الكتاب: كتاب الإيمان
المؤلف: محمد بن يحيى العدني
الجزء:
الوفاة: ٢٤٣
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: حمد بن حمدي الجابري الحربي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٧
المطبعة:
الناشر: الدار السلفية - الكويت
ردمك:
ملاحظات:

الإيمان لابن أبي عمر العدني كتاب الإيمان
66

بسم الله الرحمن الرحيم
باب في القتال على كل ركن من أركان الإسلام
أخبرنا أبو الفرج محمد بن عمر بن
محمد بن يونس الجصاص قال أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق
الصواف قراءة عليه وأنا أسمع قال أخبرنا أبو أحمد هارون بن يوسف بن هارون بن
زياد قرئ عليه وأنا أسمع قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن يحيى بن أبي عمر المكي
قال أخبرنا عبد الله بن وهب المصري عن أسامة بن زيد قال حدثني ابن شهاب عن
حنظلة بن علي الأسلمي قال بعث أبو بكر الصديق خالد بن الوليد وأمره أن يقاتل
الناس على خمس فمن ترك واحدة منهن قاتله عليها كما يقاتله على الخمس على
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم
شهر رمضان وحج البيت
67

باب الصلاة من الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا
أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد الله بن وهب المصري عن عمرو بن الحارث
عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذا رأيتم الرجل يتعاهد المسجد فاشهدوا له بالإيمان قال الله تعالى
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد العزيز الدراوردي
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن كعب الأحبار قال قال اختار الله البلاد
68

فأحب البلاد إلى الله تعالى البلد الحرام واختار الله الشهور فأحب الشهور
إلى الله الشهر الحرام وأحب هذه الأشهر إلى الله ذو الحجة وأحب ذي الحجة إليه
العشر الأولى واختار الأيام فأحب الأيام إلى الله يوم الجمعة واختار الليالي
فأحب ليلة إلى الله ليلة القدر واختار الساعات فأحب الساعات إلى الله ساعات
الصلوات المكتوبات واختار الكلام فأحب الكلام إلى الله لا إله إلا الله والله
أكبر وسبحان الله والحمد لله فمن قال لا إله إلا الله فهي كلمة الإخلاص كتب له
عشرون حسنة ومحي عنه عشرون سيئة ومن قال الله أكبر كتب له عشرون حسنة ومحي عنه
عشرون سيئة ومن قال سبحان الله فإن الله لما خلق كل شئ واستوى على العرش سبحه
ومن قال الحمد لله كتب له ثلاثون حسنة ومحي عنه ثلاثون سيئة ومن أقام الصلاة
وآتى الزكاة وصام رمضان وأحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل
الإيمان
69

باب التشديد في التخلف عن الجمعة أخبرنا محمد قال أخبرنا
أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي
كثير عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان رفع الحديث قال من سمع الأذان ثلاث جمعات
ولم يحضر الجمعة كتب من المنافقين
70

باب في ترك المراء أخبرنا محمد
قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا أبو الحكم مروان بن عبد الواحد
قال حدثنا موسى بن أبي درم عن وهب بن منبه قال بلغ عبد الله بن عباس عن مجلس
كان في المسجد الحرام في ناحية باب بني سهم يجلس فيه ناس من قريش فيجتمعون
فترتفع أصواتهم فقال ابن عباس انطلق بنا إليهم فانطلقنا إليهم حتى وقفنا عليهم
فقال لي ابن عباس أخبرهم عن الكلام الذي كلم به الفتى أيوب عليه السلام وهو في
ملأه قال قلت قال الفتى
71

يا أيوب ما كان في عظمة الله وذكر الموت ما
يكل لسانك ويقطع قلبك ويكسر حجتك يا أيوب أما علمت أن لله عبادا أسكتتهم
خشية الله من غير عي ولا بكم وأنهم لهم النبلاء الطلقاء الفصحاء الألباء
العالمون بالله وأيامه ولكنهم إذا ذكروا عظمة الموت تقطعت قلوبهم وكلت
ألسنتهم وطاشت عقولهم وأحلامهم فرقا من الله وهيبة له فإذا استفاقوا من ذلك
استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية لا يستكثرون لله الكثير ولا يرضون له بالقليل
ويعدون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين وإنهم لأنزاه أبرار ومع المضيعين والمفرطين
وإنهم لأكياس أقوياء ناحلون دائبون يراهم الجاهل فيقول مرضى وليسوا بمرضى وقد
خولطوا وقد خالط القوم أمر عظيم قال أبو الحكم وكتب إلي رجل أن ابن عباس قال
لهم على أثر هذا الكلام كفى بك ظالما أن لا تزال مخاصما وكفى بك إثما أن لا
تزال مماريا وكفى بك كاذبا أن لا تزال محدثا بغير ذكر الله
72

باب
فيما بنى عليه الاسلام أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال حدثنا المسعودي عن عبد الملك بن عمير عن
عبد الله بن عمر قال أتاني آت فقال ما يمنعك أن تجاهد يا عبد الله بن عمر فقال
يا ابن أخي إن الإسلام بني على خمس على شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان فجعل الرجل يريد أن
يقول وصوم رمضان وحج البيت فيأبى عليه عبد الله إلا أن يقول حج البيت وصوم
رمضان وإن من العمل الصالح الصدق والجهاد في سبيل الله عز وجل
73

باب
في صفات المنافقين أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد حدثنا
المقرئ قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد قال حدثني زياد بن مسلم أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال ثلاث أي مسلم كانت فيه واحدة منهن فشعبة من (إنما يعمر
مساجد الله من آمن بالله) الآية [التوبة 18] الإيمان فإن كانت اثنتان
فشعبتان من الإيمان فإن كن ثلاث فقد أدمج بالإيمان من شعر رأسه إلى ظفر قدمه من
إذا قال صدق وإذا ائتمن أدى وإذا عاهد وفي وثلاث من كانت فيه واحدة منهن فشعبة
من النفاق وإن كانت اثنتين فشعبتان من النفاق وإن كن ثلاث فقد أدمج بالنفاق من
شعر رأسه إلى ظفر قدمه من إذا قال كذب وإذا ائتمن خان وإذا عاهد لم يف باب
في شروط كمال الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا عبد العزيز بن أبي رواد قال سمعت محمد بن كعب يقول
في قوله (والعصر) أقسم به ربنا (إن الإنسان لفي خسر) قال الناس كلهم ثم
استثنى
74

فقال (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) ثم لم يدعهن وذاك
حتى قال (وتواصوا بالحق) ثم لم يدعهن وذاك حتى قال (وتواصوا بالصبر) شروط
يشترط عليهم أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان
عن ابن أبي نجيح عن مجاهد أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول لما نزلت (ومن
يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) [آل عمران 97
] فقال الله تعالى لنبيه قل لهم فإن الله قد فرض على المسلمين حج البيت فأبوا
وقالوا ليس علينا حج. باب فرائض الإسلام وسهامه. أخبرنا محمد قال أخبرنا
أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا المقرى قال حدثنا المسعودي عن القاسم قال قال
عبد الله ثلاث أحلف عليهن والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم لا يجعل
الله ذا سهم في الإسلام كمن لا سهم له وأسهم الإسلام الصلاة والزكاة والصيام ولا
يحب رجل قوما إلا بعثه الله معهم ولا يتولى الله عز وجل عبدا في الدنيا فيوليه
سواه يوم القيامة والرابعة لو حلفت عليها لرجوت أن لا آثم لا ستر الله على عبد
في الدنيا إلا رجوت أن يستر عليه في الآخرة. باب اطلاق الكفر على من ترك
الصلاة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا المقرئ عن
76

المسعودي عن القاسم قال قال عبد الله الكفر ترك الصلاة
78

باب ملازمة العمل للإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا حكام بن سلم عن أبي سنان عن عمرو بن مرة الجملي عن محمد بن علي قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان بالله والعمل قرينان لا يصلح واحد منهما
إلا مع صاحبه
79

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن سهيل بن أبي صالح عن كعب الأحبار قال
ومن أقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وأحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع
لله فقد استكمل الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا يحيى بن عيسى قال حدثنا الأعمش قال حدثني عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن
علي بن أبي طالب قال عهد إلي النبي عليه السلام أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا
80

يبغضك إلا منافق. باب في القدر أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال
حدثنا محمد قال حدثنا يحيى بن عيسى قال حدثنا الأعمش عن تميم بن أبي سلمة عن
أبي عبيدة قال قال عبد الله لا يجد عبد طعم الإيمان حتى يعلم أن ما أخطأه لم يكن
ليصيبه وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه
81

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد
قال حدثنا محمد قال حدثنا يحيى بن عيسى قال حدثنا الأعمش عن خيثمة عن عدي بن
حاتم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله يوم
القيامة ليس بينه وبينه ترجمان
82

تابع باب فرائض الإسلام وسهامه
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا يحيى بن عيسى قال
الأعمش حدثنا عن عمرو بن مرة عن المغيرة بن سعد الأخرم عن أبيه أو عن عمه شك
الأعمش قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد أن أسأله فاستقبلته فصاح
بي ناس من أصحابه فقال رسول الله دعوه فارب ما جاء به فأخذت بزمام الناقة
فقلت يا رسول الله دلني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال إن كنت
أوجزت فسكت ساعة ثم رفع رأسه إلى السماء فقال تعبد الله ولا تشرك به شيئا
وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحب للناس ما تحب أن يؤتى إليك وما
كرهت أن يؤتى إليك فدع الناس منه خل عن زمام الناقة
83

أخبرنا محمد
قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن سعير بن الخمس التميمي
عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه وسلم بنى الإسلام
على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء
الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت
84

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد
قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن السري بن إسماعيل عن الشعبي قال قال علي خذوا
مني هذه الكلمات الخمس فإنكم والله لو ركبتم المطي حتى تنصبوها حديث ما
أدركتم مثلهن لا يرجو عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحي إذا سئل عما لا
يعلم أن يقول لا أعلم ولا يستحي أن يتعلم إذا لم يعلم وأن الصبر من الإيمان
بمنزلة الرأس من الجسد لا خير في جسد لا رأس له أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو
أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان بن عيينة قال أخبرنا أبو حمزة الثمالي قال
دخل عبد الله بن الأهتم على عمر بن عبد العزيز فقال يا أمير المؤمنين أتحب أن
أطريك عند قال لا قال فتحب أن أعظك فقال نعم قال فحمد الله وأثنى عليه وقال
أما بعد فإن الله عز
85

وجل بجلاله وعظمته وقدرته خلق الخلق غنيا على
طاعتهم آمنا لمعصيتهم والناس يومئذ مختلفون في الرأي والمنازل والعرب بشر تلك
المنازل أهل الدبر وأهل الوبر وأهل الحجر وأهل الحضر تحتاز دونهم طيبات الدنيا
ورخام عيشها لا يسألون الله جماعة ولا يتلون كتابا عمى نجس وميتهم في النار مع
ما لا يحصى من المزهود فيه والمرغوب عنه فلما أراد الله أن يبعث إليهم نبيهم صلى الله عليه وسلم
وينشر فيهم رحمته بعث فيهم رسولا من أنفسهم عزيز عليه ما عنتم حريص عليهم
بالمؤمنين رؤوف رحيم محمد صلى الله عليه وسلم فلم يمنعهم ذلك أن جرحوه في جسمه ولقبوه في اسمه
وأخرجوه من داره ومعه موعظة من ربه لا يتقدم إلا بأمره ولا يرحل إلا بإذنه وقد
أخذ حبل الذمة من الأعلى وقد اضطروه إلى بطن غار فاختفى فيه اختفاء فلما أمر
بالعزم وحمل على الجهاد اسبطر لأمر الله لوثا وقد استقام على الذي أمره الله به
من تبليغ رسالته ومجاهدة المدبر حتى قبضه الله وقد أدى الذي عليه من حقه ثم أن
أبا بكر قام من بعده فأخذ بسنته ودعى إلى سبيله ومضى على أمره حيث ارتدت
العرب علي أو من ارتد منهم فحرصوا أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة فأبى أن
يقبل منهم إلا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قابلا منهم في حياته فانتزع السيوف من
أغمادها
86

وأوقد النار في شعلها وحمل أهل الحق على أكتاف أهل الباطل
فلم يبرح يقطع أوصالهم ويسقي الأرض دماءهم حتى أدخلهم في الباب الذي خرجوا منه
وقررهم بالذي نفروا عنه فقبضه الله إليه على منهاج نبيه ورحمه الله وغفر له
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن الزهري قال
قيل لأبي بكر اقبل منهم أن لا يؤدوا الزكاة فقال لو منعوني شيئا مما أقروا به
لرسول الله لقاتلتهم عليه فقيل لأبي بكر أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فإذا قالوها عصموا مني
دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله فقال أبو بكر هذا من حقها لو منعوني
شيئا مما أعطوا رسول الله لقاتلتهم عليه لا تفرقوا بين ما جمع الله قال سفيان
يعني الصلاة والزكاة
87

باب المحافظة على الوضوء من الإيمان أخبرنا محمد
قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن منصور عن سالم بن أبي
الجعد عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقيموا ولن تحصوا
واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن
88

أخبرنا
محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن
سالم بن أبي الجعد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه باب في كلام الله
عز وجل ورؤيته يوم القيامة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال أخبرنا محمد
قال حدثنا يحيى بن عيسى قال حدثنا الأعمش عن خيثمة عن عدي بن حاتم قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان
فينظر
89

أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم
وينظر أمامه فيرى النار فمن استطاع منكم أن يقي وجهه عن النار ولو بشق تمرة
فليفعل
90

باب صلاة الجماعة من سنن الهدى أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو
أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن الهجري عن أبي الأحوص قال سمعت عبد
الله بن مسعود يقول من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات
المكتوبات حيث ينادي بهن فإنهن من سنن الهدى وإن الله شرع لنبيكم صلى الله
عليه وسلم سنن الهدى ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم نفاقه حتى لقد
رأيت الرجل يهادي بين الرجلين حتى يقام في الصف تابع باب اطلاق الكفر على من
ترك الصلاة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا المقرى
عن
91

المسعودي عن الحسن بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال
قيل لعبد الله بن مسعود إن الله ليكثر ذكر الصلاة في القرآن الذين هم على صلاتهم
دائمون [المعارج 23] والذين هم في صلاتهم خاشعون [المؤمنون 2] فقال عبد الله
على مواقيتها فقيل ما كنا نرى ذاك يا أبا عبد الرحمن إلا أن تترك فقال عبد
الله تركها كفر باب حرمة دم المؤمن وماله أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال
حدثنا محمد قال حدثنا المقرى قال حدثنا عبد الرحمن بن زياد عن عبد الله بن يزيد عن
عبد الله بن عمرو قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من المسلم قال من
سلم المسلمون من لسانه ويده قال فمن المؤمن قال من أمنه الناس على أموالهم
وأنفسهم قال فمن المهاجر قال من هجر السيئات قال فمن المجاهد
92

قال من
جاهد نفسه لله تعالى
93

باب في زيادة الإيمان ونقصانه أخبرنا محمد قال
أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال سفيان الإيمان قول وعمل يزيد وينقص وقال له
أخوه إبراهيم بن عيينة يا أبا محمد لا تقل ينقص فغضب وقال اسكت يا صبي بل
ينقص حتى لا يبقى منه شئ
94

باب أقوال المرجئة والجهمية في
الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال وكيع أهل السنة
يقولون الإيمان قول وعمل والمرجئة يقولون إن الإيمان قول بلا عمل والجهمية
يقولون إن الإيمان المعرفة
96

باب وجوب الطمأنينة في الصلاة وأنها من
الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن
جعفر بن محمد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبصر رجلا يصلي ينقر كما
ينقر الغراب فقال النبي صلى الله عليه وسلم لو مات هذا مات على غير دين محمد
صلى الله عليه وسلم
97

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد
قال حدثنا سفيان عن يحيى بن صبيح الخراساني عن جعفر بن محمد عن عمرو بن دينار عن
عبد الرحمن ابن سابط الجمحي عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. باب حرص
السلف على أداء الصلاة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا سفيان عن أيوب السختياني عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال لما
طعن عمر قال
98

إنكم لستم تفزعون لشئ إن كانت به حياة إلا بالصلاة
فقالوا الصلاة يا أمير المؤمنين قال الصلاة ولاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن ابن عجلان
ويزيد بن يزيد بن جابر سمعا مكحولا يقول أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بعض
أهله فقال ولا تتركن صلاة متعمدا فإنه من ترك صلاة مكتوبة متعمدا فقد برئت منه
ذمة الله
99

باب المجاهدة على ترك الحج أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو
أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن داود بن أبي هند عن سعيد بن جبير قال
أراد عمر بن الخطاب أن يعرض على الناس عدة في كل بلد يوافون الحج في كل عام
فلما رأى تسارع الناس فيه كف عن ذلك وقال لو تركوه لجاهدناهم عليه كما
نجاهدهم على الصلاة والزكاة
100

باب نقصان الإيمان بنقصان الطاعات
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن منصور عن ذر
الهمداني عن وائل بن مهانة عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإنكن من أكثر أهل النار فقامت امرأة ليست
من علية النساء فقالت ولم يا رسول الله قال إنكن تكثرن اللعن وتجحدن لأنه النعم
وتكفرن العشير قال عبد الله ما وجدنا من ناقص العقل والدين أغلب على عقول
الرجال ذوي الرأي على أمورهم من النساء فقيل له يا أبا عبد الرحمن ما نقصان
عقلها ودينها فقال أما نقصان عقلها فشهادة امرأتين بشهادة رجل واما نقصان دينها
فإنها تمكث كذا وكذا لا تصلي لله سجدة
101

تابع لباب الإيمان بالقدر
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن ابن جدعان
عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ألا وإن بني آدم خلقوا على طبقات فمنهم من يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت
مؤمنا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا ومنهم من يولد مؤمنا ويحيا
مؤمنا ويموت كافرا ومنهم من يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت مؤمنا
102

تابع باب المجاهدة على ترك الحج أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا
محمد قال حدثنا هشام عن ابن جريج قال وحدثت عن عبد الرحمن بن عبد الله بن سابط
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كان عنده زاد وراحلة فلم يحج ولم يحبسه مرض
حابس أو سلطان جائر أو حاجة ظاهرة فليمت يهوديا أو نصرانيا أو ميتة جاهلية
103

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا
هشام عن ابن جريج قال أخبرني عبد الله بن نعيم أن الضحاك بن عبد الرحمن بن غنم
الأشعري أخبره أن عمر بن الخطاب قال ليمت يهوديا أو نصرانيا ثلاث مرات
105

رجل مات ولم يحج وجد لذلك سعة وخليت سبيله أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو
أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا هشام عن ابن جريج قال أخبرني عمرو بن دينار أن
حسن بن محمد أخبره أن عمر بن الخطاب رأى ناسا بعرفة في الحج عليهم قمص وعمائم
فضرب عليهم الجزية فقلت ممن هم قال لا أدري قلت أين رآهم قال لا أدري أخبرنا
محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا هشام قال
106

أخبرني
ابن جريج قال أخبرني سليمان مولى لنا عن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب أنه
سمعه يقول سمعت عمر بن الخطاب يقول من لم يكن حج فليحج العام فإن لم يستطع
فعام قابل فإن لم يستطع فعام قابل فإن لم يستطع أو لم يفعل كتبنا في يده يهوديا
أو نصرانيا باب في رفع الأمانة والإيمان من بعض القلوب أخبرنا محمد قال
أخبرنا أبو حامد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن الأعمش عن زيد بن وهب قال
سمعت حذيفة يقول ويظل الناس يتبايعون وليس فيهم رجل يؤدي الأمانة حتى يقال
للرجل ما أجلده وما أظرفه وما أعقله وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان
107

باب في زوال الإيمان عند ارتكاب المعاصي أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو
حامد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن عبد الله بن محمد المليكي عن إبراهيم بن
أبي عبلة عن رجل عن أبي الدرداء أنه قال ما الإيمان إلا بمنزلة قميص أحدكم
يلبسه مرة وينزعه مرة ثم قال أبو الدرداء ما أمن عبد قط أن يسلب إيمانه إلا
سلبه سريعا ثم لا يجد له فقدا
108

باب العمل الصالح يرفع الكلام الطيب
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان قال قال حدثنا
ليث بن أبي سليم عن شهر بن حوشب في قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل
الصالح يرفعه [فاطر 10] قال العمل الصالح يرفع الكلام الطيب
109

باب
الحياء من الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا
سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل يغظ
أخاه في الحياء فقال الحياء من الإيمان
110

باب كف اللسان في الفتنة
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان قال حدثنا زياد
بن سعد عن الزهري عن علي بن حسين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حسن إسلام
المرء تركه مالا يعنيه
111

باب البذاذة من الإيمان أخبرنا محمد قال
أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال أخبرنا سفيان عن محمد بن إسحاق عن محمد بن
كعب بن مالك عن أبيه أو عن عمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعلموا يا
هؤلاء أن البذاذة من الإيمان
112

باب المدح الكاذب ينافي
الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن
أيوب الطائي عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال سمعت ابن مسعود يقول إن
الرجل لا يملك ضرا ولا نفعا فيحلف له إنك لذيت وذيت فلعله لا يحلا منه بشئ
ثم يرجع إلى بيته وما معه من دينه شئ قد ذهب دينه ثم قرأ عبد الله ألم تر إلى
الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء إلى قوله إثما مبينا النساء)
114

باب في الأمر بطاعة ولي الأمر وإخلاص العمل لله أخبرنا محمد قال
أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد الوهاب عن هشام عن محمد بن سيرين
قال كان أبو بكر وعمر يعلمان الرجل إذا دخل في الإسلام يقولان تعبد الله ولا
تشرك به شيئا وتصلي الصلاة التي افترضها الله عز وجل عليك لميقاتها فإن في
تفريطها الهلكة وتؤدي الزكاة طيبة بها نفسك وتصوم رمضان وتسمع وتطيع لمن ولاه
الله الأمر قال وقد قالا لرجل وتعمل لله ولا تعمل للناس باب في العصبية أخبرنا
محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن أيوب السختياني
عن غيلان بن جرير عن زياد بن رباح عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية
عصبية يتعصب للعصبية ويقاتل
115

للعصبة ويدعو إلى العصبة فقتلة جاهلية
باب في اتباع السنة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا
سفيان عن عمرو بن عبيد عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من استن
بسنتي فهو مني ومن رغب عن سنتي فليس مني وعمل قليل في السنة خير من كثير في
بدعة
116

باب دعائم الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد
قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان قال سمعت من غير واحد وحدثنا أصحابنا قال قال
علي الإيمان على أربع دعائم على الصبر واليقين والعدل ولجهاد أخبرنا والصبر على
أربع شعب على الشوق والشفق والزهادة والترقب للموت فمن اشتاق إلى الجنة مسلا
يا عن الشهوات ومن أشفق من النار رجع عن الحرمات ومن زهد في الدنيا تهاون في
المصيبات ومن ترقب الموت سارع في الخيرات واليقين على أربع شعب تبصرة
الفطنة وتأويل الحكمة وموعظة العبرة وسنة
118

الأولين فمن تبصر الفطنة
تأول الحكمة ومن تأول الحكمة عرف العبرة ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين
والعدل على أربع شعب على غايص الفهم وزهرة العلم وشرائع وروضة الحلم فمن فهم
فسر جميل العلم ومن عرف شرائع الحكم ومن حلم لم يفرط وعاش في الناس محمودا
والجهاد على أربع شعب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشنان لو الفاسقين
والصدق في المواطن فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف
المنافق ومن صدق في المواطن قضى الذي عليه ومن غضب لله غضب الله عز وجل له
119

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان قال
وبلغني عن وهب بن منبه قال ما عبد الله بمثل العقل ولن يبلغ العبد حقيقة
الإيمان حتى يكون فيه عشر خصال حتى يكون الرشد منه مأمولا والكبر منه مأمونا
وحتى يكون الذل أحب إليه من العز وحتى يكون الفقر أحب إليه من الغنى وحتى
يستقل من الغنى وحتى يستقل كثير المعروف من نفسه ويستكثر قليله من غيره ولا
يتبرم بمن طلب إليه الحوائج ولا يسأم من طلب العلم ما بقي من عمره شئ وحتى
يكون القوت أحب إليه من الفضل والعاشرة وما العاشرة بها ساد مجده وعلا ذكره
يخرج من بيته فلا يرى أحدا من الناس إلا ظن أنه دونه
120

باب النهي عن
النهبة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن عمرو
بن دينار عن أبي معبد قال من انتهب نهبة ذات شرف يرفع المسلمون إليه أنظارهم
فليس بمسلم
121

باب مجانبة الكذب للإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو
أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن بيان وابن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
قال سمعت أبا بكر الصديق يقول أيها الناس إياكم والكذب فإن الكذب مجانبة
للإيمان
122

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا
حسين بن علي الجعفي عن زائدة قال حدثنا بيان عن قيس قال أبو بكر إياكم والكذب
فإن الكذب مجانب للإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن إسماعيل عن قيس قال سمعت أبا بكر الصديق
يقول إياكم والكذب فإن الكذب مجانب للإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد
قال حدثنا محمد قال حدثنا المرزبان بن مسعود الكندي عن إسماعيل عن قيس عن أبي
بكر رحمه الله مثله إلا أنه قال سمعت أبا بكر وهو يقول أو هو يخطب
123

باب الوضوء نصف الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد
قال حدثنا سفيان عن يونس بن أبي إسحاق قال سمعت جرى النهدي يحدث عن رجل من
بني سليم قال عدهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في يدي قال الوضوء نصف الإيمان
والصيام نصف الصبر وسبحان الله نصف الميزان والحمد لله تملؤه والله أكبر تملأ
ما بين السماء والأرض أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن رجل يقال له إسماعيل بن أوسط شامي قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم اعملوا وخير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا
مؤمن
124

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا
سفيان قال حدثنا عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير قال من صدق الإيمان وبره إسباغ
الوضوء في المكاره ومن صدق الإيمان وبره أن يخلو الرجل بالمرأة الجميلة فيدعها
لا يدعها إلا لله عز وجل قال سفيان وعد أمورا من صدق الإيمان وبره أخبرنا محمد
قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا وكيع عن الأوزاعي عن حسان بن عطية
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم والوضوء شطر الإيمان
125

أخبرنا محمد
قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا وكيع قال حدثنا حماد بن سلمة عن
صدقة مولى الزبير عن أبي ثفال عن أبي بكر بن حويطب قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لا إيمان لمن لا صلاة له ولا صلاة لمن لا وضوء له تابع باب اطلاق
الكفر على من ترك الصلاة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا مروان الفزاري قال حدثنا محمد بن أبي إسماعيل السلمي عن معقل الخثعمي قال
سأل رجل
126

عليا عن امرأة لا تصلي فقال علي من لم يصل فهو كافر قالوا
إنها مستحاضة قال تتخذ صوفة فيها سمن أو زيت ثم تغتسل وتصلي باب الترهيب من
أذى الجار وأنه ينقص الإيمان أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد
قال حدثنا مروان الفزاري عن أبان بن إسحاق قال حدثني الصباح بن محمد عن مرة
الهمداني أن عبد الله ابن مسعود حدث أنه سمع نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول
إن الله قسم بينكم أخلاقكم كما قسم بينكم أرزاقكم وإن الله يعطي على نية الدنيا
من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه
والذي نفس محمد بيده لا يسلم عبد حتى يسلم قلبه ولسانه ولا يؤمن حتى يأمن جاره
بوائقه قلنا يا نبي الله وما بوائقه قال غشمه وظلمه ولا يكسب عبد مالا حراما
فينفق منه فيبارك له فيه ولا يتصدق به فيتقبل منه ولا يتركه خلف ظهره إلا كان
زاده إلى النار إن الله عز وجل لا يمحو السئ بالسئ ولكن يمحو السيئ بالحسن ان
الخبيث لا يمحوه الخبيث
127

باب وجوب الموالاة في الله والبغض في
الله أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال أخبرنا الحسين بن علي
الجعفي قال حدثنا زائدة بن قدامة قال حدثنا ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن
عباس أنه قال أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنما
تنال موالاة الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان ولو كثرت صلاته وصومه حتى يكون
كذلك ولقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي عن أهل ثم
قرأ ابن عباس هاتين الآيتين لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر [المجادلة
22] وقرأ الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو [الزخرف 67] الآية
128

باب
ذهاب العلم أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن
الأعمش عن أبي وائل قال سمعت ابن مسعود يقول هل يدري كيف ينقص الإسلام قالوا
كيف قال كما تنقص الدابة سمنها وكما ينقص الثوب عن طول اللبس وكما يقسو
الدرهم عن طول الخبو وقد يكون في القبيلة عالمان فيموت أحدهما فيذهب نصف علمه
ويموت الآخر فيذهب علمهم كله
129

باب التكاليف الشرعية من الإيمان
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا يزيد بن هارون قال
أخبرنا سفيان بن حسين عن أبي علي الرحبي عن عكرمة قال سئل الحسن بن علي مقبله من
الشام عن خصال عن الإيمان فتلا هذه الآية ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق
والمغرب الآية
130

باب صفة المسلم أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال
حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن ابن أبي خالد سمعه من الشعبي قال وحدثنا داود بن
أبي هند عن الشعبي قال جاء رجل يتخلل حتى انتهى إلى عبد الله بن عمرو قال وحدث
في مكان آخر يتخطى رقاب الناس فقال أخبرني بشئ سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ابن أبي عمر ووجدت في مكان آخر حدثني بحديث سمعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا تحدثني عن العدلين قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما حرم الله
عليه
131

باب الدين النصيحة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا
محمد قال حدثنا سفيان عن سهيل بن أبي صالح عن عطاء بن يزيد الليثي عن تميم
الداري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة الدين النصيحة الدين
النصيحة قال قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولرسوله ولصالح المؤمنين ولكتابه
ولأئمة المسلمين
132

باب أفضل الناس إيمانا أفضلهم معرفة أخبرنا محمد
قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا كوفي
لنا أو كوفيون عن أبي السوداء عن ابن سابط رواية قال أفضلكم إيمانا أفضلكم معرفة
133

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن
أبي سعد عن عكرمة عن ابن عباس قال ما زالت الخصومة بين الناس يوم القيامة حتى
خاصم الروح الجسد فقال الجسد يا رب إنما كنت مثل الخشبة النخرة ليس لي يد
أبطش بها ولا عين أبصر بها ولا إذن أسمع بها ولا رجل أمشي بها ولا عقل أعقل به
حتى جاء هذا فدخل في فنجني منه وخلد عليه العذاب اليوم وقال الروح يا رب منك
الروح وأنت خلقته إنما كنت كالشهاب لم يكن لي يد أبطش بها ولا عين أبصر بها
ولا أذن أسمع بها ولا رجل أمشي بها ولا عقل أعقل به حتى جئت فدخلت في هذا
الجسد فخلد عليه العذاب ونجني منه اليوم فقيل يضرب لكما مثل مثلكما كمثل أعمى
ومقعد دخلا حائطا دانية ثمارها فالأعمى لا يبصر الثمار فيتناول منها والمقعد
يبصرها ولا ينالها فدعى المقعد الأعمى فقال احملني حتى أسددك يكون فآكل وأطعمك
فحمله وسدده فأدركا وهما كذلك فعلى أيهما يقع العذاب قال عليهما جميعا قال
فالعذاب عليهما
134

باب اثم مانع الزكاة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو
أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال ما من صاحب إبل لا يؤدي حقها ومن حقها حلبها يوم وردها
إلا بطح لها بقاع أو بصعيد قرقر فتستن عليه تطؤه بأخفاقها كل ما مضى آخرها رد
عليه أولها وما من صاحب بقر لا يؤدي حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا بطح لها
بقاع أو بصعيد قرقر فتستن تطأه بأظلافها وتنطحه بقرونها كلما مضى آخرها رد أولها
وما من صاحب غنم لا يؤدي حقها ومن حقها حلبها يوم وردها إلا بطح لها بقاع أو
بصعيد قرقر فتستن تطؤه بأظلافها وتنطحه بقرونها ليس فيها جماء ولا مكسورة القرن
وما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا مثل له يوم القيامة شجاع أقرع فاغرا فاه
يطلبه وهو يفر منه ويقول أنا كنزك الذي خبأته ولا ينتهي حتى يضع يده في فيه
135

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن
عبد الملك بن أعين وجامع بن أبي راشد عن أبي وائل عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من رجل لا يؤدي زكاة ماله إلا
جعل يوم القيامة في عنقه شجاع ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصادقه
مع من كتاب الله ولا تحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله الآية [آل
عمران 180] وقال مرة ثم قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مصداقه من
كتاب الله سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة [آل عمران 180] الآية
136

أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد الله بن معاذ
عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري قال بينما رسول
الله يقسم قسما إذ جاءه ابن ذي الخويصرة التميمي فقال اعدل يا رسول الله فإنك
لم تعدل قال ويلك فمن يعدل إذا لم أعدل قال عمر يا رسول الله ائذن لي فأضرب
عنقه قال دعه فإن له أصحابا يحتقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامهم مع صيامهم
يقرؤن القرآن لا يجاوز
137

تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من
الرمية ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر
في رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر في نصله فلا يجد فيه شيئا قد سبق الفرث الدم
آيتهم رجل أسود إحدى يديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على فرقة
من الناس قال وفيهم نزلت ومنهم من يلمزك في الصدقات [التوبة 58] قال أبو
سعيد أشهد أني سمعت هذا من رسول الله وأشهد أن عليا حين قتلهم وأنا معي جئ
بالرجل على النعت الذي نعب رسول الله
138

باب أي الإسلام
أفضل أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا المقرئ قال
حدثنا المسعودي عن عمرو بن مره عن عبد الله بن الحارث عن أبي كثير الزبيدي عن
عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ناداه رجل يا رسول الله أي الإسلام
أفضل قال أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك
140

باب الدعاء إلى
الشهادتين وشرائع الإسلام أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال
حدثنا بشر بن السري قال حدثنا زكريا بن إسحاق عن يحيى بن عبد الله بن صيفي عن أبي
معبد عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذ بن جبل إلى اليمن فقال
إنك ستأتي قوما أهل كتاب فإذا أتيتهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله فإن هم أطاعوك بذلك فأخبرهم أن عليهم خمس صلوات في يوم
وليلة فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على
فقرائهم فإن هم أطاعوا لك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنها ليس
بينها وبين الله عز وجل حجاب
141

تابع باب زوال الإيمان عند ارتكاب
المعاصي أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا سفيان عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يشرب
رجل الخمر حين يشربها وهو مؤمن
142

تابع باب الدعاء إلى الشهادتين
وشرائع الإسلام أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا أبو
أسامة حماد ابن أسامة قال المجالد أخبرنا ذلك قال كتب رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى جدي وهذا كتابه عندنا وحدثني ذلك أشياخ الحي بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى عمير ذي مران وإلى من أسلم من همدان سلام عليكم إني أحمد
إليكم الله الذي لا إله إلا هو أما بعد فإنه بلغنا إسلامكم مرجعنا من أرض الروم
فأبشروه سعيد فإن الله قد هداكم بهداه وإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له وأن محمدا رسول الله وأقمتم الصلاة وأعطيتم بكر الزكاة فإن لكم ذمة
الله وذمة محمد رسول الله على أموالكم ودمائكم وأرض البور التي أسلمتم عليها
سهلها وجبلها ومراعيها وغيولها قد غير مظلومين ومضيق عليهم
143

باب
كراهية تولي الإمارة أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا
يحيى بن عيسى الرملي قال حدثنا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب عن
رافع بن أبي رافع قال قلت لأبي بكر الصديق إني اخترتك لنفسي فعلمني شيئا آخذ
به قال قد أردت ذلك قبل أن تقول لي تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة
وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان ولا تأمر على رجلين
144

تابع باب اتباع السنة
أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا إبراهيم بن عيينة قال
حدثنا عبد الواحد بن أيمن قال كان الحسن بن محمد بن الحنفية يأمر أن أقرأ هذا
الكتاب على الناس أما بعد فإنا نوصيكم بتقوى الله ونحثكم على أمره ونرضى لكم
طاعته ونسخط لكم معصيته وإن الله أنزل الكتاب بعلمه فأحكمه وفصله وأعزه وحفظه
أن يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه وضرب
145

أمثاله وبين عبره وجعله
فرقانا من الشر ونورا من الظلمة وبصرا من العمى وهدى من الضلالة ثم تمت النعمة
وأكملت العبادة وحفظت الوصية وجرت السنة ومضت الموعظة واعتقد الميثاق
واستوجبت الطاعة فهو حبل الله المتين والعروة الوثقى لا انفصام لها بها سبق
الأولون وبها أدرك الآخرون كتابا تولى حكمه وارتضاه لنفسه وافترضه على عباده من
حفظه بلغه ما سواه ومن ضيعه لا يقبل منه غيره أما بعد فإن الله تبارك وتعالى
أنزل على محمد النبوة وابتعثه بالرسالة رحمة للناس كافة والناس حينئذ في ظلمة
الجاهلية وضالتها يعبدون أوثانها ويستقسمون وفي بأزلامها كل عنها يأتمرون أمرهم
وبها يحلون حلالهم ويحرمون حرامهم دينهم بدعة ودعوتهم فرية فبعث الله عز وجل
بالحق محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة منه لكم ومنة من بها عليكم وبشركم وأنذركم
ذكر من كان قبلكم من الأمم وقص في الكتاب قصة أمرهم كيف نصحت لهم رسلهم
وكيف كذبوهم وتولوا عنهم وكيف كانت عقوبة الله إياهم فوعظكم الله بنكال من
قبلكم وأمركم أن تقتدوا بصالح فعالهم فبلغ محمد الرسالة ونصح الأمة وعمل بالطاعة
وجاهد العدو فأعز الله به أمره وأظهر به نوره وتمت به كلمته وانتجب فلا له
أقواما عرفوا حق الله واعترفوا به وبذلوا له دماءهم وأموالهم فيهم من هجر داره
وعشيرته إلى الله عز وجل ومنهم آوى ونصر فأسوا منه بأنفسهم وآسوا به ولم يرغبوا
بأنفسهم عن نفسه فأيد الله بهم الدين ودمغ الحق
146

الباطل وأبطلت دعوة
الطواغيت وكسرت الأزلام وتركت عبادة الأوثان وأجيب داعي الله وظهر دين الله
وعرف الناس أمر الله عز وجل واعترفوا بقضاء الله وشهدوا بالحق وقالوا لا إله
إلا الله محمد رسول الله وأدوا فرائض الله عز وجل وأعقب الله نبيه محمدا صلى
الله عليه وسلم ومن استجاب له أجرا ونصرا ووعدا وسلطانا ومكن لهم دينهم الذي
ارتضى وأبدلهم من بعد خوفهم أمنا فلما أحكم الله النهي عن معصيته وخلصت الدعوة
وايتطى الإسلام لأهله شرع الدين شرائعه وفرض فرائضه وأعلم الدين علامة يعلمهما
أهل الإسلام وحد الحدود وحرم المشاعر وعلم المناسك ومضت السنة واستتاب
المذنب ودعا إلى الهجرة وفتح باب التوبة حجة له ونصيحة لعباده فالإسلام عند
أهله عظيم شأنه معروف سبيله لحقوقه متفقدون: وله متعاهدون غير يعرفونه ويعرفون
به بالاجتهاد بالنية والاقتصاد بالسنة لا يبطرهم عنه رخاء من الدنيا أصابهم ولا
يضيعونه لشدة بلاء نزل بهم ذلك بأنهم جاءهم أمر الله أيقنت نفوسهم واطمأنت به
قلوبهم يسيرون منه على أعلام نبيه وسبل واضحة حكم فرغ الله منه لا تلتبس به
الأهواء ولا تزيغ به القلوب عهد عهده الله إلى عباده وإنما كانت هذه الأمة
كبعض الأمم التي مضت قبلها جاءها نذير منها ودعاها بما يحييها ونصح لها وجهد
وأدى الذي عليه من الحق فاستجاب له مستجيبون وكذب به مكذبون فقاتل من كذبه بمن
استجاب له حتى أحل حلال الله وحرم حرامه وعمل بطاعته ثم نزل بهذه الأمة موعود
الله الذي وعد من وقوع الفتنة بفارق رجال عليه رجالا ويوالي
147

رجال
عليه رجالا فمن أراد أن يسائلنا أحمد عن أمرنا ورأينا فإنه قوم الله ربنا
والإسلام ديننا والقرآن إمامنا ومحمد نبينا إليه نسند ونضيف أمرنا إلى الله
ورسوله ونرضى من أئمتنا بأبي بكر وعمر ونرضى أن يطاعا ونسخط أن يعصيا ونعادي
لهما من عاداهما ونرجي بعد منهم أهل الفرقة الأول ونجاهد في أبي بكر وعمر
الولاية فإن أبا بكر وعمر لم تقتتل فيهما الأمة ولم تختلف فيهما ولم يشك في
أمرهما وإنما الارجاء ممن عاب الرجال ولم يشهده ثم عاب علينا الإرجاء من الأمة
وقال متى كان الإرجاء كان على عهد موسى نبي الله إذ قال له فرعون ما بال القرون
الأولى [طه 51] قال موسى وهو ينزل عليه الوحي حتى قال علمها عند ربي في كتاب
لا يضل ربي ولا ينسى [طه 52] فلم يعنف بمثل حجة موسى وممن نعادي فيهم شبيبة
متمنية يقول ظهروا بكتاب الله واعلنوا الفرية على بني أمية وعلى الله لا
يفارقون الناس ببصر نافذ ولا عقل بالغ في الإسلام ينقمون المعصية على من عملها
ويعملون بها إذا ظهروا بها ينصرون فتنتها وما يعرفون المخرج منها اتخذوا أهل
بيت من العرب إماما وقلدوهم دينهم يتلون على حبهم ويفارقون على بغضهم جفاة على
القرآن أتباع الكهان يرجون دولة تكون في بعث يكون قبل الساعة أو قبل قيام
الساعة حرفوا كتاب الله وارتشوا في الحكم وسعوا في الأرض فسادا والله لا يحب
المفسدين وفتحوا أبوابا كان الله سدها وسدوا أبوابا كان الله فتحها ومن خصومة
هذه الشبيبة التي أدركنا أن يقولوا هدينا بوحي ضل عنه الناس وعلم خفي ويزعمون
أن نبي الله كتم تسعة أعشار القرآن ولو كان نبي الله كاتما شيئا مما أنزل الله
لكتم شأن امرأة زيد إذ تقول للذي أنعم الله عليه [الأحزاب 31] وقوله لم تحرم
ما أحل الله لك [التحريم 1] وقوله لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا [الإسراء
74] فهذا أمرنا ورأينا وندعوا إلى الله من أجابنا ونجيب إليه من دعانا لا
نألوا فيه عن طاعة ربنا وأداء الحق الذي
148

علينا ونذكر به قومنا ومن
سألنا من أئمتنا فيستحلون بعده دماءنا أو يعرضوا دماءهم لنا فالناس مجموعون عند
ربهم في موطن صدق ويوم يكون الحق لله ويبرأ فيه البائع من المبيوع الذي ويدعو
الإنسان على نفسه بالثبور فادخروا من صالح الحجج عند الله فإنه من لا يكون يظفر
بحجته في الدنيا لم يظفر بها في الآخرة كتاب كتبته نصيحة لمن قبله وحجة على من
تركه والسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين
149

باب لا يفتك
مؤمن أخبرنا محمد قال أخبرنا أبو أحمد قال حدثنا محمد قال حدثنا عبد الوهاب عن
أيوب عن الحسن أن رجلا قال للزبير ألا أقتل لك عليا قال كيف تقتله قال أغتاله
فقال
150