الكتاب: صحيح ابن خزيمة
المؤلف: ابن خزيمة
الجزء: ٣
الوفاة: ٣١١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: تحقيق وتعليق وتخريج وتقديم : الدكتور محمد مصطفى الأعظمي
الطبعة: الثانية
سنة الطبع: ١٤١٢ - ١٩٩٢ م
المطبعة:
الناشر: المكتب الإسلامي
ردمك:
ملاحظات:

صحيح ابن خزيمة
لامام الأئمة أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة السلمي النيسابوري
ولد سنة 223 ه‍ وتوفي سنة 311 ه‍
رحمه الله تعالى
حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه وقدم له
الدكتور محمد مصطفى الأعظمي
الجزء الثالث
المكتب الاسلامي
1

جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثانية
1412 ه‍ - 1992 م
المكتب الاسلامي
2

باب الأمر بالسكينة في المشي إلى الصلاة والنهي عن السعي
إليها والدليل على أن الاسم الواحد قد يقع على فعلين يأمر بإحدهما
ويزجر عن الآخر بالاسم الواحد.
إذ الله قد أمرنا بالسعي إلى صلاة الجمعة، يريد المضي إليها والرسول
صلى الله عليه وسلم المصطفى زجر عن السعي إلى الصلاة وهو العجلة
في المشي. فالسعي المأمور به في الكتاب إلى صلاة الجمعة غير السعي
الذي زجر عنه النبي صلى الله عليه وسلم في إتيان الصلاة، وهذا اسم
واحد لفعلين، أحدهما فرض والآخر منهي عنه.
1505 - أخبرنا أبو طاهر، نا أبو بكر، نا إسماعيل بن موسى الفزاري،
ثنا إبراهيم يعني ابن سعد عن أبيه عن أبي سلمة والزهري عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا أقيمت الصلاة فلا
تأتوها وأنتم تسعون ائتوها وأنتم تمشون عليكم السكينة فما
أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا ".
(29) باب الزجر عن الخروج من المسجد بعد الأذان وقبل الصلاة. 1506
نا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر (ح) ثنا
عمرو بن علي نا يحيى يعني ابن سعيد قالا ثنا شعبة عن إبراهيم
ابن مهاجر عن أبي الشعثاء المحاربي
قال: كنا مع أبي هريرة في المسجد فأذن (160 / أ) مؤذن فقام
رجل فخرج فقال: أما هذا فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.
وقال بندار: فقد خالف أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.

1505 - خ الجمعة 18 من طريق الزهري، وفيه: وما فاتكم فأتموا، م المساجد
151 من طريق محمد بن جعفر.
1506 - م المساجد 258 من طريق إبراهيم.
3

(30) باب ذكر أحق الناس بالإمامة.
1507 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي،
ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش (ح) وثنا هارون بن إسحاق ثنا ابن فضيل
عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء (ح) وثنا محمد بن عبد الأعلى
الصنعاني ثنا يزيد يعني ابن زريع ثنا شعبة نا إسماعيل بن رجاء
(ح) وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا ابن علية نا شعبة نا إسماعيل بن رجاء
(ح) وثنا أبو عثمان وسلم بن جنادة قالا ثنا وكيع قال أبو عثمان:
ثنا فطر بن خليفة وقال سلم عن فطر وعن إسماعيل بن رجاء عن
أوس بن ضمعج عن أبي مسعود قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يؤم القوم أقرؤهم
لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا
في السنة سواء فأقدمهم في الهجرة فإن كانوا في الهجرة سواء
فأقدمهم سنا ".
هذا حديث أبي معاوية.
وفي حديث شعبة: " أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة ".
وليس في حديثه: أعلمهم بالسنة. 1508
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى بن سعيد
ثنا شعبة حدثني قتادة وثنا بندار ثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن
أبي عروبة وهشام وثنا بندار ثنا ابن أبي عدي عن سعيد وهشام
عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إذا كانوا ثلاثة فليؤمهم
أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم ".
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الغفار بن
عبيد الله ثنا شعبة بهذا الإسناد بنحوه

1507 - م المساجد 290 من طريق أبي معاوية عن الأعمش.
ولرواية شعبة انظر م المساجد 291، ن 3: 59.
1508 - م المساجد 289 من طريق بندار عن يحيى بن سعيد.
4

(31) باب استحقاق الإمامة بالازدياد من حفظ القرآن وإن كان غيره
أسن منه وأشرف.
1509 - نا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسن بن حريث
نا الفضل بن موسى عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد المقبري عن
عطاء مولى أبي أحمد عن أبي هريرة قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وهم نفر فدعاهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: " ماذا معك من القرآن " فاستقرأهم
حتى مر على رجل منهم وهو من أحدثهم سنا قال: " ماذا معك
يا فلان "؟ قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة. قال: " معك سورة
البقرة "؟ قال: نعم. قال: " اذهب فأنت أميرهم " فقال رجل هو
من أشرفهم والذي كذا وكذا يا رسول الله ما منعني أن أتعلم القرآن
إلا خشية أن لا أقوم به. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلم
القرآن فاقرأه وارقد فان مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل
جراب محشو مسكا يفوح ريحه على كل مكان ومن تعلمه ورقد وهو
في جوفه كمثل جراب أوكئ على مسك ".
(32) باب ذكر استحقاق الإمامة بكبر السن إذا استووا في القراءة
والسنة والهجرة.
1510 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو الخطاب زياد بن يحيى
ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني قالا: ثنا يزيد بن زريع (ح) وحدثنا
محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب قالا: ثنا خالد (ح) وثنا يعقوب بن
إبراهيم ثنا ابن علية عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن مالك بن
الحويرث وهذا حديث بندار قال:

1509 - جه مقدمة 16 من طريق عبد الحميد مختصرا من قوله صلى الله عليه وسلم:
تعلم القرآن. قلت: والترمذي في " ثواب القرآن " وحسنه، ورواه من
طريق الليث بن سعد عن المقبري عن عطاء مرسلا وهو أصح وهو
ضعيف لان عطاء هذا لا يعرف. (ن).
1510 - م المساجد 293 من طريق عبد الوهاب مثله، وانظر خ الاذان 18.
5

أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أنا وصاحب لي فلما أردنا الإقفال
(160 ب)، قال لنا: " إذا حضرت الصلاة فأذنا ثم أقيما ثم ليؤمكما
أكبركما ".
زاد الدورقي في حديثه قال: فقلت: لأبي قلابة فأين القراءة؟
قال: كانا متقاربين.
(33) باب إمامة المولى القرشي إذا كان المولى أكثر جمعا للقرآن.
خبر النبي صلى الله عليه وسلم يؤمهم أقرؤهم لكتاب الله دلالة على أن
المولى إذا كان أقرأ من القرشي فهو أحق بالإمامة.
1511 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن سنان الواسطي
وعلي بن المنذر قالا: ثنا عبد الله بن نمير عن عبيد الله عن نافع عن
ابن عمر
أن المهاجرين لما قدموا المدينة نزلوا إلى جنب قباء حضرت
الصلاة أمهم سالم مولى أبي حذيفة وكان أكثرهم قرآنا منهم عمر بن
الخطاب وأبو سلمة بن عبد الأسد. هذا حديث أحمد بن سنان.
(34) باب إباحة إمامة غير المدرك البالغين إذا كان غير المدرك أكثر
جمعا للقرآن من البالغين.
1512 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم نا ابن
علية عن أيوب قال: ثنا عمرو بن سلمة (ح) وحدثنا أبو هاشم زياد
ابن أيوب ثنا إسماعيل نا أيوب عن عمرو بن سلمة قال:
كنا على حاضر فكان الركبان يمرون بنا راجعين من عند النبي صلى الله

1511 - ح في الاذان 54 من طريق عبيد الله مختصرا وانظر " الإصابة " ترجمة
سالم والحديث 588.
1512 - حم 5: 30 من طريق إسماعيل مثله وأخرجه البخاري المغازي 53 من
طريق أبي قلابة عن عمرو بن سلمة نحوه د الحديث 585 من طريق أيوب.
6

الله عليه وسلم فأدنوا منهم فأسمع حتى حفظت قرآنا قال: وكان
الناس ينتظرون بإسلامهم فتح مكة فلما فتحت جعل الرجل يأتيه
فيقول: يا رسول الله أنا وافد بني فلان وجئتك بإسلامهم فانطلق أبي
بإسلام قومه فلما رجع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" قدموا أكثرهم قرآنا ". قال: فنظروا وأنا لعلي حواء. قال الدورقي:
حواء عظيم. وقال أبو هاشم: حواء وقالا: فما وجدوا فيهم أحدا
أكثر قرآنا مني فقدموني وأنا غلام فصليت بهم وعلي بردة لي فكنت
إذا ركعت أو سجدت فتبدو عورتي فلما صلينا تقول لنا عجوز دهرية:
غطوا عنا است قارئكم. قال: فقطعوا لي قميصا. قال: أحسبه قال:
من مقعد النحرين إلا فذكر أنه فرح به فرحا شديدا. قال الدورقي: قال:
" ليؤمكم أكثركم قرآنا ".
(35) باب ذكر الدليل على ضد قول من كره للابن إمامة أبيه.
قال أبو بكر: خبر النبي صلى الله عليه وسلم: " يم م القوم أقرؤهم ".
(36) باب التغليظ على الأئمة في تركهم إتمام الصلاة وتأخيرهم
الصلاة والدليل على أن صلاة الإمام قد تكون ناقصة وصلاة المأموم تامة
ضد قول من زعم أن صلاة المأموم متصلة بصلاة إمامه إذا فسدت صلاة
الإمام فسدت صلاة المأموم زعم.
1513 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا
إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي (ح) وثنا
الحسن بن محمد الصباح ثنا عفان نا وهيب ثنا عبد الرحمن بن حرملة
(ح) وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب
عن عبد الرحمن بن حرملة الأسلمي عن أبي علي الهمداني قال: سمعت
عقبة بن عامر يقول:

1513 - إسناده حسن: د الحديث 580 من طريق ابن وهب جه إقامة 47.
7

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أم الناس فأصاب
الوقت وأتم الصلاة فله ولهم ومن انتقص من ذلك شيئا فعليه ولا
عليهم.
هذا حديث ابن وهب ومعنى أحاديثهم سواء.
(37) باب الرخصة في ترك انتظار الإمام إذا أبطأ وأمر المأمومين
أحدهم بالإمامة.
1514 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
نا المعتمر قال: سمعت حميدا قال: حدثني بكر عن حمزة بن المغيرة
بن شعبة عن أبيه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم تخلف فتخلف معه المغيرة بن شعبة
فذكر الحديث بطوله قال: قال: فانتهينا إلى الناس وقد صلى عبد
الرحمن (161 / أ) بن عوف ركعة فلما أحس بجيئة النبي صلى الله عليه
وسلم ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن صل فلما
قضى عبد الرحمن الصلاة وسلم قام النبي صلى الله عليه وسلم والمغيرة
فأكملا ما سبقهما.
قال أبو بكر: هذه اللفظة قد يغلط فيها من لا يتدبر هذه المسألة ولا
يفهم العلم والفقه زعم بعض من يقول بمذهب العراقيين ان ما أدرك مع
الإمام آخر صلاته أن في هذه اللفظة دلالة على أن النبي صلى الله عليه
وسلم والمغيرة إنما قضيا الركعة الأولى لأن عبد الرحمن إنما سبقهما
بالأولى لا بالثانية وكذلك ادعوا في قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" وما فاتكم فاقضوا " فزعموا أن فيه دلالة على أنه إنما يقضي أول

1514 - اسناده صحيح. " الفتح الرباني " 5: 288 - 289 من طريق بكر
مختصرا وقال البنا: سنده جيد.
8

صلاته لا آخرها. وهذا التأويل من تدبر الفقه علم أن هذا التأويل
خلاف قول أهل الصلاة جميعا إذ لو كان المصطفى صلى الله عليه وسلم
والمغيرة بعد سلام عبد الرحمن بن عوف قضيا الركعة الأولى التي فاتتهما
لكانا قد قضيا ركعة بلا جلسة ولا تشهد إذ الركعة التي فاتتهما وكانت
أول صلاة عبد الرحمن بن عوف كانت ركعة بلا جلسة ولا تشهد. وفي
اتفاق أهل الصلاة أن المدرك مع الإمام ركعة من صلاة الفجر يقضى ركعة
بجلسة وتشهد وسلام ما بان وصح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يقض الركعة الأولى التي لا جلوس فيها ولا تشهد ولا سلام وإنه قضى
الركعة الثانية التي فيها جلوس وتشهد وسلام ولو كان معنى قوله صلى
الله عليه وسلم: " وما فاتكم فاقضوا " معناه أن اقضوا ما فاتكم كما
ادعاه من خالفنا في هذه المسألة كان على من فاتته ركعة من الصلاة مع الإمام
أن يقضي ركعة بقيام وركوع وسجدتين بغير جلوس ولا تشهد ولا سلام.
وفي اتفاقهم معنى أنه يقضى ركعة بجلوس وتشهد ما بان وثبت أن الجلوس
والتشهد والسلام من حكم الركعة الأخيرة لا من حكم الأولى فمن
فهم العلم وعقله ولم يكابر علم أن لا تشهد ولا جلوس للتشهد ولا
سلام في الركعة الأولى من الصلاة.
(38) باب الرخصة في صلاة الإمام الأعظم خلف من أم الناس من
رعيته وأن كان الإمام من الرعية يؤم الناس بغير إذن الإمام الأعظم
قال أبو بكر: خبر المغيرة بن شعبة في إمامة عبد الرحمن بن عوف.
1515 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا عبد الرزاق
أخبرنا بن جريج حدثني بن شهاب عن حديث عباد بن زياد أن عروة بن
المغيرة بن شعبة أخبره أن المغيرة بن شعبة أخبره:

1515 - م الصلاد 105 من طريق محمد بن رافع " موارد الظمآن " من طريق
الزهري عن عروة الحديث 372.
9

أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك قال المغيرة:
فأقبلت معه حتى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم
فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين فصلى مع الناس
الركعة الأخيرة فلما سلم عبد الرحمن قام (1) رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتم صلاته فأفزع ذلك المسلمين فأكثروا التسبيح فلما قضى
النبي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثم قال: أحسنتم أو
قال: " أصبتم ". يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها.
قال أبو بكر: في الخبر دلالة على أن الصلاة إذا حضرت وكان الإمام
الأعظم غائبا عن الناس أو متخلفا عنهم في سفر فجائز للرعية أن يقدموا
رجلا منهم يؤمهم إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد حسن فعل القوم أو
صوبه إذ صلوا الصلاة لوقتها بتقديمهم عبد الرحمن بن عوف ليؤمهم
ولم يأمرهم بانتظار النبي صلى الله عليه وسلم. فأما إذا كان الإمام الأعظم
حاضرا فغير جائز أن يؤمهم أحد بغير إذنه لأن النبي صلى الله عليه
(161) وسلم قد زجر عن أن يؤم السلطان بغير أمره.
1516 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
ثنا ابن علية ثنا شعبة (ح) وثنا الصنعاني نا يزيد بن زريع نا شعبة
عن إسماعيل بن رجاء عن أوس بن ضمعج عن أبي مسعود الأنصاري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ولا تؤمن رجلا في سلطانه
ولا في أهله ولا تجلس على تكرمته إلا بإذنه أو قال يأذن لك ".

1 - في الأصل: فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولعل الصواب ما أثبتناه.
1516 - م المساجد 291 من طريق شعبة مطولا.
10

(39) باب إمامة المرء السلطان بأمره واستخلاف الإمام رجلا من
الرعية إذا غاب عن حضرة المسجد الذي يؤم الناس فيه فتكون الإمامة
بأمره.
قال أبو بكر: خبر أبي حازم عن سهل بن سعد في أمر النبي صلى الله
عليه وسلم بلالا إذا حضرت العصر لم يأت أن يأمر أبا بكر يصلي بالناس.
1517 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد
يعني ابن زيد نا أبو حازم عن سهل بن سعد قال:
كان قتال بين بني عمرو بن عوف فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه
وسلم فصلى الظهر ثم أتاهم ليصلح بينهم ثم قال لبلال: يا بلال إذا
حضرت العصر ولم آت فمر أبا بكر فليصل بالناس وذكر الحديث
بطوله.
وذكر في الخبر: أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فقام خلف أبي
بكر وأومأ إليه: أمض في صلاتك.
(40) باب الزجر عن إمامة المرء من يكره إمامته.
1518 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا ابن
وهب عن ابن لهيعة وسعيد بن أبي أيوب عن عطاء بن دينار الهذلي:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاثة لا تقبل منهم صلاة
ولا تصعد إلى السماء ولا تجاوز رؤوسهم رجل أم قوما وهم له كارهون
ورجل صلى على جنازة ولم يؤمر وامرأة دعاها زوجها من الليل فأبت
عليه ".
1519 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا ابن

1517 - خ الاحكام 36 مطولا من طريق حماد.
1518 - مرسل وانظر " موارد الظمآن " الحديث 377. قلت: والحديث
صحيح دون الفقرة الوسطى. وانظر تعليقي على " المشكاة " (1112).
(ن).
1519 - اسناده حسن. وانظر ت 2: 191.
11

وهب عن عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب عن عمرو بن
الوليد عن أنس بن مالك يرفعه يعني مثل هذا.
قال أبو بكر: أمليت الجزء الأول وهو مرسل لأن حديث أنس
الذي بعده حدثناه عيسى في عقبه يعني بمثله لولا هذا لما كنت أخرج
الخبر المرسل في هذا الكتاب.
(41) باب المنهي عن إمامة [الزائر] (1).
1520 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا
عبد الرحمن بن مهدي ثنا أبان بن يزيد عن بديل العقيلي حدثني أبو عطية
رجل منا وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن أبان بن يزيد العطار
عن بديل بن ميسرة العقيلي عن رجل منهم يكنى أبا عطية وهذا حديث
الدورقي قال:
أتانا مالك بن الحويرث فحضرت الصلاة فقيل له: تقدم قال:
ليؤمكم رجل منكم. فلما صلوا قال: سمعت النبي صلى الله عليه
وسلم يقول: " إذا زار الرجل القوم فلا يؤمهم وليؤمهم رجل منهم ".
وفي حديث وكيع قال: ليتقدم بعضكم حتى أحدثكم لم لا أتقدم.
(42) باب الرخصة في قيام الإمام على مكان أرفع من مكان المأمومين
لتعليم الناس الصلاة.
1521 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
ثنا ابن أبي حازم أخبرني أبي عن سهل:
أنه جاءه نفر يتمارون في المنبر من أي عود هو؟ ومن عمله؟ فقال
سهل: أما والله إني لأعرف من أي عود هو ومن عمله ورأيت رسول

(1) بهامش الأصل: ينظر.
1520 - اسناده ضعيف أبو عطية مجهول. د الحديث 596 من طريق ابان
وأخرجه الترمذي 2: 187 وقال: هذا حديث حسن ن 3: 62.
1521 - خ الجمعة 26 من طريق أبي حازم.
12

الله صلى الله عليه وسلم أول يوم قام عليه أرسل رسول الله صلى الله
عليه وسلم إلى فلانة قال: انه ليسميها يومئذ ونسيت اسمها أن
مري غلامك النجار يعمل لي أعوادا (162 / أ) أكلم الناس عليها
فعمل هذه الدرجات من طرفاء الغابة وقد رأيت رسول الله صلى
الله عليه وسلم قام عليه فكبر فكبر الناس خلفه ثم ركع وركع الناس
ثم رفع ونزل القهقري ثم سجد في أصل المنبر ثم عاد حتى فرغ من
آخر صلاته ثم أقبل عليهم فقال: " إنما صنعت هذا لتأتموا بي
وتعلموا صلاتي ".
1522 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء
ثنا سفيان عن أبي حازم
وذكر الحديث ولم يقل: " إنما صنعت هذا لتأتموا بي وتعلموا
صلاتي ".
(43) باب النهي عن قيام الإمام على مكان أرفع من المأمومين إذا لم
يرد تعليم الناس.
1523 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي عن
الشافعي أخبرنا سفيان أخبرنا الأعمش عن إبراهيم عن همام قال:
صلى بنا حذيفة على دكان مرتفع فسجد عليه فجبذه أبو
مسعود فتابعه حذيفة فلما قضى الصلاة قال أبو مسعود: أليس قد
نهي عن هذا؟ فقال له حذيفة: ألم ترني قد تابعتك؟.
(44) باب إيذان المؤذن الإمام بالصلاة.
1524 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد

1522 - اسناده صحيح. جه إقامة 199 من طريق سفيان.
1523 - اسناده صحيح. د الحديث 597 من طريق الأعمش نحوه.
1524 - انظر خ الاذان 77.
13

بن عبد الرحمن المخزومي قالا ثنا سفيان عن عمرو قال: سمعت
كريبا مولى ابن عباس عن ابن عباس قال:
بت عند خالتي ميمونة فصلى يعني النبي صلى الله عليه وسلم
ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم أتاه المؤذن يؤذنه بالصلاة
فخرج فصلى. هذا حديث عبد الجبار.
(45) باب انتظار المؤذن الإمام بالإقامة.
1525 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عباس بن محمد الدوري
نا إسحاق بن منصور السلولي أخبرنا إسرائيل عن سماك عن جابر
بن سمرة قال:
كان مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم يؤذن ثم يمهل فإذا رأى
النبي صلى الله عليه وسلم قد أقبل أخذ في الإقامة.
(46) باب النهي عن قيام الناس إلى الصلاة قبل رؤيتهم إمامهم.
1526 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا بندار نا
يحيى ثنا الحجاج (ح) وحدثنا أحمد بن سنان الواسطي ثنا يحيى بن
سعيد القطان عن الحجاج يعني ابن أبي عثمان الصواف (ح) وثنا
أحمد بن عبدة ثنا سفيان يعني ابن حبيب عن حجاج الصواف
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة و عبد الله بن أبي قتادة عن أبي
قتادة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إذا أقيمت الصلاة فلا
تقوموا حتى تروني ".
وقال أحمد بن سنان: قال: " إذا أخذ المؤذن في الأذان فلا
تقوموا حتى تروني ".

1525 - ت 1: 391 من طريق إسرائيل. قلت: وصححه الترمذي وأخرجه
مسلم بنحوه وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (548). (ن)
1526 - خ الاذان 23 من طريق يحيى.
14

(47) (باب الرخصة في كلام الإمام بعد الفراغ من الإقامة والحاجة
تبدو لبعض الناس).
1527 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار نا محمد بن جعفر
ثنا شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس (ح) وثنا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي نا ابن علية ثنا عبد العزيز عن أنس قال:
أقيمت الصلاة ورجل يناجي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
نام أصحابه ثم قام فصلى.
وقال الدورقي: أقيمت الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
نجي برجل في جانب المسجد فما قام إلى الصلاة حتى نام بعض القوم.
(48) باب ذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأئمة بالرشاد.
1528 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز
الدراوردي عن سهيل عن الأعمش (ح) وثنا عبد الله بن سعيد الأشج
ثنا أبو خالد (ح) وثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى (ح) وثنا يوسف بن
موسى ثنا جرير (ح) وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان (ح)
وثنا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري (ح) وثنا
أبو موسى عن مؤمل ثنا سفيان كل هؤلاء عن الأعمش عن أبي صالح
عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الإمام ضامن والمؤذن
مؤتمن (162 ب) اللهم أرشد الأئمة واغفر للمؤذنين ".
هذا حديث الأشج.
قال أبو بكر: رواه ابن نمير عن الأعمش وأفسد الخبر.
1529 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الأشج نا ابن نمير عن
الأعمش قال: حدثت عن أبي صالح ولا أراني إلا قد سمعته قال:
قال أبو هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

1527 - خ الاذان 27 من طريق عبد العزيز، م
1528 - إسناده صحيح. ت 1: 402 من طريق الأعمش. وانظر كلام احمد شاكر
بهامش الترمذي.
1529 - حم 2 -: 382، انظر الحديث رقم 1530
15

ورواه زهير عن أبي إسحاق عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
1530 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن سهل الرملي
نا موسى بن داوود نا زهير بن معاوية.
وروى خبر سهيل عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عمار عن
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ولم يذكرا الأعمش في الإسناد.
1531 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن الحسن
أخبرنا يزيد بن زريع ثنا عبد الرحمن بن إسحاق (ح) وثنا علي بن حجر
ثنا محمد بن عمار كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " المؤذنون أمناء والأئمة
ضمناء اللهم اغفر للمؤذنين وسدد الأئمة (ثلاث مرات).
هذا لفظ حديث علي بن حجر.
وقال الحسين بن الحسن: " أرشد الله الأئمة وغفر للمؤذنين ".
[ورواه محمد بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة]. (1)
1532 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن
وهب نا عمي أخبرني حياة عن نافع بن سليمان بمثله سواء وقال:
قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " وعفا
عن المؤذن ".
قال أبو بكر: الأعمش أحفظ من مأتين مثل محمد بن أبي
صالح.

1530 - اسناده صحيح حم 2: 377 - 378، 514
1531 - اسناده صحيح. قلت: وأخرجه ابن حبان في " صحيحه " أيضا (363
- موارد. (ن).
(1) سقطت من الأصل واستدركتها من " صحيح أبي داود " (530) وكلام المصنف
الآتي يقتضيها. (ن).
16

جماع أبواب
قيام المأمومين خلف الإمام وما فيه من السنن
(49) باب قيام المأموم الواحد عن يمين الإمام إذا لم يكن معهما أحد.
1533 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن
عبد الرحمن قال: ثنا سفيان عن عمرو وهو ابن دينار قال: سمعت
كريبا مولى ابن عباس عن ابن عباس قال:
بت عند خالتي ميمونة فلما كان بعض الليل قام رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصلي فأتى (1) شنا معلقا فتوضأ وضوءا خفيفا ثم قام
فصلى فقمت فتوضأت وصنعت مثل الذي صنع ثم قمت عن يساره.
فحولني عن يمينه فصلى ما شاء الله ثم اضطجع فنام حتى نفخ ثم
أتاه المؤذن يؤذنه بالصلاة فخرج فصلى.
هذا حديث عبد الجبار.
وقال المخزومي: عن كريب وقال: فخرج فصلى ولم يتوضأ.
وقال: فوصف وضوءه وجعل يقلله ولم يقل: وضوءا خفيفا.
(50) باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن المأموم يقوم خلف
الإمام ينتظر مجيئ غيره فإن فرغ الإمام من القراءة وأراد الركوع قبل
مجيئ غيره تقدم فقام عن يمين الإمام.
1534 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار بندار نا محمد
يعني ابن جعفر نا شعبة عن سلمة وهو ابن كهيل عن كريب عن ابن
عباس قال:
بت في بيت خالتي ميمونة فتتبعت كيف يصلي رسول الله صلى الله
عليه وسلم ثم قام يصلي فجئت فقمت إلى جنبه فقمت عن يساره.
وقال: فأخذني فأقامني عن يمينه.

1533 - م المسافرين 186 من طريق سفيان.
(1) الأصل (فأرى) والتصويب من " مسلم ". ن.
1534 - م المسافرين 187 من طريق بندار.
17

(51) باب قيام الاثنين خلف الإمام.
1535 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو بكر يعني
الحنفي نا الضحاك بن عثمان حدثني شرحبيل وهو ابن سعد أبو
سعد قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول:
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المغرب فجئته فقمت إلى
جنبه عن يساره فنهاني فجعلني عن يمينه ثم جاء صاحب لي فصففنا
خلفه فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد مخالفا
بين طرفيه.
(52) باب 163 / 1 تقدم الإمام عند مجيئ الثالث إذا كان مع المأموم
الواحد.
1536 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي
نا يحيى بن عبد الله بن بكير حدثني الليث عن خالد وهو ابن يزيد
عن سعيد وهو ابن أبي هلال عن عمرو بن سعيد أنه قال:
دخلت على جابر بن عبد الله أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن
فوجدناه قائما يصلي عليه أزار فذكر بعض الحديث وقال: أقبلنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج لبعض حاجته فصببت له
وضوءا فتوضأ فالتحف بإزاره فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه
وأتى آخر فقام عن يساره فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
وصلينا معه فصلى ثلاث عشرة ركعة بالوتر.
(53) باب إمامة الرجل الرجل الواحد والمرأة الواحدة.
1537 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي

1535 - اسناده ضعيف لضعف واختلاط شرحبيل. ن. حم 3: 326 من طريق أبي
بكسر الحنفي.
1536 - اسناده صحيح لولا أن سعيدا كان اختلط كما قال احمد. ن. وانظر:
الزهد 74.
1537 - اسناده حسن، ن 2: 68 من طريق حجاج، الفتح الرباني 2965.
18

وأحمد بن منصور الرمادي قالا: ثنا حجاج وهو ابن محمد قال:
قال ابن جريج أخبرني زياد وهو ابن سعد أن قزعة مولى لعبد القيس
أخبره أنه سمع عكرمة مولى ابن عباس يقول قال ابن عباس:
صليت إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم وعائشة خلفنا تصلي
معنا وأنا إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم أصلي معه.
(54) باب إمامة الرجل الرجل الواحد والمرأتين.
1538 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر
ثنا شعبة قال سمعت عبد الله بن المختار يحدث عن موسى بن أنس
عن أنس بن مالك.
أنه كان هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمه وخالته، فصلى
بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل أنسا عن يمينه وأمه وخالته
خلفهما.
(55) باب إمامة الرجل الرجل والغلام غير المدرك والمرأة
الواحدة.
1539 - نا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار الحسين بن حريث
نا سفيان عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك
قال:
صليت أنا ويتيم خلف النبي صلى الله عليه وسلم وصلت أمي
خلفنا.
1540 - نا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا
سفيان ثنا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة سمع أنس بن مالك يقول بمثله.

1538 - اسناده حسن، ن 2: 67 من طريق بندار. قلت: ومعناه في " صحيح
البخاري " (رقم 214 - مختصري للبخاري). ن.
1539 - خ الاذان 78 من طريق سفيان.
1540 - انظر الحديث رقم 1539.
19

(56) باب إجازة صلاة المأموم عن يمين الإمام إذا كانت الصفوف
خلفهما.
1541 - نا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد بن
عباد المهلبي وزيد بن أخرم الطائي ومحمد بن يحيى الأزدي قالوا:
ثنا عبد الله بن داود ثنا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند عن
نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال:
مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه ثم أفاق فقال:
" أحضرت الصلاة "؟ قلت: نعم. قال: " مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا
بكر فليصل بالناس ". فذكروا الحديث وقالوا في الحديث، " وأذن
وأقام وأمروا أبا بكر أن يصلي بالناس ثم أفاق فقال: " أقيمت
الصلاة "؟ قلت: نعم: قال: " جيئوني بانسان أعتمد عليه:. فجاؤوا
ببريرة ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج إلى الصلاة فأجلس إلى
جنب أبي بكر فذهب أبو بكر يتنحى فأمسكه حتى فرغ من الصلاة.
ثم ذكروا الحديث وهذا حديث القاسم.
(57) باب الأمر بتسوية الصفوف قبل تكبير الإمام.
1542 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب
نا أبو أسامة عن الأعمش وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن الأعمش،
(ح) وثنا بندار ثنا ابن أبي عدي عن شعبة (ح) وحدثنا بشر بن خالد
العسكري نا محمد يعني ابن جعفر - عن شعبة عن سليمان - وهو
الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر عبد الله بن سخبرة الأزدي
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة،

1541 - اسناده صحيح رجاله كلهم ثقات. ن. جه الإقامة 142 من طريق عبد الله
ابن داود.
1542 - م الصلاة 122 من طريق وكيع مطولا.
20

ويقول: " استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ". قال أبو مسعود:
فأنتم اليوم أشد اختلافا.
هذا حديث وكيع.
وفي حديث أبي أسامة وابن أبي عدي قال: يسوي مناكبنا.
وفي حديث محمد بن جعفر قال: يمسح عواتقنا.
(58) باب فضل تسوية الصفوف والأخبار بأنها من تمام الصلاة.
1543 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى ومحمد
ابن جعفر قالا: ثنا شعبة وثنا الصنعاني ثنا خالد يعني ابن
الحارث عن شعبة (ح) وثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن شعبة، قال:
سمعت قتادة عن أنس بن مالك
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أقيموا صفوفكم فإن
تسوية الصفوف من تمام الصلاة ". هذا حديث بندار.
وقال سلم بن جنادة: عن قتادة وقال: " إن من حسن الصلاة
إقامة الصف ".
(59) باب الأمر بإتمام الصفوف الأولى اقتداء بفعل الملائكة عند
ربهم.
1544 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن الأعمش
(ح) وثنا الدروقي ثنا أبو معاوية ثنا الأعمش (ح) وثنا علي بن خشرم
أخبرنا عيسى (ح) وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع جميعا عن الأعمش
عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال:

1543 - م الصلاة 124 من طريق بندار، وفيه: سووا صفوفكم...
1544 - م الصلاة 119 من طريق الأعمش، ن 2: 72 من طريق الأعمش.
21

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ألا تصفون كما تصف
الملائكة عند ربها "؟ قلنا: يا رسول الله كيف تصف الملائكة عند ربها؟
قال: " يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف ".
هذا حديث وكيع.
(60) باب الأمر بالمحاذاة صلى بين المناكب والأعناق في الصف.
1545 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر بن ربعي
القيسي نا مسلم يعني ابن إبراهيم نا أبان بن يزيد العطار ثنا
قتادة عن أنس بن مالك:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رصوا صفوفكم وقاربوا
بينها وحاذوا بالأعناق فوالذي نفس محمد بيده إني لأرى الشيطان
يدخل من خلل الصف كأنها الحذف ".
قال مسلم: يعني النقد الصغار.
النقد الصغار: أولاد الغنم.
(61) باب الأمر بأن يكون النقص والخلل في الصف الآخر.
1546 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى
ثنا ابن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس.
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتموا الصف المتقدم فإن
كان نقصا فليكن في المؤخر ".
1547 - أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بكر بن إسحاق
الصنعاني ثنا أبو عاصم عن شعبة بمثله.

1545 - اسناده صحيح. والحديث 667 والحذف: غنم سود صغار.
1546 - اسناده صحيح. موارد الظمآن الحديث 390 د الحديث 671 من طريق
سعيد.
1547 - انظر الحديث رقم 1546.
22

قال: " أتموا الصف الأول والثاني فإن كان خلل فليكن في
الثالث ".
(62) باب الأمر بسند الفرج في الصفوف.
1548 - أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى
حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر
عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " فإذا قمتم فاعدلوا صفوفكم
وسدوا الفرج فإني أراكم من وراء ظهري ".
باب فضل وصل الصفوف
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي
نا بن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن كثير بن مرة
عن عبد الله بن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من وصل صفا وصله
الله ومن قطع صفا قطعه الله.
باب ذكر صلاة الرب وملائكته على واصل الصفوف
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان
المرادي نا بن وهب أخبرني أسامة عن عثمان بن عروة بن الزبير
عن أبيه عن عائشة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله وملائكته
يصلون على الذين يصلون الصفوف
23

باب التغليظ في ترك تسوية الصفوف تخوف
لمخالفة بين القلوب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا محمد بن جعفر
ويحيى قالا ثنا شعبة قال سمعت طلحة الأيامي قال سمعت
عبد الرحمن بن عوسجة قال سمعت البراء بن عازب يحدث قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا إذا قمنا إلى الصلاة
فيمسح عواتقنا وصدورنا ويقول لا تختلف صدوركم فتختلف
قلوبكم إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول وقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم زينوا القرآن
قال عبد الرحمن بن عوسجة كنت نسيت زينوا القرآن
بأصواتكم حتى ذكر نية الضحاك بن مزاحم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم نا بن
وهب عن جرير بن حازم قال سمعت أبا إسحاق الهمزاني يقول
حدثني عبد الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتينا فيمسح على عواتقنا
وصدورنا ويقول لا تختلف صفوفكم فتختلف قلوبكم إن الله
وملائكته يصلون على الصف الأول أو الصفوف الأول
24

باب فضل الصف الأول والمبادرة إليه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن المبارك
المخرمي نا يحيى بن آدم ثنا زهير عن أبي إسحاق عن عبد الله بن
أبي بصير عن أبيه قال
قدمت المدينة فلقيت أبي بن كعب
وثنا محمد بن معمر نا أبو بكر الحنفي نا يونس بن أبي إسحاق عن
أبيه عن عبد الله بن أبي بصير عن أبيه قال عدنا أبي كعب
فذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وقالا إن
الصف المقدم على مثل صف الملائكة ولو تعلمون فضيلته
لابتدرتموه
باب ذكر الاستهام على الصف الأول
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله اليحمدي
قال قرأت على مالك وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
أن مالكا حدثه ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا بشر بن عمر ح وثنا
محمد بن خلاد الباهلي نا محسن بن عيسى قالا ثنا مالك عن سمي
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو يعلم الناس ما في النداء
والصف الأول لاستهموا عليه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن حرب الواسطي
نا أبو قطن عن شعبة عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن أبي رافع
عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو يعلمون أو تعلمون ما في
الصف الأول ما كانت إلا قرعة
25

باب ذكر صلوات الرب وملائكته على واصلي الصفوف الأول
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير
عن منصور عن طلحة عن عبد الرحمن عوسجة النهمي عن البراء بن
عازب قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي الصف من ناحية إلى ناحية
فيمسح مناكبنا أو صدورنا ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
قال وكان يقول إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون
الصفوف الأول وحسبته قال زينوا القرآن بأصواتكم
باب ذكر صلاة الرب على الصفوف الأول وملائكته
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب
ثنا أشعث يعني بن عبد الرحمن بن زبيد ثنا أبي عن جدي عن عبد
الرحمن بن عوسجة عن البراء بن عازب قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي ناحية الصف ويسوي بين
صدور القوم ومناكبهم ويقول لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
ان الله وملائكته يصلون على الصفوف الأول
باب ذكر استغفار النبي صلى الله عليه وسلم الصف المقدم
والثاني
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد نا يزيد
يعني بن هارون أخبرنا الدستوائي ح وثنا الحسن أيضا ثنا عبد
26

الله بن بكر نا هشام ح وحدثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن هشام
الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن إبراهيم عن خالد بن
معدان عن العرباض بن سارية
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر للصف المقدم
ثلاثا وللثاني مرة
باب التغليظ في التخلف عن الصف الأول
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن مهدي قال
نا عبد الرزاق وقال ثنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي
سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال أقوام متخلفون عن
الصف الأول حتى يجعلهم الله تعالى في النار
أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال ثنا هشام بن يونس الكوفي
قال حدثنا القاسم بن مالك المزني عن الجريري عن أبي نضرة عن
أبي سعيد قال
دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى ناسا في مؤخر المسجد
فقال ما يؤخركم لا يزال أقوام يتأخرون حتى يؤخرهم الله عز وجل
تقدموا فأتموا بي وليأتم بكم من بعدكم
باب ذكر خير صفوف الرجال وخير صفوف النساء
أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني قراءة عليه أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق
27

بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا أحمد بن عبدة
أخبرنا عبد العزيز يعني الدراوردي ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن
أبيه عن أبي هريرة وسهل عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها
وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو موسى حدثني
الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن
سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وخير صفوف الرجال المقدم
وشرها المؤخر وخير صفوف النساء المؤخر وشرها المقدم يا معشر
النساء إذا سجد الرجال فاحفضن أبصاركن
قلت لعبد الله مم ذاك قال من ضيق الإزار
باب استحباب قيام المأموم في ميمنة الصف
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا أبو أحمد
نا مسعر عن ثابت بن عبيد عن البراء بن عازب ح وثنا سلم
بن جنادة ثنا وكيع عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن البراء بن عازب
وهذا حديث بندار قال
كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون
عن يمينه فسمعته يقول حين انصرف رب قني عذابك يوم تبعث
عبادك ولم يقل سلم حين انصرف
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء
ثنا سفيان عن مسعر عن ثابت بن عبيد عن يزيد بن البراء عن أبيه
قال
28

كان يعجبنا أن نصلي مما يلي يمين رسول الله صلى الله عليه
وسلم لأنه كان يبدأ بالسلام عن يمينه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا
أبو أحمد نا مسعر عن ثابت بن عبيد عن بن البراء عن البراء بن
عازب قال
كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أن
نكون عن يمينه وسمعته يقول حين انصرف رب قني عذابك يوم
تبعث عبادك
باب فضل تليين المناكب في القيام في الصفوف
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا أبو عاصم ثنا
جعفر بن يحيى ثنا عمي عمارة بن ثوبان عن عطاء بن أبي رباح عن
بن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خيركم ألينكم مناكب في
الصلاة
باب طرد المصطفين
بين السواري عنها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ثنا أبو قتيبة
ويحيى بن حماد عن هارون أبي مسلم عن قتادة عن معاوية بن قرة
عن أبيه قرة قال
كنا ننهى عن الصلاة بين السواري ونطرد عنها طردا
29

باب النهي عن الاصطفاف بين السواري
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن سفيان
عن يحيى بن هانئ عن عبد الحميد بن محمود قال
صليت إلى جنب أنس بن مالك فزحمنا أنه إلى السواري فقال
كنا نتقي هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب الزجر عن صلاة المأموم خلف الصف وحده والبيان أن
صلاته خلف الصف وحده غير جائزة يجب عليه استقبالها وان
قوله لا صلاة له من الجنس الذي نقول إن العرب تنفي الاسم عن
الشئ لنقصه عن الكمال
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام ثنا
ملازم بن عمرو حدثني جدي عبد الله بن بدر عن عبد الرحمن بن علي بن
شيبان عن أبيه علي بن شيبان وكان أحد الوفد قال
صلينا خلفه يعني النبي صلى الله عليه وسلم فقضى نبي الله صلى
الله عليه وسلم الصلاة فرأى رجلا فردا يصلي خلف الصف فوقف
عليه نبي الله صلى الله عليه وسلم حتى قضى صلاته ثم قال له
استقبل صلاتك فلا صلاة لفرد خلف الصف
قال أبو بكر وفي أخبار وابصة بن معبد رأى رجلا
صلى خلف الصف وحده فأمره أن يعيد الصلاة
واحتج بعض أصحابنا وبعض من قال بمذهب العراقيين في إجازة
صلاة المأموم خلف الصف وحده بما هو بعيد الشبه من
هذه المسألة
30

احتجوا بخبر أنس بن مالك أنه صلى وامرأة خلف النبي صلى الله عليه
وسلم فجعله عن يمينه والمرأة خلف ذلك فقالوا إذا جاز للمرأة أن
تقوم خلف الصف وحدها جاز صلاة المصلي خلف الصف وحده
وهذا الاحتجاج عندي غلط لأن سنة المرأة أن تقوم خلف الصف وحدها
إذا لم تكن معها امرأة أخرى وغير جائز لها أن تقوم بحذاء الإمام ولا
في الصف مع الرجال والمأموم من الرجال إن كان واحدا فسنته أن
يقوم عن يمين إمامه وإن كانوا جماعة قاموا في صف خلف الإمام
حتى يكمل الصف الأول ولم يجز للرجل أن يقوم خلف الإمام والمأموم
واحد ولا خلاف بين أهل العلم أن هذا الفعل لو فعله فاعل فقام خلف
إمام ومأموم قد قام عن يمينه خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وإن كانوا قد اختلفوا في إيجاب إعادة الصلاة والمرأة إذا قامت خلف
الصف ولا امرأة معها ولا نسوة فاعلة ما أمرت به وما هو سنتها في
القيام والرجل إذا قام في الصف وحده فاعل ما ليس من سنته إذ
سنته أن يدخل الصف فيصطف مع المأمومين فكيف يكون أن يشبه ما
زجر المأموم عنه مما هو خلاف سنته في القيام بفعل امرأة فعلت ما أمرت
به مما هو سنتها في القيام خلف الصف وحدها فالمشبه المنهي عنه
بالمأمور به مغفل بين الغفلة مشبه بين فعلين متضادين إذ هو مشبه
منهي عنه بمأمور به فتدبروا هذه اللفظة يبن لكم بتوفيق خالقنا حجة
ما ذكرنا
وزعم مخالفونا من العراقيين في هذه المسألة أن المرأة لو قامت
في الصف مع الرجال حيث أمر الرجل أن يقوم أفسدت صلاة من عن
يمينها ومن عن شمالها والمصلي خلفها والرجل مأمور عندهم أن يقوم
في الصف مع الرجال فكيف يشبه فعل امرأة لو فعلت أفسدت صلاة
31

ثلاثة من المصلين بفعل من هو مأمور بفعله إذا فعله لا يفسد فعله
صلاة أحد
باب الرخصة في ركوع المأموم قبل اتصاله بالصف ودبيبه
وهو راكعا حتى يتصل بالصف في ركوعه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن محمد بن سعيد بن
الحكم بن أبي مريم المصري حدثنا جدي أخبرني عبد الله بن وهب
أخبرني بن جريج عن عطاء أنه سمع عبد الله بن الزبير على المنبر
يقول للناس
إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع فليركع حين يدخل ثم
ليدب راكعا حتى يدخل في الصف فان ذلك السنة
قال عطاء وقد رأيته هو يفعل ذلك
باب ذكر البيان أن أولي الأحلام والنهي أحق بالصف الأول
إذ النبي صلى الله عليه وسلم أمر بأن يلوه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي الجهضمي وبشر
بن معاذ العقدي قالا حدثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن أبي
معشر عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلني منكم أولوا الأحلام
والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ولا تختلفوا فتختلف
قلوبكم وإياكم وهيشات الأسواق
32

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمر بن علي بن عطاء
بن مقدم ثنا يوسف بن يعقوب بن أبي القاسم السدوسي ثنا التيمي
عن أبي مجلز عن قيس بن عباد
قال بينما أنا بالمدينة في المسجد في الصف المقدم قائم أصلي
فجبذني رجل من خلفي جبذة فنحاني وقام مقامي قال فوالله ما
عقلت صلاتي فلما انصرف فإذا هو أبي بن كعب فقال يا فتى
لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه
ثم استقبل القبلة فقال هلك أهل العقدة ورب الكعبة ثلاثا ثم قال
والله ما عليهم آسى ولكن آسى على من أضلوا قال قلت من تعني
بهذا قال الأمراء
باب الرخصة في شق أولي الأحلام والنهي يستخبره إذا كانوا
قد اصطفوا ع حضورهم ليقوموا في الصف الأول
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن بشر بن منصور
السلمي ومحمد بن عبد الله بن بزيع قالا حدثنا عبد الأعلى قال
محمد ثنا عبيد الله قال إسماعيل عن عبيد الله عن أبي حازم عن
سهل بن سعد قال
انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو بن
عوف فحضرت الصلاة فجاء المؤذن إلى أبي بكر فأمره أن يتقدم
الناس وأن يؤمهم فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرق
الصفوف حتى قام في الصف المقدم ثم ذكر الحديث بطوله
وهذا اللفظ الذي ذكره لفظ حديث إسماعيل
33

باب أمر المأمومين بالاقتداء بالإمام والنهي عن مخالفتهم إياه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز
يعني الدراوردي عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إنما الإمام ليؤتم به فإذا
صلى فكبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا ولا تختلفوا عليه فإذا
قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا ولك الحمد وإذا سجد
فاسجدوا ولا تبتدروا قبله
باب الزجر عن مبادرة المؤموم الإمام بالتكبير والركوع
والسجود
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرني
عيسى عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول لا تبادروا
الإمام إذا كبر الإمام فكبروا وإذا ركع فاركعوا
وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين وإذا قال
سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك الحمد ولا تبادروا الإمام
الركوع والسجود
باب ذكر بيان أن المؤموم إنما يكبر بعد فراغ الإمام من
التكبير لا مكبرا حتى يفرغ من التكبير ويتم الراء التي هي آخر
التكبير والفرق بين قوله إذا كبر فكبروا وبين قوله وإذا ركع
فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا إذ اسم المكبر لا يقع على الإمام ما لم
يتم التكبير واسم الراكع قد يقع عليه إذا استوى راكعا وكذلك اسم
الساجد يقع عليه إذا استوى جالسا
34

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن المثنى حدثني
الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن أبي بكر عن
سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا قال الإمام الله أكبر
فقولوا الله أكبر فإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا
لك الحمد
باب سكوت الإمام قبل القراءة وبعد تكبيرة الافتتاح
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن بزيع
نا يزيد يعني بن زريع ثنا سعيد ثنا قتادة عن الحسن
أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا فحدث سمرة أنه
حفظ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سكتتين سكتة إذا كبر
وسكتة إذا فرغ من قراءته عند ركوعه
باب ذكر البيان أن اسم الساكت قد يقع على الناطق سرا إذا
كان ساكتا عن الجهر بالقول إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد كان داعيا
خفيا في سكته عن الجهر بين التكبيرة الأولى وبين القراءة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق ثنا بن
فضيل عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبير
والقراءة فقلت له معبد أنت وأمي أرأيت سكاتك صلى الله عليه وسلم بين التكبير والقراءة
أخبرني ما هو قال أقول اللهم باعد بيني وبين خطيئتي كما باعدت
35

بين المشرق والمغرب اللهم أنقني من خطاياي كالثوب الأبيض من
الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد
باب تطويل الإمام الركعة الأولى من الصلوات ليتلاحق
المأمومون
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو كريب محمد بن العلاء
حدثنا أبو خالد أخبرنا سفيان عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن
عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيل في أول ركعة من الفجر
والظهر فكنا نرى أنه يفعل ذلك ليتأدى الناس
باب القراءة خلف الإمام وإن جهر الإمام بالقراءة والزجر
عن أن يزيد المأموم على قراءة فاتحة الكتاب إذا جهر الإمام بالقراءة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام اليشكري
نا إسماعيل يعني بن علية عن محمد بن إسحاق ح وثنا الفضل
بن يعقوب الجزري ثنا عبد الأعلى نا محمد ح وثنا سعيد بن يحيى
بن سعيد الأموي نا أبي عن محمد بن إسحاق وثنا محمد بن رافع
ويعقوب بن إبراهيم الدورقي قالا ثنا يزيد وهو بن هارون
أخبرنا محمد وهو بن إسحاق حدثني تثبت عن محمود بن الربيع
الأنصاري وكان يسكن إيلياء عن عبادة بن الصامت قال
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح فثقلت
عليه القراءة فلما انصرف قال إني لأراكم تقرؤون وراء إمامكم
36

قال قلنا أجل والله يا رسول الله هذا قال
فلا تفعلوا الا بأم الكتاب فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها
هذا حديث بن علية وعبد الأعلى
باب تأمين المأموم عند فراغ الإمام من قراءة فاتحة الكتاب في
الصلاة التي يجهر فيها الإمام بالقراءة وإن نسي امام وجهل ولم يؤمن
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا
عيسى بن يونس عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول إذا كبر الإمام
فكبروا وإذا قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقولوا آمين
باب فضل تأمين المأموم إذا أمن إمامه رجاء مغفرة ما تقدم من
ذنب المؤمن إذا وافق تأمينه تأمين الملائكة مع الدليل على أن على الإمام
الجهر بالتأمين إذا جهر بالقراءة ليسمع المأموم تأمينه إذ غير جائز أن
يأمر النبي صلى الله عليه وسلم المأموم بالتأمين إذا أمن إمامه ولا سبيل
له إلى معرفة تأمين الإمام إذا أخفى الإمام التأمين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصفدي
نا بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب
وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أمن الإمام
فأمنوا فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة ورجاله له ما تقدم من ذنبه
باب ذكر إجابة المؤمن عند فراغ قراءة فاتحة
الكتاب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن
37

سعيد نا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة ح وثنا بندار ثنا بن أبي
عدي عن سعيد بن أبي عروبة ح وثنا هارون بن إسحاق الهمداني
ثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن
عبد الله الرقاشي قال
صلى بنا أبو موسى الأشعري فلما انفتل قال إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا وعلمنا صلاتنا فقال
فإذا كبر الإمام فكبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم ولا الضالين
فقولوا آمين يحبكم الله
قال أبو بكر هذا الخبر من باب تأمين المأموم عند فراغ الإمام
من قراءة فاتحة الكتاب وإن لم يؤمن إمامه جهلا أو نسيانا
باب ذكر حسد اليهود المؤمنين على تأمينهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو بشر الواسطي نا خالد
يعني بن عبد الله عن سهيل عن أبيه عن عائشة قالت
دخل يهودي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال السام عليك
فقال النبي صلى الله عليه وسلم وعليك قالت عائشة فهممت
أن أتكلم فعرفت كراهية رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فسكت
ثم دخل آخر فقال السام عليك فقال وعليك فهممت أن
أتكلم فعرفت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك ثم دخل
الثالث فقال السام عليك فلم أصبر حتى قلت وعليك السام
وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله بما لم
يحيه الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يحب الفحش
38

والتفحش قالوا قولا فرددنا عليهم إن اليهود قوم حسد وإنهم
لا يحسدونا على شئ كما يحسدونا على السلام وعلى آمين
باب ذكر ما كان الله عز وجل خص نبيه صلى الله عليه وسلم
بالتأمين فلم يعطه أحدا من النبيين قبله خلا هارون حين دعا موسى
فأمن هارون أن ثبت الخبر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر
القيسي نا أبو عامر وثنا محمد بن معمر أيضا ثنا حرمي بن عمارة عن
زربي مولى لآل المهب قال سمعت أنس بن مالك يقول
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوسا فقال إن الله أعطاني
خصالا ثلاثة فقال رجل من جلسائه وما هذه الخصال يا رسول
الله قال أعطاني صلاة في الصفوف وأعطاني التحية إنها لتحية
أهل الجنة وأعطاني التأمين ولم يعطه أحدا من النبيين قبل إلا أن
يكون الله أعطى هارون يدعو موسى ويؤمن هارون
باب السنة في جهر الامام بالقراء واستحباب الجهر
بالقراءة جهرا بين المخافتة وبين الجهر الرفيع
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
وأحمد بن منيع قالا حدثنا هشيم أخبرنا أبو بشر عن سعيد عن
بن عباس في قوله عز وجل
39

ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها الإسراء
قال نزلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم مختف بمكة فكان
إذا صلى بأصحابه جهر بالقرآن وقال الدورقي رفع صوته بالقرآن
وقالا فكان المشركون إذا سمعوا سبوا القرآن ومن أنزله ومن
جاء به فقال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم
ولا تجهر بصلاتك أي بقراءتك فيسمع المشركون فيسبون
القرآن ولا تخافت بها عن أصحابك فلا يسمعون وابتغ بين
ذلك سبيلا قال الدورقي عن أصحابك فلا تسمعهم
قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي أعلمت في كتاب الإيمان
أن الاسم قد يقع على بعض أجزاء الشئ ذي الأجزاء والشعب قد
أوقع الله عز وجل اسم الصلاة على القراءة فيها فقط ولا تجهر
بصلاتك أراد القراءة فيها وليس الصلاة كلها القراءة فيها فقط
باب ذكر مخافتة الإمام القراء في الظهر والعصر وإباحة
الجهر ببعض الآي أحيانا فيما يخافت بالقراءة في الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا
يحيى نا هشام عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر وربما
أسمعنا الآية أحيانا ويطيل الركعة الأولى
قال أبو بكر في خبر زيد بن ثابت كان النبي صلى الله عليه
40

وسلم يحرك شفتيه وفي خبر خباب كنا نعرف قراءة النبي صلى الله
عليه وسلم باضطراب لحيته دليل على أنه كان يخافت بالقراءة في الظهر
والعصر خرجت خبرهما في كتاب الصلاة في أبواب القراءة
باب جهر الإمام بالقراءة في صلاة المغرب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان قال سمعت الزهري يقول حدثني محمد بن جبير بن مطعم
عن أبيه ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة وثنا سعيد بن
عبد الرحمن المخزومي ثنا سفيان عن الزهري عن محمد بن جبير بن
مطعم عن أبيه قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور
باب جهر الإمام بالقراءة في صلاة العشاء
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا بن
عيينة عن يحيى بن سعيد ومسعر سمعا عدي بن ثابت يقول سمعت
البراء بن عازب يقول
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بالتين والزيتون في عشاء
الآخرة فما سمعت أحسن قراءة منه صلى الله عليه وسلم
باب جهر الإمام بالقراءة في صلاة الغداة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
41

سفيان عن زياد بن علاقة فسمع قطبة يقول وثنا علي بن
خشرم أخبرنا بن عيينة عن بن علاقة وثنا أحمد بن عبدة نا سفيان
بن عيينة عن زياد بن علاقة عن عمه قطبة بن مالك
سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح بسورة ق
فسمعته يقرأ والنخل باسقات لها طلع نضيد وقال مرة
باسقات لها طلع نضيد
وقال عبد الجبار قال صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم
فسمعته يقول والنخل باسقات
باب ذكر الخبر المفسر أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان
يجهر في الأوليين من المغرب والأوليين من العشاء لا في جميع الركعات
كلها من المغرب والعشاء إن ثبت الخبر مسندا ولا إخال وإنما
خرجت هذا الخبر في هذا الكتاب إذ لا خلاف بين أهل القبلة في صحة متنه
وإن لم يثبت الخبر من جهة الإسناد الذي نذكره
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان نا
عمرو بن الربيع بن طارق نا عكرمة بن إبراهيم نا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة حدثني أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا أنا بين الركن والمقام
إذ سمعته يقول أحدا يكلمه فذكر حديث المعراج بطولة وقال
ثم نودي أن لك بكل صلاة عشرا قال فهبطت فلما زالت الشمس
عن كبد السماء نزل جبريل في صف من الملائكة فصلى به وأمر
42

النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فصفوا خلفه فائتم بجبريل وائتم
أصحاب النبي بالنبي صلى الله عليه وسلم فصلى بهم أربعا يخافت
القراءة ثم تركهم حتى تصوبت الشمس وهي بيضاء نقية نزل جبريل
فصلى بهم أربعا يخافت فيهن القراءة فائتم النبي صلى الله عليه وسلم
بجبريل ائتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي صلى الله عليه
وسلم ثم تركهم حتى إذا غابت الشمس نزل جبريل فصلى بهم ثلاثا
يجهر في ركعتين ويخافت في واحدة إئتم النبي صلى الله عليه وسلم
بجبريل وائتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي صلى الله عليه
وسلم إذا غاب الشفق نزل جبريل فصلى بهم أربع ركعات يجهر في ركعتين
ويخافت في اثنين ائتم النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل وائتم
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالنبي عليه السلام فباتوا حتى
أصبحوا نزل جبريل فصلى بهم ركعتين يطيل فيهن القراءة
قال أبو بكر هذا الخبر رواه البصريون عن سعيد عن قتادة عن
أنس عن مالك بن صعصعة قصة المعراج وقالوا في آخره قال الحسن
فلما زالت الشمس نزل جبريل إلى آخره فجعل الخبر من هذا
الموضع في إمامة جبريل مرسلا عن الحسن وعكرمة بن إبراهيم أدرج
هذه القصة في خبر أنس بن مالك وهذه القصة غير محفوظة عن أنس
إلا أن أهل القبلة لم يختلفوا أن كل ما ذكر في هذا الخبر من الجهر
والمخافتة من القراءة في الصلاة فكما ذكر في هذا الخبر
باب الأمر بمبادرة الإمام المأموم بالركوع والسجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى بن
43

سعيد نا هشام بن أبي عبد الله عن قتادة عن يونس بن جبير عن
حطان بن عبد الله ح وحدثنا بندار ثنا بن أبي عدي ح وحدثنا
هارون بن إسحاق الهمداني ثنا عبدة كلاهما عن سعيد بن أبي عروة
عن قتادة عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله الرقاشي وهذا
حديث عبدة قال
صلى بنا أبو موسى الأشعري فلما جلس في آخر صلاته قال
رجل منهم أقرت الصلاة بالبر والزكاة فلما انفتل أبو موسى
الأشعري قال أيكم القائل كلمة كذا وكذا أما تدرون ما تقولون في
صلاتكم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا فبين لنا سنتنا
وعلمنا صلاتنا فقال إذا صليتم فأقيموا صفوفكم
وليؤمكم أحدكم فإذا كبر الإمام كبروا وإذا قال غير المغضوب عليهم
ولا الضالين فقولوا آمين يحبكم الله وإذا كبر وركع فكبروا
واركعوا فان الامام يركع قبلكم ويرفع قبلكم فقال نبي الله صلى
الله عليه وسلم فتلك بتلك فإذا كبر وسجد فاسجدوا فإن
الإمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم
زاد بندار فقال نبي الله فتلك بتلك
قال أبو بكر يريد أن الإمام يسبقكم إلى الركوع فيركع قبلكم
فترفعون أنتم رؤوسكم من الركوع بعد رفعه فتمكثون إذا في الركوع
فهذه المكثة فقال في الركوع بعد رفع الإمام الرأس من الركوع بتلك السبقة
التي سبقكم بها الامام إلى الركوع وكذلك السجود
باب النهي عن مبادرة الإمام المأموم بالركوع والاخبار بأن
الإمام ما سبق المأموم من الركوع أدركه المأموم بعد رفع الإمام رأسه
من الركوع
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
44

سفيان عن يحيى بن سعيد ومحمد بن عجلان ح وثنا سعيد بن عبد
الرحمن نا سفيان عن بن عجلان ح وثنا أيضا سعيد نا سفيان
عن يحيى بن سعيد ح وثنا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان
وثنا يحيى بن حكيم ثنا حماد بن مسعدة قالا ثنا بن عجلان هذا
حديث عبد الجبار عن محمد بن يحيى بن حبان عن بن محيريز عن
معاوية قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إني قد بدنت فلا
تبادروني بالركوع والسجود فإنكم مهما أسبقكم به إذا ركعت
تدركوني به إذا رفعت ومهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به
إذا رفعت
قال أبو بكر لم يذكر المخزومي في حديث يحيى ومهما
أسبقكم به إذا سجدت إلى آخره وقال يحيى بن حكيم إني
قد بدنت أو بدنت
باب ذكر الوقت الذي يكون فيه المأموم مدركا للركعة إذا
ركع إمامه قبل
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي
ثنا بن وهب عن يحيى بن حميد عن قرة بن عبد الرحمن عن بن
شهاب قال أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك ركعة من
الصلاة فقد أدركها قبل أن يقيم الإمام صلبه
باب رفع الإمام رأسه من الركوع قبل المأموم
قال أبو بكر في خبر أبي موسى فإن الإمام يركع قبلكم
ويرفع قبلكم قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فتلك بتلك
45

باب الأمر بتحميد المأموم ربه عز وجل عند رفع الرأس من
الركوع ورجاء مغفرة ذنوبه إذا وافق تحميده تحميد الملائكة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا محمد بن
جعفر ثنا شعبة عن يعلى بن عطاء قال سمعت أبا علقمة الهاشمي
قال سمعت أبا هريرة يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أطاعني فقد
أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع الأمير فقد أطاعني
ومن عصا الأمير فقد عصاني إنما الإمام جنة فإذا صلى قاعدا
فصلوا قعودا وإذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا اللهم ربنا لك
الحمد فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء ورجاله له ما مضى
من ذنبه ويهلك كسرى ولا كسرى بعد ويهلك قيصر ولا وقيصر من
بعده
باب مبادرة الإمام المأموم بالسجود وثبوت المأموم قائما
وتركه الإنحناء للسجود حتى يسجد إمامه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
ثنا المعتمر عن أبيه عن أنس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه
من الركوع لم نزل قياما حتى نراه قد سجد
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر ثنا مسلمة
بن صالح وفي القلب منه عن الوليد بن سريع عن عمرو بن حريث
قال
صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان إذا رفع رأسه
46

من الركوع لم يحن أحدنا ظهره حتى نرى رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد استوى ساجدا
باب التغليظ في مبادرة المأموم الإمام برفع الرأس من
السجود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة وثنا حماد بن
زيد نا محمد بن زياد عن أبي هريرة قال
قال محمد صلى الله عليه وسلم أو أبو القاسم عليه السلام
أما يغشى الذي يرفع رأسه قبل الأمام أن يحول الله رأسه رأس
حمار
باب ذكر إدراك المأموم ما فاته من سجود الإمام بعد رفع
الإمام رأسه
قال أبو بكر في خبر أبي موسى فإن الإمام يسجد
قبلكم ويرفع قبلكم فتلك بتلك وفي خبر معاوية ومهما أسبقكم
به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت
باب النهي عن مبادرة المأموم الإمام بالقيام والقعود
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني
ثنا بن فضيل عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وانصرف من الصلاة
وأقبل إلينا بوجهه فقال يا أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني
بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف فإني
أراكم من خلفي وأيم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم
47

قليلا ولبكيتم كثيرا قال فقلنا يا رسول الله وما رأيت قال
رأيت الجنة والنار
باب افتتاح الإمام القراءة في الركعة الثانية في الصلاة التي
يجهر فيها من غير سكت قبلها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن نصر المعارك
المصري ثنا يحيى بن حسان ثنا عبد الواحد بن زياد ثنا عمارة بن
القعقاع نا أبو زرعة بن عمرو بن جرير نا أبو هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض في الثانية استفتح
بالحمد لله رب العالمين ولم يسكت
باب تخفيف الإمام الصلاة مع الإتمام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ نا أبو عوانة عن
قتادة عن أنس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام
باب النهي عن تطويل الإمام الصلاة مخافة تنفير المأمومين
وقنوتهم
أي أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا يحيى بن
سعيد نا إسماعيل نا قيس عن أبي مسعود عقبة بن عمرو ح وثنا
محمد بن عبد الأعلى نا المعتمر قال سمعت إسماعيل عن قيس
قال قال لنا أبو مسعود عقبة بن عمرو وثنا سلم بن جنادة نا
وكيع عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن أبي مسعود
قال
48

أتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني لأتأخر عن صلاة
الغداة من أجل فلان مما يطيل بنا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
أشد غضبا في موعظة منه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
يا أيها الناس إن منكم لمنفرين فأيكم صلى بالناس فليتجوز فان
فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة
هذا حديث بندار
باب قدر قراءة الإمام الذي لا يكون تطويلا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ العقدي نا خالد
بن الحارث ح وثنا بندار ثنا عثمان يعني بن عمر قالا ثنا بن أبي
ذئب وهذا حديث خالد بن الحارث عن خاله وهو الحارث بن عبد
الرحمن عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويؤمنا
بالصافات
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم
البزار أخبرنا أبو أحمد الزبيري ثنا عبد الجبار بن العباس عن عمار
الدهني عن إبراهيم التيمي قال
كان أبي قد ترك الصلاة معنا قلت ما لك لا تصلي معنا قال
إنكم تخففون الصلاة قلت فأين قول النبي صلى الله عليه وسلم
إن فيكم الضعيف والكبير وذا الحاجة قال قد سمعت عبد الله بن
مسعود يقول ذلك ثم صلى بنا ثلاثة أضعاف ما تصلون
49

باب تقدير الإمام الصلاة بضعفاء المأمومين وكبارهم وذوي
الحوائج منهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا
سفيان عن بن إسحاق ح وحدثنا محمد بن عيسى ثنا سلمة حدثني
محمد بن إسحاق ح وثنا بندار ثنا بن أبي عدي قال أنبأ محمد بن
إسحاق حدثني سعيد بن أبي هند عن مطرف قال دخلت على عثمان
بن أبي العاص فقال
كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني على
الطائف فقال يا عثمان تجوز في الصلاة وأقدر الناس بأضعفهم
فان فيهم الكبير والضعيف والسقيم وذا الحاجة
باب تخفيف الامام للقراءة للحاجة تبدوا لبعض المأمومين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن هلال الصواف ثنا
جعفر يعني بن سليمان الضبعي ثنا ثابت البناني عن أنس بن
مالك قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبي مع أمه
فيقرأ بالسورة القصيرة أو الخفيفة
باب الرخصة في تخفيف الإمام الصلاة للحاجة تبدو البض
المأمومين بعدما قد نوى أطالتها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار محمد بن بشار عن بن
أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أنس بن مالك
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إني لا أدخل في الصلاة فأريد
50

إطالتها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي مما أعلم من وجد أمه
من بكائه
باب الرخصة في خروج المأموم من صلاة الامام للحاجة تبدو
له من أمور الدنيا إذا المريض الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان ثنا عمرو بن دينار قال سمعت جابر بن عبد الله يقول
كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع إلى
قومه فيأمهم فأخر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة العشاء
ثم يرجع معاذ يؤم قومه فافتتح بسورة البقرة فتنحى رجل وصلى ناحية
ثم خرج فقالوا مالك يا فلان نافقت قال ما نافقت ولآتين رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلأخبرنه قال فذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إن معاذا يصلي معك ثم يرجع فيأمنا وإنك
أخرت العشاء البارحة ثم جاء يؤمنا فافتتح بسورة البقرة وإنما
نحن أصحاب نواضح وإنما نعمل بأيدينا فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ اقرأ بسورة كذا وسورة كذا
فقلنا لعمرو إن أبا الزبير يقول سبح اسم ربك والسماء
والطارق فقال هو نحو هذا
باب الأمر بائتمام أهل الصفوف الأواخر بأهل الصفوف
الأول أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر محمد بن إسحاق
51

بن خزيمة ثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن جعفر بن حيان أبي الأشهب
السعدي وثنا محمد بن معمر القيسي ثنا أبو عامر أخبرنا أبو
الأشهب نا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه تأخرا فقال
تقدموا وائتموا بي وليئتم ثنا بكم من بعدكم ولا يزال
القوم يتأخرون حتى يأخرهم به الله
هذا حديث وكيع
وقال بن معمر عن أبي نضرة العبدي
باب أمر المأموم الولاء جالسا إذا صلى امامه جالسا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا
سفيان نا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رواية قال
إن الإمام أمين أو أمير فإن صلى قاعدا فصلوا قعودا وأن
صلى قائما فصلوا قياما
باب أمر المأموم بالجلوس بعد افتتاحه الصلاة قائما إذا صلى
الإمام قاعدا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا هشام
بن عروة حدثني أبي عن عائشة
أن الناس دخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مريض
فصلى بهم جالسا فصلوا قياما فأشار
إليهم أن اجلسوا وقال إنما
الإمام ليؤتم به فإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى قائما
فصلوا قياما وإذا ركع فاركعوا وإذا سجد فاسجدوا وإذا رفع
فارفعوا
52

باب النهي عن صلاة المأموم قائما خلف الإمام قاعدا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير
ووكيع واللفظ لجرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا بالمدينة فصرعه على
جذم نخلة فانفكت قدمه فأتيناه نعوده فوجدناه في مشربة لعائشة
يسبح جالسا فقمنا خلفه وأشار إلينا فقعدنا فلما قضى الصلاة قال
إذا صلى الإمام جالسا فصلوا جلوسا وإذا صلى الإمام قائما فصلوا
قياما ولا تفعلوا كما تفعل أهل فارس بعظمائها
باب ذكر أخبار تأولها بعض العلماء ناسخة لأمر رسول الله
صلى الله عليه وسلم المأموم بالصلاة جالسا إذا صلى إمامه جالسا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع ح
وثنا سلم أيضا نا أبو معاوية كلاهما عن الأعمش عن إبراهيم عن
الأسود عن عائشة قالت
لما مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم مرضه الذي مات فيه
جاءه بلال يؤذنه بالصلاة فقال مروا أبا بكر فليصل بالناس
قلنا يا رسول الله إن أبا بكر رجل أسيف ومتى يقوم مقامك يبكي
فلا يستطيع فلو أمرت عمر أن يصلي بالناس قال مروا أبا بكر
فليصل بالناس ثلاث مرات فإنكن صواحبات يوسف قالت
فأرسلنا إلى أبي بكر فصلى بالناس فوجد النبي صلى الله عليه وسلم
خفة فخرج يهادى بين رجلين ورجلاه تخطان في الأرض فلما أحس
به أبو بكر ذهب ليتأخر فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن
مكانك قال فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فجلس إلى جنب أبي
53

بكر فكان أبو بكر يأتم بالنبي صلى الله عليه وسلم والناس يأتمون
معبد بكر رضوان الله عليه
هذا حديث وكيع وقال في حديث أبي معاوية وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قاعد وأبو بكر قائما
قال أبو بكر قال قوم من أهل الحديث إذا صلى الإمام المريض
جالسا صلى من خلفه قياما إذا قدروا على القيام وقالوا خبر
الأسود وعروة عن عائشة ناسخ للأخبار التي تقدم ذكرنا لها في أمر
النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالجلوس إذا صلى الإمام جالسا
قالوا لأن تلك الأخبار عند سقوط النبي صلى الله عليه وسلم من
الفرس وهذا الخبر في مرضه الذي توفي فيه قالوا والفعل الآخر
ناسخ لما تقدم من فعله وقوله
قال أبو بكر وإن الذي عندي في ذلك والله أسأل العصمة والتوفيق
أنه لو صح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو الإمام في
المرض الذي توفي فيه لكان الأمر على ما قالت هذه الفرقة من أهل
الحديث ولكن لم يثبت عندنا ذلك لأن الرواة قد اختلفوا في هذه
الصلاة على فرق ثلاث
ففي خبر هشام عن أبيه عن عائشة وخبر الأعمش
عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان الإمام
وقد روي بمثل هذا الإسناد عن عائشة أنها قالت من الناس من
يقول كان أبو بكر المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومنهم من يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم المقدم بين يدي
أبي بكر
54

أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بذلك محمد بن بشار
ثنا أبو داود نا شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
وروى عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ومسروق بن الأجدع
عن عائشة
أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في
الصف
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا بكر بن عيسى
صاحب البصري ثنا شعبة عن نعيم بن أبي هند عن أبي وائل عن
مسروق عن عائشة
أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في
الصف خلفه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا بدل بن
المحبر ثنا شعبة عن موسى بن أبي عائشة عبيد الله بن عبد
الله عن عائشة
أن أبا بكر صلى بالناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم في
الصف خلفه
قال أبو بكر فلم يصح الخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان هو
الإمام في المرض الذي توفي فيه في الصلاة التي كان هو فيها قاعدا وأبو
55

بكر والقوم قيام لأن في خبر مسروق وعبيد الله بن عبد الله عن عائشة
أن أبا بكر كان الإمام والنبي صلى الله عليه وسلم مأموم وهذا ضد
خبر هشام عن أبيه عن عائشة وخبر إبراهيم عن الأسود عن عائشة
على أن شعبة بن الحجاج قد بين في روايته عن الأعمش عن
إبراهيم عن الأسود عن عائشة أن من الناس من يقول كان أبو بكر
المقدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال كان
النبي صلى الله عليه وسلم المقدم بين يدي أبي بكر وإذا كان الحديث
الذي به احتج من زعم أن فعله الذي كان في سقطته من الفرس وأمره
صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بالأئمة وقعودهم في الصلاة إذا صلى إمامهم
قاعدا منسوخ غير صحيح من جهة النقل فغير جائز لعالم أن يدعي
نسخ ما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم بالأخبار المتواترة بالأسانيد
الصحاح من فعله وأمره بخبر مختلف فيه على أن النبي صلى الله عليه
وسلم قد زجر عن هذا الفعل الذي ادعته هذه الفرقة في خبر عائشة الذي
ذكرنا أنه مختلف فيه عنها وأعلم أنه فعل فارس والروم بعظمائها
يقومون وملوكهم قعود وقد ذكرنا هذا الخبر في موضعه فكيف يجوز
أن يؤمر بما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من الزجر عنه استنانا
بفارس والروم من غير أن يصح عنه صلى الله عليه وسلم الأمر به
وإباحته بعد الزجر عنه ولا خلاف بين أهل المعرفة بالأخبار أن النبي
صلى الله عليه وسلم قد صلى قاعدا وأمر القوم بالقعود وهم قادرون
على القيام لو ساعدهم القضاء وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم
المأمومين بالاقتداء بالإمام والقعود إذا صلى الإمام قاعدا وزجر عن
القيام في الصلاة إذا صلى الإمام قاعدا واختلفوا في نسخ ذلك ولم يثبت
خبر من جهة النقل بنسخ ما قد صح عنه صلى الله عليه وسلم
56

مما ذكرنا من فعله وأمره فما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
واتفق أهل العلم على صحته يقين وما اختلفوا فيه ولم يصح فيه خبر عن
النبي صلى الله عليه وسلم شك وغير جائز ترك اليقين بالشك وإنما يجوز
ترك اليقين باليقين
فان قال قائل غير منعم الروية كيف يجوز أن يصلي قاعدا
من يقدر على القيام قيل له إن شاء الله يجوز ذلك ان يصلي بأولى
الأشياء أن يجوز به وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم أمر باتباعها
ووعد الهدى على اتباعها فأخبر أن طاعته صلى الله عليه وسلم طاعته
عز وجل وقوله كيف يجوز لما قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم
الأمر به وثبت فعله له بنقل العدل عن العدل موصولا إليه بالأخبار
المتواترة جهل من قائله وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم عند
جميع أهل العلم بالأخبار الأمر بالصلاة قاعدا إذا صلى الإمام قاعدا
وثبت عندهم أيضا أنه صلى الله عليه وسلم صلى قاعدا بقعود أصحابه
لا مرض بهم ولا بأحد منهم وادعى قوم نسخ ذلك فلم تثبت دعواهم
بخبر صحيح لا معارض له فلا يجوز ترك ما قد صح من أمره صلى الله
عليه وسلم وفعله في وقت من الأوقات إلا بخبر صحيح عنه ينسخ أمره
ذلك وفعله ووجود نسخ ذلك بخبر صحيح معدوم وفي عدم وجود
ذلك بطلان ما ادعت فجازت الصلاة قاعدا إذا صلى الإمام قاعدا
اقتداء به على أمر النبي صلى الله عليه وسلم وفعله والله الموفق للصواب
باب إدراك المأموم الإمام ساجدا والأمر بالاقتداء به في
السجود وأن لا يعتد به إذ المدرك للسجدة إنما يكون بادراك الركوع
قبلها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحيم البرقي
57

ثنا بن أبي مريم وثنا نافع بن يزيد حدثني يحيى بن أبي سليمان عن
يزيد بن أبي العتاب وابن المقبري عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جئتم ونحن سجود
فاسجدوا ولا تعدوها شيئا ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة
قال أبو بكر في القلب من هذا الإسناد فإني كنت لا أعرف يحيى
بن أبي سليمان بعدالة ولا جرح
قال أبو بكر نظرت فإذا أبو سعيد مولى بني هاشم قد روى عن
يحيى بن أبي سليمان هذا أخبارا ذوات عدد
قال أبو بكر وهذه اللفظة فلا تعدوها شيئا من الجنس الذي
بينت في مواضع من كتبنا أن العرب تنفي الاسم عن الشئ لنقصه عن
دابة والتمام والنبي صلى الله عليه وسلم إن صح عنه الخبر
أراد بقوله فلا تعدوها شيئا أي لا تعدوها سجدة تجزئ من
فرض الصلاة لم يرد لا تعدوها شيئا لا فرضا ولا تطوعا
باب إجازة الصلاة الواحدة بإمامين أحدهما بعد الآخر من
غير حدث الأول إذا ترك الأول الإمامة بعد ما قد دخل فيها فيتقدم
الثاني فيتم الصلاة من الموضع الذي كان انتهى إليه الأول وإجازة
صلاة المصلي يكون إماما في بعض الصلاة مأموما في بعضها وإجازة ائتمام
المرء بإمام قد تقدم افتتاح المأموم الصلاة قبل إمامه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد
بن زيد أخبرنا أبو حازم وثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد العزيز
بن أبي حازم عن أبيه وثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا سفيان قال
سمعت أبا حازم عن سهل بن سعد وثنا يونس بن عبد الأعلى الصدفي
أخبرنا عبد الله بن وهب أن مالكا حدثه عن أبي حازم بن دينار عن
سهل بن سعد
58

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى بني عمرو بن عوف
ليصلح بينهم فحانت الصلاة وجاء المؤذن إلى أبي بكر
فقال أتصلي بالناس فأقيم فقال نعم فصلى أبو بكر فجاء رسول
الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة فتخلص حتى وقف في الصف
فصفق الناس وكان أبو بكر لا يلتفت في صلاته فلما أكثر الناس
التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشار إليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك فرفع أبو بكر يديه فحمد
الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك ثم استأخر
أبو بكر حتى استوى في الصف وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
فصلى فلما انصرف قال يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك
فقال أبو بكر ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لي
رأيتكم أكثرتم التصفيق من نابه شئ في صلاته فليسبح فإنه إذا
سبح التفت إليه وإنما التصفيق للنساء
هذا حديث يونس بن عبد الأعلى
قال أبو بكر في هذا الخبر دلالة على أن المصلي إذا سبح به
فجائز له أن يلتفت إلى المسبح ليعلم المصلي الذي ناب المسبح فيفعل
ما يجب عليه
باب استخلاف الإمام الأعظم في المرض بعض رعيته ليتولى
الإمامة بالناس
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا القاسم بن محمد بن عباد
59

بن عباد المهلبي وأبو طالب زيد بن احزم الطائي ومحمد بن يحيى الأزدي
قالوا ثنا عبد الله بن داود نا سلمة بن نبيط عن نعيم بن أبي هند
عن نبيط بن شريط عن سالم بن عبيد قال
مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأغمي عليه ثم أفاق فقال
أحضرت الصلاة قلنا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا
أبا بكر فليصل بالناس ثم أغمي عليه ثم أفاق فقال أحضرت
الصلاة قلنا نعم قال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل
بالناس ثم أغمي عليه ثم أفاق فقالت عائشة إن أبي رجل أسيف
فلو أمرت غيره ثم أفاق فقال أحضرت الصلاة قلنا نعم
فقال مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
قالت عائشة إن أبي رجل أسيف فلو أمرت غيره فقال إنكن
صواحبات يوسف مروا بلالا فليؤذن ومروا أبا بكر فليصل بالناس
ثم أغمي عليه فأمروا بلالا فأذن وأقام وأمروا أبا بكر أن يصلي
بالناس ثم أفاق فقال أقيمت الصلاة قلت نعم قال جيئوني
بإنسان أعتمد عليه فجاؤوا بحاءين ورجل آخر فاعتمد عليهما ثم خرج
إلى الصلاة فأجلس إلى جنب أبي بكر فذهب أبو بكر يتنحى فأمسكه
حتى فرغ من الصلاة هذا حديث القاسم بن محمد
باب ذكر استخلاف الإمام عند الغيبة عن حضرة المسجد
الذي هو إمامه عند الحاجة تبدو له
قال أبو بكر في خبر سهل بن سعد وخروجه إلى بني عمرو
ليصلح بينهم قال لبلال إذا حضرت الصلاة ولم آت فمر أبا بكر
فليصل بالناس
60

باب الرخصة في الاقتداء بالمصلي الذي ينوي الصلاة منفردا
ولا ينوي إمامة المقتدي به
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد
بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن بن عجلان عن سعيد وهو
المقبري عن أبي سلمة عن عائشة قالت
كان لنا حصير نبسطه بالنهار ويتحجره هذا رسول الله صلى الله عليه
وسلم صارت فيصلي فيه فتتبع له ناس من المسلمين يصلون بصلاته فعلم
بهم فقال اكلفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى
تملوا وكان أحب الأعمال إليه ما ديم عليه وإن قل وكان إذا صلى
صلاة أثبتها
هذا حديث عبد الجبار
وقال سعيد بن عبد الرحمن فسمع به ناس فصلوا
بصلاته وزاد وقال رسول الله إني خشيت أن أؤمر فيكم بأمر
لا تطيقونه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى
الصنعاني نا المعتمر قال سمعت حميدا ثنا أنس ح وثنا الصنعاني
أيضا ثنا بشر يعني بن المفضل ثنا حميد قال قال أنس ح
وحدثنا أبو موسى نا خالد بن الحارث نا حميد عن أنس وهذا
حديث بشر بن المفضل قال
صلى النبي صلى الله عليه وسلم في بعض حجره فجاء ناس من
المسلمين يصلون بصلاته فلما أحس بمكانهم تجوز في صلاته ثم دخل
61

البيت فصلى ما شاء الله ثم خرج فعل ذلك مرارا فلما أصبحوا
قالوا يا رسول الله صلينا بصلاتك الليلة ونحن نحب أن نبسط قال
عمدا فعلت ذلك
باب افتتاح غير الطاهر الصلاة ناويا الإمامة وذكره أنه
غير طاهر بعد الافتتاح وتركه الاستخلاف عند ذلك لينتظر المأمون
رجوعه بعد الطهارة فيؤمهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عمرو بن علي نا عثمان بن
عمر نا يونس عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
أقيمت الصلاة وعدلت الصفوف قياما فخرج إلينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلما قام في مصلاه ذكر أنه جنب فأومأ إلينا وقال
مكانكم ثم دخل فاغتسل فخرج فصلى بنا
قال أبو بكر في خبر حماد بن سلمة عن زياد الأعلم عن الحسن
عن أبي بكرة أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم افتتح الصلاة ثم أومأ
إليهم أن مكانكم ثم دخل ثم خرج ورأسه يقطر فصلى بهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد الزعفراني
نا يحيى بن عباد ح وثنا الحسن بن محمد أيضا ثنا عفان ح وثنا
يعقوب بن إبراهيم الدورقي نا يزيد بن هارون قالوا ثنا حماد بن
سلمة زاد الدورقي
فلما سلم أو قال فلما قضى صلاته قال إنما أنا بشر وإني
كنت جنبا
62

باب الرخصة في خصوصية الإمام نفسه بالدعاء دون المأمومين
خلاف الخبر غير الثابت المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد
خانهم إذا خص نفسه بالدعاء دونهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
ويوسف بن موسى وجماعة قالوا ثنا جرير بن عبد الحميد عن عمارة
بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت
هنيهة فقلت يا رسول الله معبد وأمي ما تقول في سكوتك بين
التكبير والقراءة قال أقول الهم باعد بين وبين خطاي كما باعدت
بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض
من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد
قال أبو بكر خبر علي بن أبي طالب في افتتاح النبي صلى
الله عليه وسلم الصلاة من هذا الباب وهذا باب طويل قد خرجته في
كتاب الكبير
باب الرخصة في الصلاة جماعة في المسجد الذي قد جمع فيه
ضد قول من زعم انهم يصلون فرادى إذا صلى في المسجد جماعة مرة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا هارون بن إسحاق الهمداني
نا عبدة يعني بن سليمان الكلاعي عن سعيد ح وثنا بندار نا
عبد الأعلى قال أنبأنا سعيد نا سليمان الناجي عن أبي المتوكل عن
أبي سعيد الخدري قال
63

جاء رجل وقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيكم يتجر على هذا قال فقام رجل من
القوم فصلى معه هذا حديث هارون بن إسحاق غير أنه قال عن
سليمان الناجي
باب إباحة ائتمام المصلي فريضة بالمصلي نافلة ضد قول
من زعم من العراقيين أنه غير جائز أن يأتم المصلي فريضة بالمصلي نافلة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا يحيى
نا بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله قال
كان معاذ بن جبل يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم
يرجع فيؤم قومه فيصلي بهم تلك الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي
نا خالد يعني بن الحارث عن محمد بن عجلان عن عبيد الله بن مقسم
عن جابر بن عبد الله قال
كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم
يرجع فيصلي بأصحابه فرجع ذات يوم فصلى بهم وصلى خافه فتى
من قومه فلما طال على الفتى صلى وخرج فأخذ بخطام بعيره
وانطلقوا فلما صلى معاذ ذكر ذلك له فقال إن هذا لنفاق لأخبرن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره معاذ بالذي صنع الفتى فقال
الفتى يا رسول الله يطيل المكث عندك ثم يرجع فيطول علينا فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أفتان أنت يا معاذ وقال للفتى
64

كيف تصنع يا بن أخي إذا صليت قال أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل
الله الجنة وأعوذ به من النار واني لا أدري ما دندنتك ودندنة معاذ
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني ومعاذ حول هاتين أو
نحو ذي قال قال الفتى ولكن سيعلم معاذ إذا قدم القوم وقد خبروا
أن أبعد وقددنا قال فقدموا قال فاستشهد الفتى فقال النبي صلى
الله عليه وسلم بعد ذلك لمعاذ ما فعل خصمي وخصمك قال
يا رسول الله صدق الله وكذبت استشهد
باب ذكر البيان أن معاذ كان يصلي مع النبي صلى الله عليه
وسلم فريضة لا تطوعا كما ادعى بعض العراقيين
قال أبو بكر في خبر عبيد الله بن مقسم عن جابر كان
معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء ثم يرجع فيصلي
بأصحابه
قال أبو بكر قد أمليت هذه المسألة بتمامها بينت فيها أخبار النبي
صلى الله عليه وسلم في صلاة الخوف أنه صلى بإحدى الطائفتين تطوعا
وصلوا خلفه فريضة لهم فكانت للنبي صلى الله عليه وسلم تطوعا ولهم
فريضة
باب الأمر بالصلاة منفردا عند تأخير الإمام الصلاة جماعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا
عيسى عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود قال
دخلت أنا وعلقمة علي بن مسعود فقال أصلى هؤلاء خلفكم
قلنا لا قال فقوموا فصلوا فذهبنا لنقوم خلفه فأخذ بأيدينا وأقام
65

أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فصلى بغير أذان ولا إقامة فجعل
إذا ركع يشبك أصابعه وجعلها بين رجليه فلما صلى قال كذا رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ثم قال إنها ستكون أمراء
يميتون الصلاة يخنقونها إلى شرق الموتى فمن أدرك ذلك منكم
فليصل الصلاة لوقتها وليجعل صلاته معهم سبحة
باب الأمر بالصلاة جماعة بعد أداء الفرض منفردا عند تأخير
الإمام الصلاة والبيان أن الأولى تكون فرضا منفردا والثانية
نافلة في جماعة ضد قول من زعم أن الصلاة جماعة هي الفريضة لا الصلاة
منفردا والزجر عن ترك الصلاة نافلة خلف الإمام المصلي فريضة وإن
أخر الصلاة عن وقتها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ويحيى بن
حكيم قالا ثنا عبد الوهاب ح وثنا عمران بن موسى القزاز ثنا
عبد الوارث قالا نا أيوب ح وثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا إسماعيل
يعني بن علية أخبرنا
أيوب عن أبي العالية البراء قال
أخر بن زياد الصلاة فأتاني عبد الله بن الصامت فألقيت له
كرسيا فجلس عليه فذكرت له صنع بن زياد فعض على شفتيه
ثم ضرب يده على فخذي وقال أني سألت أبا ذر كما سألتني
فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال إني سألت رسول الله صلى
الله عليه وسلم كما سألتني فضرب فخذي كما ضربت فخذك وقال
صل الصلاة لوقتها فأن أدركتك معهم فصل ولا تقل اني قد
صليت فلا أصلي
هذا حديث بندار وقال يحيى بن حكيم فعض على شفتيه
66

باب الصلاة جماعة بعد صلاة الصبح منفردا فتكون الصلاة
جماعة للمأموم نافلة وصلاة المنفرد قبلها فريضة والدليل على أن قول النبي
صلى الله عليه وسلم لا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس نهي
خاص لا نهي عام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو هاشم زياد بن أيوب وأحمد
بن منيع قالا ثنا هشيم أخبرنا يعلى بن عطاء ح وثنا بندار نا
محمد ح وحدثنا الصنعاني ثنا خالد قالا ثنا شعبة وثنا أحمد بن
منيع ثنا يزيد بن هارون أخبرنا هشام بن حسان وشعبة وشريك ح
ثنا سلم بن جنادة نا وكيع عن سفيان كلهم عن يعلى بن عطاء عن
جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه وقال هشيم وهذا حديثه قال
ثنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن أبيه قال
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته قال فصليت
معه صلاة الفجر في مسجد الخيف يعني مسجد منى فلما قضى صلاته
إذا هو برجلين في آخر القوم ولم يصليا معه فقال علي بهما
فأتى بهما ترعد فرائصهما فقال ما منعكما أن تصليا معنا قالا
يا رسول الله كنا قد صلينا في رحالنا قال فلا تفعلا إذا صليتما في
رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصليا معهم فإنها لكم نافلة
وقال بندار فأتيتما الإمام ولم يصل وفي حديث وكيع ثم جئتم
والناس في الصلاة وزاد الصنعاني والناس يأخذون بيده ويمسحون
بها وجوههم فإذا هي أبرد من الثلج وأطيب ريحا من المسك
باب النهي عن ترك الصلاة جماعة نافلة بعد الصلاة منفردا
فريضة
67

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن هشام ويحيى بن
حكيم وهذا حديث يحيى قالا حدثنا محمد بن جعفر نا شعبة
عن أيوب عن أبي العالية البراء عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كيف أنت إذا بقيت في قوم
يؤخرون الصلاة عن وقتها فقال له صل الصلاة لوقتها فإذا
أدركتهم لم يصلوا فصل معهم ولا تقل اني قد صليت فلا
أصلي
لم يقل بندار صل الصلاة لوقتها
باب ذكر الدليل على أن الصلاة الأولى التي يصليها المرء في
وقتها تكون فريضة والثانية التي يصليها جماعة مع الإمام تكون تطوعا
ضد قول من زعم أن الثانية تكون فريضة والأولى نافلة مع الدليل على
أن الإمام إذا أخر العصر فعلى المرء أن يصلي العصر في وقتها
ثم يتنفل مع الإمام وفي هذا على ما دل على أن قول النبي صلى الله عليه
وسلم ولا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس نهي خاص
لا نهي عام
نا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
ومحمد بن هشام قالا ثنا أبو بكر بن عياش ثنا عاصم وقال محمد
عن عاصم عن زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلكم ستدركون أقواما
يصلون الصلاة لغير وقتها فإن أدركتموهم فصلوا في بيوتكم للوقت
الذي تعرفون ثم صلوا معهم واجعلوها سبحة
68

باب النهي عن إعادة الصلاة على نية الفرض
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن
كريب نا أبو خالد أخبرنا الحسين المكتب ح وثنا علي بن خشرم
نا عيسى عن حسين ح وثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ثنا
أبو أسامة عن حسين عن عمرو بن شعيب عن سليمان بن يسار
مولى ميمونة قال
أتيت علي بن عمر وهو قاعد على البلاط والناس في الصلاة
فقلت ألا تصلي قال قد صليت قلت ألا تصلي معهم قال إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا تصلوا صلاة في يوم
مرتين
هذا حديث عيسى
باب المدرك وترا من صلاة الإمام وجلوسه في الوتر من
صلاته اقتداء بالإمام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا
عمي أخبرني يونس عن الزهري قال حدثني عباد بن زياد أن عروة
بن المغيرة بن شعبة أخبره أنه سمع أباه يقول
عدل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه في غزوة تبوك قبل
الفجر فعدلت معه فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبرز
فسكبت على يديه من الإداوة فغسل كفه ثم غسل وجهه ثم حسر عن
ذراعيه فضاق كما جبته فأدخل يده فأخرجهما من تحت الجبة فغسلهما
69

إلى المرفق فمسح برأسه ثم توضأ على خفيه ثم ركب فأقبلنا نسير
حتى نجد الناس في الصلاة قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فركع بهم
ركعة من صلاة الفجر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فصف مع
المسلمون فصلى وراء عبد الرحمن بن عوف الركعة الثانية ثم سلم
عبد الرحمن بن عوف فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته
ففزع المسلمون وأكثروا التسبيح لأنهم سبقوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم بالصلاة فلما سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم
أحسنتم أو أصبتم
باب امامة المسافر المقيمين واتمام المقيمين صلاتهم بعد فراغ
الإمام ان ثبت الخبر فان في القلب من علي بن زيد بن جدعان وإنما
خرجت هذا الخبر في هذا الكتاب لأن هذه مسألة لا يختلف العلماء فيها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا
عبد الوارث ح وثنا زياد بن أيوب نا إسماعيل قالا ثنا علي بن
زيد عن أبي نضرة قال
قام شاب إلى عمران بن حصين قال فأخذ بلجام دابته فسأله
عن صلاة السفر فالتفت إلينا فقال إن هذا الفتى يسألني عن أمر واني
أحببت أن أحدثكموه جميعا غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
غزوات فلم يكن يصلي إلا ركعتين ركعتين حتى يرجع المدينة
زاد زياد بن أيوب: وحججت معه فلم يصل الا ركعتين
70

حتى يرجع إلى المدينة وقالا أقام بمكة زمن الفتح ثمانية عشر ليلة
يصلي ركعتين ركعتين ثم يقول لأهل مكة صلوا أربعا فإنا قوم
سفر وغزوت مع أبي بكر وحججت معه فلم يكن يصلي
إلا ركعتين حتى يرجع وحججت مع عمر حجات فلم يكن يصلي إلا
ركعتين حتى يرجع وصلاها عثمان سبع سنين من إمارته ركعتين في الحج
حتى يرجع إلى المدينة ثم صلاها بعدها أربعا زاد أحمد ثم قال هل
بينت لكم قلنا نعم ولفظ الحديث أحمد بن عبدة
باب المسبوق ببعض الصلاة والأمر باقتدائه بالإمام فيما
يدرك وإتمامه ما سبق به بعد فراغ الإمام من الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بحر بن نصر بن سابق الخولاني
نا يحيى بن حسان نا معاوية بن سلام أخبرني يحيى بن أبي كثير
أخبرني عبد الله بن أبي قتادة أن أباه أخبره قال
بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع جلبة فقال
ما شأنكم قالوا يا رسول الله استعجلنا إلى الصلاة قال فلا
تفعلوا إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني وعليكم السكينة
فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا
باب المسبوق بوتر من صلاة الإمام والدليل على أن
لا سجدتي السهو عليه ضد قول من زعم أنه عليه سجدتا السهو على مذهبهم
في هذه المسألة تكون سجدتا العمد لا سجدتا السهو إذ المأموم إنما يتعمد
الجلوس في الوتر من صلاته اقتداء بإمامه إذ كان للإمام شفع وله وتر
وتكون سجدتا السهو على أصلهم لما يجب على المرء فعله لا لما يسهو فيفعل
ما ليس له فعله على العمد
71

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
وأبو بشر الواسطي قالا ثنا هشيم قال الدورقي أخبرنا يونس
وقال أبو بشر عن يونس عن بن سيرين أخبرني عمرو بن وهب
قال سمعت المغيرة بن شعبة قال
خصلتان لا أسأل عنهما أحدا بعد ما قد شهدت من رسول الله صلى
الله عليه وسلم انا كنا معه في سفر فبرز لحاجته ثم جاء فتوضأ ومسح
بناصيته وجانبي عمامته ومسح على خفيه قال وصلاة الإمام خلف
الرجل مع رعيته وشهدت من رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان
في سفر فحضرت الصلاة فاحتبس عليهم النبي صلى الله عليه وسلم
فأقاموا الصلاة وقدموا بن عوف فصلى بهم بعض الصلاة وجاء النبي
صلى الله عليه وسلم فصلى خلف بن عوف ما بقي من الصلاة فلما سلم
بن عوف قام النبي صلى الله عليه وسلم فقضى ما سبق به
هذا حديث الدورقي وقال أبو بشر عن عمرو بن وهب الثقفي
عن المغيرة وقال فبرز لحاجة فدعا بماء فأتيته بإداوة أو سطيحة
وعليه جبة شامية ضيقة الكمين فأخرج يده من أسفل الجبة فتوضأ
ومسح على خفيه ومسح بناصيته وجانبي العمامة ثم أبطأ على القوم
فأقاموا الصلاة
قال أبو بكر ان صح هذا الخبر يعني قوله حدثني عمرو بن
وهب فان حماد بن زيد رواه عن أيوب عن بن سيرين قال حدثني
رجل يكنى أبا عبد الله عن عمرو بن وهب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه محمد بن سفيان الأيلي نا
معاوية بن عبد الله بن معاوية بن عاصم بن المنذر بن الزبير لفظا قال
ثنا سلام بن المنذر القاري نا يونس بن عبيد عن الحسن عن أبي رافع
عن أبي هريرة قال
72

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فأتوها
وعليكم السكينة والوقار فصلوا ما أدركتم وأتموا ما فاتكم
باب تلقين الإمام إذا تعايا أو ترك شيئا
من القرآن
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا ثنا
يحيى بن سعيد القطان ثنا سفيان حدثني سلمة بن كهيل عن ذر عن
بن عبد الرحمن بن أبي أبزي عن أبيه عن أبي بن كعب قال
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك آية وفي القوم أبي
بن كعب فقال يا رسول الله نسيت آية كذا وكذا أو نسخت قال
نسيتها
هذا حديث بندار
وقال أبو موسى عن سلمة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي
عن أبيه عن أبي ان النبي صلى الله عليه وسلم نسي آية من كتاب الله
وفي القوم أبي فقال يا رسول الله نسيت آية كذا وكذا أو نسيتها
قال لا بل نسيتها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا
القدرة ح وثنا محمد بن عمرو بن تمام المصري نا يوسف بن عدي
قالا ثنا مروان بن معاوية عن يحيى بن كثير الكاهلي عن مسور بن يزيد
الأسيدي وقال محمد بن يحيى الأسدي قال شهدت رسول الله صلى
الله عليه وسلم وقال محمد بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وربما قال
73

سمعت رسول الله يقرأ في الصلاة فترك
شيئا لم يقرأه فقال له رجل يا رسول الله تركت آية كذا وكذا قال
فهلا أدركتمونيها رسول زاد محمد بن يحيى فقال كنت أراها
نسخت
باب وضع الإمام نعليه عن يساره
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا عثمان بن عمر
أخبرنا بن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن أبي سلمة بن سفيان
عن عبد الله بن السائب قال
حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح فصلى الصبح
فخلع نعليه فوضعهما عن يساره
74

جماع أبواب
العذر الذي يجوز فيه ترك إتيان الجماعة
باب الرخصة للمريض في ترك إتيان الجماعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد
بن عبد الرحمن المخزومي قالا ثنا سفيان عن الزهري عن أنس بن
مالك ح وأخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة بن روح حدثهم عن
عقيل قال أخبرني محمد بن مسلم عن أنس بن مالك الأنصاري
أخبره
أن المسلمين بينما هم في صلاة الفجر من يوم الاثنين وأبو بكر يصلي
بهم لم يفجأهم الا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كشف ستر حجرة
عائشة فنظر إليهم وهم صفوف في الصلاة ثم تبسم فضحك فنكص
أبو بكر على عقبيه ليصل الصف وظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
يريد أن يخرج إلى الصلاة وقال أنس وهم المسلمون ان يفتتنوا في
صلاتهم فرحا برسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إليهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم ثم دخل الحجرة وأرخى الستر
بينه وبينهم فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم
هذا حديث محمد بن عزيز وهو أحسنهم سياقا للحديث وأتمهم
حديثا
قال أبو بكر في خبر عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن
صهيب عن أنس لم يخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا
75

خرجته في كتاب الكبير حدثناه عمران بن موسى القزاز
نا عبد الوارث
باب الرخصة في ترك الجماعة عند حضور العشاء
أنا أبو طاهر نا أبو بكر عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن
عبد الرحمن المخزومي وأحمد بن عبدة قالوا ثنا سفيان نا الزهري
انه سمع أنس بن مالك يحدث
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا حضر العشاء
وأقيمت الصلاة فابدؤوا بالعشاء
هذا حديث عبد الجبار وقال المخزومي وأحمد عن الزهري
وقال أحمد عن أنس
باب الرخصة في ترك الجماعة إذا كان المرء
حاقنا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن
زيد عن هشام بن عروة عن أبيه
أن عبد الله بن الأرقم كان يسافر فيصحبه قوم يقتدون به قال
وكان يؤذن لأصحابه ويؤمهم قال فنودي بالصلاة يوما ثم قال
يؤمكم أحدكم فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إذا أراد أحدكم الخلاء وأقيمت الصلاة فليبدأ بالخلاء
باب الرخصة في ترك العميان الجماعة في الأمطار والسيول
76

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزيز الأيلي أن
سلامة حدثهم عن عقيل أخبرني محمد بن مسلم أن محمود بن الربيع
الأنصاري أخبره
أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وممن شهد بدرا من الأنصار أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال يا رسول الله إني قد أنكرت بصري وإني أصلي بقومي فإذا
كانت الأمطار سأل الوادي الذي بيني وبينهم فلم أستطع أن آتي
مسجدهم فأصلي بهم فوددت يا رسول الله أنك تأتي فتصلي في بيتي
أتخذه مصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل إن شاء
الله قال عتبان بن مالك فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو
بكر حين أرتفع النهار فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت
له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي من
بيتك قال فأشرت له إلى ناحية البيت فقام رسول الله صلى الله عليه
وسلم فكبر فقمنا فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم فأجلسناه على
خزير صنعناه له قال فثاب رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في
البيت رجال ذوو عدد فقال أين مالك بن (45 فقال
بعضهم ذلك منافق لا يحب الله ورسوله قال فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا تقل له ذلك الا تراه قد قال لا إله إلا الله
يريد بذلك وجه الله قال الله ورسوله أعلم إنا نرى وجهه ونصيحته
إلى المنافقين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله حرم على
النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله
قال محمد يعني الزهري فسألت الحصين بن محمد الأنصاري
77

وهو أحد بني سالم من سراتهم عن حديث محمود بن الربيع
فصدقه
وفي خبر معمر عن الزهري إني قد أنكرت بصري
وهذه اللفظة قد أنكر على من في بصره سوء وإن كان يبصر بصر سوء
وقد يجوز أن يكون قد صار أعمى لا يبصر لست أشك إلا أنه قد صار
بعد ذلك أعمى لم يكن يبصر فأما وقت سؤاله النبي صلى الله عليه وسلم
فإنما سأل إلى أن أيقنت في لفظ هذا الخبر
حدثنا بخبر معمر محمد بن يحيى نا عبد الرزاق أنا معمر عن
الزهري حدثني محمود بن الربيع عن عتبان بن مالك قال أتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أني قد أنكرت بصري وإن
السيول تحول بيني وبين مسجد قومي ولوددت أنك جئت وصليت
في بيتي مكانا أتخذه مسجدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم افعل
إن شاء الله وذكر الحديث بتمامه
باب إباحة ترك الجماعة في السفر والأمر بالصلاة في الرحال
في الليلة المطيرة والباردة بذكر خبر مختصر غير متقصى لو حمل الخبر
على ظاهره كان شهود الجماعة في الليلة المطيرة والباردة معصية إذ النبي
صلى الله عليه وسلم قد أمر بالصلاة في الرحال
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع وزياد بن
أيوب قالا ثنا إسماعيل قال أحمد قال نا أيوب وقال زياد قال
أخبرنا أيوب عن نافع ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان بن
عيينة عن أيوب السختياني عن نافع ح نا محمد بن بشار نا
يحيى نا عبيد الله ح وحدثنا يحيى بن حكيم نا حماد يعني بن
مسعدة عن عبيد الله ح وثنا يحيى أيضا ونا أبو يحيى يعني عبد الرحمن
بن عثمان نا عبيد الله بن عمر وهذا حديث بندار قال أخبرني
نافع
78

عن بن عمران أنه نادى بالصلاة ثم قال صلوا في رحالكم
ثم حدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك في الليلة
المطيرة والباردة في السفر
قال أبو بكر هذه اللفظة في الليلة المطيرة والباردة تحتمل
معنيين أحدهما أن تكون الليلة مطيرة وباردة جميعا وتحتمل أن يكون
أراد الليلة المطيرة والليلة الباردة أيضا وان لم تجتمع العلتان جميعا
في ليلة واحدة
وخبر حماد بن زيد دال على أنه أراد أحد المعنيين كانت الليلة
مطيرة أو كانت باردة
باب إباحة ترك الجماعة في السفر في الليلة المظلمة وإن لم
تكن باردة ولا مطيرة بمثل اللفظ الذي ذكرت في الباب قبل
وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي نا
عبد العزيز بن أحمد قال أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن
عبد الرحمن الصابوني قراءة عليه قال أخبرنا أبو طاهر محمد بن
الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة نا يوسف بن موسى نا جرير عن يحيى بن سعيد الأنصاري
عن القاسم بن محمد عن بن عمر قال
كنا إذا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فكانت ليلة
79

ظلماء أو ليلة مطيرة أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو نادى
مناديه أن صلوا في رحالكم
باب إباحة ترك الجماعة في السفر والأمر بالصلاة في
الرحال في المطر القليل غير المؤذي بمثل اللفظ الذي ذكرت قبل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام
وزياد بن أيوب قالا ثنا إسماعيل ثنا خالد الحذاء وقال مؤمل عن
خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح قال خرجت في ليلة مظلمة إلى المسجد صلاة العشاء فلما رجعت
استفتحت فقال أبي من هذا قالوا أبو مليح قال لقد رأيتنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأصابتنا سماء
لم تبل أسفل نعالنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
صلوا في رحالكم
باب إباحة الصلاة في الرحال وترك الجماعة في اليوم المطير
في السفر مثل اللفظة التي ذكرت قبل والدليل على أن حكم النهار في
إباحة ترك الصلاة في الجماعة في المطر كحكم الليل سواء
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد بن
جعفر نا شعبة ح ونا محمد بن بشار ثنا بن أبي عدي عن سعيد
ح وثنا يحيى بن حكيم نا أبو بحر نا سعيد بن أبي عروة ح وثنا علي بن
خشرم أخبرنا عيسى عن سعيد ح وثنا بندار ثنا معاذ بن هشام حدثني
أبي ح وثنا محمد بن رافع ثنا يزيد يعني بن هارون أخبرنا همام
كلهم عن قتادة عن أبي المليح عن أبيه قال
80

أصابتنا السماء مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين فقال
النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة في الرحال
هذا حديث محمد بن جعفر وقال علي خشرم مرة أخرى أبو
المليح عن أبيه
باب ذكر الخبر المتقصي للفظة المختصرة التي ذكرتها من
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة في الرحال والدليل على أن أمر النبي
صلى الله عليه وسلم بذلك أمر إباحة لا أمر عزم يكون متعديه
عاصيا إن شهد الصلاة جماعة في المطر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا أبو نعيم
نا زهير وثنا أبو كريب نا سنان يعني بن مطاهر عن زهير عن
أبي الزبير عن جابر قال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فمطرنا فقال
ليصلي من شاء منكم في رحله
باب إتيان المساجد في الليلة المطيرة المظلمة والدليل على
أن الأمر بالصلاة في الرحال في مثل تلك الليلة أمر إباحة له لا حتم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا سريج بن
النعمان قال نا فليح عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة بن عبد
الرحمن قال
فلما توفي أبو هريرة قلت والله لو جئت أبا سعيد الخدري
فأتيته فذكر حديثا طويلا في قصة العراجين قال ثم هاجت السماء
81

من تلك الليلة فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة العشاء
برقت برقة فرأى قتادة بن النعمان فقال ما السرى يا قتادة فقال
علمت يا رسول الله ان شاهد الصلاة الليلة قليل فأحببت أن أشهدها
قال فإذا صليت فاثبت حتى أمر بك فلما انصرف أعطاه العرجون
فقال خذ هذا فسيضئ لك أمامك عشرا وخلفك عشرا فإذا دخلت
بيتك فرأيت سوادا في زاوية البيت فاضربه قبل ان تكلم فإنه
الشيطان قال ففعل فنحن نحب هذه العراجين لذلك
باب النهي عن إتيان الجماعة لآكل الثوم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار وأبو موسى قالا
ثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله أخبرني نافع عن بن عمر
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في غزوة خيبر من أكل
من هذه الشجرة يعني الثوم فلا يأتين المساجد
وقال بندار قال حدثنا عبيد الله وقال عن النبي صلى الله عليه
وسلم قال من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن المساجد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حميد بن الربيع الخزاز نا
معن بن عيسى ثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري عن عباد بن تميم
عن عمه قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكل من هذه البقلة فلا
يؤذينا بها في مسجدنا هذا
باب توقيت النهي عن إتيان الجماعة لآكل الثوم
82

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا جرير
عن أبي إسحاق الشيباني عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش عن
حذيفة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفل تجاه القبلة جاء يوم
القيامة وتفلته بين عينيه ومن أكل من هذه البقلة الخبيثة فلا يقربن
مسجدنا
باب النهي عن إتيان المساجد لآكل الثوم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزيز أن سلامة بن
روح حدثهم حدثني عقيل وقال بن شهاب حدثني عطاء بن رباح أن
جابر بن عبد الله زعم
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أكل ثوما أو بصلا
فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته
باب النهي عن إتيان الجماعة لآكل الكراث
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى عن بن
جريج أخبرني عطاء عن جابر بن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أكل من هذه الشجرة
الثوم ثم قال بعد والبصل والكراث فلا يقربن مسجدنا فان الملائكة
تأذى مما يتأذى منه الإنسان
باب الدليل على أن النهي عن إتيان المساجد لآكلهن ولا نيئا
غير مطبوخ
83

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار
نا بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن
معدان
ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه خطب الناس يوم الجمعة ثم
قال يا أيها الناس إنكم تأكلون شجرتين ما أراهما إلا خبيثتين هذا
الثوم وهذا البصل وقد كنت أرى الرجل يوجد ريحه فيؤخذ بيده
فيخرج به إلى البقيع ومن كان آكلهما فليمتهما طبخا
باب الدليل على أن النهي عن ذلك لتأذي الناس بريحه
لا تحريما لأكله
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى
نا عبد الأعلى ثنا سعيد الجريري ح وثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا
إسماعيل نا سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال
لم نعد أن فتحت خيبر فوقعنا في تلك البقلة الثوم فأكلنا منها أكلا
وعطاء قال وناس جياع ثم قمنا إلى المسجد فوجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم الريح فقال من أكل من هذه الشجرة الخبيثة فلا
يقربنا في مسجدنا
فقال الناس حرمت حرمت فبلغ ذاك النبي صلى الله عليه
وسلم
فقال أيها الناس ليس لي تحريم ما أحل الله ولكنها شجرة
أكره ريحها
84

هذا حديث أبي هاشم وزاد أبو موسى في آخر حديثه وإنه
يأتينني من الملائكة فأكره أن يشموا ريحها
باب ذكر الدليل على أن النهي عن ذلك لتأذي الملائكة بريحه
إذ الناس يتأذون به
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ثنا بهز بن
أسد نا يزيد وهو بن إبراهيم التستري عن أبي الزبير عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل البصل والكراث قال
ولم يكن ببلدنا يومئذ الثوم فقال من أكل من هذه الشجرة فلا
يقربن مسجدنا فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنسان
باب النهي عن إتيان المسجد لآكل الثوم والبصل والكراث
إلى أن يذهب ريحه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى نا بن
وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن بكر بن سوادة ان أبا النجيب مولى
عبد الله بن سعد حدثه ان أبا سعيد الخدري حدثه
انه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الثوم والبصل والكراث
وقيل يا رسول الله وأشد ذلك كله الثوم أفتحرمه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كلوه ومن أكله منكم فلا يقرب هذا المسجد
حتى يذهب ريحه منه
باب ذكر ما خص الله به نبيه صلى الله عليه وسلم من ترك
أكل الثوم والبصل والكراث مطبوخا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا
85

بن وهب أخبرني عمرو عن بكر بن سوادة ان سفيان بن وهب حدثه
عن أبي أيوب الأنصاري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل إليه بطعام من خضرة فيه
بصل أو كراث فلم ير فيه أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى
أن يأكله فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك ان تأكل
فقال لم أر أثرك فيه يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم أستحي من ملائكة الله وليس بمحرم
باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم خص بترك
أكلهن لمناجاة الملائكة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو قدامة وزياد بن يحيى
قالا ثنا سفيان قال أبو قدامة قال
حدثني عبيد الله وقال زياد عن عبيد الله بن أبي يزيد عن أبيه
عن أم أيوب قالت نزل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فتكلفنا له
طعاما فيه بعض البقول فلما وضع بين يديه قال لأصحابه كلوا فإني
لست كأحد منكم أني أخاف أن أوذي صاحبي وقال أبو قدامة
عن أم أيوب نزلت عليها فحدثتني قالت نزل علينا
باب الرخصة في أكله عند الضرورة والحاجة إليه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن
سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن المغيرة بن
شعبة قال
86

أكلت ثوما ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فوجدته قد سبقني
بركعة فلما صلى قمت أقضي فوجد ريح الثوم فقال من أكل
هذه البقلة فلا يقربن مسجدنا حتى يذهب ريحها فلما قضيت
الصلاة أتيته فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي
عذرا ناولني يدك فوجدته سهلا فناولني يده فأدخلتها من كمي
إلى صدري فوجده معصوبا فقال إن لك عذرا
باب صلاة التطوع بالنهار في الجماعة ضد مذهب من
كره ذلك
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة
حدثهم عن عقيل أخبرني محمد بن مسلم ان محمود بن الربيع الأنصاري
أخبره قال قال لي عتبان بن مالك
فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر حين ارتفع النهار
فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى
دخل البيت ثم قال أين تحب أن أصلي في بيتك قال فأشرت
له إلى ناحية البيت فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر فقمنا
فصففنا فصلى ركعتين ثم سلم
باب صلاة التطوع صارت في الجماعة في غير رمضان ضد
مذهب من كره ذلك
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى حدثني
يحيى بن بكير حدثني الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد وهو بن
أبي هلال عن عمرو بن أبي سعيد أنه قال
دخلت على جابر بن عبد الله أنا وأبو سلمة بن عبد الرحمن
87

فوجدناه قائما يصلي فذكر الحديث وقال أقبلنا مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالسقيا أو بالقاحة قال ألا رجل ينطلق
إلى حوض الأياية لم فيمدره وينزع فيه وينزع لنا في أسقيتنا حتى
نأتيه فقلت أنا رجل وقال جابر بن صخر أنا رجل فخرجنا على
أرجلنا حتى أتيناها أصيلا
فمدرنا ولا الحوض ونزعنا فيه ثم وضعنا رؤوسنا حتى ابهار الليل
أقبل رجل حتى وقف على الحوض فجعلت ناقته تنازعه على الحوض
وجعل ينازعها زمامها ثم قال أتأذنان ثم أشرع فإذا هو رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلنا نعم بأبينا أنت وأمنا فأرخى لها فشربت
حتى للإسكندر ثم قال لنا جابر بن عبد الله فدنا حتى أناخ بالبطحاء التي
بالعرج فخرج لبعض حاجته فصببت له وضوءا فتوضأ فالتحف
بإزاره فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه ثم أتاه آخر فقام عن
يساره فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي وصلينا معه ثلاث
عشرة ركعة بالوتر
قال أبو بكر أخبار بن عباس بت عند خالتي ميمونة فقام النبي
صلى الله عليه وسلم يصلي صارت من هذا الباب
باب الوتر جماعة في غير رمضان
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان قال قال
الشافعي أخبرنا مالك ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب
أن مالكا حدثه عن مخرمة بن سليمان عن كريب عن بن عباس انه
أخبره
88

أنه بات عند ميمونة أم المؤمنين وهي خالته فاضطجعت في عرض
الوساد واضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها فنام
حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس يمسح وجهه بيده ثم قرأ العشر
الآيات الخواتم من سورة آل عمران ثم قام إلى شن معلقة فتوضأ
منها فأحسن وضوءه ثم قام يصلي قال بن عباس فقمت إلى جنبه
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي وأخذ بأذني
اليمنى فليخطط وصلى ركعتين ثم ركعتين خفيفتين ثم خرج فصلى
الصبح
هذا حديث الربيع
جماع أبواب
صلاة النساء في الجماعة
باب إمامة المرأة النساء في الفريضة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا نصر بن علي نا عبد الله
بن داود عن الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك عن أبيها وعن
عبد الرحمن بن خلاد عن أم ورقة
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول انطلقوا بنا نزور
الشهيدة وأذن لها ان تؤذن لها وأن تؤم أهل دارها في الفريضة
وكانت قد جمعت القرآن
باب يأمر للنساء في إتيان المساجد
89

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا
سفيان قال حفظته من الزهري ح وثنا علي بن خشرم أخبرنا بن
عيينة ح وحدثنا يحيى بن حكيم وسعيد بن عبد الرحمن قالا ثنا
سفيان عن الزهري عن سالم عن أبيه
يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا استأذنت أحدكم
امرأته إلى المسجد فلا يمنعها
قال علي قال سفيان نرى أنه صارت وقال عبد الجبار قال
سفيان يعني صارت وقال سعيد قال سفيان قال نافع صارت وقال
يحيى بن حكيم قال سفيان رجل فحدثناه عن نافع إنما هو صارت
باب النهي عن منع النساء الخروج إلى المساجد صارت
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي أخبرني أبي
ثنا شعبة عن أيوب عن نافع عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا نساءكم المساجد
صارت
باب الأمر بخروج النساء إلى المساجد تفلات
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار نا يحيى نا محمد بن
عمرو ح وثنا أبو سعيد الأشج ثنا بن إدريس ثنا محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تمنعوا إماء الله مساجد
الله وليخرجن إذا خرجن تفلات
90

باب الزجر عن شهود المرأة المسجد متعطرة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ويحيى بن
حكيم قالا ثنا يحيى بن سعيد ثنا بن عجلان عن بكير بن عبد الله
بن الأشج عن بسر بن سعيد عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا شهدت إحداكن المسجد
فلا تمس طيبا وقال يحيى بن حكيم قال حدثني بكير وقال إنها
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم
باب التغليظ في تعطر المرأة عند الخروج ليوجد ريحها وتسمية
فاعلها زانية والدليل على أن اسم الزاني قد يقع عل من يفعل فعلا
لا يوجب ذلك الفعل جلدا ولا رجما مع الدليل على أن التشبيه الذي
وجب ذلك الفعل إنما يكون إذا اشتبهت العلتان لا لاجتماع الاسم إذ
المتعطرة قوله التي تخرج ليوجد ريحها قد سماها النبي صلى الله عليه وسلم
زانية وهذا الفعل لا يوجب جلدا ولا رجما ولو كان التشبيه بكون
الاسم على الاسم لكانت الزانية بالتعطر يجب عليها ما يجب على الزانية
بالفرج ولكن لما كانت العلة الموجبة للحد في الزنا الوطء بالفرج لم يجز أن
يحكم لمن يقع عليه اسم زان وزانية بغير جماع بالفرج في الفرج بجلد ولا
رجم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو
بكر نا محمد بن رافع ثنا النضر
بن شميل عن ثابت بن عمارة الحنفي عن غنيم بن قيس عن أبي موسى
الأشعري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيما امرأة استعطرت
فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية وكل عين زانية
باب إيجاب الغسل على المتطيبة للخروج إلى المسجد ونفي
قبول صلاتها إن صلت قبل ان تغتسل
91

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن
إبراهيم المصري نا عمرو بن هشام يعني البيروني ثنا الأوزاعي
حدثني موسى بن يسار عن أبي هريرة قال
مرت معبد هريرة امرأة وريحها تعصف فقال لها إلى أين تريدين
يا أمة الجبار قالت إلى المسجد قال تطيبت قالت نعم قال
فارجعي فاغتسلي فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
لا يقبل الله من امرأة صلاة خرجت إلى المسجد وريحها تعصف حتى ترجع
فتغتسل
باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في المسجد إن
ثبت الخبر فإني لا اعرف السائب مولى أم سلمة بعدالة ولا جرح ولا
أقف على سماع حبيب بن أبي ثابت هذا الخبر من بن عمر ولا هل سمع
قتادة خبره من مورق عن أبي الأحوص أم لا بل كأني لا أشك أن قتادة لم
يسمع من أبي الأحوص لأنه أدخل في بعض أخبار أبي الأحوص بينه وبين
أبي الأحوص مورقا وهذا الخبر نفسه ادخل همام وسعيد بن بشير
بينهما مورقا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا
بن وهب أخبرنا عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن السائب
مولى أم سلمة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير مساجد النساء قعر
بيوت
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن محمد
92

الزعفراني ثنا يزيد بن هارون ح وحدثنا محمد بن رافع عن يزيد
أخبرنا العوام بن حوشب حدثني حبيب بن أبي ثابت عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تمنعوا نساءكم المساجد
وبيوتهن خير لهن فقال بن لعبد الله بن عمر بلى والله لنمنعهن
فقال بن عمر تسمعني حالا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول
ما تقول جميعهما لفظا واحدا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وثنا الحسن بن محمد نا
إسحاق بن يوسف الأزرق
ثنا العوام بهذا الإسناد بنحوه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا عمرو بن
عاصم ثنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة عورة فإذا خرجت
استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من وجه ربها وهي في قعر
بيتها
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن المقدام ثنا
المعتمر قال سمعت أبي يحدث عن قتادة عن أبي الأحوص عن عبد الله
بن مسعود
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال المرأة عورة وإنها
إذا خرجت استشرفها الشيطان وإنها لا تكون إلى وجه الله أقرب منها
في قعر بيتها أو كما قال
93

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن
عثمان يعني الدمشقي ثنا سعد بن بشير عن قتادة عن مورق عن
أبي الأحوص عن عبد الله
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بمثله وقال أبو بكر وإنما قلت ولا هل سمع قتادة هذا الخبر عن أبي
الأحوص لرواية سليمان التيمي هذا الخبر عن قتادة عن أبي الأحوص
لأنه أسقط مورقا من الإسناد وهمام وسعيد بن بشير
أدخلا في الإسناد مورقا وإنما شككت أيضا في صحته لأني لا أقف
على سماع قتادة هذا الخبر من مورق
باب اختيار صلاة المرأة في بيتها على صلاتها في حجرتها إن
كان قتادة سمع هذا الخبر من مورق
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار حدثني عمرو
بن عاصم ثنا همام عن قتادة عن مورق العجلي عن أبي الأحوص
عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة المرأة في بيتها أعظم
من صلاتها في حجرتها
باب اختيار صلاة المرأة في حجرتها على صلاتها في دارها
وصلاتها في مسجد قومها على صلاتها في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم
وإن كانت صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم تعدل ألف صلاة في
غيرها من المساجد والدليل على أن قول النبي صلى الله عليه وسلم صلاة
في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد أراد به
صلاة الرجال دون صلاة النساء
94

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم
الغافقي ثنا بن وهب عن داود بن قيس عن عبد الله بن سويد
الأنصاري عن عمته امرأة أبي حميد الساعدي
أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله صلى
الله عليه وسلم إني أحب الصلاة معك فقال قد علمت أنك تحبين
الصلاة معي وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك وصلاتك
في حجرتك خير من صلاتك في دارك وصلاتك في دارك خير من صلاتك
في مسجد قومك وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في
مسجدي فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شئ من بيتها وأظلمه
فكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل
باب اختيار صلاة المرأة في مخدعها على صلاتها في بيتها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى ثنا عمرو بن عاصم
ثنا همام عن قتادة عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن
عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة المرأة في مخدعها أفضل
من صلاتها في بيتها وصلاتها في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها
باب اختيار صلاة المرأة في أشد مكان من بيتها ظلمة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد
بن عيسى نا أبو معاوية عن إبراهيم الهجري عن أبي الأحوص عن
عبد الله
95

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن أحب صلاة تصليها المرأة
إلى الله في أشد مكان في بيتها ظلمة
وروى عبد الله بن جعفر وفي القلب منه رحمه الله قال
أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أحب صلاة تصليها المرأة
إلى الله أن تصلي في أشد مكان من بيتها ظلمة
حدثناه علي بن حجر نا عبد الله بن جعفر
باب فضل صفوف النساء المؤخرة على الصفوف المقدمة
والدليل على أن صفوفهن إذا كانت متباعدة عن صفوف الرجال كانت
أفضل
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز
ثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير صفوف الرجال أولها
وشرها آخرها وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها
باب أمر النساء بخفض أبصارهن إذا صلين مع الرجال إذا
خفن رؤية عورات الرجال إذا سجد الرجال امامهن
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى محمد بن المثنى
حدثني الضحاك بن مخلد أخبرنا سفيان حدثني عبد الله بن
أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معشر النساء إذا سجد
96

الرجال فاحفظوا أبصاركن قلت لعبد الله مم ذاك قال من ضيق
الأزر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم
أخبرنا أبو عاصم بمثله وقال
فاحفظوا أبصاركم من عورات الرجال فذكر الحديث
باب الزجر عن رفع النساء رؤوسهن من السجود إذا صلين
مع الرجال قبل استواء الرجال جلوسا إذا ضاقت أزرهم فخيف أن
يرى النساء عوراتهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ ثنا بشر يعني
بن المفضل ثنا عبد الرحمن وهو بن إسحاق عن أبي حازم عن
سهل بن سعد قال
كن النساء يؤمرن في الصلاة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن لا يرفعن رؤوسهن حتى يأخذ الرجال مقاعدهم من قباحة الثياب
قال أبو بكر خبر الثوري عن أبي حازم خرجته في كتاب
الكبير في أبواب اللباس في الصلاة
باب التغليظ في قيام المأموم في الصف المؤخر إذا كان خلفه
نساء إذا أراد النظر إليهن أو إلى بعضهن والدليل على أن المصلي إذا
نظر إلى من خلفه من النساء لم يفسد ذلك الفعل صلاته
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا نصر بن علي الجهضمي
أخبرنا نوح يعني بن قيس الحداني ثنا عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء
عن بن عباس قال
97

كانت تصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة حسناء من
أحسن الناس فكان بعض القوم يتقدم في الصف الأول لئلا يراها
ويستأخر بعضهم حتى يكون في الصف المؤخر فإذا ركع نظر من تحت
إبطه فأنزل الله عز وجل في شأنها ولقد علمنا المستقدمين منكم ولقد
علمنا المستأخرين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا نوح بن قيس
الحداني
فذكر الحديث بهذا المعنى
وأنا أبو طاهر نا أبو بكر ناه الفضل بن يعقوب نا نوح عن عمرو
بن مالك بنحوه
باب ذكر الدليل على أن النهي عن منع النساء المساجد كان
إذ كن لا يخاف فسادهن في الخروج إلى المساجد وظن لا بيقين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة نا حماد
يعني بن يزيد ح وثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان كلاهما عن
يحيى ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة قال حدثني
يحيى بن سعيد عن عمرة قالت
سمعت عائشة رضي الله عنها تقول لو رأى رسول الله صلى الله
عليه وسلم ما حالا النساء بعده لمنعهن المساجد كما منعت نساء بني
إسرائيل فقلت ما هذه أو منعت نساء بني إسرائيل قالت نعم
هذا حديث عبد الجبار وقال أحمد في حديثه قلت لعمرة ومنع
نساء بني إسرائيل
98

باب ذكر بعض أحداث نساء بني إسرائيل الذي من أجله
منعن المساجد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عبد الصمد
بن عبد الوارث ثنا المستمر بن الريان الايادي ثنا أبو نضرة عن أبي
سعيد الخدري
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدنيا
فقال إن الدنيا خضرة حلوة فاتقوها واتقوا النساء ثم ذكر نسوة
ثلاثا من بني إسرائيل امرأتين طويلتين تعرفان وامرأة قصيرة لا تعرف
فاتخذت رجلين من خشب وصاغت خاتما فحشته من أطيب الطيب
المسك وجعلت له غلفا فإذا مرت المسجد أو بالملأ قالت
به ففتحته ففاح ريحه قال المستمر بخنصره اليسرى فأشخصها
دون أصابعه الثلاثة شيئا وقبض الثلاث
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء
حدثنا سفيان ثنا الأعمش عن عمارة وهو بن عمير عن عبد الرحمن
بن يزيد
ان عبد الله بن مسعود كان إذا رأى النساء قال أخروهن حيث جعلهن
الله وقال إنهن مع بني إسرائيل يصففن مع الرجال كانت المرأة تلبس
القالب فتطال له لخليلها فسلطت عليهن الحيضة وحرمت عليهن المساجد
وكان عبد الله إذا رآهن قال أخروهن حيث جعلهن الله
قال أبو بكر الخبر موقوف غير مسند
باب الرخصة في إمامة المماليك الأحرار إذا كان المماليك أقرأ
من الأحرار
99

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا سالم
بن نوح أخبرنا الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا اجتمع ثلاثة أمهم
أحدهم وأحقهم بالإمامة أقرؤهم
قال أبو بكر في هذا الخبر وخبر قتادة عن أبي نضرة عن أبي
سعيد وخبر أوس بن ضمعج عن أبي مسعود دلالة على أن العبيد إذا
كانوا أقرأ من الأحرار كانوا أحق بالإمامة إذ النبي صلى الله عليه وسلم
لم يستثن في الخبر حرا دون مملوك
باب الصلاة جماعة في الأسفار
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد
بن بشار نا محمد يعني بن جعفر نا شعبة قال سمعت أبا إسحاق يحدث عن حارثة
بن وهب الهدي قال
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى أكثر ما كنا وآمنه
ركعتين
باب الصلاة جماعة بعد ذهاب وقتها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى
يعني بن سعيد وعثمان يعني بن عمر قالا ثنا بن أبي ذئب
عن سعيد بن أبي سعد عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري
عن أبيه قال
حبسنا يوم الخندق عن الصلاة حتى كان بعد المغرب بهوي من
100

الليل حتى كفينا وذلك قوله وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله
قويا عزيزا فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا
فأقام الصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر كأحسن
ما كان يصليها ثم أقام فصلى العصر مثل ذلك ثم أقام فصلى المغرب
مثل ذلك ثم أقام فصلى العشاء كذلك قبل أن تنزل صلاة الخوف
فرجالا أو ركبانا
قال أبو بكر قد خرجت إمامة النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة
الفجر بعد طلوع الشمس ليلة ناموا عن الصلاة حتى طلعت الشمس
فيما مضى من هذا الكتاب وهو من هذا الباب أيضا
باب الجمع بين الصلاتين في الجماعة في السفر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا
بن وهب أن مالكا حدثه عن أبي الزبير الملكي عن أبي الطفيل عامر بن
واثلة عن معاذ بن جبل أخبره
أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام تبوك فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء
قال فأخر الصلاة يوما ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل
ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعا فذكر الحديث
باب الأمر بالفصل بين الفريضة والتطوع بالكلام أو الخروج
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر نا حجاج
بن محمد عن بن جريج ثنا عمر بن عطاء وثنا محمد بن
رافع ثنا عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمر بن عطاء بن أبي
الخوار ح وثنا علي بن سهل الرملي ثنا الوليد حدثني بن جريج
عن عمر بن عطاء قال
101

أرسلني نافع بن جبير إلى السائب بن يزيد أسأله فسألته
فقال نعم صليت الجمعة في المقصورة مع معاوية فلما سلم قمت أصلي
فأرسل إلي فأتيته فقال إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة إلا أن
تخرج أو تتكلم فان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك
وقال بن رافع وعبد الرحمن أمر بذلك ألا توصل صلاة بصلاة
حتى تخرج أو تتكلم
قال أبو بكر عمر بن عطاء بن أبي الخوار هذا ثقة والآخر هو
عمر بن عطاء تكلم أصحابنا في حديثه لسوء حفظه قد روى بن جريج
عنهما جميعا
باب رفع الصوت بالتكبير والذكر عند قضاء الإمامة الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء نا
سفيان نا عمرو وهو بن دينار أخبرني أبو معبد عن بن
عباس قال
كنت أعرف انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن مهدي ثنا عبد
الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أن أبا معبد أخبره
عن بن عباس
أن رفع الصوت بالذكر حين ينصرف من المكتوبة كان على عهد
رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال بن عباس فكنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته
102

باب نية المصلي بالسلام من عن يمينه إذا سلم عن يمينه
ومن عن شماله إذا سلم عن يساره
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا وكيع
عن مسعر عن عبيد الله بن القبطية عن جابر بن سمرة قال
كنا إذا صلينا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم أشار أحدنا إلى
أخيه بيده عن يمينه وعن شماله فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال ما بال أحدكم يفعل هذا كأنها أذناب خيل شمس إنما يكفي
أحدكم أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا ووضع يده
على فخذه اليمنى وأشار بأصبعه ثم سلم على أخيه من عن يمينه
ومن عن شماله
باب سلام المأموم من الصلاة عند سلام الامام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا سليمان
بن داود الهاشمي أخبرنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب قال
أخبرني محمود بن الربيع الأنصاري أنه عقل رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعقل مجة مجها رسول الله صلى الله عليه وسلم
من دلو من بئر كانت في دارهم في وجهه فزعم محمود أنه سمع عتبان
بن مالك الأنصاري وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول كنت أصلي لقومي بني سالم فكان يحول بيني وبينهم
واد إذا جاءت الأمطار قال فشق علي أن أجتازه قبل مسجدهم
فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له إني قد أنكرت من
بصري وإن الوادي الذي يحول بيني وبين قومي يسيل إذا جاءت
الأمطار فيشق علي أن أجتازه فوددت أنك تأتيني فتصلي من بيتي
103

مصلى أتخذه مصلى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سأفعل
فغدا علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بعد ما امتد النهار
فاستأذن علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذنت له فلم يجلس حتى
قال أين تحب أن أصلي لك في بيتك فأشرت له إلى المكان الذي
أحب أن أصلي فيه فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكبر وصففنا وراءه فركع ركعتين ثم سلم وسلمنا حين سلم
باب رد المأموم على الإمام إذا سلم الامام عند انقضاء الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إبراهيم بن المستمر البصري
نا عبد الأعلى بن القاسم أبو بشر صاحب اللؤلؤ ح وثنا محمد بن يزيد
بن عبد الملك الأسفاطي البصري حدثني عبد الأعلى بن القاسم نا همام
بن يحيى عن قتادة عن الحسن عن سمرة قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نسلم على أيماننا وان يرد
بعضنا على بعض
قال محمد بن يزيد وان يسلم بعضنا على بعض
زاد إبراهيم قال همام يعني في الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا محمد بن
عثمان الدمشقي ثنا سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن
سمرة بن جندب قال
أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرد على أئمتنا السلام
وأن نتحاب وأن يسلم بعضنا على بعض
قال أبو بكر قال الله تبارك وتعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا
بأحسن منها أو ردوها وفي خبر جابر بن سمرة ثم يسلم
104

على من عن يمينه وعلى من عن شماله دلالة على أن الإمام يسلم من
الصلاة عند انقضائها على من عن يمينه من الناس إذا سلم عن يمينه
وعلى من عن شماله إذا سلم عن شماله
والله عز وجل يرد السلام على المسلم في قوله وإذا حييتم
بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها فواجب على المأموم رد السلام
على الامام إذا الامام سلم على المأموم عند انقضاء الصلاة
باب إقبال الإمام بوجهه يمنة إذا سلم عن يمينه ويسرة إذا
سلم عن شماله وفيه دليل أيضا أن الإمام إذا سلم عن يمينه
والمأمومين الذين عن يساره إذا سلم عن يساره
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عتبة بن عبد الله نا عبد الله
بن المبارك نا مصعب بن ثابت عن إسماعيل بن محمد عن عامر بن سعد
بن أبي وقاص عن أبيه قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن يساره
حتى يرى بياض خده
فقال الزهري لم يسمع هذا من حديث رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال إسماعيل أكل حديث النبي صلى الله عليه وسلم سمعته
قال لا قال ولعاصم قال لا قال فالنصف قال لا قال فهذا
في النصف الذي لم يسمع
باب انحراف الإمام من الصلاة التي لا يتطوع بعدها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا
أحمد بن منيع نا هشيم
105

أخبرنا يعلي بن عطاء ثنا جابر بن يزيد بن الأسود العامري عن
أبيه قال
شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجته قال فصليت معه
صلاة الفجر في مسجد الخيف فلما قضى صلاته وانحرف فإذا هو
برجلين في آخر القوم فذكر الحديث
باب تخيير الإمام في الانصراف من الصلاة أن ينصرف يمنة
أو ينصرف يسرة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب
نا أبو أسامة عن الأعمش ثنا عمارة بن عمير ح وثنا علي بن خشرم
نا عيسى ح وثنا هارون بن إسحاق ثنا بن فضيل ح وثنا سلم بن
جنادة ثنا وكيع جميعا عن الأعمش ح وثنا بندار ثنا بن أبي عدي
قال أنبأنا شعبة عن سليمان عن عمارة بن عمير ح وثنا بشر بن
خالد العسكري قال وأخبرنا محمد يعني بن جعفر عن شعبة
عن سليمان قال سمعت عمارة عن الأسود قال
قال عبد الله لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءا لا يرى
إلا أن حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه أكثر ما رأيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ينصرف عن شماله
باب إباحة استقبال الإمام بوجهه بعد السلام إذ لم يكن
مقابلة من قد فاته بعض صلاة الإمام فيكون مقابل الإمام إذا
قام يقضي
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا علي بن
مسهر عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال
106

صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما سلم اقبل
علينا بوجهه
باب الزجر عن مبادرة الإمام بالانصراف من الصلاة
ثنا هارون بن إسحاق ثنا بن فضيل وثنا علي بن حجر
ثنا علي بن مسهر كلاهما عن المختار بن فلفل عن أنس بن مالك قال
صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلما انصرف من الصلاة
أقبل إلينا بوجهه فقال أيها الناس إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع
ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالقعود ولا بالانصراف وإني أراكم
خلفي وأيم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم
كثيرا قال قلنا يا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما رأيت قال
رأيت الجنة والنار
هذا حديث هارون
لم يقل علي ولا بالقعود وقال إني أراكم من أمامي ومن خلفي
باب نهوض الإمام عند الفراغ من الصلاة التي يتطوع بعدها
ساعة يسلم من غير لبث إذا لم يكن خلفه نساء
حدثنا محمد بن يحيى قال ثنا سعيد بن أبي مريم
قال أخبرنا بن فروخ وحدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال
ثنا عمرو بن الربيع بن طارق قال أخبرنا عبد الله بن فروخ قال حدثني
بن جريج عن عطاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في إتمام
107

قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان ساعة يسلم يقوم
ثم صليت مع أبي بكر فكان إذا سلم وثب مكانه كأنه يقوم عن رضف
لم يذكر علي بن عبد الرحمن كان أخف الناس صلاة
قال أبو بكر هذا حديث غريب لم يروه غير عبد الله بن فروخ
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان
يقوم ساعة يسلم إذا لم يكن خلفه نساء واستحباب ثبوت الإمام جالسا
إذا كان خلفه نساء ليرجع النساء قبل أن يلحقهم الرجال
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم ثنا عثمان
بن عمر أخبرنا يونس عن الزهري حدثتني هند بنت الحارث أن
أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرتها
أن النساء كن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إذا سلمن من
المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى خلفه من
الرجال فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال
باب تخفيف ثبوت الإمام بعد السلام لينصرف النساء قبل
الرجال وترك تطويله الجلوس بعد السلام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم ويحيى بن
حكيم قالا ثنا أبو داود حدثنا إبراهيم بن سعد عن الزهري وقال يحيى
قال ثنا بن شهاب أخبرتني هند بنت الحارث عن أم سلمة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم من الصلاة لم
يمكث إلا يسيرا حتى يقوم
108

قال الزهري فنرى ذلك والله أعلم أن ذاك ليذهب النساء
قبل أن يخرج أحد من الرجال
قال يحيى بن حكيم لم يلبث إلا يسيرا
كتاب الجمعة المختصر من المختصر من المسند على الشرط الذي
ذكرنا في أول الكتاب
باب ذكر فرض الجمعة والبيان أن الله عز وجل فرضها على من
قبلنا من الأمم واختلفوا فيها فهدى الله أمة محمد صلى الله
عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس لها قال الله عز وجل
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي الولاء من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله
وذروا البيع وهذا من الجنس الذي نقول
أن الله عز وجل قد يوجب الفرض بشريطة وقد يجب ذلك الفرض بغير
تلك الشريطة لأن الله إنما أمر في هذه الآية بالسعي إلى الجمعة وقد
لا يقدر الحر المسلم على المشي على القدم وهو قادر على الركوب وإتيان
الجمعة راكبا وهو مالك لما يركب من الدواب والفرض لا يزول عنه إذا
قدر على إتيان الجمعة راكبا وأن كان عاجزا عن إتيانها ماشيا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان نا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وعن بن طاوس عن
أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن
المخزومي ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة وعن بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم ح وثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن
وهب أن مالكا حدثه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
109

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نحن الآخرون ونحن
السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من
بعدهم ثم هذا اليوم الذي كتبه الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله
يعني يوم الجمعة الناس لنا تبع فيه اليهود غدا والنصارى
بعد غد
هذا حديث المخزومي وقال عبد الجبار وإن هذا اليوم الذي
اختلفوا فيه وقال مرة ثم هذا اليوم الذي كتبه الله عليهم اختلفوا
فيه
وفي حديث مالك هذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه
خبر معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة من هذا الباب
باب الدليل على أن فرض الجمعة على البالغين دون الأطفال
وهذا من الجنس الذي نقول إنه من الأخبار المعللة الذي يجوز
القياس عليه قد بينته في عقب الخبر
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان
المصري ثنا يحيى بن بكير ثنا المفضل بن فضالة حدثني عياش بن عباس
ح وثنا محمد بن علي بن حمزة ثنا يزيد بن خالد وهو بن موهب
ثنا المفضل بن فضالة عن عياش بن عباس القتباني عن بكير بن عبد الله
بن الأشج عن نافع عن بن عمر عن حفصة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على كل محتلم رواح الجمعة
وعلى من راح الجمعة الغسل
قال أبو بكر هذه اللفظة على كل محتلم رواح الجمعة
110

من اللفظ الذي نقول إن الأمر إذا كان لعلة فالتمثيل والتشبيه به جائز
متى كانت العلة قائمة فالأمر واجب لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما
علم أن على المحتلم رواح الجمعة لأن الاحتلام بلوغ فمتى كان البلوغ
وان لم يكن احتلام وكان البلوغ بغير احتلام ففرض الجمعة واجب
على كل بالغ وإن كان بلوغه بغير احتلام ولو كان على غير أصلنا
وكان على أصل من خالفنا في التشبيه والتمثيل وزعم أن الأمر لا يكون
لعلة ولا يكون إلا تعبدا لكان من بلغ عشرين سنة وثلاثين سنة وهو
حر عاقل فسمع الأذان للجمعة في المصر أو هو على باب المسجد لم
يجب عليه رواح الجمعة إن لم يكن احتلم لأن النبي صلى الله عليه
وسلم أعلم ان رواح الجمعة على المحتلم وقد يعيش كثير من الناس
السنين الكثيرة فلا يحتلم أبدا وهذا كقوله عز وجل وإذا بلغ
الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم فإنما أمر
الله عز وجل بالاستئذان من قد بلغ الحلم إذ الحلم بلوغ ولو لم يجز
الحكم بالتشبيه والنظير كان من بلغ ثلاثين سنة ولم يحتلم لم يجب عليه
الاستئذان وهذا كخبر النبي صلى الله عليه وسلم رفع القلم عن
ثلاثة قال في الخبر وعن الصبي حتى يحتلم ومن لم يحتلم
وبلغ من السن ما يكون إدراكا من غير احتلام فالقلم عنه
غير مرفوع إذ النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله حتى يحتلم
أن الاحتلام بلوغ فمتى كان البلوغ وإن كان بغير احتلام فالحكم
عليه والقلم جار عليه كما يكون بعد الاحتلام
باب ذكر إسقاط فرض الجمعة عن النساء والدليل على أن
الله عز وجل خاطب بالأمر بالسعي إلى الجمعة عند النداء بها في قوله
يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة الآية
111

الرجال دون النساء إن ثبت هذا الخبر من جهة النقل وإن لم يثبت
فاتفاق العلماء على إسقاط فرض الجمعة على النساء كاف من نقل خبر
الخاص فيه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن أبان نا وكيع
حدثني إسحاق بن عثمان الكلابي حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن بن
عطية الأنصاري حدثتني جدتي
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جمع نساء الأنصار في بيت فأتانا
عمر فقام على الباب فسلم فرددنا عليه السلام فقال أنا رسول رسول الله
صلى الله عليه وسلم إليكن فقلنا مرحبا برسول الله ورسوله قال
أتبايعن ذلك على أن لا تشركن بالله شيئا ولا تسرقن ولا تزنين قالت
قلنا نعم فمددنا أيدينا من انظر البيت ومد يده من خارج قالت
وأمرنا ان نخرج الحيض والعواتق في العيدين ونهينا عن اتباع الجنائز
ولا جمعة علينا قال قلت لها ما المعروف الذي نهيتن عنه قالت
النياحة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي
ثنا أبو عاصم عن إسحاق بن عثمان بنحوه
ولم يقل لا تشركن بالله شيئا
باب ذكر أول جمعة جمعت بمدينة النبي صلى الله عليه وسلم
وذكر عدد من جمع بها أولا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عيسى نا سلمة
يعني بن الفضل نا محمد بن إسحاق قال فحدثني محمد بن أبي
112

أمامة بن سهل بن حنيف ح وثنا الفضل بن يعقوب الجزري ثنا
عبد الأعلى ثنا محمد عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف عن
أبيه عن أبي أمامة قال الفضل عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وقال
محمد بن عيسى عن بن كعب بن مالك قال
كنت قائد أبي كعب بن مالك حين ذهب بصره وكنت إذا خرجت
به إلى الجمعة فسمع الأذان بها صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة
قال فمكث حينا على ذلك لا يسمع الأذان للجمعة إلا صلى عليه واستغفر
له فقلت في نفسي والله إن هذا لعجز بي حيث لا أسأله ما له إذا سمع
الأذان بالجمعة صلى على أبي أمامة أسعد بن زرارة قال فخرجت به
يوم الجمعة كما كنت أخرج به فلما سمع الأذان بالجمعة صلى على
أبي أمامة واستغفر له فقلت له يا أبت مالك إذا سمعت الأذان
بالجمعة صليت على أبي أمامة قال أي بني كان أول من جمع بالمدينة في
هزم بني بياضة يقال له نقيع الخضمات قلت وكم أنتم يومئذ قال
أربعون رجلا هذا حديث سلمة بن الفضل
باب ذكر الجمعة التي جمعت بعد الجمعة التي جمعت بالمدينة
وذكر الموضع الذي جمع به
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا أبو عامر
ثنا إبراهيم وهو بن طهمان عن أبي جمرة الضبعي عن بن عباس
قال إن أول جمعة جمعت بعد جمعة في مسجد رسول الله صلى
الله عليه وسلم مسجد عبد القيس بجواثى من البحرين
باب ذكر من الله عز وجل على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
خير أمة أخرجت للناس بهدايته إياهم ليوم الجمعة فله الحمد كثيرا على
ذلك إذ قد ضل عنه أهل الكتاب قبلهم بعد فرض الله ذلك عليهم
113

والدليل على أن الهداية هدايتان على ما بينته في كتاب أحكام (182 - أ)
القرآن أحدهما هداية خاص لأوليائه دون أعدائه من الكفار وهذه
الهداية منها إذ الله عز وجل خص بها المؤمنين دون أهل الكتاب من اليهود
والنصارى والهداية الثانية بيان للناس كلهم وهي عام لا خاص كما بينته
في ذلك الكتاب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي
ثنا بن وهب عن بن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي
هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ح وحدثنا محمد بن
رافع ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرنا بن أبي ذئب عن
المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما طلعت الشمس ولا
غربت على يوم خير من يوم الجمعة هدانا الله له وضل الناس عنه
والناس لنا فيه تبع فهو لنا واليهود يوم السبت والنصارى يوم الأحد
ان فيه لساعة لا يوافقها مؤمن يصلي يسأل الله شيئا إلا أعطاه فذكر
الحديث
جماع أبواب فضل الجمعة
باب في ذكر فضل يوم الجمعة وانها أفضل الأيام وفزع الخلق غير
الثقلين الجن والإنس بذكر خبر مختصر غير متقصى
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر السعدي نا
إسماعيل يعني بن جعفر نا العلاء ح وحدثنا محمد بن الوليد
نا يحيى بن محمد يعني بن قيس المدني نا العلاء بن عبد الرحمن
ح وحدثنا محمد بن بشار وثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا أبو موسى
حدثني محمد بن جعفر ثنا شعبة قال بندار عن العلاء وقال
114

أبو موسى قال سمعت العلاء ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن بزيغ ثنا
يزيد يعني أبن زريع نا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما تطلع الشمس بيوم ولا
تغرب أفضل أو أعظم من يوم الجمعة وما من دابة لا تفزع ليوم
الجمعة إلا هذين الثقلين الجن والإنس
قال علي بن حجر وابن بزيع ومحمد بن الوليد على يوم
أفضل ولم يشكوا
باب ذكر الخبر المتقصى للفظة المختصرة التي ذكرتها والدليل
على أن العلة التي تفزع الخلق لها من يوم الجمعة هي خوفهم من قيام الساعة
فيها إذ الساعة تقوم يوم الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان المرادي
نا عبد الله بن وهب قال وأخبرني بن أبي الزناد عن أبيه عن موسى
بن أبي عثمان عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأيام يوم الجمعة
فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها ولا تقوم الساعة
إلا يوم الجمعة
قال أبو بكر غلطنا في إخراج الحديث لأن هذا مرسل
موسى بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة أبوه أبو عثمان التبان
روى عن أبي هريرة أخبارا سمعها منه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
حدثنا محمد بن مصعب يعني القرقسائي ثنا الأوزاعي عن أبي عمار
عن عبد الله بن فروخ عن أبي هريرة
115

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال خير يوم طلعت فيه
الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج
منها وفيه تقوم الساعة
قال أبو بكر قد اختلفوا في هذه اللفظة في قوله فيه خلق آدم
إلى قوله وفيه تقوم الساعة أهو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم أو عن أبي هريرة عن كعب الأحبار قد خرجت هذه
الأخبار في كتاب الكبير من جعل هذا الكلام رواية من أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن جعله عن كعب الأحبار والقلب
إلى رواية من جعل هذا الكلام عن أبي هريرة عن كعب أميل لأن
محمد بن يحيى حدثنا قال نا محمد بن يوسف ثنا الأوزاعي عن
يحيى عن أبي سلمة عن أبي هريرة
خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه
أسكن الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة قال
قلت له أشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بل
شئ حدثناه كعب
وهكذا رواه أبان بن يزيد العطار وشيبان بن عبد الرحمن
النحوي عن يحيى بن أبي كثير
قال أبو بكر وأما قوله خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة
فهو عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم لا شك ولا مرية
فيه والزيادة التي بعدها فيه خلق آدم إلى آخره هذا الذي اختلفوا
فيه فقال بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال بعضهم عن كعب
باب صفة يوم الجمعة وأهلها إذا بعثوا يوم القيامة إن صح
الخبر فان في النفس من هذا الإسناد
116

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو جعفر محمد بن أبي
الحسين السماني ثنا أبو توبة الربيع بن نافع حدثني الهيثم بن حميد
ح وحدثني زكريا بن يحيى بن أبان نا عبد الله بن يوسف ثنا الهيثم
أخبرني أبو معبد وهو حفص بن غيلان عن طاوس عن أبي موسى
الأشعري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يبعث الأيام يوم
القيامة على هيئتها ويبعث يوم الجمعة زهراء منيرة أهلها يحفون
بها كالعروس تهدى إلى كريمها تضيئ لهم يمشون في ضوئها
ألوانهم كالثلج بياضا وريحهم يسطع كالمسك يخوضون في جبال
الكافور ينظر إليهم الثقلان ما يطرقون تعجبا حتى يدخلوا الجنة
لا يخالطهم أحد إلا المؤذنون المحتسبون
هذا حديث زكريا بن يحيى
باب ذكر الساعة التي فيها خلق الله آدم من يوم الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم
ثنا الحجاج قال قال بن جريج ح وحدثنا أبو علي الحسن بن محمد
الزعفراني وجماعة قالوا ثنا الحجاج عن بن جريج أخبرني إسماعيل
بن أمية عن أيوب بن خالد عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة عن
أبي هريرة قال
أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال إن الله خلق
التربة يوم السبت وخلق فيها الجبال يوم الأحد وخلق الشجر يوم
الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الأربعاء وبث
فيها الدواب يوم الخميس وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة آخر
خلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل
باب ذكر العلة التي أحسب لها سميت الجمعة جمعة
117

أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يوسف بن موسى نا
جرير عن منصور عن أبي معشر عن إبراهيم عن علقمة عن القرثع
الضبي قال وكان القرثع من قراء الأولين عن سلمان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا سلمان ما يوم
الجمعة قلت الله ورسوله أعلم قال يا سلمان ما يوم الجمعة
قال قلت الله ورسوله أعلم قال يا سلمان ما يوم الجمعة
قلت الله ورسوله أعلم قال يا سلمان يوم الجمعة به جمع
أبوك أو أبوكم أنا أحدثك عن يوم الجمعة ما من رجل يتطهر
يوم الجمعة كما أمرتم يخرج من بيته حتى يأتي الجمعة فيقعد فينصت
حتى يقضي صلاته إلا كان كفارة لما قبله من الجمعة
باب فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن العلاء بن كريب نا حسين
يعني بن علي الجعفي ثنا عبد الرحمن بن يزيد عن أبي الأشعث
الصنعاني عن أوس بن أوس قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من أفضل أيامكم
يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة
وفيه الصعقة فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة
علي قالوا وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت فقال إن الله عز
وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا حسين
بن علي عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر بهذا الإسناد مثله
وقال يعنون قد بليت
118

باب ذكر بعض ما خص به يوم الجمعة من الفضيلة بأن جعل
الله فيه ساعة يستجيب فيها دعاء المصلي بذكر خبر مجمل غير مفسر
مختصر غير متقصى
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر
ثنا شعبة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجمعة لساعة لا
يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه
باب ذكر الخبر المتقصى لبعض هذه اللفظة المجملة التي
ذكرتها والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أعلم إن هذه
الساعة التي في الجمعة إنما يستجاب فيها دعاء المصلي دون غيره وفيه
اختصار أيضا ليست هذه اللفظة التي أذكرها بمتقصاة إلى لكلها
قال أبو بكر في خبر محمد بن إبراهيم عن أبي سلمة
عن أبي هريرة ح وخبر سعيد بن الحارث لا يوافقها
قال في خبر محمد بن إبراهيم مؤمن وهو يصلي فيسأل الله
شيئا إلا أعطاه إياه
وقال في خبر سعيد بن الحارث لا يوافقها مسلم وهو في صلاة
يسأل الله خيرا إلا آتاه إياه
باب ذكر الخبر المتقصى للفظتين المجملتين اللتين ذكرتهما في
البابين قبل والبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أعلم أن دعاء
المصلي القائم يستجاب في تلك الساعة من يوم الجمعة دون دعاء غير المصلي
ودون دعاء المصلي غير القائم وذكر قصر تلك الساعة التي يستجاب فيها
الدعاء يوم الجمعة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي وزياد بن أيوب قالا حدثنا إسماعيل أخبرنا أيوب ح
وحدثنا محمد بن بشار نا عبد الوهاب نا أيوب عن محمد عن
أبي هريرة قال
119

قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن في الجمعة لساعة
لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه
وقال بيده يقللها ويزهدها وقال بندار وقال بيده قلنا
يزهدها يقللها ليس في خبر بن علية إياه
باب ذكر البيان أن الساعة التي ذكرناها هي في كل جمعة من
الجمعات لا في بعضها دون بعض
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
نا محمد بن عبيد نا محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث التميمي عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال
جئت الطور فلقيت هناك كعب الأحبار فحدثته عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وحدث عن التوراة فما اختلفنا حتى مررت
بيوم الجمعة قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل جمعة
ساعة لا يوافقها مؤمن وهو يصلي فيسأل الله شيئا إلا أعطاه إياه
فقال كعب بل في كل سنة فقلت ما كذلك قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم فرجع فتلا ثم قال صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
في كل يوم جمعة ثم ذكر الحديث بطوله مع قصة عبد الله بن سلام
باب ذكر الدليل أن الدعاء بالخير مستجاب في تلك الساعة
من يوم الجمعة دون الدعاء بالمأثم
قال أبو بكر في خبر بن سيرين عن أبي هريرة يسأل الله فيها
خيرا إلا أعطاه إياه
باب ذكر وقت تلك الساعة التي يستجاب فيها الدعاء
من يوم الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب
120

ناعمي أخبرني مخرمة عن أبيه عن أبي بردة بن أبي موسى
الأشعري قال
قال لي عبد لله بن عمر أسمعت أباك يحدث عن رسول الله صلى
الله عليه وسلم في شأن ساعة الجمعة قال قلت نعم سمعته يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هي ما بين ان يجلس
الامام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبد الرحمن نا عمي
حدثني ميمون بن يحيى وهو بن أخي مخرمة عن مخرمة عن أبيه
بهذا الإسناد مثله سواء
باب ذكر الدليل أن الدعاء في تلك الساعة يستجاب في
الصلاة لانتظار الصلاة كما تأوله عبد الله بن سلام أن منتظر الصلاة في
صلاة مع الدليل على أن الدعاء بالخير في صلاة الفريضة جائز إذ
النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم في خبر أبي موسى أن تلك الساعة هي
ما بين جلوس الامام على المنبر إلى أن تقضى الصلاة وإنما تقضى الصلاة
في هذا الوقت صلاة الجمعة لا غيرها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا بن أبي
عدي عن بن عون عن محمد عن أبي هريرة قال
قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم إن في الجمعة لساعة
لا يوافقها مسلم قائم يصلي يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه قال بن عون
وقال بيده على رأسه قلنا يزهدها
قال أبو بكر في الخبر دلالة على إباحة الدعاء في القيام في
الصلاة
باب ذكر إنساء النبي صلى الله عليه وسلم وقت تلك الساعة
بعد علمه إياها والدليل على أن العالم قد يخبر بالشئ ثم ينساه ويحفظه
عنه بعض من سمعه منه لأن أبا موسى الأشعري وعمرو بن عوف المزني
قد أخبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم تلك الساعة والنبي صلى الله
عليه وسلم قد أعلم انه قد أنسيها وهذا من الجنس الذي كنت بينت
في كتاب النكاح أن العالم قد يحدث بالشئ ثم ينساه عند ذكرى
121

طعن من طعن في خبر بن جريج عن سليمان بن موسى عن الزهري
عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم لحكاية بن علية عن
بن جريج قال فذكرت ذلك لابن شهاب فلم يعرفه ح وخبر عمرو
بن دينار عن أبي معبد عن بن عباس كنا نعرف انقضاء صلاة النبي صلى
الله عليه وسلم بالتكبير هو من هذا الجنس أيضا قال أبو معبد بعد ما
سئل عنه لا أعرفه وقد حدث به
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا سريج بن
النعمان نا فليح ح وحدثنا أحمد بن الأزهر نا يونس بن محمد نا
فليح عن سعيد بن الحارث عن أبي سلمة قال
قلت والله لو جئت أبا سعيد فسألته عن هذه الساعة أن يكون
عنده منها علم فأتيته فذكر حديثا طويلا وقال قلت يا أبا سعيد إن أبا
هريرة حدثنا عن الساعة التي في الجمعة فهل عندك منها علم فقال
سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها فقال إني قد كنت أعلمتها ثم
أنسيتها كما أنسيت ليلة القدر ثم خرجت من عنده فدخلت على
عبد الله بن سلام فذكر الحديث بطوله
جماع أبواب الغسل للجمعة
باب إيجاب الغسل للجمعة مثل اللفظة التي ذكرت قبل أن
الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة كان الأمر واجبا إذ النبي صلى
الله عليه وسلم إنما قال غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم
لعلة أي أن الاحتلام بلوغ فمتى كان البلوغ وإن كان بغير احتلام
فالغسل يوم الجمعة واجب على البالغ ولو كان الحكم بالنضير والشبيه
غير جائز على ما زعم بعض من خالفنا في هذا لكان من بلغ من السن ما
بلغ وشاخ ولم يحتلم لم يجب عليه غسل يوم الجمعة ومن احتلم وهو
بن ثنتي عشر سنة أو أكثر وجب عليه غسل يوم الجمعة وهذا لا
يقوله من يعقل أحكام الله ودينه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد
122

بن عبد الرحمن قالا ثنا سفيان عن صفوان بن سليم عن عطاء بن
يسار عن أبي سعيد الخدري قال عبد الجبار رواية وقال سعيد
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غسل يوم الجمعة
واجب على كل محتلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
ومحمد بن هشام قالا ثنا أبو علقمة عن الفروي ثنا صفوان بن سليم
عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال غسل يوم الجمعة واجب
على كل محتلم
ح وثنا يعقوب الدورقي مرة قال ثنا عبد الله بن محمد أبو
علقمة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس أخبرنا بن وهب أن مالكا
حدثه عن صفوان بن سليم بهذا الإسناد بمثله
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد
بقوله واجب أي واجب على البطلان لا وجوب فرض لا يجزئ غيره
على أن في الخبر أيضا اختصار كلام سأبينه بعد إن شاء الله تعالى
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث عن خالد وهو بن يزيد
عن بن أبي هلال وهو سعيد عن أبي بكر بن المنكدر أن عمرو بن سليم
أخبره عن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الغسل يوم الجمعة
على كل محتلم والسواك وأن يمس من الطيب ما يقدر عليه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم
البزاز أنا عبد الله بن رجاء أبو عمرو بن البصري ثنا سعيد بن سلمة
عن محمد بن المنكدر عن أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن
أبي سعيد الخدري
123

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال غسل يوم الجمعة واجب
على كل محتلم ويمس طيبا إن كان عنده
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو يحيى أخبرنا علي بن
عبد الله ثنا حرمي بن عمارة ثنا شعبة عن أبي بكر بن المنكدر حدثني
عمرو بن سليم قال اشهد على أبي سعيد الخدري
أنه شهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال الغسل يوم
الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستن وأن يمس طيبا إن وجد
قال عمرو وأما الغسل فأشهد أنه واجب وأما الاستنان فالله أعلم
أواجب هو أم لا ولكن هكذا حدث
وقد روى زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الغسل يوم الجمعة واجب
على كل محتلم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن مهدي العطار فارسي
الأصل سكن الفسطاط نا عمرو بن أبي سلمة نا زهير
وقال أبو بكر لست أنكر أن يكون محمد بن المنكدر سمع من جابر
ذكر إيجاب الغسل على المحتلم دون التطيب ودون الاستنان
وروى عن أخيه أبي بكر بن المنكدر عن عمرو بن سليم عن أبي
سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم إيجاب الغسل وامساس الطيب
إن كان عنده لأن داود بن أبي هند قد روى عن أبي الزبير عن جابر
عن النبي صلى الله عليه وسلم على كل رجل مسلم في كل سبعة
أيام غسل يوم وهو يوم الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه بندار ثنا بن أبي عدي
عن داود وثنا أبو الخطاب ثنا بشر يعني بن المفضل ثنا داود
ح وثنا بندار نا عبد الوهاب عن داود قال أبو بكر ففي
124

هذا الخبر قد قرن النبي صلى الله عليه وسلم السواك وامساس الطيب
إلى الغسل يوم الجمعة فأخبر صلى الله عليه وسلم أنهن على كل محتلم
والسواك تطهير للفم والطيب مطيب للبدن وإذهابا لريح المكروهة عن
البدن ولم نسمع مسلما زعم أن السواك يوم الجمعة ولا امساس الطيب
فرض والغسل أيضا مثلهما ويستدل في الأبواب الأخر بدلائل غير مشكلة
إن شاء الله أن غسل يوم الجمعة ليس بفرض لا يجزئ غيره
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل
أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بغسل يوم الجمعة من أتاها دون
من لم يأت الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن ميمون
ثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي
هريرة ح وثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا بشر يعني بن بكر
نا الأوزاعي ثنا يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن
حدثني أبو هريرة قال
بينما عمر بن الخطاب يخطب الناس يوم الجمعة إذ دخل عثمان بن
عفان فعرض به فقال ما بال رجال يتأخرون بعد النداء قال عثمان
يا أمير المؤمنين ما زدت حين سمعت النداء أن توضأت ثم أقبلت قال
الوضوء أيضا أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل
في خبر الوليد يخطب الناس ولم يقل يوم الجمعة
باب أمر الخاطب بالغسل يوم الجمعة في خطبة الجمعة
والدليل على أن الخطبة ليست بصلاة كما توهم بعض الناس إذ الخطبة
لو كانت صلاة ما جاز أن يتكلم فيها ما لا يجوز من الكلام في الصلاة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء
ثنا سفيان قال سمعت الزهري يقول سمعت سالما يخبر عن أبيه
قال سمعت أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول وثنا سعيد بن عبد
125

الرحمن ثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن سالم بن عبد الله
عن أبيه
انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول من
جاء منكم الجمعة فليغتسل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا أبو
بكر نا صخر بن جويرية عن نافع عن بن عمر قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب وهو يقول إذا
جاء أحدكم إلى الجمعة فليغتسل
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسن بن قزعة نا الفضيل
يعني بن سليمان نا موسى بن عقبة عن نافع عن بن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يخطب الناس إذا
جاء أحدكم المسجد فليغتسل
باب أمر النساء بالغسل لشهود الجمعة وهذه اللفظة أيضا
من الجنس الذي ذكرت أنه مفسر للفظة المجملة التي في خبر أبي سعيد
وبيان أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالغسل من أتى الجمعة دون
من حبس عنها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا زيد بن
حباب ح وثنا عبدة بن عبد الله الهدي أخبرنا زيد حدثني عثمان بن
حكى العمري حدثني نافع عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أتى الجمعة من الرجال
والنساء فليغتسل ومن لم يأتها فليس عليه غسل من الرجال والنساء
هذا حديث بن رافع
باب ذكر علة ابتداء الأمر بالغسل للجمعة
126

حدثنا محمد بن الوليد ثنا قريش بن أنس ثنا هشام
بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت
كان الناس عمال أنفسهم فكانوا يروحون إلى الجمعة كهيئتهم
فقيل لهم لو اغتسلتم
حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي
قال أخبرني عمرو وهو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر
أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة عن عائشة أنها قالت كان
الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء
فيصيبهم الغبار والعرق فيخرج منهم الريح فأتى رسول الله صلى الله
عليه وسلم إنسان منهم وهو عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو أنكم تطهرتم ليومكم هذا
حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ثنا بن وهب أخبرنا
سليمان وهو بن بلال عن عمرو وهو بن أبي عمرو مولى المطلب
عن عكرمة عن بن عباس
أن رجلين من أهل العراق أتياه فسألاه عن الغسل يوم الجمعة
أواجب هو فقال لهما بن عباس من اغتسل فهو أحسن وأطهر
وسأخبركم لماذا بدأ الغسل كان الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم محتاجين يلبسون الصوف ويسقون النخل على ظهورهم وكان
المسجد ضيقا مقارب السقف فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم الجمعة في يوم صائف شديد الحر ومنبره
قصير إنما هو ثلاث
درجات فخطب الناس فعرق الناس بالصوف فثارت أرواحهم
ريح العرق والصوف حتى كان يؤذي بعضهم بعضا حتى بلغت أرواحهم
127

رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر فقال أيها الناس إذا
كان هذا اليوم فاغتسلوا وليمس أحدكم أطيب ما يجد من طيبه
أو دهنه
باب ذكر دليل أن الغسل يوم الجمعة فضيلة لا فريضة
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وسلم بن جنادة قالا
ثنا أبو معاوية قال يعقوب ثنا الأعمش وقال سلم بن جنادة عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ يوم الجمعة
فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا وأنصت واستمع ورجاله له ما بينه
وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصا فقد لغا
حدثنا أحمد بن المقدام العجل ثنا يزيد يعني بن
زريع ثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن سمرة بن جندب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من توضأ فبها ونعمت
ومن اغتسل فذاك أفضل
باب ذكر فضيلة الغسل يوم الجمعة إذا ابتكر المغتسل إلى
الجمعة فدنا وانصت ولم يلغ
حدثنا محمد بن العلاء بن كريب ومحمد بن يحيى بن
الضريس وعبدة بن عبد الله الهدي قال محمد بن العلاء وابن الضريس
حدثنا حسين وقال عبدة أنبأنا حسين بن علي عن عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر عن أبي الأشعث الصنعاني عن أوس بن أوس
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر يوم الجمعة من
128

غسل واغتسل وغدا وابتكر فدنا وأنصت ولم يلغ كان له بكل
خطوة كأجر سنة صيامها وقيامها
لم يقل محمد بن العلاء وذكر يوم الجمعة وقال من غسل
بالتخفيف
وقال بن الضريس كتب له بكل خطوة
قال أبو بكر من قال في الخبر من غسل واغتسل فمعناه جامع
فأوجب الغسل على زوجته أو أمته واغتسل
ومن قال غسل واغتسل أراد غسل رأسه واغتسل فغسل سائر
الجسد كخبر طاوس عن بن عباس
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن
المبارك المخرمي نا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الزهري عن طاوس اليماني قال
قلت لابن عباس زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال اغتسلوا يوم الجمعة واغسلوا رؤوسكم وإن لم تكونوا جنبا
ومسوا من الطيب قال بن عباس أما الطيب فلا أدري وأما
الغسل فنعم
باب ذكر بعض فضائل الغسل يوم الجمعة وأن المغتسل
لا يزال طاهرا إلى الجمعة الأخرى إن كان يحيى بن أبي كثير سمع هذا
الخبر من عبد
الله بن أبي قتادة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
ثنا هارون بن مسلم صاحب الحناء أبو الحسن ثنا أبان بن يزيد عن
يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة
129

قال دخل علي أبو قتادة يوم الجمعة وأنا أغتسل قال غسلك
هذا من جنابة قلت نعم قال فأعد غسلا آخر إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم الجمعة لم يزل طاهرا
إلى الجمعة الأخرى قال أبو بكر هذا حديث غريب لم يروه غير هارون
جماع أبواب
الطيب والتسوك واللبس للجمعة
باب الأمر بالتطيب يوم الجمعة إذ من الحقوق على المسلم
التطيب إذا كان واجدا له
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حبيب الحارثي
ثنا روح ثنا شعبة قال سمعت عمرو بن دينار يحدث عن طاوس
عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حق على كل مسلم أن
يغتسل كل سبعة أيام وأن يمس طيبا إن وجده
باب فضيلة التطيب والتسوك ولبس أحسن ما يجد المرء من
الثياب بعد الاغتسال يوم الجمعة وترك تخطى رقاب الناس والتطوع
بالصلاة بما قضى الله للمرء أن يتطوع بها قبل الجمعة والإنصات عند
خروج الإمام حتى تقضى الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
نا إسماعيل بن إبراهيم عن محمد بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وأبي امامة بن سهل عن أبي هريرة وأبي
سعيد قالا
سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل يوم
130

الجمعة واستن ومس من الطيب إن كان عنده ولبس من أحسن
ثيابه ثم جاء إلى المسجد ولم يتخط رقاب الناس ثم ركع ما شاء الله
أن يركع ثم أنصت إذا خرج إمامه حتى يصلي كانت كفارة لما بينها
وبين الجمعة التي كانت قبلها
يقول أبو هريرة وثلاثة أيام زيادة إن الله جعل الحسنة بعشر
أمثالها
باب فضيلة الادهان يوم الجمعة والتجميع بين الإدهان وبين
التطيب يوم الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان ثنا
شعيب نا الليث عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه عن
عبد الله بن وديعة عن أبي ذر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة
فأحسن الغسل ثم لبس من صالح ثيابه ثم مس من دهن بيته
ما كتب الله له أو من طيبه ثم لم يفرق بين اثنين كفر الله عنه ما بينه
وبين الجمعة قبلها قال سعيد فذكرتها لعمارة بن عمرو بن حزم
قال صدق وزيادة ثلاثة أيام
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بندار ثنا يحيى بن سعيد
عن بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبيه بهذا الحديث
قال أبو بكر قال لنا بندار أحفظه من فيه وعن أبيه وهذا
عندي وهم والصحيح عن سعيد عن أبيه
باب استحباب اتخاذ المرء في الجمعة ثيابا سوى ثوبي المهنة
131

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا عمرو بن
أبي سلمة عن زهير عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن يحيى
بن عروة عن أبيه عن عائشة وعن يحيى بن سعيد عن رجل منهم
أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوم الجمعة فرأى عليهم
ثياب النمار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما على أحدكم
إن وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوى ثوبي مهنته
باب استحباب لبس الجبة في الجمعة إن كان الحجاج بن أرطاة
سمع هذا الخبر من أبي جعفر محمد بن علي
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا الحسن بن الصباح البزاز
ثنا حفص يعني بن الصالح عن حجاج عن أبي جعفر عن جابر بن
عبد الله قال
كانت للنبي صلى الله عليه وسلم جبة يلبسها في العيدين ويوم
الجمعة
جماع أبواب التهجير إلى الجمعة والمشي إليها
باب فضل التبكير إلى الجمعة مغتسلا والدنو من الإمام
والاستماع والانصات
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو موسى نا أبو أحمد
ح وثنا سعيد بن أبي يزيد نا محمد بن يوسف قال ثنا سفيان
عن عبد الله بن عيسى عن يحيى بن الحارث عن أبي الأشعث الصنعاني
عن أوس بن أوس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غسل واغتسل ثم
غدا وابتكر وجلس من الامام قريبا فاستمع وأنصت كان له من الأجر
أجر سنة صيامها وقيامها
132

هذا حديث أبي موسى وفي حديث محمد بن يوسف كان له بكل
خطوة أجر سنة صيامها وقيامها
باب تمثيل المهجرين إلى الجمعة في الفضل بالمهدين كان والدليل
على أن من سبق بالتهجير كان أفضل من غيبهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا زياد بن أيوب أبو هاشم
نا مبشر يعني بن إسماعيل عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المستعجل إلى
الصلاة كالمهدي بدنة والذي يليه
كالمهدي بقرة والذي يليه كالمهدي شاة والذي يليه كالمهدي طيرا
باب ذكر جلوس الملائكة على أبواب المسجد يوم الجمعة لكتبة
المهجرين إليها على منازلهم ووقت طيهم للصحف لاستماع الخطبة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار ثنا سفيان نا
الزهري وثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان عن الزهري عن
سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة كان
على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم
الأول فالأول فإذا خرج الامام طويت الصحف وقال عبد الجبار
فإذا جلس الامام طووا الصحف وقالا جميعا واستمعوا الخطبة
فالمهجر إلى الصلاة كالمهدي بدنة ثم
الذي يليه كمهدي بقرة ثم الذي يليه
كمهدي كبشا حتى ذكر الدجاجة والبيضة وقال
المخزومي كمهدي البقرة وقال كمهدي الكبش
133

باب ذكر عدد من يقعد على كل باب من أبواب المسجد يوم
الجمعة من الملائكة لكتبة المهجرين إليها والدليل على أن الاثنين قد يقع
عليهما اسم جماعة إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أوقع على الملكين اسم
الملائكة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل
يعني بن جعفر ثنا العلاء ح وحدثنا محمد بن بشار نا محمد بن
جعفر نا شعبة عن العلاء ح وثنا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر
قال ثنا شعبة قال سمعت العلاء ح وثنا محمد بن عبد الله بن بزيع
نا يزيد يعني بن زريع نا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن
عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال على كل باب من أبواب
المسجد يوم الجمعة ملكان يكتبان الأول فالأول كرجل قدم بدنة
وكرجل قدم بقرة وكرجل قدم شاة وكرجل قدم طيرا وكرجل
قدم بيضة فإذا قعد الامام طويت الصحف
وقال بندار فإذا قعد طويت الصحف
وقال علي بن حجر قدم طائرا
قال بن بزيع فإذا خرج الامام طويت الصحف
باب ذكر دعاء الملائكة للمتخلفين عن الجمعة بعد طيهم
الصحف
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى القطعي ثنا
حجاج بن منهال ثنا همام ثنا مطرح وحدثنا أبو حاتم سهل بن محمد
نا المقرئ أخبرني همام عن مطر عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال تبعث الملائكة على
أبواب المسجد يوم الجمعة يكتبون مجيئ الناس فإذا خرج الامام
134

طويت الصحف ورفعت الأقلام فتقول الملائكة بعضهم لبعض
ما حبس فلانا فتقول الملائكة اللهم إن كان ضالا المزوجات
وإن كان مريضا فاشفه وإن كان عائلا فاغنه
هذا حديث المقرئ
وقال القطعي قال تقعد الملائكة على أبواب المسجد وقال
أيضا يقول بعضهم لبعض اللهم إن كان ضالا المزوجات وإن كان
إلى آخره
باب فضل المشي إلى الجمعة وترك الركوب واستحباب
مقاربة الخطا لتكثر الخطا فيكثر الأجر
قال أبو بكر في خبر أوس بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم
كان له بكل خطوة أجر سنة صيامها وقيامها قد أمليته قبل
باب الأمر بالسكينة في المشي إلى الجمعة والنهي عن السعي
إليها والدليل على أن الاسم الواحد يقع على فعلين يأمر بأحدهما ويزجر
عن الآخر بالاسم الواحد فمن لا يفهم العلم ولا يميز بين المعنيين قد
يخطر بباله أنهما مختلفان قد أمر الله عز وجل في نص كتابه بالسعي إلى
الجمعة في قوله يا أيها الذين آمنوا إذا نودي الولاء من يوم الجمعة فاسعوا
إلى ذكر الله الجمعة والنبي المصطفى قد نهى عن السعي إلى الصلاة
فقال صلى الله عليه وسلم إذا أتيتم الصلاة فعليكم السكينة والوقار
وقال صلى الله عليه وسلم فإذا أتيتم الصلاة فلا تسعوا إليها
وامشوا وعليكم السكينة فالله عز وجل أمر بالسعي إلى الجمعة والنبي
صلى الله عليه وسلم قد نهى عن السعي إلى الصلاة فالسعي الذي أمر
الله به إلى الجمعة هو المضي إليها غير السعي الذي زجر النبي صلى الله
عليه وسلم في اتيان الصلاة لان السعي الذي زجر النبي صلى الله عليه
وسلم هو الخبب وشدة المشي إلى الصلاة الذي هو ضد الوقار والسكينة
فما أمر الله عز وجل به غير ما زجر النبي صلى الله عليه وسلم عنه وإن
كان الاسم الواحد قد يقع عليهما جميعا
135

قال أبو بكر خبر النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتيتم الصلاة
فعليكم بالسكينة والوقار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسماعيل بن موسى
ها أخبرنا إبراهيم يعني بن سعد عن أبيه عن أبي سلمة
والزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقيمت الصلاة فلا
تأتوها التجارة تسعون وأتوها التجارة تمشون عليكم السكينة فما
أدركتم فصلوا وما فاتكم فاقضوا
جماع أبواب الأذان والخطبة في الجمعة وما يجب على المأمومين في
ذلك الوقت من الاستماع للخطبة والانصات لها وما أبيح لهم من
الأفعال وما نهوا عنه
باب ذكر الأذان الذي كان على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم الذي أمر الله جل وعلا بالسعي إلى الجمعة إذا نودي به والوقت
الذي كان ينادي به وذكر من حالا النداء الأول قبل خروج الإمام
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو موسى نا أبو عامر
نا بن أبي ذئب عن الزهري عن السائب وهو بن يزيد قال
كان النداء الذي ذكر الله في القرآن يوم الجمعة إذا خرج الامام
وإذا قامت الصلاة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر
حتى كان عثمان فكثر الناس فأمر بالنداء الثالث على الزوراء فثبت
حتى الساعة
136

قال أبو بكر في قوله وإذا قامت الصلاة يريد النداء الثاني
الإقامة. والأذان والإقامة يقال لهما أذانان ألم تسمع النبي صلى الله
عليه وسلم قال بين كل أذانين صلاة وإنما أراد بين كل أذان وإقامة
والعرب قد تسمي الشيئين باسم الواحد إذا قرنت بينهما قال الله عز
وجل ولأبويه لكل واحد منهما السدس وقال وورثه
أبواه فلأمه الثلث وإنما هما أب وأم فسماهما الله أبوين ومن هذا
الجنس خبر عائشة كان طعامنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأسودين التمر والماء وإنما السواد للتمر خاصة دون الماء فسمتهما
أبو عائشة الأسودين لما قرنت بينهما ومن هذا الجنس قيل سنة العمرين
وإنما أريد أبو بكر وعمر لا كما توهم من ظن أنه أريد عمر بن الخطاب
وعمر بن عبد العزيز والدليل على أنه أراد بقوله وإذا قامت الصلاة
النداء الثاني المسمى إقامة
أن سلم بن جنادة حدثنا وكيع عن بن أبي ذئب عن
الزهري عن السائب بن يزيد قال
كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر
أذانين يوم الجمعة حتى كان زمن عثمان فكثر الناس فأمر بالأذان
الأول بالزوراء
باب فضل انصات المأموم عند خروج الإمام قبل الابتداء في
الخطبة ضد قول من زعم أن كلام الإمام يقطع الكلام
قال أبو بكر في خبر أبي سعيد وأبي هريرة عن النبي صلى الله عليه
وسلم وأنصت إذا خرج إمامه وكذلك في خبر سلمان أيضا وأبي
أيوب الأنصاري قد خرجت خبر أبي سعيد وأبي هريرة فيما تقدم من
الكتاب
137

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن شوكر بن رافع
البغدادي نا يعقوب بن إبراهيم ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني
محمد بن إبراهيم التيمي عن عمران بن أبي يحيى عن عبد الله بن كعب
بن مالك عن أبي أيوب الأنصاري قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغتسل
يوم الجمعة ومس من طيب إن كان عنده ولبس من أحسن ثيابه
ثم خرج إلى المسجد فيركع إن بدا له ولم يؤذ أحدا ثم أنصت إذا خرج
أمامه حتى يصلي كان كفارة لما بينها وبين الجمعة الأخرى
قال أبو بكر هذا من الجنس الذي أقول إن الإنصات عند العرب
قد يكون الإنصات عن مكالمة بعضهم بعضا دون قراءة القرآن ودون
ذكر الله والدعاء كخبر أبي هريرة كانوا يتكلمون في الصلاة فنزلت
وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا فإنما زجروا في الآية عن
مكالمة بعضهم بعضا وأمروا بالإنصات عند قراءة القرآن الإنصات عن
كلام الناس لا عن قراءة القرآن والتسبيح والتكبير والذكر والدعاء
إذ العلم محيط أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله ثم أنصت
إذا خرج الإمام حتى يصلي أن ينصت شاهد الجمعة فلا يكبر مفتتحا
لصلاة الجمعة ولا يكبر للركوع ولا يسبح في الركوع ولا يقول
ربنا لك الحمد بعد رفع الرأس من الركوع ولا يكبر عند الإهواء إلى
السجود ولا يسبح في السجود ولا يتشهد في القعود وهذا
لا يتوهمه من يعرف أحكام الله ودينه فالعلم محيط أن معنى الإنصات
في هذا الخبر عن مكالمة الناس وعن كلام الناس لا عما أمر المصلي من
138

التكبير والقراءة والتسبيح والذكر الذي أمر به في الصلاة فهكذا
معنى خبر النبي صلى الله عليه وسلم إن ثبت وإذا قرأ فأنصتوا
أي انصتوا عن كلام الناس وقد بينت معنى الإنصات وعلى كم معنى
ينصرف هذا اللفظ في المسألة التي أمليتها في القراءة خلف الإمام
باب ذكر أن موضع قيام النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة
كان قبل اتخاذه المنبر والدليل على أن الخطبة على الأرض جائزة من غير
صعود المنبر يوم الجمعة والعلة التي لها أمر النبي صلى الله عليه وسلم
باتخاذ المنبر إذ هو أحرى أن يسمع الناس خطبة الإمام إذا
كثروا إذا خطب على المنبر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى
يعني بن يونس عن المبارك وهو بن فضالة عن الحسن عن أنس
بن مالك قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم يوم الجمعة يسند ظهره
إلى سارية من خشب أو جذع أو نخلة شك المبارك فلما كثر
الناس قال ابنوا لي منبرا فبنوا له المنبر فتحول إليه حنت
الخشبة حنين الواله فما زالت حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المنبر فأتاها فاحتضنها فسكنت
قال أبو بكر الواله يريد بها المرأة إذا مات لها ولد
139

باب ذكر العلة التي لها حن الجذع عند قيام النبي صلى الله
عليه وسلم على المنبر وصفة منبر النبي صلى الله عليه وسلم وعدد
درجه والاستناد إلى شئ إذا خطب على الأرض
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا عمر بن
يونس نا عكرمة بن عمار نا إسحاق بن أبي طلحة ثنا أنس بن مالك
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم يوم الجمعة فيسند
ظهره إلى جذع منصوب في المسجد فيخطب فجاء رومي فقال ألا نصنع
لك شيئا تقعد وكأنك قائم فصنع له منبرا له درجتان ويقعد على
الثالثة فلما قعد نبي الله صلى الله عليه وسلم على المنبر خار الجذع
خوار الثور حتى ارتج المسجد بخواره حزنا على رسول الله صلى الله
عليه وسلم فنزل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر
فالتزمه وهو يخور فلما التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت
ثم قال والذي نفسي بيده لو لم التزمه ما زال هكذا حتى تقوم
الساعة حزنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر به رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدفن يعني الجذع
وفي خبر جابر فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن هذا بكى لما
فقد من الذكر
باب استحباب الاعتماد في الخطبة على القسي أو العصا
استنانا بالنبي صلى الله عليه وسلم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمرو بن تمام
140

المصري نا يوسف بن عدي نا مروان بن معاوية عن عبد الله بن
عبد الرحمن الطائفي عن عبد الرحمن بن خالد وهو العدواني
عن أبيه
انه أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قائم على قوس أو
عصا حين أتاهم قال فسمعته يقول والسماء والطارق فوعيتها في
الجاهلية وأنا مشرك ثم قرأتها في الإسلام فدعتني ثقيف فقالوا
ما سمعت من هذا الرجل فقرأتها عليهم فقال من معهم من قريش
نحن أعلم بصاحبنا لو كنا نعلم أنه كما يقول حق لتابعناه
باب ذكر العود الذي منه اتخذ منبر رسول الله صلى الله
عليه وسلم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان عن أبي حازم قال
اختلفوا في منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أي شئ هو
فأرسلوا إلى سهل بن سعد فقال ما بقي من الناس أحد أعلم به مني
هو من أثل الغابة
قال أبو بكر الأثل هو الطرفاء
باب أمر الإمام الناس بالجلوس عند الاستواء على المنبر يوم
الجمعة إن كان الوليد بن مسلم ومن دونه حفظ بن عباس في هذا الإسناد
فان أصحاب بن جريج أرسلوا هذا الخبر عن عطاء عن النبي صلى الله
عليه وسلم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى نا هشام
بن عمار نا الوليد نا بن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن بن
عباس قال
141

لما استوى النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر قال للناس
اجلسوا فسمعه بن مسعود وهو على باب المسجد فجلس فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم تعال يا بن مسعود
باب ذكر عدد الخطبة يوم الجمعة والجلسة بين الخطبتين
ضد قول من جهل السنة فزعم أن السنة بدعة وقال الجلوس بين
الخطبتين بدعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ثنا أبو بحر
عبد الرحمن بن عثمان البكراوي نا عبيد الله بن عمر ثنا نافع عن بن
عمر قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة خطبتين يجلس
بينهما قال أبو بكر سمعت بندار يقول كان يحيى بن سعيد يجل
هذا الشيخ يعني البكراوي
باب استحباب تقصير الخطبة وترك تطويلها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عمر بن هياج
أبو عبد الله الهمداني نا يحيى بن عبد الرحمن بن مالك بن الحارث
الأرحبي حدثني عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر عن أبيه عن
واصل بن حيان قال قال أبو وائل
خطبنا عمار بن ياسر فأبلغ وأوجز فلما نزل قلنا له يا أبا اليقضان
لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت نفست قال إنني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن المريض صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة
من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة فان من البيان سحرا
142

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا به رجاء بن محمد العذري أبو الحسن
ثنا العلاء بن عصيم الجعفي ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر بهذا
الإسناد بمثله ولم يقل فلو كنت نفست
قال أبو بكر في خبر جابر بن سمرة كانت خطبة رسول
الله صلى الله عليه وسلم قصدا
وفي خبر الحكم بن حزن عن النبي صلى الله عليه وسلم
فحمد الله وأثنى عليه كلمات طيبات خفيفات مباركات
باب صفة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم وبدؤه فيها
بحمد الله والثناء عليه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الحسين بن عيسى البسطامي
نا أنس يعني بن عياض عن جعفر بن محمد ح وحدثنا عتبة بن
عبد الله أخبرنا عبد الله بن المبارك أنا سفيان عن جعفر عن
أبيه عن جابر بن عبد الله قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يحمد الله
ويثني عليه بما هو له أهل
ثم يقول من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له إن أصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدى هدى
محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة
وكل ضلالة في النار ثم يقول بعثت أنا والساعة كهاتين وكان
إذا ذكر الساعة احمرت وجنتاه وعلا صوته واشتد غضبه كأنه نذير
جيش صبحتكم الساعة مسأتكم) ثم يقول من ترك مالا فلأهله
ومن ترك دينا أو ضياعا فالي أو علي وأنا ولي المؤمنين هذا لفظ
حديث بن المبارك
ولفظ أنس بن عياض مخالف لهذا اللفظ
143

باب قراءة القرآن في الخطبة يوم الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا محمد بن
جعفر نا شعبة عن خبيب بن عبد الرحمن عن عبد الله بن محمد بن
معن عن ابنة الحارثة بن النعمان قالت
ما حفظت ق إلا من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في
كل جمعة وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا
قال أبو بكر ابنة الحارثة هذه هي أم هشام بنت حارثة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى نا
جرير عن محمد بن أبي بكر عن يحيى بن عبد الله عن أم هشام بنت
حارثة بن النعمان قالت
قرأت ق والقرآن المجيد من في رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقرؤها كل جمعة على المنبر إذا خطب الناس
قال أبو بكر يحيى بن عبد الله هذا هو بن عبد الرحمن بن سعد
بن زرارة نسبه إبراهيم بن سعد
باب الرخصة في الاستقاء في خطبة الجمعة إذا قحط الناس
وخيف من القحط هلاك الأموال وانقطاع السبل إن لم يغث الله يمنه
وطوله
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر الساعدي نا
إسماعيل يعني بن جعفر نا شريك وهو بن عبد الله بن أبي نمر
144

عن أنس أن رجلا دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو باب
القضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب
فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما ثم قال يا رسول الله
هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا قال فرفع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال اللهم أغثنا اللهم أغثنا
اللهم أغثنا قال أنس ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا
قزعة ولا ما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من
ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت يعني السماء انتشرت ثم
أمطرت قال أنس فلا والله ما رأينا الشمس سبعا قال ثم دخل
رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول
الله صلى الله عليه وسلم
قائم يخطب فاستقبله قائما فقال يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت
السبل فادع الله أن يمسكها عنا قال فرفع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يديه ثم قال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآكام
والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر قال فأقلعت وخرجنا
نمشي في الشمس
قال شريك فسألت أنسا أهو الرجل الأول فقال لا أدري
قال أبو بكر السلع جبل
باب الدعاء بحبس المطر عن البيوت والمنازل إذا خيف كلاهما
من كثرة الأمطار وهدم المنازل ومسألة الله عز وحل تحويل الأمطار إلى
الجبال والأودية حديث لا يخاف كلاهما في خطبة الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل
يعني بن جعفر ثنا حميد عن أنس وحدثنا أبو موسى محمد بن
145

المثنى وعلي بن الحسين الدرهمي قالا ثنا خالد وهو بن الحارث
ثنا حميد قال
سئل أنس هل كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه قال
قيل يوم الجمعة يا رسول الله قحط المطر واجدبت الأرض وهلك
المال قال فرفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه فاستسقى وما نرى في
السماء سحابة قال فما قضينا الصلاة حتى إن الشاب القريب المنزل
ليهمه الرجوع إلى أهله من شدة المطر فدامت جمعة فقالوا يا رسول
الله تهدمت البيوت واحتبست الركبان فتبسم رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال بيده اللهم حوالينا ولا علينا فكشطت عن المدينة
هذا لفظ حديث خالد بن الحارث غير أن أبا موسى قال قحط
المطر
باب الرخصة في تبسم الإمام في الخطبة
قال أبو بكر في خبر حميد عن أنس فتبسم رسول الله
صلى الله عليه وسلم
باب صفة رفع اليدين في الاستسقاء في خطبة الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بشر بن معاذ نا يزيد يعني
بن زريع ثنا سعيد عن قتادة عن أنس قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شئ من دعائه أو
عند شئ من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى
بياض إبطيه
146

قال أبو بكر في خبر شريك بن عبد الله عن أنس قال
فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه قد أمليته قبل في خبر قتادة
عن أنس لا يرفع يديه في شئ من دعائه إلا في الاستسقاء يريد إلا عند
مسألة الله عز وجل أن يسقيهم وعند مسألته بحبس المطر عنهم وقد
أوقع اسم الاستسقاء على المعنيين جميعا أحدهما مسألته أن يسقيهم
والمعنى الثاني أن يحبس المطر عنهم والدليل على صحة ما تأولت أن أنس
بن مالك قد خبر في خبر شريك بن عبد الله عنه أنه رفع يديه في الخطبة
على المنبر يوم الجمعة حين سأل الله أن يغيثهم وكذلك رفع يديه حين
قال اللهم حوالينا ولا علينا فهذه اللفظة أيضا استسقاء إلا أنه سأل
الله ان يحبس المطر عن المنازل والبيوت وتكون السقيا على الجبال والآكام
والأودية
باب الإشارة بالسبابة على المنبر في خطبة الجمعة وكراهة
رفع اليدين على المنبر في غير الاستسقاء
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى القطان
ثنا جرير عن حصين ح وثنا علي بن مسلم ثنا هشيم
أخبرنا حصين قال سمعت عمارة بن رويبة الثقفي قال
خطب بشر بن مروان وهو رافع يديه يدعو فقال عمارة قبح الله
هاتين اليدين رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وما يقول
إلا هكذا يشير بإصبعه
هذا حديث جرير
وفي حديث هشيم شهدت عمارة بن رويبة الثقفي في
يوم عيد وبشر بن مروان يخطبنا فرفع يديه في الدعاء وزاد وأشار
هشيم بالسبابة
147

قال أبو بكر رواه شعبة والثوري عن حصين فقالا رأى بشر بن
مروان على المنبر يوم الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا يحيى بن حكيم نا أبو داود
نا شعبة قال وحدثنا مسلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان جميعا
عن حصين
باب تحريك السبابة عند الإشارة بها في الخطبة
قال أبو بكر قد أمليت خبر سهل بن سعد في كتاب العيدين
باب النزول عن المنبر للسجود عند قراءة السجدة في الخطبة
إن صح الخبر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم
أخبرنا أبي وشعيب قالا أخبرنا الليث ثنا خالد وهو بن يزيد
عن بن أبي هلال عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد أنه قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقرأ ص فلما مر
بالسجدة نزل فسجد وسجدنا وقرأ بها مرة أخرى فلما بلغ السجدة
تيسرنا للسجود فلما رآنا قال إنما هي توبة نبي ولكن أراكم قد
استعددتم للسجود فنزل فسجد وسجدنا
قال أبو بكر أدخل بعض أصحاب بن وهب عن بن وهب
عن عمرو بن الحارث في هذا الإسناد إسحاق بن عبد الله أبي فروة بين
سعيد بن أبي هلال وبين عياض وإسحاق ممن لا يحتج أصحابنا بحديثه
وأحسب أنه غلط في إدخاله إسحاق بن عبد الله في هذا الإسناد
148

باب الرخصة في العلم إذا سئل الإمام وقت خطبته على المنبر
يوم الجمعة ضد مذهب من توهم أن الخطبة صلاة ولا يجوز الكلام فيها
بما لا يجوز في الصلاة
وأخبرنا الشيخ الفقيه أبو الحسن علي بن المسلم السلمي
نا عبد العزيز بن أحمد قال أخبرنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن
الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن
خزيمة نا علي بن حجر نا إسماعيل بن جعفر نا شريك
على المنبر يوم الجمعة فقال يا رسول الله متى الساعة فأشار
إليه الناس أن اسكت فسأله ثلاث مرات كل ذلك يشيرون إليه أن
اسكت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الثالثة ويحك
ماذا أعددت لها قال حب الله ورسوله قال إنك مع من أحببت
قال فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم مر غلام شنئي
عبد قال أنس أقول أنا هو من أقراني قد احتلم أو ناهز فقال النبي صلى
الله عليه وسلم أين السائل عن الساعة قال ها هو ذا قال إن
أكمل هذا الغلام عمره فلن يموت حتى يرى أشراطها
باب الرخصة في تعليم الإمام الناس ما يجهلون في الخطبة من
غير سؤال يسأل الامام
نا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن محمد الزهري نا
سلم بن قتيبة عن يونس بن إسحاق عن المغيرة بن شبل عن جرير
بن عبد الله قال
لما قدمت المدينة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال يدخل
عليكم من هذا الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن ألا وإن على
وجهه مسحة ملك قال فحمدت الله على ما أبلاني
149

باب الرخصة في سلام الإمام في الخطبة على القادم من السفر
إذا دخل المسجد
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو عمار الحسين بن
حريث نا الفضل بن موسى عن يونس بن أبي إسحاق عن المغيرة
وهو بن شبل عن جرير بن عبد الله قال
لما دنوت من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أنخت راحلتي
وحللت عيبتي فلبست حلتي فدخلت ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب فسلم علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فرماني الناس
بالحدق فقلت لجليس لي يا عبد الله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم من أمري شيئا قال نعم ذكرك بأحسن الذكر بينما هو يخطب
إذ عرض له في خطبته قال إنه سيدخل عليكم من هذا
الباب أو من هذا الفج من خير ذي يمن وإن على وجهه لمسحة ملك
قال فحمدت الله على ما أبلاني
باب أمر الإمام الناس في خطبة يوم الجمعة بالصدقة إذا
رأى حاجة وفقرا
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سعيد بن عبد الرحمن
المخزومي نا سفيان عن بن عجلان عن عياض بن عبد الله بن سعد بن
أبي سرح
أن أبا سعيد الخدري دخل يوم الجمعة ومروان بن الحكم يخطب
فقام يصلي فجاء الأحراس ليجلسوه فأبى حتى صلى فلما انصرف
مروان أتيناه فقلنا له يرحمك الله إن كادوا ليفعلون بك قال
ما كنت لأتركهما عليه بعد شئ رأيته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر
150

أن رجلا جاء يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في
هيئة بذة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتصدقوا فما لقوا
ثيابا فأمر له بثوبين وأمره فصلى ركعتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب ثم جاء يوم الجمعة الأخرى ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتصدقوا فألقى رجل
أحد ثوبيه فصاح له رسول الله صلى الله عليه وسلم أو زجره وقال
خذ ثوبك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هذا دخل في
هيئة بذة فأمرت الناس أن يتصدقوا فما لقوا ثيابا فأمرت له
بثوبين ثم دخل اليوم فأمرت أن يتصدقوا فألقى هذا أحد ثوبيه
ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي ركعتين
باب الرخصة في قطع الإمام الخطبة لتعليم السائل العلم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو زهير عبد المجيد بن إبراهيم
نا المقري ثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي رفاعة
العدوي قال
انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت
يا رسول الله رجل غريب جاء يسأل عن دينه لا يدري ما دينه فأقبل إلي
وترك خطبته فأتي بكرسي خلت قوائمه حديدا قال حميد أراه رأى
خشبا أسود حسبه حديدا فجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته
وأتم آخرها
باب نزول الإمام عن المنبر وقطع الخطبة للحاجة تبدوا له
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبدة بن عبد الله الهدي نا
151

زيد يعني بن الحباب عن حسين وهو بن حكى حدثني عبد الله
بن بريدة عن أبيه قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فاقبل الحسن والحسين
عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان فنزل فأخذهما فوضعهما
بين يديه ثم قال صدق الله ورسوله إنما أموالكم وأولادكم فتنة
رأيت هذين فلم أصبر ثم أخذ في خطبته
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج
وزياد بن أيوب قالا ثنا أبو تميلة ثنا حسين بن حكى نا عبد الله بن
بريدة عن أبيه قال
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على المنبر بمثله وقال
فلم أصبر حتى نزلت فحملتهما ولم يقل ثم أخذ في خطبته
باب فضل الإنصات والاستماع للخطبة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن نصر ثنا عبد العزيز
بن عبد الله حدثني سليمان بن بلال عن صالح بن جلس عن سعيد
المقبري أن أباه حدثه أن أبا هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الجمعة فاغتسل
الرجل وغسل رأسه ثم تطيب من أطيب طيبه ولبس من صالح ثيابه
ثم خرج إلى الصلاة ولم يفرق بين اثنين ثم استمع للامام ورجاله له من
الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام
باب الزجر عن الكلام يوم الجمعة عند خطبة الامام
152

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن معمر القيسي ثنا
حبان ثنا وهيب ثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا تكلمت
يوم الجمعة فقد لغوت وألغيت يعني والإمام يخطب
باب الزجر عن إنصات الناس بالكلام يوم الجمعة والأمام
يخطب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا
بن وهب أخبرني يونس عن بن شهاب أخبره حدثني سعيد بن
المسيب ان أبا هريرة قال ح وأخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة
حدثهم عن عقيل حدثني محمد بن مسلم عن سعيد بن المسيب أن
أبا هريرة قال ح وثنا يحيى بن حكيم نا محمد بن بكر البرساني ثنا بن
جرير حدثني بن شهاب عن حديث عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم
بن قارظ عن أبي هريرة ح وثنا محمد بن رافع أخبرنا عبد الرزاق
ثنا بن جريج حدثني بن شهاب عن عمر بن عبد العزيز عن إبراهيم
بن عبد الله بن قارظ عن أبي هريرة ح وعن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قلت لصاحبك
أنصت والإمام يخطب يوم الجمعة فقد لغوت
هذا لفظ خبر عبد الرزاق ح وحدثنا البرساني ولم يذكر الآخرون
السماع قال بعضهم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
بعضهم عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب الزجر عن إنصات الناس بالكلام وإن لم يسمع الزاجر
خطبة الامام
153

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة
ح وثنا سعيد بن عبد الرحمن ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قال الرجل لرجل
والإمام يخطب أنصت فقد لغيت وإنما هي لغة أبي هريرة
قال المخزومي إذا قلت لصاحبك أنصت يوم الجمعة والإمام
يخطب فقد لغيت
قال سفيان وقول أبي هريرة لغيت لغة أبي هريرة وإنما هو
لغوت
باب النهي عن السؤال عن العلم غير الإمام والإمام يخطب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا زكريا بن يحيى بن أبان ثنا بن
أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر ثنا شريك بن عبد الله عن عطاء بن
يسار عن أبي ذر أنه قال
دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب
فجلست قريبا من أبي بن كعب فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة براءة
فقلت لأبي متى نزلت هذه السورة قال فتجهمني ولم يكلمني ثم
مكثت ساعة ثم سألته فتجهمني ولم يكلمني ثم مكثت ساعة ثم
سألته فتجهمني ولم يكلمني فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم قلت
لأبي سألتك فتجهمتني ولم تكلمني قال أبي مالك من صلاتك إلا
ما لغوت فذهبت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا نبي الله كنت
بجنب أبي وأنت تقرأ براءة فسألته متى نزلت هذه السورة فتجهمني
154

ولم يكلمني ثم قال مالك من صلاتك إلا ما لغوت قال النبي صلى
الله عليه وسلم صدق أبي
أنا أبو طاهر نا أبو بكر قال وثناه محمد بن أبي زكريا بن
حيويه الإسفراييني أخبرني بن أبي مريم بمثله
باب ذكر إبطال فضيلة الجمعة بالكلام والإمام يخطب بلفظ
مجمل غير مفسر وزجر المتكلم عن الكلام بالتسبيح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج
ثنا حسين بن عيسى يعني الحنفي ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة عن
بن عباس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إذ تلا آية
فقال رجل وهو إلى جنب عبد الله بن مسعود متى أنزلت هذه الآية
فإني لم أسمعها إلا الساعة فقال عبد الله سبحان الله فسكت الرجل
ثم تلا آية أخرى فقال الرجل لعبد الله مثل ذلك فقال عبد الله
سبحان الله فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة قال بن
مسعود للرجل إنك لم تجمع معنا قال سبحان الله قال فذهب
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم صدق بن أم عبد صدق بن أم عبد
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها
والدليل على أن اللغو والإمام يخطب إنما يبطل فضيلة الجمعة لا انه يبطل
الصلاة نفسها إبطالا يجب إعادتها وهذا من الجنس الذي أعلمت في
كتاب الإيمان أن العرب تنفي الاسم عن الشئ لنقصه عن دابة
والتمام فقوله صلى الله عليه وسلم لم تجمع معنا من نفي الاسم إذ
هو ناقص عن التمام والكمال
155

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان ثنا بن
وهب أخبرني أسامة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله
بن عمرو بن العاص
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من اغتسل يوم
الجمعة ثم مس من طيب امرأته إن كان لها ولبس من صالح ثيابه ثم لم
يتخطى رقاب الناس ولم يلغ عند الموعظة كانت كفارة لما بينهما ومن لغا
أو تخطى كانت له ظهرا
باب الأمر بإنصات المتكلم والإمام يخطب بالإشارة إليه بالزجر
قال أبو بكر في خبر شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن أنس في قصة
السائل عن الساعة فأشار إليه الناس أن أسكت
باب النهي عن تخطي الناس يوم الجمعة والإمام يخطب
وإباحة زجر الإمام عن ذلك في خطبته
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ثنا
عبد الرحمن يعني بن مهدي عن معاوية وهو بن صالح عن أبي
الزاهرية قال
كنت جالسا مع عبد الله بن بسر يوم الجمعة فما زال يحدثنا حتى
خرج الإمام فجاء رجل يتخطى رقاب الناس فقال لي جاء رجل يتخطى
رقاب الناس ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فقال له اجلس
فقد آذيت وآنيت قال أبو بكر في الخطبة أيضا أبواب قد كنت
خرجتها في كتاب العيدين
156

باب النهي عن التفريق بين الناس في الجمعة وفضيلة
اجتناب ذلك
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار نا يحيى
يعني بن سعيد ثنا بن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد عن أبيه
عن عبد الله بن وديعة عن أبي ذر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اغتسل يوم الجمعة
فأحسن الغسل أو تطهر فأحسن الطهور فلبس من خير ثيابه ومس ما كتب
الله له طيبا أو دهن أهله ولم يفرق بين اثنين إلا ورجاله له إلى يوم الجمعة
الأخرى
قال بندار أحفظه من فيه عن أبيه
قال أبو بكر لا اعلم أحدا تابع بندار في هذا والجواد قد يفتر
في بعض الأوقات
باب طبقات من يحظر الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الله يعني بن
زريع ثنا حبيب المعلم عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يحضر الجمعة ثلاثة رجل
يحضرها يلغو فهو حظه منها ورجل حضرها بدعاء فهو رجل دعا الله
فإن شاء الله أعطاه وإن شاء منعه ورجل حضرها بوقار وإنصات
وسكون ولم يتخطى رقبة مسلم ولم يؤذ أحدا فهو كفارة له إلى
157

الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام لأن الله يقول من جاء بالحسنة فله
عشر أمثالها
باب ذكر الخبر المفسر للأخبار المجملة التي ذكرتها في الأبواب
المتقدمة والدليل على أن جميع ما تقدم من الأخبار في ذكر الجمعة أنها
كفارة للذنوب والخطايا إنما هي ألفاظ عام مرادها خاص أراد النبي
المصطفى صلى الله عليه وسلم أنها كفارة لصغائر الذنوب دون كبارها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر نا إسماعيل بن
جعفر نا العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب عن أبيه عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الصلوات الخمس
والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما لم تغش الكبائر
باب النهي عن الحبوة يوم الجمعة والإمام يخطب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو جعفر السمناني نا عبد الله
بن يزيد ثنا سعيد بن أبي أيوب عن أبي مرحوم وهو
عبد الرحمن بن ميمون عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الحبوة يوم الجمعة والإمام
يخطب
باب الزجر عن الحلق يوم الجمعة قبل الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
نا يحيى بن سعيد عن بن عجلان عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشراء والبيع في المساجد
158

وأن تنشد فيها الأشعار وأن ينشد فيها الضالة وعن الحلق يوم الجمعة
قبل الصلاة
باب فضل ترك الجهل يوم الجمعة من حين يأتي المرء الجمعة
إلى انقضاء الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الله بن الحكم بن أبي زياد
القطواني نا معاوية يعني بن هشام ثنا شيبان عن فراس عن
عطية عن أبي سعيد
عن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إذا تطهر الرجل فأحسن
الطهور ثم أتى الجمعة فلم يلغ ولم يجهل حتى ينصرف الإمام
كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة
باب الزجر عن مس الحصى والإمام يخطب يوم الجمعة
والإعلام بأن مس الحصى في ذلك الوقت لغو
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
نا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من توضأ يوم الجمعة
فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فدنا وأنصت واستمع ورجاله له ما بينه
وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصى فقد لغا
باب استحباب تحول الناعس يوم الجمعة عن موضعه إلى
غيره والدليل على أن النعاس ليس باستحقاق نوم ولا موجب وضوءا
159

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا
أبو خالد وعبدة بن سليمان جميعا عن بن إسحاق ح وحدثنا هارون بن
إسحاق ثنا أبو خالد عن محمد بن إسحاق ح وثنا الحسن بن محمد
نا محمد بن عبيد نا محمد بن إسحاق ح وحدثنا محمد بن يحيى
ثنا يزيد بن هارون أخبرنا محمد وثنا محمد أيضا ثنا يعلي بن عبيد نا
محمد بن إسحاق عن نافع عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نعس أحدكم يوم الجمعة
في مجلسه فليتحول من مجلسه ذلك
هذا حديث الأشج وفي حديث يزيد بن هارون قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب الزجر عن إقامة الرجل أخاه يوم الجمعة من مجلسه
ليخلفه فيه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع ثنا عبد الرزاق
أخبرنا بن جريج قال سمعت نافعا يزعم أن بن عمر قال
قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقم أحدكم أخاه من مجلسه
ثم يخلفه فيه فقلت أنا له في يوم الجمعة قال في يوم الجمعة
وغيره قال وقال نافع كان بن عمر يقوم له الرجل من مجلسه فلا
يجلس فيه
باب ذكر قيام الرجل من مجلسه يوم الجمعة ثم يرجع وقد
خلفه فيه غيره والبيان أنه أحق بمجلسه ممن خلفه فيه
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم الدورقي
160

ثنا بن أبي حازم ح وحدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا عبد العزيز يعني
الدراوردي وثنا أبو بشر الواسطي ثنا خالد يعني بن عبد الله
كلهم عن سهيل وثنا يوسف بن موسى نا جرير ح وثنا بشر بن معاذ
ثنا يزيد بن زريع ثنا روح بن القاسم قالا ثنا سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام أحدكم من مجلسه
ثم يرجع فهو أحق به
زاد يوسف ثم قام رجل من مجلسه فجلست فيه فعاد فأقامني
أبو صالح
باب الأمر بالتوسع والتفسح إذا ضاق الموضع قال الله عزو
جل يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح
الله لكم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان عن عبيد الله عن نافع عن بن عمر قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم الرجل أخاه من مجلسه
ثم يخلفه ولكن توسعوا وتفسحوا
باب ذكر كراهة انفضاض الناس عن الإمام وقت خطبته للنظر
إلى لهو أو تجارة قال الله عز وجل لنبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم
وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما الآية
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا جرير
عن حصين بن عبد الرحمن عن سالم بن أبي الجعد عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائما فجاءت عير من
161

الشام فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا فأنزلت هذه
الآية التي في الجمعة وإذا رأوا تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك
قائما
أبواب الصلاة قبل الجمعة
باب الأمر بإعطاء المساجد حقها من الصلاة عند دخولها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج نا
أبو خالد قال بن إسحاق أخبرنا عن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن
عمرو بن سليم عن أبي قتادة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطوا المساجد حقها
قيل وما حقها قال ركعتين قبل أن تجلس
باب الأمر بالتطوع بركعتين عند دخول المسجد قبل الجلوس
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان ثنا بن عجلان وعثمان بن أبي سليمان عن عامر بن عبد الله بن
الزبير عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا دخل أحدكم المسجد
فليصل ركعتين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن هاشم ثنا
عبد الرحمن يعني بن مهدي عن مالك عن عامر بن عبد الله بن الزبير
بهذا الإسناد مثله
زاد قبل أن يجلس
162

باب الزجر عن الجلوس عند دخول المسجد قبل أن يصلي
ركعتين
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا يحيى ثنا بن
عجلان ح وحدثنا أبو عمار ثنا الفضل بن موسى عن عبد الله بن
سعيد وهو بن أبي هند وثنا بندار ثنا أبو عاصم عن ابن جريج
عن زياد بن سعد ح وثنا الصنعاني ثنا المعتمر قال سمعت عمارة بن
غزية يحدث عن يحيى بن سعيد ح وحدثنا علي بن الحسين الدرهمي
ثنا محمد بن أبي عدي عن محمد بن إسحاق كلهم عن عامر بن عبد الله
بن الزبير عن عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة بن ربعي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم المسجد فلا
يجلس حتى يصلي ركعتين هذا حديث بن عجلان
وفي حديث بن أبي عدي من دخل هذا المسجد وقال سمعت
عمرو بن سليم الزرقي وزاد قال محمد بن إسحاق وحدثني عبد الله
بن أبي بكر عن عامر بن عبد الله عن عمرو بن سليم عن أبي قتادة
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
باب الأمر بالرجوع إلى المسجد ليصلي الركعتين إذا دخله
فخرج منه قبل ان يصليهما
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا الربيع بن سليمان ثنا بن
وهب حدثني أسامة عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني قال
سمعت جابر بن عبد الله يقول
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال أدخلت
المسجد قلت نعم فقال أصليت فيه قلت لا قال
فاذهب فاركع ركعتين
163

باب الدليل على أن الأمر بركعتين عند دخول المسجد أمر ندب
وإرشاد وفضيلة والدليل على أن الزجر عن الجلوس قبل صلاة ركعتين
عند دخول المسجد نهي تأديب لا نهي تحريم بل حض على الخير
والفضيلة
قال أبو بكر خبر طلحة بن عبيد الله جاء أعرابي إلى النبي صلى الله
عليه وسلم فقال ماذا فرض الله علي من الصلاة قال الصلوات
الخمس إلا أن تطوع شيئا وما على هذا المثال من أخبار النبي صلى
الله عليه وسلم قد خرجته في كتاب الكبير في الجزء الأول
من كتاب الصلاة فأعلم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا فرض من
الصلاة إلا الخمس صلوات وأن ما سوى الخمس فتطوع لا فرض في
شئ من ذلك
باب الدليل على أن الجالس عند دخول المسجد قبل أن
يصلي الركعتين لا يجب إعادتهما إذ الركعتان عند دخول المسجد فضيلة
لا فريضة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن عبد الرحمن
المسروقي ثنا حسين يعني بن علي الجعفي عن زائدة ثنا عمرو بن
يحيى الأنصاري حدثني محمد بن يحيى بن حبان عن عمرو بن سليم
الأنصاري عن أبي قتادة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
دخلت المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهراني
الناس فجلست فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منعك أن
تركع ركعتين قبل أن تجلس قلت أي رسول الله رأيتك جالسا
والناس جلوس فقال النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل أحدكم
المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين
164

باب الأمر بتطوع ركعتين عند دخول المسجد وإن كان الإمام
يخطب خطبة الجمعة ضد قول من زعم أنه غير جائز أن يصلي انظر
المسجد والإمام يخطب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان قال حفظناه من بن عجلان عن عياض عن أبي سعيد قال
كان مروان يخطب فصلى أبو سعيد فجاءت إليه الأحراس
ليجلسوه فأبى حتى صلى فلما قضى الصلاة أتيناه فقلنا له كادوا
يفعلون بك ورجاله الله لك فقال لن أدعهما أبدا بعد أن سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا حاتم بن بكر بن غيلان
الضبي ثنا عيسى بن حكى أخبرنا شعبة عن محمد بن المنكدر عن
جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاء أحدكم المسجد
والإمام يخطب فليصل ركعتين قبل أن يجلس
باب سؤال الإمام في خطبة الجمعة انظر المسجد وقت الخطبة
أصلي ركعتين أم لا وأمر الإمام الداخل بأن يصلي ركعتين إن لم يكن صلاهما
قبل سؤال الإمام إياه والدليل على أن الخطبة ليست بصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان عن عمرو وأبي الزبير عن جابر قال عمرو دخل رجل المسجد
وقال أبو الزبير
دخل سليك الغطفاني المسجد يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه
وسلم يخطب فقال له صليت قال لا قال فصلي ركعتين
165

أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بهما المخزومي منفردين وقال فقم
فصل ركعتين
وقال مرة في عقب خبر أبي الزبير واسم الرجل سليك بن عمرو
الغطفاني
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة وبشر بن
معاذ وأحمد بن المقدام قالوا حدثنا حماد وهو بن زيد قال بشر
قال ثنا عمرو وقال الآخران عن عمرو بن دينار عن جابر وثنا يعقوب
بن إبراهيم الدورقي ثنا بن علية عن أيوب وحدثنا بشر بن معاذ ثنا
يزيد يعني بن زريع ثنا روح بن القاسم وحدثنا عبد الله بن إسحاق
الجوهري أخبرنا أبو عاصم عن بن جريج كلهم عن عمرو بن دينار
عن جابر بن عبد الله قال
دخل رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال
أصليت قال لا قال فقم فاركع وقال أحمد بن عبدة
وأحمد بن المقدام أصليت يا فلان
وفي حديث أبي عاصم فقال أركعت قال لا قال
فاركعهما
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن رافع نا
عبد الرزاق أخبرنا بن جريج أخبرني عمرو بن دينار أنه سمع جابر
بن عبد الله يقول
جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يوم الجمعة
يخطب فقال له أركعت ركعتين قال لا قال فقال اركع
باب أمر الإمام بخطبة الجمعة انظر المسجد بركعتين
يصليهما والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقطع خطبته
166

ليصلي الداخل الذي أمره أن يصلي ركعتين إلا أن يفرغ المصلي من الركعتين
كما زعم بعض من لم ينعم النظر في الأخبار قال أبو بكر في خبر بن
عجلان عن عياض عن أبي سعيد وأمره فصلى ركعتين ورسول الله
صلى الله عليه وسلم يخطب قد أمليت الخبر بتمامه قبل
باب أمر الإمام في خطبته الجالس قبل أن يصليهما بالقيام
ليصليهما أمر اختيار واستحباب والتجوز فيهما والدليل على ضد قول
من زعم أن هذا كان خاصا لسليك الغطفاني
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن خشرم أخبرنا عيسى
يعني بن يونس عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يخطب فجلس فقال له يا سليك قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما
ثم قال إذا جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليركع ركعتين
وليتجوز فيهما
قال أبو بكر فالنبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بعد فراغ سليك
من الركعتين من جاء إلى الجمعة والإمام يخطب بهذا الأمر كل مسلم
يدخل المسجد والإمام يخطب إلى قيام الساعة وكيف يجوز أن
يتأول عالم أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما خص بهذا الأمر سليكا
الغطفاني إذ دخل المسجد رث الهيئة وقت خطبته صلى الله عليه وسلم
والنبي صلى الله عليه وسلم يأمر بلفظ عام من يدخل المسجد والإمام
يخطب أن يصلي ركعتين بعد فراغ سليك من الركعتين وأبو سعيد
الخدري راوي الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم يحلف أن لا يتركهما
بعد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهما فمن ادعى أن هذا كان خاصا
لسليك أو للداخل وهو رث الهيئة وقت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم
167

فقد خالف أخبار النبي صلى الله عليه وسلم المنصوصة لأن قوله إذا
جاء أحدكم يوم الجمعة والإمام يخطب فليصلي ركعتين محال أن يريد به
داخلا واحدا دون غيره لأن هذه اللفظة إذا جاء أحدكم عند العرب
يستحيل أن أنكر على واحد دون الجمع وقد خرجت طرق هذه الأخبار
في كتاب الجمعة
باب إباحة ما أراد المصلي من الصلاة قبل الجمعة من غير حضر
أن يصلي ما شاء وأراد من عدد الركعات والدليل على أن كل ما صلى قبل
الجمعة فتطوع لا فرض منها قال أبو بكر في خبر أبي سعيد وأبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم وصلى ما كتب له وفي خبر سلمان
ما قدر له وفي خبر أبي أيوب فيركع إن بدا له
باب استحباب تطويل الصلاة قبل صلاة الجمعة
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع وزياد بن
أيوب ومؤمل بن هشام قالوا حدثنا إسماعيل قال زياد أخبرنا
أيوب وقال الآخران عن أيوب قال
قلت لنافع أكان بن عمر يصلي قبل الجمعة فقال قد كان يطيل
الصلاة قبلها ويصلي بعدها ركعتين في بيته ويحدث أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك
باب وقت اشتراط لصلاة الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا
أبو خالد عن أبي إسحاق عن الزهري عن السائب بن يزيد قال
ما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مؤذن
168

واحد إذا خرج إذن وإذا نزل أقام وأبو بكر وعمر كذلك فلما
كان عثمان وكثر الناس أمر بالنداء الثالث على دار في السوق يقال لها
الزوراء فإذا خرج أذن وإذا نزل أقام
باب الرخصة في الكلام للمأموم والإمام بعد الخطبة وقبل
افتتاح الصلاة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة نا وكيع
عن جرير بن حازم عن ثابت البناني عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينزل من المنبر يوم الجمعة
فيكلم الرجل ويكلمه ثم ينتهي إلى مصلاه فيصلي
باب وقت صلاة الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة عن وكيع
عن يعلي بن الحارث المحاربي عن إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه
قال
كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا زالت الشمس
ثم نرجع نتتبع الفيئ
باب استحباب التبكير بالجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا أبو
داود ثنا بن أبي ذئب عن مسلم بن جندب عن الزبير بن العوام
قال
كنا نصلي الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتدر الفيئ
فما يكون إلا قدر قدم أو قدمين
169

قال أبو بكر مسلم هذا لا أدري اسمع من الزبير أم لا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الله بن سعيد الأشج
ثنا أبو خالد عن حميد عن أنس قال
كنا نبكر يعني بالجمعة ثم نقيل
باب التبريد بصلاة الجمعة في شدة الحر والتبكير بها والدليل
على أن اسم التبكير يقع على التعجيل بالظهر والجمعة بعد زوال
الشمس لأن التبكير لا يقع إلا على أول النهار قبل زوال الشمس
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا إسحاق بن منصور ثنا حرمي
بن عمارة بن أبي حفصة حدثني أبو خلدة قال
سمعت أنس بن مالك وناداه يزيد الضبي يوم الجمعة في زمن
الحجاج فقال يا أبا حمزة قد شهدت الصلاة مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم وشهدت الصلاة معنا فكيف كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصلي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتد البرد
بكر بالصلاة وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة
باب ذكر عدد صلاة الجمعة
قال أبو بكر خبر عمر بن الخطاب صلاة الجمعة ركعتان قد أمليته
قبل في كتاب العيدين
باب القراءة في صلاة الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا يحيى بن
سعيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن عبيد الله بن أبي رافع غالبا
علي قال
170

كان مروان يستخلف أبا هريرة على المدينة فصلى بهم يوم الجمعة
فقرأ ب الجمعة وإذا جاءك المنافقون فقلت أبا هريرة لقد قرأت
بنا قراءة قرأها بنا علي بكار فقال أبو هريرة سمعت حبي أبا
القاسم صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم نا عبد الوهاب
الثقفي عن جعفر
في الثانية إذا جاءك المنافقون
باب إباحة قراءة غير سورة المنافقين في الركعة الثانية من
صلاة الجمعة وإن قرأ في الأولى بسورة الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء وسعيد
بن عبد الرحمن المخزومي قالا ثنا سفيان عن ضمرة بن سعيد عن
عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال
كتب الضحاك بن قيس إلى النعمان بن بشير يسأله ما كان النبي
صلى الله عليه وسلم يقرأ في يوم الجمعة مع سورة الجمعة فكتب إليه
أنه كان يقرأ ب هل اتاك حديث الغاشية
وقال المخزومي في حديثه يسأله ما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقرأ في صلاة الجمعة فكتب إليه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يقرأ سورة الجمعة وهل أتاك حديث الغاشية
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن يوسف ثنا إسماعيل
بن أبي أويس حدثني أبي عن ضمرة بن سعيد عن عبيد الله بن
عبد الله عن الضحاك بن قيس الفهري عن النعمان بن بشير الأنصاري
قال
171

سألناه ما كان يقرأ به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة مع
السورة التي يذكر فيها الجمعة قال كان يقرأ معها هل أتاك حديث
الغاشية
باب إباحة القراءة في صلاة الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى
وهل أتاك حديث الغاشية وهذا الاختلاف في القراءة من اختلاف
المباح
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن بشار ثنا عبد
الرحمن نا شعبة وثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا عثمان بن عمر أخبرنا
شعبة ح وثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا سعيد يعني بن
عامر ثنا شعبة عن معبد بن خالد عن زيد بن عقبة عن سمرة بن
جندب قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الجمعة ب سبح اسم ربك
الأعلى وهل أتاك حديث الغاشية
قال أبو بكر قد أمليت اجتماع العيد والجمعة في اليوم الواحد
والقراءة فيهما في كتاب العيدين
باب المدرك ركعة من صلاة الجمعة مع الامام والدليل على
أن المدرك منها ركعة يكون مدركا للجمعة يجب عليه أن يضيف إليها
أخرى لا كما قال بعض من زعم أن من فاتته الخطبة فعليه أن يصلي
ظهرا أربعا مع الدليل أن من لم يدرك منها ركعة فعليه أن يصلي ظهرا
أربعا نقض ما قال بعض العراقيين أن من أدرك المنكدر يوم الجمعة أجزأته
ركعتان
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان قال حفظته من الزهري ح وحدثنا عبد الله بن محمد
الزهري وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا حدثنا سفيان
172

قال سمعت الزهري عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
قال عبد الجبار يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم وقال الآخران
عن النبي صلى الله عليه وسلم من أدرك من صلاة ركعة فقد
أدركها قال المخزومي من الصلاة ركعة فقد أدرك
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي ثنا
الوليد يعني بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري عن أبي سلمة
عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك من الصلاة
ركعة فقد أدرك الصلاة قال الزهري فنرى أن صلاة الجمعة من
ذلك فإذا أدرك منها ركعة فليصل إليها أخرى
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا بخبر الوليد بن مسلم محمد
بن عبد الله بن ميمون بالإسكندرية ثنا الوليد عن الأوزاعي حدثني
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك من صلاة
الجمعة ركعة فقد أدرك الصلاة
قال أبو بكر هذا خبر روي على المعنى لم يؤد على لفظ الخبر
ولفظ الخبر من أدرك من الصلاة ركعة فالجمعة من الصلاة أيضا
كما قاله الزهري فإذا روي الخبر على المعنى لا على اللفظ جاز أن
يقال من أدرك من الجمعة ركعة إذ الجمعة من الصلاة فإذا قال النبي
173

صلى الله عليه وسلم من أدرك من الصلاة ركعة فقد أدرك الصلاة كانت
الصلوات كلها داخلة في هذا الخبر الجمعة وغيرها من الصلوات
وقد روى هذا الخبر أيضا بمثل هذا اللفظ أسامة بن زيد المؤذن عن بن
شهاب
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثناه أحمد بن عبد الله بن عبد
الرحيم البرقي ثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب عن أسامة
بن زيد المؤذن عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أدرك من الجمعة
ركعة فليصل إليها أخرى قال أسامة وسمعت من
أهل المجلس القاسم بن محمد وسالما يقولان بلغنا ذلك
باب الدليل على تجويز صلاة الجمعة بأقل من أربعين رجلا
ضد قول من زعم أن الجمعة لا تجزئ بأقل من أربعين رجلا خبرا بالغا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن منيع ثنا هشيم
أخبرنا حصين عن أبي سفيان وسالم بن أبي الجعد عن جابر قال
بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة قائما إذا قدمت
عير المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق
منهم إلا اثنا عشر رجلا منهم أبو بكر وعمر ونزلت الآية وإذا رأوا
تجارة أو لهوا انفضوا إليها وتركوك قائما
باب التغليظ في التخلف عن شهود الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا أبو خيثمة علي بن عمرو بن
174

خالد الحراني ثنا أبي ثنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص
سمعه منه عن عبد الله
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقوم يتخلفون عن الجمعة لقد
هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أحرق على رجال يتخلفون عن
الجمعة بيوتهم
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يحيى بن حكيم ومحمد بن
معمر قالا حدثنا أبو داود ثنا زهير عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن عبد الله
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت بمثله
غير أن يحيى بن حكيم قال تخلفوا
باب ذكر الختم على قلوب التاركين للجمعات وكونهم من
الغافلين بالتخلف عن الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى بن سهل الرملي ثنا
الربيع بن نافع عن أبي توبة ثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن
سلام أنه سمع أبا سلام الحبشي يقول حدثني الحكم بن ميناء عن أبي
هريرة وأبي سعيد الخدري قالا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينتهين أقوام على تركهم
الجمعات أو ليختمن على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين
باب ذكر الدليل على أن الوعيد لتارك الجمعة هو لتاركها
من غير عذر
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يونس بن عبد الأعلى الصدفي
أخبرنا بن وهب أخبرني بن أبي ذئب ح وحدثنا محمد بن رافع وابن
175

عبد الحكم قال بن رافع ثنا بن أبي فديك أخبرنا بن أبي ذئب
وقال بن عبد الحكم أخبرنا بن أبي فديك قال حدثنا بن أبي ذئب
عن أسيد بن أبي أسيد البراد عن عبد الله بن أبي قتادة عن جابر بن
عبد الله
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك الجمعة ثلاثا من غير
ضرورة طبع الله على قلبه
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا سلم بن جنادة ثنا
بن إدريس قال سمعت محمد بن عمرو ح وحدثنا سلم بن جنادة
أيضا قال ثنا وكيع عن سفيان عن محمد بن عمرو بن علقمة المؤذن
عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي الجعد الضمري قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ترك الجمعة ثلاثا من غير
عذر قال في خبر بن إدريس طبع على قلبه وفي خبر وكيع فهو
منافق
باب ذكر الدليل على أن الطبع على القلب بترك الجمعات
الثلاث إنما يكون إذا تركها تهاونا بها
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني
ثنا المعتمر قال سمعت محمدا وحدثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل
ثنا محمد ح وحدثنا بندار ثنا عبد الوهاب يعني الثقفي ح وثنا
يعقوب بن إبراهيم ثنا يحيى بن سعيد ويزيد بن هارون جميعا عن
محمد بن عمرو عن عبيدة بن سفيان الحضرمي عن أبي الجعد الضمري
وكانت له صحبة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ترك الجمعة ثلاثا
مرات تهاونا بها طبع الله على قلبه
لم يقل علي بن حجر وكانت له صحبة
176

باب التغليظ في الغيبة عن المدن لمنافع الدنيا إذا آلت الغيبة
إلى ترك شهود الجمعات
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا محمد بن بشار ثنا
معدي بن سليمان ثنا بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال
ألا هل عسى أحدكم أن يتخذ الصبة من الغنم على رأس ميل أو ميلين
فتعذر عليه الكلأ على رأس ميل أو ميلين فيرتفع حتى تجيئ الجمعة
فلا يشهدها وتجيئ الجمعة فلا يشهدها وتجيئ الجمعة فلا يشهدها
حتى يطبع على قلبه
باب ذكر شهود من كان خارج المدن الجمعة مع الامام إذا جمع
في المدن إن صح الخبر فان في القلب من سوء حفظ عبد الله بن عمر
العمري رحمه الله
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا عيسى بن إبراهيم الغافقي ثنا
بن وهب عن عبد الله بن عمر عن نافع عن بن عمر
ان أهل قباء كانوا يجمعون الجمعة مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال عبد الله بن عمر وكانت الأنصار يشهدون الجمعة مع عمر بن
الخطاب ثم ينصرفون فيقيلون عنده من الحر ولتهجير أبي الصلاة وكان
الناس يفعلون ذلك
باب الأمر بصدقة دينار إن وجده أو بنصف دينار إن أعوزه
دينار لترك جمعة من غير عذر إن صح الخبر فإني لا أقف على سماع
قتادة عن قدامة بن وبرة ولست أعرف قدامة بعدالة ولا جرح
177

أنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بندار ثنا أبو داود ويزيد بن
هارون قالا جميعا وحدثنا أبو موسى ثنا يزيد بن هارون أنا همام
ح وحدثنا أبو موسى نا أبو داود نا همام ح وحدثنا أحمد بن
منيع ثنا أبو عبيدة يعني الحداد وحدثنا همام وثنا سلم بن
جنادة ثنا وكيع عن همام بن يحيى عن قتادة عن قدامة بن وبرة
العجيلي عن سمرة بن جندب
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من ترك الجمعة من غير عذر فليتصدق بدينار فإن لم يجد فنصف دينار
لم يقل بن منيع العجيلي وفي خبر وكيع من فاتته الجمعة
فليتصدق بدينار أو بنصف دينار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى ثنا أبو داود ثنا همام
بهذا الإسناد نحوه ولم يقل العجيلي
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا موسى ثنا أبو داود ثنا همام
أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة بمثله
باب الرخصة في التخلف عن الجمعة في الأمطار إذا كان المطر
وابلا كبيرا
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا بشر بن معاذ العقدي ثنا
ناصح بن العلاء حدثني بن أبي عمار مولى بني هاشم قال
مررت بعبد الرحمن بن سمرة يوم الجمعة وهو على نهر أم عبد
178

الله وهو يسيل الماء على غلمانه ومواليه فقلت له يا أبا سعيد الجمعة
فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان المطر وابلا فصلوا
في رحالكم
باب الرخصة في التخلف عن الجمعة في المطر وإن لم يكن المطر
مؤذيا وهذا من الجنس الذي أعلمت في غير موضع من كتابنا في كتاب
معاني القرآن وفي الكتب المصنفة من المسند أن الله جل وعلا ورسوله
المصطفى قد يبيحان الشئ لعلة من غير حظر ذلك الشئ وإن كانت تلك
العلة معدومة من ذلك قوله جل وعلا في المطلقة ثلاثا إذا نكحت زوجا غير
الأول فان طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا فأباح الله جل وعلا المطلقة
ثلاثا بعد طلاق الثاني وهي قد تحل له بموت الثاني وإن لم
يطلقها وقد تحل له إذا انفسخ النكاح بينهما إما بلعان بينها وبين الزوج
الثاني أو بارتداد أحدهما ثم تنقضي عدتها قبل أن يرجع المرتد منهما
إلى الإسلام وغير ذلك مما ينفسخ النكاح بين الزوجين ومن هذا الجنس
قوله تبارك وتعالى فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة الآية
والقصر أيضا مباح وإن لم يخافوا من فتنة الكفار
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر ثنا نصر بن علي ثنا سفيان
بن حبيب عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المليح عن أبيه محمد
أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية وأصابهم مطر
في يوم جمعة لم يبتل أسفل نعالهم فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن
يصلوا في رحالهم
قال أبو بكر لم يقل أحد يوم الجمعة غير سفيان بن حبيب
179

باب أمر الإمام المؤذن في أذان الجمعة بالنداء ان الصلاة في
البيوت ليعلم السامع أن التخلف عن الجمعة في المطر طلق مباح
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا
عباد يعني بن عباد ثنا يوسف بن موسى ثنا جرير جميعا عن
عاصم عن عبد الله بن الحارث
أن بن عباس أمر المؤذن أن يؤذن يوم الجمعة وذلك يوم مطير
فقال الله أكبر الله أكبر أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا
رسول الله ثم قال له ناد الناس فليصلوا في بيوتهم فقال له الناس ما
هذا الذي صنعت قال قد فعل هذا من هو خير مني أفتأمروني أن
أخرج الناس أو أن يأتوا يدوسون الطين إلى ركبهم
هذا حديث أحمد بن عبدة
وقال يوسف عن عبد الله بن الحارث رجل من أهل البصرة نسيب
لابن سيرين وقال أن أخرج الناس ونكلفهم (أن يحملوا الخبث من
طرقهم إلى مسجدكم
باب أمر الإمام المؤذن بحذف حي على الصلاة والأمر
بالصلاة في البيوت بدله أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا مؤمل بن هشام ثنا إسماعيل
عن عبد الحميد صاحب الزيادي عن عبد الله بن الحارث
أن بن عباس قال لمؤذنه في يوم مطير إذا قلت أشهد أن محمدا
رسول الله فلا تقل حي على الصلاة قل صلوا في بيوتكم فكأن
الناس استنكروا ذلك فقال أتعجبون من ذا فقد فعله من هو خير
180

مني إن الجمعة عزمة وإني كرهت أن أخرجكم جازينا في الطين
والدحض
باب الدليل على أن الأمر بالنداء يوم الجمعة بالصلاة في
الرحال الذي خبر بن عباس أنه فعله من هو خير مني النبي صلى الله عليه
وسلم إن كان عباد بن منصور حفظ هذا الخبر الذي أذكره
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم
أخبرنا عباد وهو بن منصور عن عطاء عن بن عباس
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في يوم مطير يوم الجمعة
أن صلوا في رحالكم
باب الأمر بالفصل بين صلاة الجمعة وبين صلاة التطوع بعدها
بكلام أو خروج
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي ثنا
الوليد يعني بن مسلم أخبرني بن جريج عن عمر بن عطاء قال
أرسلني نافع بن جبير إلى السائب بن يزيد أسأله فسألته فقال
نعم صليت الجمعة في المقصورة مع معاوية فلما سلمت قمت أصلي
فأرسل إلي فأتيته فقال لي إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة
إلا أن تخرج أو تتكلم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بذلك
باب الاكتفاء من الخروج للفصل بين الجمعة والتطوع بعدها
بالتقدم أمام المصلي الذي صلى فيه الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يوسف بن موسى ثنا أبو
عاصم عن بن جريج أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار
181

أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد يسأله عن شئ رآه
منه معاوية قال صليت معه في المقصورة فقمت لأصلي مكاني فقال
لي لا تصلها بصلاة حتى تمضي أمام ذلك أو تتكلم فإن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمر بذلك
باب استحباب تطوع الإمام بعد الجمعة في منزله
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى حدثنا عبد
الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن أبيه وأيوب عن
نافع عن بن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى الجمعة دخل بيته
فصلى ركعتين
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن سهل الرملي ثنا
الوليد قال مالك أخبرني عن نافع عن بن عمر
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي بعد الجمعة وبعد
المغرب ركعتين في بيته
ثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي
قال حدثنا سفيان ح وثنا علي بن خشرم أنا بن عيينة عن عمرو
بن دينار عن الزهري عن سالم عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بعد الجمعة ركعتين
باب إباحة صلاة التطوع بعد الجمعة للامام في المسجد قبل
خروجه منه إن صح الخبر فإني لا أقف على سماع موسى بن الحارث
في جابر بن عبد الله
182

أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا علي بن حجر ثنا عاصم بن
سويد بن عامر عن محمد بن موسى بن الحارث التيمي عن أبيه عن
جابر بن عبد الله قال
أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بنى عمرو بن عوف يوم الأربعاء
فرأى أشياء لم يكن رآها قبل ذلك من حضنه على النخيل فقال
لو أنكم إذا جئتم عيدكم هذا آمنك حتى تسمعوا من قولي قالوا
نعم بآبائنا أنت يا رسول الله وأمهاتنا قال فلما حضروا يوم الجمعة
صلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة ثم صلى ركعتين
بعد الجمعة في المسجد ولم ير يصلي بعد الجمعة يوم الجمعة ركعتين
في المسجد كان ينصرف إلى بيته قبل ذلك اليوم فذكر الحديث
باب أمر المأموم بأن يتطوع بعد الجمعة بأربع ركعات بلفظ
مختصر غير متقصى
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة أخبرنا عبد
العزيز يعني بن محمد الدراوردي وثنا عبد الجبار بن العلاء ثنا
سفيان كلاهما عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صلوا بعد الجمعة أربع
ركعات وقال عبد الجبار إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن
يصلوا بعد الجمعة أربعا
باب ذكر الخبر المتقصى للفظة المختصرة التي ذكرتها
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر المرء بأن يتطوع بأربع
183

ركعات إذا أراد أن يصلي بعدها مع الدليل على أن ما صلى بعدها
فتطوع غير فريضة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أبو عمار والحسين بن حريث
وسعيد بن عبد الرحمن المخزومي قالا ثنا سفيان ح وثنا يوسف بن
موسى ثنا جرير ح وثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن سفيان جميعا
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل بعدها أربعا
باب الرجوع إلى المنازل بعد قضاء الجمعة للغداء والقيلولة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة والحسن بن
قزعة قالا ثنا الفضيل بن سليمان ثنا أبو حازم عن سهيل بن سعد
الساعدي قال
كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنتغدى
ونقيل
أخبرنا أبو طاهر نا أبو بكر نا يعقوب بن إبراهيم
الدورقي ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه عن سهل بن
سعد قال
ما كنا نتغدى ولا نقيل إلا بعد الجمعة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا أحمد بن عبدة ثنا المعتمر بن
سليمان ثنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال
كنا نجمع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنقيل
184

باب استحباب الانتشار بعد صلاة الجمعة والابتغاء من
فضل الله قال الله عز وجل فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا
من فضل الله إلا أن في القلب من هذا الخبر فإني لا أعرف سعيد بن عنبسة
القطان هذا ابن عبد الله بن بشر الذي روى عنه سعيد هذا بعدالة ولا
جرح غير أن الله عز وجل قد أمر في نص تنزيله بعد قضاء صلاة الجمعة
بالانتشار في الأرض والابتغاء من فضل الله وهذا من أمر الإباحة
أنا أبو طاهر نا أبو بكر نا محمد بن يحيى بن فياض
بصري ثنا سعيد بن عنبسة وهو القطان ثنا عبد الله بن بسر قال
رأيت عبد الله بن بسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
صلى الجمعة خرج من المسجد قدرا طويلا ثم رجع إلى المسجد فيصلي
ما شاء الله أن يصلي فقلت له يرحمك الله لأي شئ تصنع هذا قال
لأني رأيت سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم هكذا يصنع يعني النبي
صلى الله عليه وسلم وتلا هذه الآية فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في
الأرض وابتغوا من فضل الله إلى آخر الآية
185

كتاب الصيام
المختصر من المختصر من المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم على
الشرط الذي ذكرناه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه صلى الله عليه
وسلم من غير قطع في الإسناد ولا جرح في ناقلي الأخبار إلا ما نذكر أن
في القلب من بعض الأخبار شئ إما لشك في سماع راو من فوقه خبرا
أو راو لا نعرفه بعدالة ولا جرح فنبين أن في القلب من ذلك الخبر فانا
لا نستحل التمويه على طلبة العلم بذكر خبر غير صحيح لا نبين علته
فيغتر به بعض من يسمعه فالله الموفق للصواب
باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإيمان
قال أبو بكر قد أمليت خبر حماد بن زيد وعباد بن عباد المهلبي
وشعبة بن الحجاج جميعا عن أبي جمرة عن بن عباس في كتاب الإيمان
أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة
نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا محمد بن بشار نا أبو عامر
ثنا قرة عن أبي حمزة الضبعي قال
قلت لابن عباس إن لي جرة انتبذ لي فيها فأشرب منه فإذا أطلت
الجلوس مع القوم خشيت أن أفتضح من حلاوته فقال قدم وفد
عبد القيس على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بالوفد
غير خزايا ولا ندامى قالوا يا رسول الله إن بيننا وبينك المشركين
من مضر وإنا لا نصل إليك إلا في اشهر الحرم فحدثنا وأشار من الأمر
186

إذا أخذنا به دخلنا به الجنة وندعو إليه من وراءنا وقال آمركم
بأربع وأنهاكم عن أربع الإيمان بالله وهل تدرون ما الإيمان بالله
قالوا الله ورسوله أعلم قال شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة
وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وتعطوا الخمس من المغانم وأنهاكم عن
النبيذ في الدباء والنقير والحنتم والمزفت
باب ذكر البيان أن صوم شهر رمضان من الإسلام إذ الإيمان
والإسلام اسمان لمسمى واحد قال أبو بكر خبر جبريل في مسألته
النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قد أمليته في كتاب الإيمان
حدثنا سلم بن جنادة ثنا وكيع عن حنظلة الجمحي عن
عكرمة بن خالد المخزومي عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بني الإسلام على خمس
شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم
شهر رمضان
حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا بشر بن المفضل ثنا
عاصم يعني بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر
بن الخطاب قال
سمعت أبي يحدث عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
جماع أبواب فضائل شهر رمضان وصيامه
باب ذكر فتح أبواب الجنان نسأل الله دخولها وإغلاق
أبواب النار باعدنا الله منها وتصفيد الشياطين بالله نتعوذ من
شرهم في شهر رمضان بذكر لفظ عام مراده خاص في مرؤ الشياطين
187

حدثني علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل يعني بن
جعفر نا أبو سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا جاء شهر رمضان
فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين
قال أبو بكر أبو سهيل عم مالك بن أنس
باب ذكر البيان أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله
وصفدت الشياطين مردة الجن منهم لا جميع الشياطين إذا اسم
الشياطين قد يقع على بعضهم وذكر دعاء الملك في رمضان إلى الخيرات
والتقصير عن السيئات مع الدليل على أن أبواب الجنان إذا فتحت لم
يغلق منها باب ولا يفتح باب من أبواب النيران إذا أغلقت في شهر رمضان
ثنا محمد بن علاء بن كريب ثنا أبو بكر بن عياش عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان أول ليلة من رمضان
صفدت الشياطين مردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها
باب وفتحت أبواب الجنان فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي
الخير أقبل ويا باغي الشر اقصر ولله عتقاء من النار
باب في فضل شهر رمضان وأنه خير الشهور للمسلمين وذكر
إعداد المؤمن القوة من النفقة للعبادة قبل دخوله
ثنا محمد بن بشار ويحيى بن حكيم قالا حدثنا أبو عامر
ثنا كثير بن زيد حدثني عمرو بن تميم حدثني أبي انه سمع أبا
هريرة يقول
188

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلكم شهركم هذا
بمحلوف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما مر بالمسلمين شهر خير لهم
منه ولا مر بالمنافقين شهر شر لهم منه بمحلوف رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليكتب أجره ونوافله قبل أن يدخله ويكتب إصراره وشقاءه
قبل أن يدخله وذلك أن المؤمن يعد فيه القوة من النفقة للعبادة ويعد
فيه المنافق اتباع غفلات المؤمنين واتباع عوراتهم فغنم يغنمه المؤمن
هذا حديث يحيى وقال بندار فهو غنم للمؤمنين يغتنمه الفاجر
عمرو بن تميم هذا يقال له مولى بني رمانة مدني
باب ذكر تفضل الله عز وجل على عباده المؤمنين في أول ليلة
من شهر رمضان بمغفرته إياهم كرما وجودا إن صح الخبر فإني لا أعرف
خلفا أبا الربيع هذا بعدالة ولا جرح ولا عمرو بن حمزة القيسي الذي
هو دونه
ثنا محمد بن رافع ثنا زيد بن حباب حدثني عمرو بن
حمزة القيسي ثنا خلف أبو الربيع إمام مسجد بن أبي عروبة ثنا
أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبلكم وتستقبلون
ثلاث مرات فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله وحي نزل قال
لا قال عدو حضر قال لا قال فماذا قال إن الله
عز وجل يغفر في أول ليلة من شهر رمضان لكل أهل هذه القبلة وأشار
بيده إليها فجعل رجل يهز رأسه ويقول بخ بخ فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم يا فلان ضاق به صدرك قال
189

لا ولكن ذكرت المنافق فقال إن المنافقين هم الكافرون وليس لكافر
من ذلك شئ
باب ذكر تزيين الجنة لشهر رمضان وذكر بعض ما أعد الله
للصائمين في الجنة غير ممكن لآدمي صفته إذ فيها ما لا عين رأت ولا اذن
سمعت ولا خطر على قلب بشر إن صح الخبر فإن في القلب من
جرير بن أيوب الأسماء
حدثنا أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني ثنا سهل بن
حماد أبو عتاب أخبرنا سعيد بن أبي يزيد ثنا محمد بن يوسف
قالا ثنا جرير بن أيوب الأسماء عن الشعبي عن نافع بن بردة عن
أبي مسعود قال أبو الخطاب الغفاري قال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم ح وقال سعيد بن أبي يزيد عن أبي مسعود عن النبي صلى
الله عليه وسلم وهذا حديث أبي الخطاب قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذات يوم وقد أهل
رمضان فقال لو يعلم العباد ما رمضان لتمنت أمتي أن يكون السنة
كلها فقال رجل من خزاعة يا نبي الله حدثنا فقال إن الجنة لتزين
لرمضان من رأس الحول إلى الحول فإذا كان أول يوم من رمضان هبت
ريح من تحت العرش فصفقت ورق الجنة فتنظر الحور العين إلى ذلك
فيقلن يا رب اجعل لنا من عبادك في هذا الشهر أزواجا تقر أعيننا بهم
وتقر أعينهم بنا قال فما من عبد يصوم يوما من رمضان إلا زوج
زوجة من الحور العين في خيمة من درة مما نعت الله حور مقصورات في
الخيام على كل امرأة سبعون حلة ليس منها حلة على لون الأخرى
190

تعطى سبعون لونا من الطيب ليس منه لون على ريح الآخر لكل امرأة
منهن سبعون ألف وصيفة لحاجتها وسبعون ألف وصيف مع كل
وصيف صحفة من ذهب فيها لون طعام تجد لآخر لقمة منه لذة لا تجد
لأوله لكل امرأة منهن سبعون سريرا من ياقوتة حمراء على كل سرير
سبعون فراشا بطائنها من إستبرق فوق كل فراش سبعون أريكة
ويعطى زوجها مثل ذلك على سرير من ياقوت أحمر موشح بالدر
عليه سواران من ذهب هذا بكل يوم صامه من رمضان سوى ما
عمل من الحسنات وربما خالف الفريابي سهل بن حماد في الحرف
والشئ في متن الحديث
ثنا محمد بن رافع ثنا سلم بن جنادة عن قتيبة نا جرير بن
أيوب عن عامر الشعبي عن رافع بن بردة الهمداني عن رجل من
غفار قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحوه إلى قوله حور
مقصورات في الخيام
باب فضائل شهر رمضان إن صح الخبر
ثنا علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام
بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن
سلمان قال
خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر يوم من شعبان
فقال أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك شهر فيه ليلة
خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا من تقرب
191

فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى
فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه وهو شهر الصبر
والصبر ثوابه الجنة وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمن
من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له
مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شئ قالوا ليس كلنا نجد
ما يفطر الصائم فقال يعطي الله هذا النصارى من فطر صائما على تمرة
أو شربة ماء أو مذقة لبن وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة
وآخره عتق من النار من خفف عن مملوكه ورجاله الله له وأعتقه من النار
واستكثروا فيه من أربع خصال خصلتين ترضون بهما ربكم
وخصلتين لا غنى بكم عنهما فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم
فشهادة أن لا إله إلا الله وتستغفرونه وأما اللتان لاغنى بكم عنها
فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار ومن أشبع فيه صائما
سقاه الله من حوضي شربة لا يظمأ حتى يدخل الجنة
باب استحباب الاجتهاد في العبادة في رمضان لعل
برأفته ورحمته يغفر للمجتهد قبل أن ينقضي الشهر ولا يرغم بأنف
العبد بمضي رمضان قبل الغفران
حدثنا الربيع بن سليمان أنا بن وهب أخبرني سليمان
وهو بن بلال عن كثير بن زيد عن الوليد بن رباح عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رقي المنبر فقال آمين
آمين آمين فقيل له يا رسول الله ما كنت تصنع هذا فقال
قال لي جبريل أرغم الله أنف عبد أو بعد دخل رمضان فلم يغفر له
فقلت آمين ثم قال رغم أنف عبد أو بعد أدرك والديه أو أحدهما
192

لم يدخله الجنة فقلت آمين ثم قال رغم أنف عبد أو بعد ذكرت
عنده فلم يصل عليك فقلت آمين
باب استحباب الجود بالخير والعطايا في شهر رمضان إلى
انسلاخه استنانا بالنبي صلى الله عليه وسلم
ثنا عبد الله بن عمران العابدي نا إبراهيم بن سعد عن بن
شهاب عن عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير وكان
أجود ما يكون في شهر رمضان حتى ينسلخ يأتيه جبريل فيعرض عليه
القرآن فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود
بالخير من الريح المرسلة
باب الاجتنان بالصوم من النار إذ الله عز وجل جعل الصوم
جنة من النار نعوذ بالله من النار
حدثنا محمد بن بشار نا روح بن عبادة ثنا بن جريج
أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الصوم جنة
حدثنا محمد بن بشار نا بن أبي عدي قال أنبأنا محمد
بن إسحاق حدثني سعيد وهو بن أبي هند عن مطرف قال
دخلت على عثمان بن أبي العاص فدعا بلبن ليسقيه فقلت إني صائم
فقال
إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصيام جنة
من النار كجنة أحدكم من القتال قال وصيام حسن صيام ثلاثة
أيام من كل شهر
193

باب الدليل على أن الصوم إنما يكون جنة باجتناب ما نهي
الصائم عنه وإن كان ما نهي عنه مما لا يفطره ولكن ينقص صومه عن
دابة والتمام
حدثنا يحيى بن نصر بن سابق الخولاني نا بن وهب
أخبرني جرير بن حازم عن سيف بن أبي سيف عن الوليد بن عبد
الرحمن عن عياض بن غطيف عن أبي عبيدة بن الجراح قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الصوم جنة
ما لم يخرقه
باب فضل الصيام وانه لا عدل له من الأعمال
حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الصمد بن عبد الوارث نا
شعبة عن محمد بن أبي يعقوب قال سمعت أبا نصر الهلالي عن
رجاء بن حياة عن أبي أمامة قال
قلت يا رسول الله دلني على عمل قال عليك بالصوم فإنه
لا عدل له
قال أبو بكر محمد بن أبي يعقوب هذا هو الذي قال عنه
شعبة هو سيد بني تميم
باب ذكر مغفرة الذنوب السالفة بصوم رمضان إيمانا واحتسابا
194

حدثنا عمرو بن علي نا سفيان بن عيينة عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام رمضان إيمانا واحتسابا
ورجاله له ما تقدم من ذنبه
ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم من ذنبه
باب ذكر تمثيل الصائم في طيب ريحه بطيب ريح المسك إذ
هو أطيب الطيب
ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا أبو داود سليمان بن
داود ثنا أبان يعني بن يزيد العطار عن يحيى بن أبي كثير عن
زيد بن أبي سلام عن أبي سلام عن الحارث الأشعري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أوحى إلى يحيى
بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا
بهن فكأنه أبطأ بهن فأتاه عيسى فقال إن الله أمرك بخمس كلمات
أن تعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تخبرهم وإما
أن أخبرهم فقال يا أخي لا تفعل فإني أخاف أن تسبقني بهن ان
يخسف بي أو أعذب
قال فجمع بني إسرائيل ببيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا
على الشرفات ثم خطبهم فقال إن الله أوحى إلي بخمس كلمات أن
195

أعمل بهن وآمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن أولهن أن لا تشركوا بالله
شيئا فان مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله
بذهب أو ورق ثم أسكنه دارا فقال اعمل وارفع إلي فجعل يعمل
ويرفع إلى غير سيده فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك فان الله
خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا وإذا قمتم إلى الصلاة فلا تلتفتوا
فان الله يقبل بوجهه إلى وجه عبده ما لم يلتفت وآمركم بالصيام ومثل
ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة مسك كلهم يحب ان يجد ريحها
وان الصيام أطيب عند الله من ريح المسك وآمركم بالصدقة ومثل
ذلك كمثل رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه وقربوه ليضربوا
عنقه فجعل يقول هل لكم أن أفدي نفسي منكم وجعل يعطي القليل
والكثير حتى فدى نفسه وآمركم بذكر الله كثيرا ومثل ذكر الله كمثل
رجل طلبه العدو سراعا في أثره حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه
وكذلك العبد لا ينجو من الشيطان إلا بذكر الله قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن الجماعة والسمع
والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله ومن فارق الجماعة قيد شبر فقد
خلع ربقة الإيمان والإسلام من رأسه إلا أن يراجع ومن ادعى دعوى
الجاهلية فهو من جثى جهنم قيل يا رسول الله وإن صام وصلى قال
وإن صام وصلى تداعوا بدعوى الله الذي سماكم بها المؤمنين المسلمين
عباد الله
باب ذكر طيب خلفه الصائم عند الله يوم القيامة
ثنا محمد بن الحسن بن تسنيم نا محمد يعني بن بكر
البرساني أخبرنا بن جريج قال أخبرني عطاء عن أبي صالح
الزيات أنه سمع أبا هريرة يقول
196

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني قال الله كل عمل بن آدم
له إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي به الصيام عنه جنة والذي نفس
محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك
للصائم فرحتان إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه
باب ذكر إعطاء الصائم أجره بغير حساب إذ
الصيام من الصبر قال الله عز وجل إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب
حدثنا أحمد بن عبدة أنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي
عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل عمل بن آدم له الحسنة
بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف قال الله إلا الصيام فهو لي وأنا أجزي
به يدع الطعام من أجلي ويدع الشراب من أجلي ويدع لذته من
أجلي ويدع زوجته من أجلي ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من
ريح المسك وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة عند لقاء
ربه
باب ذكر البيان أن الصيام من الصبر على ما تأولت خبر النبي
صلى الله عليه وسلم
حدثنا بشر بن هلال ثنا عمر بن علي قال سمعت معن
بن محمد يحدث عن سعيد المقبري قال كنت أنا وحنظلة بن علي
بالبقيع مع أبي هريرة فحدثنا أبو هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الطاعم الشاكر مثل
197

الصائم الصابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله كل
عمل بني آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع الطعام والشراب
وشهوته من أجلي
ناه إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عمر بن علي
عن معن بن محمد قال سمعت حنظلة بن علي قال سمعت أبا هريرة
بهذا البقيع يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
قال أبو بكر الاسنادان صحيحان عن سعيد المقبري وعن حنظلة
بن علي جميعا عن أبي هريرة ألا تسمع المقبري يقول كنت أنا وحنظلة
بن علي بالبقيع مع أبي هريرة
باب ذكر فرح الصائم يوم القيامة بإعطاء الرب إياه ثواب
صومه بلا حساب جعلنا الله منهم
ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا محمد بن فضيل ح
وثنا علي بن المنذر نا بن
فضيل ثنا ضرار بن مرة عن أبي صالح
عن أبي هريرة وأبي سعيد قالا
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله يقول الصوم لي وانا
أجزي به إن للصائم فرحتين إذا أفطر فرح وإذا لقي الله فجزاه فرح
والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح
المسك لم يقل الدورقي فجزاه
198

باب ذكر استجابة الله عز وجل دعاء الصوام إلى فطرهم من
صيامهم جعلنا الله منهم
ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا عبد الرحمن بن محمد
المحاربي أخبرنا عمرو بن قيس الملائي عن أبي مجاهد عن أبي مدلة
عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم
حتى يفطر وإمام عدل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام
ويفتح لها أبواب السماوات فيقول وعزتي لأنصرنك
ولو بعد حين
أبو مجاهد هو هذا اسمه سعد الطائي وأبو مدلة مولى أبي
هريرة
وعمرو بن قيس هذا أحد عباد الدنيا
باب ذكر باب الجنة الذي يخص بدخوله الصوام دون غيرهم
ونفي الظمأ عمن يدخل الجنة ويشرب من شرابها جعلنا الله منهم
حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا سعيد بن عبد الرحمن
الجمحي وغيره عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للصائمين باب في الجنة
يقال له الريان لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخل آخرهم
أغلق من دخل شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا
199

أبو حازم سلمة بن دينار ثقة لم يكن في زمانه مثله
باب صفة بدء الصوم كان في تخيير الله عز وجل عباده المؤمنين
بين الصوم والاطعام ونسخ ذلك بإيجاب الصوم عليهم من غير تخيير
ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ثنا عمي أخبرني عمرو بن
الحارث عن بكير وهو بن عبد الله بن الأشج عن يزيد مولى سلمة
وهو بن أبي عبيد عن سلمة بن الأكوع قال
كنا في رمضان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من شاء صام
ومن شاء أفطر وافتدى بإطعام مسكين حتى أنزلت الآية فمن شهد
منكم الشهر فليصمه
باب ذكر ما كان الصائم عنه ممنوعا بعد النوم في ليل الصوم
من الأكل والشرب والجماع عند ابتداء فرض الصيام ونسخ الله جل
وعلا ذلك بإباحته لهم ذلك أجمع إلى طلوع الفجر تفضلا منه عز وجل على
عباده المؤمنين وعفوا منه عنهم وتخفيفا عليهم
ثنا سعيد بن يحيى القرشي حدثني عمي عبيد بن سعيد ثنا
إسماعيل عن أبي إسحاق عن البراء قال
كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان أحدهم صائما
فحضر الإفطار فنام قبل أن يفطر لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي
وان قيس بن صرمة كان صائما فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال
هل عندك طعام قالت لا ولكن أطلب فطلبت له وكان يومه يعمل
فغلبته عينه وجاءت امرأته قالت خيبة لك فأصبح فلما انتصف
النهار غشي عليه فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية
200

أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم ففرحوا بها فرحا وعطاء
فقال كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط
الأسود من الفجر
جماع أبواب الأهلة ووقت ابتداء صوم شهر رمضان
باب الأمر بالصيام لرؤية الهلال إذا لم يغم على الناس
حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ثنا بن وهب أخبرني
يونس عن بن شهاب أخبرني سالم ان عبد الله بن عمر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا رأيتم الهلال
فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له
باب ذكر البيان ان الله جل وعلا جعل الأهلة مواقيت للناس
لصومهم وفطرهم إذ قد أمر الله على اختلفوا نبيه عليه السلام بصوم شهر
رمضان لرؤيته والفطر لرؤيته ما لم يغم قال
الله عز وجل يسألونك عن
الأهلة قل هي مواقيت للناس الآية
حدثنا عبد الله بن محمد الزهري نا أبو عاصم ثنا
عبد العزيز بن أبي رواد ثنا نافع عن بن عمر
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله جعل الأهلة مواقيت
فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروه ما فإن غم عليكم فاقدروا
له واعلموا أن الشهر لا يزيد على ثلاثين
باب الأمر بالتقدير للشهر إذا غم على الناس
201

حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا إسماعيل يعني بن
جعفر عن عبد الله بن دينار عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر تسع قرة ليلة
فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه إلا أن يغم عليكم
فإن غمي عليكم فاقدروا له
قال أبو بكر إسماعيل بن جعفر من حفاظ الدنيا في زمانه
باب ذكر الدليل على أن الأمر بالتقدير للشهر إذا غم أن يعد
شعبان ثلاثين يوما ثم يصام
أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب
أخبرهم قال وأخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي
هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو خبر بن عمر فقال فإن
غم عليكم فعدوا ثلاثين
حدثنا محمد بن الوليد نا مروان بن معاوية نا بن
فضيل نا عاصم بن محمد العمري عن أبيه عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا
وهكذا ثلاثين والشهر هكذا وهكذا وهكذا ويعقد
في الثالثة فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين وفي خبر بن فضيل ثم
طبق بيده وأمسك واحدة من أصابعه فإن أغمي عليكم فثلاثين
202

باب ذكر الدليل على ضد قول من زعم أن النبي صلى الله عليه
وسلم إنما أمر بإكمال ثلاثين يوما لصوم شهر رمضان دون إكمال ثلاثين يوما
لشعبان
حدثنا عبد الله بن هاشم ثنا عبد الرحمن بن مهدي عن
معاوية بن صالح عن عبد الله بن أبي قيس قال سمعت عائشة
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحفظ من هلال شعبان ما لا
يتحفظ من غيره ثم يصوم لرؤية رمضان فإن غم عليه عد ثلاثين
يوما ثم صام
باب الزجر عن الصيام لرمضان قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان
إذا لم ير الهلال
حدثنا يوسف بن موسى ثنا جرير عن منصور عن
ربعي بن حراش عن حذيفة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقدموا هذا الشهر حتى
تروا الهلال أو تكملوا العدة
203

حدثنا يحيى بن محمد بن السكن البزار نا يحيى بن كثير
ثنا شعبة عن سماك قال
دخلت على عكرمة في اليوم الذي يشك فيه من رمضان وهو
يأكل فقال أدن فكل فقلت اني صائم قال والله لتدنون
قلت فحدثني قال ثنا بن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لا تستقبلوا الشهر استقبالا صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته
فإن حال بينك وبين منظره سحاب أو قترة فأكملوا العدة ثلاثين
باب التسوية بين الزجر عن صيام رمضان قبل رؤية هلال
رمضان إذا لم يغم الهلال وبين الزجر عن إفطار رمضان قبل رؤية هلال
شوال إذا لم يغم الهلال والدليل على أن الصائم لرمضان إذا غم الهلال
قبل مضي ثلاثين يوما لشعبان عاص كالمفطر قبل مضي ثلاثين يوما لرمضان
إذا غم الهلال
حدثنا محمد بن بشار ثنا عبد الوهاب نا عبيد الله عن
نافع عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشهر تسع قرة
وعقد إبهامه فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه فإن
غم عليكم فاقدروا له
باب الزجر عن صوم اليوم الذي يشك فيه أمن رمضان أمن
شعبان بلفظ مجمل غير مفسر
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ما لا أحصى غير مرة ثنا
أبو خالد عن عمرو بن قيس عن أبي إسحاق عن صلة بن زفر قال
204

كنا عند عمار فأتي بشاة مصلية فقال كلوا فتنحى بعض
القوم فقال إني صائم فقال عمار من صام اليوم الذي يشك فيه
فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم
باب ذكر الدليل على أن الهلال يكون لليلة التي يرى صغر أو
كبر ما لم تمض ثلاثون يوما للشهر ثم لا يرى الهلال لغيم أو سحاب
حدثنا بندار نا محمد يعني بن جعفر نا شعبة
عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا البختري قال
أهللنا هلال رمضان ونحن بذات عرق قال فأرسلنا رجلا إلى
بن عباس يسأله فقال بن عباس إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن الله قد أمده لكم لرؤيته فإن أغمي عليكم فأكملوا العدة
وثنا يحيى بن حكيم ثنا أبو داود ثنا شعبة بمثله
باب الدليل على أن الواجب على أهل كل بلدة صيام رمضان
لرؤيتهم لا رؤية غيرهم
حدثنا علي بن حجر السعدي نا إسماعيل يعني بن
جعفر عن محمد يعني بن أبي حرملة عن كريب
أن أم الفضل بنت الحارث بعثه إلى معاوية بالشام
قال فقدمت الشام فقضيت حاجتها واستهل علي هلال رمضان وأنا بالشام
فرأينا الهلال ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية فقدمت
المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن عباس ثم ذكر الهلال فقال متى
رأيتم الهلال فقلت رأيناه ليلة الجمعة فقال أنت رأيته ليلة الجمعة
قلت نعم أنا رأيته ليلة الجمعة ورآه الناس وصاموا وصام معاوية
قال لكننا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصومه حتى نكمل ثلاثين أو
205

نراه فقلت أولا تكتفي برؤية معاوية وصيامه قال لا هكذا أمرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن
الشهر تسع قرة بلفظ عام مراده خاص
حدثنا محمد بن بشار بندار ويحيى بن حكيم قالا ثنا
عبد الرحمن قال بندار نا شعبة وقال يحيى عن شعبة عن حياة بن
سحيم قال سمعت بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الشهر تسع قرة
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب والحسن بن محمد الزعفراني
وأحمد بن منيع ومؤمل بن هشام قالوا ثنا إسماعيل وهو بن علية
أخبرنا أيوب وقال الزعفراني ومؤمل عن أيوب عن نافع عن بن
عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الشهر تسع قرة
باب ذكر الدليل على خلاف ما توهمه فضالة والجهال أن
الهلال إذا كان كبيرا مضيئا أنه لليلة الماضية لا لليلة المستقبلة
حدثنا علي بن المنذر نا بن فضيل نا حصين عن عمرو
بن مرة عن أبي البختري قال
خرجنا للعمرة فلما نزلنا ببطن نخلة رأينا الهلال فقال بعض القوم
هو بن ثلاث وقال بعضهم هو بن ليلتين قال فلقينا بن عباس
فقلنا رأينا الهلال فقال بعض القوم هو بن ثلاث وقال بعضهم
هو بن ليلتين فقال أي ليلة رأيتموه قلنا ليلة كذا وكذا فقال
206

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله مده لرؤيته فهو
لليلة رأيتموه
باب ذكر إعلام النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن الشهر
تسع قرة بإشارة لا بنطق مع إعلامه إياهم أنه أمي لا يكتب ولا يحسب
صلى الله عليه وسلم مع الدليل على أن الإشارة المفهومة من الناطق تقوم مقام
النطق في الحكم كهي من الأخرس
حدثنا محمد بن الوليد نا مروان يعني بن معاوية نا
إسماعيل ح وحدثنا عبدة بن عبد الله أخبرنا محمد يعني بن بشر ثنا
إسماعيل بن أيس خالد عن محمد بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهر هكذا وهكذا وهكذا
وفي حديث محمد بن بشر خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يقول الشهر هكذا وهكذا وهكذا ثم قبض أصابعه في الثالثة
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل
على أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بقوله الشهر تسع قرة بعض
الشهور لا كلها والدليل على أن قوله الشهر تسع قرة أراد أي
قد يكون تسعا وعشرين
حدثنا محمد بن بشار حدثني عمر بن يونس ثنا عكرمة
بن عمار حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله بن عباس حدثني
يعني عن عمر بن الخطاب قال
لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قلت يا رسول الله
إنما كنت في الغرفة تسعا وعشرين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الشهر
يكون تسعا وعشرين
207

باب الدليل على أن صيام تسع وعشرين لرمضان كان على عهد
النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من صيام ثلاثين خلاف ما يتوهم بعض
الجهال والرعاع أن الواجب أن يصام لكل رمضان ثلاثين يوما كوامل
حدثني أحمد بن منيع ثنا بن أبي زائدة ح وحدثنا علي بن
مسلم نا بن زائدة أخبرني عيسى بن دينار ح وحدثنا بندار نا أحمد
وعثمان بن عمر قالا ثنا عيسى بن دينار عن أبيه عن عمرو بن الحارث
بن أبي ضرار عن بن مسعود قال
لما صمت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسعا وعشرين أكثر مما
صمت معه ثلاثين
وقال علي بن مسلم عمرو بن الحارث بن المصطلق
وقال بندار عن بن الحارث ولم يسمه
باب إجازة الشهادة الواحد عل رؤية الهلال
نا محمد بن عثمان العجلي نا أبو أسامة ثنا زائدة نا
سماك بن حرب عن عكرمة عن بن عباس قال
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبصرت
الهلال الليلة فقال أتشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله
قال نعم قال قم يا فلان فأذن بالناس فليصوموا غدا
ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي نا حسين بن علي
الجعفي عن زائدة بهذا الإسناد ونحوه
وقال أمر بلالا فأذن بالناس
باب ذكر البيان أن الله عز وجل أراد بقوله حتى يتبين لكم
الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر بيان بياض النهار من الليل
208

فوقع اسما لخيط على بياض النهار وعلى سواد الليل وهذا من الجنس
الذي كنت أعلم أن العرب لم تكن تعرفها في معناها وان الله عز وجل إنما
أنزل الكتاب بلغتهم لا بمعانيهم فالخيط لغتهم وإيقاع هذا الاسم على
بياض النهار وسواد الليل لم يكن من معانيهم التي يفهمونها حتى أعلمهم
صلى الله عليه وسلم
أنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني قراءة عليه وأخبرنا ببعض الأحاديث أبو القاسم زاهر بن طاهر
أنا عثمان بن أبي الفضل بن محمد قالا أنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن
محمد بن إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ثنا
أحمد بن منيع ثنا هشيم أخبرنا حصين عن الشعبي أخبرني عدي
بن حاتم قال
لما نزلت وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط
الأسود قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك بياض النهار
من سواد الليل
حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن مطرف عن
عامر عن عدي بن حاتم قال
قلت يا رسول الله ما الخيط الأبيض من الخيط الأسود أهما
الخيطان قال إنك لعريض القفا أرأيت أبصرت الخيطين قط
ثم قال لا بل هو سواد الليل وبياض النهار
باب الدليل على أن الفجر هما فجران وأن طلوع الثاني منهما
هو المحرم على الصائم الأكل والشرب والجماع لا الأول وهذا من الجنس
الذي أعلمت أن الله عز وجل ولى نبيه عليه السلام البيان عنه عز وجل
209

حدثنا محمد بن علي بن محرز أصله بغدادي انتقل
إلى فسطاط نا أبو أحمد الزبيري عن سفيان عن بن جريج عن
عطاء عن بن عباس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فجران فأما الأول
فإنه لا يحرم الطعام ولا يحل الصلاة واما الثاني فإنه يحرم الطعام
ويحل الصلاة
قال أبو بكر هذا لم يروه أحد عن أبي أحمد إلا بن محرز هذا
باب صفة الفجر الذي ذكرناه وهو المعترض لا المستطيل
حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير الدورقي
نا المعتمر عن أبيه عن أبي عثمان عن عبد الله بن مسعود
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يمنعن أذان بلال أحدا
منكم من سحوره فإنه ينادي أو يؤذن لينتبه نائمكم ويرجع قائمكم
قال وليس أن يقول يعني الصبح هكذا أو قال هكذا ولكن حتى
يقول هكذا وهكذا يعني طولا ولكن هكذا يعني عرضا
ثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا بن علية عن
عبد الله بن سوادة عن أبيه عن سمرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغرنكم أذان بلال ولا
هذا البياض لعمود الصبح حتى يستطير
باب الدليل على أن الفجر الثاني الذي ذكرناه هو البياض
المعترض الذي لونه الحمرة إن صح الخبر فإني لا اعرف عبد الله بن
النعمان هذا بعدالة ولا جرح ولا أعرف له عنه راويا غير ملازم بن عمرو
210

حدثنا أحمد بن المقدام نا ملازم بن عمرو نا عبد الله بن
النعمان السحيمي قال أتاني قيس بن طلق في رمضان قال حدثني
أبي طلق بن علي
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال كلوا واشربوا ولا يغرنكم
الساطع المصعد وكلوا واشربوا حتى يعترض لكم الأحمر
وأشار بيده
باب الدليل على أن الأذان قبل الفجر لا يمنع الصائم طعامه ولا
شرابه ولا جماعا ضد ما يتوهم فضالة
حدثنا محمد بن بشار نا يحيى نا عبيد الله بن عمر
أخبرني نافع عن بن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا
واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم
باب ذكر قدر ما كان بين أذان بلال وأذان بن أم مكتوم
حدثنا يعقوب بن إبراهيم ثنا حفص يعني بن الصالح ح
وثنا بندار نا يحيى جميعا عن عبيد الله قال سمعت القاسم عن
عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا يؤذن بليل فكلوا
211

واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم قال ولم يكن بينهما إلا قدر
ما ينزل هذا ويرقى هذا
وقال الدورقي عن قاسم وقال أيضا إذا أذن بلال فكلوا
واشربوا حتى يؤذن بن أم مكتوم قال ولم يكن بينهما إلا أن ينزل
هذا ويصعد هذا
قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي أقول من الأخبار المعللة
التي يجوز القياس عليها ويتعين العلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما
أمر بالأكل والشرب بعد نداء بلال أعلمهم أن الجماع وكل ما جاز للمفطر
فجائز فعله في ذلك الوقت لا أنه أباح الأكل والشرب فقط دون
غيرهما
باب إيجاب الإجماع على الصوم الواجب قبل طلوع الفجر بلفظ
عام مراده خاص
حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني
يحيى بن أيوب وابن لهيعة عن عبد الله بن أبي بكر عن بن شهاب عن
سالم بن عبد الله عن أبيه عن حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال من لم يجمع الصيام
قبل الفجر فلا صيام له وأخبرني بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم
بمثله سواء وزاد قال وقال لي مالك والليث بمثله
باب إيجاب النية لصوم كل يوم قبل طلوع فجر ذلك اليوم
خلاف قول من زعم أن نية واحدة في وقت واحد لجميع الشهر جائز
قال أبو بكر خبر عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله
عليه وسلم إنما الأعمال بالنية وإنما لكل امرئ ما نوى قد أمليته في
كتاب الوضوء
212

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم
أراد بقوله لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل الواجب من الصيام دون
التطوع منه
قال أبو بكر حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه
وسلم كان يأتيها فيقول هل عندكم غداء وإلا فإني صائم خرجته
في ذكر صيام التطوع
باب الأمر بالسحور أمر ندب وإرشاد إذ السحور بركة
لا أمر فرض وإيجاب يكون تاركه عاصيا بتركه
حدثنا محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي عن
أبي بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسحروا فإن في السحور
بركة
ثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز ثنا أحمد بن يونس
نا أبو بكر بن عياش بهذا الإسناد مثله سواء مرفوعا
ثنا أحمد بن عبدة حدثنا حماد يعني بن زيد ح
وثنا أبو عمار ثنا إسماعيل بن إبراهيم وحدثنا عمران بن موسى
القزاز ثنا عبد الوارث ح وثنا بندار ثنا محمد ثنا شعبة
كلهم عن عبد العزيز بن صهيب ح وحدثنا زياد بن أيوب ثنا هشيم
أخبرنا عبد العزيز بن صهيب عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال تسحروا فإن في السحور
بركة
باب ذكر الدليل أن السحور قد يقع عليه اسم الغداء
213

حدثنا بندار ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبد الله بن
هاشم قالوا نا عبد الرحمن بن مهدي ثنا معاوية بن صالح عن
يونس بن سيف عن الحارث بن زياد عن أبي رهم عن العرباض بن
سارية قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو رجلا إلى السحور
فقال هلم إلى الغداء المبارك
وقال الدورقي وعبد الله بن هاشم قال سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم وهو يدعو إلى السحور في شهر رمضان فقال هلم
إلى الغداء المبارك وزادا ثم سمعته يقول اللهم علم معاوية
الكتاب والحساب وقه العذاب وقال عبد الله بن هشام عن معاوية
وقال هلم إلى الغداء المبارك
باب الأمر بالاستعانة على الصوم بالسحور إن جاز
الاحتجاج بخبر زمعة بن صالح فإن في القلب منه لسوء حفظه
نا بندار نا أبو عاصم نا زمعة عن سلمة بن وهرام
عن عكرمة عن بن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال استعينوا بطعام السحر
على صيام النهار وبقيلولة النهار على قيام الليل
باب استحباب السحور فصلا من صيام النهار وصيام أهل
الكتاب والأمر بمخالفتهم إذ هم لا يتسحرون
214

ثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي ثنا عبد الرحمن
نا موسى بن علي ح وثنا يونس نا عبد الله بن وهب ح وأخبرني بن
عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم قال أخبرني موسى بن علي بن
رباح ح وحدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله يعني بن المبارك ح
وحدثنا جعفر بن محمد نا وكيع كلاهما عن موسى بن علي بن رباح
عن أبيه عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين صيامنا وصيام
أهل الكتاب أكلة السحور وفي حديث وكيع ما بين صيامكم
باب تأخير السحور
نا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني نا خالد يعني بن
الحارث نا هشام صاحب الدستوائي نا قتادة ح وثنا جعفر بن محمد
نا وكيع عن هشام صاحب الدستوائي عن قتادة ح وثنا بندار
محمد بن بشار نا سالم بن نوح نا عمر بن عامر عن قتادة عن أنس
عن زيد بن ثابت قال
تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قمنا إلى الصلاة
قلت كم بينهما قال قدر قراءة خمسين آية معاني
أحاديثهم سواء وهذا حديث وكيع
حدثنا محمد بن مسكين اليمامي ثنا يحيى بن حسان
ثنا سليمان وهو بن بلال عن أبي حازم أنه سمع سهل بن سعد
يقول
215

كنت أتسحر في أهلي ثم تكون سرعة بي أن أدرك صلاة
الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
جماع أبواب الأفعال اللواتي تفطر الصائم
باب ذكر المفطر بالجماع في نهار الصيام
حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن
مالكا حدثه ح وحدثنا الربيع بن سليمان قال قال الشافعي
أخبرنا مالك عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي
هريرة ح وحدثنا عمرو بن علي ثنا أبو عاصم عن بن جريج
حدثني الزهري ح وحدثنا محمد بن تسنيم أخبرنا محمد بن بكر
أخبرنا بن جريج حدثني الزهري عن حميد بن عبد الرحمن أن أبا
هريرة حدثه
أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا أفطر في شهر رمضان
بعتق رقبة أو صيام شهرين أو إطعام ستين مسكينا
وقال مالك في عقب خبره وكان فطره بجماع
باب إيجاب الكفارة على المجامع في الصوم في رمضان بالعتق
إذا وجده أو الصيام إذا لم يجد العتق أو الإطعام إذا لم يستطع
الصوم والدليل على أن خبر بن جريج ومالك مختصر غير متقصى مع
الدليل على أن اللفظ الذي ذكرناه في خبرهما كان فطرا بجماع لا بأكل
ولا يشرب ولاهما
حدثنا عبد الجبار بن العلاء نا سفيان قال حفظته
من في الزهري سمع حميد بن عبد الرحمن يخبر عن أبي هريرة
قال
216

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال هلكت فقال
وما أهلكك قال وقعت على امرأتي في شهر رمضان فقال
هل تستطيع أن تعتق رقبة قال لا قال فهل تستطيع
أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال فهل تستطيع أن تطعم
ستين مسكينا قال لا قال اجلس فجلس فأتى النبي صلى الله
عليه وسلم بعرق فيه تمر قال والعرق هو المكتل الضخم قال
خذ هذا فتصدق به فقال يا رسول الله أعلى أهل بيت أفقر
منا فما بين لابتيها أهل بيت أفقر منا فضحك النبي صلى الله عليه
وسلم حتى بدت أنيابه وقال اذهب فاطعم أهلك
باب إعطاء الإمام المجامع في رمضان نهارا ما يكفر به إذا لم
يكن واحدا للكفارة مع الدليل على أن المجامع في رمضان نهارا إذا كان غير
واجد للكفارة وقت الجماع ثم استفاد ما به يكفر كانت الكفارة
واجبة عليه
حدثنا يوسف بن موسى نا جرير عن منصور عن
محمد بن مسلم الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
قال
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إن
الآخر وقع على امرأته في رمضان قال فقال له أتجد ما تحرر
رقبة قال لا قال أفتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين
قال لا قال أفتجد ما تطعم ستين مسكينا قال لا قال
فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر وهو الزنبيل فقال
أطعم هذا عنك فقال ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا قال
فأطعم أهلك
217

باب ذكر خبر روي مختصرا وهم بعض العلماء من الحجازيين
أن المجامع في رمضان نهارا جائز له أن يكفر بالإطعام وإن كان
واجدا لعتق رقبة مستطيعا لصوم شهرين متتابعين
نا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب ح وأخبرني
بن عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم قال أخبرني عمرو بن الحارث
أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه أن محمد بن جعفر بن الزبير
حدثه أن عباد بن عبد الله بن الزبير حدثه أنه سمع عائشة تقول
أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد في
رمضان فقال يا رسول الله احترقت فسأله النبي صلى الله عليه
وسلم ما شأنه فقال أصبت أهلي قال تصدق قال
والله ما لي شئ وما أقدر عليه قال اجلس فجلس فبينما هو
على ذلك أقبل رجل يسوق حمارا عليه طعام فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم أين المحترق فقام الرجل فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم تصدق بهذا فقال على غيرنا فوالله إنا لجياع
وما لنا شئ قال فكلوه وقال بن عبد الحكم قال يا رسول
الله أغيرنا فوالله
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما
أمر هذا المجامع بالصدقة بعد أن أخبره أنه لا يجد عتق رقبة ويشبه
أن يكون قد أعلم أيضا انه غير مستطيع لصوم شهرين متتابعين كأخبار
أبي هريرة فاختصر الخبر
حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي ثنا مصعب بن عبد الله
نا عبد العزيز بن محمد بن أبي عبيدة الدراوردي عن عبد الرحمن بن
218

الحارث بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي عن محمد بن جعفر بن
الزبير عن عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة أنها قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم في ظل فارع فأتاه رجل من بني
بياضة فقال يا نبي الله احترقت قال له النبي صلى الله عليه وسلم
ما لك قال وقعت بامرأتي وأنا صائم وذلك في رمضان
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتق رقبة قال لا أجده
قال أطعم ستين مسكينا قال ليس عندي قال اجلس
فجلس فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرق فيه عشرون صاعا
فقال أين السائل آنفا قال ها أنا ذا يا رسول الله قال خذ
هذا فتصدق به قال يا رسول الله على أحوج مني ومن أهلي
فوالذي بعثك بالحق ما لنا عشاء ليلة قال النبي صلى الله عليه وسلم
فعد به عليك وعلى أهلك
لم يذكر الصوم في الخبر قال أبو بكر إن ثبتت هذه اللفظة
بعرق فيه عشرون صاعا فان النبي صلى الله عليه وسلم أمر هذا
المجامع أن يطعم كل مسكين ثلث صاع من تمر لأن عشرين صاعا
إذا قسم بين ستين مسكينا كان لكل مسكين ثلث صاع ولست
أحسب هذه اللفظة ثابتة فإن في خبر الزهري أتي بمكتل فيه خمسة
عشر صاعا أو عشرون صاعا هذا في خبر منصور بن المعتمر عن
الزهري فأما هقل بن زياد فإنه روى عن الأوزاعي عن الزهري
قال خمسة عشر صاعا قد خرجتهما بعد ابن أعلم أحد من علماء
الحجاز والعراق قال يطعم في كفارة الجماع كل مسكين ثلث صاع
219

في رمضان قال أهل الحجاز يطعم كل مسكين مدا من طعام تمرا
كان أو غيره وقال العراقيون يطعم كل مسكين صاعا من تمر
فأما ثلث صاع فلست أحفظ عن أحد منهم قال أبو بكر قد يجوز
أن يكون ترك ذكر الأمر بصيام شهرين متتابعين في هذا الخبر
إنما كان لأن السؤال في هذا الخبر إنما كان في رمضان قبل أن
يقضي الشهر وصيام شهرين متتابعين لهذه الحوبة لا يمكن الابتداء
فيه إلا بعد أن يقضي شهر رمضان وبعد مضي يوم من شوال فأمر
النبي صلى الله عليه وسلم المجامع بإطعام ستين مسكينا إذ الإطعام
ممكن في رمضان لو كان المجامع مالكا لقدر الإطعام فأمره النبي
صلى الله عليه وسلم مما يجوز له فعله معجلا دون ما يجوز له
فعله إلا بعد مضي أيام وليالي والله أعلم ولست أحفظ في شئ من
أخبار أبي هريرة أن السؤال من المجامع قبل أن ينقضي شهر رمضان
فجاز إذا كان السؤال بعد مضي رمضان أن يؤمر بصيام شهرين لأن
الصيام في ذلك الوقت للكفارة جائزة
باب الدليل على أن المجامع في رمضان إذا ملك ما يطعم ستين
مسكينا ولم يملك معه قوت نفسه وعياله لم تجب عليه الكفارة
قال أبو بكر في خبر عائشة قال إنا لجياع ما لنا
شئ هذا في خبر عمرو بن الحارث وفي خبر عبد الرحمن بن الحارث
ما لنا عشاء ليلة وفي خبر أبي هريرة ما بين لابتيها أحوج منا
باب الأمر بالاستغفار للمعصية التي ارتكبها المجامع في صوم
رمضان إذا لم يجد الكفارة بعتق ابن بإطعام ابن يستطيع صوم شهرين
متتابعين والأمر بإطعام التمر في كفارة الجماع في رمضان
220

أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن
عقيل أنه سأل بن شهاب عن رجل جامع أهله في رمضان قال
حدثني حميد بن عبد الرحمن حدثني أبو هريرة قال
بينما أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل
فقال يا رسول الله هلكت قال ويحك ما شأنك قال وقعت
على أهلي في رمضان قال أعتق رقبة قال ما أجدها قال
صم شهرين متتابعين قال ما أستطيع قال أطعم ستين
مسكينا قال ما أجده قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
بعرق فيه تمر فقال خذه وتصدق به قال ما أجد أحق به من
أهلي يا رسول الله ما بين بتعارضهما المدينة أحدا أحوج إليه مني فضحك
رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه قال خذه
واستغفر الله
باب ذكر قدر مكيل التمر لإطعام ستين مسكينا في كفارة
الجماع في صوم رمضان
حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى ثنا مؤمل ثنا
سفيان ثنا منصور عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن
أبي هريرة فذكر الحديث وقال
فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكتل فيه خمسة عشر
أو عشرون صاعا من تمر فقال النبي صلى الله عليه وسلم خذه
فأطعمه عنك
221

حدثنا يوسف بن موسى ثنا مهر ان بن أبي عمر
الرازي عن سفيان الثوري قال حدثني إبراهيم بن عامر وحبيب بن
أبي ثابت عن سعيد بن المسيب ومنصور عن الزهري عن سعيد بن
المسيب عن أبي هريرة
أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث
وقال فأتي بمكتل فيه خمسة عشر صاعا أو عشرين صاعا إلا أنه
غلط في الإسناد فقال عن أبي سلمة وفي خبر حجاج أيضا عن
الزهري فجيئ بمكتل فيه خمسة عشر صاعا من تمر إلا أن الحجاج
لم يسمع من الزهري
سمعت محمد بن عمرة يحكي عن أحمد بن أبي ظبية عن هشيم
قال قال الحجاج صف لي الزهري لم يكن يراه
باب الدليل خلاف قول من زعم أن إطعام مسكين واحد
طعام ستين مسكين في ستين يوما كل يوم طعام مسكين جائز في كفارة
الجماع في صوم رمضان فلم يميز بين إطعام ستين مسكينا وبين طعام
ستين مسكينا ومن فهم لغة العرب علم أن إطعام ستين مسكينا
لا يكون إلا وكل مسكين غير الآخر
قال أبو بكر في خبر الزهري أطعم ستين مسكينا
باب الدليل على أن صيام الشهرين في كفارة الجماع لا يجوز
متفرقا إنما يجب صيام شهرين متتابعين
قال أبو بكر في خبر الزهري عن حميد عن أبي هريرة فصم
شهرين متتابعين
222

باب الدليل على أن المجامع إذا وجب عليه صيام شهرين
متتابعين ففرط في الصيام حتى تنزل به المنية قضي الصوم عنه
كالدين يكون عليه مع الدليل على أن دين الله أحق بالقضاء من ديون
العباد
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج ثنا أبو خالد ثنا
الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد بن جبير
وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال
جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أختي
ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال لو كان على أختك دين
أكنت تقضينه قالت نعم قال فحق الله أحق
باب أمر المجامع بقضاء صوم يوم مكان اليوم الذي جامع فيه
إذا لم يكن واجدا للكفارة التي ذكرتها قبل أن صح الخبر فإن في القلب
من هذه اللفظة
حدثنا يحيى بن حكيم نا حسين بن حفص الأصبهاني
عن هشام بن سعد عن بن شهاب عن أبي سلمة عن أبي هريرة
223

أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد وقع بأهله في
رمضان فذكر الحديث وقال في آخره فصم يوما واستغفر
الله قال أبو بكر هذا الإسناد وهم
الخبر عن بن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن هو
الصحيح لا عن أبي سلمة
وقد روى أيضا الحجاج بن أرطاة عن عمرو بن شعيب عن
أبيه عن جده مثل خبر الزهري وقال في خبر عمرو بن شعيب
حدثنا محمد بن العلا بن كريب وهارون بن إسحاق قالا ثنا
أبو خالد قال هارون قال حجاج وأخبرني عمرو بن شعيب وقال
محمد بن العلاء عن الحجاج عن عمرو بن شعيب
حدثنا الحسين بن مهدي نا عبد الرزاق أخبرنا بن المبارك
قال الحجاج بن أرطاة لم يسمع من الزهري شيئا
باب ذكر البيان أن الاستقاء على العمد يفطر الصائم
نا أبو موسى محمد بن المثنى ومحمد بن يحيى القطيعي
والحسين بن عيسى البسطامي وجماعة وهذا حديث أبي موسى قال
حدثني عبد الصمد بن عبد الوارث قال سمعت أبي قال حدثنا
الحسين وهو المعلم ثنا يحيى بن أبي كثير ان بن عمرو الأوزاعي
حدثه أن يعيش بن الوليد حدثه أن معدان بن أبي طلحة حدثه أن أبا
الدرداء حدثه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قاء فأفطر فلقيت ثوبان في مسجد
دمشق فذكرت ذلك له فقال صدق أنا صببت له وضوءه
224

غير أن البسطامي ومحمد بن يحيى قالا عن الحسين
المعلم عن يحيى بن أبي كثير عن الأوزاعي عن يعيش بن الوليد عن
أبيه عن معدان عن أبي الدرداء والصواب ما قال أبو موسى إنما
هو يعيش عن معدن عن أبي الدرداء
حدثنا حاتم بن بكر بن غيلان ثنا عبد الصمد نا
حرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الرحمن بن عمرو عن
يعيش عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدرداء مثل
حديث أبي موسى
ورواه هشام الدستوائي عن يحيى قال حدثني
رجل من إخواننا يريد الأوزاعي عن يعيش بن هشام أن معدان أخبره
أن أبا الدرداء أخبره مثل حديث عبد الصمد غير أنه لم يقل في
مسجد دمشق
حدثنا بندار ثنا عبد الرحمن يعني بن عثمان البكراوي نا
هشام غير أن أبا موسى قال عن يعيش بن الوليد بن هشام وأما
بندار فنسبة إلى جده وقالا إن معدان أخبره فبرواية لا هشام وحرب
بن شداد علم أن الصواب ما رواه أبو موسى وان يعيش بن الوليد
سمع من معدان وليس بينهما أبوه
باب ذكر إيجاب قضاء الصوم على المستقئ عمدا وإسقاط
القضاء عمن يذرعه القئ والدليل على أن إيجاب الكفارة على المجامع
لا لعلة الفطر فقط إذ لو كان لعلة الفطر فقط لا للجماع خاصة كان
على كل مفطر الكفارة والمستقئ عمدا مفطر بحكم النبي صلى الله عليه
وسلم والكفارة غير واجبة عليه
225

حدثنا علي بن حجر السعدي ثنا عيسى بن يونس
عن هشام عن بن سيرين عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استقاء الصائم أفطر
وإذا ذرعه القئ لم يفطر
حدثناه علي مرة أخرى فقال من ذرعه القئ فليس
عليه قضاء ومن استقاء فليقض
حدثنا محمد بن يحيى نا أبو سعيد الجعفي حدثنا حفص بن
الصالح عن هشام بهذا الإسناد فذكر الحديث
باب ذكر البيان ان الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم جميعا
حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد بن مسلم
حدثني أبو عمرو يعني الأوزاعي حدثني يحيى حدثني أبو قلابة
الجرمي أن أبا أسماء الرحبي حدثه عن ثوبان مولى رسول الله صلى
الله عليه وسلم
وحدثنا زياد بن أيوب ثنا مبشر يعني بن إسماعيل
عن الأوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبي قلابة الجرمي
عن أبي أسماء الرحبي حدثني ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لثمان عشر خلت من
شهر رمضان إلى البقيع فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
226

رجل يحتجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم
والمحجوم هذا حديث الوليد
ثنا عباس بن عبد العظيم العنبري والحسين بن مهدي
قال العباس نا وقال الحسين أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
يحيى بن أبي كثير عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ عن السائب
بن يزيد عن رافع بن خديج قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر الحاجم والمحجوم
سمعت العباس بن عبد العظيم العنبري يقول سمعت علي بن
عبد الله يقول لا أعلم في أفطر الحاجم والمحجوم حديثا أصح
من ذا
قال أبو بكر وروى هذا الخبر أيضا معاوية بن سلام عن يحيى
حدثنا أحمد بن الحسين الشيباني ببغداد قال
وحدثني عمار بن مطر أبو عثمان الرهاوي ثنا معاوية بن سلام قد
خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير
قال أبو بكر فقد ثبت الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال أفطر الحاجم والمحجوم فقال بعض من خالفنا في هذه
المسألة أن الحجامة لا تفطر الصائم واحتج بأن النبي صلى الله عليه
227

وسلم احتجم وهو صائم محرم وهذا الخبر غير دال على أن
الحجامة لا تفطر الصائم لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما احتجم
وهو صائم في سفر لا في حضر لأنه لم يكن قط محرما مقيما ببلده
إنما كان محرما وهو مسافر والمسافر وإن كان ناويا للصوم قد مضى
عليه بعض النهار وهو صائم عن الأكل والشرب وأن الأكل والشرب
يفطرانه لا كما توهم بعض العلماء أن المسافر إذا دخل
الصوم لم يكن له أن يفطر إلى أن يتم صوم ذلك اليوم الذي دخل
فيه فإذا كان له أن يأكل ويشرب وقد نوى الصوم وقد مضى بعض
النهار وهو صائم يفطر بالأكل والشرب جاز له أن يحتجم وهو مسافر
في بعض نهار الصوم وإن كانت الحجامة مفطرة والدليل على أن
للصائم أن يفطر بالأكل والشرب في السفر في نهار قد مضى بعضه
وهو صائم
أن أحمد بن عبدة حدثنا قال ثنا يزيد بن زريع ثنا
سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على نهر من ماء السماء
في يوم صائف والمشاة كثير والناس صيام فوقف عليه فإذا فئام من
الناس فقال يا أيها الناس اشربوا فجعلوا ينظرون إليه قال
إني لست مثلكم إني راكب التجارة مشاة وإني أيسركم اشربوا
فجعلوا ينظرون إليه ما يصنع فلما أبوا حول وركه فنزل وشرب
وشرب الناس
وخبر بن عباس وأنس بن مالك خرجتهما في كتاب الصيام في
كتاب الكبير
228

أفيجوز لجاهل أن يقول الشرب جائز للصائم ولا يفطر الشرب
الصائم إذ النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه وهو صائم بالشرب
فلما امتنعوا شرب وهو صائم وشربوا فمن يعقل العلم ويفهم
الفقه يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم صار مضطرا وأصحابه لشرب
الماء وقد كانوا نووا الصوم ومضى بهم بعض النهار وكان لهم
أن يفطروا إذ كانوا في السفر لا في الحضر وكذلك كان للنبي صلى
الله عليه وسلم أن يحتجم وهو صائم في السفر وإن كانت الحجامة
تفطر الصائم لأن من جاز له الشرب وإن كان الشرب مفطرا جاز له
الحجامة وإن كان بالحجامة مفطرا فأما ما احتج به بعض العراقيين في
هذه المسألة أن الفطر مما يدخل وليس مما يخرج فهذا جهل وإغفال
من قائله وتمويه على من لا يحسن العلم ولا يفهم الفقه وهذا القول
من قائله خلاف دليل كتاب الله وخلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم
وخلاف قول أهل الصلاة من أهل الله جميعا إذا جعلت هذه اللفظة
على ظاهرها قد دل الله في محكم تنزيله أن المباشرة هي الجماع في
نهار الصيام والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أوجب على
المجامع في رمضان عتق رقبة إن وجدها وصيام شهرين متتابعين إن لم
يجد الرقبة أو إطعام ستين مسكينا إن لم يستطع الصوم والمجامع
لا يدخل جوفه شئ في الجماع إنما يخرج منه مني إن أمنى وقد
يجامع من غير إمناء في الفرج فلا يخرج من جوفه أيضا مني والتقاء
الختانين من غير إمناء يفطر الصائم ويوجب الكفارة ولا يدخل جوف
المجامع شئ ولا يخرج من جوفه شئ إذا كان المجامع هذه صفته
والنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أعلم أن المستقئ عامدا
يفطره الاستقاء على العمد واتفق أهل الصلاة وأهل العلم على أن
الاستقاء على العمد يفطر الصائم ولو كان الصائم لا يفطره إلا ما يدخل
229

جوفه كان الجماع والاستقاء لا يفطران الصائم
وجاء أهل بعض الجهل بأعجوبة في هذه المسألة فزعم أن النبي صلى الله
عليه وسلم إنما قال أفطر الحاجم والمحجوم لأنهما كانا يغتابان
فإذا قيل له فالغيبة تفطر الصائم زعم أنها لا تفطر الصائم فيقال
له فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم عندك إنما قال
أفطر الحاجم والمحجوم لأنهما كانا يغتابان والغيبة عندك لا تفطر
الصائم فهل يقول هذا القول من يؤمن بالله يزعم أن النبي صلى الله
عليه وسلم أعلم أمته أن المغتابين مفطران ويقول هو بل هما صائمان
غير مفطرين فخالف النبي صلى الله عليه وسلم الذي أوجب الله على
العباد طاعته واتباعه ووعد الهدى على اتباعه وأوعد على مخالفيه
ونفي الإيمان عمن وجد في نفسه حرجا من حكمه فقال فلا وربك
لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية ولم يجعل الله جل
وعلا لأحد خيرة فيما قضى الله ورسوله فقال تبارك وتعالى وما
كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة
من أمرهم والمحتج بهذا الخبر إنما صرح بمخالفة النبي صلى الله عليه
وسلم عند نفسه بلا شبهة ولا تأويل يحتمل الخبر الذي ذكره إذا زعم
إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال للحاجم والمحجوم مفطران لعلة
غيبتهما ثم هو زعم أن الغيبة لا تفطر فقد جرد مخالفة النبي صلى الله
عليه وسلم بلا شبهة ولا تأويل
وقد روى عن المعتمر بن سليمان عن حميد عن أبي المتوكل
عن أبي سعيد رخص النبي صلى الله عليه وسلم في القبلة للصائم
والحجامة للصائم
230

حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ثنا المعتمر
وهذه اللفظة والحجامة للصائم إنما هو من قول أبي سعيد
الخدري لا عن النبي صلى الله عليه وسلم أدرج في الخبر لعل
المعتمر حدث بهذا حفظا فاندرج هذه الكلمة في خبر النبي صلى الله
عليه وسلم أو قال قال أبو سعيد ورخص في الحجامة للصائم فلم
يضبط عنه قال أبو سعيد فأدرج هذا القول في الخبر
حدثنا بهذا الخبر محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وبشر
بن معاذ قالا ثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت حميدا يحدث عن
أبي المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للصائم
قال أبو بكر تريدا على هذا قلت للصنعاني والحجامة
فغضب فأنكر أن يكون في الخبر ذكر الحجامة والدليل على أنه
ليس في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر الحجامة
أن علي بن سعيد حدثنا أيضا قال ثنا أبو النضر
نا الأشجعي عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل الناجي
عن أبي سعيد الخدري قال
رخص للصائم في الحجامة والقبلة
فهذا الخبر لخص للصائم في الحجامة والقبلة دال على أنه ليس
فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
231

وقد ثنا أيضا محمد بن عبد الله بن بزيع ثنا أبو يحيى
ثنا حميد الطويل والضحاك بن عثمان عن أبي المتوكل الناجي عن
أبي سعيد الخدري أنه قال
في الحجامة إنما كانوا يكرهون قال أو قال يخافون الضعف
وحدثنا بندار نا محمد نا شعبة عن قتادة عن أبي
المتوكل الناجي عن أبي سعيد الخدري قال
إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف
قال أبو بكر فخبر قتادة وخبر أبي يحيى عن حميد والضحاك
بن عثمان دالان على أن أبا سعيد لم يحك عن النبي صلى الله عليه
وسلم الرخصة في الحجامة للصائم إذ غير جائز أن يروي أبو سعيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم ويقول
كانوا يكرهون ذلك مخافة الضعف إذ ما قد إباحة صلى الله عليه
وسلم إباحة مطلقا لا استثناء ولا شريطة فمباح لجميع الخلق غير
جائز أن يقال أباح النبي صلى الله عليه وسلم الحجامة للصائم وهو
مكروه مخافة الضعف ولم يستثن النبي صلى الله عليه وسلم في إباحتها
من يأمن الضعف دون من يخافه فإن صح عن أبي سعيد
أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في الحجامة للصائم كان مؤدى
هذا القول أن أبا سعيد قال كره للصائم ما رخص النبي صلى الله عليه
وسلم له فيها وغير جائز أن يتأول هذا على أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم أن يرووا عن النبي صلى الله عليه وسلم رخصة في الشئ
ويكرهونه
232

وقد روي أيضا عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه
عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ثلاث يفطرن الصائم الحجامة والقئ والحلم
حدثناه يحيى بن المغيرة أبو سلمة المخزومي حدثنا
إسماعيل بن أبي أويس عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وحدثناه
محمد بن يحيى ثنا سعيد بن منصور ثنا عبد الرحمن
قال أبو بكر وهذا الإسناد غلط ليس فيه عطاء بن يسار
ولا أبو سعيد وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبيت
بحديثه لسوء حفظه للأسانيد وهو رجل صناعته العبادة والتقشف
والموعظة والزهد ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد
وروى هذا الخبر سفيان بن سعيد الثوري وهو ممن
لا يدانيه في الحفظ في زمانه كثير أحد عن زيد بن أسلم عن صاحب له
عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يفطر من قاء ولا من
احتلم ولا من احتجم
حدثنا أبو موسى نا عبد الرحمن بن مهدي نا سفيان عن زيد
بن أسلم
قال أبو بكر فلو كان هذا الخبر عن عطاء بن يسار عن أبي
سعيد الخدري لباح الثوري بذكرهما ولم يسكت عن أسميهما
233

يقول عن صاحب له عن رجل وإنما يقال في الأخبار عن صاحب له
وعن رجل إذا كان غير مشهور
وحدثنا محمد بن يحيى ثنا أبو عاصم عن سفيان
عن زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحدثنا محمد ثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر والثوري عن
زيد بن أسلم عن رجل عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد حدثنا محمد بن يوسف ثنا سفيان عن
زيد بن أسلم حدثني رجل من أصحابنا عن رجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفطر من قاء
ولا من احتلم ولا من احتجم ولم يرفعه عبد الرزاق
نا محمد بن يحيى نا عبد الرزاق حدثنا بن أبي سبرة
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من أصحاب النبي صلى
الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
وحدثنا محمد بن يحيى نا جعفر بن عون أخبرنا هشام
بن سعد ثنا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم
234

حدثنا محمد ثنا أبو نعيم ثنا هشيم عن زيد بن أسلم
عن عطاء بن يسار قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث لا يفطرن الصائم
الاحتلام والقيئ والحجامة
سمعت محمد بن يحيى يقول هذا الخبر غير محفوظ عن أبي
سعيد ولا عن عطاء بن يسار والمحفوظ عندنا حديث سفيان ومعمر
حدثنا محمد بن يحيى نا محمد بن عبد الله الأنصاري
عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري قال
لا بأس بالحجامة للصائم
نا محمد نا حجاج بن منهال عن حماد عن حميد عن
أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري
أنه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسا
حدثنا محمد نا نعيم بن حماد عن بن المبارك عن
خالد الحذاء عن أبي المتوكل عن أبي سعيد الخدري
قال لا بأس بالحجامة للصائم
نا محمد نا موسى بن هارون البردي نا عبدة عن
سليمان الناجي عن أبي المتوكل أن أبا سعيد ليس عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم ولا أظن معمرا يسير
235

حدثنا محمد بن نصر ثنا محمد بن كثير عن الأوزاعي
عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان
قال
خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لثمان عشر مضت من
رمضان فمر برجل يحتجم فقال أفطر الحاجم والمحجوم
وحدثنا أحمد بن نصر نا عبد الله بن صالح ويحيى
بن عبد الله بن بكير عن الليث بن سعد حدثني قتادة بن دعامة البصري
عن الحسن عن ثوبان
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أفطر الحاجم
والمحجوم
قال أبو بكر فكل ما لم أقل إلى آخر هذا الباب إن هذا صحيح
فليس من شرطنا في هذا الكتاب
والحسن لم يسمع من ثوبان
قال أبو بكر هذا الخبر خبر ثوبان عندي صحيح في هذا الإسناد
باب ذكر الدليل على أن السعوط وما يصل إلى الأنواف أن
من المنخرين يفطر الصائم
خبر عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه
عن النبي صلى الله عليه وسلم وإذا استنشقت فبالغ إلا أن
تكون صائما
باب ذكر تعليق المفطرين قبل وقت الإفطار بعراقيبهم
وتعذيبهم في الآخرة بفطرهم قبل تحلة صومهم
236

نا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر الخولاني
قالا ثنا بشر بن بكر نا بن جابر عن سليمان بن عامر أبي يحيى
حدثني أبو أمامة الباهلي قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بينا أنا نائم إذ
أتاني رجلان فأخذا بضبعي فأتيا بي جبلا وعرا فقالا اصعد
فقلت إني لا أطيقه فقالا إنا سنسهله لك فصعدت حتى إذا كنت
في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة قلت ما هذه الأصوات قالوا
هذا عواء أهل النار ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم
مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دما قال قلت من هؤلاء قال هؤلاء
الذين يفطرون قبل تحلة صومهم فقال خابت اليهود والنصارى
فقال سليمان ما أدري أسمعه أبو أمامة من رسول الله صلى الله عليه
وسلم أم شئ من رأيه ثم انطلق فإذا بقوم أشد شئ انتفاخا
وأنتنه ريحا وأسوأه منظرا فقلت من هؤلاء فقال هؤلاء قتلى
الكفار ثم انطلق بي فإذا بقوم أشد شئ انتفاخا وأنتنه ريحا كأن
ريحهم المراحيض قلت من هؤلاء قال هؤلاء الزانون والزواني
ثم انطلق بي فإذا أنا بنساء تنهش ثديهن الحيات قلت ما بال هؤلاء
قال هؤلاء يمنعن أولادهن ألبانهن ثم انطلق بي فإذا أنا بالغلمان
يلعبون بين نهرين قلت من هؤلاء قال هؤلاء ذراري المؤمنين ثم
شرف شرفا فإذا أنا بنفر ثلاثة يشربون من خمر لهم قلت من هؤلاء
قال هؤلاء جعفر وزيد وابن رواحة ثم شرفني شرفا آخر فإذا أنا
بنفر ثلاثة قلت من هؤلاء قال هذا إبراهيم وموسى وعيسى وهم
ينظروني هذا حديث الربيع
237

باب التغليط في إفطار يوم من رمضان متعمدا من غير
رخصة إن صح الخبر فإني لا أعرف بن المطوس ولا أباه غير أن حبيب
بن أبي ثابت قد ذكر أنه لقي أبا المطوس
أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن
إسحاق بن خزيمة نا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد
بن بشار حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثنا محمد بن بشار بندار
نا بن أبي عدي وحدثنا الصنعاني نا خالد بن الحارث قالوا ثنا
شعبة عن حبيب بن أبي ثابت عن عمارة بن عمير عن بن المطوس
عن أبيه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفطر يوما من رمضان
في غير رخصة رخصها الله لم يقض عنه صوم الدهر
زاد في خبر محمد بن جعفر وإن صامه
حدثنا بندار عن أبي داود عن شعبة بهذا الإسناد
مثله وزاد قال شعبة قال حبيب فلقيت أبا المطوس فحدثني به
باب ذكر البيان أن الآكل والشارب ناسيا لصيامه غير
مفطر بالأكل والشرب
حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي ثنا عبد
الأعلى نا هشام عن محمد عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نسي أحدكم وهو
صائم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه
238

باب ذكر إسقاط القضاء والكفارة عن الآكل والشارب في
الصيام إذا كان ناسيا لصيامه وقت الأكل والشرب
نا محمد وإبراهيم ابنا محمد بن الاستثناء الباهليان
البصريان قالا حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري ثنا محمد بن
عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أفطر في شهر رمضان
ناسيا لا قضاء عليه ولا كفارة
هذا حديث محمد وقال إبراهيم في حدثه من أكل أو شرب
في رمضان ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة
باب ذكر الفطر قبل غروب الشمس إذا حسب الصائم أنها
قد غربت
حدثنا محمد بن العلاء بن كريب نا أبو أسامة ثنا هشام عن فاطمة عن أسماء ح وحدثنا أبو عمار الحسين بن حريث
ثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء
قالت
أفطرنا في رمضان في يوم غيم على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم طلعت الشمس قال قلت لهشام وقال أبو عمار فقيل
لهشام أمروا بالقضاء قال بد من ذلك
قال أبو بكر ليس في هذا الخبر أنهم أمروا بالقضاء وهذا
من قول هشام بد من ذلك لا في خبر ولا يبين عندي أن عليهم
القضاء فإذا أفطروا والشمس عندهم قد غربت ثم بان أنها لم تكن
239

غربت كقول عمر بن الخطاب والله ما نقضي ما يجانفنا من الإثم
جماع أبواب الأقوال والأفعال المنهية عنها في الصوم من غير
إيجاب فطر
باب النهي عن الجهل في الصيام
حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى عن الأعمش
ح وثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا بن نمير عن الأعمش عن
أبي صالح عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صوم أحدكم
فلا يرفث ولا يجهل فإن جهل عليه فليقل إني صائم وقال
الأشج إذا كان يوم صوم أحدكم
باب الزجر عن السباب والاقتتال الله في الصيام وإن سب الصائم
أو قوتل وإعلام الصائم مقاتله وسابه أنه صائم لعله ينزجر عن قتاله
وسبابه إذا علم أنه لا ينتصر منه لعلة صومه
حدثنا أحمد بن عبدة ثنا عبد العزيز يعني بن محمد
عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا كان يوم صوم أحدكم
فلا يرفث فإن شاتمه أو سابه وقاتله فليقل إني صائم
باب الأمر بالجلوس إذا شتم الصائم وهو قائم لتسكين
الغضب على المشتوم فلا ينتصر بالجواب
240

نا محمد بن بشار ثنا عثمان بن عمر أخبرنا بن أبي
ذئب عن عجلان مولى المشمعل عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم لا تساب وأنت صائم فإن
سابك أحد فقل إني صائم وإن كنت قائما فاجلس
باب النهي عن قول الزور والعمل به والجهل في الصوم
والتغليظ فيه
حدثنا محمد بن بشار نا عثمان بن عمر نا بن أبي
ذئب ح وحدثنا محمد بن عيسى نا عبد الله يعني بن المبارك عن
بن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي
هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من لم يدع قول الزور
والعمل به فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه
هذا حديث بندار
وفي حديث بن المبارك والعمل به والجهل
باب النهي عن اللغو في الصيام والدليل على أن الإمساك عن
اللغو والرفث من تمام الصوم مع الدليل على أن الاسم باسم المعرفة
بالألف واللام قد يقع على بعض أجزاء العمل ذي الشعب والأجزاء على
ما بينته في كتاب الإيمان
241

أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب
أخبرهم وأخبرني أنس بن عياض عن الحارث بن عبد الرحمن عن
عمه عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الصيام من الأكل
والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابك أحد أو جهل
عليك فلتقل إني صائم إني صائم
باب نفي ثواب الصوم عن الممسك عن الطعام والشراب مع
ارتكابه ما زجر عنه غير الأكل والشرب
حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا
عمرو هو بن أبي عمرو عن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب صائم حظه من صيامه
الجوع والعطش ورب قائم حظه من قيامه السهر
جماع أبواب الأفعال المباحة في الصيام مما قد اختلف العلماء
في إباحتها
باب الرخصة في المباشرة التي هي دون الجماع للصائم
والدليل على أن اسم الواحد قد يقع على فعلين أحدهما مباح والآخر
محظور إذ اسم المباشرة قد أوقعه الله في نص كتابه على الجماع ودل
الكتاب على أن الجماع في الصوم محظور قال المصطفى صلى الله عليه
وسلم إن الجماع يفطر الصائم والنبي المصطفى صلى الله عليه
وسلم قد دل بفعله على أن المباشرة التي هي دون الجماع مباحة في الصوم
غير مكروهة
242

حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا بشر
يعني بن المفضل حدثنا بن عون عن إبراهيم عن الأسود قال
انطلقت أنا ومسروق إلى أم المؤمنين نسألها عن المباشرة
فاستحيينا قال قلت جئنا نسأل حاجة فاستحيينا فقالت ما هي
سلا عما بدا لكما قال قلنا كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشر
وهو صائم قالت قد كان يفعل ولكنه كان أملك لإربه منكم
قال أبو بكر إنما خاطب الله جل ثناؤه نبيه صلى الله عليه وسلم
وأمته بلغة العرب أوسع اللغات كلها التي لا يحيط بعلم جميعها أحد
غير نبي والعرب في لغاتها توقع اسم الواحد على شيئين وعلى أشياء
ذوات عدد وقد يسمى الشئ الواحد بأسماء وقد يزجر الله عن
الشئ ويبيح شيئا آخر غير الشئ المزجور عنه ووقع اسم الواحد
على الشيئين جميعا على المباح وعلى المحظور وكذلك قد يبيح الشئ
المزجور عنه ووقع اسم الواحد عليهما جميعا فيكون اسم الواحد
واقعا على الشيئين المختلفين أحدهما مباح والآخر محظور واسمها
واحد فلم يفهم هذا من سفه اختلفوا العرب وحمل المعنى في ذلك على
شئ واحد يوهم أن الأمرين متضادان إذ أبيح فعل مسمى باسم
وحظر فعل تسمى بذلك الاسم سواء فمن كان هذا مبلغه من العلم
لم يحل له تعاطي الفقه ولا الفتيا ووجب عليه التعلم أو السكت
إلى أن يدرك من العلم ما يجوز معه الفتيا وتعاطي العلم ومن فهم هذه
الصناعة علم أن ما أبيح غير ما حظر وإن كان اسم الواحد قد يقع على
المباح وعلى المحظور جميعا فمن هذا الجنس الذي ذكرت
243

أن الله عز وجل دل في كتابه أن مباشرة النساء في نهار الصوم غير جائز
تقوله تبارك وتعالى فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم وكلوا
واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
ثم أتموا الصيام إلى الليل فأباح الله عز وجل مباشرة
النساء والأكل والشرب صارت ثم أمرنا بإتمام الصيام إلى الليل على أن
المباشرة المباحة صارت المقرونة إلى الأكل والشرب هي الجماع المفطر
للصائم وأباح الله عز وجل بفعل النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم المباشرة
التي هي دون الجماع في الصيام إذ كان يباشر وهو صائم والمباشرة
التي ذكرها الله في كتابه أنها تفطر الصائم هي غير المباشرة التي كان النبي
صلى الله عليه وسلم يباشرها في صيامه
والمباشرة اسم واحد واقع على فعلين إحداهما مباحة في نهار
الصوم والأخرى محضورة في نهار الصوم مفطرة للصائم
ومن هذا الجنس قوله عز وجل يا أيها اللذين آمنوا إذا نودي
الولاء من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع
فأمر ربنا جل وعلا بالسعي إلى الجمعة والنبي المصطفى صلى الله عليه
وسلم قال إذا اتيتم الصلاة فلا تأتوها التجارة تسعون إيتوها تمشون
وعليكم السكينة فاسم السعي يقع على الهرولة وشدة المشي
والمضي إلى الموضع فالسعي الذي أمر الله به أن يسعى إلى الجمعة
هو المضي إليها والسعي الذي زجر النبي صلى الله عليه وسلم عنه
إتيان الصلاة هو الهرولة وسرعة المشي فاسم السعي واقع على فعلين
أحدهما مأمور والآخر منهي عنه وسأبين إن شاء الله تعالى هذا
الجنس في كتاب معاني القرآن إن وفق الله لذلك
باب تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم قبلة الصائم
بالمضمضة منه بالماء
244

حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا شعيب بن الليث
حدثنا الليث عن بكير وهو بن عبد الله بن الأشج عن عبد الملك
بن سعيد الأنصاري عن جابر بن عبد الله عن عمر بن الخطاب
أنه قال
هششت يوما فقبلت وأنا صائم فأتيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقلت صنعت اليوم أمرا عظيما قبلت وأنا صائم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أرأيت لو تمضمضت بالماء وأنت
صائم قال فقلت لا بأس بذلك فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال الربيع أظنه قال ففيم
حدثنا محمد بن يحيى قال سمعت أبا الوليد يقول جاءني هلال
الرازي فسألني عن هذا الحديث
قال أبو بكر عبد الملك بن سعيد هو بن سويد
باب الرخصة في قبلة الصائم
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال
سألت عبد الرحمن بن القاسم أسمعت أباك يحدث عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم فسكت
عني ساعة ثم قال نعم
قال أبو بكر خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير
باب الرخصة في قبلة الصائم رؤوس النساء ووجوههن خلاف
مذهب من كان يكره ذلك
245

حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني حدثنا عبيدة حدثنا
مطرف ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن مطرف
وحدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا مطرف عن عامر
عن مسروق عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل صائما لا يبالي ما قبل من
وجهي حتى يفطر وقال يوسف فقبل ما شاء من وجهي وقال
الزعفراني فقبل أي مكان شاء من وجهي
وقال أبو بكر في خبر عبد الله بن شقيق عن بن عباس
قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يصيب من الرؤوس
وهو صائم
باب الرخصة في مص الصائم اختلفوا المرأة خلاف مذهب من
كره القبلة للصائم على الفم إن جاز الاحتجاج بمصدع أبي يحيى فإني
لا اعرفه بعدالة ولا جرح
حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا محمد بن دينار
الطاحي حدثنا سعد بن أوس عن مصدع أبي يحيى عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم ويمص
لسانها
باب الرخصة في قبلة الصائم المرأة الصائمة
حدثنا بشر بن معاذ حدثنا أبو عوانة عن سعد بن
246

إبراهيم ح وحدثنا يحيى بن حكيم حدثنا بن أبي عدي عن شعبة
عن سعد بن إبراهيم عن طلحة بن عبد الله عن عائشة قالت
أهوي إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبلني فقلت
إني صائمة قال وأنا صائم فقبلني قال بشر بن معاذ عن
طلحة رجل من قومه
باب ذكر الدليل على أن القبلة للصائم مباحة لجميع الصوام
ولم تكن خاصة للنبي صلى الله عليه وسلم
قال أبو بكر خبر جابر عن عمر من هذا الباب
حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني وبشر بن معاذ
قالا حدثنا المعتمر قال سمعت حميدا يحدث عن أبي المتوكل
الناجي عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في القبلة للصائم
باب الرخصة في السواك للصائم
قال أبو بكر أخبار النبي صلى الله عليه وسلم لولا
أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة ولم يستثن مفطرا
دون صائم ففيها دلالة على أن السواك للصائم عند كل صلاة فضيلة
كهو للمفطر
قال أبو بكر قد روى عاصم بن عبد الله عن عبد الله
بن عامر بن ربيعة عن أبيه قال
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ما لا أحصى يستاك وهو صائم
247

حدثنا أبو موسى حدثنا سفيان يعني بن عيينة عن عاصم
بن عبيد الله ح وحدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا
يحيى قال بندار قال حدثنا سفيان وقال أبو موسى عن سفيان
ح وحدثنا أبو موسى حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثنا
جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن سفيان عن عاصم بن عبيد الله
غير أن أبا موسى قال في حديث يحيى وقال جعفر بن محمد في
حديثه ما لا أحصى أو ما لا أعده
قال أبو بكر وأنا برئ من عهدة عاصم سمعت محمد بن
يحيى يقول عاصم بن عبيد الله ليس عليه قياس
وسمعت مسلم بن حجاج يقول سألنا يحيى بن معين فقلنا
عبد الله بن محمد بن عقيل أحب إليك أم عاصم بن عبيد الله قال
لست أحب واحدا منهما
قال أبو بكر كنت لا أخراج حديث عاصم بن عبيد الله في هذا
الكتاب ثم نظرت فإذا شعبة والثوري قد رويا عنه ويحيى بن سعيد
وعبد الرحمن بن مهدي وهما إماما أهل زمانهما قد رويا عن الثوري
عنه وقد روى عنه مالك خبرا في غير الموطأ
باب الرخصة في اكتحال الصائم إن صح الخبر وإن لم يصح
الخبر من جهة النقل فالقرآن دال على إباحته وهو قول الله عز وجل
فالآن باشروهن الآية دال على إباحة الكحل للصائم
حدثنا علي بن معبد حدثنا معمر بن محمد بن عبيد
الله بن أبي رافع حدثني أبي عن أبيه عبيد الله عن أبي رافع قال
248

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ونزلت معه فدعاني
بكحل إثمد فاكتحل في رمضان وهو صائم إثمد غير ممسك
قال أبو بكر أنا أبرأ من عهدة هذا الإسناد لمعمر
باب إباحة ترك الجنب الاغتسال من الجنابة إلى طلوع
الفجر إذا كان مريدا للصوم
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثني
سمي وسمعته من سمي سمعه من
أبي بكر
أن معاوية أرسل إلى عائشة عبد الرحمن بن الحارث قال أبو
بكر فذهبت مع أبي فسمعت عائشة تقول إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يدركه الصبح وهو جنب فيصوم
حدثنا أبو عمار حدثنا سفيان عن سمي ح وحدثنا
يحيى بن حكيم حدثنا سفيان حدثنا سمي سمع أبا بكر بن
عبد الرحمن المخزومي أنه سمع عائشة تقول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بمثله قال أبو عمار
في كلها عن
باب ذكر خبر روي في الزجر عن الصوم إذا أدرك الجنب
الصبح قبل أن يغتسل لم يفهم معناه بعض العلماء فأنكر الخبر
وتوهم أن أبا هريرة مع جلالته ومكانه من العلم غلط في روايته والخبر
ثابت صحيح من جهة النقل إلا أنه منسوخ لا أن أبا هريرة غلط في رواية
هذا الخبر
249

حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب حدثنا
أيوب عن عكرمة عن خالد عن أبي بكر بن عبد الرحمن قال
إني لأعلم الناس بهذا الحديث بلغ مروان أن أبا هريرة يحدث
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا بندار حدثنا يحيى
عن بن جريج حدثني عبد الملك بن أبي بكر عن أبيه أنه سمع أبا هريرة
يقول من مطرف جنبا فلا يصوم قال فانطلق أبو بكر وأبوه عبد الرحمن
حتى دخل على أم سلمة وعائشة وكلاهما قالت كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يصبح جنبا ثم يصوم فانطلق أبو بكر وأبوه حتى أتيا
مروان فحدثاه فقال عزمت عليكما لما انطلقتما إلى أبي هريرة
فحدثاه فقال أهما قالتا لكما قالا نعم قال هما أعلم إنما
أنبأنيه الفضل
قال أبو بكر قال أبو هريرة أحال الخبر على ملئ صادق بار
في خبره إلا أن الخبر منسوخ لا أنه وهم لا غلط وذلك أن الله تبارك
وتعالى عند ابتداء فرض الصوم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
كان حظر عليهم الأكل والشرب في ليل الصوم بعد النوم كذلك الجماع
فيشبه أن يكون خبر الفضل بن عباس من مطرف وهو جنب فلا
يصوم في ذلك الوقت قبل أن يبيح الله الجماع إلى طلوع الفجر فلما
أباح الله تعالى الجماع إلى طلوع الفجر كان للجنب إذا مطرف قبل
أن يغتسل أن يصوم ذلك اليوم إذ الله عز وجل لما أباح الجماع إلى
طلوع الفجر كان العلم محيطا بأن المجامع قبل طلوع الفجر يطرقه فاعلا
250

ما قد إباحة الله له في نص تنزيله ولا سبيل لمن هذا فعله إلى الاغتسال
إلا بعد طلوع الفجر ولو كان إذا أدركه الصبح قبل أن يغتسل لم
يجز له الصوم كان الجماع قبل طلوع الفجر بأقل وقت يمكن الاغتسال
فيه محظورا غير مباح وفي إباحة الله عز وجل الجماع في جماع
الليل بعدما كان محظورا بعد النوم بان وثبت أن الجنابة الباقية بعد
طلوع الفجر بجماع في الليل مباح لا يمنع الصوم فخبر عائشة وأم
سلمة رضي الله عنهما في صوم النبي صلى الله عليه وسلم بعد ما كان
يدركه الصبح جنبا ناسخ لخبر الفضل بن عباس لأن هذا الفعل من
النبي صلى الله عليه وسلم يشبه أن يكون بعد نزول إباحة الجماع إلى
طلوع الفجر فاسمع الآن خبرا عن غالبا الوحي للنبي صلى الله عليه
وسلم بصحة ما تأولت خبر الفضل بن عباس رحمه الله
حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد يعني بن
مسلم قال سمعت بن ثوبان وهو عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان
عن أبيه عن تثبت عن قبيصة بن ذؤيب
أنه أخبر زيد بن ثابت عن قول أبي هريرة أنه قال من اطلع عليه
الفجر في شهر رمضان وهو جنب لم يغتسل أفطر وعليه
القضاء فقال زيد بن ثابت إن الله كتب علينا الصيام كما كتب علينا
الصلاة فلو أن رجلا طلعت عليه الشمس وهو نائم كان يترك الصلاة
قال قلت لزيد فيصوم ويصوم يوما آخر فقال زيد يومين
بيوم
باب الدليل على أن جنابة النبي صلى الله عليه وسلم التي
أخر الغسل بعدها إلى طلوع الفجر فصام كان من جماع لا من احتلام
251

حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن يحيى بن
سعيد الأنصاري عن عراك بن مالك عن عبد الملك بن أبي بكر عن
أبيه عن أمه أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من النساء من
غير حلم ثم يظل صائما
باب الدليل على أن الصوم جائز لكل من مطرف جنبا
واغتسل بعد طلوع الفجر والزجر عن أن يقال كان هذا خاصا للنبي
صلى الله عليه وسلم مع الدليل على أن كل ما فعله النبي صلى الله عليه
وسلم مما لم يجز أنه خاص له فعلى الناس التأسي به واتباعه صلى الله
عليه وسلم
حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن
جعفر عن عبد الله يعني بن عبد الرحمن بن معمر أبي طوالة أن أبا
يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة
أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه وهي تسمع
من وراء الباب فقال يا رسول الله تدركني الصلاة وأنا جنب أفأصوم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا تدركني الصلاة وأنا
جنب فأصوم فقال لست مثلنا يا رسول الله قد ورجاله الله لك ما تقدم
من ذنبك وما تأخر فقال والله يعني إني لأرجو أن أكون
أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي
قال أبو بكر هذا الرجاء من الجنس الذي أقول إنه جائز أن
يقول المرء فيما لا يشك فيه ولا يمتري وأنا أرجو أن يكون كذا وكذا
إذ لا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مستيقنا غير شاك ولا
252

مرتاب أن كان أخشى القوم لله وأعلمهم بما يتقي وهذا من الجنس
الذي روي عن علقمة بن قيس أنه قيل له أمؤمن أنت قال أرجو
ولا شك ولا ارتياب أنه كان من المؤمنين الذين كان يجري عليهم أحكام
المؤمنين من المناكحات والمبايعات وشرائع الإسلام وقد بينت هذه
المسألة في كتاب الإيمان فاسمع الدليل الواضح أن النبي صلى الله عليه
وسلم أراد بقوله إني لأرجو ما أعلمت أنه قد أقسم بالله أنه أشدهم
خشية
حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان
عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمر فرغب عنه
رجال فقال ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه والله إني
لأعلمهم بالله وأشدهم خشية
جماع أبواب
الصوم في السفر من أبيح له الفطر في رمضان عند المسافر
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم
في السفر بلفظة مختصرة من غير ذكر السبب الذي قال له تلك المقالة
توهم بعض العلماء من لم يفهم السبب أن الصوم في السفر غير
جائز حتى أمر بعضهم الصائم في السفر بإعادة الصوم بعد في الحضر
حدثنا عبد الجبار بن العلاء العطار حدثنا سفيان
قال سمعت الزهري يقول أخبرني صفوان ح وحدثنا الحسن بن
محمد الزعفراني وسعيد بن عبد الرحمن قالا حدثنا سفيان عن
253

الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن الزهري
عن صفوان بن عبد الله بن صفوان عن أم الدرداء عن كعب بن
عاصم الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس من البر
الصوم في السفر
لم ينسب الحسن كعبا ولم يقل المخزومي الأشعري خرجت
هذه اللفظة من كتاب الكبير
باب ذكر السبب الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم
ليس من البر الصيام في السفر
حدثنا أبو موسى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري عن
محمد بن عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب عن جابر بن عبد الله
قال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا قد اجتمع الناس
عليه وقد ظلل عليه فقالوا هذا رجل صائم فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم ليس البر أن تصوموا في السفر
قال أبو بكر فهذا الخبر دال على أن النبي صلى الله عليه وسلم
إنما قال هذه المقالة إذ الصائم المسافر غير قابل يسر الله حتى اشتد به
الصوم واحتيج إلى أن يظل
وفي خبر سعيد بن يسار عن جابر فغشي عليه
فجعل ينضح الماء أي عليه
قال النبي صلى الله عليه وسلم إنما قال ليس البر الصوم في
254

السفر أي ليس البر الصوم في السفر حتى يغشى على الصائم
ويحتاج إلى أن يظلل وينضح عليه إذ الله عز وجل رخص للمسافر في
الفطر وجعل له أن يصوم في أيام أخر واعلم في محكم تنزيله أنه أراد
بهم اليسر لا العسر في ذلك فمن لم يقبل يسر الله جاز أن يقال له
ليس أخذك بالعسر فيشتد العسر عليك من البر وقد يجوز أن يكون
في هذا الخبر ليس البر أن تصوموا في السفر أي ليس كل البر
هذا قد يكون البر أيضا أن تصوموا في السفر وقبول رخصة
الله والإفطار في السفر
وسأدلل قال بعد إن شاء الله عز وجل على صحة هذا التأويل
حدثنا بخبر سعيد بن يسار بندار قال حدثنا حماد بن مسعدة
عن بن أبي ذئب
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في تسمية
الصوم في السفر عصاة من غير ذكر العلة التي أسماهم بهذا الاسم
توهم بعض العلماء أن الصوم في السفر غير جائز لهذا الخبر
حدثنا محمد بن بشار بندار حدثنا عبد الوهاب بن
عبد المجيد حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة
فصام حتى بلغ كراع الغميم وصام الناس ثم دعا بقدح من ماء
فرفعه حتى نظر الناس إليه ثم شربه فقيل له بعد ذلك إن بعض
الناس قد صام قال أولئك العصاة أولئك العصاة
حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي حدثنا أنس بن عياض عن
جعفر بن محمد بهذا الإسناد
255

باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما سماهم
عصاة إذ أمرهم بالإفطار وصاموا ومن أمر بفعل وإن كان الفعل مباحا
فرضا واجبا فترك ما أمر به المباح جاز أن يسمى عاصيا
حدثنا أحمد بن سنان الواسطي حدثنا يزيد بن هارون
حدثنا حماد عن أبي الزبير عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم سافر في رمضان فاشتد الصوم
على رجل من أصحابه فجعلت راحته تهيم به تحت الشجرة فأخبر
النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يفطر ثم دعا النبي صلى الله عليه
وسلم بإناء فوضعه على يده ثم شرب والناس ينظرون
حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن
الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت
رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمر
فرغب عنه رجال فقال ما بال رجال آمرهم بالأمر يرغبون عنه والله
إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية
قال أبو بكر وفي خبر أبي سعيد أن النبي صلى الله
عليه وسلم أتى على نهر من ماء السماء من هذا الجنس أيضا قال في
الخبر إني لست مثلكم إني راكب التجارة مشاة إني أيسركم
فهذا الخبر دل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صام وأمرهم بالفطر في
الابتداء إذا كان الصوم لا يشق عليه إذا كان راكبا له ظهر لا يحتاج إلى
المشي وأمرهم بالفطر إذ كانوا مشاة يشتد عليهم الصوم مع الرجالة
256

فسماهم صلى الله عليه وسلم عصاة إذ امتنعوا من الفطر بعد أمر النبي
صلى الله عليه وسلم إياهم بعد علمه أن يشتد الصوم عليهم إذ لا ظهر لهم
وهم يحتاجون إلى المشي
باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر
أصحابه بالفطر عام فتح مكة إذ الفطر أقوى لهم من الحرب لا أن الصوم
في السفر غير جائز
حدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن معاوية عن ربيعة عن يزيد حدثني قزعة قال
أتيت أبا سعيد وهو مكثور عليه فلما تفرق الناس عنه قلت
لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه وسألته عن الصوم في السفر فقال
سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام
فنزلنا منزلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم قد دنوتم
من عدوكم والفطر أقوى لكم فكانت رخصة فمنا من صام
ومنا من أفطر ثم نزلنا منزلا آخر فقال إنكم مصبحي عدوكم
والفطر أقوى لكم فأفطروا فكانت عزمة فأفطرنا ثم قال
فلقد رأيتنا نصوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك في السفر
قال أبو بكر فهذا الخبر بين واضح النبي صلى الله عليه
وسلم سماهم عصاة إذ عزم عليهم في الفطر ليكون أقوى لهم على
عدوهم إذ قد دنو منهم ويحتاجون إلى محاربتهم فلم يأتمروا لأمره
لأن خبر جابر في عام الفتح وهذا الخبر في تلك السفرة أيضا فلما
عزم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم بالفطر يكون الفطر أقوى لهم
فصاموا حتى كان يغشى على بعضهم ويحتاج إلى أن يظلل وينضح
الماء عليه فيضعفوا عن محاربة عدوهم جاز أن يسميهم عصاة إذ أمرهم
بالتقوى لعدوهم فلم يطيعوا ولم يتقووا لهم
257

باب التغليظ في ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم رغبة
عنها وجائز لأن يسمى تارك السنة عاصيا إذا تركها رغبة عنها لا
بتركها إذ الترك غير معصية وفعلها فضيلة
حدثنا محمد بن الوليد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن حصين عن مجاهد عن عبد الله بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من رغب عن سنتي فليس
مني
باب ذكر إسقاط فرض الصوم عن المسافر إذ هو مباح له
الفطر في السفر على أن يصوم في الحضر من أيام أخر لا أن الفرض
ساقط عنه لا تجب عليه إعادته
قال الله عز وجل فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من
أيام أخر
قال أبو بكر خبر أنس بن مالك القشيري خرجته
بعد في إباحة الفطر في رمضان للحامل والمرضع
باب ذكر البيان أن الفطر في السفر رخصة لا ان حتما
عليه أن يفطر
حدثنا يونس بن عبد الأعلى حدثنا عبد الله بن وهب
ح وأخبرني عبد الحكم أن بن وهب أخبرهم أخبرني بن
الحارث عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح عن
حمزة بن عمرو الأسلمي أنه قال
258

يا رسول الله أجد بي قوة على الصيام في السفر فهل علي جناح
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هي رخصة من الله فمن أخذ
بها فحسن ومن أحب أن يصوم
فلا جناح عليه قال وفي خبر محمد
بن عبد الرحمن بن ثوبان عن جابر قال قال النبي صلى الله عليه
وسلم فعليكم برخصة الله التي رخص لكم فاقبلوها
باب استحباب الفطر في السفر في رمضان لقبول رخصة
الله التي رخص لعباده المؤمنين إذ الله يحب قابل رخصته
حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا أبي
حدثنا بكر بن مضر عن عمارة بن غزية عن حرب بن قيس وزعم
عمارة أنه رضى عن نافع عن بن عمر
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يحب أن تؤتي
رخصه كما يحب أن تترك معصيته
باب ذكر تخيير المسافر بين الصوم والفطر إذ الفطر
رخصة والصوم جائز مع الدليل على أن قوله ليس البر وليس
من البر الصوم في السفر على ما تأولت لأن الصوم في السفر ليس من البر إذ ما ليس من
البر فمعصية ولو كان الصوم في السفر معصية
لما جعل للمسافر الخيار بين الطاعة والمعصية والنبي صلى الله عليه وسلم
خير المسافر بين الصوم والإفطار
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن هشام
بن عروة وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن هشام ح وحدثنا
محمد بن الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد يعني بن بكر أخبرنا
شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أن حمزة بن عمرو
الأسلمي
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصوم في السفر وكان رجلا
259

يسرد الصوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم أنت بالخيار إن
شئت فصم وإن شئت فأفطر
حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا مروان بن
معاوية ها حدثنا عاصم الأحول عن أبي نضرة عن أبي سعيد
الخدري وجابر بن عبد الله
انهما سافرا مع النبي صلى الله عليه وسلم وكان يصوم
الصائم ويفطر المفطر فلا يعيب المفطر على الصائم ولا الصائم على
المفطر
قال أبو بكر هذا باب طويل خرجته في كتاب الكبير
باب استحباب الصوم في السفر لمن قوي عليه والفطر لمن
ضعف عنه
حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الوهاب يعني
الثقفي ح وحدثنا بندار أيضا حدثنا سلم بن نوح قالا حدثنا
الجريري ح وحدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب بن إسماعيل حدثنا
سعيد وهو الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال
سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا
الصائم ومنا المفطر فلم يعب المفطر على الصائم ولا الصائم على
المفطر وكانوا يرون أن من وجد قوة فصام أن ذلك حسن جميل
ومن وجد ضعفا فأفطر فذلك حسن جميل
هذا حديث الثقفي غير أنه لم يقل في رمضان
ولم يقل سالم بن نوح جميل وقال يرون
وفي حديث بن علية كنا نغدو مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولم يقل في رمضان
260

باب استحباب الفطر في السفر إذا عجز عن خدمة نفسه
إذا صام
حدثنا عبدة بن عبد الله ومحمد بن خلف الحدادي
قالا حدثنا أبو داود الحفري حدثنا سفيان عن الأوزاعي عن يحيى
بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران فأتي بطعام
فقال لأبي بكر وعمر أدنوا فكلا فقالا إنا صائمان فقال
اعملوا لصاحبيكم ارحلوا لصاحبيكم أدنوا فكلا قال محمد
بن خلف حدثني سفيان بن سعيد الثوري
قال أبو بكر هذا الخبر أيضا من الجنس الذي ذكرت
قبل أن للصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار إذ النبي صلى
الله عليه وسلم قد أمرهما بالأكل بعد ما أعلماه عن أنهما صائمان
باب ذكر الدليل على أن الفطر الخادم في السفر أفضل
من الصائم المخدوم في السفر
حدثنا محمد بن العلاء بن كريب عن حفص بن الصالح
عن عاصم عن مورق عن أنس بن مالك قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفر فصام بعض
وأفطر بعض فتحزم المفطرون وعملوا وضعف الصوام عن بعض
العمل فقال في ذلك ذهب المفطرون اليوم بالأجر
حدثنا سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية حدثنا عاصم
عن مورق عن أنس قال
261

كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فمنا الصائم ومنا
المفطر فنزلنا منزلا في يوم حار شديد الحر فمنا من يتقي الشمس
بيده وأكثرنا ظلا صاحب الكساء يستظل بها الصائمون وقام
المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذهب المفطرون اليوم بالأجر
باب الرخصة في صوم بعض رمضان وفطر بعض في السفر
قال أبو بكر خبر بن عباس صام رسول الله صلى
الله عليه وسلم عام الفتح في رمضان حتى بلغ الكديد ثم أفطر
باب ذكر خبر توهم بعض العلماء أن الفطر في السفر ناسخ
لإباحة الصوم في السفر
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا
الزهري ح وحدثنا علي بن خشرم أخبرنا بن عيينة عن الزهري عن
عبيد الله بن عبد الله عن بن عباس قال
صام رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح حتى إذا بلغ
الكديد أفطر وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من قول رسول الله صلى
الله عليه وسلم
هذا حديث عبد الجبار وزاد قال سفيان لا أدري هذا من
قول بن عباس أو من قول عبيد الله أو من قول الزهري
باب ذكر البيان على أن هذه الكلمة وإنما يؤخذ بالآخر
ليس من قول بن عباس
حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا عبيدة بن
262

حميد حدثنا منصور ح وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير
عن منصور عن مجاهد عن طاوس عن بن عباس قال
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة يريد مكة
فصام حتى أتى عسفان فدعا بإناء فوضعه على يده حتى نظر إليه
الناس ثم أفطر وكان بن عباس يقول من شاء صام ومن شاء
أفطر
هذا حديث الحسن بن محمد
وقال يوسف سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان
فصام حتى بلغ عسفان ثم دعا بإناء فشرب نهارا ليراه الناس
ثم أفطر حتى قدم مكة قال كان بن عباس يقول صام رسول الله
صلى الله عليه وسلم في السفر وأفطر ومن شاء صام ومن شاء أفطر
قال أبو بكر هذا الخبر يصرح أن بن عباس كان يرى صوم
النبي صلى الله عليه وسلم في السفر في الابتداء وإفطاره بعد هذا من
الجنس المباح أن كلا الفعلين جائز لا أن إفطاره بعد بلوغه عسفان كان
نسخا لما تقدم من صومه
باب ذكر دليل ثان على أن أمر النبي صلى الله عليه
وسلم بالفطر عام الفتح لم يكن بناسخ لإباحته الصوم في السفر
خبر قزعة بن يحيى عن أبي سعيد قال
263

ولقد رأيتنا نصوم بعد ذلك في السفر مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم أمليته قبل
باب الرخصة في الفطر في رمضان في السفر لمن قد صام
بعضه في الحضر خلاف مذهب من أوجب عليه الصوم في السفر إذا كان
قد صام بعضه في الحضر توهم أن قوله فمن شهد منكم الشهر
فليصمه البقرة ان من شهد بعض الشهر وهو حاضر غير
مسافر فوجب عليه صوم جميع الشهر وإن سافر في بعضه
حدثنا محمد بن معمر بن ربعي القيسي حدثنا أبو
عاصم عن سعيد بن عبد العزيز التنوخي حدثنا عطية بن قيس
حدثنا قزعة بن يحيى عن أبي سعيد الخدري قال
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لليلتين خلتا من رمضان
فخرجنا صواما حتى بلغنا الكديد أمرنا بالفطر فأصبحنا شرحين
منا الصائم ومنا المفطر حتى إذا بلغنا مر الظهران أعلمنا بلقاء العدو
أمرنا بالفطر فأفطرنا
قال أبو بكر خبر بن عباس وأبي نضرة عن أبي سعيد من
هذا الباب
باب إباحة الفطر في رمضان في السفر يوم قد مضى بعضه
والمرء ناو للصوم فيه
قال أبو بكر قد أمليت خبر أبي سعيد الخدري
264

حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي حدثنا
بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني حميد أن بكر بن عبد الله
المزني حدثه قال سمعت أنس بن مالك يقول
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه أصحابه
فشق عليهم الصوم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماء
فشرب وهو على راحلته والناس ينظرون إليه
باب إباحة الفطر في اليوم الذي يخرج فيه المرء فيه مسافرا
من بلده إن ثبت الخبر ضد مذهب من زعم أنه إذا دخل في الصوم
مقيما ثم سافر لم يجز له الفطر وإباحة الفطر إذا جاوز المرء بيوت
البلدة التي يخرج منها وإن كان قريبا يرى بيوتها
أخبرنا الأستاذ أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني قراءة عليه أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن
إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو بكر بن إسحاق بن خزيمة حدثنا أبو موسى
محمد بن الثنى حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ حدثنا سعيد هو
بن أبي أيوب حدثني يزيد بن أبي حبيب أن كليب بن ذهل الحضرمي
حدثه عن عبيد بن جبير قال
ركبت مع أبي بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه
وسلم في سفينة من الفسطاط في شهر رمضان فدفع ثم قرب غداءه
265

فقال اقترب قلت ألست ترى البيوت فقال أبو بصرة أترغب
عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أبو بكر لست أعرف كليب بن ذهل ابن عبيد بن جبير
ولا أقبل دين من لا أعرفه بعدالة
باب الرخصة في الفطر في رمضان في مسيرة أقل من
يوم وليلة إن ثبت الخبر فإني لا اعرف منصور بن زيد الكلبي هذا
بعدالة ولا جرح
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي
وشعيب قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب ح وحدثنا
محمد بن يحيى أخبرنا بن أبي مريم أخبرنا الليث حدثني يزيد بن
أبي حبيب عن أبي الخير عن منصور الكلبي
أن دحية بن خليفة خرج من قريته إلى قرية عقبة بن عامر من
الفسطاط في رمضان فأفطر وأفطر معه الناس وكره آخرون أن
يفطروا فلما رجع إلى قريته قال والله لقد رأيت اليوم أمرا ما
كنت أظن أراه إن قوما رغبوا عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأصحابه يقول في ذلك للذين صاموا قال عند ذلك اللهم اقبضني
إليك
وقال بن عبد الحكم خرج من قريته بدمشق المزة إلى قدر قرية
عقبة بن عامر ثم أنه أفطر والباقي لفظا واحدا
قال محمد بن يحيى بن لهيعة يقول في هذا منصور بن زيد
الكلبي
266

باب الرخصة للحامل والمرضع في الإفطار
والبيان أن فرض الصوم ساقط عنهما في رمضان على أن يقضيا من أيام
أخر إذ النبي صلى الله عليه وسلم قرنهما أو إحديهما إلى المسافر
فجعل حكمهما أو حكم إحديهما حكم المسافر
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي وأبو هاشم زياد
بن أيوب قالا حدثنا إسماعيل وهو بن علية حدثنا أيوب قال
كان أبو قلابة حدثني هذا الحديث ثم قال لي هل لك في الذي حدثنيه
فدلني عليه فلقيته فقال حدثني قريب لي يقال له أنس بن مالك
قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل كانت لي أخذت
فوافقته وهو يأكل فدعاني إلى طعامه فقلت إني صائم فقال
أدن أو قال هلم أخبرك عن ذاك إن الله وضع عن المسافر الصوم
وشطر الصلاة وعن الحبلى والمرضع فكان بعد ذلك يقول ألا
أكلت من طعام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعاني إليه
قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي أعلمت في كتاب
الإيمان أن اسم النصف قد يقع على جزء من أجزاء الشئ وإن لم يكن
نصفا على دابة والتمام أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم في هذا
الخبر أن الله عز وجل وضع عن المسافر شطر الصلاة والشطر في هذا
الموضع النصف لا القبل ولا التلقاء والجهة حنث قوله تعالى
فول وجهك شطر المسجد الحرام ولم يضع الله
على المسافر نصف فريضة الصلاة على دابة والتمام لأنه لم
يضع من صلاة الفجر ولا من صلاة المغرب عن المسافر شيئا
267

حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن
سفيان عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس قال
أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو يتغدى فقال أدنه
قال إني صائم فقال أدنه أحدثك عن الصيام إن الله قد وضع
عن المسافر الصيام وشطر الصلاة وعن الحبلى أو المرضع
قال أبو بكر أنس بن مالك الأنصاري هو من بني عبد الله بن
مالك
حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن أبي هلال
عن عبد الله بن سوادة عن أنس بن مالك رجل من بني عبد الله بن
مالك حدثني الحسن بن محمد حدثني عفان حدثنا أبو هلال ح
وحدثنا الحسن أيضا حدثنا عاصم بن علي حدثنا أبو هلال فذكر
الحديث فقال عفان في حديثه عن أنس بن مالك وليس بالأنصاري
وقال عفان في حديثه والمرضع
باب ذكر إسقاط فرض الصوم عن النساء أيام حيضهن
حدثنا محمد بن يحيى وزكريا بن يحيى بن أبان قالا
268

حدثنا بن أبي مريم أخبرنا محمد بن جعفر أخبرني زيد وهو بن
أسلم عن عياض بن عبد الله عن أبي سعيد الخدري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما رأيت من ناقصات عقل
ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن يا معشر النساء فقلن
له ما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل
نصف شهادة الرجل قلن بلى قال ذلك لنقصان عقلها أليس
إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصم قال فذلك من نقصان دينها
هذا حديث محمد بن يحيى
باب ذكر الدليل على أن الحائض يجب عليها قضاء الصوم
في أيام طهرها والرخصة لها في تأخير قضاء الصوم الذي أسقط
الفرض عنها في أيام حيضها إلى شعبان
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن يحيى
قال سمعت أبا سلمة يقول سمعت عائشة تقول
كان يكون علي الصيام من رمضان فما أقضيه حتى يأتي شعبان
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد عن
يحيى عن أبي سلمة عن عائشة بمثله
حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا بن
جريج حدثني يحيى بن سعيد قال سمعت أبا سلمة بن
عبد الرحمن
قال سمعت عائشة تقول
269

قد كان علي شئ من رمضان ثم لا أستطيع أن أصومه حتى
يجئ شعبان وظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم
يحيى يقوله قال وكان يستنظره ما لم يدركه رمضان آخر
حدثنا علي بن شعيب حدثنا أبو النضر حدثنا
الأشجعي عن سفيان عن السدي عن البهي عن عائشة قالت
ما كنت أقضي ما يبقى علي من رمضان زمن النبي صلى الله عليه وسلم
إلا في شعبان
حدثنا إبراهيم بن مسعود الهمداني حدثنا أبو أسامة
حدثنا زائدة عن إسماعيل السدي عن عبد الله البهي عن
عائشة مثله
وقال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلها
حدثنا محمد بن عثمان العجلي حدثنا عبيد الله عن
شيبان عن السدي عن عبد الله البهي قال سمعت عائشة تقول
ما قضيت شيئا مما يكون علي من رمضان إلا في شعبان حتى
قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا يحيى بن عبد الله
بن بكير قال سمعت الليث بن سعد يقول سمعت يزيد بن أبي حبيب
وعبيد الله بن أبي جعفر وهما جوهرتا البلاد يقولان فتحت مصر صلحا
باب قضاء ولي الميت صوم رمضان عن الميت إذا مات
وأمكنه القضاء ففرط في قضائه
270

حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب حدثنا عمي
حدثني عمرو بن الحارث عن عبيد الله بن أبي جعفر ح وحدثنا محمد بن
يحيى حدثنا بن أبي مريم أخبرنا يحيى بن أيوب حدثني بن أبي
جعفر وحدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عمرو بن ظافر
حدثنا يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن أبي جعفر عن محمد بن جعفر
وهو بن الزبير عن عروة عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه صيام
صام عنه وليه
باب قضاء الصيام عن المرأة تموت وعليها صيام والدليل
على أن الصائم إذا قضى الحي عن الميت يكون ساقطا عن الميت
كالدين يقضى عنه بعد الموت إذ النبي صلى الله عليه وسلم العطار قضاء
الصوم عن الميت بقضاء الدين عنها
حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر
قال قرأت على الفضيل بن ميسرة عن أبي حريز في المرأة ماتت وعليها
صوم قال حدثني عكرمة عن بن عباس
قال أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله
إن أمي ماتت وعليها صوم خمسة عشر يوما قال أرأيت لو أن
أمك ماتت وعليها دين أكنت قاضيته قالت نعم قال اقضي
دين أمك والمرأة من خثعم
271

باب الأمر بقضاء الصوم بالنذر عن الناذرة إذا ماتت قبل
الوفاء بنذرها
حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي عن شعبة
عن سليمان عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن بن عباس
أن امرأة ركبت البحر فنذرت أن تصوم شهرا فماتت فسأل
أخوها النبي صلى الله عليه وسلم فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن
يصوم عنها
باب ذكر البيان أن من قضى الصوم عن الناذر والناذرة من
من ولي أو قريب أو بعيد أو ذكر أو أنثى أو حر أو عبد أو حرة أو أمة
فالقضاء جائز عن الميت إذ النبي صلى الله عليه وسلم العطار قضاء صوم
النذر عن الميتة بقضاء الدين عنها والدين إذا قضي عن الميت أو الميتة
كان القاضي من كان من قريب أو بعيد حر أو عبد والدين ساقط عن
الميت مع الدليل على أن قضاء الصوم عن الميت أحق من قضاء
الدين عنه إذ النبي صلى الله عليه وسلم أعلم أن الصوم من حقوق الله
وأن قضاءه أحق من قضاء حقوق الآدميين
حدثنا عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو خالد
حدثنا الأعمش عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين عن سعيد
بن جبير وعطاء ومجاهد عن بن عباس قال
جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن أختي
ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين قال أرأيت إن كان على أختك
دين أكنت قضيته قالت نعم قال فحق الله أحق
قال أبو بكر لم يقل أحد عن الحكم وسلمة بن كهيل إلا هو
272

باب الإطعام عن الميت يموت وعليه صوم لكل يوم مسكينا
إن صح الخبر فإن في القلب من أشعث بن سوار رحمه الله لسوء حظه
حدثنا علي بن معبد حدثنا صالح بن عبد الله الترمذي
حدثنا عبثر عن الأشعث عن محمد وهو بن أبي ليلى
عن نافع عن بن عمر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مات وعليه صيام شهر
فليصم عنه مكان كل يوم مسكينا
قال أبو بكر هذا عندي محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
قاضي الكوفة
باب قدر مكيلة ما يطعم كل مسكين في كفارة الصوم إن
ثبت الخبر فإن في القلب من هذا الإسناد
حدثنا أحمد بن داود بن زياد الضبي الواسطي بالأيلة
حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا شريك بن عبد الله عن بن أبي ليلى
عن نافع عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مات وعليه رمضان لم
يقضه فليطعم عنه لكل يوم نصف صاع من بر
جماع أبواب
وقت الإفطار وما يستحب أن يفطر عليه
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في وقت
الفطر بلفظ خبر معناه عندي معنى الأمر
حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا سفيان ح وحدثنا
الحسن بن محمد بن الصباح الزعفراني حدثنا أبو معاوية قالا
273

حدثنا هشام بن عروة ح وحدثنا هارون بن إسحاق حدثنا عبدة عن
هشام عن أبيه عن عاصم بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أقبل الليل وأدبر
النهار وغربت الشمس أفطر الصائم قال هارون بن إسحاق فقد أفطرت
وقال أحمد بن عبده إذا أقبل الليل من هاهنا ولم يقل أحمد
ابن هارون لي
قال أبو بكر هذه اللفظة فقد أفطر الصائم لفظ خبر
ومعناه معنى الأمر أي فليفطر الصائم إذ قد حل له الإفطار ولو
كان معنى هذه اللفظة معنى يسير كان جميع الصوام فطرهم وقتا
واحد ولم يكن لقوله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير
ما عجلوا الفطر ولقوله لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس
الفطر معنى ولا كان لقوله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك
وتعالى أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا معنى لو كان الليل إذا أقبل
وأدبر النهار وغابت الشمس كان الصوام جميعا يفطرون ولو كان
فطر جميعهم في وقت واحد لا يتقدم فطر أحدهم غيره لما كان لقوله
صلى الله عليه وسلم من وجد تمرا فليفطر عليه ومن لم يجد
فليفطر على الماء معنى ولكن معنى قوله فقد أفطر أي فقد
حل له الفطر والله أعلم
باب ذكر دوام الناس على الخير ما عجلوا الفطر وفيه
كالدلالة على أنهم إذا أخروا الفطر وقعوا في الشر
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بن أبي
حازم عن أبيه عن سهل وهو بن سعد ح وحدثنا محمد بن
بشار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان ح وحدثنا جعفر بن محمد
حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال
274

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزال الناس بخير
ما عجلوا الفطر
باب ذكر ظهور الدين ما عجل الناس فطرهم والدليل
على أن اسم الدين قد يقع على بعض شعب الإسلام
حدثنا محمد بن بشار حدثنا عبد الأعلى حدثنا
محمد بن عمرو ح وحدثنا علي بن خشرم حدثنا علي بن محمد ح
وحدثنا محمد بن إسماعيل الأحمس حدثنا المحاربي عن محمد بن
عمرو وعن أبي سلمة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال الدين ظاهرا ما عجل
الناس الفطر إن اليهود والنصارى يؤرخون
باب ذكر استحسان سنة المصطفى محمد صلى الله عليه
وسلم ما لم ينتظر بالفطر قبل طلوع النجوم
حدثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي حدثنا عبد الرحمن
بن مهدي حدثنا سفيان عن أبي حازم عن سهل بن
سعد قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال أمتي على سنتي
ما لم تنتظر بفطرها النجوم قال وكان النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شئ فإذا قال غابت الشمس
أفطر
قال أبو بكر هكذا حدثنا به بن أبي صفوان وأهاب أن يكون
الكلام الأخير عن غير سهل بن سعد لعله من كلام الثوري أو من قول
أبي حازم فأدرج في الحديث
275

باب ذكر حب الله عز وجل المعجلين للإفطار والدليل
على ضد قول بعض أهل عصرنا ممن زعم أنه غير جائز أن يقال أحب
العباد إلى الله أعجلهم فطرا إلا أن يكون الله يحب جميع عباده وخالفنا
في باب أفعل فادعى مالا يحسنه فقد بينت باب أفعل في غير موضع من
كتبنا في كتاب معاني القرآن والكتب المصنفة من المسند
حدثنا علي بن سهل الرملي حدثنا الوليد نا الأوزاعي
حدثني قرة بن عبد الرحمن بن حيوئيل أنه سمع الزهري يحدث ح
وحدثنا عمرو بن علي حدثنا أبو عاصم حدثنا الأوزاعي حدثنا قرة
بن عبد الرحمن حدثنا بن شهاب وهو الزهري عن أبي سلمة
بن عبد الرحمن عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال الله تبارك
وتعالى أحب عبادي إلي أعجلهم فطرا
باب استحباب الفطر قبل صلاة المغرب
حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا محمد بن
عبد العزيز الواسطي حدثنا شعيب بن إسحاق حدثنا سعيد بن أبي
عروبة ح وحدثنا موسى بن سهل الرملي حدثنا محمد بن عبد العزيز
حدثنا القاسم بن غصن عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس
بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي المغرب حتى يفطر ولو
كان شربة من ماء
قال موسى بن سهل
أصله كوفي يعني القاسم بن غصن
روى عنه وكيع وسليمان بن حيان
276

باب إعطاء مفطر الصائم مثل أجر الصائم من غير أن
ينتقص الصائم من أجره شيئا
حدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا
عبد الملك ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا يزيد
يعني بن زريع حدثنا سفيان بن سعيد حدثنا محمد بن عبد
الرحمن بن أبي ليلى كلاهما عن عطاء بن أبي رباح عن زيد بن خالد
الجهني قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جهز غازيا أو جهز
حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن
ينتقص من أجورهم شئ
هذا حديث الصنعاني ولم يقل علي أو جهز حاجا
باب استحباب الفطر على الرطب إذا وجد وعلى التمر
إذا لم يوجد الرطب
حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا مسكين بن
عبد الرحمن التميمي حدثني يحيى بن أيوب عن حميد الطويل عن
أنس بن مالك
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان صائما لم
يصل حتى نأتيه برطب وماء فيأكل ويشرب إذا كان الرطب وأما
الشتاء لم يصل حتى نأتيه بتمر وماء
277

حدثنا محمد بن محرز عن حسين بن علي الجعفي عن زائدة عن
حميد الطويل بهذا
باب استحباب الفطر على الماء إذا أعوز الصائم الرطب
والتمر جميعا
حدثنا محمد بن عمرو بن علي بن مقدم وأبو بكر بن إسحاق
قالا حدثنا سعيد بن عامر عن شعبة عن عبد العزيز بن حبيب
عن أنس بن مالك قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجد تمرا فليفطر
عليه ومن لا فليفطر على ماء فإنه طهور
قال أبو بكر هذا لم يروه عن سعيد بن عامر عن شعبة إلا هذا
باب الدليل على أن الأمر بالفطر على التمر إذا كان موجودا
أمر اختيار واستحباب طالبا للبركة إذ التمر بركة وأن الأمر بالفطر على
الماء إذا أعوز التمر أمر استحباب واختيار إذ الماء طهور لا أن
الأمر بذلك أمر فرض وإيجاب
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان ح وحدثنا
أحمد بن عبدة حدثنا حماد يعني بن زيد كلاهما عن عاصم
وحدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا عاصم عن حفصة
بنت سيرين عن الرباب عن عمها سليمان بن عامر الضبي قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول الصدقة على المسكين
صدقة وهي على القريب صدقتان صدقة وصلة وقال صلى الله
عليه وسلم إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة فإن لم
278

يجد فماء فإنه طهور وقال صلى الله عليه وسلم اذبحوا عن
الغلام عقيقته وأميطوا عنه الأذى واهريقوا عنه دما
هذا حديث عبد الجبار
وقال الآخران قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر
أحدكم فليفطر على تمر فإن لم يجد فليفطر على ماء فإنه طهور
ولم يذكر قصة الصدقة ولا العقيقة
باب الزجر عن الوصال في الصوم وذكر ما خص الله به
نبيه صلى الله عليه وسلم من إباحة الوصال إذ الله تبارك وتعالى فرق
بينه وبين أمته في ذلك أن كان الله يطعمه ويسقيه صارت دونهم مكرمة له صلى الله عليه وسلم
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال
قالوا يا رسول الله إنك واصل قال إني لست كأحدكم إني أبيت
يطعمني ربي ويسقيني
حدثنا عبد الله بن محمد الزهري حدثنا أبو سعيد
يعني مولى بني هاشم عن شعبة عن قتادة عن أنس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال
قالوا يا رسول الله إنك تواصل قال إني أبيت أطعم وأسقى
باب تسمية الوصال بتعمق في في الدين
279

حدثنا عمرو بن علي حدثنا خالد بن الحارث حدثنا
حميد وحدثنا محمد بن بشار حدثني بن أبي عدي عن حميد عن
ثابت عن أنس قال
واصل النبي صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان فواصل ناس
من المسلمين فبلغه ذلك فقال لو الفساد لنا الشهر لواصلت وصالا
يدع المتعمقون التعمق لستم مثلي إني أظل فيطعمني ربي ويسقيني
باب الدليل على أن الوصال منهي عنه إذ ذلك يشق
على المرء خلاف ما يتأوله بعض المتصوفة ممن يفطر على اللقمة أو
الجرعة من الماء فيعذب نفسه ليالي وأياما
حدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا عمارة
بن القعقاع عن بن أبي نعيم قال سمعت أبا هريرة يذكر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والوصال قالها
ثلاثا قالوا فإنك تواصل يا رسول الله قال لستم في ذلك مثلي
إني أبيت يطعمني ويسقيني فاكلفوا من العمل ما تطيقون
باب النهي عن الوصال إلى السحر إذ تعجيل الفطر أفضل
من تأخيره إن كان الوصال إلى السحر قد إباحة المصطفى صلى الله
عليه وسلم
حدثنا أحمد بن منيع حدثنا عبيدة يعني بن حميد
عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يواصل إلى السحر ففعل
280

بعض أصحابه فنهاه فقال يا رسول الله إنك تفعل ذلك قال
لستم مثلي إني أظل عند ربي يطعمني ويسقيني
باب إباحة الوصال إلى السحر وإن كان تعجيل الفطر
أفضل
أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب
أخبرهم أخبرني عمرو بن مالك الشرعبي عن بن الهاد عن عبد الله
بن خباب عن أبي سعيد الخدري
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله يعني مثل حديث
بن عمر في الوصال
قال فأيكم واصل من سحر إلى سحر
باب ذكر الدليل عن أن لا فرض على المسلمين من الصيام
غير رمضان إلا ما يجب عليهم بأفعالهم وأقوالهم
قال أبو بكر خبر طلحة بن عبيد الله في مسألة النبي
صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال وصيام رمضان قال هل علي
غيره قال لا إلا أن تطوع
باب الزجر عن قول المرء صمت رمضان كله
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى يعني بن
سعيد حدثنا المهلب بن أبي حبيبة عن الحسن عن أبي بكرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن أحدكم صمت
رمضان كله أو قمت رمضان كله الله أعلم أكره التزكية على أمته
أو قال لا بد من رقدة أو من غفلة
جماع أبواب صوم التطوع
باب فضل الصوم في المحرم إذ هو أفضل الصيام بعد
شهر رمضان
281

حدثنا يوسف بن موسى ومحمد بن عيسى قالا حدثنا جرير عن عبد الملك وهو بن عمير عن محمد بن المنتشر
عن حميد بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة يرفعه قال محمد بن عيسى إلى النبي صلى
الله عليه وسلم قال سئل أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة وأي
الصيام أفضل بعد شهر رمضان فقال أفضل الصلاة بعد المكتوبة
الصلاة في جوف الليل وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم
باب استحباب صوم شعبان ووصله بشهر رمضان إذ
كان أحب الشهور إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصومه
حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا بن وهب
حدثني معاوية وهو بن صالح أن عبد الله بن أبي قيس حدثه أنه
سمع عائشة تقول كان وحدثنا عبد الله بن هاشم حدثنا عبد الرحمن
عن معاوية عن عبد الله بن أبي قيس أنه سمع عائشة تقول
كان أحب الشهور إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصومه
شعبان ثم يصله برمضان
باب إباحة وصل صوم شعبان بصوم رمضان والدليل
على أن معنى خبر أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم إذا انتصف
شعبان فلا تصوموا حتى رمضان أي إلا تواصلوا شعبان برمضان
فتصوموا بن جميع شعبان أو أن يوافق ذلك صوما كان يصومه المرء قبل
ذاك فيصوم ذلك الصيام بعد النصف من شعبان لا أنه نهى عن الصوم
إذ انتصف شعبان نهيا مطلقا
أخبرنا محمد بن عزيز الأيلي أن سلامة حدثهم عن
عقيل قال حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن
حدثتني عائشة قالت
282

ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من أشهر السنة
أكثر من صيامه من شعبان كان يصومه كله
حدثنا الصنعاني محمد بن عبد الأعلى حدثنا خالد
حدثنا هشام عن يحيى وذكر أبا سلمة أن عائشة حدثته وحدثنا أبو
موسى حدثنا أبو عامر حدثنا هشام بن سنبر عن يحيى عن أبي
سلمة عن عائشة بمثله
وزاد قال وكان يقول خذوا من العمل ما تطيقون فإن الله
لا يمل حتى تملوا وكان أحب الصلاة إليه ما داوم عليها منها وإن
قلت وكان إذا صلى صلاة أثبتها
باب بدء النبي صلى الله عليه وسلم بصيام عاشوراء
وصامه
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى عن هشام عن
أبيه عن عائشة أنها قالت
كان يوم عاشوراء يوم تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يصومه فلما قدم يعني المدينة صامه
وأمر بصيامه فلما نزل رمضان فكان رمضان هو الفريضة وترك عاشوراء فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه
باب الدليل على أن بدء صيام عاشوراء كان قبل فرض
صوم شهر رمضان
حدثنا علي بن خشرم حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا
سلم بن جنادة حدثنا أبو معاوية وحدثنا يوسف بن موسى حدثنا
جرير وأبو معاوية جميعا عن الأعمش عن عمارة عن عبد الرحمن
بن يزيد قال
دخل الأشعث بن قيس على عبد الله يوم عاشوراء وهو يتغدى
وقال له عبد الله أدن يا أبا محمد فأطعم قال إني صائم قال
عبد الله هل تدرون ما كان عاشوراء قال وما كان قال كان
283

يصومه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل رمضان ثم تركه
وقال علي بن خشرم ويوسف فلما نزل رمضان تركه
قال يوسف عن عمارة بن عمير
باب ذكر الدليل على أن ترك النبي صلى الله عليه وسلم
صوم عاشوراء بعد نزول فرض صوم رمضان إن شاء تركه لا أنه
كان يتركه على كل حال بل كان يتركه إن شاء تركه ويصوم إن
شاء صامه
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله
أخبرني نافع عن بن عمر
قال كان عاشوراء يوم يصومه أهل الجاهلية فلما نزل
رمضان سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فقال يوم من
أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه
باب ذكر خبر غلط في معناه عالم ممن لم يفهم معنى
الخبر وتوهم أن الأمر لصوم عاشوراء جميعا منسوخ بفرض صوم
رمضان
قال أبو بكر خبر عمار بن ياسر أمرنا بصوم عاشوراء قبل أن
ينزل رمضان فلما نزل رمضان لم نؤمر به خرجته في كتاب الزكاة
حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شيبان
بن عبد الرحمن النحوي عن أشعث بن أبي الشعثاء عن جعفر بن أبي
ثور عن جابر بن سمرة قال
284

كنا نصوم عاشوراء قبل أن يفرض رمضان وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحثنا عليه ويتعهدنا عليه فلما افترض رمضان
لم يحثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتعهدنا عليه وكنا نفعله
قال أبو بكر خبر جابر بن سمرة مبني بخبر عمار بن ياسر
وفيه دلالة على أنهم قد كانوا يصومون عاشوراء بعد نزول فرض
رمضان كخبر بن عمر وعائشة فمن شاء صامه ومن شاء لم يصمه
قال أبو بكر سألني مسدد وهو بعض أصحابنا عن معنى
خبر عمار بن ياسر فقلت له مجيبا له إن النبي صلى الله عليه وسلم
إذا أمر أمته بأمر مرة واحدة لم يجب أن يكون الأمر بذلك في كل
سنة ولا في كل وقت ثان وكان ما أمر به في وقت من الأوقات
فعلى أمته فعل ذلك الشئ إن كان الأمر أمر فرض فالفرض واجب
عليهم أبدا حتى يخبر في وقت ثان أن ذلك الفرض ساقط عنهم وإن
كان الأمر أمر ندب وإرشاد وفضيلة كان ذلك الفعل فضيلة أبدا حتى
يزجرهم عن ذلك الفعل في وقت ثان وليس سكته في الوقت الثاني
بعد الأمر به في الوقت الأول يسقط فرضا إن كان أمرهم في الابتداء
أمر فرض ولا كان سكوته في الوقت الثاني عن الأمر بأمر الفضيلة
ما يبطل أن يكون ذلك الفعل في الوقت الثاني فعل فضيلة لأنه إذا أمر
بالشئ مرة كفى ذلك الأمر إلى الأبد إلا أن يأمر بضده والسكت
لا يفسخ الأمر هذا معنى ما أجبت السائل عن هذه المسألة ولعلي زدت
في الشرح في هذا الموضع على ما أجبت السائل في ذلك الوقت
باب علة أمر النبي صلى الله عليه وسلم
بصيام عاشوراء بعد مقدمة المدينة والدليل على صحة مذهبنا في معنى
285

أولى ضد مذهب من يدعي مالا يحسنه من العلم فزعم أنه غير
جائز أن يقال فلان أولى بفلان من فلان إلا أن يكون لفلان أيضا ولاية
ولو كان على ما زعم كان اليهود أولياء موسى والمسلمون أولى بهم منهم
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا
أبو بشر عن سعيد بن جبير عن بن عباس قال
لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد اليهود يصومون
عاشوراء فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظهر الله فيه
موسى وبني إسرائيل على فرعون ونحن نصومه تعظيما له فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منكم وأمر
بصيامه
حدثنا بشر بن معاذ حدثنا هشيم بن بشير عن أبي بشر بهذا
نحوه قال فصامه وأمر بصومه
قال لنا أبو بكر مسلم بن الحجاج كان سألني عن هذا
باب الدليل على أن أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصيام
عاشوراء لم يكن بأمر فرض وإيجاب بدءا ولا عددا وأنه كان أمر فضيلة
واستحباب
حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا عثمان بن عمر حدثنا
يونس بن يزيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن معاوية
خطب بالمدينة في قدمة قدمها يوم عاشوراء فقال أين علماؤكم
يا أهل المدينة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا
يوم عاشوراء ولم يكتب عليكم صيامه وأنا صائم فمن أحب أن
يصوم فليصم
قال أبو بكر لا يكون لم إلا ماضي
286

باب فضيلة صيام عاشوراء وتحري النبي صلى الله عليه
وسلم صيامه لفضله من بين الأيام خلا صيام رمضان
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا
عبيد الله وهو بن أبي يزيد وأتقنته منه سئل بن عباس عن صيام
يوم عاشوراء فقال
ما علمت رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوما يتحرى فضله
إلا عاشوراء وهذا شهر رمضان
باب ذكر تكفير الذنوب بصيام عاشوراء والبيان أن
العمل الصالح يتقدم الفعل الشئ يكون بعده فيكفر العمل الصالح
الذنوب تكون بعد العمل الصالح لا كما يتوهم من خالفنا في تقديم
كفارة اليمين قبل الحنث وزعم أنه غير جائز أن يتقدم المرء وأشار صالحا
يكفر ذنبا يكون بعده
287

حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا
غيلان وهو بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد هو الزماني
عن أبي قتادة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صيام يوم عاشوراء إني
لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله وصيام يوم عرفة فإني
لأحسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده
قال أبو بكر فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أعلم صيام
يوم عرفة يكفر السنة التي قبله والتي بعده فدل أن العمل الصالح
قد يتقدم الفعل فيكون العمل الصالح المتقدم يكفر السنة التي
تكون بعده
باب استحباب ترك الأمهات إرضاع الأطفال يوم عاشوراء
تعظيما ليوم عاشوراء إن صح الخبر فإن في القلب من خالد بن
ذكوان
عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت أرسل رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى قرى الأنصار التي حول المدينة من كان مطرف
صائما فليتم صومه ومن كان مطرف مفطرا فليتم بقية يومه فكنا
بعد نصومه ونصوم صبياننا الصغار ونذهب بهم إلى المسجد
فنجعل لهم اللعبة من العهن فإذا بكى أحدهم أعطيناه إياه حتى يكون
عند الإفطار
قال أبو بكر رواه أبو المطرف بن أبي الوزير حدثتنا
غليلة بنت أمينة أمة الله وهي بنت رزينة قالت
288

قالت قلت لأمي أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
عاشوراء قالت كان يعظمه ويدعو برضعائه ورضعاء فاطمة فيتفل
في أفواههم ويأمر أمهاتهن ألا يرضعن إلى الليل
حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو المطرف بن أبي الوزير
وهذا من ثقات أهل الحديث وحدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسلمة
بن إبراهيم حدثتنا عليلة بنت الكميت العتكية
قالت سمعت أمي أمينة بمثله وزاد فكان الله يكفيهم
وقال وكانت أمها خادمة النبي صلى الله عليه وسلم يقال لها رزينة
باب الأمر بصيام عاشوراء إن مطرف المرء غير ناو
للصيام غير مجمع على الصيام من الليل والدليل على أن النبي
صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله لا صيام لمن لا يجمع الصيام من
الليل صوم الواجب دون صوم التطوع
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا هشيم أخبرنا
حصين عن الشعبي عن محمد بن صيفي الأنصاري قال
خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء فقال
أصمتم يومكم هذا فقال بعضهم نعم وقال بعضهم لا قال
فأتموا بقية يومكم هذا وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا
بقية يومهم ذلك
باب الأمر بصيام بعض يوم عاشوراء إذا لم يعلم المرء
بيوم عاشوراء قبل أن يطعم والفرق في الصوم بين عاشوراء وبين
غيره إذ صوم بعض يوم لا يكون صوما في غير يوم عاشوراء لما خص
النبي صلى الله عليه وسلم به يوم عاشوراء فأمر بصوم بعض ذلك
اليوم وإن كان المرء قد طعم أول النهار
289

حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا يزيد بن
أبي عبيد حدثنا سلمة وهو بن الكوع
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل من أسلم أذن
في قومك أو في الناس يوم عاشوراء أن من أكل فليصم بقية
يومه ومن لم يكن أكل فليصم
خبر أبي سعيد الخدري ومحمد بن صيفي وعبد الله بن
المنهال الهدي عن عمه وأسماء بن حارثة وبعجة بن عبد الله الجهني
عن أبيه كلهم
عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى وقد خرجته في كتاب
الكبير
باب ذكر التخيير بين صيام عاشوراء وإفطاره والدليل
على أن الأمر بصوم يوم عاشوراء أمر ندب وإرشاد وفضيلة
حدثنا أبو موسى حدثنا الضحاك بن مخلد أبو عاصم
أخبرنا عمر بن محمد حدثنا سالم عن بن عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اليوم عاشوراء فمن
شاء فليصمه ومن شاء فليفطر
خبر عائشة ومعاوية من هذا الباب
باب الأمر بأن يصام قبل عاشوراء يوما أو بعده يوما
مخالفة لفعل اليهود في صوم عاشوراء
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا مسدد حدثنا هشيم
أخبرنا بن أبي ليلى عن داود بن علي عن أبيه عن جده بن عباس
قال
290

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صوموا يوم عاشوراء
وخالفوا اليهود صوموا قبله يوما أو بعده يوما
باب استحباب صوم يوم التاسع من المحرم اقتداء بالنبي
صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا
معاوية بن عمرو حدثنا الحكم بن الأعرج قال
سألت بن عباس وهو في المسجد الحرام وهو متوسد ردائه
فسألته عن صيام عاشوراء فقال أعدد فإذا أصبحت
يوم التاسع من محرم مطرف صائما قال قلت أكذاك كان محمد
صلى الله عليه وسلم يصوم قال كذاك كان يصوم
حدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن حاجب بن
عمر عن الحكم بن الأعرج بمثله وهو متوسد ردائه في زمزم
حدثنا عبدة بن عبد الله أخبرني يزيد بن هارون
حدثنا شعبة عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج عن بن عباس
في يوم عاشوراء قال هو يوم التاسع قلت كذلك صام محمد
صلى الله عليه وسلم
باب فضل صوم يوم عرفة وتكفير الذنوب بلفظ خبر
غير مجمل غير مفسر
قال أبو بكر خبر أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه
وسلم صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة أمليته في باب صوم
عاشوراء
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في
النهي عن صوم يوم عرفة مجمل غير مفسر
291

حدثنا جعفر بن محمد الثعلبي حدثنا وكيع عن موسى
بن علي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ويوم النحر وأيام
التشريق عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب
حدثنا أبو عمار حدثنا سعيد بن سالم عن موسى بن علي
اللخمي بمثل حديث وكيع
باب ذكر خبر مفسر للفظتين المجملتين اللتين ذكرتهما
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كره صوم يوم عرفة
بعرفات لا غيره وفيه ما دل على أن قوله صوم يوم عرفة يكفر السنة
الماضية والسنة المستقبلة بغير عرفات
حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا أبو داود حدثنا أبو
دحية حوشب بن عقيل الجرمي حدثنا العبدي عن عكرمة عن
أبي هريرة قال
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة بعرفات
باب استحباب الإفطار يوم عرفة بعرفات اقتداء بالنبي
صلى الله عليه وسلم وتقويا بالفطر على الدعاء إذ الدعاء يوم عرفة أفضل
الدعاء أو من أفضله
حدثنا بشر بن معاذ العقدي حدثنا حماد يعني بن
زيد حدثنا أيوب عن عكرمة عن بن عباس عن أمه أم الفضل
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفطر بعرفة أتي بلبن فشرب
292

باب ذكر إفطار النبي صلى الله عليه وسلم في عشر ذي الحجة
حدثنا محمد بن العلاء بن كريب حدثنا أبو خالد عن
الأعمش ح وحدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا سفيان عن
الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر
وقال أبو بكر في حديثه قالت ما رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم صائما في العشر قط
باب ذكر علة قد كان النبي صلى الله عليه وسلم يترك لها
بعض أعمال التطوع وإن كان يحث عليها وهي خشية أن يفرض عليهم
ذلك الفعل مع استحبابه صلى الله عليه وسلم ما خفف على الناس من
الفرائض
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا
يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يترك العمل وهو يحب أن
بالصلاة خشية أن يستنن هذه به فيفرض عليهم وكان يحب ما خف على
الناس من الفرائض
باب استحباب صوم يوم وإفطار يوم والإعلام بأنه
صوم نبي الله داود صلى الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن أبان حدثنا بن فضيل حدثنا حصين
عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال
كنت رجلا مجتهدا فزوجني أبي ثم زارني فقال للمرأة
كيف تجدين بعلك فقالت نعم الرجل من رجل لا ينام ولا يفطر
قال فوقع بي أبي ثم قال زوجتك امرأة من المسلمين فعضلتها
293

فلم أبال ما قال لي مما أجد من القوة والاجتهاد إلى أن
بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لكني أنام وأصلي
وأصوم وافطر فنم وصل وأفطر وصم من كل شهر ثلاثة أيام
فقلت يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال فصم صوم داود
صم يوما وأفطر يوما واقرأ القرآن في كل شهر قلت يا رسول
الله أنا أقوى من ذلك قال اقرأه في خمس عشرة قلت
يا رسول الله أنا أقوى من ذلك قال حصين فذكر لي منصور عن
مجاهد أنه بلغ سبعا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل
عمل شرة ولكل شرة فترة فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى
ومن كانت فترته إلى غير ذلك فقد هلك فقال عبد الله لأن أكون
قبلت رخصة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي من أن يكون لي
مثل أهلي ومالي وأنا اليوم شيخ قد كبرت وضعفت وأكره أن اترك
ما أمرني به رسول الله صلى الله عليه وسلم
باب الإخبار بأن صوم يوم وفطر يوم أفضل الصيام وأحبه
إلى الله وأعدله
حدثني عبد الوارث بن عبد الصمد أملى من أصله
حدثني أبي حدثنا شعبة عن زياد بن الفياض عن أبي عياض
عن عبد الله بن عمرو قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الصوم فقال
صم يوما من كل شهر ولك أجر ما بقي قلت إني أطيق أكثر
من ذلك فقال صم يومين من كل شهر ولك أجر ما بقي
قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال صم ثلاثة أيام ولك أجر
294

ما بقي قلت إني أطيق أكثر من ذلك قال صم أربعة أيام ولك
أجر ما بقي قال إني أطيق أكثر
من ذلك فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم إن أحب الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر
يوما
قال أبو بكر في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو
صم صيام داود فإنه أعدل الصيام عند الله
وفي خبر حبيب بن أبي ثابت عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو
أفضل الصيام صيام داود خرجت طرق هذه
الأخبار في كتاب الكبير
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما
خبر أن صيام داود أعدل الصيام وأفضله وأحبه إلى الله إذ صائم يوم
مفطر يوم يكون مؤديا لحظ نفسه وعينه وأهله أيام فطره ولا يكون
مضيعا لحظ نفسه وعينه وأهله
حدثنا الحسن بن تسنيم أخبرنا محمد
يعني بن بكر وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق قالا
أخبرنا بن جريج قال سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس الشاعر أخبره
أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أسرد وأصلي الليل قال
وإما أرسل إليه وإما لقيه فقال ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر
وتصلي الليل فلا تفعل فإن لعينيك حظا ولنفسك حظا ولأهلك
حظا فصم وأفطر وصل ونم وصم كل عشرة أيام يوما ولك
أجر تسعة قال فإني أجدني أقوى لذلك يا رسول الله قال فصم
صيام داود قال وكيف كان داود يصوم يا رسول الله قال كان
295

يصوم يوما ويفطر يوما ولا يفر إذا لاقى قال من لي بهذه
يا نبي الله قال عطاء فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد فقال النبي
صلى الله عليه وسلم لا صام من صام الأبد
هذا حديث البرساني وفي حديث عبد الرزاق قال إني أصوم
أسرد وقال فإما أرسل إلي وقال إني أجدني أقوى من ذلك
باب ذكر الدليل على أن داود كان من أعبد الناس إذا
كان صومه ما ذكرنا
حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد
حدثنا عكرمة بن عمار حدثني يحيى بن أبي كثير حدثني أبو سلمة
بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عمرو بن العاص قال
أرسل إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألم أخبر
أنك تقوم الليل وتصوم النهار فذكر الحديث بطوله وقال فقال
النبي صلى الله عليه وسلم صم صوم داود فإنه كان أعبد الناس
كان يصوم يوما ويفطر يوما ثم قال إنك لا تدري لعله أن يطول
بك العمر
فلوددت إني كنت قبلت الرخصة التي أمرني بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم
حدثنا أبو موسى حدثنا أبو الوليد حدثنا عكرمة قال
سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم
باب ذكر تمني النبي صلى الله عليه وسلم استطاعة صوم
يوم وافطار يومين
حدثنا أحمد بن عبدة أنا حماد يعني بن زيد
حدثنا غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة
قال قال عمر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بمن يصوم
يومين ويفطر يوما قال ويطيق ذلك أحد قال فكيف بمن يصوم
296

يوما ويفطر يوما قال ذاك صوم داود قال فكيف بمن
يصوم يوما ويفطر يومين قال وددت أني طوقت ذلك
باب فضل الصوم في سبيل الله ومباعدة الله المرء يصوم
يوما في سبيل الله عن النار سبعين خريفا بذكر خبر مجمل غير مفسر
حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد يعني بن
عبد الله عن سهيل وهو بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش
الأنصاري عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم
لا يصوم يوما عبد في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه
عن النار سبعين خريفا
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها
والدليل على صوم اليوم الذي ذكرناه في سبيل الله إنما باعد الله
صائمه به عن النار إنه إذا صامه ابتغاء وجه الله إذ الله ل وعلا لا يقبل
من الأعمال إلا ما كان له خالصا
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا حجاج بن منهال حدثنا
حماد عن سهيل بن أبي صالح عن النعمان بن أبي عياش عن أبي
سعيد الخدري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من عبد يصوم يوما في
سبيل الله ابتغاء وجه الله إلا باعد الله عن وجهه وبين النار سبعين خريفا
باب فضل اتباع صيام رمضان بصيام ستة أيام من
شوال فيكون كصيام السنة كلها
حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد العزيز يعني بن
محمد الدراوردي عن صفوان بن سليمان وسعد بن سعيد عن
عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري قال
297

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ثم أتبعه
ستة أيام من شوال فكأنما صام الدهر
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما
اعلم أن صيام رمضان وستة أيام من شوال يكون كصيام الدهر إذ الله
عز وجل جعل الحسنة بعشر أمثالها أو يزيد إن شاء الله جل وعز
حدثنا سعيد بن عبد الله بن عبد الحكم والحسين بن
نصر بن المبارك المصريان قالا حدثنا يحيى بن حسان حدثنا يحيى
بن حمزة عن يحيى بن الحارث الذماري عن أبي أسماء الرحبي
عن ثوبان
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صيام رمضان
بعشرة أشهر وصيام الستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة يعني
رمضان وستة أيام بعده
باب استحباب صوم الاثنين ويوم الخميس وتحري
صومهما اقتداء بفعل النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد
حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن عاصم عن المسيب بن رافع
عن سواء الهدي عن عائشة قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس
باب استحباب صوم يوم الاثنين إذ النبي
صلى الله عليه وسلم ولد يوم الاثنين وفيه أوحي إليه وفيه مات صلى
الله عليه وسلم
حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا محمد
بن جعفر حدثنا شعبة ح وحدثنا بندار أيضا حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا عبد الأعلى حدثنا سعيد عن قتادة ح وحدثنا جعفر بن
298

محمد حدثنا وكيع عن مهدي بن ميمون كلهم عن غيلان بن جرير
عن عبد الله بن معبد الزماني يعني عن أبي قتادة الأنصاري قال
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل عليه عمر
فقال يا نبي الله صوم يوم الاثنين قال يوم ولدت فيه ويوم
أموت فيه هذا حديث قتادة
وفي حديث وكيع سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم
ولم يذكر عمر وقال فيه ولدت وفيه أوحي إلي
وحديث شعبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
سئل عن صومه فغضب وسئل عن صوم الاثنين والخميس قال ذاك
يوم يعني الاثنين ولدت فيه وبعثت فيه أو قال أنزل علي فيه
وفي حديث شعبة سمع عبد الله بن معبد الزماني
باب في استحباب صوم يوم الاثنين والخميس أيضا
لأن الأعمال فيها تعرض على الله عز وجل
حدثنا سعيد بن أبي يزيد وراق الفريابي حدثنا محمد
بن يوسف حدثني أبو بكر بن عياش عن عمر بن محمد حدثني
شرحبيل بن سعد عن أسامة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الاثنين والخميس
ويقول إن هذين اليومين تعرض فيهما الأعمال
حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أن
مالك بن أنس أخبره عن مسلم بن أبي مريم عن أبي صالح السمان
عن أبي هريرة
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعرض أعمال الناس
في كل جمعة مرتين يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكل مؤمن إلا
عبد بينه وبين أخيه شحناء فيقول اتركوا أو أرجئوا هذين حتى يفيئا
299

قال أبو بكر هذا الخبر في موطأ مالك موقوف غير مرفوع وهو
في موطأ بن وهب مرفوع صحيح
باب فضل صوم يوم واحد من كل شهر وإعطاء الله عز
وجل صائم يوم واحد من الشهر مع الدليل على أن الله لم يرد بقوله
من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها أنه لا يعطي
بالحسنة الواحدة أكثر من عشر أمثالها إذ النبي المصطفى صلى الله عليه
وسلم المبين عنه عز وجل قد أعلم أن الله يعطي بصوم يوم واحد جزاء
شهر تام
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثني
أبي حدثنا شعبة عن زياد بن فياض عن أبي عياض عن عبد الله بن
عمرو قال
أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن الصوم فقال
صم يوما من الشهر ولك أجر ما بقي
باب الأمر بصوم ثلاثة أيام من كل شهر استحبابا لا إيجابا
حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا
محمد وهو بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار عن أبي ذر قال
أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن إن شاء الله أبدا أوصاني
بصلاة الضحى وبالوتر قبل النوم وبصوم ثلاثة أيام من كل شهر
حدثنا بشر بن هلال الصواف حدثنا عبد الوارث
يعني بن سعيد العنبري عن أبي التياح عن أبي عثمان النهدي
عن أبي هريرة قال
أوصاني خليلي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بثلاث صوم
ثلاثة أيام من كل شهر والوتر قبل النوم وركعتي الضحى
باب ذكر الدليل على أن الأمر بصوم الثلاث من كل شهر
أمر ندب لا أمر فرض
300

قال أبو بكر في خبر طلحة بن عبيد الله في مسألة الغلام
النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام قال فيه النبي صلى
الله عليه وسلم وصوم رمضان قال هل علي غيره قال لا
إلا أن تطوع
حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أخبرنا أبي
وشعيب قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن سعيد بن
أبي هند أن مطرفا من بني عامر بن صعصعة حدثه
أن عثمان بن أبي العاص الثقفي دعا له بلبن يسقيه فقال
مطرف إني صائم فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال وسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول صيام حسن صيام ثلاثة أيام من الشهر
باب ذكر تفضل الله عز وجل على الصائم ثلاثة أيام من
كل شهر بإعطائه أجر صيام الدهر بالحسنة الواحدة عشر أمثالها
حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد بن زيد حدثنا
غيلان بن جرير حدثنا عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة ح
وحدثنا بندار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن غيلان بن
جرير سمع عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صوم ثلاثة أيام من
كل شهر صوم الدهر
هذا لفظ حديث شعبة
وفي حديث حماد بن زيد صوم ثلاثة أيام من كل شهر ورمضان
إلى رمضان فهذا صيام الدهر كله
قال أبو بكر أخبار أبي هريرة وعبد الله بن عمرو في هذا المعنى
خرجته في كتاب الكبير
301

قال وفي خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو فإن كل حسنة
بعشر أمثالها فإن ذاك صيام الدهر كله وكذاك في خبر أبي عثمان
عن أبي ذر قال وتصديق ذلك في كتاب الله من جاء بالحسنة فله عشر
أمثالها
باب استحباب صيام هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أيام
البيض منها
حدثنا عبد الجبار بن عبد الأعلى حدثنا سفيان عن
محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن موسى بن طلحة عن بن
الحوتكية قال
قال عمر من حاضرنا يوم القاحة قال أبو ذر أنا شهدت النبي
صلى الله عليه وسلم أتي بأرنب وقال مرة جاء أعرابي بأرنب فقال
الذي جاء بها إني رأيتها كأنها تدمى فكان النبي صلى الله عليه
وسلم يأكل منها فقال لهم كلوا فقال رجل إني صائم قال
وما صومك فأخبره قال فأين أنت عن البيض الغر قال
وما هن قال صيام ثلاثة أيام من كل شهر ثلاث عشرة وأربع عشرة
وخمس عشرة
وحدثنا عبد الجبار حدثنا سفيان حدثني عمر بن عثمان بن
موهب عن موسى بن طلحة عن بن الحوتكية عن أبي ذر بمثله
قال أبو بكر قد خرجت من هذا الباب بتمامه في كتاب الكبير
وبينت أن موسى بن طلحة قد سمع من أبي ذر قصة الصوم دون قصة
الأرنب وروى عن بن الحوتكية القصتين جميعا
حدثنا بندار حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة عن
سليمان الأعمش عن يحيى بن سام عن موسى بن طلحة قال سمعت
أبا ذر بالربذة قال
302

قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صمت من الشهر
فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة
باب إباحة صوم هذه الأيام الثلاثة من كل شهر أول الشهر
مبادرة بصومها خوف أن لا يدرك المرء صومها الأيام البيض
حدثنا محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شيبان
بن عبد الرحمن النحوي عن عاصم عن زر عن عبد الله
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصوم ثلاثة أيام من غرة
كل شهر ويكون من صومه يوم الجمعة
قال أبو بكر هذا الخبر يحتمل أن يكون خبر أبي عثمان عن
أبي هريرة أوصاني خليلي بثلاث صوم ثلاثة أيام من أول الشهر
وأوصى بذلك أبا هريرة ويصوم أيضا أيام البيض فيجمع صوم ثلاثة
أيام من الشهر مع صوم أيام البيض ويحتمل أن يكون معنى فعله
وما أوصى به أبو هريرة من صوم الثلاثة أيام من أول الشهر
مبادرة بهذا الفعل بدل صوم الثلاثة أيام البيض إما علة من مرض
أو سفرة أو خوف نزول المنية
باب ذكر الدليل على أن صوم ثلاثة أيام من كل شهر يقوم مقام
صيام الدهر كان صوم الثلاثة أيام من أول الشهر أو من وسطه
أو من آخره
قال أبو بكر في خبر أبي سلمة عن عبد الله بن عمرو فإن كل
حسنة بعشر أمثالها
فحدثنا محمد بن الأعلى الصنعاني حدثنا خالد يعني
بن الحارث حدثنا شعبة عن يزيد وهو الرشك عن معاذة
قالت
303

سألت عائشة أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من
الشهر أو من كل شهر ثلاثة أيام قالت نعم قالت من أيه
قالت لم يكن ببالي من أيه صام
باب ذكر إيجاب الله عز وجل للصائم يوما واحدا
إذا جمع مع صومه صدقة وشهود جنازة وعيادة مريض
حدثنا العباس بن يزيد البحراني أملي ببغداد حدثنا
مروان بن معاوية حدثنا يزيد بن جلس عن أبي حازم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مطرف منكم اليوم
صائما فقال أبو بكر أنا فقال من أطعم منكم اليوم مسكينا
قال أبو بكر أنا فقال من تبع منكم اليوم جنازة فقال
أبو بكر أنا قال من عاد منكم اليوم مريضا قال أبو بكر أنا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعت هذه الخصال قط
في رجل إلا دخل الجنة
قال أبو بكر هذا الخبر من الجنس الذي بنيت في كتاب الإيمان
فلو كان في قوله صلى الله عليه وسلم من قال لا إله إلا الله دخل
الجنة دلالة على أن جميع الإيمان قول لا إله إلا الله لكان في هذا
الخبر دلالة على أن جميع الإيمان صوم يوم وإطعام مسكين وشهود
جنازة وعيادة المريض لكن هذه فضائل لهذه الأعمال لا كما يدعي من
لا يفهم العلم ولا يحسنه
باب في صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم خلا ما تقدم
ذكرنا له بذكر خبر مجمل غير مفسر
حدثنا محمد بن بشار حدثنا سالم بن نوح حدثنا
الجريري عن عبد الله بن شقيق قال سألت عائشة
304

هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى قالت
لا إلا أن يجئ من مغيبه وسألتها هل كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم يصوم شهرا تاما قالت لا والله ما صام شهرا تاما غير رمضان
حتى مضى لسبيله وما مضى شهر حتى يصيب منه وما أفطره حتى
يصيب منه وسألتها هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي مع
السحر قالت لا ولا المصلين
قال أبو بكر تعني الذين يصلون صارت الكثير
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل
على أن عائشة إنما أرادت النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم شهرا
تاما غير رمضان شهر شعبان الذي كان يصل صومه بصوم رمضان
قال أبو بكر قد أمليت خبر أبي سلمة وعائشة في مواصلة النبي
صلى الله عليه وسلم صوم شعبان برمضان
حدثنا الربيع بن سليمان المرادي وبحر بن نصر قالا
حدثنا بن وهب حدثنا أسامة بن زيد المؤذن أن محمد بن إبراهيم حدثه عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه سأل عائشة عن صيام رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان يصوم حتى نقول لا يفطر
ويفطر حتى نقول لا يصوم وكان يصوم شعبان أو عامة شعبان
باب ذكر صوم أيام متتابعة من الشهر وإفطار أيام متتابعة
بعدها من الشهر
حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل يعني بن جعفر
ح وحدثنا أبو موسى حدثنا خالد يعني بن الحارث قالا حدثنا
حميد قال سئل أنس بن مالك
عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال كان يصوم من الشهر
حتى نرى أنه لا يريد يفطر منه شيئا ويفطر من الشهر حتى
نرى أنه لا يريد يصوم منه شيئا وكنت لا تشاء أن تراه من الليل
مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته
305

هذا حديث إسماعيل بن جعفر
وفي حديث خالد بن الحارث سئل أنس عن صلاة النبي صلى
الله عليه وسلم وصومه تطوعا
أخبرني بن عبد الحكم ان بن وهب أخبرهم قال
وأخبرني بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
أنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى أعرف عنه ويفطر
حتى أقول ما هو بصائم وكان أكثر صيامه في شعبان
باب ذكر ما أعد الله جل وعلا في الجنة من الغرف لمداوم
صيام التطوع إن صح الخبر فإن في القلب من عبد الرحمن بن إسحاق
أبي شيبة الكوفي وليس هو بعبد الرحمن بن إسحاق الملقب بعباد الذي
روى عن سعيد المقبري والزهري وغيرهما هو صالح الحديث مدني
سكن واسط ثم انتقل إلى البصرة ولست أعرف بن معانق ولا أبا
معانق الذي روى عنه يحيى بن أبي كثير
قال أبو بكر أما خبر عبد الرحمن بن إسحاق أبي
شيبة فإن بن المنذر حدثنا قال حدثنا بن فضيل حدثنا عبد الرحمن
بن إسحاق عن النعمان بن سعد عن علي قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لغرفا يرى
ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها فقام أعرابي فقال
يا رسول الله لمن هي قال هي لمن قال طيب الكلام وأطعم الطعام
وأدام الصيام وقام لله صارت والناس نيام
وأما خبر يحيى بن أبي كثير قال الحسن بن مهدي
حدثنا قال حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير
عن بن معانق أو أبي مالك الأشعري قال
306

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن في الجنة لغرفة قد
يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدها الله لمن أطعم
الطعام وألين الكلام وتابع الصيام وصلى صارت والناس نيام
باب ذكر صلاة الملائكة على الصائم عند أكل المفطرين عنده
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن حبيب بن زيد عن مولاة يقال لها ليلى عن جدته أم عمارة
بنت كعب يعني جدة حبيب بن زيد
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي صائمة فقربت
إليه طعاما فقال تعالي فكلي فقالت إني صائمة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا أكل عنده صلت عليه الملائكة
حدثنا علي بن خشرم أخبرنا عيسى يعني بن يونس
عن شعبة عن حبيب أو حبيب الأنصاري شك علي قال
سمعت مولاة لنا يقال لها ليلى عن جدته أم عمارة بنت كعب بمثله
سواء
وزاد حتى يفرغوا أو يقضوا أكله شعبة شك قال علي قال
وكيع حبيب
حدثنا علي بن حجر قال أخبرنا شريك عن حبيب بن
زيد عن ليلى عن مولاتها
عن النبي صلى الله عليه وسلم الصائم إذا أكل عنده المفاطير
صلت عليه الملائكة حتى يمسي
باب الرخصة في صوم التطوع وإن لم يجمع المرء على
الصوم من الليل والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد
بقوله لا صيام لمن لم يجمع الصيام من الليل صوم الواجب دون
صوم التطوع
307

حدثنا الحسن بن محمد وأبو قلابة عبد الملك
بن محمد الرقاشي حدثنا روح حدثنا شعبة عن طلحة بن يحيى عن
عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب طعامنا فجاء يوما فقال
هل عندكم من ذلك الطعام فقلت لا فقال إني صائم
قال أبو بكر قد ذكرنا أخبار النبي صلى الله عليه وسلم
في صيام عاشوراء وأمره بالصوم من لم يجمع صيامه من الليل في أبواب
صوم عاشوراء
باب إباحة الفطر في صوم التطوع بعد مضي بعض النهار
والمرء ناو للصوم فيما مضى من النهار
حدثنا يحيى بن حكيم حدثنا محمد بن سعيد حدثنا
طلحة بن يحيى قال قال حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم
المؤمنين ح وحدثنا جعفر بن محمد حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى
عن عمته عائشة بنت طلحة
عن عائشة أم المؤمنين قالت دخل النبي صلى الله عليه وسلم
ذات يوم فقال هل عندكم شئ قلنا لا قال فإني إذا
صائم قالت ثم جاء يوم آخر فقلنا يا رسول الله أهدي لنا حيس
فخبأنا لك فقال أدنيه فقد أصبحت صائما فأكل
هذا حديث وكيع
باب ذكر الدليل على أن المفطر في صوم التطوع بعد دخوله
فيه مجمعا على صوم ذلك اليوم خلاف مذهب من رأى إيجاب إعادة
صوم ذلك اليوم عليه
308

حدثنا محمد بن بشار عن جعفر بن عون ح وحدثنا
يوسف بن موسى حدثنا جعفر بن عون العمري حدثنا أبو عميس
عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخا بين سلمان وأبي الدرداء
فجاء سلمان يزور أبا الدرداء فوجد أم الدرداء متبذلة فقال لها
ما شأنك فقالت إن أخاك ليست له حاجة في الدنيا زاد يوسف يصوم
النهار ويقوم الليل قالا فلما جاء أبو الدرداء فرحب به وقرب
إليه طعاما فقال له كل فقال أو لست أطعم فقال ما أنا بآكل
حتى تأكل فأكل معه وبات عنده فلما كان من آخر الليل ذهب أبو
الدرداء يقوم فحبسه سلمان فلما كان عند الفجر قال قم الآن
فقاما فصليا فقال له سلمان إن لربك عليك حقا ولنفسك عليك
حقا ولأهلك ولضيفك عليك حقا فاعط كل ذي حق حقه فأما
النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال صدق سلمان
الفارسي
باب تمثيل الصوم في الشتاء بالغنيمة الباردة والدليل
على أن الشئ قد يشبه بما يشبهه في بعض المعاني لا في كلها
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا سفيان
عن أبي إسحاق عن نمير بن عريب العبسي عن مالك بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الغنيمة الباردة الصوم في
الشتاء
جماع أبواب ذكر الأيام والدليل على أن النبي صلى الله عليه
وسلم قد ينهي عن الشئ ويسكت عن غيره غير مبيح لما سكت عنه
309

إن النبي صلى الله عليه وسلم قد زجر عن صوم يوم الفطر ويوم النحر في
الأخبار التي رويت عنه في النهي عن صومهما ولم يكن في نهيه عن صومهما
إباحة صوم أيام التشريق إذ قد نهى أيضا عن صوم أيام التشريق في غير
هذه الأخبار التي نهى فيها عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث
حدثني أبي حدثنا هشام حدثنا قتادة عن أبي العالية عن بن
عباس قال
شهد عندي رجال مرضيون فيهم عمر وأرضاهم عندي عمر
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة بعد صلاة الصبح
حتى تطلع الشمس ولا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس
ونهى عن صوم يومين يوم الفطر ويوم النحر
حدثنا عبد الوارث حدثنا أبي حدثنا همام حدثنا قتادة عن
أبي العالية عن بن عباس عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثله
باب النهي عن صوم أيام التشريق لا بدلالة بتصريح نهي
حدثنا الفضل بن يعقوب الجزري ومحمد بن يحيى
القطعي قالا حدثنا عبد الأعلى حدثنا محمد بن إسحاق عن حكم
بن حكيم بن عباد بن حنيف عن مسعود بن الحكم عن أمه أنها
حدثته قالت
كأني أنظر إلى علي على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم
البيضاء في شعب الأنصار وهو يقول أيها الناس إن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال إنها ليست أيام صوم إنها أيام أكل وشرب
باب الزجر عن صيام أيام التشريق بتصريح نهي
310

حدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا
معمر عن عاصم بن سليمان عن المطلب
قال دعا أعرابيا إلى طعامه وذلك بعد يوم النحر فقال الغلام
إني صائم فقال إني سمعت عبد الله بن عمر يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعني ينهى عن صيام هذه الأيام
أخبرني بن عبد الحكم أن أباه وشعيبا
أخبراهم قالا أخبرنا الليث عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن أبي
مرة مولى عقيل
أنه دخل هو وعبد الله على عمرو بن العاص وذلك الغد أو بعد
الغد من يوم الأضحى فقرب إليهم عمرو طعاما فقال عبد الله إني
صائم فقال له عمرو أفطر فإن هذه الأيام التي كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يأمر بفطرها وينهى عن صيامها فأفطر عبد الله
فأكل وأكلت معه
باب ذكر النهي عن صيام الدهر من غير ذكر العلة التي
لها نهي عنه
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يزيد بن هارون وأبو
داود قالا حدثنا شعبة عن قتادة عن مطرف عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الدهر ما صام وما
أفطر أو لا صام ولا أفطر
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا بن علية
أخبرنا الجريري عن أبي العلاء بن الشخير ح وحدثنا علي بن حجر
حدثنا إسماعيل يعني بن علية عن سعيد بن إياس الجريري عن
يزيد بن عبد الله الشخير عن مطرف عن عمران بن حصين قال
311

قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن فلانا لا يفطر نهار الدهر
قال لا صام ولا أفطر
قال أبو بكر النهي عن الصلاة قتادة عن أبي العالية مشهور
وأما في الصوم فقتادة عن أبي العالية فهو غريب
باب ذكر العلة التي لها زجر النبي صلى الله عليه وسلم
عن صوم الدهر
حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن
قالا حدثنا سفيان عن عمرو
عن أبي العباس عن عبد الله بن عمرو
قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبر أنك تقوم الليل
وتصوم النهار قلت إني لأفعل قال ولا تفعل فإنك إذا فعلت
ذلك هجمت عينك ونفهت نفسك وإن لنفسك حقا ولأهلك حقا
ولعينك حقا فنم وقم وصم وافطر معنى واحد
هذا حديث عبد الجبار ولم يقل المخزومي ولا تفعل
باب الرخصة في صوم الدهر إذا أفطر المرء الأيام التي زجر
عن الصيام فيهن
حدثنا محمد بن العلاء بن كريب الهمداني حدثنا عبدة
عن محمد بن إسحاق عن عمران بن أبي أنس عن سليمان بن يسار
عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال
كنت أسرد الصوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت يا رسول الله إني أصوم ولا أفطر أفأصوم في السفر قال
إن شئت فصم وإن شئت فأفطر
312

قال أبو بكر خرجت طرق هذا الخبر في غير هذا الموضع
باب فضل صيام الدهر إذا أفطر الأيام التي زجر عن
الصيام فيها
حدثنا محمد بن بشار وأبو موسى قالا حدثنا بن
أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة عن الأشعري يعني
أبا موسى
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من صام الدهر ضيقت عليه
جهنم هكذا وعقد تسعين
حدثنا موسى ومحمد بن عبد الله بن بزيع قالا حدثنا
بن أبي عدي عن سعيد عن قتادة عن أبي تميمة الهجيمي عن أبي
موسى الأشعري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذي يصوم الدهر
تضيق عليه جهنم تضيق هذه وعقد تسعين قال بن بزيع في الذي
يصوم الدهر وقال وعقد التسعين
سمعت أبا موسى يقول اسم أبي تميمة طريف بن مجالد
سمعه من مسلمة بن الصلت الشيباني عن جهضم الهجيمي
قال أبو بكر لم يسند هذا الخبر عن قتادة غير بن أبي عدي
عن سعيد
قال أبو بكر سألت المزني عن معنى هذا الحديث فقال يشبه
أن يكون عليه معناه أي ضيقت عنه جهنم فلا يدخل جهنم ولا يشبه
أن يكون معناه غير هذا لأن من ازداد لله وأشار وطاعة ازداد عند الله
313

رفعة وعلية وكرامة وإليه قربة هذا معنى جواب المزني
حدثنا محمد بن نصر بن سابق الخولاني حدثنا بن
وهب قال وحدثني معاوية بن صالح يحدث عن عامر بن جشيب
أنه سمع زرعة بن ثوب يقول
سألت عبد الله بن عمر عن صيام الدهر فقال كنا نعد
أولئك فينا من السابقين قال وسألته عن صيام يوم وفطر يوم فقال
لم يدع ذلك لصائم مصاما وسألته عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر
قال صام ذلك الدهر وأفطره
باب ذكر أخبار رويت عن النبي صلى الله عليه وسلم في
النهي عن صوم يوم الجمعة مجملة غير مفسرة
حدثنا عبد الجبار بن العلاء وسعيد بن عبد الرحمن
المخزومي قالا حدثنا سفيان عن عمرو بن دينار أخبرني يحيى بن
جعدة أنه سمع عبد الله بن عمرو القاري يقول
314

أبا هريرة يقول وهو يطوف بالبيت ورب الكعبة ما أنا نهيت
عن صيام يوم الجمعة محمد صلى الله عليه وسلم ورب الكعبة
نهى عنها
قال سعيد عن يحيى بن جعدة عن عبد الله بن عمرو القاري
ولم يقل وهو يطوف بالبيت
باب ذكر الخبر المفسر في النهي عن صيام يوم الجمعة
والدليل على أن النهي عنه إذا أفرد يوم الجمعة بالصيام من غير أن
يصام قبله أو بعده
حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج حدثنا أبو
نمير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا يوم الجمعة إلا
وقبله يوم أو بعده يوم
رواه البخاري عن عمر بن حفص بن الصالح عن أبيه
ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ويحيى بن يحيى عن
أبي معاوية عن الأعمش
باب الدليل على أن يوم الجمعة يوم عيد وأن النهي عن
صيامه إذ هو عيد والفرق بين الجمعة وبين العيدين الفطر والضحى
إذ جاء بنهي صومهما مفردا ولا موصلا بصيام قبل ولا بعد
حدثنا عبد الله بن هاشم قال حدثنا عبد الرحمن
315

عن معاوية عن أبي بشر عن عامر بن لدين الأشعري عن أبي هريرة
قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن يوم الجمعة يوم
عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله
أو بعده
قال أبو بكر أبو بشر هذا شامي ليس معبد بشر جعفر بن أبي
وحشية صاحب شعبة وهشيم
باب أمر الصائم يوم الجمعة مفردا بالفطر بعد مضي بعض
النهار
حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي وعبد
الأعلى عن سعيد ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا خالد
يعني بن الحارث حدثنا سعيد ح وحدثنا هارون بن إسحاق
حدثنا عبدة عن سعيد عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن عبد الله
بن عمرو
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على جويرية بنت الحارث
وهي صائمة يوم الجمعة فقال أصمت أمس قالت لا قال
فتصومين غدا قالت لا قال فأفطري
وقال هارون أتريدين الصيام غدا
باب النهي عن صوم يوم السبت تطوعا إذا أفرد بالصوم
بذكر خبر مجمل غير مفسر بلفظ عام مراده خاص واحسب أن النهي
عن صيامه إذ اليهود تعظمه وقد اتخذته عيدا بدل الجمعة
316

حدثنا محمد بن معمر القيسي حدثنا أبو عاصم حدثنا
ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن عبد الله بن بسر عن أخته وهي
الصماء قالت
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصوموا يوم السبت إلا
فيما افترض عليكم وإن لم يجد أحدكم إلا عود عنبة أو لحاء شجرة
فليمضغها
حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان حدثنا عبد الله بن صالح
حدثني معاوية وهو بن صالح عن عبد الله بن بسر عن أبيه
عن عمته الصماء أخت بسر أنها كانت تقول
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم السبت ويقول
إن لم يجد أحدكم إلا عودا أخضرا فليفطر عليه
قال أبو بكر خالف معاوية بن صالح ثور بن يزيد في هذا
الإسناد فقال ثور عن أخته يريد أخت عبد الله بن بسر قال معاوية
عن عمته الصماء أخت بسر عمة أبيه عبد الله بن بسر لا أخت أبيه عبد الله
بن بسر
باب ذكر الدليل على أن النهي عن صوم يوم السبت تطوعا
إذا أفرد بصوم لا إذا صام صائم يوما قبله أو يوما بعده
قال أبو بكر في أخبار النبي صلى الله عليه وسلم في
317

النهي عن صوم يوم الجمعة إلا أن يصام قبله أو بعده يوما دلالة على أنه
قد أباح صوم يوم السبت إذا صام قبله يوم الجمعة أو بعده يوما
حدثنا عبدة بن عبد الله الهدي أخبرنا زيد يعني
بن الحباب حدثنا معاوية عن أبي بشر عن عامر الأشعري وهو
بن لدين أنه سمع أبا هريرة يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الجمعة عيد فلا
تجعلوا يوم الجمعة صياما إلا أن يصام قبله أو بعده
قال أبو بكر فقد رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في صوم
يوم السبت إذا صام صائم يوم الجمعة قبله
باب الرخصة في يوم السبت إذا صام يوم الأحد بعده
حدثنا أحمد بن منصور المروزي حدثنا سلمة بن
سليمان أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا عبد الله بن محمد بن عمر
بن علي عن أبيه أن كريبا مولى بن عباس أخبره
أن بن عباس وناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فالمفتي إلى أم سلمة أسألها الأيام كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم أكثر لها صياما قالت يوم السبت والأحد فرجعت إليهم
فأخبرتهم وكأنهم أنكروا ذلك فقاموا بأجمعهم إليها فقالوا إنا
بعثنا إليك هذا في كذا وكذا وذكر أنك قلت كذا وكذا فقالت
صدق إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما كان يصوم من الأيام
يوم السبت والأحد كان يقول إنهما يوما عيد للمشركين وأنا أريد
أن أخالفهم
318

باب النهي عن صوم المرأة تطوعا بغير إذن زوجها إذا كان
زوجها حاضرا غير غائب عنها بذكر خبر يسير خاص مراده عام من
الجنس الذي نقول إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت العلة قائمة كان
الأمر واجبا
حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث حدثنا سفيان
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة بلغ به
لا تصوم المرأة يوما من غير شهر رمضان وزوجها شاهد إلا
بإذنه
قال أبو بكر قوله صلى الله عليه وسلم من غير شهر
رمضان من الجنس الذي نقول إن الأمر إذا كان لعلة فمتى كانت
العلة قائمة والأمر قائم فالأمر قائم والنبي صلى الله عليه وسلم
لما أباح للمرأة صوم شهر رمضان بغير أذن زوجها إذ صوم رمضان
واجب عليها كان كل صوم صوم واجب مثله جائز لها أن تصوم بغير
إذن زوجها ولهذه المسألة كتاب مفرد قد بينت الأمر الذي هو لعلة
والزجر الذي هو لعلة
باب ذكر أبواب ليلة القدر والتأليف بين الأخبار المأثورة
عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها ما يحسب كثيرا من حملة العلم ممن لا يفهم صناعة العلم أنها متهاترة متنافية وليس كذلك هي عندنا بحمد
الله ونعمته بل هي مختلفة الألفاظ متنفقة سنة المعنى على ما سأبينه إن
شاء الله
باب ذكر دوام ليلة القدر في كل رمضان إلى قيام الساعة
ونفي انقطاعها ينفي الأنبياء
319

حدثنا محمد بن رافع حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي
عن مرثد أو أبو مرثد شك أبو عاصم عن أبيه
قال لقينا أبا ذر وهو عند الجمرة الوسطى فسألته عن ليلة القدر
فقال ما كان أحد بأسأل لها رسول الله مني قلت يا رسول الله ليلة
القدر أنزلت على الأنبياء بوحي إليهم فيها ثم ترجع فقال بل هي إلى
يوم القيامة فقلت يا رسول الله أيتهن هي قال لو أذن لي لأنبأتكم
ولكن التمسوها في السبعين ولا تسألني بعدها قال ثم أقبل رسول
الله صلى الله عليه وسلم على الناس فجعل يحدث فقلت يا رسول الله
في أي السبعين هي فغضب علي غضبة لم يغضب علي
قبلها ولا بعدها مثلها ثم قال ألم أنهك أن تسألني عنها لو أذن
لي لأنبأتكم عنها لأنبأتكم بها ولكن لا آمن أن تكون في السبع الآخر
باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر هي في رمضان من غير
شك ولا ارتياب في غيره ضد قول من زعم أن الحالف آخر يوم من
شعبان أن امرأته طالق أو عبده حر أو أمته حرة ليلة القدر أن الطلاق
والعتق غير واقع إلى مضي السنة من يوم حلف لأنه زعم لا يدري ليلة
القدر هي في رمضان أو في غيره لقول بن مسعود من يقم الحول يصبها
320

حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى حدثنا عبد الرحمن
يعني بن مهدي حدثنا عكرمة بن عمار عن سماك الحنفي حدثني
مالك بن مرثد عن أبيه قال سألت أبا ذر قال قلت
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر فقال أنا
كنت أسأل الناس عنها قال قلت يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر
أفي رمضان أو في غيره فقال بل هي في رمضان قال قلت
يا رسول الله تكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي
إلى يوم القيامة قال لا بل هي إلى يوم القيامة قال قلت
يا رسول الله في أي رمضان هي قال التمسوها في العشر الأول
والعشر الأخير قال ثم حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وحدث فاهتبلت غفلته فقلت يا رسول الله أقسمت عليك لتخبرني
أو لما أخبرتني في أي العشرين هي قال فغضب علي ما غضب علي
مثله قبله ولا بعده ثم قال إن الله لو شاء أطلعكم عليها التمسوها
في السبع الأواخر
باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر في العشر الأواخر من
رمضان خلاف قول من ذكرنا مقالتهم في الباب قبل هذا والدليل على
أن الحالف يوم شهر رمضان قبل غروب الشمس بطرفه بأن امرأته طالق
أو عبده حر فهل هلال شوال كان الطلاق أو العتق أو هما لو كان الحلف
بهما جميعا واقعا إذ ليلة القدر قد مضت بعد حلفه من غير شك ولا ارتياب
إذ هي في العشر الأواخر من رمضان لا قبل ولا بعد
حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر
321

بن سليمان حدثني عمارة بن غزية قال سمعت محمد بن إبراهيم
يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من
رمضان ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة من
حصير قال فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة ثم أطلع رأسه
فكلم الناس فدنوا منه فقال إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه
الليلة ثم اعتكف العشر الوسط ثم أتيت فقيل لي إنها في العشر
الأواخر فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف فاعتكف الناس
معه قال وإني أريتها ليلة وتر وإني أسجد صبيحتها في طين وماء
فأصبح في ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح فمطرت السماء
فوكف المسجد فأبصرت الطين والماء فخرج حين فرغ من صلاة الصبح
وجبهته وأنفه في الماء والطين وإذا هي ليلة إحدى وعشرين في العشر
الأواخر
هذا حديث شريف شريف
باب الأمر بالتماس ليلة القدر وطلبها في العشر الأواخر من
رمضان بلفظ مجمل غير مفسر
حدثنا علي بن المنذر حدثنا بن فضيل حدثنا عاصم
بن كليب الجرمي عن أبيه عن بن عباس قال
كان عمر يدعوني مع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيقول
لي لا تكلم حتى يتكلموا قال فدعاهم فسألهم عن ليلة القدر
فقال أرأيتم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر
322

الأواخر أي ليلة ترونها قال فقال بعضهم ليلة إحدى
وقال بعضهم ليلة ثلاث وقال آخر خمس وأنا ساكت قال
فقال ما لك لا تتكلم قال قلت إن أذنت لي يا أمير المؤمنين تكلمت
قال فقال ما أرسلت إليك إلا لتتكلم قال فقلت أحدثكم برأيي
قال عن ذلك نسألك قال فقلت السبع رأيت الله عز وجل ذكر سبع
سماوات ومن الأرض سبعا وخلق الإنسان من سبع ونبت الأرض
سبع قال فقال هذا أخبرتني ما أعلم أرأيت ما لا أعلم ما هو
قولك نبت الأرض سبع قال فقلت إن الله يقول ثم شققنا الأرض
شقا فأنبتنا إلى قوله وفاكهة وأبا والأب
نبت الأرض مما يأكله الدواب ولا يأكله الناس قال فقال عمر
أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام الذي لم تجتمع شؤون رأسه
بعد إني والله ما أرى القول إلا كما قلت وقال قد كنت أمرتك أن
لا تكلم حتى يتكلموا وإني آمرك أن تتكلم معهم
باب ذكر الخبر المفسر للفظة المجملة التي ذكرتها والدليل
على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمر بطلب ليلة القدر في العشر
الأواخر من رمضان في الوتر منها لا في الشفع
حدثنا سلم بن جنادة حدثنا بن إدريس عن عاصم
بن كليب عن أبيه عن بن عباس قال
كان عمر يسألني مع الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم وكان يقول لا تكلم حتى يتكلموا فسألهم عن ليلة القدر
فقال لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اطلبوها
في العشر الأواخر وترا ثم ذكر قصة بن عباس مع عمر
323

حدثنا سلم بن جنادة حدثنا بن إدريس حدثنا عبد
الملك عن سعيد بن جبير عن بن عباس مثله إلا أنه قال
الأب مما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس وتأكله الأنعام
باب ذكر الدليل على أن الأمر بطلب ليلة القدر في الوتر
مما يبقى من العشر الأواخر لا في الوتر مما يمضي منها
حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل بن علية عن
عيينة بن عبد الرحمن عن أبيه قال
ذكرت ليلة القدر عند أبي بكرة فقال ما أنا بطالبها إلا في
العشر الأواخر بعد حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وإني سمعته يقول التمسوها في العشر الأواخر في تسع بقين أو في
سبع بقين أو في خمس بقين أو في ثلاث بقين أو في آخر ليلة
فكان لا يصلي في العشرين إلا كصلاته في سائر السنة فإذا دخلت
العشر اجتهد
باب ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت في طلب ليلة
القدر في الوتر مما يبقى من العشر الأواخر لا مما يمضي منها
حدثنا إسحاق بن شاهين أبو بشر الواسطي حدثنا
خالد عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال
اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأوسط من رمضان
وهو يلتمس ليلة القدر قبل أن يتبين له ثم أمر بالبناء فنقض فأبينت
له في العشر الأواخر فأمر به فأعيد فخرج إلينا فقال إنها أبينت
324

لي ليلة القدر وإني خرجت لأبنيها لكم فتلاحى رجلان فنسيتها
فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة قال قلت يا أبا سعيد
إنكم أعلم بالعدد منا فأي ليلة التاسعة والسابعة والخامسة قال
أجل ونحن أحق بذاك إذا كانت ليلة إحدى وعشرين فالتي هي
التاسعة ثم دع ليلة ثم التي تليها السابعة ثم دع ليلة ثم التي تليها
الخامسة أبا سعيد التي تسمونها أربعا وعشرين وستا وعشرين
واثنتين وعشرين
حدثنا أبو بشر الواسطي حدثنا خالد عن الجريري
عن أبي العلاء عن مطرف أنه سمع أبا هريرة يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله وزاد الثالثة
باب الدليل على أن الوتر مما يبقى من العشر الأواخر قد
يكون أيضا الوتر مما مضى منه إذ الشهر قد يكون تسعا وعشرين
حدثنا محمد بن بشار حدثنا عمر بن يونس
حدثنا عكرمة وهو بن عمار حدثني سماك أبو زميل حدثني عبد الله
بن عباس حدثني عمر قال
لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه قلت يا رسول
الله كنت في غرفة تسع وعشرين فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إن الشهر يكون تسعة وعشرين
باب ذكر الخبر المفسر للدليل الذي ذكرت إذ النبي صلى
الله عليه وسلم قد أمر بطلبها ليلة ثلاث وعشرين مما قد مضى من الشهر
وكانت ليلة سابعة مما تبقى
325

حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير عن الأعمش
عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
ذكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى من الشهر قلنا مضى
اثنان قرة وبقي ثمان قال لا بل بقي سبع قالوا
لا بل بقي ثمان قال لا بل بقي سبع قالوا لا بل بقي
ثمان قال لا بل بقي سبع الشهر تسع قرة ثم قال
بيده حتى عد تسع قرة ثم قال التمسوها الليلة
خبر عبد الله بن أنيس من هذا الباب التمسوها
الليلة وذلك ليلة ثلاث وعشرين
خبر أبي سعيد رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة
إحدى وعشرين وإن جبينه وأرنبة أنفه لفي الماء والطين من هذا الجنس
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان أعلمهم أنه رأى أنه يسجد صبيحة
ليلة القدر في ماء وطين فكانت ليلة إحدى وعشرين الوتر مما مضى من
الشهر فيشبه أن يكون رمضان في تلك السنة كان تسعا وعشرين
فكانت تلك الليلة التاسعة مما بقي من الشهر الحادية والعشرين مما
مضى منه
باب ذكر خبر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر
بطلب ليلة القدر في السبع الأواخر من غير ذكر العلة التي لها أمر
بالاقتصار على طلبها في السبع دون العشر جميعا
حدثنا أحمد بن عبدة حدثنا عبد الوارث عن أيوب
عن نافع عن بن عمر قال
326

كان الناس يرون الرؤيا فيقصونها على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرى رؤياكم قد تواطأت
على السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر
قال أبو بكر هذا الخبر يحتمل معنيين أحدهما في السبع
الأواخر فمن كان أن يكون صلى الله عليه وسلم لما علم تواطأ رؤيا
الصحابة أنها في السبع الأخير في تلك السنة أمرهم تلك السنة بتحريها
في السبع الأواخر والمعنى الثاني أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم
إنما أمرهم بتحريها وطلبها في السبع الأواخر إذا ضعفوا وعجزوا عن
طلبها في العشر كله
باب ذكر الخبر الدال على صحة المعنى الثاني الذي ذكرت
أنه أمر بطلبها في السبع الأواخر إذا ضعف وعجز طالبها عن طلبها في العشر
كله
حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن عقبة بن حريث قال سمعت بن عمر يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوها في العشر الأواخر
يعني ليلة القدر فإن ضعف أحدكم أو عجز فلا يغلبن على
السبع البواقي
جماع أبواب
ذكر الليالي التي كان فيها ليلة القدر في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم والدليل على أن ليلة القدر تنتقل في العشر
الأواخر من رمضان في الوتر على ما ثبت
باب ذكر الدليل على أن ليلة القدر قد كانت في زمن النبي
صلى الله عليه وسلم في بعض الشهر ليلة إحدى وعشرين في رمضان
327

قال أبو بكر خبر أبي سعيد الخدري أمليته في غير
هذا الموضع
باب ذكر الأمر بطلب ليلة القدر ليلة ثلاث
وعشرين إذ جائز أن تكون ليلة القدر في بعض السنين ليلة إحدى وعشرين
وفي بعض ليلة ثلاث وعشرين
حدثنا مؤمل بن هشام حدثنا إسماعيل يعني بن
علية عن محمد بن إسحاق عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أخيه
فلان بن عبد الله بن خبيب
قال جلسنا مع عبد الله بن أنيس في مجلس جهينة في هذا الشهر
فقلنا يا أبا يحيى هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه
الليلة المباركة قال نعم جلسنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في آخر هذا الشهر فقال له رجل متى نلتمس هذه الليلة المباركة
قال التمسوها هذه الليلة ثلاث وعشرين فقال رجل من القوم
تلك إذا أولى ثمان
قال أبو بكر هذا الرجل الذي لم يسمه بن علية هو عبد الله
بن عبد الله بن خبيب
حدثنا بن عبد الحكم أخبرنا أبي وشعيب قالا
أخبرنا الليث عن زيد بن أبي حبيب عن محمد بن إسحاق عن معاذ
بن عبد الله بن خبيب عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب عن عبد
الله بن أنيس صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
328

أنه سئل ليلة القدر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول التمسوها الليلة وتلك ليلة ثلاث وعشرين فقال
رجل يا رسول الله هي إذا أولى ثمان فقال بل أولى سبع فإن
الشهر لا يتم
باب ذكر كونه ليلة القدر في بعض السنين إذ ليلة سبع
وعشرين إذ ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر في الوتر على ما ذكرت
حدثنا أبو موسى ومحمد بن بشار قالا حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا جابر بن يزيد بن رفاعة عن يزيد
بن أبي سليمان عن زر بن حبيش قال
لولا سفهائكم لوضعت يدي في أذني فناديت أن ليلة القدر
سبع قرة نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه يعني أبي بن
كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم
هذا حديث بندار
وقال أبو موسى قال سمعت زر بن حبيش وقال رمضان في
العشر الأواخر في السبع الأواخر قبلها
نبأ من لم يكذبني عن نبأ من لم يكذبه ولم يقل يعني أبي
بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا إسحاق بن منصور أخبرنا النضر حدثنا
شعبة عن عبدة وهو بن أبي لبابة قال سمعت زر بن حبيش
عن أبي
329

قال ليلة القدر إني لأعلمها هي الليلة التي أمرنا بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم هي ليلة سبع وعشرين
باب الأمر بطلب ليلة القدر آخر ليلة من رمضان إذ جائز
أن يكون في بعض السنين تلك الليلة
حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحسن حدثنا
علي بن عاصم عن الجريري عن عبد الله بن بريدة عن معاوية بن أبي
سفيان قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسوا ليلة القدر
في آخر ليلة
في خبر أبي بكرة أو في آخر ليلة
باب صفة ليلة القدر بنفي الحر والبرد فيها وشدة ضوئها
ومنع خروج شياطينها منها حتى يضئ فجرها
حدثنا محمد بن زياد بن عبيد الله الزيادي ومحمد بن
موسى الحرشي قالا حدثنا الفضيل بن سليمان حدثنا عبد الله
بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني كنت أريت ليلة القدر
ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر من ليلتها وهي ليلة طلقة بلجة لا حارة
ولا باردة
330

وزاد الزيادي كأن فيها قمرا يفضح كواكبها وقالا لا يخرج
شيطانها حتى يضيئ فجرها
باب صفة الشمس عند طلوعها صبيحة ليلة القدر
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن عبدة
بن أبي لبابة وعاصم عن زر قال قلت لأبي يا أبا المنذر
ح وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا سفيان عن عبدة بن
أبي لبابة انه سمع زرا يقول
سألت أبي بن كعب فقلت إن أخاك بن مسعود يقول من
يقم الحول يصب ليلة القدر فقال يرحمه الله لقد أراد أن
لا يتكلوا ولقد علم أنها في شهر رمضان وأنها في العشر الأواخر
وأنها ليلة سبع وعشرين قال قلنا يا أبا المنذر بأي شئ يعرف
ذلك قال بالعلامة أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم أن الشمس تطلع من ذلك اليوم لا شعاع لها
لم يقل الدورقي لقد أراد أن لا يتكلوا
حدثنا الدورقي في عقب خبره قال حدثنا سفيان بن عيينة عن
عاصم عن زر نحوه
وحدثنا الدورقي حدثنا سفيان عن أبي خالد عن زر نحوه
باب حمرة الشمس عند طلوعها وضعفها صبيحة ليلة
القدر والاستدلال بصفة الشمس على ليلة القدر إن صح الخبر فإن
في القلب من حفظ زمعة
حدثنا بندار حدثني أبو عامر حدثنا زمعة عن
سلمة هو بن وهرام عن عكرمة عن بن عباس
331

عن النبي صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة
ولا باردة تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة
باب الدليل على أن الشمس لا يكون لها شعاع إلى وقت
ارتفاعها ذلك اليوم إلى آخر النهار
حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد
عن عاصم عن زر قال قلت لأبي بن كعب أخبرني عن ليلة القدر
فإن صاحبنا يعني بن مسعود سئل عنها
فقال من يقم الحول يصبها قال رحم الله أبا عبد الرحمن
لقد علم أنها في رمضان ولكنه كره أن يتكلوا أو أحب ان لا
يتكلوا والله إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني
قال قلت أبا المنذر أني علمت ذلك قال بالآية التي أخبرنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال قلت لزر ما الآية قال تطلع
الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع
باب ذكر كثرة الملائكة في الأرض ليلة القدر
حدثنا عمرو بن علي عن أبي داود حدثنا عمران
القطان عن قتادة عن أبي ميمونة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة القدر ليلة السابعة
أو التاسعة وعشرين وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد
الحصى
332

باب ذكر البيان أن المدرك لصلاة العشاء في جماعة ليلة
القدر يكون مدركا لفضيلة ليلة القدر
حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الله بن عبد المجيد
الحنفي حدثنا فرقد وهو بن الحجاج قال سمعت عقبة وهو
بن أبي الحسناء اليماني قال سمعت أبا هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صلى العشاء الآخرة
في جماعة في رمضان فقد أدرك ليلة القدر
باب ذكر إنساء الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم
ليلة القدر بعد رؤيته إياها
قال أبو بكر في خبر أبي سلمة عن أبي سعيد اني
كنت أريت ليلة القدر ثم أنسيتها
باب ذكر الدليل على أن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم
ليلة القدر كان في نوم وفي يقظة
أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أن بن وهب
أخبرهم قال أخبرني يونس عن بن شهاب عن أبي سلمة عن
أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أريت ليلة القدر ثم
أيقظني أهلي فنسيتها فالتمسوها في العشر الغوابر
باب ذكر رجاء النبي صلى الله عليه وسلم وظنه أن يكون
رفع علمه ليلة القدر خيرا لأمته من اطلاعهم على علمها إذ الاجتهاد في
العمل ليالي طمعا في إدراك ليلة القدر أفضل وأكبر وأشار من الاجتهاد
في ليلة واحدة خاصة
333

حدثنا علي بن حجر حدثنا إسماعيل بن جعفر حدثنا
حميد عن أنس قال أخبرني عبادة بن الصامت
أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يخبر ليلة القدر فتلاحى
رجلان من المسلمين فقال إني خرجت لأخبركم ليلة القدر فتلاحى
فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التسع
والسبع والخمس
قال أبو بكر فرفعت يعني معرفتي بتلك الليلة
باب مغفرة ذنوب العبد بقيام ليلة القدر إيمانا واحتسابا
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان قال حفظته
عن الزهري ح وحدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي وعمرو بن علي
قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
رواية قال
من صام رمضان إيمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم من ذنبه
باب استحباب شهود البدوي الصلاة في مسجد المدينة ليلة
ثلاث وعشرين من رمضان إذا كان سكنه قرب المدينة تحريا لإدراك ليلة
القدر في مسجدها
حدثنا مؤمل بن هشام اليشكري حدثنا إسماعيل
عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن بن عبد الله بن أنيس
عن أبيه قال
قلت يا رسول الله إني أكون بالبادية وأنا بحمد الله أصلي بها
334

فمرني بليلة أنزلها لهذا
المسجد أصليها فيه قال انزل ليلة ثلاث
وعشرين قال قلت لابن عبد الله فكيف كان أبوك يصنع قال
يدخل صلاة العصر ثم لا يخرج حتى يصلي صلاة الصبح ثم يخرج
ودابته يعني على باب المسجد فيركبها فيأتي أهله
جماع أبواب
ذكر أبواب قيام شهر رمضان
باب ذكر الدليل على أن قيام شهر رمضان سنة النبي صلى
الله عليه وسلم خلاف زعم الروافض الذين يزعمون أن قيام شهر رمضان
بدعة لا سنة
حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا نوح بن قيس
الهدي حدثنا نصر بن علي عن النضر بن شيبان عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن قال قلت لأبي سلمة ألا تحدثنا حديثا سمعته من أبيك
سمعه أبوك من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلى
أقبل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن رمضان
شهر افترض الله صيامه وإني سننت للمسلمين قيامه فمن صامه
وقامه إيمانا واحتسابا
خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
قال أبو بكر أما خبر من صامه وقامه إلى آخر الخبر فمشهور
من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة ثابت لا شك ولا ارتياب في ثبوته
أول الكلام وأما الذي يكره ذكره النضر بن شيبان عن أبي سلمة عن
أبيه فهذه اللفظة معناها صحيح من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى
الله عليه وسلم لا بهذا الإسناد فإني خائف أن يكون هذا الإسناد وهما
أخاف أن يكون أبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئا وهذا الخبر لم يروه
عن أبي سلمة أحد أعلمه غير النضر بن شيبان
335

باب الأمر بقيام رمضان أمر ترغيب لا أمر عزم وإيجاب
حدثنا عمرو بن علي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا
مالك بن أنس عن الزهري عن أبي سلمة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر بقيام رمضان من غير
أن يأمر فيه بعزيمة يقول من قام رمضان إيمانا واحتسابا ورجاله
له ما تقدم من ذنبه
باب ذكر مغفرة سالف ذنوب آخر بقيام رمضان إيمانا
واحتسابا
حدثنا عمرو بن علي حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا مالك بن أنس عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمن عن
أبي هريرة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قام
رمضان إيمانا واحتسابا ورجاله له
باب الصلاة جماعة في قيام شهر رمضان ضد قول من
يتوهم أن الفاروق هو أول من أمر بالصلاة جماعة في قيام شهر رمضان
حدثنا عبدة بن عبد الله الهدي أخبرنا زيد بن
الحباب عن معاوية قال حدثني نعيم بن زياد أبو طلحة الأنماري
قال سمعت النعمان بن بشير على منبر حمص يقول
قمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث
وعشرين إلى ثلث الليل ثم قمنا معه ليلة خمس قرة إلى نصف
الليل ثم قمنا معه ليلة سبع وعشرين حتى ظننا أن لن ندرك الفلاح
336

وكنا نسميه السحور
التجارة تقولون ليلة سابعة ثلاث وعشرين ونحن
نقول سابعة سبع وعشرين فنحن أصوب أم أنتم
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما
خص القيام بالناس هذه الليالي الثلاث لليلة القدر فيهن
حدثنا عبدة بن عبد الله حدثنا زيد حدثنا معاوية
حدثني أبو الزاهرية عن جبير بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال
قام بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ليلة ثلاث
وعشرين إلى ثلث الليل الأول ثم قال ما أحسب ما تطلبون إلا
وراءكم ثم قام ليلة خمس وعشرين إلى نصف الليل ثم قال
ما أحسب ما تطلبون إلا وراءكم ثم قمنا ليلة سبع وعشرين إلى
الصبح
قال أبو بكر هذه اللفظة إلا وراءكم هو عندي من باب
الأضداد ويريد أمامكم لأن ما قد مضى هو وراء المرء وما يستقبله
هو أمامه والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد ما احسب ما تطلبون
أي ليلة القدر إلا فيما تستقبلون لا إنها فيما مضى من الشهر
وهذا كقوله عز وجل وكان ورائهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا
يريد وكان أمامهم
باب ذكر قيام الليل كله للمصلي مع الإمام في قيام رمضان
حتى يفرغ
حدثنا أبو قدامة عبيد الله بن سعيد حدثنا محمد بن
الفضيل عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن جبير
بن نفير الحضرمي عن أبي ذر قال
337

صمنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فلم يقم بنا حتى
بقي سبع من الشهر فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل ثم لم يقم بنا
في السادسة وقام بنا في الخامسة حتى ذهب شطر الليل فقلت
يا رسول الله صلى الله عليه وسلم لو نفلنا بقية ليلتنا هذه قال
إنه من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ثم لم يصل
بنا حتى بقي ثلاث من الشهر فقام بنا في الثالثة وجمع أهله ونساؤه
فقام بنا حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح قلت وما الفلاح قال
السحور
باب الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ترك
قيام ليالي رمضان كله خشية أن يفترض قيام الليل على أمته فيعجزوا
عنه
حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي حدثنا عثمان بن
عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في جوف الليل فصلى
في المسجد فصلى رجال بصلاته فأصبح ناس يتحدثون بذلك فلما
كانت الليلة الثالثة كثر أهل المسجد فخرج فصلى فصلوا بصلاته
فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله فلم يخرج إليهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم فطفق رجال منهم ينادون الصلاة فلا يخرج
فكمن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى خرج لصلاة الفجر فلما
قضى الفجر قام فأقبل عليهم بوجهه فتشهد فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم ولكني خشيت
أن تفترض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها وكان
338

رسول الله صلى الله عليه وسلم يرغبهم بقيام رمضان من غير أن يأمر
بعزيمة أمر فيقول من صام رمضان ايمانا واحتسابا ورجاله له ما تقدم
من ذنبه فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الأمر كذلك
في خلافة أبي بكر وصدرا من خلافة عمر حتى جمعهم عمر على أبي
بن كعب وصلى بهم فكان ذلك أول ما اجتمع الناس على قيام رمضان
باب إمامة القارئ الأميين في قيام شهر رمضان مع الدليل
على أن صلاة الجماعة في قيام رمضان سنة النبي صلى الله عليه وسلم
لا بدعة كما زعمت الروافض
حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا عبد الله بن
وهب أخبرنا مسلم بن خالد عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه
عن أبي هريرة أنه قال
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا الناس في رمضان يصلون
في ناحية المسجد فقال ما هؤلاء فقيل هؤلاء ناس ليس معهم
قرآن وأبي بن كعب يصلي بهم وهم يصلون بصلاته فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم أصابوا أو نعم ما صنعوا
باب استحباب صلاة النساء
جماعة مع الإمام في قيام رمضان
مع الدليل على أن قيام رمضان في جماعة أفضل من صلاة المرء منفردا في
رمضان وإن كان المأمومون قراء يقرؤون القرآن لا كمن اختار صلاة
المنفرد على صلاة الجماعة في قيام رمضان
قال أبو بكر في خبر أبي هريرة وقد أعلم النبي صلى
339

الله عليه وسلم أن أبي بن كعب يؤم قوما ليس معهم قرآن فصوب فعلهم
فقال أصابوا أو نعم ما صنعوا
وفي خبر جبير بن نفير عن أبي ذر فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام
ليلة
وجاء في الخبر فقام بنا في الثالثة فجمع أهله ونساءه فقام
حتى تخوفنا أن يفوتنا الفلاح وبعض أصحابه صلى الله عليه وسلم ممن
قد صلى معه قارئ للقرآن ليس كلهم أميين
عمرو وفي قوله صلى الله عليه وسلم من قام مع الإمام
حتى ينصرف كتب له قيام ليلته دلالة على أن القارئ والأمي إذا قاما
مع الامام إلى الفراغ من صلاته كتب له قيام ليلته وكتب قيام ليلة
أفضل من كتب قيام بعض الليل
باب في فضل قيام رمضان واستحقاق قائمه اسم الصديقين
والشهداء إذا جمع مع قيامه رمضان صيام نهاره وكان مقيما للصلوات
الخمس مؤديا للزكاة شاهدا لله بالوحدانية مقرا للنبي صلى الله عليه
وسلم بالرسالة
حدثنا علي بن سعيد التستري أخبرنا الحكم بن نافع
عن شعيب يعني بن أبي حمزة عن عبد الله بن أبي حسين حدثني
عيسى بن طلحة عن عمرو بن مرة الجهني قال
جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من قضاعة فقال له
يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله
وصليت الصلوات الخمس وصمت الشهر وقمت رمضان وآتيت
340

الزكاة فقال النبي صلى الله عليه وسلم من مات على هذا كان من
الصديقين والشهداء
باب ذكر عدد صلاة النبي صلى الله عليه وسلم صارت في
رمضان والدليل على أنه لم يكن يزيد في رمضان على عدد الركعات في
الصلاة صارت ما كان يصلي من غير رمضان
حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب حدثنا سفيان عن بن
أبي لبيد ح وحدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن
أبي لبيد سمع أبا سلمة يقول سألت عائشة فقلت أي أمه أخبريني
عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم صارت فقالت
كانت صلاته صارت في شهر رمضان وفيما سوى ذلك ثلاث عشر
ركعة
هذا حديث عبد الجبار
وقال أبو هاشم أتيت عائشة فسألتها عن صلاة رسول الله صلى
الله عليه وسلم في شهر رمضان فقالت كانت صلاته ثلاث
عشر ركعة منها ركعتا الفجر
باب استحباب إحياء ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان
وترك مجامعة النساء فيهن
والاشتغال بالعبادة وإيقاظ المرء أهله فيهن
حدثنا عبد الله بن محمد الزهري ومحمد بن الوليد
قالا حدثنا سفيان عن أبي يعفور العبدي عن مسلم وهو بن
صبيح عن مسروق عن عائشة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من
شهر رمضان شد المئزر وأحيا الليل وأيقظ أهله
341

وقال عبد الله بن محمد الزهري سمعنا عائشة تقول
باب استحباب الاجتهاد في العمل في العشر الأواخر من
شهر رمضان
حدثنا علي بن معبد حدثنا معلى بن منصور حدثنا
عبد الواحد حدثنا الحسن بن عبيد الله حدثنا إبراهيم عن الأسود
عن عائشة قالت
كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا
يجتهد في غيره
باب استحباب ترك المبيت على الفراش في رمضان إذ البائت
على الفرش أثقل نوما وأقل نشاطا للقيام من النائم على غير الفرش
الوطيئة الممهدة في شهر رمضان
حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بن وهب حدثني
سليمان وهو بن بلال حدثني عمرو وهو بن أبي عمرو عن
المطلب بن عبد الله عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رمضان شد مئزره
ثم لم يأت فراشه حتى ينسلخ
342

جماع أبواب
الاعتكاف
باب وقت الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان
أخبرنا الأستاذ الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن
الصابوني أخبرنا أبو طاهر محمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن
خزيمة حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا محمد بن
الوليد حدثنا يعلي بن عبيد حدثنا يحيى بن سعيد عن عمرة عن
عائشة قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى
الصبح ثم دخل المكان الذي يريد أن يعتكف فيه فإذا أراد أن
يعتكف العشر الأواخر من رمضان فضرب له خباء وأمرت عائشة
فضرب لها خباء وأمرت حفصة فضرب لها خباء فلما رأت زينب
خبائها أمرت بخباء فضرب لها فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله
عليه وسلم لم يعتكف في رمضان فاعتكف في شوال
باب إباحة ضرب القباب في المسجد للاعتكاف فيهن
قال أبو بكر في خبر عمارة بن غزية حديث أبي سعيد
اعتكف في قبة تركية خرجته في غير هذا الباب
باب في اعتكاف شهر رمضان كله
حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني حدثنا المعتمر
حدثني عمارة بن غزية الأنصاري قال سمعت محمد بن إبراهيم
يحدث عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري
343

أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان
ثم اعتكف العشر الوسط في قبة تركية على سدتها قطعة حصير فذكر
الحديث بطوله قد أمليته قبل
باب الاقتصار في الاعتكاف على العشر الأوسط والعشر
الأواخر من رمضان إذ الاعتكاف كله فضيلة لا فريضة والفضيلة
لا تضيق على المرء أن يزيد فيها أو ينقص منها
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى بن سعيد وعبد
الوهاب يعني بن عبد المجيد الثقفي قالا حدثنا محمد بن عمرو
عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري قال
اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الوسط من شهر
رمضان فلما مطرف صبيحة عشرين ورجعنا فنام فأري ليلة القدر
ثم أنسيها فلما كان العشي جلس على المنبر فخطب الناس فذكر
الحديث قال ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فليرجع إلى معتكفه
باب إباحة الاقتصار من الاعتكاف على العشر الأواخر من
شهر رمضان دون العشرين الأولين
حدثنا أبو الفضل فضالة بن الفضل حدثنا أبو بكر
بن عياش عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان في
العشر الأواخر فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف فيه عشرين يوما
باب الرخصة في الاقتصار على اعتكاف السبع الوسط
من شهر رمضان دون ما قبله وما بعده من رمضان
344

حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا بن وهب حدثني
حنظلة بن أبي سفيان أنه سمع سالم بن عبد الله بن عمر يقول سمعت
أبي يقول
جاوز أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم السبع الأوسط من
رمضان فقال النبي صلى الله عليه وسلم من كان منكم متحريا
فليتحرها في السبع الأواخر
باب المداومة على اعتكاف العشر الأواخر من شهر رمضان
حدثنا محمد بن الحسين بن تسنيم حدثنا محمد بن
بكر البرساني حدثنا بن جريج أخبرني الزهري عن حديث عروة
وابن المسيب يحدث عروة عن عائشة وسعيد عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من
رمضان حتى توفاه الله
باب الاعتكاف في شوال إذا فات الاعتكاف في رمضان لفضل
دوام العمل
حدثنا الربيع بن سليمان حدثنا عبد الله بن وهب
أخبرني عمرو بن الحارث عن يحيى بن سعيد عن عمرة حدثتني
عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد الاعتكاف فاستأذنته عائشة
لتعتكف معه فلما رأته زينب معه فأذنت لها فضربت خبائها فسألتها
حفصة تستأذن لها لتعتكف معه فلما رأته زينب ضربت معهن وكانت
345

امرأة غيورا فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبيتهن فقال
ما هذا البر يردن بهذا فترك الاعتكاف حتى أفطر من رمضان
ثم اعتكف في عشر من شوال
باب الاعتكاف في السنة المقبلة إذا فات ذلك لسفر أو علة
تصيب المرء
حدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد العنبري حدثنا
أبي حدثنا حماد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي بن كعب
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من
رمضان فلم يعتكف عاما فاعتكف من العام المقبل عشرين ليلة
حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي قال
أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من
رمضان فسافر عاما فلم يعتكف فاعتكف في العام المقبل عشرين
ليلة
حدثنا محمد بن بشار حدثنا بن أبي عدي قال
أنبأنا حميد عن أنس بن مالك قال
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان
فلم يعتكف عاما فلما كان العام المقبل اعتكف عشرين
باب الأمر بوفاء نذر الاعتكاف ينذره المرء في الشرك ثم
يسلم الناذر قبل قضاء النذر وإباحة اعتكاف ليلة واحدة في عشر
رمضان
346

حدثنا أحمد بن عبدة أخبرنا حماد يعني بن زيد
حدثنا أيوب عن نافع قال
ذكر عند بن عمر عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة
فقال لم يعتمر منها قال وكان على عمر نذر اعتكاف ليلة في
الجاهلية فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يفي به فدخل
المسجد تلك الليلة فذكر الحديث
قال أبو بكر قد كنت بينت في كتاب الجهاد وقت رجوع النبي
صلى الله عليه وسلم إلى مكة بعد فتح حنين وإنما كان اعتكاف عمر
هذه الليلة بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم
تعميق إياه من سبي حنين
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان عن أيوب
عن نافع عن بن عمر
أن عمر كان عليه نذر اعتكاف في الجاهلية ليلة فسأل النبي
صلى الله عليه وسلم فأمره أن يعتكف وكان النبي صلى الله عليه
وسلم قد وهب له جارية من سبي حنين فبينما هو معتكف في المسجد
إذ دخل الناس يكبرون فقال ما هذا قالوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم أرسل سبي حنين قال فأرسلوا تلك الجارية
وقال بعض الرواة في خبر نافع عن بن عمر عن عمر قال
إني نذرت أن أعتكف يوما فان ثبتت هذه اللفظة فهذا من الجنس الذي
347

أعلمت أن العرب قد تقول يوما بليلته وتقول ليلة تريد بيومها وقد
ثبتت الحجة في كتاب الله عز وجل في هذا باب إباحة دخول المعتكف البيت لحاجة الإنسان الغائط
والبول
حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا بن وهب أخبرني
يونس عن بن شهاب عن عروة بن الزبير وعمرة
أن عائشة كانت إذا اعتكفت في المسجد فدخلت بيتها لحاجة لم
تسأل عن المريض إلا وهي مارة قالت عائشة وإن رسول الله صلى
الله عليه وسلم لم يكن يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان وكان يدخل
علي رأسه وهو في المسجد فأرجله
باب ترك دخول المعتكف البيت إلا لحاجة الإنسان وإباحة
إخراج المعتكف رأسه من المسجد إلى المرأة لتغسله وترجله
أخبرني بن عبد الحكم ان بن وهب أخبرهم قال
أخبرني يونس ومالك والليث عن بن شهاب عن عروة وعمرة بمثل
حديث يونس بن عبد الأعلى سواء غير أنه قال إلي رأسه
باب الرخصة في ترجيل المرأة الحائض رأس المعتكف ومسها
إياه وهي خارجة من المسجد
حدثنا أبو موسى حدثني محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن هشام بن عروة عن عائشة
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان معتكفا في المسجد
فتجئ عائشة فيخرج رأسه فترجله وهي حائض
348

باب الرخصة في زيارة المرأة وزوجها في اعتكافه ومحادثتها
إياه عند زيارتها إياه
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن الزهري عن علي بن حسين عن صفية بنت حيي قالت
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا
فحدثته ثم قمت فانقلبت فقام ليقلبني وكان مسكنها في دار أسامة
فمر رجلان من الأنصار فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم على رسلكما إنها صفية بنت حيي
فقالا سبحان الله يا رسول الله قال إن الشيطان يجري من الإنسان
مجرى الدم وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا أو قال شيئا
باب ذكر الدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما
بلغ مع صفية حين أراد قلبها إلى منزلها باب المسجد لا أنه خرج من
المسجد فردها إلى منزلها
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا أبو وابنه أخبرنا
شعيب عن الزهري أخبرني عن أبي الحسين أن صفية زوح النبي
صلى الله عليه وسلم أخبرته
أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد
في العشر الأواخر من رمضان فتحدثت عنده ساعة ثم قامت لتنقلب
وقام النبي صلى الله عليه وسلم ليقلبها حتى إذا بلغت باب المسجد
الذي عند باب أم سلمة مر بها رجلان من الأنصار فذكر الحديث
باب الرخصة في السمر للمعتكف مع نساءه في الاعتكاف
خبر صفية من هذا الباب
حدثنا الفضل بن أبي طالب حدثنا المعلى بن عبد الرحمن
الواسطي
349

حدثنا عبد الحميد بن جعفر عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبي
معمر عن عائشة قالت
كنت أسمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو معتكف
وربما قال قالت كنت أسهر
قال أبو بكر هذا خبر ليس له من القلب موقع وهو خبر منكر
لولا ما استدللت من خبر صفية على إباحة السمر للمعتكف لم يجز أن
يجعل لهذا الخبر باب على أصلنا فان هذا الخبر ليس من الأخبار التي
يجوز الاحتجاج بها إلا أن في خبر صفية غنية في هذا فأما خبر صفية
ثابت صحيح وفيه ما دل على أن محادثة الزوجة زوجها في اعتكافه
ليلا جائز وهو السمر نفسه
باب الافتراش في المسجد ووضع السرر فيه للاعتكاف
حدثنا محمد بن يحيى حدثنا نعيم بن حماد حدثنا
عبد العزيز يعني بن محمد عن عيسى بن عمر بن موسى عن
نافع عن بن عمر
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا اعتكف طرح له
فراشه أو وضع له سريره وراء أسطوانة التوبة
قال أبو بكر أسطوانة التوبة هي التي شد أبو لبابة بن عبد
المنذر عليها وهي على غير القبلة
باب الرخصة في بناء بيوت السعف في المسجد للاعتكاف فيها
حدثنا أحمد بن نصر حدثنا مالك بن سعير حدثنا
بن أبي ليلى عن صدقة وهو بن يسار عن عبد الله بن عمر
350

قال بني لنبي الله صلى الله عليه وسلم بيت من سعف اعتكف
في رمضان حتى إذا كان ليلة أخرج رأسه فسمعهم يقرؤون فقال
إن المصلي إذا صلى يناجي ربه فليعلم أحدكم ما يناجيه يجهر بعضكم
على بعض يريد إنكار الجهر بعضهم على بعض
باب الرخصة في وضع الأمتعة التي يحتاج إليها المعتكف في
اعتكافه في المسجد
حدثنا عبد الجبار بن العلاء حدثنا سفيان حدثنا
بن جريج عن سليمان الأحول عن أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري
ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة قال
اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العشر الأوسط من
رمضان فلما كان صبيحة عشرين ذهبنا ننقل متاعنا فقال لنا من
كان منكم اعتكف فليرجع إلى معتكفه فإني أريت هذه الليلة
فنسيتها وأريتني أسجد في ماء وطين
باب الخبر الدال على إجازة الاعتكاف بلا مقارنة للصوم إذ
النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر باعتكاف ليلة ولا صوم في الليل
حدثنا محمد بن بشار حدثنا يحيى حدثنا عبيد الله
بن عمر عن نافع عن بن عمر
أن عمر بن الخطاب سأل النبي عليه السلام فقال إني نذرت
أن أعتكف ليلة في الجاهلية فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوف
بنذرك
باب الرخصة للنساء في الاعتكاف في مسجد الجماعات مع
أزواجهن إذا اعتكفوا
351

في خبر عائشة فاستأذنته عائشة لتعتكف معه فأذن لها
ثم استأذنت لحفصة
قد أمليت الحديث بتمامه
باب ذكر المعتكف ينذر في اعتكافه ما ليس له فيه طاعة وليس
بنذر يتقرب إلى الله عز وجل
أخبرني الحسن بن محمد بن الصباح عن الشافعي
قال ومن نذر أن يعتكف قائما فلا يكلم أحد ولا يأكل ولا
يضطجع على فراش على معنى التقرب بلا يمين جلس وتكلم وأكل
وافترش قبل بلا كفارة وإنما يوفي من النذر بما كانت لله فيه طاعة فأما
من نذر ما ليس لله فيه طاعة فلا يفي به ولا يكفر أخبرنا مالك بن أنس
عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نذر أن يطيع
الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه
قال أبو بكر في خبر بن عباس أن النبي صلى الله عليه
وسلم رأى أبا إسرائيل قائما في الشمس فقال ما له قائم في الشمس
قالوا نذر أن يصوم وأن لا يجلس ولا يستظل قال
مروه فليجلس وليستظل وليصم فأمره رسول الله صلى الله عليه
وسلم بالوفاء بالصوم الذي هو طاعة وترك القيام في الشمس إذ لا طاعة
في القيام في الشمس وإن كان القيام في الشمس ليس بمعصية إلا أن
يكون فيه تعذيب فيكون
حينئذ معصية
قد خرجت هذا الجنس على الاستقصاء في كتاب النذور
باب وقت خروج المعتكف من معتكفه والدليل على أن
المعتكف يخرج من معتكفه مصبحا لا ممسيا
352

حدثنا يونس بن عبد الأعلى أخبرنا عبد الله بن وهب
أن مالكا أخبره عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن
الحارث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي سعيد الخدري
أنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر
الوسط من رمضان فاعتكف عاما حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين
وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه قال من اعتكف
معنا فليعتكف في العشر الأواخر وذكر الحديث بطوله
آخر كتاب الصوم
353