الكتاب: كتاب الصمت وآداب اللسان
المؤلف: ابن أبي الدنيا
الجزء:
الوفاة: ٢٨١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: أبو إسحاق الحويني
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٠
المطبعة:
الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت
ردمك:
ملاحظات:

الصمت
وحفظ اللسان
1

الطبعة الثانية
1408 ه‍ - 1988 م
طبعة مزيدة ومنقحة
دار الاعتصام
8 شارع حسين حجازي - ت 3546031 / 3551748 ص ب 470 القاهرة
للطبع والنشر والتوزيع
2

الصمت
وحفظ اللسان
تأليف
الحافظ أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا
المتوفي 281 ه‍
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
حديث شريف
تحقيق وتعليق
د. محمد أحمد عاشور
دار الاعتصام
3

بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
وصف الامام شمس الدين الذهبي -
ت 748 ه‍ 1374 م - تصانيف الحافظ أبي بكر
ابن أبي الدنيا بأن فيها: (مخبآت وعجائب)!! وهو
وصف في الحقيقة دقيق وعميق ينطبق تماما على غالب
مؤلفات هذا العالم الفذ، والتي تناولت بصفة عامة
سلوكيات المجتمع الاسلامي، وآدابه وعوامل تربيته،
وتحقيق مثله العليا، ومكارم أخلاقه.
مولده ونشأته
ولد الحافظ الجليل أبو بكر عبد الله بن محمد بن
عبيد بن سفيان بن قيس القشيري مولى بني أمية،
والمعروف بابن أبي الدنيا (1) بمدينة بغداد في أوائل
5

القرن الثالث الهجري سنة 208 ه‍ وهو القرن الذي
شهد نهضة كبرى في شتى فروع العلم، والمعرفة،
ونشطت فيه حركة التأليف والترجمة، واتسعت حتى
شملت معظم علوم الأمم الدينية والدنيوية، وازدهرت
فيه بصورة خاصة فنون الأدب، وعلوم الحديث،
والفقه والأصول واللغة والتفسير والفلسفة، وعلم
الكلام، وأصبحت عاصمة الرشيد مقصد العلماء
والأدباء، ومركز النهضة في العلوم الكونية كالفيزياء
والكيمياء، والفلك والرياضيات، وكل ما أفرزه
العقل الانساني من نشاط فكري.
6

في هذه البيئة العلمية المزدهرة نشأ ابن أبي الدنيا
وجد في طلب العلم، وتتلمذ على مئات من الشيوخ
الكبار الذين تخصصوا في ألوان مختلفة من علوم
الاسلام وفنون الأدب، وروى عن خلق كثير من
علماء عصره الذين نبغوا في علم الحديث، وبرعوا في
الفقه وأصوله، وملكوا ناصية الأدب، وتعمقوا في
أسرار اللغة، وقد أحصى الامام الذهبي وغيره من
شيوخه ما يربى على تسعين شيخا من أشهرهم أحمد بن
حنبل، وعلي بن الجعد، وأبو عبيد القاسم بن سلام
ومحمد بن سلام الجمحي.
منزلته العلمية:
من خلال استعراضنا لمصنفات الحافظ ابن أبي
الدنيا والتي أربت على ثمانين ومائة كتاب نلاحظ أنه
كان يتمتع بمكانة علمية فائقة، وكان ذا بصر ودراية
بثقافة عصره، وصاحب عقلية فذة استوعبت فنون
العلوم الاسلامية وفي مقدمتها علم الحديث والتاريخ
والاخبار والأدب والفقه واللغة.
ولا شك ان اختياره لتربية أبناء الخلفاء وتعليمهم
يعتبر من الدلائل الناصعة على رقى ثقافته واتساع
معرفته وتألق شخصيته، وعلو منزلته.. فمن الطبيعي
أن لا يقع اختيار الخلفاء لتربية أبنائهم وتشكيل
7

عقليتهم - إلا على من اتسعت آفاق علمه، وخبر
حقائق الحياة، وتمرس بتجاربها وبلغ الغاية في توجيه
النشئ المسلم وسبر أغواره.. هذا الاختيار لا بد وأن
يكون أيضا قائما على أن ذلك المعلم المختار في القمة من
الأخلاق الفاضلة والسلوك النظيف وصدق الكلمة
وعلو الهمة وسمو النفس وحسن القدوة.. ولقد كان
ابن أبي الدنيا كل هذه الصفات مجتمعة شهد له بذلك
علماء عصره ومن ترجموا له بعد عصره.
قال عنه ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي وقال
أبى: هو صدوق (1)
وقال ابن النديم: (كان يؤدب المكتفى بالله وكان
ورعا زاهدا عالما بالاخبار والروايات. (2)
وقال الحافظ ابن كثير: الحافظ المصنف في كل فن
المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة الشائعة الذائعة في
الرقاق وغيرها، وكان صدوقا أدبيا إخباريا
8

كثير العلم... حديثه في غاية العلو (1)
وقال جمال الدين أبو المحاسن بن تغرى بردى: كان
مؤدبا لجماعة من أولاد الخلفاء منهم المعتضد، وابنه
المكتفى، وكان عالما زاهدا ورعا عابدا، وله
التصانيف الحسان، والناس بعده عيال عليه في الفنون
التي جمعها، وروى عنه خلق عنه كثير، واتفقوا
على ثقته وصدقه وأمانته. (2)
وقال الزركلي: كان من الوعاظ العارفين بأساليب
الكلام، وما يلائم طبائع الناس. (3)
ابن أبي الدنيا يتحدث عن نفسه:
قال أبو بكر الخطيب البغدادي: كان ابن أبي
الدنيا يؤدب غير واحد من أولاد الخلفاء، اخبرني
عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، أخبرنا أبى حدثنا أبو
ذر القاسم بن داود بن سليمان قال: حدثني ابن أبي
الدنيا قال:
دخل المكتفى على الموفق، ولوحه بيده
فقال: مالك لوحك بيدك؟! قال: مات غلامي
9

واستراح من الكتاب!! قال: ليس هذا من
كلامك، هذا كان الرشيد أمر أن يعرض عليه ألواح
أولاده في كل يوم اثنين وخميس، فعرضت عليه،
فقال لابنه: ما لغلامك ليس لوحك معه؟ قال:
مات واستراح من الكتاب! قال: ثم جئته فقال لي:
كيف محبتك لمؤدبك؟ فقال: كيف لا أحبه وهو أول
من فتق لساني بذكر الله وهو مع ذلك إذا شئت
أضحكك، وإذا شئت أبكاك!! قال: يا راشد
أحضرني هذا قال: - أي ابن أبي الدنيا -
فأحضرت فقربت قريبا من سريره، وابتدأت في أخبار
الخلفاء ومواعظهم، فبكى بكاء شديدا!! قال:
فجاءني راغب - أو يانس - فقال لي: كم تبكى
الأمير!! فقال: قطع الله يدك مالك وله يا راشد تنح
عنه! قال: وابتدأت فقرأت عليه نوادر الاعراب
قال: فضحك ضحكا كثيرا. ثم قال: شهرتني..
شهرتنى!! (1)
وقال: كنت أؤدب المكتفي فأقرأته يوما كتاب الفصيح،
فأخطأ، فقرصت خده قرصة شديدة
وانصرفت، فلحقني رشيق الخادم فقال: يقال ليس
من التأديب سماع المكروه!! فقلت: سبحان الله!!
أنا لا أسمع المكروه غلامي ولا أمتي! قال: فخرج
10

إلى ومعه كاغذ - أي قرطاس - وقال: يقال لك:
صدقت يا أبا بكر، وإذا كان يوم السبت تجئ على
عادتك. فلما كان يوم السبت جئت فقلت: أيها
الأمير تقول عنى ما لم أقل؟؟! قال: نعم يا مؤدبي، من
فعل ما لم يجب قيل عنه ما لم يكن! (1)
وعن علاقة ابن أبي الدنيا بالامام أحمد بن حنبل
وتتلمذه عليه يقول: سألت أحمد بن حنبل: متى
يصلى على السقط (2)؟ فقال: إذا كان لأربعة أشهر
صلى عليه وسمى. وقال: سألت أحمد بن محمد بن
حنبل الشيباني: ما أقول بين التكبيرتين في صلاة
العيد؟ فقال: تحمد الله عز وجل وتصلى على النبي
صلى الله عليه وسلم (3)
منهجه في التأليف:
يغلب على مؤلفات ابن أبي الدنيا طابع الرسائل
وروحها فكثير منها لا تتجاوز صفحاتها الخمسين أو
المائة، ومع ذلك فهي متكاملة العناصر لا يند عن
مصنفها شاردة ولا واردة تتعلق ببحثه من قريب أو
بعيد... ومن أجل هذا زخرت مؤلفاته بالنصوص
11

النادرة التي فقدت أصولها بمرور الزمن، واستطاع هو
أن يحفظها لنا من الضياع، ويصونها من الاندثار..
وابن أبي الدنيا بارع أشد البراعة في حشد هذه
النصوص التي تخدم موضوعه الذي تخيره للتأليف،
فهو يستقصى الأحاديث النبوية، وأقوال الصحابة
رضوان الله عليهم، وما أثر عن التابعين، وتابعي
التابعين وأئمة الفقهاء، والتفسير والأدب، والزهد
والورع بطريقة لا يكاد يشاركه فيها إلا قلة قليلة من
علماء هذه الأمة الأفذاذ.. فحين تقرأ له على سبيل
المثال لا الحصر - كتابا في الشكر أو في الفرج أو في
مكارم الأخلاق أو في العقل وفضله تحس إحساسا
لا يكذبك أن ابن أبي الدنيا يستقى مادة موضوعه من
معين لا ينضب ماؤه، ويستمد نصوصه من ذاكرة قوية
قلما تخونه، وهي نصوص تبدو أحيانا غريبة وعجيبة
ونادرة... ولقد دفعه شغفه بجمع هذه النصوص إلى
أن يستشهد ببعض الأحاديث التي لا تكاد تصح،
والروايات الواهية التي لا يطمئن إليها العقل على الرغم
من المنزلة الرفيعة التي يتبوؤها بين علماء الحديث وفى
مقدمتهم أحمد بن حنبل والنسائي والترمذي وأبو داود
وابن ماجة - فقد أخذوا عليه أنه كان يروى عن
رجل يقال محمد بن إسحاق البلخي (1) وكان كذابا
12

يضع للأعلام إسنادا وللكلام إسنادا، ويروى
أحاديث منكرة.. كما كان يروى عن محمد بن إسحاق
ابن يزيد بن عبيد الله الضبي، وقد ذكره ابن أبي حاتم
في الكذابين (1).
وقال عنه صاحب المنتظم (2): كان أبن أبي الدنيا
يقصد حديث الزهد والرقائق، وكان لأجلها يكتب
عن البرجلاني (3) ويترك عفان بن مسلم (4).
13

وفاته:
توفي الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا ببغداد في
14 من جمادي الآخرة سنة 281 ه‍ الموافق
22 أغسطس سنة 894 م عن ثلاث وسبعين سنة
وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي، ودفن رحمه الله
بالشونيزية، وهي مقبرة ببغداد بالجانب الغربي، دفن
فيها جماعة كثيرة من الصالحين.
مؤلفاته:
تمتع الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا بعقلية
موسوعية منظمة اتسعت آفاقها، وتعددت جوانبها،
فكان من نتاجها كثير من الآثار العلمية التي انتشرت
في أنحاء البلاد الاسلامية ولاقت قبولا في حياته وبعد
وفاته، وقد زاد عدد مؤلفاته على ثمانين ومائة كتاب
ورسالة تناولت الآداب والمثل العليا في المجتمع
الاسلامي بالإضافة إلى مؤلفات أخرى في المغازي
والسير، والتاريخ والفقه والزهد والرقائق.. ومما
يدعو للأسى أن أغلب هذه الآثار النادرة تعرض
للضياع ولم يبق منه سوى عدد قليل مبعثر في شتى
خزائن الكتب الأوربية والعربية... فمن مؤلفاته في
الآداب والأخلاق الاسلامية:
14

(1) الاخلاص والنية (2) الأخلاق (3)
الاخوان (4) الأدب (5) اصطناع المعروف (6)
إعطاء السائل (7) الامر بالمعروف والنهى عن المنكر
(8) إنزال الحاجة بالله (9) الانفراد (10)
البكاء (11) التعازي (12) تغير الاخوان
(13) تغيير الزمان (14) التفكر والاعتبار
(15) التقوى (16) التواضع والخمول (17)
التوبة (18) التوكل (19) التهجد (20)
الجوع - أو الجائعون (21) الجيران (22)
الحذر والشفقة (23) حسن الظن بالله (24)
الحلم (25) الخائفون (26) ذم البخل (27)
ذم البغى (28) ذم الحسد (29) ذم الدنيا
(30) ذم الربا (31) ذم الرياء (32) ذم
الشهوات (33) ذم الضحل (34) ذم الغضب
(35) ذم الغيبة (36) ذم الفحش (37) ذم
الفقر (38) ذم المسكر (39) ذم الملاهي
(40) الرخصة في السماع (41) الرضا (42) الرغائب (43) الرقة (44) الزهد (45)
السخاء (46) شرف الفقر!! (47) الشكر
(48) الشيب (49) الصبر (50) الصمت -
وهو الذي بين يديك (51) العزاء (52) العزلة
(53) العفو (54) العقل وفضله (55) العلم
15

(56) العمر والشباب (57) الفنون (58)
الفرج بعد الشدة (59) فعل المنكر (60) قرى
الضيف (61) قصر الامل (62) قضاء الحوائج
(63) القناعة والتعفف عن المسألة (64) محاسبة
النفس (65) مداراة الناس (66) المروءة
(67) مصائد الشيطان (68) المعيشة (69)
مكارم الأخلاق (70) مكايد الشيطان (71)
النوازع (72) الهم والحزن والكمد (73)
الوجل (74) الورع (75) اليقين.
ومن مؤلفاته في التاريخ والمغازي والسير:
(76) أخبار أويس (77) أخبار الثوري
(78) أخبار ضيغم (79) أخبار قريش (80)
أخبار معاوية (81) أخبار الملوك (82) الاشراف
في منازل الاشراف (83) أعلام النبوة (84)
التاريخ (85) تاريخ الخلفاء (86) تزويج فاطمة
رضي الله عنها (87) حلم الأحنف (88) حلم
الحكماء (89) دلائل النبوة (90) زهد مالك بن
دينار (91) صفة النبي صلى الله عليه وسلم (92) الطبقات
(93) فضائل على رضي الله عنه (94) فضل
العباس رضي الله عنه (95) المجوس (96)
16

المغازي (97) مقتل ابن جبير رضي الله عنه (98)
مقتل الحسين رضي الله عنه (99) مقتل ابن الزبير
رضي الله عنه (100) مقتل الزبير رضي الله عنه
(101) مقتل طلحة رضي الله عنه (103) مقتل علي رضي الله عنه
(104) مناقب بنى العباس (105) من حلم
معاوية رضي الله عنه (106) مواعظ الخلفاء.
ومن مؤلفاته في الفقه
والاحكام:
(107) إصلاح المال (108) الأضحية
(109) تعبير الرؤيا (110) الجهاد (111)
الدين والوفاء (112) الرمي (113) الرهائن
(114) السنة (115) الصدقة (116) صدقة
الفطر (117) الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (118)
عاشوراء (119) العقوبات (120) العيدين
(121) الفتوى (122) فضل العشر - عشر
ذي الحجة (123) فضل رمضان (124)
القصاص (125) المرض والكفارات (126)
المناسك.
17

وله مؤلفات أخرى في فنون مختلفة منها:
(127) آخر الزمان (128) الأصوات
(129) الألحان (130) الألوية (131)
انقلاب الزمان (132) الأنواء (133) أهوال
القيامة (134) الأولياء (135) الأيام والليالي
(136) البعث والنشور (137) تخريجات ابن أبي
الدنيا (138) التشمس (139) التوابع والتوكيد
(140) الجفاة عند الموت (141) حروف خلف
(142) الخائفون (143) الخاتم (144)
الخبز!! (145) الدعاء (146) الذكر
(147) الرهبان (148) الزفير (149)
السحاب والرعد والبرق (150) سدرة المنتهى
(151) شجرة طوبى (152) صفة الجنة
(153) صفة الصراط (154) صفة الميزان
(155) صفة النار (156) الطواعين (157)
العباد (158) العظمة - وهو في عجائب الخلق
(159) عقوبة الأنبياء (160) العوائد
(161) العوذ (162) العيال (163) فضائل
القرآن (164) فضل لا إله إلا الله (165) فقه
النبي صلى الله عليه وسلم (166) الفوائد (167) القبور
18

(168) كرامات الأولياء (170) المتمنون
(171) مجابو الدعوة (172) المحتضرون
(173) المطر (174) معارض الكلام
(175) المملكون (176) المنام (177) من
عاش بعد الموت (178) الموت (179) الموقف
(180) النوادر (181) الهدايا (182)
هواتف الجن (183) الوصايا (184) الوقف
والابتداء.
كتاب الصمت
اللسان - كما يقول حجة الاسلام أبو حامد
الغزالي - من نعم الله العظيمة، ولطائف صنعه
الغريبة، فإنه صغير جرمه، عظيم طاعته وجرمه، إذ
لا يستبين الكفر والايمان إلا بشهادة اللسان، وهما
غاية الطاعة والعصيان... وما من موجود أو معدوم
خالق أو مخلوق، متخيل أو معلوم، مظنون أو موهوم
إلا واللسان يتناوله، ويتعرض له بإثبات أو نفي، فإن
كل ما يتناوله العلم يعرب عنه اللسان إما بحق أو
باطل، ولا شئ إلا والعلم متناول له وهذه خاصية
لا توجد في سائر الأعضاء، فإن العين لا تصل إلى غير
الألوان، والاذن لا تصل إلى غير الأصوات، واليد
لا تصل إلى غير الأجسام وكذلك سائر الأعضاء..
19

واللسان رحب الميدان ليس له مرد، ولا لمجاله منتهى
وحد ولا يكب الناس في النار على مناخرهم إلا
حصائد ألسنتهم ولا ينجو من شر اللسان الا من قيده
بلجام الشرع فلا يطلقه إلا فيما ينفعه في الدنيا
والآخرة إذن فخطر اللسان عظيم، وهو آله الشيطان
في استغواء الانسان ولا نجاة من خطره إلا بالاحتراز من
آفاته وزلاته.
ويعتبر كتاب (الصمت) الذي ألفه الحافظ أبو
بكر ابن أبي الدنيا من الكتب الجيدة والفريدة التي
عالجت هذا الموضوع وتناولته من جميع جوانبه الايجابية
والسلبية.. فقد جمع فيه المؤلف حشدا كبيرا من
الأحاديث النبوية التي لها صلة وثيقة بهذه القضية،
وكذلك الآثار والاخبار والاشعار والحكم التي
وردت عن الصحابة والتابعين والصفوة من علماء هذه
الأمة، وسلفها الصالح عبر أجيال متعددة، وعصور
متعاقبة.
وقد بدأ ابن أبي الدنيا كتابه بذكر النصوص التي
تشير إلى فضائل الصمت، ومزاياه، والخير المرتجى في
امتلاك اللسان، فلا يبسطه صاحبه إلا في خير،
ولا يطلقه إلا في معروف، وقلب المرء لا يستقيم حاله
إلا إذا استقام في كل أموره لسانه.
ثم ثنى بعد ذلك بذكر آفات اللسان وغوائله
وبوائقه، وركز على أسبابها ونتائجها آفة آفة... فبدأ
20

بآفة فضول الكلام، والخوض في الباطل، وبين ان
أعظم الناس خطايا يوم القيامة أكثرهم خوضا في
الباطل..
ثم عقب ذلك بفصل عن آفة الكلام فيما لا يعنى
صاحبه، وبين ان من حسن إسلام تركه ما
لا يعنيه، ثم أردف هذا الفصل بفصل آخر ذكر فيه آفة
المراء والجدال وملاحاة الرجال، وأوضح أن من
سلك هذا المسلك سقطت مروءته، وساء خلقه،
وعذب نفسه ولم تؤمن فتنته ثم عقد فصلا عن آفة
التقعر، والتشدق في الكلام، وأن شقاشق الكلام من
شقاشق الشيطان.. ثم ذكر آفة الخصومات وأنها تمحق
الدين، وتورث البغضاء وأن أبغض الرجال إلى الله
الألد الخصم.. ثم أورد ما يتعلق بآفة الغيبة،
والوقوع في اعراض الناس وتتبع عوراتهم وعثراتهم
وأنها تحبط العمل، وتستوجب عذاب القبر
ووحشته.. ثم فسر معنى الغيبة والفرق بينها وبين
البهتان وما لا يعد ذكره من الغيبة مثل الامام الجائر،
والمبتدع، والفاسق المجاهر بفسقه وأن مدح الفاسق
يهتز له عرش الرحمن ويستوجب غضبه.. ثم أعقب
ذلك بالحديث عن حث المسلم على نصرة أخيه
والحفاظ على عرضه، وعدم انتهاك حرمته ورد الكيد
عنه والعدوان عليه..
21

وفي فصل آخر تحدث عن النميمة وأوضح أن أهلها
يعتبرون من شرار الخلق لأنهم يلتمسون للبراء العيب،
ويفسدون بين الأحبة.. وان القائل الكلمة الزور
والذي يمد بحبلها في الاثم سواء!!
ثم تناول آفة ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه
وهؤلاء بوجه، وذي اللسانين الذي يأتي هؤلاء
بحديث وهؤلاء بحديث وصاحب هذه الآفة يبعثه الله
بلسانين من نار!!
ثم ذكر بعد ذلك آفة السخرية بالناس والاستهزاء
بهم، واستدل على أن من عير أخاه بذنب تاب منه لم
يمت حتى يعمله.
ثم عقد فصلا بين فيه كفارات آفة الاغتياب بأن
تستغفر لمن اغتبته أو تسعى إليه معترفا بأنك أسأت إليه
وظلمته، فان شاء عفا عنك، وان شاء اخذ بحقه..
وأوضح المؤلف بعد ذلك ما أمر به الناس ان يستعملوا
فيه أنفسهم من القول الحسن للناس أجمعين، وان من
موجبات الجنة طيب الكلام، ولا يقتصر بذل طيب
الكلام
إلى المسلمين وحدهم بل يشمل أهل الكتاب
والمشركين واستدل على ذلك بفيض من الأدلة فبين ان
لفظ (الناس) في قوله تعالى: (وقولوا للناس حسنا)
يشمل المشرك وغيره كما يؤيد هذا الوجه قول ابن
22

عباس رضي الله عنه: لو قال لي فرعون خيرا لرددت
عليه!!!! ثم أعقب هذا الفصل بالحديث عن آفة الفحش
والبذاء وان اللعن والطعن والتفاحش وسلاطة
اللسان تنافي حقيقة الايمان!
ومن أمتع فصول الكتاب ما حذر فيه المؤلف من
استعمال بعض التعبيرات والألفاظ التي تجري على
ألسنة الناس وتتنافى مع عقيدة المسلم ولا تستقيم مع
سلوكه في المجتمع الاسلامي الجديد.. فلا ينبغي مثلا
أن تقول: ما شاء الله وشئت ولكن قل: ما شاء الله ثم
شئت.. ولا يقولن أحدكم: عبدي ولا أمتي وليقل:
فتاي وفتاتي فكلكم عبيد الله، ولا تسموا العنب
الكرم، فإنما الكرم الرجل المسلم ولا تقولن خبثت نفسي
أو إني كسلان أو إني برئ من الاسلام إن حدث كذا
وكذا.... كما لا ينبغي للمسلم أن يلعن ما لا يستحق اللعنة
من إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد، وإذا لم تصادف
اللعنة أهلا أو يستحقها صاحبها ارتدت مرة أخرى إلى
قائلها...
ثم أورد ابن أبي الدنيا آفة أخرى هي آفة المزاح
الذي يفقد الهيبة ويغري بالاستخفاف، ويورث
الضغينة، ويهيج العداوة، ويقطع الصداقة ويزيح عن
الحق... ثم ساق عدة فصول امتدح فيها حفظ السر
23

والتحفظ في المنطق والصدق وفضله والوفاء بالوعد
وذم الكذب وأن المؤمن يطبع على كل خلة إلا الخيانة
والكذب وأنه في النهاية يسقى كل باب للشر كما يسقى
الماء أصول الشجر!!
ثم ختم كتابه بفصل تناول فيه آفة المدح وذم
المداحين وعاقبتهم في الدنيا والآخرة فإذا مدح الانسان
المسلم حاكما أو إماما أو أحدا بما ليس فيه على رؤوس
الاشهاد حثونا في وجهه التراب كما أمرنا بذلك رسول
الله صلى الله عليه وسلم..
أما في الآخرة فيبعثه الله يوم القيامة يتعثر
بلسانه!!! وفي نهاية هذا الفصل أعاد بعض الأحاديث
والآثار التي سبق له أن أوردها في الفصول السابقة
بأسانيد أخرى...
بقيت بعض نقاط مهمة أحب أن أنبه إليها فيما
يلي:
أولها أنني لاحظت أن حجة الاسلام الامام الغزالي
أعتمد في كتابه (إحياء علوم الدين) على كتاب
(الصمت) فأقتبس منه معظم النصوص المتعلقة بآفات
اللسان بعد أن جردها من أسانيدها وقد حرصت على
أن أشير إلى تلك الاقتباسات في هوامش الكتاب كما
ساعدني اقتباسه هذا في ضبط بعض النصوص الغامضة
في المخطوطة.
24

ثانيها: اعتمدت في تحقيق كتاب الصمت على
مصورة في معهد المخطوطات منقولة عن مخطوطة
وحيدة محفوظة في دار الكتب المصرية كتبت بخط
نسخي جميل ودقيق شكلت بعض كلماتها الغريبة وكان
تاريخ نسخها في القرن الثامن الهجري وسجلت تحت
رقم: (2124 حديث).. وقد اختلطت هذه
النسخة في آخرها ببعض صفحات من كتاب آخر
لا صلة له بكتاب الصمت وتسبب اختلاط تلك
الصفحات في ضياع بعض الآثار التي ختم بها ابن أبي
الدنيا هذا الكتاب الفريد.. وقد تم استكمال هذا
النص من مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق والتي
تفضل بإرسال صورتها إلينا مشكورا الدكتور
عبد الرحمن نجم جزاه الله عن العلم والعلماء خير
الجزاء.
ثالثها: وثقت نصوص المخطوطة بمراجعة مصادرها
التي أعتمد عليها المؤلف وأشار إلى بعضها.. كما
خرجت الأحاديث والآثار وذلك بالرجوع إلى
منابعها من الصحاح والسنن والمسانيد، وضبطت
نصوصها، وشرحت ما اشتملت عليه من غريب
الألفاظ، وعرفت ما جاء في تلك النصوص من
الاعلام، والأماكن والبلدان.. فإن كنا قد وفقنا إلى
تحقيق تلك الغاية فذلك الفضل من الله وإن كانت
25

الأخرى فإن الانسان - كما يقول العماد
الأصفهاني - لا يكتب كتابا في يومه إلا قال في غده
لو غير هذا لكان أحسن ولو زيد ذلك لكان
يستحسن، ولو قدم هذا لكان أفضل ولو ترك هذا
لكان أجمل، وهذا من أعظم العبر، وهو دليل على
استيلاء النقص على جملة البشر!! نسأل الله عز وجل
أن يجنبنا الزلل وأن يهبنا الاخلاص والاحسان في القول
والعمل إنه بالإجابة جدير وهو حسبنا ونعم الوكيل.
المعادي في 24 رجب 1406
4 إبريل 1986
د. محمد أحمد عاشور
26

بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا سيدنا الشيخ الامام الأوحد القدوة جمال الدين عمدة الحفاظ،
رحلة الوقت، بركة المسلمين شرف الدين أبو محمد وأحمد عبد المؤمن
ابن خلف بن أبي الحسن الدمياطي، رحمه الله تعالى، قراءة منى عليه
وهو يسمع وينظر في أصله، في العاشر من شهر رمضان سنة اثنتين
وسبعمائة بالقاهرة المعزية قال: أخبرنا الشيخ الصالح المعمر
أبو الحسن بن أبي عبد الله المقير البغدادي الحنبلي قراءة عليه، وأنا
أسمع، قيل له: أخبرتكم الشيخة الكاتبة فخر النساء شهدة (1) بنت أبي
نصر أحمد بن أبي الفرج الابري، قراءة عليها وأنت تسمع، وأجاز
لك الأشياخ: الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي
السلامي وأبو الكرم المبارك بن الحسن بن أحمد الشهروزورى،
وأبو الفتح محمد بن علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبو محمد المبارك
ابن المبارك بن علي بن نصر السراج المعروف بابن التعاويذي، والرئيس
أبو منصور مسعود بن عبد الواحد بن محمد بن الحصين النعالي قراءة
عليه، ونحن نسمع، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسن بن علي بن
المنذر، أخبرنا أبو على الحسين بن صفوان البردعي، قال: حدثنا
أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي، رحمه الله تعالى، قال
31

الشيخ شرف الدين عبد المؤمن الدمياطي، حرسه الله تعالى: وقرأت
على أبى القاسم يحيى بن أبي السعود نصر بن أبي القاسم بن أبي الحسن
القمصى التميمي البغدادي بجامع الأزهر بالقاهرة قلت له: أخبرتك أم
عتيب تجنى (1) بنت عبد الله الوهبانية، قرأت عليها وأنت تسمع،
قالت: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي
بسنده المتقدم، قال المصنف رحمه الله:
* * *
32

حفظ اللسان وفضل الصمت
33

1 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي قال:
حدثني أبي، وعبيد الله بن عمر الجشمي قالا: حدثنا نعيم عن
يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان عن أبيه قال: قلت: يا رسول
الله أخبرني عن الإسلام بأمر لا أسأل عنه أحد بعدك؟ قال: (قل
آمنت بالله، ثم استقم) قلت: فما أتقي؟ فأومأ بيده إلى
لسانه (1).
2 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي،
وسعدويه عن عن عبد الله بن المبارك، عن يحيى بن أيوب، عن
عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن
القاسم، عن أبي أمامة،
رضي الله عنه، قال: قال عقبة بن عامر رضي الله عنه: قلت يا رسول
الله ما النجاة؟ قال: (أملك عليك لسانك، وليسعك بيتك،
وابك على خطيئتك) (2).
35

3 - حدثنا عبد الله، حدثنا عاصم بن عمر بن علي، حدثني
أبي، عن أبي حازم المديني، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله
عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من يتوكل لي بما بين لحييه
ورجليه، أتوكل له بالجنة) (1).
4 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس،
حدثنا عبد الله بن إدريس، أخبرني أبي وعمي، عن جدي، عن أبي
هريرة، رضي الله عنه قال: سئل (2 / أ) رسول الله، صلى الله عليه وسلم عن أكثر،
ما يدخل الناس الجنة؟ قال: (تقوى الله، وحسن الخلق). وسئل
عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ قال: (الأجوفان: الفم،
والفرج) (2).
5 - حدثنا عبد الله، حدثنا يونس بن عبد الرحيم العسقلاني،
حدثنا عمرو بن أبي سلمة، عن صدقة بن عبد الله، عن عبيد الله بن
علي، عن سليمان بن حبيب، حدثني أسود بن اصرم المحاربي،
36

رضي الله عنه، قال: قلت: أوصني يا رسول الله؟ قال: أتملك
يدك)؟! قال: قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي؟! قال:
(أتملك لسانك)؟! قال: فما أملك إذا لم أملك لساني؟! قال:
(فلا تبسط يدك إلا إلى خير، ولا تقل بلسانك إلا معروفا) (1).
6 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، وإسحاق بن إسماعيل
قالا: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، وحبيب بن
أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب، عن معاذ بن جبل رضي الله،
عنه، قال: قلت: يا رسول الله أنؤاخذ بما نقول: قال: (ثكلتك
أمك يا بن جبل، وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد
ألسنتهم)؟! قال حبيب في هذا الحديث: وهل تقول شيئا إلا لك أو
عليك؟! (2).
7 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان بن
عثمان، أخبرنا عبد الله، أنبأنا معمر، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن
ماعز، عن سفيان بن عبد الله الثقفي قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر
اعتصم به؟ قال: قل ربي الله ثم استقم) قال: قلت:
37

يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف علي؟ فأخذ بلسانه ثم قال:
(هذا) (1).
8 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا عبد الحميد بن
بهرام، عن شهر بن حوشب، حدثني ابن غنم، أن معاذا رضي الله
عنه قال: يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟ فأخرج رسول الله،
صلى الله عليه وسلم لسانه، ثم وضع عليه أصبعيه (2).
(9) حدثنا عبد الله، حدثنا عمرو بن محمد الناقد، حدثنا زيد بن
الحباب، حدثنا علي بن مسعدة الباهلي، حدثنا قتادة، عن أنس،
رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يستقيم إيمان عبد
حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل
الجنة رجل لا يأمن جاره بوائقه) (3).
10 - حدثنا عبد الله، حدثنا ابن خيثمة، حدثنا عبد الله بن
يزيد، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو، عن أبي عبد الرحمن،
الحبلي، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال: [قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم:] (من صمت نجا) (4).
11 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا محمد بن
إسماعيل بن أبي فديك، عن عمر بن حفص، عن عثمان بن عبد
38

الرحمن، عن الزهري، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يسلم فليلزم الصمت) (1).
12 - حدثنا عبد الله، حدثني عمران بن موسى - يعني القزاز -
حدثنا حماد بن زيد، عن أبي الصهباء، عن سعيد بن جبير، عن أبي
سعيد قال: أراه رفعه، قال: (إذا أصبح ابن آدم، أصبحت
الأعضاء كلها تكفر اللسان، تقول: اتق الله فينا [فإنما نحن
بك]، فإنك إن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا (2).
13 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الرحمن بن زيان بن الحكم
الطائي، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، عن عبد العزيز بن
محمد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
، اطلع على أبي بكر، رضي الله عنه، وهو يمد لسانه، فقال: ما
تصنع يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن هذا أوردني الموارد، إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (ليس شئ من الجسد إلا يشكو إلى
الله اللسان على حدته) (3).
39

14 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، وسعدويه،
وغيرهما، وهذا لفظ إسحاق بن إسماعيل، عن محمد بن يزيد بن
خنيس قال: دخلنا على سفيان الثوري نعوده، فدخل عليه سعيد بن
حسان فقال سفيان: الحديث الذي حدثتني عن أم صالح، عن صفية
بنت شيبة، عن أم حبيبة، رضي الله عنها، قالت: قال النبي،
صلى الله عليه وسلم: (كل كلام ابن آدم هو عليه، إلا أمرا بمعروف، أو نهيا
عن منكر، أو
ذكرا لله) فقال رجل: ما أشد هذا الحديث؟
قال: فقال سفيان: وأي شدته؟ أليس يقول الله تعالى: (يوم
يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن
وقال صوابا) أليس يقول الله: (لا خير في كثير من نجواهم إلا
من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس) [سورة النساء:
114] أليس الله عز وجل يقول: (ولا تنفع الشفاعة عنده إلا
لمن أذن له، حتى إذا فزع عن قلوبهم. قالوا: ماذا قال ربكم؟
قالوا الحق وهو العلي الكبير) (1) سورة سبأ: 23]
15 - حدثنا عبد الله قال: حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
وكيع حدثنا سفيان، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد قال:
قال عيسى عليه السلام: (طوبى على من بكى على خطيئته، وخزن
لسانه، ووسعه بيته) (2).
40

حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
جرير، وأبو معاوية، عن الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن عنبس
ابن عقبة التيمي قال: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: والذي
لا إله غيره، ما على الأرض شئ أفقر - وقال أبو معاوية:
أحوج - إلى طول سجن من لسان (1).
17 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا سليم بن
أخضر، حدثنا ابن عوف، حدثني عطاء البزاز، عن أنس بن مالك،
رضي الله عنه، قال: لا يتقي الله عز وجل، رجل - أو أحد - حق
تقاته، حتى يخزن من لسانه (2).
18 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عمر التميمي، حدثني أبي،
عن أبي بكر النهشلي، عن الأعمش عن شقيق، عن ابن مسعود
رضي الله عنه، أنه كان على الصفا يلبي، ويقول: يا لسان قل خيرا
تغنم، أو أنصت تسلم من قبل أن، تندم قالوا: يا أبا عبد الرحمن،
هذا شئ تقوله، أو شئ سمعته؟ قال: لا، بل سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم، يقول: (إن أكثر خطايا ابن آدم في لسانه) (3).
19 - حدثنا عبد الله، حدثنا الفضيل بن عبد الوهاب، وعلي بن
الجعد، وأحمد بن عمران الأخنسي قالوا: حدثنا النضر بن أبي
إسماعيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: رأيت أبا بكر
41

رضي الله عنه، آخذا بطرف لسانه وهو يقول: هذا أوردني
الموارد (1)..
20 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، عن
سفيان الثوري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه رضي الله عنهما قال:
أخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه لسانه وقال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (من وقاه الله عز وجل شر ما بين لحييه، وما بين رجليه،
دخل الجنة) (2).
21 - حدثنا عبد الله، حدثنا زهر بن حرب، حدثنا شعبة بن
سوار، عن المغيرة بن مسلم، عن هشام بن إبراهيم، عن ابن عمر،
رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كف لسانه
ستر الله، عز وجل، عورته ومن ملك غضبه وقاه الله، عز وجل
عذابه، ومن اعتذر إلى الله عز وجل قبل الله عذره) (3).
22 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن
هارون حدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، أن معاذ بن جبل،
رضي الله عنه قال: يا رسول الله، أوصني؟ قال: (اعبد الله كأنك
تراه، واعدد نفسك في الموتى، وإن شئت أنبأتك بما هو أملك
بك من هذا كله؟ قال: (هذا) وأشار بيده إلى لسانه) (4).
23 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو نصر
التمار حدثنا حماد، عن عاصم، عن أبي وائل عن ابن مسعود رضي
الله عنه قال: (ما شئ أحق بطول سجن من اللسان) (5).
42

24 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا عبد الواحد بن
واصل أبو عبيدة الحداد، حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال:
قال عبد الله بن عمرو: دع ما لست منه في شئ، ولا تنطق فيما لا
يعنيك واخزن لسانك كما تخزن ورقك (1).
25 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا المسعودي عن
رجاء بن مهران عن الشعبي قال: قلت لعبد الله بن عمرو: حدثني ما
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ودع الكتب فإني لا أعبأ بها شيئا فقال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه
ويده، والمهاجر من هجر ما كره ربه) (2).
26 - حدثنا عبد الله، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا يحيى
ابن أبي بكير حدثنا إسرائيل، عن هلال، عن أبي بشر، عن أبي سعيد
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كسب طيبا، وعمل في
سنة، وأمن الناس بوائقة دخل الجنة) (3).
27 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا ابن أبي
فديك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن صفوان بن سليم، رضي الله عنه،
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أخبركم بأيسر العبادة، وأهونها على
البدن؟ الصمت، وحسن الخلق) (4).
43

28 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا حماد بن
سلمة، عن علي بن زيد، وحميد، عن أنس، رضي الله عنه، عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (المؤمن من أمنه الناس، والمسلم من سلم
المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السوء، والذي
نفسي بيده لا يدخل الجنة عبد لا يأمن جاره بوائقه) (1).
29 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا النضر بن
إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، عن ابن الزبير عن جابر، رضي الله عنه،
أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: (أي الإسلام أفضل، قال: (من سلم
المسلمون من لسانه ويده) (2).
30 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا سفيان
عن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن بشير بن ذعلوق، عن بكر بن،
ماعز، عن الربيع بن خثيم، قال يا بكر بن ماعز: اخزن لسانك إلا
مما لك، ومما عليك (3).
44

31 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خثيمة بن عبد الرحمن بن
مهدي، عن سفيان عن أبي الأغر، عن وهب بن منبه قال في حكمه
آل داود: حق على العاقل أن يكون عارفا بزمانه، حافظا للسانه،
مقبلا على شانه (1).
32 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير
عن يزيد بن حيان التيمي قال: كان يقال: ينبغي للرجل أن يكون
أحفظ للسانه منه لموضع قدمه.
33 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا حماد بن
زيد قال: بلغني أن محمد بن واسع كان في مجلس، فتكلم رجل:
فأكثر الكلام، فقال محمد: (ما على أحدهم لو سكت فتنقى،
وتوقى) (2).
34 - حدثنا عبد الله، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا علي بن
ثابت، عن أبي الأشهب، عن الحسن، رضي الله عنه، قال: (ما
عقل دينه من لم يحفظ لسانه) (3).
45

35 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا خلف بن
تميم عن عبد الله بن محمد الأنصاري، عن الأوزاعي قال: (كتب
إلينا عمر بن عبد العزيز رحمه الله برسالة، لم يحفظها غيري وغير
مكحول: أما بعد فإنه من أكثر ذكر الموت رضي من الدنيا
باليسير، ومن عد كلامه من عمله، قل كلامه فيما لا ينفعه) (1).
36 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا محمد
ابن يزيد بن خنيس، عن وهيب بن الورد، رحمه الله، قال: (كان
يقال: الحكمة عشرة أجزاء، فتسعة منها في الصمت، والعاشرة
عزلة الناس) (2).
(37 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو إسحاق،
الطالقاني، عن عبد الله بن المبارك، رحمه الله، قال: (قال بعضهم
في تفسير العزلة: هو أن يكون مع القوم، فإن خاضوا في ذكر الله
فخض معهم، وإن خاضوا في غير ذلك فاسكت) (3).
46

38 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، عن محمد بن
مزاحم عن وهيب بن الورد قال: (وجدت العزلة في اللسان) (1).
39 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا سفيان
قال: (قال بعض الماضين إنما لساني سبع إن أرسلته خفت أن
يأكلني) (2).
حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن المنذر الخزامي، حدثني
سفيان بن حمزة الأسلمي، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن
أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليسكت) (3)
41 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الله بن عمر، حدثنا حزم بن
47

أبي حزم قال: سمعت الحسن يقول: ذكر لنا أن نبي الله، صلى الله عليه وسلم قال:
(رحم الله عبدا تكلم فغنم، أو سكت فسلم) (1).
42 - حدثنا عبد الله، حدثنا شجاع بن الأشرس، حدثنا ليث
ابن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل
خيرا أو ليصمت) (2).
43 - حدثنا عبد الله، حدثنا مهدي بن حفص، حدثنا إسماعيل
ابن عياش، عن مطعم بن المقدام الصنعاني، عن عنبسة بن سعيد
الكلاعي، عن نصيح العنسي عن ركب المصري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من
قوله) (3).
44 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا محمد
ابن يزيد بن خنيس، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: قال رجل
لسلمان، رضي الله عنه، أوصني؟ قال: لا تتكلم، قال:
وكيف يصبر رجل على أن لا يتكلم؟ قال: فإن كنت لا تصبر
عن الكلام، فلا تتكلم إلا بخير أو أصمت.
48

45 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
سفيان، عن إسماعيل بن مسلم قال: قال ابن عباس، رضي الله عنه:
(يا لسان قل خيرا تغنم، أو اسكت عن شر تسلم) (1).
46 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق، حدثنا سفيان قال: قالوا
لعيسى ابن مريم عليه السلام: دلنا على عمل ندخل به الجنة؟
قال: (لا تنطقوا أبدا).. قالوا: لا نستطيع ذلك؟ قال: (فلا
تنطقوا إلا بخير) (2).
47 - حدثنا عبد الله، حدثنا الهيثم بن خارجه، حدثنا سهل بن
هاشم، عن الأوزاعي قال: قال سليمان بن داود صلى الله عليهما:
إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب.. (3).
48 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن الحسين عن حبان بن
هلال، حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت مالك بن دينار،
رحمه الله، يقول: لو كلف الناس الصحف لأقلوا الكلام (4).
49 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي،
حدثنا سفيان قال: قال وهيب بن الورد، رحمه الله: إن الرجل
ليصمت فيجتمع إليه لبه (5).
49

50 - حدثنا عبد الله قال: حدثني علي بن أبي مريم، عن خلف
ابن تميم، حدثنا أبو إسحاق الفزاري قال: كان إبراهيم بن أدهم رحمه
الله، يطيل السكوت، فإذا تكلم ربما انبسط.. قال: فأطال ذات
يوم السكوت، فقلت: لو تكلمت؟ فقال: الكلام على أربعة
وجوه: فمن الكلام كلام ترجو منفعته، وتخشى عاقبته، والفضل
في هذا السلامة منه، ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تخشى
عاقبته، فأقل مالك في تركه خفة المؤنة على بدنك، ولسانك،
ومن الكلام كلام لا ترجو منفعته ولا تأمن عاقبته، فهذا قد كفى
العاقل مؤنته، ومن الكلام كلام ترجو منفعته وتأمن عاقبته، فهذا
الذي يجب عليك نشره) قال خلف: فقلت لأبي إسحاق: أراه
قد أسقط ثلاثة أرباع الكلام؟ قال نعم (1).
51 - حدثنا عبد الله، وحدثني علي بن مريم، عن زيد بن
الحباب، حدثنا محمد بن حوشب قال: سمعت أبا عمران الجوني يقول: إنما
لسان أحدكم كلب فإذا سلطه على نفسه أكله (2).
52 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني ابن أبي مريم، عن يحيى بن
إسحاق، حدثنا أبو الأحوص عن محمد بن النضر الحارثي قال: كان
يقال: كثرة الكلام تذهب بالوقار (3).
50

53 - حدثنا عبد الله، حدثني أحمد بن عبيد التميمي، حدثنا عبيد
الله بن محمد التميمي، حدثنا دريد بن مجاشع عن غالب القطان، عن
مالك بن دينار، عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب
رضي الله عنه: من كثر كلامه كثر سقطه (1).
54 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن الحسين، حدثني خلف
ابن إسماعيل قال: قال لي رجل من عقلاء الهند: كثرة الكلام
تذهب بمودة الرجل.
55 - حدثنا عبد الله قال: قال محمد بن الحسين: سمعت محمد
ابن عبد الوهاب الكوفي يقول: الصمت يجمع للرجل خصلتين:
السلامة في دينه، والفهم عن صاحبه (2).
56 - حدثنا عبد الله، قال محمد: حدثنا قبيصة قال: قال داود
الطائي لمحمد بن عبد العزيز ذات يوم: أما علمت أن حفظ اللسان
أشد الأعمال وأفضلها؟ قال محمد: بلى؟ وكيف لنا بذلك؟ (3).
57 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن أبي مريم، عن أحمد بن
إسحاق الحضرمي؟ حدثنا جعفر الخراز قال: سمعت محمد بن واسع
51

يقول لمالك بن دينار: أبا يحيى: حفظ اللسان على الناس، أشد من
حفظ الدنانير والدراهم.
58 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الحسن، عن خلف بن
الوليد قال: حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عمران بن
يزيد قال: قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: اللسان قوام
البدن، فإذا استقام اللسان استقامت الجوارح، وإذا اضطرب
اللسان، لم يقم له جارحة).
59 - حدثنا عبد الله، وحدثني علي بن الحسن، عن يحيى بن أبي
بكير، حدثنا عباد بن الوليد القرشي قال: قال الحسن رضي الله عنه:
اللسان أمير البدن، فإذا جنى على الأعضاء بشئ جنت، وإن
عف عفت).
60 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا حجاج
ابن محمد، عن سليمان بن المغيرة قال: سمعت يونس بن عبيد يقول:
ما من الناس أحد يكون لسانه منه على بال، إلا رأيت صلاح ذلك
في سائر عمله (1).
61 - حدثنا عبيد الله، حدثني محمد بن الحسين، عن عبيد الله
ابن محمد التيمي قال: قيل لأحنف بن قيس (2)
52

يوم قطري (1): تكلم، قال: أخاف ورطة لساني!.
62 - حدثنا عبد الله، حدثني داود بن عمرو الضبي، حدثنا
عبد الله بن المبارك، حدثنا ابن عون، عن الحسن رضي الله عنه قال:
كانوا يتكلمون عند معاوية، رضي الله عنه، والأحنف ساكت
فقالوا: ما لك لا تتكلم يا أبا يحيى؟ قال: أخشى الله إن كذبت،
وأخشاكم إن صدقت (2).
63 - حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن أبي النضر، حدثنا وهب بن جرير
قال: حدثنا أبي قال: سمعت الأعمش يحدث عن خيثمة، عن عدي بن
حاتم قال: أيمن أحدكم وأشامه: بين لحييه، يعنى لسانه (3).
53

64 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان بن
عثمان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا ابن لهيعة، حدثني خالد بن أبي عمران،
أن النبي صلى الله عليه وسلم: أمسك لسانه طويلا: ثم قال: (رحم الله عبدا قال
خيرا فغنم، أو سكت عن سوء فسلم) (1).
65 - حدثنا عبد الله، حدثني هاشم بن الوليد أبو طاهر الهروي
سألته فقال: سمعت أبا بكر بن عياش (2)، رحمه الله، قال: اجتمع أربع
ملوك فرموا رمية واحدة بكلمة واحدة، ملك الهند، وملك
الصين، وكسرى، وقيصر، قال أحدهم: أنا أندم على ما
قلت، ولا أندم على ما لم أقل.. وقال الاخر: إني إذا تكلمت
ملكتني ولم أملكها، وإذا لم أتكلم ملكتها ولم تملكني.. وقال
الثالث: عجبت للمتكلم، إن رجعت عليه كلمته ضرته، وإن لم
ترجع لم تنفعه.. وقال الرابع: أنا على رد ما لم أقل، أقدر منى
على رد ما قلت.
66 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني هارون بن أبي يحيى السلمي
54

عن حفص بن عمر وأبي عمر العمرى، عن لقيط بن بكير المحاربي
قال: قال الشعبي: قلت للهيثم بن الأسود النخعي: أي الثلاثة أشعر
منك، ومن الأعور الشني، وعبد الرحمن بن حسان بن ثابت حيث
تقول أنت:
وأعلم علما ليس بالظن أنه * إذا زال مال المرء فهو ذليل
وأن لسان المرء ما لم يكن له * حصاة على عوراته لدليل
أم الأعور
الشني حيث يقول:
لسان الفتى نصف ونصف فؤاده * فهل بعد إلا صورة اللحم والدم
وكأين ترى من ساكت لك معجب * زيادته أو نقصه في التكلم
أو عبد الرحمن بن حسان حيث يقول:
ترى المرء مخلوقا وللعين حظها * وليس بأحناء الأمور بخابر
وذاك كماء البحر لست مسيغه * ويعجب منه ساجيا كل ناظر
فقال الهيثم: هيهات الأعور أشعرنا (1)
55

67 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن حنبل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك قال: أنبأنا عيسى بن عبد الرحمن، حدثنا طلحة الأيامي قال:
حدثني عبد الرحمن بن عوسجة، عن البراء رضي الله عنه، قال: جاء
أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: دلني على عمل يدخلني الجنة
قال: (أطعم الجائع، واسق الظمآن وأمر بالمعروف، وانه عن
المنكر، فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير) (1).
68 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا حماد بن
زيد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مراوح الليثي، عن أبي
ذر، رضي الله عنهم، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (.. تكف شرك
عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك) (2).
56

باب
النهي عن فضول الكلام والخوض
في الباطل
57

69 - حدثنا عبد الله، حدثنا مهدي بن حفص، حدثنا إسماعيل
ابن عياش، عن مطعم بن المقدام الصنعاني، عن عنبسة بن سعيد
الكلاعي، عن نصيح العنسي، عن ركب المصري، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن أنفق الفضل من ماله،
وأمسك الفضل من قوله) (1).
70 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا أبو معاوية،
عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبيه، عن جده علقمة بن وقاص،
عن بلال بن الحارث المزني، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
(إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما
بلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم
بالكلمة من سخط الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله عليه بها
سخطه إلى يوم القيامة) (2).
قال: وكان علقمة يقول: كم من كلام منعنيه حديث بلال بن
الحارث رضي الله عنه.
59

71 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن عيسى، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا الزبير بن سعيد، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن
يسار، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
(إن الرجل ليتكلم بالكلمة يضحك منها جلساءه، يهوي بها أبعد،
من الثريا) (1).
72 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، حدثنا عبدان بن
عثمان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار،
عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: (إن الرجل
ليتكلم بالكلمة، ما يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم، وإن
الرجل ليتكلم بالكلمة، ما يلقي لها بالا، يرفعه الله بها إلى
الجنة) (2).
73 - حثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا مهدي بن
ميمون، عن غيلان بن جرير، عن مطرف بن عبد الله، عن أبيه،
رضي الله عنهما قال: قدمت على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في رهط من بني
عامر فقالوا: أنت والدنا، وأنت سيدنا، وأنت أفضلنا علينا فضلا،
وأنت أطولنا علينا طولا، وأنت الجفنة الغراء، فقال: (قولوا
بقولكم، ولا يستهوينكم الشيطان) (3).
60

74 - حدثنا عبد الله،، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا أبو جعفر
الرازي، عن قتادة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن
أعظم الناس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضا في الباطل) (1).
75 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
جرير، عن الأعمش، عن شمر بن عطية قال: قال سلمان رضي الله
عنه: أكثر الناس ذنوبا يوم القيامة، أكثرهم كلاما في معصية
الله (2).
76 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
جرير، عن الأعمش، عن صالح بن حيان، عن حصين بن عقبة
قال: قال عبد الله، رضي الله عنه: إن أكثر الناس خطايا يوم القيامة،
أكثرهم خوضا في الباطل (3).
77 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، أنبأنا ابن علية، عن ليث،
عن عطاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أنذركم فضول الكلام،
بحسب أحدكم ما بلغ حاجته (4).
61

78 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، وغيره قالوا:
أنبأنا يعلى بن عبيد قال: دخلنا على محمد بن سوقة فقال: أحدثكم
بحديث لعله ينفعكم فإنه قد نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح:
يا بني أخي، إن من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام،
وكانوا يعدون فضول الكلام، ما عدا كتاب الله، أن تقرأه، أو
تأمر بمعروف، أو تنهى عن منكر، أو تنطق بحاجتك في
معيشتك، التي لا بد لك منها، أتنكرون: (وإن عليكم لحافظين
كراما كاتبين) [سورة الانفطار: 10، 11] (عن اليمين وعن الشمال
قعيد. ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) [سورة ق: 17، 18] أما
يستحي أحدكم، أنه لو نشرت عليه صحيفته التي أملى صدر نهاره،
كان أكثر ما فيها، ليس من أمر دينه، ولا دنياه (1)!!.
79 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم أنبأنا محمد بن
جابر، عن مجمع التيمي، عن رجل يدعى زيدا - أو يزيد - عن
علي رضي الله عنه، قال: لسان الإنسان قلم الملك، وريقه
مداده (2).
80 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمرو الجشمي،
حدثنا بشر بن المفضل، عن عبيد الله بن العيزار، عن صاحب له، عن
62

أبي تميمة السلمي قال: سمعت الأحنف بن قيس يقول: قال الله عز
وجل: (عن اليمين وعن الشمال قعيد). فصاحب اليمين يكتب
الخير، وهو أمير على صاحب الشمال، فإن أصاب العبد خطيئة،
قال: أمسك، فإن استغفر الله نهاه أن يكتبها، وإن أبى إلا أن
يصر كتبها (1).
81 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا جرير،
عن ليث، عن مجاهد: (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
قال: الملكان (2).
82 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل المروزي، أنبأنا
المعتمر بن سليمان، عن ليث، عن مجاهد قال: إن الكلام ليكتب،
حتى إن الرجل ليسكت ابنه: أبتاع لك كذا وكذا وأفعل كذا
وكذا، فيكتب كذبية (3).
83 - حدثنا عبد الله حدثنا علي بن الحسين، عن خالد بن يزيد،
عن مندل بن علي، عن عبد الله بن مروان، عن زيد بن علي (4) رضي
الله عنه، قال: إذا خرجت الكلمة من فم الإنسان، نظر الملك،
فإن كان أراد شرا أمضاها، وإن كان لم يرد شرا وإنما كانت فلته،
قال له صاحبه: لا تعجل لعله، أن يستغفر الله منها، فإن استغفر لم
تكتب، وكتب له حسنات الاستغفار.
63

84 - حدثنا عبد الله، وحدثني القاسم بن هاشم، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن عقبة بن أبي الصهباء، حدثنا قرة بن عيسى، عن هارون
الزبيري، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن الأحنف بن قيس، قال:
يوحي الله تعالى إلى الحافظين اللذين مع ابن آدم: لا تكتبا على
عبدي في ضجره شيئا.
85 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
محمد بن الحسن الأسدي، حدثنا يزيد بن إبراهيم، عن الحسن قال:
يا ابن آدم، بسطت لك صحيفة، ووكل بك ملكان كريمان يكتبان
عملك، فأكثر ما شئت أو أقل.
86 - حدثنا عبد الله، حدثني سويد بن سعيد، حدثنا مروان بن
معاوية، عن إسماعيل بن خالد، عن طارق بن شهاب، قال: بعث
سليمان بن داود عليهما السلام بعض عفاريته، وبعث نفرا ينظرون
ما يقول، ويخبرونه.. قال: فأخبروه أنه مر على السوق، فرفع
رأسه إلى السماء، ثم نظر إلى الناس، وهز رأسه، فسأله سليمان:
لم فعل ذلك؟ قال: عجبت من الملائكة على رؤوس الناس، ما
أسرع ما يكتبون، ومن الذين أسفل منهم، ما أسرع ما يملون.
87 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا سعيد
ابن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن نسير بن ذعلوق، عن بكر بن
ماعز قال: كان الربيع بن خثيم يقول: لا خير في الكلام إلا في تسع:
64

تهليل، وتكبير، وتسبيح، وتحميد وسؤالك من الخير، وتعوذك،
من الشر، وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر، وقراءتك
للقرآن (1).
88 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن أبي مريم، عن عثمان بن
زفر التيمي، حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي قال: ذكر الحسن،
عن إبراهيم التيمي قال: المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر، فإن كان
كلامه له تكلم، وإلا أمسك عنه، والفاجر إنما لسانه رسلا
رسلا (2)
89 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبد الله بن
عثمان، أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا ابن لهيعة، عن عياش بن
عباس، عن شييم بن بيتان، عن شفي الأصبحي قال: من كثر
كلامه كثرت خطيئته (3).
90 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة أنبأنا عبدان، أنبأنا عبد الله،
65

أنبأنا وهيب، عن هشام، عن الحسن رضي الله عنه قال: من كثر
ماله كثرت ذنوبه، ومن كثر كلامه كثر كذبه، ومن ساء خلقه
عذب نفسه (1).
91 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني حمزة أنبأنا عبدان، أنبأنا
عبد الله، أنبأنا إسماعيل بن عياش، حدثني عقيل بن مدرك، أن رجلا
قال لأبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، أوصني قال: عليك
بالصمت إلا في حق، فإنك به تغلب الشيطان (2).
92 - حدثنا عبد الله، قال وحدثني حمزة، أنبأنا عبدان قال:
قال عبد الله، رضي الله عنه: كان طاوس، رضي الله عنه، يعتذر
من طول السكوت، ويقول: إني جربت لساني فوجدته لئيما
راضعا (3).
93 - حدثنا عبد الله، حدثني إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا
محمد بن مقاتل، حدثنا ابن المبارك، عن نافع بن عمر، عن عمرو بن
66

دينار قال: تكلم رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأكثر، فقال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (كم دون لسانك من باب)؟ قال: أسناني، وشفتاي.
قال: (أما كان في ذلك ما يرد كلامك) (1).
94 - حدثنا عبد الله قال: وبلغني عن ابن عائشة، عن عبد الأعلى
ابن عبد الله بن أبي غياث قال: أثنى رجل على النبي، صلى الله عليه وسلم، فاستحفز
في الثناء (2) فقال: كم بينك وبين لسانك من حجاب؟ قال: شفتاي
وأسناني. قال: (أما كان فيهما ما يرد فضل قولك عنا منذ اليوم) ثم
قال: (ما أوتي رجل شرا من فضل في لسان).
95 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان بن
عثمان، أنا عبد الله بن المبارك، أنا مجالد بن سعيد، عن الشعبي،
رضي الله عنه قال: ما من خطيب يخطب، إلا عرضت عليه خطبته
يوم القيامة (3).
96 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا عبد،
الله أنبأنا حماد بن سلمة، عن رجاء أبي المقدام، عن نعيم - كاتب
عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه قال: قال عمر بن عبد العزيز:
إنه ليمنعني من كثير الكلام، مخافة المباهاة (4).
67

97 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان بن
عثمان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا رشدين بن سعد، حدثنا الحجاج بن
شداد: أنه سمع عبيد الله بن أبي جعفر - وكان أحد الحكماء - يقول
في بعض قوله: إذا كان المرء يحدث في مجلس، فأعجبه الحديث
فليسكت، وإن كان ساكنا فأعجبه السكوت، فليتحدث (1).
98 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا
عبد الله قال: أخبرني رجل من أهل الشام، عن يزيد بن أبي حبيب،
رضي الله عنه قال: من فتنة العالم، أن يكون الكلام أحب إليه من
الاستماع وإن وجد من يكفيه فإن في الاستماع سلامة وزيادة في
العلم، والمستمع شريك المتكلم في الكلام، إلا من عصم الله
ترمق وتزين، وزيادة ونقصان (2).
99 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن إسحاق، حدثنا أبو
أسامة، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر
رضي الله عنهما قال: إن أحق ما طهر الرجل لسانه (3).
100 - حدثنا عبد الله، حدثني الفضل بن يعقوب، حدثنا سعيد
ابن مسلمة، حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: رأى أبو الدرداء،
68

رضي الله عنه، امرأة سليطة اللسان، فقال لو كانت هذه خرساء،
كان خيرا لها (1).
(101) حدثنا عبد الله، وحدثني الفضل بن يعقوب، حدثنا
أبو عصام العسقلاني، حدثنا سفيان، عن طلحة، عن عطاء، رضي الله عنه
: (وأصلحنا له زوجه) [سورة الأنبياء: 90] قال: كان
في لسانها طول (2).
102 - حدثنا عبد الله، حدثني العباس العنبري، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت الحسن
يحدث: عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (إن
العبد ليتكلم بالكلمة، ما يرى أن تبلغ به حيث بلغت، ترديه في
النار أربعين خريفا) (3).
103 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الملك، حدثنا
حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن حماد، عن إبراهيم،
رحمه الله، قال: يهلك الناس في خلتين: فضول المال، وفضول
الكلام (4).
104 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا
69

قبيصة، عن سفيان الثوري، عن أبي حيان التيمي، عن إبراهيم
التيمي، رحمه الله قال: ما عرضت قولي على عملي، إلا خشيت
أن أكون مكذبا (1).
105 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا
شعيب بن حرب، عن يزيد بن إبراهيم، عن محمد بن سيرين قال:
كان رجل من الأنصار يمر بمجلس لهم، فيقول: توضئوا فإن بعض
ما تقولون، شر من الحدث (2).
106 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا
شعيب بن حرب، عن إسرائيل، عن منصور، عن إبراهيم قال:
الوضوء من الحدث، وأذى المسلم (3).
70

باب
النهي عن الكلام فيما لا يعنيك
71

107 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، وخالد بن
خداش، وخلف بن هشام قالوا: حدثنا مالك بن أنس، عن
الزهري، عن علي بن الحسين، رضي الله عنهما، قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) (1).
108 - حدثنا عبد الله، حدثني سعد بن زنبور الهمداني، حدثنا
عبد الرحمن بن عبد الله العمري، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي
هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن من حسن
إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) (2).
109 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الرحمن بن صالح
الأزدي، حدثنا يحيى بن يعلى الأسلمي، عن الأعمش، عن أنس بن
مالك، رضي الله عنه، قال: استشهد غلام منا يوم أحد، فوجد
على بطنه صخرة مربوطة من الجوع، فمسحت، أمه التراب عن
وجهه، وقالت هنيئا: لك يا بني، الجنة، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم،
73

(وما يدريك؟ لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه، ويمنع ما لا
يضره) (1).
110 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا
ضمام بن إسماعيل الإسكندراني،
حدثني يزيد بن أبي حبيب، وموسى
ابن وردان، عن كعب بن عجرة، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم،
فقد كعبا، فسأل عنه. فقالوا: مريض، فخرج يمشي حتى آتاه،
فلما دخل عليه، قال: (أبشر يا كعب) فقالت أمه: هنيئا لك
الجنة يا كعب.. فقال: (من هذه المتآلية على الله)؟ قال: هي أمي
يا رسول الله.. فقال: (وما يدريك يا أم كعب؟ لعل كعبا قال ما
لا يعنيه أو منع ما لا يغنيه) (2).
111 - حدثنا عبد الله، وحدثنا علي بن الجعد، أخبرني أبو
معشر، عن محمد بن كعب قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن أول
من يدخل هذا الباب رجل من أهل الجنة) فدخل عبد الله بن
سلام، فقام إليه ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه
بقول النبي، صلى الله عليه وسلم، وقالوا: فأخبرنا بأوثق عملك في نفسك ترجو
به؟ قال: إني لضعيف، وإن أوثق ما أرجو به سلامة الصدر،
وترك ما لا يعنيني (3).
74

112 - حدثنا عبد الله حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا محمد
ابن يزيد بن خنيس، عن وهيب بن الورد، رحمه الله، بلغه أن أبا ذر
رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ألا أعلمك بعمل
خفيف على البدن، ثقيل في الميزان)؟ قلت: بلى يا رسول الله...
قال: (هو الصمت، وحسن الخلق، وترك ما لا يعنيك) (1).
113 - حدثنا عبد الله، وحدثنا سويد بن سعيد، حدثنا حفص
ابن ميسرة، عن زيد بن أسلم قال: دخل علي ابن أبي دجانة وهو
مريض، ووجهه يتهلك، فقال: ما من عملي شئ أوثق في نفسي
من اثنتين: لم أتكلم فيما لا يعنيني، وكان قلبي للمسلمين سليما.
114 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو محمد العتكي، عن عبد
الرحمن بن صالح، حدثني أبو هارون - جليس لأبي بكر بن عياش -
عن محرز التيمي، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
سمعته يقول: خمس لهن أحسن من الدهم الموقفة: لا تتكلم فيما
لا يعنيك، فإنه فضل، ولا آمن عليك الوزر، ولا تتكلم فيما
يعنيك، حتى تجد له موضعا، فإنه رب متكلم في أمر يعنيه، قد
وضعه في غير موضعه فيعنت، ولا تمار حليما ولا سفيها، فان
الحليم يقليك، وان السفيه يؤذيك، واذكر أخاك إذا تغيب عنك إذا تغيب عنك بما
تحب أن يذكرك به، واعفه عما تحب أن يعفيك منه، واعمل عمل
رجل يرى أنه مجازى بالاحسان، مأخوذ بالاجرام (2).
75

115 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، عن شعبة عن
سيار أبي الحكم قال: قيل للقمان الحكيم: ما حكمتك؟ قال:
لا أسأل عما كفيت، ولا أتكلف ما لا يعنيني (1).
116 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو
شهاب، عن عمرو بن قيس: أن رجلا مر بلقمان والناس عنده،
فقال: ألست عبد بنى فلان؟ قال: بلى. قال: الذي كنت ترعى
عند جبل كذا وكذا؟ قال: بلى. قال: فما الذي بلغ ما أرى؟
قال: صدق الحديث، وطول السكوت عما لا يعنيني (2).
117 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، أنبأنا إسماعيل بن علية،
عن داود بن أبي هند قال: بلغني أن معاوية، رضي الله عنه، قال
لرجل: ما بقى من حلمك؟ قال: لا يعنيني ما لا يعنيني.
118 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن سعد، حدثنا عفان عن
جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد قال: قال مورق العجلي: أمر
أنا أطلبه منذ عشر سنين، لم أقدر عليه، ولست بتارك طلبه..
قالوا: ما هو يا أبا المعتمر؟ قال: الصمت عما لا يعنيني (3).
119 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن الحسين، عن داود بن
المحبر، حدثنا جعفر بن سليمان قال: سمعت شميطا العنسي
يقول: من لزم ما يعيه أوشك أن يترك ما لا يعنيه (4).
76

120 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الله بن خيران، أنبأنا
المسعودي، عن وديعة - يعنى الأنصاري - قال: قال عمر بن
الخطاب رضي الله عنه: (لا تعرض ما لا يعنيك، واعتزل عدوك،
واحذر صديقك من القوم إلا الأمين، ولا أمين إلا من خشى الله
تعالى، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، ولا تطلعه على
سرك، واستشر من أمرك الذين يخشون الله (1).
121 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا حبان،
ابن علي، عن محمد بن عجلان، عن إبراهيم بن مرة، عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه.. نحوه.
122 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
عمرو بن هاشم، عن ثابت الثمالي، عن أبي جعفر قال: كفى عيبا
أن يبصر العبد من الناس، ما يعمى عليه من نفسه، وأن يؤذى
جليسه فيما لا يعنيه (2).
77

باب
ذم المراء
79

123 - حدثنا عبد الله، حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا المحاربي،
عن ليث، عن عبد الملك، عن عكرمة، عن ابن عباس، رضي الله عنهما
، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تمار أخاك، ولا
تمازحه، ولا تعده موعدا فتحلفه) (1).
124 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن
الحكم قال: قال عبد الرحمن بن أبي ليلى، رحمهما الله: لا أماري
صاحبي، فاما أن أكذبه، وأما أن أعصيه (2).
125 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش حدثنا حماد بن
زيد، عن محمد بن واسع قال: كان مسلم بن يسار يقول: إياكم
والمراء، فإنها ساعة جهل العالم، وبها يبتغى الشيطان زلته.. قال
حماد: فقال لنا محمد: هذا الجدال، هذا الجدال (3).
126 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا حماد بن
زيد، عن محمد بن واسع قال: رأيت صفوان بن محرز في المسجد،
وقريبا منه ناس يتجادلون، فرأيته قام فنفض ثيابه، وقال: إنما أنتم
جرب... مرتين (4).
81

127 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن إسحاق الباهلي، حدثنا
سفيان قال: حدثني رجل صالح قال: قال عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه
: المراء لا تعقل حكمته، ولا تؤمن فتنته (1).
128 - حدثنا عبد الله، وحدثني علي بن الحسين، عن زيد بن
الحباب، عن صالح بن موسى، عن أبيه قال: سمع الربيع بن خيثم
رجلا يلاحي رجلا، فقال: مه لا تلفظ إلا بخير، ولا تقل لأخيك
إلا ما تحب ان تسمعه من غيرك، فإن العبد مسؤول عن لفظه
محصى عليه ذلك كله (أحصاه الله ونسوه) {سورة المجادلة: 6}
129 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن الحسين، عن إبراهيم بن مهدي
، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن مهاجر قال: سمعت
عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه قال: إذا سمعت المراء فاقصد.
130 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا جرير
عن برد، عن سليمان بن موسى قال: قال أبو الدرداء، رضي الله عنه
: كفى بك إثما، أن لا تزال مماريا (3).
82

131 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو سلمة المخزومي يحيى بن
المغيرة، حدثني أخي محمد بن المغيرة، عن عبد الله بن الحارث
الجمحي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
: لا يتعلم العلم لثلاث، ولا يترك لثلاث: لا يتعلم ليمارى
به، ولا يباهي به، ولا يراءي به، ولا يترك حياء من طلبه، ولا
زهادة فيه، ولا رضا بالجهل منه (1).
132 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن زرارة،
حدثنا المبارك بن سعيد، حدثنا حميد، عن مجاهد، رحمه الله قال:
كان لي صديق من قريش فقلت له: تعال حتى أواضعك الرأي،
فانظر أين تقع من رأيي، وأين أقع من رأيك..؟
133 - حدثنا عبد الله، حدثني القاسم بن هاشم، حدثنا حماد
ابن مالك الدمشقي، حدثنا عبد العزيز بن حصين قال: بلغني أن
عيسى بن مريم عليه السلام قال: من كثر كذبه ذهب جماله، ومن
لا حي الرجال سقطت مروءته، ومن كثر همه سقم جسمه، ومن
ساء خلقه عذب نفسه (3).
134 - حدثنا عبد الله، حدثني نصر بن علي الجهضمي، أخبرني
83

أبى، عن يحيى بن المتوكل، عن إسماعيل بن رافع، عن ابن أم سلمة،
عن أم سلمة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن
أول ما عهد إلى ربى ونهاني عنه، بعد عبادة الأوثان، وشرب
الخمر، ملاحاة الرجال) (1).
135 - حدثنا عبد الله، حدثنا بشر بن معاذ، حدثنا عبد الواحد
ابن زياد، حدثنا عبد الرحمن بن إسحاق، حدثنا الحجاج بن دينار،
عن أبي غالب، عن أبي أمامة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (ما ضل قوم إلا أوتوا الجدل) (2).
136 - حدثنا عبد الله، قال: وحدثني عبد الرحمن بن صالح،
حدثنا ابن فضيل، عن حجاج بن دينار الشاعر، عن أبي غالب، عن
أبي أمامة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (ما ضل قوم بعد
هدى كانوا عليه، إلا أتوا الجدل) ثم قرأ: (ما ضربوه لك إلا
جدلا بل هم قوم خصمون) (3).. [سورة الزخرف: 58]
137 - حدثنا عبد الله، حدثنا جعفر، حدثنا عبد الله بن صالح،
حدثني رشدين، عن العمري، عن هشام بن عروة، رضي الله عنه
84

قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله من كف لسانه عن أهل
القبلة، إلا بأحسن ما يقدر عليه... يردد قوله سبع مرات) (1).
138 - حدثنا عبد الله قال: حدثني العباس بن جعفر، حدثنا
هاشم بن الوليد قال: سمعت الفضل بن عياض، رحمه الله، عن هشام
ابن حسان، عن محمد بن سيرين قال: كنا نحدث أن أكثر الناس
خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس (2).
139 - حدثنا عبد الله، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي، عن،
عباد بن العوام، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة،
رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يستكمل عبد
حقيقة الايمان، حتى يدع المراء وإن كان محقا، ويدع كثيرا من
الحديث مخافة الكذب) (3).
140 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا أنس
ابن عياض، عن سلمة بن وردان قال: حدثني مالك بن أوس بن
الحدثان، رضي الله عنه، أنه كان مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (وجبت، وجبت، وجبت) فقال أصحابه: ما هذا
الذي قلت يا رسول الله؟: (من ترك المراء وهو محق، بنى له
85

في ربض الجنة، ومن ترك الكذب بنى له في ربض الجنة، ومن
حسن خلقه بنى له في ربض الجنة) (1).
141 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن المقدام العجلي، حدثنا
أمية بن خالد، حدثنا إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله قال:
حدثني ابن كعب بن مالك، عن أبيه، رضي الله عنهم قال: سمعت
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (من طلب العلم ليجاري به العلماء،
أو يماري به السفهاء، أو يصرف به وجوه الناس إليه، أدخله الله النار (2)
142 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي، حدثنا
أبو غسان، حدثنا سفيان بن عيينة، عن داود بن شابور قال: سمعته
من شهر بن حوشب قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: أي
86

بنى، لا تعلم العلم تباهي به العلماء، أو تمارى به السفهاء، أو
ترائي به في المجالس (1).
143 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا أبو بكر بن أبي مريم، عن حريث بن عمرو، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تجار أخاك، ولا تشاره،
ولا تماره) (2).
144 - حدثنا عبد الله قال: وحدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد
الله، أنبأنا الفضيل، عن ليث، عن مجاهد، رضي الله عنه قال: لا
تمار أخاك، ولا تفاكهه - يعنى المزاح.
145 - حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا
المسعودي، حدثنا الأعمش، عن مجاهد قال: حدثني مولاي عبد الله
ابن السائب قال: كنت شريك النبي، صلى الله عليه وسلم، في الجاهلية، فلما
قدمنا المدينة قال لي: (أتعرفني)؟ قلت: نعم، كنت شريكي،
فنعم الشريك كنت لا تدارى، ولا تمارى (3).
146 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى
87

ابن أيوب، حدثنا عتاب بن بشير، عن علي بن بذيمة قال: قيل لميمون
ابن مهران: مالك لا يفارقك أخ لك عن قلى؟ قال: إني لا
أشاريه، ولا أماريه (1).
88

باب
ذم التقعر في الكلام
89

147 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، والقواريري قالا:
حدثنا يحيى القطان، عن ابن جريح، أخبرني سليمان بن عتيق، عن
طلق بن حبيب، عن الأحنف بن قيس، عن عبد الله بن مسعود،
رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا هلك المتنطعون)
ثلاث مرات (1).
148 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي،
حدثنا ديلم بن غزوان، عن ميمون الكردي، عن أبي عثمان النهدي،
عن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
يقول: (أخوف ما أخاف على أمتي، كل منافق عليم اللسان) (2).
149 - حدثنا عبد الله، حدثنا ابن أبي شيبة، حدثنا حفص بن
غياث، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن مصعب بن سعد قال: جاء
عمر بن سعد إلى أبيه يسأله حاجة، فتكلم بين حاجته بكلام فقال له
سعد. رضي الله عنه: ما كنت من حاجتك أبعد منك اليوم، إني
سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (يأتي الناس زمان يتخللون فيه
الكلام بألسنتهم، كما تتخلل البقر الكلأ بألسنتها (3).
91

150 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، حدثنا علي بن ثابت، عن عبد الحيد بن جعفر الأنصاري، عن عبد
الله بن حسين، عن أمه، عن فاطمة بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها
، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: شرار أمتي الذين غدوا بالنعيم،
الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدقون
في الكلام (1).
151 - حدثنا عبد الله، حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، حثنا أبو
تميلة قال: حدثني أبو جعفر النحوي قال: بينما هو جالس بالكوفة
في مجلس مع أصحابه، قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول:
(إن من البيان سحرا، وإن من العلم جهلا، وإن من الشعر
حكما، وإن من القول عيالا قال: فقال صعصعة بن صوحان،
وهو أحدث القوم سنا: صدق الله ورسوله، ولو لم يقلها كان
كذلك. قال: فتوسمه رجل من الجلساء فقال له بعدما تصدع
القوم من مجلسهم: ما حملك على أن قلت: (صدق نبي الله ولو لم
يقلها كذلك)؟ قال: بلى، أما قول النبي، صلى الله عليه وسلم: (إن من
البيان سحرا) فالرجل يكون عليه الحق، وهو ألسن بالحجج من
صاحب الحق فيسحر القوم ببيانه، فيذهب بالحق وهو عليه..
وأما قوله: (إن من العلم جهلا): فيتكلف العالم إلى علمه ما لا
يعلم، فيجهله ذلك.. وأما قوله: (إن من الشعر حكما) فهي
هذه المواعظ والأمثال التي يعظ به الناس.. وأما قوله: (إن من
92

القول عيالا) فعرضك كلامك وحديثك، على من ليس من
شأنه، ولا يريده (1).
152 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي، حدثنا إسحاق بن محمد العدوي، عن عبد الله بن عمر، عن حميد
الطويل، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال عمر بن الخطاب،
رضي الله عنه: إن شقاشق الكلام، من شقاشق الشيطان (2).
93

باب
ذم الخصومات
95

153 - حدثنا عبد الله، حدثني أزهر بن مروان الرقاشي، حدثنا
مسكين أبو فاطمة، حدثنا رجاء أبو يحيى، عن يحيى بن أبي كثير،
عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (من جادل في خصومة بغير علم، لم يزل في سخط الله
حتى ينزع (1).
154 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الحسين العامري، حدثنا
أبو النضر هاشم بن القاسم، عن الأشجعي، حدثنا الربيع بن الملاح
قال: سمعت أبا جعفر يقول: إياكم والخصومة، فإنها تمحق
الدين.. وحدثني من سمعه يقول: وتورث الشنآن وتذهب
الاجتهاد (2).
155 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، وأحمد بن منيع قالا:
حدثنا مروان بن شجاع، عن عبد الكريم أبي أمية قال: ما خاصم
ورع قط - يعني في الدين (3).
97

156 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عبد الملك القرشي،
حدثنا أبو عوانة، عن صالح بن مسلم قال: قال عامر: لقد تركتني
هذه الصعافقة، وللمسجد أبغض إلى من كناسة داري - يعنى
أصحاب القياس (1).
157 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، حدثنا
ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أبغض الرجال إلى الله، الألد
الخصم) (2).
158 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو بكر محمد بن هاني، حدثني
أحمد بن شبويه، حدثني سليمان بن صالح، حدثني عبد الله بن
المبارك، عن جويرية بن أسماء، عن سلم بن قتيبة قال: مر بي بشير بن
عبيد الله بن أبي بكرة، فقال: ما يجلسك؟ قلت: خصومة بيني وبين
ابن عم لي، ادعى أشياء في داري: قال: فإن لأبيك عندي
يدا، وإني أريد أن أجزيك بها، وإني والله، ما رأيت من شئ أذهب
لدين، ولا أنقص لمروءة، ولا أضيع للذة، ولا أشغل لقلب من
خصومة.. قال: فقمت لأرجع فقال خصمي: مالك، قلت: لا
أخاصمك. قال: عرفت أنه حقي؟ قلت: لا ولكني أكرم نفسي
98

عن هذا، وسأبقيك بحاجتك.. قال: فإني لا أطلب منك شيئا، هو
لك قال: فمررت بعد ببشير، وهو يخاصم، فذكرته قوله، قال:
لو كان قدر خصومتك عشر مرات فعلته، ولكنه مرغاب أكثر من
عشرين ألف ألف (1).
159 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
حفص بن غياث، عن ليث، عن الحكم، عن محمد بن علي قال: لا
تجالسوا أصحاب الخصومات، فإنهم يخوضون في آيات الله (2).
160 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن أبي حاتم حدثنا عبد الله
ابن داود.. قال: سمعت سفيان، عن الحسن بن عمرو، عن فضيل
قال: قال إبراهيم: ما خاصمت؟ قلت: لا.. قال: قط؟ قال
قلت: قط؟ قال ابن داود: كذا يعني (3).
161 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا حماد
ابن زيد، عن يحيى بن سعيد قال: قال عمر بن عبد العزيز، رحمه الله:
من جعل دينه عرضا للخصومات، أكثر التنقل (4).
99

باب
الغيبة وذمها
101

162 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل المروزي، أنبأنا
عبد الله بن المبارك، أنبأنا داود بن قيس، حدثني أبو سعيد مولى
عبد الله بن عامر بن كريز، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال:
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه،
وماله، وعرضه) (1).
163 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا
سفيان بن حمزة، عن كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة
رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تحاسدوا، ولا
تباغضوا، ولا تدابروا، ولا يغتب بعضكم بعضا، وكونوا عباد
الله إخوانا) (2).
103

164 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا أسباط،
عن أبي رجاء الخراساني، عن عباد بن كثير، عن الجريري، عن أبي
نضرة، عن جابر، وأبي سعيد، رضي الله عنهما قالا: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (إياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، إن الرجل قد
يزني فيتوب، فيتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة، لا يغفر له،
حتى يغفر له صاحبه) (1).
165 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو بكر، محمد بن أبي عتاب،
حدثنا عبد القدوس أبو المغيرة، عن صفوان بن عمرو، عن عبد
الرحمن بن جبير بن نفير، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مررت ليلة أسرى بي، على قوم يخمشون
وجوههم بأظافيرهم، فقلت يا جبريل: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء
الذين يغتابون الناس، ويقعون في أعراضهم) (2).
166 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يزيد بن
هارون، عن زياد بن أبي زياد، عن محمد بن سيرين قال: قال سليم بن
جابر: أتيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقلت: علمني خيرا ينفعني الله به؟
قال: (لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تصب من دلوك في
إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك ببشر حسن، وإذا أدبر فلا
تغتابه (3).
104

167 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن دينار، حدثنا مصعب
ابن سلام، عن حمزة بن حبيب الزيات، عن أبي إسحاق، عن البراء،
رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى أسمع العواتق
في بيوتها، فقال: (يا معشر من آمن بلسانه، ولم يؤمن بقلبه، لا
تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم [فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع
الله عورته]، ومن يتبع الله عورته، يفضحه وهو في جوف
بيته) (1).
168 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني،
وأحمد بن عمران الأخنسي قالا: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن
الأعمش، عن سعيد بن عبد الله بن جريح، عن أبي برزة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا معشر من آمن بلسانه، ولم
يؤمن بقلبه، لا تتبعوا عورات المسلمين، ولا عثراتهم فإنه من يتبع
عثرات المسلمين، يتبع الله عثرته، ومن يتبع الله عثرته، يفضحه
وإن كان في بيته) (2).
169 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
حفص بن غياث، عن الأعمش، عن رجل من أهل البصرة، عن أبي
برزة، رضي الله عنه، قال: خطبنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: (لا
تتبعوا عثرات المسلمين، فإنه من يتبع عثرات المسلمين، يتبع الله
عثرته، حتى يفضحه في جوف بيته) (3).
105

170 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا الربيع بن
صبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال:
أمر النبي، صلى الله عليه وسلم، بصوم يوم، وقال: (لا يفطرن أحد، حتى
آذن له) فصام الناس، حتى إذا أمسوا، جعل الرجل يجيئ،
فيقول: يا رسول الله، إني ظللت صائما، فأذن لي فأفطر، فيأذن
له، والرجل، والرجل، حتى جاء رجل، فقال: يا رسول الله،
فتاتان من أهلك ظلتا صائمتين، وإنهما يستحيان ان يأتياك، فأذن
لهما ان يفطرا، فأعرض عنه، ثم عاوده، فأعرض عنه، ثم عاوده
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وكيف صام من ظل هذا اليوم، يأكل
لحوم الناس!! ذهب قمرهما إن كانتا صائمتين، فليستقيئا) فرجع
إليهما، فأخبرهما فاستقاءتا فقاءت كل واحدة منهما علقة من دم،
فرجع إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فأخبره فقال: (والذي نفس محمد بيده،
لو بقيتا في بطونهما لأكلتهما النار) (1).
171 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا يزيد بن
هارون، أنبأنا سليمان، التيمي قال: سمعت رجلا يحدث في مجلس أبى
عثمان النهدي، عن عبيد مولى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن امرأتين من
الأنصار، صامتا على عهد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فجلست إحداهما إلى
الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم الناس، فجاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم،
فقال: إن هاهنا امرأتين صامتا، وقد كادتا ان تموتا من العطش،
فأعرض عنه النبي، صلى الله عليه وسلم، فسكت.. قال: ثم جاءه بعد ذلك،
أحسبه قال: في الظهيرة، فقال: يا رسول الله، إنهما والله لقد ماتتا،
أو كادتا أن تموتا.. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (ايتوني بهما) فجاءنا،
فدعا بعس، أو قدح، فقال لإحداهما: (قيئي)
106

فقاءت من قيح ودم وصديد، حتى ملأت القدح وقال للأخرى:
(قيئي) فقاءت من قيح وصديد فقال: (إن هاتين صامتا
مما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما
إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لحوم الناس) (1).
172 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو
شهاب، أخبرني هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير قال: دعا
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، امرأة إلى الطعام، وكان في لسانها شئ،
فقالت: يا رسول الله، إني صائمة فقال: (لم تفعلي) فلما كان يوم
آخر، تحفظت بعض التحفظ، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطعام،
فقالت: يا رسول الله إني صائمة. قال: (قد كذبت، ولم تفعلي)
فلما كان في اليوم الثالث، تحفظت، فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
الطعام.. فقالت: يا رسول الله، إني صائمة قال: (قد فعلت).
173 - حدثنا عبد الله، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة، عن عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن أبي
هريرة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (الربا سبعون
حوبا، أيسره كنكاح الرجل أمه، وأربى الربا عرض الرجل
المسلم) (2).
107

174 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
سفيان، عن أبي نجيح، عن أبيه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (أربى
الربا تفضيل المرء على أخيه بالشتم) (1).
175 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن علي بن شفيق قال: سمعت أبي
: حدثنا أبو مجاهد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه
قال: خطبنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فذكر الربا، وعظم شأنه فقال:
(إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من
ست وثلاثين زنية، يزنيها الرجل، وأربى الربا، عرض الرجل
المسلم) (2).
176 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن علي، حدثنا النضر بن
شميل، أنبأنا أبو العوام - واسمه عبد العزيز بن ربيع الباهلي - حدثنا
أبو الزبير - واسمه محمد - عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، قال:
كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مسير، فأتى على قبرين، يعذب
صاحبهما. فقال: (أما إنهما لا يعذبان في كبير، أما أحداهما:
فكان يغتاب الناس، وأما الاخر فكان لا يتأذى من بوله) ودعا
بجريدة رطبة، أو جريدتين فكسرهما، ثم أمر بكل كسرة، فغرست
على قبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أما إنه سيهون من عذابهما، ما
كانتا رطبتين، أو ما لم ييبسا) (3).
108

177 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الله بن أبي بدر أنبأنا يزيد بن
هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: مر عمرو بن
العاص، رضي الله عنه، على بغل ميت، فقال: والله لان يأكل
أحدكم من لحم هذا، خير له من أن يأكل لحم أخيه (1).
178 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن يوسف الذمي، حدثنا
محمد بن سلمة الحراني، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن موسى
ابن يسار، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: من أكل لحم أخيه
في الدنيا، قرب إليه لحمه في الآخرة، فقيل له: كله ميتا، كما
أكلته حيا فيأكله ويضج ويكلح (2).
179 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي، حدثنا
109

يحيى بن سليم، عن هشام عن ابن سيرين، عن عبيدة السلماني قال:
اتقوا المفطرين: الغيبة، والكذب (1).
180 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو نصر التمار، حدثنا فضيل بن
عياض، عن ليث، عن مجاهد قال: المسلم يسلم له صومه، يتقى
الغيبة والكذب.
181 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا سعيد بن
عامر، عن الربيع بن صبيح، أن رجلين كانا قاعدين، عند باب من
أبواب المسجد الحرام، فمر بهما رجل كان مخنثا، فترك ذاك فقالا: لقد
بقى فيه منه شئ، فأقيمت الصلاة، فدخلا فصليا مع الناس، فحاك
في أنفسهما مما قالا، فأتيا عطاء رضي الله عنه، فسألاه؟ فأمرهما أن
يعيد الوضوء والصلاة، وكانا صائمين، فأمرهما ان يقضيا صيام
ذلك اليوم (2).
182 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا يزيد
ابن هارون، عن هشام بن حسان، عن خالد الربعي قال: دخلت
المسجد، فجلست إلى قوم، فذكروا رجلا، فنهيتهم عنه، فكفوا
ثم جرى بهم الحديث، حتى عادوا في ذكره، فدخلت معهم في
شئ، فلما كان من الليل رأيت في المنام، كأن شيئا أسود طويلا
جدا، معه طبق خلاف أبيض، عليه لحم خنزير فقال: كل..
قلت: آكل لحم خنزير والله لا آكله، فأخذ بقفاي وقال: كل
110

[وانتهرني] انتهارة شديدة، ودسه في فمي، فجعلت ألوكه ولا
أسيغه وأفرق أن ألقيه، واستيقظت قال: فمحلوفه، لقد مكثت ثلاثين
يوما وثلاثين، ما آكل طعاما، إلا وجدت طعم ذلك اللحم في فمي (1).
183 - حدثنا عبد الله قال: وسمعت أنا يحيى بن أيوب، يذكر عن
نفسه أنه رأى في المنام، صنع به نحو هذا، وأنه وجد طعم الدسم على
شفتيه أياما، وذلك أنه كان يجالس رجلا يغتاب الناس (2).
184 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا
سفيان عن أبن أبى نجيح، عن مجاهد: (ويل لكل همزة لمزة) قال:
الهمزة الطعان في الناس، واللمزة: الذي يأكل لحوم الناس (3).
185 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، حدثنا إبراهيم
ابن سعيد، عن محمد بن إسحاق، عن وهب بن منبه، أن ذا القرنين عليه
السلام، قال لبعض الأمم: ما بال كلمتكم واحدة، وطريقتكم مستقيمة؟
قالوا: إنا من قبيل لا نتخادع، ولا يغتاب بعضنا بعضا (4).
111

186 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
إسماعيل بن عياش، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أيوب بن بشير
العجلي، عن شفى بن ماتع الأصبحي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أربعة
يؤذون أهل النار، على ما بهم من الأذى، يسعون بين الحميم
والجحيم، يدعون بالويل والثبور، يقول بعض أهل النار لبعض:
ما بال هؤلاء قد آذونا على ما بنا من الأذى قال: فرجل مغلق
عليه تابوت من جمر، ورجل يجر أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحا
ودما، ورجل يأكل لحمه فيقال للذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد
قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إن الأبعد كان يأكل لحوم
الناس بالغيبة، ويمشي بالنميمة (1).
112

187 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا مروان بن
معاوية، ويزيد بن هارون، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي
حازم، قال: مر عمرو بن العاص، رضي الله عنه، على بعل
ميت فقال لأصحابه: والله لان يأكل أحدكم من لحم هذا، حتى
يمتلئ، خير له من أن يأكل لحم رجل مسلم (1).
188 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو حاتم، حدثنا أصبغ، أخبرني
ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قودر، عن كعب
قال: الغيبة تحبط العمل.
189 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا ابن علية،
حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة رضي الله عنه قال: ذكر لنا أن
عذاب القبر ثلاث أثلاث: ثلث من الغيبة، وثلث من البول،
وثلث من النميمة (2).
113

190 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا محمد بن
يزيد الواسطي، أنبأنا جويبر، عن الضحاك، في قوله: (ولا تلمزوا
أنفسكم) قال: اللمز: الغيبة (1).
191 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن أبي حاتم الأزدي، حدثنا
داود بن المجبر حدثنا الربيع بن صبيح قال: سمعت الحسن رضي الله عنه
يقول: والله للغيبة أسرع في دين المؤمن، من الاكلة في
جسده.
192 - حدثنا عبد الله، حدثني عيسى عبد الله التميمي قال:
بلغني من عتاب بن بشير عن خصيف، وعبد الكريم بن مالك،
قالوا: أدركنا السلف، وهم لا يرون العبادة في الصوم، ولا في
الصلاة، ولكن في الكف عن أعراض الناس (2).
193 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس،
رضي الله عنهما قال: إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك، فاذكر
عيوبك (3).
194 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا كثير
ابن هشام، عن جعفر بن برقان، عن يزيد بن الأصم قال: سمعت
114

أبا هريرة، رضي الله عنه، يقول: قال: يبصر أحدكم القذى في
عين أخيه، وينسى الجذل في عينه (1).
195 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن مرداس، حدثنا أبو
عقيل، عن حفص بن عثمان قال: كان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه
يقول: لا تشغلوا أنفسكم بذكر الناس، فإنه بلاء، وعليكم
بذكر الله، فإنه رحمة (2).
196 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو محمد الأزدي، حدثنا علي بن
ثابت، عن صالح المزني قال: كتب سلمان إلى أبى الدرداء، رضي الله عنهما
،: أما بعد فإني أوصيك بذكر الله، فإنه دواء، وأنهاك
عن ذكر الناس، فإنه داء.
197 - حدثنا عبد الله، حدثنا نصر بن طرخان حدثنا عمران بن
خالد الخزاعي، قال: كان الحسن، رضي الله عنه، يقول: ابن
آدم، إنك لن تصيب حقيقة الايمان، حتى لا تعيب الناس بعيب هو
فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب، فتصلحه من نفسك، فإذا
فعلت ذلك، كان شغلك في خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله
من كان هكذا (3).
198 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا يزيد
ابن هارون، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: ما أحسب
أحدا تفرغ لعيوب الناس، إلا من غفلة غفلها عن نفسه (4).
115

199 - حدثنا عبد الله، حدثني المفضل بن غسان، عن أبيه
قال: قال بكر بن عبد الله: إذا رأيتم الرجل مولعا بعيوب الناس،
ناسيا لعيبه، فاعلموا أنه قد مكر به (1).
200 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، أنبأنا الأصمعي، عن
معتمر بن سليمان، عن جرير القطعي، عن سليمان التيمي، قال:
قال الأحنف بن قيس: ما ذكرت أحدا بسوء بعد أن يقوم من
عندي (2).
201 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن سعيد الدارمي، حدثنا
الأصمعي، عن أبيه قال: كان الأحنف بن قيس، إذا ذكر عنده رجل
قال: دعوه يأكل رزقه ويأتي عليه أجله. وقال عن غير أبيه: إن
الأحنف قال: دعوه يأكل رزقه، ويكفي قرنه (3).
202 - حدثنا عبد الله، قال: وحدثنا أحمد بن جميل المروزي،
أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا جعفر بن حيان، عن الحسن رضى الله
116

عنه قال: يا ابن آدم تبصر القذى في عين أخيك، وتدع الجذل
معترضا في عينك (1).
203 - حدثنا عبد الله، حدثني العباس العنبري، حدثنا محمد بن
عبيد، حدثنا محرز، وهو أبو رجاء الشامي، عن عمر بن عبد الله،
عن عمران بن عبد الرحمن، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
: عليكم بذكر الله فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس فإنه
داء (2).
* * *
117

باب
تفسير الغيبة
119

204 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن
جعفر، أخبرني العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة،
رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (هل تدرون ما الغيبة)؟
قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (ذكرك أخاك بما يكره) قيل:
أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد
اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته)) (1).
205 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا على بن
عاصم، عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه،
عن جده قال: ذكر رجل عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فقالوا: ما أعجزه..
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اغتبتم أخاكم). قلنا: يا رسول الله، قلنا
ما فيه؟ قال: (إن قلتم ما فيه، اغتبتموه، وإن قلتم ما ليس فيه،
فقد بهتموه) (2).
206 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
عن سفيان، عن علي بن الأقمر، عن أبي حذيفة، عن
عائشة، رضي الله عنها، أنها ذكرت امرأة، فقالت: إنها قصيرة..
فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (اغتبتها) (3).
121

207 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي، حدثنا
معاوية قال: ذكر الشيباني عن حسان بن مخارق، عن عائشة رضي الله عنها
، قالت: دخلت امرأة قصيرة، والنبي صلى الله عليه وسلم، جالس،
فقلت بإبهامي هكذا، وأشرت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، إنها قصيرة، فقال
النبي، صلى الله عليه وسلم: (اغتبتها) (1).
208 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا قران بن
تمام، عن محمد بن أبي حميد، عن موسى بن وردان، عن أبي
هريرة، رضي الله عنه قال: كنا جلوسا عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال
رجل من القوم: يا رسول الله، ما أعجز فلانا؟ فقال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (أكلتم لحم أخيكم، واغتبتموه) (2).
209 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا أبو نصر
التمار، حدثنا حماد بن سلمة، عن عباس الجريري، عن سنان بن
سلمة قال: كنت مع أبي عمتي رضي الله عنهما، فسئل عن
الغيبة؟ فقال ابن عمر، رضي الله عنهما: الغيبة: أن تقول ما فيه،
والبهتان: أن تقول ما ليس فيه (3).
210 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا حسين بن
122

محمد، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: إذا قلت ما في
الرجل، وأنت تعلم أنه يكره ذلك، فقد اغتبته، وإذا قلت ما
ليس فيه، فقد بهته (1).
211 - حدثنا عبد الله، وحدثنا أحمد بن منيع، حدثنا ابن علية
حدثنا هشام الدستوائي، عن حماد بن إبراهيم قال: كان ابن مسعود، رضي الله عنه، يقول: الغيبة: أن تذكر من أخيك ما تعلم فيه،
وإذا قلت ما ليس فيه، فذلك البهتان.
212 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا مروان بن
معاوية، عن عمر بن سويد قال: قال الحسن: يخشون أن يكون
قولنا: حميد الطويل: غيبة.
213 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا أحمد بن منيع حدثنا بن
ميسر أبو سعد، حدثنا جرير بن حازم قال: ذكر ابن سيرين رجلا
فقال: ذاك الرجل الأسود. ثم قال: أستغفر الله، إني أراني قد
اغتبته (2).
214 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو
شهاب، عن هشام بن حسان قال: الغيبة أن يقول الرجل ما هو فيه
مما يكره (3).
215 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله العتكي، حدثنا موسى
ابن إسماعيل، حدثنا الهيثم بن القاسم قال: سمعت غبيطة بنت خالد
123

قالت: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: لا يغتاب منكن أحد
أحدا، فإني قلت لامرأة مرة، وأنا عند النبي، صلى الله عليه وسلم: إن هذه
لطويلة الذيل فقال: (الفظي.. الفظي) فلفظت بضعة من
لحم (1).
216 - حدثنا عبد الله، حدثنا خيثمة، حدثنا عبد الصمد بن
عبد الوارث، حدثني أبي قال: وحدثني واصلة مولى أبي عيينة قال:
حدثني خالد بن عرفطة، عن طلحة بن نافع، عن جابر بن عبد الله،
رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فارتفعت لنا ريح
منتنة، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (تدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح
الذين يغتابون المؤمنين (2).
217 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا المسعودي
وقيس بن الربيع، عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن الحارث، عن
عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: قال رجل: يا رسول
الله، أي الاسلام أفضل؟ قال: (يسلم المسلمون من لسانك
ويدك) (3).
124

باب
الغيبة التي يحل لصاحبها الكلام بها
125

218 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة وإسحاق بن إسماعيل
قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن محمد بن المنكدر، سمع عروة قال:
حدثتني عائشة: رضي الله عنها، قالت: استأذن رجل على النبي،
صلى الله عليه وسلم، فقال: (ائذنوا له فبئس ابن العشيرة - أو بئس رجل
العشيرة) فلما أن دخل، ألان له القول، فلما خرج، قلنا: قلت
الذي قلت، ثم ألنت له القول؟ قال: (أي عائشة، شر الناس
منزلة عند الله يوم القيامة، من ودعه - أو تركه الناس - اتقاء
شره (1).
219 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أخبرني عثمان بن
مطير، عن ثابت، عن أنس: أن رجلا أقبل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وهو
في حلقه، فأثنوا عليه شرا، فرحب به النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما قام، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (شر الناس منزلة يوم القيامة، من يخاف
لسانه، أو يخاف شره) (2).
127

220 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو طالب عبد الجبار بن عاصم، حدثنا الجارود بن يزيد، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده،
رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (أترعون عن ذكر
الفاجر، متى يعرفه الناس؟!، اذكروه بما فيه يحذره الناس) (1).
221 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن يحيى، أنبأنا عبد الرزاق
عن زيد بن أسلم قال: إنما الغيبة لمن لم يعلن بالمعاصي (2).
222 - حدثنا عبد الله، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا عبد
الرحمن بن مغراء، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم قال: ثلاث كانوا لا
يعدونهن من الغيبة: الامام الجائر، والمبتدع، والفاسق المجاهر
بفسقه (3).
223 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو عوانة،
عن قتادة، عن الحسن، رضي الله عنه، قال: ليس بينك وبين الفاسق
حرمة (4).
224 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا الربيع بن
صبيح، عن الحسن رضي الله عنه، قال ليس لمبتدع غيبة (5).
128

225 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
حسين الجعفي، عن هاني بن أيوب قال: سألت محارب بن دثار عن
غيبة الرافضة؟ قال: إنهم إذا لقوم صدق (1).
226 - قال أبو بكر: وبلغني عن أحمد بن عمران الأخنسي، حدثنا
سليم بن حيان، عن الأعمش عن إبراهيم قال: ثلاث ليس لهم غيبة:
الظالم، والفاسق، وصاحب البدعة (2).
227 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبي، أنبأنا هشيم، عن الأعمش، عن
إبراهيم قالوا: كانوا لا يرونها غيبة، ما لم يسم صاحبها
228 - حدثنا عبد الله، حدثنا رياح بن الجراح العبدي، حدثنا سابق
ابن عبد الله، وكان من البكائين، رحمه الله، عن أبي خلف، عن أنس بن
مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إذا مدح الفاسق
غضب الله، واهتز لذلك العرش) (3).
229 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن أبي سمينة، حدثنا المعافي بن
عمران، عن سابق، عن أبي خلف، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الله يغضب إذا مدح الفاسق) (4).
129

230 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد المجيد التميمي،
حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن يونس، عن الحسن، رضي الله عنه
قال: من دعا لظالم ببقاء، فقد أحب أن يعصى الله عز وجل (1).
231 - حدثنا عبد الله، حدثني يحيى بن جعفر، أنبأنا عبد الملك
ابن إبراهيم الجدي، حدثنا الصلت بن طريف قال: قلت للحسن
رضي الله عنه: الرجل الفاجر، المعلن بفجوره، ذكرى له بما فيه
غيبة؟ قال: لا، ولا كرامة (2).
232 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبادة بن موسى، حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث، عن همام عن قتادة قال: قال عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه: ليس لفاجر حرمة. وكان رجل قد خرج
مع يزيد بن المهلب، فكان الحسن إذا ذكره هرته (3).
233 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد، حدثنا زيد بن الحباب،
عن حماد بن سلمة، عن حميد الطويل، رضي الله عنه قال: ذكروا
الغيبة عند سعيد بن جبير، رضي الله عنه، فقال: ما استقبلته به، ثم
قلته من ورائه، فليس بغيبة.
234 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد، حدثنا يحيى بن أبي
بكير، عن شريك، عن عقيل، عن الحسن، رضي الله عنه، قال: ثلاثة
130

ليس لهم غيبة: صاحب الهوى، والفاسق المعلن بالفسق، والامام
الجائر (1).
235 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد، حدثنا مروان بن
معاوية، عن زائدة بن قدامة قال: قلت لمنصور بن المعتبر: إذا
كنت صائما أنال من السلطان؟ قال: لا. قلت: فأنال من
أصحاب الأهواء؟ قال: نعم (2).
236 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن جرير، حدثنا موسى
ابن إسماعيل، حدثنا المبارك، عن الحسن رضي الله عنه قال: إذا ظهر
فجوره فلا غيبة له. قال: نحو المخنث، ونحو الحرورية (3).
237 - حدثنا عبد الله، حدثني عبيد الله، حدثنا موسى بن
إسماعيل، حدثنا الصلت بن طريف المغولي قال: سألت الحسن رضي الله عنه
قلت: رجل قد علمت عنه الفجور، وقتلته علما، أفذكرى له غيبة؟ قال: لا، ولا نعمة عين للفاجر (4).
131

238 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، أنبأنا علي بن شقيق، أنبأنا
خارجه، حدثنا ابن جابان، عن الحسن قال: ثلاثة لا تحرم عليك
إعراضهم: المجاهر بالفسق، والامام الجائر، والمبتدع (1).
132

باب
ذب المسلم عن عرض أخيه
133

239 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن
ليث، عن شهر بن حوشب عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، رضي الله عنهما
، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (من رد عن عرض أخيه
بالغيبة، كان حقا على الله أن يعتقه من النار) (1).
240 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بلال الأشعري، حدثنا أبو
المنقد القرشي، عن شيخ من أهل البصرة، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من حمى عرض أخيه في
الدنيا، بعث الله إليه ملكا يوم القيامة يحميه عن النار) (2).
241 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي،
حدثني علي بن الحسن العسقلاني، عن عبد الله بن المبارك، عن ليث
ابن سعد قال: حدثني يحيى بن سليم بن زيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه
سمع إسماعيل بن بشير - مولى بني مغالة - يقول: سمعت جابر بن
عبد الله، وأبا طلحة الأنصاريين، رضي الله عنهما يقولان: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن تنتهك
فيه حرمته، وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب
فيه نصرته، وما من امرئ ينصر امرءا مسلما، في موطن ينتقص
فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته، إلا نصره الله في موطن
135

يحب فيه نصرته).. قال: وحدثنيه عبيد بن عبد الله بن عمر بن عقبة بن
شداد (1)..
242 - حدثنا عبد الله، حدثني يعقوب بن عبيد، حدثنا هشام بن
عمتر، حدثنا أبو المحبر الحمصي، عن شيخ من أهل البصرة، عن
أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إذا وقع
في رجل، وأنت في ملا، فكن للرجل ناصرا، وللقوم زاجرا، أو قم
عنهم) ثم تلا هذه الآية: (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا
فكرهتموه) [سورة الحجرات: 12] (2).
243 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن راشد أبو إسحاق،
حدثنا فهد بن عوف، عن حماد بن سلمة، عن شيخ من أهل البصرة عن
العلاء بن زيد، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم،
قال: (من اغتيب عنده أخوه المسلم، فلم ينصره، وهو يستطيع نصره إدركه الله في الدنيا والآخرة) (3).
244 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الله بن
محمد، أنبأنا حبان بن موسى، عن إسماعيل بن مسلم، عن محمد بن
136

المنكدر، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهم، قال: من نصره أخاه
المسلم بالغيب، نصره الله في الدنيا والآخرة (1).
245 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو
شهاب، عن الأعمش، عن أبي وائل، أن عمر رضي الله عنه قال: ما
يمنعكم إذا رأيتم السفيه يخرق إعراض الناس أن تعربوا عليه؟ قالوا: نخاف لسانه! قال: ذاك أدنى أن لا تكونوا شهداء.
246 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة عن علي
ابن الحصين قال: سمعت طارقا، رضي الله عنه قال: كان بين سعد
وخالد، رضي الله عنهما، كلام، فذهب رجل يقع في خالد، رضي الله عنه
، عند سعد، رضي الله عنه، فقال: مه، إن ما بيننا لم يبلغ ديننا (3).
247 - حدثنا عبد الله حدثنا أبي، عن شيخ من قريش قال: قال
مولى لعمرو بن عتبة بن أبي سفيان: رآني عمرو بن عتبة، وأنا مع رجل،
وهو يقع في آخر فقال لي: ويلك، ولم يقلها قبلها ولا بعدها، نزه
سمعك عن استماع الخنا كما تنزه لسانك عن القول به، فإن المستمع
شريك القائل، وإنما نظر إلى شر ما في وعائه، ولو ردت كلمة سفيه
في فيه لسعد بها رادها، كما شقى بها قائلها (4).
137

248 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن عيسى، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا يحيى بن أيوب، عن عبد الله بن سليمان، أن إسماعيل بن
يحيى المعافري، أخبره عن سهل بن معاذ بن إنس الجهني، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من حمى مؤمنا من منافق بغيبة بعث الله ملكا
يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن قفا مسلما بشئ يريد به
شينه، حبسه الله على جسر جهنم، حتى يخرج مما قال) (1).
249 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بكر بن هاشم بن القاسم حدثنا
سعيد بن عامر، عن حزم قال: كان ميمون بن سياه لا يغتاب، ولا
يدع أحدا عنده يغتاب، ينهاه، فإذا انتهى وإلا قام (2).
250 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، حدثنا أبو بكر النهشلي، عن مرزوق أبي بكر التيمي، عن
أم الدرداء، عن أبي الدرداء، رضي الله عنهما، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال:
(من رد عن عرض أخيه، رد الله عن وجهه النار يوم القيامة) (3).
138

باب
ذم النميمة
139

251 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا مهدي
ابن ميمون، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل قال: بلغ حذيفة عن
رجل أنه ينم الحديث، فقال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول:
(لا يدخل الجنة نمام) (1).
252 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وكيع، عن
الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، رضي الله عنه، قال:
قال النبي، صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة قتات) قال الأعمش: والقتات: النمام (2).
253 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن بسام،
حدثني صالح المري، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي،
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (إن
أحبكم إلى الله أحسنكم أخلاقا، الموطئون أكنافا، الذين يألفون
141

ويؤلفون، وإن أبعضكم إلى الله، المشاءون بالنميمة، المفرطون بين
الاخوان، الملتمسون للبراء العثرات) (1).
254 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا بهز بن
أسد، عن شعبة قال: سمعت أبا الأحوص يحدث عن عبد الله، رضي الله عنه
، قال: إن محمد صلى الله عليه وسلم، كان يقول: (ألا أنبئكم بالعضة: هي النميمة، القالة بين الناس) (2).
255 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
داود العطار، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن شهر بن حوشب،
عن أسماء بنت يزيد، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (ألا أخبركم
بشراركم)؟ قالوا: بلى قال: (المشاءون بالنميمة، المفسدون
بين الأحبة، الباغون للبراء العنت) (3).
142

256 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا أبو معاوية،
عن عبد الله بن ميمون، عن موسى بن مسكين، عن أبي ذر، رضي الله عنه
، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: من أشاد على مسلم كلمة ليشينه
بها، بغير حق شانه الله بها في النار يوم القيامة) (1).
257 - حدثنا عبد الله، أنبأنا أحمد بن جميل، أنبأنا ابن المبارك،
أنبأنا ابن وهب يعني ابن خالد عن موسى بن عقبة عن سليمان بن عمرو
ابن ثابت، عن جبير بن نفير الحضرمي أنه سمع أبا الدرداء، رضي الله عنه
، يقول: أيما رجل أشاع على رجل كلمة وهو منها برئ،
ليشينه بها في الدنيا، كان حقا على الله أن يذيبه بها يوم القيامة في
النار (2).
258 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا يزيد
ابن هارون، أنبأنا جبير بن يزيد، عن خداش بن عباس - أو عياش -
عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
يقول: (من شهد على مسلم بشهادة ليس لها بأهل، فليتبوأ مقعده
من النار (3)).
143

259 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، أنبأنا
جرير، عن ليث، عن عبد الملك، عن أنس، رضي الله عنه قال:
من أكل بأخيه المسلم أكلة، أطعمه الله بها أكلة من النار، ومن
لبس بأخيه المسلم ثوبا، ألبسه الله به ثوبا من النار، ومن قام بأخيه
المسلم مقام سمعه ورياء، أقامه الله مقام رياء وسمعه (1).
260 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة، عن عبد الله بن زرير
الغافقي، عن علي، رضي الله عنه، قال: القائل الكلمة الزور،
والذي يمد بحبلها، في الاثم سواء (2).
261 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا ابن المبارك،
144

أنبأنا إسماعيل بن خالد، عن شبيل بن عوف، رحمه الله قال: كان
يقال: من سمع بفاحشة فأفشاها، فهو كالذي أبداها (1)
262 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن عبد الله، أنبأنا إبراهيم
ابن عبد الرحمن بن مهدي، عن مسكين أبي فاطمة، عن شيخ من
أهل البصرة، عن أبي الجوزاء قال: قلت لابن عباس، رضي الله عنهما
: أخبرني من هذا الذي ندبه الله بالويل، فقال: (ويل لكل
همزة)؟ قال: هو المشاء بالنميمة، المفرق بين الاخوان
والمغري بين الجميع (2).
263 - حدثنا عبد الله، أنبأنا ابن جميل، أنبأنا ابن المبارك، أنبأنا
سفيان، عن منصور، عن مجاهد: (حمالة الحطب) قال: كانت
تمشي بالنميمة (3).
264 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
جرير، عن منصور، عن أبي هاشم، عن أبي العالية أو غيره، قال:
حدثت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (أتاني البارحة رجلان
فاكتنفاني، فانطلقا حتى مرا بي على رجل في يده كلاب، يدخله
في في رجل فيشق شدقه حتى يبلغ لحيته، فيعود، فيأخذ فيه، فقلت: من هذا؟ قال: (هم الذين يسعون بالنميمة) (4).
145

265 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا زهير بن
معاوية، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: لما تعجل موسى
عليه السلام إلى ربه، رأى تحت ظل العرش رجلا، فغبطه بمكانه،
وقال: إن هذا لكريم على ربه، فسأل ربه إن يخبره باسمه؟ فلم
يخبره.. فقال: أحدثك من أمره بثلاث: كان لا يحسد الناس
على ما أتاهم الله من فضله، وكان لا يعق والديه، ولا يمشي
بالنميمة (1).
266 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا خالد،
عن بيان، عن حكيم بن جابر، رحمه الله قال: من أشاع فاحشة فهو
كباديها (2).
267 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا
وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد، رحمه الله
قال: كانت لنا جارية أعجمية فحضرتها الوفاة، فجعلت تقول:
هذا فلان يدع في الحمأة، فلما ماتت، سألنا عن الرجل؟
فقالوا: ما كان به بأس إلا أنه كان يمشي بالنميمة (3).
146

268 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم أبو إسحاق، حدثني
زيد بن عون، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد: أن رجلا ساوم
بعبد، فقال مولاه: أني أبرأ إليك من النميمة؟ فقال نعم: أنت
برئ منها. قال: فاشتراه، فجعل يقول لمولاه: إن امرأتك
تبغي، وتفعل وتفعل، وإنها تريد أن تقتلك، ويقول للمرأة: إن
زوجك يريد أن يتزوج عليك ويتسرى عليك، فإن أردت أن
أعطفه عليك، فلا يتزوج عليك، ولا يتسرى، فخذي الموسى
فاحلقي شعره من حلقه إذا نام، وقال للزوج: إنها تريد أن تقتلك
إذا نمت.. قال: فذهب فتناوم لها، وجاءت بموسى لتحلق شعره
من حلقه، فأخذ بيدها فقتلها، فجاء أهلها فاستعدوا فقتلوه (1).
269 - حدثنا عبد الله، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا
أبو عوانة، عن موسى بن أبي عائشة، عن سليمان بن بريدة قال:
سمعت ابن عباس، رضي الله عنهما يقول في قوله (فخانتاهما)
قال: لم يكن زنا، ولكن امرأة نوح كانت تخبر انه مجنون،
وامرأة لوط تخبر بالضيف إذا نزل (2).
270 - حدثنا عبد الله، حدثنا فضيل، حدثنا بزيغ قال: سمعت
الضحاك يقول: كانت خيانتهما النميمة (3).
271 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن همام رحمه الله
قال: كنا عند حذيفة رضي الله عنه، فذكروا رجلا أنه ينقل
147

الحديث إلى عثمان، رضي الله عنه، فقال حذيفة: سمعت رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (لا يدخل الجنة قتات) (1).
272 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا ابن المبارك
عن فضالة، عن الحسن، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (من أكل بأخيه المسلم أكلة في الدنيا، أطعمه الله بها أكلة
في النار، ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا في الدنيا، ألبسه الله يوم
القيامة ثوبا من النار، ومن سمع بأخيه المسلم سمع الله به يوم
القيامة) (2).
273 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا أصبغ بن
الفرج، أخبرني ابن وهيب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن
نوزر؟!! عن كعب، رضي الله عنه، قال: اتقوا النميمة، فإن
صاحبها لا يستريح من عذاب القبر.
* * *
148

باب
ذم ذي اللسانين
149

274 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا
شريك، حدثنا الركين بن الربيع، عن نعيم بن حنظلة، عن عمار بن
ياسر، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من كان له
وجهان في الدنيا، كان له لسانان من نار يوم القيامة) (1).
275 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن
الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (تجدون من شر عباد الله يوم القيامة، ذا
الوجهين الذي يأتي بحديث هؤلاء، وهؤلاء بحديث
هؤلاء) (2).
276 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا ابن عيينة،
عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (تجدون من شر الناس ذا الوجهين الذي يأتي
هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه) (3).
151

277 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا عبد الرحمن المسعودي، عن مالك بن أسماء بن خارجة
قال: كنت مع أبي أسماء، إذ جاء رجل إلى أمير من الامراء، فأثنى
عليه وأطراه ثم جاء إلى أبى أسماء فجلس إليه، وهو جالس في
جانب الدار، فجرى حديثهما فما برح حتى وقع فيه، فقال أبو
أسماء: سمعت عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، يقول: إن ذا
اللسانين في الدنيا، له يوم القيامة لسانان من نار (1).
278 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عبد
الرحمن بن مهدي، حدثنا سلام بن سليم، عن أبي إسحاق، عن عريب
الهمداني، قال: قلت لابن عمر، رضي الله عنهما: إنا إذا دخلنا على
الامراء زكيناهم بما ليس فيهم فإذا خرجنا دعونا عليهم؟ قال كنا
نعد ذلك النفاق (2).
279 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا يعلى بن
عبيد، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن أبي الشعثاء قال: قيل لابن
152

عمر، رضي الله عنهما، إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول، فإذا
خرجنا قلنا غيره؟ فقال: كنا نعد ذلك على عهد رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، النفاق (1).
280 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن حماد الضبي، أنبأنا
عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن إسماعيل بن مسلم، عن الحسن
وقتادة، عن أنس، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من كان له لسانان في الدنيا، جعل له لسانان من نار يوم
القيامة) (2).
281 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن عبد العزيز، حدثنا
يحيى بن حسان، حدثنا سليمان بن بلال، عن كثير بن زيد، عن
الوليد بن رباح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم
قال: (لا ينبغي لذي الوجهين أن يكون أمينا عند الله) (3).
153

باب
ما نهى عنه العباد أن يسخر بعضهم
من بعض
155

282 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا أبو أسامة قال
حاتم بن أبي صغيرة: أخبرني عن سماك بن حرب، عن أبي صالح،
عن أم هاني، رضي الله عنها قالت: سألت النبي، صلى الله عليه وسلم عن قوله:
(وتأتون في ناديكم المنكر) [سورة العنكبوت: 29]
قال: (كانوا يحذفون أهل الطريق، ويسخرون منهم، فهو المنكر
الذي كانوا يأتونه) (1).
283 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا سفيان بن
سعيد، عن علي بن الأقمر، عن أبي حذيفة، عن عائشة، رضي الله عنها
قالت: حكيت أنسانا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أحب أنى حكيت
إنسانا، وأن لي كذا وكذا) (2).
284 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن الحسن، حدثنا أبو
أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة، رضي الله عنه
، أنه سمع النبي، صلى الله عليه وسلم يخطب، فوعظهم في ضحكهم من
الضرطة، وقال: (علام يضحك أحدكم مما يفعل)؟ (3).
157

285 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا روح
ابن عبادة، عن مبارك، عن الحسن، رضي الله عنه، قال: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: إن المستهزئين بالناس، يفتح لأحدهم باب من
الجنة، فيقال: هلم هلم فيجئ بكربه وغمه، فإذا جاء أغلق
دونه، ثم يفتح له باب آخر فيقال له: هلم، هلم، فيجئ بكربه
وغمه، فإذا جاء أغلق دونه، فما يزال كذلك، حتى إن الرجل
ليفتح له الباب، فيقال له، هلم هلم فما يأتيه) (1).
286 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا يزيد
ابن هارون، عن جرير بين حازم، عن الحسن، رضي الله عنه قال:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (البلاء موكل بالقول) (2).
287 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا إسرائيل،
عن الأعمش، عن إبراهيم رحمة الله عليه، قال: إني لأجد نفسي
تحدثني بالشئ، فما يمنعني أن أتكلم به إلا مخافة أن أبتلى به.
288 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا محمد بن
الحسن بن أبي يزيد الهمداني، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن
معدان، عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (من عير أخاه بذنب) قال ابن منيع: قال أصحابنا: قد تاب منه
(لم يمت حتى يعمله) (3).
289 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش، حدثني صالح
المري قال: سمعت الحسن، رحمه الله يقول: كانوا يقولون: من
158

رمى أخاه بذنب قد تاب إلى الله منه، لم يمت حتى يبتليه الله
به (1).
290 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى،
حدثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن
عباس، رضي الله عنهما، في قوله عز وجل: (يا ويلتنا ما لهذا
الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها) [سورة الكهف 49]
قال: الصغيرة: التبسم بالاستهزاء بالمؤمن، والكبيرة: القهقهة
بذلك (2).
* * *
159

باب
كفارة الاغتياب
161

291 - حدثنا عبد الله حدثني أبو عبيدة عبد الوارث بن
عبد الصمد، حدثنا أبي، حدثنا عنبسة بن عبد الرحمن القرشي، عن
خالد بن يزيد، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (كفارة من اغتيب أن تستغفر له).
292 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو كريب، حدثنا يحيى بن
زكريا بن أبي زائدة، حدثنا محمد بن عبد الله الليثي، عن حميد
الأعرج، عن مجاهد، رضي الله عنه، قال: كفارة أكلك لحم
أخيك، أن تثنى عليه، وتدعو له بخير (2).
293 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا
أبو النصر الدمشقي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن أبي شيبة يحيى بن
يزيد الرهاوي، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عطاء بن أبي رباح: أنه
سئل عن التوبة من الفرية؟ قال: تمشى على صاحبك فتقول: كذبت
بما قلت لك، وظلمت وأسأت، فإن أخذت فبحقك، وإن شئت
عفوت (3).
163

294 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا داود
ابن معاذ بن أخت مخلد بن حسين، عن شيخ له، عن أبي حازم،
رضي الله عنه، قال: من اغتاب أخاه، فليستغفر له، فان ذلك
كفارة لذلك (1).
295 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عثمان العقيلي، حدثنا
أبو عون - صاحب القرب - عن مالك بن دينار، رحمه الله قال: مر
عيسى عليه السلام، والحواريون على جيفة كلب، فقال الحواريون:
ما أنتن ريح هذا! فقال عيسى، عليه السلام: (ما أشد بياض
أسنانه). يعظهم وينهاهم عن الغيبة (2).
296 - حدثنا عبد الله، حدثني حسين بن عبد الرحمن قال: سمع
المهلب بن أبي صفرة، رجلا يغتاب رجلا، فقال: أكفف، فوالله
لا ينقى فوك من سهكها (3).
297 - حدثنا عبد الله، حدثني حسين قال: سمع على بن حسين
164

رجلا يغتاب رجلا، فقال: إياك والغيبة، فإنها إدام كلاب
الناس (1).
298 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين قال: سمع قتيبة بن مسلم
رجلا يغتاب رجلا، فقال: أما والله لقد تلمظت بمضغة طالما
لفظتها الكرام (2).
299 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين بن عبد الرحمن، أنه
حدث عن بشر بن السرى قال: قال منصور بن ذاذان، رحمه الله:
إن الرجل من إخواني يلقاني فأفرح إن لم يسوني في صديقي ويبلغني
الغيبة ممن اغتابني، وإني لفي جهد من جليسي، حتى يفارقني،
مخافة أن يأثم ويؤثمني (3).
165

300 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو الحسن الرقي على بن
عبد الله، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن
يزيد بن جابر جدي أبى، عن الحسن * رحمه الله، أنه كان يقول:
إياكم والغيبة، والذي نفسي بيده، لهي أسرع في الحسنات، من
النار في الحطب.
* * *
166

باب
ما أمر به الناس أن يستعملوا فيه
أنفسهم من القول الحسن للناس
أجمعين
167

301 - حدثنا عبد الله، حدثنا بشار بن موسى، حدثنا يزيد بن
المقدام بن شريح قال: حدثني أبي المقدام، عن أبيه عن جده، هانئ
ابن شريح، رضي الله عنه، قال: قلت للنبي، صلى الله عليه وسلم: أخبرني بشئ
يوجب الجنة؟ قال: (عليك بحسن الكلام وبذل الطعام) (1).
302 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
سفيان
، سمع محمد بن المنكدر يقول: يمكنكم من الجنة، إطعام
الطعام، وطيب الكلام (2).
169

303 - حدثنا عبد الله، حدثنا شجاع بن الأشرس، حدثنا ليث
ابن سعد، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، أنه بلغه عن أبي
مالك الأشعري، رضي الله عنه، قال: إن في الجنة غرفا يرى من
في باطنها من في ظاهرها، ومن في ظاهرها من في باطنها هي لمن
أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وصلى بالليل والناس نيام (1).
304 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن قدامة الجوهري، حدثنا
محمد بن عبيد، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عطاء وأبى
جعفر، في قوله عز وجل: (وقولوا للناس حسنا) [سورة البقرة:
83] قال: للناس كلهم (2).
305 - حدثنا عبد الله، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا
عبد الرحمن بن زيد، عن أبيه، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من
باطنها، أعدها الله لمن أطعم الطعام، وأطاب الكلام) (2).
306 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن علي بن يزيد، أنبأنا
عبد الله بن سلمة، حدثنا مالك بن أنس، رضي الله عنه قال: مر
بعيسى بن مريم، عليه السلام، خنزير، فقال: (مر بسلام)
فقيل: يا روح الله، لهذا الخنزير تقول؟ قال: ((أكره أن أعود
لساني على الشر) (4).
170

307 - حدثنا عبد الله، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا حميد
ابن عبد الرحمن الرؤاسي، حدثنا حسن بن صالح، عن سماك، عن
عكرمة عن ابن عباس، رضي الله عنهما، قال: من سلم عليك من
خلق الله، فاردد عليه، وإن كان مجوسيا، ذلك لان الله عز وجل
يقول: (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) (1).
[سورة النساء: 86].
308 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا خالد،
عن عبد الملك، عن عطاء رضي الله عنه: (وقولوا للناس حسنا)
[البقرة: 83] قال: للناس كلهم، المشرك وغيره (2).
309 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا شريك
عن أبي سنان قال: قلت لسعيد بن جبير، رضي الله عنه: المجوسي
يوليني من نفسه، ويسلم علي، أفأرد عليه؟ فقال سعيد: سألت
ابن عباس، رضي الله عنهما، عن نحو من ذلك؟ فقال: لو قال
لي فرعون خيرا لرددت عليه (3).
310 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن أبي مريم، عن أبي
عبد الرحمن بن أبي عائشة قال: قال بعض الحكماء: الكلام اللين،
يغسل الضغائن المستكنة في الجوانح.
311 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني على، عن أبي عبد الرحمن
قال: قال بعض الحكماء: كل كلام لا يوتغ دينك، ولا يسخط ربك،
171

إلا أنك ترضي به جليسك، فلا تكن به عليه بخيلا، فلعله يعوضك منه
ثواب المحسنين (1).
112 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عياد بن موسى، حدثنا
زيد بن الحباب، عن محمد بن سواء قال: أخبرني همام بن يحيى،
عن هشام بن عروة، رضي الله عنهما، قال: عطس نصراني طبيب عند أبي
فقال له: رحمك الله.. فقيل له: إنه نصراني؟! فقال إن
رحمة الله على العالمين (2).
313 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن عيسى، أنبأنا عبد الله
ابن المبارك، أنبأنا معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه
، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (الكلمة الطيبة صدقة) (3).
314 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن مسعود، أنبأنا
الفريابي، أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن
خيثمة، عن عدي بن حاتم، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم يكن بشق تمرة،
فكلمة طيبة (4).
172

315 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عمارة الأسدي، حدثنا
مالك بن إسماعيل، حدثنا مسلمة بن جعفر، عن عمرو بن عامر
البجلي، عن وهب بن منبه قال: ثلاث من كن فيه أصاب البر:
سخاوة النفس، والصبر على الأذى، وطيب الكلام.
316 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن الحسين، حدثنا مسلم
ابن إبراهيم، حدثنا حماد بن سلمة، عن حميد الطويل قال: قال ابن
عمر، رضي الله عنهما: البر شئ هين: وجه طليق وكلام لين.
* * *
173

باب
ذم الفحش والبذاء
175

317 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أخبرني
المسعودي، وقيس بن الربيع، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن
الحارث، عن عبد الله بن مالك، أو عن عبد الله بن مالك، عن عبد الله
ابن الحارث - عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا
التفحش) (1).
318 - حدثنا عبد الله، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا يحيى بن
زكريا، حدثنا ابن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن أبي
عبد الله الجدلي قال: سألت عائشة رضي الله عنها: عن خلق رسول
الله، صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: كان أحسن الناس خلقا، لم يكن فاحشا ولا
متفحشا، ولا صحابا في الأسواق، ولا يجزى بالسيئة مثلها،
ولكن يعفو، ويصفح (2).
177

319 - حدثنا عبد الله، حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا فضيل بن
عياض، عن منصور، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها
قالت: ما رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، منتصرا من مظلمة
ظلمها قط، ما لم ينتهك من محارم الله شئ فإذا انتهك من محارم
الله شئ، كان أشدهم في ذلك غضبا، وما خير بين أمرين قط،
إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثما (1).
320 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أخبرني القاسم بن
الفضل الحداني، عن محمد بن علي، رضي الله عنه، قال: نهى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن ينسب قتلى بدر من المشركين، وقال: (لا
تسبوا هؤلاء، فإنه لا يخلص إليهم شئ مما تقولون، وتؤذون
الاحياء، ألا إن البذاء لوم) (2).
321 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي، حدثنا
أبو بكر بن عياش، عن الحسن بن عمرو، عن محمد بن عبد الرحمن
ابن يزيد، عن أبيه، عن عبد الله، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم
قال: (ليس المؤمن بالطعان، ولا اللعان، ولا البذئ) (3).
178

322 - حدثنا عبد الله، حدثني عصمة بن الفضل، حدثنا يحيى
ابن يحيى، حدثنا ابن لهيعة، عن عياش بن عباس، عن أبي
عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، أن النبي،
صلى الله عليه وسلم، قال: (الجنة حرام على كل فاحش أن يدخلها) (1).
323 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
إسماعيل بن عياش، حدثني ثعلبة بن مسلم الخثعمي، عن أيوب بن
بشير العجلي، عن شفى بن ماتع: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال:
(أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى: يسعون بين الحميم
والجحيم، يدعون بالويل والثبور... ورجل يسيل فوه قيحا ودما،
فيقال له: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى فيقول: إن
الأبعد كان ينظر إلى كل كلمة قذعة خبيثة، فيستلذها كما يستلذ
الرفث (2).
324 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن عيسى، حدثنا عبد الله
ابن وهب، عن ثابت بن ميمون، عن شعيب بن أبي سعيد، رحمه الله
قال: يقال: من استلذ من الرفث، سال فوه قيحا ودما يوم
القيامة (3).
325 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو
179

الأحوص، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله، رضي الله عنه
، قال: الام خلق المؤمن: الفحش (1).
326 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا محمد بن مسلم، عن إبراهيم بن ميسرة قال: يقال:
الفاحش المتفحش، يوم القيامة في صورة كلب، أو في جوف
كلب (2).
327 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع،
حدثنا فضيل بن سليمان، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه،
عن أبي سعيد الخدري، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، يقول: (إن الله لا يحب الفاحش المتفحش (3).
328 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا الوليد
ابن مسلم، عن طلحة بن عمرو، عن عطاء، رضي الله عنه، أن النبي
180

صلى الله عليه وسلم، قال لعائشة، رضي الله عنها: (يا عائشة، لو كان الفحش
رجلا، لكان رجل سوء) (1).
329 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو كريب، حدثنا زيد بن
الحباب، حدثنا المسعودي، عن عون بن عبد الله، رحمه الله، قال:
ألا إن الفحش والبذاء من النفاق، وهن مما يزدن في الدنيا،
وينقصن في الآخرة، وما ينقصن في الآخرة، أكثر مما يزدن في
الدنيا (2).
330 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا محمد
ابن سابق، عن إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة،
عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ليس
المؤمن بطعان، ولا بلعان، ولا الفاحش، ولا البذئ) (3).
331 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا عبيد
ابن أبي قرة، عن ابن لهيعة، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن
عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لو كان
الفحش رجلا، لكان رجل سوء) (4).
332 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أخبرني أبو
غسان: محمد بن مطرف، عن حسان بن عطية، عن أبي أمامة،
181

رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (البذاء والبيان،
شعبتان من شعب النفاق) (1).
333 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن المنكدر،
حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك،
رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (ما كان الفحش في
شئ قط إلا شانه) (2).
334 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا معلى بن
منصور، حدثنا يحيى بن زكريا، حدثني عثمان بن حكيم، حدثني
محمد بن أفلح - مولى أبى أيوب - عن أسامة بن زيد، رضي الله عنه،
قال: أما إني أشهد على رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أنى سمعته يقول: (لا
يحب الله الفاحش المتفحش) (3).
335 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا سفيان بن
عيينة، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مملك، عن أم
182

الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنهما، يبلغ به، قال: (إن
الله - عز وجل - يبغض الفاحش البذئ) (1).
336 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو موسى الهروي، حدثنا يحيى
ابن زكريا ابن أبي زائدة، حدثنا عثمان بن حكيم، عن أفلح - مولى أبى
أيوب - عن أسامة بن زيد، رضي الله عنه قال: سمعت النبي،
صلى الله عليه وسلم، يقول: (إن الله - عز وجل - لا يحب الفاحش
المتفحش) (2).
337 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
مروان بن معاوية، حدثنا أبو بكر الفضل بن مبشر الأنصاري، قال:
سمعت جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، يقول: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (لا يحب الله الفاحش المتفحش، الصياح في
الأسواق) (3).
338 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا معمر قال: الأحنف بن قيس، رحمه الله:
أولا أخبركم بأدوأ الداء: اللسان البذئ، والخلق الدنئ (4).
239 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا أبو
أسامة عن زكريا بن سياه، عن عمران بن رياح، عن علي بن عمارة
الثقفي، عن جابر بن سمرة، رضي الله عنه قال: كنت عند النبي،
183

صلى الله عليه وسلم، قاعدا وأبى أمامي، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الفحش
والتفحش ليسا من الاسلام في شئ، وإن أحسن الناس إسلاما
أحاسنهم أخلاقا).
340 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عقيل الأسدي، حدثنا أبو
أسامة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة، رضي الله عنها
قالت: جاء رجل يستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: (بئس أخو
العشيرة) فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فبش به، فقالت عائشة:
فقلت له في ذلك! فقال: (يا عائشة إن الله لا يحب الفحش ولا
التفحش) (2).
* * *
184

باب
ما نهى أن يتكلم به
185

341 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يزيد بن
هارون، أنبأنا شعبة، عن منصور، عن عبد الله بن يسار، عن
حذيفة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يقولن
أحدكم: ما شاء الله وشئت، ولكن ليقل: ما شاء الله، ثم
شئت) (1).
342 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
المحاربي، عن الأجلح، عن يزيد بن الأصم، عن ابن عباس، رضي الله عنهما
، قال: جاء رجل إلى النبي، صلى الله عليه وسلم فكلمه في بعض الامر، قال:
ما شاء الله وشئت.. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (أجعلتني لله عدلا؟!
قل: ما شاء الله وحده) (2).
343 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا ابن عيينة،
عن المغيرة، عن إبراهيم، رحمه الله، قال: خطب رجل عند النبي،
صلى الله عليه وسلم، فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد
187

غوى فقال: (لا تقل هكذا، قل: من يطع الله ورسوله فقد
رشد، ومن يعص الله ورسوله فقد غوى) (1).
344 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن صالح،
حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن يحيى التيمي، حدثنا مغيرة قال: كان
إبراهيم، رحمه الله، يكره أن يقول الرجل: أعوذ بالله، وبك،
ويرخص أن يقول: أعوذ بالله، ثم بك. ويكره أن يقول: لولا
الله وفلان، ويرخص أن يقول: لولا الله، ثم فلان.
345 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا
سيار، حدثنا جعفر، حدثنا أبو عمران، الجوني قال: أدركت أربعة
من أفضل من أدركت، فكانوا يكرهون أن يقووا: اللهم أعتقنا
من النار، ويقولون: إنما يعتق منها من دخلها وكانوا يقولون:
نستجير بالله من النار، ونعوذ بالله من النار (2).
188

346 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
المحاربي، عن أبي مالك الأشجعي، عن ربعي، عن حذيفة، رضي الله عنه
قال: قال رجل: اللهم اجعلني ممن تصيبه شفاعة محمد،
صلى الله عليه وسلم، فقال حذيفة: إن الله يعنى المؤمنين عن شفاعة محمد،
صلى الله عليه وسلم، وتكون شفاعته للمذنبين من المسلمين (1).
347 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
عبد الله بن قبيصة، عن ليث، عن مجاهد، رحمه الله، أنه كان يكره
أن يقول: اللهم أدخلني في مستقر من رحمتك، فإن مستقر رحمته
هو نفسه (2).
348 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا حماد بن
زيد، عن أيوب، عن محمد، أن رجلا شهد عند شريح فقال: أشهد
بشهادة الله. فقال له شريح: لا تشهد بشهادة الله ولكن اشهد
بشهادتك، فان الله لا يشهد إلا على حق (3).
189

349 - حدثنا عبد الله، حدثنا سعيد بن سليمان، عن أبي حفص
الابار، عن الأعمش، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس، رضي الله عنهما، أن موسى، صلى الله عليه وسلم، كان في نفر من بني إسرائيل
، فقال: (اشربوا يا حمير. فأوحى الله إليه: تقول لخلق من
خلقي خلقتهم: اشربوا يا حمير)!!.
350 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، رحمه الله، قال: إذا
قال الرجل للرجل: يا حمار، ويا خنزير.. قيل له يوم القيامة: حمارا
رأيتني خلقته، خنزيرا رأيتني خلقته؟!.
351 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا محمد بن
حازم، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم، رحمه الله، قال: إذا قال
الرجل لأخيه: يا خنزير قال الله له يوم القيامة: تراني خلقته
خنزيرا (1).
352 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
حفص بن غياث، عن ليث، عن مجاهد، رحمه الله، أنه كره أن
تقول للميت: استأثر الله به.
353 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا ابن عيينة
عن منصور، عن إبراهيم، رحمه الله، أنه كان يكره أن يقال: على قراءة
ابن مسعود، ولكن: كما كان ابن مسعود يقرأ.
354 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
190

محمد بن فضيل، عن مغيرة، عن إبراهيم، رحمه الله، قال: كان يكره
أن تقول: لعمر الله، لا بحمد الله (1).
355 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا هشيم، عن
إسماعيل بن سالم، عن القاسم بن مخيمرة، رحمه الله، قال: لان
أحلف بالصليب، أحب إلى من أن أحلف بحياة رجل!!
356 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
المحاربي، عن العلاء بن المسيب، عن كعب، رضي الله عنه، قال:
إنكم تشركون في قول الرجل: كلا وأبيك، كلا والكعبة، كلا
وحياتك، وأشباه هذا.. احلف بالله صادقا أو كاذبا، ولا تحلف
بغيره.
357 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا يزيد
ابن هارون، أنبأنا ابن أبي خالد، عن مولى لابن عباس، عن ابن
عباس، رضي الله عنهما، أحسب هكذا قال: إن أحدكم ليشرك
حتى يشرك بكلبه، يقول: لولاه لسرقنا الليلة.
358 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا عبد الله بن
وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني حميد بن
عبد الرحمن، أن أبا هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (من حلف منكم باللات فليقل: لا إله إلا الله. ومن قال
لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق (2).
191

359 - حدثنا عبد الله، حدثني خالد يعنى ابن خداش - حدثنا
عبد الله، أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله، عن
أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، يقول: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم) قال عمر: والله
ما حلفت بها مذ سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ينهى عنها (1).
360 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة حدثنا وكيع، عن
سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تسموا العنب الكرم، فإنما
الكرم: الرجل المسلم) (2).
192

361 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا وهب بن
جرير، حدثنا أبي قال: سمعت النعمان يحدث عن الزهري، عن
عروة، عن عائشة، رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا
يقولن أحدكم خبثت نفسي، ولكن ليقل: لقست) (1).
362 - حدثنا عبد الله، حدثنا هاشم بن الوليد، حدثنا ابن
النضر بن إسماعيل، عن عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي
هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يقولن
أحدكم: عبدي ولا أمتي، وليقل: فتاي وفتاتي. ولا يقل
المملوك: ربى، ولا ربتي. ولكن: سيدي، وسيدتي، كلكم
عبيد، والرب الله) (2).
193

363 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا إسماعيل بن
جعفر أنبأنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه
، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: (لا يقل أحدكم: عبدي،
أمتي.. كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله، ولكن ليقل:
غلامي، وجاريتي، وفتاي، وفتاتي) (1).
364 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الرحيم بن موسى، الأبلى،
حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة،
عن أبيه، رضي الله عنهما، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تقولوا
للمنافق: سيدنا فإنه إن يكن سيدكم، فقد أسخطتم ربكم) (2).
365 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر الجشمي،
حدثنا يحيى بن سعيد، عن مسعر، عن سماك الحنفي: سمع ابن
عباس، رضي الله عنهما، يكره أن يقول الرجل: إني كسلان.
366 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو مسلم الحراني، حدثنا
مسكين بن بكير، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله، رضي الله عنه
قال: لا تقولوا: أصبحنا وأصبح الملك لله، ولكن قولوا:
أصبحنا والملك لله والحمد.
194

367 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو مسلم، حدثنا مسكين بن
بكير، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله، رحمه الله، قال: لا
يقولن أحدكم: نعم الله بك عينا، فإن الله لا ينعم بشئ، ولكن
ليقل: أنعم الله بك عينا، فإنما أنعم: أقر (1).
368 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا على بن
الحسن، حدثنا الحسين بن واقد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه،
رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من قال: إني برئ
من الاسلام، فإن كان كاذبا، فهو كما قال، وإن كان صادقا،
فلن يرجع إلى الاسلام سالما) (2).
195

369 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عمرو الباهلي، حدثنا محمد
ابن جعفر، عن شعبة قال: سمعت خالدا عن غيلان بن جرير، عن
مطرف قال: لا تقل: إن الله يقول، ولكن قل: إن الله قال، قال:
وأحدهم يكذب مرتين إذا سئل: من هذا؟ قال: لا شئ ألا
شئ، ليس بشئ؟ (1).
370 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا إسماعيل
ابن جعفر، أخبرني العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه،
أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا دعا أحدكم، فلا يقل: اللهم
إن شئت، ولكن ليعزم وليعظم الرغبة، فإن الله لا يتعاظمه شئ
أعطاه) (2).
196

باب
ذم اللعانين
197

371 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن عمران بن حصين، رضي الله عنه
قال: بينما رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على ناقة في بعض أسفاره،
وامرأة من الأنصار على ناقة فضجرت، فلعنتها، فسمع ذلك النبي،
صلى الله عليه وسلم، فقال: (خذوا ما عليها ودعوها، فإنها ملعونة). قال
عمران: فكأني أراها الان تمشى في الناس، ما يعرض لها
أحد (1).
372 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
المحاربي، عن ابن المسيب، عن الفضيل بن عمرو: أن رجلا لعن
شيئا، فخرج ابن مسعود، رضي الله عنه، من البيت، فقال إذا لعن
شئ دارت اللعنة، فإن وجدت مساغا، قيل لها: اسلكيه، فإن
لم تجد مساغا، قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فخفت أن
ترجع وأنا في البيت (2).
373 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
199

المحاربي، عن بكر بن خنيس، رفعه قال: (علامة أبدال أمتي،
أنهم لا يلعنون شيئا أبدا) (1).
374 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
محمد بن الحسن الأسدي، عن أبي عوانة، عن زياد بن كليب، عن
إبراهيم، رحمه الله، في الرجل يقول: اللهم العن فلانا، والعن ليلته
ويومه.. قال: تقول: أعصانا لله.
375 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم، حدثنا عامر بن يساف،
عن يحيى بن أبي كثير قال: دخلت أم الدرداء، رضي الله عنها، على
جيران لها وهم يلعنون، فقالت: كيف تكونون صديقين، وأنتم
لعانون (2).
376 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا أصبغ،
أخبرني ابن وهب، أخبرني عبد الله بن عياش، عن يزيد بن قودر،
عن كعب، رضي الله عنه، قال: من لعن شيئا من غير ذنب، لم تزل
اللعنة تردد بين السماء والأرض، حتى تلزم ترقوة صاحبها (3).
377 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا يعلى بن
200

عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر قال: كان أبو
الدرداء، رضي الله عنه مضطجعا بين أصحابه، وقد غطى وجهه،
فمر عليه قس سمين، فقالوا: اللهم العنه، ما أغلظ رقبته!! فقال أبو
الدرداء، رضي الله عنه، من ذا الذي لعنتم آنفا؟ فأخبروه.. فقال:
لا تلعنوا أحدا، فأنه ما ينبغي للعان أن يكون عند الله صديقا يوم
القيامة (1).
378 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله،
أنبأنا يونس، عن الزهري، عن سالم قال: لم أسمع ابن عمر، رضي الله عنهما
، يلعن خادما له قط، غير مرة واحدة، غضب فيها على
بعض خدمه، فقال: لعنة الله عليك، كلمة لم أحب أن أقولها.
379 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو، حدثنا عباد بن
العوام، أنبأنا حصين قال: سمعت مجاهدا يقول: قل ما ذكر الشيطان
قوم إلا حضرهم فإذا سمع أحدا يلعنه قال: لقد لعنت ملعنا، ولا
شئ أقطع لظهره من: لا إله إلا الله.
380 - حدثنا عبد الله، حدثنا الصلت بن مسعود الجحدري،
حدثنا على بن مجاهد الكابلي، أنبأنا الجعد، عن يزيد بن هلال
الضبعي، عن أبي بردة، عن أبي موسى، رضي الله عنه، عن النبي،
صلى الله عليه وسلم قال: (إن استطعت أن لا تلعن شيئا فافعل، فإن اللعنة إذا
خرجت من صاحبها، فكان الملعون لها أهلا أصابته، فإن لم يكن
لها أهلا، وكان اللاعن لها أهلا رجعت عليه، فإن لم يكن بعد لها
أهلا، أصابت يهوديا، أو نصرانيا، أو مجوسيا، فإن استطعت
أن لا تلعن أبدا شيئا فافعل) (2).
201

381 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي
حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا الوليد بن رباح قال: سمعت نمران
يذكر عن أم الدرداء، رضي الله عنها، قالت: سمعت أبا الدرداء،
رضي الله عنه يقول: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا لعن
شيئا صعدت اللعنة إلى السماء، فتغلق أبواب السماء دونها، ثم
تهبط إلى الأرض، فتغلق أبوابها دونها، ثم تأخذ يمينا وشمالا،
فإذا لم تجد مساغا، رجعت، رجعت إلى الذي لعن، فإن كان لذلك أهلا،
وإلا رجعت إلى قائلها) (1).
382 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عمر المقرى، حدثنا ابن أبي
مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، حدثني زيد بن أسلم، عن
أم الدرداء، رضي الله عنها، عن أبي الدرداء رضي الله عنه: أن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال (إن اللعانين، لا يكونون يوم القيامة شهداء
ولا شفعاء) (2).
383 - حدثنا عبد الله، حدثنا بندار بن بشار، حدثنا أبو عامر،
عن كثير بن زيد قال: سمعت سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه،
رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يكون المؤمن
لعانا) (3).
202

384 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا أبو
النضر الدمشقي، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عمرو بن قيس،
رحمه الله قال: إذا ركب الرجل الدابة قالت: اللهم اجعله بي رفيقا
رحيما، فإذا لعنها قالت: على أعصانا لله، لعنة الله.
385 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن علي بن شفيق، أنبأنا
إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيل بن عياض، رحمه الله، يقول:
كان يقال: ما أحد يسب شيئا من الدنيا، دابة ولا غيرها،
فيقول: أخزاك الله، ولعنك الله، إلا قالت: أخزى الله أعصانا
لله.. قال فضيل: وابن آدم أعصى وأظلم.
386 - حدثنا عبد الله، حدثنا عمرو الناقد، حدثنا أبو أحمد
الزبيري، حدثنا كثير بن زيد، عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: ما
سمعت ابن عمر، رضي الله عنهما، لعن إنسانا قط، إلا إنسانا
واحدا، وقال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لمؤمن أن
يكون لعانا) (1).
387 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن إسحاق الأزدي،
حدثنا إسماعيل بن إدريس، حدثنا أبي، عن شريك بن عبد الله بن أبي
نمر، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: كان رجل مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم، على بعير، فلعن بعيره، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:
(يا عبد الله، لا تسر معنا على بعير ملعون) (2).
203

باب
ذم المزاح
205

388 - حدثنا عبد الله، حدثنا القاسم بن أبي شيبة، حدثنا المحاربي، عن ليث، عن عبد الملك، عن عكرمة، عن ابن عباس،
رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تمار أخاك، ولا
تمازحه) (1).
389 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا محمد
ابن كثير، عن عبد الله بن واقد، عن موسى بن عقيل: أن الأحنف
ابن قيس، رحمه الله، كان يقول: من كثر كلامه، وضحكه،
ومزاحه، قلت هيبته، ومن أكثر من شئ عرف به (2).
390 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
سفيان، عن محمد بن المنكدر قال: قالت لي أمي: لا تمازح
الصبيان، فتهون عليهم (3).
391 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن علي بن زيد، وغيره
قالوا: أنبأنا جعفر بن عون قال: سمعت مسعر بن كدام، رحمه الله،
يقول لابنه:
إني نحلتك يا كدام نصيحتي * فاسمع لقول أب عليك شفيق
أما المزاحة والمراء فدعهما * خلقان لا أرضاهما لصديق
207

إني بلوتهما فلم أحمدهما * لمجاور جارا ولا لرفيق
والجهل يزرى بالفتى في قومه * وعروقه في الناس أي عروق (1)
392 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن عبيد التميمي، حدثنا
عبد الله بن محمد التيمي، حدثنا دريد بن مجاشع، عن غالب
القطان، عن مالك بن دينار، عن الأحنف بن قيس، رحمه الله، قال:
قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: من مزح استخف به (2).
393 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا شبابة
ابن سوار، حدثنا شعبة، عن الحكم، رحمه الله، قال: قال ابن
عمر، رضي الله عنهما: لا يبلغ رجل حقيقة الايمان، حتى يدع
المراء وهو محق، والكذب في المزاح (3).
394 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو كريب، حدثنا زكريا بن عدي
، عن عبد الله بن المبارك، عن عبد العزيز بن أبي رواد قال: قال
عمر بن عبد العزيز، رحمه الله: اتقوا الله، وإياي والمزاحة، فإنها
تورث الضغينة، وتجر القبيحة، تحدثوا بالقرآن، وتجالسوا به،
فإن ثقل عليكم، فحديث حسن من حديث الرجال (4).
208

395 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو صالح المروزي، حدثنا
عبد العزيز بن أبي رزمة، عن عبد الله بن المبارك قال: قال سعيد بن
العاص، رحمه الله، لابنه: يا بني لا تمازح الشريف، فيحقد
عليك، ولا تمازح الدنئ، فيجترئ عليك (1).
396 - حدثنا عبد الله، حدثني على أبو الحسن، حدثنا أبو
صالح، حدثني الليث بن سعد، أن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه
قال: هل تدرون لم سمى المزاح؟ قالوا: لا قال: لأنه زاح عن
الحق (2).
397 - حدثنا عبد الله، حدثنا سعيد بن سليمان، عن أبي معشر
عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قيل: يا رسول
الله تمزح؟ قال: (نعم، ولا أقول إلا حقا) (3).
398 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن عبد الرحمن قال:
قال خالد بن صفوان، رحمه الله: المزاح سباب النوكى. قال
وكان يقال: لكل شئ بذر، وبذر العداوة المزاح (4).
209

399 - حدثنا عبد الله قال: وبلغني عن الحسن بن جي، رحمه
الله قال: المزاح استدراج من الشيطان، واختداع من الهوى (1).
400 - حدثنا عبد الله، حدثني على بن يعقوب القيسي قال:
سمعت شيخا ينشد اليزيدي هذين البيتين:
والوجه تخلقه المزاحة إنها * لفظ يضر ومنطق لا يرشد
فدع المزاحة للسفيه فربما * هاجت عجاج عداوة ولا تحمد
401 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن عبد الرحمن، رحمه
الله، قال: كان يقال: المزاح مسلبة للبهاء، مقطعة للصداقة (2).
210

باب
حفظ السر
211

402 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا ابن أبي ذئب، أخبرني عبد الرحمن بن عطاء، عن
عبد الملك بن جابر بن عتيك، عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنه، عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا حدث الرجل الحديث ثم التفت، فهي
أمانة) (1).
403 - حدثنا عبد الله، وحدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله،
أنبأنا حياة بن شريح، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (الحديث بينكم أمانة) (2).
404 - حدثنا عبد الله، حدثنا جميل، أنبأنا عبد الله، أنبأنا المبارك
ابن فضالة، عن الحسن، رحمه الله، قال: سمعته يقول: إن من الخيانة أن
تحدث بسر أخيك (3).
213

405 - حدثنا عبد الله، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير،
عن حمزة الزيات قال: قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:
ولا تفش سرك إلا إليك * فإن لكل نصيح نصيحا
فإني رأيت غواة الرجال * لا يتركون أديما صحيحا (1).
406 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن أبي بدر، أنبأنا زيد
ابن الحباب، عن موسى بن علي، عن أبيه قال: قال عمرو بن العاص،
رضي الله عنه: ما وضعت سرى عند أحد أفشاه على فلمته، إنما
كنت أضيق به، حيث استودعته إياه (2).
407 - حدثنا عبد الله، قال: وحدثني أبي، عن بعض أشياخه
قال: أسر معاوية، رضي الله عنه، إلى الوليد بن عتبة حديثا، فقال
لأبيه: يا أبت، إن أمير المؤمنين أسر إلى حديثا، وما أراه يطوى
عنك ما بسطه إلى غيرك؟ قال: فلا تحدثني به، فإن من كتم سره
كان الخيار له، ومن أفشاه كان الخيار عليه. قال: قلت: يا أبت،
وإن هذا ليدخل بين الرجل وبين أبيه؟ قال: لا والله يا بني، ولكن
أحب ان لا تذلل لسانك بأحاديث السر. فأتيت معاوية، رضي الله عنه
، فحدثته، فقال: يا وليد أعتقك أخي من رق الخطأ (3).
408 - حدثنا عبد الله، حدثني أبي، عن رجل من همدان قال:
سمعت أعرابيا يقول لابن عم له: إن سرك من دينك، فلا تضعه إلا
عند من تثق به (4).
214

باب
قلة الكلام والتحفظ في النطق
215

409 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى بن سعيد
عن أبن أبى حبيبة، حدثنا الحسن، عن أبي بكرة، رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يقولن أحدكم: صمت رمضان،
[ولا قمته كله]). ما أدرى أكره التزكية، أم لا بد من غفلة أو
رقدة (1).
410 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا
عبد الصمد، حدثنا همام، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي بكرة،
أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يقولن أحدكم: إني قمت رمضان
كله) قال قتادة: فالله أعلم، أخشى التزكية على أمته، أم لا بد
من راقد، أو غافل (2).
411 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا السرى بن يحيى، عن ثابت البناني، رضي الله عنه
قال: قال شداد بن أوس لغلامه: إيتينا بسفرتنا فنبعث ببعض ما
فيها، فقال له رجل من أصحابه: ما سمعت منك كلمة منذ
صاحبتك، أرى أن يكون فيها شئ من هذه؟ قال: صدقت، ما
217

تكلمت بكلمة مذ بايعت الله، صلى الله عليه وسلم، إلا أزمها وأحطمها
إلا هذه، وأيم الله لا تذهب منى هكذا، فجعل يسبح، ويكبر،
ويحمد الله، عز وجل (1).
412 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
سعيد بن عبد الله بن الربيع بن خثيم، عن نسير بن ذعلوق، عن بكر
ابن ماعز، عن الربيع بن خثيم، رضي الله عنه، قال: يا بكر بن ماعز:
اخزن عليك لسانك، إلا مما لك ولا عليك (2).
413 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
محمد بن الحسن الأسدي، عن مفضل، عن رجل، عن إبراهيم التيمي
قال: أخبرني من صحب الربيع بن خثيم عشرين سنة، فلم يتكلم
بكلام لا يصعد (3).
414 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن عمران، حدثنا محمد بن
فضيل، حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه قال: ما سمعت الربيع بن
خثيم يذكر شيئا من أمر الدنيا قط (4).
218

415 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا
عبد الرحمن بن مهدي، عن هشيم، عن العوام بن حوشب قال:
ما رأيت إبراهيم التيمي رافعا رأسه إلى السماء في الصلاة، ولا في
غيرها، ولا سمعته قط يخوض في شئ من أمر الدنيا (1).
416 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدثنا
محمد بن فضيل، حدثنا أبو حيان التيمي، عن أبيه قال: قال رأيت
ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت: يا أبتاه، أذهب ألعب؟ قال: يا بنيتي، اذهبي قولي خيرا (2). 417 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن قدامة، حدثني أبو
حفص الدمشقي، عن صدقة بن عبد ربه قال: لما كبر آدم، صلى الله عليه وسلم، جعل بنو بنيه يعبثون به، فيقول له آباؤهم: ألا تنهاهم فيقول: يا بني
إني رأيت ما لم تروا، وسمعت ما لم تسمعوا، رأيت الجنة، وسمعت كلام ربي [وقال لي] حين أخرجني منها: إن أنت حفظت
لسانك، أعدتك إليها (3).
418 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن أبي مريم، عن أبي
إسحاق الطالقاني، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى
رحمه الله، قال: أثنى رجل على رجل، فقال له بعض السلف: وما
علمك به؟ قال: رأيته يتحفظ في منطقه.
219

419 - حدثنا عبد الله، وحدثني ابن أبي مريم، عن مطرف أبي
مصعب قال: حدثني عبد العزيز الماجشون، عن أبي عبيد قال: ما
رأيت رجلا قط أشد تحفظا في منطقه، من عمر بن عبد العزيز،
رضي الله عنه.
420 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عباد بن موسى
العكلي، حدثنا يحيى بن سليم عن أمية بن عبد الله بن عمرو بن عثمان
قال: كنا عند عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، فقال رجل
لرجل: تحت إبطك! فقال عمر، رضي الله عنه، وما على أحدكم أن
يتكلم بأجمل ما يقدر عليه؟ قالوا: وما ذاك؟ قال: لو قال:
تحت يدك كان أجمل.
421 - حدثنا عبد الله، حدثني ابن أبي مريم عن عثمان بن زفر، حدثنا محمد بن عبد العزيز التيمي قال: ذكر الحسن: عن إبراهيم
التيمي رحمه الله، قال: المؤمن إذا أراد أن يتكلم نظر، فإن كان
كلامه له تكلم، وإن كان عليه أمسك عنه، والفاجر إنما لسانه
رسلا رسلا!!.
422 - حدثنا عبد الله، حدثنا يعقوب بن إبراهيم العبدي،
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن أبي الأشهب، عن الحسن، رضي
الله عنه قال: كانوا يقولون: لسان الحكيم من وراء قلبه، فإذا أراد
أن يقول رجع إلى قلبه، فإن كان له قال، وإن كان عليه أمسك،
وإن الجاهل قلبه على طرف لسانه، لا يرجع إلى قلبه، ما جرى على
لسانه تكلم به،
423 - حدثنا عبد الله، وحدثني علي بن الحسن، عن مطرف
أبي مصعب، قال: سمعت عبد العزيز بن الماجشون قال: قال أبو
220

حازم لبعض أولئك الأمراء: والله لولا تبعة، لساني، لأشفيت منكم
اليوم صدري!! (1).
424 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني علي بن الحسين، عن
زكريا بن عدي، حدثنا الصلت بن بسطام، حدثني رجل من تيم
الله، وكان قد جالس الشعبي وإبراهيم قال: ما رأيت أحدا أملك
للسانه من طلحة بن مصرف (2).
425 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني علي عن حجاج بن نضير،
حدثنا جسر أبو جعفر قال: سمعت ميمون بن سياه يقول: ما
تكلمت بكلمة منذ عشرين سنة، لم أتدبرها قبل أن أتكلم بها، إلا
ندمت عليها، إلا ما كان من ذكر الله.
426 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا أبو
النضر الدمشقي، حدثنا إسماعيل، عن عياش، عن أبي سلمة
الصنعاني، عن كعب قال: قلة المنطق، حكم عظيم، فعليكم
بالصمت، فإنه رعة (3) حسنة، وقلة وزر، وخفة من الذنوب.
427 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عمرو، أبو بكر الباهلي،
حدثنا محمد بن أبي عدي، عن محمد بن إسحاق، عن سليمان بن
221

سحيم، عن أمه ابنة أبي الحكم الغفارية رضي الله عنها، قالت: سمعت
رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: إن الرجل ليدنو من الجنة، حتى ما
يكون بينه وبينها إلا قيد رمح، فيتكلم بالكلمة، فيتباعد منها أبعد من صنعاء (1).
428 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن أبي مريم، عن زكريا بن
عدي، عن الصلت بن بسطام التيمي قال: قال لي أبي: الزم
عبد الملك بن أبجر فتعلم من توقيه في الكلام، فما أعلم بالكوفة
أشد تحفظا للسانه منه (2).
429 - حدثنا عبد الله، حدثني ابن أبي مريم، عن زكريا بن
عدي قال: سمعت أبا خالد الأحمر قال: لم يكن في أترابه أطول صمتا
منه يعني: مسعرا (3).
430 - حدثنا عبد الله حدثني ابن أبي مريم، عن خالد بن يزيد، حدثني مرزوق الموصلي قال: قال لي خليد بن دعلج: دع من
الكلام مالك منه بد، فعسى إن فعلت ذلك تسلم، ولا أراك! (4).
431 - حدثنا عبد الله، وحدثني ابن أبي مريم، عن يحيى بن أبي
222

بكير، عن عمارة بن زاذان الصيدلاني. قال: سمعت زيادا النميري
يقول: قال أنس بن مالك، رضي الله عنه، لرجل وبعثه في حاجة:
إياك وكل أمر تريد أن تعتذر منه، وإذا أردت أن تتكلم بكلام
فانظر فيه، قبل أن تتكلم به، فإن كان لك فتكلم به، وإن كان
عليك، فالصمت عنه خير لك (1).
432 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن أبي مريم، عن عبد الله
ابن محمد قال: قال لنا صالح المري: اتقوا الله، ودعوا من الكلام
ما يوتغ دينكم (2).
433 - حدثنا عبد الله، حدثني علي، عن الحميدي، عن سفيان
قال: كان يقال: طول الصمت مفتاح العبادة (3).
434 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن الحسين، حدثني يحيى
ابن بسطام قال: قلت لجار لضيغم: سمعت أبا مالك يذكر من الشعر
223

شيئا؟ قال: ما سمعته يذكر إلا بيتا واحدا: قلت ما هو؟ قال:
قد يخزن الورع التقى لسانه * حذر الكلام وإنه لمفوه
435 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن ناصح، حدثنا بقية بن
الوليد، عن أرطاة بن المنذر قال: تعلم رجل الصمت أربعين سنة،
بحصاة يضعها في فيه، لا ينزعها إلا عند طعام، أو شراب، أو
نوم!!! (1).
436 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الصمد بن يزيد قال: سمعت فضيل بن عياض، رحمه الله يقول: كان بعض أصحابنا يحفظ
كلامه من الجمعة إلى الجمعة.
437 - حدثنا عبد اله، حدثنا المثنى بن معاذ، حدثنا المعتمد بن
سليمان قال: سمعت إسحاق بن سويد قال: سمعت العلاء بن
زياد يحدث: أن عمر، رضي الله عنه، كان في مسير فتغنى، فقال: هلا زجرتموني إذا لغوت (2).
438 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن، محمد بن عمران
ابن أبي ليلى، حدثنا عيسى بن يونس، عن الأوزاعي، عن حسان بن
عطية قال: كان شداد بن أوس في سفر، فنزل منزلا، فقال لغلامه:
ائتنا بالسفرة نعبث بها، فأنكرت عليه. فقال: ما تكلمت بكلمة
منذ أسلمت، إلا وأنا أخطمها وأزمها، إلا كلمتي هذه، فلا
تحفظوها علي (3).
224

439 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن الصباح، حدثنا
إسحاق بن منصور السلولي، عن عبد السلام، يعني ابن حرب، عن سعيد الجريري عن مطرف بن الشخير قال: قال ابن عباس، رضي
الله عنهما، للسانه: ويحك، قل خيرا تغنم، وإلا فاعلم أنك
ستندم. قال: فقيل له: أتقول هذا! قال: بلغني أن الإنسان ليس
هو يوم القيامة أشد منه على لسانه، إلا أن يكون قال خيرا فغنم، أو سكت فسلم (1).
440 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو صالح المروذي قال: سمعت
حاتم بن عطاء قال: سمعت سعد بن عامر يقول: عرض على عمرو بن
عبيد طيلسان، فقال: ما ثوب بأجود منه، فعيب به خمسين سنة،
كانوا يقولون: إن عمروا لا يحفظ لسانه (2). * * *
225

باب
الصدق وفضله
227

441 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن
يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر يحدث عن أوسط بن
إسماعيل بن أوسط، سمع أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، بعد ما
قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بسنة فقال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، عام
أول مقامي هذا، ثم بكى أبو بكر ثم قال: (عليكم بالصدق، فإنه
مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور،
وهما في النار) (1).
442 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن
منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى
الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقا) (2).
443 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة،
229

أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت مرة الهمداني قال: كان عبد الله
رضي الله عنه، يقول: عليكم بالصدق، فإنه يهدي إلى الجنة
وما يزال الرجل يصدق حتى يكتب عند الله صديقا، ويثبت البر في
قلبه، فلا يكون للفجور موضع إبرة يستقر فيها.
444 - حدثنا عبد الله، حدثنا يحيى بن أيوب، حدثنا إسماعيل
ابن جعفر، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن عبادة
ابن الصامت، رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (اضمنوا لي
ستا من أنفسكم، أضمن لكم الجنة، اصدقوا إذا تحدثتم، وأوفوا
إذا وعدتم، وأدوا إذا ائتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا
أبصاركم، وكفوا أيديكم) (1).
445 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن عمرو القرشي، حدثنا
يحيى بن حسان، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا الحارث بن يزيد، عن
عبد الرحمن بن حجيرة، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، عن
النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (ثلاث إذا كن فيك، لم يضرك ما فاتك من
الدنيا: صدق حديث، وحفظ أمانة، وعفة في طعمة) (2).
230

446 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا مروان بن
معاوية الأنصاري، عن منصور بن المعتمر، رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (تحروا الصدق، وإن رأيتم فيه
الهلكة، فإن فيه النجاة) (1).
447 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا روح بن
عبادة، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، حدثنا منصور بن
أذين، عن مكحول، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن العبد الإيمان كله، حتى يؤثر
الصدق، وحتى يترك الكذب في المزاحة، والمراء وإن كان
صادقا) (2).
448 - حدثنا عبد الله، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا الهيثم بن
عمران قال: سمعت أسعد بن عبيد الله المخزومي قال: أمرني عبد الملك
ابن مروان: أن أعلم بنيه الصدق كما أعلمهم القرآن (3).
449 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد العزيز بن بحر، حدثنا
أبو عقيل، عن محمد بن نعيم - مولى عمر بن الخطاب - عن محمد
ابن عمر بن علي بن أبي طالب، عن جده علي، رضي الله عنه، قال:
(زين الحديث الصدق).
231

450 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو
داود، عن شعبة، أخبرني عمارة بن أبي حفصة، سمع أبا مجلز
يقول: قال رجل لقومه: عليكم بالصدق فإنه نجاة.
451 - حدثنا عبد الله حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن علية،
عن ليث، عن أبي حصين: أن رجلا أتى ابن مسعود، رضي الله
عنه، فقال: علمني كلمات نوافع جوامع؟ فقال: تعبد الله ولا
تشرك به شيئا، وتزول مع القرآن ما زال، ومن جاءك بالصدق من
صغير أو كبير، وإن كان بعيدا بغيضا، فاقبله منه، ومن أتاك يكذب
من صغير أو كبير، وإن كان حبيبا قريبا، فاردده عليه (1).
452 - حدثنا عبد الله، حدثنا عمر بن بكير النحوي، أنبأنا أبو
عبد الرحمن الطائي، أنبأنا أبو بردة بن عبد الله بن أبي بردة قال: كان يقال: إن ربعي بن حراش، رضي الله عنه، لم يكذب كذبا قط
فأقبل ابناه من خراسان قد تأجلا، فجاء العريف إلى الحجاج،
فقال: أيها الأمير، إن الناس يزعمون أن ربعي بن حراش، لم
يكذب قط، وقد قدم ابناه من خراسان، وهما عاصيان.. فقال
الحجاج: علي به. فلما جاء قال: أيها الشيخ! قال: ما تشاء؟
قال: ما فعل ابناك؟ قال: المستعان الله، خلفتهما في البيت.
قال: لا جرم والله، لا أسوؤك فيهما، هما لك (2).
232

باب
الوفاء بالوعد
233

453 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن
أبي عدي، عن يونس، عن الحسن، رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم
قال: (العدة عطية) (1).
454 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا إبراهيم
أبو إسحاق الطالقاني، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن ابن لهيعة
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (الوأي - يعني الوعد - مثل الدين
أو أفضل) (2).
455 - حدثنا عبد الله، حدثني سليمان بن منصور أبو شيخ
الخزاعي، عن يحيى بن سعيد الأموي قال: أنشدني ابن خربوذ
للفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
إنا أناس من سجيتنا * صدق الحديث ووأينا حتم
لبسوا الحياء فإن نظرت حسبتهم * سقموا أحمد ولم يمسسهم سقم
شر الإخاء إخاء مزدرد * مزج الإخاء إخاؤه وهم
235

زعم ابن عمي أن حلمي ضرني * ما ضر قبلي أهله الحلم (1)
456 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني محمد بن
كثير، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب قال: لما حضرت عبد الله
ابن عمرو الوفاة، رضي الله عنه، قال: إنه كان خطب إلي ابنتي
رجل من قريش، وقد كان مني إليه شبيه بالوعد، فوالله لا ألقى الله
بثلث النفاق، اشهدوا أني قد زوجتها إياه (2).
457 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم بن طهمان، عن
بديل بن ميسرة، عن عبد الكريم، عن عبد الله بن شقيق، عن أبيه،
عن عبد الله بن أبي الحمساء، رضي الله عنه، قال: بايعت النبي،
صلى الله عليه وسلم، ببيع قبل أن يبعث فبقيت له بقية، فوعدته أن آتيه بها في
مكانه ذلك، فنسيت يومى والغد، فأتيته في اليوم الثالث، وهو في
مكانه، فقال: (يا فتى لقد شققت علي، أنا هاهنا منذ ثلاث
أنتظرك) (3).
236

458 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا مسلم بن
إبراهيم، حدثنا كعب بن فروخ الرقاشي، رحمه الله، أن إسماعيل نبي
الله، عليه السلام، وعد رجلا ميعادا، فجلس له إسماعيل عليه
السلام اثنين وعشرين يوما مكانه لا يبرح لميعاده، ولهي الآخر عن
ذلك، حتى جاء بعد ذلك (1).
459 - حدثنا عبد الله، حدثني أحمد بن إبراهيم، حدثني
عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا عبد ربه القصاب قال: واعدت
محمد بن سيرين، رحمه الله، أن أشتري له أضاحي، فنسيت وعده،
بشغل، ثم ذكرت بعد، فأتيته قريبا من نصف النهار، وإذا محمد
ينتظرني، فسلمت عليه، ورفع رأسه،
فقال: أما إنه قد يقبل أهون
ذنب منك، فقلت: شغلت وعنفني أصحابي في المجئ إليك،
وقالوا: قد ذهب ولم يقعد إلى الساعة. فقال: لو لم تجئ حتى
تغرب الشمس، ما قمت من مقعدي هذا إلا للصلاة أو حاجة لا بد
منها.
460 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا محمد بن الصباح
البزاز، حدثنا إسماعيل بن زكريا، عن الحسن بن عبيد الله قال: قلت
لإبراهيم: الرجل يواعد الرجل الميعاد ولا يجئ؟ قال: لينتظر ما
بينه وبين أن يدخل وقت الصلاة التي تجئ (2).
461 - حدثنا عبد الله، وحدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا مبشر
ابن إسماعيل الحلبي، حدثني فرات بن سلمان قال: يقال: إذا سئلت
فلا تعد، وقل: أسمع ما تقول، فإن يقدر شئ يكن.
237

462 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو داود
الطيالسي، عن شعبة، رحمه الله، قال: ما واعدت أيوب موعدا
قط، إلا قال لي حين يريد أن يفارقني: ليس بيني وبينك موعد،
فإذا جئت وجدته قد سبقني (1).
463 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا موسى بن إسماعيل،
حدثنا أبو عوانة قال: كان رقبة، رحمه الله، يعدنا في الحديث، ثم
يقول: ليس بيني وبينكم موعد نأثم من تركه، فيسبقنا إليه (2).
464 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو معاوية، حدثنا حجاج، عن
أبي إسحاق قال: كان أصحاب عبد الله، رضي الله عنه، يقولون: إذا وعد فقال: إن شاء الله، فلم يخلف (3).
465 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا
هشيم، عن العوام بن حوشب، عن رجل منهم يقال له: لهب بن
خندق، قال: قال عوف بن النعمان في الجاهلية الجهلاء: لأن أموت
قائما عطشا، أحب إلى من أن أكون مخلافا لموعد.
238

باب
ذم الكذب
239

466 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا
شعبة، عن يزيد بن خمير قال: سمعت سليم بن عامر، يحدث عن
أوسط بن إسماعيل بن أوسط، سمع أبا بكر الصديق، رضي الله عنه
بعد ما قبض رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بسنة قال: قام رسول الله، صلى الله عليه وسلم
عام أول مقامي هذا، ثم بكى ثم قال: (إياكم والكذب، فإنه مع
الفجور، وهما في النار) (1).
467 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن
منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور
يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب، حتى يكتب عند الله
كذابا) (2).
468 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة،
أخبرني عمرو بن مرة قال: سمعت مرة الهمداني قال: كان عبد الله،
رضي الله عنه، يقول: إياكم والكذب، فإنه يهدي إلى النار، وما
يزال الرجل يكذب حتى يكتب عند الله كذابا، ويثبت الفجور في
قلبه، فلا يكون للبر موضع إبرة يستقر فيها (3).
469 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو حفص الصيرفي، حدثنا أبو داود،
حدثنا شعبة، أخبرني منصور قال: سمعت أبا وائل عن عبد الله،
241

رضي الله عنه، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: (آية المنافق ثلاث: إذا
حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) (1).
470 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو حفص، حدثنا يحيى بن محمد
ابن قيس، حدثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة،
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا
حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) (2).
471 - حدثنا عبد الله، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا وكيع،
حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق،
عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، وإن كانت فيه خصلة منهن
كانت فيه خصلة من النفاق، حتى يدعها: إذا وعد أخلف، وإذا
حدث كذب، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر) (3).
472 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا علي بن
هاشم، سمعت الأعمش ذكره، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد
242

عن أبيه، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (على كل
خلة يطبع، أو يطوى عليها المؤمن، إلا الخيانة والكذب) (1).
473 - حدثنا عبد الله، حدثنا سوار بن عبد الله، حدثنا
الضحاك بن مخلد، عن ابن عجلان، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي
الله عنه: قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا ينظر الله إليهم
يوم القيامة: الشيخ الزاني، والإمام الكذاب، والعائل
المزهو) (2).
474 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسماعيل بن خالد الضرير، حدثنا
يعلى بن الأشدق، حدثنا عبد الله بن جراد قال: قال أبو الدرداء،
رضي الله عنه: يا رسول الله، هل يكذب المؤمن؟ قال: (لا
يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، من حدث فكذب) (3).
475 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، وبيان، سمعا قيس بن أبي حازم،
243

سمع أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، يقول: أيها الناس، إياكم
والكذب، فإنه مجانب الإيمان (1).
476 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا نصر بن
طريف الباهلي، حدثنا إبراهيم بن ميسرة، عن عبيد بن سعد، عن
عائشة، رضي الله عنها، قالت: ما كان من خلق أشد عند أصحاب
النبي، صلى الله عليه وسلم، من الكذب، ولقد كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يطلع
على الرجل من أصحابه على الكذب، فما ينحل من صدره حتى
يعلم أنه قد أحدث لله منها توبة (2).
477 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو محمد عبد الله بن أيوب
المخرمي، حدثنا عبد الرحيم بن هارون أبو هشام الغساني، عن
عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما،
رفعه فقال: (إن العبد ليكذب الكذبة، فيتباعد الملك منه ميلا أو
ميلين مما جاء به (3).
478 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد العزيز بن يحيى، أنبأنا أبو
عقيل، عن محمد بن نعيم، مولى عمر بن الخطاب، عن محمد بن عمر
244

ابن علي بن أبي طالب، عن جده، علي، رضي الله عنه قال: أعظم
الخطايا عند الله: اللسان الكذوب، وشر الندامة: ندامة يوم
القيامة (1).
479 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان حدثني عبد الرحمن بن عابس،
حدثني ناس من أصحاب عبد الله، رضي الله عنه، أنه كان يقول في
خطبته: شر الروايا روايا الكذب، وأعظم الخطايا اللسان
الكذوب (2).
480 - حدثنا عبد الله، حدثني يحيى بن أيوب، حدثنا إسماعيل
ابن جعفر، أخبرني إسماعيل عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه،
أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث
كذب، وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان) (3).
481 - حدثنا عبد الله، حدثني أحمد بن إبراهيم، حدثنا إسحاق
الأزرق، عن عوف، عن الحسن، رضي الله عنه قال، يعد من
النفاق: اختلاف القول والعمل، واختلاف السر والعلانية،
والمدخل والمخرج، وأصل النفاق، والذي بني عليه النفاق:
الكذب (4).
482 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن السكن، بن أبي
السكن، حدثنا المعلى بن أسد، حدثنا الحسن بن ميمون الحضرمي
245

قال: سمعت إياس بن معاوية، رحمه الله، يقول: إن الكذب عندي،
من يكذب فيما لا يضره ولا ينفعه، فأما رجل كذب كذبة يرد عن
نفسه بها بلية، أو يجر إلى نفسه بها معروفا فليس عندي
بكذاب (1).
483 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا محمد بن
خالد النيلي، ثنا الوليد بن مسلم، عن مالك بن أنس، رضي الله عنه
قال: قال عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه: ما كذبت كذبة منذ
شددت علي إزاري (2).
484 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا محمود
ابن خالد، ثنا أبي، حدثني عيسى المسيب، عن عدي بن ثابت
قال: قال: عمر رضي الله عنه: أحبكم إلينا ما لم نركم، أحسنكم
اسما، فإذا رأيناكم، فأحبكم إلينا أحسنكم خلقا، فإذا
اختبرناكم، فأحبكم إلينا أصدقكم حديثا، وأعظمكم أمانة (3).
485 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق
المروزي، أنبأنا إبراهيم بن الأشعث ثنا الفضيل، عن ليث بن أبي
246

سليم، عن عبد الرحمن بن ثروان أبي قيس عن هزيل بن شرحبيل،
رحمه الله، قال: قال موسى عليه السلام: (رب أي عبادك خير
عملا؟ قال: من لا يكذب لسانه، ولا يفجر قلبه، ولا يزني
فرجه.
486 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن علي بن يزيد حدثنا
القعنبي، حدثنا أبو مروان البزاز قال: جاءنا سالم يطلب ثوبا
سباعيا، فنشرت عليه ثوبا سباعيا، فذرعه فإذا هو أقل من
سباعي، فقال أليس قلت: سباعي؟ قلت: كذلك نسميها قال:
كذلك يكون الكذب.
487 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو حذيفة الفزاري، حدثنا عبد
الرحمن بن مسعود الزجاج الموصلي، عن معمر، عن موسى بن شيبة،
رحمه الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم رد شهادة رجل في كذبة (1).
488 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثني
عبد العزيز بن عبد الله العامري، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن أخي
ابن شهاب عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: كان عمر بن الخطاب، رضي الله عنه يقول في
خطبته: ليس فيما دون الصدق من الحديث خير، من يكذب
يفجر، ومن يفجر يهلك (2).
489 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله
247

ابن المبارك، أنبأنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية: أن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه، قال: لا تجد المؤمن كذابا (1).
490 - حدثنا عبد الله، حدثنا ابن جميل، أنبأنا عبد الله أنبأنا
سفيان وشعبة، عن سلمة بن كهيل، عن مصعب بن سعد، عن سعد
رضي الله عنه، قال: كل الخلال يطبع عليها المؤمن، إلا الخيانة
والكذب (2).
491 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله
أنبأنا سفيان، عن منصور عن مالك بن الحارث، عن عبد الرحمن بن
يزيد، عن ابن مسعود، رضي الله عنه قال: كل الخلال يطوى عليها
المؤمن، إلا الخيانة والكذب (3).
492 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا يزيد بن
هارون، أنبأنا المسعودي، عن رجل من بني أسد قال: قال عبد الله
ابن مسعود، رضي الله عنه: إن المبارز لله تعالى بالمعصية، كمن
حلف باسمه كاذبا، وإن الكذبة لتفطر الصائم.
493 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا يعلى بن عبيد، عن
الأعمش، عن إبراهيم، رحمه الله، قال: كانوا يقولون: إن الكذب
يفطر الصائم (4).
494 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا مبشر
الحلبي، حدثني جعفر بن برقان، حدثني أبو عبد الله الجرشي،
248

حدثنا رجل من حرس معاوية قال: بعث طاغية الروم إلى معاوية
يعرض عليه الجزية؟ فقال له الرومي: يا معاوية، لا تماكرني فإنك
لا تجد مكرا، إلا ومعه كذب.
495 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عمرو بن العباس
الباهلي، حدثنا سفيان قال: قال مطرف بن طريف: ما أحب أني
كذبت، وأن لي الدنيا وما فيها. قال سفيان: تفسيره: ما أحب أني
ذهبت أتعرض لغضب الله، ثم لا أدري يتوب علي أو لا يتوب (1).
496 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الرحمن بن صالح، حدثنا
أبو بكر بن عياش قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لا
خير فيما دون الصدق من الحديث، من يكذب يفجر، ومن يفجر
يهلك، قد أفلح من حفظ من ثلاث: الطمع، والهوى،
والغضب (2).
497 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عمرو الباهلي، حدثنا
أبو زكير يحيى بن محمد بن قيس، حدثنا ابن عجلان، عن أبيه، عن
أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر
الله يوم القيامة إلى ثلاثة: الإمام الكذاب، ولا إلى الشيخ الزاني،
ولا إلى العائل المزهو) (3).
498 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عمرو، حدثنا مرحوم
249

ابن عبد العزيز قال: سمعت مالك بن دينار، رحمه الله يقول: قرأت
في بعض الكتب: ما من خطيب يخطب، إلا عرضت خطبته على
عمله، فإن كان صادقا صدق، وإن كان كاذبا قرضت شفتاه
بمقراضين من نار، كلما قرضتا نبتتا (1).
499 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
داود بن عبد الرحمن العطار، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن
شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، رضي الله عنها، أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم، خطب الناس فقال: (أيها الناس: ما يحملكم أن تتتابعوا
بالكذب، كما تتتابع الفراش في النار، كل الكذب يكتب على ابن
آدم إلا ثلاث خصال: رجل كذب امرأته ليرضيها، ورجل كذب
بين امرأين ليصلح بينهما، ورجل كذب في خديعة الحرب) (2).
500 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل، أنبأنا عبد الله بن
المبارك، أنبأنا يونس عن الزهري، أنبأنا حميد بن عبد الرحمن بن
عوف: أن أمه وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط أخبرته: أنها
سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم يقول: (ليس الكذاب الذي يصلح بين
الناس، فيقول خيرا، وينمي خيرا). قال ابن شهاب: فلم أسمع
يرخص فيما يقول الناس كذب إلا في ثلاث: الحرب والإصلاح
بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها (3).
250

501 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يحيى بن
إسحاق السيلجيني، حدثنا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب،
عن سعد بن سنان، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إذا حدثتم فلا تكذبوا، وإذا أوتمنتم فلا
تخونوا) (1).
502 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا عباد بن
العوام، أنبأنا داود ابن أبي هند، عن شهر بن حوشب، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (كل كذب مكتوب كذب لا محالة،
إلا الكذب في ثلاث: الكذب في الحرب، فإن الحرب خدعة،
وكذب الرجل فيما بين الرجلين ليصلح بينهما، وكذب الرجل
امرأته) قال داود: ويمنيها (2).
503 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا ابن علية، عن
سوار بن عبد الله قال: نبئت إن ميمون بن مهران قال وعنده رجل من قراء
أهل الشام: إن الكذب في بعض المواطن خير من الصدق!! فقال
الشامي: لا الصدق في كل موطن خير. قال: أرأيت لو رأيت رجلا
يسعى، وآخر يتبعه بالسيف، فدخل دارا فانتهى إليك، فقال:
251

رأيت الرجل؟ ما كنت قائلا؟ قال: كنت أقولا: لا.. قال:
فهو ذاك (1).
504 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن جميل المروزي، أنبأنا
عبد الله بن المبارك، أنبأنا سفيان، عن أبي حيان، عن أبي الزنباع،
عن أبي الدهقان قال: صحب الأحنف بن قيس، رحمه الله، رجل
فقال: ألا تميل فنحملك ونفعل؟ قال: لعلك من العراضين؟
قال: وما العراضون؟ قال: الذين يحبون أن يحمدوا ولا يفعلوا
قال: يا أبا بحر ما عرضت عليك حتى قال: يا ابن أخي إذا عرض
لك الحق، فاقصد له واله عما سوى ذلك (2).
505 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو كريب، حدثنا خلف بن
حيان، حدثنا عيسى بن كثير الأسدي الرقي قال: مشيت مع ميمون
ابن مهران، حتى أتى باب داره، ومعه ابنه عمرو، فلما أردت أن
انصرف قال له عمرو: يا أبه ألا تعرض عليه العشاء؟ قال: ليس
ذلك من نيتي.
506 - حدثنا عبد الله، حدثنا فضيل بن عبد الوهاب، حدثنا
خالد بن عبد الله، عن ابن عون قال: اعتذر رجل عند إبراهيم،
فقال: قد عذرناك غير معتذر * إن الإعتذار يخالطه الكذب (3).
507 - حدثنا عبد الله، حدثني عيسى بن عبد الله التميمي أنبأنا
يحيى بن بكير المصري قال: سمعت الليث بن سعد قال: كانت
ترمص عينا سعيد بن المسيب، حتى يبلغ الرمص خارج عينيه،
وصف يحيى بيده إلى المحاجر فيقال له: لو مسحت هذا الرمص،
252

فيقول: فأين قولي للطبيب وهو يقول لي: لا تمس عينك، فأقول: لا أفعل (1).
508 - حدثنا عبد الله، حدثنا بندار: محمد بن بشار، حدثنا
عبيد الله بن عبد المجيد، حدثنا قرة بن خالد، عن الحسن قال: قال
سمرة بن جندب وكان داهية: لأن أقول: (لا) أحب إلي من أن
أقول: (نعم) ثم لا أفعل.
509 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، حدثنا عبدان
ابن عثمان، أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا حماد بن سلمة، عن علي
ابن زيد قال: سمعت أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (رأيت ليلة أسري بي، رجالا تقرض شفاههم
بمقاريض من نار، فقلت: من هؤلاء يا جبريل: قال: خطباء من
أمتك، الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم، وهم يتلون
الكتاب، أفلا يعقلون) (2).
510 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا سيار،
حدثنا جعفر، قال حدثنا مالك بن دينار، عن الحسن، رضي الله عنه قال: قال
رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما من عبد يخطب خطبة إلا الله سائله عنها
يوم القيامة، ما أردت بها) قال: فكان مالك إذا حدثني بهذا بكى، ثم
يقول: أتحسبون أن عيني تقر بكلامي عليكم، وأنا أعلم أن الله سائلي
عنه يوم القيامة، ما أردت به، أنت الشهيد على قلبي، لو أعلم أنه
أحب إليك لم أقرأ على اثنين أبدا (3).
253

511 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأنا أبو
عبيدة الحداد، عن سعيد بن يزيد قال: سمعت الشعبي يتمثل:
أنت الفتى كل الفتى * إن كنت تصدق ما تقول
لا خير في كذب الجواد * وحبذا صدق البخيل
512 - حدثتا عبد الله، حدثني أسد بن عمار التميمي، حدثنا سعيد بن عون البصري، حدثنا جعفر قال: سمعت مالك بن دينار،
رحمه الله يقول: الصدق والكذب يعتركان في القلب، حتى يخرج
أحدهما صاحبه (1).
513 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس الحنظلي،
حدثنا أصبغ بن الفرج، أخبرني عبد الله بن وهب، عن مسلمة بن
علي قال: قال يزيد بن ميسرة: الكذب يسقي باب كل شر، كما
يسقي الماء أصول الشجر.
514 - حدثنا عبد الله، حدثنا سعيد بن سليمان، عن مبارك
ابن فضالة، عن الحسن رضي الله عنه، قال: الكذب جماع
النفاق
515 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا شبابة بن
سوار، حدثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، رحمه الله، في
قوله: (ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن): قال:
رجلان خرجا على ملاء قعود، فقالا: والله لئن رزقنا الله من فضله
لنصدقن، فلما رزقهم بخلوا به (2).
516 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا وكيع،
حدثنا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
254

قال عبد الله، رضي الله عنه: اعتبروا المنافق بثلاث: إذا حدث
كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، ثم قرأ: (ومنهم
من عاهد الله لئن أتانا من فضله..) الآية (1) [سورة التوبة: 75]
517 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا عباس بن
الوليد، حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة، رضي الله
عنه، في قوله، عز وجل: (ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله
لنصدقن ولنكونن من الصالحين) [سورة التوبة: 75] قال: ذكر لنا
أن رجلا من الأنصار، أتى على مجلس للأنصار، فقال: لئن أتاه الله
مالا ليؤتين كل ذي حق حقه، فأتاه الله مالا، فصنع فيه ما
يسمعون: (فلما أتاهم من فضله بخلوا) إلى قوله: (وبما
كانوا يكذبون) [سورة التوبة: 76، 77] (2).
518 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم، حدثنا بهز بن أسد،
حدثنا شعبة، حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت أبا الأحوص يحدث: أن
عبد الله، رضي الله عنه كان يقول: إن محمدا، صلى الله عليه وسلم، كان يقول
(ألا أنبئكم بالعضة: وهي النميمة، القالة بين الناس، وإن شر
الروايا روايا الكذب، وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل،
ولا يعد أحدكم صبيا ولا ينجز له) (3).
519 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو
النضر، حدثنا الليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن
255

أبي هريرة، رضي الله عنه، عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (من قال
لصبية: ها أعطيك، فلم يعطه شيئا، كتبت كذبة) (1).
520 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا عثمان بن عمر،
حدثنا يونس بن يزيد الأيلي، عن أبي شداد، عن مجاهد، أن أسماء
بنت عميس، رضي الله عنها قالت: كنت صاحبة عائشة، رضي الله عنها
، التي هيئتها، وأدخلتها على النبي، صلى الله عليه وسلم، ومعي نسوة،
قالت: فوالله ما وجدنا عنده قرى، إلا قدحا من لبن، فشرب ثم
ناوله عائشة، قالت: فاستحيت الجارية. قالت: فقلت: لا
تردي يد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، خذي منه. قالت: فأخذته على
حياء فشربت منه، ثم قال: (ناولي صواحبك) فقلن: لا
نشتهيه!! فقال: (لا تجمعن جوعا وكذبا)!! قالت: فقلت:
يا رسول الله، إن قالت إحدانا لشئ تشتهيه: لا أشتهيه، أيعد
ذلك كذبا؟ قال: (إن الكذب ليكتب كذبا، حتى الكذيبة
كذيبة) (2).
521 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي، حدثنا
أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن شقيق بن سلمة قال: قال أخي
عبد الرحمن بن سلمة: ما كذبت منذ أسلمت، إلا أن الرجل ليدعوني
إلى طعامه، فأقول: ما أشتهيه فعسى أن يكتب.
522 - حدثنا عبد الله، حدثنا داود بن عمرو الضبي، حدثنا
256

يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة، حدثنا سلامة بن منيح قال: قال
الأحنف بن قيس: ما كذبت منذ أسلمت، إلا مرة واحدة، فإن
عمر سألني عن ثوب: بكم أخذته؟ فأسقطت ثلثي الثمن (1).
523 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم حدثنا إبراهيم بن
إسحاق الطالقاني، حدثنا ابن المبارك، عن الأوزاعي، حدثنا حبان،
عن عطية قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: لا تجد
المؤمن كذابا (2).
524 - حدثنا عبد الله، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا الهيثم
ابن عمران، قال: سمعت إسماعيل بن عبد الله المخزومي يقول:
أمرني عبد الملك بن مروان أن أجنب بنيه الكذب، وإن كان فيه،
يعني: القتل (3).
525 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن أبي عمر المكي، وسفيان
ابن وكيع قالا: حدثنا ابن عيينة عن رجل قال: قال سفيان: عن
الماجشون قال: كلم عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، الوليد في
شئ فقال له: كذبت... فقال له عمر: ما كذبت منذ علمت أن
الكذب يشين صاحبه (4).
526 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم العبدي، حدثنا
محمد بن عبيد، حدثني داود العطار، قال: أقفل قتيبة بن مسلم، بكر
ابن ماعز من خراسان، فصحبه رجل، فقال له: يا بكر كذبت
قط؟ فسكت عنه، ثم قال: يا بكر كذبت قط؟ فسكت عنه، ثم
257

قال: يا بكر: كذبت قط؟ فسكت عنه، حتى انتهى إلى حمام عمر
أو حمام أعين، فقال: يا بكر كذبت قط؟ فقال: إنك قد أكثرت
علي، وإني لم أكذب قط، إلا كذبة واحدة، فإن قتيبة أخذنا
بالسلاح، فاستعرت رمحا، فلما مررت به قال: يا بكر، هذا
السلاح لك؟ قلت: نعم، وكان الرمح ليس لي (1).
527 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عمر المكي، حدثنا
سفيان قال: حدثني رجل قال: حدثت سليمان بن علي بحديث،
فقال لي: كذبت. قال: فقلت: ما يسرني أني كذبت، وأن لي
ملء بهوك هذا ذهبا. قال: فانكسر عني (2).
528 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا يحيى بن
معين، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه قال: سمعت يونس بن عبيد
يقول: كل خلة يرجى تركها يوما ما، إلا صاحب الكذب (3).
529 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن
عبد الله الأسدي، حدثنا قيس بن سليم العنبري، عن خوات التيمي
قال: جاءت أخت الربيع بن خثيم عائدة إلى بني له، فانكبت عليه،
فقالت: كيف أنت يا بني؟ فجلس ربيع فقال: أرضعتيه؟ قالت:
لا.. قال: ما عليك لو قلت: يا ابن أخي، فصدقت؟! (4).
530 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن يونس، حدثنا
258

يحيى بن يمان، أنبأنا سفيان بن سعيد، عن أبيه، عن محارب بن
دثار: أن امرأة قالت لشتير بن شكل: يا بني. قال: كذبت لم
تلديني (1).
531 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن
عبد الله، حدثنا سفيان، عن الأعمش قال: ذكرت لإبراهيم، رحمه
الله، حديث أبي الضحى عن مسروق، أنه رخص في الكذب في
إصلاح بين الناس؟ فقال: ما كانوا يرخصون في الكذب في جد ولا
هزل (2).
532 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد، حدثنا يزيد بن هارون،
أنبأنا ابن عون، عن محمد، أنه ذكر عنده أنه يصلح الكذب في
الحرب، فأنكر ذلك، وقال: ما أعلم الكذب إلا حراما، قال ابن
عون: فغزوت، فخطبنا معاوية بن هشام، فقال: اللهم انصرنا على عمورية، وهو يريد غيرها، فلما قدمت، ذكرت ذلك
لمحمد، فقال: أما هذا فلا بأس به (3).
259

533 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة
وقيس، عن حبيب الزيات بن أبي ثابت، عن ميمون بن أبي شبيب،
عن المغيرة بن شعبة، رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (من
حدث بحديث، وهو يرى أنه كذب، فهو أحد الكذابين) (1).
534 - حدثنا عبد الله، حدثنا علي بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن
الحكم، قال: سمعت ابن أبي ليلى يحدث: عن سمرة بن جندب، عن
النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (من روى عني حديثا، وهو يرى أنه كذب،
فهو أحد الكاذبين) (2).
535 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الله بن عمر بن محمد
القرشي، وعبد الرحمن بن صالح العتكي قالا: حدثنا حسين الجعفي،
عن الحسن بن الحر، عن ميمون بن أبي شبيب قال: قعدت أكتب
كتابا فمررت بحرف، إن أنا كتبته زينت الكتاب، وكنت قد
كذبت، فعزمت على تركه، فناداني مناد من جانب البيت: (يثبت
الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
[سورة إبراهيم: 27] فقال: وتهيأت للجمعة في زمن الحجاج،
فجعلت أقول: أذهب، لا أذهب، فناداني مناد من جانب
260

البيت: (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة
فاسعوا إلى ذكر الله) [سورة الجمعة: 9] قال: فذهبت (1).
536 - حدثنا عبد الله، حدثنا ابن المثنى بن معاذ، حدثنا مسلم
ابن قتيبة، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله قال: كساني أبي
حلة، فخرجت فيها، فقال لي أصحابي: كساك هذه الأمير؟
فأحببت أن يروا أن الأمير كسانيها، فقلت: جزى الله الأمير
خيرا، كسا الله الأمير من كسوة الجنة، فذكرت ذلك لأبي،
فقال: يا بني، لا تكذب ولا تشبه بالكذب (2).
537 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو صالح المروزي، عن محمد
ابن مزاحم قال: قالت أم سهل بن علي له يوما: يا بني رد نصف
هذا الباب، فجاء بخيط فجعل يقدر!! (3).
538 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم عن عبد الله، حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم، عن يونس، عن الحسن قال: قال لقمان عليه
السلام لابنه: (إياك والكذب، فإنه شهي كلحم العصفور، عما
قليل يقلاه صاحبه) (4).
539 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا على بن
261

عاصم، أخبرنا بيان بن بشر، عن الشعبي قال: ما أدرى أيهما أبعد
غورا في النار: الكذب أو البخل (1).
540 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا علي بن
عاصم، أخبرنا بيان بن بشير، عن الشعبي قال: من كذب فهو
منافق (2).
541 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا حسين بن
محمد، حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن
عبد الله، رضي الله عنه، أنه قال: ألا إن شر الروايا روايا الكذب،
إلا وإن الكذب لا يصلح منه جد ولا هزل، ولا أن يعد الرجل
ولده شيئا. ولا ينجزه، ألا وإن الكذب يهدى إلى الفجور، وإن
الفجور يهدى إلى النار، إلا وإن الصدق يهدى إلى البر، وإن البر
يهدى إلى الجنة، وإنه يقال للصادق: صدق وبر، ويقال
للكاذب: كذب وفجر، إلا وإن محمدا، صلى الله عليه وسلم، حدثنا: (إن
الرجل ليصدق، حتى يكتب عند الله صديقا، ويكذب حتى يكتب
عند الله كذابا) (3).
542 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا يزيد بن
هارون، أنبأنا المسعودي، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن
عبد الله، رضي الله عنه، قال: والذي نفسي بيده، ما أحل الله
الكذب في جد ولا هزل قط، ولا أن يعد الرجل صبيه ثم لا ينجزه له،
262

اقرأوا إن شئتم: (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
[سورة التوبة: 119] (1).
543 - حدثنا عبد الله، حدثنا ابن منيع، حدثنا معاوية، حدثنا
الأعمش، عن مجاهد، عن ابن يعمر قال: قال عبد الله، رضي الله عنه
: لا يصلح الكذب في هزل ولا جد ولا ان يعد أحدكم صبيه
شيئا ثم لا ينجزه له (2).
544 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن أبي مريم، عن الحميدي
قال: سمعت سفيان قال: قال الأعمش، لقد أدركت قوما لو لم
يتركوا الكذب إلا حياء لتركوه (3).
263

545 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن سفيان، حدثنا عبد الله
ابن صالح العجلي قال: سمعت ابن السماك يقول: ما أراني أوجر على
تري الكذب، لأني إنما أدعه أنفه (1).
546 - حدثنا عبد الله، حدثني العباس بن جعفر، حدثنا أبن أبى
رزمة، عن أبيه قال: سمعت ابن المبارك يقول: أول عقوبة الكاذب
من كذبه، أنه يرد عليه صدقه.
547 - حدثنا عبد الله، وحدثني العباس، حدثني حسين بن
حسن، حدثنا إسحاق بن منصور قال: سمعت أبا بكر بن عياش،
رحمه الله، يقول: إذا كذبني الرجل كذبة، لم أقبل منه بعدها.
548 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو صالح المروزي قال: سمعت
رافع بن أشرس قال: قلت لخالد بن صبيح: أرأيت من يكذب
الكذبة، هل يسمى فاسقا؟! قال: نعم. وحدثني عبد الرحمن بن
يزيد، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، قال: كل الخلال يطوى
عليها المؤمن، إلا الخيانة والكذب (2).
549 - حدثنا عبد الله، وحدثني أبو صالح قال: سمعت رافع بن
أشرس قال: كان يقال: إن من عقوبة الكذاب، أن لا يقبل
صدقه. قال: وأنا أقول: ومن عقوبة الفاسق المبتدع، أن لا
تذكر محاسنه.
550 - حدثنا عبد الله، حدثني العباس العنبري، حدثنا
عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي
الضحى، عن مسروق، رحمه الله، قال: ليس شئ أعظم عند الله
من الكذب.
551 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عبد الرحمن القرشي، حدثنا
264

إبراهيم بن عيسى قال: قال لقمان عليه السلام لابنه: يا بني من ساء
خلقه عذب نفسه، ومن كذب ذهب جماله.
552 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبد الرحمن بن واقد، حدثنا
ضمرة، حدثنا علي بن أبي حملة قال: قال عبد الله بن أبي زكريا
الدمشقي: عالجت الصمت عما لا يعنيني عشرين سنة، قل أن
أقدر منه على ما أريد، قال: وكان لا يدع يعتاب في مجلسه أحد.
يقول: إن ذكرتم الله أعناكم، وإن ذكرتم الناس تركناكم (1).
553 - حدثنا عبد الله، حدثنا خيثمة، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
، عن سفيان، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
رضي الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
، فليقل خيرا، أو ليسكت (2).
554 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسين بن السكن بن أبي
السكن القرشي، حدثنا المعلى بن أسد العمى، حدثنا سيار بن
الحكم، قال ثابت البناني: حدثنا عن أنس بن مالك، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (يا أبا ذر، ألا أدلك على خصلتين،
هما أخف على الظهر، وأثقل في الميزان من غيرهما)؟ قال: بلى
يا رسول الله، قال: (عليك بحسن الخلق، وطول الصمت،
فوالذي نفس محمد بيده، ما عمل الخلائق بمثلهما) (3).
555 - حدثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وأبو بكر
قالا: حدثنا أبو الأحوص عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي
هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن
بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليسكت) (2).
265

556 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، ومحمد بن يزيد
الآدمي، قالا: حدثنا أبو معاوية، حدثنا العوام بن جويرية، عن
الحسن، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: أربع لا يصبن إلا
بعجب: الصمت، وهو أول العبادة، والتواضع، وذكر الله،
وقلة الشئ.
557 - حدثنا عبد الله، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا
عبد الله بن وهب، حدثنا عبد الله بن المسيب، عن الضحاك، عن
شرحبيل، عن أبي هريرة، رضي الله عنه: أنه كان يقول: من لم ير
أن كلامه من عمله، وأن خلقه من دينه، هلك وهو لا يشعر.
558 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن مسعود، أنبأنا
عبد الرزاق قال: سمعت وهيب بن الورد، رحمه الله، يقول: من عد
كلامه من عمله، قل كلامه.
559 - حدثنا عبد الله، حدثني شريح بن يونس، حدثنا على بن
ثابت، عن أبي الأشهب، عن الحسن، رضي الله عنه، قال: ما عقل
دينه، من لم يحفظ لسانه.
560 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا أصبغ،
أخبرني ابن وهب، حدثنا بكر بن مضر، عن عبد الملك بن شريح
قال: لو أن عبدا أختار لنفسه، ما أختار شيئا أفضل من الصمت.
561 - حدثنا عبد الله، وحدثني محمد بن إدريس، حدثنا
أصبغ، أنبأنا ابن وهب، أخبرني عياض بن عبد الله الفهري قال: إن
الرجل ليطغى في كلامه، كما يطغى في ماله (1).
266

562 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو حاتم، حدثنا ابن عفير،
حدثنا يحيى بن أيوب، عن محمد بن موسى بن علي، عن أبيه قال: قال
ربيط بني إسرائيل: زين المرأة الحياء، وزين الحكيم الصمت (1).
563 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو حاتم الرازي، حدثني أصبغ،
حدثنا وهب، أخبرني عبد الحميد بن سالم المهدى، عن عبد الله بن
حبيب، رحمه الله: أن داود النبي، عليه السلام قال: (رب كلام
قد ندمت عليه، ولم أندم على صمت قط).
564 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا هشام
ابن خالد، حدثنا أبو خليد عتبة بن حماد، عن الأوزاعي، عن يحيى
ابن أبي كثير، رحمه الله، قال: خصلتان إذا رأيتهما في الرجل، فاعلم
أن ما وراءهما خير منهما: إذا كان حابسا للسانه، يحافظ على
صلاته.
565 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا محمد
ابن وهب بن عطية، حدثنا الهيثم بن عمران العنسي، أن عبد الله بن أبي
زكريا قال: عالجت السكوت عشرين سنة، فلما بلغت منه ما
أردت.
566 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني محمد بن إدريس، حدثنا
محمد بن وهب، حدثنا عبد الله بن الوليد بن أبي السائب، حدثني أبي
قال: كان عبد الله بن أبي زكريا، إذا كان في مجلس، فخاض جلساؤه
في غير ذكر الله، فكأنه ساه، وإذا أخذوا في ذكر الله، كان أشد
القوم استماعا إليه.
567 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني محمد بن إدريس، حدثنا
267

يزيد بن عبد الله حدثنا بقية، حدثنا مسلم بن زياد قال: كان عبد الله
ابن أبي زكريا، لا يكاد أن يتكلم، حتى يسأل، وكان من أبش
الناس، وأكثرهم تبسما.
568 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا موسى بن
أيوب، حدثنا عقبة بن علقمة، عن إبراهيم بن أدهم، رحمه الله، ونفعنا
ببركاته قال: إذا تكلم الحدث عندنا في الحلقة، أيسنا من خيره
569 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن منصور، حدثنا حسين
ابن محمد، حدثنا ابن عياش، عن أبي سلمة الصنعاني، رحمه الله، أن
كعبا كان يقول: قلة المنطق حكم عظيم معنى، فعليكم بالصمت،
فإنه رعة حسنة، وقلة وزر، وخفة من الذنوب (1).
570 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسين بن مهدي، حدثنا
عبد الرزاق، أنبأنا جعفر بن سليمان، عن عمر بن نبهان، عن
قتادة، عن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:
(مررت ليلة أسرى بي، على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من
نار، كلما قرضت عادت، فقلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال:
خطباء من أمتك، يقولون ما لا يفعلون) (2).
571 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين بن مهدي، حدثنا
عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن
268

عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان أبغض الرجال إلى رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (الألد الخصم) (1).
572 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين بن مهدي، حدثنا
عبد القدوس أبو المغيرة، حدثنا صفوان بن عمرو السكسكي،
حدثني راشد بن سعد، وعبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أنس بن
مالك، رضي الله عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لما عرج بي
مررت بقوم لهم أظفار من نحاس، يخمشون وجوههم
وصدورهم، فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء الذين
يأكلون لحوم الناس، ويقعون في أعراضهم) (2).
573 - حدثنا عبد الله، حدثنا بشر بن معاذ، حدثنا حماد بن
يحيى الأبح، عن محمد بن واسع، عن مطرف بن الشخير قال: من
صفا عمله، صفا لسانه، ومن خلط خلط له.
574 - حدثنا عبد الله، حدثني أزهر بن مروان، حدثنا جعفر
ابن سليمان، حدثنا عنبسة الخواص قال: قال ابن عباس رضي الله عنهما
، وهو في الطرف: يا لسان قل فاغنم، أو اسكت واسلم،
قبل أن تندم (3).
269

575 - حدثنا عبد الله، حدثني أزهر بن مروان، حدثنا جعفر بن
سليمان، حدثنا المعلى قال: قال مورق: أمر أنا في طلبه منذ كذا
وكذا سنة، لم أقدر عليه، ولست بتارك طلبه أبدا، قالوا: وما هو
يا أبا المعتمر؟ قال: الكف عما لا يعنيني (1).
576 - حدثنا عبد الله، حدثني أحمد بن بحير، حدثنا قبيصة
حدثنا سفيان الثوري، عن أبي حيان، عن إبراهيم التيمي، رحمه الله
قال: ما عرضت قولي على عملي، إلا خشيت أن أكون
مكذبا (2).
577 - حدثنا عبد الله، حدثني شريح بن يونس، حدثنا المبارك
ابن سعيد، عن رجل قد سماه، عن بكر بن ماعز قال: كان الربيع
ابن خثيم يقول: يا بكر اخزن لسانك إلا مما لك، فإني أتهمت
الناس على ديني (3).
578 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى
ابن أيوب، حدثنا ضمرة، عن علي بن أبي جملة، عن عبد الله بن أبي
زكريا قال: سمعت يقول: عالجت الصمت عشرين سنة، فلم أقدر
منه على ما أريد. وكان لا يدع يغتاب في مجلسه أحد، يقول: إن
ذكرتم الله أعناكم وإن ذكرتم الناس تركناكم (4).
579 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى
ابن أيوب، حدثنا أبي، عن طلحة بن زيد قال: قال الحسن، رضي الله عنه
: ابن آدم: وكل بك ملكان كريمان، ريقك مدادهما،
ولسانك قلمهما.
270

580 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم، حدثنا موسى بن أيوب،
حدثنا بقية، عن ابن أبي مريم، عن المهاجر، عن أبي الدرداء، رضي الله عنه
، قال: ما لعن الأرض أحد إلا قالت: لعن الله أعصانا لله عز
وجل.
581 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى
ابن أيوب، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب قال: دخل رجل على عمر
ابن عبد العزيز، رضي الله عنه: فجعل يشكو إليه رجلا ظلمه ويقع
فيه، فقال له عمر، رضي الله عنه: إنك إن تلقى الله، ومظلمتك كما
هي، خير لك من أن تلقاه وقد انتقصتها.
582 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى ابن
أيوب، حدثنا مخلد، حدثنا بعض أصحابنا قال: ذكرت يوما
عند الحسن بن ذكوان رجلا بشئ، فقال: مه، لا تذكر العلماء
بشئ، فيميت الله قلبك.
583 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى بن
أيوب، حدثنا مخلد، حدثني عقيل يوما بحديث، ومعي ابن فرافصة -
يعنى الحجاج - فقلت فيه فأعنفت في القول: فقال الحجاج: لا تقل
بقول الجهلة
585 - حدثنا عبد الله، وحدثني إبراهيم، حدثنا موسى بن
أيوب، حدثنا مخلد قال: جاء رجل إلى أبان بن أبي عياش فقال: إن
فلانا يقع فيك. قال: أقرئه السلام، وأعلمه أنه قد هيجني على
الاستغفار (1).
271

586 - حدثنا عبد الله، وحدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا موسى
ابن أيوب، حدثنا ضمرة، عن العلاء بن هارون قال: كان عمر بن
عبد العزيز، رضي الله عنه، يتحفظ في منطقه، لا يتكلم بشئ من
الخنا، فخرج به خراج في إبطه، فقالوا: أي شئ عسى أن يقول
الان؟ قالوا: يا أبا حفص، أين خرج منك هذا الخراج؟ قال:
في باطن يدي (1).
587 - حدثني عبد الله، وحدثني إبراهيم، حدثنا موسى، وحدثنا
مخلد قال: كان رجل من بني إسرائيل كثير الصمت، فبعث إليه
ملكهم فسأله، فلم يكلمه، فبعث به معهم إلى الصيد، فقال:
لعله يرى شيئا فيتكلم، فخرجوا به، فرأوا صيدا، فصاح فسرحوا
عليه ظربان فأخذه، فقال الرجل السكوت: لكل شئ جيد،
حتى للطير!! (2).
588 - حدثنا عبد الله، وحدثني إبراهيم، حدثنا موسى بن
أيوب، حدثني عقبة بن علقمة المعاندي، عن إبراهيم بن أدهم،
رحمه الله، ونفعنا ببركته، قال: إذا تكلم الحدث في الحلقة
عندنا، أيسنا من خيره (3).
589 - حدثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن شيبة، حدثنا جرير بن
عبد الحميد، عن الأعمش عن عمرو بن مرة، عن يوسف بن
ماهك، عن عبيد بن عمير، عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم الناس فرية اثنان: شاعر يهجو القبيلة
بأسرها، ورجل انتفى من أبيه) (4).
272

590 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا
معتمر، عن أبيه، حدثنا أبو عمرو الشيباني، عن عبد الله بن مسعود،
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سباب المؤمن فسوق،
وقتاله كفر) (1)
591 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بكر حدثنا جرير، عن منصور،
عن أبي خالد الوالبي، عن النعمان بن عمرو بن مقرن قال: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق،
وقتاله كفر) (2).
592 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بكر، حدثنا محمد بن الحسن
الأزدي، حدثنا أبو هلال، حدثنا محمد بن سيرين، عن أبي هريرة،
رضي الله عنه، قال قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (سباب المسلم فسوق،
وقتاله كفر) (3).
قال أبو بكر: ليس هذا عند أهل البصرة.
273

باب
ذم المداحيين
275

593 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا شعبة، عن
خالد الحذاء، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، رضي الله عنه، أن
رجلا مدح رجلا، عند النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم:
(ويحك قطعت عنق صاحبك) ثم قال: (إن كان لا بد أحدكم
مادحا أخاه لا محالة، فليقل: أحسب فلانا، ولا أزكى على الله
أحدا، حسيبه الله، إن كان يرى أنه كذلك) (1).
594 - حدثنا عبد الله، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا
الأشجعي، عن سفيان الثوري، عن الأعمش، ومنصور، عن
إبراهيم، عن همام بن الحارث قال: قال المقداد بن الأسود، رضي الله عنه
، أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأينا المداحين، أن نحثو
في وجوههم التراب (2).
277

595 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا حزم
قال: سمعت الحسن قال: مر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،
والجارود معه، فسمع قائلا يقول: هذا سيد ربيعة، فعلاه بالدرة،
فقال: أما إنك قد سمعتها!! (1).
596 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، حدثنا محمد بن
يزيد، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، رضي الله عنه
قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ذبح الرجل تزكيته في وجهه) (2).
597 - حدثنا عبد الله بن محمد، حدثني محمد بن الحارث
المقرى، حدثنا سيار، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عطاء السليمي
قال: سمعت جعفر بن زيد العبدي يذكر أن رجلا مر بمجلس، فأثنى
عليه خيرا فلما جاوزهم قال: اللهم إن هؤلاء لم يعرفوني، وأنت
تعرفني (3).
598 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن بحير، حدثنا قبيصة،
حدثنا سفيان، عن أبي سنان، عن عبد الله بن أبي الهذيل قال: أثنى
رجل على رجل من المصلين في وجهه، فقال: اللهم إن عبدك تقرب
إلى بمقتك، وأنا أشهدك على مقته (4).
599 - حدثنا عبد الله، حدثني القاسم بن هاشم، حدثنا يحيى
ابن صالح، الوحاظي، حدثني محمد بن أبي جميلة، حدثنا خالد بن
معدان، رضي الله عنه، قال: من مدح إماما، أو أحدا بما ليس فيه
على روؤس الاشهاد، بعثه الله يوم القيامة، يتعثر بلسانه.
278

600 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن عبد المجيد التميمي،
حدثنا عبد الله بن عمرو، عن يونس، عن الحسن، رضي الله عنه،
قال: من دعا لظالم بالبقاء، فقد أحب أن يعصى الله (1).
601 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، حدثنا المبارك بن
فضالة، عن الحسن، رضي الله عنه، قال: كان عمر، رضي الله عنه،
قاعدا ومعه الدرة، والناس حوله، إذا أقبل الجارود، فقال رجل:
هذا سيد ربيعة، فسمعه عمر، رضي الله عنه، ومن حوله، وسمعها
الجارود، فلما دنا منه، خفقه بالدرة، فقال: ما لي ولك يا أمير
المؤمنين، فقال: ما لي ولك، أما لقد سمعتها قال: سمعتها فمه؟!
قال: خشيت أن يخالط قلبك منها شئ، فأحببت أن أطاطئ
منك!! (2).
602 - حدثنا عبد الله، حدثنا منصور بن أبي مزاحم، حدثنا أبو
سعيد المؤدب عن عبيد الله بن عمر قال: أظن عن أسلم مولى عمر بن
الخطاب، رضي الله عنه، قال: المدح ذبح!! (3).
603 - حدثنا عبد الله، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا ابن أبي
غنية، حدثني أبي قال: سمع عمر بن الخطاب رضى الله، رجلا يثنى
على رجل، فقال: أسافرت معه؟ قال: لا قال: أخالطته؟
قال: لا وقال: والله الذي لا إله غيره، ما تعرفه (4).
604 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن يحيى الواسطي، حدثنا
حبان بن صخر بن جويرية قال: سمعت سفيان بن عيينة، رحمه الله
يقول: ليس يضر المدح من عرف نفسه (5).
279

605 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، حدثنا محمد
ابن كثير، عن إبراهيم بن عمر قال: قال وهب بن منبه، رحمه الله:
إذا مدحك الرجل بما ليس فيك، فلا تأمنه أن يذمك بما ليس فيك.
606 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو يعلى الثقفي، حدثنا أحمد بن
يونس، عن أبي شهاب، عن الأعمش، عن الحسن: أن رجلا أثنى
على عمر، رضي الله عنه، فقال: تهلكني، وتهلك نفسك (1).
607 - حدثنا عبد الله، حدثني زياد بن أيوب، حدثنا حفص
ابن غياث، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري
قال: أثنى رجل على علي، رضي الله عنه في وجهه، وقد كان بلغه أنه
يقع فيه، فقال له علي، رضي الله عنه، في وجهه: أنا دون ما قلت،
وفوق ما في نفسك (2).
608 - حدثنا عبد الله، حدثنا الهيثم بن خارجة، حدثنا سهل بن
هاشم البيروتي، عن الأوزاعي قال: قال سليمان بن داود، عليهما
السلام: (إن كان الكلام من فضة فالصمت من ذهب) (3).
609 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد المجيد التيمي،
حدثني الوليد ابن صالح قال: قال على، رضي الله عنه: وار
شخصك لا تذكر، وأصمت تسلم.
610 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد المجيد التيمي،
حدثنا أبو المليح، عن ميمون بن مهران، قال: جاء رجل إلى سلمان،
رضي الله عنه، فقال: يا أبا عبد الله أوصني؟ قال: لا تكلم!! قال: ما
يستطيع من عاش في الناس ان لا يتكلم قال: فإن تكلمت، فتكلم
بحق أو أسكت. قال: زدني؟ قال: لا
280

تغضب قال: أمرتني ألا أغضب، وأنه ليغشاني ما لا أملك؟
قال: فإن غضبت فاملك لسانك ويدك. قال: زدني؟ قال: لا
تلابس الناس، قال: ما يستطيع من عاش في الناس أن لا
يلابسهم. قال: فإن لابستهم، فاصدق الحديث وأد الأمانة.
611 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن قدامة الجوهري،
ومحمد بن عبد الحميد التيمي - وهذا لفظ محمد بن عبد المجيد - قالا:
حدثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن مجاهد رضي الله عنه
قال: إن لبني آدم جلساء من الملائكة، فإذا ذكر الرجل أخاه
المسلم بخير، قالت الملائكة: ولك بمثله، وإذا ذكره بسوء،
قالت الملائكة: ابن آدم المستور عورته أربع على نفسك، واحمد
الله الذي ستر عورتك (1).
612 - حدثنا عبد الله، حدثني عبيد بن محمد قال: سمعت بشر
ابن الحارث، رحمه الله، قال الله عز وجل لآدم عليه السلام: (يا آدم،
إني قد جعلت لفمك طبقا، فإذا هممت أن لا تتكلم بما لا ينبغي،
فأطبقه، وجعلت لعينيك طبقا، فإذا هممت أن [ترى بهما ما] لا
ينبغي، فأطبقهما، وقد ستر فرجك بستر فلا تكشفه إلا عندما
يحل لك).
613 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
جرير، عن الأعمش، عن يزيد بن حيان، عن عنبس بن عقبة، عن
عبد الله، رضي الله عنه قال: والذي لا إله غيره، ما على الأرض
شئ أفقر إلى طول سجن من لسان (2).
614 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن حسان السمتي، حدثنا
281

فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، رضي الله عنه
قال: كنا مع النبي، صلى الله عليه وسلم، فهاجت ريح منتنة فقال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (إن ناسا من المنافقين، اغتابوا أناسا من المسلمين،
فلذلك هاجت هذه الريح) (1).
615 - حدثنا عبد الله، حدثنا حمدون بن سعيد، حدثنا النضر
ابن إسماعيل، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن أخيه عيسى، عن أبيه أبى ليلى،
رحمهم الله، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تسبوا الليل ولا
النهار، ولا الشمس ولا القمر، ولا الرياح، فإن الله بعثهم رحمة
على قوم وعذابا على آخرين) (2).
616 - حدثنا عبد الله، حدثنا حمدون بن سعد، حدثنا النضر
ابن إسماعيل، عن أبي طالب، عن عمار الذهبي، عن أبي جعفر قال:
سمع علي، رضي الله عنه امرأة تقول: اللهم أدخلني في شفاعة محمد.
قال: إذا تمسك النار.
617 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن محبوب، حدثنا
إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت أبا جعفر يذكر: عن الربيع
ابن أنس، رحمه الله قال: مكتوب في الحكمة من يصحب صاحب
السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك
لسانه يندم (3).
282

618 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن قدامة، حدثنا
سفيان، عن مسعر عن محارب قال: صحبنا القاسم بن عبد
الرحمن، فغلبنا بطول الصمت وسخاء النفس، وكثرة الصلاة (1).
619 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري،
حدثني إبراهيم بن موسى، أنبأنا هشام بن يوسف، عن إبراهيم بن
محمد بن فراس، عن وهب بن منبه، رحمه الله قال: أجمعت
الأطباء، أن رأس الطب الحمية، وأجمعت الحكماء، أن رأس
الحكمة الصمت.
920 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن سفيان، حدثنا عبيد
الله بن موسى، أنبأنا إسرائيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، رحمه الله
قال: كانوا يجلسون، فأطولهم سكوتا، أفضلهم في أنفسهم.
621 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن سفيان، حدثني
حمزة بن زياد وحدثنا أبو هلال، عن قتادة، رضي الله عنه قال: إن
الرجل ليشبع من الكلام، كما يشبع من الطعام.
622 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إسحاق الباهلي،
حدثنا سفيان، رحمه الله قال: كنا عند الأعمش، فذكروا قتل زيد
ابن علي، فقال: أنا لكم النذير العريان، كف رجل يده،
وأمسك لسانه، وعالج قلبه
283

623 - حدثنا عبد الله قال: حدثت عن أبي عاصم العباداني
قال: سمعت: شميط بن عجلان يقول: يا بن آدم، إنك ما سكت
فأنت سالم، فإذا تكلمت فخذ حذرك، إما لك، وإما
عليك (1).
624 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني حمزة بن العباس، أنبأنا
عبدان بن عثمان، أنبأنا عبد الله بن المبارك، أنبأنا عمر بن بكار، عن
عمرو بن الحارث، عن العلاء بن سعد بن مسعود، عن رجل من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الرجل ليكلمني بالكلام لجوابه
أشهى إلي من الماء البارد على الظماء، فأترك جوابه خيفة أن يكون
فضلا (2).
625 - حدثنا عبد الله، وحدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا
عبد الله، أنبأنا رشدين بن سعد، عن عمرو بن الحارث، عن قيس بن
رافع، رحمه الله قال اجتمع ناس من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم،
عند ابن عباس، رضي الله عنهما (فتذاكروا الخير فوفوا وواقد بن
الحارث ساكت فقالوا: يا أبا الحارث ألا تتكلم؟ قال: قد تكلمتم
وكفيتم. قالوا: تكلم، فلعمري ما أنت بأصغرنا سنا. فقال:
أسمع القول، فالقول قول خائف، وأنظر الفعل، فالفعل فعل
آمن.
626 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا
عبدان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن،
رضي الله عنه، قال: اعتبروا الناس بأعمالهم، ودعوا قولهم، فإن
284

الله لم يدع قولا، إلا جعل عليه دليلا من عمل يصدقه أو يكذبه،
فإذا سمعت قولا حسنا، فرويدا بصاحبه. فإن وافق قوله عملا،
فماذا يشبه عليك منه؟ أم ماذا يخفى عليك منه؟ إياك وإياه،
لا يخدعنك كما خدع ابن آدم، إن لك قولا وعملا، فعملك أحق
بك من علانيتك، ولذلك عاجلة وعاقبة، فعاقبتك أحق من
عاجلتك.
627 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا
عبد الله، أنبأنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عمران بن الجعد قال:
قال ابن مسعود رضي الله عنه: إن الناس قد أحسنوا القول كلهم،
فمن وافق قوله فعله، فذلك الذي أصاب حظه، ومن خالف قوله
عمله، فإنما يوبخ نفسه.
628 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان بن عثمان،
أنبأنا عبد الله، أنبأنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن، رضي الله عنه
قال: إذا شئت لقيته أبيض بضا، حديد اللسان، حديد
النظر ميت القلب والعمل، أنت أبصر به من نفسه، ترى أبدانا
ولا قلوب، وتسمع الصوت ولا أنيس، أخصب ألسنة وأجدب
قلوبا.
629 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا
عبد الله، أنبأنا رشدين بن سعيد، حدثنا الحجاج بن شداد، أنه سمع
عبيد الله بن أبي جعفر، - وكان أحد الحكماء - يقول: إذا كان
المرء يحدث في مجلس، فأعجبه الحديث فليسكت، فإن كان
ساكتا، فأعجبه السكوت، فليحدث (1).
285

630 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا
عبدان، أنبأنا عبد الله، عن سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن
مطرف قال: ليعظم جلال الله في صدوركم، فلا تذكروه عند مثل
هذا، قول أحدكم للكلب: اللهم أخزه، وللحمار وللشاة (1).
631 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة، أنبأنا عبدان، أنبأنا
عبد الله، أنبأنا شريك، عن أبي إسحاق الشيباني، عن خناس بن
سحيم، قال: أقبلت مع زياد بن جدير من الكناسة، فقلت في
كلامي: لا والأمانة، فجعل زياد يبكي ويبكي، فظننت أنى أتيت
أمرا عظيما، فقلت له: أكان يكره ما قلت؟ قال: نعم: كان عمر
رضي الله عنه، ينهانا عن الحلف بالأمانة، أشد النهي (2).
632 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان،
أنبأنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، رضي الله عنه
، أنه سئل عن بيت من شعر فكرهه، فقيل له؟ فقال: إني
أكره أن يوجد في صحيفتي شعر (3).
633 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن أبي مريم، عن حسين
الجعفي، حدثنا هلال أبو أيوب الصيرفي قال: سألت طلحة بن
مصرف عن شئ من الشعر قال: اجعل مكان هذا ذكرا، فإن ذكر
الله خيرا من الشعر (4).
286

634 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن الحسين، حدثنا
مطرف أبو الصعب، حدثنا مالك بن أنس قال: قال القاسم بن
محمد، رحمه الله، لقد أدركت الناس وما يعجبون للقول (1).
635 - حدثنا عبد الله، وحدثني محمد، حدثني الحميدي،
عن سفيان، رحمه الله قال اجتمعوا إلى القاسم بن محمد، رحمه الله، في
صدقة قسمها قالوا: وهو يصلى، فجعلوا يتكلمون، فقال ابنه:
إنكم اجتمعتم إلى رجل والله ما نال منها درهما، ولا دانقا. قال:
فأوجز القاسم، ثم قال: قل يا بني: فيما علمته. قال: سفيان:
صدق ابنه، ولكنه أراد تأديبه في المنطف وحفظه (2).
636 - حدثنا عبد الله، وحدثني علي بن أبي مريم، عن خالد
ابن يزيد القرني، حدثني يحيى بن مطر قال: قلت لعيسى بن جابان:
أقعد إلى هؤلاء القوم ساعة، قلت هنيهة قال: هكذا فقل.
قال: وقال لي عيسى يوما: ادخل فانظر فلانا، هل تراه في
المسجد؟ فدخلت وخرجت، فقلت: ليس في المسجد أحد.
قال: لا تقل هكذا. قلت: لم أر في المسجد أحدا. قال: هكذا
فقل
637 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان
ابن عثمان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا ابن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد،
287

عن علي بن رباح قال: سمعت وهبا الذماري يحدث: فضالة بن
عبيد قال: إن داود النبي، عليه السلام، سأل ربه أن يخبره بأحب
الأعمال إليه؟ قال: عشرا، إذا فعلتهن يا داود: (لا تذكرن أحدا
من خلقي إلا بخير، ولا تغتابن أحدا من خلقي، ولا تحسدن أحدا
من خلقي). قال: (يا رب هؤلاء الثلاث، لا أستطيع أن
أعملهن).
638 - حدثنا عبد الله حدثني هارون بن سفيان، حدثنا أبو
غسان، حدثنا أبو قدامة قال: سمعت مالك بن دينار، رحمه الله،
يقول: لو كلف الناس الصحف لأقلوا من المنطق (1).
639 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون، حدثني بعض
الكوفيين، قال: سمعت الحسن بن حي يقول: إني لأعرف رجلا
يعد كلامه، وكانوا يرون أنه هو (2).
640 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن سفيان، حدثني
عياد بن يزيد أبو عبد الله العابد، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن
عبد الله بن دينار البهراني، قال كتب زيد بن ثابت، رضي الله عنه،
إلى أبي بن كعب، رضي الله عنه: أما بعد، فإن الله جعل اللسان
ترجمانا للقلب، وجعل القلب وعاء وراعيا ينقاد له اللسان لما هدى
له القلب، وإذا كان القلب على طرف اللسان كل الكلام،
واختلف القول، فإذا كان اللسان من وراء القلب، استقام القول
واعتدل، ولم يكن للسان عثرة ولا زلة، ولا حلم لمن لم يكن قلبه
288

من بين يدي لسانه، فإذا بدل الرجل كلامه بلسانه، وخالف على
ذلك قلبه، خدع بذلك نفسه، وإذا وزن الرجل كلامه بفعله،
صدق ذلك مواقع حديثه، تذكر، هل وجدت بخيلا، إلا وهو
يجود بالقول، ويضن بالفعل، وذلك لان لسانه بين يدي قلبه،
تذكر، هل تجد عند أحدا شرفا أو مروءة، إذا لم يحفظ ما قال،
ولم يتبعه بالفعل ويقول ما قال، وهو يعلم أنه حق عليه، واجب
حين يتكلم به، لا تكونن بصيرا بعيوب الناس، فإن الذي يبصر
عيوب الناس، ويهون عليه عيبه، كمن يتكلف ما لم يؤمر به
والسلام (1).
641 -
حدثنا عبد الله، حدثني شريح بن يونس، حدثنا يزيد
ابن هارون، أنبأنا هشام بن حسان، عن خالد الربعي قال: نبئت أن
عيسى، عليه السلام قال: لأصحابه: أرأيتم لو مررتم على رجل
نائم، وقد كشفت الريح ثوبه؟ قالوا: كنا نرده عليه. قال: بل
تكشفون ما بقى. قالوا: سبحان الله، نرده عليه!!؟ قال: بل
تكشفون ما بقى، مثل أضربه للقوم، يسمعون عن الرجل بالسيئة،
فيزيدون عليها، ويذكرون أكثر منها.
642 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا عبدة
ابن سليمان، عن ابن المبارك، رحمه الله قال: قيل لابن عون: ألا
تتكلم فتوجز؟ قال: أما يرضى المتكلم بالكفاف.
643 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان
ابن عثمان، أنبأنا عبد الله، أنبأنا وهيب قال: قال عيسى بن مريم،
عليه السلام، أربع لا يجتمعن في أحد من الناس: إلا بعجب:
الصمت، وهو أول العبادة، والتواضع لله، والزهادة في الدنيا،
وقلة الشئ (2).
289

644 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن الحسين، حدثني يوسف بن الحكم، أخبرني جعفر بن سيدان الأزدي، عن أبي عبد الله
الحربي، قال: سمعت بعض العلماء ممن قدم على عمر بن
عبد العزيز، رضي الله عنه، يقول: الصامت على علم، كالمتكلم على
علم، فقال عمر: إني لأرجو أن يكون المتكلم على علم،
أفضلهما يوم القيامة حالا، وذلك أن منفعته للناس، وهذا صمته
لنفسه. قالوا: يا أمير المؤمنين، فكيف بفتنة المنطق؟ قال: فبكى
عمر، رضي الله عنه، بكاء شديدا.
645 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن يحيى الواسطي،
حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا اليمان بن المغيرة، حدثني أبي جودان،
أن أبا هريرة، رضي الله عنه، حدثه قال: أردت وجها فأتيت رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، وكان جالسا، وكنت قائما، فقلت: يا رسول الله،
ما توصيني به؟ فرفع رأسه فقال: (أوصيك بإطعام الطعام وبإفشاء
السلام، وبلين الكلام) (1).
646 - حدثنا عبد الله، حدثني إسماعيل بن أبي الحارث،
حدثنا خلف بن غنم عن محمد بن عبد العزيز التيمي، عن جليس
لهم، عن الشعبي، رحمه الله قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لأبي
ذر، رضي الله عنه: (إلا أدلك على أحسن العمل، وأيسره على
البدن)؟ قال: بلى، بأبي أنت وأمي. قال: (حسن الخلق،
وطول الصمت، عليك بهما فإنك لن تلقى الله بمثلهما) (2).
647 - حدثنا عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعيد، حدثنا أبو
أحمد الزبيري حدثني عبد العزيز بن أبي رواد، رحمه الله: (أن قوما
صحبوا عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، فقال: عليكم بتقوى
الله وحده لا شريك له، وأياكم والمزاح، فإنها تجر إلى القبيح،
وتورث الضغينة، وتجالسوا بالقرآن، وتحدثوا به، فإن ثقل
290

عليكم، فحديث من حديث الرجال حسن، سيروا باسم الله (1).
648 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو بكر بن سهل، حدثنا أبن
أبى مريم، أنبأنا يحيى بن أيوب، حدثنا أبن عجلان، عن زياد مولى
عبد الله بن عامر، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أنه سمعه يقول:
دخل رسول الله، صلى الله عليه وسلم على أمي، وأنا غلام فأدبرت خارجا،
فنادتني أمي: يا عبد الله، هاك. فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (ما هذا
تعطينه)؟ قالت: أعطيه تمرا. قال: (أما إنك لو لم تفعلي،
كتبت عليك كذبة (2).
649 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو كريب، حدثنا المحاربي،
عن ليث قال: أظنه ذكره: عن مجاهد، رضي الله عنه قال: إن
الرجل ليسكت صبيته، فيقول: اسكتي حتى اشترى لك كذا، أو
كذا. فيكتب كذيبة (3).
650 - حدثنا عبد الله، حدثنا حميد بن زنجويه، حدثنا أبو
عاصم، عن أبن أبى مليكة، عن القاسم، عن عائشة، رضي الله عنها
، عن النبي، صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله يكره الألد الخصم) (4).
651 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، عن أبي
يزيد الرقي، عن فضيل بن عياض، رحمه الله قال: ما حج، ولا
رباط، ولا اجتهاد، أشد من حبس اللسان، ولو أصبحت يهمك
لسانك أصبحت في غم شديد. وقال فضيل، رضي الله عنه:
سجن اللسان سجن المؤمن، وليس أحد أشد غما، ممن سجن
لسانه (5).
291

652 - حدثنا عبد الله، وحدثني الحسن بن الصباح قال: قال
على بن بكار: قال: عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، إذا رأيتم
الرجل يطيل الصمت، ويهرب من الناس، فاقتربوا منه، فإنه
يلقن الحكمة (1).
653 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسين بن علي العجيلي، حدثنا
محمد بن الصلت، عن ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، عن
يونس بن عبيد قال: ما رأيت أحدا لسانه منه على بال، إلا رأيت
ذلك صلاحا في سائر عمله (2).
654 - حدثنا عبد الله بن محمد، وحدثني الحسن بن الصباح،
أنه حدث: عن عبد الرحمن المحاربي، عن أبي رجاء، عن عمر مولى
غفرة، عن عبد الله بن معمر قال: قال عمر بن الخطاب، رضي الله عنه
: عليكم بذكر الله، فإنه شفاء، وإياكم وذكر الناس، فإنه
داء (3).
655 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو جعفر، مولى بنى هاشم،
عن أبي زيد محمد بن حسان قال: سمعت ابن المبارك يقول: اغتنم
ركعتين زلفى إلى الله، إذا كنت فارغا مستريحا، وإذا ما هممت
بالنطق في الباطل، فاجعل مكانه تسبيحا فاغتنام السكوت أفضل من
خوض، وإن كنت بالحديث فصيحا.
656 - حدثنا عبد الله، حدثني حمزة بن العباس، أنبأنا عبدان
ابن عثمان، أنبأنا عبد الله أنبأنا مسعر قال: حدثني شيخ أنه سمع جابر
ابن عبد الله، أو ابن عمر، رضي الله عنهم، يقول: كان في كلام
292

رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ترتيل أو ترسيل (1).
657 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو سعيد المديني، حدثنا العلاء
ابن الجيار، حدثني نافع بن عمر، عن أبن أبى مليكة، عن عائشة،
رضي الله عنها قالت: قال: رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لو كان الفحش
خلقا، لكان شر خلق الله) (2).
658 - حدثنا يعقوب بن عبيد، حدثنا أبو عاصم النبيل، عن
سفيان، عن عاصم، عن ذكوان قال: قالت: عائشة، رضي الله عنها
: يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب، ولا يتوضأ من الكلمة
الخبيثة يقولها!!.
659 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو هاشم، حدثنا وكيع،
حدثنا كثير بن زيد، عن سالم بن عبد الله بن عمر، رضي الله عنهم
قال: ما سمعت أبي لعن شيئا قط، إلا مرة وقال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي للمؤمن أن يكون لعانا) (3).
660 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إدريس، حدثنا
أصبغ، أخبرني ابن وهب، حدثني سعيد بن أبي أيوب، عن قيس بن
حجاج، عن حنيش الصنعاني قال: لم يكن فاحشا قط، إلا
لحيضة، أو لزنية.
661 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا سلام بن
مسكين قال: سمعت الحسن، رضي الله عنه يقول: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلا قال حقا أو سكت، رحم الله رجلا قام
293

من الليل فصلى، ثم قال لامرأته: قومي فصلي)) (1).
662 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أنبأنا شعبة،
عن الحكم قال: قال ابن عمر، رضي الله عنهما: لا يبلغ عبد حقيقة
الايمان حتى يدع المراء وهو محق، والكذب في المزاح (2).
663 - حدثنا عبد الله، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا
عبد الله بن وهب، أنبأنا يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله،
صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله، واليوم الآخر، فليكرم ضيفه) (3).
664 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن حاتم، حدثنا يحيى بن
إسحاق، عن مسكين بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أبن عباس، عن
الفضل بن عباس، رضي الله عنهم، أنه كان ردف رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، عشية عرفة، وكان الفتى يلاحظ النساء، فقال: النبي،
صلى الله عليه وسلم: ببصره، فصرفه عنه، وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (يا ابن أخي،
إن هذا يوم، من ملك سمعه إلا من حق، وبصره إلا من حق،
ولسانه إلا من حق، غفر له) (4).
294

665 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يزيد
ابن زريع، حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أبي برزة
الأسلمي، رضي الله عنه قال: بينا جارية له على ناقة عليها بعض
متاع القوم، إذ أبصرت النبي، صلى الله عليه وسلم وتضايق لهم الجبل،
فقالت: حل، اللهم العنها. فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحبنا
ناقة عليها لعنة) (1).
666 - حدثنا عبد الله، حدثنا إبراهيم بن زياد بن سبلان، حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث: حدثنا عبيد الله بن هوذة القريعي، عن
جرموز الهجيمي قال: قلت: يا رسول الله، أوصني؟ قال:
(أوصيك أن لا تكون لعانا) (2).
667 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، حدثنا أبو هلال
الراسبي، عن قتادة قال: قال ابن عمر، رضي الله عنهما: إن أبغض
عباد الله إلى الله: كل طعان لعان (3).
668 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد
بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ثابت الضحاك، وكانت له
صحبة قال حماد: - ولو قلت: إنه مرفوع، لم أبال - أنه قال:
لعن المؤمن كعدل قتله، ومن دعاه بالكفر فهو كقتله، ومن حلف
بملة سوى الاسلام كاذبا فهو كما قال (4).
295

669 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد
ابن زيد، حدثنا إسحاق ابن سويد العدوى عن أبي قتادة، رحمه الله
قال: كان يقال: من لعن مؤمنا، فهو مثل أن يقتله (1).
670 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا حماد
ابن زيد، حدثنا يحيى بن سعيد قال: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه
: من جعل دينه غرضا للخصومات، أكثر التنقل (2).
671 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله، حدثنا حماد بن زيد،
حدثنا أبو إسماعيل شيخ له قال: سمعت الحسن، رضي الله عنه
يقول: إنما يخاصم الشاك في دينه.
672 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
، حدثنا سفيان، عن مغيرة، عن إبراهيم رحمه الله قال: كانوا
يكرهون أن يتكلموا في القرآن.
673 - حدثنا عبد الله، حدثنا عبيد الله، حدثني عصمة بن
غرزة، عن مغيرة، عن إبراهيم، رضي الله عنه قال: كانوا يكرهون
التلون في الدين.
674 - حدثنا عبد الله، حدثنا على بن الجعد، أخبرني أبو
جعفر الرازي، عن قتادة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (إن أعظم
الناس خطايا يوم القيامة، أكثرهم خوضا في الباطل) (3).
675 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا أبو
شهاب، عن عمرو بن قيس الملائي: أن رجلا مر بلقمان، عليه
296

السلام، والناس عنده، فقال: ألست عبد بنى فلان؟ قال:
بلى. قال: الذي كنت ترعى عند جبل كذا وكذا؟ قال: بلى:
قال: ما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال: صدق الحديث، وطول
السكوت عما لا يعنيني (1).
676 - حدثنا عبد الله، حدثنا خلف بن هشام، حدثنا حماد
ابن زيد، عن عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء قال سمعته يقول:
ما لعنت شيئا قط، ولا أكلت ملعونا قط.
677 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الملك، حدثنا
حجاج بن منهال، عن حماد بن إبراهيم، رحمه الله، قال: هلك
الناس في خلتين: فضول المال، وفضول الكلام (2).
678 - حدثنا عبد الله، قال: وحدثني عبد الله بن محمد
البلخي، حدثنا قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن عبيد الله بن أبي
جعفر، عن أبي خلدة قال: أدركت الناس وهم يعملون ولا
يقولون، وهم اليوم يقولون ولا يعملون.
679 - حدثنا عبد الله، حدثني الفضل بن إسحاق، حدثنا أبو
أسامة، عن سفيان، عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن عروة عن
عائشة، رضي الله عنها، قالت: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم لا يسرد
الحديث سردكم هذا، كان إذا جلس مجلسا تكلم بكلام فصل
يبينه، يحفظه من سمعه (3).
297

680 - حدثنا عبد الله، حدثنا فضل بن إسحاق، حدثنا جعفر
ابن عوف، عن مسعر عن رجل قال: سمعت جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما
، قال: كان في كلام رسول الله، صلى الله عليه وسلم ترتيل أو
ترسيل (1).
681 - حدثنا عبد الله، حدثنا أحمد بن عيسى المصري، حدثنا
عبد الله بن وهب، عن أبي يحيى بن سليمان، عن هلال - يعنى ابن علي
- عن أنس بن مالك، رضي الله عنه قال: لم يكن رسول الله،
صلى الله عليه وسلم، سبابا، ولا فحاشا، ولا لعانا، وكان يقول لاحدنا عند
المعتبة: (ماله، ترب جبينه) (2).
682 - حدثنا عبد الله، حدثنا حميد بن حميد الرازي، حدثنا
سلمة بن الفضل، حدثني محمد بن إسحاق بن عبد الله، بن أبي بكر،
عن عمرة، عن عائشة، رضي الله عنها قالت: استأذن رجل على
النبي، صلى الله عليه وسلم فقال: بئس ابن العشيرة، فلما دخل باسطه.
فقلت: يا رسول الله، سمعناك وما تقول؟ قال: (يا عائشة،
دخل بيتي، والله لا يحب الفاحش المتفحش) (3).
683 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا سلمة،
حدثني محمد بن إسحاق عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن
عبد الله، عن أسامة بن زيد، رضي الله عنه، قال: سمعت رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: (إن الله لا يحب الفاحش المتفحش) (4).
298

684 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن محبوب، حدثنا
إسحاق بن سليمان الرازي قال: سمعت أبا جعفر يذكر: عن الربيع
ابن أنس قال: مكتوب في الحكمة: من يصحب صاحب السوء
لا يسلم، ومن يدخل مدخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه
يندم.
685 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن إبراهيم اليشكري حدثنا
يعقوب بن محمد الزهري، حدثنا المغيرة بن عبد الرحمن، عن عبد
الرحمن بن عمر بن حفص، عن ربيعة بن عطاء قال: قلت عند القاسم
ابن محمد: قاتل الله محمد بن يوسف، ما أجرأه على الله قال: هو أذل
وألأم من أن يجترئ على الله، ولكنها الغرة، قل: ما أغره
بالله؟!! (1).
686 - حدثنا عبد الله، حدثني الفضل بن الصباح، حدثنا
قتيبة، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله، رحمه الله، قال:
لا تقولوا: أصبحنا وأصبح الملك لله، ولكن قولوا: أصبحنا
والملك لله، ولا يقول الرجل، إذا سئل عن الرجل: ليس لي به
عهد، حتى يقول: مذ لم أره.
687 - حدثنا عبد الله، حدثني القاسم بن هاشم، حدثنا أحمد
ابن إسحاق الحضرمي، حدثنا وهيب بن خالد، حدثنا أبو واقد
الليثي، عن نافع، عن ابن عمر، رضي الله عنهما قال: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم: (من حضر إماما، فليقل حقا، أو ليسكت) (2).
688 - حدثنا عبد الله، حدثني قاسم، حدثني أحمد بن
إسحاق، حدثنا وهيب، حدثنا أبو واقد الليثي، حدثني إسحاق
مولى زائدة، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم
299

قال: (من حفظ ما بين لحييه، وما بين رجليه دخل الجنة)) (1).
689 - حدثنا عبد الله، حدثنا بشار بن موسى، أنبأنا يزيد بن
المقدام، بن شريح، عن أبيه المقدام بن شريح، عن جده، عن
عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمع النبي، صلى الله عليه وسلم أبا بكر الصديق،
رضي الله عنه، لعن بعض رقيقه، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم: (يا أبا
بكر، ليس الصديقون لعانين) قال: فأعتق أبو بكر، رضي الله عنه
، يومئذ بعض رقيقه، وجاء إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: والله
لا أعود (2).
690 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو إسحاق الآدمي، حدثنا
حجاج بن نصير، عن قرة بن خالد، عن بديل، عن عبد الله بن
شقيق، حدثني جندل السدوسي قال: سمعت شريحا، رحمه الله،
يقول: إن اللئيم حق اللئيم، الذي يقال، هذا فاجر فاجفوه. ليس
هذا شريحا القاضي، هذا شريح الأودي
691 - حدثنا عبد الله، حدثني الثقة، الحسن بن سعيد
الباهلي قال: لم يقل عبد الله بن المبارك، رحمه الله، مثل هذين
البيتين:
تعاهد لسانك إن اللسان * سريع إلى المرء في قتله
وهذا اللسان بريد الفؤاد * يدل الرجال على عقله
692 - حدثنا عبد الله قال: أنشدني الرياشي:
لسان الفتى سبع عليه شذاته * وإلا يزع من غربه فهو آكله
300

وما العجز إلا منطق متنوع * سواء عليه حق أمر وباطله (1)
693 - حدثنا عبد الله، وحدثني سلمة بن شبيب، أنه
حدث: عن عبد الله بن وهب، عن بكر بن مضر، عن عبد الرحمن
ابن شريح قال: لو أن عبدا اختار لنفسه ما اختار أفضل شئ من
الصمت.
694 - حدثنا عبد الله، وحدثني سلمة، أنه حدث عن ابن
وهب، عن عياض بن عبد الله قال: كان يقال: إن الرجل ليطغى
في كلامه، كما يطغى في ماله.
695 - حدثنا عبد الله، وحدثني الحسين بن عبد الرحمن قال:
قال أبو مسهر رحمه الله: الصمت وعاء الأخيار
696 - حدثنا عبد الله حدثني الحسين، عن شيخ من أهل
الشام، عن رجل من ولد سليمان بن عبد الملك قال: قال سليمان بن
عبد الملك: الصمت منام العقل، والمنطق يقظته، ولا يتم حال إلا بحال (2).
697 - حدثنا عبد الله، وحدثني الحسين، عن شيخ من قريش
قال: قال صعصعة بن صوحان: الصمت حتى يحتاج إلى الكلام:
رأس المودة (3).
301

698 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو عثمان البصري، حدثنا
موسى بن إسماعيل قال: سمعت أبا عاصم النبيل، رحمه الله يقول:
ما اغتبت مسلما، منذ علمت أن الله حرم الغيبة (1).
699 - حدثنا عبد الله، حدثني أحمد بن الحارث، عن شيخ
من قريش قال: قيل لبعض العلماء: إنك تطيل الصمت، فقال: إني
رأيت لساني سبعا عقورا، أخاف أن أخلى عنه فيعقرني (2).
700 - حدثنا عبد الله قال: أنشدني أبو جعفر القرشي:
استر العي ما استطعت بصمت * إن في الصمت راحة للصموت
واجعل الصمت إن عييت جوابا * رب قول جوابه في السكوت (3)
701 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم قال:
سمعت عبد الله بن داود يقول، سمعت الأعمش يقول: السكوت
جواب.
702 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد العزيز بن أبي
رزمة، أنبأنا النضر بن شميل، عن صالح بن أبي الأخضر قال: قلت
لأيوب: أوصيني؟ قال: أقلل من الكلام.
703 - حدثنا عبد الله قال: دفع إلى أبو عبد الله - رجل من
أهل مرو - كتابه، فيه: قيل لداود المديني من أهل مرو: لم
لا تتكلم؟ فسكت طويلا، ثم رفع رأسه، كأنه غائب، فقيل له:
302

ألا تتكلم؟ قال: أنتظر رسول رب العالمين، وأنا مفكر في
الجواب، فالذي يكون مشغولا بذلك، كيف يقدر بأن يتكلم.
704 - وفى الكتاب قال: وقال رجل لعبد الله بن المبارك،
رحمه الله، ربما أردت أن أتكلم بكلام حسن أو أحدث بحديث
فأسكت، أريد أن أعود نفسي السكوت، قال: تؤجر في ذلك
وتشرف به. قال: وقال بعض الحكماء: إني لاعتبر كلامي، فيما
لا بد لي منه مصيبة واقعة، وأستعين بالله على السلامة منها، وإني
أعتد بصمتي عما لا يعنيني غنما، وحادث نعمة ألتمس الشكر
عليها، إذ علمت أن من وراء كل كلمة رقيبا عتيدا (1) وأنزلت
ما اضطررت إليه من الكلام مصيبة نازلة، وأنزلت ما كفيت من
الكلام غنيمة باردة.
705 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين بن علي، حدثنا عبيد الله
ابن موسى، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، عن ابن
عباس، رضي الله عنهما، قال: إذا أردت أن تذكر عيوب
صاحبك، فأذكر عيوبك (2).
706 - حدثنا عبد الله، حدثنا حسين بن علي، حدثنا عبيد الله
ابن موسى، حدثنا إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، رحمه الله:
(ولا تلمزوا أنفسكم) (سورة الحجرات 11) قال: لا يطعن
بعضكم على بعض (3).
707 - حدثنا عبد الله، حدثني الحارث بن محمد العمى، عن
شيخ من قريش قال: قال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه:
الصمت داعية إلى المحبة.
303

708 - حدثنا عبد الله، حدثني صالح بن حليم التمار، حدثنا
حرمي بن حفص، حدثنا أبو هلال، عن بكر قال: تساب رجلان،
فقال أحدهما: محلمي عنك، ما أعرف عن نفسي (1).
709 - حدثنا عبد الله، حدثنا أبو عبيدة بن عبد الصمد بن
عبد الوارث، حدثنا أبي، حدثنا إياس الأفطس، حدثنا عطاء بن أبي
رباح قال: ذكر رجل عند عائشة، رضي الله عنها، فنالت منه،
فقالوا: إنه قد مات، فترحمت عليه، وقالت: إني سمعت رسول
الله، صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تذكروا موتاكم إلا بخير) (2).
710 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن الصباح، أنه
حدث: عن عباية بن كليب قال: أتاني مؤمل الشاعر، فقال: قد
علمت أنك لا تروى شعرا، ولكن اسمع هذه الأبيات، إذا سافهك
لئيم أبدا، فامتثلها له ولا تجبه:
إذا نطق السفيه فلا تجبه * فخير من إجابته السكوت
لئيم القوم يشتمني فيحظى * ولو دمه سفكت لما حظيت
فلست مشاتما أبدا لئيما * خزيت لمن يشاتمني خزيت
711 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسين بن جنيد، حدثنا
شعيب بن حرب حدثنا علي بن مسعدة حدثنا رياح بن عبيدة قال:
كنت عند عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه، فذكر الحجاج،
فشتمته ووقعت فيه، قال: فنهاني عمر، وقال: مهلا يا رياح، فإنه
بلغني: أن الرجل يظلم بالمظلمة، فلا يزال المظلوم يشتم الظالم،
وينتقصه، حتى يستوفي حقه، ويكون للظالم الفضل عليه (7).
304

712 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو محمد العمي، عن علي بن
محمد القرشي، عن شيخ من غطفان قال: تذاكروا الصمت
والمنطق، فقال قوم: الصمت أفضل. فقال الأحنف المنطق
أفضل، لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه، والمنطق الحسن ينتفع
به من سمعه (1).
713 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن حاتم، حدثنا أبو
إسحاق الطالقاني، عن الوليد بن مسلم قال: حدثنا ابن جابر قال:
قال عبد الله بن أبي زكريا: عالجت الصمت ثنتي عشرة سنة، فما بلغت منه ما كنت أرجو، تخوفت منه فتكلمت (2).
714 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا
أبو إسحاق الطالقاني، عن بقية عن مسلم بن زياد قال: كان عبد الله
ابن أبي زكريا، لا يكاد أن يتكلم، حتى يسأل، وكان من أبش
الناس، وأكثرهم تبسما (3).
715 - حدثنا عبد الله، وحدثني محمد بن حاتم، حدثنا أبو
إسحاق الطالقاني، أنبأنا عبيدة بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب،
قال: سمعت أبي يذكر قال: كان عبد الله بن أبي زكريا، إذا خاض
جلساؤه في غير ذكر الله، رأيته كالساهي، فإذا خاضوا في ذكر
الله، كان أحسن الناس استماعا.
716 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني أبو محمد التميمي، عن
305

شيخ من قريش قال: قيل لإياس بن معاوية: إنك تكثر الكلام؟
قال: أفبصواب أتكلم أم بخطأ؟ قالوا: بصواب. قال: فالإكثار
من الصواب أفضل (1).
717 - حدثنا عبد الله قال: وحدثني الحارث بن محمد، عن
علي بن محمد البصري، عن أبي صالح الكناني قال: قال المهلب
لبنيه: اتقوا زلة اللسان، فإن الرجل تزل قدمه فينتعش، ويزل
لسانه، فيهلك.
718 - حدثنا عبد الله، وحدثني محمد بن صالح القرشي أنه
حدث عن قيس بن الربيع، عن أبي حصين قال: كان زياد يقول:
إن الرجل ليتكلم بالكلمة، لا يقطع بها ذنب عنز صمرد، لو بلغت
إمامه سفك دمه. قال: قال عبد الله: العنز الصمرد العليظة
اللبن (2).
719 - حدثنا عبد الله، وحدثني أبو محمد العمي، عن شيخ
من قريش قال
قال: صعصعة بن صوحان: الصمت حتى يحتاج
إلى الكلام: رأس المودة (3).
720 - حدثنا عبد الله، وحدثني الحارث بن محمد، التميمي
من قريش قال: كان رجل يجلس إلى الشعبي، فيطيل السكوت، فقيل
له: ما يمنعك من الكلام؟ فقال: أسكت فأسلم، وأسمع
فأعلم (4).
306

721 - حدثنا عبد الله، حدثنا يعقوب بن عبيد قال: قرأت
على الحائط بالإسكندرية مكتوب:
لعمرك ما للمرء كالرب حافظ * ولا مثل عقل المرء للمرء واعظ
لسانك لا يلقيك في الغي لفظه * فإنك مأخوذ بما أنت لافظ
722 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن عبد العزيز، حدثنا
عمرو بن أبي سلمة، عن سعيد بن عبد العزيز: أن عيسى ابن مريم،
عليه السلام قال: إن من أعظم الذنوب، عند الله تعالى، أن يقول
العبد: إن الله يعلم لما لا يعلم.
723 - حدثنا عبد الله، حدثني فضل بن إسحاق، حدثنا أبو
قتيبة، عن نافع بن عمر الجمحي، حدثنا بشر بن عاصم، عن أبيه،
يرفعه، قال: (إن الله، عز وجل، يبغض البليغ من الرجال،
الذي يتخلل بلسانه، كما تتخلل الباقرة بلسانها) (1) 724 - حدثنا عبد الله، حدثني هارون بن عبد الله، حدثنا
محمد بن يزيد بن خنيس، حدثنا سفيان قال: بلغنا أن فتى كان
يحضر مجلس عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فيستمع، فيحسن
الاستماع، ثم يقوم من قبل أن يتكلم، قال: ففطن إلى ذلك عمر،
رضي الله عنه، فقال له: أراك تحضر المجلس، فتحسن
الاستماع، ثم تقوم من قبل أن تتكلم مع القوم، ولا تدخل في
حديثهم، فعم ذاك؟ قال له الفتى: إني والله أحب أن أحضر
فأستمع فأحسن الاستماع، ثم أتنقى وأتوقى، وأصمت لعلي أسلم.
قال: يقول له عمر، رضي الله عنه: يرحمك الله، وأينا يفعل
هذا
307

725 - حدثنا عبد الله، قال: قال الحكم بن موسى، حدثنا
إسماعيل بن عياش، حدثني عبد الله بن دينار، عن كلام الحكماء
قال: الصمت على خمس: على علم، وحلم، وعي، وجهل،
وعظيمة!!
726 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن عبد العزيز، حدثنا
عمرو بن أبي سلمة قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يذكر قال:
كان عبد الرحمن أخو أبي مخرمة، يمكث أربعة أشهر لا يكلم
الناس، وإذا أراد حاجة كتب إلى أهله: افعلوا كذا وكذا -
727 - حدثنا عبد الله، حدثنا الحسن بن عبد العزيز، حدثنا
عمرو بن أبي سلمة، عن زهير بن محمد، عن العلاء بن عبد
الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه قال: قال رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، (من الكبائر: استطالة الرجل في عرض رجل مسلم،
ومن الكبائر: السبتان بالسبة) (1).
728 - حدثنا عبد الله، حدثني الحسن بن عبد العزيز، حدثنا
أبو حفص قال: سمعت الليث، عن يزيد بن أبي حبيب قال: قالت
عائشة، رضي الله عنها: كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ينزر الكلام
نزرا، وأنتم تنثرونه نثرا (2).
729 - حدثنا عبد الله، حدثنا إسحاق بن حاتم العلاف،
حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا أبو جميع، عن الحسن، رضي الله
عنه قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (لا تقولوا للمسلم: لئيم، إنما
اللئيم الكافر).
308

730 - حدثنا عبد الله، حدثني الفضل بن إسحاق، حدثنا أبو
قتيبة، عن نافع بن عمر عن عمرو بن دينار: أن شاعرا تكلم عند
النبي، صلى الله عليه وسلم، فأكثر، فقال: (كم دون لسانك من حجاب)؟
قال: أسناني وشفتاي قال: (أما كان في هذا ما يرد من كلامك،
إن من البيان لسحرا) (1).
731 - حدثنا عبد الله، حدثني إسحاق بن حاتم، حدثنا محمد
ابن كثير، عن الأوزاعي قال: كان الحسن رحمه الله، إذا قص
القاص، لم يتكلم، فقيل له في ذلك؟ فقال: إجلالا لله.
732 - [حدثنا عبد الله، حدثني عثمان بن صالح حدثنا أبو
داود الطيالسي، حدثنا المسعودي، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن
شهاب قال: قال عبد الله:
(ليأتين على الناس زمان يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر
بألسنتها) (2).
733 - حدثنا عبد الله، حدثني عثمان بن صالح، حدثنا
سعيد بن عامر، حدثنا جسر أبو جعفر، عن خالد الربعي، قال:
ثلاث احفظوهن عني، وتعلموهن واحدة واحدة، فإنكم لا
تطيقوهن جميعا، ترك الكذب، والغيبة، والحلف).
734 - حدثنا عبد الله، حدثني العباس بن جعفر، حدثنا
محمد بن سعيد، عن أبي بكر بن عياش عن عاصم، قال:
قال رجل للربيع بن خثيم:
ما يمنعك أن تتمثل بيتا من الشعر، فإن أصحابك قد كانوا
يفعلون ذلك؟
309

قال: إنه ليس أحد يتكلم بكلام إلا كتب، ثم يعرض عليه
يوم القيامة، فإني والله أكره أن أقرأ في إمامي يوم القيامة بيت
شعر (1).
735 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن حسان الأزرق،
حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن محمد بن مهزم، عن محمد بن
واسع قال: رأى خليد العصري رجلا يلتفت عند الذكر فقال: وما
عليك أن تكفأ فتنقى وتوقى.
736 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو عبد الرحمن الأزدي، عن
خاقان بن عبد الله، قال: سمعت ابن المبارك - وسئل عن قول
لقمان لابنه: إن كان الكلام من فضة فإن الصمت من ذهب؟ -
فقال عبد الله: لو كان الكلام بطاعة الله من فضة، فإن الصمت
عن معصية الله من ذهب (2).
737 - حدثنا عبد الله، حدثني محمود بن محمد بن محمود
ابن عدي بن ياسين بن قيس بن الحطيم الأنصاري الظفري، حدثنا
أيوب بن عتبة القاضي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(إن الله يبغض الفاحش المتفحش) (3).
738 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إشكاب، حدثنا
310

أبي، حدثنا مبارك بن سعيد، عن محمد بن سوقة، قال: قال عيسى
ابن مريم - عليه السلام -:
دع الناس فليكونوا منك في راحة، ولتكن نفسك منك في
شغل، دعهم فلا تلتمس محارمهم، ولا تلتمس مذامهم وعليك بما
وكلت به (1).
739 - حدثنا عبد الله، حدثني علي بن إشكاب العامري،
حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال:
سمعت موسى السيلاني يسأل سفيان الثوري: يا أبا عبد
الله، إن الله يبغض البيت اللحميين؟ قال: فقال: ليس هم الذين
يأكلون اللحم، ولكنهم الذين يأكلون لحوم الناس. 740 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن محمد البلخي،
حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا حفص بن عبد الله، عن عثمان بن
عطاء الخراساني عن أبيه (2)، قال:
(من اغتيب غيبة غفر له نصف ذنوبه).
741 - حدثنا عبد الله، حدثني عبد الله بن محمد، قال:
سمعت مكي بن إبراهيم قال:
(كنا عند ابن عون فذكروا بلال بن أبي بردة، فجعلوا
يلعنونه ويقعون فيه، وابن عون ساكت، فقالوا له: يا أبا عون أما
تذكره لما ارتكب منك؟!.
311

فقال ابن عون: إنما هما كلمتان تخرجان من صحيفتي يوم
القيامة: (لا إله إلا الله) و (لعن الله)، فلأن يخرج من صحيفتي
(لا إله إلا الله) أحب إلي من أن يخرج: (لعنه الله) (1).
742 - حدثنا عبد الله، قال: سمعت عصام بن يوسف
قال:
(سمعت خارجة بن مصعب يقول: صحبت ابن عون ثنتي
عشرة سنة، فما رأيته تكلم بكلمة كتبها عليه الكرام
الكاتبون) (2).
743 - حدثنا عبد الله، حدثني سلمة بن شبيب عن أبي
إسحاق الطالقاني، حدثنا كنانة بن جبلة، قال: قال مالك بن دينار:
لو أن الملكين اللذين يكتبان أعمالكم غدوا عليكم،
يتقاضيانكم أثمان الصحف التي ينسخان فيها أعمالكم، لأمسكتم
من [كثير من] فضول كلامكم، فإذا كانت الصحف من عند
ربكم، أفلا تربعون على أنفسكم) (3).
744 - حدثنا عبد الله، حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا عبد
الرزاق، حدثنا معمر، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال:
312

(ما كان الفحش في شئ قط إلا شأنه، ولا كان الحياء في
شئ إلا زانه) (1).
745 - حدثنا عبد الله حدثني سلمة، حدثني عبد الله بن
إبراهيم المدني، حدثني الحر بن عبد الله الحذاء، عن صفوان بن
سليم، عن سليمان بن يسار، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) (2).
746 - حدثني عبد الله، حدثني فضل بن إسحاق، حدثنا
أبو قتيبة، عن المسعودي، عن عون بن عبد الله قال:
(لا أحسب الرجل ينظر في عيوب الناس إلا من غفلة قد
غفلها عن نفسه) (3).
747 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن عبد الله بن حميد
الجدي، حدثنا أبو عمر الضرير حفص بن عمر، حدثنا علي بن
نوح، حدثنا هشام بن سليمان، عن عكرمة، قال: قال عمر بن
الخطاب:
(من كتم سره كانت الخيرة في يديه، ومن عرض نفسه
للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن) (4).
748 - حدثنا عبد الله، حدثني محمد بن إشكاب، حدثني
أبي، عن المبارك بن سعيد، عن عمر بن عبيد، قال:
أطلع أبو الأسود الدؤلي مولى له على سر له، فبثه، فقال أبو
الأسود:
أمنت على السر امرءا غير حازم * ولكنه في النصح غير مريب
313

فذاع به في الناس حتى كأنه * بعلياء نار أوقدت بثقوب
وما كل ذي نصح بمعطيك نصحه * ولا كل من ناصحته بلبيب
ولكن إذا ما استجمعا عند واحد * فحق له من طاعة بنصيب) (1)
749 - حدثنا عبد الله،
حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا
سهل بن عاصم، عن سلم بن ميمون، عن المعافي بن عمران، عن
إدريس، قال: سمعت وهب بن منبه يقول:
(كان في بني إسرائيل رجلان بلغت بهما عبادتهما أن يمشيا
على الماء، فبينما هما يمشيان في البحر إذ هما برجل يمشي في الهواء فقالا
له: يا عبد الله.. بأي شئ أدركت هذه المنزلة؟!!.
قال: بشيئين من الدنيا: فطمت نفسي عن الشهوات، وكففت
لساني عما لا يعنيني، ورغبت فيما دعاني إليه، ولزمت الصمت،
فإن أقسمت على الله أبر قسمي، إن سألته أعطاني).
750 - حدثنا عبد الله، حدثني أبو حاتم، حدثنا عمرو
ابن أسلم، حدثنا سلم بن ميمون، حدثنا محمد أبو عثمان المقدسي،
عن إبراهيم بن أبي عبلة قال:
لسانك ما بخلت به مصون * فلا تهمله ليس له قيود
وسكن بالصمات خبئ صدر * كما يخبا الزبرجد والفريد
فإنك لن ترد الدهر قولا * نطقت به وأندية قعود
كما لم ترتجع مسقاة ماء * ولم يرتد في الرحم الوليد (2).
751 - حدثنا عبد الله حدثني محمد بن إدريس الحنظلي، قال:
قال عبد الله بن المبارك:
أدبت نفسي فما وجدت لها * من بعد تقوى الإله من أدب
في كل حالاتها وإن قصرت * أفضل من صمتها عن الكذب
وغيبة الناس إن غيبتهم * حرمها ذو الجلال في الكتب
[قلت لها طائعا - وأكرهها - * الحلم والعلم زين ذي الحسب]
إن كان من فضة كلامك يا * نفس فإن السكوت من ذهب (1) 752 - حدثنا عبد الله،
حدثني فضل بن إسحاق، حدثنا أبو قتيبة، عن شعبة قال: سمعت معاوية بن قرة، قال:
(لو قلت للأقطع: فلان الأقطع، كانت غيبة. قال: فذكرت
ذلك لأبي إسحاق فقال: صدق).
753 - حدثنا عبد الله، حدثني فضل، حدثنا أبو قتيبة، حدثنا
جرير بن حازم، قال: ذكر محمد بن سيرين رجلا، فقال: ذاك الأسود، ثم
قال: أستغفر الله، أستغفر الله، اغتبته (2).
754 - حدثنا عبد الله، حدثنا فضل، حدثنا أبو قتيبة، عن
الربيع، عن محمد بن سيرين، قال:
(إذا قلت لأخيك من خلفه ما فيه، مما يكره، فهي الغيبة، وإذا
قلت ما ليس فيه، فهو البهتان، وظلم لأخيك أن تذكره بأقبح ما تعلم منه،
وتنسى أحسنه).
[آخر كتاب الصمت والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله
وسلم تسليما كثيرا]
314