الكتاب: كتاب الأربعين
المؤلف: الحسن بن سفيان النسوي
الجزء:
الوفاة: ٣٠٣
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: محمد بن ناصر العجمي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٤
المطبعة:
الناشر: دار البشائر الإسلامية - الكويت
ردمك:
ملاحظات:

كتاب
الأربعين
1

حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الأولى
1414 ه‍ - 1993 م
دار البشائر الإسلامية
للطباعة والنشر والتوزيع بيروت - لبنان ص. ب: 5955 - 14
2

كتاب
الأربعين
(وهو ثالث الأربعينيات في الحديث الشريف)
تأليف
الإمام الحافظ أبي العباس الحسن بن سفيان النسوي
(213 ه‍ - 303 ه‍)
يطبع لأول مرة عهد ثلاث نسخ خطية
تحقيق وتعليق
محمد بن ناصر العجمي
دار البشائر الإسلامية
3

شكر وتقدير
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فإنه: «لا يشكر الله من لا يشكر الناس».
وإني بعد شكر الله على فضله وآلائه أهدي جزيل الشكر والتقدير
إلى الأخ في الله الشيخ أبي سعيد اليربوزي - من تركيا - على ما بذل
من جهد في الحصول على النسخة المخطوطة من تركيا إذ دامت
المحاولات قبل التعرف على هذا الأخ الكريم أكثر من سنة بطرق شتى
ووسائل متعددة كلها تبوء بالفشل، فشكر الله له سعيه، فلقد تجشم
الصعاب فإنه أرسل لي المخطوط على «الميكروفيلم» بالبريد الممتاز
ولكنه ضاع بكل أسف!
فلما علم - حفظه الله - بالذي حصل أعاد المحاولة، وأرسله لي
«بالفاكس»، أسأل الله أن لا يحرمه الأجر، وأن يكتب له التوفيق
والسداد.
وقبل أن ألقي القلم فإن لصاحب دار البشائر الإسلامية النصيب
الأوفر من هذا الشكر، وذلك لحسن إخراجه لهذا الكتاب فجزاه الله
خيرا.
المحقق
5

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على نبيه المجتبى، وعلى آله وصحبه
وذوي الإخلاص والصفا، ومن على دربهم مشى واقتفى.
أما بعد:
فإن علماء الحديث - أسبل الله عليهم وابل المغفرة والرضوان - قد اعتنوا
بالأربعينات، فمن مؤلف على الأبواب الفقهية لما فيها من التمييز بين الحلال
والحرام، ومن مؤلف على الأبواب الزهدية والوعظية، ومنهم من ألف على الشيوخ
والبلدان، إلى غير ذلك من مقاصدهم السنية وأعمالهم الرضية، فجزاهم الله خيرا
على أعمالهم السامية.
وإن من أوائل تلك الأربعينيات: «أربعين الحسن بن سفيان النسوي»
- رحمه الله - فهي ثالث تلك الأربعينيات بعد أربعين ابن المبارك، ومحمد بن
أسلم الطوسي رحمهما الله تعالى.
وقد جعل الإمام الحسن بن سفيان - رحمه الله - هذه الأربعين على
الأبواب.
وأحببت أن أتشرف بإحياء هذا الكنز الثمين، والعقد الفريد، فإن الإمام
الحسن بن سفيان من الأئمة الأخيار الذين لم يخرج من تراثهم شئ، وقد عني
علماؤنا الأوائل من الحفاظ الأماثل بهذه الأربعين، فذكروها في صدر ما صنف في
الأربعينات وسمعوها، وحرصوا عليها، فأخذت نصيبها من القراءة والمقابلة
والنسخ، وذكروها في معاجمهم وفهارسهم وأثباتهم، وفي فواتح مؤلفاتهم في
7

فوجب إحياء هذه الأربعين، و «من أحيا أرضا ميتة، فله فيها أجر». أسأل الله
العلي العظيم أن يحشرنا في زمرة أولئك العلماء الصالحين تحت لواء سيد
المرسلين صلى الله عليه وسلم، والحمد لله رب العالمين.
الأحد: 26 جمادى الآخرة 1413 ه‍
الكويت - الجهراء
فقير عفو ربه
محمد بن ناصر العجمي
8

ترجمة المصنف
هو الإمام الحافظ الثبت أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر بن
عبد العزيز بن النعمان بن عطاء الشيباني الخراساني النسوي، المحدث الفقيه،
الأديب، صاحب المسند والأربعين.
9

ولد سنة ثلاث عشرة ومائتين.
شيوخه وأقرانه:
ارتحل الإمام الحسن بن سفيان إلى الآفاق، وروى عن الأئمة الأجلاء،
والعلماء الصلحاء، فممن روى عنهم:
الإمام أحمد بن حنبل، وقيبة بن سعيد، ويحيى بن معين، وشيبان بن
فروخ وهدبة بن خالد، وعبد الأعلى بن حماد، ومحمد بن أبي بكر المقدمي،
وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وإسحاق بن راهويه، وخلق لا يحصون كثرة.
وهو من أقران أبي يعلى، ولكن أبا يعلى أعلى إسنادا منه، وأقدم لقاء
بالشيوخ.
10

وقد سمع الحسن تصانيف الإمام أبي بكر بن أبي شيبة منه، وسمع «السنن»
من أبي ثور الفقيه، وسمع من ابن راهويه أكثر «مسنده»، وسمع من محمد بن
أبي بكر المقدمي «تفسيره».
قال محمد بن جعفر البستي: سمعت الحسن بن سفيان يقول: لولا اشتغالي
بحبان بن موسى لجئتكم بأبي الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب. يعني أنه تعوق
بإكبابه على تصانيف ابن المبارك عند حبان.
وقال أبو علي الحافظ: سمعت الحسن بن سفيان يقول: إنما فاتني يحيى بن
يحيى بالوالدة: لم تدعني أخرج إليه. قال فعوضني الله بأبي خالد الفراء، وكان
أسند من يحيى بن يحيى.
وأخذ الأدب عن أصحاب النضر بن شميل.
ومن جميل حكاياته مع شيوخه ما ذكره ابن عساكر بسنده في «تاريخه»:
عن الحسن بن سفيان أنه قال: لما قدمت على علي بن حجر، وكان من آداب
الناس، وكان لا يرضى قراءة أصحاب الحديث، فغاب القارئ عنه يوما، فقال:
هاتوا من يقرأ، فقمت أنا فقال: اجلس، ثم قال في الثانية: من يقرأ؟ فقلت: أنا
فقال: اجلس، وزبرني - يعني انتهرني - إلى أن قال في الثانية: فقلت: أنا، فقال:
كالمغضب: هات، فقرأت ذلك المجلس، وهو ذا يتأمل! ويجهد أن يأخذ علي
شيئا في النحو واللغة فلم يقدر عليه، فلما فرغت قال لي: يا فتى ما اسمك؟ قلت:
الحسن، قال: ما كنيتك؟ قلت: لم أبلغ رتبة الكنية، فاستحسن قولي، فقال:
كنيتك أبا العباس. فكان الحسن يفتخر أن علي بن حجر كناه.
هذه لمحة عاجلة عن طلبه للعلم وما درك إلا لتوسع رحلاته، وازدهار عصره
بالعلم والعلماء، وهذا سر كثره شيوخه.
11

تلاميذه:
وأما تلاميذه فقد حدث عنه جمع كثير منهم:
إمام الأئمة ابن خزيمة، ومحمد بن يعقوب الأخرم، وأبو علي الحافظ،
ومحمد بن الحسن النقاش المقرئ، وأبو بكر الإسماعيلي، وأبو حاتم بن حبان،
وحفيده إسحاق بن سعد النسوي، ومحمد بن إبراهيم الهاشمي، وخلق سواهم،
رحلوا إليه وتكاثروا عليه.
مذهبه:
كان الإمام الحسن بن سفيان - رحمه الله - على مذهب أبي ثور الفقيه
المشهور فقد كان من الفقهاء الأجلاء.
قال الحافظ الذهبي - رحمه الله -: وسمع - أي الحسن بن سفيان -
«السنن» من أبي ثور الفقيه، وتفقه به، ولازمه، وبرع، وكان يفتي بمذهبه».
وقال أبو الوليد حسان بن محمد: «كان الحسن بن سفيان أديبا فقيها، أخذ
الأدب عن أصحاب النضر بن شميل، والفقه عن أبي ثور، وكان يفتي بمذهبه».
أقوال العلماء فيه، وثناؤهم عليه:
قال الحاكم: كان الحسن بن سفيان - محدث خراسان في عصره - مقدما
في الثبت والكثرة، والفهم، والفقه، والأدب.
وقال ابن حبان: كان الحسن ممن رحل، وصنف، وحدث، على تيقظ مع
صحة الديانة، والصلابة في السنة.
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الرازي: ليس للحسن في الدنيا نظير.
12

وقال محمد بن داود بن سليمان: كنا عند الحسن بن سفيان، فدخل
ابن خزيمة وأبو عمرو الحيري، وأحمد بن علي الرازي، وهم متوجهون إلى فراوة،
فقال الرازي: كتبت هذا الطبق من حديثك. قال: هات. فقرأ عليه، ثم أدخل
إسنادا في إسناد، فرده الحسن، ثم بعد قليل فعل ذلك، فرده الحسن، فلما كان
في الثالثة قال له الحسن: ما هذا؟! قد احتملتك مرتين وأنا ابن تسعين سنة، فاتق
الله في المشايخ، فربما استجيبت فيك دعوة. فقال له ابن خزيمة: مه! لا تؤذ
الشيخ. قال: إنما أردت أن تعلم أن أبا العباس يعرف حديثه.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: الحسن بن سفيان سمع حبان بن موسى،
وقتيبة، وابن أبي شيبة، كتب إلي وهو صدوق.
وقال ابن عساكر: «الحافظ صاحب المسند...».
وقال الحافظ البكري: «كان أوحد زمانه، وواحد أقرانه.. وكان مقصودا
محمودا..».
وقال الحافظ الذهبي: «الإمام الحافظ الثبت..».
وقال الحافظ ابن كثير: «محدث خراسان، وقد كان يضرب إليه آباط الإبل
في معرفة الحديث والفقه..».
وقال أيضا: «وقد كان الحسن بن سفيان - رحمه الله - من أئمة هذا الشأن
وفرسانه وحفاظه..».
13

وقال الصفدي: «محدث خراسان في عصره، مقدم في الثبت، والرحلة،
والكثرة، والفهم، والفقه، والأدب».
من المعلوم أن الحافظ الحسن بن سفيان له مصنفات عديدة، ومؤلفات
مفيدة، ولكن عوادي الزمن قد أتت عليها فلم يصل إلينا - حسب المصادر
والفهارس - إلا «الأربعين» فالله المستعان. وهذا ذكر ما أشارت إليه المصادر
المترجمة له:
1 - الأربعين (وهو كتابنا هذا).
2 - الجامع (ذكره ابن عساكر).
3 - المسند الكبير (ذكره ابن عساكر وأكثر من ترجم له).
4 - المعجم (ذكره ابن عساكر وغيره).
5 - الوحدان.
وفاته:
بعد حياة مباركة لهذا الإمام في خدمة السنة النبوية تعلما وتعليما وتصنيفا
انتقل إلى رحمة الله في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال ابن حبان: حضرت دفنه في شهر رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة. مات
بقريته بالوز، وهي على ثلاثة فراسخ من مدينة نسا، رحمه الله تعالى.
رحم الله الإمام الحسن بن سفيان وجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيرا.
14

وصف النسخ المعتمدة في التحقيق
اعتمدت في تحقيقي لكتاب «الأربعين» على ثلاث نسخ خطية ذكرت فهارس
المخطوطات أنها موجودة في الخزائن الخطية.
وهذا ذكر وصفها:
1 - نسخة دار الكتب الوطنية الظاهرية بدمشق، تحت رقم (348)، وتقع في
سبع عشرة ورقة، ويتراوح عدد كل سطر فيها من (17 - 18) سطرا، وتاريخ
النسخ سنة 630 ه‍ - وهي نسخة متقنة قيمة، وخطها واضح، وهي نسخة
جيدة، وقد عني بها ناسخها وهو الحافظ محمد بن عبد المنعم بن هامل
الحنبلي.
وقد اعتمدت على هذه النسخة وجعلتها أصلا في التحقيق وأشرت إليها
‍ب‍ (الأصل).
2 - نسخة دار الكتب المصرية، تحت رقم (1577 - حديث)، وتقع في ست
ورقات، ويتراوح عدد الأسطر فيها ما بين (28 - 30) سطرا، وهي منسوخة
15

في القرن التاسع الهجري، وهي في حوزة سبط الحافظ ابن حجر، وهو
ناسخها أيضا، وخطها واضح غير أنه خال من النقط، وعلى ورقة العنوان
خطوط بعض علماء القرن التاسع، وذكر قراءتهم لهذه الأربعين، وقد قرئت
على الإمام أبي الفتح إبراهيم بن علي القلقشندي فقد قرئت
عليه وكتب بخطه بعد سماعها عليه: «الحمد لله صحيح ذلك كتبه إبراهيم بن
علي القرشي القلقشندي...».
والذي يبدو لي - والله أعلم - أن نسخة دار الكتب المصرية وهذه النسخة
قد نسختا من أصل واحد لاتفاقهما في الخطأ والصواب كما يتضح ذلك في الموازنة
بينهما. فإن أصل هذه النسخة من مصر فالحمد لله على اجتماع شملهما. كما أن
16

من ميراث هذه النسخة أن أحد رواتها هو الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله،
وقد رمزت لهذه النسخة بحرف (ع).
ومما يجدر التنبيه عليه أني لم أسجل جميع الفروق وذلك لتأخر وصول هاتين
النسختين إلي، وأمر آخر وهو عدم حب الإطالة في ذكر الفروق التي ليست
بجوهرية مثل صيغ الترضي والترحم، أما الفروق المهمة - والتي أهمها الحديث
رقم (40) حيث سقط من نسخة الظاهرية وغير ذلك مما تراه في التعليق على
الكتاب إن شاء الله - فإني أثبتها.
17

تراجم رواة الكتاب
هذا الكتاب يرويه ناسخه ومالكه: محمد بن عبد المنعم بن هامل الحراني
الحنبلي، عن الحافظ أبي عمرو ابن الصلاح، عن الإمام المؤيد بن محمد
الطوسي. والمسندة زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن الشعرية، كلاهما عن
المسندة أم الخير فاطمة بنت علي بن زعبل البغدادية، والإمام محمد بن الفضل بن
أحمد الصاعدي الفراوي، كلاهما عن الإمام عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر
الفارسي، عن الإمام الحافظ محمد بن أحمد بن حمدان الحيري النيسابوري، عن
المصنف الحافظ الحسن بن سفيان به.
وهذه نبذة يسيرة لتراجمهم على وجه الاقتضاب:
1 - محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان الحيري،
النيسابوري، قال عنه الحافظ الذهبي: «... الإمام الحافظ.. محدث
خوارزم».
ولد سنة ثلاث وسبعين ومائتين، وتوفي ستين وثلاثمائة.
ترجمته في السير للذهبي (16 / 193)، والعبر له (2 / 322)، وشذرات
الذهب لابن العماد (3 / 38).
2 - عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر بن أحمد بن سعيد، أبو الحسين
الفارسي، ثم النيسابوري.
قال عنه الذهبي: «الإمام الثقة، المعمر الصالح..».
ولد سنة نيف وخمسين وثلاثمائة، وتوفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وقد
19

أثنى عليه حفيده الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل ثناء بالغا كما ذكره الذهبي
في السير.
ترجمته في: التقييد لابن نقطة (2 / 101)، والسير (18 / 19 - 21)، والعبر
(3 / 216)، والشذرات (3 / 277).
3 - محمد بن الفضل بن أحمد، أبو عبد الله الصاعدي الفراوي، النيسابوري،
الشافعي.
قال الذهبي: «الشيخ الإمام، الفقيه المفتي، مسند خراسان، فقيه
الحرم..»، وقد أثنى عليه جمع كثير منهم الحافظ ابن عساكر، وغيره. ولد
سنة إحدى وأربعين وأربعمائة تقديرا، وتوفي سنة ثلاثين وخمسمائة.
من مواضع ترجمته: السير (19 / 615) ومصادر حاشيته، والبداية والنهاية
(12 / 211). وقد روى الإمام الفراوي في كتابه الأربعين (2 / أ نسخة
المكتبة الوطنية في باريس) حديثا بهذا السند وهو حديث رقم (45) من
أربعين الحسن.
4 - أم الخير فاطمة بنت علي بن زعبل بن عجلان، البغدادية، ثم النيسابورية.
ولدت سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وتوفيت سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
قال الحافظ الذهبي: «الشيخة العالمة، المقرئة الصالحة، المعمرة، مسندة
نيسابور...».
من مواضع ترجمتها: التحبير للسمعاني (2 / 430) والسير (19 / 625)،
والعبر (4 / 89).
وقد روى الذهبي بسنده في السير (19 / 625، 626) سنده إلى هذا
الكتاب، وهو بمثل ما في هذا الكتاب ما عدا شيخ الذهبي، ولم يذكر فيه
الفراوي مقتصرا على فاطمة هذه، وهو الحديث رقم (18) من أربعين
الحسن.
5 - المؤيد بن محمد بن علي بن حسن بن محمد بن أبي صالح، الطوسي، ثم
20

النيسابوري، ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة وتوفي سنة سبع عشرة
وستمائة.
قال الذهبي: «الشيخ الإمام، المقرئ، المعمر، مسند خراسان...».
من مصادر ترجمته: التكملة للمنذري (3 / 26)، ووفيات الأعيان
لابن خلكان (5 / 345)، والسير (22 / 104). وقد ذكر الذهبي في السير
(22 / 105) أنه - أي الطوسي - قد روى «الأربعين» للحسن بن سفيان،
عن فاطمة بنت زعبل.
6 - أم المؤيد، حرة ناز زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن
أحمد، الجرجانية الأصل، النيسابورية، الشعرية.
ولدت سنة خمس وعشرين وخمسمائة، وتوفيت سنة خمس عشرة وستمائة.
قال الذهبي: «الشيخة الجليلة، مسندة خراسان...».
وقال أيضا: «وكانت صالحة، معمرة، مكثرة».
من مواطن ترجمتها: التكملة لوفيات النقلة (2 / 453)، والسير (22 / 85)،
وذيل التقييد للفاسي (2 / 369).
7 - أبو عمرو عثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن بن عثمان بن موسى،
النصري، الموصلي، الكردي الشهرزوري، الشافعي، الشهير بابن الصلاح،
وهو إمام جليل، وحافظ نبيل، وشهرته تغني عن ذكره والإسهاب في الثناء
عليه، وهو صاحب «مقدمة علوم الحديث» المشهورة.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة، وتوفي سنة ثلاث وأربعين وستمائة.
من مصادر ترجمته: السير (23 / 140)، وحاشيته، ووفيات الأعيان
لابن خلكان (3 / 243).
8 - محمد بن عبد المنعم بن عمار بن هامل بن موهوب الحراني، نزيل دمشق.
ولد بحران سنة ثلاث وستمائة.
21

قال الشريف عز الدين: «كتب بخطه، وطلب بنفسه، وكان أحد المعروفين
بالطلب والإفادة».
وقال في حقه الحافظ شرف الدين الدمياطي: «الإمام الحافظ».
وقال الحافظ الذهبي وابن رجب: «المحدث الرحال».
وقال الذهبي أيضا: «عني بالحديث عناية كلية، وكتب الكثير، وتعب
وحصل، وأسمع الحديث، وتألف الناس على روايته. وفيه دين وحسن
عشرة، ولديه فضيلة، ومذاكرة جيدة. أقام بدمشق، ووقف كتبه وأجزاءه
بالضيائية».
وقال البرزالي: «كان فاضلا كثير الديانة والتحري، أحد المعروفين بالطلب
والإفادة».
وتوفي ليلة الأربعاء ثامن شهر رمضان سنة إحدى وسبعين وستمائة، ودفن
بسفح جبل قاسيون رحمه الله تعالى.
ترجمته في: معجم شيوخ الدمياطي (2 / 42 / ب)، والعبر (5 / 296)،
وتذكرة الحفاظ (4 / 1463)، وذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (2 / 281)،
والشذرات (5 / 334).
هذا بالنسبة لتراجم نسخة الظاهرية، وهي كما ترى في غاية الصحة، فإن
السند نجوم ثواقب.
وأما نسخة دار الكتب المصرية فإنه يرويها:
الإمام القاضي إبراهيم بن الزين عبد الرحمن بن محمد العجلوني، عن
الإمام عبد الله بن إبراهيم البعلي المعروف بابن الشرائحي، والإمام إسماعيل بن
محمد بن بردس البعلبكي، عن المسند الشيخ فخر الدين أبي عمرو عثمان بن
يحيى بن أحمد الخولاني، عن أم محمود زينب بنت أحمد بن عمرو بن كندي، عن
المؤيد بن محمد الطوسي، به.
ثم ذكر بقية الإسناد بما في نسخة الظاهرية، وقد سبقت ترجمتهم بما فيهم
22

المؤيد الطوسي.
وهذا موجز لتراجمهم:
1 - زينب بنت عمر بن كندي، أم محمد، الدمشقية، الكندية، الشيخة
الصالحة.
توفيت سنة تسع وتسعين وستمائة.
قال الحافظ الذهبي: «شيخة صالحة، جليلة، كثيرة المعروف...، روت
الكثير بإجازة المؤيد الطوسي...».
ترجمتها في: المعجم الكبير (1 / 254)، وتذكرة الحفاظ (4 / 1488)،
والوافي بالوفيات (15 / 66)، والنجوم الزاهرة (8 / 193).
2 - الشيخ المسند فخر الدين أبو عمرو عثمان بن يحيى بن أحمد الخولاني.
وهذا الشيخ لم أقف له على ترجمة فيما بين يدي من المصادر. وقد
وصفه من روى عنه بأنه شيخ مسند، وهما عالمان جليلان.
3 - عبد الله بن إبراهيم بن خليل بن عبد الله البعلي، أبو محمد، المعروف
بابن الشرائحي.
ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، وتوفي سنة عشرين وثمانمائة، وصفه تقي
الدين الفاسي بأنه محدث الشام، ووصفه الحافظ السخاوي بالحفظ، وأنه
أعجوبة دهره في معرفة الأجزاء، والمرويات ورواتها، والعالي والنازل،
ومشاركة في فنون الحديث، ونقل عن شيخه ابن حجر الثناء عليه.
ترجمته في: ذيل التقييد (2 / 28)، والضوء اللامع (5 / 2)، والشذرات
(7 / 146).
4 - محمد بن إسماعيل بردس بن نصر البعلي، المعروف بابن بردس الحنبلي.
ولد سنة خمس وأربعين وسبعمائة، وتوفي سنة ثلاثين وثمانمائة.
وقد أثنى عليه الحافظ ابن حجر وتلميذه السخاوي ثناء عاطرا.
23

ترجمته في: إنباء الغمر (8 / 133)، والضوء اللامع (7 / 142)، والشذرات
(7 / 194).
5 - القاضي إبراهيم بن عبد الرحمن بن محمد، الزرعي الأصل، الدمشقي،
الشافعي، المعروف بابن قاضي عجلون.
ولد سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وتوفي سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.
ذكره السخاوي وأثنى عليه، وأبان أنه كان من خيار القضاة. الضوء اللامع
(1 / 64).
وأما نسخة مكتبة شهيد علي باشا فإنه يرويها الإمام جمال الدين أبي الفتح
إبراهيم بن علي بن أحمد بن إسماعيل القلقشندي، عن الحافظ ابن حجر
العسقلاني، عن فرج بن عبد الله الحافظي، إجازة ومكاتبة، أخبرنا مولاي
شرف الدين أبو محمد عبد الله بن الحسن الحافظ، ومحمد بن عبد الله بن
المحب، قال الأول: أخبرنا أبو الحسن علي بن يوسف الصوري قراءة عليه
وأنا حاضر في الثالثة وإجازة منه. وقال الثاني: أخبرنا الحافظ أبو علي
الحسن بن محمد البكري قالوا، أنا المؤيد بن محمد الطوسي... ثم ساق
بقية الإسناد السابق إلى المصنف. وهذا السند هو الذي ساقه الحافظ
ابن حجر العسقلاني في كتابيه المعجم المفهرس (95 / أ)، والمجمع
المؤسس (56 / ب)، ويرويه الإمام القلقشندي أيضا عن بعضا شيوخه، عن
الشيخ جمال الدين عبد الله بن إبراهيم بن خليل البعلي ثم ساق بقية السند
الذي يبتدئ بالبعلي بما هو في نسخة دار الكتب المصرية سواء.
وقد تقدمت ترجمة البعلي هذا ومن بعده، وهذا موجز لتراجم رواة هذه
النسخة:
1 - أبو الحسن علي بن يوسف الصوري الدمشقي. توفي سنة أربع وخمسين
وستمائة. قال الذهبي: «التاجر السفار. سمع من المؤيد الطوسي وجماعة
وكان ذا بر وصدقة».
ترجمته في: العبر (5 / 218) وشذرات الذهب (5 / 266).
24

2 - أبو علي الحسن بن محمد البكري النيسابوري، ثم الدمشقي صاحب كتاب
الأربعين حديثا.
ولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وتوفي سنة ست وخمسين وستمائة.
قال الذهبي: «الشيخ الإمام المحدث المفيد الرحال المسند...».
ترجمته في: السير (23 / 326 وانظر مصادر ترجمته ثمة)، ومقدمة محقق
كتاب الأربعين له.
3 - شرف الدين عبد الله بن الحسن بن أبي موسى عبد الله بن الحافظ عبد الغني
المقدسي، ولد سنة ست وأربعين وستمائة، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين
وسبعمائة. قال الحافظ الذهبي: «... وكان خيرا ساكنا متواضعا محمود
السيرة طيب السريرة وافر العلم».
وقال تقي الدين الفاسي في ذيل التقييد (2 / 32): «وحضر على أبي الحسن
علي بن يوسف الصوري أربعين الحسن بن سفيان...».
من مصادر ترجمته: معجم شيوخ الذهبي (1 / 320)، والوافي بالوفيات
للصفدي (17 / 134) والدرر الكامنة (2 / 255).
4 - محمد بن عبد الله بن أحمد المعروف بابن المحب المقدسي.
ولد سنة خمسين وستمائة، وتوفي سنة ست وعشرين وسبعمائة.
ترجمته في: معجم الشيوخ للذهبي (2 / 198)، وبرنامج الوادي آشي
ص 96.
5 - فرج بن عبد الله الحافظي، أبو الخير الصالحي مولى القاضي شرف الدين
ابن الحافظ عبد الغني. توفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة.
ترجمته في: إرشاد الطالبين إلى شيوخ القاضي ابن ظهيرة جمال الدين
بتخريج الأقفهسي (ص 518 مخطوط الأوقات الكويتية)، والمجمع المؤسس
لابن حجر (56 / ب)، والدرر الكامنة (3 / 230)، وإنباء الغمر له
(3 / 307)، والشذرات (6 / 354).
25

6 - الحافظ ابن حجر العسقلاني، ولا حاجة لترجمته فهو إمام من أئمة الدين
المشهورين رحمه الله.
7 - برهان الدين القلقشندي. تقدمت ترجمته في ذكر وصف المخطوطات
المعتمدة في التحقيق
هذه تراجم رواة هذه النسخة وميزتها الجليلة أنها برواية شيخ الإسلام الحافظ
ابن حجر العسقلاني.
26

ميزات نسخة الظاهرية
وما عليها من السماعات
حظيت نسخة «الظاهرية» من كتاب «الأربعين» باهتمام رفيع واعتناء ظاهر من
قبل الحفاظ، والأئمة الأعلام، فاعتنوا بقراءته وسماعه، حتى بلغت السماعات
ما يقارب ثماني ورقات من أول الكتاب، وعلى طرته، وفي آخره، مما يدل على
عنايتهم بهذه الأربعين، فهو من يدي حافظ إلى يدي حافظ، وناهيك بهم من جبال
في الحفظ والعلم: كالحافظ ضياء الدين المقدسي، وزكي الدين البرزالي،
والمزي، والذهبي.
وقد حرص ناسخ الكتاب وصاحبه وهو الإمام: محمد بن عبد المنعم بن
هامل الحراني على ضبطه نسخته، وقراءتها ومقابلتها مع العلماء، وقد ذكر في آخر
الكتاب أنه قابل الكتاب من نسخة قد قوبلت بنسخة الإمام ابن الصلاح، كما أن الحافظ
زكي الدين محمد بن يوسف البرزالي قد كتب بخطه أنه سمعه وقابله بأصله مع
ناسخه الإمام محمد بن عبد المنعم، وذلك بدار الحديث النورية بدمشق المحمية
سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
كما أن الحافظ المتقن أب الحجاج المزي قد سمع الكتاب وحلاه بخطه أكثر
من مرة، من ذلك سنة سبع وسبعين وستمائة، وختم بقوله: «وكتب يوسف بن
27

الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي - عفا الله عنه - حامدا لله تعالى، مصليا على
محمد ومسلما».
وأما الحافظ الذهبي فقد كتب بخطه على الورقة التي فيها عنوان الكتاب
ما يلي: «سمعه محمد الذهبي».
هذا وقد أوقف ناسخ الكتاب نسخته على الضيائية كما في ورقة العنوان. وقد
مر أنه أوقف كتبه وأجزاءه بالضيائية.
وممن سمع الكتاب يوسف بن حسن بن عبد الهادي بن المبرد الحنبلي،
وهذا آخر سماع على هذه النسخة.
28

توثيق نسبة الكتاب
إلى مؤلفه
من فضل الله تعالى أننا لسنا بحاجة إلى الإسهاب في إقامة الدلائل والبراهين
على صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه الحسن، فقد ورد ذكره كثيرا في الفهارس
والمعاجم والأثبات، فضلا عمن ذكره فيمن ألف في الأربعينات، أو من روى حديثا
من طريق الحسن بن سفيان وهو في هذه الأربعين، ولعل من نافلة القول أن أذكر
شيئا من الأدلة على صحة نسبة الكتاب إلى مؤلفه، فمنها:
1 - وجود السند المتصل إلى المصنف بالرواة الثقات كما سبق في مبحث تراجم
رواة الكتاب.
2 - وجود القراءات والسماعات الكثيرة من قبل الحفاظ الكبار، وعنايتهم الفائقة
به كما تقدم في ميزات نسخة الظاهرية.
3 - رواية من أتى بعد الحسن بن سفيان من طريقه في هذه الأربعين ومنهم من
روى عنه مباشرة، وإليك نماذج من ذلك:
1 - ابن حبان في صحيحه (234، 429، 533، 1476، 2064،
3268، 4574 - الإحسان)، وفي المجروحين (1 / 134، 362)
وقد روى عن الحسن بن سفيان مباشرة.
2 - ابن عدي في الكامل (1 / 324).
3 - الدارقطني في سننه (1 / 80).
4 - البيهقي في معرفة السنن والآثار (1 / 298).
29

5 - الخطيب البغدادي في تاريخه (4 / 369)، وفي الموضح (2 / 170)،
وفي شرف أصحاب الحديث ص 20.
6 - البغوي في شرح السنة (1 / 73، 75، 212، 433، 3 / 348،
13 / 12).
7 - الفراوي - وهو أحد رواة أربعين الحسن - في أربعينه (2 / ب).
8 - ابن عساكر في الأربعين شيخا (3) وقد رواه من طريق فاطمة بنت
زعبل به.
9 - الحافظ أبو طاهر السلفي، في كتاب الأربعين، كما في كتاب أربعين
الحافظ السلفي، والتعريف برواتها للقاسم ابن الحافظ ابن عساكر
(2 / 59 / ب).
10 - ابن الجوزي في العلل المتناهية (1 / 116، 149)، وفي ذم الهوى
ص 18.
11 - الحافظ القاسم بن الحافظ ابن عساكر في التعريف برواة أربعين
السلفي (1 / 7 ب، 2 / 60 أ)، وقد رواه من طريق فاطمة بنت زعبل،
وذكر بقية السند إلى المصنف.
12 - البكري في الأربعين (ص 31، 59)، وقد رواه من طريق المؤيد
الطوسي.
13 - القزويني في التدوين في أخبار قزوين (4 / 125).
14 - الحافظ الذهبي في السير (14 / 160 / 161، 19 / 625، 626)،
وفي تذكرة الحفاظ (2 / 705) وساق سنده إلى المصنف بما هو في
نسخة الظاهرية.
4 - ومن البراهين كذلك أنه روى هذا الكتاب جمع من الحفاظ بأسانيدهم إلى
المؤلف وهنا ذكر بعضهم:
(1) ابن خير في فهرسة ما رواه عن شيوخه ص 157.
30

(2) الحافظ الذهبي في السير (14 / 160)، وفي تذكرة الحفاظ (2 / 705)
فقد روى عن شيخه أبي الفضل أحمد بن هبة الله بن تاج الأمناء عن
المؤيد، وزينب الشعري، ثم ذكر بقية الإسناد بما في نسخة الظاهرية،
وذكر أنه سمع أربعين الحسن عن شيخه المذكور.
(3) ابن جابر الوادي آشي في برنامجه ص 266.
(4) الحافظ ابن حجر في المعجم المفهرس (95 / أ - نسخة دار الكتب
المصرية 82)، وفي المجمع المؤسس (56 / ب - نسخة المتحف
البريطاني) فقد رواه بسنده الذي يلتقي بالمؤيد الطوسي، ثم ذكر بقية
الإسناد المذكور.
(5) الروداني في صلة الخلف بموصول السلف ص 85، وقد ساق سنده
إلى الحافظ ابن حجر بما هو مذكور في «معجمه» و «مجمعه».
أما من ذكره من العلماء فكثير، ولكني أذكر بعضهم وليس على سبيل التتبع
والحصر، فمن ذكره:
1 - الحافظ ابن عساكر في أربعينه ص 17.
2 - والحافظ أبو طاهر السلفي في أربعينه ص 35.
3 - والقاسم ابن الحافظ ابن عساكر في رواة أربعين السلفي (2 / 60 أ).
4 - والبكري في أربعينه ص 24، 58.
5 - والحافظ الذهبي في السير (14 / 60، 22 / 105)، وفي تذكرة الحفاظ
(2 / 703، 705)، وفي الميزان (1 / 492).
6 - والنووي في أربعينه (34 - بشرح الهيتمي).
7 - والحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (3 / 93)، وفي الأربعين المتباينة
ص 293.
8 - والزبيدي في إتحاف السادة المتقين (1 / 76).
وغيرهم كثير.
31

منهجي في التحقيق
1 - قمت بالمقابلة بين النسخ الثلاث الخطية، مع تبيين الفروق المهمة،
واتخذت نسخة الظاهرية أصلا في تحقيق الكتاب.
2 - خرجت الأحاديث النبوية من مظانها، وحكمت عليها من حيث الصحة
والضعف حسبما تقتضيه القواعد الحديثية، وذكر المتابعات والشواهد إذا كان
سند المصنف ضعيفا.
3 - ضبطت أسماء الرواة الغريبة بالشكل، وذلك بالرجوع إلى المصادر المعتمدة
في ذلك.
4 - كما قمت بضبط الأحاديث النبوية كذلك.
5 - ذيلت الكتاب بوضع الفهارس المهمة.
وأخيرا إليك نص الكتاب.
33

الورقة الأولى من نسخة دار الكتب الظاهرية
34

الورقة الأخيرة من نسخة دار الكتب الظاهرية
35

الورقة الأولى من نسخة دار الكتب المصرية
36

الورقة الأخيرة من نسخة دار الكتب المصرية
37

الورقة الأولى من نسخة شهيد علي
38

الورقة الأخيرة من نسخة شهيد علي
39

كتاب
الأربعين
تأليف
الإمام الحافظ أبي العباس الحسن بن سفيان النسوي
(213 ه‍ - 303 ه‍)
يطبع لأول مرة عهد ثلاث نسخ خطية
تحقيق وتعليق
محمد بن ناصر العجمي
41

بسم الله الرحمن الرحيم
باب
الإيمان
أخبرنا الإمام العالم الصدر الكبير: أبو عمرو عثمان بن
عبد الرحمن بن عثمان الشهرزوري قراءة عليه وأنا أسمع وذلك يوم
الثلاثاء سادس ذي الحجة سنة ثلاثين وستمائة فأقر به بدمشق قال:
أخبرنا الشيخ الجليل المسند أبو الحسن المؤيد بن محمد بن علي
الطوسي ثم النيسابوري بقراءتي عليه، قال: أنا الحرة الصالحة أم الخير
فاطمة بنت أبي الحسن علي بن المظفر بن الحسن زعبل بن عجلان
البغدادي في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وأخبرتنا الشيخة الصالحة المعروفة بحرة ناز زينب بنت الشيخ
أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد الشعري الصوفي جزاها
الله خيرا قراءة عليها مني مرة ومن غيري أخرى.
قال: أخبرتنا الحرة الصالحة أم الخير فاطمة بنت أبي الحسن
علي بن المظفر بن الحسن بن زعبل البغدادي بقراءة الفقيه يوسف بن
علي القفال عليها في شهر رمضان سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
43

وأخبرنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراوي كتابة قالا:
أنبأنا الشيخ أبو الحسن عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي
- رحمه الله - قراءة عليه قال - رحمة الله عليه -: أخبرنا الشيخ
أبو عمرو محمد بن أحمد بن حمدان بن علي بن عبد الله بن سنان
الحيري الضرير بقراءة أبي عبد الله بن أبي الفرح في شهر رمضان سنة
أربع وسبعين وثلاثمائة وأقر به ثنا أبو العباس الحسن بن سفيان بن عامر
بنسا قال: ثنا حبان بن موسى، قال: أنبأ عبد الله بن المبارك، عن
كهمس بن الحسن ح وأخبرنا الحسن قال: وثنا محمد بن المنهال
الضرير، ثنا يزيد بن زريع، ثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن
بريدة، عن يحيى بن يعمر، قال: ظهر هاهنا معبد الجهني، وهو أول
من قال في القدر هاهنا فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن حاجين
أو معتمرين فقال أحدنا لصاحبه لو لقينا بعض أصحاب النبي - صلى الله
عليه وسلم - فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر، فلقينا عبد الله بن عمر
- أحسبه - قال: وهو داخل المسجد فاكتنفناه أحدنا عن يمينه، والآخر
عن شماله فظننت أنه سيكل الكلام إلي. فقلت: يا أبا عبد الرحمن! إن
أناسا ظهروا عندنا يقرؤون القرآن ويتقفرون العلم، وأنهم يزعمون أن
لا قدر، إنما الأمر أنف. قال عبد الله بن عمر: فإذا لقيتهم فأخبرهم أني
منهم برئ. وأنهم براء مني. فوالذي يحلف به عبد الله بن عمر:
لو كان لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر.
ثم قال:
44

حدثني عمر أنهم بينما هم ذات يوم عند النبي - صلى الله
عليه وسلم - إذا رجل قد اطلع عليهم شديد بياض الثياب، شديد سواد
الشعر. لا يعرفه من هو؟ ولا يرون عليه اثر السفر. فجلس إلى نبي الله
- صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على
فخذيه. ثم قال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام، قال: «الإسلام أن
تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن تقيم الصلاة
أو قال: تصلي الخمس. وقال يزيد بن زريع: وإقام الصلاة ولم يشك.
وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت». قال: صدقت. قال:
فعجبنا له. يسأله ويصدقه ثم قال: أخبرني عن الإيمان. فقال: «أن تؤمن
بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر كله خيره
وشره»، فقال: صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن
الحسنات أو قال الإحسان. وقال يزيد بن زريع: الإحسان ولم يشك قال:
«أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه، فإنه يراك». قال: صدقت:
قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الساعة قال:
«ما المسؤول عنها بأعلم من السائل»، قال: فأخبرني عن أمارتها - يعني
علاماتها - قال: «أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة، العالة،
رعاء الشاء، يتطاولون في البنيان».
قال عمر: ثم قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
«أتدري من السائل؟».
45

قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «فإنه جبريل. أتاكم ليعلمكم دينكم». واللفظ لحبان.
2 - أخبرنا الحسن، ثنا عباس بن الوليد النرسي، ثنا المعتمر،
سمعت إسماعيل يحدث عن عامر، قال: جاء رجل إلى عبد الله بن
عمرو بن العاص وعنده قوم فذهب ليتخطى القوم فمنعوه ثم قال لهم
عبد الله: دعوا الرجل. قال: فجاء حتى جلس إليه. فقال: حدثني بشئ
سمعته وحفظته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: سمعت
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «المسلم من سلم المسلمون
من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه».
3 - أخبرنا الحسن، ثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس،
وإسماعيل بن جعفر، واللفظ لمالك، عن أبي سهيل، عن أبيه، أنه
سمع طلحة بن عبيد الله يقول: جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - من أهل نجد، ثائر الرأس، نسمع دوي صوته ولا نفقه
ما يقول، حتى دنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا هو يسأل
عن الإسلام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «خمس
46

صلوات في اليوم والليلة». فقال: هل علي غيرهن؟ فقال: لا. إلا أن
تطوع». [وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصيام. فقال: هل علي
غيره؟ قال: «لا. إلا أن تطوع»] وذكر رسول الله صلى الله عليه
وسلم الزكاة. فقال: هل علي غيرها؟ قال: «لا. إلا أن تطوع»، فأدبر
الرجل وهو يقول: والله! لا أزيد على هذا ولا أنقص منه. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفلح إن صدق»، وقال إسماعيل بن
جعفر: «أفلح وأبيه إن صدق» أو «دخل الجنة، وأبيه إن صدق».
4 - أخبرنا الحسن، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي،
ثنا المعافي، عن حنظلة بن أبي سفيان، عن عكرمة بن خالد، عن
ابن عمر أن رجلا قال له: ألا تغزو؟ قال: سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: «بني الإسلام على خمس. شهادة أن لا إله إلا
الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان».
47

باب
الترغيب في قضاء حوائج المسلمين
5 - أخبرنا الحسن، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن عقيل،
عن الزهري، عن سالم، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يشتمه. من كان في حاجة
أخيه، كان الله في حاجته. ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة
من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما، ستره الله يوم القيامة».
48

باب
التشديد في أذى المسلم
6 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبد الله بن شابور
الرقي، ثنا عبد الحميد يعني ابن سليمان عن ابن أبي ذئب، عن
المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن بالله» قالوا:
يا رسول الله وما ذاك، قال: «جار لا يأمن جاره بوائقه» قالوا: يا رسول الله
وما بوائقه؟ قال: «شره».
49

7 - أخبرنا الحسن، ثنا دحيم، ثنا ابن أبي فديك، ثنا
ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال: «والله لا يؤمن، والله لا يؤمن». فذكر نحوه.
8 - أخبرنا الحسن، ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، ثنا أبي، ثنا
شعبة، حدثني قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
50

باب
التشديد في مخالفة السنة
9 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن الحسن الأيمن، ثنا
نعيم بن حماد، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن هشام بن
حسان، عن محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن
عمرو بن العاص عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا يؤمن
أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به».
10 - أخبرنا الحسن، ثنا سويد بن سعيد أبو محمد، ثنا
شهاب بن خراش، عن محمد بن زياد عن أبي هريرة، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: «ما بعث الله نبيا قبلي، فاستجمع له أمر
51

أمته إلا كان فيهم المرجئة والقدرية يشوشون عليه أمر أمته، ألا وإن الله
لعن المرجئة والقدرية على لسان سبعين نبيا».
52

باب
التشديد في تضييع الأمانة
11 - أخبرنا الحسن، ثنا شيبان بن أبي شيبة، ثنا أبو هلال، عن
قتادة، عن أنس. قال: ما خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا
قال: «لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له».
53

باب
في التشديد في الكذب والخيانة
12 - أخبرنا الحسن، ثنا إبراهيم بن الحجاج، وعبد الأعلى بن
حماد، قالا: ثنا حماد بن سلمة، عن داود بن أبي هند، عن سعيد بن
المسيب، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
«ثلاث من كن فيه، فهو منافق» زاد إبراهيم، «وإن صام وصلى وزعم أنه
مسلم»، قالا جميعا: «من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن
خان».
55

باب
الأعمال بالنية
13 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا حبان بن موسى، وعبد الله بن
محمد بن أسماء، قالا: ثنا عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن سعيد،
عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص الليثي، عن عمر بن
الخطاب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إنما الأعمال
بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله،
فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة
يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه».
56

باب
الوضوء
14 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، ثنا
قتادة، عن صفية بنت شيبة، عن عائشة قالت: «كان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يغتسل بقدر الصاع، ويتوضأ بقدر المد».
15 - أخبرنا الحسن، ثنا عبد الواحد بن غياث، وقتيبة بن سعيد
قالا: ثنا أبو عوانة واللفظ لعبد الواحد، عن خالد بن علقمة، عن عبد
خير، قال: أتينا علي بن أبي طالب وقد صلينا الظهر، فدعا بطهور،
قلنا: ما يصنع بالطهور وقد صلى؟! ما يريد إلا ليعلمنا، قال: فدعا بإناء
فيه ماء وطست، قال: وصب من الإناء على يديه، فغسلهما قبل أن
يغمسهما في الإناء، ثم مضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا، وتمضمض من
الكف الذي يأخذ، وغسل وجهه ثلاثا، ويده اليمنى ثلاثا، ويده اليسرى
ثلاثا، ثم جعل يده في الماء، ثم مسح رأسه مرة واحدة، ثم غسل رجله
اليمنى ثلاثا، ثم رجله الشمال ثلاثا ثم قال: من سره أن يعلم طهور
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو هذا.
57

16 - أخبرنا الحسن، ثنا زكريا بن يحيى بن صبيح، وأبو بكر بن
أبي شيبة قالا: ثنا شريك، عن خالد بن علقمة، عن عبد خير فذكر
نحوه.
17 - أخبرنا الحسن، ثنا المسيب بن واضح، ثنا حفص بن
ميسرة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر قال: توضأ رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - مرة مرة، [و] قال: «هذا وضوء من لا يقبل
الله منه الصلاة إلا به» ثم توضأ مرتين مرتين وقال: «هذا وضوء من
يضاعف الله له الأجر مرتين مرتين» ثم توضأ ثلاثا ثلاثا، وقال: «هذا
وضوئي ووضوء المرسلين من قبلي».
18 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا قتيبة بن سعيد، وسليمان بن
أيوب صاحب البصري، وأبو كامل الفضيل بن الحسين قالوا: ثنا
58

أبو عوانة، عن قتادة، عن أبي مليح، عن أبيه أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قال: «لا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من
غلول».
19 - أخبرنا الحسن، ثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن انس، عن
زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله الصنابحي أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا توضأ العبد المؤمن، فمضمض
خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه، فإذا غسل
وجهه خرجت الخطايا من وجهه، حتى تخرج من تحت أشفار عينيه، فإذا
غسل يديه خرجت الخطايا من يديه، حتى تخرج من تحت أظفار يديه
فإذا مسح برأسه خرجت الخطايا من رأسه، حتى تخرج من أذنيه، فإذا
غسل رجليه خرجت الخطايا من رجليه، حتى تخرج من تحت أظفار
رجليه» قال: «ثم كان مشيه إلى المسجد وصلاته نافلة له».
59

باب
المسح على الخفين
20 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا زكريا بن يحيى الواسطي، ثنا
شريك ح قال: وثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة كلاهما عن سعيد بن مسروق،
عن إبراهيم، عن عمرو بن ميمون، عن أبي عبد الله الجدلي، عن
خزيمة بن ثابت، أن أعرابيا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن
المسح فقال: «للمسافر ثلاثة أيام ولياليهن، وللمقيم يوم وليلة» زاد
شريك: «لو استزاده لجعلها خمسا».
60

باب
الغسل من الجنابة
21 - أخبرنا الحسن، ثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي، عن
عبد الرحمن بن أبي الزناد ح قال: ثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن
أنس، كلاهما عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، والسياق
لابن أبي الزناد أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كان إذا اغتسل من
الجنابة يبدأ فيغسل يديه، فيتوضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يغمس يديه
بالماء، فيخلل بأصابعه حتى يستبري البشرة فيخلل أصول شعر رأسه
مقدمه ومؤخره، وأذنيه ثم يفيض على رأسه ثلاث غرفات من إناء بيديه
ثم يفيض على جلده كله».
22 - أخبرنا الحسن، ثنا هدبة بن خالد، ثنا حماد بن سلمة، عن
عطاء بن السائب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سمعت عائشة
قالت: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يغتسل من
الجنابة...» فذكر نحوه وزاد في آخره: «فإذا خرج من مغتسله غسل قدميه».
61

باب
الحيض
23 - أخبرنا الحسن، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبدة بن
سليمان، وأبو معاوية، ووكيع بن الجراح قالوا: نا هشام بن عروة، عن
أبيه، عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع
الصلاة؟ فقال: «إنما ذلك عرق وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة،
فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم وصلي» وزاد أبو معاوية
قال هشام وقال أبي: «ثم تتوضأ لكل صلاة حتى يجئ ذلك
الوقت».
62

باب
الصلاة
24 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن
سعد، وبكر بن مضر، عن ابن عجلان، عن علي بن يحيى من
آل رفاعة بن رافع، عن أبيه، عن عم له بدري أنه حدثه أن رجلا دخل
المسجد فصلى، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرمقه ونحن
لا نشعر، فلما فرغ أقبل فسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فقال له: «ارجع فصل فإنك لم تصل» مرتين أو ثلاثا فقال له الرجل:
والذي أكرمك يا رسول الله لقد جهدت فعلمني. فقال له: «إذا قصدت
تريد الصلاة فتوضأ فأحسن الوضوء ثم استقبل القبلة فكبر ثم اقرأ ثم
اركع فاطمئن راكعا ثم ارفع حتى تعتدل قائما ثم اسجد فاطمئن ساجدا
ثم ارفع حتى تطمئن قاعدا ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا ثم ارفع فافعل
ذلك حتى تفرغ من صلاتك» زاد بكر بن مضر: «فإذا صنعت ذلك فقد
قضيت صلاتك، وما انتقصت من ذلك فإنما تنتقصه من صلاتك».
63

25 - أخبرنا الحسن، ثنا عبد الحميد بن بيان السكري
الواسطي، ثنا هشيم، عن شعبة عن عدي بن ثابت، عن سعيد بن
جبير، عن ابن عباس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من
سمع النداء فلم يجب، فلا صلاة له إلا من عذر».
64

26 - أخبرنا الحسن، ثنا محمد بن بشار، ثنا غندر، ثنا شعبة
عن إبراهيم الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، قال: من سره
أن يلقى الله غدا مسلما، فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس، حيث
ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى. وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى
66

[ولعمري لو] أن كلكم صلى في بيته، لتركتم سنة نبيكم - صلى الله
عليه وسلم - ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. ولقد رأيتنا ما يتخلف عنها
إلا منافق معلوم نفاقه، ولقد رأيت الرجل يهادى بين رجلين حتى يدخل
في الصف، وما من رجل يتطهر يحسن طهوره، فيعمد إلى المسجد
فيصلي فيه، فما يخطو خطوة إلا رفعه الله بها درجة، وحط عنه بها
خطيئته، حتى إن كنا لنقارب بين الخطا».
67

باب
الجمعة
27 - أخبرنا الحسن، ثنا عباس بن الوليد، ثنا أبو مسهر، ثنا
سعيد بن عبد العزيز عن يحيى بن الحارث الذماري، عن أبي الأشعث
الصنعاني، عن أوس بن أوس الثقفي، عن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: «من غسل واغتسل وغدا وابتكر، ودنا من الإمام ولم يلغ
كان له بكل خطوة عمل سنة صيامها وقيامها». قال أبو مسهر: سمعت
سعيد بن عبد العزيز يقول: «غسل رأسه وجسده».
قال أبو العباس: هو عبد الأعلى بن مسهر.
68

باب
الجنائز
28 - أخبرنا الحسن، ثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن
ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة: «أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - نعى للناس النجاشي، فخرج إلى المصلى،
وصف أصحابه خلفه، وكبر عليه أربعا».
69

باب
فضل تشييع الجنائز
29 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو كامل الفضيل بن
الحسين، ثنا عبد العزيز بن مختار، ثنا عمرو بن يحيى الأنصاري، قال:
حدثني يوسف بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من جاء جنازة في أهلها، فتبعها
حتى يصلي عليها، فله قيراط، ومن مضى معها حتى تدفن فله قيراطان
مثل أحد».
70

باب
الزكاة
30 - أخبرنا الحسن، ثنا محمد بن عبيد بن حساب، ثنا،
حماد بن زيد، ثنا عبيد الله بن عمر، وأيوب، عن عمرو بن يحيى بن
عمارة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -: «ليس فيما دون خمس أواق صدقة، ولا فيما
دون خمس ذود صدقة، ولا فيما دون خمسة أوسق صدقة».
31 - أخبرنا الحسن، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا مالك بن أنس، عن
نافع، عن ابن عمر، قال: فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
زكاة رمضان على كل صغير وكبير، حر وعبد، ذكر وأنثى صاعا من تمر،
أو صاعا من شعير. وكان ابن عمر يؤدي عن غلمان له وهم غيب.
71

باب
الحج
32 - أخبرنا الحسن، ثنا عباس بن الوليد، ثنا سفيان بن
عيينة، عن منصور بن المعتمر، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حج هذا البيت، فلم
يرفث، ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه».
33 - أخبرنا الحسن، ثنا سويد بن سعيد، ثنا علي بن مسهر،
عن ابن أبي ليلى، عن عبد الله بن أبي مليكة، عن عبد الله بن عمرو،
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: جاء جبريل إبراهيم يوم
التروية فراح به إلى منى فصلى به الظهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم
غدا به إلى عرفات فنزل به حيث ينزل الناس حتى إذا زالت الشمس
صلى الظهر والعصر جميعا ثم أتى به جمعا فصلى به المغرب والعشاء
جميعا، وبات حتى إذا طلع الفجر صلى الفجر ثم وقف كأسرع
ما يصلي أحد من الناس، ثم أفاض به حتى أتى منى، فرمى الجمرة،
وحلق ثم أتى به البيت فأوحى الله إلى محمد:
72

(ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين)
[النحل / 123].
73

باب
بر الوالدين
34 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا يحيى بن حبيب بن عربي،
ثنا خالد بن الحارث، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء عن أبيه، عن
عبد الله بن عمرو، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «رضا
الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد».
35 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا شيبان بن أبي شيبة، ثنا
74

عبد العزيز بن مسلم، ثنا أبو إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله
قال: قلت يا رسول الله: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: «الصلاة
لمواقيتها»، قال: قلت: ثم أي؟ قال: «ثم بر الوالدين» قال: قلت:
ثم أي؟ قال: «ثم الجهاد». ولو استزدته لزادني.
75

باب
النصيحة
36 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن رمح بن المهاجر
المصري، ثنا الليث بن سعد، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل بن
أبي صالح السمان، عن عطاء بن يزيد من بني ليث، عن تميم
الداري، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «إن الدين
النصيحة» قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله
ولأئمة المسلمين أو للمؤمنين وعامتهم».
76

باب
الصوم
37 - أخبرنا الحسن، ثنا محمد بن عبد الله الأرزي ببغداد - ثقة
مأمون - ثنا عبد الوهاب بن عطاء، ثنا الهيثم بن أبي الحواري، عن
زيد العمي، عن أبي نضرة، عن جابر بن عبد الله، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم -: «أعطيت أمتي في شهر رمضان خمسا
لم يعطهن نبي قبلي، أما واحدة: فإذا كان أول ليلة من شهر رمضان
نظر الله إليهم، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا، وأما الثانية: فإنهم
يمسون وخلوف أفواههم أطيب عند الله من ريح المسك، وأما الثالثة:
فإن الملائكة تستغفر لهم في ليلهم ونهارهم، وأما الرابعة: فإن الله - عز
وجل - يأمر جنته أن استعدي وتزيني لعبادي فيوشك أن يذهب عنهم
نصب الدنيا وأذاها ويصيرون إلى جنتي وكرامتي، وأما الخامسة: فإذا كان
آخر ليلة غفر الله لهم جميعا» قال: فقال قائل هي ليلة القدر يا
رسول الله؟ قال: «ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا».
77

قال أبو العباس: عبد الوهاب بن عطاء ثقة، وزيد العمي ثقة،
وعبد الرحيم ابنه لين.
78

باب
الجهاد
38 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، وهو
ابن سعد، عن سعيد هو المقبري، عن عطاء بن ميناء أنه سمع
أبا هريرة، يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
«انتدب الله لمن يخرج في سبيله لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في
سبيلي أنه علي ضامن حتى أدخله الجنة بأيما كان بقتل أو وفاة أو أرده
إلى مسكنه الذي خرج منه مع أجر أو غنيمة».
79

باب
صلة الرحم
39 - أخبرنا الحسن، ثنا هدبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث،
قالا: ثنا حزم بن أبي حزم القطعي، سمعت ميمون بن سياه، يحدث
عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من
أحب أن يمد له في عمره ويزاد في رزقه، فليتق الله، وليصل
رحمه».
80

باب
الوصية
40 - أخبرنا الحسن، ثنا محمد بن عبد الله بن نصير، ثنا أبي،
ثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - قال: «ما حق امرئ يبيت ليلة وله شئ يوصي به إلا ووصيته
مكتوبة عنده».
81

باب
البيوع
41 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن المتوكل
العسقلاني، ثنا المعتمر، وشعيب بن إسحاق، قالا: ثنا ابن عون، عن
الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: سمعت رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - يقول: «الحلال بين والحرام بين، وبين ذلك أمور مشتبه
لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الحرام كان أوفر لدينه وعرضه، ومن
وقع في الشبهة وقع في الحرام، كالراعي يرتع حول الحمى، وإن حمى
الله في الأرض محارمه، ومن يرتع حول الحمى يوشك أن يجسر».
قال ابن المتوكل: وزاد فيه عبدة عن زكريا، عن الشعبي، عن
النعمان بن بشير قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ألا إن
في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد
الجسد كله، ألا وهي القلب، فما أنكر قلبك فدعه».
82

باب
الطلاق
42 - أخبرنا الحسن، ثنا عبد الأعلى بن حماد، وشيبان بن
فروخ، وإبراهيم بن الحجاج، قالوا: ثنا حماد بن سلمة، عن أيوب
وعبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر أنه قال: طلقت امرأتي وهي
حائض فأخبر بذلك عمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال
83

رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليراجعها حتى تطهر ثم تحيض ثم
تطهر فإنها العدة التي أمر الله - عز وجل - بها».
84

باب
النفقة على العيال
43 - أخبرنا الحسن، ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي،
ومحمد بن عبيد بن حساب، وقتيبة بن سعيد، قالوا: ثنا حماد بن زيد،
عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان، عن النبي
- صلى الله عليه وسلم - قال: «أفضل دينار دينار أنفقه الرجل على
عياله، ودينار أنفقه على دابته في سبيل الله، ودينار أنفقه على
أصحابه».
قال أبو قلابة: بدأ بالعيال، قال أبو قلابة: فأي رجل أعظم أجرا من
رجل يسعى على عيال صغار يغنيهم الله به.
85

باب
44 - أخبرنا الحسن بن سفيان، ثنا حميد، ثنا الحجاج بن
نصير، ثنا حفص بن جميع، عن أبان عن أنس بن مالك، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا
مما يحتاجون إليه كتبه الله فقيها».
45 - أخبرنا الحسن، ثنا علي بن حجر، ثنا إسحاق بن نجيح،
عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس، قال: قال
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من حفظ على أمتي أربعين حديثا
من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة».
86

آخر الأربعين مما جمعه الحسن بن سفيان رحمه الله، والحمد لله
أولا وآخرا.
كتبه محمد بن عبد المنعم من نسخة في قوبلت بنسخة الإمام
العالم تقي الدين أبي عمرو عثمان.
88

صور السماعات الموجودة
على طرة الكتاب وفي آخره
89

الورقة 58 وهي بخط ابن عبد الهادي
90

الورقة 59 ويتضح فيها خط الحافظ المزي من الجهة اليسرى
91

الورقة 60 وهي بخط الحافظ المزي أيضا
92

الورقة 61 وفيها خط ناسخ الكتاب ابن هامل الحنبلي من الجهة اليمنى
93

الورقة 62 وفيها خط المزي، وهو غير واضح في المصورة وقد نقلته من الأصل
المخطوط، وهو ما يلي:
«قرأت جميع الأربعين على الشيخ الإمام الجليل الصدر الكبير المعدل شهاب الدين
أبي الحسن علي بن محمد بن أحمد بن حمزة بن أبي يعلى الثعلبي عرف بابن المبوبي بإجازته
من المؤيد الطوسي وزينب الشعرية بسندهما فيه فسمعه يونس بن محمد بن أبي بكر بن يونس
الحنفي عرف بابن قاضي عجلون الرسعني وأجاز لي وله جميع ما يجوز روايته... يوم الأربعاء
ثامن محرم سنة سبع وسبعين وستمائة وكتب يوسف بن الزكي عبد الرحمن بن يوسف المزي
عفا الله عنه حامدا لله تعالى مصليا على محمد ومسلما». كما يلاحظ فيها خط الذهبي من الجهة اليسرى.
94

الورقة 72 وفيها بيان أن هذه النسخة مقابلة على نسخة في قوبلت بنسخة ابن الصلاح
95

الورقة 73 ويلاحظ فيها من الجهة اليسرى خط الحافظ ضياء الدين المقدسي وذلك في السطر 14
96

الورقة 74 ويلاحظ فيها من الجهة اليمنى في أول الورقة خط الحافظ الرحال زكي الدين محمد بن يوسف البرزالي
97