الكتاب: قضاء الحوائج
المؤلف: ابن أبي الدنيا
الجزء:
الوفاة: ٢٨١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: مجدي السيد إبراهيم
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: مكتبة القرآن - القاهرة
ردمك:
ملاحظات:

مجموعة رسائل ابن أبي الدنيا
كتاب
قضاء الحوائج
تأليف
أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان
القرشي المعروف بابن أبي الدنيا
المتوفي سنة 281 ه‍
رضي الله عنه
دراسة وتحقيق
محمد عبد القادر أحمد عطا
مؤسسة الكتاب الثقافية
1

ملتزم الطبع والنشر والتوزيع
مؤسسة الكتب الثقافية فقط
الطبعة الأولى
1413 ه‍ - 1993 م
مؤسسة الكتاب الثقافية
الصنائع - بناية الاتحاد الوطني - الطابق السابع - شقة 78
هاتف المكتب: 640208
ص. ب: 5115 / 114 - برقيا: الكتبكو - تلكس: 40459
بيروت - لبنان
2

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين. وأزكى الصلاة وأشرف التسليم على سيدنا محمد النبي
الأمين. وعلى إخوانه النبيين. وآله الطيبين وأصحابه الغر الميامين. ومن سار على
منهاجهم وإقتفى آثارهم إلى يوم الدين. وبعد.
فإن العلم بحر زخار، وقاموس هدار. كلما ازددت منه تضلعا زادك عطشا
وتطلعا. فهو رحبة دياره، ذليلة أسواره، جليلة وجلية أنواره.
فلا يتمنع إلا على الجاهلين. ولا يتطاول إلا دون المعرضين وأثمة المعرضين.
فمن رام نيله بإخلاص عز واقتبس. وعلى ذرى المجد وهام الفراق افترش وجلس.
بيد أن من قصد النيل منه فقد خاب وانتكس وطاش سهمه فارتكس.
وها نحن نجد التسيار في سبيل هذا الطلب، عسانا أن نبلغ النجعة والأرب،
نقدم للأمة نفائس الأدب وذخائر المسلمين والعرب، سائلين المولى عز وجل أن يسدد
خطانا على النهج الرشيد والسبيل السديد.
أما بعد..
فإن بين يديك أيها القارئ سفر نفيس، نزجيه إليك ليكون لديك أثيرا،
فتضحي لديه مرهونا وأسيرا. كيف لا وهو لنابغة من علماء المسلمين. وعلم من
أعلام المحدثين، ألا وهو الحافظ أبي بكر بن أبي الدنيا، وهو من جهابذة القرن الثالث
الهجري الذي امتلأ علما وحلما وأثرى موائد العلم بالتصنيف. وأجلى فوائده بالإملاء
والتأليف.
3

فلقد كان رحمه الله تعالى إلى جانب تآليفه الضخمة في الحديث وغيره كان يولي
الزهد والرقائق والأخلاق والإشارات والدقائق. اهتماما بالغا فقد ألف رسائل في هذه
الفنون كثيرة رائعة ومثيرة. منها في المنامات والقبر، وذكر الموت، وذم الملاهي،
والفرج بعد الشدة، والتوكل على الله، والحلم، ومن عاش بعد الموت، والصمت،
والعقل وفضله، وحسن الظن بالله، والأولياء، وقضاء الحوائج، واليقين والشكر لله
عز وجل، والغيبة والنميمة، والهواتف. وهذا إن دل على شئ فإنما يدل على سعة
إطلاعه من الناحية العلمية. ويدل كذلك على اهتمامه بالجوانب الأخلاقية والرقيقة في
حياة العامة والخاصة.
فالتآليف والمجلدات هي لاشك للخاصة من أهل العلم والأدب. وأما العامة
فهي لا تدنو من هذه اللجج المتلاطمة، إنما تكتفي بالضحضاح من الأمواه والشطآن
لذا فقد كتب لهم مثل هذه الرسائل لتهذيب أخلاقهم وتشذيب مسارهم لما فيها من
الترغيب والترهيب. والتحبب والتأنيب.
وبما أن مؤسسة الكتب الثقافية أخذت على نفسها عهدا أن تكون في مهنتها
رسالة وضاءة، ولمعا لألاءة ملتزمة بكل قواعد الأخلاق والشرع فإنها تقدم اليوم
لقرائها سلسالا فرانا، من معين تاريخنا الذي لا ينضب ولا يغور لعله يشبع غرثة
الجائعين ويروي غليل الصادئين.
وها هي رسائل ابن أبي الدنيا بين يديك من ضمن سلسلة نقدمها تباعا بإذن
الله تعالى.. سائلين المولى عز وجل أن ينجح قصدنا ويوفقنا لما يحب ويرضى وصلى الله
على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
الناشر
4

حياة المؤلف
اسمه ونسبه:
ابن أبي الدنيا المحدث الصدوق، هو: أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن
سفيان بن قيس القرشي. مولى بني أمية. المعروف بابن أبي الدنيا، صاحب الكتب
المصنفة في الزهد والرقائق.
مولده ونشأته:
ولد الحافظ الجليل، ابن أبي الدنيا، بمدينة بغداد، في أوائل القرن الثالث
الهجري. سنة ثمان ومائتين.
وقال الخطيب البغدادي في تاريخه: وبلغني أن مولده كان في سنة ثمان ومائتين.
وكذا قال الذهبي في تذكرة الحفاظ.
ويعد القرن الثالث الهجري عصر النهضة الفكرية ففي تلك الحقبة نشطت حركة
التراجم والإبداع الأدبي. وكان هذا عاملا رئيسيا في بلورة فكر ابن أبي الدنيا وتهذيبه.
شيوخه وتلاميذه:
قال الخطيب البغدادي: سمع ابن أبي الدنيا سعيد بن سليمان الواسطي،
وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وخالد بن خداش المهلبي، وعلي بن الجعد الجوهري،
وعباد بن موسى الختلي، وخلف بن هشام البزار، ومحرز بن عون، وخالد بن
مرداس، وأحمد بن جميل المروزي، ومحمد بن جعفر الوركاني، وداود بن عمرو
الضبي، ومن طبقتهم وبعدهم.
وروى عنه: الحارث بن أبي أسامة، ومحمد بن خلف وكيع، ومحمد بن
خلف بن المرزبان، وعبيد الله بن عبد الرحمن السكري، وأبو ذر القاسم بن داود
الكاتب، وعمر بن سعد القراطيسي، والحسين بن صفوان البرذعي، وأحمد بن سلمان
النجاد، وأبو سهل بن زياد، وأحمد بن الفضل بن خزيمة، وأبو جعفر بن برية
الهاشمي، وأبو بكر الشافعي، وغيرهم.
5

أقوال العلماء فيه:
قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وسئل أبي عنه فقال: بغدادي صدوق.
وقال الخطيب: وكان ابن أبي الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، أخبرنا أبي، حدثا أبو ذر القاسم بن
داود بن سليمان قال: حدثني ابن أبي الدنيا. قال: دخل المكتفي على الموفق ولوحه
بيده، فقال: مالك لوحك بيدك؟ قال مات غلامي واستراح من الكتاب، قال:
ليس هذا من كلامك، هذا كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح أولاده في كل يوم
اثنين وخميس، فعرضت عليه فقال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال مات
واستراح من الكتاب، قال وكأن الموت أسهل عليك من الكتاب؟ قال نعم. قال فدع
الكتاب، قال ثم جئته فقال لي: كيف محبتك لمؤدبك؟ قال: كيف لا أحبه وهو أول
من فتق لساني بذكر الله، وهو مع ذاك إذا شئت أضحكك، وإذا شئت أبكاك، قال يا
راشد أحضرني هذا، قال فأحضرت فقربت قريبا من سريره، وابتدأت في أخبار
الخلفاء ومواعظهم فبكى بكاء شديدا، قال فجائني راغب - أويانس - فقال لي: كم
تبكي الأمير؟ فقال: قطع الله يدك ما لك وله يا راشد، تنح عنه. قال وابتدأت
فقرأت عليه نوادر الأعراب، قال فضحك ضحكا كثيرا، ثم قال شهرتني شهرتني.
وذكر الخبر بطوله. قال أبو ذر: فقال لأحمد بن محمد بن الفرات: أجر له خمسة عشر
دينارا في كل شهر، قال أبو ذر: فكنت أقبضها لابن أبي الدنيا إلى أن مات.
وقال ابن النديم: كان يؤدب المكتفي بالله، وكان ورعا زاهدا عالما بالأخبار
والروايات.
وقال الحافظ ابن كثير: الحافظ المصنف في كل فن المشهور بالتصانيف الكثيرة،
النافعة الشائعة الذائعة في الرقاق وغيرها، وكان صدوقا حافظا ذا مروءة.
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: كان صدوقا أديبا إخباريا، كثير العلم - حديثه
في غاية العلو، لابن البخاري، بينه وبينه أربعة أنفس.
وقال جمال الدين أبو المحاسن بن تغري بردي: كان مؤدبا لجماعة من أولاد
الخلفاء، منهم المعتضد، وابنه المكتفي، وكان عالما زاهدا، ورعا عابدا، وله
6

التصانيف الحسان والناس بعده عيال عليه في الفنون التي جمعها، وروى عنه خلق
كثير، واتفقوا على ثقته وصدقه وأمانته.
وقال الزركلي: كان من الوعاظ العارفين بأساليب الكلام، وما يلائم طبائع
الناس.
وقال عنه صاحب المنتظم: كان ابن أبي الدنيا يقصد حديث الزهد والرقائق،
وكان لأجلها يكتب عن البرجلاني ويترك عفان بن مسلم.
مؤلفاته:
كان لنشأة ابن أبي الدنيا بهذه الكيفية الأثر العظيم في تنوع كتاباته، فعدد مؤلفاته
يربو أو ينيف على الثمانين ومائة كتاب ورسالة.
وتلكم مؤلفاته:
أولا - في الآداب والأخلاق الإسلامية: 3 - المغازي.
1 - الأخلاق. 4 - مواعظ الخلفاء.
2 - الأدب. 5 - حلم الحكماء.
3 - الجيران. 6 - التاريخ.
4 - العفو. 7 - تاريخ الخلفاء.
5 - ذم الشهوات. 8 - أخبار الملوك وغيرها.
6 - الشكر. ثالثا - في الفقه والأحكام:
7 - التقوى. 1 - الجهاد.
8 - حسن الظن بالله. 2 - العقوبات.
9 - الحلم. 3 - الفتوى.
10 - الزهد. 4 - السنة.
11 - ذم الغيبة. 5 - الصدقة.
12 - العقل وفضله وغيرها. 6 - المناسك.
ثانيا - في التاريخ والسير: 7 - القصاص.
1 - أخبار قريش. 8 - الرهائن وغيرها.
2 - دلائل النبوة.
7

مؤلفات أخرى. 8 - البعث والنشور.
1 - صفة الصراط. 9 - المطر.
2 - الألحان. 10 - الوصايا.
3 - الدعاء. 11 - الوقف والابتداء.
4 - شجرة طوبى. 12 - الموت.
5 - المحتضرون. 13 - القبور.
6 - النوادر. 14 - العوائد.
7 - صفة النار. 15 - أهوال يوم القيامة.
وفاته:
قال القاضي أبو الحسن: وبكرت إلى إسماعيل بن إسحاق القاضي يوم مات ابن
أبي الدنيا، فقلت له: أعز الله القاضي مات ابن أبي الدنيا، فقال رحم الله أبا بكر
مات معه علم كثير، يا غلام امض إلى يوسف حتى يصلي عليه، فحضر يوسف ابن
يعقوب فصلى عليه في الشونيزية، ودفن فيها سنة ثمانين.
قال الخطيب: هذا وهم. كانت وفاة ابن أبي الدنيا في سنة إحدى وثمانين
ومائتين، كذلك أخبرنا الحسن بن أبي بكر، عن أحمد بن كامل القاضي، قال: سنة
إحدى وثمانين ومائتين فيها مات أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي مؤدب المعتضد. وأخبرنا
علي بن محمد السمسار، أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، حدثنا ابن قانع مثل ذلك.
وقال الذهبي: مات في جمادي الأولى سنة إحدى وثمانين ومائتين.
8

(سند الكتاب)
حدثنا الشيخ الصالح الأمين تقي الدين أبو الحسين: أحمد بن حمزة بن
علي بن الدمشقي، بمدينة دمشق في كلاسه جامعها. قال:
حدثنا الشريف النقيب، فخر الشرف، أبو العباس: أحمد بن محمد بن
عبد العزيز العباسي، قال:
أخبرنا الشيخ أبو الوفاء: إسماعيل بن عبد العزيز العكي - رحمه الله - في
المسجد الحرام سنة سبع عشرة وخمسمائة، قال:
أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن الأنماطي في سنة
إحدى وسبعين وأربعمائة، قال:
أخبرنا الفقيه أبو عبد الله: الحسين بن عبد الله الأرموي سنة تسع وأربعين
وأربعمائة، قال:
أخبرنا القاضي الجليل، أبو القاسم: عبد الواحد بن محمد المعروف بابن
سبك بقراءتي عليه - رحمه الله - في جامع الخليفة القادر بالله أمير المؤمنين -
رحمه الله - بعد صلاة الجمعة في العشر الأخير من جمادي الآخرة سنة تسع
وأربعمائة قال:
حدثنا أبو علي: الحسن بن محمد بن موسى بن إسحاق الأنصاري، قراءة
عليه في ذي الحجة من سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة، أخبرنا قرابة، قال:
حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي المعروف بابن أبي الدنيا
قال:
9

(باب في فضل المعروف)
(1) حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، نا أبو تميلة: يحيى بن واضح، نا
بشر بن محمد الأموي، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان،
عن فاطمة بنت حسين، عن بلال قال: قال رسول الله (ص):
10

" كل معروف صدقة، والمعروف يقي سبعين نوعا من البلاء، ويقي ميتة السوء،
والمعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة، فالمعروف لازم لأهله
يقودهم، ويسوقهم إلى الجنة، والمنكر لازم لأهله يقودهم، ويسوقهم إلى النار ".
(2) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي: الحسن بن محمد
الأنصاري، نا عبد الله بن محمد، ذكر الوليد بن شجاع السكوني، نا أبو يحيى
اليعفي، عن الحارس النميري، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إن أحب عباد الله، إلى الله عز وجل من حبب إليه المعروف، وحبب إليه
أفعاله ".
11

(3) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا بلال، ذكر محمد بن يحيى
بن أبي حاتم الأزدي، نا محمد بن عمر الأسلمي، عن إسحاق بن محمد بن
12

أبي حرملة، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" فعل المعروف يقي مصارع السوء ".
(4) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو تمام
السكوني، نا أبو يحيى الثقفي، عن الحارث النميري، عن أبي هارون، عن
أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
13

" إن الله تعالى جعل للمعروف وجوها من خلقه حبب إليهم المعروف، وحبب
إليهم فعاله، ووجه طلاب المعروف إليهم، ويسر عليهم إعطاءه، كما يسر الغيث إلى
الأرض الجدبة ليحييها، ويحيى بها أهلها، وإن الله تعالى جعل للمعروف أعداء من
خلقه، بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر عليهم إعطاءه، كما يحظر
الغيث عن الأرض الجدبة ليهلكها ويهلك بها أهلها، وما يعفو أكثر ".
(5) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله بن محمد، نا محمد
ابن حسان السمتي، نا أبو عثمان: عبد الله بن زيد الحمصي ذكر
الأوزاعي، عن عبد بن أبي لبابة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
14

" إن لله قوما يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرها فيهم ما بذلوها، فإذا منعوها
نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم ".
(6) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله بن محمد، ذكر عبد
الرحمن بن صالح الأزدي، نا عمرو بن هاشم الجني،
15

عن جويبر، عن الضحاك عن ابن عباس، عن النبي (ص) قال:
" عليكم باصطناع المعروف، فإنه يمنع مصارع السوء، وعليكم بصدقة السر
فإنها تطفئ غضب الله عز وجل ".
16

(7) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله بن محمد، نا خلف بن
هشام البزاز، نا أبو عوانة، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، عن
حذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
17

" كل معروف صدقة ".
(8) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قلت لسعد بن
سليمان، حدثكم مسرور بن الصلت، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن
عبد الله، قال: قال رسول الله (ص):
18

" كل معروف صدقة؟ قال: نعم ".
(9) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عمر بن يحيى
بن نافع الثقفي، نا عبد الحميد بن الحسن الهلالي، نا محمد بن المنكدر، عن
جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص):
" كل معروف صدقة، وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب له به صدقة،
وما وقى به عرضه كتب له به صدقة ".
قال: فقلت لمحمد ما يعني ما وقى به عرضه؟ قال: الشئ يعطي الشاعر
وذا اللسان المتقي.
(10) أخبرنا القاضي، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر القاسم بن محمد
الطائي، ذكر علي بن عياش الحمصي، نا أبو غسان، محمد بن مطرف، ذكر
محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص):
" كل معروف صدقة ".
19

(11) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله بن محمد، نا أبو
عبد الرحمن القرشي، نا أبو نعيم، نا صدقة، عن فرقد السبخي، نا
إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله، قال: قال رسول الله (ص):
" كل معروف صدقة إلى غني أو فقير فهو صدقة ".
20

(12) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا بشار بن
موسى، نا أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن عبد الله. قال:
" كل معروف صدقة ".
(13) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا أحمد بن
منيع، نا عبد القدوس بن بكر بن خنيس، عن طلحة بن عمرو، عن
عطاء، عن ابن عمر، عن النبي (ص) قال:
21

" كل معروف يصنعه أحدكم إلى غني أو فقير صدقة ".
(14) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا محمد بن
إدريس، نا الحسن بن الربيع، نا فضل بن مهلهل، أخو مفضل، عن حبيب
ابن أبي عمرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص):
" كل معروف صدقة ".
(15) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر علي بن
يزيد بن عيسى، نا عبد الوهاب بن عطاء، نا هشام، وسعيد، عن قتادة، عن
الحسن، عن أبي موسى، أن رسول الله (ص) قال:
22

" إن المعروف والمنكر خلقان ينصبان يوم القيامة، فأما المعروف فيبشر أهله،
ويعدهم الخير، وأما المنكر فيقول لأصحابه إليكم إليكم وما يستطيعون له إلا
لزوما ".
(16) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر خلف بن
هشام، نا أبو شهاب، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، قال:
قال رسول الله (ص):
23

" أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا
هم أهل المنكر في الآخرة ".
(17) أخبرنا أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبي - رحمه الله - نا
إبراهيم بن عبد الله.
24

قال: أنا هشيم.
25

عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، قال: قال رسول الله (ص):
26

" رأس العقل بعد الإيمان بالله مداراة الناس، وأهل المعروف في الدنيا أهل
المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة ".
(18) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
عمر، وأبو أحمد البلخي، ذكر عبد الله بن منصور الحراني، عن عبد الله بن عبد
الرحمن الأصفهاني، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص):
" أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة ".
قيل: وكيف ذاك؟ قال:
" إذا كان يوم القيامة جمع الله تعالى أهل المعروف، فقال: قد غفرت لكم على
ما كان فيكم، وصانعت عنكم عبادي، فهبوها اليوم لمن شئتم لتكونوا أهل المعروف
في الدنيا وأهل المعروف في الآخرة ".
(19) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا أحمد بن
عمران الأخنسي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش، عن سليمان التيمي، عن
أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص):
27

" إذا كان يوم القيامة جمع الله تبارك وتعالى أهل الجنة صفوفا، وأهل النار
صفوفا، قال فينظر الرجل من صفوف أهل النار إلى صفوف أهل الجنة، فيقول: يا
فلان أما تذكر يوم إصطنعت إليك في الدنيا معروفا، فيأخذ بيده فيقول: إنه كان ".
وذكر الحديث بطوله.
(20) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا عباد بن
موسى العكي، نا هشام بن محمد، عن خالد بن سعيد الأموي، عن أبيه قال:
لقيني إياس بن الحطيئة فقال:
" يا أبا عثمان مات والله الحطيئة وفي كسر البيت ثلاثون ألفا أعطاها أبوك
سعيد بن العاص أبي، فبقي ما قلنا فيكم، وذهب، ما أعطيتمونا ".
(21) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
صالح القرشي، ذكر أبو اليقظان، ذكر أبو عمر المديني، عن حسين بن
28

عبد الله بن عبيد الله بن عباس، أنه قال لابن أخيه:
" لأن يرى ثوبك على صاحبك أحسن من أن يرى عليك، ولأن ترى دابتك
تحت صاحبك أحسن من أن ترى تحتك ".
29

(22) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قال: قال أبي -
رحمه الله -: أنا محمد بن جعفر المدائني، عن حمزة الزيات، عن أبي سفيان،
عن الحسن قال:
" ألا إن المعروف خلق من أخلاق الله وعليه جزاؤه ".
(23) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين بن
علي البزاز، نا حميد بن حميد، نا جدي، عن جابر النخعي، رفعه قال:
" المعروف خلق من خلق الله كريم ".
30

(24) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو تمام
السكوني، نا يوسف بن عطية الصفار، نا ثابت، عن أنس بن مالك، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" الخلق كلهم عيال الله، فأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله ".
31

(25) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا أبو تمام
السكوني، وأبو ياسر المروزي، وأبو الحسن الشيباني، نا بقية بن الوليد، عن
المتوكل القرشي، عن حميد بن العلاء، عن أنس بن مالك، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من قضى لأخيه حاجة كان بمنزلة من خدم الله عمره ".
32

(26) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا خالد بن
خداش المهلبي، وعبيد الله بن عمر الجشمي، قالا: نا حماد بن زيد،
عن محمد بن واسع، ذكر رجل عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
33

" من فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا، فرج الله عنه كرب الآخرة، ومن ستر
أخاه المسلم في الدنيا، ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد
في عون أخيه ".
(27) أخبرنا أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا عبيد الله بن عمر، نا
34

السكن بن إسماعيل الأصم، نا زياد، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول
الله (ص):
" الدال على الخير كفاعله، والله تعالى يحب إغاثة اللهفان ".
(28) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا عبيد الله بن
عمر، نا جعفر بن سليمان الضبعي، نا هشام، عن عبادة بن أبي عبيد، قال:
قال رسول الله (ص):
" من سره أن تنفس كربته، وأن تستجاب دعوته فلييسر على معسر أو ليدع له،
فإن الله يحب إغاثة اللهفان ".
35

قال جعفر: قيل لهشام: ما اللهفان؟ قال هو والله المكروب.
(29) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا المفضل بن
غسان، نا أبي، نا أبو عبد الصمد العمي، عن زياد بن أبي حسان، عن
أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أغاث ملهوفا كتب الله له ثلاثا وسبعين مغفرة، واحدة منها صلاح أمره كله،
واثنتان وسبعون له درجات يوم القيامة ".
(30) أخبرنا القاضي أبو القاسم، أنا أبو علي، قال عبد الله: نا أبو جعفر:
محمد بن حميد الصفار، نا جعفر بن سليمان الضبعي، نا عبد الله بن
36

المبارك، عن شريك بن عبد الله، عن هلال بن عبد الله بن حكيم، عن ابن
مسعود، قال:
" يحشر الناس يوم القيامة أعرى ما كانوا قط وأظمأ ما كانوا قط وأنصب ما
كانوا قط، فمن كسا لله كساه الله، ومن أطعم لله أطعمه، ومن سقى لله سقاه،
ومن عمل لله أغناه الله ".
(31) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا أبو حفص
الصفار، نا محمد بن سواء، عن هشام بن حسان، عن أبي الجارود، عن
عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (ص):
37

" من كسا مؤمنا على عري، كساه الله من إستبرق الجنة، ومن سقاه على الظمأ
سقاه الله من الرحيق المختوم، ومن أطعمه من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ".
(32) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا إسحاق بن
إسماعيل، نا جرير، عن هشام بن حسان، عن جميل بن مرة، قال:
" من اهتبل جوعه مسلم فأطعمه غفر له ".
(33) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسن بن
الصباح، نا أبو معاوية، عن عثمان بن واقد العمري، قال: قيل لمحمد بن
المنكدر: أي الدنيا أعجب إليك؟ قال:
38

" إدخال السرور على المؤمن ".
(34) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا سليمان بن
خالد، نا وهب بن راشد، عن فرقد السبخي، عن أنس بن مالك، قال: كنت
أوضئ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فرفع رأسه فنظر إلي فقال:
" يا أنس، أما علمت أن من موجبات المغفرة، إدخالك السرور على أخيك
المسلم، تنفس عنه كربة، أو تفرج عنه غما، أو تزجي له صنعة، أو تقضي عنه دينا، أو
تخلفه في أهله ".
(35) اخبرني القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عبد
الرحمن، ذكر الوليد بن أبي صالح، عن أبي محمد الخراساني، عن عبد العزيز
ابن أبي رواد، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص):
39

" من مشى مع أخيه في حاجة فناصحه فيها، جعل الله بينه وبين النار يوم القيامة
سبع خنادق، بين الخندق والخندق كما بين السماء والأرض ".
(36) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا علي بن
الجعد، ذكر محمد بن يزيد، عن بكر بن خنيس، عن عبد الله بن دينار، عن
بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" قيل يا رسول الله من أحب الناس إلى الله؟ قال: أنفعهم للناس، وإن أحب
الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن تكشف عنه كربا، أو تقضى عنه دينا، أو
40

تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف
شهرين في مسجد، ومن كف غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه ولو شاء أن
يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رضا، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له،
ثبت اله قدمه يوم تزل فيه الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل
العسل ".
(37) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو عبد الله
بن بحير، نا داود بن المحبر، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن:
41

" لأن أقضي لمسلم حاجة أحب إلي من أن أصلى ألف ركعة ".
(38) حدثنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسن بن
علي، نا أبو أسامة، نا الربيع بن صبيح، عن الحسن، قال:
" لأن أقضي لأخ حاجة أحب إلي من أن أعتكف شهرين ".
(39) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله بن محمد، ذكر
محمد بن صالح القرشي، ذكر أبو اليقظان، ذكر أبو عمرو المديني، عن الحسين
بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، قال: قال عبيد الله بن عباس لأخيه:
" إن أفضل العطية ما أعطيت الرجل قبل المسألة، فإذا سألك فإنما تعطيه ثمن
وجهه حين بذله إليك ".
(40) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عبد الرحمن
بن عبد الله بن قريب، عن عمه، قال:
قال خالد القسري لرجل من قريش: ما يمنعك أن تسألنا؟ قال: " إذا
سألتك فقد أخذت ثمنه ".
(41) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، أنا عمر بن أبي معاذ
البصري، ذكر محمد بن الحسن بن زبالة، أنا هشام بن عبيد الله بن مكرمة، قال:
جاء المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي إلى أبي بكر بن عبد
42

الرحمن بن الحارث يسأله في غرم ألم به، فلما جلس قال له أبو بكر: قد
أعانك الله على غرمك بعشرين ألفا ".
فقال له: " من كان معه، والله ما تركت الرجل يسألك ".
فقال: " إذا سألني فقد أخذت منه أكثر مما أعطيته ".
(42) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، وذكر العباس بن
هشام بن محمد، عن أبيه، قال: قال عبيد الله بن جعفر:
" ليس الجواد الذي يعطيك بعد المسألة، ولكن الجواد الذي يبتدئ، لأن
ما يبذله إليك من وجهه أشد عليه، مما يعطي عليه ".
(43) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا عبد الله، ذكر أحمد بن عبيد الله
التميمي: أن شيخا من أهل العلم مولى لبني هاشم حدثهم: قال سعيد بن
العاص:
" إذا أنا لم أعط الرجل حتى أنصبه للمسألة نصب العود، فلم أعطه ثمن ما
أخذ منه ".
43

(44) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين بن
عبد الرحمن، نا ابن عائشة، عن إسماعيل بن عمر العجلي، نا مندل بن
علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه، أن رسول
الله (ص) قال له:
" يا علي كن سخيا، فإن الله تعالى يحب السخاء، وكن شجاعا فإن الله تعالى
يحب الشجاع، وكن غيورا فإن الله يحب الغيور، وإن امرؤ سألك حاجة فاقضها، فإن
لم يكن لها أهلا، فكن أنت لها أهلا "
(45) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا داود بن عمرو
الضبي، نا ابن أبي الزناد، عن أبيه، قال: أخبرني يزيد الرقاشي، عن أنس
44

بن مالك، أن رسول الله (ص) قال:
" من أعان مسلما كان الله في عون المعين ما كان في عون أخيه، ومن فك عن
أخيه حلقة فك الله عنه حلقة يوم القيامة ".
(46) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر إبراهيم بن
سعيد الجوهري، أنا أحمد بن عبد الله الغداني، ذكر معلى بن أيوب
45

المجاشعي، نا يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله (ص):
" من ألطف مؤمنا أو قام له بحاجة من حوائج الدنيا والآخرة صغر ذاك أو كبر،
كان حقا على الله أن يخدمه خادما يوم القيامة ".
(47) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أحمد بن أبي
أحمد، نا محمد بن الحسن بن زبالة، ذكر المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه
عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله (ص): قال:
" من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته ".
(48) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحارث بن
محمد التميمي، ذكر عمرو بن الصلت: خالي، عن سعيد بن أبي سعيد،
46

عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله (ص):
" ما عظمت نعمة الله على عبد إلا اشتدت عليه مؤنة الناس، فمن لم يحتمل
تلك المؤنة للناس، فقد عرض تلك النعمة للزوال ".
(49) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحارث،
ذكر داود بن المحبر، نا الربيع بن صبيح، عن الحسن، قال: قال رسول
الله (ص):
" إن لله عبادا خلقهم لحوائج الناس تقضى حوائج الناس على أيديهم، أولئك
آمنون من فزع يوم القيامة ".
(50) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
يحيى بن أبي حاتم، ذكر إسماعيل بن كثير، عن أبن جريج، عن
طاوس، قال:
" إذا أنعم الله على عبد نعمة، ثم جعل إليه حوائج الناس، فإن احتمل وصبر،
وإلا عرض تلك النعمة للزوال ".
47

(باب من طلب الحوائج إلى حسان الوجوه)
(51) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا شجاع بن
الأشرس بن ميمون، نا إسماعيل بن عياش، ذكرت جبرة بنت محمد بن
ثابت، عن أمها، عن عائشة، قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول:
48

" اطلبوا الخير عند حسان الوجوه ".
49

(52) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر هارون بن
سفيان، نا حجاج بن نصير، نا محمد بن عبد الرحمن بن المجبر، عن
نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (ص):
" اطلبوا الحوائج عند حسان الوجوه ".
50

(53) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر مجاهد بن
موسى، نا معن، نا يزيد بن عبد الملك بن المغيرة، عن عمران بن أبي أنس،
عن أبي هريرة، أن رسول الله (ص) قال:
" ابتغوا الخير عند حسان الوجوه ".
(54) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا زياد بن
أيوب، نا مصعب بن سلامة، نا أبو الفضل بن عبد الله القرشي، نا عمرو بن
دينار، قال: قال رسول الله:
" أطلبوا حوائجكم عند حسان الوجوه، فإن قضى حاجتك قضاها بوجه طليق
وإن ردك، ردك بوجه طليق، فرب حسن الوجه ذميمه عند طلب، ورب ذميم الوجه
حسنه عند طلب الحاجة ".
51

(55) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو عبد
الرحمن الأزدي، عن طلق بن غنام، قال: سألت حفص بن غياث عن تفسير
حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
" أطلبوا الحوائج من حسان الوجوه ".
فقال: إنه ليس من صباحة الوجوه، ولكنه حسن الوجه إذا سئل
المعروف.
(56) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله قال: وحدثت عن
ابن عائشة أن رجلا قال له:
إن معنى ذلك أن تطلب من الوجوه الحسنة التي تحسن، فأنكر ذلك ابن
عائشة، ثم أنشد:
52

وجهك الوجه لو سألت به المز * ن من الحسن والجمال استهلا
ثم أنشد أيضا:
وجوه لو أن المدلجين اعتشوا بها * صدعن الدجى حتى ترى الليل ينجلي
ثم أنشد أيضا:
دل على معروفه وجهه * بورك هذا هاديا من دليل
ثم أنشد أيضا:
سأبذل وجهي إنه أول القرى * واجعل معروفي لهم دون منكري
(57) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين
ابن عبد الرحمن، نا أبو إبراهيم الترجماني، ذكر بعض مشايخ الشاميين، أن
عبد الله بن رواحة، أو حسان بن ثابت قال:
قد سمعنا نبينا قال قولا * هو لمن يطلب الحوائج راحه
اغتدوا فاطلبوا الحوائج ممن * زين الله وجهه بصباحه
(58) وأنشد الحسين بن عبد الرحمن:
لقد قال الرسول وقال حقا * وخير القول ما قال الرسول
إذا الحاجات أبدت فاطلبوها * إلى من وجهه حسن جميل
قال: يقال بدت وأبدت.
53

(59) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
الحسين، ذكر يعقوب الزهري، قال: سمعت الداوردي، قال:
قيل لمعاوية بن عبد الله بن جعفر: ما بلغ من كرم عبد الله بن جعفر؟ قال:
كان ليس له مال دون الناس، هو والناس في ماله شركاء من سأله شيئا أعطاه،
ومن استمنحه عليه شيئا منحه إياه، لا يرى أنه يفتقر فيقتصر، ولا يرى أنه يحتاج
فيدخر.
(60) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو الحسن
الشيباني، نا شعيب بن صفوان، أن حمزة بن بيض، دخل على ابن يزيد بن
المهلب يعني مخلد بن يزيد وهو في السجن فأنشده:
54

أتيناك في حاجة فاقضها * وقل مرحبا يحب المرحب
فقال: مرحبا فقال:
ولا تكلنا إلى معشر متى * يعدوا عدة يكذبوا
فإنك الفرع من أسرة * لهم خضع الشرق والمغرب
وفي أدب منهمو ما نشأت * فنعم لعمرك من أدبوا
بلغت لعشر مضت من سنيك * كما يبلغ السيد الأشيب
فهمك فيها جسام الأمور * وهم لداتك أن يلعبوا
وجدت فقلت ألا سائل * فيسأل أو راغب يرغب
فمنك العطية للسائلين * وممن ينوبك أن يطلبوا
فقال له:
هات حاجتك فقضاها. قال أبو الحسن: ولا أحسبه إلا قال: فأمر له بمائة
ألف.
(61) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو حذيفة:
عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري، قال: سمعت أبي يقول: قال أسماء
بن خارجة:
55

ما شتمت أحدا قط، ولا رددت سائلا قط، لأنه إنما يسألني أحد رجلين:
إما كريم أصابته خصاصة، وحاجة فأنا أحق من سد من خلته، وأعانه على
حاجته.
وإما لئيم أفدي عرضي منه، وإنما يشتمني أحد رجلين: إما كريم كانت
منه ذلة، أو هفوة، فأنا أحق من غفرها، وأخذ بالفضل عليه فيها. وإما لئيم فلم
أكن لأجعل عرضي إليه.
(62) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو جعفر
المديني، عن شيخ من قريش، قال: قال أسماء بن خارجة:
إذا طارقات الهم أسفرت الفتى * وأعمل في الفكر والليل واجر
وباكرني إذ لم يكن ملجأ له * سواي ولا من نكبة الدهر ناصر
فرجت بمالي همه في مكانه * فزايله الهم الدخيل المخامر
قال: وزادني غيره:
فكان له من على بطنه * بي الخير إني للذي ظن شاكر
(63) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين بن
عبد الرحمن، ذكر شيخ من باهلة قال:
كأم مسلمة بن عبد الملك إذا كثر عليه أصحاب الحوائج، وخاف أن
يضجر قال لآذنه: ائذن لجلسائي، فيأذن لهم، فيفتن ويفتنون في محاسن
الناس، ومروءاتهم، فيطرب لها ويهتاج عليها، ويصيبه ما يصيب صاحب
الشراب، فيقول لحاجبه: ائذن لأصحاب الحوائج، فلا يبقى أحد إلا قضيت
حاجته.
(64) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قال ذكر عبد
الرحمن بن صالح، نا أبو بكر بن عياش، عن عبيد الله بن الوليد، عن أبي
محصن قال:
56

جاء رجل إلى الحسين بن علي فسأله أن يذهب معه في حاجة. فقال: إني
معتكف. فأتى الحسن فأخبره. فقال الحسن:
" لو مشى معك في حاجتك أحب إلي من اعتكاف شهر ".
(65) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قال: ذكر عمر
بن بكير، عن هشام بن محمد، ذكر رجل من بني تميم، قال: أتى العريان بن
الهيثم النخعي عتاب بن ورقاء التميمي وهي على أصبهان فقال:
إنا أتيناك لا من حاجة عرضت * ولا فروض تجازيها ولا نعم
ألا تخبرنا عمال العراق وإن قيل * ابن ورقاء غيث صائب الديم
فإن تجد فهو شئ كنت تفعله * وإن تكن علة نرجع ولم نلم
قال: فأعطاه مائة ألف درهم.
(66) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو القاسم
هارون بن أبي يحيى السلمي، ذكر محمد بن زيان، عن محمد بن عمران، عن
إسماعيل بن عبد اله القسري، قال: قال خالد بن عبد الله القسري لبنيه:
" إنكم قد شرفتم، ومن إن تطلب إليكم الحوائج فمن يضمن حاجة امرئ
مسلم، فليطلبها بأمانة الله عز وجل ".
(67) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو جعفر
المديني، عن علي بن محمد القرشي، قال: قال الخليل بن أحمد: قال محمد
57

بن واسع.
" ما رددت أحدا عن حاجة أقدر على قضائها، ولو كان فيها ذهاب مالي ".
(68) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو جعفر
المديني، عن علي بن محمد، قال: ذكر رجل من أهل البصرة، قال: سمعت
الخليل بن أحمد يحدث أن طلحة، هو ابن عبد الله بن خلف الخزاعي قال:
" ما بات لرجل على موعود فتململ في ليلة ليغدو بالظفر بحاجته، أشد من
تململي بالخروج إليه من عدته تخوفا من عارض خلف، إن الخلف ليس من
خلق الكريم ".
(69) أخبرنا أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عمرو بن
أبي معاذ، نا محمد بن يحيى بن علي الكناني، ذكر إسماعيل بن الحسن
بن زيد، قال:
" كان أبي يغلس بصلاة الفجر، فأتاه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير
وابنه عبد الله بن مصعب يوما حين انصرف من صلاة الغداة، وهو يريد الركوب
إلى ماله بالغابة ". فقال: اسمع مني شعرا:
قال: ليست هذه ساعة ذاك، أهذه ساعة شعر؟
فقال: بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سمعته.
قال: فأنشده لنفسه:
يا ابن بنت النبي وابن علي * أنت أنت المجير من ذا الزمان
58

من زمان ألح ليس بناج * منه من لم يجرهم الخافقان
من ديوان خفرتنا معضلات * بيد الشيخ من بني ثوبان
في صكاك مكعبات علينا * بمئين إذا عددت ثمان
بأبي أنت إن أخذت وأمي * ضاق عيش النسوان والصبيان
قال: فأرسل إلى ابن ثوبان فسأله فقال: على الشيخ سبعمائة وعلى ابنه
مائة، فقضى عنهما، وأعطاهما مائتي دينار سوى ذلك.
(70) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عمر بن
شبة، ذكر أبو غسان، محمد بن يحيى الكتابي قال: قدم ابن مسلم الشاعر،
وهو يزعم أنه مولى لآل طلحة بن عمرو بن عبيد الله على حرب بن خالد بن يزيد
بن معاوية فقال يمدحه:
فلما دفعت إلى بابهم * ولا قيت حربا لقيت النجاحا
وجدناه يخطبه السائلون * ويأبى على العسر إلا سماحا
ينادون حتى ترى كلبهم * يهاب الهرير وينسى النباحا
قال ابن مسلم: فأرسل إليه ابن ذمية بثياب وبكيس، فوضع رسوله الرزمة
مقدرة فقلت: ما أرسل؟
فقال: إني لأستحي منك أن أعلمك ما بعثت به، فإذا انتبهت فخذ ما
تحت فراشك، ثم وضع تحت فراشه ألف دينار.
59

(باب في شكر الصنيعة)
(71) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا الحكم بن
موسى، نا عيسى بن يونس، عن ابن أبي ليلى، عن عطيه، عن أبي سعيد
الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من لا يشكر الناس لا يشكر الله ".
60

(72) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر إبراهيم بن
المستمر الناجي، نا سليمان بن داود، نا الربيع بن مسلم القرشي، عن محمد
بن زياد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص):
" من لا يشكر الناس لا يشكر الله ".
(73) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر إبراهيم، نا
سليمان بن داود الطيالسي.
61

نا محمد بن طلحة بن مصرف، عن عبد الله بن شريك العامري،
عن عبد الرحمن بن عدي الكندي، عن الأشعث بن قيس، قال: قال رسول
الله (ص):
" من لا يشكر الناس لا يشكر الله ".
(74) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا سفيان بن
محمد المصيصي، ذكر أبو نعيم: إسحاق بن الفرات التجيبي تجيب كندة، نا
62

أبو الهيثم، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي حدرد أو ابن أبي
حدرد الأسلمي، قال:
قدمت المدينة في خلافة عمر بن الخطاب فأردت الحج، فلما أتيت مكة
قلت: اللهم قيض لي رجلا من أصحاب نبيك (ص)، كان نبيك يحبه، وكان يحب
نبيك (ص)، فإذا أنا بغلام أسود على حمار يقود ناقة خلفها شيخ على حماره،
فقلت للأسود: يا غلام من الشيخ؟
قال: محمد بن مسلمة الأنصاري صاحب رسول الله (ص)، وافقت خير
رفيق، ونازلت خير نزيل، فتذاكرنا يوما في مسيرنا الشكر، فقال محمد بن
مسلمة: كنا يوما عند رسول الله (ص) فقال لحسان بن ثابت: أنشدني قصيدة من
شعر الجاهلية، فإن الله عز وجل قد وضع سنامها في شعرها وروايتها، فأنشده
قصيدة هجا بها الأعشي علقمة علاثة:
علقم ما أنت إلى عامر * الناقض الأوتار والواتر
هجاه كثير هجائه علقمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
" يا حسان لا تنشدني هذه القصيدة بعد مجلسي هذا ".
قال: يا رسول الله تنهاني عن مشرك مقيم عند قيصر؟ فقال النبي (ص):
" يا حسان اشكر للناس، أشكرهم لله ". وإن قيصر سأل أبا سفيان بن حرب
عني، فتناول مني مقالا، وسأل هذا عني فأحسن القول فشكره رسول الله (ص) على
ذاك ".
(75) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا أبو إقدام
63

العجلي، نا علي المقدمي، نا السائب بن عمر المخزومي، قال: سمعت يحيى
بن صيفي، يقول: قال رسول الله (ص):
" من زلفت إليه يد فإن عليه من الحق أن يجزى بها، فإن لم يفعل فليظهر الثناء،
فإن لم يفعل فقد كفر النعمة ".
ثم قال: ما سمعت ما قال ورقة بن نوفل:
ارفع ضعيفك لا يجزنك ضعفه * يوما فتدركه العواقب قد نما
يجزيك أو يثني عليك وإن من * أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
(76) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا ذكر الحسن بن
داود بن محمد بن المنكدر التيمي، ذكر شيخ من قريش، أن رسول الله (ص)
قال لعائشة:
" أنشديني قول ابن غريض اليهودي ".
فقالت:
إن الكريم إذا أردت وصاله * لم يلق حبلى واهيا رث القوى
أرعى أمانته وأحفظ غيبه * جهدي فيأبى بعد ذلك ما أبى
ارفع ضعيفك لا يجزنك ضعفه * يوما فتدركه العواقب قد نمى
يجزيك أو يثنى عليك وإن من * أثنى عليك بما فعلت فقد جزى
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا قال لي جبريل عليه السلام:
" من صنت إليه يد فكتمها فقد كفرها، ومن ذكرها فقد شكرها ".
64

(77) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا إبراهيم بن
المستمر، نا عبد الوهاب بن عيسى الواسطي، ذكر يحيى بن أبي زكريا
الغساني، نا عباد بن سعيد، رجل من أهل البصرة كان يقرأ القرآن عن
قتادة، عن مبشر بن أبي المليح، عن أبي المليح، عن أبيه، عن أسامة بن عمير
قال: قال رسول الله (ص):
" من لا يشكر الناس لا يشكر الله ".
(78) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر إبراهيم بن
المستمر، نا موسى بن إسماعيل المنقري، نا الجراح بن مليح، عن أبي عبد
الرحمن، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله (ص):
" من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن لا يشكر القليل لا يشكر الكثير ".
65

(79) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا محمد بن عبد
العزيز بن أبي رزمة، أنا النضر بن شميل، أنا صالح بن أبي الأخضر،
عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أولى معروفا فليكافئ به، وإن لم يستطع فليذكره، فإذا ذكره فقد
شكر ".
66

(80) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبي قال:
ونا العباس بن هشام، عن هشام بن محمد، ذكر أبو نصر: مالك بن نصر
الدالاني، قال:
خرج مالك بن خزيم الهمذاني الشاعر في الجاهلية، ومعه نفر من قومه
يريدون عكاظا، فاصطادوا ظبيا في طريقهم، وقد أصابهم عطش شديد، فانتهوا
إلى مكان يقال له أجيرة فجعلوا يفصدون دم الظبي ويشربونه من العطش حتى
إذا نفذ ذبحوه، ثم تفرقوا في طلب الحطب، ونام مالك في الخباء وأتى أصحابه
شجاع فانساب حتى دخل بحمى مالك، فاقبلوا فقالوا: يا مالك عندك الشجاع
فاقتله. فاستيقظ مالك، فقال:
أقسمت عليكم لما كففتم عنه، فكفوا وأنساب الأسود فذهب، وأنشأ
مالك يقول:
وأوصاني الخزيم بعز جاري * وأمنعه وليس به امتناع
وأدفع ضيمه وأذود عنه * وأمنعه إذا منع المتاع
فدى لكم أتى عنه تنحوا * بشئ ما استجازني الشجاع
ولا تتحملوا دم مستجير * تضمنه أجيرة فالتلاع
فإن لما ترون غبي أمر * له من دون أعينكم قناع
ثم ارتحلوا وقد أجهدهم العطش فإذا هاتف يهتف بهم ويقول:
يا أيها القوم لا ماء أمامكم * حتى تسوموا المطايا يومها تعبا
ثم اعدلوا شامة فالماء عن كثب * عين روى وماء يذهب اللغبا
حتى إذا ما أصبتم فيه ليلتكم فاسقوا * المطايا ومنه فاملئوا القربا
قال: فعدلوا شامة فإذا هم بعين خرارة فشربوا وسقوا إبلهم، وحملوا منه
67

ربهم فأتوا سوق عكاظ ثم انصرفوا فانتهوا إلى موضع العين فلم يروا شيئا فإذا
هاتف:
يا مال عنى جزاك الله صالحة * هذا وداع لكم مني وتسليم
لا تزهدوا في اصطناع المعروف من أحد * إن الذي حرم المعروف محروم
أنا الشجاع الذي أنجيت من دهق * شكرت ذلك إن الشكر مقسوم
من يفعل الخير لا يعدم مغبته * ما عاش والكفر بعد الغب مذموم
(81) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قال: ذكر علي
بن الجعد، أنا سفيان بن عيينة، عن الحكم النضري، قال: قال عبد الرحمن
بن أبي ليلى:
" إن الرجل ليعدل بي في الصلاة فأشكرها ".
(82) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
الحسين، ذكر عبيد الله بن محمد، نا سعيد بن الفضل مولى بني زهرة، قال:
68

سمعت عم أبيك يقول:
" إن أرجل ليلقاني بالصحبة الحسنة فأرى أن سأموت قبل أن أكافئه ".
(83) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر إبراهيم بن
سعيد، ذكر إبراهيم بن نوح، قال: قال أبو معاوية بن الأسود:
" إن الرجل ليلقاني بما أحب فلو حل لي أن أسجد له لفعلت ".
(84) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
هارون، أنا أبو عمير، نا أيوب بن أيوب بن سويد، عن مروان بن سعيد قال:
قال أبو عبيد الله:
" إن الكريم ليشكر حتى اللحظة ".
(85) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله قال: أنشدنا ابن
عائشة:
سأشكر عمرا إن تراخت منيتي * فوائد لم تمنن وإن هي جلت
فتى غير محجوب الغنى عن صديقه * لا مظهر الشكوى إذا النعل زلت
رأى خلتي من حيث يخفى مكانها * فكانت قذى عينيه حتى تجلت
(86) وأنشد أبو زكريا الخثعمي:
69

بدا حين الري بإخوانه * فقال عنهم شباة العدم
وخوفه الحزم صرف الزمان * فبادر بالعرف قبل الندم
(87) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو بكر
الأسلمي، نا الهيثم بن جميل، عن فضيل بن عياض، عن سفيان الثوري،
قال: قال لي منصور بن المعتمر:
" إن الرجل ليسقيني الشربة من الماء فكأنما يكسر بها ضلعا من
أضلاعي ".
(88) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
الحسين بن عبد الرحمن، ذكر أبو نصر العامل، قال: كان يقال:
" زكاة النعم اتخاذ الصنائع والمعروف ".
(89) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قال: أنشدنا
الحسين:
وإذا ادخرت صنيعة تبغي بها * شكرا فعند ذوي المكارم فادخر
70

وإذا افتقرت فكن لعرضك صائنا * وعلى الخصاصة بالقناعة فاستتر
(90) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، قال: ذكر
الحسين عبد الرحمن، عن عبد الله بن صالح العجلي، قال:
" سأل رجل ابن شبرمة حوائج فقضاها، ثم سأله حاجة فتعذرت عليه فلامه
فقال حبان بن علي: والله، إن رجلا منعه شكر كثير أوليه قليل منعه، لقليل
الشكر ".
فقال لي ابن شبرمة: " هذا والله، رجل أهل الكوفة بعد قليل ".
(91) أخبرنا القاضي أبو القاسم، أنا أبو علي، نا عبد الله بن محمد، ذكر
محمد بن الحسين، ذكر عبيد الله بن محمد التيمي، قال: كان يقال:
" من لم يشكر صاحبه على النية، لم يشكره على حسن الصنيعة ".
(92) وأنشدني الحسين بن عبد الرحمن:
ولو كنت أعرف فوق الشكر منزلة * أعلى من الشكر عند الله في اليمن
إذا منحتكها يحيى مني مهذبة * حذوي على حذو ما أوليت من حسن
71

(93) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين بن
عبد الرحمن، قال: قال عبد الله بن مصعب الزبيري للمهدي:
إني عقدت زمام حبلي معصما * بحبال ودك عقدي المتخير
فأخذت منك بذمة محفوظة * من فاز منك بمثلها لم يخفر
وأراك تصطنع الرجال ولم أكن * دون امرئ قدمته بمؤخر
فهل أنت مصطنعي لنفسك جنة * وعلى عهد الله إن لم أشكر
(94) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عبد الرحمن
بن صالح، أنا يونس بن بكير، قال: قال أبو جعفر المنصور: لعبد الله بن
الربيع الحارثي:
72

" إني وإياك كمجير أم عامر ".
قال: يا أمير المؤمنين، وما مجير أم عامر؟
قال: خرج قوم يطلبون الصيد فلم يجدوا إلا الضبع فألجئوها إلى خيمة
أعرابي، فأرادوها، فنادى يا آل بيت فلان فذهبوا وتركوها، فأقبل يغذوها
باللحم واللبن حتى أسمنها، فخرج لحاجته وترك أخاه في جانب الخيمة مريضا،
فرجع فوجد الضبع قد ذهبت، ووجد أخاه مقطعا فأنشأ يقول:
ومن يصنع المعروف في غير أهله * يلاقي الذي لاقى مجير أم عامر
أذم لها حين استجارت برحله * لتأمن ألبان اللقاح الدرائر
فأسمنها حتى إذا ما تكلمت * فرته بأنياب لها وأظافر
فقل لذوي المعروف هذا جزاء من * أراد يد المعروف من غير شاكر
البيت الأخير عن محمد بن عباد قال: سمعت أبا يحيى الحارثي يقول لعبد
الرحمن بن صالح. إنما قال هذا الكلام أبو جعفر لزياد بن عبد الله الحارثي.
(95) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عبيد بن
يونس بن بكير، نا مصعب بن سلام، ذكر أبو حارثة - صاحب بيت المال -
قال:
" استعمل أبو جعفر المفضل بن بلال الغنوي على باروسما. فقدم حتى
فرغ من عمله، فدخل عليه فقال: أشركتك في أمانتي فخنتني، ما مثلي ومثلك
إلا مجير أم عامر، فقال: يا أمير المؤمنين ما مجير أم عامر؟
فأخبره بالقصة، فقال المفضل: لا والله يا أمير المؤمنين ما خنتك دينارا
73

ولا درهما، ولا أصبت إلا هذا المثقال. قلت: اتكاري به فارجع إلى أهلي كما
خرجت من عندك، قال: هلم نحن أحق به منك ".
(96) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا إبراهيم
الآدمي، نا حجاج بن نصير، نا زياد بن أبي حسان، عن أنس بن مالك
قال: قال رسول الله (ص):
" من أغاث ملهوفا غفر الله له ثلاثا وسبعين مغفرة، واحدة منها صلاح أمره
ودينه، واثنتان وسبعون درجات الآخرة ".
(97) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله بن محمد، نا أبو
الخطاب، نا زياد بن يحيى البصري، نا مالك بن سعيد، ذكر الأعمش، عن أبي
صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص):
" من ستر على مسلم عورة ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما
74

كان العبد في عون أخيه، ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه، ومن نفس عن مسلم
كربة نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن أقال مسلما أقاله الله عثرته يوم
القيامة ".
(98) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا خالد بن
خداش بن عجلان، نا حماد بن زيد، عن أيوب، عن يحيى بن أبي كثير، عن
عبد الله بن أبي قتادة، أن:
أبا قتادة طلب غريما له فتوارى عنه، ثم وجده، فقال: إني معسر، فقال: الله،
قال الله. قال أبو قتادة: سمعت رسول الله (ص) يقول:
" من سره أن ينجيه الله عز وجل من كرب يوم القيامة، فلينظر معسرا أو ليضع
عنه ".
(99) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو
خيثمة، نا ربعي بن إبراهيم، نا عبد الرحمن بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن
معاوية، عن حنظلة بن قيس، عن أبي اليسر قال: قال رسول الله (ص):
75

" من أحب أن يظله الله في ظله، فلينظر معسرا، أو ليضع عنه ".
(100) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين
بن علي بن يزيد، نا الحسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عبد الملك بن
عمير، عن ربعي، قال: حدثني أبو اليسر: أن رسول الله (ص) قال:
76

" من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله ".
(101) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين
بن علي الصدائي، ذكر محمد بن عبيد، عن يوسف بن صهيب، عن زيد
العمي، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله (ص):
" من أراد أن تستجاب دعوته، وأن تكشف كربته، فليفرج عن معسر ".
(102) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين،
بن علي الصدائي، أنا الحكم بن الجارود، نا يوسف بن أبي المنابذ، خال
77

سفيان بن عيينة، عن أبيه، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص):
" من أنظر معسرا إلى ميسرة، أنظره الله بذنبه إلى توبته ".
(103) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر بشر بن
معاذ العقدي، نا الحكم بن سنان، نا مالك بن دينار، قال:
بعث الحسن، محمدا بن نوح، وحميد الطويل في حاجة لأخيه،
فقال: مروا ثابت البناني فأشخصوا به معكم، فقال لهم ثابت: " إني
78

معتكف "، فرجع حميد إلى الحسن فأخبره بالذي قال ثابت. فقال له: ارجع
إليه، فقل له:
" يا عميش! أما تعلم أن مشيك في حاجة أخيك خير لك من حجة بعد
حجة؟ ".
(104) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر بشر بن
معاذ العقدي، نا المغيرة بن مطرف، نا الحارث النميري، عن أبي هارون
العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال:
مر رسول الله (ص) بأبي بن كعب وهو ملازم غريما له، قال:
" من هذا يا أبي؟ ".
قال: غريم لي، فأنا ملازم له. قال:
" فأحسن إليه ".
ثم مضى لشأنه، ثم رجع إليه، فقال:
" ما فعل غريمك؟ ".
فقال: وما عسى أن يفعل يا رسول الله، وقد أمرتني بالإحسان إليه، تركت
79

ثلثا لله، وثلثا لرسوله، وثلثا لمساعدته إياي على وحدانية الله، فتبسم رسول
الله (ص) حتى بدت نواجذه، قال:
" أمرنا بهذا ".
(105) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو
إسحاق: أحمد بن إسحاق الأهوازي، نا أبو عبد الرحمن المقري، نا نوح بن
جعونة الأسلمي، عن مقاتل بن حيان، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن
عباس، قال: دخل رسول الله (ص) المسجد وهو يقول:
" أيكم يسره أن يقيه الله من فيح جهنم ثلاثا؟ قالوا: كلنا يا رسول الله يسره.
قال: من أنظر معسرا أو وضع عنه، وقاه الله فيح جهنم ".
80

(106) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
إسماعيل بن يوسف، نا أصبغ بن الفرج، نا عبد الله بن وهب، قال: ذكر
جرير بن حازم، عن أيوب بن أبي تميمة، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله
بن أبي قتادة، عن أبيه، أنه كان يطلب رجلا بدين، واختفى منه، فقال: ما
حملك على ذلك؟ قال: العسرة، فاستحلفه على ذلك. فحلف، فدعا بصك
فأعطاه، وقال: سمعت رسول الله (ص) يقول:
" من أنسى معسرا أو وضع له أنجاه الله من كرب يوم القيامة ".
(107) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، محمد بن أبي
81

حاتم، ذكر محمد بن هارون الطائي، أنا محمد بن أبي سعيد، قال: قال عبد
العزيز بن مروان:
" ما نظر إلي رجل قط فتأملني فاشتد تأمله إياي إلا سألته عن حاجته، ثم
أتيت من ورائها، فإذا تعار من وسنه، مستطيلا لليله، مستبطئا لصبحه، متأرقا
للقائي، ثم غدا إلي أنا، تجارته في نفسه، وغدا التجار إلى تجارتهم، ألا يرجع
من غدوه إلي فأربح من تجره، عجب لمؤمن مؤقن مؤمن بالله، أن الله يرزقه،
ويؤمن أن الله يخلف عليه، كيف يحبس مالا عن عظيم أجر أو حسن سماع ".
(109) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين
بن يحيى ابن كثير العنبري، عن خذيمة أبي محمد العابد، قال:
" أتى جعفر الأحمر، يحيى بن سلمة بن كهيل يستقرض منه ثلاثين
دينارا، فقال: يا يحيى لم أردت أن تذل نفسك بمجيئك؟ ألا كتبت إلي برقعة
حتى أبعث بها إليك، فلما أحضر جعفر، قيل ليحيى ذلك، قال: ما دفعتها إليه
وأنا أريد أن آخذها منه ".
82

(110) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر الحسين
بن عبد الرحمن، قال:
دخل زياد الأعجم على عبد الله بن عامر بن كريز فأنشده:
أخ لك لا تراه الدهر إلا * على العلات بساما جوادا
أخ لك ما مودته يمزق * إذا ما عاد فقر أخيه عادا
سألناه الجزيل فما تلكأ * وأعطى فوق منيتنا وزادا
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا * فأحسن ثم عدت له فعادا
مرارا لا أعود إليه إلا * تبسم ضاحكا وثنى الوسادا
(111) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عبد
الرحمن بن عبد الله الباهلي، عن عمه، قال: قال سلم بن قتيبة:
" لا تنزل حاجتك بكذاب فأنه يبعدها وهي قريبة ويقربها وهي بعيدة، ولا
رجل له عند قوم أكله، فيجعل حاجتك وقاء لحاجتك، ولا إلى أحمق، فإنه يريد
أن ينفعك فيضرك ".
(112) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، نا أحمد بن
جميل، نا عمار أبو اليقظان بن أخت سفيان الثوري، عن محمد بن عمرو،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال:
" سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل؟ قال:
83

" أن تدخل على أخيك المؤمن المسلم سرورا، أو تقضي له دينا، أو تطعمه
خبزا ".
(113) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
أبان البلخي، نا محمد بن بكر البرساني، أنا ابن جريج، عن ابن المنكدر،
عن أبي أيوب، عن مسلمة بن مخلد، أن النبي (ص) قال:
" من ستر مسلما في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومن نجى مكروبا فك
الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ".
(114) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر محمد بن
مسعود، أنا العلاء بن عبد الجبار، أنا حماد بن سلمة، أنا محمد بن
84

واسع، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة أن النبي (ص) قال:
" من ستر أخاه المسلم ستر الله عليه يوم القيامة، ومن نفس عن أخيه كربة من
كرب الدنيا، نفس الله عنه كربه من كرب الآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في
عون أخيه ".
(115) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر أبو بكر
الشيباني: عبد الرحمن بن عفان، نا شعيب بن حرب، عن محمد بن
85

مجيب، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، رفعه قال:
" ما من مؤمن أدخل على مؤمن سرورا إلا خلق الله من ذلك السرور ملكا
يعبد الله ويمجده ويوحده، فإذا صار المؤمن في لحده أتاه السرور الذي أدخله
عليه فيقول له: أما تعرفني؟ فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا السرور الذي
أدخلتني على فلان، أنا اليوم أونس وحشتك وألقنك حجتك، وأثبتك بالقول
الثابت، وأشهد بك مشهد القيامة وأشفع لك من ربك، وأريك منزلتك من
الجنة ".
(116) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر عبيد الله
بن جرير، أبو العباس الأسدي، ذكر يعقوب بن بشر: أبو بشر الحذاء
الغنوي، نا حازم بن هارون الغنوي، ذكر عطاء بن السائب، عن نافع، عن
ابن عمر قال: قال رسول الله (ص):
" إن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر
في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، إن الله ليبعث المعروف يوم القيامة في صورة
الرجل المسلم، فيأتي صاحبه إذا انشق عنه قبره، فيمسح عن وجهه التراب،
ويقول: أبشر يا ولي الله بأمان الله وكرامته، لا يهولنك ما ترى من أهوال يوم القيامة،
فلا يزال يقول له: احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روعه، حتى يجاوز به الصراط،
فإذا جاوز به الصراط عدله ولي الله إلى منازله في الجنة، ثم يثني عنه المعروف فيتعلق
به فيقول: يا عبد الله من أنت؟ خذلني الخلائق في أهوال القيامة غيرك فمن أنت؟.
86

فيقول: أما تعرفني؟ فيقول: لا، فيقول: أنا المعروف الذي عملته في الدنيا، بعثني
الله خلقا لأجازيك به يوم القيامة ".
(117) أخبرنا القاضي أبو القاسم، نا أبو علي، نا عبد الله، ذكر إسحاق
بن إسماعيل، ذكر عمر بن حفص، نا أبي، نا الأعمش، قال: سمعت يزيد
الرقاشي، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يؤمر بأهل النار فيصفون، فيمر بهم الرجل المسلم، فيقول له الرجل منهم: يا
فلان اشفع لي: فيقول: ومن أنت؟ فيقول: أما تعرفني أنا الذي استسقيتني ماء
فسقيتك، قال: فيشفع له، ويقول الرجل: مثل ذلك. فيقول: أنا الذي استوهبتني
فوهبت لك ".
87