الكتاب: تركة النبي (ص)
المؤلف: حماد بن زيد البغدادي
الجزء:
الوفاة: ٢٦٧
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: أكرم ضياء العمري
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٤
المطبعة:
الناشر:
ردمك:
ملاحظات:

تركة النبي (ص)
45

بسم الله الرحمن الرحيم
وحسبي الله وكفى قرئ على الشيخ
الفقيه الإمام العالم الحافظ التقي محيي السنة أبي الحسن علي بن الخلف بن معزوز
بن فتوح التلمساني المعروف بالكوفي رضي الله عنه وأنا حاضر أسمع في شوال من سنة
ثلاث وثمانين وخمس مائة بمنية بني خصيب ومن أصله نقلت أخبركم الشيخ الإمام
حجة الإسلام أبو محمد عبد الله ابن أحمد ابن أحمد بن أحمد بن الخشاب قراءة عليه
في جامع بغداد حماها الله في يوم الجمعة الخامس والعشرين من ذي الحجة من سنة
أربع وستين وخمس مائة قال أنا الشيخ أبو غالب أحمد بن الحسن بن أحمد بن البناء
قراءة عليه سنة سبع عشرة وخمس مائة قال أنا أبو سعد محمد بن الحسين بن عبد الله
بن أبي علانة قال أنا أبو طاهر
46

محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص
قراءة عليه وأنا أسمع فأقر به في جامع المنصور في ذي الحجة سنة تسعين وثلاث
مائة قال ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال
ثنا أبي قال ثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال ثنا يحيي بن سعيد عن سفيان الثوري
عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة بن عبد الرحمن قال قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن شئت أعطيت
خزائن الأرض ما لم يعطه أحد قبلك ولا يعطاه أحد بعدك ولا ينقصك من الآخرة
شيئا قال اجمعوهما عمر لي في الآخرة فنزلت تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من
ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا حدثنا محمد بن علي الوراق
قال ثنا أبو نعيم عن سفيان بإسناده مثله حدثنا أحمد بن منصور قال ثنا ابن أبي
مريم قال أنا يحيي بن
47

أيوب قال حدثني ابن زحر عن علي بن يزيد عن
القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض علي ربي عز وجل ليجعل لي بطحاء
مكة ذهبا فقلت لا يا رب ولكن أشبع يوما وأجوع يوما فإذا جعت تضرعت إليك
وذكرتك وإذا شبعت حمدتك وشكرتك حدثنا به أحمد بن منصور الرمادي قال ثنا عبد
الله بن صالح قال ثنا يحيي بن أيوب عن ابن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم أبي
عبد الرحمن عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرض علي ربي فذكر نحوه إلا أنه قال
أجوع يوما وأشبع يوما حدثنا به أحمد بن منصور قال ثنا يحيي الحماني قال ثنا ابن
المبارك عن يحيي بن أيوب بإسناده فذكر نحوه إلا أنه قال أشبع يوما وأجوع يوما
أو قال ثلاثا أو نحو هذا كذا قال حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عارم أبو
النعمان قال ثنا حماد بن
48

سلمة قال ثنا ثابت البناني وحميد عن الحسن
أن جبريل عليه السلام أتي النبي صلى الله عليه وسلم فقال أنبي عبد أم نبي ملك قال لا بل نبي عبد
قال جبريل عليه السلام إن الله عز وجل يشكمك النبي على ذلك إنك أول من تنشق
عنه الأرض وأول شافع وأول من يدخل الجنة حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا
أحمد بن عثمان قال ثنا حماد بن زيد قال ثنا المعلى عن الحسن قال وثنا المهاجر
مولى أبى بكرة عن أبي العالية قال نزل إسرافيل ولم ينزل قبلها فقال يا محمد إن
ربك أرسلني إليك يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا وبين أن تكون ملكا فأشار إليه
جبريل عليه السلام بيده قال حماد وسمعت غير المعلى يقول وكان جبريل له ناصحا
قال فقلت نبيا عبدا قال فشكمني وإن ربي عز وجل أن تواضعت له وجعلني سيد ولد
آدم يوم القيامة وأول من تنشق عنه الأرض وأول شافع حدثنا إبراهيم قال ثنا
أبي قال ثنا عارم أبو النعمان قال ثنا حماد بن
49

سلمة قال ثنا علي بن
زيد عن أبي نضرة عن ابن عباس قال وثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال أنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال
ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب وإسماعيل بن أبي أويس عن مالك وحدثنا علي بن
المديني قال ثنا معن قال ثنا مالك بن أنس عن أبي الزبير عن عبيد بن حنين عن
أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال أن عبدا خيره الله بين أن
يؤتيه من زهرة الدنيا زاد فيه معن وابن أبي أويس ما شاء ولم يذكرها عبد الله بن
مسلمة وبين ما عنده فاختار ما عنده فبكى أبو بكر وقال فديناك بآبائنا وأمهاتنا
قال رسول الله فتعجبنا له وقال الناس أنظروا إلى هذا الشيخ يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
عبد يخير وهو يقول فديناك بآبائنا وأمهاتنا قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو
50

المخير وكان أبو بكر هو أعلمنا به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أمن الناس علي في
صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة
الإسلام وقال ابن أبي أويس إلا خلة الإسلام لا يبقين في المسجد خوخة إلا خوخة
أبي بكر وقال القعنبي إن من أمن حدثنا علي بن المديني قال ثنا يعقوب بن إبراهيم
بن سعد قال ثنا أبي عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله ابن عمر بن علي العبلي عن
عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي
مويهبة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل فقال يا أبا
مويهبة اني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فانطلق معي فانطلقت معه قال
فلما وقف بين أظهرهم قال السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما
51

أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس لو تعملون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن
كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أولها الآخرة شر من الأولى ثم أقبل علي فقال يا
أبا مويهبة إني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنة خيرت بين
ذلك وبين لقاء ربي والجنة قال فقلت بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا
والخلد فيها ثم الجنة قال لا والله يا أبا مويهبة لقد اخترت لقاء ربي والجنة
ثم استغفر لأهل البقيع ثم انصرف فبدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي قبضه الله فيه
حين أصبح قال إبراهيم بن حماد وفي كتاب أبي عن إبراهيم بن حمزة الزبيري وقد ثنا
به عمي قال ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال ثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عروة
عن عائشة سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما من نبي يمرض إلا خير بين الدنيا والآخرة فلما
كان في مرضه الذي قبض فيه أخذته بحة شديدة سمعته يقول مع الذين أنعم الله عليهم
من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين قالت فعلمت أنه يخير
52

حدثنا
عارم قال ثنا ثابت بن يزيد قال ثنا هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس أن عمر
بن الخطاب دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم على حصير قد أثر في جنبه فقال له يا رسول
الله لو اتخذت فراشا أوثر من هذا فقال مالي وللدنيا ومالي وللدنيا ومالي
وللدنيا والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف
فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح وتركها حدثنا مسدد قال ثنا حفص بن
غياث عن الأعمش عن أبي السفر عن عبد الله بن عمرو قال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
أطين حائطا أنا وأمي فقال ما هذا يا عبد الله فقلت يا رسول الله شئ أصلحه قال
الأمر أسرع من ذاك
53

حدثنا إبراهيم حدثنا جعفر بن محمد الصائغ قال
ثنا أحمد بن يونس قال ثنا زهير قال ثنا أبو خالد يزيد الأسدي قال ثنا عون بن
أبي جحيفة السوائي عن عبد الرحمن بن علقمة عن عبد الرحمن بن أبي عقيل قال
انطلقنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيناه فأنخنا بالباب وما في الأرض أبغض إلينا من
رجل نلج عليه فما خرجنا حتى ما في الناس أحب إلينا من رجل دخلنا عليه قال فقال
قائل منا يا رسول الله ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان فضحك ثم قال فلعل
لصاحبكم عند الله عز وجل أفضل من ملك سليمان ان الله تبارك وتعالى لم يبعث
نبيا قط إلا أعطاه دعوة فمنهم من أخذ بها دنيا فأعطيها ومنهم من دعا بها على
قومه إذ عصوه فأهلكوا بها وإن الله أعطاني دعوة فاختبأتها شفاعة لأمتي إسناد
المؤلف ثقات حدثنا إبراهيم قال ثنا عباس بن محمد الدوري قال ثنا أبو النضر عن
ليث بن سعد قال حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن عقبة بن
54

عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم فصلي على أهل أحد صلاته على الميت ثم
انصرف إلى المنبر فقال إني فرط لكم وأنا شهيد عليكم والله إني لأنظر إلى حوضي
الآن وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا
بعدي ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها المؤلف صحيح حدثنا إبراهيم قال ثنا
أبي قال ثنا سليمان بن حرب وغيره عن شعبة عن الحكم عن ابن أبي ليلى عن علي وروى
عن علي عليه السلام أيضا من غير هذا الوجه وبعضهم يزيد على بعض في اللفظ قال
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فقال علي لفاطمة عليهم السلام قد مددت في سقي الماء
حتى قرح صدري فقالت فاطمة وأنا والله قد طحنت حتى قرحت يداي فقال لها فاذهبي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسليه خادما يخدمنا من السبي الذي أتي به من الخمس فذهبت فقال
لها ما جاء بك يا بنية فاستحيت أن تسله ورجعت فأخبرته فأتاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره علي الخبر وسألاه الخادم فقال ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم
تسبحان الله إذا أويتما إلى فراشكما ثلاثا وثلاثين وتحمدانه ثلاثا وثلاثين
وتكبرانه أربعا وثلاثين فذلك خير لكما من خادم حدثنا إبراهيم قال ثنا
يعقوب بن إسحاق قال ثنا يحيي بن حماد قال
55

ثنا أبو عوانة عن العلاء بن
المسيب عن إبراهيم قعيس عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج كان آخر
عهده فاطمة عليهما السلام فإذا رجع كان أول عهده بفاطمة عليهما السلام فلما رجع
من غزوة تبوك وقد اشترت مقينعة فصبغتها كما بزعفران وألقت على بابها سترا أو
ألقت في بيتها بساطا فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم رجع فأتى المسجد فقعد فيه فأرسلت
إلى بلال فقالت اذهب فانظر ما رده عن بابي فأتاه فأخبره فقال إني رأيتها صنعت
ثمة كذا وكذا فأتاها فأخبرها فهتكت الستر وكل شئ أحدثته وألقت ما عليها
ولبست أطمارها فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فجاء حتى دخل عليها فقال كذلك كوني فداك
أبي وأمي قال أبو إسحاق ثنا عباس بن محمد الدوري قال ثنا يحيي بن إسماعيل
الواسطي قال ثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم قعيس بإسناده
نحوه وحديثه أتم قال عباس الدوري هكذا قال عن العلاء بن المسيب عن إبراهيم
قعيس عن نافع
56

قال أبو إسحاق وثنا عباس الدوري قال ثناه أيضا يحيي بن
إسماعيل قال ثنا ابن فضيل عن أبيه عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى منزل
فاطمة عليها السلام فرجع ولم يدخل وجاء علي عليه السلام فذكرت ذلك له فذكر
ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إني رأيت على بابها سترا ومالي وللدنيا قال وكان الستر
موشيا قال فذكر ذلك علي لفاطمة عليهما السلام فقالت يأمرني بما أحب فذكر ذلك
علي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابعثوا به إلى آل فلان فإن بهم إليه حاجة قال وحدثنا
به جعفر بن محمد الصائغ قال ثنا يحيي بن إسماعيل الواسطي قال ثنا محمد بن فضيل
بإسناده مثله حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا مسدد قال ثنا عبد الوارث بن
سعيد عن محمد بن جحادة عن حميد الشامي عن سليمان المنبهي عن ثوبان مولي رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر كان آخر عهده من أهله فاطمة عليها السلام
وأول من يدخل عليها إذا قدم فقدم من غزاة وقد علقت مسحا أو سترا على بابها
وحلت الحسن والحسين عليهما السلام قلبين من فضة فقبض ولم يدخل فظنت أنما منعه
أن يدخل ما رأى فهتكت الستر وفككت القلبين عن الصبيين فبكيا وقطعته بينهما
فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما يبكيان فأخذهما منهما فقال يا ثوبان إذهب بهذا
إلى فلان أو إلى أبي فلان قال
57

أهل بيت بالمدينة إن هؤلاء أهل بيتي
أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب
وسوارين من عاج المؤلف ضعيف حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عبد الله
بن أيوب المخرمي قال ثنا علي بن عاصم قال حدثني داود بن أبي هند عن أبي حرب
ابن أبي الأسود عن طلحة وهو طلحة النصري قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا الصفة
وكان يجري علينا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مد من تمر بين اثنين وكان يكسونا هو الخنف فصلى
بنا يوما العصر فناداه أهل الصفة يمينا وشمالا يا رسول الله قد تخرقت عنا هذه
الخنف وأحرق بطوننا هذا التمر فصعد رسول الله المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال لقد أتى علي وعلى صاحبي يعني أبا بكر بضعة عشر يوما مالنا من طعام الا
البرير قال داود فقلت لأبي حرب وما البرير قال طعام سوء والله ثمر الأراك
فقدمنا على إخواننا من الأنصار وعظم طعامهم هذا التمر فواسونا فيه والله لو أجد
لكم الخبز واللحم لأشبعتكم منه ولكن سيأتي عليكم زمان أو من أدركه منكم يغدا
ويراح عليكم بالجفان وتلبسون مثل أستار الكعبة قال داود فحدثني الحسن قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنتم اليوم إخوان بنعمة الله وأنتم إذ ذاك أعداء يضرب بعضكم
رقاب بعض
58

حدثنا إبراهيم بن حماد قال ثنا أبي قال ثنا علي بن
المديني قال ثنا وكيع عن الأعمش عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال
ثنا حجاج بن المنهال وعارم قالا ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك رضي
الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لقد أخفت في الله عز وجل وما يخاف أحد ولقد
أوذيت في الله وما يؤذى أحد ولقد أتت علي ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي
ولبلال من طعام يأكله ذو كبد إلا شئ يواريه إبط بلال
59

حدثنا
إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن أيوب وإبراهيم بن عبد الله قالا ثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن رجل قال أيوب أراه خالد بن
عمير قال سمعت عتبة بن غزوان يخطب فقال ألا أن الدنيا قد آذنت بصرم وولت
حذاء ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الاناء يصطبها صاحبها ألا وانكم منتقلون
منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فلقد ذكر لي أن الحجر يرمى
به من شفير جهنم فيهوى فيها سبعين عاما ما يبلغ قرارها وأيم الله لتملأن أفعجبتم
ولقد ذكر لي أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة أربعين سنة وليأتين عليه قوم وهو
كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الشجر أو
ورق الشجر حتى قرحت أشداقنا ولقد وجدت أنا وسعد بردة فشققناها بيننا إزارين
فما منا أيها السبعة أحد حي الا أمير في مصر من الأمصار وانها لم تكن نبوة
الا تناسخت حتى يكون آخرها ملكا واني أعوذ بالله أن أكون في نفسي كبيرا وفي
أنفسكم صغيرا وستبلون الأمراء بعدي
60

حدثنا إبراهيم بن حماد قال ثنا أبي
قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت
عائشة رضي الله عنها لقد كنا نبقى شهرا ما نوقد نارا وما معنا من الطعام ما
يأكله ذو كبد قلت يا أم المؤمنين ما كنتم تأكلون قالت كان لنا جيران من
الأنصار جزاهم الله خيرا لهم غنيمة وكانوا يرسلون إلينا تعني اللبن فقال لها رجل
من الأنصار ولا مصباح قالت لو كان لنا ما نصطبح به أكلناه حدثنا إبراهيم
قال ثنا أبي قال ثنا يحيى بن عبد الحميد قال ثنا شريك عن أبي إسحاق عن الأسود عن
عائشة قالت والذي ذهب بنفسه ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعا من خبز البر
حتى قبض صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا يحيى بن عبد الحميد قال ثنا
المنكدر
61

ابن محمد بن المنكدر عن أبيه عن عروة قال قالت لي عائشة ان
كنا لنمكث أربعين ليلة ما يوقد في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بنار قال قلت لها يا مه عنه
فبما كنتم تعيشون قالت بالأسودين التمر والماء حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي
قال ثنا إبراهيم بن حمزة قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن حماد بن أبي حميد عن
محمد بن المنكدر قال ثنا عروة بن الزبير قال دخلت على عائشة وذكر مثله
حدثنا إبراهيم قال ثنا الحسن بن عرفة قال ثنا عباد بن عباد عن شعبة بن الحجاج عن
سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال خطبنا عمر بن الخطاب فذكر الدنيا وما
أعطوا وقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوي ما يجد من الدقل ما يملأ به
بطنه
62

حدثنا إبراهيم قال ثنا محمد بن الحسين بن أبي الحسين قال
ثنا عمرو بن حماد قال ثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمداني عن عتبة أبي معاذ
البصري عن عكرمة عن عمران بن حصين قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة عليها
السلام حتى وقفت بين يديه فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادني
يا فاطمة فدنت فقامت بين يديه فوضع يده على صدرها في موضع القلادة وفرج بين
أصابعه ثم قال اللهم مشبع الجماعة ورافع الوضعة قال عمرو إنما هي الوضعة لا تجع
فاطمة بنت محمد قال عمران فنظرت إليها وقد غلب الدم على وجهها وذهبت الصفرة
كما كانت الصفرة قد غلبت على الدم قال عمران فلقيتها بعد فسألتها فقالت ما
جعت بعد يا عمران حدثنا إبراهيم بن حماد قال ثنا أبي قال ثنا يحيى بن عبد
الحميد قال ثنا إسحاق بن سليمان عن معاوية بن يحيى عن الزهري عن عروة عن عائشة
قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في رمضان قدمي إلينا غداءك المبارك قالت وربما لم يكن
ذلك إلا تمرتين
63

حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا مسدد قال ثنا
يزيد بن زريع عن داود عن عزرة عن حميد بن عبد الرحمن عن سعد بن هشام عن عائشة
قالت رأى النبي صلى الله عليه وسلم على بابي سترا فيه تماثيل فقال انزعيه فاني مذ حين رأيته
ذكرت الدنيا حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا مسلم بن إبراهيم قال ثنا شعبة
عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن يزيد عن عائشة قالت ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من الشعير
يومين حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عبد الله بن
مسلمة عن مالك ابن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك
يقول قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم
64

ضعيفا أعرف
فيه الجوع فهل عندك من شئ فقالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا
لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته تحت يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في المسجد ومعه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة فقلت
نعم فقال الطعام فقلت نعم فقال لمن معه قوموا فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى
جئت أبا طلحة فأخبرته فقال يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس وليس عندنا
من الطعام ما نطعمهم فقالت الله ورسوله أعلم قال وانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول
الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أم سليم
هلمي ما عندك فجاءت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة
لها ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا
حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم
قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة حتى أكل
القوم وشبعوا وخرجوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا حدثنا إبراهيم قال ثنا
أبي قال ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس أنه بلغه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل
المسجد فوجد فيه أبا بكر وعمر رضي الله عنهما فسألهما فقال ما أخرجكما فقالا
أخرجنا الجوع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أخرجني الجوع فذهبوا إلى أبي الهيثم بن
التيهان فأمر لهم بحنطة أو
65

شعير عنده فعمل وقام فذبح لهم شاة فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم نكب عن ذات الدر واستعذب لهم ماء فعلق إلى نخلة ثم أتوا بذلك
الطعام فأكلوا منه وشربوا من ذلك الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتسألن عن نعيم هذا
اليوم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عارم بن الفضل قال ثنا أبو عوانة عن
عبد الملك بن عمير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في
ساعة لم يكن يخرج فيها قال فلقي عمر قال يا عمر ما أخرجك هذه الساعة قال الجوع
قال ثم لقي أبا بكر فقال يا أبا بكر ما أخرجك هذه الساعة قال الشوق إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم والنظر إلى وجهه قال انطلقوا فأتوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان
فسألوا عنه فقالت امرأته انطلق يستعذب لنا من قناة قال فبسطت له في ظل نخل أو
قال نخلة قال فجاء أبو الهيثم معه قربة يزعبها قال فوضع القربة وقال يا رسول
الله فدى لك أبي وأمي قال ثم قطع قنوا قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفلا كنت تخيرت
لنا من رطبه قال قال يا رسول الله أحببت أن تأكل من رطبه وبسره قال فأكلوا
وشربوا عليه من الماء الذي استعذب ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا والله هو النعيم هذا
والله الرطب البارد في الظل البارد والماء البارد والله لتسألن عن هذا النعيم
قال فانطلق فصنع لهم طعاما قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تذبحن لنا ذات در قال
فذبح لهم عناقا أو
66

جذعة قال فأكلوا فلما فرغوا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما
لك خادم غير نفسك قال لا قال فإذا بلغك أن سبيا قد أتانا فائتني قال فأتاه
رأسان ليس معهما ثالث قال فأتاه فقال يا رسول الله الذي وعدتني قال اختر
أحدهما قال اختر لي أنت يا رسول الله قال أما ان المستشار مؤتمن خذ هذا فاني قد
رأيته يصلي لأحدهما فاستوص به خيرا أو معروفا قال فذهب إلى امرأته قال فقال
لها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني هذا وقال استوص به معروفا أو خيرا فاني قد رأيته
يصلي قالت امرأته فأعتقه قال فأعتقه قال فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما نبي ولا
خليفة إلا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه
خبالا فمن وقي بطانة السوء فقد وقي قالها مرتين أو ثلاثا مرسل حدثنا
إبراهيم قال ثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال ثنا أيوب يعني ابن سليمان بن بلال
قال ثنا أبو بكر بن أبي أويس عن سليمان قال قال يحيى وأخبرني ابن شهاب عن أبي
سلمة عن أبي سعيد الخدري
67

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بعث الله من نبي ولا
استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة
تأمره بالسوء وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله عز وجل حدثنا إبراهيم قال
ثنا أبي قال ثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا المحاربي وعبد الواحد بن أحمد بن
أيمن عن أبيه قال قلت لجابر ابن عبد الله حدثني بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعته
منه أرويه عنك فقال جابر كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق نحفر فيه فلبثنا ثلاثة
أيام لا نطعم طعاما ولا نقدر عليه فعرضت في الخندق كدية فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت يا رسول الله هذه كدية قد عرضت في الخندق فرششنا عليها الماء فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبطنه معصوب بحجر فأخذ المعول أو المسحاة ثم سمى ثلاثا ثم ضرب فعادت
كثيبا أهيل فلما رأيت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت يا رسول الله ائذن لي فأذن لي
فجئت امرأتي فقلت ثكلتك أمك اني قد رأيت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لا صبر عليه
فما عندك قالت عندي صاع من شعير وعناق قال فطحنا الشعير وذبحنا العناق
وطبخناها إن وجعلناها في البرمة وعجنا الشعير ثم رجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبثت
ساعة ثم استأذنته الثانية فأذن لي فجئت فإذا العجين قد أمكن قال فأمرتها بالخبز
وجعلت القدر على الأثافي ثم
68

جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فساررته فقلت ان عندنا
طعيما لنا فان رأيت أن تقوم معي أنت ورجل أو رجلان معك فعلت فقال ما هو وكم
هو قلت صاع من شعير وعناق قال ارجع إلى أهلك فقل لها لا تنزع البرمة من
الأثافي ولا تخرج الخبز من التنور حتى آتي قال ثم قال للناس قوموا إلى بيت
جابر قال فاستحييت حياء لا يعلمه إلا الله فقلت لامرأتي ثكلتك أمك قد جاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه أجمعين فقالت أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سألك كم الطعام فقلت نعم
فقالت الله ورسوله أعلم قد أخبرته بما كان عندنا فذهب عني بعض ما أجد وقلت
لها صدقت قال وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل ثم قال لأصحابه لا تضاغطوا ثم برك على
التنور والبرمة فجعلنا نأخذ من التنور الخبز ونأخذ اللحم من البرمة فنثرد ونغرف
ونقرب إليهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجلس على الصحفة سبعة أو ثمانية فكلما أكلوا
كشفنا التنور والبرمة فإذا هما قد عادا إلى أملأ ما كانا فنثرد ونغرف ونقرب
إليهم فلم نزل نفعل ذلك كذلك كلما فتحنا التنور وكشفنا عن البرمة وجدناهما
أملأ ما كانا حتى شبع المسلمون كلهم وبقيت طائفة من الطعام فقال لنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم إن الناس قد أصابتهم محمصة فكلوا وأطعموا فلم نزل يومنا نأكل ونطعم قال
فأخبرني أنهم كانوا ثمان مائة أو قال مئتين أقل من الثمان مائة حدثنا إبراهيم
قال ثنا أبي قال ثنا عبد الله بن أبي شيبة قال ثنا حاتم ابن إسماعيل عن أنيس بن
أبي يحيى عن إسحاق بن سالم عن أبي هريرة
69

قال خرج علي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما
فقال أدع لي أصحابك يعني أصحاب الصفة قال فجعلت أتبعهم رجلا رجلا أوقظهم حتى
جمعتهم فجئنا باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنا فأذن لنا قال أبو هريرة فوضعت بين
أيدينا صحفة أظن فيها صنيعا قدر مد من شعير فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فقال خذوا باسم
الله قال فأكلنا ما شئنا ثم رفعنا أيدينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين وضعت الصحفة
والذي نفس رسول الله بيده ما أمسى في آل محمد غير شئ ترونه فقلت لأبي هريرة
قدر كم كانت حين فرغتم قال مثلها حين وضعت إلا أن فيها أثر الأصابع حدثنا
إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن المهاجر أبي
مخلد عن أبي العالية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوما حتى إذا كان في بعض طرق المدينة
وأدركه الضعف فاضطجع مرتفقا شماله مادا إصبعه فرآه رجل من الأنصار فجاء بقعب
من لبن فسقاه فأفاق فقال له كيف وجدتني قال وجدتك مرتفقا بشمالك مادا إصبعك
قال أبشر فاني أقول اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني حدثنا إبراهيم قال
ثنا أبي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حجاج الصواف أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل
على بعض أصحابه وهو مريض
70

قال له يشهيه إلا تشتهي خبز بر تشتهي عجوة
فإذا خرج قال لأصحابه من كان عنده من هذا شئ فليرسل به إليه حدثنا إبراهيم
قال ثنا أبي قال ثنا يحيى بن عبد الحميد قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن عمرو بن
أبي عمرو عن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن عائشة قالت كان فراش النبي صلى الله عليه وسلم رثا
فجعلت له فراشا فلما رآه قال ما هذا قلت فراشا عملته لك يا رسول الله فألقاه
حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا مسدد وسليمان بن أيوب والهروي قالوا ثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال أخرجت إلينا
عائشة كساء ملبدا وإزارا غليظا فقالت قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين
71

حدثنا
إبراهيم قال ثنا عثمان بن أبي شيبة قال ثنا محمد بن خازم أبو معاوية عن الأعمش
عن شمر بن عطية عن المغيرة بن سعد بن الأخرم عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا حدثنا إبراهيم قال ثنا
أبي قال ثنا سعيد بن سليمان قال ثنا عباد بن عباد قال ثنا مجالد بن سعيد عن
الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت دخلت علي امرأة من الأنصار فرأت فراش رسول
الله صلى الله عليه وسلم عباءة مثناة فانطلقت فبعثت إلي بفراش حشوه الصوف فدخل علي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال ما هذا فقلت يا رسول الله فلانة الأنصارية دخلت علي فرأت فراشك
فانطلقت فبعثت إلي بهذا قال رديه فلم أرده وأعجبني أن يكون في بيتي حتى قال
ذلك مرارا قال والله يا عائشة لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة
فرددته إليها
72

حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن حرب قال
ثنا حماد بن زيد قال ثنا المعلي بن زياد قال حدثني العلاء بن بشير عن أبي الصديق
الناجي عن أبي سعيد الخدري قال أتى علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس ورجل يقرأ
علينا ويدعو لنا ناس من ضعفاء المسلمين وان بعضنا ليتوارى ببعض من العري
والجهد وسوء الحال فجلس إلينا ثم قال بيده هكذا فاستدارت له الحلقة وما أظنه
يعرف منهم أحدا ما هم إلا من ضعفاء المسلمين فامسكوا فقال ما كنتم تراجعون
قالوا كان هذا يقرأ علينا ويدعو لنا قال فعودوا لما كنتم تراجعون ثم قال الحمد
لله الذي جعل من أمتي من أمرت أن أصبر نفسي معه ثم قال أبشروا ضعفاء المسلمين
بالفوز يوم القيامة قبل الأغنياء بمقدار خمس مائة عام هؤلاء ينعمون وهؤلاء
يحاسبون حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا يحيي بن أكثم قال ثنا الربيع بن نافع
الحلبي قال ثنا ثنا معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع جده أبا سلام
يقول حدثني عبد الله الهوزني قال لقيت بلالا مؤذن رسول
73

الله صلى الله عليه وسلم بحلب
فقلت له يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما كان له شئ أنا
كنت الذي ألي ذلك منه منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي صلى الله عليه وسلم فكان إذا أتاه الإنسان
المسلم فيراه عاريا يأمرني به فأنطلق فأستقرض فأشتري له البردة أو غيرها فاكسوه
وأطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين فقال يا بلال عندي سعة فلا تستقرض من أحد
الا مني ففعلت فلما كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأوذن فيه بالصلاة فإذا
المشرك في عصابة من التجار فلما رآني قال يا حبشي قلت يا لبيك فتجهمني وقال
لي قولا غليظا وقال أتدري كم بينك وبين الشهر قلت قريب قال إنما بينك وبين
الشهر أربع فأخذك بالذي عليك فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك علي ولا
من كرامة صاحبك ولكن إنما أعطيتك لتجب لي عبدا فأردك ترعى الغنم كما كنت
قبل ذلك فأخذ في نفس ما يأخذ في أنفس الناس فانطلقت ثم أذنت بالصلاة حتى
إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي فقلت يا
رسول الله بأبي أنت إن المشرك الذي ذكرت لك أني كنت أتدين منه قد قال لي
كذا وكذا وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي وهو فاضحي فائذن أبق إلى بعض هؤلاء
الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني فخرجت حتى أتيت
منزلي فجعلت سيفي وحرابي ومجني ونعلي عند رأسي واستقبلت بوجهي الأفق فكلما
نمت ساعة استنبهت فإذا رأيت علي ليلا نمت حتى إذا انشق عمود الصبح الأول
بادرت أن أنطلق فإذا إنسان يسعى يدعو يا بلال أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلقت حتى
أتيته فإذا ركائب مناخات عليهن أحمالهن فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر فقد جاءك الله بقضائك فحمدت رقابهن وما عليهن فإن عليهن
كسوة وطعاما أهداهن لي عظيم فدك فأقبضهن صلى ثم اقض دينك ففعلت فحططت
أحمالهن ثم عقلتهن ثم عمدت إلى تأذين صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خرجت
إلى البقيع فجعلت إصبعي في أذني ثم أذنت فقلت من
74

كان يطلب رسول
الله صلى الله عليه وسلم دينا فليحضر فما زلت أبيع وأقضي وأعوض حتى لم يبق على رسول الله صلى الله عليه وسلم دين
في الأرض حتى فضلت في يدي أوقيتان أو أوقية ونصف ثم انطلقت إلى المسجد وقد
ذهب عامة النهار فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في المسجد وحده فسلمت عليه فقال لي ما
فعل ما قبلك قلت قد قضى الله كل شئ كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبق شئ فقال
أفضل شئ قلت نعم قال أنظر أن تريحني منها فاني لست داخلا على أحد من أهلي حتى
تريحني منه فلم يأتنا أحد حتى أمسينا فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العتمة دعاني فقال ما
فعل ما قبلك قلت هو معي لم يأتنا أحد فبات في المسجد حتى أصبح وظل في المسجد
اليوم الثاني حتى إذا كان في آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما وكسوتهما
وأطعمتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال ما فعل الذي قبلك قلت قد أراحك الله
منه يا رسول الله فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم اتبعته
حتى جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته فهذا الذي سألتني عنه
حدثنا إبراهيم بن حماد قال ثنا أبي قال ثنا عارم قال ثنا عبد الواحد ابن زياد
قال ثنا الأعمش عن أبي وائل عن مسروق قال قالت عائشة ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم
دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا ولا أوصى بشئ
75

حدثنا إبراهيم
قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق قالا ثنا شعبة عن عمرو بن
مرة قال سمعت سويد بن الحارث عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يسرني أن لي
أحدا ذهبا أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت وعندي منه دينار أو نصف دينار
الا أن أعده لغريم المؤلف صحيح حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عارم
قال ثنا ثابت بن يزيد قال ثنا هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم
التفت إلى أحد فقال والذي نفس محمد بيده ما يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا
أنفقه في سبيل الله أموت يوم أموت وأدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما لدين
إن كان فمات صلى الله عليه وسلم وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة وترك درعه عند
يهودي بثلاثين صاعا من شعير يعني مرهونة عنده
76

حدثنا إبراهيم قال
ثنا أبي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن الحسن
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يسرني أن أحدا لي ذهبا مفوضا أموت يوم أموت وعندي منه
أوقيتان إلا أن أرصدهما لغريم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن حرب
قال ثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن الحسن أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله
فقال له اجلس سيرزقك الله ثم آخر ثم آخر يقول لهم اجلسوا فجاء رجل بأربع أواق
فأعطاها النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه صدقة فدعا الأول فأعطاه أوقية ودعا
الثاني فأعطاه أوقية ودعا الثالث فأعطاه أوقية قال وبقيت أوقية واحدة فعرض
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم للقوم فما قام أحد فلما كان الليل وضعها تحت رأسه وفراشه عباءة
فجعل لا يأخذه النوم فيقوم فيصلي ثم يرجع فلا يأخذه النوم فيرجع فيصلي فقالت له
عائشة يا رسول الله حدث شئ قال لا قالت فجاءك أمر من أمر الله قال لا قالت
انك صنعت منذ الليلة شيئا لم تكن تفعله فأخرجها فقال هذه التي فعلت ما ترين
إني خشيت أن يحدث أمر من الله ولم أمضها وبه عن الحسن أن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم
وهو على حصير قد أثر في
77

جنبه وتحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف وإذا
في البيت أهب عطنة قال فبكى عمر فقال له ما يبكيك يا ابن الخطاب قال لا
والله الا أني ذكرت كسرى وقيصر على أسرة الذهب قال أما ترضى يا عمر أن تكون
لهم الدنيا ولنا الآخرة قال بلى قال حماد بن إسحاق وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه
الحال صابرا على عبادة الله واتباع طاعته على الضر والجوع والزهد في الدنيا ثم
فتح الله الفتوح في آخر عمره فصارت له أموال منها أموال مخيريق اليهودي كان
أوصى بماله للنبي صلى الله عليه وسلم لمعرفته بأنه رسول الله ولم يسلم وهي صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالمدينة
78

ومنها ما فتح الله عليه مما لم يوجف المسلمون عليه بخيل ولا
ركاب ونزلوا من حصونهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير قتال وهم بنو النضير وأهل حصن
الكثيبة من حصون خيبر فإنهم نزلوا إليه أيضا بغير قتال وقاتل غيرهم من أهل خيبر
ومن ذلك أيضا فدك قال الله تبارك وتعالى ما أفاء الله على رسوله منهم فما
أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ
قدير فجعل الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما لم يجعله لأحد سواه حدثنا إبراهيم قال ثنا
أبي قال ثنا عمرو بن مرزوق قال أخبرني مالك ابن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن
أوس بن الحدثان أنه سمع عمر ابن الخطاب يصف لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوه الأموال
وفيما تصرف قال فقال عمر أما قول الله عز وجل ما أفاء الله على رسوله منهم فما
أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ
قدير خص الله رسوله بخاصة في ذلك لم يخص بها أحدا من الناس فوالله ما استأثر
بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليكم ولا أخذها دونكم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يأخذ منها نفقته
سنة أو نفقته ونفقة أهله سنة ويجعل ما بقي أسوة المال
79

وروى
إسماعيل بن أبي أويس ورواه محمد بن مسلمة وغيرهما في رسالة عمر بن عبد العزيز
التي كتبها في وجوه الأموال التي تقسم وعرضت على مالك بن أنس فقال هذا رأي أن
عمر بن عبد العزيز قال إن الله تعالى نفل رسوله صلى الله عليه وسلم خاصة دون الناس مما غنمه من
أموال بني قريظة والنضير إذ يقول ما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه
من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير قال
عمر فكانت تلك الأموال خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يجب فيها خمس ولا مغنم ليولي
الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم أجرها وأجر أهل الحاجة إليها والسبقة قال عمر فلم يضنن وقال
بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يحرها أنه لنفسه ولا لقرابته ولم يخصص أحدا منهم بفرض
ولا سهمان ولكن آثر بأوسعها وأعمها وأكثرها نزلا أهل الحق والقدمة من المهاجرين
الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وقسم طوائف منها
في أهل الحاجة من الأنصار قال محمد بن مسلمة فخص المهاجرين بما يستغنون به عن
أموال الأنصار التي كانوا يواسونهم بها قال عمر بن عبد العزيز وحبس منها فريقا
لنائبته وحقوق ما يعمروه وهو غير معتقد شيئا منها ولا مستأثر به ولا مريد له
فجعلها صدقة لا تراث لأحد فيها زهادة في الدنيا ومحقرة لها وأثرة لما عند الله
قال محمد بن مسلمة فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أموال بني النضير بين المهاجرين وأعطى معهم
أهل الخلة من الأنصار وحبس فدك والكثيبة صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا للحرب والسلاح
80

حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن أنس عن
ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
حين توفي أردن أن يبعثن عثمان بن عفان إلى أبي بكر الصديق فيسألنه ثمنهن من
النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لهن عائشة أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نورث ما تركنا فهو صدقة
حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا هشام أبو الوليد قال ثنا حماد بن سلمة
عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال جاءت فاطمة إلى أبي بكر عليهما
السلام فقالت من يرثك فقال ولدي وأهلي قالت فلا يرث رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته فقال
أبو بكر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنا لا نورث ما تركنا فهو صدقة فمن كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعوله فأنا أعوله ومن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفق عليه فأنا أنفق عليه
حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا محفوظ بن أبي توبة قال ثنا عبد الله ابن صالح
قال حدثني الليث بن سعد قال حدثني عبد الرحمن بن
81

خالد عن ابن شهاب
عن عروة بن الزبير أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
أرسلت إلى أبي بكر تسله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أفاء الله على رسوله
وفاطمة حينئذ تطلب صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فدك وما بقي من خمس خيبر فقالت
عائشة فقال أبو بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل
محمد في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حالها التي
كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأعملن فيها ما عمل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا
إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا محفوظ قال ثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن
عروة عن عائشة أن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهما حينئذ يطلبان أرضه من فدك وسهمه من خيبر فقال لهما أبو بكر سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد في هذا المال وإني والله
لا أدع أمرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنعه إلا صنعته حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال
ثنا عمرو بن مرزوق قال أنا مالك
82

ابن أنس عن ابن شهاب عن مالك بن
أوس بن الحدثان قال أرسل إلي عمر بعدما تعالى النهار قال فذهبت فوجدته على
سرير مفضيا إلى رماله فجاء يرفأ فقال يا أمير المؤمنين هل لك في عثمان وعبد
الرحمن وسعد والزبير بن العوام قال نعم إئذن لهم فدخلوا عليه ثم جاء يرفأ فقال
يا أمير المؤمنين هل لك في العباس وعلي قال نعم فإذن لهما فدخلا عليه ثم أقبل
عمر على أولئك الرهط فقال أنشدكم بالله الذي بإذنه تقوم السماء والأرض تعلمون
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة قالوا نعم فقال عمر للعباس وعلي
عليهما السلام توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أنا ولي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئتما إلى
أبي بكر تطلب أنت للعباس ميراثك من ابن أخيك ويطلب هذا يعني عليا ميراث
امرأته من أبيها فقال أبو بكر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا لا نورث ما تركنا فهو صدقة
قال عمر إن الله خص رسوله بخاصة لم يخص بها أحدا من الناس فقال ما أفاء إذا
الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب الآية فكان مما أفاء الله
على رسوله بني النضير فوالله ما استأثر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أخذها دونكم فكان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما يأخذ منها نفقته سنة أو نفقته ونفقة أهله سنة ويجعل ما بقي
أسوة المال
83

حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا إبراهيم بن حمزة
الزبيري قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن عبد الله بن أخي الزهري عن عمه
عن مالك بن أوس بن الحدثان بنحوه قال ابن شهاب فحدثت عروة بن الزبير بذلك
فقال صدق مالك بن أوس أنا سمعت عائشة تقول أرسل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان
إلى أبي بكر يسلنه ميراثهن مما أفاء الله على رسوله حتى كنت أنا تعني نفسها
أردهن عن ذلك فقلت لهن ألا تتقين الله ألم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا نورث يريد
بذلك نفسه ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال فانتهى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
إلى ذلك حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يقتسم ورثتي دينارا ما
تركت بعد نفقة نسائي ومؤونة عاملي فهو صدقة
84

حدثنا إبراهيم قال ثنا
أبي قال ثنا إبراهيم بن حمزة قال ثنا عبد العزيز بن محمد عن محمد بن أخي الزهري
عن عمه عن عبد الرحمن بن هرمز أنه سمع أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
والذي نفسي بيده لا يقتسم ورثتي شيئا مما تركت ما تركناه فهو صدقة حدثنا
إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن بديل بن
ميسرة عن علي بن أبي طلحة عن راشد بن سعد عن أبي عامر الهوزني عن المقدام الكندي
عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا سليمان بن حرب قال ثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد عن
الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري قال ثنا عبد العزيز بن محمد
عن ابن أخي الزهري عن عمه عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أنا أولى
بالمؤمنين من أنفسهم فمن ترك دينا أو ضياعا فإلي ومن ترك مالا فلورثته وفي
حديث الحسن بن أبي الحسن فوالله ما قام أحد بذلك ضمن الدين والضياع وجعل المال
للوارث
85

قال حماد والذي جاءت به الروايات الصحاح فيما طلبه العباس
وفاطمة وعلي لها وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أبي بكر رضي الله عنهم جميعا إنما هو
الميراث حتى أخبرهم أبو بكر والأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا نورث
ما تركنا فهو صدقة فقبلوا ذلك وعلموا أنه الحق ولو لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك كان
لأبي بكر وعمر فيه الحظ الوافر بميراث عائشة وحفصة رضي الله عنهما فآثروا أمر
الله وأمر رسوله ومنعوا عائشة وحفصة ومن سواها ذلك ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يورث
لكان لأبي بكر وعمر أعظم الفخر به أن تكون ابنتاهما فقال وارثتي أي محمد صلى الله عليه وسلم فأما
ما يحكيه قوم أن فاطمة عليها السلام طلبت فدك وذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعها
إياها وشهد لها علي عليه السلام فلم يقبل أبو بكر شهادته لأنه زوجها فهذا أمر لا
أصل له ولا تثبت به رواية أنها ادعت ذلك وإنما هو أمر مفتعل لا ثبت فيه
وإنما طلبت وادعت الميراث هي وغيرها من الورثة وكان النظر والدعوى في ذلك
وقد بينا ما جاءت به الروايات الصحاح فيه وإنما طلبت هي والعباس عليهما
السلام من فدك وغيرها مما خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الميراث لم تذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقطعها إياها بل كان طلبها من فدك وغير فدك ميراثها قال إبراهيم بن حماد حدثنا
عمي إسماعيل بن إسحاق قال ثنا نصر بن علي قال ثنا ابن داود عن فضيل بن مرزوق قال
زيد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام أما أنا فلو كنت مكان أبي بكر حكمت
بمثل ما حكم به أبو بكر في فدك قال حماد بن إسحاق وناظر بنو هاشم أيضا أبا بكر
الصديق في نصيبهم من الفئ والخمس وقالوا له أعطنا منه سهما تاما على قدر عدد
من جعل ذلك له
86

وهو قول الله عز وجل واعلموا أن ما غنمتم من شئ فأن
لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل فلكل من سمي منهم
على قدر عدد من سمي فردهم أبو بكر رضي الله عنه عن ذلك وذهب إلى أن الله عز
وجل إنما جعل الخمس شائعا بين من سمي يعطى كل صنف منهم من ذلك على قدر حاجتهم
وكثرتهم فيزاد أهل الكثرة والحاجة وينقص أهل القلة وحسن الحال فيكون الخمس
شائعا فيهم على ذلك ولا يقسم على سهام معلومة لكل فريق سهم وكذلك الصدقات هي
في الثمانية أصناف التي سمى الله عز وجل شائعة في جميعهم يفضل بعض الأصناف
على بعض إذا كانوا أحوج إلى ذلك وينقص الصنف الآخر من الثمن حتى لو احتاج
المسلمون أن ينفذ الجميع في صنف واحد من الثمانية أصناف لكان جائزا مثلا أن
تشتد شوكة المشركين ويخاف منهم الظهور على المسلمين فيحتاج المسلمون إلى إنفاذ
صدقاتهم كلها في سبيل الله عز وجل وهو أحد الثمانية الأصناف فتنفذ كلها فيها
لأن الله تبارك وتعالى لم يجعلها أجزاء بينهم ولم يجعل لكل صنف الثمن كما قال
ولأبويه لكل واحد منهما السدس فهذا الذي لا يجوز أن يزاد فيه أحد الأبوين على
الآخر وإنما قال في الخمس والصدقات إنها لكذا وكذا فكانت في أولئك شائعة
فيهم إذ لم يجعل لكل صنف شيئا معلوما كما جعل لكل واحد من الأبوين السدس فهذا
مما جاءت فيه الرواية فيما كانت المناظرة فيه بين أبي بكر والقوم عليهم السلام
إنما جاءت في الميراث وفي نصيبهم من الخمس فأما أمر فدك وأن فاطمة رضوان
الله عليها ادعت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعها إياها فلم تثبت في ذلك رواية وإنما هو
شئ مفتعل لا أصل له حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا يحيي بن أكثم قال ثنا
علي بن
87

عياش بن مسلم الألهاني الحمصي عن أبي معاوية صدقة الدمشقي عن
محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق عن أنس بن مالك أن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت لأبي بكر فيما قاولته فيه قد علمت الذي ظلفنا عنه
أهل البيت من الصدقات وما لنا فيما أفاء الله عز وجل علينا من الغنائم وما في
القرآن من ذكر حق ذي القربى قول الله عز وجل واعلموا أن ما غنمتم من شئ فإن لله
خمسه وللرسول ولذي القربى الآية فقرأتها عليه وقوله ما أفاء الله على رسوله من
أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى إلى قوله واتقوا الله إن الله شديد العقاب
فقال لها أبو بكر فبأبي أنت وبأبي والد ولدك وعلى السمع والبصر كتاب الله عز
وجل وحق رسوله صلى الله عليه وسلم وحق قرابته أنا أقرأ من الكتاب مثل ما تقرئين ولم يبلغ علمي
فيه أن لذي قربي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا السهم كله يجري بجماعته عليهم قالت فاطمة
عليها السلام فلك هو ولقرابتك فقال أبو بكر لا وأنت عندي مصدقة أمينة فإن كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليك في ذلك عهدا أو وعدك منه وعدا أوجبه لكم صدقتك وسلمته
إليك قالت فاطمة عليها السلام لم يكن من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك إلي شئ إلا ما
أنزل الله تبارك وتعالى فيه من القرآن غير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أنزل الله عز
وجل ذلك عليه أبشروا آل محمد فقد
88

جاءكم الله عز وجل بالغنا قال أبو
بكر صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدقت فلكم الغنى ولم يبلغ علمي بتأويل هذه الآية أن أسلم
هذا السهم إليكم كاملا فلكم الغنى الذي يسعكم ويفضل عنكم وهذا عمر بن الخطاب
وأبو عبيدة بن الجراح وغيرهما فاسألي عن ذلك فانظري هل يوافقك على قولك أحد
منهم فانصرفت إلى عمر فذكرت له مثل الذي ذكرت لأبي بكر بقصصه وحدوده فقال لها
عمر رضي الله عنه مثل الذي راجعها أبو بكر فقد بينت هذه الرواية جلالة قدر
فاطمة عليها السلام عند أبي بكر ولعله لا يكون أحد من العالمين أشد حبا لها من
أبي بكر عليهما السلام كما كان أشد الناس حبا لأبيها صلى الله عليه وسلم وتصديقه إياها في كل ما
تحكيه أو ترويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشك في أنها تقول الصدق والحق وأنه يعمل
بروايتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقبل قولها وينتهي إليه ليس كما ذكر هؤلاء أنها قالت
لأبي بكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقطعها فدك وشهد لها بذلك علي فلم يقبل أبو بكر قولها
لأنها مدعية لنفسها ولم يقبل شهادة علي عليه السلام لأنه زوج بل قد قال لها فيما
ادعت أنت عندي مصدقة أمينة فإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إليك في ذلك عهدا أو
وعدك منه وعدا أو أوجبه لكم صدقتك وسلمت إليك هذا خلاف ما حكوا وادعوا
وشنعوا به وقد صدق أبو بكر جابر بن عبد الله فيما وعده رسول الله صلى الله عليه وسلم من مال
البحرين فقال لو أتاني مال البحرين لقد حثوت لك كذا وكذا فلما جاء أبا بكر مال
البحرين أمر جابر أن يحثوا واحدة ففعل فقال له عدها فعدها فأعطاه مرتين مثلها
وكذلك كان تصديق بعضهم بعضا فهو كان يصدق شهادة جابر في وعده ويدفعه له ويمنع
فاطمة عليها السلام قطيعة لها ومعها زيادة علي عليه السلام على ما يزعمون وإنما
شأنهم في
89

أمورهم الدعاوى الكاذبة والتشنيعات ثنا القبيحة التي يلزمون
عليا عليه السلام فيها من العيب أكثر مما يلزمون من يريدون الطعن عليه لأنهم
يذكرون أن عليا عليه السلام لم يقم بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي يدعونها له وإنه مع
ذلك بايع أبا بكر وعمر وعثمان وهم ظالمون ثم ملك الأمر فلم يخالف أفعالهم في
فدك وسهم ذوي القربى في جميع أحكامهم وهي عندهم ظلم وهكذا ينكشف عوار مذهب من
حاد عن الطريق وفارق السلف الذين أثنى الله عز وجل على متبعيهم بإحسان وأوجب
لهم بذلك رضوانه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك
الفوز العظيم وكذلك ما روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه فعله بعدي بن
حاتم لما جاء بصدقات قومه إلى أبي بكر وهو يقاتل أهل الردة فأعطاه منها ثلاثين
بعيرا فقال له عدي أنت تحتاج إلى الإبل في هذا الوقت فقال إني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لما قدمت عليه تعود ويكون خير قال أبو إسحاق وسمعت عمي يقول وذكر هذه
القصة قال هذا الوأي وهو أضعف من الوعد قوله تقدم ويكون خير فلم يدع أبو بكر
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأيا ولا وعدا إلا أنفذه قال حماد ولم يستأثر رسول الله صلى الله عليه وسلم بشئ من
الأموال ولا أعتقد ذلك لنفسه ولا لابنته عليهما السلام بل كان قصده لأمر الآخرة
والزهد في الدنيا ورفضها والأعراض عنها وكذلك كان اختياره لفاطمة عليها السلام
ترك الدنيا والزهد فيها حتى لم يعطها خادما من السبي الذي أتاه مع ما شكت هي
وعلي عليهما السلام من شدة الحاجة إلى ذلك ووكلهم إلى التسبيح والتحميد
والتكبير وأن ذلك خير لهما من الخادم وأن أمر الآخرة أولى بهما من الدنيا
وامتنع من الدخول إليها حين قدم من تبوك وقد بدأ بها كما كان يفعل إذا قدم من
سفر من أجل مقينعة صبغتها بشئ من زعفران وستر
90

اتخذته وبساط حتى نزعت
ذلك ولبست أطمارها فدخل إليها وقال كذلك كوني فداك أبي وأمي وامتنع في
الحديث الآخر من الدخول إليها من أجل مسح أو ستر وقلبين به من فضة حلت بهما
الحسن والحسين وفجعهما هذا بهما وهما يبكيان على القلبين وبعث بذلك إلى أهل
بيت بالمدينة وقال إن هؤلاء أهل بيتي أكره أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا
يا ثوبان اشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من عاج فكيف يمنعها القليل الحقير
من أمر الدنيا ولا يرضاه لها ويقطعها فدك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله عز وجل أن
يجعل رزق آل محمد قوتا فكيف كانت هذه دعوته ومسألته ربه لهم ويزعم هؤلاء أنه
اتخذ الأموال الجليلة لنفسه وابنته وقد برأه الله عز وجل من ذلك فاعرض عن
الدنيا فلم يلتفت إليها حتى لقي الله عز وجل فهذه كانت سبيل رسول الله صلى الله عليه وسلم في
أهله الزهد في الدنيا والقصد لأمر الآخرة وبه نزل القرآن في أمر أزواجه قال الله
عز وجل يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين
أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله
أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما فخيرهن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك وبدأ بعائشة فاخترن
الله ورسوله والدار الآخرة فهذا كان مذهبه صلى الله عليه وسلم في نفسه وأهله وقد بيناه من كتاب
الله عز وجل ومن الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان أقطعها فدك كما ذكروا لكانت
من أيسر امرأة في العرب لجلالة قدرها وكثرة ثمنها فقد كانت قيمتها القيمة
الجليلة التي لم يملك حجازي ما يقاربها وكذلك ادعو أيضا في سائر الأموال التي
أفاءها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ملكها لنفسه حتى خلفها ميراثا ولم يجعلها صدقة طعنا
منهم على أئمة السلف
91

فلو كان الأمر على ما ذكروا لم يكن فيهم أكثر
أموالا ولا أعظم ملكا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنته فاطمة عليها السلام وقد برأه الله
وابنته صلى الله عليه وسلم من ذلك وكان أزهد الناس في الدنيا حتى لقى الله عز وجل حتى كان يناله
ما يناله من سهر الليل والغم والاهتمام في أوقية تبقى عنده ويقول هذه التي فعلت
ما ترين يا عائشة إني خشيت أن يحدث أمر من أمر الله ولم أمضها ويقول لبلال في
أوقيتين أو أوقية ونصف فضلت عنده أنظر أن تريحني منها فإني لست داخلا على أحد
من أهلي حتى تريحني منه وأقام في المسجد يومين وليلة لا يدخل منزلا حتى أنفذها
بلال فكبر وحمد الله شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ثم دخل إلى أزواجه
ويقول صلى الله عليه وسلم ما يسرني أن أحدا تحول لآل محمد ذهبا أنفقه في سبيل الله أموت يوم
أموت وأدع منه دينارين إلا دينارين أعدهما لدين إن كان وإذ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا
يسره أن ينفق مثل أحد ذهبا في سبيل الله والحسنة في سبيل الله بسبع مائة ضعف
قال الله عز وجل مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع
سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء على أن يبقي له من ذلك
ديناران إلا لغريم فكيف يحوز الأموال الكثيرة على ما زعموا لنفسه وابنته وهو صلى الله عليه وسلم
يقول لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا ينهاهم عن ذلك ويقلل الدنيا في أعينهم
ويزهدهم فيها وهي في عينه صلى الله عليه وسلم أقل وهو فيها أزهد ثم يتخذ زعموا هذه الضياع الكثيرة
والأموال الجليلة لنفسه وابنته وأنه صلى الله عليه وسلم مات وما ترك دينارا ولا درهما ولا عبدا
ولا وليدة ولا شاة ولا بعيرا لأن جميع ما صار له صلى الله عليه وسلم جعله صدقة كما ثبتت به
الرواية التي ذكرنا ولو رغب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الدنيا لقبل من خزائن الأرض ما لم
يعطه أحد قبله ولا يعطاه أحد بعده كما عرضت عليه على أن لا ينقصه ذلك مما عند
الله جل ذكره في الآخرة شيئا وجعل ذلك لنفسه وابنته وأهله بل قال يجمع هذا كله
لي في الآخرة وجعل له به
92

العوض من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار
ويجعل لك قصورا ففي هذا أبين الحجة وأوضحها لدفع ما قالوا ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
أقطعها فدك مع عظيم قدر فدك وكثرتها وجلالتها حتى يقول صلى الله عليه وسلم لبلال في الرواحل
أهداهن لي عظيم فدك وهذا أيضا يدل على عظم قدرها يومئذ لكان ذلك ظاهرا مكشوفا
عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يضق علم ذلك حتى يحتاج فيه كما زعموا إلى شهادة علي
عليه السلام وحده ولو كان أشهد عليا على ذلك لأشهد معه غيره من أصحابه فلقد كان
صلى الله عليه وسلم يفعل فيما هو أقل خطبا من فدك الفعل فيعرف ذلك المسلمون ولا يخفى عليهم
اتباعا منهم لأموره وأفعاله وتفقدا منهم لها وكيف كان يخفى إقطاعه ابنته مثل
فدك وما أقطع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا قطيعة في ناحية من النواحي ولا أطعم أحدا من
أصحابه بخيبر حيث أطعم بها جماعة منهم للواحد منهم الأوسق وأكثر منها إلا كان
ذلك معلوما ظاهرا لم يخف منها شئ على المسلمين ويكتب لمن يقطع ذلك الكتب
تكون بأيديهم ويرسل فيما بعد من المدينة مع من أقطعه من يسلمه إليه حتى لم يخف
ما أقطعه وائل بن حجر حضرموت وتسميته من أرسل معه وكذلك أبيض بن حمال المأربي
أقطعه بمأرب من اليمن وكذلك قيلة أخت بني أنمار وصاحبها وكذلك مجاعة
باليمامة وسائر من أقطعه من العرب وغيرهم في المواضع القريبة والبعيدة مما يكثر
ويطول به الكتاب فكيف يخفى مثل هذا وخيبر وفدك أجل ما فتح الله على رسوله فما
خفي
93

على المسلمين إطعام رجل واحد أطعمه من خيبر شيئا قليلا ولا كثيرا
وزعموا أنه أقطع فاطمة فدك بأسرها دون جميع الناس وخفي ذلك على المسلمين حتى
لم نجد شاهدين من أهله ولا من غيرهم علما بذلك يشهدان بها فليتق الله قوم ولا
يحملهم ما يريدون من الطعن على من تقدم من الأئمة أن يخرجهم ذلك إلى الطعن على
رسول الله صلى الله عليه وسلم يثبتوا زعموا بقولهم أنه صلى الله عليه وسلم كان نبيا ملكا لا نبيا زاهدا لأنه متى
ثبت قولهم فيما ذكروا مما حواه لنفسه وتركه ميراثا وأنكروا أن يكون تركه صدقة
وخرج منه لله عز وجل حتى خلف خيبر مع عظيم قدرها وأموال بني النضير وهي الحوائط
السبع بالمدينة لم يخرج إلى الله عز وجل منه وأقطع ابنته فاطمة دون جميع
المسلمين فدك مع كثرتها وجلالتها فلو كان الأمر على ما قالوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وابنته حازا جميع هذه الأموال لأنفسهما دون جميع المسلمين لكان صلى الله عليه وسلم أحد ملوك
الدنيا من الأنبياء وهو أزهد الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين لا نعلم
أحدا من الأنبياء عرضت علي خزائن الأرض على أن لا ينقصه ذلك مما عند الله عز
وجل في الآخرة فأبى ذلك وقال بل اجمعوه لي في الآخرة غيره صلى الله عليه وسلم ولم يزل معرضا عن
الدنيا لا يعبأ بشئ منها حتى لقي الله عز وجل وقد ذكرنا قليلا من كثير من زهده
في الدنيا في هذا الكتاب ولو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقطعها فدك وعلم بذلك علي عليه
السلام وشهد به كما ذكروا لأوجبها علي عليه السلام لورثة فاطمة عليها السلام
حيث ولي الأمر ولم يظلمهم حقوقهم أن كان قد شهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما
زعموا ولم يسعه إلا ذلك إن كان كما قالوا شهد بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن
علمه أبو بكر فرد شهادته من أجل أنه زوجها وكان يجب عليه عليه السلام حيث ولي
الأمر أن يمضيه لهم ويقول قد أشهدني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورد أبو بكر شهادتي من أجل أني
زوج ولا يسعني إلا إنفاذ الحق لأهله كما جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم لها إذ علمت منه ما
لم يكن علمه أبو بكر
94

فإنه لا يحل لمسلم إلا إنفاذ ما صح عنده من فعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره يقول الله عز وجل فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم
فتنة أو يصيبهم عذاب أليم كما عمل أبو بكر رحمه الله فيما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم
من قوله انا لا نورث وكذلك إمضاؤه أمر قسم الخمس وغيره على ما رأى من فعله صلى الله عليه وسلم
ثم لا يستوحش من ذلك ولا يشاور فيه أحدا كما كان يفعل في غيره مما لم يسمع فيه
منه شيئا فيجمع له أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بعده ومن قال بهذا القول يلزمه الطعن
على علي عليه السلام أكثر مما يلزمه من الطعن على أبي بكر إذ كان يزعم أن عليا
عليه السلام لم ينفذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد علمه وشهد به وأجاز ما كان ظلما
عنده ولم يغيره وزعموا أن أبا بكر لم يكن علم بذلك وإنما شهد به عنده الزوج فلم
يجز شهادته وطعنهم على علي عليه السلام في هذا أكثر وقد خلفت عليها السلام من
الولد الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم عليهم السلام فتزوج عبد الله بن جعفر
بزينب وولدت له أولادا وتزوج عمر بأم كلثوم وولدت له زيدا ورقية ابني عمر
فكان يجب على علي عليه السلام تسليم فدك إلى ولدها وكان لعمر رضي الله عنه
الحظ الوافر في ذلك وهو حق زوجته أم كلثوم ثم لزيد ابنه منها ولد قال حماد
والذي روينا مما اتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم من اللباس الذي يلبسه ويتجمل به ومن الإبل
والغنم التي ومن الخيل والسلاح للعدة في سبيل الله عز وجل ما نحن ذاكروه إن شاء
الله
95

فأما الخيل فحدثنا هارون بن مسلم قال ثنا محمد بن عمر بن واقد
قال حدثني محمد بن يحيي بن سهل بن أبي حثمة عن أبيه قال أول فرس ملكه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فرس ابتاعه بالمدينة من رجل من بني فزارة بعشرة أواق كان اسمه عند الإعرابي
الضرس فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم السكب وكان أول ما غزا عليه يوم أحد وليس مع
المسلمين يومئذ فرس غيره وفرس لأبي بردة بن نيار يقال له مرواح قال محمد بن
عمر وحدثني عبد الحميد بن جعفر عن يزيد بن أبي حبيب قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس
يدعى السكب قال محمد بن عمر وحدثني الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن ابن
عباس قال كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرس يدعى المرتجز
96

قال محمد فسألت محمد
بن يحيي بن سهل عن المرتجز فقال هو الفرس الذي اشتراه من الإعرابي الذي شهد له
فيه خزيمة بن ثابت وكان الاعرابي من بني مرة يعني حيث جاء خزيمة بن ثابت
الأنصاري والأعرابي يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم أبعك الفرس وذلك أنهم أعطوه به أكثر
من الثمن الذي ابتاعه به رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع عن البيع ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قد بعتنيه
فقال الأعرابي من يشهد لك بذلك فقال خزيمة أنا أشهد أنك قد بعته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لخزيمة كيف شهدت بهذا قال أشهد أن كل ما قلت هو الحق
والصدق فجعلت شهادة خزيمة كشهادة رجلين قال محمد بن عمر وحدثني أبي بن عباس بن
سهل بن سعد عن أبيه عن جده قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أفراس لزاز والطرب
واللحيف فأما اللزاز فأهداه المقوقس وأما اللحيف فأهداه له ربيعة بن البراء
من كلاب فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب وأما الطرب فأهداه له فروة بن
عمرو بن الباقرة الجذامي من البلقا ويقال لها عمان واهدى تميم
97

الداري
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا يقال لها الورد فأعطاه عمر فحمل عليه عمر في سبيل الله ثم
وجده يباع حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك بن
أنس عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال حملت على فرس في سبيل الله فوجدته
يباع فأردت أن أبتاعه فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تبتع صدقتك ولا تعد فيها فإن
العائد فيها كالعائد في قيئه حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا مسلم بن إبراهيم
عن سعيد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال أرسلت الخيل زمان الحكم
بن أيوب فلما رجعنا قلنا لو مررنا بأنس بن مالك فسألناه فأتيناه فقلنا يا أبا
حمزة هل كنتم تراهنون على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال نعم لقد سابق رسول الله صلى الله عليه وسلم على فرس
يقال لها سبخة فجاءت سابقة فهش لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعجبه
98

وأما دوابه
صلى الله عليه وسلم من البغال والحمير والإبل حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا هارون بن مسلم
قال ثنا محمد بن عمر قال ثنا موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه قال كانت
دلدل بغلة النبي صلى الله عليه وسلم أول بغلة ركبت في الإسلام أهداها المقوقس وأهدى معها حمارا
يقال له عفير وكانت قد بقيت حتى كان زمان معاوية حدثنا إبراهيم قال ثنا حيان
بن بشر قال ثنا يحي بن آدم قال ثنا يونس عن محمد بن إسحاق عن رجل قال رأيت بغلة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزل عبد الله بن جعفر يجش أو يدق لها الشعير وقد ذهبت أسنانها
حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا هارون بن مسلم قال حدثني محمد ابن عمر أخبرني
ابن أبي سبرة عن زامل بن عمرو قال أهدى فروة بن
99

عمرو الجذامي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بغلة يقال لها فضة فوهبها لأبي بكر الصديق وحماره يعفور نفق منصرفه
من حجة الوداع قال وقال معمر عن الزهري قال دلدل أهداها فروة بن عمرو الجذامي
وحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها القتال يوم حنين قال محمد بن عمر وأخبرنا أصحابنا جميعا
قالوا كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء من نعم بن قشير قال محمد بن عمر وحدثني
موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال كانت من نعم بني قشير ابتاعها
أبو بكر الصديق وأخرى معها بثمان مائة درهم فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي هاجر
عليها وكانت حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم رباعية فلم تزل عنده حتى نفقت وكان اسمها
القصواء والجدعاء والعضباء كل هذا كان يقال لها والقصواء قطع في أذنها يسير
والعضباء مثلها والجدعاء النصف من الأذن وقال قتادة سألت سعيد بن المسيب عن
العضب في الأذن قال النصف فما فوقه حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا سليمان
بن حرب قال ثنا حماد بن
100

سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك قال كانت
ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تسبق فجاء اعرابي على ناقة فسابقها فسبقها فاشتد
ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من قدرة الله عز وجل أن لا
يرفع شئ إلا وضعه وأما سلاحه صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا هارون بن
مسلم قال ثنا محمد بن عمر قال ثنا ابن أبي سبرة عن عبد المجيد بن سهيل بن عبد
العزيز بن عبد الرحمن بن عوف قال قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في الهجرة بسيف كان
لأبيه مأثورا وقال ابن أبي سبرة عن عبد الرحمن بن عطاء صاحب الشارعة قال كانت
درع رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات الفضول أرسل بها سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى
بدر وسيف يقال له العضب فشهد بهما بدرا حتى غنم سيفه ذا
101

الفقار يوم
بدر من منبه بن الحجاج قال وحدثني ابن أبي الزناد عن أبيه عن عبيد الله بن عبد
الله عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غنم سيفه ذا الفقار يوم بدر قال وحدثني ابن
أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري قال أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من
سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف سيفا قلعيا وسيفا يدعى بتار وسيفا يدعى الحيف
وكان عنده بعد ذلك رسوب والمخذم أصابهما عند صنم طي وأخذ من سلاح بني قينقاع
ثلاثة أرماح وثلاث قسي قوس اسمها الروحاء وقوس من شوحط تدعى البيضاء وقوس
صفراء تدعى الصفرى من نبع وأصاب درعين يومئذ من سلاحهم درع يقال لها السعدية
ودرع تدعى فضة
102

وقال محمد بن مسلمة الأنصاري رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم أحد درعين درعه ذات الفضول ودرعة فضة كانت للقينقاعي ثم وكان من أبطالهم
ورأيت عليه يوم خيبر درعين ذات الفضول والسعدية درع عكبر القينقاعي وأصاب من
سلاحهم مغفرا موشحا قال ابن أبي سبرة عن مروان بن أبي سعيد قال كانت للنبي صلى الله عليه وسلم
قوس تدعى الكتوم من نبع كسرت يوم أحد أخذها قتادة بن النعمان حدثنا إبراهيم
قال ثنا أبي قال ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني أخي عن سليمان بن بلال عن
علقمة بن أبي علقمة قال بلغني أن اسم فرس النبي صلى الله عليه وسلم السكب وكان أغر محجلا طلق
اليمين واسم بغلته الدلدل كانت شهباء وكانت بينبع حتى ماتت ثم واسم حماره
اليعفور وكان رسنه من ليف واسم ناقته القصواء وسيفه ذا الفقار واسم رايته
العقاب
103

وأما كسوته صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا مسدد قال
ثنا حفص بن غياث عن الحجاج عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يعتم ويلبس برده الأحمر في العيدين والجمعة حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال
ثنا الحجاج بن المنهال قال ثنا حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح وعليه عمامة سوداء وأما سريره الذي كان ينام عليه
حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا هارون بن مسلم قال قال ثنا محمد بن عمر قال
حدثني ابن أبي سبرة عن محمد بن أبي حرملة عن عطاء بن يسار عن عائشة قالت كانت
قريش بمكة وليس شئ أحب إليها من السرر تنام عليها فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
المدينة ونزل منزل أبي أيوب قال صلى الله عليه وسلم يا أبا
104

أيوب أما لكم سرير فقال
لا والله فبلغ أسعد بن زرارة فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرير له عمود وقوائمه من
ساج ورمله من خزم يعني المسد فكان ينام عليه حتى تحول إلى منزلي فكان فيه فوهبه
لي فكان ينام عليه حتى توفي فوضع عليه وصلي عليه فطلبه الناس منا يحملون عليه
موتاهم فحمل عليه أبو بكر وعمر والناس يطلبون بركته قال محمد بن عمر اجتمع
أصحابنا بالمدينة لا يختلفون أن سرير النبي صلى الله عليه وسلم اشترى ألواحه عبد الله بن إسحاق
الإسحاقي من موالي معاوية اشترى ألواحه بأربعة آلاف درهم وأما منائحه صلى الله عليه وسلم حدثنا
إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا هارون بن مسلم قال ثنا محمد بن عمر قال حدثني أبو إسحاق
إبراهيم بن سويد الأسلمي عن عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن عباس قال كانت
للنبي صلى الله عليه وسلم منائح سبعة أعنز ترعاهن أم أيمن قال وقال عبد الملك بن سليمان بن أبي
المغيرة عن محمد بن عبد الله بن الحصين قال كانت منائح رسول الله صلى الله عليه وسلم ترعى بأحد
105

وتروح كل ليلة على بيته في البيت الذي يدور فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماهن
إبراهيم بن عبد الله بن عتبة بن غزوان قال كن سبع منائح عجوة وزمزم وسقيا وبركة
وورسة وأطلال وأطراف قال وحدثني خالد بن الياس عن صالح بن نبهان مولى التوأمة
عن أبيه عن أبي الهيثم بن التيهان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أهل بيت عندهم شاة إلا
وفي بيتهم بركة وقال خالد بن الياس عن أبي ثفال المرى عن خاله الوليد بن يزيد
المرى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أهل بيت تروح عليهم ثلاثة من الغنم إلا كانت
الملائكة تصلي عليهم حتى تصبح وأما لقاحه صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا
هارون بن مسلم قال حدثني محمد بن عمر قال حدثني عبد السلام بن موسى بن جبير عن
أبيه
106

قال كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم سبع لقائح تكون بذي الجدر ولقائح رسول
تكون بالجماء وكان كرز بن جابر أغار عليها من الجماء وكن يومئذ ثلاث لقائح مع
سرح المدينة لقحة من اللقائح التي بذي الجدر تدعى مهرة ولقحة تدعى الشقراء ولقحة
تدعى الزباء وكانت مهرة أرسل بها سعد بن عبادة من نعم بني عقيل وكانت غزيرة
وكانت الشقراء والزباء ابتاعهما بسوق النبط من المدينة من بني عامر وكن يحتلبن
ويسرح إليه بألبانها كل ليلة فيشربه أهله وأضيافه فلما كانت اللقاح بذي الجدر
التي أغار عليها العرنيون سبع لقاح فيها غلام للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له يسار الذي أصابه
في بني عبد بن ثعلبة فأعتقه وهو نوبي فقتلوه يومئذ حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي
قال ثنا هارون بن مسلم قال ثنا محمد بن عمر قال حدثني سليمان بن بلال عن يحيى بن
سعيد عن سعيد بن المسيب قال لما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يأته لبن لقاحه قال عطش
الله من عطش آل محمد الليلة قال محمد وحدثني معاوية بن عبد الله بن عبيد الله
بن أبي رافع
107

قال وكانت لقائح رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أغار عليها القوم
بالغابة قد بلغت عشرين لقحة وكانت التي يعيش بها آل محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يراح
عليهم كل ليلة بقربتين عظيمتين من لبن وكان فيها لقاح لها غزر الحناء والسمرى
ولا والعريش والسعدية والبغوم واليسيرة قال وحدثني هارون بن محمد بن سالم مولى
حويطب عن أبيه عن نبهان مولى أم سلمة قال سمعت أم سلمة تقول كان عيشنا مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم اللبن وأكثر عيشنا كانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقائح بالغابة فكان قد فرقها على
نسائه فكانت لي لقحة حلب غزيرة يقال لها العريش وكنا منها فيما شئنا من اللبن
وكانت لعائشة لقحة تدعى السمراء ولم تكن كلقحتي فكانتا تحلبان لم فتوجد لقحتي
حدثنا أغزر منها بمثل لبنها وثلثه قال محمد وحدثني موسى بن عبيدة عن ثابت مولى
أم سلمة عن أم سلمة قالت أهدى الضحاك بن سفيان الكلابي للنبي صلى الله عليه وسلم لقحة تدعى بردة
لم أر من إبل الناس شيئا قط أحسن منها وتحلب ما تحلب لقحتان غزيرتان وكانت
تروح على أبياتنا من الرعي يرعاها هند وأسماء يعتقبانها بأحد مرة وبالجماء مرة
ويأتي بها ومعه ملء ثوبه مما يسقط من الشجر مما يهش عليه من الشجر فتبيت في
علف
108

حتى الصباح فربما حلبت على أضيافه فيشربون حتى ينهلوا غبوقا
ويفرق علينا بعد ما فضل وحلابها صبوحا حسن وأما خدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال محمد بن
عمر كان خدم النبي صلى الله عليه وسلم الذين يخدمونه لا يريمون بابه أنس بن مالك وهند وأسماء
ابنا حارثة قال وكان أبو هريرة يقول ما كنت أظن الا أنهما مملوكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال وقالت سلمى امرأة أبي رافع كن خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم وأنا واسمي سلمى وخضرة
ورضوى كن إماء له فأعتقهن وميمونة بنت سعد قال وحدثني محمد بن الحسن بن الحب
يعني أسامة عن أهله قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأم أيمن يا أمه قال وحدثني عتبة
بن جبيرة الأشهلي قال كتب عمر بن عبد العزيز إلى
109

أبي بكر بن حزم أن
أفحص عن أسماء خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرجال والنساء ومواليه فكتب إليه يخبره أن
أم أيمن بركة كانت لأبي رسول الله صلى الله عليه وسلم فورثها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقها وكان عبيد بن
عمرو الخزرجي قد تزوجها بمكة فولدت أيمن ثم إن خديجة ملكت زيد بن حارثة فسأل
رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة أن تهب له زيدا وذلك بعد أن تزوجها فوهبته له فأعتقه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو كبشة من مولدي مكة فأعتقه وكان أنجشه من مولدي السراة فأعتقه
وكان صالح وهو شقران غلاما له فأعتقه وكان سفينة غلاما له فأعتقه وكان ثوبان
رجلا من أهل اليمن ابتاعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة فأعتقه وله نسب إلى اليمن وكان
يسار نوبيا أصابه في غزوة بني عبد بن ثعلبة فأعتقه وكان رباح أسود فأعتقه وكان
أبو رافع للعباس فوهبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أسلم العباس بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأعتقه واسمه أسلم وكان فضالة مولى له نزل الشام بعد زمان وكان أبو مويهبة مولدا
من مولدي مزينة
110

فأعتقه وكان رافع غلاما لسعيد بن العاص فورثه ولده
فأعتق بعضهم في الإسلام وتمسك بعض فجاء رافع إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستعين به على من لم
يعتق حتى يعتقه وكلمه يومئذ فيه فوهبه له فأعتقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقول أنا مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان مدعم غلاما للنبي صلى الله عليه وسلم وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي من مولدي
حسما قبل وادي القرى فروى أبو هريرة أنه شهد خيبر ثم انصرف إلى وادي القرى فلم
يزل يحط رحله بوادي القرى فجاءه سهم غرب فقتله فقيل هنيئا له الشهادة فقال
النبي صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي غل يوم خيبر تحترق عليه في النار
وكان كركرة غلاما للنبي صلى الله عليه وسلم أهداه له قال حماد بن إسحاق فهذا ما انتهى إلينا مما
اتخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما فتح الله عليه الفتوح من الخيل والسلاح والعدة في سبيل
الله والكسوة التي يتجمل بها في المسلمين واللقاح والغنم التي يقوت بها عياله
وأضيافه وهذه العنزة التي كانت تحمل بين يديه في العيدين وأبياته التسع من جريد
النخل والمسوح أخبية كان فيها أزواجه صلى الله عليه وسلم حدثنا إبراهيم قال ثنا أبي قال ثنا أحمد
بن المعذل عن محمد بن
111

مسلمة عن مالك بن أنس أنه قال رأيت بعض أهل
العلم يقولون وددنا أنهم حيث كانوا بنوا مسجد المدينة وأحاطوا الحائط على قبر
ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا تركوا أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم التسع حتى يراها الناس قد
اتخذت بالجريد والمسوح فيعتبرون بذلك ويقولون هذا أكرم الخلق على الله رضي من
الدنيا بهذا ونحسب عمر ابن عبد العزيز وهو الذي بنى المسجد فهذه كانت حاله من
الدنيا لم يعبأ بها ولم يزدد فيها إلا زهدا وإيثارا لأمر الآخرة حتى لقي الله عز
وجل ولم يتخذ سترا ولا فرشا ولا آنية ولا زينة من زينة الدنيا إنما هو ما يبلغ
كما قال لأصحابه ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد الراكب وقد فتح الله عليه ووسع
وهو على الزهد في الدنيا والرفض لها فأعتق كل عبد له وأمة في حياته صلى الله عليه وسلم وأزلف
مقامه لديه قال إبراهيم بن حماد ثنا عباس بن محمد الدوري قال ثنا سعيد بن محمد
الجرمي قال ثنا أبو تميلة قال ثنا أبو شعبة قوله الحنفي عن أبي الربيع قال كنا مع
أنس بن مالك في بستان له إذ ألقيت له طنفسة ثم جئ
112

بخوان ثم جئ
بروية فوضعت على الخوان فلما رأى ذلك أنس بكى قال قلنا ما يبكيك يا أبا حمزة
قال ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا على طنفسة قط ولا رأيت بين يديه خوانا قط أبو
إسحاق ثنا أبو بدر عباد بن الوليد قال ثنا عمرو بن عون قال ثنا كثير بن سليم عن
أنس قال ما رفع من بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم شواء قط ولا حملت معه طنفسة ووقفت هذه
الأشياء التي ذكرناها من الأموال التي أفاءها الله عليه والكسوة والخيل والبغلة
والحربة وما ذكرنا مع ذلك بعد وفاته على أن ذلك كله صدقة بقوله صلى الله عليه وسلم ما تركنا فهو
صدقة وكانت غلات الضياع تقسم في سبل الخير على ما كان يقسمها صلى الله عليه وسلم في حياته وأما
ما سوى ذلك مثل البغلة والحربة والكسوة والسلاح والسرير فوقف أيضا تتجمل به
الأئمة المسلمون بعده ويتبركون به كما كان صلى الله عليه وسلم يتجمل به وكان ذلك في أيدي الأئمة
واحدا بعد واحد ومما يدل على أنه صلى الله عليه وسلم جعل ما خلف بعده من ذلك صدقات موقوفات
الأصول غير مقسوم أصوله من الرواية ما في حديث مالك بن أنس عن أبي الزناد عن
113

الأعرج عن أبي هريرة الذي ذكرنا في هذا الكتاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا يقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة عيالي ومؤونة عاملي فهو صدقة فدل ذلك
على أنها صدقات موقوفات الأصول إذ كان يخرج منها في ووقت نفقة نسائه ومؤونة
عامله كما جرى الأمر في حياته صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته أنها وقوف محبسة لا تقسم أصولها
وحديث ابن شهاب عن مالك بن أوس بن الحدثان الذي ذكرناه أيضا انه سمع عمر بن
الخطاب يقول فيما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم من المال قال فوالله ما استأثر بها رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولا أخذها دونكم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذ منها نفقته ونفقة أهله ويجعل ما
بقي أسوة المال فدل هذان الحديثان على أنها موقوفات الأصول وفيما روينا في هذه
الحربة ما حدثنا به محمد بن عبد الله أبو ثابت المدني قال ثنا عبد الرحمن بن
سعد المؤذن عن عبد الله بن محمد بن عمار وعمار بن حفص وعمر بن حفص المؤذنين
ولد سعد القرظ المؤذن عن آبائهم عن أجدادهم أن النجاشي بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث
عنزات فأعطى عمر
114