقال أحمد بن منيع فتوضأ النبي صلى الله عليه وسلم من فضلها
وقال أبو موسى وعتبة بن عبد الله فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ من
فضلها فقالت له فقال الماء لا ينجسه شئ
باب الدليل على أن سؤر الحائض ليس بنجس وإباحة الوضوء والغسل
به إذ هو طاهر غير نجس إذ لو كان سؤر حائض نجسا لما شرب
النبي صلى الله عليه وسلم ماءا نجسا غير مضطر إلى شربه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن مسعر
بن كدام عن المقدام بن شريح عن أبيه عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بالإناء فأبدأ فأشرب وأنا حائض ثم
يأخذ الإناء فيضع فاه على موضع في وآخذ العرق فأعضه ثم يضع
فاه على موضع في
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن مسعر وسفيان عن
المقدام بن شريح بهذا الإسناد نحوه
باب الرخصة في الغسل والوضوء من ماء البحر إذ ماؤه طهور ميتته
حل ضد قول من كره الوضوء والغسل من ماء البحر وزعم أن
تحت البحر نارا وتحت النار بحرا حتى عد سبعة أبحر سبعة
58

نيران وكره الوضوء والغسل من مائة لهذه العلة زعم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
عبد الله بن وهب أن مالكا حدثه قال حدثني صفوان بن سليم عن سعيد بن سلمة
من آل بن الأزرق أن المغيرة بن أبي بردة وهو من بني عبد الدار أخبره أنه
سمع أبا هريرة يقول
سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إنا نركب البحر ونحمل
القليل من الماء فإن توضأنا منه عطشنا أفنتوضأ من ماء البحر فقال
هو الطهور ماؤه الحلال ميتته
هذا حديث يونس
وقال يحيى بن حكيم عن صفوان بن سليم ولم يقل من آل بن
الأزرق ولا من بني عبد الدار وقال نركب البحر أزمانا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن حنبل
نا أبو القاسم بن أبي الزناد حدثني إسحاق بن حازم عن بن مقسم قال
أحمد يعني عبيد الله عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن البحر قال هو الطهور ماؤه والحلال ميتته
باب الرخصة في الوضوء والغسل من الماء الذي يكون في أواني أهل
الشرك وأسقيتهم والدليل على أن الإهاب يطهر بدباغ المشركين إياه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان
59

وابن أبي عدي وسهل بن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قالوا حدثنا عوف
عن أبي رجال حدثنا عمران بن حصين قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فدعا فلانا ودعا علي بن أبي طالب
فقال إذهبا فابغيا لنا الماء فانطلقا فلقيا امرأة بين سطيحتين أو
بين مزادتين على بعير فقالا لها أين الماء قال عهدي بالماء أمس
هذه الساعة ونفرنا خلوفا فقال لها انطلقي فقالت أين قالا
لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هذا
الذي يقال له الصابئ قالا لها هو الذي تعنين فانطلقا فجاءا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثاه الحديث
فقال استنزلوها وقد من بعيرها ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فجعل فيه
أفواه المزادتين أو السطيحتين قالا ثم مضمض ثم أعاد في أفواه
المزادتين أو السطيحتين ثم أطلق أفواههما ثم نودي في الناس
أن اسقوا واستقوا وذكر الحديث بطوله
باب الرخصة في الوضوء الماء يكون في جلود الميتة إذا دبغت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبدة بن عبد الله الهدي أخبرنا يحيى
بن آدم عن مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أخيه عن بن عباس قال
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ من سقاء فقيل له إنه ميتة قال دباغه
يذهب بخبثه أو نجسه أو رجسه
باب الدليل على أن أبوال ما يؤكل لحمه ليس بنجس ولا ينجس
الماء إذا خالطه إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بشرب أبوال الإبل مع ألبانها
60

ولو كان نجسا لم يأمر بشربه وقد أعلم أن لا شفاء في المحرم وقد
أمر بالاستشفاء بأبوال الإبل ولو كان نجسا كان محرما كان داء
لا دواء وما كان فيه شفاء كما أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سئل أيتداوى
بالخمر فقال إنما هي داء وليست بدواء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا يزيد
يعني بن زريع نا سعيد نا قتادة أن أنس بن مالك حدثهم
أن أناسا أو رجالا من عكل وعرينة قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة فتكلموا بالإسلام وقالوا يا رسول الله إنا أهل ضرع ولم
نكن أهل ريف فاستوحشوا المدينة فأمر لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود
وراع وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من أبوالها وألبانها فذكر
الحديث بطوله
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في إجازة الوضوء بالمد من الماء
أوهم بعض العلماء أن توقيت المد من الماء للوضوء توقيت لا يجوز
الوضوء بأقل منه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا عبد الرحمن يعني
بن مهدي نا شعبة عن عبد الله بن عبد الله بن جبر بن عتيك قال سمعت أنس بن مالك يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمكوك ويغتسل بخمسة مكاكي
قال أبو بكر المكوك في هذا الخبر المد نفسه
باب ذكر الدليل على أن توقيت المد من الماء للوضوء أن الوضوء
61

بالمد يجزئ لا إنه لا يسع المتوضئ أن يزيد على المد أو ينقص
منه إذ لو لم يجزئ الزيادة على ذلك ولا النقصان منه كان على المرء
إذا أراد الوضوء أن يكيل مدا من ماء فيتوضأ به لا يبقى منه
شيئا وقد يرفق المتوضئ بالقليل من الماء فيكفي بغسل أعضاء الوضوء
ويخرق بالكثير فلا يكفي لغسل أعضاء الوضوء
حدثنا هارون بن إسحاق الهمذاني من كتابه حدثنا بن فضيل عن حصين
ويزيد بن أبي زياد عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجزئ من الوضوء المد ومن الجنابة الصاع
فقال له رجل لا يكفينا ذلك يا جابر فقال قد كفى من هو خير
منك وأكثر شعرا
قال أبو بكر في قوله صلى الله عليه وسلم يجزئ من الوضوء المد دلالة على أن
توقيت المد من الماء للوضوء أن ذلك يجزي لا أنه لا يجوز النقصان
منه ولا الزيادة فيه
باب الرخصة في الوضوء بأقل من قدر المد من الماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب
الهمداني نا يحيى بن أبي زائدة عن شعبة عن بن زيد وهو حبيب بن زيد عن عباد
بن تميم عن عبد الله بن زيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بثلثي الفساد فجعل يدلك ذراعه
باب ذكر الدليل أن لا توقيت في قدر الماء الذي يتوضأ به المرء
فيضيق على المتوضئ أن يزيد عليه أو ينقص منه إذ لو كان لقدر الماء
62

الذي يتوضأ به المرء مقدارا لا يجوز أن يزيد عليه ولا ينقص منه شيئا
لما جاز أن يجتمع اثنان ولا جماعة على إناء واحد فيتوضؤوا علي منه
جميعا والعلم محيط أنهم إذا اجتمعوا على إناء واحد يتوضؤون منه
فإن بعضهم أكثر حملا للماء من بعض
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا محمد بن جعفر
نا معمر عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت
كنت أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم نتوضأ من إناء واحد
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا هارون بن إسحاق الهمداني نا أبو خالد
عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال
كنا نتوضأ رجالا ونساء ونغسل أيدينا في إناء واحد على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر
قال سمعت عبيد الله عن نافع عن عبد الله
أنه أبصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون
والنساء معهم الرجال والنساء من إناء واحد كلهم يتطهر منه
باب استحباب القصد في صب الماء وكراهة التعدي فيه والأمر
باتقاء وسوسة الماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو داود نا خارجة
63

بن مصعب عن يونس عن الحسن عن عتي بن ضمرة السعدي عن أبي بن كعب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للوضوء شيطانا يقال له ولهان فاتقوا
وسواس الماء
جماع أبواب الأواني اللواتي يتوضأ فيهن أو يغتسل
باب إباحة الوضوء والغسل في أواني النحاس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قال محمد
بن يحيى سمعت عبد الرزاق وقال بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه صبوا علي من سبع
قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس
قالت عائشة فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس وسكبنا عليه
الماء منهن حتى طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا به محمد بن يحيى مرة نا عبد الرزاق مرة
أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة
بمثله غير أنه لم يقلمن نحاس ولم يقل ثم خرج
باب إباحة الوضوء من أواني الزجاج ضد قول بعض المتصوفة الذي
يتوهم أن اتخاذ أواني الزجاج من الإسراف إذا الخزف أصلب وأبقى
64

من الزجاج
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد يعني
بن زيد عن ثابت عن أنس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بوضوء فجئ بقدح فيه ماء أحسبه قال
قدح زجاج فوضع أصابعه فيه فجعل القوم يتوضئون الأول فالأول
فحزرتهم ما بين السبعين إلى الثمانين فجعلت أنظر إلى الماء كأنه ينبع
من بين أصابعه
قال أبو بكر روى هذا الخبر غير واحد عن حماد بن زيد فقالوا
رحراح مكان الزجاج بلا شك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو النعمان
نا حماد بهذا الحديث
وقال في حديث سليمان بن حارث أتي بقدح زجاج وقال في
حديث أبي النعمان بإناء زجاج
قال أبو بكر والرحراح حتى إنما يكون الواسع من أواني الزجاج
لا العميق منه
باب إباحة الوضوء من الركوة والقعب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا هشيم
65

أخبرنا حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال
عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ركوة يتوضأ
منها إذ جهش الناس نحوه قال فقال ما لكم قالوا ما لنا ماء
نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك قال فوضع يديه
في الركوة ودعا
بما شاء الله أن يدعو قال فجعل الماء يفور من بين أصابعه أمثال العيون
قال فشربنا وتوضأنا قال قلت لجابر كم كنتم قال كنا خمس
عشرة مائة ولو كنا مائة ألف لكفانا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا وهب بن جرير
نا شعبة عن عمرو بن عامر عن أنس بن مالك قال
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بقعب صغير فتوضأ منه فقلت لأنس
أكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ عند كل صلاة قال نعم قلت فأنتم قال
كنا نصلي الصلوات بالوضوء
باب إباحة الوضوء من الجفان والقصاع
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا بن عدي عن
شعبة عن سلمة بن كهيل عن كريب عن بن عباس قال
بت في بيت خالتي ميمونة فبقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي من
الليل فبال ثم غسل وجهه ويديه ثم نام ثم قام وأطلق شناق القربة
فصب في القصعة أو الجفنة فتوضأ وضوءا بين الوضوءين وقام
يصلي فقمت فتوضأت فجئت عن يساره فأخذني فجعلني عن يمينه
66

باب الأمر بتغطية الأواني التي يكون فيها الماء للوضوء بلفظ مجمل
غير مفسر ولفظ عام مراده خاص
حدثنا أبو يونس الواسطي ثنا خالد يعني بن عبد الله عن سهيل
عن أبيه عن أبي هريرة قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بتغطية الوضوء وإيكاء السقاء وإكفاء الإناء
قال أبو بكر قد أوقع النبي صلى الله عليه وسلم اسم الوضوء على الماء الذي يتوضأ
به وهذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتبنا أن العرب
يوقع الاسم على الشئ في الابتداء على ما يؤول إليه الأمر في المتعقب إذ
الماء قبل أن يتوضأ به إنما وقع عليه اسم الوضوء لأنه يؤول إلى أن يتوضأ به
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بتغطية الأواني صارت لا بالنهار جميعا
حدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن بن جريج عن أبي الزبير وحدثنا
أحمد بن سعيد الدارمي ثنا أبو عاصم عن بن جريج عن أبي الزبير إنه سمع جابرا
يقول حدثني أبو حميد قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بقدح لبن من النقيع غير مخمر فقال ألا
خمرته ولو تعرض عليه بعود قال أبو حميد إنما أمر بالأبواب أن
يغلق ليلا وإنما أمر بالأسقية أن يخمر ليلا وقال الدارمي إنما أمر بالآنية
أن تخمر ليلا وبالأوعية تعالى أن توكأ ليلا ولم يذكر الأبواب
67

حدثنا أحمد بن منصور الرمادي أخبرنا بن حجاج يعني بن محمد قال
قال بن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال قال أبو حميد
إنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالأسقية أن توكأ ليلا وبالأبواب أن تغلق ليلا
باب الأمر بتسمية الله عز وجل عند تخمير الأواني والعلة التي من
أجلها أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتخمير الإناء
حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ثنا يحيى بن سعيد عن بن جريج
أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أغلق بابك واذكر اسم الله فإن الشيطان لا يفتح مغلقا وأطفئ
مصباحك واذكر اسم الله وأوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر
إناءك واذكر الله ولو بعود تعرضه عليه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن فطر بن
خليفة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أغلقوا أبوابكم وأوكوا أسقيتكم وخمروا آنيتكم وأطفئوا
سرجكم فإن الشيطان لا يفتح غلقا ولا يحل وكاء ولا يكشف غطاء
وإن الفويسقة ربما أضرمت على أهل البيت بيتهم نارا وكفوا فواشيكم
وأهليكم عند غروب الشمس إلى أن تذهب فجوة العشاء
قال لنا يوسف فحوة العشاء وهذا تصحيف وإنما هو فجوة
العشاء وهي اشتداد الظلام
قال أبو بكر ففي الخبر دلالة على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بتغطية
68

الأواني وإيكاء الأسقية إذ الشيطان لا يحل وكاء السقاء ولا يكشف
غطاء الإناء لا أن ترك تغطية الإناء معصية لله عز وجل ولا أن الماء
ينجس بترك تغطية الإناء إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن الشيطان إذا وجد السقاء
غير موكأ شرب منه فيشبه أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر بإيكاء السقاء
وتغطية الإناء وأعلم أن الشيطان إذا وجد السقاء غير موكأ شرب منه
كان في هذا ما دل على أنه إذا وجد الإناء غير مغطى شرب منه
حدثنا بالخبر الذي ذكرت من إعلام النبي صلى الله عليه وسلم إذا وجد السقاء غير
موكأ شرب منه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسماعيل بن عبد الكريم
الصنعاني أبو هشام نا إبراهيم بن عقيل بن معقل بن منبه عن أبيه عقيل عن وهب بن منبه
قال هذا ما سألت عنه جابر بن عبد الله الأنصاري
وأخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول أوكوا الأسقية وغلقوا الأبواب
إذا رقدتم صارت وخمروا الشراب والطعام فإن الشيطان يأتي فإن
لم يجد الباب مغلقا دخله وإن لم يجد السقاء موكأ شرب منه وإن
وجد الباب مغلقا والسقاء موكأ لم يحل وكأ ولم يفتح مغلقا وإن لم
يجد أحدكم لإنائه ما يخمر به فليعرض عليه عودا
وإنما بدأنا بذكر السواك قبل صفة الوضوء لبدء النبي صلى الله عليه وسلم به قبل الوضوء
عند دخول منزله
باب بدء النبي صلى الله عليه وسلم بالسواك عند دخول منزله
69

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي
ونا يوسف بن موسى حدثنا وكيع قالا حدثنا سفيان وحدثنا محمد بن بشار نا يزيد
بن هارون أخبرنا مسعر حدثنا علي بن خشرم أخبرنا علي يعني بن يونس عن مسعر
كلاهما عن المقدام بن شريح عن أبيه قال
قلت لعائشة بأي شئ كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ إذا دخل البيت
قالت بالسواك وقال يوسف إذا دخل بيته
باب فضل السواك وتطهير الفم به
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن قزعة بن عبيد الهاشمي نا سفيان
بن حبيب عن بن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن عبيد بن عمير عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم السواك مطهرة للفم مرضاة للرب
باب استحباب التسوك عند القيام من النوم للتهجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو حصين بن أحمد بن يونس نا عنز
يعني بن القاسم نا حصين وحدثنا علي بن المنذر وهارون بن إسحاق قالا حدثنا
بن فضيل قال علي قال حدثنا حصين بن عبد الرحمن وقال هارون عن حصين
وحدثنا بندار نا بن أبي عدي عن شعبة عن حصين وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن
المخزومي نا سفيان يعني بن عيينة عن منصور وحدثنا أبو موسى حدثنا
عبد الرحمن نا سفيان عن منصور وحصين والأعمش ونا يوسف بن موسى نا وكيع نا
سفيان عن منصور وحصين كلهم عن أبي وائل عن حذيفة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل للتهجد يشوص فاه بالسواك
70

هذا لفظ حديث هارون بن إسحاق
لم يقل أبو موسى وسعيد بن عبد الرحمن للتهجد
باب فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي لا يستاك لها إن
صح الخبر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم بن
سعيد نا أبي عن محمد بن إسحاق قال فذكر محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب
الزهري عن عروة عن عائشة قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الصلاة التي يستاك لها على الصلاة التي
لا يستاك لها سبعين ضعفا
قال أبو بكر أنا استثنيت صحة هذا الخبر لأني خائف أن يكون
محمد بن إسحاق لم يسمع من محمد بن مسلم وإنما دلسه عنه
باب الأمر بالسواك عند كل صلاة أمر ندب وفضيلة لا أمر وجوب
وفريضة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الواهبي
71

نا محمد بن إسحاق عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد الله بن عبد الله بن عمر
قال
قلت توضأ بن عمر لكل صلاة طاهرا أو غير طاهرا
عمن ذاك قال حدثته أسماء بنت زيد بن الخطاب أن عبد الله بن
حنظلة بن أبي عامر حدثها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بالوضوء لكل صلاة
طاهرا كان أو غير طاهر فلما شق ذلك عليه أمر بالسواك لكل صلاة
فكان بن عمر يري أن به قوة على ذلك فكان لا
يدع الوضوء لكل صلاة
باب ذكر الدليل على أن الأمر بالسواك أمر فضيلة لا أمر فريضة إذ لو
كان السواك فرضا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أمته شق ذلك عليهم أو لم يشق وقد
أعلمه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر به أمته عند كل صلاة لولا أن ذلك
يشق عليهم فدل هذا القول منه صلى الله عليه وسلم أن امره بالسواك أمر
فضيلة وأنه إنما أمر به من يخف ذلك عليه دون من يشق ذلك عليه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن أبي
الزناد وهو عبد الله بن ذكوان عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه
وسلم وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان وهو
بن عيينة بهذا الإسناد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء
والسواك عند كل صلاة
لم يؤكد المخزومي تأخير العشاء
72

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن معبد نا روح بن عبادة نا مالك
عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع
كل وضوء
قال أبو بكر هذا الخبر في الموطأ عن أبي هريرة لولا أن يشق على أمته
لأمرهم بالسواك عند كل وضوء ورواه الشافعي وبشر بن عمر كرواية روح
باب صفة استياك النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا حماد يعني
بن زيد عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبي موسى قال
دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يستن وطرف السواك على لسانه وهو
يقول عا عا
جماع أبواب الوضوء وسننه
باب إيجاب إحداث النية للوضوء والغسل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي وأحمد بن عبدة
الضبي قالا حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة
بن وقاص المؤذن قال سمعت عمر بن الخطاب يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى
73

فمن كانت هجرته إلى الله وإلى رسوله فهجرته إلى الله وإلى رسوله ومن
كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر
إليه
لم يقل أحمد وإنما لامرئ ما نوى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا عبد الوهاب يعني بن
عبد المجيد الثقفي قال سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني محمد بن إبراهيم أنه سمع
علقمة بن وقاص المؤذن يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى
باب ذكر تسمية الله عز وجل عند الوضوء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وعبد الرحمن بن بشر
بن الحكم قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن ثابت وقتادة عن أنس قال
طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا فلم يجدوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم
ههنا ماء فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده في الإناء الذي فيه الماء
ثم قال توضؤوا بسم الله فرأيت الماء يفور من بين أصابعه والقوم يتوضئون
حتى توضؤوا من آخرهم قال ثابت فقلت لأنس كم تراهم كانوا قال نحوا من سبعين
باب الأمر بغسل اليدين ثلاثا عند الاستيقاظ من النوم قبل إدخالهما
الإناء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرنا بشر بن المفضل
74

نا خالد الحذاء عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يغمسن يده
في الإناء حتى يغسلها ثلاثا فإنه لا يدري أين باتت يده
نا بشر بن معاذ بهذا فبلغ وقال من إنائه
باب كراهة معارضة خبر النبي عليه السلام بالقياس والرأي والدليل
على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم يجب قبوله إذا علم المرء به وإن لم يدرك
ذلك عقله ورأيه قال الله عز وجل وما كان لمؤمن ولا
مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من
أمرهم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا
عمي أخبرني بن لهيعة وجابر بن إسماعيل الحضرمي عن عقيل بن خالد عن بن شهاب
عن سالم بن عبد الله عن أبيه قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ أحدكم من منامه فلا يدخل يده في الإناء حتى يغسلها ثلاث مرات فإنه لا يدري أين باتت يده أو أين
طافت يده فقال له رجل أرأيت إن كان حوضا قال فحصبه بن عمر
وقال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول أرأيت إن كان حوضا
قال أبو بكر بن لهيعة ليس ممن أخرج حديثه في هذا الكتاب إذا
تفرد برواية وأنما أخرجت هذا الخبر لأن جابر بن إسماعيل معه
75

في الإسناد
باب صفة غسل اليدين قبل إدخالهما الإناء وصفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان الثقفي نا عبد الرحمن
يعني بن مهدي نا زائدة بن قدامة عن خالد بن علقمة الهمداني عن عبد خير قال
دخل علي الرحبة بعدما صلى الفجر ثم قال لغلام له ائتوني بطهور
فجاءه الغلام بإناء فيه ماء وطست قال عبد خير ونحن جلوس ننظر
إليه فأخذ بيمينه الإناء فأكفأ على يده اليسرى ثم غسل كفيه ثم
أخذ الإناء بيده اليمنى فأفرغ على يده اليسرى فعله ثلاث مرات
قال عبد خير كل ذلك لا يدخل يده الإناء حتى يغسلها مرات ثم أدخل
يده اليمنى الإناء فملأ فمه فمضمض واستنشق ونثر بيده اليسرى ثلاث
مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى ثلاث مرات
إلى المرفق ثم غسل يده اليسرى ثلاث مرات إلى المرفق ثم أدخل يده اليمنى
في الإناء حتى غمرها الماء ثم رفعها بما حملت من الماء ثم مسحها بيده اليسرى
ثم مسح رأسه بيديه كلتيهما أو جميعا ثم أدخل يده اليمنى في الإناء ثم
صب على رجله اليمنى فغسلها ثلاث مرات بيده اليسرى ثم صب بيده
اليمنى على قدمه اليسرى فغسلها ثلاث مرات بيده اليسرى ثم أدخل يده اليمنى
فملأ من الماء ثم شرب منه ثم قال هذا طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم فمن
أحب أن ينظر إلى طهور نبي الله صلى الله عليه وسلم فهذا طهوره
76

باب إباحة المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة والوضوء
مرة مرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا بن
إدريس نا بن عجلان عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغرف
غرفة فمضمض واستنشق ثم غرف غرفة فغسل وجهه ثم غرف غرفة فغسل يده اليمنى وغرف غرفة فغسل
يده اليسرى وغرف غرفة فمسح رأسه وباطن أذنيه وظاهرهما وأدخل
أصبعيه فيهما وغرف غرفة فغسل رجله اليمنى وغرفة فغسل رجله
اليسرى
باب الأمر بالاستنشاق عند الاستيقاظ من النوم وذكر العلة التي من
أجلها أمر به أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا صالح بن عبد الرحمن بن عمرو بن
الحارث المصري وأحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي قالا حدثنا بن أبي مريم
أخبرنا يحيى بن أيوب أخبرنا أبو الهاد وهو يزيد بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن
عيسى بن طلحة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا استيقظ أحدكم من منامه فتوضأ فليستنثر ثلاث مرات
فإن الشيطان يبيت على خياشيمه
باب الأمر بالمبالغة في الاستنشاق إذا كان المتوضئ مفطرا غير صائم
77

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الزعفراني وزياد بن يحيى الحساني
وإسحاق بن حاتم بن سنان المدائني ورزق الله بن موسى والجماعة قالوا حدثنا يحيى
بن سليم حدثنا إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال
قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال أسبغ الوضوء وخلل
الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
باب تخليل اللحية في الوضوء عند غسل الوجه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا خلف
بن الوليد حدثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة
عن عثمان بن عفان أنه توضأ فغسل وجهه ثلاثا واستنشق ثلاثا
ومضمض ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه ظاهرهما وباطنهما ورجليه ثلاثا
وخلل لحيته وأصابع الرجلين وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الرحمن
يعني بن مهدي حدثنا إسرائيل عن عامر بن شقيق عن شقيق بن سلمة قال
رأيت عثمان بن عفان توضأ فغسل كفيه ثلاثا ومضمض واستنشق
وغسل وجهه ثلاثا ومسح بأذنيه ظاهرهما وباطنهما وغسل رجليه
78

ثلاثا ثلاثا وخلل أصابعه وخلل لحيته حين غسل وجهه ثلاثا وقال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كما رأيتموني فعلت قال عبد الرحمن وذكر
يديه إلى المرفقين ولا أدري كيف ذكره
قال أبو بكر عامر بن شقيق هذا هو بن حمزة الأسدي وشقيق
بن سلمة هو أبو وائل
باب استحباب صك الوجه بالماء عند غسل الوجه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا بن علية
نا محمد بن إسحاق حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة بن عبيد الله الخولاني عن بن
عباس قال
دخل علي علي بيتي وقد بال فدعا بوضوء فجئناه بقبع يأخذ
المد أو قريبه حتى وضع بين يديه فقال يا بن عباس ألا أتوضأ لك
وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت بلى فداك أبي وأمي قال فوضع له إناء
فغسل يديه ثم مضمض واستنشق واستنثر ثم أخذ بيمينه يعني الماء
فصك بها وجهه وذكر الحديث
باب استحباب تجديد حمل الماء لمسح الرأس غير فضل بلل اليدين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي
حدثني عمرو وهو بن الحارث أن حبان بن واسع حدثه أن أباه حدثه أنه سمع
عبد الله بن زيد بن عاصم المازني يذكر
79

أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فمضمض ثم استنثر ثم غسل
وجهه ثلاثا ويده اليمنى ثلاثا والأخرى ثلاثا ومسح رأسه
بماء غير فضل يده وغسل رجليه حتى أنقاهما
باب استحباب مسح الرأس باليدين جميعا ليكون أوعب لمسح جميع
الرأس وصفة المسح والبدء بمقدم الرأس قبل المؤخر في المسح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا
مالك عن عمرو بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رأسه بيديه وأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم
رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
بن عيينة عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه عن عبد الله بن زيد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلاثا وغسل يديه مرتين ثم
مسح برأسه وبدأ بالمقدم ثم غسل رجليه
باب ذكر الدليل على أن المسح على الرأس إنما يكون بما يبقى من
بلل الماء على اليدين لا بنفس الماء كما يكون الغسل بالماء
قال أبو بكر خبر عبد خير عن علي ثم أدخل يده اليمنى في الإناء
حتى غمرها الماء ثم رفعها بما حملت من الماء ثم مسحها بيده اليسرى ثم
مسح رأسه بيديه كلتيهما أو جميعا
80

باب مسح جميع الرأس في الوضوء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا إسحاق بن عيسى
قال سألت مالكا عن الرجل مسح مقدم رأسه في الوضوء أيجزيه ذلك فقال حدثني
عمرو بن يحيى بن عمارة عن أبيه عن عبد الله بن زيد المازني قال
مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه في وضوئه من ناصيته إلى قفاه ثم رد يديه
إلى ناصيته ومسح رأسه كله
باب مسح باطن الأذنين وظاهرهما
قال أبو بكر قد أمليت حديث عثمان بن عفان وخبر بن عباس
في مسح الأذنين ظاهرهما وباطنهما
باب ذكر الدليل على أن الكعبين اللذين أمر المتوضئ بغسل الرجلين
إليهما العظمان الناتئان في جانبي القدم لا العظم الصغير الناتئ
على ظهر القدم على ما يتوهمه من يتحذلق ممن لا يفهم العلم ولا
لغة العرب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي نا بن
وهب أخبرني يونس عن بن شهاب عن عطاء بن يزيد أخبره أن حمران أخبره
أن عثمان دعا يوما وضوءا فذكر الحديث في صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم
وقال ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعبين ثلاث مرات واليسرى مثل
ذلك
81

قال أبو بكر في هذا الخبر دلالة على أن الكعبين هما العظمان الناتئان
في جانبي القدم إذ لو كان العظم الناتئ على ظهر القدم لكان للرجل اليمنى
كعب واحد لا كعبان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار نا الفضل بن موسى عن زيد
بن زياد هو بن أبي الجعد عن جامع بن شداد عن طارق المحاربي قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مر في سوق ذي المجاز وعليه حلة حمراء وهو
يقول يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا ورجل يتبعه
يرميه بالحجارة قد أدمى كعبيه وعرقوبيه وهو يقول يا أيها الناس
لا تطيعوه فإنه كذاب فقلت من هذا قالوا غلام بني عبد المطلب
فقلت من هذا الذي يتبعه يرميه بالحجارة قالوا هذا عبد العزى
أبو لهب
قال أبو بكر وفي هذا الخبر دلالة أيضا على أن الكعب هو العظم
الناتئ في جانبي القدم إذ الرمية إذا جاءت من وراء الماشي لا تكاد
تصيب القدم إذ الساق مانع أن تصيب الرمية ظهر القدم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن زكريا بن
أ بي زائدة حدثنا أبو القاسم الجدلي قال سمعت النعمان بن بشير وحدثنا هارون بن
إسحاق حدثنا بن أبي غنية عن زكريا عن أبي القاسم الجدلي قال سمعت النعمان بن
بشير يقول
82

أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال أقيموا صفوفكم ثلاثا
والله لتقيمن صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم قال فرأيت الرجل يكون كعبه بكعب صاحبه وركبته بركبة صاحبه ومنكبه بمنكب
صاحبه هذا لفظ حديث وكيع
قال أبو بكر أبو القاسم الجدلي هذا هو حسين بن الحارث من
جديلة قيس روى عنه زكريا بن أبي زائدة وأبو مالك الأشجعي وحجاج
بن أرطاة وعطاء بن السائب عداده في الكوفيين
وفي هذا الخبر ما نفى الشك والارتياب أن الكعب هو العظم الناتئ
الذي في جانب القدم الذي يمكن القائم في الصلاة أن يلزقه بكعب من
هو قائم إلى جنبه في الصلاة والعلم محيط عند من ركب فيه العقل أن
المصلين إذا قاموا في الصف لم يمكن أحد منهم إلصاق ظهر قدمه بظهر قدم
غيره وهذا غير ممكن وما كونه غير ممكن لم يتوهم عاقل كونه
باب التغليظ في ترك غسل العقبين في الوضوء والدليل على أن الفرض
غسل القدمين لا مسحهما إذا كانتا باديتين غير مغطيتين فإن بالخف
أو ما يقوم مقام الخف لا على ما زعمت الروافض أن
الفرض مسح القدمين لا غسلهما إذ لو كان الماسح على القدمين
مؤديا للفرض لما جاز أن يقال لتارك فضيلة ويل له وقال صلى الله عليه وسلم
ويل للأعقاب من النار إذا ترك المتوضئ غسل عقبيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور
عن هلال بن يساف عن أبي يحيى عن عبد الله بن عمرو قال
83

رجعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة حتى إذا كنا بماء بالطريق
تعجل قوم عند العصر فتوضؤوا وهم عجال فانتهينا إليهم وأعقابهم
بيض تلوح لم يمسها الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ويل للأعقاب من
النار أسبغوا الوضوء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا عبد العزيز الدراوردي
وحدثنا يوسف بن موسى نا جرير كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
ويل للأعقاب من النار
باب التغليظ في ترك غسل بطون الأقدام في الوضوء فيه أيضا دلالة على
أن الماسح على ظهر القدمين غير مؤد للفرض لا كما زعمت الروافض
أن الفرض مسح ظهورهما لا غسل جميع القدمين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا يحيى بن عبد الله
بن بكير حدثني الليث عن حياة وهو بن شريح عن عقبة بن مسلم عن عبد الله
بن الحارث بن جزء الزبيدي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال
ويل للأعقاب وبطون الأقدام من النار
باب ذكر الدليل على أن المسح على القدمين غير جائز لا كما زعمت
الروافض والخوارج
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أصبغ بن الفرج أخبرني
84

بن وهب أخبرني جرير بن حازم الأزدي حدثني قتادة بن دعامة نا أنس بن مالك
قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد توضأ وترك على ظهر قدمه مثل موضع
الظفر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فأحسن وضوءك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب
نا عمي بمثله
باب ذكر البيان أن الله عز وجل وعلا أمر بغسل القدمين في قوله
وأرجلكم إلى الكعبين الآية لا بمسحهما على ما زعمت الروافض
والخوارج والدليل على صحة تأويل المطلبي رحمه الله أن معنى الآية
على التقديم والتأخير على معنى اغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم
وامسحوا برؤوسكم فقدم ذكر المسح على ذكر الرجلين
كما قال بن مسعود وابن عباس وعروة بن الزبير وأرجلكم
إلى الكعبين قالوا رجع الأمر إلى الغسل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو الوليد نا عكرمة
بن عمار نا شداد بن عبد الله
أبو عمار وكان قد أدرك نفرا من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم قال قال أبو أمامة نا عمرو بن عنبسة
فذكر الحديث بطوله في صفة إسلامه وقال قلت يا رسول الله
أخبرني عن الوضوء فذكر الحديث بطوله وقال ثم يغسل قدميه
إلى الكعبين كما أمره الله إلا خرجت خطايا قدميه من أطراف أصابعه
مع الماء
85

باب التغليظ في المسح على الرجلين وترك غسلهما في الوضوء والدليل
على أن الماسح للقدمين التارك لغسلهما مستوجب للعقاب بالنار
إلا أن يعفو الله ويصفح نعوذ بالله من عقابه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا عفان بن مسلم وسعيد
بن منصور قالا حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو
قال تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سافرناه فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة
صلاة العصر ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح أرجلنا فنادى بأعلى صوته
مرتين أو ثلاثا ويل للأعقاب من النار هذا لفظ حديث عفان بن
مسلم
باب غسل أنامل القدمين في الوضوء وفيه ما دل على أن الفرض
غسلهما لا مسحهما
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا أبو عامر نا إسرائيل
عن عامر وهو بن شقيق بن حمزة الأسدي عن شقيق وهو بن سلمة أبو وائل قال
رأيت عثمان بن عفان يتوضأ ثلاثا ثلاثا ومسح برأسه وأذنيه
ظاهرهما وباطنهما وغسل قدميه ثلاثا ثلاثا وغسل أنامله وخلل
لحيته وغسل وجهه وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كالذي رأيتموني
فعلت
86

باب تخليل أصابع القدمين في الوضوء قال أبو بكر قد ذكرنا خبر
عثمان بن عفان عن النبي صلى الله عليه وسلم في تخليل أصابع القدمين ثلاثا
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر ثنا الحسن بن محمد وأبو الخطاب زياد بن
يحيى الحساني وإسحاق بن حاتم بن بيان المدائني وجماعة غيرهم قالوا حدثنا يحيى
بن سليم حدثني إسماعيل بن كثير عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال
قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال أسبغ الوضوء وخلل
الأصابع وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما
باب صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ثلاثا
قال أبو بكر خبر عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب في صفة وضوء
النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثا ثلاثا
باب إباحة الوضوء مرتين مرتين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إبراهيم بن كبير الصوري
بالفسطاط نا شريح بن النعمان ثنا فليح وحدثنا أحمد بن الأزهر وكتبته من
أصله نا يونس بن محمد نا فليح وهو بن سليمان عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد
بن عمرو بن حزم عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ مرتين مرتين
باب إباحة الوضوء مرة مرة والدليل على أن غاسل أعضاء الوضوء
مرة مرة مؤد لفرض الوضوء إذ غاسل أعضاء الوضوء مرة مرة
واقع عليه اسم غاسل والله عز وجل أمر بغسل أعضاء الوضوء
87

بلا ذكر توقيت وفي وضوء النبي صلى الله عليه وسلم مرة مرة ومرتين مرتين
وثلاثا ثلاثا وغسل بعض أعضاء الوضوء شفعا وبعضه وترا دلالة
على أن هذا كله مباح وأن كل من فعل في الوضوء ما فعله النبي
صلى الله عليه وسلم في بعض الأوقات مؤد لفرض الوضوء لأن هذا من
اختلاف المباح لا من اختلاف الذي بعضه مباح وبعضه فأمكنهم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرنا عبد العزيز
الدراوردي عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن بن عباس قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ مرة مرة
باب إباحة غسل بعض أعضاء الوضوء شفعا وبعضه وترا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان عن عمرو
بن يحيى عن أبيه عن عبد الله بن زيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فغسل وجهه ثلاثا ويديه مرتين ورجليه
مرتين ومسح برأسه وأراه قال واستنثر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله
بن وهب أن مالكا حدثه عن عمرو بن يحيى المازني عن أبيه أنه قال
لعبد الله بن زيد بن عاصم وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو جد عمرو بن يحيى هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتوضأ فقال عبد الله بن زيد نعم فدعا بوضوء فأفرغ على يديه
فغسل يديه مرتين ثم مضمض واستنثر ثلاثا ثم غسل وجهه ثلاثا
88

ثم غسل يديه مرتين مرتين إلى المرفقين ثم مسح رأسه بيديه
فأقبل بهما وأدبر بدأ بمقدم رأسه ثم ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما
حتى رجع إلى المكان الذي بدأ منه ثم غسل رجليه
قال مالك هذا أعم المسح وأحبه إلي
باب التغليظ في غسل أعضاء الوضوء أكثر من ثلاث والدليل على
أن فاعله مسيئ ظالم أو متعد ظالم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا
الأشجعي عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
أن أعرابيا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن الوضوء فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثلاثا ثلاثا فقال من زاد فقد أساء وظلم أو اعتدى وظلم
باب الأمر بإسباغ الوضوء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد بن زيد عن
موسى بن سالم أبي جهضم حدثني عبد الله
بن عبيد الله بن عباس قال
كنا جلوسا عند بن عباس فقال والله ما خصنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ
دون الناس إلا ثلاثة أشياء أمرنا أن نسبغ الوضوء ولا نأكل الصدقة
ولا ننزي الحمير على الخيل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي نا بن علية أخبرنا موسى بن
سالم عن عبد الله بن عبيد الله بن عباس قال قال بن عباس بمثله وزاد قال
موسى فلقيت عبد الله بن حسن فقلت إن عبد الله بن عبيد الله حدثني بكذا
وكذا فقال إن الخيل كانت في بني هاشم قليلة فأحب أن يكثر فيهم
89

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بن أبي صفوان محمد بن عثمان الثقفي
حدثنا أبي نا سفيان عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله وهو بن مسعود عن
أبيه قال
الصفقة بالصفقتين ربا وأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسباغ الوضوء
باب ذكر تكفير الخطايا والزيادة في الحسنات بإسباغ الوضوء على المكاره
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا أبو موسى حدثني الضحاك بن مخلد
أبو عاصم أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد
الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد فيه الحسنات قالوا
بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء على المكاره وانتظار
الصلاة بعد الصلاة ثم ذكر الحديث
قال أبو بكر هذا الخبر لم يروه عن سفيان غير أبي عاصم فإن كان أبو
عاصم قد حفظه فهذا إسناد غريب
وهذا خبر طويل قد خرجته في أبواب ذوات عدد
والمشهور في هذا المتن عبد الله بن محمد بن عقيل عن سعيد بن المسيب
عن أبي سعيد لا عن عبد الله بن أبي بكر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى وأحمد بن عبدة قال أبو
موسى نا وقال أحمد أخبرنا أبو عامر حدثنا زهير بن محمد
90

عن عبد الله بن محمد بن عقيل
باب الأمر بالتيامن في الوضوء أمر استحباب لا أمر إيجاب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو خيثمة علي بن عمرو بن خالد الحراني
حدثني أبي نا زهير نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤوا بأيامنكم
باب ذكر الدليل على أن الأمر بالبدء بالتيامن في الوضوء أمر استحباب
واختيار ولا أمر فرض وإيجاب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا خالد
يعني بن الحارث نا شعبة قال الأشعت وهو بن سليم قال سمعت أبي يحدث
عن مسروق عن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن ما استطاع في طهوره ونعله
وترجله
قال شعبة ثم سمعت الأشعت بواسط يقول يحب التيامن ذكر
شانه كله قال ثم سمعته بكار يقول يحب التيامن ما استطاع
باب الرخصة في المسح على العمامة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا عبد الله بن
نمير أخبرنا الأعمش وحدثنا يوسف بن موسى نا أبو معاوية نا الأعمش وحدثنا
91

سلم بن جنادة نا أبو معاوية عن الأعمش عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن
كعب بن عجرة عن بلال قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين والخمار
وفي حديث أبي معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح على الخفين والخمار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد بن عباد المهلبي
نا عبد الله بن داود قال سمعت الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على خفيه وعلى عمامته
جماع أبواب المسح على الخفين
باب ذكر المسح على الخفين من غير ذكر توقيت للمسافر وللمقيم
بذكر أخبار مجملة غير مفسرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث
عن أبي النضر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن
عن عبد الله بن عمر عن سعد بن أبي وقاص
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الخفين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني وعبد الله
بن سعيد الأشج قالا حدثنا أبو أسامة عن زائدة عن الأعمش عن الحكم
92

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب عن بلال قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين
قال عبد الله بن سعيد قال حدثني زائدة
- أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمرو عمران بن موسى القزاز
حدثنا محمد بن سواء بن عنبر السدوسي نا سعيد بن أبي عروبة عن أيوب عن نافع عن
بن عمر
أنه رأى سعد بن مالك وهو يمسح على الخفين فقال إنكم تفعلون
ذلك فاجتمعنا عند عمر فقال سعد لعمر افت بن أخي في المسح على
الخفين فقال عمر كنا ونحن مع نبينا صلى الله عليه وسلم نمسح على خفافنا لا نرى
بذلك بأسا فقال بن عمر ولو جاء من الغائط قال نعم
باب ذكر مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين في الحضر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرني عبد الله
بن نافع عن داود وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا عبد الله بن نافع
نا داود بن قيس عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أسامة بن زيد قال
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال الأسواق فذهب لحاجته قال ثم
خرجا قال أسامة فسألت بلالا ما صنع قال بلال ذهب النبي صلى الله عليه وسلم
لحاجته ثم توضأ فغسل وجهه ويديه ومسح برأسه ومسح على الخفين
زاد يونس في حديثه ثم صلى
93

قال أبو بكر الأسواق حائط بالمدينة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت يونس يقول ليس
عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر
أنه مسح على الخفين في الحضر غير هذا
باب ذكر مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين بعد نزول سورة المائدة ضد
قول من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما مسح على الخفين قبل نزول المائدة
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة
وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع كلاهما عن الأعمش وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني
حدثنا أبو معاوية نا الأعمش وحدثنا الصنعاني حدثنا خالد بن الحارث
نا شعبة عن سليمان وهو الأعمش عن إبراهيم عن همام قال
رأيت جريرا بال ثم دعا بماء فتوضأ ومسح على خفيه ثم قام
فصلى فسئل عن ذلك فقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع مثل هذا
هذا حديث الصنعاني ولم يقل الآخرون رأيت جريرا
وفي حديث أبي أسامة قال إبراهيم وكان أصحابنا يعجبهم حديث
جرير لأن إسلامه كان بعد نزول المائدة
وفي حديث وكيع كان يعجبهم حديث جرير إسلامه كان بعد
نزول المائدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الفضل
بن موسى عن بكير بن عامر الأسماء عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير
94

أن جريرا بال وتوضأ ومسح على خفيه فعابوا عليه فقال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين فقيل له ذلك قبل المائدة قال إنما
كان إسلامي بعد المائدة
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا أبو محمد فهد بن سليمان البصري
نا موسى بن داود نا حفص بن الصالح عن الأعمش عن إبراهيم عن همام عن جرير
بن عبد الله قال
أسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأربعين يوما
باب الرخصة في المسح على الموقين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن الاستثناء المصري نا أسد يعني
بن موسى نا حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي إدريس الخولاني عن بلال
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مسح على الموقين والخمار
باب ذكر الخبر المفسر للألفاظ المجملة التي ذكرتها
والدليل على
أن الرخصة في المسح على الخفين للابسها عمر على طهارة دون لابسها
محدثا غير متطهر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الأزهر حوثرة بن محمد البصري
95

نا سفيان بن عيينة عن حصين بن عبد الرحمن عن الشعبي عن عروة بن المغيرة بن شعبة عن
أبيه قال
قلت يا رسول الله أتمسح على خفيك قال نعم إني
أدخلتهما وهما طاهرتان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن بشر بن معروف نا بن عيينة
عن زكريا وحصين ويونس عن الشعبي عن عروة بن المغيرة سمعه من أبيه قال
قلت يا رسول الله أتمسح على الخفين قال إني أدخلت رجلي
وهما طاهرتان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وبشر بن معاذ العقدي
ومحمد بن أبان قالوا نا عبد الوهاب بن عبد المجيد نا المهاجر وهو بن
مخلد أبو مخلد عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رخص للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن وللمقيم
يوما وليلة إذا تطهر فلبس خفيه أن يمسح عليهما
باب الدليل على أن لابس أحد الخفين قبل غسل كلا الرجلين إذا
لبس الخف الآخر بعد غسل الرجل الأخرى غير جائز له المسح
على الخفين إذا حالا إذ هو لابس أحد الخفين قبل كمال الطهارة
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما رخص في المسح على الخفين إذا لبسهما على طهارة
ومن ذكرنا في هذا الباب صفته هو لابس أحد الخفين على غير
96

طهر إذ هو غاسل إحدى الرجلين لا كلتيهما عند لبسه أحد
الخفين
أخبرنا أبو طاهر ثنا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالا
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال
أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك قلت جئت
أنبط العلم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من خارج يخرج
من بيته ليطلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضاءا بما يصنع
قال قد جئتك أسألك عن المسح على الخفين قال نعم كنا في
الجيش الذي بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا أن نمسح على الخفين إذا
نحن أدخلناهما على طهور ثلاثا إذا سافرنا وليلة إذا أقمنا ولا
نخلعهما من غائط ولا بول ولا نخلعهما إلا من جنابة وقال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بالمغرب بابا مفتوحا للتوبة مسيرته سبعون
سنة لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها نحوه
قال أبو بكر ذكرت للمزني خبر عبد الرزاق فقال حدث بهذا
أصحابنا فإنه ليس للشافعي حجة أقوى من هذا
باب ذكر توقيت المسح على الخفين للمقيم والمسافر
وأخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن مسلم السلمي نا أبو محمد
97

عبد العزيز بن أحمد بن محمد الكناني قال أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أبو بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة نا الحسن بن محمد الزعفراني ويوسف بن موسى قالا
حدثنا أبو معاوية نا الأعمش عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هانئ قال
سألت عائشة عن المسح على الخفين فقالت إئت عليا
فاسأله فإنه أعلم بذلك مني فأتى عليا فسأله عن المسح على الخفين
فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بذاك يمسح المقيم يوما وليلة والمسافر
ثلاثا
باب ذكر الدليل على أن الأمر بالمسح على الخفين أمر إباحة أن
المسح يقوم مقام غسل القدمين إذا كان القدم باديا غير مغطى بالخف
وإن خالع الخف وإن كان لبسه على طهارة إذا غسل قدميه
كان مؤديا للفرض غير عاص إلا أن يكون تاركا للمسح رغبة
عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب نا يحيى بن عبد الملك بن
حميد بن أبي غنية نا أبي عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هاني عن
علي قال
رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أيام للمسافر ويوم وليلة للحاضر
يعني في المسح على الخفين
باب ذكر الدليل على أن الرخصة في المسح على الخفين إنما هي من
الحدث الذي يوجب الوضوء دون الجنابة التي توجب الغسل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله المخرمي ومحمد بن رافع
98

قالا حدثنا يحيى بن آدم نا سفيان عن عاصم عن زر بن حبيش قال
أتيت صفوان بن عسال المرادي فسألته عن المسح على الخفين فقال
كنا نكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمرنا أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام يعني
في السفر إلا من جنابة ولكن من غائط وبول ونوم
باب التغليظ في ترك المسح على الخفين رغبة عن السنة
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا محمد بن الوليد نا محمد يعني بن
جعفر نا شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال
من رغب عن سنتي فليس مني
باب الرخصة في المسح على الجوربين والنعلين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ومحمد بن الوليد قالا حدثنا
أبو عاصم نا سفيان نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان وحدثنا أحمد بن منيع ومحمد
بن رافع قالا حدثنا زيد بن الحباب نا سفيان الثوري عن أبي قيس الأودي عن
هزيل بن شرحبيل عن المغيرة بن شعبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ومسح على الجوربين والنعلين
قال أبو بكر ليس في خبر أبي عاصم والنعلين إنما قال مسح
على الجوربين
وقال بن رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بال فتوضأ ومسح
على الجوربين والنعلين
99

باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على النعلين مجملة
غلط في الاحتجاج بها بعض من أجاز المسح على النعلين في الوضوء
الواجب من الحدث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا محمد
بن عجلان عن سعيد هو بن أبي سعيد المقبري عن عبيد بن جريج قال
قيل لابن عمر رأيناك تفعل شيئا لم نر أحدا بالصلاة غيرك قال
وما هو قالوا رأيناك تلبس هذه النعال السبتية قال إني رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها ويتوضأ فيها ويمسح عليها
قال أبو بكر وحديث بن عباس وأوس بن أوس من هذا الباب
باب ذكر الدليل على أن مسح النبي صلى الله عليه وسلم على النعلين كان في وضوء
متطوع به لا في وضوء واجب عليه من حدث يوجب الوضوء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز نا
إبراهيم بن أبي الليث نا عبيد الله بن عبيد الرحمن الأشجعي عن سفيان عن السدي
عن عبد خير عن علي
أنه دعى بكوز من ماء ثم توضأ وضوءا خفيفا ثم مسح على نعليه ثم
قال هكذا وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم للطاهر ما لم يحدث
باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسح على الرجلين مجملة غلط
100

في الاحتجاج بها بعض من لم ينعم الروية في الأخبار وأباح للمحدث
المسح على الرجلين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري نا
المقري نا سعيد بن أبي أيوب عن أبي الأسود وهو محمد بن عبد الرحمن مولى آل
نوفل يتيم عروة بن الزبير عن عباد بن تميم عن أبيه قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويمسح الماء على رجليه
قال أبو بكر خبر نافع عن بن عمر من هذا الباب
باب ذكر الدليل على أن مسح النبي صلى الله عليه وسلم على القدمين كان وهو طاهر
لا محدث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير وحدثنا
محمد بن رافع حدثنا حسين بن علي الجعفي عن زائدة كلاهما عن منصور عن عبد الملك
بن ميسرة قال حدثني النزال بن سبرة قال
صلينا مع علي الظهر ثم خرجنا إلى الرحبة قال فدعا بإناء فيه
شراب فأخذه فمضمض قال منصور أراه قال واستنشق
ومسح وجهه وذراعيه ورأسه وقدميه ثم شرب فضله وهو قائم ثم
قال إن ناسا يكرهون أن يشربوا وهم قيام إن رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع مثل
ما صنعت وقال هذا وضوء من لم يحدث هذا لفظ حديث زائدة
باب الرخصة في استعانة المتوضئ بمن يصب عليه الماء بالطبرزين خلاف
101

مذهب من يتوهم من المتصوفة أن هذا من الكبر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث أن بن شهاب أخبره عن عباد بن زيد عن عروة بن المغيرة بن
شعبة أنه سمع أباه يقول
سكبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توضأ في غزوة تبوك فمسح على
الخفين
باب الرخصة في وضوء الجماعة من الإناء الواحد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو حمد الزبيري نا
إسرائيل عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال
إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها بركة على عهد رسول
الله صلى الله عليه وسلم قد كنا نأكل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نسمع تسبيح الطعام
قال وأتي النبي صلى الله عليه وسلم بإناء فوضع يده فيه فجعل الماء ينبع من بين
أصابعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم حي على الطهور المبارك والبركة من الله حتى
توضأنا كلنا
باب الرخصة في وضوء الرجال والنساء من الإناء الواحد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا حماد بن مسعدة حدثنا
عبد الله بن عمر وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد بن منيع ومؤمل بن هشام
قالوا أخبرنا إسماعيل قال زياد وأحمد قال أخبرنا أيوب وقال مؤمل عن
102

أيوب وحدثنا عمران بن موسى نا عبد الوارث عن أيوب وحدثنا يونس بن
عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه كلهم عن نافع عن بن عمر قال
رأيت الرجال والنساء يتوضئون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء
واحد
معاني أحاديثهم سواء وهذا حديث بن علية
جماع أبواب فضول التطهير والاستحباب من غير إيجاب
باب استحباب الوضوء لذكر الله وإن كان الذكر على غير وضوء مباحا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الأعلى
نا سعيد عن قتادة عن الحسن عن حصين عن المنذر قال أبو بكر هو بن أبي ساسان عن
المهاجر بن قنفذ بن عمر بن جدعان
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فسلم عليه فلم يرد النبي
صلى الله عليه وسلم حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال إني كرهت أن أذكر الله إلا
على طهر أو قال على طهارة وكان الحسن يأخذ به
باب ذكر الدليل على أن كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذكر الله على غير
طهر كانت إذ الذكر على طهارة أفضل لا أنه غير جائز أن
يذكر الله على غير طهر إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يذكر الله على كل
أحيانه
103

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني وعلي
بن مسلم قالا حدثنا بن أبي زائدة عن خالد بن سلمة عن البهي عن عروة عن
عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه
هذا لفظ حديث أبي كريب
باب الرخصة في قراءة القرآن وهو أفضل الذكر على غير وضوء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن
عمرو بن مرة قال سمعت عبد الله بن سلمة قال
دخلت على علي بن أبي طالب أنا ورجلان رجل منا ورجل من بني
أسد أحسب فبعثهما وجها وقال إنكما علجان فعالجا عن دينكما
ثم دخل المخرج ثم خرج فأخذ حفنة من ماء فتمسح بها ثم جاء فقرأ
القرآن قراءة فأنكرنا ذلك فقال علي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الخلاء
فيقضي الحاجة ثم يخرج فيأكل معنا الخبز واللحم ويقرأ القرآن
ولا يحجبه عن القرآن شئ ليس الجنابة أو إلا الجنابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت أحمد بن المقدام
العجلي يقول حدثنا سعيد بن الربيع عن شعبة بهذا الحديث
قال شعبة هذا ثلث رأس مالكا
104

قال أبو بكر قد كنت بينت في كتاب البيوع أن بين المكروه وبين
المحرم فرقانا واستدللت على الفرق بينهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم إن
الله كره لكم ثلاثا وحرم عليكم ثلاثا كره لكم قيل وقال وكثرة
السؤال وإضاعة المال وحرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنع
وهات ففرق بين المكروه وبين المحرم بقوله في خبر المهاجر بن قنفذ
كرهت أن أذكر الله إلا على طهر قد يجوز أن يكون إنما كره ذلك إذ
الذكر على طهر أفضل لا أن ذكر الله على غير طهر محرم إذ النبي صلى الله عليه وسلم
قد كان يقرأ القرآن على غير طهر والقرآن أفضل الذكر وقد كان
النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه
على ما روينا عن عائشة رضي الله عنها
وقد يجوز أن تكون كراهته لذكر الله إلا على طهر ذكر الله الذي هو
فرض على المرء دون ما هو متطوع به فإذا كان ذكر الله فرضا لم يؤد
الفرض على غير طهر حتى يتطهر ثم يؤدي ذلك الفرض على طهارة لأن رد
السلام فرض عند أكثر العلماء فلم يرد صلى الله عليه وسلم وهو على غير طهر
حتى تطهر ثم رد السلام فأما ما كان المرء متطوعا به من ذكر الله
ولو تركه في حالة هو فيها غير طاهر لم يكن عليه إعادته فله أن يذكر
الله متطوعا بالذكر وإن كان غير متطهر
باب استحباب الوضوء للدعاء ومسألة الله ليكون المرء طاهرا عند
الدعاء والمسألة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب يعني بن
105

الليث عن سعيد بن أبي سعيد عن عمرو بن سليم الزرقي عن عاصم بن عمرو
عن علي بن أبي طالب أنه قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالحرة بالسقيا التي كانت
لسعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فلما توضأ
قام فاستقبل القبلة ثم كبر ثم قال أبي إبراهيم كان عبدك وخليلك
ودعاك لأهل مكة وأنا محمد عبدك ورسولك أدعوك لأهل المدينة أن
تبارك لهم في مدهم وصاعهم مثل ما باركت لأهل مكة مع البركة
بركتين
وقال بن أبي ذئب في هذه القصة عن سعيد عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ ثم صلى بأرض سعد فذكر القصة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن يحيى قالا نا عثمان بن
عمر قال بن أبي ذئب وقال محمد بن يحيى قال أخبرنا بن أبي ذئب
باب استحباب وضوء الجنب إذا أراد النوم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا سفيان عن عبد الله
بن دينار عن بن عمر عن عمر
أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أينام أحدنا وهو جنب قال ينام ويتوضأ
إن شاء
106

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
بهذا الإسناد فقال
إن عمر بن الخطاب سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أينام أحدنا وهو جنب قال
إذا أراد أن ينام فليتوضأ
باب ذكر الدليل على أن الوضوء الذي أمر به الجنب للنوم كوضوء
الصلاة إذ العرب تسمى غسل اليدين وضوءا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال
حفظناه من الزهري أخبرنا أبو سلمة عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه الولاء
باب استحباب غسل الذكر مع الوضوء إذا أراد الجنب النوم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن عبد الله بن دينار قال سمعت بن عمر يقول
سأل عمر رسول الله صلى الله عليه وسلم تصيبني الجنابة صارت فما أصنع قال
اغسل ذكرك وتوضأ ثم ارقد
باب استحباب الوضوء للجنب إذا أراد الأكل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن شعبة عن
الحكم عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يأكل أو ينام وهو جنب توضأ
107

باب استحباب الوضوء عند النوم وإن لم يكن المرء جنبا ليكون مبيته
على طهارة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور
عن سعد بن عبيدة قال حدثني البراء بن عازب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك الولاء
ثم اضطجع على شقك الأيمن ثم ذكر الحديث
وقال أبو بكر هذه اللفظة إذا أتيت مضجعك من الجنس الذي
نقول إن العرب تقول إذا فعلت كذا تريد إذا أردت فعل ذلك الشئ
كقوله جل وعلا يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ومعناه
إذا أردتم القيام إلى الصلاة
باب ذكر الدليل على أن الوضوء الذي أمر به الجنب للأكل كوضوء
الصلاة سواء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى والعباس بن أبي طالب قالا
حدثنا إسماعيل بن إبان الوراق حدثنا أبو أويس المدني عن شرحبيل وهو بن سعد
عن جابر بن عبد الله قال
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الجنب هل يأكل أو ينام قال إذا توضأ
وضوءه الولاء
باب ذكر الدليل على أن الأمر بالوضوء للجنب عند إرادة الأكل أمر
ندب وإرشاد وفضيلة وإباحة
108

أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني
بن يونس عن يونس بن يزيد الأيلي عن الزهري عن عروة عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يطعم وهو جنب غسل يديه ثم
طعم
باب ذكر الدليل على أن جميع ما ذكرت من الأبواب من وضوء
الاستحباب على ما ذكرت أن الأمر بالوضوء من ذلك كله أمر ندب
وإرشاد وفضيلة لا أمر فرض وإيجاب
قال أبو بكر خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما أمرت بالوضوء
إذا قمت إلى الصلاة
باب استحباب الوضوء عند معاودة الجماع بلفظ مجمل غير مفسر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن عاصم
وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا مروان ها أخبرنا عاصم الأحول وحدثنا
سلم بن جنادة نا حفص بن الصالح عن عاصم وحدثنا الصنعاني نا خالد يعني
بن الحارث نا شعبة أخبرني عاصم قال سمعت أبا المتوكل يحكي عن أبي سعيد
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد العود فليتوضأ
هذا في حديث الصنعاني وقال الآخرون عن أبي المتوكل
باب ذكر الدليل على أن الوضوء للمعاودة النبي للجماع كوضوء الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
عن عاصم الأحول قال
109

إذا أراد أحدكم أن يعود فليتوضأ وضوءه الولاء يعني الذي يجامع
ثم يعود قبل أن يغتسل
باب ذكر الدليل على أن الأمر بالوضوء عند إرادة الجماع أمر
ندب وإرشاد إذ المتوضئ بعد الجماع يكون أنشط للعودة إلى
الجماع لا أن الوضوء بين الجماعين واجب ولا أن الجماع قبل الوضوء
وبعد الجماع الأول محظور
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز حدثنا
مسلم بن إبراهيم حدثنا شعبة عن عاصم الأحول عن أبي المتوكل عن أبي سعيد
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد أحدكم العود فليتوضأ فإنه أنشط
له في العود
باب فضل التهليل والشهادة للنبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة والعبودية وأن لا مريدون
كما أطرت النصارى عيسى بن مريم إذا شهد له بالعبودية مع الشهادة
له بالرسالة عند الفراغ من الوضوء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر بن سابق نا بن وهب قال
سمعت معاوية بن صالح يحدث عن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر وحدثنا
عبد الله بن هاشم نا عبد الرحمن يعني بن مهدي نا معاوية عن ربيعة وهو بن
يزيد عن أبي إدريس قال وحدثه أبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر
قال
كانت علينا رعاية الإبل فروحتها بعشي فأدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما
110

يحدث الناس فأدركت من قوله ما من مسلم يتوضأ فيحسن الوضوء
ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبلا عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له
الجنة قال فقلت ما أجود هذه فإذا قائل بين يدي يقول الذي
قبلها أجود فنظرت فإذا عمر بن الخطاب قال إني قد رأيتك جئت
آنفا قال ما منكم من أحد يتوضأ فبلغ الوضوء ثم يقول أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا فتحت له أبواب الجنة
الثمانية يدخل من أيها شاء
هذا حديث عبد الرحمن بن مهدي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر في عقب حديثه
قال بن وهب قال قال معاوية وحدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس
الخولاني عن عقبة بن عامر بمثل حديث أبي عثمان عن جبير بن نفير
عن عقبة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ونا نصر بن الاستثناء المصري نا أسد يعني
بن موسى السنة قال حدثنا معاوية بن صالح حدثني ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس
الخولاني عن عقبة بن عامر وأبو عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر عن
عمر بن الخطاب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما منكم من أحد يتوضأ فيبلغ الوضوء ثم
يقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبدا لله ورسوله إلا فتحت
له أبواب الجنة يدخل من أيها شاء
111

جماع أبواب غسل الجنابة
باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرخصة في ترك الغسل في
الجماع من غير إمناء قد نسخ بعض أحكامها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن عيسى البسطامي نا
عبد الصمد بن عبد الوارث حدثني أبي قال حدثني حسين المعلم حدثني يحيى بن
أبي كثير أن أبا سلمة حدثه أن عطاء بن يسار حدثه أن يزيد بن خالد الجهني حدثه
أنه سأل عثمان بن عفان عن الرجل يجامع فلا ينزل قال ليس
عليه غسل ثم قال عثمان سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فسألت
بعد ذلك علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله وأبي
بن كعب فقالوا مثل ذلك قال أبو سلمة وحدثني عروة بن الزبير
أنه سأل أبا أيوب الأنصاري فقال مثل ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب ذكر نسخ إسقاط الغسل في الجماع من غير إمناء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى ويعقوب بن
إبراهيم قالا حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري قال فقال سهل
الأنصاري وقد كان أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وكان في زمانه خمس عشر
سنة حدثني أبي بن كعب
أن الفتيا التي كانوا يقولون الماء من الماء رخصة رخصها
رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول الإسلام ثم أمر بالغسل بعدها
112

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري حدثنا أبو
وابنه الحكم بن نافع أخبرنا شعيب بن أبي حمزة عن الزهري
نحو حديث عثمان بن عمر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا عبد الله المبارك أخبرني
يونس بن يزيد عن الزهري عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب قال كان الفتيا
في الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم نهى عنها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا عبد الله بن المبارك أخبرني
معمر عن الزهري
بهذا الإسناد نحوه هكذا حدثنا به أحمد بن منيع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا محمد بن جعفر نا معمر
عن الزهري قال أخبرني سهل بن سعد قال
إنما كان قول الأنصار الماء من الماء رخصة في أول الإسلام ثم أمرنا
بالغسل
قال أبو بكر في القلب من هذه اللفظة التي ذكرها محمد بن
جعفر حنث قوله أخبرني سهل بن سعد وأهاب أن يكون هذا وهما من
محمد بن جعفر أو ممن دونه لأن بن وهب روى عن عمرو بن الحارث
عن الزهري قال أخبرني من أرضى عن سهل بن سعد عن أبي بن كعب
113

هذه اللفظة باختلاطه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي
قال حدثني عمرو وهذا الرجل الذي لم يسمه عمرو بن الحارث يشبه
أن يكون أبا حازم سلمة بن دينار لأن ميسرة بن إسماعيل روى هذا
الخبر عن أبي غسان محمد بن مطرف عن أبي حازم عن سهل بن سعد
عن مسلم بن الحجاج وقال حدثنا أبو جعفر الحمال
باب ذكر إيجاب الغسل بمماسة الختانين أو التقائهما وإن
لم يكن أمنى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا محمد بن
عبد الله الأنصاري نا هشام بن حسان نا حميد بن هلال عن أبي بردة عن أبي موسى
الأشعري
أنهم كانوا جلوسا فذكروا ما يوجب الغسل فقال من حضر من
المهاجرين إذا مس الختان الختان وجب الغسل وقال من حضره من
الأنصار لا حتى يدفق قال أبو موسى أنا آتيكم بالخبر فقام إلى
عائشة رضي الله عنها فسلم ثم قال إني أريد أن أسألك عن شئ
وأنا أستحي منه فقالت لا تستحي أن تسأل عن شئ تسأل عنه أمك التي
ولدتك فإنما أنا أمك قال قلت ما يوجب الغسل قالت على
الخبير سقطت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين شعبها الأربع ومس
الختان الختان وجب الغسل
باب إيجاب إحداث النية للاغتسال من الجنابة والدليل على ضد قول من
زعم أن الجنب إذا دخل نهرا ناويا للسباحة فماس الماء جميع بدنه
114

ولم ينو غسلا ولا أراده إذا فرض الغسل ولا تقربا إلى الله عز وجل أو
صب عليه ماء وهو مكره فماس الماء جميع جسده أن فرض
الغسل ساقط عنه
قال أبو بكر قد أمليت خبر عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم
الأعمال بالنية وإنما لامرئ ما نوى
باب ذكر الدليل على أن جماع نسوة لا يوجب أكثر من غسل واحد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن ميمون أخبرنا يحيى نا سفيان
عن معمر عن ثابت عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطوف على نسائه في غسل واحد
قال أبو بكر هذا خبر غريب والمشهور عن معمر عن قتادة
عن أنس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ومحمد بن يحيى وأحمد بن
سعيد الرباطي قالوا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيف على نسائه بغسل واحد غير أن الرباطي
قال عن معمر وقال يطوف
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن منصور الجواز المكي نا معاذ
يعني بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدور على نسائه في الساعة من الليل والنهار
بغسل واحد وهن إحدى عشرة قال فقلت لأنس وهل كان يطيق
115

ذلك قال كنا نتحدث أنه أعطى قوة ثلاثين رجلا
باب صفة ماء الرجل الذي يوجب الغسل وصفة ماء المرأة الذي
يوجب عليها الغسل إذا لم يكن جماع يكون فيه التقاء الختانين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو إسماعيل الترمذي نا أبو توبة الربيع
بن نافع الحلبي حدثنا معاوية يبن سلام عن زيد بن سلام أخبره أنه سمع
أبا سلام قال حدثني أبو أسماء الرحبي أن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثه قال
كنت قاعدا عند رسول الله عليه وسلم فجاءه حبر من أحبار اليهود فقال
سلام عليك يا محمد فدفعته دفعة كاد يصرع منها فقال لم تدفعني
فقلت ألا تقول يا رسول الله قال اليهودي إنما ندعوه باسمه الذي
سماه به أهله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن اسمي محمد الذي سماني به
أهلي قال اليهودي جئت أسألك قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أينفعك أن
حدثتك قال أسمع بأذني فنكت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعود معه فقال سل
فقال اليهودي أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظلمة دون الجسر قال فمن أول الناس
إجازة قال فقراء المهاجرين قال فما تحفتهم حين يدخلون الجنة
قال زيادة كبد النون قال فما غذاؤهم على أثره قال ينحر لهم
ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها قال فما شرابهم عليه
قال من عين فيها تسمى سلسبيلا قال صدقت وجئت أسألك عن
شئ لا يعلمه من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان قال ينفعك
116

إن حدثتك قال أسمع بأذني قال جئت أسألك عن الولد قال
ماء الرجل أبيض وماء المرأة أصفر فإذا اجتمعا فعلا مني الرجل مني المرأة
أذكرا بإذن اللهو إذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله قال اليهودي
صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألني هذا
عن الذي سألني عنه وما لي علم بشئ منه حتى
أتاني الله به
باب إيجاب الغسل من الإمناء وأن كان الإمناء من غير جماع يلتقي فيه
الختانان أو يتماسان كان الإمناء من مباشرة أو جماع دون الفرج
أو من قبلة أو من احتلام كان الإمناء في اليقظة بعد الغسل من الجنابة
قبل تبول الجنب قبل الاغتسال أو بعده أو بعد ما يبول ضد قول من
زعم إن الإمناء إذا كان بعد الجنابة وبعد الاغتسال قبل تبول الجنب
أوجب ذلك المني غسلا ثانيا وإن كان الإمناء بعد ما تبول الجنب
ثم يغتسل بعد البول ما يوجب ذلك الإمناء زعم غسلا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر
أخبرني محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن
روح حدثهم عن عقيل وهو بن خالد قال حدثني سعيد بن عبد الرحمن وهو بن
أبي سعيد الخدري أن أباه حدثه عن أبيه أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الماء من الماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة قال أخبرنا أبو عامر
وحدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال حدثنا أبو عامر نا زهير وهو بن
محمد التميمي عن شريك بن أبي نمر عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الماء من الماء
117

باب ذكر إيجاب الغسل على المرأة في الاحتلام إذا أنزلت الماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا وكيع نا
هشام بن عروة وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا وكيع وحدثنا سلم بن جنادة نا أبو
معاوية وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه عن هشام بن
عروة عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة قالت
جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن المرأة ترى في المنام ما يرى
الرجل قال إذا رأت الماء فلتغتسل قال قلت فضحت النساء
وهل تحتلم المرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تربت يمينك وفيما يشبهها
ولدها إذا
هذا حديث وكيع غير أن الدورقي لم يقل إذا وانتهاء حديث مالك
عند قوله إذا رأت الماء ولم يذكر ما بعدها من الحديث
باب ذكر الدليل على أن لا وقت فيما يغتسل به المرء من الماء فيضيق
الزيادة فيه أو النقصان منه والدليل على أن الواجب على المغتسل إمساس
الماء جميع البدن قل الماء أو كثر
قال أبو بكر خبر عائشة كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم من إناء واحد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
عن عاصم الأحول وحدثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا عاصم بن سليمان الأحول
عن معاذة عن عائشة رضي الله عنها قالت
كنت أغتسل أنا والنبي صلى الله عليه وسلم من إناء واحد فأقول
أبق لي أبق لي
118

باب الاستتار للاغتسال من الجنابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا عبد الرزاق
أخبرنا معمر عن بن طاوس عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أم هانئ قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بأعلى مكة فأتيته فجاء أبو ذر
بقصعة فيها ماء قلت إني لأرى فيها أثر العجين قالت فستره أبو ذر فاغتسل ثم ستر النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر
فاغتسل ثم صلى النبي صلى الله عليه وسلم ثماني
ركعات وذلك في الضحى
باب إباحة الاغتسال من القصاع والمراكن وإن والطاس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي نا الفضيل
بن عياض حدثني منصور وهو بن عبد الرحمن الحجبي حدثتني أمي عن عائشة
قالت
كنت أنازع رسول الله صلى الله عليه وسلم الطس الواحد نغتسل منه
أخبرنا أبو طاهر حدثنا أبو بكر نا بندار ومحمد بن الوليد قالا حدثنا
عبد الأعلى نا هشام بن حسان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
كان يوضع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولي هذا المركن فنشرع فيه جميعا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن يعني بن مهدي
نا إبراهيم بن نافع المخزومي عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن أم هانئ قالت
119

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة
فيها أثر العجين
باب صفة الغسل من الجنابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا أبو معاوية نا الأعمش
وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا بن فضيل وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع
وحدثنا علي بن حجر نا عيسى بن يونس وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن إدريس
وحدثنا أبو موسى نا عبد الله بن داود كلهم عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن
كريب عن بن عباس قال حدثتني خالتي ميمونة قالت
أدنيت لرسول الله صلى الله عليه وسلم غسله من الجنابة قالت فغسل كفيه مرتين
أو ثلاثا ثم أدخل كفه اليمنى في الإناء فأفرغ بها على فرجه
فغسله بشماله ثم ضرب بشماله الأرض فدلكها دلكا وعطاء ثم
توضأ وضوءه الولاء ثم أفرغ على رأسه ثلاث حفنات ملء كفيه ثم
غسل سائر جسده ثم تنحى عن مقامه ذلك فغسل رجليه ثم أتيته
بالمنديل فرده
هذا لفظ حديث عيسى بن يونس
وقال في خبر بن فضيل جعل ينفض عنه الماء وكذا قال بن
إدريس فأتي بمنديل فأبى أن يقبل وجعل ينفض الماء عنه
وبعضهم يزيد على بعض في متن الحديث
باب تخليل أصول شعر الرأس بالماء قبل إفراغ الماء على الرأس وحثي
الماء على الرأس بعد التخليل حثيات ثلاث
120

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني
بن زيد عن هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يصب من الإناء على يده
اليمنى فيفرغ عليها فيغسلها ثم يصب على شماله فيغسل فرجه
ويتوضأ كوضوءه كما الولاء ثم يدخل كفه في الإناء فيقول بيده في شعره
هكذا يخلله بيده حتى إذا رأى أنه قد مس الماء بشرته حثى الماء
على رأسه ثلاث حثيات وأفضل في الإناء فضلا يصبه عليه
بعدما يفرغ
باب اكتفاء صاحب الجمة والشعر الكثير بإفراغ ثلاث حثيات من
الماء على الرأس في غسل الجنابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا جعفر
وهو بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب وحدثنا عبد الجبار بن العلاء
وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمر بن حفص الشيباني قالوا حدثنا سفيان عن جعفر
عن أبيه قال
قال لي جابر بن عبد الله سألني بن عمك الحسن بن محمد عن
الغسل من الجنابة فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفيض على
رأسه ثلاثا فقال إن شعري كثير فقلت كان شعر رسول الله أكثر
من شعرك لعله وأطيب هذا حديث يحيى بن سعيد
121

باب استحباب بدء المغتسل بإفاضة الماء على الميامن قبل المياسر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد عن شعبة عن
أشعث بن سليم عن أبيه عن مسروق عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب التيامن في شأنه حتى في ترجله ونعله
وطهوره
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سعيد الدارمي نا أبو عاصم
عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت القاسم يقول سمعت عائشة تقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسل من حلاب فيأخذ بكفيه فيجعله على شقه
الأيمن ويأخذ بكفيه فيجعله على شقه الأيسر ثم يأخذ بكفيه
فيجعله في وسط رأسه
باب الرخصة في ترك المرأة نقض ضفائر رأسها في الغسل من الجنابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سفيان نا أيوب بن موسى عن سعيد وهو
بن أبي سعيد المقبري وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن أيوب
بن موسى عن المقبري عن عبد الله بن رافع عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
قلت يا رسول الله إني امرأة أشد ضفر رأسي (35 لغسل الجنابة
فقال إنما يكفيك أن تحثين على رأسك ثلاث حثيات من ماء ثم
تفيضين عليك الماء فتطهرين أو قال فإذا أنت قد تطهرت
هذا حديث المخزومي
وقال عبد الجبار فإذا أنت قد طهرت ولم يقل فتطهرين
122

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث
يعني بن سعيد العنبري وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث ويعقوب بن إبراهيم
الدورقي قال أبو عمار نا إسماعيل بن إبراهيم وقال الدورقي نا بن علية وهو
إسماعيل بن إبراهيم جميعا عن أيوب عن أبي الزبير عن عبيد
بن عمير قال
بلغ عائشة أن عبد الله بن عمرو بن العاص يأمر نسائه أن ينقضن
رؤوسهن إذا اغتسلن من الجنابة فقالت يا عجباه لابن عمرو هذا لقد
كلفهن تعبا أفلا يأمرهن أن يحلقن رؤوسهن لقد كنت أنا ورسول
الله صلى الله عليه وسلم نغتسل من الإناء الواحد نشرع فيه جميعا فما أزيد على ثلاث
حفنات أو قال ثلاث غرفات
هذا حديث عبد الوارث وليس في خبر بن علية نشرع فيه
جميعا وقال فيه فما أزيد على أن أفرغ على رأسي ثلاث إفراغات
باب غسل المرأة من الجنابة والدليل على أن غسلها كغسل الرجل
سواء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن
إبراهيم بن مهاجر قال سمعت صفية تحدث عن عائشة
أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الغسل من المحيض فذكر بعض
الحديث وسألته عن الغسل من الجنابة قال تأخذ إحداكن ماءها
فتطهر فتحسن الطهور ثم تصب الماء على رأسها فتدلكه حتى يبلغ
123

شؤون رأسها ثم تفيض الماء على رأسها فقالت عائشة نعم النساء نساء
الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين
باب الزجر عن دخول الماء بغير مئزر للغسل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى وأحمد بن الحسين بن
عباد قالا حدثنا الحسن بن بشر نا زهير عن أبي الزبير عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يدخل الماء إلا بمئزر
باب اغتسال الرجل والمرأة وهما جنبان من إناء واحد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قال بندار ثنا وقال
أبو موسى حدثني محمد بن جعفر نا شعبة عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها أنها قالت
كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء واحد من الجنابة
وقال بندار من إناء واحد من الجنابة
باب إفراغ المرأة الماء على يد زوجها ليغسل يديه قبل إدخالهما الإناء
إذا أراد الاغتسال من الجنابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث
يعني بن سعيد عن يزيد وهو رشك عن معاذة وهي العدوية قالت
سألت عائشة أتغتسل المرأة مع زوجها من الجنابة من الإناء الواحد
جميعا قالت الماء طهور ولا يجنب الماء شئ لقد كنت أغتسل أنا
124

ورسول الله صلى الله عليه وسلم في الإناء الواحد قالت أبدأه فأفرغ على يديه من قبل
أن يغمسهما في الماء
باب الأمر بالاغتسال إذا أسلم الكافر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب يعني
بن الليث عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلا فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له
ثمامة بن أثال سيد أهل اليمامة فربطوه بسارية من سواري المسجد فخرج
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر حديثا طويلا وقال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أطلقوا
ثمامة فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل ثم دخل المسجد فقال
أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ثم ذكر بقية الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا
عبد الله وعبيد الله أبناء عمر عن سعيد المقبري عن أبي هريرة
أن ثمامة الحنفي أسر فكان النبي صلى الله عليه وسلم يغدو إليه فيقول ما عندك
يا ثمامة فيقول إن تقتل تقتل ذا دم وإن تمن تمن على شاكر وإن
ترد المال نعطك منه ما شئت وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحبون الفداء
ويقولون ما يصنع بقتل هذا فمن عليه النبي صلى الله عليه وسلم يوما فأسلم فحله
وبعث به إلى حائط أبي طلحة فأمره أن يغتسل فاغتسل وصلى ركعتين
فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد حسن إسلام أخيكم
125

باب استحباب غسل الكافر إذا أسلم بالماء والسدر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا عبد الرحمن نا
سفيان عن الأغر بن الصباح عن خليفة بن الحصين عن قيس بن عاصم
أنه أسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يغتسل بماء وسدر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا يحيى
عن سفيان عن الأغر عن خليفة بن الحصين عن قيس بن عاصم
أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاستخلاه فأسلم فأمره أن يغتسل بماء وسدر
جماع أبواب
غسل التطهير والاستحباب من غير فرض ولا إيجاب
باب استحباب الاغتسال من الحجامة ومن غسل الميت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبدة بن عبد الله الهدي أخبرنا محمد بن
بشر حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن مصعب بن شيبة عن طلق بن حبيب عن عبد الله
بن الزبير عن عائشة رضي الله عنها أنها حدثته
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يغتسل من أربع من الجنابة ويوم الجمعة
وغسل الميت والحجامة
باب استحباب اغتسال المغمى عليه بعد الإفاقة من الإغماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو قال
126

نا زائدة نا موسى بن أبي عائشة عن عبيد الله بن عبد الله قال
دخلت على عائشة فقلت ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقالت بلى ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أصلى الناس فقلنا لا هم
ينتظرونك يا رسول الله فقال ضعوا لي ماء في المخضب قالت ففعلنا
فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال أصلى الناس
فقلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله فقال ضعوا لي ماء في المخضب
ففعلنا قالت فاغتسل ثم ذهب لينوء فأغمي عليه ثم أفاق فقال
أصلى الناس فقلنا لا هم ينتظرونك يا رسول الله قالت والناس
عكوف في المسجد ينتظرون رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة
ثم ذكر الحديث بطوله
باب ذكر الدليل على أن اغتسال النبي صلى الله عليه وسلم من الإغماء لم يكن اغتسال
فرض ووجوب وإنما اغتسل استراحة من الغم الذي أصابه في
الإغماء ليخفف بدنه ويستريح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن الزهري عن عروة أو عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه صبوا علي من سبع
قرب لم تحلل أوكيتهن لعلي أستريح فأعهد إلى الناس قالت عائشة
فأجلسناه في مخضب لحفصة من نحاس وسكبنا عليه الماء منهن حتى
طفق يشير إلينا أن قد فعلتن ثم خرج
127

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به محمد بن يحيى نحوه وقال سمعت عبد الرزاق
يذكره عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة نحوه
غير أنه لم يقل من نحاس حين جعل الحديث عن عروة بلا شك
باب استحباب اغتسال الجنب للنوم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي نا معاوية
بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال
سألت عائشة رضي الله عنها كيف كان نوم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنابة
فقالت كل ذلك كان يفعل ربما اغتسل فنام وربما توضأ
فنام
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن بحر الخولاني حدثنا بن وهب حدثني
معاوية بن صالح أن عبد الله بن أبي قيس حدثه بمثله
وقال ربما توضأ ونام قبل أن يغتسل فقلت الحمد لله الذي جعل في
الأمر سعة
باب ذكر دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يأمر بالوضوء قبل نزول سورة
المائدة
أخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن مسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد
الكتاني قال أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه
قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة قال نا أبو بكر
محمد بن إسحاق بن خزيمة نا يعقوب بن سفيان الفارسي حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع
128

حدثنا محمد بن المهاجر عن العباس بن سالم عن أبي سلام عن أبي أمامة عن عمرو بن
عنبسة قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول ما بعث وهو بمكة وهو حينئذ مستخفي
فقلت ما أنت قال أنا نبي قلت وما النبي قال رسول الله
قال آالله أرسلك قال نعم قلت بم أرسلك قال بأن نعبد
الله ونكسر الأوثان ودار الأوثان ونوصل الأرحام قلت نعم ما أرسلك
به قلت فمن تبعك على هذا قال عبد وحر يعني أبا بكر وبلال
فكان عمرو يقول رأيتني وأنا ربع الإسلام أو رابع الإسلام قال فأسلمت
قال أتبعك يا رسول الله قال لا ولكن الحق بقومك فإذا أخبرت إني
قد خرجت فاتبعني قال فلحقت بقومي وجعلت أتوقع خبره وخروجه
حتى أقبلت رفقة من يثرب فلقيتهم فسألتهم عن الخبر فقالوا
قد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة فقلت وقد أتاها قالوا
نعم قال فارتحلت حتى أتيته فقلت أتعرفني يا رسول الله قال
نعم أنت الرجل الذي أتاني بمكة فجعلت أتحين خلوته فلما خلا
قلت يا رسول الله علمني مما علمك الله وأجهل قال سل عما شئت
قلت أي الليل أسمع قال جوف الليل الآخر فصلى ما شئت فإن
الصلاة مشهودة مكتوبة
حتى تصلي الصبح ثم اقصر حتى تطلع الشمس
فترتفع قدر رمح أو رمحين فإنها تطلع بين قرني الشيطان وتصلي لها
الكفار ثم صل ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى يعدل الرمح
ظله ثم اقصر فإن جهنم تسجر وتفتح أبوابها فإذا زاغت
129

الشمس فصلى ما شئت فإن الصلاة مشهودة مكتوبة حتى تصلي العصر ثم
اقصر حتى تغرب الشمس فإنها تغرب بين قرني الشيطان وتصلي لها
الكفار وإذا توضأت فاغسل يديك فإنك إذا غسلت يديك خرجت
خطاياك من أطراف أناملك ثم إذا غسلت وجهك خرجت خطاياك
من وجهك ثم إذا مضمضت واستنثرت خرجت خطاياك من مناخرك هو ثم إذا غسلت يديك خرجت خطاياك من ذراعيك
ثم إذا مسحت برأسك خرجت خطاياك من أطراف شعرك ثم إذا غسلت رجليك خرجت
خطاياك من رجليك فإن ثبت في مجلسك كان ذلك حظك من وضوئك
وإن قمت فذكرت ربك وحمدت وركعت ركعتين مقبلا عليهما
بقلبك كنت من خطاياك كيوم ولدتك أمك
قال قلت يا عمرو اعلم ما تقول فإنك تقول أمرا عظيما قال
والله لقد كبرت سني ودنى أجلي وإني لغني عن الكذب ولو لم أسمعه
من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة أو مرتين ما حدثته ولكني قد سمعته أكثر
من ذلك
هكذا حدثني أبو سلام عن أبي أمامة إلا أن أخطئ شيئا لا أريده
فأستغفر الله وأتوب إليه
130

جماع أبواب
التيمم عند الإعواز من الماء في السفر وعند المرض
الذي يخاف من إمساس الماء مواضع الوضوء والبدن في غسل
الجنابة للمريض والمخوف أو الألم الموجع أو التلف
باب ذكر ما كان من إباحة الصلاة بلا تيمم عند عدم الماء قبل نزول
آية التيمم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة
عن هشام يعني بن عروة عن أبيه عن عائشة
أنها استعارت قلادة من أسماء فهلكت فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا
من أصحابه في طلبها فأدركتهم الصلاة فصلوا بغير وضوء فلما أتوا
النبي صلى الله عليه وسلم شكوا ذلك إليه فنزلت آية التيمم قال أسيد بن حضير
جزاك الله خيرا فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجا وجعل
للمسلمين فيه بركة
باب الرخصة في النزول في السفر على غير ماء للحاجة تبدو من منافع
الدنيا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله
بن وهب بن مسلم أن مالكا حدثه عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة
رضي الله عنها أنها قالت
131

خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء
أو بذات الجيش انقطع عقد لي فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على التماسه
وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى
أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقالوا ألا ترى إلى ما صنعت عائشة
أقامت برسول الله صلى الله عليه وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء
أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع رأسه في فخذي قد نام فذكر الحديث بطوله
باب ذكر ما كان الله عز وجل فضل به رسوله صلى الله عليه وسلم على الأنبياء
قبله وفضل أمته على الأمم السالفة قبلهم بإباحته لهم التيمم بالتراب
عند الإعواز من الماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة القرشي نا أبو معاوية عن
أبي مالك وهو سعيد بن طارق الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلت هذه الأمة على الناس بثلاث جعلت لنا
الأرض مسجدا وطهورا وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة وأعطيت
هذه الآيات من آخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش لم
يعط منه أحد قبلي ولا أحد بعدي
باب ذكر الدليل على أن ما وقع عليه اسم التراب فالتيمم به جائز عند
الإعزاز من الماء وإن كان التراب على بساط أو ثوب
وإن لم يكن على الأرض مع الدليل على أن خبر أبي معاوية الذي ذكرناه
مختصر جعلت لنا الأرض طهورا أي عند الإعواز من
الماء إذا كان المحدث غير مريض مرضا يخاف إن ماس
الماء التلف أو المرض المخوف أو الألم الشديد لا إنه جعل الأرض
132

طهورا وإن كان المحدث صحيحا واجدا للماء أو مريضا لا يضر
إمساس البدن الماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد نا
بن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة بن وابنه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فضلنا على الناس بثلاث جعلت لنا الأرض كلها مسجدا وجعل
ترابها لنا طهورا إذا لم نجد ماء وجعلت صفوفنا كصفوف الملائكة
وأوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من بيت كنز تحت العرش
لم يعط منه أحد قبلي ولا أحد بعدي
باب إباحة التيمم بتراب السباخ ضد قول من زعم
من أهل عصرنا أن التيمم بالسبخة غير جائز وقول هذه المقالة يقود
إلى أن التيمم بالمدينة غير جائز إذ أرضها سبخة وقد خبر النبي صلى الله عليه وسلم
أنها طيبة أو طابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني عروة بن الزبير أن
عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
لم أعقل أبوي قط إلا وهم يدينان الدين ولم يمر علينا يوم إلا يأتينا
فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفي النهار بكرة وعشية فذكر الحديث بطوله
وقال في الخبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أريت دار هجرتكم أريت
سبخة ذات نخل بين لابتين وهما الحرتان فذكر الحديث بطوله في
133

هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة
قال أبو بكر ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم أريت سبخة نخل بين
لابتين وإعلامه إياهم أنها دار هجرتهم وجميع المدينة كانت هجرتهم
دلالة على أن جميع المدينة سبخة ولو كان التيمم غير جائز بالسبخة وكانت السبخة
وكانت السبخة على ما توهم بعض أهل عصرنا أنه من البلد الخبيث
بقوله والذي خبث لا يخرج إلا نكدا لكان قود هذه المقالة أن أرض
المدينة خبيثة لا طيبة وهذا قول بعض أهل العناد لما ذم أهل المدينة
فقال إنها خبيثة فاعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم سماها طيبة أو طابة
فالأرض السبخة هي طيبة على ما خبر النبي صلى الله عليه وسلم أن المدينة طيبة
وإذا كانت طيبة وهي سبخة فالله عز وجل قد أمر بالتيمم بالصعيد
الطيب في نص كتابه والنبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن المدينة طيبة أو طابة
مع إعلامه إياهم أنها سبخة وفي هذا ما بان وثبت أن التيمم بالسباخ جائز
باب ذكر الدليل على أن التيمم ضربة واحدة للوجه والكفين لا ضربتان
مع الدليل على أن مسح الذراعين في التيمم غير واجب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن معبد نا يزيد بن هارون أخبرنا
شعبة عن الحكم عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمار بن ياسر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في التيمم ضربة للوجه والكفين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا بن علية عن سعيد
عن قتادة عن عرزة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن عمار بن
ياسر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التيمم قال
ضربة للوجه والكفين
134

باب النفخ في اليدين بعد ضربهما على التراب للتيمم
حدثنا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن الحكم عن ذر عن بن عبد
الرحمن بن أبزى عن أبيه
أن رجلا أتى عمر بن الخطاب فقال إني أجنبت فلم أجد الماء
فقال عمر لا تصل فقال عمار أما تذكر يا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت
في سرية فأجنبنا فلم نجد الماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت
في التراب فصليت فلما أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال إنما
كان يكفيك وضرب النبي صلى الله عليه وسلم بيده على الأرض ثم نفخ فيها ومسح
بهما وجهه وكفيه
باب نفض اليدين من التراب بعد ضربهما على الأرض قبل النفخ فيهما
وقبل مسح الوجه واليدين للتيمم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا أبو يحيى يعني
التيمي عن الأعمش عن سلمة عن كهيل عن سعيد بن عبد الرحمن عن أبيه قال
جاء رجل إلى عمر فقال إنا نجنب وسلم وليس معنا ماء فذكر قصته
مع عمار بن ياسر وقال وقال يعني عمارا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرته فقال إنما كان يكفيك أن تقول بيديك هكذا وهكذا
وضرب بيديه إلى التراب ثم نفضهما ثم نفخ فيهما ومسح بهما
وجهه ويديه
135

قال أبو بكر أدخل شعبة بين سلمة بن كهيل وبين سعيد بن
عبد الرحمن في هذا الخبر ذرا رواه الثوري عن سلمة عن أبي مالك
وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى عن عبد الرحمن بن أبزى إلا أنه
ليس في خبر الثوري وشعبة نفض اليدين من التراب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى حدثنا أبو معاوية نا
الأعمش عن شقيق قال
كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى فقال أبو موسى يا أبا عبد
الرحمن أرأيت لو أن رجلا أجنب فلم يجد الماء شهرا يتيمم
فقال عبد الله لا يتيمم فقال أبو موسى ألم تسمع قول عمار لعمر
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة فأجنبت فلم أجد الماء فتمرغت في الصعيد
كما تمرغ الدابة فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما
كان يكفيك على أن تضرب بكفيك على الأرض ثم تمسحهما ثم تمسح بهما
وجهك وكفيك
قال أبو بكر فقوله في هذا الخبر ثم تمسحهما هو النفض بعينه
وهو مسح إحدى الراحتين بالأخرى لينفض ما عليهما من التراب
باب ذكر الدليل على أن الجنب يجزيه التيمم عند الإعواز
من الماء في السفر والدليل على أن التيمم ليس كالغسل في جميع أحكامه إذ
المغتسل من الجنابة لا يجب عليه غسل ثان إلا بجنابة حادثة والتيمم في الجنابة
عند الإعواز من الماء يجب عليه غسل عند وجود الماء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد وابن أبي عدي
136

ومحمد بن جعفر وسهل بن يوسف وعبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي قالوا حدثنا
عوف عن أبي رجاء العطاردي نا عمران بن حصين قال
كنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنا سرينا ذات ليلة حتى إذا كان
السحر قبل الصبح وقعنا تلك الوقعة ولا وقعة أحلى عند المسافر منها فما
أيقضنا إلا حر الشمس فذكر بعض الحديث وقال ثم نادى بالصلاة
فصلى بأناس ثم انفتل من صلاته فإذا رجل معتزل لم يصل مع
القوم فقال له ما منعك يا فلان أن تصلي مع القوم فقال يا رسول
الله أصابتني جنابة ولا ماء فقال عليك بالصعيد فإنه يكفيك ثم
سار واشتكى إليه الناس فدعا فلانا قد سماه أبا رجاء ونسيه عوف
ودعا علي بن أبي طالب فقال لهما إذهبا فابغيا لنا الماء فانطلقا
فتلقيا امرأة بين سطيحتين أو مزادتين على بعير فذكر الحديث
وقال ثم نودي في الناس أن اسقوا واستقوا فسقي من شاء واستقى
من شاء قال وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء
وقال اذهب فأفرغه عليك
قال أبو بكر ففي هذا الخبر أيضا دلالة على أن المتيمم إذا صلى
بالتيمم ثم وجد الماء فاغتسل إن كان جنبا أو توضأ إن كان محدثا لم
يجب عليه إعادة ما صلى بالتيمم إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر المصلي بالتيمم
لما أمره بالاغتسال بإعادة ما صلى بالتيمم
وفي الخبر أيضا دلالة على أن المغتسل بالجنابة لا يجب عليه الوضوء
قبل إفاضة الماء على الجسد غير أعضاء الوضوء إذ النبي صلى الله عليه وسلم لما أمر
الجنب بإفراغ الماء على نفسه ولم يأمره بالبدء بالوضوء وغسل أعضاء
137

الوضوء ثم إفاضة الماء على سائر البدن كان في أمره إياه ما بان وصح
أن الجنب إذا أفاض على نفسه كان مؤديا لما عليه من فرض الغسل
وفي هذا ما دل على أن بدأ المغتسل بالوضوء ثم إفاضة الماء على سائر
البدن اختيار واستحباب لا فرض وإيجاب
باب الرخصة في التيمم للمجدور والمجروح وإن كان الماء موجودا
إذا خاف إن ماس الماء البدن التلف أو المرض أو الوجع المؤلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير
عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس يرفعه في قوله
وإن كنتم مرضى أو على سفر الآية قال إذا كانت
بالرجل الجراحة في سبيل الله أو القروح أو الجدري فيجنب فيخاف
إن اغتسل أن يموت فيتيمم
قال أبو بكر هذا خبر لم يرفعه غر عطاء بن السائب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عمر بن حفص بن
الصالح نا أبي أخبرني إياه الوليد بن عبيد الله بن أبي رباح أن عطاء حدثه عن بن عباس
أن رجلا أجنب في شتاء فسأل فأمر بالغسل فاغتسل فمات فذكر
ذلك لنبي صلى الله عليه وسلم فقال ما لهم قتلوه قتلهم الله ثلاثا قد جعل
الله الصعيد أو التيمم طهورا شك في بن عباس ثم أثبته بعد
138

باب استحباب التيمم في الحضر لرد السلام وإن كان الماء موجودا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي أخبرنا شعيب
يعني بن الليث عن الليث عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز عن عمير
مولى بن عباس أنه سمعه يقول
أقبلت أنا وعبد الله بن يسار مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حتى
دخلنا على أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة الأنصاري فقال أبو
جهيم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من نحو بئر جمل فلقيه رجل فسلم
عليه فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبل على الجدار فمسح بوجهه
ويديه فرد عليه
جماع أبواب
تطهير الثياب بالغسل من الأنجاس
باب حت دم الحيضة من الثوب وقرصه بالماء ورش الثوب بعده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد ح
وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة ح وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا يحيى بن سعيد ح
وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
أن مالكا حدثهم كلهم عن هشام بن عروة ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا
أبو أسامة نا هشام ح ونا محمد بن عبد الله المخرمي نا أبو معاوية نا هشام بن
عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر
139

أن امرأة سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن دم الحيض يصيب الثوب فقال
حتيه ثم اقرصيه بالماء ثم انضحيه
هذا حديث حماد
وفي خبر بن عيينة ثم رشي وصلي فيه
وفي خبر يحيى ثم تنضحيه وتصلي فيه
ولم يذكر الآخرون النضح ولا الرش إنما ذكروا الحت والقرص
بالماء ثم الصلاة فيه غير أن في حديث وكيع وحتيه عنه ثم اقرصيه
بالماء لم يزد على هذا
باب ذكر الدليل على أن النضح المأمور به هو نضح ما لم يصب الدم
من الثوب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا عمر بن علي نا محمد
بن إسحاق قال سمعت فاطمة بنت المنذر تحدث عن جدتها أسماء بنت أبي بكر
أنها سمعت امرأة تسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إحدانا إذا طهرت
كيف تصنع بثيابها التي كانت تلبس فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن رأت فيه
شيئا فلتحكه ثم لتقرصه بشئ من ماء وتنضح في سائر الثوب ماء
وتصلي فيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا بن أبي عدي عن محمد
بن إسحاق بهذا مثله وقال
وقال إن رأيت فيه دما فحكيه ثم اقرصيه بالماء ثم انضحي
سائره ثم صلي فيه
140

باب استحباب غسل دم الحيض من الثوب بالماء والسدر وحكه
بالأضلاع إذ هو أحرى أن يذهب أثره من الثوب إذا حك بالضلع
وغسل بالسدر مع الماء من أن يغسل بالماء بحتا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا سفيان عن ثابت وهو
الحداد عن عدي بن دينار مولى أم قيس بنت محصن عن أم قيس بنت محصن قالت
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن دم الحيض يصيب الثوب فقال اغسليه
بالماء والسدر وحكيه بضلع
باب ذكر الدليل على أن الاقتصار من غسل الثوب الملبوس في المحيض على
غسل أثر الدم منه جائز وإن لم يحك موضع الدم بضلع ولا قرص موضعه
بالأظفار وإن لم يغسل بسدر أيضا ولا رش ما لم يصب الدم من
الثوب وإن جميع ما أمر به من قرص بالأظفار وحك بالأضلاع
وغسل بالسدر أمر اختيار واستحباب وإن غسل الدم من الثوب
مطهر للثوب وتجزئ الصلاة فيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن أبي سريج الرازي أخبرنا أبو
أحمد نا المنهال بن خليفة عن خالد بن سلمة عن مجاهد عن أم سلمة
أنها قالت أو قيل لها كيف كنتن تصنعن بثيابكن إن إذا طمثتن إلا
على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت إن كنا لنطمث فيه في ثيابنا وفي دروعنا
فما نغسل منها إلا أثر ما أصابه الدم وإن الخادم من خدمكم اليوم ليتفرغ
يوم طهورها لغسل ثيابها
141

باب الرخصة في غسل الثوب من عرق الجنب والدليل على أن عرق
الجنب طاهر غير نجس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي عن
سفيان عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال
سألت عائشة عن الرجل يأتي أهله يلبس الثوب فيعرق فيه
نجسا ذلك فقالت قد كانت المرأة تعد خرقة أو خرقا
فإذا كان ذلك مسح بها الرجل الأذى عنه ولم ير أن ذلك ينجسه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن ميمون المكي نا الوليد يعني بن مسلم
حدثني الأوزاعي حدثني عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه القاسم بن محمد عن عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
تتخذ المرأة الخرقة فإذا فرغ زوجها ناولته فيمسح عنه الأذى
ومسحت عنها ثم صليا في ثوبيهما
باب ذكر الدليل على أن عرق الإنسان طاهر غير نجس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن معاذ نا عبد الوهاب يعني
الثقفي نا أيوب عن أنس بن سيرين عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل على أم فلان فتبسط له نطعا فيقيل
عليه فتأخذ من عرقه فتجعله في طيبها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن الوليد حدثنا عبد الوهاب بمثله
وقال يدخل على أم سليم
142

باب غسل بول الصبية من الثوب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن الاستثناء نا أسد يعني بن
موسى ح وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا علي بن معبد قالا حدثنا
أبو الأحوص عن سماك عن قابوس بن المخارق عن لبابة بنت الحارث قالت
بال الحسين في حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقلت هات ثوبك هات
أغسله فقال إنما يغسل بول الأنثى وينضح بول الذكر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا العباس بن عبد العظيم العنبري نا
عبد الرحمن بن مهدي نا يحيى بن الوليد حدثني محل بن خليفة الطائي قال حدثني
أبو السمح قال
كنت خادم النبي صلى الله عليه وسلم وجيئ بالحسن أو الحسين فبال على
صدره فأرادوا أن يغسلوه فقال رشوه رشا فإنه يغسل بول الجارية
ويرش بول الغلام
باب غسل
بول الصبية وإن كانت مرضعة والفرق بين بولها وبين
بول الصبي المرضع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا معاذ بن هشام حدثني
أبي عن قتادة عن أبي حرب بن أبي الأسود عن أبيه عن علي بن أبي طالب
143

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في بول المرضع ينضح بول الغلام ويغسل
بول الجارية
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى بمثله وزاد قال
قتادة هذا ما لم يطعما الطعام فإذا طعما غسلا جميعا
باب نضح بول الغلام بالمرات قبل أن يطعم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي
نا سفيان عن بن شهاب عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم قيس بنت محصن الأسدية
قالت
دخلت بابن صبي لي لم يأكل الطعام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبال
عليه فدعا بماء فرشه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أخبرني يونس أن بن شهاب حدثهم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم
قيس بنت محصن الأسدية
أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها صغير لم يأكل الطعام فأجلسه
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فبال عليه فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء فنضحه
ولم يغسله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس مرة قال حدثني بن وهب أخبرني
مالك والليث وعمرو بن الحارث ويونس أن بن شهاب
حدثهم بمثله سواء الإسناد والمتن
144

باب استحباب غسل المني من الثوب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا بشر
يعني بن مفضل حدثنا عمرو بن ميمون ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا
بن مبارك عن عمرو بن ميمون ح وحدثنا محمد بن عبد الله المخرمي حدثنا يزيد بن
هارون أنا عمرو بن ميمون عن سليمان بن يسار عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصاب ثوبه مني غسله ثم يخرج إلى
الصلاة وأنا أنظر إلى بقعة من أثر الغسل في ثوبه
هذا لفظ الصنعاني
وفي حديث بن المبارك قالت كنت أغسل ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المني فيخرج وفي ثوبه أثر الماء وفي حديث يزيد بن هارون قال حدثنا سليمان بن يسار
أخبرتني عائشة
باب ذكر الدليل على أن المني ليس بنجس والرخصة في فركه إذا
كان يابسا من الثوب إذ النجس لا يزيله عن الثوب الفرك دون الغسل
وفي صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في الثوب الذي قد أصابه مني بعد فركه يابسا
ما بان وثبت أن المني ليس بنجس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعبد الجبار
بن العلاء قالا حدثنا سفيان قال عبد الجبار قال حدثنا منصور وقال سعيد
عن منصور عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا زياد يعني
145

بن عبد الله البكائي نا منصور عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كريب
نا أبو أسامة ح وحدثنا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن نمير ح وحدثنا بندار نا يحيى
بن سعيد كلهم عن الأعمش عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا
عيسى يعني بن يونس عن الأعمش عن إبراهيم عن همام ح وحدثنا نصر بن
الاستثناء المصري نا أسد يعني بن موسى نا شعبة عن الحكم عن إبراهيم
عن همام بن الحارث ح وحدثنا أحمد بن عيسى بن زيد اللخمي التنيسي نا عمرو بن
أبي سلمى عن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم ح وحدثنا محمد بن
الوليد القرشي نا عبد الأعلى نا هشام بن حسان بن أبي معشر عن النخعي عن الأسود
بن يزيد ح وحدثنا محمد بن الوليد نا يعلى نا الأعمش عن إبراهيم عن الأسود ح
وحدثنا محمد بن يحيى نا يعلى نا الأعمش عن إبراهيم عن همام وحدثنا عبد الوارث بن عبد
الصمد حدثني أبي نا مهدي وهو بن ميمون عن واصل عن إبراهيم عن الأسود ح
وحدثنا محمد بن يحيى نا مسدد نا أبو عوانة عن المغيرة بن مقسم وحماد بن أبي سليمان
عن إبراهيم عن الأسود ح وحدثنا محمد بن يحيى نا الخضر بن محمد بن شجاع وابن
الطباع قالا أخبرنا هاشم أنا المغيرة عن إبراهيم عن الأسود ح ونا محمد بن يحيى نا
أبو الوليد نا حماد يعني بن سلمة عن حماد وهو بن أبي سليمان عن إبراهيم
عن الأسود ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا محمد بن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة
ح وحدثنا هارون بن إسحاق الهمداني نا عبدة عن سعيد عن أبي معشر عن إبراهيم عن
الأسود ح وحدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد يعني بن عبد الله عن خالد وهو
الحذاء عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة والأسود ح ونا نصر بن الاستثناء حدثنا
أسد قال نا المسعودي عن الحكم وحماد عن إبراهيم عن همام بن الحارث ح وحدثنا
يحيى بن حكيم نا أبو داود نا المسعودي عن حماد عن إبراهيم عن همام بن الحارث ح
ونا بشر بن معاذ العقدي نا حماد بن زيد ونا أبو هاشم الرماني عن أبي مجلز لاحق بن
حميد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل ح وثنا نصر بن الاستثناء المصري نا أسد بن موسى
نا قزعة بن سويد نا حميد الأعرج وعبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد وحدثنا محمد بن
يحيى نا هانئ بن يحيى نا قزعة عن بن أبي نجيح وحميد الأعرج عن مجاهد ح
وحدثنا محمد بن يحيى نا مسلم بن إبراهيم نا قزعة وهو بن سويد حدثنا حميد عن
مجاهد وحدثنا يحيى بن حكيم نا أبو داود وحدثنا عباد بن منصور أنا القاسم ونا
علي بن سهل الرملي نا زيد يعني بن أبي الزرقاء عن جعفر وهو بن برقان عن
146

الزهري عن عروة وحدثنا محمد بن يحيى نا حسن بن الربيع نا أبو الأحوص حدثنا
شبيب بن غرقدة عن عبد الله بن شهاب الخولاني كل هؤلاء عن عائشة
أنها كانت تفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم من اختصر
الحديث ومنهم من ذكر نزول الضيف بها وغسله ملحفتها وقولها
وقد رأيتني وأنا أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى
بن سلمة بن كهيل حدثني أبي عن أبيه سلمة عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت
لقد كنت آخذ الجنابة من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحصاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا إسحاق يعني الأزرق
نا محمد بن قيس عن محارب بن دثار عن عائشة
أنها كانت تحت المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي
باب نضح الثوب من المذي إذا خفي موضعه من الثوب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا بن علية
نا محمد بن إسحاق ح وحدثنا محمد بن إبان نا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق
أخبرني سعيد بن عبيد بن السباق عن أبيه عن سهل بن حنيف قال
كنت ألقى من المذي شدة وعناء وكنت أكثر الاغتسال منه
فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقال إنما يجزيك الوضوء قلت فكيف
بما يصيب ثوبي منه قال يكفيك أن تأخذ كفا من ماء تنضح به
من ثوبك حيث ترى أنه أصاب
147

وقال بن أبان قال حدثني سعيد بن عبيد بن السباق
قال أبو بكر حديث سهل بن حنيف أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن المذي قال فيه
الوضوء قلت أرأيت بما يصيب ثيابنا قال يكفيك أن تأخذ كفا من
ماء فتنضح به ثوبك حيث ترى أنه أصاب قد أمليته قبل أبواب المذي
باب ذكر وطء الأذى اليابس بالخف والنعل والدليل على أن ذلك
لا يوجب غسل الخف ولا النعل وأن تطهيرهما يكون بالمشي على
الأرض الطاهرة بعدها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن عبد الله بن منصور الأنطاكي نا
محمد بن كثير عن الأوزاعي عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا وطئ أحدكم الأذى بخفه أو نعله فطهورهما التراب
قال أبو بكر خبر أبي نصر عن أبي سعيد في قصة النعلين من هذا
الباب قد خرجته في كتاب الصلاة
باب النهي عن البول في المساجد وتقذيرها وقال
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ونا بهز يعني بن
أسد العمي نا عكرمة بن عمار نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عمه أنس
بن مالك
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا في المسجد وأصحابه معه إذ جاء أعرابي
فبال في المسجد فقال أصحابه مه مه فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
148

لا تزرموه دعوه ثم دعاه فقال إن هذا المسجد لا يصلح لشئ من
القذر والبول أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو لقراءة القرآن
وذكر الله والصلاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل من القوم قم
فأتنا بدلو من الماء فشنه عليه فأتى بدلو من ماء فشنه عليه
باب سلت المني من الثوب بالأذخر إذا كان رطبا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا معاذ يعني بن
معاذ العنبري نا عكرمة بن عمار اليمامي ثنا عبد الله بن عبيد الله بن عمير المؤذن قال
قالت عائشة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر ثم يصلي فيه
بالعقيم من ثوبه يابسا ثم يصلي فيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو الوليد نا عكرمة بن عمار
بمثله غير أنه قال بعرق الإذخر عن ثوبه ويصلي فيه قالت
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبصره جافا فيحته ويصلي فيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد يعني بن يحيى نا أبو قتيبة نا
عكرمة وهو بن عمار نا عبد الله وهو بن عبيد بن عمير عن عائشة قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الجنابة في ثوبه جافة فحتها
باب الزجر عن قطع البول على البائل في المسجد قبل الفراغ منه والدليل
على أن صب دلو من ماء يطهر الأرض وإن لم يحفر موضع البول فينقل
ترابه من المسجد على ما زعم بعض العراقيين إذ الله عز وجل أنعم
على عباده المؤمنين بأن بعث فيهم نبيه صلى الله عليه وسلم ميسرا لا معسرا
149

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد
نا ثابت عن أنس
أن أعرابيا بال في المسجد فوثب إليه بعض القوم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لا تزرموه ثم دعا بدلو من ماء فصبه عليه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي أخبرنا بن
المبارك أخبرنا يونس عن الزهري قال أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا هريرة أخبره
أن أعرابيا بال في المسجد فثار الناس إليه ليمنعوه فقال لهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوه أهريقوا على بوله ذنوبا من ماء أو سجلا من ماء
فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال
حفظته من الزهري قال أخبرني سعيد عن أبي هريرة ح وحدثنا الفضل بن يعقوب بن
الجزري نا إبراهيم يعني بن صدقة قال نا سفيان وهو بن حصين عن
الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة ح وحدثنا المخزومي نا سفيان عن الزهري
عن سعيد عن أبي هريرة فذكروا الحديث وفي حديث سفيان بن حصين قال إن
في دينكم يسر
باب استحباب نضح الأرض من ربض الكلاب عليها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزير الأيلي أن سلامة بن روح
150

حدثهم عن عقيل قال أخبرني محمد بن مسلم أن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أخبره أن
عبد الله بن عباس أخبره أن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مطرف ذات يوم وهو واجم فقلنا ما يرى
منه فسألته عما أنكرت منه فقال لها وعدني جبريل أن
يلقاني الليلة فلم أره أما والله ما أخلفني قالت ميمونة وكان في
بيتي جرو كلب تحت نضد لنا فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نضح مكانه
بالماء بيده فلما كان الليل لقيه جبريل فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعدتني ثم لم أرك فقال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا ندخل بيتا
فيه صورة ولا كلب
باب الدليل على أن مرور الكلاب في المساجد لا يوجب نضحا ولا غسلا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن منقذ بن عبد الله الخولاني
حدثنا أيوب بن سويد أخبرنا يونس بن يزيد أخبرني الزهري حدثني حمزة بن عبد الله
بن عمر قال
كان عمر يقول في المسجد بأعلى صوته اجتنبوا اللغو في المسجد
قال عبد الله بن عمر كنت أبيت في المسجد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكنت فتا شابا عزبا وكانت الكلاب تبول وتقبل وتدبر في المسجد
ولم الريح يرشون شيئا من ذلك
قال أبو بكر يعني تبول خارج المسجد وتقبل وتدبر في المسجد
بعدما بالت
آخر كتاب الطهارة
151

كتاب الصلاة
المختصر من المختصر من المسند الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم على الشرط الذي
اشترطنا في كتاب الطهارة
باب بدء فرض الصلوات الخمس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا محمد بن بشار
بندار نا محمد بن جعفر وابن أبي عدي عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
بن مالك عن مالك بن صعصعة رجل من قومه
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ
سمعت قائلا يقول خذ بين الثلاثة فأتيت بطست من ذهب فيها
من ماء زمزم قال فشرح صدري إلى كذا وكذا
قال قتادة قلت ما يعني به قال إلى أسفل بطنه فاستخرج
قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه ثم حشي إيمانا وحكمة ثم
أتيت بدابة أبيض يقال له البراق فوق الحمار ودون البغل
يقع خطاه أقصى طرفه فحملت عليه ثم انطلقت حتى
أتينا السماء الدنيا واستفتح جبريل فقيل من هذا قال جبريل
153

قيل من معك قال محمد قيل وبعث إليه قال نعم ففتح
لنا قال مرحبا به ولنعم المجئ فأتيت على آدم فقلت يا جبريل
من هذا قال هذا أبوك آدم فسلمت عليه فقال مرحبا بالابن الصالح
والنبي الصالح قال ثم انطلقنا حتى أتينا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل قيل من هذا قال
جبريل قيل ومن معك قال محمد قيل وقد بعث إليه قال نعم ففتح لنا قال مرحبا به ولنعم
المجيئ جاء فأتيت على يحيى وعيسى فقلت يا جبريل من هذان
قال يحيى وعيسى قال سعيد إني حسبت أنه قال في حديثه مشهور
الخالة فسلمت عليهما فقالا مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح
قال ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل قيل
من هذا قال جبريل قيل ومن معك قال محمد قال وقد
بعث إليه قال نعم قال ففتح لنا وقال مرحبا به ولنعم
المجيئ جاء قال فأتيت على يوسف فسلمت عليه فقال مرحبا
بالنبي الصالح والأخ الصالح ثم انطلقا إلى السماء الرابعة فكان نحو من
كلام جبريل وكلامهم فأتيت على إدريس فسلمت عليه فقال
مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح ثم انتهينا إلى السماء الخامسة
فأتيت على هارون فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي
الصالح ثم انطلقنا إلى السماء السادسة فأتيت على موسى صلى الله
عليهم أجمعين فسلمت عليه فقال مرحبا بالأخ الصالح والنبي الصالح
فلما جاوزت بكى قال ثم رجعت إلى سدرة المنتهى فحدث نبي
154

الله صلى الله عليه وسلم أن نبقها مثل قلال هجر وورقها مثل آذان الفيلة وحدث
نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى أربعة أنهار يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران
باطنان فقلت يا جبريل ما هذه الأنهار قال أما النهران الباطنان
فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ثم رفع لنا البيت
المعمور قلت يا جبريل ما هذا قال هذا البيت المعمور يدخله
كل يوم سبعون ألف ملك إذا خرجوا منها لم يعودوا فيه آخر ما عليهم
قال ثم أتيت بإنائين أحدهما خمر والآخر لبن يعرضان علي
فاخترت اللبن فقيل أصبت أصاب الله بك أمتك على الفطرة
ففرضت علي كل يوم خمسون صلاة فأقبلت بهن حتى أتيت على
موسى فقال بما أمرت قلت بخمسين صلاة كل
يوم قال إن أمتك لا تطيق ذلك إني قد بلوت بني إسرائيل قبلك
وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله التخفيف
لأمتك فرجعت فخفف عني خمسا فما زلت أختلف بين ربي
وبين موسى يحط عني ويقول لي مثل مقالته حتى رجعت بخمس
صلوات كل يوم قال إن أمتك لا تطيق ذلك قد بلوت الناس
قبلك وعالجت بني إسرائيل أشد المعالجة فارجع إلى ربك فسله
التخفيف لأمتك قال لقد اختلفت إلى ربي حتى استحييت لكني
أرضي وأسلم فنوديت إني قد أجزت أو أمضيت فريضتي
وخففت عن عبادي وجعلت بكل حسنة عشر أمثالها
155

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن يحيى نا عفان بن مسلم نا همام بن يحيى
العوذي ثم المحملي قال سمعت قتادة يحدث عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعة حدثهم
أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثهم عن ليلة أسري به فذكر الحديث بطوله
وقال قتادة فقلت للجارود وهو إلى جنبي ما يعني به قال من
ثغرة نحره إلى شعرته وقد سمعته يقول من قصته إلى شعرته
فذكر محمد بن يحيى الحديث بطوله
قال أبو بكر هذه اللفظة دالة على أن قول قتادة في خبر سعيد
فقلت له لم يرد به فقلت لأنس إنما أراد فقلت للجارود
باب ذكر فرض الصلوات الخمس من عدد الركعة بلفظ
خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان
قال سمعت الزهري يقول أخبرني عروة بن الزبير أنه سمع عائشة تقول
إن الصلاة أول ما افترضت ركعتين فأقرت صلاة السفر وأتمت
صلاة الحضر فقلت لعروة فما لها كانت تتم فقال إنها
تأولت ما تأول عثمان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بمثله
غير أنه قال في كلها عن
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن معاذ العقدي حدثنا أبو عوانة
عن بكير بن الأخنس عن مجاهد عن بن عباس قال
فرض الله الصلاة على اختلفوا نبيكم صلى الله عليه وسلم في الحضر أربعا وفي السفر
ركعتين وفي الخوف ركعة
156

باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على
أن قولها أن الصلاة أول ما افترضت ركعتان أرادت
بعض الصلاة دون جميعها أرادت الصلوات الأربعة دون المغرب
وكذلك أرادت ثم زيد في صلاة الحضر ثلاث صلوات خلا
الفجر والمغرب والدليل على أن قول بن عباس فرض الله الصلاة على
اختلفوا نبيكم في الحضر أربعا إنما أراد خلا الفجر والمغرب وكذلك
أرادوا في السفر ركعتين خلا المغرب وهذا من الجنس الذي نقول
في كتبنا من ألفاظ العام التي يراد بها الخاص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن نصر المقرئ وعبد الله بن
الصباح العطار البصري قال أحمد أخبرنا وقال عبد الله حدثنا محبوب بن
الحسن نا داود يعني بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت
فرض صلاة السفر والحضر ركعتين ركعتين فلما أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة زيد في صلاة الحضر ركعتان ركعتان وتركت صلاة الفجر
لطول القراءة وصلاة المغرب لأنها وتر النهار
قال أبو بكر هذا حديث غريب لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب
بن الحسن رواه أصحاب داود فقالوا عن الشعبي عن عائشة خلا
محبوب بن الحسن
باب فرض الصلوات الخمس والدليل على أن لا فرض من الصلاة إلا
157

الخمس وأن كل ما سوى الخمس من الصلاة فتطوع ليس شئ
منها فرض إلا الخمس فقط
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل يعني بن
جعفر نا أبو سهيل وهو عم مالك بن أنس عن أبيه عن طلحة بن عبيد الله
أن أعرابيا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ثائر الرأس فقال يا رسول
الله أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة قال الصلوات الخمس إلا أن
تطوع شيئا قال أخبرني ماذا فرض الله علي من الزكاة قال فأخبره
رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرائع الإسلام قال والذي أكرمك لا أتطوع شيئا
ولا أنقص شيئا مما فرض الله علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلح وأبيه
إن صدق أو دخل الجنة وأبيه إن صدق
باب دليل على أن إقام الصلاة من الإيمان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر
ثنا شعبة وحدثنا محمد بن بشار نا أبو عامر نا قرة جميعا عن أبي جمرة الضبعي
وهو نصر بن عمران قال
قلت لابن عباس إن جرة لي أنتبذ فيها فأشرب منه فإذا
أطلت الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته
قال قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بالوفد غير
خزايا ولا ندامى فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين من
مضر وإنا لا نصل إليك إلا في الأشهر الحرم فحدثنا جملا من الأمر
158

إذا أخذنا عملنا به أو إذا أحدنا عمل به دخل به الجنة وندعوا إليه
من ورائنا قال آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله
وهل تدرون ما الإيمان بالله قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة ان
لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا
الخمس من المغانم وأنهاكم عن النبيذ في الدبا والنقير والحنتم والمزفت
هذا لفظ حديث قرة بن خالد
باب ذكر الدليل على أن إقام الصلاة من الإسلام إذ الإيمان والإسلام
إسمان بمعنى واحد
خبر عمر بن الخطاب في مسألة جبريل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قد
أمليته في كتاب الطهارة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا روح بن عبادة عن
حنظلة قال سمعت عكرمة بن خالد بن العاص يحدث طاوسا
أن رجلا قال لعبد الله بن عمر ألا تغزو فقال عبد الله بن عمر إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله
إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصيام رمضان وحج البيت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منصور الرمادي نا أبو النضر
نا عاصم وهو بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن أبيه عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج
البيت وصوم رمضان
159

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به محمد بن يحيى نا أحمد بن يونس نا
عاصم أخبرني حكى بن محمد بن زيد عن أبيه عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
قال أبو بكر خرجت طرق هذا الحديث في كتاب الإيمان
باب في فضائل الصلوات الخمس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري نا عبد
الله بن وهب عن مخرمة عن أبيه عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال سمعت سعدا وناسا
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون
كان رجلان أخوان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحدهما أفضل من
الآخر فتوفي الذي هو أفضلهما ثم عمر الآخر بعده أربعين ليلة
ثم توفي فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة الأول على الآخر فقال
لم يكن يصلي قالوا بلى يا رسول الله وكان لا بأس به قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم فما يدريكم ماذا بلغت به صلاته إنما مثل الصلاة كمثل نهر
جار بباب رجل غمر عذب يقتحم فيه كل يوم خمس مرات فما
ترون ذلك يبقى من درنه لا تدرون ماذا بلغت به صلاته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية نا
الوليد يعني بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني أبو عمار وهو شداد بن عبد
الله حدثنا أبو أمامة قال
أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه
160

علي فأعرض عنه وأقيمت الصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما سلم
قال يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه علي قال هل توضأت حين
أقبلت قال نعم قال اذهب فإن الله قد عفى عنك
باب ذكر الدليل على أن الحد الذي أصابه هذا السائل فأعلمه صلى الله عليه وسلم
أن الله قد عفى عنه بوضوئه وصلاته كان معصية ارتكبها
دون الزنا الذي يوجب الحد إذ كل ما زجر الله عنه قد يقع عليه
اسم حد وليس اسم الحد إنما يقع على ما يوجب جلدا أو رجما أو
قطعا قط قال الله تبارك وتعالى في ذكر المطلقة لا تخرجوهن من
بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة وتلك حدود الله ومن
يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه قال تلك حدود الله فلا تعتدوها فكل
ما زجر الله عنه فاسم الحد واقع عليه إذ الله عز وجل قد أمر بالوقوف
عنده فلا يجاوز ولا يتعدى
أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو
طاهر نا أبو بكر أنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب
بن الشهيد قالا حدثنا المعتمر عن أبيه نا أبو عثمان عن بن مسعود
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له أنه أصاب من امرأة إما قبلة
أو مسا بيد أو شيئا كأنه يسئل عن كفارتها قال فأنزل الله
عز وجل وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات
161

ذلك ذكرى للذاكرين قال فقال الرجل إلى
هذه قال هي لمن عمل بها من أمتي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وحدثناه الصنعاني حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا سليمان وهو التميمي بهذا الإسناد مثله فقال
أصاب من امرأة قبلة ولم يشك ولم يقل كأنه يسأل عن
كفارتها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا وكيع نا
إسرائيل عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني لقيت امرأة في
البستان فضممتها إلي وباشرتها وقبلتها وفعلت بها كل شئ إلا إني
لم أجامعها فسكت النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية إن الحسنات
يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقرأها
عليه فقال عمر يا رسول الله أله خاصة أو للناس كافة فقال لا
بل للناس كافة
باب ذكر دليل على أن الصلوات الخمس إنما تكفر صغائر الذنوب
دون كبائرها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن
جعفر نا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة
كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر
162

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أنا بن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن بن أبي هلال حدثه أن نعيم بن المجمر
حدثه أن صهيبا مولى لتقبيح حدثه أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يخبران
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جلس على المنبر ثم قال والذي نفسي بيده
ثلاث مرات يسكت فأكب كل رجل منا يبكي حزينا ليمين
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ما من عبد يأتي بالصلوات الخمس ويصوم
رمضان ويجتنب الكبائر السبع إلا فتحت له أبواب الجنة يوم القيامة
حتى أنها لتصطفق ثم تلا إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر
عنكم سيئاتكم
باب فضيلة السجود في الصلاة وحط الخطايا بها مع رفع الدرجات
في الجنة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الوليد بن مسلم نا
الأوزاعي حدثني الوليد بن هشام المعيطي حدثني معدان بن أبي طلحة اليعمري قال
لقيت ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له دلني على عمل ينفعني
الله به أو يدخلني الجنة قال فسكت عني ثلاثا ثم التفت
إلي فقال عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ما من عبد يسجد لله سجدة إلا رفعه الله بها درجة وحط عنه
بها خطيئة
قال أبو عمار هكذا قال الوليد يعني سجدة بنصب السين
163

باب فضل صلاة الصبح وصلاة العصر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد نا
إسماعيل نا قيس قال قال جرير بن عبد الله
كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال فإن استطعتم أن لا تغلبوا على
صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى ويزيد بن هارون قالا
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أبي بكر بن عمارة بن رويبة عن أبيه قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من صلى قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها حرمه الله على النار وقال رجل من أهل البصرة وأنا سمعته
من رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي نا سفيان بن عيينة
عن عبد الملك بن عمير عن عمارة بن رويبة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يلج النار من صلى قبل طلوع الشمس وقبل
غروبها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه عبد الجبار بن العلاء نا شيبان نا عبد
الملك بن عمير قال سمعت عمارة بن رويبة يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع
الشمس ولا غروبها فجاءه رجل من أهل البصرة فقال أنت سمعت
هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم قال وأنا أشهد بأنك سمعته
164

باب ذكر اجتماع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر
وصلاة العصر جميعا ودعاء الملائكة لمن شهد الصلاتين جميعا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة يتعاقبون فيكم فإذا كان صلاة
الفجر نزلت ملائكة النهار فشهدوا معكم الصلاة جميعا ثم صعدت
ملائكة الليل ومكثت معكم ملائكة النهار فيسألهم ربهم وهو أعلم
بهم ما تركتم عبادي يصنعون قال فيقولون جئنا وهم يصلون
وتركناهم يصلون فإذا كان صلاة العصر نزلت ملائكة الليل فشهدوا
معكم الصلاة جميعا ثم صعدت ملائكة النهار ومكثت معكم ملائكة الليل قال فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم فيقول
ما تركتم عبادي يصنعون قال فيقولون جئنا
وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون قال فحسبتم أنهم يقولون فاغفر لهم يوم الدين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يحيى بن حكيم نا يحيى بن حماد نا
أبو عوانة عن سليمان وهو الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة
الفجر وصلاة العصر فيجتمعون في صلاة الفجر فتصعد ملائكة الليل
وتثبت ملائكة النهار ويجتمعون في صلاة العصر فتصعد ملائكة النهار
وتثبت ملائكة الليل فيسألهم ربهم كيف تركتم عبادي فيقولون
أتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين
165

باب ذكر مواقيت الصلاة الخمس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم والحسن بن محمد وعلي
بن الحسين بن إبراهيم بن الحسين وأحمد بن سنان الواسطي وموسى بن خاقان البغدادي
قالوا حدثنا إسحاق وهو بن يوسف الأزرق وهذا حديث الدورقي نا سفيان
الثوري عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فسأله عن وقت الصلوات فقال صل معنا
فلما زالت الشمس صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر وقال وصلى العصر
والشمس مرتفعة نقية وصلى المغرب حين غربت الشمس وصلى
العشاء حين غاب الشفق وصلى الفجر بغلس فلما كان من الغد أمر
بلالا فأذن الظهر فأبرد بها فأنعم أن يبرد بها وأمره فأقام العصر
والشمس حية أخر فوق الذي كان وأمره فأقام المغرب قبل أن يغيب
الشفق وأمره فأقام العشاء بعد ما ذهب ثلث الليل وأمره فأقام الفجر
فأسفر بها ثم قال أين السائل عن وقت الصلاة قال أنا يا رسول
الله قال وقت صلاتكم بين ما رأيتم
قال أبو بكر لم أجد في كتابي عن الزعفراني المغرب في اليوم
الثاني
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا حرمي بن عمارة حدثنا شعبة
عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم في المواقيت
لم يزدنا بندار على هذا
166

قال بندار فذكرته لأبي داود فقال صاحب هذا الحديث
ينبغي أن يكبر عليه قال بندار فمحوته من كتابي قال
أبو بكر ينبغي أن يكبر على أبي داود حيث غلط وأن يضرب بندار
عشرة حيث محا هذا الحديث من كتابه حديث صحيح على ما رواه
الثوري أيضا عن علقمة غلط أبو داود وغير بندار هذا حديث صحيح
رواه الثوري أيضا عن علقمة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخبر حرمي بن عمارة محمد بن يحيى قال نا علي
بن عبد الله نا حرمي بن عمارة عن شعبة
بالحديث تمامه
قال أبو بكر هذا الخبر راد على زعم العراقيين أن المقر عند الحاكم
أن لفلان عليه ما بين درهم إلى عشرة دراهم أن عليه ثمانية دراهم
فجعلوا هذا المحال من المقال بابا طويلا فرعوا مسائل على هذا الخطأ
وقود مقالتهم يوجب أن جبريل صلى بالنبي صلى الله عليه وسلم في اليومين والليلتين
الصلوات الخمس في غير مواقيتها لأن قود مقالتهم أن أوقات الصلاة
ما بين الوقت الأول والوقت الثاني وأن الوقت الأول والثاني خارجان من
وقت الصلاة كزعمهم أن الدرهم والعشرة خارجان مما أقر به المقر وأن
الثمانية هو بين درهم إلى عشرة قد أمليت مسألة طويلة من هذا الجنس
باب ذكر الدليل على أن فرض الصلاة كان على الأنبياء قبل محمد صلى الله عليه وسلم
كانت خمس صلوات كما هي على النبي صلى الله عليه وسلم وأمته وأن أوقات
صلواتهم كانت أوقات النبي محمد صلى الله عليه وسلم
167

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا اني يعني
بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله وهو بن عياش بن أبي
ربيعة الزرقي ح وحدثنا بندار نا أبو أحمد نا سفيان ح وحدثنا سلم بن
جنادة نا وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة قال
وكيع عن الزرقي عن حكيم بن عباد بن سهل بن حنيف عن نافع بن جبير عن بن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمني جبريل عند البيت مرتين فصلى بي
الظهر حين مالت الشمس قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان ضل
كل شئ مثله وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين
غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم
وصلى بي الغد الظهر حين كان ضل كل شئ مثله وصلى بي
العصر حين كان ضل كل شئ مثليه وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم
وصلى بي العشاء حين مضى ثلث الليل وصلى بي الغداة بعد ما أسفر
ثم التفت إلي فقال يا محمد الوقت فيما بين هذين الوقتين هذا
وقتك ووقت الأنبياء قبلك
هذا لفظ حديث أحمد بن عبدة
وفي حديث وكيع حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف
يزداد كلام الإمام رحمه الله في آخر الباب الذي تقدمه إلى آخر
هذا الباب إن شاء الله
168

باب ذكر وقت الصلاة للمعذور
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بندار بن بشار نا معاذ بن هشام حدثني
أبي عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا صليتم الصبح فهو وقت إلى أن يطلع قرن
الشمس الأول فإذا صليتم الظهر فهو وقت إلى أن تصلوا العصر فإذا
صليتم العصر فهو وقت إلى أن تصفر الشمس فإذا غابت الشمس فهو
وقت إلى أن يغيب الشفق فإذا غاب الشفق فهو وقت إلى نصف الليل
باب اختيار الصلاة في أول وقتها بذكر خبر يسير لفظ عام مراده
خاص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار حدثنا عثمان بن عمر نا
مالك بن مغول عن الوليد بن العيزار عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال الصلاة في أول وقتها
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله الصلاة في أول
وقتها بعض الصلاة دون جميعها وبعض الأوقات دون جميع
الأوقات إذ قد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بتبريد الظهر في شدة الحر وقد
أعلم أن لولا ضعف الضعيف وسقم السقيم لأخر صلاة العشاء الآخرة
إلى شطر الليل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار نا محمد بن جعفر نا
شعبة عن المهاجر أبي الحسن أنه سمع زيد بن وهب يحدثه عن أبي ذر قال
أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبرد أبرد أو
169

قال انتظر انتظر فقال إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد
الحر فأبردوا بالصلاة
قال أبو ذر حتى رأينا فئ التلول
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء عن سعيد بن عبد الرحمن
المخزومي وأحمد بن عبدة الضبي قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد وهو
بن المسيب عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة
الحر من فيح جهنم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار بن بشار حدثنا عبد الوهاب يعني
الثقفي نا عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا الصلاة
في شدة الحر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي نا عبد الله
يعني بن داود الخريبي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبردوا الظهر في الحر
باب استحباب تعجيل صلاة العصر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال
حفظناه من الزهري قال أخبرني عروة عن عائشة ح وحدثنا أحمد بن عبدة الضبي
وسعيد بن عبد الرحمن بن المخزومي قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة
عن عائشة رضي الله عنها
170

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي العصر والشمس طالعة في حجرتي لم
يظهر الفئ بعد
قال أحمد في حجرتها
قال أبو بكر الظهور عند العرب يكون على معنيين أحدهما أن
يظهر الشئ حتى يرى ويتبين فلا خفاء والثاني أن يغلب الشئ على
الشئ كما يقول العرب ظهر فلان على فلان وظهر جيش فلان على جيش فلان أي غلبهم فمعنى قولها لم يظهر الفئ بعد
أي لم يتغلب الفئ على الشمس في حجرتها أي لم يكن الظل في
الحجرة أكثر من الشمس حين صلاة العصر
باب ذكر التغليظ في تأخير صلاة العصر إلى اصفرار الشمس والدليل
على أن قوله صلى الله عليه وسلم في خبر عبد الله بن عمرو فإذا صليتم العصر فهو
وقت إلى أن تصفر الشمس إنما أراد وقت العذر والضرورة والناسي
لصلاة العصر فيذكرها قبل اصفرار الشمس أو عنده وكذلك أراد
النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك من العصر ركعة قبل غروب الشمس فقد أدركها
وقت العذر والضرورة والناسي لصلاة العصر حين يذكرها وقتا
يمكنه أن يصلي ركعة منها قبل غروب الشمس لا أنه أباح للمصلي
في غير العذر والضرورة وهو ذاكر لصلاة العصر أن يؤخرها
حتى يصلي عند اصفرار الشمس أو ركعة قبل الغروب وثلاثا بعده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل
يعني بن جعفر حدثنا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب
171

أنه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة حتى
انصرف من الظهر قال وداره بجنب المسجد فلما دخلنا عليه قال
صليتم العصر قلنا له إنما انصرفنا الساعة من الظهر قال فصلوا
العصر فقمنا فصلينا فلما انصرفنا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين
قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا بن وهب أن مالكا
حدثه عن العلاء بن عبد الرحمن
بهذا نحوه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع نا عبد الرحمن
بن عثمان البكراوي أبو بحر نا شعبة نا العلاء بن عبد الرحمن يعني بن يعقوب عن أنس
بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال وسمعت أبا موسى محمد بن المثنى
يقول وجدت في كتابي بخط يدي فيما نسخت من كتاب عن جعفر قال نا شعبة
قال سمعت العلاء بن عبد الرحمن يحدث عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن
تلك صلاة المنافق ينتظر حتى إذا اصفرت
الشمس وكانت بين قرني الشيطان أو على قرني الشيطان قام فنقرها
أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا
هذا لفظ حديث أبي موسى
وقال بن بزيع بين قرني شيطان أو في قرني شيطان وقال
شعبة نقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا
172

باب التغليظ في تأخير صلاة العصر من غير ضرورة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان نا الزهري
ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة قالا حدثنا سفيان عن الزهري
عن سالم عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الذي تفوته صلاة العصر كأنما وتر أهله وماله
قال مالك تفسيره ذهاب الوقت
باب الأمر بتبكير صلاة العصر في يوم الغيم والتغليظ في ترك صلاة العصر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا أبو داود
نا هشام عن يحيى بن أبي كثير أن أبا قلابة حدثه أن أبا المليح الهذلي حدثه قال
كنا مع بريدة الأسلمي في غزوة في يوم غيم فقال بكروا بالصلاة
فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك صلاة العصر أحبط عمله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن حريث أبو عمار نا النضر بن شميل
عن هشام صاحب الدستوائي عن يحيى عن أبي قلابة
بهذا مثله غير أنه قال فقد حبط عمله
باب استحباب تعجيل صلاة المغرب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبيد الله بن عبد المجيد عن بن
أبي ذئب عن سعيد المقبري عن القعقاع بن حكيم عن جابر بن عبد الله قال
173

كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم المغرب ثم نأتي بني سلمة فنبصر مواقع
النبل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي نا
يحيى بن إسحاق حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس
أنهم كانوا يصلون المغرب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجعون فيرى
أحدهم مواقع نبله
باب التغليظ في تأخير صلاة المغرب وإعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أنهم
لا يزالون بخير ثابتين على الفطرة ما لم يؤخروها إلى اشتباك النجوم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومؤمل بن
هشام اليشكري قالا حدثنا بن علية عن محمد بن إسحاق ح وحدثنا الفضل بن
يعقوب الجزري نا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن
مرثد بن عبد الله اليزني
قال قدم علينا أبو أيوب غازيا وعقبة بن عامر يومئذ على مصر فأخر
المغرب فقام إليه أبو أيوب فقال ما هذه الصلاة يا عقبة فقال
شغلنا فقال أما والله ما بي إلا أن يظن الناس إنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصنع هكذا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال أمتي بخير أو على
الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم هذا لفظ حديث
الدورقي وقال المؤمل والفضل بن يعقوب أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لا تزال أمتي
174

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن موسى الحرشي نا زياد بن عبد الله نا
محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب
فذكر الحديث وقال أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تزال
أمتي بخير أو على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم
قال بلى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زرعة نا إبراهيم بن موسى نا
عباد بن العوام عن عمر بن إبراهيم عن قتادة عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن
العباس بن عبد المطلب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزال أمتي على الفطر ما لم يؤخروا
المغرب حتى تشتبك النجوم
قال أبو بكر في قوله لا تزال أمتي بخير ما لم يؤخروا المغرب
حتى تشتبك النجوم دلالة على أن قوله في خبر عبد الله بن عمرو بن
العاص ووقت المغرب ما لم يسقط تور الشفق إنما أراد وقت العذر
والضرورة لا أن يعتمد تأخير صلاة المغرب إلى أن تقرب غيبوبة الشفق لأن اشتباك النجوم يكون قبل غيبوبة
الشفق بوقت طويل يمكن أن يصلي بعد اشتباك النجوم قبل غيبوبة الشفق ركعات كثيرة أكثر من
أربع ركعات
باب النهي عن تسمية صلاة المغرب عشاء إذ فضالة أو كثير منهم
يسمونها عشاء
175

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث
العنبري حدثني أبي حدثني الحسين قال قال بن بريدة نا عبد الله المزني
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاة المغرب
قال ويقول الأعراب هي العشاء
قال أبو بكر عبد الله المزني هو عبد الله بن المغفل
باب استحباب تأخير صلاة العشاء إذا لم يخف المرء الرقاد قبلها ولم
يخف الإمام ضعف الضعيف وسقم السقيم فتفوتهم الجماعة لتأخير
الإمام الصلاة أو يشق عليهم حضور الجماعة إذ أخر صلاة العشاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان عن
بن جريج عن عطاء عن بن عباس ونا أحمد بن عبدة أخبرنا سفيان بن عيينة عن عمرو
بن دينار وابن جريج عن عطاء عن بن عباس ونا عبد الجبار مرة قال حدثنا سفيان
عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس وعمرو عن عطاء عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخر صلاة العشاء ذات ليلة فخرج عمر فقال
الصلاة يا رسول الله رقد النساء والولدان فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم والماء
يقطر عن رأسه وهو يمسحه عن شقيه وهو يقول لولا أن أشق على
أمتي لأمرتهم أن يصلوا هذه الساعة وقال أحدهما انه الوقت لولا أن
أشق على أمتي
هذا لفظ حديث عبد الجبار حين جمع الحديث عن بن جريج وعمرو بن دينار
وقال لما أفرد خبر بن جريج أنه الوقت لولا أن أشق على أمتي
وقال أحمد بن عبدة لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم أن يصلوا هذه الصلاة
هذه الساعة
176

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال
أعتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعشاء ذات ليلة فناداه عمر فقال نام
النساء والصبيان فخرج إليهم فقال ما ينتظر هذه الصلاة أحد
من أهل الأرض غيركم
قال الزهري ولم يكن يصلي يومئذ إلا من بالمدينة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكرنا يوسف بن موسى نا جرير عن
منصور عن الحكم عن نافع عن بن عمر قال
كنا ذات ليلة ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء الآخرة فخرج
إلينا حتى ذهب ثلث الليل ولا ندري أي شئ شغله في أهله أو غير ذلك
فقال حين خرج إنكم لتنتظرون صلاة ما ينتظرها أهل دين غيركم
ولولا أن يثقل على أمتي لصليت بهم هذه الساعة ثم أمر المؤذن فأقام
الصلاة فصلى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ونا بن أبي عدي عن داود ح وحدثنا
عمران بن موسى الفزار نا عبد الوارث نا داود ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن
حبيب بن الشهيد نا عبد الأعلى عن داود عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال
انتظرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء حتى ذهب من شطر الليل
ثم جاء فصلى بنا ثم قال خذوا مقاعدكم فإن الناس قد أخذوا
177

مضاجعهم فإنكم لن تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها ولولا ضعف
الضعيف وسقم السقيم وحاجة ذي الحاجة لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل
هذا حديث بندار
باب كراهية النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها بذكر خبر مجمل
غير مفسر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عوف ح
وحدثنا بندار نا محمد بن جعفر وعبد الوهاب عن عوف ح وحدثنا أحمد بن منيع
حدثنا هشيم وعباد بن عباد وابن علية قالوا حدثنا عوف عن سيار بن سلامة عن
أبي برزة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها
هذا حديث أحمد بن منيع
وفي حديث يحيى بن سعيد قال حدثنا سيار بن سلامة أبو المنهال قال
دخلت مع أبي على أبي برزة الأسلمي
فسأله أبي كيف كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة قال كان يستحب أن يؤخر العشاء التي
تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها
وفي حديث محمد بن جعفر وعبد الوهاب عن أبي المنهال ومتن
حديثهما مثل متن حديث يحيى
باب ذكر الخبر الدال على الرخصة في النوم قبل العشاء إذا أخرت
الصلاة وفيه ما دل على أن كراهة النبي صلى الله عليه وسلم النوم قبلها إذا لم تؤخر
178

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا
بن جريج أخبرني نافع حدثنا عبد الله بن عمر ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم
نا محمد بن بكر يعني البرساني أخبرنا
بن جريج أخبرني نافع عن بن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم شغل ذات ليلة عن صلاة العتمة حتى رقدنا ثم
استيقظنا ثم رقدنا ثم استيقظنا ثم خرج فقال ليس ينتظر
أحد من أهل الأرض هذه الصلاة غيركم
هذا حديث محمد بن بكر
وقال بن رافع حتى رقدنا في المسجد
وفي خبر بن عباس فخرج عمر فقال يا رسول الله الصلاة
رقد النساء والولدان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا أبو عاصم عن بن
كجريج ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد بن بكر أنا بن جريج ح
وحدثنا أحمد بن منصور الرمادي نا حجاج بن محمد وعبد الرزاق جميعا عن بن جريج
وقال حجاج قال بن جريج أخبرني المغيرة بن حكيم أن أم كلثوم بنت أبي بكر أخبرته
عن عائشة رضي الله عنها
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتم ذات ليلة حتى ذهب عامة الليل وحتى
نام أهل المسجد فخرج فصلى وقال إنه وقتها لولا أن أشق على أمتي
وفي خبر أبي عاصم ومحمد بن بكر قال حدثني المغيرة بن حكيم
قال أبو بكر والنبي صلى الله عليه وسلم لما أخر صلاة العشاء الآخرة حتى
نام أهل المسجد لم يزجرهم عن النوم لما خرج عليهم ولو كان نومهم
179

قبل صلاة العشاء لما أخر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة مكروها لأشبه أن يزجرهم
النبي صلى الله عليه وسلم عن فعلهم ويوبخهم على فعل ما لم يكن لهم
فعله
وفي خبر عطاء عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم في المواقيت
قال في وقت صلاة العشاء الآخرة في الليلة الثانية فنمنا ثم قمنا ثم
نمنا ثم قمنا ثم نمنا مرارا
باب كراهية تسمية صلاة العشاء عتمة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن
المخزومي قالا حدثنا سفيان عن بن أبي لبيد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن بن
عمر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم
إنهم يعتمون على الإبل إنها صلاة العشاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء والمخزومي وأحمد
بن عبدة قال أحمد أخبرنا وقال الآخران حدثنا سفيان عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت
كن نساء المؤمنات يصلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم
يخرجن متلفعات بمروطهن ما يعرفن
زاد أحمد ثم ذكر الغلس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي أخبرنا بن
علية أنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس
180

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا خيبر قال فصلينا عندها صلاة الغداة
بغلس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا بن وهب
أخبرني أسامة بن زيد أن بن شهاب أخبره
أن عمر بن عبد العزيز كان قاعدا على المنبر فأخر الصلاة شيئا
فقال عروة بن الزبير أما إن جبريل قد أخبر محمدا صلى الله عليه وسلم بوقت الصلاة
فقال له عمر اعلم ما تقول فقال عروة سمعت بشير بن أبي مسعود
يقول سمعت أبا مسعود الأنصاري يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
نزل جبريل فأخبرني بوقت الصلاة فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه
ثم صليت معه فحسب بأصابعه خمس صلوات
ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الظهر حين تزول الشمس وربما أخرها
حين يشتد الحر ورأيته يصلي العصر والشمس مرتفعة بيضاء قبل أن
تدخلها الصفرة فينصرف الرجل من الصلاة فيأتي ذا الحليفة
قبل غروب الشمس ويصلي المغرب حين تسقط الشمس ويصلي العشاء
حين يسود الأفق وربما أخرها حتى يجتمع الناس وصلى الصبح مرة
بغلس ثم صلى مرة أخرى فاسفر بها ثم كانت صلاته بعد ذلك بالغلس
حتى مات صلى الله عليه وسلم ثم لم يعد إلى أن يسفر
قال أبو بكر هذه الزيادة لم يقلها أحد غير أسامة بن زيد في
هذا الخبر كله دلالة على أن الشفق البياض لا الحمرة لأن في الخبر
181

ويصلي العشاء حين يسود الأفق وإنما يكون اسوداد الأفق بعد ذهاب
البياض الذي يكون بعد سقوط الحمرة لأن الحمرة إذا سقطت مكث
البياض بعده ثم يذهب البياض فيسود الأفق
وفي خبر سليمان بن موسى عن عطاء بن أبي رباح عن جابر بن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار فأمره
النبي صلى الله عليه وسلم فأقام الصلاة فصلى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وأحمد بن عبد الله بن
عبد الرحيم البرقي قالا حدثنا عمرو بن أبي سلمة نا صدقة بن عبد الله الدمشقي عن أبي
وهب وهو عبيد الله بن عبيد الكلاعي عن سليمان بن موسى عن عطاء بن أبي رباح
عن جابر بن عبد الله
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن وقت الصلاة فذكر الحديث
بطوله في مواقيت الصلاة في اليومين والليلتين وقال في الليلة
الأولى ثم أذن بلال العشاء حين ذهب بياض النهار وأمره النبي صلى الله عليه وسلم
فأقام الصلاة فصلى وقال في الليلة الثانية ثم أذن بلال العشاء حين
ذهب بياض النهار فأخرها النبي صلى الله عليه وسلم فنمنا ثم نمنا مرارا ثم
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن الناس قد صلوا ورقدوا وإنكم لم
تزالوا في صلاة منذ انتظرتم الصلاة ثم ذكر الحديث بطوله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمار بن خالد الواسطي نا محمد وهو
بن يزيد وهو الواسطي عن شعبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال
182

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقت الظهر إلى العصر ووقت العصر إلى
اصفرار الشمس ووقت المغرب إلى أن تذهب حمرة الشفق ووقت العشاء
إلى نصف الليل ووقت صلاة الصبح إلى طلوع الشمس
قال أبو بكر فلو صحت هذه اللفظة في هذا الخبر لكان في هذا
الخبر بيان أن الشفق الحمرة إلا أن هذه اللفظة تفرد بها محمد بن
يزيد إن كانت حفظت عنه وإنما قال أصحاب شعبة في هذا الخبر
ثور الشفق مكان ما قال محمد بن يزيد حمرة الشفق
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا حدثنا محمد وهو
بن جعفر نا شعبة قال سمعت قتادة قال سمعت أبا أيوب الأزدي عن عبد
الله بن عمرو فذكر الحديث وقالا في الخبر
ووقت المغرب ما لم يسقط ثور الشفق ولم
يرفعاه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن لبيد أخبرني عقبة قال
حدثنا أبو داود نا شعبة عن قتادة عن أبي أيوب عن عبد الله بن عمرو قال شعبة رفعه
مرة وقال بندار بمثل حديث الأول
ورواه أيضا هشام الدستوائي عن قتادة ورفعه قد أمليته قبل وقال إلى أن يغيب
الشفق ولم يقل ثور ولا حمرة
ورواه أيضا سعيد بن أبي عروبة ولم يرفعه ولم يذكر الحمرة
وكذلك رواه بن أبي عدي عن شعبة موقوفا ولم يذكر الحمرة عن شعبة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال ثنا بهما أبو موسى نا بن أبي عدي عن شعبة ح
وحدثنا أيضا أبو موسى نا بن أبي عدي عن سعيد كليهما عن قتادة فهذا الحديث موقوفا
ليس فيه ذكر الحمرة قال أبو بكر والواجب في النظر إذا لم يثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الشفق هو الحمرة وثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم أن أول وقت العشاء إذا غاب الشفق أن لا يصلي
183

العشاء حتى يذهب بياض الأفق لان ما يكون معدوما فهو معدوم
حتى يعلم كونه بيقين فما لم يعلم بيقين أن وقت الصلاة قد دخل
لم تجب الصلاة ولم يجز أن يؤدي الفرض إلا بعد يقين أن الفرض قد
وجب فإذا غابت الحمرة والبياض قائم لم يغب فدخول وقت
صلاة العشاء شك لا يقين لان العلماء قد اختلفوا في الشفق قال
بعضهم الحمرة وقال بعضهم البياض ولم يثبت علميا عن النبي
صلى الله عليه وسلم أن الشفق الحمرة وما لم يثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم ولم يتفق المسلمون عليه فغير واجب فرض الصلاة إلا
أن يوجبه الله أو رسوله أو المسلمون في وقت فإذا كان البياض قائما في
الأفق وقد اختلف العلماء بإيجاب فرض صلاة العشاء ولم يثبت
عن النبي صلى الله عليه وسلم خبر بإيجاب فرض الصلاة في ذلك
الوقت فإذا ذهب البياض واسود فقد اتفق العلماء على إيجاب فرض
صلاة العشاء فجائز في ذلك الوقت أداء فرض تلك الصلاة والله أعلم
بصحة هذا اللفظة التي ذكرت في حديث عبد الله بن عمرو
باب ذكر بيان الفجر الذي يجوز صلاة الصبح بعد طلوعه إذ الفجر
هنا فجران طلوع أحدهما صارت وطلوع الثاني يكون بطلوع النهار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي بن محرز أصله بغدادي
بالفسطاط نا أبو أحمد الزبيري نا سفيان عن بن جريج عن عطاء عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الفجر فجران فجر يحرم فيه الطعام ويحل
184

فيه الصلاة وفجر يحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام
قال أبو بكر في هذا الخبر دلالة على أن صلاة الفرض لا يجوز
أداؤها قبل دخول وقتها
قال أبو بكر قوله فجر يحرم فيه الطعام يريد على الصائم
ويحل فيه الصلاة يريد صلاة الصبح وفجر يحرم فيه الصلاة يريد
صلاة الصبح إذا طلع الفجر الأول لم يحل أن يصلي في ذلك الوقت صلاة الصبح لأن الفجر الأول يكون صارت ولم يرد أنه لا يجوز
أن يتطوع بالصلاة بعد طلوع الفجر الأول وقوله ويحل فيه الطعام يريد لمن
يريد الصيام قال أبو بكر لم يرفعه في الدنيا غير أبي أحمد الزبيري
باب فضل انتظار الصلاة والجلوس في المسجد وذكر دعاء الملائكة
لمنتظر الصلاة الجالس في المسجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى حدثني الضحاك بن مخلد
أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أدلكم على ما يكفر الله به الخطايا ويزيد
في الحسنات قالوا بلى يا رسول الله قال إسباغ الوضوء في المكاره
وانتظار الصلاة بعد الصلاة ما منكم من رجل يخرج من بيته فيصلي
مع الإمام ثم يجلس ينتظر الصلاة الأخرى إلا والملائكة تقول اللهم
اغفر له اللهم ارحمه ثم ذكر الحديث
قال أبو بكر لم يرو هذا غير أبي عاصم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى أخبرنا عبيد الله بن عمر
185

حدثني خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله
الإمام العادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق في المساجد
ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل طلبته امرأة ذات
منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة أخفاها
لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
قال لنا بندار مرة امرأة ذات حسب وجمال فقال إني
قال أبو بكر هذه اللفظة لا تعلم يمينه ما تنفق شماله قد خولف
فيها يحيى بن سعيد فقال من روى هذا الخبر غير يحيى لا يعلم
شماله ما ينفق يمينه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا بن عجلان
عن سعيد بن أبي سعيد عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من رجل كان يوطن المساجد فشغله أمر
أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل
الغائب بغائبهم إذا قدم
باب ذكر الدليل على أن الشئ قد يشتبه بالشئ إذا اشتبه في بعض
المعاني لا في جميعها إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن العبد لا يزال في صلاة
ما دام في مصلاه ينتظرها وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يزال في صلاة
أي أن له أجر المصلي لا أنه في صلاة في جميع أحكامه إذ لو كان
منتظر الصلاة في صلاة جميع أحكامه لما جاز لمنتظر الصلاة في
186

ذلك الوقت أن يتكلم بما يقطع عليه صلاته لو تكلم به في الصلاة ولما
جاز له أن يولي وجهه عن القبلة أو يستقبل غير القبلة ولكان منهيا
عن كل ما نهي عنه المصلي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث
العنبري حدثني أبي نا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يزال العبد في صلاة ما دام في مصلاه ينتظر
الصلاة تقول الملائكة اللهم اغفر له اللهم ارحمه ما لم ينصرف أو
يحدث قالوا ما يحدث قال يفسو أو يضرط
قل أبو بكر وهذه اللفظة يفسو أو يضرط من الجنس الذي
يقول إن ذكرهما لعلة لأنهما وكل واحد منهما على الانفراد ينقض
طهر المتوضئ وكل ما نقض طهر المتوضئ من الأحداث كلها فحكمه
حكم هذين الحدثين وهذا من الجنس الذي أجبت بعض أصحابنا
أنه من الخبر المعلل الذي يجوز أن يشبه به ما هو مثله في الحكم ولو
كان التشبيه والتمثيل لا يجوز على أخبار النبي صلى الله عليه وسلم على ما توهم
بعض من خالفنا لكان البائل في كوز أو قارورة والمتغوط في طشت
أو أجانة إذا جلس في المسجد ينتظر الصلاة كان له أجر المصلي والمحدث
إذا خرجت منه ريح لم يكن له أجر المصلي وإن جلس في المسجد بعد
خروج الريح منه ينتظر الصلاة ومن فهم العلم وعقله ولم يعاند ولم
يكابر غفلة علم أن قوله يفسو
أو يضرط إنما أراد أن الفسا أنه والضراط
ينقضان طهر المتوضئ وان النبي صلى الله عليه وسلم لم يجعل لمنتظر الصلاة بعد
187

هذين الحدثين فضيلة المصلي لأنه غير المتوضئ فكل منتظر الصلاة
جالس في المسجد غير طاهر طهارة تجزيه الصلاة معها فحكمه حكم
من خرجت منه ريح نقضت عليه الطهارة
جماع أبواب
الأذان والإقامة
باب في بدء الأذان والإقامة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد وأحمد بن منصور الرمادي
قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال بن جريج ح وحدثنا عبد الله بن إسحاق
الجوهري نا أبو عاصم عن بن جريج ح وحدثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد
بن بكر أخبرنا بن جريج أخبرني نافع عن بن عمر قال
كان المسلمون حين قدموا المدينة يجتمعون فيتحينون الصلاة وليس
ينادي بها أحد فتكلموا يوما في ذلك فقال بعضهم اتخذوا ناقوسا
مثل ناقوس النصارى وقال بعضهم بل قرنا مثل قرن اليهود فقال
عمر أفلا تبعثون رجلا ينادي بالصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم
يا بلال فناد بالصلاة
حدثنا بندار نا أبو بكر يعني الحنفي نا عبد الله بن نافع
عن أبيه عن بن عمر أن بلالا كان يقول أول ما أذن
أشهد أن لا إله إلا الله حي على الصلاة فقال له عمر قل في
188

أثرها أشهد أن محمد رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل كما أمرك عمر
باب ذكر الدليل على أن من كان أرفع صوتا وأجهر كان أحق
بالأذان ممن كان أخفض صوتا إذ الأذان إنما ينادي به لاجتماع
الناس الولاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي نا أبي
نا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن محمد بن عبد الله بن زيد عن
أبيه قال
لما أصبحنا أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بالرؤيا فقال إن هذه
الرؤيا حق فقم مع بلال فإنه أندى أو أمد صوتا منك فألق عليه
ما قيل لك فينادي بذلك قال ففعلت فلما سمع عمر بن الخطاب
نداء بلال بالصلاة خرج إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يجر رداءه وهو يقول
يا رسول الله والذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي قال فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد
باب الأمر بالأذان الولاء قائما لا قاعدا إذ الأذان قائما أحرى أن
يسمعه من بعد عن المؤذن من أن يؤذن وهو قاعد
قال أبو بكر في خبر نافع عن بن عمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قم يا بلال فناد بالصلاة
باب ذكر الدليل على أن بدء الأذان إنما كان بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة وأن صلاته بمكة إنما كانت من غير نداء لها ولا إقامة
189

قال أبو بكر في خبر عبد الله بن زيد
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة إنما يجتمع الناس إليه
الولاء بحين مواقيتها بغير دعوة
باب تثنية الأذان وإفراد اشتراط بذكر خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام
مراد خاص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن هلال نا عبد الوارث يعني
بن سعيد عن أيوب ح وحدثنا بندار نا عبد الوهاب نا أبو أيوب ح ثنا بندار
ثنا عبد الوهاب نا خالد ح عن محمد غير مفسر وحدثنا أبو الخطاب نا بشر يعني
بن المغفل نا خالد ح وحدثنا زياد بن أيوب نا هشام عن خالد ح وحدثنا مسلم
بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء كليهما عن أبي قلابة عن أنس قال
أمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر اشتراط
باب ذكر الدليل على أن الآمر بلالا أن يشفع الأذان ويوتر اشتراط
كان النبي صلى الله عليه وسلم لابعده أبو بكر ابن عمر كما ادعى بعض الجهلة
أنه جائز أن يكون الصديق أو الفاروق أمر بلالا بذلك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر
قال سمعت خالدا يحدث عن أبي قلابة عن أنس أنه حدث
أنهم التمسوا شيئا يؤذنون به علما الولاء
قال فأمر بلال أن
يشفع الأذان ويوتر اشتراط
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا عبد الوهاب الثقفي نا خالد
عن أبي قلابة عن أنس قال
190

لما كثر الناس ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشئ يعرفونه فذكروا أن
ينوروا نارا أو يضربوا ناقوسا فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر اشتراط
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى القطعي نا روح بن عطاء
بن أبي ميمونة حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال
كانت الصلاة إذا حضرت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى رجل في الطريق فنادى الصلاة الصلاة الصلاة فاشتد ذلك على الناس فقالوا يا رسول
الله لو اتخذنا ناقوسا قال ذلك للنصارى قال فلو اتخذنا بوقا
قال ذلك لليهود قال فأمر بلال أن يشفع الأذان ويوتر اشتراط
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بأن يشفع بعض الأذان لا كلها وأنه إنما أمر
بأن يوتر بعض اشتراط لا كلها وأن اللفظة التي في خبر أنس إنما هي
من أخبار ألفاظ العام التي يراد بها الخاص إذ الأذان وتر لا شفع
لأن المؤذن إنما يقول لا إله إلا الله في آخر الأذان مرة واحدة
وكذلك المقيم يثني في الابتداء الله أكبر فيقوله مرتين وكذلك
يقول قد قامت الصلاة مرتين ويقول أيضا الله أكبر الله أكبر مرتين
وأخبرنا الفقيه الإمام أبو الحسن علي بن المسلم نا عبد العزيز بن أحمد أنا
إسماعيل بن عبد الرحمن قال أخبرنا
أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن عيسى نا
سلمة يعني بن الفضل عن محمد بن إسحاق قال
وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدمها إنما يجتمع الناس إليه الولاء بحين
مواقيتها بغير دعوة فهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يجعل بوقا كبوق اليهود الذي
191

يدعون به لصلواتهم ثم كرهه ثم أمر بالناقوس فنحت ليضرب به
للمسلمين إلى الصلاة فبينما هم على ذلك أرى عبد الله بن زيد بن
عبد ربه أخو الحارث بن الخزرج النداء فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
له يا رسول الله إنه طاف بي هذه الليلة طائف مر بي رجل عليه ثوبان
أخضران يحمل ناقوسا في يده فقلت يا عبد الله أتبيع هذا الناقوس
فقال وما تصنع به قلت ندعو به إلى الصلاة فقال ألا أدلك
على خير من ذلك قلت وما هو قال تقول الله أكبر الله أكبر
الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمد رسول الله أشهد أن محمد رسول الله حي على الصلاة
حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله ثم استأخر غير كثير ثم قال مثل ما قال وجعلها
وترا إلا قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله فلما % بل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنها
لرؤيا حق إن شاء الله فقم مع بلال فألقاها عليه فإنه أندى صوت منك
فلما أذن بلال سمع عمر بن الخطاب وهو في بيته فخرج إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يجر رداءه وهو يقول يا نبي الله والذي بعثك
بالحق لقد رأيت مثل ما رأى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلله الحمد
فذاك أثبت
192

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا يعقوب بن إبراهيم
حدثني أبي عن أبي إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن محمد بن عبد الله بن
زيد بن عبد ربه حدثني أبي عبد الله بن زيد قال
لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناقوس فعمل ليضرب به للناس في الجمع
الولاء فذكر الحديث بطوله مثل حديث سلمة بن الفضل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول ليس
في أخبار عبد الله بن زيد في قصة الأذان خبر أصح من هذا لأن محمد بن عبد الله بن زيد
سمعه من أبيه وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمعه من عبد الله بن زيد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن علي في عقب حديثه قال
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن بن إسحاق قال فذكر محمد بن مسلم
بن عبد الله بن شهاب الزهري عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن زيد بن عبد ربه بهذا الخبر قال
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذه لرؤيا حق إن شاء الله ثم أمر
بالتأذين فكان بلال مولى أبي بكر يؤذن بذلك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة
قال سمعت أبا جعفر يحدث عن مسلم بن المثنى عن بن عمر قال
إنما كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مرتين والإقامة مرة غير
أنه كان يقول قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة فإذا سمعنا ذلك
توضأنا ثم خرجنا قال محمد قال شعبة لم أسمع من أبي جعفر
193

غير هذا الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن شعبة عن أبي جعفر عن مسلم
بن المثنى عن بن عمر مثله
باب تثنية قد قامت الصلاة في اشتراط ضد قول بعض من لا يفهم العلم
ولا يميز بين ما يكون يسير عاما مراده خاص وبين ما يسير عام
مراده عام فتوهم بجهله أن قوله ويوتر اشتراط كل اشتراط لا بعضها
من أولها إلى آخرها يعني الحسن بن الفضل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال
كان بلال يثني الأذان ويوتر اشتراط إلا قوله قد قامت الصلاة
قد قامت الصلاة
قال أبو بكر وخبر بن المثنى عن بن عمر من هذا الباب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا سليمان بن
حرب نا حماد بن زيد نا سماك بن عطية عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال
أمر بلال أن يشفع الأذان وأن يوتر اشتراط إلا اشتراط يعني قد
قامت الصلاة
باب الترجيع في الأذان مع تثنية اشتراط وهذا من جنس
اختلاف المباح فمباح أن يؤذن المؤذن فيرجع في الأذان ويثني في اشتراط
ومباح أن يثني الأذان ويفرد اشتراط إذ قد صح كلا الأمرين من
النبي صلى الله عليه وسلم فأما تثنية الأذان والإقامة فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الأمر بهما
194

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا سعيد بن
عامر عن همام عن عامر الأحول عن تثبت عن بن محيريز عن أبي محذورة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر نحوا من عشرين رجلا فأذنوا فأعجبه
صوت أبي محذورة فعلمه الأذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول
الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله
إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على
الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح الله
أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وعلمه اشتراط مثنى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا إبراهيم بن عبد
العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة مؤذن مسجد الحرام حدثني أبي عبد العزيز وحدثني
عبد الملك جميعا عن أبي محذورة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقعده فألقى عليه الأذان حرفا حرفا
قال بشر قال لي إبراهيم هو مثل أذاننا هذا فقلت له أعد علي فقال الله
أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول
الله مرتين قال بصوت ذلك الصوت يسمع من حوله أشهد أن لا إله
إلا الله مرتين أشهد أن محمدا رسول الله مرتين ثم رفع صوته فقال
حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين الله أكبر الله أكبر لا إله
إلا الله
195

قال أبو بكر عبد العزيز بن عبد الملك لم يسمع هذا الخبر من أبي
محذورة إنما رواه عن عبد الله بن محيريز عن أبي محذورة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا أبو عاصم أخبرنا بن جريج
أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة عن عبد الله بن محيريز وحدثناه يعقوب
بن إبراهيم الدورقي نا روح نا بن جريج أخبرني عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة
أن عبد الله بن محيريز أخبره وكان يتيما في حجر أبي محذورة بن معير حين جهزه إلى الشام
فقلت لأبي محذورة إني خارج إلى الشام وإني أسأل عن تأذينك
فذكر الحديث بطوله إلا أن بندار قال في الخبر من أول الأذان وألقى
علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو نفسه فقال قل الله أكبر الله أكبر الله أكبر
الله أكبر ثم ذكر بقية الأذان مثل خبر تثبت عن بن محيريز
ولم يذكر اشتراط وزاد في الحديث زيادة كثيرة قبل ذكر الأذان وبعده
وقال الدورقي قال في أول الأذان الله أكبر الله أكبر وباقي حديثه
مثل لفظ بندار
وهكذا رواه روح عن بن جريج عن عثمان بن السائب عن أم عبد
الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال في أول الأذان الله أكبر
الله أكبر لم يقله أربعا قد خرجته في باب التثويب في أذان الصبح
ورواه أبو عاصم وعبد الرزاق عن بن جريج وقالا في أول
الأذان الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر
قال أبو بكر فخبر بن أبي محذورة ثابت صحيح من جهة النقل
196

وخبر محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن
زيد بن عبد ربه عن أبي ثابت صحيح من جهة النقل لأن
بن محمد بن عبد الله بن زيد قد سمعه من أبيه ومحمد بن إسحاق قد سمعه من
محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي وليس هو مما دلسه محمد
بن إسحاق وخبر أيوب وخالد عن أبي قلابة عن أنس صحيح لا شك
ولا ارتياب في صحته وقد دللنا على أن الآمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم لا غيره
فاما ما روى العراقيون عن عبد الله بن زيد فقد ثبت من جهة النقل وقد
خلطوا في أسانيدهم التي رووها عن عبد الله بن زيد في تثنية الأذان والإقامة جميعا
فرواه الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى
قال حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن عبد الله بن زيد لما رأى الأذان أتى
النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال علمه بلالا فقام بلال فأذن مثنى
مثنى وأقام مثنى مثنى وقعد قعدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن الأعمش
ورواه بن أبي ليلى عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عبد الله بن زيد
حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا عقبة يعني بن خالد ح
وحدثنا الحسن بن قزعة حدثنا حصين بن نمير نا بن أبي ليلى
ورواه المسعودي عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل
197

وهكذا رواه أبو بكر بن عياش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى فقال عن معاذ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا بخبر المسعودي
زياد بن أيوب نا يزيد
بن هارون أخبرنا المسعودي ح وحدثنا زياد أيضا نا عاصم يعني بن علي نا
المسعودي
ح وحدثنا بخبر أبي بكر بن عياش الحسن بن يونس بن مهران الزيات نا الأسود
بن عامر نا أبو بكر بن عياش عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى عن معاذ
ورواه حصين بن عبد الرحمن عن بن أبي ليلى مرسلا فلم يقل عن عبد الله بن
زيد ولا عن معاذ ولا ذكر أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال لما رأى عبد الله بن
زيد من النداء ما رأى قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا المخزومي نا سفيان عن حصين عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى
ورواه الثوري عن حصين وعمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ولم يقل
عن معاذ ولا عن عبد الله بن زيد ولا قال حدثنا أصحابنا ولا أصحاب محمد
بل أرسله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا سفيان
عن عمرو بن مرة وحصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم فداهمه وهو الأذان فذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول
وابن أبي ليلى لم يدرك بن زيد
198

وروى هذا الخبر شريك عن حصين فقال عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن عبد الله بن زيد فذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه محمد بن يحيى نا يزيد بن هارون أخبرنا
شريك عن حصين ورواه شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ولم يقل
عن عبد الله بن زيد ولا عن معاذ وقال حدثنا أصحابنا ولم يسم أحدا منهم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن
عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال والصيام ثلاثة أحوال فحدثنا أصحابنا
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد أعجبني أن تكون صلاة المؤمنين أو
المسلمين واحدة حتى لقد هممت أن أبث رجالا في الدور فيؤذنون
الناس بحين الصلاة فذكر الحديث بطوله
وقال عمرو حدثني بهذا حصين عن بن أبي ليلى
قال شعبة وقد سمعته من حصين عن بن أبي ليلى
ورواه جرير عن الأعمش عن عمرو بن مرة فقال عن عبد الرحمن
بن أبي ليلى عن رجل
بعض هذا الخبر حنث قوله أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال
ولم يذكر عبد الله بن زيد ابن معاذا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يوسف بن موسى نا جرير بن الأعمش ورواه
بن فضيل عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال
أحيلت الصلاة ثلاثة أحوال وأحيل الصوم ثلاثة أحوال فذكر الحديث
بطوله ولم يذكر عبد الله بن زيد ابن معاذ بن جبل ولا أحدا
199

من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولا قال حدثنا أصحابنا ولم يقل أيضا
عن رجل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه هارون بن إسحاق الهمداني نا بن فضيل
عن الأعمش
قال أبو بكر هذا خبر العراقيين الذين احتجوا به عن عبد الله بن
زيد في تثنية الأذان والإقامة وفي أسانيدهم من التخليط ما بينته
وعبد الرحمن بن أبي ليلى لم يسمع من معاذ بن جبل ولا من عبد الله بن
زيد بن عبد ربه صاحب الأذان فغير جايز أن يحتج بخبر غير ثابت
على أخبار ثابتة وسأبين هذه المسألة في تمامها في كتاب الصلاة المسند
الكبير لا المختصر
باب التثويب في أذان الصبح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا روح نا
بن جريج أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة
وحدثناه محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عثمان بن السائب
مولاهم عن أبيه مولى أبي محذورة وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة أنهما سمعا
ذلك من أبي محذورة ح وحدثنا يزيد بن سنان نا أبو عاصم نا بن جريج حدثني
عثمان بن السائب أخبرني أبي وأم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة هذا
حديث الدورقي قال
لما رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم
200

فسمعتهم يؤذنون بالصلاة فقمنا نؤذن نستهزئ بهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا
رجل رجل فكنت آخرهم فقال حين أذنت تعال فأجلسني بين
يديه فمسح على ناصيتي وبارك علي ثلاث مرات ثم قال اذهب
فأذن عند البيت الحرام قلت كيف يا رسول الله فعلمني الأذان
كما يؤذنون الآن بها الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد
أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله
حي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح
الصلاة خير من النوم الصلاة خير من النوم في الأول من الصبح
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله قال وعلمني اشتراط مرتين مرتين
الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن لا إله إلا الله
أشهد أن محمدا رسول الله أشهد أن محمدا رسول الله حي على الصلاة
حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح
قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
قال بن جريج أخبرني عثمان هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم
عبد الملك بن أبي محذورة أنها سمعت ذلك من أبي محذورة
وقال بن رافع ويزيد بن سنان في الحديث في أول الأذان الله أكبر
الله أكبر الله أكبر الله أكبر وذكر يزيد بن سنان اشتراط مرتين
كذكر الدورقي سواء
وقال بن رافع في حديثه وإذا أقمت فقلها مرتين قد قامت
الصلاة قد قامت الصلاة أسمعت وزاد فكان أبو محذورة لا يجز
201

ناصيته ولا يفرقها لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح عليها
وزاد يزيد بن سنان في آخر حديثه قال بن جريج أخبرني عثمان
هذا الخبر كله عن أبيه وعن أم عبد الملك بن أبي محذورة
أنهما سمعا ذلك من أبي محذورة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة عن بن
عوف عن محمد بن سيرين عن أنس قال
من السنة إذا قال المؤذن في أذان الفجر حي على الفلاح قال الصلاة
خير من النوم
باب الانحراف في الأذان عن قول المؤذن حي على الصلاة حي على
الفلاح والدليل على أنه إنما ينحرف بفيه لا ببدنه كله وإنما يمكن الانحراف
بالفم بانحراف الوجه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا عبد الرحمن عن
سفيان عن عون وهو بن أبي جحيفة عن أبيه قال
رأيت بلالا يؤذن فيتبع بفيه ووصف سفيان يميل برأسه يمينا
وشمالا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني نا إسحاق بن
يوسف الأزرق حدثنا سفيان عن عون بن أبي جحيفة عن أبي جحيفة قال
شهدت النبي صلى الله عليه وسلم بالبطحاء وهو في قبة حمراء وعنده ناس يسير
فجاء بلال فأذن ثم حول يتبع فاه ههنا يعني بقوله حي على
202

الصلاة حي على الفلاح
وقال وكيع عن الثوري في هذا الخبر فجعل يقول في أذانه هكذا
ويحرف رأسه يمينا وشمالا بحي على الفلاح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه سلم بن جنادة قال حدثنا وكيع
باب إدخال الإصبعين في الأذنين عند الأذان إن صح الخبر فإن
هذه اللفظة لست أحفظها إلا عن حجاج بن أرطاة ولست أفهم أسمع
الحجاج هذا الخبر من عون بن أبي جحيفة أم لا فأشك في صحة هذا
الخبر لهذه العلة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا هشام عن
حجاج عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه قال
رأيت بلالا يؤذن وقد جعل أصبعه في أذنيه وهو يلتوي في أذانه
يمينا وشمالا
باب فضل الأذان ورفع الصوت به وشهادة من يسمعه من حجر ومدر
وشجر وجن وإنس للمؤذن
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني
عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه قال قال أبو سعيد
إذا كنت في البوادي فارفع صوتك بالنداء فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا
إنس إلا شهد له
203

وقال مرة حدثني عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة حدثني أبي وكان يتيما
في حجر أبي سعيد وكانت أمه عند أبي سعيد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد نا عبد الرحمن عن شعبة عن
موسى بن أبي عثمان قال سمعت أبا يحيى يقول سمعت أبا هريرة يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل
رطب ويابس وشاهد الصلاة يكتب له خمس قرة حسنة ويكفر
عنه ما بينهما
قال أبو بكر يريد ما بين الصلاتين
باب الاستهام على الأذان إذا تشاجر الناس عليه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
أن مالكا أخبره ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا بشر بن عمر نا مالك عن سمي مولى
أبي بكر عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم الناس ما في الأذان والصف الأول
ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا عليه
هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي قال قرأت على مالك
عن سمي بهذا الحديث
باب ذكر تباعد الشيطان عن المؤذن عند أذانه وهربه كي لا يسمع الأذان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن عيسى البسطامي نا
أنس بن عياض عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة
204

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سمع الشيطان الأذان بالصلاة أدبر وله
ضراط حتى لا يسمعه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكرنا يوسف بن موسى نا جرير وأبو معاوية
واللفظ لجرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان إذا سمع النداء بالصلاة
ذهب حتى يكون مكان الروحاء
قال سليمان فسألته عن الروحاء فقال هي من المدينة على ستة
وثلاثين ميلا
باب الأمر بالأذان والإقامة في السفر الولاء كلها ضد قول من زعم
أنه لا يؤذن في السفر الولاء إلا الفجر خاصة
قال أبو بكر خبر أبي ذر كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أبرد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سنان الواسطي نا عبد الرحمن
بن مهدي نا شعبة عن مهاجر أبي الحسن قال سمعت زيد بن وهب قال سمعت
أبا ذر قال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فأراد المؤذن أن يؤذن فقال
أبرد ثم أراد أن يؤذن فقال أبرد قال شعبة حتى ساوى الظل
التلول ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن شدة الحر من فيح جهنم فأبردوا
بالصلاة
باب الأمر بالأذان والإقامة في السفر وإن كانا اثنين لا أكثر بذكر
205

خبر يسير عام مراده خاص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا حفص يعني
بن الصالح نا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا ورجل فودعنا ثم قال إذا سافرتما وحضرت الصلاة
فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما قال الحذاء وكنا متقاربين في القراءة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن
خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث قال
أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وابن عم لي فقال إذا سافرتما فأذنا
وأقيما وليؤمكما أكبركما
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرت إنها لفظة عام مرادها
خاص والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر أن يؤذن أحدهما لا كليهما
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار حدثنا عبد الوهاب
نا أيوب عن أبي قلابة نا مالك بن الحويرث قال
أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شبيبة متقاربون فأقمنا عشرين ليلة
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلينا أو
اشتقنا سألنا عما تركنا بعدنا فأخبرناه فقال ارجعوا إلى أهليكم
فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها وأشياء لا
أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن
لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا عبد الوهاب بن عبد المجيد
206

بمثل حديث بندار وربما خالفه في بعض اللفظة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم وأبو هاشم قالا حدثنا
إسماعيل نا أيوب عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث
فذكر الحديث بتمامه
باب الأذان في السفر وإن كان المرء وحده ليس معه جماعه ولا واحد
طلبا لفضيلة الأذان ضد قول من سئل عن الأذان في السفر فقال لمن
يؤذن فتوهم أن الأذان لا يؤذن إلا لاجتماع الناس
إلى الصلاة جماعة والأذان وإن كان الأعم أنه يؤذن لاجتماع
الناس إلى الصلاة جماعة فقد يؤذن أيضا طلبا لفضيلة
الأذان ألا ترى النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر مالك بن الحويرث وابن عمه إذا
كانا في السفر بالأذان والإقامة وإمامة أكبرهما أصغرهما ولا جماعة
معهم تجتمع لأذانهما صلى الله عليه وسلم وإقامتهما
قال أبو بكر وفي خبر أبي سعيد إذا كنت في البوادي فارفع
صوتك بالنداء فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يسمع صوته شجر
ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس إلا شهد له فالمؤذن في البوادي وإن
كان وحده إذا أذن طلبا لهذه الفضيلة كان خيرا وأحسن وأفضل من أن
يصلي بلا أذان ولا إقامة وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن المؤذن يغفر
له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس والمؤذن في البوادي والأسفار
وإن لم يكن هناك من يصلي معه صلاة جماعة كانت له هذه الفضيلة
لأذانه بالصلاة إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يخص مؤذنا في المدينة ولا في قرية دون
207

مؤذن في سفر وبادية ولا مؤذن يؤذن لاجتماع الناس إليه الولاء جماعة
دون مؤذن لصلاة يصلي منفردا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي نا
عبد الأعلى عن حميد عن قتادة عن أنس بن مالك
سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو في مسير له يقول الله أكبر الله أكبر
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم على الفطرة قال أشهد أن لا إله إلا الله قال
خرج من النار فاستبق القوم إلى الرجل فإذا راعي غنم حضرته الصلاة
فقام يؤذن
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان العلي نا بهز يعني
بن أسد نا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغير عند صلاة الصبح فإن سمع أذانا
أمسك وإلا أغار فاستمع ذات يوم فسمع رجلا يقول الله أكبر
الله أكبر فقال على الفطرة فقال أشهد أن لا إله إلا الله قال
خرجت من النار
قال أبو بكر فإذا كان المرء يطمع بالشهادة بالتوحيد لله في الأذان
وهو يرجو أن يخلصه الله من النار بالشهادة بالله بالتوحيد في أذانه
فينبغي لكل مؤمن أن يتسارع إلى هذه الفضيلة طمعا في أن يخلصه الله
من النار خلا في منزله أو في بادية أو قرية أو مدينة طلبا لهذه الفضيلة
وقد خرجت أبواب الأذان في السفر أيضا في مواضع غير هذا الموضع في
208

نوم النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس وأمره صلى الله عليه وسلم
بلالا بالأذان للصبح بعد ذهاب وقت تلك الصلاة وتلك الأخبار أيضا
خلاف قول من زعم أن لا يؤذن الولاء بعد ذهاب وقتها وإنما يقام لها
بغير أذان
باب إباحة الأذان للصبح قبل طلوع الفحر إذا كان للمسجد مؤذنان
لا مؤذن واحد فيؤذن أحدهما قبل طلوع الفجر والآخر بعد
طلوعه بذكر خبر مجمل غير مفسر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال سمعت
الزهري يحدث بقول أخبرني سالم عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا
أذان بن أم مكتوم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نابه المخزومي نا سفيان وقال في كلها عن عن
باب ذكر العلة التي كان لها بلال يؤذن بليل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد
حدثنا المعتمر قال سمعت أبي نا أبو عثمان عن بن مسعود
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال من سحوره
فإنه يؤذن أو ينادي ليرجع قائمكم وينتبه نائمكم وليس أن
يقول هكذا وهكذا حتى يقول هكذا وهكذا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه يوسف بن موسى نا جرير عن سليمان
وهو التيمي عن أبي عثمان عن بن مسعود بهذا
209

باب ذكر قدر ما كان بين أذان بلال وأذان أم مكتوم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا يحيى
يعني بن سعيد عن عبيد الله عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن
بن أم مكتوم ولم يكن بينهما إلا قدر ما يرقى هذا وينزل هذا
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض أهل الجهل أنه يضاد هذا الخبر
الذي ذكرنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب نا هشام أخبرنا
منصور وهو بن زاذان عن خبيب بن عبد الرحمن عن عمته أنيسة بنت خبيب
قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن بن أم مكتوم فكلوا واشربوا وإذا
أذن بلال فلا تأكلوا ولا تشربوا فان كانت المرأة منا ليبقى عليها
شئ من سحورها فتقول لبلال امهل حتى أفرغ من سحوري
قال أبو بكر هذا خبر قد اختلف فيه عن خبيب بن عبد الرحمن
رواه شعبة عنه عن عمته أنيسة فقال إن بن أم مكتوم أو بلال ينادي
بليل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا
شعبة عن خبيب وهو بن عبد الرحمن عن
عمته أنيسة وكانت مصلية
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بن أم مكتوم أو بلال ينادي بليل
210

فكلوا واشربوا حتى ينادي بلال أو بن أم مكتوم وما كان إلا
أن ينزل أحدهما ويقعد الآخر فتأخذ بثوبه فتقول كما أنت حتى
أتسحر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن مقدام العجلي نا يزيد بن زريع
حدثنا شعبة بمثله
قال أبو بكر فخبر أنيسة قد اختلفوا فيه في هذه اللفظة ولكن
قد روى الدراوردي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مثل معنى
خبر منصور بن زاذان في هذه اللفظة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إبراهيم بن حمزة
نا عبد العزيز يعني بن محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بن أم مكتوم يؤذن بليل فكلوا
واشربوا حتى يؤذن بلال فإن بلالا لا يؤذن حتى يرى الفجر
وروى شبيها بهذا المعنى أبو إسحاق عن الأسود عن عائشة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن منصور الرمادي نا أبو المنذر
نا يونس عن أبي إسحاق عن الأسود بن يزيد قال
قلت لعائشة أي ساعة توترين قالت ما أوتر حتى
يؤذنون وما يؤذنون حتى يطلع الفجر قالت وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان فلان
وعمرو بن أم مكتوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن عمرو فكلوا واشربوا
فإنه رجل ضرير البصر وإذا أذن بلال فارفعوا أيديكم فإن بلال لا
يؤذن حتى الصبح
211

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن عثمان
العجلي قالا حدثنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن الأسود
عن عائشة رضي الله عنها قالت
كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين بلالا وأبو محذورة وعمرو
بن أم مكتوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أذن عمرو فإنه ضرير البصر
فلا يغرنكم وإذا أذن بلال فلا يطعمن أحد
قال أبو بكر أما خبر أبي إسحاق عن الأسود عن عائشة فإن فيه
نظر لأني لا أقف على سماع أبي إسحاق هذا الخبر من الأسود فأما
خبر هشام بن عروة فصحيح من جهة النقل وليس هذا الخبر يضاد خبر سالم عن بن عمر وخبر القاسم عن عائشة إذ جائز أن يكون النبي
صلى الله عليه وسلم قد كان جعل الأذان صارت نوائب بين بلال وبين بن أم مكتوم فأمر
في بعض الليالي بلالا أن يؤذن أولا صارت فإذا نزل بلال صعد بن
أم مكتوم فأذن بعده بالنهار فإذا جاءت نوبة بن أم مكتوم بدأ
بن أم مكتوم فأذن بليل فإذا نزل صعد بلال فأذن بعده بالنهار وكانت
مقالة النبي صلى الله عليه وسلم أن بلالا يؤذن بليل في الوقت الذي كانت النوبة لبلال
في الأذان بليل وكانت مقالته صلى الله عليه وسلم أن بن أم مكتوم يؤذن بليل في
الوقت الذي كانت النوبة في الأذان صارت نوبة بن أم مكتوم فكان
النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس في كل الوقتين أن الأذان الأول منهما هو أذان
بليل لا بنهار وأنه لا يمنع من أراد الصوم طعاما ولا شرابا وأن
212

أذان الثاني إنما يمنع الطعام والشراب إذ هو بنهار لا بليل
فأما خبر الأسود عن عائشة وما يؤذنون حتى يطلع الفجر فإن
له أحد معنيين أحدهما لا يؤذن جميعهم حتى يطلع الفجر لا أنه لا
يؤذن أحد منهم ألا تراه أنه قد قال في الخبر إذا أذن عمرو فكلوا
واشربوا فلو كان عمرو لا يؤذن حتى يطلع
الفجر لكان الأكل والشراب
على الصائم بعد أذان عمرو محرمين والمعنى الثاني أن تكون عائشة
أرادت حتى يطلع الفجر الأول فيؤذن البادي منهم بعد طلوع الفجر
الأول لا قبله وهو الوقت الذي يحل فيه الطعام والشراب لمن أراد الصوم
إذ طلوع الفجر الأول بليل لا بنهار ثم يؤذن الذي يليه بعد طلوع
الفجر الثاني الذي هو نهار لا ليل فهذا معنى هذا الخبر عندي والله
أعلم
باب الأذان للصلوات بعد ذهاب الوقت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا بن فضيل
عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقال بعض القوم لو عرست
بنا يا رسول الله قال إني أخاف أن تناموا عن الصلاة فذكر الحديث
بطوله وقال فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا بلال قم فأذن
الناس بالصلاة
213

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن أبي صفوان الثقفي نا بهز يعني
بن أسد ثنا حماد يعني بن سلمة أخبرنا ثابت البناني
أن عبد الله بن رباح حدث القوم في المسجد الجامع وفي القوم عمران
بن حصين فقال عمران من الفتى فقال أمرؤ من الأنصار فقال عمران
القوم أعلم بحديثهم انظر كيف تحدث فإني سابع سبعة تلك الليلة مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمران ما كنت أرى أحدا بقي يحفظ هذا الحديث
غيري فقال سمعت أبا قتادة يقول كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر
فقال إنكم إلا تدركوا الماء من غد تعطشوا فانطلق سرعان الناس فقال
أبو قتادة ولزمت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك الليلة فنعس فنام فدعمته ثم نعس
أيضا فمال فدعمته ثم نعس فمال أخرى حتى كاد ينجفل
فاستيقظ فقال من الرجل فقلت أبو قتادة فقال من كم كان مسيرك هذا
قلت منذ الليلة فقال حفظك الله بما حفظت به نبيه ثم قال لو عرسنا فمال
إلى شجرة وملت معه فقال هل ترى من أحد قلت نعم هذا راكب
هذا راكب هذان راكبان هؤلاء ثلاثة حتى صرنا سبعة فقال
احفظوا علينا صلاتنا لا نرقد عن صلاة الفجر فضرب على آذانهم
حتى أيقظهم حر الشمس فقاموا فاقتادوا هنيئة ثم نزلوا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمعكم ماء فقلت نعم معي ميضأة لي فيها ماء فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إئت بها فأتيته بها فقال مسوا منها مسوا منها فتوضأنا
وبقى منها جرعة فقال ازدهرها إذا يا أبا قتادة فإن لهذه نبأ فأذن بلال فصلوا
214

ركعتي الفجر ثم صلوا الفجر ثم ركبوا فقال بعضهم لبعض
فرطنا في صلاتنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقولون إن كان شئ
من أمر دنياكم فشأنكم به وإن كان شئ من أمر دينكم فإلي
قلنا يا رسول الله فرطنا في صلاتنا فقال إنه لا تفريط في النوم
وإنما التفريط في اليقظة وإذا سها أحدكم عن صلاته فليصلها حين
يذكرها ومن الغد للوقت فذكر الحديث بطوله
باب الأمر بأن يقال ما يقوله المؤذن إذا سمعه ينادي بالصلاة بلفظ
عام مراده خاص
أخبر أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي نا يحيى بن سعيد نا مالك
نا الزهري ح وحدثنا عمرو بن علي نا عثمان بن عمر نا يونس بن يزيد الأيلي عن
الزهري ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرنا مالك بن أنس
ويونس عن بن شهاب عن عطاء بن يزيد المؤذن عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعتم المنادي فقولوا مثل ما يقول
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم
أخبرنا أبو بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة بن أبي سفيان عن عمته أم حبيبة بنت أبي
سفيان قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندها في يومها فسمع المؤذن يؤذن
قال كما يقول المؤذن حتى يفرغ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي وبهز
بن أسد عن شعبة عن أبي بشر عن أبي المليح عن عبد الله بن عتبة عن أم حبيبة
215

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول كما يقول المؤذن حتى يسكت المؤذن
باب ذكر الأخبار المفسرة للفظتين اللتين ذكرتهما في خبر أبي سعيد
وأم حبيبة ودليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر في خبر أبي سعيد أن
يقال كما يقول المؤذن حتى يفرغ وكذاك كان يقول كما يقول المؤذن
حتى يسكت خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بن
علية عن هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة
قال
دخلنا مع معاوية فنادى المنادي بالصلاة فقال الله أكبر الله أكبر
فقال معاوية الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله
فقال معاوية وأنا أشهد ثم قال أشهد أن محمد رسول الله فقال معاوية وأنا أشهد ثم قال حي على الصلاة فقال معاوية لا حول
ولا قوة إلا بالله ثم قال حي على الفلاح فقال معاوية لا حول
ولا قوة إلا بالله ثم قال هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا حرملة بن
عبد العزيز حدثني أبي عن محمد بن يوسف مولى عثمان بن عفان قال
أذن المؤذن فقال الله أكبر الله أكبر فقال معاوية
بن أبي سفيان الله أكبر الله أكبر فقال أشهد أن لا إله إلا الله
قال معاوية أشهد أن لا إله إلا الله قال أشهد أن محمدا رسول الله
قال معاوية أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال معاوية هكذا سمعت
216

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بندار نا يحيى بن سعيد نا محمد بن
عمرو حدثني أبي عن جدي قال
كنت عند معاوية بن أبي سفيان فقال المؤذن الله أكبر الله
أكبر فقال معاوية الله أكبر الله أكبر فقال أشهد أن لا إله إلا
الله فقال معاوية أشهد أن لا إله إلا الله فقال أشهد أن محمدا
رسول الله فقال معاوية أشهد أن محمدا رسول الله فقال حي على الصلاة
فقال معاوية لا حول ولا قوة إلا بالله فقال حي على الفلاح فقال
معاوية لا حول ولا قوة إلا بالله فقال الله أكبر الله أكبر لا إله
إلا الله فقال معاوية الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ثم
قال هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
قال أبو بكر وخبر عمر بن الخطاب من هذا الباب أيضا قد
خرجته في باب آخر
قال أبو بكر معنى خبر أم حبيبة قال كما يقول المؤذن حتى
يفرغ أي إلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح وكذلك معنى خبر
أبي سعيد فقولوا كما يقول أي خلا قوله حي على الصلاة حي على
الفلاح وخبر عمر بن الخطاب ومعاوية مفسرين لهذين الخبرين
وقد بين في خبر عمر ومعاوية أن من سمع هذا المنادي ينادي بالصلاة إنما
217

يقول مثل ما يقول خلا قوله حي على الصلاة حي على الفلاح ويقول
إذا قال المؤذن حي على الصلاة حي على الفلاح لا حول ولا قوة إلا
بالله المصلي والمؤذن لا يقول لا حول ولا قوة إلا بالله في أذانه
فهذا القول مع سامع المؤذن ليس هو مما يقوله المؤذن
باب ذكر فضيلة هذا القول عند سماع الأذان إذا قاله المرء صدقا من
قلبه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن محمد بن السكن نا محمد بن
جهضم نا إسماعيل بن جعفر عن عمارة بن غزية عن خبيب بن عبد الرحمن عن حفص
بن عاصم عن أبيه عن جده عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا قال المؤذن الله أكبر الله أكبر
فقال أحدكم الله أكبر الله أكبر ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله فقال
أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال أشهد أن محمدا رسول الله قال أشهد
أن محمدا رسول الله ثم قال حي على الصلاة قال لا حول ولا قوة
إلا بالله ثم قال حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله ثم
قال الله أكبر الله أكبر قال الله أكبر الله أكبر ثم قال لا إله
إلا الله قال لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة
باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغ سماع الأذان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن سلم نا عبد الله بن يزيد المقري
218

نا سعيد بن أبي أيوب عن كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير عن عبد الله بن عمرو
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح حدثنا أبو هارون موسى بن النعمان بالفسطاط نا أبو
عبد الرحمن يعني المقرئ نا حياة حدثني كعب بن علقمة عن عبد الرحمن بن جبير
قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول
ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه وسلم عشرا ثم سلوا الله لي
الوسيلة وإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله فمن
سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة هذا لفظ حديث حياة
وفي خبر سعيد بن أبي أيوب قال وأرجو أن أكون أنا هو
باب استحباب الدعاء عند الأذان ورجاء إجابة الدعوة عنده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وزكريا بن يحيى بن أبان
قالا حدثنا بن أبي مريم نا موسى بن يعقوب حدثني أبو حازم أن سهل بن سعد
أخبره
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اثنتان لا تردان أو قل ما تردان الدعاء
عند النداء وعند البأس حين يلتحم بعضهم بعضا
باب صفة الدعاء عند مسألة الله عز وجل للنبي صلى الله عليه وسلم محمد الوسيلة
واستحقاق الداعي بتلك الدعوة الشفاعة يوم القيامة
219

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن سهل الرملي نا علي بن عياش
حدثنا شعيب بن أبي حمزة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم من قال إذا سمع النداء اللهم رب هذه الدعوة
التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود
الذي وعدته إلا حلت له الشفاعة يوم القيامة
باب فضيلة الشهادة لله عز وجل بوحدانيته وللنبي صلى الله عليه وسلم برسالته
وعبوديته وبالرضا بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا عند سماع
الأذان وما يرجى من مغفرة الذنوب بذلك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب يعني
بن الليث ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي وشعيب قالا حدثنا الليث
عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن سعد بن أبي وقاص
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد
أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت
بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا ورجاله له ذنبه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن إياس نا سعيد بن
عفير حدثني يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن المغيرة عن الحكيم بن عبد الله بن قيس عن عامر
بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من سمع المؤذن يتشهد فالتفت في وجهه
فقال أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا رسول الله
رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا ورجاله له ما تقدم من ذنبه
220

باب الزجر عن أخذ الأجر على الأذان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا هشام بن الوليد نا
حماد عن الجريري عن أبي العلاء عن مطرف بن عبد الله عن عثمان بن أبي العاص قال
قلت يا رسول الله علمني القرآن واجعلني إمام قومي قال فقال
اقتد بأضعفهم واتخذ مؤذنا لا يؤخذ على أذانه أجرا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو النعمان نا حماد نا الجريري
عن يزيد أبي العلاء بهذا الإسناد نحوه ولم يقل
علمني القرآن وقال قال أنت إمامهم واقتد بأضعفهم
باب الرخصة في أذان الأعمى إذا كان له من يعلمه الوقت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا حماد بن مسعدة نا عبيد الله
عن نافع عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن
بن أم مكتوم
قال عبيد الله وسمعت القاسم يحدث بذلك عن عائشة رضي الله
عنها قال وإنما كان بينهما قدر ما ينزل هذا ويصعد هذا
باب استحباب الدعاء بين الأذان والإقامة رجاء أن تكون الدعوة
غير مردودة بينهما
وأخبرنا الإمام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد السلمي نا أبو محمد
221

عبد العزيز بن أحمد
بن محمد الكناني أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن
خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا يزيد
يعني بن زريع نا إسرائيل بن يونس عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن
مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد فادعوا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خالد بن خداش الزهران
ثنا سلم بن قتيبة عن يونس بن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منصور الرمادي نا أبو المنذر
هو إسماعيل بن عمر الواسطي نا يونس نا بريد بن أبي مريم عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعوة بين الأذان والإقامة لا ترد فادعوا
قال أبو بكر يريد الدعوة المجابة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع نا حسين بن محمد نا إسرائيل بمثل
حديث يزيد بن زريع
باب ذكر الصلاة كانت إلى بيت المقدس قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة إذ القبلة في ذلك الوقت بيت المقدس لا الكعبة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى نا يحيى بن سعيد
عن سفيان حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء يقول
صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر
شهرا ثم صرفنا نحو الكعبة
222

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عيسى نا سلمة يعني بن
الفضل نا محمد بن إسحاق قال وحدثني معبد بن كعب بن مالك وكان من أعلم الأنصار
حدثني أن أباه كعبا حدثه
وخبر كعب بن مالك في خروج الأنصار من المدينة إلى مكة في بيعة
العقبة وذكر في الخبر أن البراء بن معرور قال للنبي صلى الله عليه وسلم إني
خرجت ذا وقد هداني الله للإسلام فرأيت ألا أجعل هذه البنية
مني بظهر فصليت إليها وقد خالفني أصحابي في ذلك حتى وقع في
نفسي من ذلك شئ فماذا ترى قال قد كنت على قبلة لو صبرت
عليها قال فرجع البراء إلى قبلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معنا إلى الشام
باب بدء الأمر باستقبال الكعبة الولاء ونسخ الأمر بالصلوات إلى
بيت المقدس
قال أبو بكر خبر البراء بن عازب من هذا الباب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا
بهز يعني بن أسد نا حماد بن سلمة نا ثابت عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلون نحو بيت المقدس فلما
نزلت هذه الآية فول وجهك شطر المسجد الحرام مر رجل من بني سلمة
فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة
فمالوا ركوعا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي نا حماد
223

عن ثابت عن أنس قال
كانوا يصلون نحو بيت المقدس فذكر نحوه وزاد واعتدوا بما
مضى من صلاتهم
باب ذكر الدليل على أن القبلة إنما هي الكعبة لا جميع المسجد الحرام
وأن الله عز وجل إنما أراده بقوله فول وجهك شطر المسجد الحرام
لأن الكعبة في المسجد الحرام وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين
أن يصلوا إلى الكعبة لا المسجد كله إذا اسم
المسجد يقع على كل موضع يسجد فيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا
بن جريج عن عطاء قال سمعت بن عباس يقول أخبرني أسامة بن زيد
ان النبي صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت دعا في نواحيه كلها ولم يصل فيه
حتى خرج منه فلما خرج ركع ركعتين في قبل الكعبة وقال
هذه القبلة
وفي خبر البراء بن عازب ثم صرفنا نحو الكعبة
وقال إسرائيل عن أبي إسحاق عن البراء ثم وجه إلى الكعبة وكان يحب أن يوجه
إلى الكعبة أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن إسرائيل
وفي خبر ثابت عن أنس ألا إن القبلة قد حولت إلى الكعبة وهكذا قال
عثمان بن سعد الكاتب عن أنس إذ صرف إلى الكعبة أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر
224

ناه عبد الله بن إسحاق الجوهري أخبرنا أبو عاصم نا عثمان بن سعد حدثنا أنس بن
مالك قال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس أشهرا فبينما هو ذات يوم
يصلي الظهر صلى ركعتين إذ صرف إلى الكعبة فقال السفهاء ما
ولهم عن قبلتهم التي كانوا عليها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن إسحاق الجوهري حدثنا
أبو عاصم حدثنا مالك بن أنس حدثني عبد الله بن دينار عن بن عمر
أن أهل قباء كانوا يصلون قبل بيت المقدس فأتاهم آت فقال
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل عليه القرآن وتوجه إلى الكعبة فاستقبلوها
فاستداروا كما هم
وفي خبر عكرمة عن بن عباس لما وجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة
وفي خبر مجاهد عن بن عباس ثم صرف إلى الكعبة
وفي خبر ثمامة بن عبد الله عن أنس جاء منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إن القبلة قد حولت إلى الكعبة
قد خرجت هذه الأخبار كلها في كتاب الصلاة الكبير
قال أبو بكر فدلت هذه الأخبار كلها على أن القبلة إنما هي
الكعبة
وفي خبر أبي حازم عن سهل بن سعد انطلق رجل إلى أهل قباء
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يصلى إلى الكعبة
225

وفي خبر عمارة بن أوس قال فأشهد على إمامنا أنه توجه هو
والرجال والنساء نحو الكعبة
وفي خبر عكرمة عن بن عباس لما وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة
باب ذكر الدليل على أن الشطر في هذا الموضع القبل لا النصف
وهذا من الجنس الذي نقول إن العرب قد يوقع الاسم الواحد على
الشيئين المختلفين قد يوقع اسم الشطر على النصف وعلى القبل
أي الجهة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الوهبي
نا شريك عن أبي إسحاق عن البراء قال
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا فذكر
الحديث قال قال البراء والشطر فينا قبله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن عمرو
وهو بن دينار قال
قرأ بن عباس أنلزمكموها من شطر أنفسنا من تلقاء أنفسنا
قد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب التفسير
باب النهي عن التشبيك بين الأصابع عند الخروج إلى الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث
نا إسماعيل بن أمية عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
226

قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد
كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا وشبك بين أصابعه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم نا يحيى هو بن
سعيد عن بن عجلان نا سعيد عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة إذا توضأت ثم دخلت
المسجد فلا تشبكن بين أصابعك
قال أبو بكر وروى هذا الخبر داود بن قيس الفراء عن سعد بن إسحاق بن
كعب بن عجرة عن أبي ثمامة وهو الخياط أن كعب بن عجيرة حدثه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا توضأ أحدكم ثم خرج
إلى المسجد فلا يشبك بين أصابعه فإنه في الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب
أخبرني داود بن قيس
ورواه أنس عن عياض عن سعد بن إسحاق بن كعب عن أبي سعيد المقبري عن أبي ثمامة ونا
يونس بن عبد الأعلى أخبرني أنس بن عياض عن سعد بن إسحاق عن أبي سعيد المقبري عن أبي ثمامة قال
لقيت كعب بن عجرة وأنا أريد الجمعة وقد شبكت بين أصابعي
فلما دنوت ضرب يدي ففرق بين أصابعي وقال إنا نهينا أن يشبك
أحد بين أصابعه في الصلاة قلت إني لست في صلاة قال أليس قد
توضأت وأنت تريد الجمعة قلت بلى قال فأنت في صلاة
227

ورواه بن أبي ذئب عن المقبري عن رجل من بني سالم أخبره عن أبيه عن
جده عن كعب بن عجرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن رافع حدثنا بن أبي فديك نا بن ذئب
قال أبو بكر سعد بن إسحاق بن كعب هو من بني سالم
ورواه أبو خالد الأحمر عن بن عجلان عن سعيد عن كعب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أبو سعيد الأشج نا أبو خالد عن بن عجلان
وجاء خالد بن حيان الرقي بطامة
رواه بن عجلان عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد
وحدثناه جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا خالد يعني بن حيان الرقي
قال أبو بكر ولا أحل لأحد أن يروي عني بهذا الخبر إلا على
هذه الصيغة فإن هذا إسناد مقلوب فيشبه أن يكون الصحيح ما رواه
أنس بن عياض لأن داود بن قيس أسقط من الإسناد أبا سعيد المقبري
فقال عن سعد بن إسحاق عن أبي ثمامة
وأما بن عجلان فقد وهم في الإسناد وخلط فيه فمرة يقول عن
أبي هريرة ومرة يرسله ومرة يقول عن سعيد عن كعب
وابن أبي ذئب قد بين أن المقبري سعيد بن أبي سعيد إنما رواه
عن رجل من بني سالم وهو عندي سعد بن إسحاق إلا أنه غلط على
سعد بن إسحاق فقال عن أبيه عن جده كعب
وداود بن قيس وأنس بن عياض جميعا قد اتفقا على أن الخبر
إنما هو عن أبي ثمامة
228

ورواه محمد بن مسلم الطائفي عن إسماعيل بن أمية قال أخبرني المقبري
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ ثم خرج يريد الصلاة فهو في صلاة
حتى يرجع إلى بيته ولا يقول هذا يعني يشبك بين أصابعه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الفضل بن يعقوب الرخامي نا الهيثم بن جميل
أخبرنا محمد بن مسلم ورواه شريك عن بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة
حدثنا عمران بن موسى القزاز نا عبد الوارث نا إسماعيل بن أمية عن
سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ أحدكم في بيته ثم أتى المسجد
كان في صلاة حتى يرجع فلا يقل هكذا وشبك بين أصابعه
باب الدعاء عند الخروج إلى الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا بن فضيل
عن حصين بن عبد الرحمن عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس
عن أبيه عن عبد الله بن عباس
أنه رقد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة
وهو يقول اللهم اجعل في قلبي نورا واجعل في لساني نورا واجعل
في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل خلفي نورا ومن أمامي
نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم أعظم لي نورا
قال أبو بكر كان في القلب من هذا الإسناد شئ فإن حبيب بن
أبي ثابت مدلس ولم أقف هل سمع حبيب هذا الخبر من محمد بن
229

علي أم لا ثم نظرت فإذا أبو عوانة رواه عن حصين عن حبيب بن
أبي ثابت قال حدثني محمد بن علي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو الوليد
نا أبو عوانة عن حصين عن حبيب عن أبي ثابت أن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس حدثه
عن أبيه عن بن عباس
قال بت عند خالتي ميمونة فذكر الحديث
باب فضل المشي إلى المساجد الولاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا عباد
يعني بن عباد المهلبي عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي بن كعب قال
كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت بالمدينة وكان لا تخطئه
الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوجعت له فقلت يا فلان لو أنك
اشتريت حمارا يقيك الرمضاء ويرفعك من الرقع ويقيك هوام الأرض
فقال له إني والله ما أحب أن بيتي مطنب ببيت محمد صلى الله عليه وسلم قال
فحملت به حملا حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له قال
فدعاه فسأله وذكر له مثل ذلك فذكر أنه يرجو في أثره فقال له
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لك ما احتسبت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا عمران بن موسى القزاز حدثنا
عبد الوارث حدثنا داود عن أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال
خلت البقاع حول المسجد فأراد بنو سلمة قرب المسجد فبلغ
ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا بني سلمة أردتم أن تحولوا قرب
230

المسجد فقالوا نعم فقال يا بني سلمة دياركم تكتب
آثاركم قالها ثلاث مرات
قد خرجت باب المشي إلى المساجد في كتاب الإمامة بتمامه
باب السلام على النبي صلى الله عليه وسلم ومسألة الله فتح أبواب الرحمة عند
دخول المسجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو بكر يعني الحنفي
نا الضحاك وهو بن عثمان حدثني سعيد المقري عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي
وليقل اللهم افتح لي أبواب رحمتك وإذا خرج فليسلم على النبي وليقل
اللهم أجرني من الشيطان الرجيم
باب القول عند الانتهاء إلى الصف قبل تكبيرة الافتتاح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا عبد العزيز يعني
الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن مسلم بن عايذ عن عامر بن سعد بن أبي
وقاص عن أبيه سعد
أن رجلا جاء إلى الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فقال حين انتهى
إلى الصف اللهم ائتني أفضل ما تؤتي عبادك الصالحين فلما قضى
النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة قال من المتكلم آنفا قال الرجل أنا يا رسول
الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا تعقر جوادك وتستشهد في سبيل الله
231

باب إيجاب استقبال القبلة الولاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن عيسى نا عبد الله بن نمير
ح وحدثنا الحسن بن الجنيد نا عيسى بن يونس قالا حدثنا عبيد الله بن عمر حدثني
سعيد المقبري عن أبي هريرة
أن رجلا دخل المسجد فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فذكر
الحديث وقال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قمت إلى الصلاة فاسبغ
الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر وذكر الحديث بطوله
هذا لفظ حديث بن نمير
باب إحداث النية عند دخول كل صلاة يريدها المرء فينويها بعينها
فريضة كانت أو نافلة إذ الأعمال إنما تكون بالنية وإنما يكون
للمرء ما ينوي بحكم النبي المصطفى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب بن عدي الحارثي وأحمد
بن عبد الضبي قالا حدثنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن
علقمة بن وقاص المؤذن قال سمعت عمر بن الخطاب يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنية
زاد يحيى بن حبيب وإنما لامرئ ما نوى
باب البدء برفع اليدين عند افتتاح الصلاة قبل التكبير
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا
بن جريج حدثني بن شهاب عن سالم بن عبد الله أن بن عمر قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام الولاء رفع يديه حتى تكونا بحذو
232

منكبيه ثم كبر فإذا أراد أن يركع فعل مثل ذلك فإذا رفع من الركوع
فعل مثل ذلك ولا بالصلاة حين يرفع رأسه من السجود
باب الرخصة في رفع اليدين تحت الثياب في البرد وترك إخراجهما
من الثياب عند رفعهما
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فرأيتهم يرفعون أيديهم في
البرانس
باب نشر الأصابع عند رفع اليدين في الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا مالا أحصى
من مرة إملاء وقراءة قال حدثنا يحيى بن وابنه عن بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن
أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينشر أصابعه في الصلاة نشرا
قال أبو بكر قد كان محمد بن رافع قبل رحلتنا إلى العراق حدثنا
بهذا الحديث عنه قال حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج أبو سعيد الكندي
غير أنه قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة نشر أصابعه نشرا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا أبو عامر حدثنا بن
233

أبي ذئب عن سعيد بن سمعان قال
دخل علينا أبو هريرة مسجد بني وريق قال ثلاث كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يفعل بهن تركهن الناس كان إذا قام إلى الصلاة قال هكذا
وأشار أبو عامر بيده ولم يفرج بين أصابعه ولم يضمها وقال هكذا
أرانا بن أبي ذئب قال أبو بكر وأشار لنا يحيى بن حكيم ورفع
يديه ففرج بين أصابعه تفريجا ليس بالواسع ولم يضم بين أصابعه ولا
باعد بينهما رفع يديه فوق رأسه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية
يسأل الله تعالى من فضله وكان يكبر في الصلاة كلما سجد ورفع
قال أبو بكر هذه الشبكة شبكة سمجة بحال ما أدري ممن هي
وهذه اللفظة إنما هي رفع يديه مدا ليس فيه شك ولا ارتياب أن يرفع
المصلي يديه عند افتتاح الصلاة فوق رأسه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن بن أبي ذئب
ح وحدثنا البسطامي حدثنا بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن سعيد بن سمعان عن أبي هريرة
فذكر الحديث قالا رفع يديه مدا ولم يشبكا فقال وليس في حديثهما
قصة بن أبي ذئب أنه أراهم صفة تفريج الأصابع أو ضمها
باب التكبير لافتتاح الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار وأحمد بن عبدة ويحيى
بن حكيم وعبد الرحمن بن بشر بن الحكم قالوا حدثنا يحيى بن سعيد نا عبيد الله بن
عمر حدثني سعيد بن أبي المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
234

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم سلم على
النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فإنك لم تصل
حتى فعل ذلك ثلاث مرار فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أعلم
غير هذا فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ بما تيسر معك
من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما
ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تطمئن جالسا وافعل ذلك
في صلاتك كلها
قال أبو بكر هذا حديث بندار
باب ذكر الدعاء بين تكبيرة الافتتاح وبين القراءة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا حجاج بن منهال وأبو
صالح غالبا المؤذن جميعا عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن
الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا افتتح الصلاة كبر ثم قال وجهت
وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين إن
صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت
وأنا أول المسلمين اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت أنت ربي وأنا
عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا إنه لا
يغفر الذنوب إلا أنت واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها
إلا أنت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها إلا أنت لبيك وسعديك
235

والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك وإليك تباركت
وتعاليت أستغفرك وأتوب إليك
قال أبو صالح لا إله لي إلا أنت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أحمد بن خالد الوهبي
نا عبد العزيز عن عبد الله بن الفضل وعن عمه الماجشون عن الأعرج بهذا الإسناد مثله
قال محمد بن يحيى وأحدهم يزيد على صاحبه الحرف والشئ
قال أبو بكر قوله والشر ليس إليك أي ليس مما يتقرب به إليك
باب ذكر بيان إغفال من زعم أن الدعاء بما ليس في القرآن غير
جائز في الصلاة المكتوبة وهذا القول خلاف سنن النبي صلى الله عليه وسلم
الثابتة قد دعا النبي صلى الله عليه وسلم في أول صلاته ووسطها وآخرها بما ليس
في القرآن
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر بن سابق
الخولاني قالا حدثنا بن وهب أخبرني بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله
بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عي عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي
الله عنه
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ويقول
حين يفتتح الصلاة بعد التكبير وجهت وجهي للذي فطر السماوات
والأرض فذكر الحديث بطوله وقال وأنا من المسلمين
ولم يذكر واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت ولا
واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها
إلا أنت
236

باب إباحة الدعاء بعد التكبير وقبل القراءة بغير ما ذكرنا في خبر
علي بن أبي طالب والدليل على أن هذا الاختلاف في الافتتاح من
جهة اختلاف المباح جائز للمصلي أن يفتتح بكل ما ثبت عن النبي
صلى الله عليه وسلم إنه افتتح الصلاة به بعد التكبير من حمد وثناء على الله عز
وجل ودعاء مما هو في القرآن ومما ليس في القرآن من الدعاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن
موسى وعلي بن خشرم وغيرهم قال علي أخبرنا وقال الآخرون حدثنا جرير بن
عبد الحميد عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت هنية فقلت
يا رسول الله معبد وأمي ما تقول في سكوتك بين التكبير والقراءة
قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق
والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى
حدثني عبد الصمد حدثنا همام حدثنا قتادة عن أنس وحدثنا محمد بن أبي صفوان
الثقفي نا بهز يعني بن أسد نا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت وقتادة عن أنس
أن رجلا جاء وقد حفزه النفس فقال الله أكبر الحمد لله حمدا
كثيرا طيبا مباركا فيه فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته قال أيكم
المتكلم بالكلمات فأرم القوم فقال أيكم المتكلم بالكلمات فإنه
لم يقل بأسا فقال الرجل أنا يا رسول الله جئت وقد حفزني النفس
فقلتهن فقال لقد رأيت اثني عشر ملكا يبتدرونها أيهم يرفعها
237

هذا حديث بهز بن أسد
وقال أبو موسى في حديثه إن رجلا دخل في الصلاة فقال الحمد
لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وقال أيضا فقال رجل من القوم
أنا قلتها وما أردت بها إلا الخير فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد ابتدرها
اثنا عشر ملكا فما دروا كيف يكتبونها حتى سألوا ربهم فقال اكتبوها
كما قال عبدي
قال أبو بكر فقد رويت أخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم في افتتاحه صلاة
الليل بدعوات مختلفة الألفاظ قد خرجتها في أبواب صلاة الليل أما
ما يفتتح به فضالة صلاتهم بخراسان من قولهم سبحانك اللهم وبحمدك
تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك فلا نعلم في هذا خبرا ثابتا عن
النبي صلى الله عليه وسلم عند أهل المعرفة بالحديث وأحسن إسناد نعلمه روي في هذا
خبر أبي المتوكل عن أبي سعيد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن موسى الحرشي نا جعفر بن
سليمان الضبعي نا علي بن علي الرفاعي عن أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل إلى الصلاة كبر ثلاثا ثم
قال سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
ثم يقول لا إله إلا الله ثلاث مرات ثم يقول الله أكبر ثلاثا ثم
يقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه
ونفثه ثم يقرأ
238

قال أبو بكر وهذا الخبر لم يسمع في الدعاء لا في قديم الدهر ولا في
حديثه استعمل هذا الخبر على وجهه ولا حكي لنا عن من لم نشاهده
من العلماء انه كان يكبر لافتتاح الصلاة ثلاث تكبيرات ثم يقول
سبحانك اللهم وبحمدك إلى قوله ولا إله غيرك ثم يهلل ثلاث مرات ثم يكبر ثلاثا
وقد روي عن جبير بن مطعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة قال
الله أكبر كبيرا ثلاث مرار الحمد لله كثيرا ثلاث مرار سبحان الله بكرة وأصيلا ثلاث مرار
ثم يتعوذ بشبيه من التعوذ الذي في خبر أبي سعيد إلا أنهم قد اختلفوا في إسناد خبر جبير بن
مطعم ورواه شعبة عن عمرو بن مرة عن عاصم العنزي عن بن جبير بن مطعم عن أبيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة ح وحدثنا
محمد بن يحيى نا وهب بن جرير حدثنا شعبة
ورواه حصين بن عبد الرحمن عن عمرو بن مرة فقال عن عباد
بن عاصم عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه ح حدثناه عبد الله بن سعيد الأشج نا بن
إدريس ح وحدثنا هارون بن إسحاق وابن فضيل جميعا عن حصين بن عبد الرحمن
قال أبو بكر وعاصم العنزي وعباد بن عاصم مجهولان لا يدري
من هما ولا يعلم الصحيح ما روى حصين أو شعبة
وروى حارثة بن محمد عن عمرة عن عائشة كان رسول الله
إذا افتتح الصلاة رفع يديه حذو منكبيه فكبر ثم يقول
سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة قالا حدثنا
أبو معاوية قال مؤمل قال حدثنا حارثة بن محمد وقال سلم بن جنادة عن حارثة
بن محمد غير أن سلما لم يقل فكبر
239

قال أبو بكر وحارثة بن محمد رحمه الله ليس ممن يحتج أهل
الحديث بحديثه
وهذا صحيح عن عمر بن الخطاب أنه كان يستفتح الصلاة
مثل حديث حارثة لا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولست أكره الافتتاح بقوله
سبحانك اللهم وبحمدك على ما ثبت عن الفاروق رضي الله عنه أنه كان يستفتح
الصلاة غير أن الافتتاح بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في خبر علي بن أبي
طالب وأبي هريرة وغيرهما
بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه وسلم
أحب إلي وأولى بالاستعمال إذ اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أفضل وخير من غيرها
باب الاستعاذة في الصلاة قبل القراءة قال الله عز وجل وإذا
قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن عيسى المروزي نا بن فضيل
عن عطاء وهو بن السائب عن أبي عبد الرحمن عن بن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم إني أعوذ بك من الشيطان
الرجيم ونفخه وهمزه ونفثه
قال وهمزه الموتة ونفثه الشعر ونفخه الكبرياء
باب ذكر سؤال العبد ربه عز وجل من فضله بين التكبير والقراءة
في صلاة الفريضة ضد قول من زعم أن الدعاء بما ليس في القرآن
يفسد صلاة الفريضة
240

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن بن أبي ذئب ح
وحدثنا الحسين بن عيسى البسطامي نا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن
سعيد بن سمعان عن أبي هريرة قال
ثلاث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلهن تركهن الناس كان إذا قام إلى
الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل القراءة هنية يسأل الله من فضله
وكان يكبر كلما خفض ورفع
قال بندار في حديثه ثلاث كان يعمل بهن تركهن الناس كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه مدا وكان يقف قبل
القراءة هنية يقول أسأل الله من فضله وكان يكبر كلما ركع ووضع
باب الأمر بالخشوع في الصلاة إذ المصلي يناجي ربه والمناجي ربه
يجب عليه أن يفرغ قلبه لمناجاة خالقه عز وجل ولا يشغل قلبه
التعلق بشئ من أمور الدنيا يشغله عن مناجاة خالقه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن يعقوب الجزري نا عبد الأعلى
نا محمد وهو بن إسحاق حدثني سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر فلما سلم نادى رجلا كان في آخر
الصفوف فقال يا فلان ألا تتقي الله ألا تنظر كيف تصلي إن أحدكم
إذا قام يصلي إنما يقوم يناجي ربه فلينظر كيف يناجيه إنكم
ترون إني لا أراكم إني والله لأرى من خلف ظهري كما أرى من بين يدي
باب التغليظ في النظر إلى السماء في الصلاة
241

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
نا يزيد يعني بن زريع نا سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء
في صلاتهم فاشتد قوله في ذلك حتى قال لينتهن عن ذلك أو
لتخطفن أبصارهم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله يعني
الأنصاري نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن أنس بن مالك حدثهم
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله سواء غير أنه قال فاشتد قول النبي صلى الله عليه وسلم
في ذلك
باب وضع اليمين على الشمال في الصلاة قبل افتتاح القراءة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن إدريس
نا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
أتيت المدينة فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت
حين افتتح الصلاة كبر فرفع يعني يديه فرأيت إبهاميه بحذاء
أذنيه ثم أخذ شماله بيمينه ثم قرأ ثم ذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني قال نا
بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
كنت فيمن أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله
242

كيف يصلي فرأيته حين كبر رفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم ضرب
بيمينه على شماله فأمسكها ثم ذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا مؤمل نا سفيان عن عاصم
بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضع يده اليمنى على يده اليسرى على صدره
باب وضع بطن الكف اليمنى على كف اليسرى والرسغ والساعد
جميعا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو
نا زائدة نا عاصم بن كليب الجرمي حدثني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال
قلت لأنظرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي قال فنظرت
إليه قام فكبر ورفع يديه حتى حاذتا أذنيه ثم وضع يده اليمنى
على ظهر كفه اليسرى والرسغ والساعد
باب في الخشوع في الصلاة أيضا والزجر عن الالتفات في الصلاة
إذ الله عز وجل يصرف وجهه عن وجه المصلي إذا التفت في صلاته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثني
عمي أخبرني يونس عن الزهري قال سمعت أبا الأحوص مولى بني ليث يحدث سعيد
بن المسيب أن أبا ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
243

حدثنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو صالح حدثني
الليث حدثني يونس عن بن شهاب قال سمعت أبا الأحوص يحدث بن المسيب أن
أبا ذر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الله مقبلا على العبد ما لم يلتفت
فإذا صرف وجهه انصرف عنه
حدثنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو محمد فهد بن سليمان المصري نا أبو
توبة يعني الربيع بن نافع نا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام أن أبا سلام حدثه قال
حدثني الحارث الأشعري
أن النبي صلى الله عليه وسلم حدثه أن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس
كلمات يفعل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يفعلوا بهن يوعظ الناس
ثم قال إن الله أمركم بالصلاة فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا
فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده حين يصلي له فلا يصرف عنه وجهه
حتى يكون العبد هو ينصرف
باب ذكر الدليل على أن الالتفات في الصلاة ينقص الصلاة لا أنه يفسدها فسادا يجب عليه إعادتها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا عبيد الله بن
موسى عن شيبان وحدثنا محمد بن عثمان أيضا نا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل
ح وحدثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا يوسف بن عدي نا أبو الأحوص جميعا
عن أشعث وهو بن أبي الشعثاء عن أبيه عن مسروق عن عائشة قالت
244

سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة فقال هو اختلاس
يختلسه الشيطان من صلاة العبد
وفي خبر أبي الأحوص سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل
في الصلاة
باب ذكر الدليل على أن الالتفات المنهي عنه في الصلاة التي تكون
صلاة المرء به ناقصة هو أن يلوي الملتفت عنقه لا أن يلحظ بعينه
يمينا وشمالا من غير أن يلوي عنقه إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يلتفت
في صلاته من غير أن يلوي عنقه خلف ظهره
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث نا الفضل
بن موسى عن عبد الله بن سعيد وهو بن أبي هند عن ثور بن زيد عن عكرمة عن بن
عباس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتفت في صلاته يمينا وشمالا ولا يلوي
عنقه خلف ظهره
قال أبو بكر قوله يلتفت في صلاته يعني يلحظ بعينه يمينا
وشمالا
باب ذكر الدليل على أن الالتفات المنهي عنه
في الصلاة هو الالتفات في الصلاة في غير الوقت الذي يحتاج المصلي أن يعرف فعل المأمومين
أو بعضهم ليأمرهم بفعل أو يزجرهم عن فعل بإشارة أو إيماء يفهمهم
ما يأتون وما يذرون في صلواتهم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان نا شعيب يعني بن
245

الليث عن الليث عن أبي الزبير عن جابر أنه قال
اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلينا وراءه وهو قاعد وأبو بكر يكبر
فيسمع الناس تكبيره قال فالتفت إلينا فرآنا قياما فأشار إلينا فقعدنا
فلما سلم قال إن كدتم آنفا تفعلون فعل فارس والروم يقومون
على ملوكهم وهم قعود فلا تفعلوا ائتموا بأئمتكم إن صلى الإمام
قائما فصلوا قياما وإن صلى قاعدا فصلوا قعودا
وفي خبر سهل بن الحنظلية في بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أنس بن أبي مرثد
ليحرسهم أي قال فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يلتفت إلى الشعب حتى إذا قضي
صلاته فسلم فقال لي أبشروا فقد جاءكم فارسكم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن يحيى نا معمر بن يعمر نا
معاوية بن سلام أخبرني زيد وهو بن سلام أنه سمع أبا سلام قال حدثني أبو كبشة
السلول أنه حدثه سهل بن الحنظلية
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه فهد بن سليمان قال قرأت على أبي توبة
الربيع بن نافع حدثنا معاوية بن سلام في حديث طويل
باب إيجاب القراءة في الصلاة بفاتحة الكتاب ونفي الصلاة بغير
قراءتها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني
الزهري ح وحدثنا الحسن بن محمد وأحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي
ومحمد بن الوليد القرشي قالوا حدثنا سفيان عن الزهري عن محمود بن الربيع عن عبادة
بن الصامت
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتحة الكتاب
246

هذا حديث المخزومي
وقال الحسن بن محمد يبلغ به النبي
وقال أحمد وعبد الجبار عن عبادة بن الصامت رواية
وقال محمد بن الوليد لا صلاة إلا بقراءة فاتحة الكتاب
باب ذكر لفظة رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ترك قراءة فاتحة الكتاب
بلفظ ادعت فرقة أنها دالة على أن ترك قراءة فاتحة الكتاب ينقص
صلاة المصلي لا تبطل صلاته ولا يجب عليه إعادتها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا بن علية
عن بن جريج أخبرني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب أن أبا السائب أخبره سمع
أبا هريرة يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي
خداج فهي خداج هي خداج غير تام فقلت يا أبا هريرة إني أكون
أحيانا وراء الإمام قال فغمز ذراعي وقال يا فارسي اقرأ بها في
نفسك
باب ذكر الدليل على أن الخداج الذي أعلم النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الخبر هو
النقص الذي لا تجزء الصلاة معه إذ النقص في الصلاة يكون
نقصين أحدهما لا تجزئ الصلاة مع ذلك النقص والآخر تكون
الصلاة جائزة مع ذلك النقص لا يجب إعادتها وليس هذا النقص
مما يوجب سجدتي السهو مع جواز الصلاة
247

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير نا
شعبة عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب
قلت فإن كنت خلف الإمام فأخذ بيدي وقال اقرأ بها في نفسك يا فارسي
باب افتتاح القراءة بالحمد لله رب العالمين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا أبو عوانة عن
قتادة عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة
بالحمد لله رب العالمين
أخبرنا أبو
طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة
عن قتادة عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يستفتحون القراءة
بالحمد لله رب العالمين
باب ذكر الدليل على أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني أخبرنا
خالد بن خداش نا عمرو بن هارون عن بن جريج عن بن أبي مليكة عن أم سلمة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصلاة بسم الله الرحمن الرحيم فعدها آية
248

والحمد لله رب العالمين آيتين وإياك نستعين وجمع خمس أصابعه
باب ذكر خبر غلط في الاحتجاج به من لم يتبحر بالعلم فتوهم أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقرأ ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة في فاتحة
الكتاب ولا في غيرها من السور
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة
قال سمعت قتادة يحدث عن أنس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر
فلم أسمع أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم
قال أبو بكر قد خرجت طرق هذا الخبر وألفاظها في كتاب الصلاة
كتاب الكبير وفي معاني القرآن وأمليت مسألة قدر جزئين في الاحتجاج
في هذه المسألة أن بسم الله الرحمن الرحيم آية من كتاب الله في أوائل
سور القرآن
باب ذكر الدليل على أن أنسا إنما أراد بقوله لم أسمع أحدا منهم
يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم أي لم أسمع أحدا منهم يقرأ جهرا
بسم الله الرحمن الرحيم وأنهم كانوا يسرون بسم الله الرحمن
الرحيم في الصلاة لا كما توهم من لم يشتغل بطلب العلم
من مظانه وطلب الرئاسة قبل تعلم العلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة القرشي نا وكيع عن شعبة
عن قتادة عن أنس قال
249

صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم يجهروا
ببسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو سعيد الأشج نا بن إدريس قال
سمعت سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ولا أبو بكر
ولا عمر ولا عثمان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني نا أبو
الجواب حدثنا عمار بن رزيق عن الأعمش عن شعبة عن ثابت عن أنس قال
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر فلم يجهروا ببسم الله
الرحمن الرحيم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن أبي شريح الرازي حدثنا سويد
بن عبد العزيز حدثنا عمران القصير عن الحسن عن أنس بن مالك
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة
وأبو بكر وعمر
قال أبو بكر هذا الخبر يصرح بخلاف ما توهم من لم يتبحر
العلم وادعى أن أنس بن مالك أراد بقوله كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر
وعمر يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين وبقوله لم أسمع
أحدا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنهم لم الريح يقرؤون بسم
الله الرحمن الرحيم جهرا ولا خفيا وهذا الخبر يصرح أنه أراد أنهم
كانوا يسرون به ولا يجهرون به عند أنس
250

أبو الجواب هو الأحوص بن جواب
باب ذكر الدليل على أن الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم والمخافتة
به جميعا مباح ليس واحد منهما محضورا وهذا من اختلاف المباح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا
أبي وشعيب يعني بن الليث قالا أخبرنا الليث نا خالد ح وحدثنا محمد بن يحيى
نا سعيد بن أبي مريم أخبرنا الليث حدثني خالد بن يزيد عن بن أبي هلال عن نعيم
المجمر قال
صليت وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ
بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين وقال الناس آمين
ويقول كلما سجد الله أكبر وإذا قام من الجلوس قال الله أكبر
ويقول إذا سلم والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم
جميعها لفظا واحدا غير أن بن عبد الحكم قال وإذا قام من الجلوس
في الاثنين قال الله أكبر
قال أبو بكر قد استقصيت ذكر بسم الله الرحمن الرحيم في كتاب
معاني القرآن وبينت في ذلك الكتاب أنه من القرآن ببيان واضح غير
مشكل عند من يفهم صناعة العلم ويتدبر ما بينت في ذلك الكتاب
ويرزقه الله فهمه ويوفقه لإدراك الصواب والرشاد بمنه وفضله
باب فضل قراءة فاتحة الكتاب مع البيان أنها السبع المثاني وأن الله لم
ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في القرآن مثلها
251

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي نا أبو
أسامة حماد بن أسامة أخبرنا عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن العلاء بن عبد الرحمن
بن يعقوب الحرقي عن أبيه عن أبي هريرة عن أبي بن كعب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعلمك سورة ما أنزل في التوراة ولا في
الإنجيل ولا في القرآن مثلها قلت بلى يا رسول الله قال لعلك
أن لا تخرج من ذلك الباب حتى أحدثك بها فقمت معه
فجعل يحدثني ويدي في يده فجعلت أتباطأ كراهية أن يخرج قبل
أن يخبرني بها فلما دنوت من الباب قلت يا رسول الله السورة
التي وعدتني قال كيف تبدأ إذا قمت إلى الصلاة قال فقرأت
فاتحة الكتاب فقال هي هي وهي السبع المثاني الذي قال الله
ولقد أتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم هو الذي أوتيته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حوثرة بن محمد أبو الأزهر نا أبو
أسامة نا عبد الحميد بن جعفر حدثني العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي
هريرة عن أبي بن كعب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في
القرآن مثل أم الكتاب وهي السبع المثاني
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي قال قرأت
على مالك بن أنس عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة
يقول سمعت أبا هريرة يقول
252

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى صلاة لم يقرأ بأم القرآن فهي
خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام فقلت يا أبا هريرة
إني أكون أحيانا وراء الإمام فغمز ذراعي وقال اقرأ بها يا فارسي في
نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تبارك وتعالى
قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي
يقول العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي يقول
العبد الرحمن الرحيم يقول الله اثنى علي عبدي يقول العبد
مالك يوم الدين يقول الله مجدني عبدي وهذه الآية بيني وبين
عبدي يقول العبد إياك نعبد وإياك نستعين فهذه بيني وبين عبدي
ولعبدي ما سأل يقول العبد اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين
أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين فهو لعبدي ولعبدي ما سأل
باب القراءة في الظهر والعصر في الأوليين منهما بفاتحة الكتاب وسورة
وفي الأخريين بفاتحة الكتاب ضد قول من زعم أن المصلي ظهرا أو
عصرا مخير بين أن يقرأ في الأخريين منهما بفاتحة الكتاب وبين أن
يسبح في الأخريين منهما وخلاف قول من زعم أنه يسبح في
الأخريين ولا يقرأ في الأخريين منهما وهذا القول خلاف سنة
النبي صلى الله عليه وسلم الذي ولاه الله بيان ما أنزل عليه من الفرقان وأمره عز
وجل بتعليم أمته صلاتهم
وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد نا عبد العزيز بن
253

أحمد الكناني أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني أخبرنا أبو
طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ومحمد بن رافع قالا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا
همام وأبان بن يزيد جميعا عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الركعتين من الظهر والعصر بفاتحة
الكتاب وسورة ويسمعنا الآية أحيانا ويقرأ في الركعتين الأخريين
بفاتحة الكتاب قال أبو بكر كنت
أحسب زمانا أن هذا الخبر في
ذكر قراءة فاتحة الكتاب في الركعتين الأخريين من الظهر والعصر لم
يروه غير أبان بن يزيد وهمام بن يحيى على ما كنت أسمع أصحابنا
من أهل الآثار يقولون فإذا الأوزاعي مع جلالته قد ذكر في
خبره هذه الزيادة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال كذلك حدثنا محمد بن ميمون المكي
حدثنا يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا الظهر والعصر فيقرأ في الأوليين
بفاتحة الكتاب وسورة معها وفي الأخريين بفاتحة الكتاب وكان
يطول في الأولى ويسمعنا الآية أحيانا
باب المخافتة بالقراءة في الظهر والعصر وترك الجهر فيهما بالقراءة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة
عن الأعمش حدثنا عمارة بن عمير ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان
نا الأعمش وحدثنا أحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان
بن عيينة عن الأعمش ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا أبو معاوية نا الأعمش
254

عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال
سألنا خبابا أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر قال
نعم قلنا بأي شئ علمتم قال باضطراب لحيته
وقال الدورقي والمخزومي وأبو كريب باضطراب لحيته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي وسلم بن جنادة قالا
حدثنا وكيع قال الدورقي قال حدثنا الأعمش وقال سلم عن الأعمش بهذا الإسناد
مثله وقال باضطراب لحيته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن خالد العسكري نا محمد يعني بن جعفر
حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت عمارة بن عمير بهذا الإسناد
مثله وقال لحيته
باب إباحة الجهر ببعض الآي في صلاة الظهر والعصر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي نا الوليد يعني بن
مسلم حدثني أبو عمرو وهو الأوزاعي
حدثني يحيى بن أبي كثير ح وحدثنا بحر
بن نصر الخولاني نا بشر بن بكر نا الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني
عبد الله بن أبي قتادة حدثني أبي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بأم القرآن وسورتين معها في الركعتين
الأوليين من صلاة الظهر وصلاة العصر ويسمعنا الآية أحيانا وكان
يطول في الركعة الأولى من صلاة الظهر
قال علي بن سهل عن أبيه وقال أيضا يطول في الركعة الأولى
من صلاة الظهر
255

باب تطويل الركعتين الأوليين من الظهر والعصر وحذف الأخريين
منهما
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا هشيم
أخبرنا عبد الملك بن عمير ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان بن
عيينة عن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمرة
أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر فذكروا من صلاته فأرسل إليه
عمر فقدم عليه فذكر له ما عابوه من أمر الصلاة فقال إني لأصلي
بهم صلاة رسول الله فما أخرم عنها إني لأركد بهم في الأوليين وأحذف
بهم في الأخريين فقال له عمر ذاك الظن بك يا أبا إسحاق
هذا حديث الدورقي وقال المخزومي وأخفف الأخريين
باب إباحة القراءة في الأخريين من الظهر والعصر بأكثر من فاتحة
الكتاب وهذا من اختلاف المباح لا من اختلاف الذي يكون
أحدهما محظورا والآخر مباحا فجائز أن يقرأ في الأخريين في
كل ركعة بفاتحة الكتاب فيقصر من القراءة عليها ومباح
أن يزاد في الأخريين على فاتحة الكتاب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هاشم
زياد بن أيوب وأحمد بن منيع قالوا حدثنا هشيم أخبرنا منصور وهو بن زاذان
عن الوليد بن مسلم وهو أبو بشر عن أبي الصديق عن أبي سعيد الخدري قال
كنا نحزر قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر في الركعتين الأوليين قدر
قراءة ثلاثين آية قدر قراءة ألم تنزيل السجدة قال وحزرنا قيامه
256

في الأخريين على النصف من ذلك قال وحزرنا قيامه في الأوليين من
العصر على النصف من ذلك
هذا لفظ حديث زياد بن أيوب
باب ذكر قراءة القرآن في الركعتين الأوليين من الظهر والعصر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ويعقوب بن إبراهيم
الدورقي قالا حدثنا أبو داود نا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت جابر
بن سمرة يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر صارت إذا يغشى والشمس
وضحاها ونحوها ويقرأ في الصبح بأطول من ذلك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن حرب الواسطي حدثنا زيد
بن الحباب عن حسين بن حكى قاضي مرو قال أخبرني عبد الله بن بريدة الأسلمي عن
أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بإذا السماء انشقت ونحوها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي القيسي نا روح
بن عبادة حدثنا حماد بن سلمة ثنا قتادة وثابت وحميد عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يسمعون منه النغمة في الظهر بسبح اسم
ربك الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية
باب ذكر الدليل على أن الصلاة بقراءة فاتحة الكتاب جائزة دون
257

غيرها من القراءة وأن ما زاد على فاتحة الكتاب من القراءة في الصلاة
فضيلة لا فريضة في خبر عبادة بن الصامت لا صلاة لمن لا يقرأ
بفاتحة الكتاب دلالة على أن من قرأ بها له صلاة وفي خبر أبي
هريرة من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج دلالة
على أن من قرأ بفاتحة الكتاب في الصلاة لم تكن صلاته خداج
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن زياد بن عبيد الله أخبرنا
عبد الوارث وحدثنا محمد بن يحيى نا أبو معمر نا عبد الوارث نا حنظلة السدوسي
قال قلت لعكرمة
ربما قرأت في صلاة المغرب بقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب
الناس وان ناسا يعيبون ذاك علي قال سبحان الله وما بأس ذاك
اقرأ بهما فإنهما من القرآن ثم قال حدثني بن عباس أن رسول الله
جاء فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما إلا بأم الكتاب
هذا حديث محمد بن يحيى
وقال محمد بن زياد وأن أقواما يعيبون ولم يقل وما بأس ذاك
وقال حدثني بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قام فصلى ركعتين لم يقرأ فيهما
إلا بفاتحة الكتاب لم يزد على ذلك شيئا
باب القراءة في صلاة المغرب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال
سمعت الزهري يقول أخبرني محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه
258

أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي
قالا حدثنا بن عيينة عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه ح
وثنا بندار حدثنا يحيى حدثنا مالك حدثني الزهري عن بن جبير بن مطعم عن أبيه
مثله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عاصم نا بن جريج عن بن
أبي مليكة عن عروة بن الزبير عن مروان بن الحكم عن زيد بن ثابت قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة المغرب بطولى الطوليين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي نا روح بن عبادة
عن بن جريج وحدثنا الحسين بن مهدي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج قال
سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول أخبرني عروة بن الزبير أخبرني مروان بن الحكم
قال قال زيد بن ثابت
ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل لقد كان رسول الله
يقرأ في المغرب بطولى الطوليين قال قلت وما طولى الطوليين قال
الأعراف فسألت بن أبي مليكة وما الطوليان فقال من قبل رأيه
الأنعام والأعراف
هذا لفظ حديث عبد الرزاق وفي خبر روح قال أخبرني بن أبي
مليكة عن عروة بن الزبير قال مروان بن الحكم قال لي زيد بن ثابت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت أحمد بن نصر المقري يقول
أشتهي أن أقرأ في المغرب مرة بالأعراف
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يقرأ بطولى الطوليين
259

في الركعتين الأوليين من المغرب
لا في ركعة واحدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محاضر نا هشام
عن أبيه عن زيد بن ثابت
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في المغرب بسورة الأعراف في الركعتين
كلتيهما
قال أبو بكر لا أعلم أحدا تابع محاضر بن المورع بهذا الإسناد
قال أصحاب هشام في هذا الإسناد عن زيد بن ثابت أو عن أبي أيوب شك هشام
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة
عن هشام عن أبيه أن أبا أيوب أو زيد بن ثابت شك هشام
قال لمروان وهو أمير المدينة إنك تخف القراءة في الركعتين من
المغرب فوالله لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ فيهما بسورة الأعراف في
الركعتين جميعا فقلت لأبي ما كان مروان يقرأ فيهما قال من المريض
من المفصل
وهكذا رواه وكيع وشعيب بن إسحاق عن هشام قالا عند زيد
أو عن أبي أيوب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع نا أبو كريب
نا شعيب بن إسحاق
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن الزهري أخبرني
260

عبيد الله بن عبد الله ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي حدثنا سفيان عن الزهري
ح وحدثنا عبد الله بن محمد الزهري نا سفيان نا الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم
أخبرنا بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي نا سفيان عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس عن أمه أم الفضل
بنت الحارث
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالمرسلات
هذا لفظ حديث الدورقي غير أن عبد الجبار لم يقل في
المغرب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار حدثنا أبو بكر يعني الحنفي
أنا الضحاك وهو بن عثمان حدثني بكير بن عبد الله بن الأشج حدثنا سليمان بن
يسار أنه سمع أبا هريرة يقول
ما رأيت أحدا أشبه صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم من فلان لأمير كان
بالمدينة قال سليمان فصليت أنا وراءه فكان يطيل في الأوليين
ويخفف الأخريين ويخفف العصر وكان يقرأ في الأوليين من المغرب
بقصار المفصل وفي الأوليين من العشاء بوسط المفصل وفي الصبح
بطول المفصل
قال أبو بكر هذا الاختلاف في القراءة من جهة المباح جائز
للمصلي أن يقرأ في المغرب وفي الصلوات كلها التي يزاد على فاتحة الكتاب
فيها بما أحب وشيئا من سور القرآن ليس بمحظور عليه أن يقرأ بما
261

شاء من سور القرآن غير أنه إذا كان إماما فالاختيار له أن يخفف
في القراءة ولا يطول بالناس في القراءة فيفتنهم كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم
لمعاذ بن جبل أتريد أن تكون فتانا وكما أمر النبي صلى الله عليه وسلم الأئمة
أن يخففوا الصلاة فقال من أم منكم الناس فليخفف وسأخرج
هذه الأخبار أو بعضها في كتاب الإمامة فإن ذلك الكتاب موضع هذه
الأخبار
باب القراءة في صلاة العشاء الآخرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي نا سفيان عن
عمرو بن دينار وأبي الزبير سمعنا جابر بن عبد الله يزيد أحدهما على صاحبه
قال
كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى قومه فيصلي بهم
فأخر النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة ذات ليلة فرجع معاذ يؤمهم فقرأ بسورة
البقرة فلما رأى ذلك رجل من القوم انحرف إلى ناحية المسجد فصلى
وحده فقالوا أنافقت قال لا قال ولآتين رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلأخبرنه وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن معاذا يصلي معك ثم يرجع
فيؤمنا وإنك أخرت الصلاة البارحة فجاء فأمنا فقرأ سورة البقرة
وإني تأخرت عنه فصليت وحدي يا رسول الله وانا نحن أصحاب
نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا معاذ أفتان أنت
262

اقرأ سورة والليل إذا يغشى وسبح اسم ربك الأعلى
والسماء ذات البروج
قال أبو بكر قد خرجت طرق هذا الخبر في كتاب الإمامة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن
يحيى بن سعيد ومعمر سمعنا عدي بن ثابت يقول سمعت البراء بن عازب يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بالتين والزيتون في عشاء الآخرة فما
سمعت أحسن قراءة منه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا بن وهب
عن مالك وابن لهيعة عن بن الأسود عن عروة بن الزبير عن زينب بنت سلمة عن أم سلمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
شكوت أو اشتكيت فذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال طوفي مرور
الناس وأنت راكبة قالت فطفت على جمل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
إلى صقع البيت فسمعته يقرأ في العشاء الآخرة وهو يصلي بالناس
والطور وكتاب مسطور
قال بن لهيعة وقال أبو الأسود يقرأ ويرتل إذا قرأ إلا أن مالكا
قال يصلي إلى جنب البيت
باب القراءة في صلاة العشاء في السفر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار نا محمد يعني بن
جعفر وعبد الرحمن يعني بن مهدي قالا حدثنا شعبة عن عدي وهو بن ثابت
263

قال سمعت البراء بن عازب يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ في إحدى
الركعتين بالتين والزيتون
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا أبو طالب زيد بن أخزم الطائي نا محمد
بن بكر نا شعبة عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول
صلى النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فصلى العشاء الآخرة فقرأ فيها بالتين
والزيتون
باب القراءة في صلاة الصبح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى
نا زائدة عن سماك عن جابر بن سمرة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح بقاف وكانت صلاته بعد تخفيف
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا سفيان بن عيينة
ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح بسورة ق وسمعته يقرأ
والنخل باسقات
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الصغاني نا المعتمر عن أبيه حدثني
أبو المنهال عن أبي برزة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة بالمائدة إلى الستين
أو الستين إلى المائة
264

قال أبو بكر أبو المنهال هو سيار بن سلامة بصري
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا زياد بن عبد الله
عن سليمان التيمي ح وحدثنا بندار نا يزيد أخبرنا سليمان التيمي ح وحدثنا أحمد
بن عبدة أخبرنا يزيد بن هارون عن سليمان التيمي ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا
جرير عن سليمان التيمي بهذا الإسناد
مثله وقالوا بالستين إلى المائة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار وسلم بن جنادة قالا حدثنا
وكيع عن سفيان عن خالد عن أبي المنهال عن أبي برزة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح بما بين الستين إلى المائة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا خلف بن الوليد
نا إسرائيل عن سماك عن جابر هو بن سمرة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي نحوا من صلاتكم ولكنه كان يخفف الصلاة
كان يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور
قال أبو بكر روى هذا الخبر من ليس الحديث صناعته فجاء
بطامة رواه عن سليمان التيمي فقال عن أنس بن مالك عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أحمد بن منيع نا يعقوب بن إبراهيم
نا سليمان التيمي عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا
وهذا خطأ فاحش والخبر إنما هو عن سليمان عن أبي المنهال سيار
265

بن سلامة عن أبي برزة كذا رواه هؤلاء الحفاظ الذين الحديث
صناعتهم
باب القراءة في الفجر يوم الجمعة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي عن مرة أخبرنا
شريك عن مخول بن راشد عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر يوم الجمعة آلم تنزيل وهل أتى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد عن شعبة عن مخول عن مسلم
البطين ح وحدثنا الصغاني نا خالد يعني بن الحارث انا شعبة أخبرني مخول
قال سمعت مسلم البطين يحدث عن سعيد بن جبير عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ يوم الجمعة في صلاة الصبح آلم تنزيل
وهل أتى على الإنسان وفي صلاة الجمعة سورة الجمعة والمنافقين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الفضل بن يعقوب الرخامي بخبر غريب غريب
قال حدثنا أسد بن موسى نا حماد بن سلمة عن أيوب عن سعيد بن جبير عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة آلم تنزيل
وهل أتى على الإنسان
باب قراءة المعوذتين في الصلاة ضد قول من زعم أن المعوذتين
ليستا من القرآن
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار وعلي بن سهل الرملي قالا
266

حدثنا الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني القاسم
أبو عبد الرحمن عن عقبة بن عامر قال
قدت رسول الله في نقب من تلك النقاب فقال أتركب
يا عقيب فأجللت أن أركب مركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال ألا
تركب يا عقيب فأشفقت أن تكون معصية فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
وركبت هنيهة ثم نزلت وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا عقيب
ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس قلت بلى
يا رسول الله فأقرأني قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس
ثم أقيمت الصلاة فصلى وقرأ بهما ثم مر بي فقال كيف رأيت
يا عقيب اقرأ بهما كلما نمت وقمت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الخطاب نا الوليد بهذا الإسناد بمثله وقال
عن القاسم
قال أبو بكر هذه اللفظة كلما نمت وقمت من الجنس الذي
أعلمت أن العرب يوقع اسم النائم على المضطجع ويوقعه على النائم
الزائل العقل والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله في هذا الخبر اقرأ بهما
إذا نمت أي إذا اضطجعت إذ النائم الزائل العقل محال أن يخاطب
فيقال له إذا نمت وزال عقله فاقرأ بالمعوذتين وكذاك خبر بن
بريدة عن عمران بن حصين صلاة النائم على نصف صلاة القاعد وإنما
أراد بالنائم في هذا الموضع المضطجع لا النائم الزائل العقل إذ النائم
الزائل العقل غير مخاطب بالصلاة لا يمكنه الصلاة لزوال العقل
267

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن
يعني بن مهدي ح ونا عبدة بن عبد الله الهدي أخبرنا زيد يعني بن الحباب
كلاهما عن معاوية وهو بن صالح قال عبدة قال حدثني العلاء بن الحارث الحضرمي
وقال بن هاشم عن العلاء بن الحارث عن القاسم مولى معاوية عن عقبة بن عامر قال
كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في السفر فقال يا عقبة ألا
أعلمك خير سورتين قرئتا قلت بلى قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فلما نزل صلى بهما صلاة الغداة قال كيف
رأيت يا عقبة
هذا لفظ حديث عبد الرحمن ولم يقل عبده في السفر وقال
فلم يرني أعجبت بهما فصلى بالناس الصبح فقرأ بهما ثم قال لي
يا عقبة كيف رأيت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن المسروقي وعبد
الرحمن بن الفضل بن الموفق قالا حدثنا أبو أسامة كلاهما عن
سفيان عن معاوية بن صالح عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير الحضرمي عن أبيه عن عقبة بن عامر
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الغداة قل أعوذ برب الفلق وقل
أعوذ برب الناس
هذا لفظ حديث يزيد بن أبي الزرقاء
وفي حديث أبي أسامة قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المعوذتين
أمن القرآن هما فأمنا بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر
قال أبو بكر أصحابنا يقولون الثوري أخطأ في هذا الحديث
268

وأنا أقول غير مستنكر لسفيان أن يروي هذا عن معاوية وعن غيره
باب إباحة ترداد المصلي قراءة السورة الواحدة في كل ركعتين من
المكتوبة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بخبر غريب غريب حدثنا
إبراهيم بن حمزة نا عبد العزيز يعني بن محمد عن عبيد الله عن ثابت البناني عن
أنس بن مالك قال
كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء قال
وكان كلما افتتح سورة يقرأ بها في الصلاة مما يقرأ به افتتح بقل
هو الله أحد حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها وكان يصنع
ذلك في كل ركعة فلما أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه بالخبر فقال
يا فلان ما يحملك على لزوم هذه السورة في كل ركعة قال إني
أحبها فقال النبي صلى الله عليه وسلم حبها أدخلك الجنة
باب إباحة قراءة السورتين في الركعة الواحدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني نا
أبو خالد عن الأعمش عن شقيق قال جاء نهيك
بن سنان إلى عبد الله فقال * ثنا كيف تجد هذا الحرف
269

من ماء غير آسن أو ياسن فقال أكل القرآن أحصيت إلا هذا
قال إني لأقرأ المفصل في ركعة فقال عبد الله هذا كهذا الشعر إن
أقواما يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم ولكنه إذا دخل في
قلب فرسخ فيه نفع وإن أخير الصلاة الركوع والسجود وإني أعلم
النظائر التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهن سورتين في ركعة ثم أخذ
بيد علقمة فدخل ثم خرج فعدهن علينا
قال الأعمش وهي عشرون سورة على تأليف عبد الله أولهن
الرحمن وآخرتهن الدخان الرحمن والنجم والذاريات والطور
هذه النظائر واقتربت والحاقة والواقعة ون والنازعات وسأل
سائل والمدثر والمزمل وويل للمطففين وعبس ولا أقسم وهل
أتى والمرسلات وعم يتساءلون وإذا الشمس كورت والدخان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا الأعمش ح وحدثنا يوسف بن
موسى وسلم بن جنادة قالا حدثنا أبو معاوية نا الأعمش
فذكروا الحديث بطوله إلى قوله فدخل علقمة فسأله ثم خرج
إلينا فقال عشرون سورة من أول المفصل في تأليف عبد الله لم يزيدوا
على هذا
باب إباحة جمع السور في الركعة الواحدة من المفصل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا عثمان
270

بن عمر نا كهمس وحدثنا سلم بن جنادة انا وكيع عن كهمس بن الحسم عن عبد الله
بن شقيق العقيلي قال
قلت لعائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين السور في الركعة
قالت المفصل هذا حديث وكيع
وقال الدورقي في حديثه قلت لعائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
الضحى قالت إذا جاء من مغيبه قلت أكان يقرن السور قالت
المفصل قلت أكان يصلي جالسا قالت بعدما حطمه الناس
باب إباحة ترديد الآية الواحدة في الصلاة مرارا عند التدبر والتفكر
في القرآن إن صح الخبر
فإن جسرة بنت دجاجة قالت سمعت أبا ذر يقول قام النبي
صلى الله عليه وسلم بآية حتى مطرف يرددها والآية إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن
تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم
باب إباحة قراءة السورة الواحدة في ركعتين من المكتوبة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني نا
أبو أسامة عن هشام عن أبيه أن أبا أيوب أو زيد بن ثابت
فذكر الحديث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب انا
عمي أخبرني عمرو بن الحارث عن محمد بن عبد الرحمن أنه سمع عروة بن الزبير يقول
271

قال زيد بن ثابت لمروان بن الحكم يا أبا عبد الملك أتقرأ في
المغرب بقل هو الله أحد وإنا أعطيناك الكوثر فقال نعم قال
زيد بن ثابت فمحلوفة لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ
فيبدأ بأطول الطولين النص
قال أبو بكر قد أمليت خبر هشام عن أبيه عن زيد بن ثابت أن
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المغرب بسورة الأعراف في الركعتين كلتيهما بخبر
محمد بن عبد الرحمن عن عروة عن زيد بن ثابت في قوله يقرأ فيهما
يريد في الركعتين جميعا
باب الدعاء في الصلاة بالمسألة
عند قراءة آية الرحمة والاستعاذة عند قراءة آية العذاب والتسبيح عند قراءة آية التنزيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا معاوية عن الأعمش
ح وحدثنا مؤمل بن هشام نا أبو معاوية نا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن
الأحنف عن صلة عن حذيفة قال
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح القراءة فقرأ حتى انتهى
إلى المائة فقلت يركع ثم مضى حتى بلغ المائتين فقلت يركع ثم
قرأ حتى ختمها فقلت يركع ثم ثم افتتح النساء فقرأ ثم ركع فكان
ركوعه مثل قيامه وقال في ركوعه سبحان ربي العظيم ثم سجد
وكان سجوده مثل ركوعه فقال في سجوده سبحان ربي الأعلى
وكان إذا مر بآية رحمة سأل وإذا مر بآية عذاب تعوذ وإذا مر بآية
فيها تنزيه لله سبح هذا لفظ مؤمل
272

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا عبد الرحمن بن مهدي
وابن أبي عدي عن شعبة وحدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي ح وحدثنا بشر
بن خالد العسكري نا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة عن الأعمش عن سعد بن
عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن ظفر عن حذيفة قال
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة ما مر بآية رحمة إلا وقف
عندها فسأل ولا مر بآية عذاب إلا وقف عندها فتعوذ هذا لفظ
حديث أبي موسى
باب إجازة الصلاة بالتسبيح والتكبير والتحميد والتهليل لمن لا يحسن
القرآن
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني نا محمد
يعني بن عبد الوهاب السكري وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
جميعا عن معمر عن إبراهيم السكسكي عن عبد الله بن أبي أوفى قال
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله علمني شيئا يجزئني
من القرآن فإني لا أقرأ فقال قل سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا
الله والله أكبر ولا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله قال فضم
عليها الرجل بيده قال هذا لربي فما لي قال قل اللهم اغفر
لي وارحمني واهدني وارزقني وعافني قال فضم عليها بيده الأخرى
وقام
هذا حديث المخزومي
273

وقال هارون في حديثه فقال علمني شيئا يجزئني من القرآن ولم
يقل فضم عليها الرجل بيده وقال في آخر الحديث قال مسعر
كنت عند إبراهيم وهو يحدث هذا الحديث واستثبته من عنده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل يعني
بن جعفر نا يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي عن أبيه عن جده عن رفاعة بن رافع
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في المسجد يوما قال رفاعة
ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف
فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك فارجع فصل فإنك
لم تصل فرجع فصلى ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فرد عليه وقال
ارجع فصل فإنك لم تصل ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا كل ذلك
يأتي النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عليه ويقول وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل
فخاف الناس وكبر عليهم أن يكون من أخف صلاته لم
يصل فقال الرجل في آخر ذلك فأرني أو علمني فإنما أنا بشر أصيب
وأخطئ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أجل إذا قمت إلى الصلاة فتوضأ كما
أمرك الله ثم تشهد فأقم ثم كبر فإن كان معك قرآن فاقرأ به وإلا
فاحمد الله وكبره وهلله ثم اركع فاطمئن راكعا ثم اعتدل قائما
ثم اسجد فاعتدل ساجدا ثم اجلس فاطمئن جالسا ثم قم فإذا فعلت
ذلك فقد تمت صلاتك وإن انتقصت منها شيئا انتقصت من صلاتك
قال وكانت هذه أهون عليهم من الأولى ان من
انتقص من ذلك شيئا انتقص من صلاته ولم يذهب كلها
274

باب إباحة قراءة بعض السورة في الركعة الواحدة للعلة تعرض للمصلي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا حجاج
يعني بن محمد قال أخبرنا بن جريج قال سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول
أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن المسيب العابدي عن
عبد الله بن السائب قال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة الصبح واستفتح سورة المؤمنين حتى
إذا جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى محمد بن عباد شك
أو اختلفوا عليه أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة قال فركع قال وابن
السائب حاضر ذلك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن نا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج
بمثله سواء لفظا واحدا غير أنه قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال فحذف وركع ولم يذكر ما بعده
قال أبو بكر ليس هو عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي
باب الجهر بالقراءة في الصلاة والمخافتة بها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار أبو بكر نا
سفيان عن بن جريج قال سمعت عطاء يقول سمعت أبا هريرة يقول
في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما
275

أخفى عنا أخفيناه عنكم
قال أبو بكر قد بينت في كتاب الإمامة جميع
ما ينبغي للمصلي
أن يعلن بالقراءة فيها من الصلوات وما عليه أن يخافت بها على ما
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلن ويخافت
باب النهي عن قراءة القرآن في الركوع والسجود
أخبرنا أبو طاهر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل يعني بن جعفر
نا سفيان بن عيينة وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن سليمان بن سحيم عن
إبراهيم بن عبد الله بن معبد وهو بن عباس عن أبيه عن بن عباس قال
كشف النبي صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر فقال
أيها الناس إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها
المسلم أو ترى له ألا إني نهيت أن أقرأ راكعا أو ساجدا فأما الركوع
فعظموا فيه الرب وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب
لكم هذا حديث عبد الجبار
باب فضل السجود عند قراءة السجدة وبكاء الشيطان ودعائه بالويل
لنفسه عند سجود القارئ السجدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى أنا جرير ح ونا
سلم بن جنادة نا أبو معاوية جميعا عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ بن آدم السجدة فسجد اعتزل
الشيطان يبكي ويقول يا ويله أمر بن آدم بالسجود فسجد فله الجنة
276

وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار
في حديث جرير قال فعصيته
باب السجدة في ص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة عن حماد بن زيد ح
وحدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا حماد بن زيد ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء
حدثنا سفيان ح وحدثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا عبد الوهاب جميعا
عن أيوب وقال عبد الوهاب نا أيوب عن عكرمة عن بن عباس أنه قال
ص ليست من عزائم السجود وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها
هذا لفظ حديث عبد الوهاب
باب ذكر العلة التي لها سجد النبي صلى الله عليه وسلم في ص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج أنا حفص بن
الصالح وأبو خالد يعني سليمان بن حيان الأحمر عن العوام بن حوشب عن سعيد بن جبير
عن بن عباس
أنه كان يسجد في ص فقيل له فقال أولئك الذين هدى الله
فبهداهم اقتده وقال سجدها داود وسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب وعبد الله بن
سعيد الأشج قالا حدثنا أبو خالد عن العوام عن المجاهد قال
قلت لابن عباس سجدة ص من أين أخذتها قال فتلا علي
277

ومن ذريته داود وسليمان وأيوب حتى بلغ إلى قوله أولئك الذين
هدى الله فبهديهم اقتده قال كان داؤود سجد فيها فلذلك سجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الأشج نا بن أبي غنية نا
العوام بن حوشب بهذا
باب السجود في النجم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر أنا شعبة
عن أبي إسحاق قال سمعت الأسود يحدث عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ النجم فسجد فيها وسجد من كان معه غير
أن شيخا أخذ كفا من حصى أو تراب فرفعه إلى جبهته وقال يكفيني
هذا قال عبد الله فلقد رأيته بعد ذلك قتل كافرا
باب السجود في إذا السماء انشقت واقرأ بسم ربك الذي خلق
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي
أنا سفيان عن أيوب بن موسى عن عطاء بن ميناء عن أبي هريرة ح وحدثنا سلم بن جنادة
ثنا وكيع عن سفيان عن أيوب بن موسى عن بن ميناء عن أبي هريرة قال
سجدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقرأ باسم ربك الذي خلق وإذا السماء
انشقت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا
278

عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني أيوب بن موسى أن عطاء بن ميناء أخبره أنه
سمع أبا هريرة يقول
سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم في إذا السماء انشقت وفي اقرأ بسم ربك
الذي خلق
وزعم أيوب أن عطاء بن ميناء كان من صالحي الناس
باب صفة سجود الراكب عند قراءة السجدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بخبر غريب غريب أنا
محمد بن عثمان الدمشقي نا عبد العزيز بن محمد عن مصعب بن ثابت عن نافع عن بن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ عام الفتح سجدة فسجد الناس كلهم فمنهم
الراكب والساجد في الأرض حتى أن الراكب ليسجد على يده
باب استحباب سجود المستمع لقراءة القرآن عند قراءة القارئ
السجدة إذا سجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عبيد الله
أخبرني نافع عن بن عمر قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا القرآن فيقرأ السورة فيها سجدة
فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكانا لجبينه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن هشام نا بن إدريس عن
عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر قال
279

كنا نقرأ السجدة عند النبي صلى الله عليه وسلم فيسجد ونسجد معه حتى يزحم
بعضنا بعضا
باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يسجد في المفصل بعد هجرته إلى المدينة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي نا شعيب
يعني بن الليث نا الليث عن بكر بن عبد الله عن نعيم بن عبد الله المجمر أنه قال
صليت مع أبي هريرة فوق هذا المسجد فقرأ إذا السماء انشقت
فسجد فيها وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سجد فيها
قد خرجت طرق هذا الخبر في كتاب الصلاة كتاب الكبير
من قال عن أبي هريرة رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أو سجدت مع النبي صلى الله عليه وسلم في
إذا السماء انشقت
قال أبو بكر وأبو هريرة إنما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم بعد
الهجرة بسنين قال في خبر عراك بن مالك عن أبي هريرة قدمت
المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر قد استخلف على المدينة سباع بن عرفطة
وقال قيس بن أبي حازم سمعت أبا هريرة يقول صحبت النبي
ثلاث سنوات وقد أعلم أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم سجد في إذا السماء
انشقت واقرأ بسم ربك الذي خلق
وقد أعلمت في غير موضع من كتبنا أن المخبر والشاهد الذي يجب
280

قبول شهادته وخبره من يخبر بكون الشئ ويشهد على رؤية الشئ
وسماعه لا من ينفي كون الشئ وينكره ومن قال لم يفعل فلان
كذا ليس بمخبر ولا شاهد وإنما الشاهد من يشهد ويقول رأيت
فلانا يفعل كذا وسمعته يقول كذا وهذا لا يخفي على من يفهم العلم
والفقه وقد بينت هذه المسألة في غير موضع من كتبنا
وتوهم بعض من لم يتبحر العلم أن خبر الحارث بن عبيد عن مطر
عن عكرمة عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسجد في شئ من المفصل
منذ تحول إلى المدينة حجة من زعم أن لا سجود في المفصل وهذا
من الجنس الذي أعلمت أن الشاهد من يشهد برؤية الشئ أو سماعه لا
من ينكره ويدفعه وأبو هريرة قد أعلم أنه قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم قد سجد
في إذا السماء انشقت واقرأ بسم ربك الذي خلق بعد تحوله إلى المدينة
إذ كانت صحبته إياه إنما كان بعد تحول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة لا قبل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخبر الحارث بن عبيد محمد بن رافع
نا أزهر بن القاسم نا أبو قدامة وهو الحارث بن عبيد
ورواه أبو داود الطيالسي عن الحارث بن عبيد قال حدثنا مطر الوراق عن عكرمة
أو غيره عن بن عباس
باب السجود عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوية ضد قول بعض
أهل الجهل ممن لا يفهم العلم من أهل عصرنا ممن زعم أن السجدة
عند قراءة السجدة في الصلاة المكتوبة غير جائزة
281

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن الشهيد ومحمد
بن الأعلى الصنعاني وأبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي قالوا نا المعتمر قال الشهيدي
قال سمعت أبي قال وحدثني بكر عن أبي عن أبي رافع قال
صليت مع أبي هريرة صلاة العتمة وقرأ إذا السماء انشقت فسجد
فقلت له ما هذه السجدة قال سجدت بها خلف أبي القاسم صلى الله عليه وسلم
وقال الصنعاني عن أبيه وزاد في آخر الخبر فلا أزال أسجد بها
حتى ألقاه
وقال أبو الأشعث عن أبيه عن بكر بن عبد الله قال صليت
خلف أبي القاسم فسجد بها فلا أزال أسجد بها حتى ألقى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
باب الذكر والدعاء في السجود عند قراءة السجدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا محمد بن يزيد بن
خنيس قال قال لي بن جريج قال حدثني بن عباس
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني رأيت في
هذه الليلة فيما يرى النائم كأني أصلي خلف شجرة فرأيت كأني قرأت
سجدة فسجدت فرأيت الشجرة كأنها تسجد بسجودي فسمعتها وهي
ساجدة وهي تقول اللهم اكتب لي عندك بها أجرا واجعلها لي عندك
ذخرا وضع عني بها وزرا واقبلها مني
كما قبلت من عبدك داود
قال بن عباس فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ السجدة ثم سجد فسمعته
282

وهو ساجد يقول مثل ما قال الرجل عن كلام الشجرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن جعفر الحلواني نا محمد بن
يزيد بن خنيس قال
كان الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد صلى بنا في هذا
المسجد يعني المسجد الحرام في شهر رمضان فكان يقرأ السجدة
فيسجد فيطيل السجود فقيل له في ذلك فقال قال لي بن جريج
أخبرني جدك عبيد الله بن أبي يزيد عن بن عباس فذكر نحوه وقال
واحطط عني بها وزرا ولم يقل اقبلها مني كما تقبلت من عبدك
داود
قال أبو بكر وإنما كنت تركت إملاء خبر أبي العالية عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجود القرآن صارت سجد وجهي للذي
خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته لأن بين خالد الحذاء وبين أبي
العالية رجل مسمى لم يذكر الرجل عبد الوهاب بن عبد المجيد وخالد بن
عبد الله الواسطي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه بندار انا عبد الوهاب انا خالد وهو
الحذاء عن أبي العالية عن عائشة ح وحدثنا أبو بشر الواسطي نا خالد يعني بن
عبد الله عن خالد وهو الحذاء عن أبي العالية عن عائشة
غير أن أبا بشر لم يقل صارت وزاد يقول ذلك ثلاث مرات
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا ابن
283

علية عن خالد الحذاء عن رجل عن أبي العالية عن عائشة رضي الله عنها
مثل حديث بندار غير أنه قال يقول في السجدة مرارا
قال أبو بكر وإنما أمليت هذا الخبر وبينت علته في هذا الوقت
مخافة أن يفتن بعض طلاب العلم برواية الثقفي وخالد بن عبد الله
فيتوهم أن رواية عبد الوهاب وخالد بن عبد الله صحيحة
باب ذكر الدليل على أن السجود عند قراءة السجدة فضيلة لا فريضة
إذ النبي صلى الله عليه وسلم سجد وسجد المسلمون معه والمشركون جميعا إلا الرجلين
اللذين أرادا الشهرة وقد قرأ زيد بن ثابت عند النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم
يسجد ولم يأمره عليه السلام ولو كان السجود فريضة لأمره النبي
صلى الله عليه وسلم بها ولو لم تكن في النجم سجدة كما توهم بعض الناس لعلة
هذا الخبر الذي سنذكره إن شاء الله لما سجد النبي صلى الله عليه وسلم في النجم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب حدثنا أبو صخر عن بن قسيط عن خارجة بن زيد بن ثابت عن أبيه قال
عرضت النجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يسجد منا أحد
قال أبو صخر وصليت خلف عمر بن عبد العزيز وأبي بكر بن
حزم فلم يسجدا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر بن أبي مليكة عن عثمان بن عبد الرحمن
التيمي عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي قال أبو بكر بن أبي مليكة وكان ربيعة
284

من خيار الناس ممن حضر عمر بن الخطاب وقال ربيعة
قرأ عمر بن الخطاب يوم الجمعة على المنبر سورة النحل حتى إذا
أتى السجدة فقال يا أيها الناس إنما نمر بالسجود فمن
سجد فقد
أصاب وأحسن ومن لم يسجد فلا إثم عليه ولم يسجد
باب الدليل على المنصت السامع قراءة السجدة لا يجب
عليه السجود إذا لم يسجد القارئ ضد قول من زعم أن السجدة على
من استمع لها وأنصت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى حدثنا بن ذئب ح
وحدثنا بندار مرة حدثنا يحيى وعثمان بن عمر عن بن أبي ذئب عن يزيد بن عبد الله بن
قسيط عن عطاء بن يسار عن زيد بن ثابت قال
قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم النجم فلم يسجد
قال أبو بكر وروى أبو صخر هذا الخبر عن بن قسيط عن خارجة بن زيد وعطاء
بن يسار جميعا حدثنا بهما أحمد بن عبد الرحمن بن وهب نا عمي عن أبي صخر
بالإسنادين منفردين
ورواه يزيد بن خصيفة عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن عطاء بن يسار أنه أخبره
أنه سأل زيد بن ثابت وزعم أنه قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم والنجم
إذا هوى فلم يسجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر عن يزيد
بن خصيفة
285

باب الجهر بآمين عند انقضاء فاتحة الكتاب في الصلاة التي يجهر بها الإمام
فيها بالقراءة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن
المخزومي وعلي بن خشرم وهذا حديث المخزومي نا سفيان عن الزهري عن سعيد
بن المسيب
عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن القارئ فأمنوا فإن الملائكة تؤمن
فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه
قال المخزومي مرة قال سمعت الزهري
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر انا أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا عبد العزيز
يعني بن محمد الداروردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أمن الإمام فأمنوا فمن وافق قوله
قول الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه
قال أبو بكر في قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا أمن الإمام فأمنوا ما بان
وثبت أن الإمام يجهر بآمين إذ معلوم عند من يفهم العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم
لا يأمر المأموم أن يقول آمين عند تأمين الإمام إلا والمأموم يعلم أن
الإمام يقوله ولو كان الإمام يسر آمين لا يجهر به لم يعلم المأموم أن
إمامه قال آمين أو لم يقله ومحال أن يقال للرجل إذا قال فلان كذا
فقل مثل مقالته وأنت لا تسمع مقالته هذا عين المحال وما لا يتوهمه
عالم أن النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المأموم أن يقول آمين إذا قاله إمامه وهو
لا يسمع تأمين إمامه
قال أبو بكر فاسمع الخبر المصرح بصحة ما ذكرت أن الإمام
286

يجهر بآمين عند قراءة فاتحة الكتاب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا إسحاق بن إبراهيم
وهو بن العلاء الزبيدي حدثني عمرو بن الحارث عن عبد الله بن سالم عن الزبيدي
قال أخبرني الزهري عن أبي سلمة وسعيد عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فرغ من قراءة أم القرآن رفع صوته قال آمين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو سعيد الجعفي
حدثني بن وهب أخبرني أسامة وهو بن زيد عن نافع عن بن عمر كان
إذا كان مع الإمام يقرأ بأم القرآن فأمن الناس أمن بن عمرو ورأي تلك السنة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا محمد بن حسان الأزرق بخبر غريب غريب
إن كان حفظ اتصال الإسناد حدثنا بن مهدي عن سفيان عن عاصم عن أبي عثمان عن بلال
أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم لا تسبقني بآمين
قال أبو بكر هكذا أملي علينا محمد بن حسان هذا الحديث من
أصله الثوري عن عاصم فقال عن بلال والرواة إنما يقولون في هذا
الإسناد عن أبي عثمان أن بلالا قال للنبي صلى الله عليه وسلم
باب ذكر حسد اليهود المؤمنين على التأمين أن يكون زجر
بعض الجهال الأئمة والمأمومين عن التأمين عند قراءة الإمام شعبة من فعل
اليهود وحسد منهم لمتبعي النبي صلى الله عليه وسلم
287

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد يعني بن
عبد الله عن سهيل وهو بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة قالت
دخل اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السام عليك يا محمد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك فقالت عائشة فهممت أن أتكلم فعلمت
كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك فسكت ثم دخل آخر فقال السام عليك فقال
عليك فهممت أن أتكلم فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم
لذلك ثم دخل الثالث فقال السام عليك فلم أصبر حتى قلت
وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون
رسول الله صلى الله عليه وسلم بما لم يحيه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يحب
الفحش ولا التفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد
وهم لا يحسدونا على شئ كما يحسدونا على السلام وعلى آمين
قال أبو بكر خبر بن أبي مليكة عن عائشة في هذه القصة قد
خرجته في كتاب الكبير
باب الدليل على أن الإمام إذا جهل فلم يقل آمين أو نسيه كان على
المأموم إذا سمعه يقول ولا الضالين عند ختمه قراءة فاتحة الكتاب
أن يقول آمين إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر المأموم
أن يقول آمين إذا
قال إمامه ولا الضالين كما أمره أن يقول آمين إذا
قاله إمامه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وعمرو بن
288

علي قالا حدثنا يزيد وهو بن زريع انا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين
فقولوا آمين فإن الملائكة تقول آمين والإمام يقول آمين
فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه هذا
حديث الصنعاني
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في تكبيره في الصلاة في كل
خفض ورفع بلفظ عام مراده خاص
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع انا روح بن جريج
ح وحدثنا الحسن بن محمد حدثنا روح أخبرنا بن جريج ح وحدثنا الحسن أيضا
الزعفراني نا حجاج بن محمد قال قال بن جريج أخبرنا عمرو
بن يحيى عن محمد بن يحيى بن حيان عن عمه واسع بن حيان
أنه سأل بن عمر عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الله أكبر كلما
وضع الله أكبر كلما رفع
هذا لفظ حديث الحسن بن محمد
وقال بن منيع عن بن عمر أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يقول الله
أكبر كلما رفع ووضع وزاد ثم يقول السلام عليكم ورحمة الله عن
يمينه السلام عليكم ورحمة الله عن يساره
قال أبو بكر اختلف أصحاب عمرو بن يحيى في هذا الإسناد
289

فقال أنه سأل عبد الله بن زيد بن عاصم خرجته في كتاب الكبير
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا
هشيم عن أبي بشر عن عكرمة قال
رأيت رجلا عند المقام يكبر في كل رفع ووضع فأتيت بن عباس
فقلت إني رأيت رجلا يصلي ويكبر في كل رفع ووضع فقال أوليس
تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أم لك
باب ذكر الدليل على أن هذه اللفظة التي ذكرتها لفظ عام مراده
خاص وأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يكبر في بعض الرفع
لا في كلها لم يكبر صلى الله عليه وسلم عند رفعه رأسه عن الركوع وإنما كان
يكبر في كل رفع خلا عند رفعه رأسه من الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق انا بن
جريج أخبرني شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم ثم يكبر
حين يركع ثم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة
يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد ثم يكبر حين يهوي ساجدا ثم
يكبر حين يرفع رأسه ثم يكبر حين يسجد ثم يكبر حين يرفع رأسه
ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها ويكبر حين يقوم
من المثنى بعد الجلوس ثم يقول أبو هريرة إني لأشبهكم صلاة برسول الله
صلى الله عليه وسلم
290

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال
كان أبو هريرة يصلي بنا فيكبر حين يقوم وحين يركع وإذا
أراد أن يسجد وبعد ما يرفع من الركع وإذا أراد أن يسجد بعد ما
يرفع من السجود وإذا جلس وإذا أراد أن يقوم في الركعتين كبر
ويكبر مثل ذلك في الركعتين الأخريين فإذا سلم قال والذي نفسي
بيده إني لأقربكم شبها برسول الله صلى الله عليه وسلم يعني صلاته ما زالت هذه
صلاته حتى فارق الدنيا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر نا أبو عامر انا فليح
بن سليمان عن سعيد بن الحارث قال
اشتكى أبو هريرة أو غاب فصلى بنا أبو سعيد الخدري فجهر
بالتكبير حين افتتح وحين ركع وحين قال سمع الله لمن حمده وحين رفع رأسه من السجود وحين سجد وحين رفع
وحين
قام من الركعتين حتى قضى صلاته على ذلك فقيل له إن الناس
قد اختلفوا في صلاتك فخرج فقام على المنبر فقال أيها الناس
إني والله ما أبالي اختلفت صلاتكم أو لم تختلف هكذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
قال أبو بكر قوله وحين قال سمع الله لمن حمده إنما أراد حين
قال سمع الله لمن حمده فأراد الإهواء للسجود كبر لا أنه إذا رفع
291

رأسه من الركوع كبر وكذلك أراد في خبر عمران بن حصين حين
ذكر صلاته خلف علي بن أبي طالب فقال وإذا نهض من الركوع
كبر إنما نهض من الركوع فأراد الإهواء إلى السجود كبر
والدليل على صحة ما تأولت أن هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا قال
حدثنا عبدة عن سعيد عن خالد يعني الحذاء عن غيلان بن جريج عن مطرف بن
عبد الله بن الشخير قال
صليت خلف علي فكان يكبر إذا سجد وإذا رفع رأسه فلما انصرف
قال لي عمران بن حصين صلى بنا هذا مثل صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو بكر وفي هذا الخبر ما دل على أن اللفظة التي ذكرها حماد
بن زيد عن غيلان بن جرير في هذا الخبر وإذا نهض من الركوع كبر
إنما أراد وإذا نهض من الركوع فأراد السجود كبر على ما ذكر الزهري
عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ثم يقول سمع الله
لمن حمده حين يرفع صلبه من الركعة ثم يقول وهو قائم ربنا لك الحمد
ثم يكبر حين يهوي ساجدا وكذلك خبر أبي عامر عن فليح عن سعيد بن
الحارث عن أبي سعيد الخدري ذكر التكبير حين قال سمع
الله لمن حمده أي أنه يكبر عند رفع الرأس من الركوع ذكر تكبير
أخرى عند الإهواء إلى السجود فلما ذكر التكبيرة عند رفع الرأس من
السجود بعد التكبيرة حين قال سمع الله لمن حمده بان وثبت أنه إنما
أراد التكبير حين قال سمع الله لمن حمده إذا أراد الإهواء إلى السجود
وكذلك في خبر أبي سلمة من أبي هريرة قال وحين يركع وإذا
292

أراد أن يسجد بعدما يرفع من الركوع ففي هذا ما بان أنه كان يكبر
إذا رفع رأسه من الركوع وأراد السجود لا أنه كان يكبر عند رفع
الرأس من الركوع ولو أبحنا للمصلي أن يكبر في كل خفض ورفع
كان عليه أن يكبر إذا رفع رأسه من الركوع ثم يكبر عند الإهواء إلى
السجود لكان عدد التكبير في أربع ركعات ستة وعشرين تكبيرة
لا اثنتين وعشرين تكبيرة وفي خبر عكرمة عن بن عباس ما بان وثبت
أن عدد التكبير في أربع ركعات اثنتين وعشرين تكبيره لا أكثر منها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال حدثنا بخبر عكرمة نصر بن علي
الجهضمي قال حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد ح وحدثنا أبو موسى نا بن أبي
عدي عن سعيد وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن يونس كلاهما عن سعيد
عن قتادة عن عكرمة قال
قلت لابن عباس صليت الظهر بالبطحاء خلف شيخ أحمق فكبر
اثنتين وعشرين تكبيرة إذا سجد وإذا ركع وإذا رفع رأسه فقال
بن عباس تلك سنة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم
هذا لفظ حديث أبي موسى
وقال بن خشرم تلك سنة أبي القاسم أو صلاة أبي القاسم صلى الله عليه وسلم
شك سعيد
وقال نصر تلك صلاة أبي القاسم ولم يشك
293

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة
بهذا الإسناد نحوه
باب رفع اليدين عند إرادة المصلي الركوع وبعد رفع رأسه من الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان
قال سمعت الزهري يقول سمعت سالما يخبر عن أبيه ح وحدثنا علي بن حجر السعدي
وعلي بن خشرم وسعد بن عبد الرحمن المخزومي وعتبة بن عبد الرحمن اليحمدي والحسن بن
محمد ويونس بن عبد الأعلى الصدفي ومحمد بن رافع وعلي بن الأزهر وغيرهم قالوا
نا سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة حتى يحاذي
منكبيه وإذا أراد أن يركع وبعدما يرفع من الركوع ولا يرفع بين
السجدتين هذا لفظ بن رافع
سمعت المخزومي يقول أي إسناد أصح من هذا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يحكي عن علي بن
عبد الله قال قال سفيان هذا الإسناد مثل هذه الأسطوانة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن
نصر الخولاني قالا حدثنا بن وهب أخبرني بن أبي الزناد ح وحدثنا محمد بن يحيى
ومحمد بن رافع قالا حدثنا سليمان بن داود الهاشمي أخبرني عبد الرحمن بن أبي الزناد
عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل الهاشمي أخبرنا عبد الرحمن الأعرج عن
عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه
294

حذو منكبيه ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع
ويصنعه إذا رفع من الركوع ولا يرفع يديه في شئ من صلاته
وهو قاعد وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر
باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر برفع اليدين عند إرادة الركوع
وعند رفع الرأس من الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر الواسطي انا خالد يعني بن
عبد الله عن خالد وهو الحذاء عن أبي قلابة
أنه رأى مالك بن الحويرث إذا صلى كبر ورفع يديه وإذا أراد
أن يركع رفع يديه وإذا رفع رأسه من الركوع رفع يديه وحدث
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي هكذا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا
عبد الوهاب وهو الثقفي حدثني أيوب عن أبي قلابة حدثنا مالك بن الحويرث قال
أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون فأقمنا عنده عشرين
ليلة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رفيقا فلما ظن أنا قد اشتهينا أهلينا
واشتقنا سألنا عما تركنا بعدنا فأخبرناه فقال ارجعوا إلى أهليكم
فأقيموا فيهم وعلموهم ومروهم وذكر أشياء أحفظها وأشياء لا
أحفظها وصلوا كما رأيتموني أصلي فإذا حضرت الصلاة فليؤذن
أحدكم وليؤمكم أكبركم هذا لفظ حديث بندار
قال أبو بكر فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم مالك بن الحويرث والشببة به الذين
295

كانوا معه أن يصلوا كما رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يصلي
وقد أعلم مالك بن الحويرث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا
كبر في الصلاة وإذا ركع وإذا رفع رأسه من الركوع ففي هذا ما
دل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر برفع اليدين إذا أراد المصلي الركوع
وإذا رفع رأسه من الركوع
وكل لفظة رويت في هذا الباب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرفع يديه إذا
ركع فهو من الجنس الذي أعلمت أن العرب قد توقع اسم الفاعل على
من أراد الفعل قبل أن بالصلاة كقول الله يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم
إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم الآية فإنما أمر الله عز وجل بغسل أعضاء
الوضوء إذا أراد أن يقوم المرؤ إلى الصلاة لا بعد القيام إليها فمعنى
قوله إذا قمتم إلى الصلاة أي إذا أردتم القيام إليها فكذلك معنى قوله
يرفع يديه إذا ركع أي إذا أراد الركوع كخبر علي بن أبي طالب
وابن عمر اللذين ذكراه وإذا أراد ان يركع
خرجنا هذه الأخبار بتمامها في كتاب الكبير وكذلك قوله
وإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم إنما أمر بالسلام إذا أراد
الدخول لا بعد دخول البيت هذه لفظة إذا جمعت من الكتاب والسنة
طال الكتاب بتقصيها هذا
296

باب الاعتدال في الركوع والتجافي ووضع اليدين على الركبتين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد
القطان نا عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عطاء وهو محمد بن عمرو بن عطاء
نسبه إلى جده عن أبي حميد الساعدي قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما فذكر بعض
الحديث وقال ثم قال الله أكبر وركع ثم اعتدل ولم يصب
رأسه ولم يقنع ووضع يديه على ركبتيه ثم قال سمع الله لمن حمده
ورفع يديه واعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى
إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم تجافى عضديه عن إبطيه
وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها ثم اعتدل حتى
يرجع كل عظم إلى موضعه معتدلا ثم هوى ساجدا ثم قال الله أكبر
ثم ثنى رجله وقعد واعتدل حتى يرجع كل عظم في موضعه
ثم نهض ثم صنع في الركعة الثانية مثل ذلك حتى إذا قام من السجدتين
كبر ورفع يديه حتى يحاذي بها منكبيه كما صنع حين افتتح الصلاة
ثم صنع كذلك وحتى إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخر
رجله اليسرى قعد على شقه متوركا ثم سلم قال
أبو بكر محمد بن عطاء هو محمد بن عمرو بن عطاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نابه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم أنا
يحيى بن سعيد وهكذا قال عن محمد بن عطاء
297

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن يحيى وأحمد بن سعيد
الدارمي قالوا حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عمرو
بن عطاء قال سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله أحدهم
أبو قتادة قال
إني لأعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا الحديث بطوله
وقالوا في آخر الحديث صدقت هكذا كان يصلي النبي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو داود نا فليح بن سليمان
حدثني العباس بن سهل الساعدي قال
اجتمع ناس من الأنصار فيهم سهل بن سعد الساعدي وأبو حميد الساعدي وأبو أسيد
الساعدي فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو
حميد دعوني أحدثكم وأنا أعلمكم بهذا قالوا فحدث قال رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الوضوء ثم دخل الصلاة وكبر فرفع يديه حذو
منكبيه ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كالقابض عليها فلم يصب
رأسه ولم يقنعه ونحى يديه عن جنبيه ثم رفع رأسه فاستوى قائما حتى
عاد كل عظم منه إلى موضعه ثم ذكر بندار بقية الحديث وقال في
آخره فقال القوم كلهم هكذا كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت محمد بن يحيى يقول
من سمع هذا الحديث ثم لم يرفع يديه يعني إذا ركع وإذا رفع رأسه من
الركوع فصلاته ناقصة
باب الأمر بإعادة الصلاة إذا لم يطمئن المصلي في الركوع أو لم يعتدل
298

في القيام بعد رفع الرأس من الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأحمد بن عبدة ويحيى بن حكيم
وعبد الرحمن بن بشر وهذا حديث بندار نا يحيى بن سعيد نا عبيد الله بن عمر
حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى ثم سلم على النبي
فرد عليه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فإنك لم تصل حتى
فعل ذلك ثلاث مرار فقال الرجل والذي بعثك بالحق ما أعلم غير
هذا قال فقال إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ بما تيسر
معك من القرآن ثم اركع حتى تطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل
قائما ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع حتى تعتدل جالسا وافعل
ذلك في صلاتك كلها
قال أحمد بن عبدة عن سعيد
قال أبو بكر أخبار علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن رفاعة بن
رافع خرجته في كتاب الكبير
قال أبو بكر لم يقل أحد مما روى هذا الخبر عن عبيد الله بن عمر
عن سعيد عن أبيه غير يحيى بن سعيد إنما قالوا عن سعيد عن أبي
هريرة
باب ذكر البيان أن صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع
299

والسجود غير مجزئة لا أنها ناقصة مجزئة كما توهم بعض من يدعي
العلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا أبو
معاوية نا الأعمش ونا هارون بن إسحاق الهمداني أنا بن فضيل عن الأعمش
ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع نا الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر
عن أبي مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع
والسجود
أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو بكر نا بندار نا بن أبي عدي عن شعبة عن
سليمان بن عمارة عن أبي معمر عن أبي مسعود قال قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة أحد أو لرجل لا يقيم
صلبه في الركوع ولا في السجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن خالد العسكري نا محمد يعني بن جعفر
عن شعبة قال سمعت سليمان قال سمعت عمارة بن عمير بهذا الإسناد
مثله وقال في الركوع والسجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى وأحمد بن
المقدام قالا حدثنا ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن
بن علي بن شيبان عن أبيه علي بن شيبان وكان أحد الوفد قال
صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم فلمح بمؤخر عينيه إلى رجل لا يقيم صلبه
في الركوع والسجود فلما قضى نبي الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال يا معشر
المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود
300

هذا حديث أحمد بن المقدام
باب تفريج أصابع اليدين عند وضعهما على الركبتين في الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن هارون بن عبد الله البزاز
حدثني أبو الحسن الحارث بن عبد الله الهمداني يعرف بابن الخازن حدثنا هشيم عن
عاصم بن كليب عن علقمة بن وائل عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع فرج أصابعه
باب ذكر نسخ التطبيق في الركوع والبيان على أن وضع اليدين على
الركبتين ناسخ للتطبيق إذ التطبيق كان مقدما ووضع اليدين على
الركبتين مؤخرا بعده فالمقدم منسوخ والمؤخر ناسخ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبان نا عبد الله بن يزيد الأزدي
قال أبو بكر هو بن إدريس بن يزيد الأزدي نسبة إلى جده قال نا عاصم بن كليب
عن عبد الرحمن بن الأسود بن علقمة عن عبد الله قال
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال فكبر ولما أراد أن يركع طبق
يديه بين ركبتيه فركع فبلغ ذلك سعدا فقال صدق أخي كنا نفعل هذا
ثم أمرنا بهذا يعني الإمساك بالركب
باب ذكر البيان أن التطبيق غير جائز بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بوضع اليدين
على الركبتين وأن التطبيق منهي عنه لا ان هذا من فعل المباح
فيجوز
التطبيق ووضع اليدين على الركبتين جميعا كما ذكرنا أخبار النبي صلى الله عليه وسلم
في القراءة في الصلوات واختلافهم في السور التي كان يقرأ فيها صلى الله عليه وسلم
301

في الصلاة وكاختلافهم في عدد غسل النبي صلى الله عليه وسلم أعضاء الوضوء
وكل ذلك مباح فأما التطبيق في الركوع فمنسوخ منهي عنه والسنة
وضع اليدين على الركبتين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن بن
أبي خالد وهو إسماعيل ح وحدثنا يوسف بن موسى نا وكيع وأبو أسامة قالا
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الزبير بن عدي عن مصعب بن سعد قال
كنت إذا ركعت وضعت يدي بين ركبتي فرآني أبي
سعد فنهاني وقال إنا كنا نفعله ثم نهينا ثم أمرنا أن نرفعهما ثم إلى الركب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري نا إسماعيل
يعني بن علية عن محمد بن إسحاق حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الأنصاري
عن أبيه عن عمه رفاعة بن رافع
أن رجلا دخل المسجد فصلى فذكر الحديث بطوله وقال فقال
النبي صلى الله عليه وسلم ثم إذا أنت ركعت فأثبت يديك على ركبتيك حتى
يطمئن كل عظم منك
باب وضع الراحة على الركبة في الركوع وأصابع اليدين على أعلى
الساق الذي يلي الركبتين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن عطاء
بن السائب عن سالم البراد قال
302

أتينا عقبة بن عمرو أبا مسعود فقلنا حدثنا عن صلاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقام بين أيدينا في المسجد وكبر فلما ركع كبر ووضع راحتيه
على ركبتيه وجعل أصابعه أسفل
من ذلك ثم جافى بمرفقيه ثم
قال هكذا رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
باب الأمر بتعظيم T في الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل بن
جعفر وسفيان بن عيينة وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي
قالا حدثنا سفيان جميعا عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه
عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم فأما الركوع فعظموا فيه الرب
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المثنى نا عبد الله بن زيد نا
موسى بن أيوب قال سمعت عمي إياس بن عامر يقول سمعت عقبة بن عامر يقول
لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
اجعلوها في ركوعكم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى عن عبد الله بن المبارك
عن موسى بن أيوب عن عمه عن عقبة بن عامر
بمثله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عاصم عن بن جريج أخبرني إبراهيم
303

بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستر فرأى الناس قياما وراء أبي بكر يصلون
فقال اللهم هل بلغت أنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة
يراها المسلم لنفسه أو ترى له وإني نهيت أن أقرا راكعا
أو ساجدا فأما
الركوع فعظموا فيه الرب وأما السجود فأكثروا فيه الدعاء فإنه قمن
أن يستجاب لكم
قال لنا محمد بن يحيى قال أبو عاصم مرة أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع
الستر والناس قيام يصلون وراء أبي بكر
وخبر إسماعيل وابن عيينة ليسا هو هذا التمام وأنا اختصرته
باب التسبيح في الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري وسلم بن جنادة
القرشي قالا حدثنا أبو معاوية أنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف
عن صلة بن حذيفة قال
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان ركوعه مثل قيامه فقال
في ركوعه سبحان ربي العظيم
قال سلم عن الأعمش
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي نا شعبة عن الأعمش بهذا الإسناد
قال صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فكان يقول في ركوعه
سبحان ربي العظيم
304

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى وعبد الرحمن بن مهدي
وابن أبي عدي عن شعبة ح وحدثنا بشر بن خالد العسكري نا محمد بن جعفر نا شعبة
بهذا نحوه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
ومحمد بن أبان وسلم بن جنادة قالوا حدثنا حفص بن الصالح حدثنا بن أبي ليلى عن
الشعبي عن صلة عن حذيفة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا
باب التحميد مع التسبيح ومسألة الله الغفران في الركوع
وأنا الفقيه نا عبد العزيز نا إسماعيل بن عبد الرحمن قال أخبرنا أبو طاهر
نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ويوسف بن موسى قالا حدثنا جرير عن
منصور عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك
اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي يتأول القرآن
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان عن منصور
بهذا وقال مما يكثر أن يقول سبحانك اللهم وبحمدك
باب التقديس في الركوع
305

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد
يعني بن الحارث حدثنا شعبة قال أنبأني قتادة عن مطرف عن عائشة أنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه سبوح قدوس رب الملائكة
والروح
قال أبو بكر هذا الاختلاف في القول في الركوع من الاختلاف
المباح فجائز للمصلي أن يقول في ركوعه كل ما روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه كان يقول في ركوعه
باب الدليل على ضد قول من زعم أن المصلي إذا دعا في صلاة المكتوبة
بما ليس في القرآن أن صلاته تفسد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد وأبو يحيى محمد بن عبد
الرحيم البزاز قالا حدثنا روح بن عبادة نا بن جريج أخبرني موسى بن عقبة عن
عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ركع قال اللهم لك ركعت وبك آمنت
ولك أسلمت أنت ربي خشع سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي
وما استقلت به قدمي لله رب العالمين جميعهما لفظا واحدا غير أن
محمدا قال قال حدثني موسى بن عقبة وقال وعظامي
قال أبو بكر وخبر مسروق عن عائشة من هذا الباب
وكذلك خبر مطرف عن عائشة
وفي خبر إبراهيم بن عبد الله بن معبد بن عباس عن أبيه عن بن
306

عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء ما بان وثبت
أن للمصلي فريضة أن يدعو أو يجتهد في سجوده وإن كان ما يدعو به
ليس من القرآن إذ النبي صلى الله عليه وسلم إنما خاطبهم بهذا الأمر وهم في مكتوبة
يصلونها خلف الصديق لا في تطوع
وفي خبر بن أبي الزناد وعن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن عبد الرحمن
بن هرمز عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر فرفع يديه
ثم قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض فذكر الدعاء
بتمامه ما بان وثبت ان الدعاء في الصلاة المكتوبة وإن ليس ذلك
الدعاء في القرآن جائز لا كما قال من زعم أن من دعا في المكتوبة
بما ليس في القرآن فسدت صلاته حتى زعم أن من قال لا حول
ولا حول ولا قوة إلا بالله في المكتوبة فسدت صلاته وزعم أنه ليس في القرآن
لا حول وزعم أنه إن انفرد فقال لا قوة إلا بالله جاز لأن في
القرآن لا قوة إلا بالله فيقال له فهذه الألفاظ التي ذكرناها
عن النبي صلى الله عليه وسلم في افتتاح الصلاة في الركوع وما سنذكره بمشيئة الله
وإرادته عند رفع الرأس من الركوع وفي السجود وبين السجدتين وبعد
الفراغ من المنكدر قبل السلام وأمر النبي صلى الله عليه وسلم المصلي بأن يتخير من
الدعاء ما أحب بعد المنكدر في أي موضع من القرآن وقد دعا النبي
صلى الله عليه وسلم في أول صلاته وفي الركوع وعند رفع الرأس من الركوع وفي السجود
307

وبين السجدتين بألفاظ ليست تلك الألفاظ في القرآن فجميع ذلك
ينص على ضد مقالة من زعم أن صلاة الداعي بما ليس في القرآن تفسد
باب الاعتدال وطول القيام بعد رفع الرأس من الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو داود نا فليح بن سليمان
حدثني العباس بن سهل الساعدي قال
اجتمع ناس من الأنصار فيهم سهل بن سعد الساعدي وأبو حميد
الساعدي وأبو أسيد الساعدي فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حميد
دعوني أحدثكم فأنا أعلمكم بهذا قالوا فحدث قال رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم أحسن الوضوء ثم دخل الصلاة وكبر فرفع يديه حذو منكبيه
ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كالقابض عليهما فلم يصب رأسه ولم
يقنعه ونحى يديه عن جنبيه ثم رفع رأسه فاستوا رسول قائما حتى عاد كل
عظم منه إلى موضعه ثم ذكر بقية الحديث فقال القوم كلهم هكذا
كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر أخبرنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن
زيد نا ثابت البناني ح وحدثنا أحمد بن المقدام نا أحمد بن زيد عن ثابت قال قال
لنا أنس بن مالك
إني لا آلوا أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي قال
ثابت وكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه
من الركوع انتصب قائما حتى نقول قد نسي
308

باب التسوية بين الركوع والقيام بعد رفع الرأس من الركوع
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي
ليلى عن البراء بن عازب قال
كان ركوع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه بعد الركوع والسجود
وجلوسه بين السجدتين قريبا من السواء
هذا حديث وكيع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام نا يزيد يعني بن
زريع أنا شعبة عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب
قال كان ركوع رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا رفع رأسه من الركوع وسجوده
وما بين السجدتين قريبا من السواء
باب قول المصلي سمع الله لمن حمده مع رفع الرأس من الركوع معا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع أنا عبد الرزاق أخبرنا بن
جريج أخبرني بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه
من الركوع ثم يقول وهو قائم ربنا ولك الحمد
باب التحميد والدعاء بعد رفع الرأس من الركوع
309

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا حجاج بن أبي منهال
وأبو صالح جميعا عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة ح وحدثنا محمد بن رافع أنا
حجين بن المثنى أبو عمر حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة
عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا افتتح الصلاة كبر فذكروا بعض
الحديث وقالا فإذا رفع رأسه يعني من الركوع قال سمع الله
لمن حمده ربنا ولك الحمد وملء السماوات وملء الأرض وملء ما
شئت من شئ بعد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان وأحمد بن يزيد
بن عليل المقرئان قالا حدثنا عبد الله بن يوسف نا سعيد يعني عبد العزيز عن
عطية بن قيس عن قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قال سمع الله لمن حمده
اللهم ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الأرض وملء ما شئت
من شئ بعد أهل الثنا والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا
مانع لما أعطيت ولا ينفع ذا الجد منك الجد لفظا واحدا غير أن
أحمد قال ربنا لك الحمد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه محمد بن يحيى حدثنا أبو مسهر حدثنا سعيد
بن عبد العزيز بهذا
وزاد وقال ولا معطي لما منعت
310

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر أيضا نا بشر بن بكر عن سعيد بن
عبد العزيز بهذا
باب فضيلة التحميد بعد رفع الرأس من الركوع مع الدليل على أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا
ربنا لك الحمد أن الإمام لا يجوز له أن يزيد بعد رفع الرأس
الركوع على قوله ربنا لك الحمد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي أنا بن وهب
عن مالك عن نعيم بن عبد الله أن علي بن يحيى الزرقي حدثه ح وحدثنا يونس بن عبد الأعلى
الصدفي أخبرنا بن وهب أن مالكا حدثه عن نعيم بن عبد الله بن المجمر عن علي بن
يحيى الزرقي وحدثنا الحسن بن محمد أنا روح بن عبادة نا مالك عن نعيم بن عبد الله
أن علي بن يحيى الزرقي أخبره عن أبيه عن رفاعة بن رافع أنه قال
كنا يوما نصلي وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركوع
قال سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه ربنا لك الحمد حمدا
كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من الذي
تكلم آنفا قال رجل أنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد رأيت بضعة
وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أولا
باب القنوت بعد رفع الرأس من الركوع للأمر يحدث فيدعو الإمام
في القنوت بعد رفع الرأس من الركوع في الركعة الأخيرة من صلاة
الفريضة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال ما حدثنا
311

الزهري إلا عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال صلى الصبح فلما رفع رأسه من
الركعة الثانية ح وحدثنا أحمد بن عبدة وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان
عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال
لما رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من آخر ركعة قال اللهم أنج الوليد
بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة
زاد أحمد من المسلمين وقالوا اللهم أشدد وطأتك على مضر واجعل
عليهم سنين كسني يوسف
قال أبو بكر وقد خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الصلاة كتاب الكبير
باب القنوت في صلاة المغرب أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار أنا محمد بن جعفر نا شعبة عن
عمرو بن مرة قال سمعت بن أبي ليلى قال سمعت البراء بن عازب
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقنت في المغرب والصبح
باب القنوت في صلاة العشاء الأخيرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أنا أبو داود حدثنا
هشام بن يحيى عن أبي كثير عن سلمة عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى العشاء الآخرة فرفع رأسه من
الركوع فقال سمع الله لمن حمده قنت فقال اللهم أنج عياش بن
أبي ربيعة اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج الوليد بن الوليد اللهم
312

أنج المستضعفين من المؤمنين من أهل مكة اللهم أشدد وطأتك على
مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف
باب القنوت في الصلوات كلها وتأمين المأمومين عند دعاء الإمام
في القنوت ضد ما بالصلاة فضالة في قنوت الوتر فيضجون بالدعاء مع
دعاء الإمام
أخبرنا الشيخ الإمام أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا عبد العزيز بن أحمد
بن محمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة
عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن يحيى
أنا أبو النعمان أنا ثابت بن يزيد أبو زيد الأحول حدثنا هلال بن خباب عن عكرمة
عن بن عباس قال
قنت النبي صلى الله عليه وسلم شهرا متتابعا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء
والصبح في دبر كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده في الركعة الأخيرة
يدعوا على حي من بني سليم علي رعل وذكوان وعصية ويؤمن من خلفه
قال أرسل إليهم يدعوهم إلى الإسلام فقتلوهم
قال عكرمة هذا مفتاح القنوت
باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت دهره كله وإنه إنما كان
يقنت إذا دعا لأحد أو يدعو على أحد أ
نا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو داود حدثنا إبراهيم
بن يعد عن الزهري عن سعيد وأبي سلمة عن أبي هريرة
313

أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا أن يدعو لأحد أو يدعو على أحد
وكان إذا قال سمع الله لمن حمده قال ربنا ولك الحمد اللهم أنج
وذكر الحديث
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن محمد بن الاستثناء الباهلي حدثنا محمد
بن عبد الله الأنصاري حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت إلا إذا دعا القوم أو دعا على قوم
باب ترك القنوت عند زوال الحادثة التي لها يقنت والدليل على
أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ترك القنوت بعد شهر لزوال تلك الحادثة التي كان
لها يقنت لا نسخا للقنوت ولا كما توهم من قال إنه لا يقنت
أكثر من شهر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي نا الوليد بن مسلم
حدثني أبو عمرو الأوزاعي عن يحيى حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قنت في صلاة شهرا يقول في قنوته اللهم أنج
الوليد بن الوليد اللهم أنج سلمة بن هشام اللهم أنج عياش بن أبي
ربيعة اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم أشدد وطأتك على
مضر اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف قال أبو هريرة فأصبح
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال أو ما
تراهم قد قدموا
باب ذكر أخبار غلط في الاحتجاج بها بعض من لم ينعم النضر في
314

ألفاظ الأخبار ولم يستوعب أخبار النبي
صلى الله عليه وسلم في القنوت فاحتج بها
وزعم أن القنوت في الصلاة منسوخ منهي عنه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال في صلاة الفجر حين رفع رأسه من الركوع
ربنا ولك الحمد في الركعة الأخيرة ثم قال اللهم العن فلانا
وفلانا دعا على ناس من المنافقين فأنزل الله تبارك وتعالى ليس
لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن
الحارث عن محمد بن عجلان عن نافع عن عبد الله
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو على أربعة
نفر فأنزل الله عز وجل
ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون
قال فهداهم الله للإسلام
قال أبو بكر هذا حديث غريب أيضا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا خالد بن الحارث
حدثنا محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو على أحياء من العرب فأنزل الله تبارك
وتعالى ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم
315

ظالمون قال ثم هداهم إلى الإسلام
قال أبو بكر ففي هذه الأخبار دلالة على أن اللعن منسوخ بهذه
الآية لا أن الدعاء الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لمن كان في أيدي أهل
مكة من المسلمين ان ينجيهم الله من أيديهم إذ غير جائز أن تكون
الآية نزلت أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون في قوم مؤمنين
في يدي قوم كفار يعذبون وإنما أنزل الله عز وجل هذه الآية أو يتوب
عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون فيمن كانوا يدعو النبي
صلى الله عليه وسلم عليهم باللعن من المنافقين والكفار فأعلمه الله عز وجل ان ليس
للنبي صلى الله عليه وسلم من الأمر شئ في هؤلاء الذين كان النبي صلى الله عليه وسلم يلعنهم في
قنوته وأخبر أنه من إن تاب عليهم فهداهم للإيمان أو عذبهم على كفرهم
ونفاقهم فهم ظالمون وقت كفرهم ونفاقهم لا من كان النبي صلى الله عليه وسلم
يدعو لهم من المؤمنين أن ينجيهم من أيدي أعدائهم من الكفار فالوليد
بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفون من أهل
مكة لم الريح ظالمين في وقت دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينجيهم من أيدي
أعدائهم الكفار ولم يترك النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء لهم بالنجاة من أيدي كفار
أهل مكة إلا بعدما نجو من أيديهم لا لنزول هذه الآية التي نزلت
في الكفار والمنافقين الذين كانوا ظالمين لا مظلومين ألا تسمع خبر
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة فأصبح النبي صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فلم يدع لهم فذكرت ذلك له فقال أوما تراهم قد قدموا
316

فأعلم صلى الله عليه وسلم أنه إنما ترك القنوت والدعاء بأن نجاهم الله إذ الله قد
استجاب لهم فنجاهم لا لنزول الآية التي نزلت في غيرهم ممن هو
ضدهم إذ من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بأن ينجيهم مؤمنون مظلمون ومن
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عليهم باللعن كفار ومنافقون ظالمون فأمر الله
عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم بأن يترك لعن من كان يلعنهم وأعلم أنهم ظالمون
وأن ليس للنبي صلى الله عليه وسلم من أمرهم شئ وأن الله إن شاء عذبهم أو تاب
عليهم فتفهموا ما بينته تستيقنوا ولا بتوفيق خالقكم غلط من احتج بهذه
الأخبار أن القنوت من صلاة الغداة منسوخ بهذه الآية
باب التكبير مع الإهواء للسجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع أنا عبد الرزاق أخبرنا
بن جريج أخبرني بن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أنه سمع أبا هريرة يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكبر حين يهوي ساجدا
باب التجافي باليدين عند الإهواء إلى السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن يحيى وأحمد بن سعيد الدارمي
وهذا لفظ بندار قال حدثنا أبو عاصم حدثنا عبد الحميد بن جعفر نا محمد بن عمرو
عن عطاء قال
سمعت أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم فيهم أبو قتادة قال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله
317

صلى الله عليه وسلم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة فذكر بعض الحديث
وقال ثم يقول الله أكبر ثم يهوي إلى الأرض ويجافي يديه
عن جنبيه
وقال محمد بن يحيى يهوى إلى الأرض مجافيا يديه عن جنبيه
زاد محمد بن يحيى ثم يسجد وقالوا جميعا قالوا صدقت هكذا
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي
باب البدء بوضع الركبتين على الأرض قبل اليدين إذا سجد المصلي
إذ هذا الفعل ناسخ لما خالف هذا الفعل من فعل النبي صلى الله عليه وسلم والأمر به
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن مسلم وأحمد بن سنان ومحمد بن
يحيى ورجاء بن محمد العذري قالوا حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله
عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع ركبتيه قبل يديه إذا سجد
وقال أحمد ورجاء رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في بدئه بوضع اليدين قبل
الركبتين عند إهوائه لم إلى السجود منسوخ غلط في الاحتجاج به
بعض من لم يفهم من أهل العلم انه منسوخ فرأى استعمال الخبر
والبدء بوضع اليدين على الأرض قبل الركبتين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمرو بن تمام المصري حدثنا أصبغ
318

بن الفرج حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر
أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه وقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
ذلك
باب ذكر الدليل على أن الأمر بوضع اليدين قبل الركبتين عند السجود
منسوخ وأن وضع الركبتين قبل اليدين ناسخ إذ كان الأمر بوضع
اليدين قبل الركبتين مقدما والأمر بوضع الركبتين قبل اليدين مؤخرا
فالمقدم منسوخ والمؤخر ناسخ
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة
بن كهيل حدثني أبي عن أبيه عن سلمة عن مصعب بن سعد عن سعد قال
كنا نضع اليدين قبل الركبتين فأمرنا تجاوبه قبل اليدين
باب البدء برفع اليدين من الأرض قبل الركبتين عند رفع الرأس من
السجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى وأحمد بن سنان ورجاء
بن محمد العذري وعلي بن مسلم قالوا حدثنا سهل بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله
عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع ركبتيه قبل يديه ويرفع يديه قبل
ركبتيه إذا رفع
باب وضع اليدين على الأرض في السجود إذ هما يسجدان كسجود
الوجه
319

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج وزياد بن أيوب ومؤمل
بن هشام قالوا حدثنا إسماعيل أنا أيوب وقال المؤمل عن أيوب عن نافع عن بن
عمر رفعه قال
إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه فإذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه وإذا رفعه فليرفعهما
باب ذكر عدد الأعضاء التي تسجد من المصلي في صلاته إذا سجد
المصلي
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن
يوسف حدثنا الليث حدثني بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عامر بن سعد بن أبي
وقاص عن عباس بن عبد المطلب
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سجد العبد سجد معه سبعة
آراب وجهه وكفاه وركبتاه وقدماه
باب الأمر بالسجود على الأعضاء السبعة اللواتي يسجدن مع المصلي
إذا سجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي أنا
أبو عوانة عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعرا
ولا ثوبا
320

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا يزيد بن
زريع حدثنا شعبة وروح بن القاسم عن عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس
وأعنته النبي صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أسجد على سبعة أعظم ولا أكف
شعرا ولا ثوبا
باب ذكر تسمية الأعضاء السبعة التي أمر المصلي بالسجود عليهن
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان عن عمرو بن دينار عن طاوس
عن بن عباس قال
أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة على وجهه وكفيه وركبتيه
وقدميه ونهى أن يكف شعرا أو ثوبا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا المخزومي نا سفيان عن بن طاوس عن أبيه
عن بن عباس
مثله إلا أنه قال أو يكف ثيابه أو شعره
وكان بن طاوس يمر يده على جبهته وأنفه يقول هو واحد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى حدثنا بن وهب
أخبرني بن جريج عن عبد الله بن طاوس عن أبيه عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرت أن أسجد على سبع ولا أكف الشعر
ولا الثياب الجبهة والأنف واليدين والركبتين والقدمين
321

باب إمكان الجبهة والأنف من الأرض في السجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار حدثنا أبو داود
نا فليح بن سليمان حدثني العباس بن سهل الساعدي قال
اجتمع ناس من الأنصار فيهم سهل بن سعد الساعدي وأبو حميد
الساعدي وأبو أسيد الساعدي فذكروا صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو
حميد دعوني أحدثكم فأنا أعلمكم بهذا قالوا فحدث قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الوضوء ثم دخل الصلاة فذكر بعض
الحديث وقال ثم سجد فأمكن جبهته وأنفه من الأرض ونحى يديه
عن جنبيه ثم رفع رأسه فقام القوم كلهم هكذا كانت صلاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم
باب إثبات اليدين مع الوجه على الأرض حتى يطمئن كل عظم من
المصلي إلى موضعه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر مؤمل بن هشام أنا إسماعيل يعني بن
علية عن محمد بن إسحاق حدثني علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه عن عمه عن رفاعة في
الحديث الطويل
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للرجل الذي صلى وأمره النبي صلى الله عليه وسلم بإعادة الصلاة
قال ثم إذا أنت سجدت فاثبت وجهك ويديك حتى يطمئن كل عظم
منك إلى موضعه
باب السجود على أليتي الكف
322

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم نا علي يعني
بن الحسين بن حكى حدثني أبي حدثني أبو إسحاق قال سمعت البراء قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يسجد على أليتي الكف
باب وضع اليدين حذو المنكبين في السجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عامر انا فليح بن سليمان
المدني حدثني عباس بن سهل الساعدي قال
اجتمع أبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي وسهل بن سعد
ومحمد بن مسلمة فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقام فكبر فذكر بعض الحديث وقال ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته
ونحى يديه عن جنبيه ووضع يديه حذو منكبيه ثم رفع رأسه حتى
رجع كل عظم في موضعه حتى فرغ
باب إباحة وضع اليدين في السجود حذاء الأذنين وهذا من اختلاف
المباح
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا بن إدريس
حدثنا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
أتيت المدينة فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته
حين افتتح الصلاة كبر فرفع يعني يديه فرأيت إبهاميه بحذاء
أذنيه فذكر بعض الحديث وقال ثم هوى فسجد فصار رأسه بين
323

كفيه مقدار حين افتتح الصلاة
باب ضم أصابع اليدين في السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن هارون بن عبد الله البزاز حدثني
الحارث بن عبد الله الهمداني يعرف بابن الخازن حدثنا هشيم عن عاصم بن كليب عن
علقمة بن وائل عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد ضم أصابعه
باب استقبال أطراف أصابع اليدين من القبلة في السجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي المصري
حدثنا بن وهب عن الليث بن سعد عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب عن محمد
بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء
أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا صلاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد الساعدي أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه فإذا ركع أمكن
يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل
فقار مكانه فإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل
بأطراف أصابعه القبلة فإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى
فإذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته
باب الاعتدال في السجود والنهي عن افتراش الذراعين الأرض
324

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب والأشج قالا
حدثنا أبو خالد ح وحدثنا هارون بن إسحاق حدثنا بن فضيل وحدثنا عبد الله بن الحكم
بن أبي زياد القطواني نا بن نمير ح وحدثنا سلم بن جنادة القرشي حدثنا وكيع ح
وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير ووكيع كلهم عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد أحدكم فليعتدل ولا يفترش ذراعيه
افتراش السبع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم قال حدثنا
عمي أنا أبي عن بن إسحاق حدثني مسعر بن كدام الهلالي عن آدم بن علي البكري عن
بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تبسط ذراعيك كبسط السبع وادغم على
راحتيك وتجاف عن ضبعيك فإنك إذا فعلت ذلك سجد كل عضو
منك
باب رفع العجيزة والأليتين في السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر أخبرنا شريك عن أبي إسحاق
قال
وصف لنا البراء بن عازب السجود فوضع يديه بالأرض ورفع
عجيزته وقال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل
باب ترك التمدد في السجود واستحباب رفع البطن عن الفخذين
325

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سعيد الدارمي وأحمد بن منصور
واليسري حدثنا بن مزيد قالوا حدثنا النضر وهو بن شميل أخبرنا يونس بن أبي إسحاق
عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى جخى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت اليسري يقول قال
النضر جخ الذي لا يتمدد في ركوعه ولا في سجوده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال سمعت أحمد بن منصور
المروزي يقول قال النضر والعرب تقول هو جخ
باب التجافي غي السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد وسعد ابنا عبد الله بن عبد الحكم المصريان
قالا حدثنا أبي أخبرنا بكر بن مضر عن جعفر وهو بن ربيعة عن عبد الرحمن بن هرمز
عن عبد الله بن مالك بن بحينة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فرج بين يديه حتر يبدو إبطاه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع
وعبد الرحمن بن بشر قالوا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن منصور عن سالم بن
أبي الجعد عن جابر بن عبد الله
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى حتى يرى بياض إبطيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا المغيرة
قال هذا مما كنت قرأت على الفضيل عن أبي حريز وحدثني أبو حريز أن قيسا بن أبي
326

حازم حدثه أن عدي بن عميرة الحضرمي حدثه قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد يرى بياض إبطيه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر قال قرأت
على الفضيل عن أبي حريز بمثله وقال
يرى بياض إبطه
باب فتح أصابع الرجلين في السجود والاستقبال بأطرافهن ولا القبلة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد القطان املاء حدثنا
عبد الحميد بن جعفر حدثني محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال
سمعته في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما وذكر بعض
الحديث وقال ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر
ثم جافى عضديه عن إبطيه وفتح أصابع رجليه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم المصري
حدثنا شعبة يعني بن يحيى التجيبي ثنا يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب أن محمد
بن عمرو بن حلحلة حدثه عن محمد بن عمرو بن عطاء
أنه كان جالسا مع نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فذكروا صلاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد الساعدي أنا كنت أحفظكم لصلاة رسول
الله صلى الله عليه وسلم رأيته إذا كبر جعل يديه حذاء منكبيه فإذا ركع أمكن
يديه من ركبتيه ثم هصر ظهره فإذا رفع رأسه استوى حتى يعود كل
327

فقار منه مكانه وإذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما واستقبل
بأصابع رجليه القبلة
باب ضم الفخذين في السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم نا أبي
أخبرنا الليث بن سعد عن دراج أبي السمح عن بن حجيرة عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه
افتراش الكلب وليضم فخذيه
باب ضم العقبين في السجود أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي
وإسماعيل بن إسحاق الكوفي سكن الفسطاط قالا حدثنا بن أبي مريم أخبرنا
يحيى بن أيوب حدثني عمارة بن غزية قال سمعت أبا النضر يقول سمعت عروة
بن الزبير يقول قالت عائشة زوج النبي
فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان معي على فراشي فوجدته ساجدا راصا
عقبيه مستقبلا بأطراف أصابعه القبلة فسمعته يقول أعوذ برضاك
من سخطك وبعفوك من عقوبتك وبك منك أثني عليك لا أبلغ
كل ما فيك فلما انصرف قال يا عائشة أخذك شيطانك فقالت
أمالك شيطان قال ما من آدمي إلا له شيطان فقلت وأنت يا
رسول الله قال وأنا ولكني دعوت الله عليه فأسلم
328

باب نصب القدمين في السجود في خبر أبي هريرة عن عائشة
فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وعلي بن
شعيب قالا حدثنا أبو أسامة حدث عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حبان عن عبد
الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن عائشة قالت
فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في الفراش فجعلت اطلبه بيدي
فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان فسمعته يقول اللهم
إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك
منك لا أحصي مدحك ولا ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
باب وضع الكفين على الأرض ورفع المرفقين في السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا
عبد الرحمن يعني بن مهدي حدثنا عبيد الله بن أياد بن لقيط عن أبيه عن البراء بن
عازب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجدت فضع كفيك وارفع مرفقيك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمر
بن حفص الشيباني قالا حدثنا سفيان عن عبيد الله بن عبد الله بن أخي يزيد بن الأصم عن
عمه عن خالته ميمونة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سجد لو أن بهمة أرادت أن تمر من تحت
يديه مرت
وقال عمر بن حفص قال حدثنا عبيد الله بن عبد الله بن الأصم
329

وقال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى يديه حتى لو أن بهمة أرادت
أن تمر تحتها مرت
حدثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن يعني بن مهدي نا سفيان عن
منصور عن سالم وهو بن أبي الجعد عن أبيه عن بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم أحد إلا وقد وكل به قرينه من
الجن وقرينه من الملائكة قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي
ولكن الله أعانني عليه حتى أسلم فلا يأمرني إلا بخير
باب المريض السجدة والتسوية بينه وبين الركوع وبين القيام بعد رفع
الرأس من الركوع
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد يعني بن جعفر حدثنا
شعبة ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن شعبة عن الحكم عن عبد الرحمن بن
أبي ليلى عن البراء بن عازب قال
كان ركوع رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع رأسه بعد الركوع وسجوده وجلوسه
بين السجدتين قريبا من السواء
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري وسلم بن جنادة
القرشي قالا حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن
الأحنف عن صلة عن حذيفة قال
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فذكر الحديث وذكر أنه
قرأ في ركعة البقرة والنساء ثم ركع فكان ركوعه مثل قيامه ثم
330

سجد فكان سجوده مثل ركوعه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبيدة بن عبد الله الهدي أخبرنا يحيى
بن آدم عن مسعر عن الحكم بن عتيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب
قال كان قيام النبي صلى الله عليه وسلم وركوعه وسجوده وجلوسه لا يدرى أيه أفضل
قال أبو بكر يريد أفضل أطول
باب النهي عن نقرة الغراب في السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى وأبو عاصم قالا حدثنا
عبد الحميد بن جعفر حدثني أبي عن تميم بن محمود عن عبد الرحمن بن شبل ح وحدثنا
سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن عبد الحميد بن جعفر بهذا الإسناد قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب قال سلم بن جنادة في
الفرائض وقال جميعا وافتراش السبع وأن يوطن الرجل المكان كما
يوطنه البعير
باب إتمام السجود والزجر عن انتقاصه وتسمية المنتقص ركوعه
وسجوده سارقا أو هو سارق من صلاته أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحمن البزاز
نا الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن يحيى
بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال
331

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوأ الناس سرقة الذي
يسرق صلاته
قالوا يا رسول الله كيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا
سجودها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو
خالد عن محمد بن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي هريرة قال
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العصر فبصر برجل يصلي فقال
يا فلان اتق الله أحسن صلاتك أترون إني لأراكم إني لأرى من
خلفي كما أرى من بين يدي أحسنوا صلاتكم وأتموا ركوعكم وسجودكم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن إسحاق حدثنا صفوان بن
صالح حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا شيبة بن الأحنف الأوزاعي حدثنا أبو سلام الأسود
نا أبو صالح الأشعري عن أبي عبد الله الأشعري قال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه ثم جلس في طائفة منهم فدخل رجل
فقام يصلي فجعل يركع وينقر في سجوده فقال النبي صلى الله عليه وسلم أترون
هذا من مات على هذا مات على غير ملة محمد
ينقر صلاته كما ينقر الغراب الدم إنما مثل الذي يركع وينقر في سجوده كالجائع لا
يأكل إلا التمرة والتمرتين فماذا تغنيان عنه فأسبغوا الوضوء ويل
للأعقاب من النار أتموا الركوع والسجود قال أبو صالح فقلت لأبي
عبد الله الأشعري من حدثك بهذا الحديث فقال أمراء الأجناد عمرو
332

بن العاص وخالد بن الوليد ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة
كل هؤلاء سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم
باب إيجاب إعادة الصلاة التي يتم المصلي فيها سجوده إذ الصلاة
التي لا يتم للمصلي ركوعها ولا سجودها غير مجزئة عنه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن إدريس
ومحمد بن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع ح وحدثنا هارون بن إسحاق
حدثنا بن فضيل جميعا عن الأعمش ح وحدثنا سعيد عن عبد الرحمن المخزومي حدثنا
سفيان عن الأعمش ح حدثنا الدورقي نا أبو معاوية أنا الأعمش عن عمارة بن
عمير عن أبي معمر عن أبي مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المثنى وأحمد بن المقدام قالا
حدثنا ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي عن أبيه علي
بن شيبان وكان أحد الوفد قال
صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلمح بمؤخر عينه إلى رجل لا يقيم
صلبه في الركوع والسجود فلما قضى نبي الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال
يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود
هذا حديث أحمد بن المقدام
باب التسبيح في السجود
333

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن أبان وسلم
بن جنادة قالوا حدثنا حفص وهو بن الصالح حدثنا بن أبي ليلى عن الشعبي عن
صلة عن حذيفة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه سبحان ربي العظيم ثلاثا
وفي سجوده سبحان ربي الأعلى ثلاثا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام وسلم بن جنادة قالا
حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن المستورد بن الأحنف عن صلة
بن زفر عن حذيفة قال
صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وقال ثم سجد فقال
في سجوده سبحان ربي الأعلى
قال سلم بن جنادة عن الأعمش
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عبد الله بن زيد نا موسى
بن أيوب قال سمعت عمي إياس بن عامر يقول سمعت عقبة بن عامر
يقول
لما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال لنا النبي صلى الله عليه وسلم اجعلوها
في سجودكم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن عيسى عن بن المبارك عن موسى أيوب
عن عمه عن عقبة بن عامر بمثله
ولم يقل لنا
باب الدعاء في السجود
334

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم وعلي بن شعيب قالا
حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله عن محمد بن يحيى بن حيان عن عبد الرحمن الأعرج عن
أبي هريرة عن عائشة قالت
فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في الفراش فجعلت أطلبه بيدي
فوقعت يدي على باطن قدميه وهما منتصبتان فسمعته يقول اللهم
إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك أعوذ بك
منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
هذا حديث الدورقي
وقال علي بن شعيب عن عبيد الله وقال لا أحصي مدحك ولا
ثناء عليك
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أنا بن وهب حدثني
يحيى بن أيوب عن عمارة بن غزية عن سمي مولى أبي بكر عن أبي صالح عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي
كله دقه وجله وأوله وآخره وعلانيته وسره
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان وبحر بن نصر قالا
حدثنا بن وهب أخبرنا بن أبي الزناد عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن الفضل عن
عبد الرحمن بن الأعرج عن عبد الله بن أبي رافع عن علي
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر فذكر الحديث
وقال ثم إذا سجد قال في سجوده اللهم لك سجدت وبك آمنت
ولك أسلمت وأنت ربي سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره تبارك الله
335

أحسن الخالقين
باب الأمر في الاجتهاد في الدعاء في السجود في الصلاة المكتوبة وما
يرجى في ذلك الوقت من إجابة الدعاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر
وسفيان بن عيينة وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان
عن سليمان بن سحيم عن إبراهيم بن عبد الله بن معبد عن أبيه عن بن عباس قال
كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستارة والناس صفوف خلف أبي بكر
فقالوا وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم
باب إباحة السجود على الثياب اتقاء الحر والبرد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي ومحمد بن عبد الأعلى قالا
نا بشر بن مفضل نا غالب القطان عن بكر بن عبد الله عن أنس قال
كنا نصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شدة الحر فإذا أراد أحدنا أن يسجد
بسط ثوبه من شدة الحر وسجد عليه
وقال الصنعاني فإذا لم يستطع أحدنا أن يمكن وجهه من الأرض
بسط ثوبه فسجد عليه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسحاق الصنعاني حدثنا سعيد
بن أبي مريم حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة حدثني عبد الرحمن بن ثابت بن
صامت عن أبيه عن جده
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في مسجد بني عبد الأشهل وعليه كساء ملتف
336

به يضع يديه يقيه الكساء برد الحصا
باب السنة في الجلوس بين السجدتين
وأخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم بن محمد السلمي نا أبو محمد عبد العزير
بن أحمد الكناني قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني
قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة
نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الملك بن الصباح
المسمعي حدثنا عبد الحميد بن جعفر المدني عن محمد بن عمرو بن عطاء قال سمعت
أبا حميد الساعدي في عشرة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا ما كنت أقدمنا له
صحبة ولا أطولنا له تباعة قال بلى قالوا فاعرض قال كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة رفع يديه حتى يحاذي منكبيه ثم كبر
واعتدل قائما حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يقرأ ثم يرفع يديه
ويكبر ويركع فيضع راحتيه على ركبتيه ولا يصب رأسه ولا يقنعه
ثم يقول سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه
معتدلا حتى يقر كل عظم في موضعه معتدلا ثم يكبر ويسجد انغلق
جنبيه ثم يرفع رأسه فيثني رجله اليسرى فيقعد عليها ويفتح أصابع
رجله اليمنى ثم يقوم فيصنع في الركعة الأخرى مثل ذلك ثم يقوم
من السجدتين فيصنع مثل ما صنع حين افتتح الصلاة
337

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو كريب وعبد الله بن سعيد الأشج قالا
أنا أبو خالد حدثنا هارون بن إسحاق حدثنا بن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة
نا وكيع عن سفيان كلهم عن يحيى بن سعيد قال سمعت القاسم بن محمد يقول حدثنا
عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه عبد الله بن عمر قال
إن من السنة في الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى
إذا جلست في الصلاة
هذا حديث بن فضيل وقال الآخرون عن القاسم بن محمد عن
عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي نا سفيان
عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال
من سنة الصلاة أن تضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى قال وكان النبي
إذا جلس في الصلاة أضجع اليسرى ونصب اليمنى
قال أبو بكر هذه الزيادة التي في خبر بن عيينة لا أحسبها
محفوظة حنث قوله وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة أضجع
اليسرى ونصب اليمنى
باب إباحة الإقعاء على القدمين بين السجدتين وهذا من جنس
اختلاف المباح فجائز أن يقعي المصلي على القدمين بين السجدتين
وجائز أن يفترش اليسرى وينصب اليمنى
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا بن
جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوسا يقول
قلنا لابن عباس في الإقعاء على القدمين فقال هي السنة فقلنا
338

إنا لنراه جفاء بالرجل فقال بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله
أنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد نا أبي عن بن إسحاق قال حدثني
رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاته إذا سجد العباس بن سهل بن سعد
ساعد قال جلست بسوق المدينة في الضحى مع أبي أسيد مالك
بن ربيعة ومع أبي حميد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما من رهطة من
بني ساعدة ومع أبي قتادة الحارث بن ربعي فقال بعضهم لبعض وأنا
أسمع أنا أعلم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم منكما كل يقولها لصاحبه فقالوا
لأحدهم فقم فصلي بنا حتى ننظر أتصيب صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا
فقام أحدهما فاستقبل القبلة ثم كبر ثم قرأ بعض القرآن ثم ركع فأثبت
يديه على ركبتيه حتى اطمأن كل عظم منه ثم رفع رأسه فاعتدل حتى
رجع كل عظم منه ثم قال سمع الله لمن حمده ثم وقع ساجدا على جبينه
وراحتيه وركبتيه وصدور قدميه راجلا بيديه حتى رأيت بياض
إبطيه ما تحت منكبيه ثم ثبت حتى اطمئن كل عظم منه ثم رفع
رأسه فاعتدل على عقبيه وصدور قدميه حتى رجع كل عظم منه إلى
موضعه ثم عاد لمثل ذلك قال ثم قام فركع أخرى مثلها قال ثم
ثم سلم فأقبل على صاحبيه فقال لهما كيف رأيتما فقالا له
أصبت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كان يصلي
339

باب المريض الجلوس بين السجدتين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا
ثابت البناني قال قال لنا أنس بن مالك
إني لا آلو أن أصلي بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا قال
ثابت فكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه
من السجود قعد بين السجدتين حتى يقول القائل قد نسي
باب التسوية بين السجود وبين الجلوس بين السجدتين أو مقاربة
ما بينهما
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو أحمد يعني الزبيري
نا مسعر عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء بن عازب قال
كان سجود النبي صلى الله عليه وسلم وركوعه وقعوده بين السجدتين قريبا من
السواء
باب الدعاء بين السجدتين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا حفص بن الصالح نا العلاء
بن المسيب عن عمرو بن مرة عن طلحة بن يزيد عن حذيفة والأعمش عن سعد بن عبيدة
عن المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر عن حذيفة قال
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل يصلي فجئت فقمت إلى جنبه فافتتح
البقرة فقلت يريد المائة فجاوزها فقلت يريد المائتين فجاوزها
فقلت يختم فختم ثم افتتح النساء فقرأها ثم قرأ آل عمران ثم ركع
340

قريبا مما قرأ ثم رفع فقال سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد قريبا
مما ركع ثم سجد نحوا مما رفع ثم رفع فقال رب اغفر لي نحوا
مما سجد ثم سجد نحوا مما رفع ثم قام في الثانية قال الأعمش فكان لا
يمر بآية تخويف إلا استعاذ أو استجار ولا آية رحمة إلا سأل ولا
آية يعني تنزيه إلا سبح
باب الجلوس بعد رفع الرأس من السجدة الثانية قبل القيام إلى الركعة
الثانية وإلى الركعة الرابعة
أ نا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا عبد الحميد بن
جعفر نا محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال
سمعته في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائما فذكر بعض الحديث وقال
ثم هوى إلى الأرض ساجدا ثم قال الله أكبر ثم جافى عضديه عن
إبطيه وفتح أصابع رجليه ثم ثنى رجله اليسرى وقعد عليها واعتدل
حتى يرجع كل عظم منه إلى موضعه ثم هوى ساجدا وقال الله أكبر
ثم ثنى رجله وقعد فاعتدل حتى يرجع كل عظم إلى موضعه ثم نهض
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا علي بن حجر حدثنا هشيم عن خالد
الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن الحويرث
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي فإذا كان في وتر من صلاته لم ينهض
حتى يستوي جالسا
341

باب الاعتماد على اليدين عند النهوض إلى الركعة الثانية وإلى الرابعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا
عبد الوهاب حدثنا خالد عن أبي قلابة قال
كان مالك بن الحويرث ما بيننا فيقول ألا أحدثكم
عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى في غير وقت صلاة فإذا رفع رأسه
من السجدة الثانية في أول ركعة استوى قاعدا ثم قام واعتمد على
الأرض
قال أبو بكر خبر أيوب عن أبي قلابة خرجته في كتاب الكبير
باب التكبير عند النهوض من الجلوس مع القيام معا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا
عمي أخبرني حياة حدثنا خالد بن يزيد عن بن أبي هلال عن نعيم المجمر قال
صليت وراء أبي هريرة فقال بسم الله الرحمن الرحيم ثم قرأ
بأم القرآن حتى بلغ ولا الضالين فقال آمين فقال الناس آمين
فلما ركع قال الله أكبر ثم سجد فلما رفع رأسه قال سمع الله لمن حمده ثم
قال الله أكبر ثم سجد فلما رفع قال الله أكبر فلما سجد قال
الله أكبر ثم استقبل قائما مع التكبير فلما قام من الثنتين قال
الله أكبر فلما سلم قال والذي نفسي بيده إني لأشبهكم صلاة
برسول الله صلى الله عليه وسلم
باب سنة الجلوس في المنكدر الأول
342

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ومحمد بن رافع وهذا حديث
بندار حدثنا أبو عامر انا فليح بن سليمان المدني حدثني عباس بن سهل الساعدي
قال
اجتمع أبو حميد الساعدي وأبو أسيد الساعدي وسهل بن سعد ومحمد
بن مسلمة فقال أبو حميد أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
الحديث بطوله وقال جلس فافترش رجله اليسرى وأقبل بصدر اليمنى
على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى وكفه اليسرى على
ركبته اليسرى وأشار بأصبعه السبابة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا بن إدريس
نا عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
أتيت المدينة فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
الحديث وقال وثنى رجله اليسرى ونصب اليمنى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه المخزومي حدثنا سفيان عن عاصم
عن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جلس في الصلاة افترش رجله اليسرى
ونصب رجله اليمنى
باب الزجر عن الاعتماد على اليد في الجلوس في الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن سهل بن عسكر والحسين بن مهدي
قالا حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن إسماعيل بن أمية عن نافع عن بن عمر قال
نهى النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس الرجل في الصلاة أن يعتمد على يده اليسرى
343

وقال الحسين بن مهدي نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعتمد الرجل على يديه
في الصلاة
باب رفع اليدين عند القيام من الجلسة في الركعتين الأوليتين للتشهد
قال أبو بكر في خبر علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان
إذا قام من السجدتين كبر ورفع يديه وكذلك في خبر أبي حميد
الساعدي وخبر عبد الحميد بن جعفر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا الصنعاني انا المعتمر قال سمعت
عبيد الله عن بن شهاب عن سالم عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه إذا دخل في الصلاة وإذا أراد
أن يركع وإذا رفع رأسه من الركوع وإذا قام من الركعتين يرفع
يديه في ذلك كله حذو المنكبين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم
المصري نا شعيب يعني بن يحيى التجيبي أخبرنا يحيى بن أيوب عن بن جريج عن بن
شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أنه سمع أبا هريرة يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة كبر ثم جعل يديه حذو
منكبيه وإذا ركع فعل مثل ذلك وإذا سجد فعل مثل ذلك ولا بالصلاة
حين يرفع رأسه من السجود وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك
ورواه عثمان بن الحكم الجذامي قال انا بن جريج أن بن شهاب
344

أخبره بهذا الإسناد مثله
وقال كبر ورفع يديه حذو منكبيه حدثنيه أبو
اليمن ياسين بن أبي زرارة المصري القتباني عن عثمان بن الحكم الجذامي
قال أبو بكر سمعت يونس يقول أول من قدم مصر بعلم بن
جريج أو بعلم مالك عثمان بن الحكم الجذامي
قال أبو بكر وسمعت أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي
يقول حدثنا بن أبي مريم حدثني عثمان بن الحكم الجذامي وكان
من خيار الناس
باب إدخال القدم اليسرى بين الفخذ اليمنى والساق في الجلوس في
المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى القطان حدثنا العلاء بن
عبد الجبار حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا عثمان بن حكيم حدثني عامر بن عبد الله
بن الزبير عن أبيه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذيه
وساقه ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى ووضع يده اليمنى على
فخذه اليمنى وأشار بأصبعه
وأشار عبد الواحد بأصبعه السبابة
باب وضع الفخذ اليمنى على الفخذ اليسرى في الجلوس في المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن عاصم
بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر قال
345

صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكبر حين دخل في الصلاة ورفع يديه
وحين أراد أن يركع رفع يديه وحين رفع رأسه من الركوع رفع
يديه ووضع كفيه وجافى يعني في السجود وفرش فخذه اليسرى
وأشار بأصبعه السبابة يعني في الجلوس في المنكدر
قال أبو بكر قوله وفرش فخذه اليسرى يريد لليمنى أبي فرش
فخذه اليسرى ليضع فخذه اليمنى على اليسرى كخبر آدم بن أبي إياس
وضع فخذه اليمنى على اليسرى
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا وهب بن جرير نا شعبة
عن عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر الحضرمي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين كبر وحين ركع وحين رفع
رأسه من الركوع وقال حين سجد هكذا وجافى يديه عن إبطيه
ووضع فخذه اليمنى على فخذه اليسرى وقال هكذا ونصب وهب
السبابة وعقد بالوسطى وأشار محمد بن يحيى أيضا بسبابته وحلق بالوسطى والابهام وعقد
بالوسطى
قال أبو بكر قوله ووضع فخذه اليمنى على فخذه اليسرى يريد في المنكدر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا يزيد بن
زريع حدثنا حسين العلم عن يزيد بن ميسرة عن أبي الجوزاء عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في الركعتين التحية وكان يفرش
رجله اليسرى تحت اليمنى
346

باب السنة في الجلوس في الركعة التي يسلم فيها أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد حدثنا عبد الحميد
بن جعفر حدثني محمد بن عطاء عن أبي حميد الساعدي قال
سمعته في عشر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كانت الركعة التي تنقضي فيها الصلاة أخر
رجله اليسرى وقعد على شقه متوركا ثم سلم
وفي خبر أبي عاصم أخر رجله اليسرى وجلس على شقه الأيسر
متوركا
وفي خبر محمد بن عمرو بن حلحلة عن محمد بن عمرو بن عطاء
فإذا جلس في الرابعة أخر رجليه فجلس على وركه هذا في خبر يحيى
بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب
وقال الليث في خبره عن خالد عن بن أبي هلال عن يزيد بن أبي
حبيب ويزيد بن محمد إذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى
ونصب الأخرى وقعد على مقعدته
قال أبو بكر قد خرجت هذه الأخبار في غير هذا الباب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن سعد الجوهري نا يعقوب بن
إبراهيم بن سعد عن أبيه عن بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن بن مسعود
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجلس في آخر صلاته على وركه اليسرى
347

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القطعي محمد بن يحيى نا عبد الأعلى نا
محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه انا عبد الله بن مسعود
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه المنكدر في الصلاة قال كنا نحفظه عن
عبد الله بن مسعود كما نحفظ حروف القرآن الواو والألف فإذا
جلس على وركه اليسرى قال التحيات لله والصلوات والطيبات السلام
عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ثم يدعوا لنفسه ثم يسلم وينصرف
باب المنكدر في الركعتين وفي الجلسة الأخيرة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا يحيى
نا الأعمش نا شقيق نا عبد الله ح وحدثنا محمد بن العلاء بن كليب نا أبو أسامة
ح ونا هارون بن إسحاق حدثنا بن فضيل ح وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع وابن إدريس
كلهم عن الأعمش ح وحدثنا أبو موسى نا أبو معاوية ح وحدثنا أبو حصين بن أحمد
بن يونس حدثنا عبثر حدثنا الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال
كنا إذا جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنكدر قلنا السلام على الله
من عباده السلام على فلان وفلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا
السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن إذا جلس أحدكم فليقل
التحيات لله والصلوات والطيبات والسلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذ قلتم ذلك
أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد
348

أن محمدا عبده ورسوله ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فليدع به
هذا لفظ حديث بندار وانتهى حديث بن فضيل وعبثر وابن إدريس
عند قوله
ورسوله ولم يقولوا ثم ليتخير أحدكم من الدعاء إلى آخره
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو حصين حدثنا عبثر نا حصين
وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا بن إدريس حدثنا حصين ح وحدثنا يوسف بن موسى
حدثنا جرير عن منصور ح وحدثنا يوسف بن موسى أيضا حدثنا جرير عن المغيرة
كلهم عن أبي وائل عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم في المنكدر
وحديث الأعمش إلى قوله ورسوله وزاد في حديث منصور ثم
يتخير في المسألة ما شاء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سلمان نا شعيب
يعني بن الليث حدثنا الليث عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير وطاوس عن بن عباس
أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا المنكدر كما يعلمنا القرآن وكان يقول
التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله سلام عليك أيها النبي
ورحمة الله وبركاته سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن
لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله
باب إخفاء المنكدر وترك الجهر به
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا يونس بن بكير
349

عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عبد الله قال
من السنة أن تخفي المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا حفص يعني بن الصالح
عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
نزلت هذه الآية في المنكدر ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها
باب الاقتصار في الجلسة الأولى على المنكدر وترك الدعاء بعد المنكدر
الأول
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن الأزهر وكتبته من أصله حدثنا
أبي عن بن إسحاق قال وحدثني عن تشهد رسول الله في وسط الصلاة وفي آخرها
عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد النخعي عن أبيه قال
وكنا نحفظه عن عبد الله بن مسعود كما نحفظ حروف القرآن حين
أخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمه إياه قال فكان يقول إذا جلس في
وسط الصلاة وفي آخرها على وركه اليسرى التحيات لله والصلوات
والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا
وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده
ورسوله قال ثم إذا كان في وسط الصلاة نهض حين يفرغ من تشهده
وإن كان في آخرها دعا بعد تشهده بما شاء الله أن يدعو ثم يسلم
قال أبو بكر قوله وفي آخرها على وركه اليسرى إنما كان يجلسها
350

في آخر صلاته لا في وسط صلاته وفي آخرها كما رواه عبد الأعلى
عن محمد بن إسحاق وإبراهيم بن سعيد الجوهري عن يعقوب بن إبراهيم
باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب القرشي
حدثنا عمي حدثني أبو هانئ أن أبا علي الجنبي حدثه أنه سمع فضالة بن عبيد يقول
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاة لم يحمد الله ولم يصل على
النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجلت أيها المصلي ثم علمهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمع رجلا يصلي على النبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
أيها المصلي أدع تجب وسل تعط
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بكر بن إدريس بن الحجاج بن هارون المقرئ نا أبو
عبد الرحمن المقرئ عن أبي هاني عن أبي علي عمرو بن مالك الجنبي عن فضالة بن عبيد الأنصاري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي لم يحمد الله ولم يمجده ولم
يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وانصرف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عجل هذا
فدعاه وقال له ولغيره إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه والثناء
عليه وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء
باب صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في المنكدر والدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم
إنما سئل قد علمنا السلام عليك وكيف الصلاة عليك في المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الأزهر وكتبته من أصله نا يعقوب
351

نا أبي عن بن إسحاق قال وحدثني في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء
المسلم صلى عليه في صلاته محمد بن إبراهيم عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه عن
أبي مسعود عقبة بن عمرو قال
أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده فقال
يا رسول الله أما السلام فقد عرفناه فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا
في صلاتنا صلى الله عليك قال فصمت حتى أحببنا أن الرجل لم
لم يسأله ثم قال إذا أنتم صليتم علي فقولوا اللهم صلي على محمد
النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم
وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
باب وضع اليدين على الركبتين في المنكدر الأول والثاني والإشارة
بالسبابة من اليد اليمنى
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان حدثني
يحيى بن سعيد عن مسلم ثم لقيت مسلما فحدثني مسلم بن أبي مريم حدثني علي بن
عبد الرحمن المعاوي قال صليت الظهر إلى جنب بن عمر ح وحدثنا أبو موسى
ويحيى بن حكيم وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالوا حدثنا سفيان عن مسلم بن أبي
مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي وقال يحيى بن حكيم قال سمعت علي بن
عبد الرحمن الأنصاري يقول
صليت إلى جنب بن عمر فقلبت الحصا فقال لا تقلب الحصا
ولكن افعل كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل قلت وكيف رأيته
352

يفعل قال هكذا فوضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ويده اليمنى
على فخذه اليمنى ورفع إصبعه السبابة هذا حديث يحيى بن حكيم
وزاد يحيى أيضا قال حدثنا سفيان قال كان يحيى بن سعيد حدثنا
بهذا الحديث عن مسلم بن أبي مريم فلقيت أنا مسلما فسألته فحدثني به
وقال المخزومي في حديثه فوضع يده اليمنى على فخذه اليمنى
وعقد إصبعين وحلق الوسطى وأشار بالتي تلي الإبهام ووضع يده
اليسرى على فخذه اليسرى
باب التحليق بالوسطى والإبهام عند الإشارة بالسبابة في المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق نا بن فضيل ح وحدثنا
الأشج نا بن إدريس ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا عبد الله يعني بن إدريس
ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا كلهم عن عاصم بن
كليب عن أبيه عن وائل بن حجر وهذا لفظ حديث بن فضيل قال
كنت في من أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم كيف يصلي فلما جلس افترش رجله اليسرى ثم وضع يده
اليسرى على فخذه اليسرى ثم وضع حد مرفقه الأيمن على فخذه
اليمنى ثم عقد يعني ثنتين ثم حلق وجعل يشير بالسباحة يدعو
وقال بن خشرم وحلق بالوسطى والإبهام ورفع التي بينهما يدعو
بها يعني المسبحة
353

باب صفة وضع اليدين على الركبتين في المنكدر وتحريك السبابة عند
الإشارة بها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معاوية بن عمرو حدثنا
زائدة نا عاصم بن كليب الجرمي أخبرني أبي أن وائل بن حجر أخبره قال
قلت لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يصلي قال فنظرت
إليه يصلي فكبر فذكر بعض الحديث وقال ثم قعد فافترش رجله
اليسرى ووضع كفه اليسرى على فخذه وركبته اليسرى وجعل حد مرفقه
الأيمن على فخذه اليمنى ثم قبض ثنتين من أصابعه وحلق
حلقة ثم رفع إصبعه فرأيته يحركها يدعو بها
قال أبو بكر ليس في شئ من الأخبار يحركها إلا في هذا الخبر
زائد ذكره
باب حني السبابة عند الإشارة بها في المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق حدثنا بن بهز عن عصام
بن قدامة عن مالك الهدي عن أبيه قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة واضعا يده اليمنى على فخذه اليمنى
وهو يشير بإصبعه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم عن عصام فذكر الحديث
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى نا الفضل
354

نا عصام بن قدامة الجدلي حدثني مالك بن نمير الهدي من أهل البصرة أن أباه حدثه أنه
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا في الصلاة واضعا ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى رافعا
أصبعه السبابة قد أحناها شيئا وهو يدعو
باب بسط يد اليسرى عند وضعه على الركبة اليسرى في الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس في الصلاة وضع يديه على ركبتيه
ورفع إصبعه التي تلي الإبهام اليمنى فيدعوا بها ويده اليسرى على ركبته
باسطها عليه
باب النظر إلى السبابة عند الإشارة بها في المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد نا بن عجلان عن
عامر بن عبد الله بن الزبير عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد وضع يده اليسرى على فخذه اليسرى
ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه السبابة لا يجاوز
بصره إشارته
باب الإشارة بالسبابة إلى القبلة في المنكدر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل يعني بن جعفر
355

نا مسلم بن أبي مريم عن علي بن عبد الرحمن المعاوي عن عبد الله بن عمر
أنه رأى رجلا يحرك الحصا بيده وهو في الصلاة فلما انصرف
قال له عبد الله لا تحرك الحصا وأنت في الصلاة فإن ذلك من الشيطان
ولكن اصنع كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع قال فوضع يده اليمنى
على فخذه وأشار بأصبعه التي تلي الإبهام إلى القبلة ورمى ببصره إليها
أو نحوها ثم قال هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع
باب إباحة الدعاء بعد المنكدر وقبل السلام بما أحب المصلي ضد
قول من زعم أنه غير جائز أن يدعي في المكتوبة إلا بما في القرآن
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن أبي
إسحاق قال سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله بن مسعود قال
ألا وإنا كنا لا ندري ما نقول في كل ركعتين إلا أن نسبح ونكبر
ونحمد ربنا وأن محمدا علم فواتح الخير وجوامعه فقال إذا قعدتم
في كل ركعتين فقولوا التحيات لله والصلوات الطيبات السلام عليك
أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ثم يتخير
أحدكم من الدعاء أعجبه فليدع به
باب الأمر بالتعوذ بعد المنكدر وقبل السلام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن
356

يونس ح وأخبرنا محمد بن إسماعيل الأحمسي أخبرنا وكيع ح وحدثنا هارون بن
إسحاق نا مخلد بن يزيد الحراني جميعا عن الأوزاعي عن حسان بن عطية عن
محمد بن أبي عائشة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع
يقول اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن شر
فتنة المسيح الدجال ومن شر فتنة المحيا والممات هذا حديث وكيع
وفي حديث عيسى سمعت أبا هريرة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسماعيل الأحمسي نا وكيع عن الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني نا روح نا بن
جريج أخبرني بن طاوس عن أبيه
أنه كان يقول بعد المنكدر كلمات كان يعظمهن جدا قلت في
المثنى كليهما قال بل في المثنى الأخير بعد المنكدر قلت ما هو
قال أعوذ بالله من عذاب القبر وأعوذ بالله من عذاب جهنم وأعوذ بالله
من شر المسيح الدجال وأعوذ بالله من عذاب القبر وأعوذ بالله من
فتنة المحيا والممات قال كان يعظمهن
قال بن جريج أخبرنيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم
357

باب الاستغفار بعد المنكدر وقبل السلام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر نا يحيى يعني بن حسان
نا يوسف بن يعقوب الماجشون عن أبيه عن الأعرج عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن
أبي طالب
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من آخر ما يقول بين المنكدر والتسليم اللهم
اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني
أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني
أبي حدثنا حسين المعلم عن بن بريدة حدثني حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدثه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فإذا هو برجل قد قضى صلاته وهو
يتشهد ويقول اللهم إني أسألك بالله الواحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد
ولم يكن له كفوا أحد أن تغفر لي ذنوبي إنك أنت الغفور الرحيم قال
النبي صلى الله عليه وسلم قد ورجاله له ورجاله له ثلاث مرات
باب مسألة الله الجنة بعد المنكدر وقبل التسليم والاستعاذة بالله بن النار
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل ما تقول في الصلاة قال أتشهد ثم
أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار أما والله ما أحسن
358

دندنتك ولا دندنة معاذ فقال النبي صلى الله عليه وسلم حولهما ندندن
قال أبو بكر الدندنة الكلام الذي لا يفهم
باب التسليم من الصلاة عند انقضائها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الرحمن بن مهدي نا عبد الله
بن جعفر الزهري عن إسماعيل بن محمد بن عامر بن سعد عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده وعن
يساره حتى يرى بياض خده
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي أخبرنا عبد الله
بن المبارك أخبرنا مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد بن أبي وقاص
عن أبيه قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره حتى يرى بياض
خده فقال الزهري لم نسمع هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
إسماعيل أكل حديث النبي صلى الله عليه وسلم سمعت قال لا
قال والثلثين قال لا قال فالنصف قال لا قال فهذا في النصف الذي لم
تسمع
باب صفة السلام في الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد وزياد
بن أيوب قال إسحاق حدثنا عمر وقال زياد حدثني عمر بن عبيد الطنافسي عن
أبي إسحاق عن أبي الأحوص عبد الله قال
359

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض خده السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته وعن شماله حتى يبدو بياض خده السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
باب إباحة الاقتصار على تسليمة واحدة من الصلاة والدليل على أن
تسليمة واحدة تجزئ وهذا من اختلاف المباح فالمصلي مخير بين
أن يسلم تسليمة واحدة وبين أن يسلم تسليمتين كمذهب الحجازيين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ومحمد بن خلف العسقلاني
ومحمد بن مهدي العطار قالوا حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن محمد المكي عن
هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم في الصلاة تسليمة واحدة تلقاء وجهه
يميل إلى الشق الأيمن شيئا
قال بن مهدي قال أنا زهير بن محمد المكي
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا معلى بن أسد العمي حدثنا
وهيب عن عبيد الله بن عمر عن القاسم عن عائشة رضي الله عنها وثلاثمائة
كانت تسلم تسليمة واحدة قبالة وجهها السلام عليكم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد نا معلى نا وهيب عن هشام بن عروة عن أبيه
أنه كان يسلم واحدة السلام عليكم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن عبيد الله عن القاسم قال
360

رأيت عائشة تسلم واحدة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عبد الوهاب نا عبيد الله نا عبيد الله
بهذا مثله
وزاد ولا تلتفت عن يمينها ولا عن شمالها
باب الزجر عن الإشارة باليد يمينا وشمالا عند السلام من الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار والحسن بن محمد قالا حدثنا
يزيد بن هارون قال أخبرنا مسعر ح ونا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن
يونس عن مسعر بن كدام ح وحدثنا الحسن بن محمد أيضا نا محمد بن عبيد
الطنافسي حدثنا مسعر وحدثنا سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن مسعر عن عبيد الله بن
القبطية عن جابر بن سمرة قال
كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم قلنا بأيدينا السلام عليكم يمينا
وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي أرى أيديكم كأنها أذناب خيل
شمس ليسكن أحدكم في الصلاة هذا حديث بندار
وقال آخرون أما يكفي أحدكم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم
عن يمينه وعن شماله إلا أن بن خشرم قال في حديثه ثم يسلم من
عن يمينه ومن عن شماله
وفي حديث وكيع على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله
قال الحسن بن محمد في حديث يزيد كنا إذا صلينا خلف رسول
الله صلى الله عليه وسلم قلنا السلام على الله السلام على جبرائيل السلام على ميكائيل
361

وأشار أبو خالد يعني يزيد بن هارون بيده فرمى بها يمينا وشمالا
قال الحسن بن محمد ثم ذكر نحوه يعني نحو حديث محمد بن عبيد
باب حذف السلام من الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي الصيرفي نا محمد بن يوسف
الفريابي حدثنا الأوزاعي عن قرة بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي
هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال حذف السلام سنة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه علي بن سهل الرملي حدثنا
عمارة بن بشر المصيصي عن الأوزاعي بهذا الإسناد قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم حذف السلام سنة
قال أبو بكر رواه عيسى بن يونس وابن المبارك ومحمد بن يحيى عن الفريابي قالوا
كلهم عن أبي هريرة قال
حذف السلام سنة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثناه أبو عمار نا عيسى بن يونس ح وحدثنا محمد
بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا حرمي بن عمارة
قالا نا عبد الله بن المبارك ح وحدثنا محمد بن يحيى نا محمد بن يوسف كلهم عن
الأوزاعي
باب الثناء على الله عز وجل بعد السلام من الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب الدورقي نا أبو معاوية عن عاصم
الأحول عن عوسجة بن الرماح عن عبد الله بن أبي الهذيل عن عبد الله بن مسعود قال
362

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الصلاة لا يجلس إلا مقدار ما
يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
باب الاستغفار مع الثناء على الله بعد السلام من الصلاة
أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه
قال نا محمد بن مسكين اليمامي والحسن بن إسرائيل اللؤلؤي
الرملي قالا حدثنا بشر بن بكر قال اللؤلؤي قال حدثني وقال اليمامي قال
أخبرنا الأوزاعي قال حدثني أبو عمار حدثني أبو أسماء الرحمى حدثني ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاث
مرات ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال
والإكرام
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن يزيد بن عليل العنزي المصري قالوا
حدثني عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي بهذا الإسناد ومثله سواء
وروى عمرو بن هشام البيروتي عن الأوزاعي فقال ذكر هذا
الدعاء قبل السلام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن ميمون المكي نا عمرو بن هاشم
البيروتي حدثني الأوزاعي حدثني أبو عمار عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
363

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يسلم من الصلاة استغفر ثلاثا
ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام
ثم يسلم
قال أبو بكر وإن كان عمرو بن هاشم أو محمد بن ميمون لم يغلط
في هذه اللفظة حنث قوله قبل السلام فإن هذا الباب يرد إلى الدعاء
قبل السلام
باب التهليل والثناء على الله بعد السلام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا إسماعيل
بن علية حدثني الحجاج بن أبي عثمان حدثنا أبو الزبير قال سمعت عبد الله بن الزبير
يخطب على هذا المنبر وهو يقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في دبر الصلاة يقول لا إله إلا الله
لا نعبد إلا إياه أهل النعمة والفضل والثناء الحسن لا إله إلا الله
مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خلف العسقلاني نا آدم يعني
بن أبي إياس نا أبو
عمر الصنعاني وهو حفص بن ميسرة عن موسى بن عقبة عن
أبي الزبير الملكي عن عبد الله بن الزبير قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند انقضاء صلاته قبل أن يقوم لا
إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ
قدير ولا قوة إلا بالله ولا نعبد إلا إياه له النعمة والفضل والثناء
الحسن لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون
364

أنا أبو طاهر نا عبد الله بن محمد الزهري نا سفيان قال سمعته من
عبدة يعني بن أبي لبانة سمعته من وراد غالبا المغيرة قال كتب معاوية إلى المغيرة
أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قضى
الصلاة ح وحدثنا الحسن بن محمد نا أسباط بن محمد نا عبد الملك بن عمير ح وحدثنا
أبو موسى ويحيى بن حكيم قالا حدثنا عبد الرحمن نا سفيان عن عبد الملك ح وحدثنا
زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا عبد الملك قال سمعت ورادا يحدث وفي حديث
أسباط وسفيان عن وراد عن المغيرة بن شعبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة لا إله إلا الله وحده
لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم لا مانع
لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
وفي حديث عبد الرحمن قال أملي علي المغيرة بن شعبة فكتبت
إلى معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر كل صلاة مكتوبة
فإما أبو هاشم فإنه حدثنا بحديث هشيم في عقب خبر اني ومجالد عن الشعبي
عن وراد
أن معاوية كتب إلى المغيرة أن اكتب إلي بشئ سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال فكتب إليه المغيرة إني سمعته يقول عند انصرافه من
الصلاة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو
كل شئ قدير ثلاث مرات قال وكان ينهي عن قيل وقال وكثرة
السؤال وإضاعة المال ومنع وهات وعقوق الأمهات ووأد البنات
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بهذا الخبر الدورقي وأبو هاشم قالا
حدثنا هشيم أخبرنا غير واحد منهم المغيرة ومجالد ورجل ثالث أيضا كلهم عن الشعبي
365

ثم أخبرنا أبو هاشم في عقب هذا الخبر حدثنا هشيم أخبرنا عبد الملك بن عمير قال
سمعت ورادا يحدث هذا الحديث
عن المغيرة عن النبي
باب جامع الدعاء بعد السلام في دبر الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا حجاج بن منهال وأبو صالح
غالبا الليث جميعا عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي
سلمة عن عمه الماجشون بن أبي سلمة عن الأعرج وهو عبد الرحمن بن هرمز عن عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن
أبي طالب
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان إذا فرغ من صلاته فسلم قال
اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت
وما أنت أعلم به مني أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت قال أبو
صالح لا إله لي إلا أنت
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عباد بن آدم البصري أنا مروان بن
معاوية ها عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه قال
كنا نغدوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيجيئ الرجل وتجيئ المرأة فيقول
يا رسول الله كيف أقول إذا صليت قال قل اللهم اغفر لي وارحمني
واهدني وعافني وارزقني فقد جمع لك دنياك وآخرتك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا
بن وهب أخبرني حفص بن ميسرة عن موسى عن عقبة عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه
أن كعبا حلف له بالذي فلق البحر لموسى إنا نجد في التوراة
366

أن داود نبي الله كان إذا انصرف من صلاته قال اللهم أصلح لي ديني
الذي جعلته لي عصمة وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي اللهم
أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك
اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
قال وحدثني كعب أن صهيبا صاحب النبي
صلى الله عليه وسلم حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقولهن عند انصرافه من صلاته
باب التعوذ بعد السلام من الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عثمان العجلي نا عبيد الله بن
موسى عن شيبان عن عبد الملك بن عمير عن مصعب بن سعد وعمرو بن ميمون
الأزدي قالا
كان سعد يعلم بنيه هؤلاء الكلمات كما يعلم المكتب الغلمان
يقول إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ بهن دبر الصلاة اللهم إني أعوذ
بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك من أن أرد إلى أرذل
العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا وأعوذ بك من عذاب القبر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن إسماعيل الأحمسي نا وكيع عن
عثمان الشحام عن مسلم بن أبي بكرة عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في دبر الصلاة اللهم إني أعوذ بك من
الكفر والفقر وعذاب القبر
باب فضل التسبيح والتحميد والتكبير بعد السلام من الصلاة
367

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن بشر بن
عاصم عن أبيه عن أبي ذر قال
يا رسول الله ذهب أهل الأموال الدثور بالأجور يقولون كما تقول
وينفقون ولا ننفق قال أولا أخبرك بعمل إذا أنت عملته أدركت
من قبلك وفت من بعدك إلا من قال مثل قولك تقول في دبر كل صلاة
تسبح ثلاثا وثلاثين وتحمد وتكبر مثل ذلك وإذا أويت إلى فراشك
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا المعتمر
قال سمعت عبيد الله عن سمي عن أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال
جاء الفقراء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا ذهب أهل الدثور من
الأموال بالدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون
كما نصوم ولهم فضول يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون
فقال ألا أخبركم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم
أحد من بعدكم وكنتم خير من أتم بين ظهريه إلا أحد عمل بمثل
أعمالكم تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين
قال فاختلفنا بيننا فقال بعضنا نسبح ثلاثا وثلاثين ونحمد ثلاثا
وثلاثين ونكبر أربعا وثلاثين فرجعت إليه فقال تقول سبحان
الله والحمد لله والله أكبر حتى تتم منهن كلهن ثلاثا وثلاثين
باب استحباب التهليل بعد التسبيح والتحميد والتكبير بعد السلام من
الصلاة تكملة المائة وما يرجى في ذلك من مغفرة الذنوب السالفة وإن
368

كانت كثيرة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر نا خالد يعني بن عبد الله عن
سهيل عن أبي عبيد عن عطاء بن يزيد المؤذن عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين
وكبر الله ثلاثا وثلاثين وحمد الله ثلاثا وثلاثين فذلك تسعة وتسعون
ثم قال تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير غفرت له خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر
باب الأمر بمسألة T في دبر الصلوات المعونة على
ذكره وشكره وحسن عبادته والوصية بذلك
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن مهدي العطار حدثنا المقرئ
حدثنا حياة عن عقبة بن مسلم عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن الصنابحي عن معاذ بن جبل
أنه قال
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بيدي فقال لي يا معاذ والله إني لأحبك
فقلت معبد أنت وأمي والله إني لأحبك قال يا معاذ إني أوصيك
لا تدعن أن تقول دبر كل صلاة اللهم حنث على ذكرك وشكرك
وحسن عبادتك وأوصى بذلك معاذ الصنابحي وأوصى به الصنابحي
أبا عبد الرحمن الحبلي وأوصى به أبو عبد الرحمن عقبة بن مسلم
باب استحباب زيادة التهليل مع التسبيح والتكبير والتحميد تمام المائة
369

وأن نجعل كل واحد خمسا وعشرين تكملة المائة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا
عثمان بن عمر أخبرنا هشام بن حسان ح وحدثنا الحسين بن الحسن أخبرنا الثقفي
حدثنا هشام عن محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح عن زيد بن ثابت أنه قال
أمرنا أن نسبح في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين ونحمده ثلاثا
وثلاثين ونكبره أربعا وثلاثين فأتي رجل من الأنصار في نومه فقيل
له أمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تسبحوا في دبر كل صلاة كذا وكذا
قال نعم قال فاجعلوها خمسا وعشرين واجعلوا فيه التهليل فلما
مطرف أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فافعلوا
هذا حديث الثقفي
وقال أبو قدامة فأتى رجل في منامه فقيل له أمركم محمد صلى الله عليه وسلم
أن تسبحوا في دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين وتحمده ثلاثا وثلاثين
وتكبره أربعا وثلاثين فقال نعم وذكر بقية الحديث
باب فضل التحميد والتسبيح والتكبير يوصف بالعدد الكثير من
خلق الله أو غير خلقه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا سفيان بن عيينة ح وحدثنا
عبد الجبار بن العلاء نا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن وهو مولى آل طلحة عن
كريب عن بن عباس قال
قالت جويرية بنت الحارث وكان اسمها برة فحول النبي صلى الله عليه وسلم
370

اسمها وسماها جويرية وكره أن يقال خرج من عند برة قالت خرج
النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في مصلاي فرجع حين تعالى النهار وأنا فيه فقال
لم تزالي في مصلاك منذ خرجت قلت نعم قال قد قلت أربع
كلمات ثلاث مرات لو وزن بما قلت لوزنتهن سبحان الله وبحمده
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته هذا حديث يحيى
بن حكيم
وقال عبد الجبار عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى
صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد فذكر الحديث ولم يذكر ما
قبل هذا من الكلام
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة المصري
حدثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني بن عجلان عن المصعب بن محمد بن
شرحبيل عن محمد بن سعد بن زرارة عن أبي أمامة الباهلي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يحرك شفتيه فقال ماذا تقول
يا أبا أمامة قال أذكر ربي قال أفلا أخبرك بأكثر أو
أفضل من ذكرك الليل مع النهار والنهار مع الليل أن تقول سبحان
الله عدد ما خلق وسبحان الله ملء ما خلق وسبحان الله عدد ما في الأرض
والسماء وسبحان الله ملء ما في الأرض والسماء وسبحان الله عدد ما
أحصى كتابه وسبحان الله عدد كل شئ وسبحان الله ملء كل شئ
وتقول الحمد مثل ذلك
371

باب الأمر بقراءة المعوذتين في دبر الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال قرأت على محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
فأخبرني أن أباه أخبرهم قال أخبرنا الليث وحدثنا الحسن بن محمد وحدثنا عاصم يعني
بن علي حدثنا ليث عن حنين بن أبي حكيم
عن علي بن رباح وفي حديث بن عبد الحكم عن علي بن رباح عن عقبة قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤوا المعوذات في دبر كل صلاة لم
يقل الحسن بن محمد لي
باب فضل الجلوس في المسجد بعد الصلاة متطهرا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق حدثنا بن فضيل عن
محمد بن إسحاق ح وحدثنا عيسى بن إبراهيم حدثنا بن وهب عن حفص بن ميسرة
كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا صلى أحدكم ثم جلس مجلسه
الذي صلى فيه لم تزل الملائكة تصلي عليه اللهم اغفر له اللهم ارحمه
ما لم يحدث
هذا حديث بن فضيل وفي خبر بن وهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
إذا صلى المسلم ثم جلس في مصلاه لم تزل الملائكة تدعو له اللهم اغفر
له اللهم ارحمه ما لم يحدث أو يقوم
باب استحباب الجلوس في المسجد بعد الفجر إلى طلوع الشمس
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر ح وحدثنا أبو
372

موسى حدثنا عبد الرحمن قالا حدثنا شعبة عن سماك
أنه سأل جابر بن سمرة كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع إذا صلى الصبح قال كان يقعد في مصلاه إذا صلى
الصبح حتى تطلع الشمس
هذا لفظ حديث بندار
جماع أبواب
اللباس في الصلاة
باب الرخصة في الصلاة في الثوب الواحد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن
قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أيصلي أحدنا في الثوب الواحد
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أو لكلكم ثوبان قال أبو هريرة للذي سأله أتعرف
أبا هريرة فإنه يصلي في ثوب واحد وثيابه موضوعة على المشجب
هذا حديث سعيد بن عبد الرحمن
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا يحيى بن سعيد نا يزيد بن جلس
حدثني أبو حازم عن أبي هريرة قال
والذي نفس أبي هريرة بيده لقد رأيتني وإني أنظر في المسجد ما
أكاد أن أرى رجلا يصلي في ثوبين التجارة اليوم تصلون في اثنين
وثلاثة
373

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي نا بن وهب
عن مخرمة عن أبيه عن سعيد بن المسيب
وسئل عن الرجل يصلي في قميص واحد ليس عليه إزاره فقال
ليس بذلك بأس إذا كان يواريه وقال ذلك عمرو بن شعيب
وقال بكير قال سعيد بن المسيب قال بن مسعود
قد كنا نصلي في الثوب الواحد حتى جاءنا الله بالثياب فقال
لا تصلوا إلا في ثوبين فقال أبي بن كعب ليس في هذا شئ قد
كنا نصلي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثوب الواحد ولنا ثوبان فقيل
لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ألا تقضي بين هذين وهو معهم
قال أنا معي
باب المخالفة بين طرفي الثوب إذا صلى المصلي في الرداء الواحد أو
الإزار الواحد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن
زيد ح وحدثنا بندار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثنا أبو
كريب نا أبو أسامة وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع كلهم عن هشام بن عروة
ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا الحسن بن حبيب يعني بن ندبة حدثنا هشام عن أبيه
عن عمرو بن أبي سلمة قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في بيت أم سلمة في ثوب واحد قد
خالف بين طرفيه
374

باب إباحة الصلاة في الثوب الواحد وبحضرة المصلي ثياب له غير
الثوب الواحد الذي يصلي فيه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث وأسامة بن زيد المؤذن عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحدا مخالفا بين طرفيه
على عاتقيه وثيابه على المشجب
باب عقد الإزار على العاتقين إذا صلى المصلي في إزار واحد ضيق
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو قدامة نا يحيى عن سفيان حدثني أبو
حازم عن سهل بن سعد قال
كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدين أزرهم على أعناقهم
كهيئة الصبيان فيقال للنساء لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوسا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بنحوه سلم بن جنادة نا وكيع
عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد وزاد قال من ضيق الأزر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني حدثنا
بن فضيل عن أبيه عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
كنت في سبعين من أصحاب الصفة ما منهم رجل عليه رداء إما
بردة أو كساء قد ربطوها في أعناقهم فمنها ما يبلغ الساق
ومنها ما يبلغ الكعبين فيجمعه بيده كراهية أن ترى عورته
375

قال أبو بكر أبو حازم مدني اسمه سلمة بن دينار الذي روى عن
سهل بن سعد والذي روى عن أبي هريرة سلمان الأشجعي
باب الزجر عن الصلاة في الثوب الواحد الواسع ليس على عاتق
المصلي منه شئ بذكر خبر مجمل غير مفسر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن
قالا حدثنا سفيان ح وحدثنا علي بن حجر حدثنا بن أبي الزناد ح وحدثنا سلم بن جنادة
حدثنا وكيع عن سفيان كلهم عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يصلين أحدكم في الثوب الواحد ليس
على عاتقه منه شئ غير أن عبد الجبار قال عن أبي هريرة يبلغ به
باب ذكر الخبر المفسر للفظة التي ذكرتها والدليل على أن
الزجر عن الصلاة في الثوب الواحد ليس على عاتق المصلي منه
شئ إذا كان الثوب واسعا إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أباح الصلاة في
الثوب الواحد الضيق إذا شده المصلي على حقوه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع حدثنا أبو بحر عبد الرحمن
بن عثمان البكراوي حدثنا سعيد بن أبي عروبة حدثنا أيوب عن نافع قال
رآني بن عمر وأنا أصلي في ثوب واحد فقال ألم أكن أكسك
ثوبين قال قلت بلى قال أرأيت لو أرسلتك في حاجة أكنت
منطلقا في ثوب واحد قلت لا قال فالله
أحق أن تزين له ثم قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا لم يكن لأحدكم إلا ثوب واحد فليشد به حقوه ولا يشتمل
376

به اشتمال اليهود
قال أبو بكر وهذا الخبر أيضا مجمل غير مفسر أراد النبي صلى الله عليه وسلم
بهذا الثوب الذي أمر بشدة على حقوه الثوب الضيق دون الواسع
والمفسر لهذين الخبرين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وهو ما حدثناه محمد بن رافع حدثنا
شريح عن النعمان حدثنا فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث
أنه أتى جابر بن عبد الله هو ونفر قد سماهم فلما دخلنا عليه
وجدناه يصلي في ثوب واحد ملتحفا به قد خالف بين طرفيه ورداؤه
قريب منه لو تناوله أبلغه قال فلما سلم سألناه عن صلاته في ثوب
واحد فقال أفعل هذا ليراني الحمقى أمثالكم فيفشو عن جابر رخصة
رخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم إني خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره
فجئته ليلة لبعض أمري فوجدته يصلي وعلى ثوب واحد قد اشتملت به
وصليت إلى جنبه فلما انصرف قال ما السرى يا جابر فأخبرته
بحاجتي فلما فرغت قال يا جابر ما هذا الاشتمال الذي رأيت
فقلت كان ثوبا واحدا ضيقا فقال إذا صليت وعليك ثوب واحد
فإن كان واسعا فالتحف به وإن كان ضيقا فاتزر به
باب الرخصة في الصلاة في بعض الثوب الواحد يكون بعضه على
المصلي وبعضه على غيره
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر أنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان
377

حدثنا أبو إسحاق الشيباني سمعه من عبد الله بن شداد عن ميمونة قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وعلى مرط علي بعضه وعليه بعض وأنا
حائض
المرط أكسية من صوف
باب ذكر اشتمال المنهي عنه في الصلاة تشبها بفعل اليهود وهو تجليل
البدن كله بالثوب الواحد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا سعيد بن
عامر نا سعيد ح وحدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبد الوهاب بن عطاء عن
سعيد عن أيوب عن نافع عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى أحدكم في ثوب واحد
فليشده على حقوه ولا تشتملوا كاشتمال اليهود
هذا حديث بن أبي صفوان
باب اشتمال المباح في الصلاة وهو عقد طرفي الثوب على العاتق إذا
كان الثوب واسعا يمكن عقد طرفيه على العاتقين فيستر العورة
بذكر خبر مختصر غير متقص قوله
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء العطار نا سفيان عن
هشام عن أبيه عن عمر بن أبي سلمة قال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أم سلمة في ثوب مشتملا به
باب ذكر الخبر المتقصى المفسر للفظة المختصرة التي ذكرتها قبل
378

والدليل على أن الاشتمال المباح في الصلاة وضع طرفي الثوب على
العاتقين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة عن
هشام عن أبيه أن عمر بن أبي سلمة أخبره قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب مشتملا به في بيت أم سلمة واضعا
طرفيه على عاتقيه
باب النهي عن السدل في الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى نا عبد الله يعني بن المبارك
عن الحسن بن ذكوان عن سليمان الأحول عن عطاء عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن السدل في الصلاة وأن يغطي الرجل فاه
باب إجازة الصلاة في الثوب الذي يخالطه الحرير
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمر بن حفص الشيباني حدثنا أبو عاصم
عن عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب عن مرثد بن عبد الله عن عقبة بن عامر
عن عمر قال
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في فروج من حرير ثم لم يلبث أن نزعه
هكذا حدثنا به الشيباني قال عن عمر وهو وهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وحدثنا به بندار وأبو موسى قالا عن
عقبة بن عامر قال
379

رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يذكرا عمر هذا هو الصحيح وذكر
عمر في هذا الخبر وهم وإنما الصحيح عن عقبة بن عامر رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
باب نفي قبول صلاة الحرة المدركة بغير خمار
أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا هشام بن عبد الملك أبو الوليد والحجاج
بن المنهال قالا حدثنا حماد بن سلمة عن قتادة عن محمد بن سيرين عن صفية بنت الحارث
عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقبل الله صلاة امرأة قد حاضت إلا
بخمار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا بندار نا يحيى نا حميد بن عبد الله حدثتني
أمي عن عائشة
إنها قالت لا ينبغي لامرأة أن تصلي
قال أبو بكر حميد بن عبد الله هو الخراط
باب الرخصة في الصلاة في الثوب الذي يجامع الرجل فيه أهله
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
أخبرني عمرو وابن لهيعة والليث بن سعد ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن الحكم أخبرنا أبي
وشعيب قالا أخبرنا الليث بن سعد ح وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا أبو الوليد حدثنا الليث بن
سعد وحدثنا الفضل بن يعقوب الجزري حدثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق كلهم عن
380

يزيد بن أبي حبيب عن سويد بن قيس عن معاوية بن خديج قال سمعت معاوية بن أبي
سفيان يقول
سألت أم حبيبة هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي يجامعها
فيه قالت نعم إذا لم يرى فيه أذى
وقال بن الحكم والفضل ويحيى بن حكيم عن معاوية بن أبي سفيان
وفي حديث بن إسحاق في الثوب الذي يضاجعك فيه
باب الأمر بزر القميص والجبة إذا صلى المصلي في أحدهما لا ثوب
عليه غيره
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرنا عبد العزيز بن محمد
الدراوردي عن موسى بن إبراهيم قال سمعت سلمة بن الأكوع يقول
قلت يا رسول الله أكون في الصيد فتحضر الصلاة وعلي قميص
قال شده ولو بشوكة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا عبد العزيز بن
محمد المدني حدثني موسى بن إبراهيم عن سلمة بن الأكوع قال
سألت النبي صلى الله عليه وسلم قلت أكون في الصيد وليس علي إلا قميص
واحد أو جبة واحدة فأزره قال نعم ولو بشوكة
قال مرة فقال زره ولو بشوكة
قال أبو بكر موسى بن إبراهيم هذا هو بن عبد الرحمن بن عبد الله
بن أبي ربيعة هكذا نسبه عطاف بن خالد وأنا أظنه بن إبراهيم
بن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر بن أبي ربيعة أبوه إبراهيم هو
381

الذي ذكره شرحبيل بن سعد أنه دخل وإبراهيم بن عبد الله بن عبد
الرحمن بن معمر بن أبي ربيعة على جابر بن عبد الله في حديث طويل
ذكره
باب الرخصة في الصلاة محلول الإزرار إذا كان على المصلي أكثر من
ثوب واحد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى حدثنا صفوان بن صالح
الثقفي نا الوليد بن مسلم حدثنا زهير بن محمد نا زيد بن أسلم قال
رأيت بن عمر يصلي محلول إزراره فسألته عن ذلك فقال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى حدثنا سليمان بن عبد الرحمن
حدثنا الوليد بهذا مثله
غير أنه لم يقل فسألته وقال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي محلول الأزرار
باب التغليظ في إسبال الأزر في الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن خلف الحدادي أخبرنا معاوية بن
هشام نا شيبان بن عبد الرحمن عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان
عن عبد الله بن عمرو
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا ينظر الله إلى صلاة رجل يجر إزاره بطرا
قال أبو بكر قد اختلفوا في هذا الإسناد قال بعضهم عن عبد الله
بن عمر خرجت هذا الباب في كتاب اللباس
باب الزجر عن كف الثياب في الصلاة
382

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي أخبرنا أبو عوانة عن
عمرو بن دينار عن طاوس عن بن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أسجد على سبعة ولا أكف شعرا ولا ثوبا
باب الرخصة في الصلاة قي ثياب الأطفال ما لم تعلم نجاسة أصابتها
إذ في حمل النبي صلى الله عليه وسلم بنت زينب رضي الله عنها ما دل على
أن ثيابها لو كانت الصلاة لا تجزئ فيها لم يحملها إذ لا فرق
بين لبس الثوب النجس وبين حمله في الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن سعيد أنا بن عجلان عن سعيد عن
عمرو بن سليم عن أبي قتادة وعن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي
قتادة بن ربعي
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمل بنت أبي العاص على عنقه في الصلاة
فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وحدثنا به الدورقي بهذا الإسناد قال
وهو يحمل بنت زينب على عنقه فيؤم الناس فإذا ركع وضعها
وإذا قام حملها
باب ذكر الدليل على أن المصلي إذا أصاب ثوبه نجاسة
وهو في الصلاة لا يعلم بها لم تفسد صلاته
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار حدثنا محمد يعني بن جعفر حدثنا
شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن عمرو بن ميمون عن عبد الله قال
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد وحوله ناس من قريش إذ جاء عقبة
383

بن أبي معيط بسلى جزور فقذفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يرفع رأسه
فجاءت فاطمة فأخذته من ظهره ودعت على من صنع ذلك فقال
اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن
ربيعة وعقبة بن أبي معيط وأمية بن خلف أو أبي بن خلف شعبة
الشاك قال فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر وألقوا في بئر غير أن أمية
أو أبي تقطعت أوصاله فلم يلق في البئر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عقيل نا حفص حدثني إبراهيم
عن الحجاج عن أبي نعامة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أنه قال
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فخلع نعليه فوضعهما عن يساره
فلما رأى القوم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد خلع نعليه خلعوا نعالهم فلما
والشلاء قال لهم ما شأنكم خلعتم نعالكم قالوا يا رسول الله رأيناك
خلعت نعليك فخلعنا نعالنا فقال أتاني آتي فحدثني أن في نعلي أذى
فخلعتهما فإذا دخل أحدكم المسجد فلينظر فإذا رأى في نعليه قذرا
فليمسحهما بالأرض ثم يصلي فيهما
384