الكتاب: مسند سعد بن أبي وقاص
المؤلف: أحمد بن إبراهيم الدورقي
الجزء:
الوفاة: ٢٤٦
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: حققه وخرج أحاديثه : عامر حسن صبري
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٧
المطبعة:
الناشر: دار البشائر الإسلامية - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

مسند سعد بن أبي وقاص
رضي الله عنه
للإمام الحافظ أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير
الدورقي البغدادي
المتوفى سنة 246 رحمه الله تعالى
حققه وخرج أحاديثه
عامر حسن صبري
دار البشائر الإسلامية
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1407 ه - 1987 م
دار البشائر الإسلامية
للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - لبنان - ص. ب: 5595 - 14
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا ونبينا محمد،
وعلى آله وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد،
فإن مما من الله سبحانه وتعالى على عباده أن بعث سيدنا محمدا بالهدى ودين الحق
ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأنزل عليه كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. وجعل سنة رسوله صلى الله عليه وسلم - قولية كانت أو فعلية -
هي الموضحة لأحكامه، المبينة لإجماله، الهادية إلى طرق تطبيقه.
ولهذه الأهمية البالغة للسنة النبوية عني صحابة رسول الله ومن بعدهم بحفظها
وجمع شتاتها. وقام العلماء الجهابذة في القرون المفضلة بتدوينها وجمعها في المصنفات،
والمسانيد، والجوامع، والسنن، والمعاجم، والأجزاء، وغير ذلك.
ثم قاموا أيضا بوضع قواعد دقيقة، وموازين ثابتة لتمحيص الأسانيد ونقدها،
والتعرف على أحوال رواتها، وتمييز صحيحها من سقيمها. وبذلك نالت السنة المشرفة
بجهودهم العظيمة ما لم يعهد في أمة من الأمم، ولا في نص من النصوص غير القرآن
الكريم.
والكتاب الذي نقدمه اليوم هو مما أثمرته تلك الجهود العظيمة في خدمة السنة
المشرفة، وهو من تصنيف الإمام الحافظ أحمد بن إبراهيم الدورقي البغدادي، وهو من
أقران يحيى بن معين، وإسحاق بن راهويه، وأحمد بن حنبل. ومن شيوخ مسلم، وأبي
داود، والترمذي، وابن ماجة، وغيرهم.
وقد قمت بتحقيقه وضبطه وتخريج أحاديثه وبيان غريبها وأحكامها، والله أسأل أن
يتقبل عملي هذا خالصا لوجهه الكريم، كما أسأله - جلت قدرته - أن يوفقنا لما يحبه
3

ويرضاه، وأن يغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا وأهلينا وللمسلمين والمسلمات، إنه سميع
مجيب.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، والحمد لله رب
العالمين.
18 ربيع الثاني 1407 د. عامر حسن صبري
4

ترجمة المؤلف
1 - اسمه ونسبه وكنيته:
هو أحمد بن إبراهيم بن كثير بن زيد بن أفلح بن منصور بن مزاحم العبدي، مولى
عبد القيس.
أبو عبد الله البغدادي، النكري، الدورقي.
والنكري - بضم النون - نسبة إلى بني نكر، وهم بطن من عبد قيس والدورقي -
بفتح الدال المهملة وسكون الواو وفتح الراء وفي آخرها قاف. قيل في سبب التلقب بها
عدة أقوال:
1 - يقال: إنها نسبة إلى دورق، بلد من أعمال الأهواز.
2 - ويقال: إنه منسوب إلى صنعة القلانس الطوال.
3 - وقيل: كان أبوه ناسكا في زمانه، ومن كان ينسك في أيامه سمي دورقيا.

له ترجمة في الكتب الآتية:
1 - التاريخ الكبير للبخاري 2 / 6.
2 - التاريخ الصغير 2 / 384.
3 - الجرح والتعديل 2 / 39.
4 - الثقات لابن حبان 8 / 21.
5 - الكنى لابن أحمد الحاكم (ورقة 278).
6 - طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى 1 / 21.
7 - تاريخ بغداد 4 / 6.
8 - الأنساب للسمعاني 5 / 391.
9 - تهذيب الكمال للمزي ص 15.
10 - سير أعلام النبلاء 12 / 130.
11 - تذكرة الحفاظ 2 / 505.
12 - العبر 1 / 351.
13 - تهذيب التهذيب لابن حجر 1 / 10.
14 - طبقات الحفاظ للسيوطي ص 223.
5

ولعل هذا القول أقرب الأقوال وأولها، فقد روى السمعاني في الأنساب (1) بسنده إلى
عبد الله بن أحمد بن حنبل أنه قال: قلت لأحمد بن الدورقي: لم قيل لكم دورقي؟ فقال:
كان الشباب إذا نسكوا في ذلك الزمان سموا الدوارقة، وكان أبي منهم.
2 - مولده ووفاته:
اتفقت المصادر على أن ولادته كانت سنة (168) وأن وفاته كانت في سامراء في يوم
السبت لسبع بقين من شعبان سنة (246).
3 - نشأته وطلبه العلم:
لم تذكر المصادر شيئا عن نشأة الدورقي إلا إننا نستطيع أن نقول أنه بدأ بطلب
العلم منذ صغره، فقد روى في مسند سعد عن محمد بن حميد المعمري البغدادي الذي
توفي سنة (182) وكان عمره آنذاك (14 سنة)، وروى أيضا عن هشيم بن بشير المتوفى
سنة (183) وكان عمره (15 سنة) وروى عن جرير بن عبد الحميد الضبي المتوفى سنة
(188) وكان قد بلغ من العمر (20 سنة).
وتعتبر الفترة التي عاش فيها الدورقي من أحسن الفترات وأخصبها. وفيها ظهر
كبار الحافظ والمحدثين، وجهابذة النقاد والمحققين. من أمثال وكيع بن الجراح،
وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن سعيد القطان، وعلي بن المديني، وعلي بن
الجعد، وإسحاق بن راهويه، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل وغيرهم.
4 - شيوخه:
تتلمذ الإمام الدورقي على طائفة من خيرة أعلام عصره المشهود لهم بالحفظ
والإتقان. وقد قمت بإحصاء شيوخه في مسند سعد فكانوا (56) شيخا، ويتوزع
وجودهم ما بين بغداد، والبصرة، والكوفة، وواسط، والمصيصة، وهم:
1 - إبراهيم بن المنذر الخزامي (ت 236).
2 - إبراهيم بن مهدي المصيصي (ت 225).
3 - أحمد بن عبد الله بن يونس الكوفي (ت 227).

(1) الأنساب 5 / 392.
6

4 - إسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي (ت 195).
5 - إسماعيل بن إبراهيم بن علية البصري (ت 193).
6 - بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله الأنصاري، أبو عبد الرحمن الكوفي القاضي
(ت 219).
7 - بهز بن أسد، الأسود البصري (ت بعد سنة 200).
8 - جرير بن عبد الحميد الضبي (ت 188).
9 - حجاج بن محمد المصيصي، أبو محمد الأعور (ت 206).
10 - حماد بن أسامة، أبو أسامة الكوفي (ت 201).
11 - خالد بن مخلد البجلي القطواني الكوفي (ت 213).
12 - خلف بن الوليد الأزدي.
13 - روح بن عبادة بن العلاء القيسي، أبو محمد البصري (ت 207).
14 - سليمان بن داود، أبو داود الطيالسي البصري (ت 204).
15 - شبابة بن سوار الفزاري (ت 206).
16 - شجاع بن الوليد بن قيس السكوني الكوفي (ت 204).
17 - صفوان بن عيسى الزهري (ت 200).
18 - عبد الله بن عبد الرحمن.
19 - عبد الله بن عبد الغفار.
20 - عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي (ت 221).
21 - عبد الله بن أبي موسى.
22 - عبد الله بن نمير، أبو هشام الكوفي (ت 199).
23 - عبد الرحمن بن عبد الله.
24 - عبد الرحمن بن المبارك الطفاوي البصري.
25 - عبد الرحمن بن مهدي، أبو سعيد البصري (ت 198).
26 - عبد السلام بن مطهر، أبو ظفر البصري (ت 224).
27 - عبد الصمد بن عبد الوارث بن سعيد، أبو سهل البصري (ت 207).
28 - عبد الكبير بن عبد المجيد، أبو بكر الحنفي البصري (ت 204).
29 - عبد الملك بن عمرو، أبو عامر العقدي (ت 205).
30 - عبيد الله بن محمد بن عائشة القرشي (ت 228).
7

31 - عبيد الله بن موسى العبسي، أبو محمد الكوفي (ت 213).
32 - عثمان بن عمر بن فارس العبدي البصري (ت 209).
33 - عفان بن مسلم البصري (ت 219).
34 - علي بن إسحاق المروزي (ت 213).
35 - العلاء بن عبد الجبار العطار البصري ثم المكي (ت 212).
36 - عمر بن حفص بن غياث الكوفي (ت 222).
37 - عمرو بن عون بن أوس، أبو عثمان البزار البصري (ت 225).
38 - الفضل بن دكين، أبو نعيم الكوفي (ت 219).
39 - قتيبة بن سعيد البغلاني (ت 240).
40 - محمد بن حميد، أبو سفيان المعمري البغدادي (ت 182).
41 - محمد بن خازم، أبو معاوية الضرير الكوفي (ت 195).
42 - محمد بن الصباح الدولاني، أبو جعفر البغدادي (ت 227).
43 - محمد بن عبد الله بن الزبير، أبو أحمد الكوفي (ت 203).
44 - محمد بن الفضيل بن غزوان الضبي الكوفي (ت 195).
45 - محمد بن يزيد الكلاعي الواسطي (ت 190).
46 - مكي بن إبراهيم بن بشير البلخي (ت 215).
47 - موسى بن إسماعيل المنقري، أبو سلمة التبوذكي (ت 223).
48 - هاشم بن القاسم بن مسلم أبو النضر البغدادي (ت 207).
49 - هشيم بن بشير السلمي الواسطي (ت 183).
50 - وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي، أبو سفيان الكوفي (ت 197).
51 - وهب بن بقية بن عثمان، أبو محمد الواسطي (ت 239).
52 - وهب بن جرير بن حازم، أبو عبد الله الأزدي البصري (ت 206).
53 - يزيد بن هارون بن زاذان السلمي، أبو خالد الواسطي (ت 206).
54 - يعلى بن عبيد بن أبي أمية، أبو يوسف الطنافسي الكوفي (ت سنة بضع
ومائتين).
55 - يوسف بن بهلول الأنباري الكوفي (ت 218).
56 - يوسف بن يعقوب السدوسي، أبو يعقوب السلعي البصري (ت 201).
8

5 - تلاميذه:
حدث عنه خلق كثير من كبار الأئمة المشهورين، منهم:
1 - مسلم بن الحجاج النيسابوري، روى عنه في صحيحه.
2 - سليمان بن الأشعث أبو داود السجستاني.
3 - محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي.
4 - محمد بن يزيد بن ماجة.
5 - عبد الله بن محمد بن عبد العزيز أبو القاسم البغوي البغدادي.
6 - بقي بن مخلد الأندلسي.
7 - ابن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بن عبيد البغدادي.
8 - عبد الله بن أحمد حنبل.
9 - محمد بن محمد بن بدر الباهلي - راوي مسند سعد -.
6 - ثناء العلماء عليه:
أثنى عليه عدد من الأئمة، وأشادوا بجودة حفظه وفهمه. فقال الخليلي في
الإرشاد: ثقة متفق عليه (1).
وقال أبو حاتم الرازي: صدوق (2).
ووثقه العقيلي (3)، وذكره ابن حبان في الثقات (4).
وقال يعقوب بن إسحاق الهروي: سألت صالح بن محمد [جزرة] عن يعقوب
وأحمد الدورقي، فقال: كان أحمد أكثرهما حديثا وأعلمهما بالحديث، وكان يعقوب - يعني
أخاه - أسندهما، وكانا جميعا ثقتين (5).
وقال الذهبي: الحافظ الكبير المجود... صنف وجمع، وكان حافظا فهما حسن
التأليف (6).

(1) التهذيب 1 \ 10.
(2) الجرح 2 \ 39.
(3) التهذيب 1 \ 10.
(4) الثقات 8 \ 21.
(5) تاريخ بغداد 4 \ 7.
(6) تذكرة الحفاظ 2 \ 505.
9

7 - مؤلفاته:
ألف الدورقي عددا من المؤلفات، ووصفت هذه المؤلفات بأنها نافعة ومهمة.
فقال الحافظ الذهبي في السير (1): كان حافظا يقظا حسن التصنيف.
وقال أيضا في التذكرة (2): صنف وجمع وكان حافظا فهما حسن التأليف.
وقال أيضا في العبر (3): صنف التصانيف.
وسأذكر فيما يلي ما وقفت عليه من أسماء مؤلفاته. ولم يصل لنا من هذه المؤلفات -
فيما أعلم - شئ سوى مسند سعد بن أبي وقاص.
1 - كتاب سيرة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وزهده، في خمسة أجزاء.
ذكره ابن خير في فهرسته ضمن الكتب التي قرأها، وروي الكتاب من طريق
بقي بن مخلد عن مؤلفه الإمام الدورقي. وذكره أيضا ابن حجر في تغليق التعليق (4).
2 - كتاب زهد ابن سيرين، وأيوب، ووهيب بن الورد، وإبراهيم بن أدهم،
وسليمان الخواص. وذكره ابن خير من رواية بقي بن مخلد أيضا (5).
3 - مسند علي بن أبي طالب. ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير، والمتقي الهندي
في كنز العمال (6).
4 - مسند، ذكره ابن حجر في النكت الظراف عند ذكر المزي مسند لبابة بنت
الحارث الهلالية (7).
5 - مسند سعد بن أبي وقاص، وسيأتي الكلام عليه.

(1) سير أعلام النبلاء 12 \ 130.
(2) تذكرة الحفاظ 2 \ 505.
(3) العبر 1 \ 351.
(4) فهرست ابن خير ص 273، وتغليق التعليق 3 \ 359.
(5) فهرست ابن خير ص 274.
(6) التلخيص الحبير 2 \ 19، وكنز العمال 13 \ 117 - 118 و 120 و 124 و 179 و 188.
(7) النكت الظراف على الأطراف 12 \ 478.
10

مسند سعد بن أبي وقاص
1 - منهج المصنف في كتابه:
أراد الدورقي في هذا المسند جمع الأحاديث التي تروى من طريق سعد بن أبي
وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما هو منهج المحدثين في تأليف المسانيد، وهو جمع حديث كل
صحابي على حدة وإن تباينت المواضيع التي تناولتها، سواء كانت صحيحة أو حسنة أو
ضعيفة.
ونستطيع أن نتلمس منهج المصنف في مسنده بما يلي:
1 - خرج فيه الأحاديث المسندة من طريق الصحابة والتابعين عن سعد بن أبي
وقاص، وهم على التوالي:
جابر بن سمرة، وعبد الله بن عباس، والسائب بن يزيد.
ومن التابعين: عامر، ومصعب، وعمر، وإبراهيم، ويحيى، ومحمد وعائشة أولاد
سعد، وسعيد بن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وعامر بن خارجة بن سعد، والحسن
البصري، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وأبو بكر عرفطة، ودينار القراط، وذكوان
السمان، وزيد بن عياش، وسليمان بن أبي عبد الله، وعبد الله بن حبيب السلمي،
وعبد الله بن السائب بن أبي نهيك، وغنيم بن قيس، ومجاهد بن جبر، ومحمد بن
عبد الرحمن بن أبي لبيبة، ومحمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، ومعاذ المكي.
2 - الأصل في عمل الدورقي في هذا المسند: أن يذكر الأحاديث التي رواها سعد
عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان كذلك إلا أنه خالف هذا المنهج أحيانا، فذكر ستة أحاديث من
غير طريق سعد. وهي برقم (14) عن عائشة، و (36) عن ابن عباس، و (93) عن
ابن مسعود، و (94) عن عبد الله بن عمرو بن العاص، و (106) عن أبي هريرة،
و (12) عن الزهري.
11

كما أنه ذكر حديثين يرويهما سعد بن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم عن
النبي صلى الله عليه وسلم، وهما برقم (108) و (109).
وقد أدخل راوي هذا المسند حديثا وأثرا عن مالك بن أنس رواه من غير طريق
الدورقي، وهما برقم (105) و (117).
3 - احتوى مسند سعد على (134) حديثا، غالبها أحاديث مرفوعة أو هي في
حكم المرفوع، إلا أربعة آثار ذكرها وهي أثران عن سعد برقم (66) و (134)، وأثر
عن عبد الله بن عمرو برقم (94)، وآخر عن الزهري برقم (12).
4 - لم يلتزم المصنف الصحة في مروياته، كما ستقف عليه إن شاء الله في
التخريج، شأنه في ذلك شأن غيره من أصحاب المسانيد والسنن والمعاجم، ولا ضير
عليهم في ذلك طالما أنهم يذكرون الأحاديث بأسانيدها، فإن السند للخبر كالنسب
للمرء.
وقد استطعت - بحمد الله - أن أحكم على أكثر أحاديث هذا المسند، فبلغت
الأحاديث الضعيفة فكان عددها (28) حديثا، وحكمت على حديثين أنهما ضعيفان
جدا. وفي المسند (6) أحاديث توفقت عن الحكم عليها، لأني لم أعرف ترجمة بعض
رجال المسند.
5 - ومما يلحظ على هذا المسند أنه لم يستوعب جميع ما أسنده سعد رضي الله عنه،
وجملة ما أسنده المصنف عنه بما فيه المكرر (125) حديثا. ويقرب ذلك ما أسنده
أصحاب الكتب الستة عنه، إذ بلغت أحاديث سعد في هذه الكتب (121) حديثا
بالمكرر (1).
وقد قمت بمحاولة لجمع مرويات سعد من المسانيد والجوامع والمصنفات والمعاجم
والاجزاء، مستدركا على مسند سعد للدورقي، فبلغت أكثر من (200) حديثا وذكرت

(1) اعتمدت في ذلك على ما ذكره محقق الكتاب تحفة الأشراف للمزي.
12

فيه أيضا الآراء الفقهية التي وردت عن سعد رضي الله عنه، وأسأل الله تعالى أن يعين
على إكماله ونشره.
2 - توثيق نسبة الكتاب إلى المؤلف:
نستطيع أن نجزم بصحة نسبة هذا المسند إلى الدورقي بأمور منها:
1 - روى أبو يعلى الموصلي في مسنده 2 / 85 حديثا عن الدورقي، وهو موجود في
مسنده برقم (18).
2 - وروى الذهبي في سير أعلام النبلاء 12 / 131 حديثا في ترجمة الدورقي،
بإسناده عن أبي الفتح محمد بن عبد الرحيم، أخبرنا عبد الوهاب بن ظافر، أخبرنا
محمد بن عبد الرحمن الحضرمي... إلى آخر الإسناد. وهذا الحديث في مسند الدورقي
برقم (20).
3 - نقل ابن حجر في الفتح 9 / 334، وفي الإصابة 3 / 614 حديث ونسبه إلى
الدورقي في مسنده، وهو الحديث رقم (35).
4 - وهذا المسند من جملة الكتب التي قرأها ابن حجر على مشايخه كما ذكر ذلك في
المعجم المفهرس (ق 430 - نسخة المكتبة الأزهرية)، قال: قرأت الجزء الأول على فاطمة
بنت محمد التنوخية، وأروي سائره بالإجازة عنها بإجازتها من أبي الفتح محمد بن
عبد الرحيم بن العز، أخبرنا أبو محمد بن ظافر سماعا عليه للجزء الأول، وإجازة لسائره
عن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي كذلك.
وأخبرنا بجميعه العباس بن العز المقدسي، عن سليمان بن حمزة، عن جعفر بن
علي، أنا محمد بن عبد الرحمن الحضرمي سماعا لجميعه، أنا أبو عبد الله محمد بن أحمد
الرازي... إلى آخر إسناد الكتاب.
5 - ومن ذلك أيضا إسناد الكتاب المثبت على الورقة الأولى من الأجزاء الثلاثة،
وكلهم أئمة معروفون بالعلم والرواية.
3 - وصف المخطوط:
تقع المخطوطة في ثلاثة أجزاء حديثية، وعدد أوراقها (22) ورقة ذات صفحتين،
13

في كل صفحة ما بين 23 - 27 سطرا وخطها نسخ معتاد. وهي محفوظة في المكتبة
الظاهرية بدمشق، ولها صورة في المكتبة المركزية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة ولا أعلم
بوجود نسخة أخرى لهذا الكتاب غير نسختنا هذه.
وكاتب هذه النسخة هو الإمام الحافظ علاء الدين أبو القاسم علي بن بلبان بن
عبد الله المشرف الناصري، وهو راوي هذا المسند عن أبي الفضل جعفر بن علي
الهمداني. ومن مزايا هذه النسخة أنها قرأت على جماعة من العلماء الإثبات، منهم:
1 - الإمام المحدث المؤرخ علم الدين القاسم بن محمد بن يوسف البرز إلي
(ت 739)، على راوي هذا المسند وكاتبه الإمام علاء الدين ابن بلبان، بروايته عن
جعفر الهمداني وكان ذلك في سنة (679).
2 - ومنهم المحدث علي بن مسعود بن نفيس الموصلي ثم الحلبي (ت 704)، على
الإمام شمس الدين أبي عبد الله محمد بن عبد الرحيم بن عبد الواحد المقدسي (ت 688)،
بروايته عن جعفر الهمداني، وذلك في سنة (687).
3 - وقرأها أيضا الإمام المحدث عبد الله بن أحمد بن عبد الله المقدسي (ت 737)،
على الشيخة المسندة ست الفقهاء ابنة الإمام تقي الدين إبراهيم بن علي الواسطي
(ت 726)، بإجازتها من جعفر الهمداني. وكان كاتب مجلس السماع الإمام المحدث
محمد بن رافع السلامي (ت 774)، وذلك في سنة (724).
4 - ومنهم الإمام فخر الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البعلبكي، على
الإمام المحدث مسند زمانه شهاب الدين أبي العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة ابن
الشحنة الحجار (ت 730)، بإجازته من جعفر بن علي الهمداني، وكان ذلك في سنة
(726).
4 - إسناد الكتاب:
وصل إلينا " مسند سعد " من طريق كاتبه أبي القاسم علي بن بلبان، بروايته عن
جعفر بن علي الهمداني، وأبي البيان بنا بن أبي المكارم الحنفي، بروايتهما عن أبي عبد الله
محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، بروايته عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي، بروايته
عن أبي القاسم عبد الرحمن بن المظفر الكحال، بروايته عن أبي بكر أحمد بن محمد
14

المهندس، بروايته عن أبي الحسن محمد بن محمد الباهلي، عن مؤلفه أبي عبد الله أحمد بن
إبراهيم الدورقي. وكلهم رجال مشاهير، وهذا بيان تراجمهم مفصلا.
1 - أبو القاسم علاء الدين علي بن بلبان المقدسي الناصري. ولد سنة (612)،
وسمع من القطيعي، وابن اللتي وابن القبيطي وخلق كثير بالشام والعراق ومصر. وعني
بالحديث، وخرج العوالي وصنف كتبا مفيدة، منها كتاب " المقاصد السنية في الأحاديث
الإلهية " و " تحفة الصديق في فضائل أبي بكر الصديق " وغير ذلك. توفي سنة (684) (1).
2 - أبو الفضل جعفر بن علي أبو الحسن بن أبي البركات هبة الله الهمداني
الإسكندراني المقرئ. ولد سنة (546) وسمع الحافظ السلفي وأبا عبد الله محمد بن
عبد الرحمن الحضرمي وجماعة، وكان محدثا حافظا ثقة كثير التحديث. توفي سنة
(630) (2).
3 - أبو البيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام بن عبد الله الحنفي. ذكره ابن الصابوني
في كتاب تكملة إكمال الإكمال (3) وقال: شيخنا سمع الحديث من جماعة بمصر
والإسكندرية منهم أبو محمد بن بري النحوي... وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن
الحضرمي وغيرهم. توفي سنة (643) بالقاهرة.
ولا تضر جهالته، لأنه لم يتفرد بالرواية عن محمد بن عبد الرحمن الإسكندراني، بل
تابعه عليها جعفر بن علي الهمداني.
4 - أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي الإسكندراني. ولد سنة (514) وكان من بيت علم وفضل، وسمع من أبي عبد الله محمد بن أحمد الرازي،
وغيره. توفي سنة (589) (4).
5 - أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، المعروف بابن الحطاب، مسند
الديار المصرية، كان عالما فاضلا محدثا جليلا، توفي سنة (525) عن إحدى وتسعين
سنة (5).

(1) انظر: العبر 3 / 356، والشذارات 5 / 388، وانظر مقدمة المقاصد السنية.
(2) انظر: التكملة لوفيات النقلة 3 / 500 - 501، وحسن المحاضرة 1 / 455، وشذرات الذهب
5 / 180.
(3) ص 70 - 71.
(4) انظر: التكلمة 1 / 189 - 190، وحسن المحاضرة 1 / 454، والشذرات 4 / 297.
(5) انظر: العبر 2 / 426، وحسن المحاضرة 1 / 375، والشذرات 4 / 75.
15

6 - أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن الكحال.
ذكره أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في مشيخته (1)، وقال: كان من النحاة ومن
أهل الأدب، إلا أنه لين في الحديث على ما ذكروا، ولم أسمع عليه إلا مع من يفرق بين
الصحيح والمعلول. ثم ذكره مسموعاته عليه، فقال: والذي عندي عنه الآن مسند
سعد بن أبي وقاص تصنيف أحمد بن إبراهيم الدورقي، أخبرنا به عن المهندس عن أبي
الحسن الباهلي عنه (2).
7 - أبو بكر أحمد بن محمد إسماعيل المهندس. محدث الديار المصرية ومسندها،
كان ثقة فاضلا تقيا، روى عن البغوي، ومحمد بن محمد الباهلي وطبقتهما، توفي سنة (385) (3).
8 - أبو الحسن محمد بن محمد عبد الله الباهلي البغدادي، الإمام الحافظ المتقن،
سمع من أبي عبد الله الدورقي وطبقته وتوفي بمصر في ربيع الآخر سنة (314) (4).
5 - عملي في تحقيق المسند:
يتلخص عملي في التحقيق بالنقاط الآتية:
1 - نسخت النص عن النسخة الخطية الوحيدة المحفوظة في المكتبة الظاهرية، ثم
قومته، وضبطته بالشكل، ورقمت أحاديثه.
2 - عرفت بجميع رجال السند تعريفا مختصرا، معتمدا - في أغلب الأحيان - على
كتاب تقريب التهذيب للحافظ ابن حجر العسقلاني.
3 - خرجت جميع الأحاديث والآثار الواردة في المسند تخريجا موسعا، وأطلت كثيرا
في جمع طرق الحديث من متابعات وشواهد.

(1) مشيخة الرازي (ورقة 156 - 157 أ)، مخطوط مصور في المكتبة المركزية بجامعة أم القرى برقم
(2155) عن الأصل المحفوظ في المكتبة الظاهرية.
(2) وذكره السيوطي في بغية الوعاة 2 / 90 مختصرا.
(3) العبر 3 / 166، والشذرات 3 / 113.
(4) تاريخ بغداد 3 / 214، والشذرات 2 / 269.
16

4 - حكمت على أسانيد المؤلف بما يقتضى الصحة أو الضعف، مستأنسا في ذلك
بآراء النقاد وأقوالهم.
5 - شرحت معاني الألفاظ الغريبة.
وختاما، أسأل الله تعالى أن ينفع بهذا المسند، وأن يرزقنا الإخلاص في القول
والفعل، وصلى الله وسلم على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم
بإحسان إلى يوم الدين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
17

صورة صفحة الجزء الأول من المخطوط
18

صورة الورقة الأولى من المخطوط
19

صورة الورقة الأخيرة من المخطوط
20

الجزء الأول
من
مسند سعد بن أبي وقاص
للإمام الحافظ أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير
الدور قي البغدادي
رحمه الله تعالى
رواية: أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي عنه،
رواية: أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس عنه،
رواية: أبي القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن الكحال عنه،
رواية: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي المعدل عنه،
رواية: أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي عنه،
رواية: أبي البيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام بن عبد الله الحنفي،
ورواية: أبي الفضل جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمداني
كليهما عنه،
رواية: أبي القاسم علي بن بلبان الناصري عنهما كما بين.
حققه وخرج أحاديثه
عامر حسن صبري
21

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله عدة للقائه.
جابر بن سمرة، عن سعد رضي الله عنهما
أخبرنا الشيخ الثقة أبو البيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام بن
عبد الله الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع، يوم الاثنين حادي عشر ذي القعدة
سنة أربع وثلاثين وستمائة بمنزله بالقاهرة، قيل له: أخبرك الشيخ أبو عبد الله
محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن محمد بن الفضل الحضرمي،
قراءة عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي،
بقراءة الحافظ أبي طاهر أحمد بن السلفي الأصبهاني، في شهر ربيع
الآخر سنة خمس وعشرين وخمسمائة، فأقر به وقال: نعم، قال: أخبرنا
الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن الكحال، في
شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن
محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس، قراءة عليه في شهور سنة أربع
وثمانين وثلاثمائة، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله
الباهلي، في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثمائة
23

حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي، حدثنا
هشيم بن بشير (1)، أخبرنا عبد الملك بن عمير (2)، عن جابر بن سمرة (3):
أن أهل الكوفة شكوا سعدا إلى عمر، فذكروا من صلاته، فأرسل
إليه عمر، فقدم عليه. فذكر له ما عابوه به من أمر الصلاة فقال: إني
لأصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، إني لأركد بهم في
الأوليين وأحذف بهم في الأخريين. فقال له عمر: ذلك الظن بك أبا
إسحاق (4).
24

[...]
25

حدثنا احمد، حدثنا جرير بن عبد الحميد (1)، عن
عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة:
فذكر نحو حديث هشيم. إلا أنه زاد فيه، قال: فبعث معه من يسئل
عنه، قال: فطرق به في مساجد الكوفة، فلم يقل له إلا خيرا، حتى انتهى
[2 ب] إلى مسجد بني عبس، فقال له رجل / يقال له أبو سعدة (2): اللهم إنه
كان لا ينفر في السرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية. قال:
فغضب سعد، وقال: اللهم إن كان كاذبا فأطل عمره، واشدد فقره، واعرض
عليه الفتن. قال عبد الملك: فرأيته شيخا كبيرا مفتونا لا يجد شيئا قال:
يقال له: كيف أنت يا أبا سعدة؟ فيقول شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة
سعد (3).
26

3 - حدثنا أحمد، حدثنا وكيع بن الجراح (1)، عن شعبة (2)، عن
أبي عون (3)، عن جابر بن سمرة - ح (4).
4 - وحدثنا أحمد حدثنا بهز بن أسد (5)، أخبرنا شعبة، أخبرني أبو
عون، قال: سمعت جابر بن سمرة - ح (6).
27

5 - وحدثنا احمد، وحدثنا أبو داود (1)، أخبرنا شعبة، عن أبي
عون، قال: سمعت جابر بن سمرة، قال:
قال عمر لسعد بن مالك: قد شكاك الناس - قال بهز في حديثه:
يعني أهل الكوفة - في كل شئ حتى في الصلاة، فكيف تصلي؟ قال
سعد: أما أنا فأمد في الأوليين، وأحذف في الأخريين - قال بهز في
حديثه: حذفا - وما آلو ما اقتديت به من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: ذاك
ظني بك. أو قال: الظن بك (2).
28

ابن عباس عن سعد
6 - حدثنا أحمد، حدثنا يزيد بن هارون (1)، ومحمد بن يزيد (2)،
وإسحاق بن يوسف الأزرق (3)، قالوا: حدثنا أصبغ بن زيد (4)، حدثنا
القاسم بن أبي أيوب (5)، حدثنا سعيد بن جبير (6).
عن ابن عباس (7)، أنه أخذ بيد معاوية (8)، فانطلق به إلى سعد بن
مالك الزهري فقال له: يا أبا إسحاق: أرأيت يوم حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عن قتيل موسى الذي قتل من آل فرعون. الإسرائيلي أفشى عليه أمر
الفرعوني (9)، فقال: إنما أفشى عليه الفرعوني بما سمع من الإسرائيلي الذي
شهد ذلك وحضره (10).
29

عامر بن سعد عن أبيه
7 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي (1)، عن سفيان (2)،
عن سعد بن إبراهيم (3)، عن عامر بن سعد (4):
عن أبيه قال: جاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده وهو بمكة، وهو يكره أن يموت
في الأرض التي هاجر منها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم يرحم الله سعد بن عفراء،
يرحم الله سعد بن عفراء، قال: ولم يكن له إلا بنت واحدة، فقال يا
رسول الله، أوصي بمالي كله؟ قال: لا. قال: فالنصف؟ قال: لا. قال:
[3 أ] فالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير، إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من
أن تدعهم عالة يتكففون الناس بأيديهم، وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة
حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك، ولعل الله يرفعك فينفع بك
ناسا، ويضر بك آخرون
30

[...]
31

8 - حدثنا احمد، حدثنا أبو داود - صاحب الطيالسة - حدثنا
إبراهيم بن سعد، عن الزهري (1)، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص:
عن أبيه، قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في مرض
أشفيت فيه على الموت، فقلت: يا رسول الله، قد بلغ بي من الوجع ما
ترى، وأنا ذو مال كثير، وإنما يرثني ابنة لي واحدة، أفأتصدق بمالي كله؟
قال: لا. قال: قلت: فالشطر؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: الثلث،
والثلث كثير، إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالة يتكففون
الناس، إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة
ترفعها إلى في امرأتك قال: قلت: يا رسول الله، أخلف بعد أصحابي؟
قال: إنك لن تخلف بعدي فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به
رفعة ودرجة، ولعلك إن تخلف بعدي حتى ينفع بك قوم ويضر بك
آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن
البائس سعد بن خولة - يرثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة (2).
32

[...]
33

[...]
34

[...]
35

[...]
36

9 - حدثنا أحمد، حدثنا يزيد بن هارون، عن سفيان بن
حسين (1)، عن الزهري، عن عامر بن سعد:
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه (2).
37

10 - حدثنا أحمد، حدثنا محمد بن حميد أبو سفيان المعمري (1)،
عن معمر (2)، عن الزهري، عن عامر بن سعد:
عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن هذا الوباء رجز أهلك بعض الأمم
قبلكم، وقد بقي في الأرض منه شئ يذهب أحيانا ويجيء أحيانا، فإذا
وقع وأنتم بأرض لا تخرجوا منها، وإذا سمعتموه بأرض فلا تأتوها (3) \. [3 ب]
38

[...]
39

11 - حدثنا أحمد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن أبي
ذئب (1)، عن الزهري، عن عامر بن سعد:
عن أبيه: أن رهطا أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه، فأعطاهم إلا رجلا منهم.
فقال سعد: فقلت: يا رسول الله، أعطيتهم وتركت فلانا، والله إني لأراه
مؤمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مسلما. فقال سعد: والله إني لأراه
مؤمنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مسلما. قال ذاك سعد ثلاثا. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أو مسلما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم في الثالثة: والله إني لأعطي
الرجل العطاء لغيره أحب إلي منه، تخوفا أن يكبه الله في نار جهنم على
وجهه (2).
40

[...]
41

[...]
42

12 - حدثنا أحمد، حدثنا بعض أصحابنا، عن سلام بن أبي مطيع (1)، عن الزهري قال: وكان يرون أن المسلم المقر، والمؤمن الذي
يصدق ذاك بعمله (2).
43

13 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن
الزهري، عن عامر بن سعد:
عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: إن أعظم المسلمين في
المسلمين جرما من سأل عن شئ لم يحرم فحرم على الناس من أجل
مسألته (1).
44

14 - حدثنا أحمد، حدثنا وهب بن بقية (1)، حدثنا خالد بن
عبد الله (2)، عن عبد الرحمن بن إسحاق (3)، عن الزهري، عن عروة بن
الزبير (4):
عن عائشة (5)، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوا الفواسق - يعني
الوزغ (6).
45

15 - حدثنا أحمد، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن
عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن عامر بن سعد بن مالك:
عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: بمثله (1).
46

16 - حدثنا أحمد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن
إسحاق (1)، عن داود بن عامر بن سعد بن مالك (2)، عن أبيه:
عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يكن نبي إلا وصف الدجال
لأمته، ولأصفنه صفة لم يصفها أحد كان قبلي، إنه أعور (3).
47

حدثنا أحمد، حدثنا شبابة بن سوار الفزاري (1) \ حدثنا [4 أ]
ليث بن سعد (2)، عن حكيم بن عبد الله بن قيس (3)، عن عامر بن سعد:
عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال حين يسمع المؤذن:
وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده
ورسوله، رضيت بالله ربا، وبمحمد رسولا، وبالإسلام دينا، غفر له
ذنوبه (4).
48

حدثنا أحمد، حدثنا عبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر
الحنفي (1)، حدثنا بكير بن مسمار (2)، عن عامر بن سعد:
أن أباه سعدا كان في إبل له وغنم فجاء ابنه عمر، فلما رآه، قال:
أعوذ بالله من شر هذا الراكب فلما انتهى إليه قال: يا أبه أرضيت أن تكون
أعرابيا في إبلك وغنمك والناس في المدينة يتنازعون الملك؟ قال: فضرب
صدره بيده، وقال: يا بني اسكت، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن
الله يحب العبد التقي الغني الخفي (3).
49

[...]
50

19 - حدثنا أحمد، حدثنا قتيبة بن سعيد (1)، حدثنا حاتم بن
إسماعيل (2)، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص:
عن أبيه، قال: دخل سعد على رجل فقال: ما يمنعك أن تسب أبا
فلان؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لئن
تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول له: وقد خلفه في بعض مغازيه فقال له علي: يا رسول الله، تخلفني
مع النساء والصبيان. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فتطاولنا لها، فقال:
ادعوا عليا، فأتي به أرمد العين، فبصق في عينه، ورفع الراية إليه، وفتح
الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: * (ندع أبناءنا وأبناءكم) * دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا، وقال: اللهم هؤلاء أهلي (3).
51

[...]
52

[...]
53

[...]
54

[...]
55

[...]
56

20 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو عامر القيسي (1)، حدثنا محمد بن
صالح التمار (2)، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد:
عن أبيه إن سعد بن معاذ حكم على بني قريظة أن يقتل منهم كل
من جرت عليه الموسى، وأن تقسم أموالهم وذراريهم. فذكر ذلك
[4 ب] للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقد حكم فيهم بحكم الله \ الذي حكم به من فوق
سبع سماوات (3).
57

[...]
58

21 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن عبد الله بن
جعفر (1). ح (2).
59

22 - وحدثني أحمد، وحدثني أبو عامر القيسي، حدثنا
عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد (1)، أخبرني عامر بن سعد:
عن أبيه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه حتى يرى بياض
خده، وعن يساره حتى يرى بياض خده (2).
60

23 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو عامر القيسي، حدثنا عبد الله بن
جعفر الزهري، عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن
عامر بن سعد:
أن سعدا حين حضرته الوفاة، قال: ألحدوا لي لحدا، وانصبوا علي
نصبا كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
61

24 - حدثنا أحمد، حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري (1)، حدثنا
وهيب بن خالد (2)، حدثنا أبو واقد الليثي (3)، عن عامر بن سعد:
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقطع السارق في ثمن المجن (4).
62

25 - حدثنا أحمد، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا أبو معشر (1)،
عن موسى بن عقبة (2)، عن عامر بن سعد:
عن أبيه، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن
شماله (3).
63

26 - حدثنا أحمد، حدثنا علي بن إسحاق المروزي (1)، أخبرنا
عبد الله بن المبارك (1)، أخبرنا ابن لهيعة (3)، عن يزيد بن أبي حبيب (4)،
عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه:
عن جده، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا
لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من الجنة
اطلع فبدت أساوره لطمس ضوءه ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء
النجوم (5).
64

[...]
65

27 - حدثنا أحمد، حدثني وهب بن جرير (1)، حدثنا أبي (2)، قال:
سمعت عمي جرير بن زيد (3)، يحدث عن عامر بن سعد:
عن أبيه قال: مرضت بمكة فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا
رسول الله أموت بأرضي التي هاجرت منها. قال: إن الله لعله أن يشفيك
حتى ينفع بك ويضر. فقلت: يا رسول الله، إني أدع مالا وليس لي وارث
غير ابنة لي، أفلا أوصي بمالي كله؟ فقال: لا. قلت: فثلثيه قال: لا.
قلت: فنصفه؟ قال: الثلث، والثلث كبير، إن أحدكم أن يدع أهله بخير
خير من أن يدعهم عالة يتكففون الناس. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكن
سعد بن خولة البائس \ قد مات في الأرض التي هاجر منها (4). [5 أ]
66

28 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو أسامة (1)، حدثنا هاشم بن هاشم (2)،
قال: سمعت عامر بن سعد يقول:
سمعت سعدا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تصبح
بسبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر (3).
67

[...]
68

29 - حدثنا أحمد، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس (1)، حدثنا
زهير بن معاوية (2)، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني عبد الله بن
محمد بن أبي عتيق (3)، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص:
عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا انتخم أحدكم في
المسجد فليغيب نخامته، لا تصيب جلد مؤمن، أو ثوبه فتؤذيه أو فيؤذيه (4).
69

30 - أخبرنا أحمد، حدثنا شجاع بن الوليد بن قيس السكوني (1)،
حدثنا هاشم بن هاشم، عن عامر بن سعد:
أن أباه سعدا اشتكى بمكة، فعاده رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي
رسول الله، أموت بالأرض التي هاجرت منها. قال: عسى الله أن يرفعك
فينفع بك ناسا ويضر بك ناسا. قال سعد: أي رسول الله، إن لي مالا وابنة
وأريد أن أوصي بالنصف. قال: النصف كثير. قال: فالثلث؟ قال:
الثلث، والثلث كثير. فجاز الثلث للناس، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنك أن
تدع أهلك - يعني - خير من أن تدعهم فقراء (2).
70

31 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو نعيم (1)، حدثنا خالد بن إياس
القرشي (2)، عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب بن بلتعة (3)، قال:
كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب (4)، فطلع علينا عمر بن
عبيد الله بن معمر في ثوبين موردين وقميص رقيق، فجلس إلى
سعيد بن المسيب فساره بشئ ما أدري ما هو، قال: فلما أن قام ضحك
بعض القوم إلى بعض، فقال: ما يضحككم؟ قال:
تعجبنا له ورثنا ريح
المسك، قال: إن الله تبارك وتعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب
النظافة، جواد يحب الجود، نظفوا ساحتكم وأفناءكم، ولا تشبهوا باليهود
[تجمع] (6) الأكباء في دورهم، فلقيت مهاجر بن مسمار (7) فحدثني عن
عامر بن سعد، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل حديث سعيد، إلا أنه
قال: وأفنيتكم (8).
71

[...]
72

32 - حدثنا أحمد، حدثني أبو عامر القيسي، حدثنا عبد الله بن
جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد:
أن سعدا ركب إلى قصره بالعقيق، فوجد غلاما يحتطب شجرا أو
[5 ب] يقطعه، فسلبه. فلما رجع سعد جاءه أهل الغلام فكلموه \ أن يرد عليهم
ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئا نفلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وأبى أن يرد إليهم (1).
73

[...]
74

33 - حدثنا أحمد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم (1)، عن أيوب (2)،
عن عمرو بن سعيد (3)، عن حميد بن عبد الرحمن (4)، عن ثلاثة من بني
سعد:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على سعد يعوده بمكة، فبكى، فقال: ما
يبكيك؟ فقال: خشيت أن أموت بالأرض التي هاجرت منها كما مات
سعد، فادع الله أن يشفيني. فقال: اللهم اشف سعدا، اللهم اشف
سعدا، اللهم اشف سعدا. قال: يا رسول الله، إن لي مالا كثيرا
وإنما لي ابنة، أفأوصي بمالي كله؟ قال: لا. قال: فبالثلثين؟ قال:
لا. قال: فبالنصف؟ قال: لا. قال: فبالثلث؟ قال: الثلث والثلث
كبير، إن صدقتك من مالك لك صدقة، وإن نفقتك على أهلك صدقة،
وإن أكل امرأتك من طعامك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بعدك بعيش -
أو قال: بخير - خير من أن يتكففون الناس (5).
75

[...]
76

34 - حدثنا أحمد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي عون،
عن عمرو بن سعيد، عن حميد بن عبد الرحمن، عن ثلاثة من بني
سعد، بنحو من حديث أيوب (1).
77

35 - حدثنا أحمد، حدثنا بكر بن عبد الرحمن - قاضي الكوفة -
حدثنا يعني عيسى بن المختار (2)، عن محمد بن أبي ليلى (1)، عن
عبد الكريم (4)، عن مجاهد (5)، عن عامر بن سعد:
عن سعد بن مالك أنه خطب امرأة بمكة وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: ليت عندي من يراها أو من يخبرني عنها، فقال رجل مخنث يدعى
هيت: أنا أنعتها لك، هي إذا أقبلت، قلت: تمشي على ست، وإذا
أدبرت قلت: تمشي على أربع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أرى هذا إلا
منكرا، إنما أراه أن لا يعرف النساء. وكان يدخل على سودة (6)، فنهاها أن
يدخل عليها، فلما قدم المدينة نفاه، فكان كذلك حتى أمره عمر، فجهد
فكان يرخص له أن يدخل المدينة، فيتصدق يوم الجمعة (7).
78

[...]
79

36 - حدثنا أحمد، حدثنا إسماعيل بن علية، عن هشام
الدستوائي (1)، عن يحيى بن أبي كثير (2)، عن عكرمة (3):
عن ابن عباس، قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين من الرجال،
والمشتبهات من النساء بالرجال، وقال: أخرجوهم من بيوتكم، قال:
فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلانا، وأخرج عمر فلانا (4).
80

حدثنا أحمد، حدثني خالد بن مخلد البجلي (1)،
وعبد الله بن مسلمة بن قعنب (2) قالا: حدثنا سليمان بن بلال (3)، عن
[6 أ] عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر (4)، عن عامر بن سعد \ بن أبي
وقاص:
عن أبيه سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أكل سبع تمرات مما بين
لابتيها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي.
وقال خالد بن مخلد في حديثه: قال عبد الله: وسمعت الناس
يقولون: عجوة (5).
81

38 - حدثنا أحمد، حدثنا عفان بن مسلم (1)، وموسى بن
إسماعيل قالا: حدثنا عبد الواحد بن زياد (2)، حدثنا عثمان بن حكيم (3)،
حدثني عامر بن سعد:
عن أبيه سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحرم ما بين لابتي
المدينة كما حرم إبراهيم صلى الله عليه وسلم مكة، لا يقطع عضاهها، ولا يقتل
صيدها، ولا يخرج منها أحد رغبة عنها إلا أبدلها الله خيرا منه.
والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ولا يريدهم أحد بسوء إلا أذابه الله
ذوب الرصاص في النار، أو ذوب الملح في الماء (4).
82

39 - حدثنا أحمد، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا
عبد الواحد، حدثنا عثمان بن حكيم، حدثني عامر بن سعد: عن أبيه سعد قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين في مسجد بني
معاوية، ثم مكث طويلا يناجي ربه، فلما انصرف قلنا: يا رسول الله، ما
كان وقوفك؟ قال: سألت ربي ثلاثا، فأعطاني اثنين ومنعني واحدة، سألته
أن لا يهلك أمتي بالسنة، وسألته أن لا يسلط عليها عدوا من غيرها، وسألته
أن لا يلبسهم شيعا فمنعني (1).
83

40 - حدثنا أحمد، حدثني عبد الله بن أبي موسى (1)، حدثنا
عبد الله بن وهب (2)، أخبرني مخرمة بن بكير (3)، عن أبيه (4)، عن
عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:
سمعت سعدا وناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: كان
رجلان أخوان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أحدهما أفضل من الآخر،
فتوفي الذي هو أفضلهما، ثم عمر الآخر بعده أربعين ليلة، ثم توفي، فذكر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضيلة الأول على الآخر، فقال: ألم يكن يصلي؟ فقالوا:
بلى يا رسول الله، كان لا بأس به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يدريكم ماذا
بلغت به صلاته؟! ثم قال عند ذلك: إنما مثل الصلاة كمثل نهر بباب رجل
غمر عذب، يقتحم فيه كل يوم خمس مرار، فما ترون ذلك يبقى من
درنه؟! إنكم لا تدرون ماذا بلغت به صلاته (5).
84

[...]
85

[...]
86

ما روى مصعب بن سعد عن أبيه
[6 أ] 41 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا وكيع \ بن الجراح، عن
سفيان (1)، عن عاصم بن أبي النجود (2)، عن مصعب بن سعد (3):
عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال:
الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل من الناس، قال: يبتلى الرجل
على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه، وإن كان في دينه
رقة خفف عنه، فلا يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على الأرض وما له
خطيئة (4).
87

[...]
88

42 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، وهشام
الدستوائي، عن عاصم بن بهدلة قال: سمعت مصعب بن سعد:
يحدث عن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث وكيع (1).
89

43 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن سماك بن
حرب (1)، قال: سمعت مصعب بن سعد: يحدث عن سعد قال: نزلت في. وربما قال مصعب بن سعد:
نزلت في أبي أربع آيات، أصبت سيفا يوم بدر فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا
رسول الله، نفلنيه، فقال: ضعه من حيث أخذته، ثم عدت الثانية،
فقلت: يا رسول الله، نفلنيه، أترك كمن لا غناء له؟ فنزلت: * (يسألونك
الأنفال) *: قال: وهي قراءة عبد الله (2)، قال: وصنع رجل من الأنصار
طعاما فدعا ناسا من المهاجرين وناسا من الأنصار وذلك قبل أن يحرم
الخمر. فأكلنا وشربنا وسكرنا ففاخر سعد رجلا، فأخذ لحى بعير،
[ففزر] (3) به أنف سعد، فنزلت هذه الآية * (إنما الخمر والميسر) * إلى آخر
الآية. قال: وقالت أم سعد: أليس قد أمر الله بصلة الرحم؟ والله لا آكل
طعاما ولا أشرب شرابا حتى تشرك بالله، قال: فامتنعت من الطعام
والشراب حتى جعلوا [يشجرون] (4) فاها بالعصا، فنزلت آية * (ووصينا
الإنسان بوالديه) * الآية، قال: ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد وهو
مريض، فقال: يا رسول الله، أوصي بمالي كله؟ فقال: لا. قال:
فالشطر؟ قال: لا قال: فأوصي بالثلث؟ قال: فالناس يوصون بالثلث (5).
90

[...]
91

44 - حدثنا أحمد، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن
سماك، عن مصعب بن سعد:
عن سعد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بنحو حديث أبي داود (1).
92

آخر الجزء الأول.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
أجمعين
93

صورة صفحة الجزء الثاني من المخطوط
94

الجزء الثاني
من
مسند سعد بن أبي وقاص
للإمام الحافظ أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير
الدورقي البغدادي
رحمه الله تعالى
رواية: أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي عنه،
رواية: أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس عنه،
رواية: أبي القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن الكحال عنه،
رواية: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي المعدل عنه،
رواية: أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي عنه،
رواية: أبي البيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام بن عبد الله الحنفي،
ورواية: أبي الفضل جعفر بن أبي الحسن الهمداني - كليهما عنه،
رواية: أبي القاسم علي بن بلبان المشرف - عنهما كما بين.
حققه وخرج أحاديثه
عامر حسن صبري
95

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله عدة للقائه.
أخبرنا الشيخان الإمام أبو البيان نبأ بن أبي المكارم بن هجام
الحنفي قراءة عليه وأنا أسمع، في يوم الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة
أربع وثلاثين وستمائة بمنزله بالقاهرة، والإمام المقرئ أبو الفضل
جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمداني إجازة إن لم يكن
سماعا، قال لكل واحد منهما [قالا: أخبرنا] (1) أبو عبد الله محمد بن
عبد الرحمن بن محمد بن منصور بن محمد بن الفضل الحضرمي قراءة
عليه، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي
المعدل بالإسكندرية، بقراءة الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد
السلفي في شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين وخمسمائة، قال: أخبرنا
الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن الكحال، قراءة
عليه وأنا أسمع في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، أخبرنا
أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج المهندس قراءة عليه في
شهور سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، [حدثنا أبو الحسن محمد بن محمد بن
عبد الله الباهلي في جمادى الأولى سنة تسع وثلاثمائة] (1).
97

45 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا
يعلى بن عبيد (1)، حدثنا موسى الجهني (2)، عن مصعب بن سعد:
عن أبيه سعد بن مالك قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوسا،
فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله رجل من
جلسائه: كيف يكسب أحدنا يا رسول الله كل يوم ألف حسنة؟ قال:
يسبح مائة تسبيحة، فيكتب له الف حسنة، ويحط عنه ألف خطيئة (3).
98

[...]
99

46 - حدثنا أحمد، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن أبي
عبد الله - رجل من جهينة - عن مصعب بن سعد:
عن النبي صلى الله عليه وسلم. بنحو حديث يعلى، غير أنه قال في حديثه: يسبح
مائة تسبيحة فيكتب له ألف حسنة، ويحط عنه ألف خطيئة (1).
100

47 - حدثنا أحمد، حدثنا وكيع، حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد (1)، عن الزبير بن عدي (2)، عن مصعب بن سعد قال: كنت إذا ركعت وضعت يدي بين ركبتي، قال: فرآني أبي سعد
فنهاني وقال: إنا كنا نفعل هذا ثم نهينا عنه، وأمرنا أن نرفع أيدينا إلى
الركب (3).
101

48 - حدثنا أحمد، حدثنا حجاج بن محمد (1)، أخبرني شعبة، عن
[9 ب] الحكم (2)، عن مصعب بن سعد (3) - ح. \
102

49 - وحدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن الحكم،
قال: سمعت مصعب بن سعد:
يحدث عن سعد قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفني في النساء والصبيان، قال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي
بعدي (1).
103

50 - حدثنا أ حمد، حدثنا العلاء بن عبد الجبار العطار (1)، حدثني
الحارث بن نبهان (2)، حدثني عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد:
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خياركم من تعلم القرآن
وعلمه. قال: وأخذ بيدي فأجلسني مجلسي هذا أقرئ (3).
104

51 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن طلحة (1)،
عن طلحة (2)، عن مصعب بن سعد، قال:
رأى سعد أن له فضلا على من دونه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما نصرت
هذه الأمة بضعفائهم وبدعوتهم وبصلاتهم وإخلاصهم (3).
105

[...]
106

52 - حدثنا أحمد، حدثنا بهز، حدثنا شعبة، قال: أخبرني أبو
يعفور (1)، قال: سمعت مصعب بن سعد يحدث:
أنه كان يضع يده إذا ركع بين ركبتيه، قال: فرآني أبي فنهاني عن
ذلك، فعدت الثانية، فقال سعد: كنا نفعل ذلك فنهينا عنه، وأمرنا أن نضع
أيدينا على الركب (2).
107

35 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو عامر القيسي، حدثنا شعبة، عن
عبد الملك بن عمير، قال: سمعت مصعب بن سعد قال:
كان سعد يعلمنا هذا الدعاء ويذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم: " اللهم إني أعوذ
بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر،
وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر (1).
108

[...]
109

54 - حدثنا أحمد، حدثنا وهب بن جرير، حدثنا شعبة، عن
عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد:
فذكر نحو حديث أبي عامر، غير أنه قال: وكان سعد يقول: من فتنة
الدنيا: الدجال (1).
55 - حدثنا أحمد، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا موسى الجهني،
عن مصعب بن سعد:
عن أبيه قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
علمني كلاما أقوله؟ فقال: قل لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، الله أكبر
[10 أ] كبيرا \ والحمد لله كثيرا، وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا
بالله العزيز الحكيم. قال: هؤلاء لربي، فمالي؟ قال: قل اللهم أغفر
لي، وارحمني، واهدني، وارزقني (2).
110

56 - حدثنا أحمد، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن
سلمة (1)، حدثنا عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد:
عن أبيه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأكل في قصعة ففضلت فضلة فقال:
يجيء من هذا الفج رجل من أهل الجنة فيأكل هذه الفضلة. قال سعد:
وكنت تركت أخي عميرا يتوضأ، فقلت: هو عمير. فجاء عبد الله بن سلام
فأكلها (2).
111

[...]
112

57 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو أحمد الزبيري (1)، حدثنا إسرائيل (2) -
ح (3).
113

58 - وحدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن موسى (1)، عن إسرائيل،
عن أبي إسحاق (2)، عن مصعب بن سعد:
عن أبيه قال، حلفت باللات والعزى، فقال لي صاحبي: قد قلت
هجرا. فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن العهد قريب حديث
وإني حلفت باللات والعزى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل لا إله إلا الله
وحده، ثلاثا، وانفث عن شمالك ثلاثا، وتعوذ من الشيطان، ثلاثا، ولا
تعودن (3).
114

59 - حدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله، أخبرنا إسرائيل، عن أبي
إسحاق، عن مصعب بن سعد قال:
صليت إلى جنب سعد، فلما ركعت طبقت يدي، ثم جعلتهما بين
فخذي، فنهاني ثم قال: إنا كنا نفعل هذا فنهينا عنه، وأمرنا أن نضرب
بالأكف على الركب (1). 60 - حدثنا أحمد، حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن سماك بن
حرب، عن مصعب بن سعد:
عن أبيه قال: أصبت سيفا يوم بدر فأعجبني، فقلت: يا رسول الله، هبه لي؟ قال: فنزلت: * (يسئلونك عن الأنفال، قل الأنفال لله
والرسول) * (2).
115

16 - حدثنا أحمد، وحدثنا موسى بن إسماعيل المنقري، حدثنا
أبان بن يزيد (1)، حدثنا عاصم، عن مصعب بن سعد:
عن أبيه قال: دفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده فضلة من طعام، إما
خزيرة وإما عصيدة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليطلعن عليكم رجل من هذا
الفج يأكل هذه الفضلة من أهل الجنة، قال: فمررت بعمير بن مالك
وهو يتوضأ للصلاة، فقلت: هو صاحبها، فجعلنا نتشوف لشخوص من
يطلع، فإذا عبد الله بن سلام قد شخص \ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا له [10 ب]
بالفضلة، فأكلها عبد الله بن سلام (2).
116

62 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، حدثنا حماد بن سلمة، عن
سماك، عن مصعب قال: كان رأس أبي في حجري وهو في الموت، فبكيت، فقال لي، ما
يبكيك؟ قلت: مكانك وما أرى فيك، قال: فلا تبك فوالله لا يعذبني الله
أبدا واني لمن أهل الجنة (1).
117

63 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن (1)، حدثنا أبو
خالد الأحمر (2)، حدثنا كثير بن زيد (3)، عن المطلب بن عبد الله بن
حنطب (4)، عن مصعب بن سعد:
عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دعا بدعاء يونس أستجيب
له (5).
118

[...]
119

64 - حدثنا أحمد، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو
عوانة (1)، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد:
عن أبيه، قال: عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرض مرضته، فقلت:
يا رسول الله، أوصي بمالي كله؟ قال: لا. قلت: فالنصف؟ قال: لا.
قلت: فالثلث؟ قال: نعم، والثلث كثير (2).
120

65 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله (1) قال:
حدثني علي بن هاشم بن البريد (2)، قال سمعت الأعمش (3)، ذكره عن
مصعب بن سعد:
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: على كل خلة يطبع - أو يطوى - المؤمن، إلا الخيانة والكذب - علي شك - (4).
121

[...]
122

66 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود - صاحب الطيالسة - حدثنا
القاسم بن الفضل (1)، حدثنا هارون العامري (2)، قال: سمعت
مصعب بن سعد يقول:
كان سعد جالسا في المسجد، فقال له رجل: أنت والله من أئمة
الكفر الذين أذن الله في قتالهم. فقال: كذبت، ذاك أبو جهل وأصحابه، قتلتهم أنا وأصحابي. فقال رجل: يا أبا إسحاق، هذا والله من الذين قال
الله: * (هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا) * قال: كذبت، أولئك الذين كفروا
بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم (3).
123

67 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، حدثنا
بقية بن الوليد (1)، عن مبشر بن عبيد (2)، عن الحجاج بن أرطاة (3)، عن
[11 أ] الحكم (4)، عن مصعب بن سعد: عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقاتل أحدكم الأخبثين في
الصلاة: الغائط والبول (5).
124

68 - حدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل،
عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد:
عن سعد قال: كان عطاء أهل بدر ألف، وكانت عطية أمهات
المؤمنين عشرة آلاف كل امرأة منهن، غير ثلاثة نسوة: عائشة - فإن عمر
قال: أفضلها بألفين لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها - وجويرية، وصفية، سبعة
آلف سبعة آلف (1).
125

69 - حدثنا أحمد حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا
عبد الواحد (1)، حدثنا الأعمش، عن مالك بن الحارث (2). عن الأعمش:
وسمعتهم يذكرونه عن مصعب بن سعد:
عن أبيه قال: ولا أعلمه إلا ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: التؤده في كل
شئ خير إلا في عمل الآخرة (3).
126

[...]
127

عمر بن سعد عن أبيه
70 - حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا عبد الرحمن بن
مهدي، عن سفيان (1)، عن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث (2)، عن
عمر بن سعد (3): عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبت من قضاء الله للمؤمن، إن نابه خير حمد ربه وشكر، وإن أصابته مصيبة حمد ربه وصبر، وللمؤمن
يؤجر في كل شئ حتى في اللقمة يرفعها إلى في امرأته (4).
128

[...]
129

71 - حدثنا أحمد، حدثنا يعلى بن عبيد، حدثنا أبو حيان (1)، عن
مجمع (2)، قال:
كان لعمر بن سعد إلى أبيه حاجة، فقدم بين يدي حاجته كلاما مما
يحدث الناس، ويقولون: لم يكن سمعه منه فيما مضى. فلما فرغ، قال
له: يا بني قد فرغت من كلامك؟ قال: نعم. قال: ما كنت من حاجتك
أبعد، ولا أنا فيك أزهد مني منذ سمعت كلامك هذا، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يكون قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقرة من
الأرض.
130

[...]
131

72 - حدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا [بدر] بن
عثمان (1)، عن أبي بكر بن حفص (2)، عن عمر بن سعد:
عن سعد قال: كنا يوما عوادا لسعد بن معاذ، أو معاذ بن جبل، -
فقال عبيد الله: بدر الذي يشك - في مرضة مرضها فكنا جلوسا عنده وهو
يغمى عليه، فتذاكرنا الشهيد من هذه الأمة، فقال بعضنا: ما نراه إلا من
خرج ببدنه وسلاحه ونفقته فقاتل حتى قتل، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن
في ذلك فسمع بعض ما كنا فيه، وأمسكنا حين رأيناه، فجلس وسأل
بالمريض، ثم أقبل علينا، فقال: ما الذي كنتم تخوضون فيه آنفا؟،
فأخبروه، فقال: إن شهداء أمتي إذا لقليل، يستشهد بالقتل، والطاعون،
والغرق، والبطن، وموت المرأة جمعا - موتها في نفاسها (3).
132

37 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو عامر القيسي، حدثنا كثير بن زيد،
عن المطلب بن عبد الله، عن عمر بن سعد:
عن أبيه أنه جاءه ابنه فقال: أعن هذا فقد حصره قومك، - وعثمان
محصور في داره - فقال: أي بني، في الفتنة تأمرني أن أكون رأسا لا والله
حتى أعطى سيفا إن ضربت به مؤمنا نبا عنه، وإن ضربت به كافرا قتله،
[11 ب] سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يحب الغني الخفي التقي (1). \
133

74 - حدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا أسامة بن
زيد (1)، عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة (2)، قال:
خرج عمر بن سعد إلى سعد، فقال - وهو بالعقيق -: إنك اليوم بقية
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شهدت بدرا ولم يبق فيهم أحد غيرك، وإنما
هو معاوية، فلو أنك أبديت للناس نفسك، ودعوتهم إلى الحق لم يتخلف
عنك أحد. فقال سعد: أقعد، حتى [إذا] (3) لم يبق من عمري [إلا ظمأ
الدابة] اضرب الناس بعضهم ببعض، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: خير الرزق ما يكفي، وخير الذكر ما خفي.
134

[...]
135

إبراهيم بن سعد عن أبيه
75 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، أخبرنا شعبة، عن سعد بن
إبراهيم قال: سمعت إبراهيم بن سعد (1):
يحدث عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى (2).
76 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم (3)، حدثنا
شعبة، حدثني سعد بن إبراهيم، عن إبراهيم بن سعد بن مالك:
عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله (4).
136

77 - حدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، حدثنا مسعر (1)،
عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه (2):
عن سعد بن أبي وقاص قال: رأيت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم
وشماله يوم أحد رجلين عليهما ثياب بياض، ما رأيتهما قبل ولا بعد (3).
137

78 - حدثنا أحمد، حدثنا عمرو بن عون (1)، أخبرنا خالد بن
عبد الله، عن الشيباني (2)، عن حبيب بن أبي ثابت (3)، عن إبراهيم بن
سعد بن أبي وقاص:
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا الوجع - يعني
الطاعون - رجز أنزل على من كان قبلكم، فإذا أخذ بأرض وكنتم بها فلا
تطؤها حتى يقلع عنها، وإذا أخذ بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها.
79 - حدثنا أحمد، حدثنا عمرو بن عون، حدثنا خالد، عن
الشيباني، عن رياح بن عبيدة (5)، عن عامر بن سعد بن مالك، مثله (6).
138

80 - حدثنا أحمد، حدثنا يوسف بن بهلول (1)، حدثنا عبد الله بن
إدريس (2)، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن طلحة بن يزيد بن
ركانة (3)، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص:
أنه سمع أباه سعد بن أبي وقاص يقول: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المدينة إلى تبوك خلف علي بن أبي طالب، فأتاه بالجرف يحمل
سلاحه، فقال: يا رسول الله، أتخلفني بعدك؟ ولم أتخلف عنك في
غزاة قط، قال: يا علي، ارجع. فقال: يا رسول الله إن المنافقين
يزعمون أنك إنما خلفتني إلا استثقالا بي. قال: يا علي، أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، ارجع فأخلفني
في أهلي وأهلك (4).
حتى إذا سار رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع أبو خيثمة ذات يوم إلى أهله في
[12 أ] يوم حار، فوجد امرأتين له في عريشين (5) \ لهما في حائط (6) قد رشت كل
139

واحدة منهما عريشها وقد بردت له فيه [ماء] (1) وهيأت له طعاما، فلما دخل
قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح (2) والريح والحر، وأبو خيثمة في ظل بارد
وماء بارد وطعام مهيأ، وامرأة حسناء، في ما له [مقيم؟! ما هذا] (3)
بالنصف! (4) والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق
برسول الله صلى الله عليه وسلم، فهيئا لي زادا، ففعلتا، ثم قدم [ناضحة] (5) فارتحل، ثم
خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه حين نزل تبوك، وقد كان أدرك
[أبا] (6) خيثمة عمير بن وهب الجمحي يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم - فترافقا
حتى إذا دنوا من تبوك، قال لعمير: إن لي ذنبا فلا عليك أن تخلف عني
حتى أقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم (7)، فسار حتى انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو نازل بتبوك، فلما طلع قال الناس: هذا راكب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كن (8) أبا خيثمة، فما تأمله القوم، قالوا: يا رسول الله، هذا أبو خيثمة،
فلما أناخ سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولى لك
أبا خيثمة. فقص عليه خبره، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير، وقال له خيرا (9).
140

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج سائرا وهو بالحجر، فلما نزلها
واستقى الناس من بئرها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين راح منها أن لا يشربوا من
مائها شيئا ولا يتوضأ منه، وما كان من عجين عجنوه أن يعلفوه الإبل، ونهى
الناس عن أكله، وقال: لا يخرجن أحد منكم الليلة إلا ومعه صاحب،
فلما أمسى الناس فعلوا ما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج رجلان من بني
ساعده، أما أحدهما فذهب لحاجته، وأما الآخر فذهب في طلب بعير له،
فأما الذي ذهب لحاجته فخنق على مذهبه (1)، وأما الذي ذهب في طلب
بعيره فاحتملته الريح حتى طرحته في جبل طيء، فأخبر بذلك
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ألم أنهكم أن يخرج رجل إلا ومعه صاحبه فدعا
للذي أصيب على مذهبه فشفى، فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أهدت
له طيء الرجل الذي كان وقع بين أظهرهم (2).
فلما أصبح الناس ولا ماء معهم ذكروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا فأرسل
الله سحابة فأمطرت، حتى ارتووا الناس واحتملوا حاجتهم (3).
141

محمد بن سعد عن أبيه
81 - حدثنا أحمد، حدثنا بهز بن أسد، حدثنا شعبة، حدثنا
قتادة (1)، عن يونس به جبير (2)، عن محمد بن سعد بن أبي وقاص (3):
عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لئن يمتلئ جوف أحدكم قيحا
ودما خير من أن يمتلئ شعرا.
142

[...]
143

يحيى بن سعد عن أبيه
82 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث (1)، حدثنا
همام (2)، حدثنا قتادة، عن عكرمة بن خالد (3)، عن يحيى بن سعد (4): \ [12 ب]
عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا كان الطاعون بأرض وأنتم
بها فلا تخرجوا منها، فإذا كان بأرض ولستم بها فلا تدخلوها (5).
144

83 حدثنا أحمد، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا سليم بن
حبان (1)، حدثنا عكرمة بن خالد، حدثني يحيى بن سعد:
عن أبيه، قال: ذكر الطاعون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه رجز
أصيب به من كان قبلكم، فإذا كان بأرض فلا تدخلوها، وإن كان بها وأنتم
بها فلا تخرجوا منها (2).
145

84 - حدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي (1)، حدثنا
حفص بن النضر (2)، حدثنا عامر بن خارجة بن سعد (3):
عن جده سعد: ان قوما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فشكوا قحط المطر، فأمرهم
النبي صلى الله عليه وسلم أن يجثوا على ركبهم ويقولوا: يا رب، يا رب، وأشار
بأصبعه، قال: فسقوا حتى أحبوا أن يكشف عنهم.
146

عائشة بنت سعد
85 - حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا مكي بن إبراهيم (1)، حدثنا
جعيد بن عبد الرحمن (2)، عن عائشة بنت سعد (3):
أن أباها قال: اشتكيت بمكة شكوى شديدة، فجاءني
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا نبي الله، إني تركت مالا وإني لم أترك
إلا ابنة واحدة، فأوصي بثلثي مالي وأترك الثلث؟ فقال: لا. قلت:
فأوصي بالنصف وأترك لها النصف؟ قال: لا. قال: قلت: فأوصي بالثلث وأترك لها الثلثين؟ فقال: الثلث، والثلث كبير أو كثير. قال: ثم وضع
يده على جبهتي ثم مسح وجهي وصدري وبطني، ثم قال: اللهم اشف
سعدا، وأتمم له هجرته. قال: فما زلت أجد برد يده على كبدي فيما
يخيل إلي حتى الساعة (4).
147

86 - حدثنا أحمد، حدثني أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا
أبو بكر بن عياش (1)، عن موسى بن عبيدة (2)، عن عبد الله بن عبيدة (3)، عن ابنة سعد:
عن أبيها قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: افترقت بنو إسرائيل على
إحدى وسبعين ملة، ولا تذهب الليالي ولا الأيام حتى تفترق أمتي على
مثلها - أو قال: على مثل ذلك - كل فرقة في النار إلا واحدة وهي
الجماعة (4).
148

87 - حدثنا أحمد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب قال:
سمعت عائشة بنت سعد تقول: أبي والله الذي جمع له رسول الله صلى الله عليه وسلم الأبوين يوم أحد (1).
149

88 - حدثنا أحمد، حدثني عبد الله بن أبي موسى، حدثنا
عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث (1)، أن سعيد بن أبي
هلال (2)، حدثه عن خزيمة (3)، عن عائشة بنت سعد بن أبي وقاص:
عن أبيها، أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها
نوى أو حصى تسبح به، فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو
أفضل؟ قولي: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد
ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد
ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا
الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك (4).
150

89 - حدثنا أحمد، حدثنا يزيد \ بن هارون، أخبرنا ابن أبي ذئب،
عن صالح مولى التؤمة (1)، عن بعض ولد سعد:
أن سعدا خرج فرأى عبيدا من عبيد المدينة يقطعون من شجر
المدينة، فسلبهم متاعهم، فجائوا إليهم إلى سعد، فقالوا: إن غلمانك
أخذوا متاع غلماننا فمرهم فليرودوه علينا، فقال: ليس غلماني أخذوه
ولكني أنا أخذته، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن أن يقطع من شجر
المدينة، وقال: من فعل ذلك فلمن أخذه سلبه، فهو شئ نفلنيه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كنت لأرده، ولكن سلوني من مالي (2).
151

90 - حدثنا أحمد، حدثني يوسف بن بهلول، حدثنا عبد الله بن
إدريس، عن [ابن] إسحاق، حدثني صالح بن كيسان (2)، عن بعض آل
سعد بن أبي وقاص، قال:
كان سعد يقول: والله ما حرصت على قتل رجل قط ما حرصت
على قتل فلان (3)، وإن كان ما علمت لسئ الخلق مبغضا في قومه، ولقد
كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتد غضب الله على من دمى وجه
رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد عالت عالية من قريش الجبل، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا، فقاتل عمر بن
الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أجهضوهم (4)، ونهض
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة ليعلوها وقد كان ظاهر بين درعين، فلما ذهب
لينهض فلم يستطع أن ينهض، فجلس طلحة تحته فنهض فجلس عليها،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوجب طلحة (5).
152

[...]
153

91 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود - صاحب الطيالسة - أخبرنا
شعبة، أخبرني زياد بن مخراق قال: سمعت قيس بن عباية يكنى أبا
عباية (2)، يحدث عن مولى لسعد:
أن سعد بن مالك سمع ابنا له يقول: اللهم إني أسألك الجنة
ونعيمها واستبرقها وحريرها ونحو هذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها
وأغلالها ونحو هذا، فلما صلى قال سعد: قد سألت الله خيرا كثيرا،
وتعوذت من شر عظيم، أو قال: كبير، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
سيكون قوما يعتدون في الدعاء. وحسبك أن تقول: اللهم إني أسألك
الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها
من قول أو عمل (3).
قال أبو الحسن الباهلي: في هذا الحديث بعض أصحابها في
قوله: مولى لسعد: وقال لي هذا الرجل: إن يحيى بن سعيد القطان
يقول: أبو نعامة كان أبي عباية (4) وقال غندر: زيد أبو عباية كان قيس.
154

[...]
155

92 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الله \ بن أبي موسى، حدثنا [13 أ]
عبد الله بن وهب. حدثني أبو صخر حميد بن زياد (1)، عن أبي حازم (2)،
عن ابن لسعد بن أبي وقاص قال: سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بدأ الإسلام غريبا،
وسيعود كما بدأ، وطوبى يومئذ للغرباء، إذا فسد الزمان. والذي نفس أبي
القاسم بيده، إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى حجرها (3).
156

[...]
157

آخر الجزء الثاني.
والحمد لله رب العالمين، وصلواته على سيد المرسلين محمد وآله
وصحبه وأزواجه وعترته، أجمعين.
158

صورة الجزء الثالث من المخطوط
160

الجزء الثالث
من
مسند سعد بن أبي وقاص
للإمام الحافظ أبي عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير
رحمه الله تعالى
رواية: أبي الحسن محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي عنه،
رواية: أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس عنه،
رواية: أبي القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن الكحال عنه،
رواية: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي المعدل عنه،
رواية: أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي عنه،
رواية: أبي البيان نبأ بن أبي المكارم بن همام بن عبد الله الحنفي،
رواية: أبي الفضل جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمداني -
كليهما عنه،
رواية: أبي القاسم علي بن بلبان المشرف عنهما كما بين.
حققه وخرج أحاديثه
عامر حسن صبري
161

بسم الله الرحمن الرحيم
لا إله إلا الله عدة للقائه.
أخبرنا الشيخان الإمام أبو البيان نبأ بن أبي المكارم بن همام الحنفي، قراءة عليه وأنا أسمع في يوم الاثنين حادي عشر ذي القعدة سنة
أربع وثلاثين وستمائة، بمنزله بالقاهرة، والإمام المقرئ أبو الفضل
جعفر بن أبي الحسن بن أبي البركات الهمداني إجازة إن لم يكن
سماعا، قالا: أخبرنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن
محمد بن منصور الحضرمي، قراءة عليه، قيل له: أخبركم أبو عبد الله
محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي المعدل بالإسكندرية - بقراءة الحافظ
أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي الأصبهاني في شهر ربيع
الآخر من سنة خمس وعشرين وخمسمائة، فأقر به وقال: نعم - أخبرنا
الشيخ الأجل أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الرحمن
الكحال، قراءة عليه وأنا أسمع بمصر في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين
وأربعين وأربعمائة، أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن
الفرج المهندس، قراءة عليه في شهور سنة أربع وثمانين وثلاثمائة، أخبرنا
أبو الحسن محمد بن محمد بن عبد الله الباهلي، في جمادى الأولى سنة
تسع وثلاثمائة:
163

93 - حدثنا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن كثير الدورقي: حدثنا عمر بن حفص (1)، حدثني أبي (2)، حدثنا الأعمش، عن أبي
إسحاق، عن أبي الأحوص (3):
عن عبد الله (4)، عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود
غريبا، طوبى للغرباء. قيل: يا رسول الله، ومن الغرباء؟ قال: النزاع من
القبائل (5).
164

94 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا
محمد بن مسلم الطائفي (1)، عن عثمان بن عبد الله بن أوس (2)، عن
سليمان بن هرمز (3).
عن عبد الله بن عمرو قال: أحب شئ إلى الله الغرباء، قال: قيل
له: من الغرباء؟ قال: الفرارون بدينهم يجمعون إلى عيسى بن مريم يوم
القيامة (4).
165

95 - حدثنا أحمد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا هشام بن
أبي عبد الله الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن الحضرمي بن
لاحق (1)، عن سعيد بن المسيب قال:
سألت سعد بن أبي وقاص عن الطيرة، فانتهرني وقال: من حدثك؟
فكرهت أن أحدثه من حدثني. فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى
وطيرة ولا هام، إن تكن الطيرة في شئ ففي الفرس والمرأة والدار، وإذا
سمعتم بالطاعون بأرض فلا تهبطوا عليه، وإذا كان بأرض وأنتم بها فلا
تفروا منه (2).
166

[...]
167

96 - حدثنا أحمد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرني إبراهيم بن
سعد، أخبرني محمد بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن
هشام (1)، عن محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة، عن سعيد بن المسيب:
[16 ب] عن سعد بن مالك قال: كنا نكري \ الأرض بما على السواقي من
الزرع، وبما يسعد من الماء: فنهانا رسول لله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وأمرنا أن
نكريها بذهب أو ورق (2).
168

[...]
169

97 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الله بن نمير (1)، عن يحيى بن
سعيد (2)، عن سعيد بن المسيب قال:
سمعت سعد بن أبي وقاص يحدث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جمع له
أبويه يوم أحد.
170

[...]
171

98 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد بن قيس
السكوني، قال: سمعت هاشم بن هاشم، عن سعيد بن المسيب:
عن سعد بن أبي وقاص قال: ما أسلم أحد في اليوم الذي
أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وإني لثلث الإسلام (1).
172

99 - حدثنا أحمد، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا هاشم بن هاشم
الزهري، عن سعيد بن المسيب:
عن سعد بن أبي وقاص أنه قال: ما أسلم أحد في اليوم الذي
أسلمت فيه، ولقد مكثت سبع ليال ثلث الإسلام، ما أسلم أحد (1).
173

100 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو ظفر عبد السلام بن مطهر (1)،
حدثنا جعفر بن سليمان (2)، عن حرب بن شداد (3) عن قتادة، عن
سعيد بن المسيب:
عن سعد بن أبي وقاص قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك
خلف عليا بالمدينة، فقالوا فيه: مله وكره صحبته، فبلغ ذلك عليا فأتى
النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه، فقال: يا رسول الله، خلفتني بالمدينة مع الذراري
والنساء، حتى قالوا: مله وكره صحبته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي،
إنما خلفتك على أهلي، أما ترضي يا علي أن تكون مني بمنزله هارون من
موسى، إلا أنه لا نبي بعدي (4).
174

[...]
175

101 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، أخبرني
علي بن زيد (1)، قال: سمعت سعيد بن المسيب، قال:
قلت لسعد بن أبي وقاص، أن فيك حدة، حدثني بقول النبي صلى الله عليه وسلم
في علي؟ قال: نعم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي: أنت مني بمنزلة
هارون من موسى (2).
176

102 - حدثنا أحمد، حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري، حدثنا
حماد بن سلمة، أنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال:
[17 أ] قلت لسعد بن أبي وقاص: إني أريد أن \ أسألك عن شئ وإني
أهابك، قال: فقال: لا يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه
وتهابني، فقلت: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي في غزوة تبوك حين خلفه في
المدينة، فقال سعد: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في
المدينة في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، أتخلفني في النساء
والصبيان؟ فقال: يا علي ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى، قال علي: بلى، فرجع علي مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه
يسطع (1).
177

103 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الله بن عبد الغفار (1)، حدثنا سفيان
ابن عيينة، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب:
عن سعد: أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنا يا رسول الله؟ قال:
أنت سعد بن مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة من قال غير ذلك
فعليه لعنة الله (2).
178

104 - حدثنا أحمد، حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي (1)، حدثنا
محمد بن طلحة التيمي (2)، حدثنا أبو سهيل بن مالك (3)، حدثنا سعيد بن
المسيب:
حدثنا سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق
الخيل، فطلع العباس بن عبد المطلب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا
العباس عم نبيكم أجود قريش كفا وأوصلها (4).
179

105 - قال أبو الحسن الباهلي: حدثنا بهذا الحديث جعفر بن
مسافر (1)، حدثنا محمد بن طلحة التيمي، حدثنا أبو سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيب:
عن سعد بن أبي وقاص قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوق
الخيل، فذكر مثله (2).
180

106 - حدثنا [أحمد] (1)، حدثنا شبابة (2)، حدثنا ورقاء (3)، عن أبي
الزناد (4)، عن الأعرج (5):
عن أبي هريرة (6) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العباس عم
رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن عم الرجل صنو أبيه أو صنو من أبيه (7).
181

107 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود - صاحب الطيالسة - حدثنا
إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب:
عن سعد بن أبي وقاص قال: لقد رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على
عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له في ذلك لاختصينا (1).
182

[...]
183

108 - حدثنا أحمد، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا وهيب، حدثنا
محمد بن عجلان (1)، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج (2)، عن
سعيد بن المسيب، عن سعد بن مالك:
عن خولة بنت حكيم (3)، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: لو أن أحدكم إذا نزل
منزلا قال: أعوذ بكلمات الله التامات كلها من شر ما خلق لم يضره \ في [17 ب]
ذلك المنزل شئ حتى يرتحل منه (4).
184

109 - حدثنا أحمد، حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا الليث بن
سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن الحارث بن يعقوب (1)، عن
يعقوب بن عبد الله، عن بسر بن سعيد (2)، عن سعد بن أبي وقاص:
عن خولة بنت حكيم السلمية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من نزل
منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ حتى
يرتحل من منزله ذلك (3).
185

110 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن قتادة،
قال: سمعت عكرمة بن خالد المخزومي يحدث عن ابن لسعد:
عن سعد بن أبي وقاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الطاعون: إذا
كان بأرض - يعني وأنتم بها - فلا تخرجوا منها، وإذا كان بأرض ولستم
بها، فلا تدخلوها (1).
186

111 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن
مالك بن أنس (1)، عن عبد الله بن يزيد (2)، عن زيد أبي عياش (3):
أن سعدا سئل عن البيضاء بالسلت فكرهه، وقال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل عن الرطب بالتمر، فقال: أينقص الرطب إذا يبس؟
قالوا: نعم، قال: فلا إذا (4).
187

[...]
188

112 - حدثنا أحمد، حدثنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا شقيق بن
أبي عبد الله (1)، عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة (2):
أنه أتى سعد بن مالك، فقال له: بلغني أنكم تعرضون على سب
علي بالكوفة، فهل سببته؟ قلت: معاذ الله، قال: والذي نفس سعد بيده،
لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في علي شيئا، لو وضع المنشار على مفرق
رأسي ما سببته أبدا (3).
189

113 - حدثنا أحمد، حدثنا محمد بن الفضيل (1)، عن عطاء بن
السائب (2)، عن أبي عبد الرحمن السلمي (3)، قال:
قال سعد بن أبي وقاص في سن الثلث، مرضت مرضا شديدا
عادني فيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لي: هل أوصيت؟ قلت: نعم. قال: كيف
أوصيت؟ قلت: أوصيت بمالي كله. قال: فما تركت لورثتك؟ قلت:
إنهم أغنياء. قال: أوص بالعشر، واترك سائره لورثتك. قلت: يا
رسول الله، إني قد تركت ورثتي بخير إنهم أغنياء. فما زال يناقصني، حتى قال: أوص بالثلث والثلث كثير.
قال أبو عبد الرحمن: فمن ثم يستحبون أن ينقصون من الثلث (4).
190

[...]
191

114 - حدثنا أحمد، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدثنا عاصم
الأحول (1)، عن أبي عثمان النهدي (2)، قال:
سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئا وعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم \ أنه قال: من ادعى إلى غير أبيه - وهو [18 أ]
يعلم أنه غير أبيه - فالجنة عليه حرام. قال: فلقيت أبا بكرة فحدثته، فقال:
وأنا سمعت أذناي ووعاه قلبي من محمد صلى الله عليه وسلم (3).
192

[...]
193

115 - حدثنا أحمد، حدثنا [أحمد] (1) بن عبد الله بن يونس،
حدثنا أبو شهاب (2)، عن داود بن أبي هند (3)، عن أبي عثمان:
عن سعد بن أبي وقاص: أدبرت فتنة القاعد فيها خير من القائم،
والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، والساعي
فيها خير من الموضع (4).
194

116 - حدثنا أحمد، حدثنا محمد بن الصباح (1)، حدثنا هشيم،
حدثنا داود بن أبي هند، حدثنا أبو عثمان النهدي:
عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال العرب
ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة.
195

117 - حدثنا أحمد (1)، حدثنا محمد الباهلي (2)، حدثنا سعد بن
عبد الله بن عبد الحكيم (3)، حدثنا أبي (4)، عن مالك (5)، في قوله تعالى:
* (زيتونة لا شرقية ولا غربية) * قال: هي الشام، العراق شرق، ومصر
غرب (6).
196

118 - حدثنا أحمد، حدثني إبراهيم بن مهدي (1)، حدثنا
إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن معاذ المكي (2):
عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلاتان لا
صلاة بعدهما: العصر حتى تغرب الشمس، والفجر حتى تطلع الشمس.
197

[...]
198

119 - حدثنا أحمد، حدثنا [أحمد بن] (1) عبد الله بن يونس،
أخبرنا أبو شهاب عبد ربه بن نافع الحناط، عن يونس بن عبيد (2)، عن
الحسن (3):
عن سعد بن أبي وقاص قال: أمرنا إذا رأينا الغول أن ننادي
بالصلاة (4).
199

[...]
200

120 - حدثنا أحمد، حدثنا عثمان بن عمر (1)، حدثنا أسامة بن
زيد، حدثنا أبو عبد الله القراظ (2):
أنه سمع سعد بن مالك وأبا هريرة يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم بارك لأهل المدينة في مدينتهم، وبارك لهم في صاعهم، وبارك لهم
في مدهم، اللهم إن إبراهيم عبدك وخليلك، وإني عبدك ورسولك، وإن
إبراهيم سألك لأهل مكة، وإني أسألك لأهل المدينة مثل ما سألك
إبراهيم لأهل مكة ومثله معه. إن المدينة مشبكة بالملائكة على كل نقب
منها ملكان يحرسانها، لا يدخلها الطاعون ولا الدجال، فمن أرادها بسوء
أذابه الله كما يذوب الملح في الماء (3).
201

121 - حدثنا أحمد، حدثنا صفوان بن عيسى الزهري (1)، عن
عمر بن نبيه (2)، حدثنا دينار القراظ أبو عبد الله: عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أهل
المدينة بسوء أذابه الله إذابة الملح في الماء (3).
202

122 - حدثنا أحمد، حدثنا وهب بن جرير بن حازم، حدثنا أبي،
قال: سمعت يعلى (1)، يحدث عن سليمان بن أبي عبد الله (2) قال:
سمعت سعد بن أبي وقاص - فأتاه قوم في عبد لهم أخذ سعد
[18 ب] سلبه، لأنه رآه يصيد في حرم المدينة الذي حرم رسول الله \ صلى الله عليه وسلم،
فكلموه في أن يرد عليهم سلب عبدهم - فقال: لن أرده عليكم، لأني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - حين حد حدود حرم المدينة -: من وجدتموه
يصيد في شئ من هذه الحدود، فمن أخذه فله سلبه. فلا أرد عليكم
طعمة أطعمنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن إن شئتم أعطيتكم ثمن سلبه (3).
203

123 - حدثنا أحمد، حدثني يوسف بن يعقوب السدوسي (1)، حدثنا سليمان التيمي (2)، عن غنيم بن قيس (3) قال:
سألت سعدا عن المتعة؟ فقال: فعلناها، وهذا يومئذ كافر
بالعرش (4).
204

[...]
205

124 - حدثنا أحمد، حدثنا روح بن عبادة (1)، حدثنا مالك، عن
ابن شهاب، عن محمد بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن
عبد المطلب (2):
أنه حدثه أنه سمع سعد بن أبي وقاص، والضحاك بن سفيان (3)،
عام حج معاوية، وهما يذكران التمتع بالعمرة إلى الحج فقال الضحاك: لا
يصنع ذلك إلا من جهل أمر الله. فقال سعد: بئس ما قلت يا أخي. فقال
الضحاك: فإن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد نهى عن ذلك. فقال
سعد: قد صنعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنعناها بعده (4).
206

[...]
207

125 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله (1)، حدثنا
الوليد بن مسلم (2)، حدثنا يزيد بن سعيد العنسي (3)، عن عبد الملك بن
عمير:
عن سعد بن أبي وقاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى حي من
قيس، فرجع إليه وهو يكثر التكبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما سعد فقد
رأى عجبا. فقال: يا رسول
الله، جئتك من عند قوم هم وأنعامهم
سواء، إنما همهم ما لبسوا على ظهورهم، واكلوا في بطونهم. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سعد، أفلا أخبرك بأعجب ذلك؟ قوم علموا ما
جهل هؤلاء، ثم جهل كجهلهم قال: فانصرف سعد. فقال: يا أهلاه،
هلموا إلى بيعة في طلب نعيم لا يزول، نجهد أنفسنا.
قال عبد الملك: فبايعوه. فأدركت عجوزا شهدت تلك البيعة، فكنا
نأتيها فلا تكاد تلتفت اشتغالا منها بذكر الله (4).
208

126 - حدثنا أحمد، حدثنا أبو معاوية الضرير (1)، حدثنا الأعمش،
عن أبي صالح (2):
عن سعد بن أبي وقاص قال: مر علي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أدعو
بأصبعين، فقال: أحد أحد، وأشار بالسبابة (3).
209

127 - حدثنا أحمد، حدثنا وكيع، حدثنا سعيد بن
[حسان] (1) \ المخزومي (2)، عن ابن أبي مليكة (3)، عن عبد الله بن أبي [19 أ]
نهيك (4):
عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لم
يتغن بالقرآن. قال وكيع: يستغني به (5).
210

[...]
211

[...]
212

[...]
213

128 - حدثنا أحمد، حدثنا وكيع، حدثنا عبد الرحمن بن أبي بكر
[المليكي] عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن السائب:
عن سعد بن أبي وقاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتلوا القرآن
وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا، ليس منا من لم يتغن بالقرآن (2).
129 - حدثنا أحمد، حدثني أبو نعيم، حدثنا عبد الرحمن بي أبي
بكر بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن
السائب بن أبي نهيك، قال:
جئت إلى سعد فقال: من أنت يا ابن أخي؟ فأخبرته. فقال: مرحبا
مرحبا تجار كسبة، كيف قراءتك اليوم للقرآن؟ قلت: حسنة. قال: فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرؤا القرآن وابكوا فإن لم تجدوا بكاء
فتباكوا. فذكر مثل حديث وكيع (3).
214

130 - حدثنا أحمد، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج (1)،
عن عطاء (2)، قال:
[دخل] (3) عبد الله بن عمرو القاري (4)، والمتوكل بن أبي نهيك (5)
على سعد بن أبي وقاص. فقال سعد لعبد الله بن عمرو القاري: من
هذا؟ فقال: المتوكل بن أبي نهيك. قال: نعم، تجار كسبة، تجار كسبة،
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس منا من لم يتغن بالقرآن (6).
215

131 - حدثنا أحمد، حدثنا خلف بن الوليد الأزدي (1)، حدثنا
يحيى بن زكريا بن أبي زائدة (2)، عن مجالد (3)، عن زياد بن علاقة (4):
عن سعد بن أبي وقاص قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة بعثنا في
ركب لا يكون مائة فأمرنا أن نغير على حي من كنانة إلى جنب جهينة وكانوا
كثيرا فلجأنا إليهم (5) فمنعونا، وقالوا: لم تقاتلوننا (6) في الشهر الحرام.
قلنا: إنما يقاتل في الشهر الحرام من أخرجنا من البلد الحرام في الشهر
الحرام. قال: وكان الفئ إذ ذاك من أخذ شيئا فهو له. قال: فقال
بعضنا: نأتي على [عير] (7) قريش فنقتطعها. وقال بعضنا: بل نقيم في
مكاننا هذا. فقلت أنا في أناس من أصحابي: بل نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم
فنخبره. قال: فأتيناه، فقام غضبان فقال: ذهبتم من عندي جميعا وجئتم
متفرقين، لأبعثن عليكم رجلا ليس بخيركم، أصبركم على الجوع
والعطش. فبعث عبد الله بن جحش، وكان أول أمير في الإسلام (8).
216

[...]
217

132 - حدثنا أحمد، حدثنا موسى بن إسماعيل المنقري، حدثنا
عبد الواحد بن زياد، حدثنا الحسن (1)، حدثني عبيد الله بن دينار
الثقفي (2)، قال:
خرج ناس من أهل الكوفة فطعنوا على سعد، قال: فكان من قول
العبسي أنه قال: لا يحسن الصلاة. فغضب عمر غضبا شديدا، ثم قال:
كيف تصلي يا سعد؟ قال: أطيل الأوليين، وأحذف الأخريين حذفا كما
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع، قال: فقال عمر: صدقت، قال: فلما رأى
عمر قد \ صدقة دعا عليه، وقال: وعرضه للفتن. قال: فرأيته يتزوج [19 ب]
اليهوديات، ويتزوج النبطيات (3).
218

133 - حدثنا أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن المبارك الطفاوي (1)،
حدثنا عبد الوارث بن سعيد (2)، حدثنا عبد الله بن أبي نجيح (3)، قال:
سألت طاوسا (4) عن رجل رمى الجمرة بست حصيات، فقال:
يتصدق بقبضة من طعام. قال: فلقيت مجاهدا، فسألته فأخبرته بقول
طاوس، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، أما سمع قول سعد: رمينا
الجمار في حجتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلسنا نتذاكر، فمنا من قال:
رميت بست. ومنا من قال: رميت بسبع. ومنا من قال: رميت بثمان. ومنا
من قال: رميت بتسع. فلم يروا بذلك بأسا.
قال ابن أبي نجيح: زدت حسنة ونقصت حسنة لا بأس.
219

134 - حدثنا أحمد، حدثنا عفان بن مسلم، حدثنا حماد بن
زيد، حدثني يحيى بن سعيد، عن السائب بن يزيد (1)، قال:
صحبت سعد بن مالك من المدينة إلى مكة، ورجعنا فما سمعته
يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا حتى رجعنا (2).
220

آخر الجزء الثالث.
وهو آخر مسند سعد بن أبي وقاص والحمد لله وحده وصلى الله
على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.
221