الكتاب: الذرية الطاهرة النبوية
المؤلف: محمد بن أحمد الدولابي
الجزء:
الوفاة: ٣١٠
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: سعد المبارك الحسن
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٧
المطبعة:
الناشر: الدار السلفية - الكويت
ردمك:
ملاحظات:

الذرية الطاهرة
لأبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي الدولابي
224 - 310 ه‍
حققه
السيد محمد جواد الحسيني الجلالي
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
1

الكتاب
الذرية الطاهرة
تأليف: أبي بشر محمد بن أحمد الرازي الدولابي
تحقيق: الفضيلة السيد محمد جواد الحسيني الجلالي
الناشر: مؤسسة النشر الاسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
المطبوع: 500 نسخة
التاريخ: ذي الحجة 1407 ه‍
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم رسله وخيرة خلقه محمد وآله المعصومين.
لاشك أن أهل بيت العصمة هم معالم الدين والحكمة ومصابيح الهدى وأعلام الورى وهم الذين
أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وفضائلهم لا تخفى على أحد من الخاصة والعامة ولذلك نرى مثل
أبي بشر محمد بن أحمد الرازي الدولابي الذي يعتبر من كبار محدثي إخواننا العام قد ألف كتابا اشتمل على
تاريخ حياة العترة الطاهرة حيث يستعرض فيه فضائلهم ومناقبهم وأسماء ب‍ " الذرية الطاهرة " وقد قام
بتحقيقه سماحة الفضيلة السيد محمد جواد الحسيني الجلالي فجزاه الله خيرا على ما أتعب نفسه وبذل
طاقاته في إحياء هذا السفر المبارك.
وقد قامت المؤسسة بطبع هذا الكتاب راجية من الله سبحانه التوفيق لنشر الكتب الاسلامية وبث
المعارف الإلهية وتوعية الجيل الجديد وتروية النفوس الظمآنة بالمفاهيم العذبة النقية المأخوذ من العترة
الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين كما وتشكر السيد المحقق على ما قام به من جهود سائلة المولى جل وعلا أن
يوفقه لخدمة العلم والدين إنه سمع مجيب.
مؤسسة النشر الاسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
3

الاهداء
إلى:
الفقيه الصالحة " والدتي الكريمة ".
التي اتخذت من دارها مدرسة لتعليم أحكام الاسلام...
وجندت أبناءها في خدمة مذهب أهل البيت - عليهم -..
وقدمت أعز أولادها شهيدا في سبيل الله..
وأدركتها الوفاة وأبناؤها مغتربون في نشر مبادئ الحق والفضيلة.
بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لوفاتها.
أهدي ثواب هذا التحقيق
10 جمادى الأولى 1406
4

الكتاب والمؤلف
بسم الله الرحمن الرحيم
يعتبر كتاب الذرية الطاهرة - تأليف الإمام الحافظ أبي بشر محمد بن أحمد
بن حماد بن سعد الرازي الدولابي (224 ه‍ 310 ه‍) من كتب الحديث التي
أوليها المحدثون دراسة ورواية ودراية متنا واسنادا، جيلا بعد جيل، وذلك
لأصالة الموضوع ومكانة المؤلف. ونسخة الأصل لهذه الطبعة تعتبر من نفائس
المخطوطات التي لم تر النور بعد، والتي تدارسها المحدثون وعلقوا عليها قراآتهم
وأسانيدهم طبقة بعد طبقة، وقدر لهذه النسخة ان تداولها أيدي المحدثين
والرواة في دمشق الشام في القرن السابع، ثم تنتقل إلى المغرب الاسلامي
وتحفظ بأمانة حتى وفقني الله للانتفاع بها لمصادر المعجم، وقيض سبحانه الأخ
محمد جواد الجلالي - لازال مسددا في احياء التراث الأصيل - لتحقيق هذه
النسخة واعداد الكتاب للطباعة، وما كان مني سوى التعريف بالمؤلف
والكتاب والله المسدد للصواب.
5

1 - ترجمة المؤلف:
وصف أصحاب التراجم المؤلف أبا بشر محمد بن أحمد بن حماد بن سعد
الرازي الدولابي المتوفى سنة 310، بالأنصاري لكونه مولى الأنصار، فهو
أنصاري بالولاء. [الأنساب 5 / 414، وفيات الأعيان 4 / 352]
والوراق، لأنه كان يورق على شيوخ مصر [الأنساب 5 / 414 - عن تاريخ
مصر للصفدي وتذكرة الحفاظ 2 / 291، والبداية والنهاية 14 / 145، والوفيات
4 / 35].
والناسخ، [ميزان الاعتدال 3 / 459، ولسان الميزان 5 / 42].
الحافظ العالم [تذكرة الحفاظ 2 / 291، وطبقات الحفاظ للسيوطي
319].
وتنفق المصادر على كونه " رازي " الأصل و " دولي " النسبة، وان
اختلفوا في وجه النسبة.
وكذلك تنفق المصادر على كونه من أهل صنعة الحديث وأنه حسن
التصنيف، وانه حدث عن شيوخ بغداد والبصرة والشام، وان له مشايخ كثيرة
مما ينبئ عن اهتمام المؤلف الجاد في طلب الحديث ونشره، حتى وصف
بالامام من حفاظ الحديث [البداية والنهاية 11 / 145]، وان كان لم يسلم من
التضعيف، شأنه شأن أغلب المصنفين.
ويعتبر السمعاني [ت / 562 ه‍] أول من ترجمه بوجه من التفصيل وتبعه
أغلب من تأخر عنه واليك كلامه:
(... مولى الأنصار، وظني انه نسب بعض أجداده إلى عمل الدولاب،
واصله من الري، فيمكن ان يكون من قرية الدولاب. ذكره أبو سعيد بن
يونس الصدفي في تاريخ مصر قال: أبو بشر الدولابي قدم مصر نحو سنة ستين
6

ومئتين [260 ه‍] وكان يورق على شيوخ مصر في ذلك الزمان وحدث بمصر
عن شيوخ بغداد والبصرة والشام، وكان من أهل صنعة الحديث يحسن
التصنيف، ولد بالري [الدولاب ظ] يغرب، وكان يصنف [يضعف ظ] وتوفي
وهو قاصد إلى الحج بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة سنة عشرين [عشر
ظ] وثلاثمائة).
[الأنساب 5 / 414]
وزاد ابن الجوزي (ت / 597 ه‍) في ترجمته:
(... كانت له معرفة بالحديث وكان حسن التصنيف، وحدث عن أشياخ
فيهم كثرة، قال أبو سعيد بن يونس: وكان يضعف).
[المنتظم 6 / 199]
ووصفه ابن خلكان (ت / 481 ه‍) بقوله:
(... كان عالما بالحديث والاخبار والتواريخ، سمع الأحاديث بالعراق
والشام... وله تصانيف مفيدة في التاريخ ومواليد العلماء ووفياتهم واعتمد عليه
أرباب هذا الفن في النقل، وأخبروا عنه في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة
وبالجملة فقد كان من الاعلام في هذا الشأن وممن يرجع إليه، وكان حسن
التصنيف...)
[وفيات الأعيان 4 / 352]
ولخص الذهبي (ت 748 ه‍) كلام السمعاني المتقدم في كتابه. [ميزان
الاعتدال ج 3 ص 459]
ووصفه ابن كثير الدمشقي (ت / 774 ه‍) بقوله:
(... ويعرف بالوراق أحد الأئمة من حفاظ الحديث وله تصانيف حسنة في
التاريخ وغير ذلك وروى عن جماعة كثيرة).
[البداية والنهاية 11 / 145]
7

وحكى ابن حجر العسقلاني (ت / 853 ه‍) عن مسلمة بن قاسم قوله في
المؤلف:
"... كان أبوه من أهل العلم وكان مسكنه بدولاب من أرض بغداد ثم
خرج ابنه " محمد " عنها طالبا للحديث فأكثر الرواية وجالس العلماء وتفقه لأبي
حنيفة، وجرد له فأكثر، وكان مقدما في العلم والرواية ومعرفة الاخبار وله
كتب مؤلفة، نزل مصر واستوطنها، ثم خرج إلى الحج فلما بلغ " العرج " بين
المدينة والحر توفي...).
[لسان الميزان 5 / 42]
وعقد السيوطي (ت / 911 ه‍) ترجمة للمؤلف في كتابه: " طبقات الحفاظ "
ص 319 ملخصا ما تقدم ذكره من أصحاب التراجم
والذي يستفاد من مجموع كلماتهم ان المؤلف تربى في
أسرة علمية ببغداد وانه طلب الحديث مغتربا عن موطنه " العراق " إلى
" الشام " و " مصر " وانه قضى ما يقارب الخمسين عاما في مصر حيث
استطاب الإقامة بها، الا الأسباب التي دعته إلى هذا الاختيار فلا تزال
مجهولة.
وسواء كانت - تلك - شخصية أو حوادث سياسية، فليس من المستبعد ان
يكون قد حل بالرازية ببغداد - ومنهم المؤلف - ما حل بالطبرية، فان
كلاهما كانا من الأقليات في بغداد - آنذاك -.
ولا يزال التاريخ يحتفظ بالمضايقات التي حلت بالمحدث المفسر المورخ ابن
جرير الطبري، الذي لم يسلم من الغوغاء ورميت داره بالحجارة على الرغم من
اعتزاله المجتمع حتى توفي سنة 310 ه‍، وبالنتيجة انقرض مذهبة، فلعل نفس
الأسباب التي لم يسلم منها الطبري لكونه طبريا اثرت في مصر المؤلف لكونه
رازيا، ومن غرائب الصدف ان يتفق وفات المؤلف مع
8

وفاة الطبري.
نسبته:
تنفق المصادر على نسبة المؤلف إلى " دولاب " وان اختلفت وجه
النسبة، والدولاب كما يقول ياقوت الحموي (ت / 626 ه‍): " بفتح أوله وآخره
ياء، وأكثر المحدثين يروونه بالضم وقد روي بالفتح - وهو عدة مواضع منها
دولاب مبارك في شرق بغداد... ودولاب من قرى الري ".
[راجع مراصد الاطلاع ص 173، والوفيات 4 / 352 ومعجم البلدان
2 / 485 بيروت / 1375].
قال السمعاني (ت / 562 ه‍):
(وظني انه نسب بعض أجداده إلى عمل الدولاب وأصله من الري
فيمكن ان يكون من قرية الدولاب).
[الأنساب 5 / 414]
ولكن ظن السمعاني غير صائب، فقد حكى ابن حجر العسقلاني
(ت / 853 ه‍) عن مسلمة بن قاسم قوله: " كان أبوه من أهل العلم وكان
مسكنه بدولاب من أرض بغداد، ثم خرج ابنه محمد [المؤلف] عنها... "
[لسان الميزان 5 / 42]
فإذا كان والد المؤلف قد عاش بالدولاب من أرض بغداد وسكن فيها
حتى بلغ ابنه - المؤلف - وخرج من الدولاب لطلب العلم، ومنه - أيضا - يعلم أن
النسبة لم تكن للمؤلف فحسب بل كانت للعائلة أجمع.
ويظهر - أيضا - ان النسبة تلك لم تكن لأجل العمل وانما كانت للأرض.
ودولاب ليست دولاب الري بل دولاب بغداد.
9

مولده:
جاء في النسخة المطبوعة من الأنساب 5 / 414، انه ولد بالري وذكر المعلق
ان في نسختين أخريين جاءت الكلمة: بالديب أو نحوها.، واستظهر قراء
النسخة أن تكون الكلمة: الري كما استظهر ذلك مصحح النسخة المطبوعة.
وزاد قوله: (ويشهد له قول المؤلف فيما مران أصله من الري) [هامش
الأنساب ج 5 / 414].
قال الجلالي: والظاهر أن الكلمة مصحفة عن (دولاب) وانه استعصت
عليهم قرائتها وظنوا ان الكلمة هي (الري) وحيث أنه لا نص على أن مولده
كان بالري وان هناك نص صريح بأنه من دولاب بغداد وانه عاش تحت
رعاية والده حتى استقل بحياته، فيمكننا الاستظهار بأنه ولد بالدولاب ببغداد
لا الري (وبالجملة) ليس لدينا من تواريخ حياة المؤلف سوى أنه ولد سنة
224 ه‍ ورحل إلى مصر في سنة 260 ه‍ وانه توفي سنة 310 ه‍ أو 320 ه‍.
فقد قضى حياته في العراق يافعا، وفي الشام شابا، وفي مصر كهلا حتى
توفاه الله في طريق الحج شيخا.
مكانته العلمية:
بالرغم من تطابق المصادر على علو كعب المؤلف في الحديث والتاريخ فإنه
لم يسلم من التضعيف ونقل ذلك أبو سعيد بن يونس بقوله:
كان يضعف.
[المنتظم 6 / 169 وتذكرة الحفاظ 2 / 291 والبداية 11 / 145]
ولم يذكر في هذا النقل الأسباب الداعية إلى التضعيف، ولكن بعضهم
نقل أمورا هي:
10

الأمر الأول: ما عن الدارقطني بقوله: (تكلموا فيه لما تبيين من أمره
الأخير) [تذكرة الحفاظ 2 / 291 ولسان الميزان 5 / 42] ولم نهتد إلى المراد بهذا
الامر الأخير الذي ذكره الدارقطني، ولا يزال مجهولا لنا، ولعل يد التتبع
يكشفه.
الأمر الثاني: ما نقله كل من الذهبي والعسقلاني - أيضا - عن ابن عدي قوله:
(ابن حماد منهم فيما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي).
[نفس المصدرين أعلاه].
والمراد بنعيم هو ابن عبد الله نعيم بن حماد بن معاوية المروزي (ت / 227 ه‍)
وقيل عنه: هو أول من جمع المسند، وكان كاتبا لأبي عصمة، وهو شديد الرد
على الجهمية وأهل الأهواء، ومنه تعلم نعيم، وسكن مصر، وحمل إلى
العراق في المحنة فأبى ان يجيبهم فحبس فمات في السجن ببغداد [راجع:
تهذيب التهذيب 10 / 460]. وعلى هذه الرواية فالمؤلف كان من أهل الرأي
وكان صلبا في عقيدته بينما كان المروزي من أنصار السنة وقد ضحى بحياته في
سبيل عقيدته.
هذا وقد ذكر العسقلاني (ت / 852 ه‍) في التهذيب في ترجمة المروزي
ما أوجب هذا الاتهام واليك كلامه:
قال ابن عدي: قال لنا ابن حماد - يعني الدولابي - يعني الدولابي -: نعيم [المروزي] روى
عبن ابن المبارك، قال النسائي: ضعيف، وقال غيره: كان يضع الحديث في
تقوية السنة وحكايات في ثلب أبي حنيفة كلها كذب، قال ابن عدي: وابن
حماد متهم فيما يقوله عن نعيم لصلابته في أهل الرأي).
[تهذيب التهذيب 10 / 462]
ويظهر ان ابن عدي فهم من كلام المؤلف انه يتهم المروزي بالوضع،
وفهم الذهبي (ت / 748 ه‍) انه اتهمه بالكذب، وزاد قوله: (قد أبدع في رميه
11

نعيما بالكذب مع أن نعيما صاحب مناكير).
[تذكرة الحفاظ 2 / 291]
والانصاف ان كلام المؤلف ليس فيه اتهاما لنعيم المروزي لا بالوضع
ولا بالكذب، وان كلا من ابن عدي والذهبي لم يحسنا قراءة كلامه، فان المستفاد
من كلام المؤلف أمران هما:
أولا: ان غير النسائي اتهم المروزي بوضع الحديث في تقوية السنة ووضع
حكايات في ثلب أبي حنيفة.
وثانيا: ان جميع تلك الحكايات كذب.
على كون هذه الجملة الأخيرة من كلام المؤلف نفسه، غاية الأمر ان
المؤلف حكم بكذب تلك الحكايات وهذا لا يقتضي اتهام الراوي بالكذب
فلم يرم نعيما بالكذب حتى يكون مبدعا، كما تخيله الذهبي.
فهناك فرق بين اتهام الراوي بالكذب - كما تخيله الذهبي - وبين اتهام
المرويات بالكذب.
وهذا ما يظهر من المؤلف نفسه ويطابق ما ذكره الذهبي عن المروزي من أنه
: " صاحب مناكير " [تذكرة الحفاظ 2 / 291] وقول العسقلاني: " أورد له
ان عدي أحاديث مناكير " [تهذيب التهذيب 10 / 462].
واما اتهام النسائي وغيره إياه بالوضع فهو أمر ثابت لمن تأمل كلمات
القوم.
فقد قال صالح بن محمد الأسدي: " وكان نعيم يحدث من حفظه، وعنده
مناكير كثيرة لا يتابع عليها ".
وقال النسائي: " نعيم ضعيف "، وقال في موضع آخر: " ليس بثقة ".
وقال أبو علي النيسابوري: (سمعت النسائي ذكر فضل نعيم بن حماد
وتقدمه في العلم فقال: " قذ كثرة تفرده عن الأئمة المعروفين بأحاديث كثيرة
12

فصار في حد من لا يحتج به ").
وقال مسلمة بن قاسم: (كان صدوقا وهو كثير الخطأ، وله أحاديث منكرة
في الملاحم انفرد بها).
وقال أبو الفتح الأزدي: (قالوا: كان يضع الحديث في تقوية السنة
وحكايات مزورة في ثلب أبي حنيفة كلها كذب).
[راجع: تهذيب التهذيب 10 / 462]
قد انصف العسقلاني - المؤلف - حيث قال:
وحاشى الدولابي ان يتهم، وانما الشأن في شيخه الذي نقل ذلك عنه فإنه
مجهول متهم، وكذلك من نقل عنه الأزدي بقوله: قالوا فلا حجة في شئ من
ذلك لعدم معرفة قائله ".
[تهذيب التهذيب 10 / 462]
(وبالجملة) فان صح ان الكلأ هو للدولابي: وانه كذب الحكايات في
ثلب أبي حنيفة فهو نابع من رأي شخصي، فله آرائه الخاصة النابعة من
مكانته الراسخة في الحديث والتأريخ، وان كانت لا توافق غيره وخاصة من
يخالفه في المذهب.
الأمر الثالث: ما أخذه عليه ابن عدي - أيضا -:
قال العسقلاني: (وعاب عليه ابن عدي تعصبه المفرط لمذهبه حتى قال في
الحديث الذي رواه أبو حنيفة عن منصور بن زاذان عن المجلسي عن معبدا الجهني عن النبي
(ص) في القهقهة: معبد هذا هو ابن هوذة الذي ذكره البخاري في تاريخه.
قال ابن عدي: وهذا الذي قاله غير صحيح وذلك أن معبد بن هوذة
أنصاري فكيف يكون جهنيا؟ ومعبد الجهني معروف، ليس بصحابي، وما حمل
الدولابي على ذلك إلا ميله لمذهبه).
[لسان الميزان 5 / 42]
13

فهناك معبدان: أنصاري وجهني وقد ترجمها معا البخاري (ت / 250 ه‍).
في تاريخه فقال:
معبدا الجهني البصري كان أول من تكلم بالبصرة في القدر.
وقال: معبد بن هوذة الأنصاري، له صحبة، قال [لنا] أبو نعيم: نا
عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري عن أبيه عن جده وكان اتي به النبي (ص)
فمسح على رأسه وقال لا تكتحل وأنت صائم اكتحل ليلا الإثمد، يجلوا البصر
وينبت الشعر.
[التاريخ الكبير 4 / 398]
وبالرغم من أن البخاري صرح بان له صحبة نجد ان ابن مندة يشكك في
ذلك ويستظهر بان ادعاء الصحبة من البخاري اجتهاد خاص نابع من استنتاجه
من الاسناد، فقد روى أبو داود وسليمان بن الأشعث السجستاني
(ت / 275 ه‍) في سننه، رواية مشابهة لرواية البخاري في المتن والاسناد، نصه:
حدثنا التفسيلي ثنا علي بن ثابت، حدثني عبد الرحمن بن النعمان، نا (1) معبد
بن هوذة، عن أبيه، عن جده، عن النبي (ص): انه أمر بالإثمد المروح
عند القوم، وقال: " ليتقه الصائم ".
[سنن أبي داود 1 / 554]
ونقل العسقلاني عن ابن مندة ان الضمير في قوله: عن جده، للنعمان،
وتكون الرواية والصحبة لهوذة، ونسبوه فقالوا: هوذة بن قيس بن عباد بن رهم
فالله تعالى أعلم.
[تهذيب التهذيب 10 / 224، والإصابة 3 / 421]
14

قال السبكي (ت / 1352 ه‍): الصواب ان الرواية والصحبة لمعبد،
كما في الإصابة، وقال البيهقي: ومعبد بن هوذة هو الذي له هذه الصحبة، روى
له أبو داود).
[المنهل العذب المورود 10 / 104]
قال الجلالي: ما ذكره السبكي غريب، فان ابن حجر لم يذكره في الإصابة
الا على سبيل احتمال ان يكون الضمير في جده راجعا إلى عبد الرحمن فكيف
ينسب إليه دعوى الصحبة وهو لم ينقلها.
ويظهر ان نفس الالتباس حصل للبخاري، ويؤيد قول ابن مندة ان
الطبراني ذكر هوذة الأنصاري في الصحابة ولم يخرج له شيئا وذكر اثر بعد هوذة
غير منسوب وقال: روى عن النبي حديثا - ولم يذكره -. [راجع: الإصابة
3 / 580].
والظاهر أن هذا هو الحديث الذي رواه كل من البخاري في تأريخه و
أو داود في سننه بسند واحد ومتنيت متشابهين ولم أجد الحديث في مسند أبي
حنيفة برواية الحصكفي المتوفي سنة 1088 ه‍.
(وبالجملة) فان مؤاخذة ابن عدي تتلخص في أن المؤلف لم يعترف بالارسال
في سند الحديث المذكور فان معبد الجهني هو ابن عبد الله بن حكم البصري
تابعي، وقتل علي يد الحجاج في الثمانين، وهو لا يمكن ان يروي عن
الرسول (ص)، والحديث مرسل ولكن المؤلف ذكر انه معبد بن هوذة الأنصاري
الصحابي الذي ذكره البخاري في تأريخه، لرفع هذا الارسال. وان الذي دعاه
لذلك ان الحديث رواه أبو حنيفة وميل المؤلف إلى مذهبه دعاه إلى ذلك.
والذي يبدو لي ان الدولابي أجل من أن يعثر هذه العثرة الواضحة، وان السند
ذكر فيه الاسم مجردا عن القلب في عصر المؤلف، وزيد القلب فيما بعد من
الرواة - وكم لهذا من نظائر لا تخفى على المتتبع الخبير - وعلى هذا الاحتمال
15

يكون المؤلف مصيبا ولا يكون في الاسناد ارسالا، وان لم يصح ذلك فان هذه
عثرة واضحة، وإنما العصمة لأهلها.
مؤلفاته:
تطابقت المصادر على وصفه بحسن التصنيف [ميزان الاعتدال 3 / 459،
وتذكرة الحفاظ 2 / 291، الأنساب، 5 / 414، والمنتظم 6 / 166، وغيرها] ولم
يسردوا أسماء مؤلفاته بالتفصيل، واكتفى ابن حجر (ت / 853 ه‍) بالقول:
بان له كتبا مؤلفة. [لسان الميزان 5 / 42]، وابن كثير (ت / 774 ه‍). بقوله:
بان له تصانيف حسنة في التاريخ وغير ذلك [البداية والنهاية
11 / 145]، اما ابن خلكان فقال: له تصانيف مفيدة في التاريخ ومواليد
العلماء ووفياتهم، واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل، وأخبروا عنه في
كتبهم ومصنفاتهم المشهورة [وفيات الأعيان 4 / 352]
وهذا الاهمال في سرد أسمائها يكشف عن شهرتها - وعلى
الأقل - لدى أصحاب التراجم المذكورين، ولم أقف منها
الاعلى الكتابين الآتين: " الأسماء والكنى " و " الذرية
الطاهرة ".
1 - الأسماء والكنى: ذكر الحاجي خليفة (ت / 1067 ه‍) تحت عنوان علم
أسماء الرجال جملة ممن صنف في الأسماء المجردة عن الألقاب والكنى وذكره
منهم المؤلف أبو بشر الدولابي وكذا فعل محمد بن جعفر الكتاني
(ت / 1345 ه‍).
[راجع: كشف الظنون 1 / 87، والرسالة المستطرفة 120]،
وذكر المستشرق الألماني بروكلمان ثلاث نسخ من هذا الكتاب في باريس
والقاهرة وحيدر آباد [تاريخ الأدب العربي - الملحق - 1 / 278] وعندي صورة
16

من النسخة الپاريسية، وقد وصفتها في الصيانة وهي نسخة ناقصة برقم
6017 في (234) صفحة وتحتوي النسخة على الجزء السابع حتى الجزء
الحادي عشر وهو آخر الكتاب وفي أواسط النسخة خرم كثير بحيث لا يمكن ان
تقرأ.
أول الكتاب: ترجمة من كنيته أبو سليمان، وآخره: ترجمة أبو ياسر الدفتي
جاء في أول النسخة ما نصه: (الجزء السابع من الكناء [كذا] والأسماء تاليف
أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي أخبرنا به أبو بكر أحمد بن محمد ب
إسماعيل بن الفرج المهندس).
ووقفية الشيخ حماد بن عبد الله بن حماد الحراني وسماع نصه:
(سمعت جميع هذا الجزء وأبو طاهر محمد بن عبد الواحد
زيدان [ظ] ومحمد بن عبد الله الزهاوي والحسن بن عمر
في سنة 361 [ظ]).
وفي آخر الكتاب ورد ما نصه: تم الجزء الحادي عشر وهو آخر اجزاء العاشر
من اجزاء أبي بشر وهو آخر كتاب الكناء [كذا] والأسماء والحمد لله على عونه
واحسانه، وصلى الله على محمد نبي الرحمة وهادي الأمة وعلى آله وسلم وعلى
عباده الذين اصطفى حسبنا الله وحده. وفرغت من جميع الكتاب بقراءة أبي
طاهر محمد بن عبد الواحد والحسن بن علي، في النصف من ربيع الاخر سنة
اثنين وثمانين وثلاثمائة 382 ه‍.
وقد طبع هذا الكتاب بصورة كاملة في دار المعارف العثمانية بحيدر آباد
الدكن عام 1322 ه‍ في قسمين، ينتهي القسم الأول بالمفاريد من حرف
السين، والقسم الثاني بترجمة أبي يزيد الهمداني. وتوجد منه نسخة محفوظة في
باريس / غ.
17

2 - الضعفاء: ذكر محمد بن جعفر الكتاني (ت 1345 ه‍) كتبا في الضعفاء
والمخرجين في الرواة لجماعة كالبخاري والسنائي ولأبي بشر محمد بن أحمد بن
حماد الدولابي - المؤلف -. [راجع: الرسالة المستطرفة 144] والظاهر أن ذلك
خلط من الكتاني رحمه الله، ومنشأ الاشتباه ان الدولابي يروي كتاب الضعفاء
للبخاري عنه - على ما نقله الحاجي خليفة بما نصه -: وعلم الضعفاء صنف فيه
الإمام محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى سنة 256 ه‍، يرويه عنه أبو بشر محمد
بن حماد الدولابي.
[كشف الظنون 2 / 1082]
3 - الذرية الطاهرة: وبالرغم من كثرة الأسانيد والرواة لهذا الكتاب فقد قلت
النقول عنه وربما كان ذلك لعوامل مذهبية أو اختفاء الكتاب في الشام
والمغرب فقد أشار إليه كل من الذهبي (ت / 748 ه‍)، وابن الصباغ المالكي
(ت / 855 ه‍)، وحاجي خليفة (ت / 1067 ه‍)، وابن المعاد الحنبلي
(ت / 1089 ه‍)، والسروداني (ت / 1094 ه‍)، والشوكاني (ت / 1255 ه‍)
والكتاني (ت / 1345) قال حاجي خليفة الجلبي: (الذرية الطاهرة للدولابي
أبي بشر محمد بن أحمد بن الحافظ المشهور (ت / 310 ه‍) من اجزاء الحديث
ذكره في الفصول المهمة).
[كشف الظنون 1 / 827].
وقال نور الدين علي بن محمد بن الصباغ المالكي في كتابه الفصول المهمة
في معرفة أحوال الأئمة: ومن كتاب الذرية الطاهرة للدولابي قال، لبثت فاطمة
بعد وفاة النبي (ص) ثلاثة أشهر ثم توفيت، وقال عروة بن الزبير وعائشة: لبثت ستة
أشهر، ومثله عن الزهري وابن شهاب وهو الصحيح. [الفصول المهمة 1147
وما ذكره المالكي انما هو اختصار لما ذكره الدولابي وتلخيص للأحاديث الثلاثة
الأولى التي ذكرها الدولابي تحت عنوان (وفاة فاطمة بنت رسول الله (ص))
18

ثم عقبها برأيه قائلا: وهو الصحيح، واليك كلام الدولابي:
وفاة فاطمة بنت رسول الله (ص):
الحديث رقم 195 - حدثنا محمد بن منصور، الجواز، نا سفيان بن عيينة، عن
عمرو بن دينار، عن محمد بن علي قال: لبثت فاطمة بعد النبي (ص) ثلاثة
أشهر، وقال ابن شهاب: ستة أشهر. الحديث رقم 196 - حدثنا أبو بكر أحمد بن
منصور الرمادي، نا عبد الرزاق بن همام، انا معمر قال: قلت للزهري: كم
مكثت فاطمة بعد النبي (ص)؟ قال: ستة أشهر. الحديث رقم 197 - حدثنا محمد
بن عوف، نا عثمان بن سعيد، نا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، عن عروة، عن
عائشة، قالت: عاشت فاطمة بنت رسول الله (ص) بعد رسول الله (ص) ستة
أشهر.
[الذرية الطاهرة / ص 70 مخطوط]
ويلاحظ ان المالكي جعل كلا من عروة وعائشة صاحبي الأثر، بينما ورد
في الكتاب ان عروة يروي عن عائشة فهي صاحبة الأثر وهو يروي عنها.
ثم إن المالكي عقب ذلك برأيه الخاص قائلا: (وهو الصحيح)، ولكنه لم
يبين مستنده في هذا الترجيح، وربما كان تظاهر الروايات وتعاضدها.
" تنبيه ":
ذكر شيخنا العلامة أعلى الله مقامه هذا الكتاب فقال:
الذرية الطاهرة لأبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر
البغدادي السلامي المولود 467 والمتوفي 550 وآخر من سمعه منه هو السيد
أبو محمد الحسن بن الأمير علي بن المرتضى المولود 544، والمتوفى 630، سمعه
منه وهو ابن خمس سنين، ذكر في الشذرات نقلا عن العبر في وقائع 630 (في
ج 5 ص 135) ان آخر من سمع من ابن ناصر كتابه " الذرية الطاهرة " هو
19

أبو محمد العلوي الحسيني الحسن بن السيد الأمير علي بن المرتضى المتوفي في
شعبان 630 عن ست وثمانين سنة).
[الذريعة 10 / 25] والنص الذي أشار
إليه شيخنا العلامة أعلى الله مقامه هو ما ذكره الذهبي (ت / 748 ه‍) في العبر
ونقله عنه ابن المعاد الحنبلي (ت / 1089 ه‍) وهو:
[630] وفيها الحسن بن السيد الأمير علي بن المرتضى أبو محمد العلوي الحسني
آخر من سمع ابن ناصر روى عنه كتاب الذرية الطاهرة، توفى في
شعبان عن ست وثمانين سنة وسماعه في الخامسة من عمره، قاله في العبر).
[شذرات الذهب 5 / 135]
وهنا ملاحظتان في كلام شيخنا العلامة (ره):
الأولى: ان كلمة " الكتاب " في النسخة المطبوعة من الشذرات مجردة عن
الضمير، وهذه النسخة هي التي كان شيخنا العلامة - أعلى الله مقامه - يراجعها،
ولا أدري كيف قرأها - رحمة الله - مع الضمير، ثم ارجع الضمير إلى ابن ناصر
السلامي؟ ولعل نسخته قد غيرت كذلك.
(وبالجملة): فليس في النص المنقول منه أية إشارة إلى ا الكتاب هو
لابن ناصر، غاية ما في الأمران النص يفيد بأن الحسن العلوي كان آخر من
سمع من ابن ناصر السلامي هذا الكتاب، وتوهم رحمه الله ان السماع لابد وأن يكون
لكتاب من تاليفه، وهو وهم.
الثانية: ان السلامي (ت / 550 ه‍) هو راوي الكتاب وليس مؤلفه، وبين
السلامي والمؤلف واسطتان هما: أحمد بن عبد الواحد الفراء والحسن بن رشيق
العسكري المتوفى سنة 370 ه‍، فلا وجه لنسبة الكتاب إلى الرواي، ويشهد
لذلك دراسة الكتاب وأسانيده والله العاصم.
20

2 - الكتاب وأسانيده
للكتاب عدة أسانيد وأهمها ما تحتويه نسخة الأصل من الأسانيد
والقراآت والسماعات الكثيرة والتي تكشف عن شهرة الكتاب.
1 - نسخة النسخة:
1 - يروي هذا الكتاب كاتب النسخة أبو الفتح نصر الله بن عبد المنعم بن
نصر الله التنوخي الحنفي المتوفي سنة 672 ه‍.
2 - عن العلوي، الأمير الاجل الشريف شهاب الدين أبي محمد الحسن بن
علي بن المرتضى المتوفى سنة 549 ه‍.
3 - عن السلامي، الامام العالم الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر بن محمد
بن علي المتوفى سنة 550 ه‍.
4 - عن الأنباري، الخطيب أبي طاهر محمد بن أحمد بن أبي صقر المتوفى
سنة 476 ه‍.
5 - عن الفراء أبي البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف.
6 - عن أبي محمد الحسن بن رشيق العسكري، أبي محمد المصري الحافظ
21

المتوفي سنة 370 ه‍.
7 - عن المؤلف " الدولابي " المتوفي سنة 310 ه‍.
2 - سند الروداني.
وروى الكتاب أيضا - محمد بن سليما الروداني المغربي المتوفى سنة
1094 ه‍، باسناده المتصل إلى الحافظ، عن أبي
الفرج العزي، عن إبراهيم
الدبوسي، عن أبي الحسن علي بن الحسين بن المقير، عن أبي الفضل محمد بن
ناصر السلامي - المذكور -، باسناده المذكور في سند النسخة.
[راجع: صلة الخلف ص 346]
3 - سند الشوكاني:
ورواه أيضا - محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1255 ه‍ باسناده عن
شيخه يوسف بن محمد بن علاء الدين المزجاجي، عن أبيه، عن
إبراهيم الكردي (ت / 1151 ه‍)، عن شيخه أحمد بن محمد المدني، عن الشمس
البرمكي (ت / 1004 ه‍)، عن الزين زكريا [الأنصاري] (ت / 1068 ه‍)،
عن عبد الرحيم بن الفرات (ت / 851)، عن محمود بن خليفة المنيحي، عن
الدمياطي، عن علي بن الحسين المعروف بابن المقير، عن الحافظ محمد بن
ناصر السلامي باسناده المتقدم.
[إتحاف الأكابر 38]
القراءات والسماعات:
وكثرة القراءات والسماعات للكتاب تدل على شهرته وتداوله بين المحدثين
منذ القرن السابع الهجري، فقد جاء في صدر الكتاب انه قرىء على
22

السيد العلوي (ت. 549 ه‍) ثلاث مرات.
الأولى: بقراءة الشيخ الحافظ معين الدين أبي بكر محمد بن عبد الغني
المعروف " بابن نقطة " في يوم السبت رابع شهر المحرم سنة 629 ه‍ بالمسجد
المستنصري غربي مدينة السلام - بغداد -.
الثانية: بقراءة الحافظ شرف الدين أبي الحسن علي بن الحافظ عبد العزيز
بن الأخضر، في يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول سنة 629 بالمسجد بدرب
المطبخ شرقي بغداد.
الثالثة: بقراءة كاتب النسخة - ظاهرا - أبي الفتح نصر الله بن عبد المنعم
التنوخي بمنزله بالجوسق بدجيل من اعمال بغداد في يوم الأحد رابع عشر
ربيع الاخر من سنة 629 ه‍.
وهذا يفيد ان الكتاب قد قرىء ثلاث مرات خلال ثلاثة شهور في عام
واحد، بالإضافة إلى القراءات والسماعات التي تلت كتابة النسخة ممن جاء
بعدهم من المحدثين والمؤرخين وهم جماعة كثيرة:
1 - سماع جماعة على الشيخ أبي الحسن علي بن أبي عبد الله بن المقير بقراءة
يوسف بن الحسن بن بدر بن الحسن الدمشقي المتوفي سنة 672 ه‍، وهو الذي
تولى مشيخة دار الحديث النووية، بدمشق، وكانت القراءة في يوم الأحد ثامن
عشر رجب سنة 632 ه‍ بجامع دمشق، وقد اختصر هذا السماع القاسم بن
محمد بن يوسف البرزالي الإشبيلي الشافعي المتوفى سنة 739 ه‍ عن نسخة ابن
الصابوني جمال الدين أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب الحلبي الدمشقي
المتوفى سنة 731 ه‍.
2 - سماع جماعة على الشيخ شمس الدين أبي الفرج عبد الرحمن بن الزين
أحمد بن عبد الملك المقدسي بقراءة الصفي محمود بن أبي بكر بن محمد بن علي بن
الحسين الأرموي المتوفى سنة 722 ه‍، وقد لخصه كاتب السماع محمد بن
23

موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي المتوفي سنة 792 ه‍.
3 - سماع جماعة علي الشيخ الامام العالم الفاضل بهاء الدين أبي محمد
القاسم بن المظفر بن محمود بن أحمد بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله
بن الحسن بن عساكر المتوفى سنة 723 ه‍، منهم كاتب السماع محمد بن
طغربل بن عبد الله المعروف بابن الصيرفي الخوارزمي المتوفى سنة 737 ه‍ و
ذلك بتاريخ عاشوراء سنة 718 ه‍ بدمشق.
4 - قراءة على الشيخ المعمر المسند بهاء الدين أبي محمد القاسم بن عساكر
المتوفى سنة 723 ه‍، وذلك بتاريخ ثاني رجب الفرد سنة 721، بخط محمد،
[ظ] بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الصنهاجي بن الجواز القابسي.
5 - سماع جماعة على الشيخ بهاء الدين بن عساكر المتوفي سنة 723 ه‍
بقراءة الامام العالم الأوحد محب الدين أبي محمد عبد الله بن أبي العباس أحمد بن
عبيد الله بن أحمد المقدسي، منهم كاتب السماع محمد بن رافع بن أبي محمود
السلامي المتوفى سنة 774 ه‍ وذلك بتاريخ الأربعاء ثالث عشر ربيع الاخر
سنة 723 ه‍.
6 - سماع جماعة على الشيخ الرئيس الصدر الكبير المجتبى، عز الدين بقيه
السلف أبي الفضل محمد بن الشيخ ضياء الدين إسماعيل بن عمر الحموي
بقراءة كاتب السماع محمد بن موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي
المتوفى سنة 729 ه‍ وذلك بتاريخ تاسع عشر ربيع الآخر سنة 755 ه‍.
7 - قراءة جماعة على الشيخ الجليل الفاضل العالم المحدث المفيد الرحال
شمس الدين أبي الثناء محمود بن خليفة بن محمد بن خلف المنيحي، كتبها
أحمد بن سعيد بن سالم الأنصاري وذلك بتاريخ سادس عشر ذي الحجة سنة
762 ه‍.
8 - سماع جماعة على الشيخ الامام مسند العصر اقضى القضاة أبي
24

محمد... (1)، منهم كاتب السماع أبو الفضل عبد الرحمن بن أحمد بن إسماعيل
بن القلشندي [القلشندي ظ] الشافعي بتاريخ يوم الثلاثاء] الحادي والعشرين
من ذي القعدة الحرام سنة 845 ه‍ بالقرة -.
ترجمة الرواة.
فيما يلي ترجمة رواة الكتاب المذكورين في سند النسخة، وقد تقدمت ترجمة
المؤلف في ص 6 وما بعدها.
ابن رشيق (273 ه‍ - 270 ه‍):
هو أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري المصري الحافظ، ترجمه ابن حجر
العسقلاني (ت / 852 ه‍) قائلا:
(مصري مشهور عالي السند لقيه الحافظ عبد الغني بن سعيد قليلا، ووثقه
جماعة، وأنكر عليه الدارقطني انه كان يصلح في أصله ويغير - انتهى -، وانتهى -، وقد وثقه
الدارقطني في مواضع، مات سنة 370 وله سبع وثمانون سنة).
[لسان الميزان 2 / 207]
وترجمه ابن العماد الحنبلي (ت / 1089 ه‍) بقوله:
وترجمه ابن العماد الحنبلي (ت / 1089 ه‍) بقوله:
[370] وفيها الحسن بن رشيق العسكري أبو محمد المصري الحافظ في
جمادى الآخرة وله ثمان وثمانون سنة، قال يحيى بن الطحان:
روى عن النسائي وأحمد بن حماد وخلق لا أستطيع ذكرهم،
ما رأيت عالما أكثر حديثا منه).
[شذرات الذهب 3 / 71]
25

الفراء:
جاء وصفه في سند النسخة هكذا: " أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن
الفضل بن نظيف بن [عبد] الله الفراء " وفي نسخة من " صلة الخلف "
(أحمد بن عبد الوهاب بن نظيف) [صلة الخلف 346]. وهذا كل ما نعرف
عنه، ويظهر ان أسرته كانت من الأسرة العلمية المصرية المعروفة بشيخوخة
الحديث، ومنها: أبو عبد الله محمد بن الفضل بن نظيف الفراء الذي كان شيخ
الحرم الشريف. [تذكرة الحفاظ 3 / 145] والذي كان يسكن مصر - أيضا.
[طبقات الشافعية الكبرى 5 / 151] والذي روى عنه جماعة كثيرة [راجع:
طبقات الشافعية 5 / 152 و 253 و 298، وتذكرة الحفاظ 3 / 345، وطبقات
الحفاظ 440].
الأنباري: ترجمه ابن العماد الحنبلي (ت / 1089 ه‍)، بما ترجمه الذهبي نصا، فقال:
([476 وفيها أبو طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر اللخمي الأنباري الخطيب
في جمادي الآخرة وله ثمانون سنة، سمع بالحجاز والشام ومصر، وأكبر مشايخه
ابن أبي نصر التميمي).
[العبر في خبر من غبر 3 / 285 وشذرات الذهب 3 / 354]
السلامي: وهو مجمع الاسناد لهذا لكتاب، والسلامي كما قال ابن حجر العسقلاني
(ت / 852 ه‍): (بالتخفيف، نسبة إلى مدينة السلام).
[تبصير المتنبه 760]
26

ترجمه اعلام الفن، فقال عبد الرحمن بن الجوزي (ت / 597 ه‍): (محمد بن
ناصر بن محمد بن علي بن عمر - أبو الفضل البغدادي -، ولد ليلة السبت
15 شعبان 467... كان حافظا ضابطا متقنا ثقة لا مغمز فيه، وهو الذي تولى
تسميعي الحديث... فوق الثلاثاء 18 شعبان 550).
ويظهر من كلام أب الجوزي الذي هو أقدم من ترجمه وأقربهم إليه:
ان السلامي كان من أصحاب أحمد [بن حنبل]، وان أبا سعد عبد الكريم بن
محمد السمعاني (ت / 563 ه‍) قد اعتمد عليه في تأليف كتابه " الأنساب "
وزاد قائلا: (وكتاب السمعاني ما سواه الا ابن ناصر ولا دله على أحوال المشايخ
أحد مثل ابن ناصر).
[المنتظم 10 / 163]
قال ابن خلكان (ت / 681 ه‍):
(كان حافظ بغداد في وقته، وكان له حظ وافر من الأدب... وخطه في
غاية الصحة والاتقان، وكان كثير البحث عن الفوائد واثباتها، روى عنه الأئمة
فأكثروا وأخذ عنه علماء عصره...)
[وفيات الأعيان 8 / 420]
ونقل الذهبي (ت / 748 ه‍) عن ابن البخاري [محب الدين محمد بن محمود
البغدادي ت / 643 ه‍] قوله:
(كان ثقة ثبتا حسن الطريقة متدينا فقيرا متعففا نظيفا نزها، وقف كتبه
وخلف ثيابا خليعا وثلاثة دنانير ولم يعقب...).
وزاد الذهبي (ت / 748 ه‍) في ترجمته قوله 6
(توفي أبوه شابا وهذا صغير فكفله جده لامه الفقيه أبو حكيم الخبري
وأسمعه الحديث واحفظه الختمة).
[تذكرة الحفاظ 4 / 83]
27

وترجمه ابن العماد الحنبلي (ت / 1089 ه‍) قائلا:
(عني بالحديث بعد أن برع في الفقه وتحول من مذهب الشافعي إلى
مذهب الحنابلة - ونقل عن ابن رجب قوله: كان والده شابا تركيا محدثا فاضلا
من أصحاب أبي بكر الخطيب الحافظ... وخالط ابن ناصر الحنابلة ومال إليهم
وانتقل إلى مذهبهم لمنام رأى فيه النبي (ص)).
[شذرات الذهب 3 / 156]
ويظهر ان عوامل الغربة واليتم لكونه تركي الأصل وانه حرم رعاية والده
شابا جعلته يتصل بحنابلة بغداد - وأصحاب الشوكة آنذاك - وان يرتكز في
حياته على العلم ويرتوي من نمير الأدب والفقه والحديث على الاعلام
البارزين في هذه الفنون حتى لقب بمحدث بغداد بلا منازع.
العلوي:
وأقدم من ترجمه هو الذهبي (ت / 748 ه‍) في العبر على ما نقله ابن
عماد الحنبلي (ت / 1089 ه‍) حيث قال:
[630] وفيها الحسن بن السيد الأمير علي بن المرتضى - أبو محمد العلوي
الحسيني - آخر من سمع من ابن ناصر، روى عنه كتاب " الذرية الطاهرة "
توفي في شعبان 686، وسماعه في الخامسة من عمره، قاله في " العبر ".
[شذرات الذهب 5 / 135]
وترجمه السيد الأمين (ت / 1371 ه‍) وزاد قوله: (توفي في شعبان 630 عن
86 سنة).
[أعيان الشيعة 22 / 447]
وبناء على ذلك يكون مولده عام 534 ه‍ وعام سماعه للكتاب 539 ه‍
وهو في الخامسة من العمر، وان صح ذلك فهو يدل على حافظة خارقة للعادة،
28

وأظن أن في النسخة الأصلية خطا فلعلها كانت الخامسة عشر من العمر - والله
العالم -.
هذا وقد روى الكتاب عن العلوي جمع، منهم: " التنوخي " عن ابن
الأخضر وابن نقطة جمعيهم قراءة في عام 629 ه‍، واليك نبدة عن أحوالهم.
التنوخي (ت / 673 ه‍).
ترجمه ابن العماد قائلا:
(كان أديبا فاضلا عمر في آخر عمره مسجدا بدمشق عند طواحين
الأشنان، تأنق في عمارته، وصنف كتاب " ايقاظ الوسنان في تفضيل
دمشق على سائر البلدان "، وكانت اقامته بالعاديلة الصغرى، ولما ولي ابن
خلكان دمشق طلب الحساب من أربابه ومن شرف الدين - هذا - عن وقف
العادلية فعمل الحساب وكتب ورقة:
ولم أعمل لمخلوق حسابا * وها أنا قد عملت لك الحسابا
(وذكر له أبياتا أخر).
[شذرات الذهب 5 / 341]
هذا، وقد تقدم قول التنوخي انه قرأ هذا الكتاب على شيخه العلوي بمنزل
الشيخ الجوسق بدجيل - من اعمال بغداد - في يوم الأحد رابع عشر ربيع الاخر
629 ه‍، وسيأتي انه استنسخ هذا الكتاب في المسجد المذكور الذي بناه بدمشق
في 17 محرم 669 ه‍، فيظهر انه بعد خروجه من بغداد انتقل إلى دمشق
واستطاب الاستيطان بها حتى وفاته عام 673 ه‍.
ابن الأخضر:
لم أقف على ترجمة لو سوى ما ذكره التنوخي (ت / 673 ه‍) بقوله: (الحافظ
شرف الدين أبو الحسن علي بن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر) وكانت قراءته
29

الكتاب على شيخه العلوي في يوم الاثنين سابع عشر ربيع الأول عام 629 ه‍
بدرب المطبخ شرقي بغداد، وقد ترجم الذهبي (ت / 748 ه‍) والده، بقوله:
(الإمام الحافظ المسند محدث العراق أبو محمد عبد العزيز بن مسعود بن
المبارك، الجنابذي ثم البغدادي، ولد 524 وسمع باعتناء والده... ونسخ،
وحصل الأصول الثمنية، وصنف، وجمع وأفاد، وحدث نحوا من ستين عاما،
وكان ذا حلقة بجامع القصر، - ونقل عن أبي الدسي قوله: لم أر في شيوخنا أوفر
شيوخا منه ولا اغزر سماعا، ونقل عن ابن النجار، قوله: بالغ شيخنا أبو محمد
حتى قرأ على شيوخنا وصنف في كل فن، وكانت له حلقة بجامع القصر يقرأ
بها كل جمعة بعد الصلاة، وكان أول سماعه في سنة ثلاثين بإفادة أبيه).
[تذكرة الحفاظ 4 / 273].
ابن نقطة (ت / 629 ه‍)
وصفه التنوخي (ت / 673 ه‍) بقوله:
(الشيخ الحافظ معين الدين أبو بكر محمد بن عبد الغني المعروف بابن
نقطة).
وترجمه الذهبي (ت / 748 ه‍) بقوله:
(الحافظ الإمام المتقن محدث العراق... ولد سنة نيف وسبعين وخمسمائة،
وكان أبوه من صلحاء العراق... ونسخ الكثير، وحصل الأصول، وجمع
وصنف، وبرع في هذا الشأن... وهو مصنف كتاب " التقييد في رواة الكتب
والمسانيد " وكتاب " المستدرك على اكمال أبي نصر بن ماكولا " ينبئ
بإمامته وحفظه وكان متقنا، مليح الحظ، له سمت ووقار، وفيه دين وقناعة،
قفا أثر والده في الزهد والتقشف، ولم الق أحدا يروي لي عنه، مات في الثاني
والعشرين من صفر سنة 629 ه‍). [تذكرة الحفاظ 4 / 197]
30

وزاد ابن العماد (ت / 1089 ه‍) في ترجمته عن ابن الأنماطي: انه سأله
عن نسبته؟ فقال: جارية ربت جدتي - أم أبي - اسمها نقطة عرفنا باسمها.
وعن عمر الحاجب في معجمه قوله: طاف البلاد وسمع الكثير وصنف كتبا
حسنة في معرفة علوم الحديث والأنساب، وكان إماما، زاهدا، ورعا، ثبتا،
حسن القراءة، مليح الحظ، كثير الفوائد، متحريا الرواية، حجة فيما يقوله
يصنفه ويجمعه من النقل، ذا سمعت ووقار وعفاف حسن السيرة جميل الظاهر
والباطن، سخي النفس مع القلة، قانعا باليسير، كثير الرغبة إلى الخيرات).
[شذرات الذهب 5 / 132]
وكانت قراءة " ابن نقطة " لهذا الكتاب على شيخه " العلوي " في يوم
السبت رابع شهر المحرم سنة 629 ه‍ المسجد المستنصري غربي مدينة السلام
- بغداد - بقمرية على شط دحية. وهذا العام هو تاريخ وفاة " ابن نقطة " - أيضا -
(وبالجملة): فقد تلقى كتاب " الذرية الطاهرة " أعلام المحدثين في كل
من العراق والشام ومصر بالقراءة والسماع الإجازة منذ القرن الرابع الهجري
وحتى القرن الثالث عشر، وكان آخر من ذكر اسناده إليه هو القاضي محمد بن
علي الشوكاني المتوفى 1355 ه‍.
هذه النسخة:
وهذه النسخة من نفائس مخطوطات القرن السابع وقد كتبت في دمشق في
17 محرم 669 ه‍ وتداولها أيدي المحدثين والاعلام في كل من الشام ومصر قراءة
وسماعا حتى القرن التاسع، وكان آخر من سمعها جماعة في 21 من ذي القعدة
الحرام سنة 845 بالقاهرة، وقدر لها ان تنتقل إلى المغرب الاسلامي، وقد
وفقنا الله سبحانه للحصول على نسخة مصورة منها، والمقروء مما جاء في أول
النسخة ما يلي: " كتاب الذرية الطاهرة تصنيف
31

أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري، رواة أبي محمد الحسن بن
[رشيق].. وفيه أحاديث لشعبة من رواية [القاضي]... عن عمرو بن مرزوق
وسليمان بن حرب... وفيه أحاديث من املاء مسلم العلوي عن... وفيه
أحاديث عن أبي عمرو بن [حيويه] وغيره ".
وأصحاب الأحاديث هم:
1 - الحافظ شعبة بن الحجاج بن الورد الواسطي نزيل البصرة المتوفى سنة 160 ه‍.
2 - وعمرو بن مزروق الأزدي الواشجي المتوفى بعد سنة 240 ه‍.
3 - والحافظ سليمان بن حرب الأزدي الواشجي البصري المتوفى سنة
224 ه‍.
4 - ومسلم العلوي وهو أبو جعفر محمد بن عبد الله بن طاهر بن يحيى الحسيني
[راجع: المشتبه 2 / 589]
5 - وأبو عمرو محمد بن عبد الله بن زكريا بن حيويه المتوفى سنة 366 ه‍
وهذه الأحاديث لا تتعدى الصفحات - ظاهرا -.
وقد جاء في آخر النسخة ما نصه:
(الفقير إلى رحمه الله سبحانه وتعالى لتقصيره، الخائف الراجي عفو ربه
عند عوده إليه ومصيره، نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن حواري التنوخي
الحنفي، غفر الله تعالى ذنوبه، وستر عيوبه، وتقبل عمله، وبلغه من امر الدنيا
والآخرة أمله، ورضى عنه وعن والديه وعن جميع المسلمين، وكان الفراغ من
ذلك بالمسجد المبارك الذي أنشأته ظاهر دمشق المحروسة بخط طواحين
الأشنان تقبله الله تعالى وعمره بذكره وذلك في يوم السبت السابع عشر من
المحرم من سنة 669، أحسن الله سبحانه وتعالى تقضيها في خير وعافية وسرور
وأمن ورخاء والحمد الله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا). [انظر ص 169 من هذا الكتاب].
32

وكلما تعرف عن الكاتب انه قرأ الكتاب على شيخه العلوي في دجيل
بغداد في 14 ربيع الثاني 629 ه‍، وانه كتب هذه النسخة في مسجده بدمشق في
17 محرم 669 ه‍ اي بعد أربعين سنة من قراءة الكتاب، وربما كان سبب ذلك أن
النسخة الأولى خلقت فجددها بهذه النسخة.
وان الكاتب توفى عام 673 ه‍ اي بعد أربع سنوات من كتابته لهذه النسخة.
ثم تداول النسخة محدثوا دمشق والقاهرة وكان آخرهم عبد الرحمن بن أحمد
بن إسماعيل بن القلقشندي الشافعي حيث سمعها مع جماعة في 21 / ذي
القعدة / 845 ه‍ بالقاهرة.
ثم انتقلت النسخة إلى المغرب الاسلامي، وقد وصفها فؤاد سيد بقوله:
(نسخة بخط قديم نفيس كتبها سنة 669 نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله
بن حواري التنوخي الحنفي في 50 ورقة وبآخره فوائد وقراآت وسماعات
لبعض العلماء مكتبة السيد حسن حسيني عبد الوهاب / تونس).
[المخطوطات المصورة 2 / 153]
والأصل يحتوي على 229 حديثا في 80 صفحة، والصفحة 81 ناقصة في
الأصل واما الصفحات الباقية فهي روايات ملحقة بالكتاب ونصوص
السماعات والقراآت والإجازات المشار إليها سابقا.
والنسخة لا تزال محفوظة بدار الكتب الوطنية بتونس / مكتبة حسن حسيني
عبد الوهاب برقم 18682 ومقياس 15 * 21 في 49 ورقة.
33

جريدة المصادر
1 - اتحاف الأكابر باسناد الدفاتر، محمد بن علي الشوكاني (ت / 1255 ه‍)
حيدر آباد 1328 ه‍.
2 - الأسماء والكنى، لمحمد بن أحمد بن حماد الدولابي (ت / 310 ه‍) مصورة
باريس [يراجع الصيانة].
3 - الإصابة في أحوال الصحابة، لأحمد بن علي العسقلاني (ت / 852 ه‍)
ط / مصر 1358 ه‍.
4 - أعيان الشيعة، للسيد محسن الأمين (ت / 1371 ه‍) ط / دمشق 1365 ه‍
5 - الأنساب لأبي سعيد عبد الكريم السمعاني (ت / 562 ه‍) ط / حيدر آباد
1385 ه‍.
6 - البداية والنهاية لأبي عمر بن كثير الدمشقي (ت / 774 ه‍) ط / القاهرة
1332 ه‍.
7 - التاريخ الكبير لمحمد بن إسماعيل البخاري (ت / 250 ه‍) ط / حيدر آباد
1360 ه‍.
8 - تذكرة الحفاظ لأحمد بن عثمان الذهبي (ت / 748 ه‍) ط حيدر آباد 1333 ه‍
34

9 - تهذيب التهذيب لأحمد بن علي العسقلاني (ت / 852 ه‍) ط / حيدر آباد
1327 ه‍.
10 - الرسالة المستطرفة لمحمد بن جعفر الكتاني (ت / 1345 ه‍) ط / دمشق
1383 ه‍.
11 - الذريعة لمحمد محسن الطهراني (ت / 1389 ه‍) طهران 1375 ه‍.
12 - سنن أبي داود لسليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 ه‍) ط / القاهرة
1371 ه‍.
13 - شذرات الذهب لعبد الحي بن العماد الحنبلي (ت / 1089 ه‍) ط / القاهرة
1350 ه‍.
14 - صلة الخلف لمحمد بن سلمان البروداني المغربي (ت / 1094 ه‍)
ط / الكويت ضمن مجلة معهد المخطوطات العربية ج 1 مجلد 1 / 1402 = 1982 م
15 - طبقات الحفاظ لجلال الدين السيوطي (ت / 911 ه‍) ط / القاهرة 1393 ه‍
16 - طبقات الشافعية لعبد الوهاب السبكي (ت / 771 ه‍) ط / القاهرة
1386 ه‍.
17 - العبر في خبر من غير لأحمد بن عثمان الذهبي (ت / 748 ه‍)
ط / الكويت 1961 م.
18 - الفصول المهمة لعلي بن محمد بن الصباغ المالكي (ت / 855 ه‍)
ط / النجف 1950 م.
19 - فهرس المخطوطات المصورة لفؤاد سيد ط / القاهرة 1959 م
20 - كشف الظنون لحاجي خليفة الچلبي (ت / 1067 ه‍) ط / استانبول
1360 ه‍.
21 - لسان الميزان لأحمد بن علي العسقلاني (ت / 852 ه‍) حيدر آباد 1331 ه‍
22 - المشتبه والرجال لمحمد بن أحمد الذهبي (ت / 748 ه‍) ط / القاهرة 1962 م.
35

23 - معجم البلدان لياقوت الحموي ط / بيروت 1375 ه‍.
24 - المنتظم. لعبد الرحمن بن الجوزي (ت / 597 ه‍) ط / حيدر آباد 1375 ه‍
25 - المنهل العذب المورود لمحمود بن خطاب السبكي (ت / 1352 ه‍)
ط / القاهرة 1394 ه‍.
26 - ميزان الاعتدال لمحمد بن أحمد الذهبي (ت / 748 ه‍) ط / القاهرة 1382 ه‍.
27 - وفيات الأعيان لأحمد بن محمد بن خلكان (ت / 681 ه‍) ط / بيروت
1968 م.
36

صورة من الصفحة الأولى من النسخة التونسية
37

صورة من الصفحة الأخيرة من النسخة التونسية
38

الذرية الطاهرة
لأبي بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي الدولابي
224 - 310 ه‍
39

بسم الله الرحمن الرحيم
كتاب الذرية الطاهرة
عليهم السلام أجمعين
تصنيف أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الرازي الدولابي
رحمه الله تعالى
رواية أبي محمد الحسن بن رشيق.... 1
رحمه الله تعالى
وفيه أحاديث لشعبة من رواية القاضي عمر
.........
مرزوق وسليمان بن حرب... 3
وفيه أحاديث من املاء مسلم العلوي... 4
وفيه أحاديث عن أبي عمر بن حيوية، وعن شبر... 5
41

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
رب يسر وأعن
أخبرنا الأمير الأجل السيد الشريف شهاب الدين أبو محمد الحسن
بن علي بن المرتضى الحسني العلوي رحمه الله تعالى غير مرة:
فالأولى: بقراءة الشيخ الحافظ معين الدين أبي بكر محمد بن عبد الغني
(المعروف با بن نقطة) - رحمه الله تعالى - في يوم السبت رابع شهر المحرم سنة
تسع وعشرين وستمائة ونحن نسمع وذلك بالمسجد المستنصري غربي مدينة
السلام - بغداد - بقمرية على شاطئ دجلة.
والثانية: بقراءة الحافظ شرف الدين أبي الحسن علي بن الحافظ عبد
العزيز بن الأخضر - رحمه الله تعالى - وذلك في يوم الاثنين سابع عشر ربيع
الأول من السنة المذكورة بمسجد لله تبارك وتعالى بدرب المطبخ من شرقي
بغداد.
والثالثة: بقراءتي عليه بمنزله بالجوسق بدجيل - من أعمال بغداد - في يوم
الأحد رابع عشر ربيع الآخر من السنة المذكورة.
قيل له: أخبركم الإمام العالم الحافظ أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد
42

بن علي السلامي البغدادي - رضي الله عنه - بقراءة والدك عليه في شهر رمضان
من سنة تسع وأربعين وخمس مائة؟!
فأقر به وقال نعم.
قال: أخبرنا الخطيب أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر
الأنباري قراءة عليه في جمادى الآخرة من سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة.
قيل له: أخبركم أبو البركات أحمد بن عبد الواحد بن الفضل بن نظيف عن
عبد الله الفراء بقراءتك عليه؟.
قلت له أخبركم أبو محمد الحسن بن رشيق قراءة وأنت تسمع؟
قال: حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري الدولابي قال:
43

[خديجة بنت خويلد]
معرفة نسب خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)
[1] حدثنا أبو أسامة عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي ثنا حجاج بن
أبي منيع الرصافي، حدثني عبيد الله بن أبي زياد قال: هذا ما ذكره
محمد بن هشام بن شهاب الزهري قال: أول امرأة تزوجها رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى
بن قصي.
[2] حدثنا أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال:
هي: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن
كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك
بن النضر.
وأمها: فاطمة بنت زيد بن الأصم بن رواحة بن حجر بن
44

عبد بن معيص بن عامر بن لؤي.
وأمها: هالة بنت عبد مناف بن الحرث بن عبد بن منقذ بن
عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي.
وأمها: قلابة بنت سعيد بن سعد بن سهم بن عمرو بن
هصيص بن كعب لؤي.
وأمها: عاتكة بنت عبد العزى بن قصي.
وأمها روية بنت كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن
كتب بن لؤي.
وأمها: قيلة بنت رواقة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن
كعب بن لؤي.
وأمها: أميمة بنت عامر بن الحرث بن فهر.
تزويج خديجة
قبل تزويج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها
[3] حدثني أبو أسامة الحلبي ثنا حجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري
قال: تزوجت خديجة بنت خويلد بن أسد قبل رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم رجلين.
الأول منهما: عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
45

فولدت له جارية وهي هند ابنة عتيق، أم محمد بن صيفي المخزومي.
ثم خلف على خديجة بعد عتيق بن عايذ أبو هالة التميمي وهو من
بني أسيد بن عمرو، فولدت له هند بن هند.
[4] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال:
تزوجت خديجة قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وهي بكر -
عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم فولدت له امرأة ثم هلك
عنها فتزوجها بعده أبو هالة النباش بن زرارة أحد بني عمرو بن تميم
حليف بني عبد الدار فولدت له رجلا وامرأة ثم هلك عنها فتزوجها
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
[5] حدثنا أبو الأشعث - أحمد بن المقدام العجلي - ثنا زهير بن العلاء ثنا سعيد
بن أبي عروبة، عن قتادة بن دعامة قال: كانت خديجة قبل أن يتزوج
بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عتيق بن عائذ بن عبد الله
بن عمر بن مخزوم، ثم خلف عليها بعد عتيق أبو هالة هند بن زرارة بن
نباش بن عدي بن حبيب [كذا] بن حبيب بن صرد بن سلامة بن
جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم، فولدت له هند بن هند.
46

قال زهير: قال يونس بن عبيد: فمر بالحيرة مجتازا فهلك فلم يقم
سوق ولا كلأ يومئذ.
[6] حدثني إبراهيم بن يعقوب ثنا عبد الله بن يوسف أن الليث بن سعد
حدثه قال: كانت خديجة قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت أبي
هالة أخي بني تميم وكانت بعد أبي هالة عند عتيق بن عابد
المخزومي ثم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعدهما.
استئجار خديجة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
ليخرج لها في تجارة.
[7] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال:
كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر
الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشئ تجعله لهم منه، وكانت قريش
قوما تجارا فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من صدق
حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج
في مالها تاجرا إلي الشام وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار
مع غلام لها يقال له: ميسرة فقبله منها رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم، وخرج في مالها ذلك ومعه غلامها " ميسرة " حتى قدم الشام.
فنزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ظل شجرة قريبا من
47

صومعة راهب من الرهبان فاطلع إلى ميسرة فقال: من هذا الرجل
الذي نزل تحت هذه الشجرة؟
فقال له ميسرة: هذا رجل من قريش من أهل الحرم.
فقال له الراهب: ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي.
ثم باع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سلعته التي خرج فيها
واشترى ما أراد أن يشتري ثم أقبل قافلا إلى مكة ومعه ميسرة.
وكان ميسرة - فيما يزعمون - قال: إذا كانت الهاجرة واشتد الحر
نزل إليه ملكان يظلانه من الشمس، وهو يسير على بعيره. فلما قدم مكة
على خديجة بمالها، باعت ما جاء به فأضعف أو قريبا وحدثها ميسره عن
قول الراهب وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه بعثت إلى رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له - فيما يزعمون -: يا ابن عم اني قد
رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك في قومك وسطتك فيهم
وأمانتك عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك ثم عرضت عليه
نفسها - وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة وهي يومئذ أوسط
قريش نسبا وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا كل قومها قد كان
حريصا على ذلك منها - لو يقدر على ذلك -.
فلما قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما قالت ذكر
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك لأعمامه فخرج معه منهم حمزة
بن بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
48

[8] حدثني يونس بن عبد الأعلى عن عبد الله بن وهب قال أخبرني يونس
بن يزيد عن ابن شهاب الزهري قال:
فلما استوى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبلغ أشده - وليس له
كثير مال - استأجرته خديجة بنت خويلد إلى سوق حباشة وهو سوق
بتهامة - واستأجرت معه رجلا آخر من قريش فقال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم - وهو يحدث عنها -: ما رأيت من صاحبة لأجير خيرا
من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي الا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبئه
لنا.
تزويج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خديجة (رضي الله عنها)
[9] حدثنا يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب قال: أخبرني يونس بن
يزيد عن ابن شهاب الزهري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم:
لما رجعنا من سوق حباشة قلت لصاحبي: انطلق بنا نتحدث عند
خديجة.
قال: فجئناها فبينا نحن عندها دخلت عليها مستنبئة من مولدات قريش
[ف‍] قالت: أمحمد هذا؟! والذي يحلف به ان جاء لخاطبا.
49

قال: قلت: كلا.
قال: فلما خرجت أنا وصاحبي قال لي: ولم تعتذر من خطبة خديجة؟
فوالله ما من قرشية إلا تراك كفؤا.
قال: فرجعت أنا وصاحبي إليها مرة أخرى قال: فدخلت تلك
المستنبئة أن فقالت: أمحمد هو، والذي يحلف به إن جاء لخاطبا.
قال: قلت - على حياء - أجل.
قال: فلم تقصر خديجة ولا أختها فانطلقتا إلى أبيهما خويلد بن أسد بن
عبد العزى وهو ثمل من الشراب فقالتا: هذا ابن أخيك محمد بن
عبد المطلب يخطب خديجة وقد رضيت خديجة.
فدعاه فسأله عن ذلك فخطب إليه فأنكحه.
50

قال: فخلقت خديجة أباها وحلت عليه حلة ودخل رسول
الله بها فلما صحا الشيخ من سكره قال: ما هذا الخلوق وهذه الحلة؟!
قالت له ابنته - أخت خديجة -: هذه حلة كساكها ابن أخيك محمد بن
عبد المطلب وقد أنكحته خديجة وقد دخل بها وبنى بها.
فأنكر ذلك الشيخ ثم صار إلى أن سلم واستحيا. فانبعث راجزا من
رجاز قريش يقول:
لا تزهدي خديج في محمد جلد يضئ مثل ضوء الفرقد.
فلبث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع خديجة حتى ولدت منه أولاده.
[10] وحدثني أبو أسامة الحلبي ثنا حجاج بن أبي منيع حدثني جدي عبيد الله بن
أبي زياد عن الزهري قال: أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
تزوجها في الجاهلية أنكحها على إياه خويلد ابن أسد بن عبد العزى.
[11] حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا عبد الله بن يوسف أن الليث بن سعد
حدثه قال: حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب قال: إن خديجة
بنت خويلد أول محصنة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في
51

الجاهلية.
[12] حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا حجاج بن المنهال ثنا حماد بن سلمة عن
عمار بن أبي عمار عن ابن عباس - فيما يحسب حماد -.
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر لخديجة فصنعت طعاما
وشرابا فدعت أباها ونفرا من قريش فطعموا وشربوا.
فقالت: خديجة لأبيها إن محمد بن عبد الله يخطبني.
فزوجها إياه فخلقته وألبسته حلة وكذلك كانوا يصنعون إذا زوجوا
نساءهم.
وبلغني: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج خديجة على
اثنتي عشرة أوقية ذهبا وهي يومئذ ابنة ثمان وعشرين سنة.
[13] وحدثني ابن البرقي - أبو بكر - عن ابن هشام عن غير واحد عن أبي
عمرو بن العلاء قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خديجة وهو
ابن خمس وعشرين سنة.
ذكر اسلام خديجة (رضي الله عنها)
[14] حدثنا أبو أسامة الحلبي ثنا حجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري
52

قال: كانت خديجة أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
[15] حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا عبد الله بن يوسف أن الليث بن سعد
حدثه قال: حدثني عقيل بن خالد قال: قال ابن شهاب: أنزل الله على
رسول الله القرآن والهدى وعنده خديجة بنت خويلد.
[16] حدثنا أحمد بن المقدام - أبو الأشعث - ثنا زهير بن العلاء ثنا سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة قال: كانت خديجة أول من آمن بالنبي صلى الله
عليه وآله وسلم من النساء والرجال.
[17] حدثني محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ثنا مروان بن معاوية الفزاري
ثنا وائل بن داود عن عبد الله البهي قال: قالت عائشة كان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذكر خديجة لم يكد يسأم من ثناء عليها
واستغفار [لها] فذكرها ذات يوم فاحتملتني الغيرة فقلت: لقد عوضك
الله من كبيرة السن.
قالت: فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم غضب غضبا شديدا
وسقطت في يدي فقلت: اللهم إن أذهبت غضب رسولك عني لم أعد
لذكرها بسوء ما بقيت.
قالت: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لقيت قال:
كيف قلت؟ والله لقد آمنت بي إذ كفر بي الناس وصدقتني إذ كذبني
الناس ورزقت مني الولد حيث حرمتموه.
53

قالت: فغدا وراح علي بها شهرا.
[18] حدثني محمد بن حميد - أبو قرة - ثنا سعيد بن عيسى بن تليد حدثني
المفضل بن فضالة عن أبي الطاهر عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد
بن عمرو بن حزم عن عمه عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو
بن حزم: إن كان من بدء أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
انه رأى في المنام رؤيا فشق ذلك عليه فذكر ذلك
لصاحبته خديجة بنت خويلد فقالت له: أبشر فإن الله لا يصنع بك إلا
خيرا فذكر لها أنه رأى أن بطنه أخرج فطهر وغسل ثم أعيد كما كان
قالت: هذا خير فأبشر.
ثم استعلن به جبريل فأجلسه على ما شاء الله أن يجلسه عليه وبشره
برسالة الله حتى اطمأن ثم قال له: اقرأ قال: كيف أقرأ.
قال: " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك
الأكرم ".
فقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رسالة ربه واتبع الذي جاء
54

به جبريل من عند الله وانصرف إلى أهله.
فلما دخل على خديجة قال: أرأيتك الذي كنت أحدثك ورأيته في
المنام؟! فإنه جبريل استعلن فأخبرها بالذي جاءه من الله وسمع.
فقالت أبشر فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا فاقبل الذي آتاك الله
وأبشر فإنك رسول الله حقا.
[19] حدثنا يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ثنا محمد بن عائذ ثنا محمد بن
شعيب بن شابور عن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه - عطاء بن أبي
مسلم عن عكرمة عن ابن عباس قال: بعث الله جل وعز محمدا على
رأس خمس سنين من بنيان الكعبة فكان أول شئ أراه الله إياه من النبوة
رؤيا في المنام فشق ذلك عليه - والحق ثقيل والإنسان ضعيف -
فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزوجته خديجة بنت
خويلد فعصمها الله من التكذيب فقالت: أبشر فإن الله لا يصنع بك
إلا خيرا فحدثها أنه رأى بطنه طهر وغسل ثم أعيد كما كان قالت: وهذا
والله خير.
قال ابن عباس: ثم استعلن له جبريل وهو بأعلى مكة من قبل حراء
فوضع يده على رأسه وفؤاده وبين كتفيه وقال له جبريل: لا تخف.
55

فأجلسه معه على مجلس كريم جميل معجب وكان النبي صلى الله عليه
وآله وسلم يقول: أجلسني على بساط كهيئة الدرنوك فيه من الياقوت
واللؤلؤ فبشره برسالات الله حتى اطمأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم
قال له اقرأ: قال: كيف أقرأ؟! قال: " اقرأ باسم ربك الذي خلق
خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم ".
فقبل الرسول رسالات ربه وسأله أن يخفيها واتبع الذي نزل به جبريل
من عند رب العرش العظيم.
فلما قضى إليه الذي أمر به انصرف رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم منقلبا إلى أهله لا يأتي على حجر ولا شجر إلا سلم عليه: " سلام
عليك يا رسول الله ".
فرجع إلى بيته وهو موقن قد فاز فوزا عظيما فلما دخل على امرأته
خديجة قال: يا خديجة أرأيت ما كنت أراه في المنام وأحدثك به قد استعلن
وإنه جبريل أرسله ربه - وأخبرها بالذي قال وبالذي رأى وسمع -.
فقالت: أبشر فوالله لا يفعل الله بك إلا خيرا أنا أقبل الذي أتاك من
عند الله فإنه حق وأبشر فإنك رسول الله حقا.
[20] حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس بن
يزيد عن ابن شهاب قال: حدثني عروة أن عائشة - زوج النبي صلى الله
عليه وآله وسلم - أخبرته قالت: كان أول ما بدئ به رسول الله صلى الله
56

عليه وآله وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان لا يرى رؤيا
جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء يتحنث
فيه وهو التعبد الليالي أولات العدد قبل أن يرجع إلى أهله ويتزود
لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود بمثلها حتى فجأه الحق وهو في
غار حراء فجاءه الملك فقال: اقرأ. فقال: ما أنا بقارئ.
فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال: اقرأ قلت:
ما أنا بقارئ قال: " اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم ".
فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترجف بوادره حتى
دخل على خديجة فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع ثم قال
لخديجة إلي خديجة وأخبرها الخبر - فقال: لقد خشيت على نفسي.
قالت له خديجة: كلا أبشر والله لا يخزيك أبدا والله إنك لتصل
الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري
57

الضيف وتعين على نوائب الحق وانطلقت به خديجة حتى أتت به
ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى - وهو ابن عم خديجة أخو أبيها - وكان
امرءا تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي ويكتب من
الإنجيل بالعربية ما شاء الله وكان شيخا كبيرا قد عمى.
فقالت له خديجة: ابن عم اسمع من ابن أخيك.
قال ورقة بن نوفل يا بن أخ ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم خبر ما رأى.
فقال له ورقة: هذا الناموس الذي أنزل على موسى يا ليتني فيها
جذعا يا ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك. قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أو مخرجي هم؟!
قال ورقة: نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن
يدركني يومك أنصرك نصرا مؤزرا ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر
الوحي فترة حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فيما بلغنا -
58

فغدا من أهله مرارا لكي يتردى من رؤوس شواهق جبال الحرم فكلما
أوفى ذروة جبل لكي يلقي نفسه تبدى له جبريل عليه السلام فقال يا محمد
إنك لرسول الله حقا فيسكن ذلك جأشه وتقر نفسه فإذا طال عليه فترة
الوحي غدا لمثل ذلك فإذا أوفى على ذروة جبل تبدأ له جبريل فقال له
مثل ذلك.
[21] حدثنا أبو أسامة - عبد الله بن محمد بن أبي أسامة - ثنا حجاج بن أبي
منيع ثنا جدي عن الزهري عن عروة عن عائشة مثله.
[22] حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم ثنا عبد الملك بن هشام عن زياد قال: قال ابن إسحاق: حدثني إسماعيل بن أبي حكيم - مولى آل الزبير -
أنه حدث عن خديجة أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أي ابن عمي أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟!
قال نعم. قالت: فإذا جاءك فأخبرني به فجاءه جبريل فقال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا خديجة هذا جبريل قد جاءني.
قالت: قم يا بن عم فاجلس على فخذي اليسرى قال فقام رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فجلس عليها.
قالت هل تراه؟! قال نعم.
قالت فتحول فاقعد على فخذي اليمنى قال فتحول رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم فقعد على فخذها اليمنى.
فقالت: هل تراه؟ قال: نعم.
59

قال: فتحسرت فألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم جالس في حجرها ثم قالت: هل تراه؟ قال: لا.
قالت: يا ابن عم أثبت وأبشر فوالله إنه لملك ما هذا شيطان.
قال ابن إسحاق وقد حدثت بهذا الحديث عبد الله بن حسن فقال قد
سمعت فاطمة بنت حسين تحدث بهذا عن خديجة إلا أني سمعتها
تقول: إذ خلت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينها (وبين درعها
فذهب) عند ذلك جبريل.
فقالت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن هذا ملك
وما هو بشيطان.
[23] حدثنا ابن البرقي أبو بكر ثنا عبد الملك بن هشام عن زياد بن
عبد الله البكائي قال: قال محمد بن إسحاق كانت خديجة بنت خويلد
أول من آمنت بالله ورسوله وصدقت (بما) جاءه من الله عز وجل
ووازرته على أمره فخفف الله بذلك عن رسوله وكان لا يسمع
60

شيئا يكرهه [من رد عليه] وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه
بها إذا رجع إليها [تثبته] وتخفف عليه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس
حتى ماتت رحمها الله تعالى.
[24] قال ابن إسحاق فحدثني هشام ابن عروة عن أبيه عروة عن عبد الله
بن جعفر بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
قال ابن هشام: القصب - هنا - اللؤلؤ المجوف.
[25] قال ابن هشام: وحدثني من أثق به أن جبريل أتى رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فقال أقرئ خديجة السلام من ربها.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا خديجة هذا جبريل
يقرئك السلام من ربك.
قالت خديجة: الله السلام ومنه السلام وعلى جبريل السلام.
[26] حدثنا إبراهيم بن سعيد ثنا أبو أسامة وحدثنا أحمد بن عبد الجبار قال:
61

ثنا يونس جميعا عن هشام بن عروة عن أبيه قال سمعت عبد الله
بن جعفر بن أبي يقول: سمعت عليا بالكوفة يقول سمعت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: خير نسائها مريم بنت عمران وخير
نسائها خديجة بنت خويلد.
[27] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن
أبيه عن خديجة أنها قالت: لما أبطأ على رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم الوحي جزع من ذلك جزعا شديدا فقلت له - مما رأيت من جزعه - لقد قلاك ربك مما يرى من جزعك.
فأنزل الله عز وجل: " ودعك ربك وما قلى ".
[28] حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن وهب حدثني عبد الرحمن بن
زيد قال: قال آدم عليه السلام: إني لسيد البشر - يوم القيامة - إلا رجلا
من ذريتي نبي من الأنبياء يقال له: " أحمد " فضل علي باثنتين
زوجته عاونته فكانت له عونا وكانت زوجتي (علي) عونا وأن
الله أعانه على شيطانه فأسلم وكفر شيطاني.
62

[29] حدثني أبو بكر - أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم - ثنا أبو حفص - عمرو بن -
أبي سلمة عن سعيد بن عبد العزيز قال ما جاءنا أبو حنيفة بشئ
أعجب إلينا من هذا قال: إن أول من آمن من النساء خديجة و
أول من أسلم من الرجال أبو بكر وأول من أسلم من الغلمان علي بن
أبي طالب رضي الله عنهم.
63

وفاة خديجة رضي الله عنها.
[30] حدثنا أبو الأشعث - أحمد بن المقدام العجلي - ثنا زهير بن العلاء ثنا
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال توفيت خديجة بمكة قبل الهجرة
بثلاث سنين وهي أول من آمن بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
[31] حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا عبد الله بن يوسف أن الليث حدثه قال:
حدثني عقيل بن خالد قال: قال ابن شهاب: توفيت خديجة بمكة قبل
الهجرة.
[32] حدثنا يونس بن عبد الأعلى ثنا ابن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن
ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير قال: كانت خديجة توفيت قبل أن
تفرض الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريت
لخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
وهو قصب اللؤلؤ.
[33] حدثني أبو أسامة - عبد الله بن أبي أسامة الحلبي - ثنا حجاج بن أبي
منيع حدثنا جدي عن الزهري عن عروة قال: توفيت خديجة قبل أن
تفرض الصلاة فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أريت
لخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب وهو قصب اللؤلؤ.
[34] حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثني يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال:
64

.. ثم إن خديجة بنت خويلد وأبا طالب ماتا في عام واحد فتتابع
على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هلاك خديجة وأبي طالب و
كانت خديجة وزيرة صدق على الإسلام فكان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يسكن إليها.
[35].. وقال زياد بن عبد الله البكائي عن ابن إسحاق أن خديجة وأبا
طالب هلكا في عام واحد وكان هلاكهما بعد عشر سنين مضين من
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وذلك قبل مهاجر رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة بثلاث سنين.
[36] حدثنا أحمد بن عبد الجبار حدثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة
عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ما غرت على خديجة مما كنت أسمع من ذكره لها وما تزوجني
إلا بعد موتها بثلاث سنين ولقد أمره ربه أن يبشرها ببيت في الجنة من
قصب لا نصب فيه ولا صخب.
[37] حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري حدثنا أبو أسامة ثنا هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة - ولقد
هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين - لما كنت أسمعه يذكرها ولقد
أمره ربه أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة وإن كان ليذبح الشاة ثم
65

يهدي في خلائلها منه.
[38] حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ثنا سعيد بن سليمان ثنا مالك بن
فضالة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم إذا أتى بالشئ يقول: اذهبوا به إلى بيت فلانة فإنها
كانت تحب خديجة.
ذكر أولاد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
من خديجة (رضي الله عنها)
[39] أخبرنا الحسن بن رشيق قال: حدثنا أبو بشر قال: حدثنا أحمد بن
المقدام - أبو الأشعث العجلي - حدثنا زهير بن العلاء العبدي ثنا سعيد بن
أبي عروبة عن قتادة بن دعامة قال تزوج النبي صلى الله عليه وآله
وسلم في الجاهلية خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن
قصي وهي أول من تزوجها فولدت له في الجاهلية " عبد مناف "
وولدت له في الإسلام غلامين وأربع بنات " القاسم " - وبه كان
يكنى - فعاش حتى مشى و " عبد الله " فمات صغيرا ومن النساء
" فاطمة " و " رقية " و " أم كلثوم " و " زينب ".
66

[40] أخبرنا يونس بن عبد الأعلى ثنا عبد الله بن وهب أخبرني يونس بن
يزيد عن الزهري قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من
خديجة: " القاسم " و " الطاهر " و " فاطمة " و " رقية " و " أم كلثوم "
و " زينب ".
[41] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق
قال: ولدت خديجة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولده كلهم قبل
أن ينزل عليه الوحي زينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة
والقاسم والطاهر والطيب.
فأما القاسم والطاهر والطيب فهلكوا قبل الإسلام جميعا
وهم يرضعون وبالقاسم قال كان يكنى.
وأما بناته فأدركن الإسلام وهاجرن معه واتبعنه وآمن به.
ضعيف معضل
[42] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن أبي عبد الله الجعفي
عن جابر محمد بن علي قال: كان القاسم بن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قد بلغ أن يركب الدابة ويسير على النجيب فلما
قبضه الله قال: قد أصبح محمد أبتر من ابنه؟؟.
فأنزل الله على نبيه: " إنا أعطيناك الكوثر ". - عوضا... من
مصيبتك في القاسم - " فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ".
67

[43] حدثني محمد بن عمرو الكلبي حدثنا بقية بن الوليد عن صفوان بن
عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه وراشد بن سعد
المقرائي قالا: قالت خديجة: يا رسول الله أولادي منك في الإسلام؟!.
قال: في الجنة.
قالت بلا عمل؟! قال: الله أعلم بما كانوا عاملين.
قالت: يا رسول الله فأولادي من غيرك؟! قال في النار.
قالت: بلا عمل؟! قال: الله أعلم بما كانوا عاملين.
[44] حدثني إبراهيم بن يعقوب ثنا عبد الله بن يوسف أن الليث حدثهم:
حدثني عقيل عن ابن شهاب: أن خديجة بنت خويلد أول محصنة
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فولدت له " زينب " فكانت
أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم و " فاطمة " و " رقية "
وأم كلثوم والقاسم والطاهر.
[45] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن إبراهيم بن عثمان
عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس قال: ولدت خديجة لرسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم غلامين وأربع نسوة: القاسم وعبد الله
وفاطمة وأم كلثوم وزينب ورقية.
[46] أخبرني يونس بن عبد الأعلى أنبأنا عبد الله بن وهب حدثني ابن زيد
68

قال: ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة من خديجة
القاسم وطاهر ومطهر وولدت له: فاطمة ورقية
وزينب وأم كلثوم.
[47] حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم سمعت عبد الملك بن هشام يقول:
كان أكبر بنيه القاسم ثم الطيب ثم الطاهر. وأكبر بناته
رقية ثم زينب ثم أم كلثوم ثم فاطمة.
[زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]
زينب رحمها الله تعالى
[48] حدثنا عبد الله بن محمد - أبو أسامة الحلبي - ثنا حجاج بن أبي منيع
حدثني جدي عبيد الله بن أبي زياد عن الزهري قال: ولدت خديجة
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " القاسم " - وبه كان يكنى -
والطاهر والطيب وزينب ورقية وأم كلثوم
وفاطمة.
فأما زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوجها
أبو العاص بن الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف
69

- في الجاهلية - فولدت لأبي العاص جارية اسمها: أمامة تزوجها
علي بن أبي طالب بعد ما توفيت فاطمة بنت رسول الله فقتل علي
وعنده أمامة فخلف على أمامة بعد علي بن أبي طالب المغيرة بن
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فتوفيت عنده.
وأم أبي العاص بن الربيع هالة بنت خويلد ابن أسد وخديجة
خالته أخت أمه.
[49] حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا محمد بن الصباح ثنا هشيم أخبرنا داود
بنت أبي هند عن الشعبي: أن امامة بنت أبي العاص كانت عند علي
بن أبي طالب فلما أصيب ولت أمرها المغيرة بن نوفل بن الحارث
فقال المغيرة: اشهدوا أنه قد تزوجها وأصدقها كذا وكذا.
[50] حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ حدثني عبد الرحمن بن صالح
الأزدي ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد
بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: كان أبو العاص بن
الربيع بن عبد العزى بن عبد شمس من رجال مكة المعدودين مالا
وتجارة وأمانة وكان لهالة بنت خويلد - فخديجة خالته -. فقالت خديجة
لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: زوجه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يخالفها - وذلك قبل أن
ينزل عليه فزوجه زينب.
فلما أكرم الله نبيه بنبوته آمنت به خديجة وبناته وكان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قد زوج عتبة بن أبي لهب رقية أو أم كلثوم
70

فلما بدأ قريشا بأمر الله قالوا: إنكم قد فرغتم محمدا من بناته
فردوهن عليه فاشغلوه بهن.
فمشوا إلى أبي العاص بن الربيع فقالوا: فارق صاحبتك ونحن
نزوجك بأي امرأة شئت من قريش.
فقال: لا... والله لا أفارق صاحبتي وما يسرني أن لي بامرأتي
أفضل امرأة من قريش.
[51] حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان وأبو بكر أحمد بن عبد الرحيم قالا: ثنا
سعيد بن أبي مريم قال: أنبأنا يحيى بن أيوب حدثني يزيد بن الهاد
حدثني عمر بن عبد الله بن عروة بن الزبير عن عروة الزبير عن عائشة
- زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم -: أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم لما قدم المدينة خرجت زينب - ابنته - من مكة مع كنانة أو
ابن كنانة فخرجوا في إثرها فأدركها هبار بن الأسود فلم
يزل يطعن بعيرها برمحه حتى صرعها وألقت ما في بطنها وأهريقت
دما فاشتجر فيها بنو هاشم وبنو أمية فقالت بنو أمية: نحن أحق بها
- وكانت تحت ابن عمهم أبي العاص -.
وكانت عند هند فكانت تقول: هذا في سبب أبيك.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لزيد بن حارثة: ألا تنطلق
71

فتجيئني بزينب؟!
قال: بلى يا رسول الله.
قال: فخذ خاتمي فأعطها.
فانطلق زيد فلم يزل يتلطف حتى لقي راعيا فقال: لمن ترعى؟!
قال: لأبي العاص.
قال: فلمن هذه الغنم؟! قال لزينب بنت محمد.
فسار معه شيئا ثم قال له: هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إياه و
لا تذكره لأحد؟!.
قال: نعم قال فأعطاه الخاتم فانطلق الراعي فأدخل غنمه وأعطاها
الخاتم فعرفته فقالت: من أعطاك هذا؟!
قال: رجل.
قالت: وأين تركته؟ قال: في مكان كذا وكذا.
فسكتت حتى إذا كان الليل خرجت إليه فلما جاءته قال لها
زيد: اركبي بين يدي على بعيري.
قالت: لا ولكن اركب أنت بين يدي فركب وركبت خلفه
حتى أتت المدينة.
وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: هي أفضل بناتي
أصيبت بي.
فبلغ ذلك علي بن حسين فانطلق إلى عروة فقال: ما حديث بلغني
عنك تحدثه تنتقص فيه حق فاطمة؟!.
قال عروة: ما أحب أن لي ما بين المشرق والمغرب وإني انتقص
72

فاطمة حقا هولها وأما بعد ذلك علي أن لا أحدث به أحدا.
[52] حدثني يونس بن عبد الأعلى أنبأنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن
لهيعة عن موسى بن جبير الأنصاري عن عراك بن مالك الغفاري
عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أم سلمة - زوج النبي صلى الله عليه وآله
وسلم -: أن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إليها
زوجها أبو العاص بن الربيع أن خذي لي أمانا من أبيك فخرجت
فاطلعت رأسها من باب حجرتها والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يصلي
بالناس فقالت: أيها الناس أنا زينب بنت رسول الله وإني قد أجرت
أبا العاص.
فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الصلاة قال: أيها
الناس إني لم أعلم بهذا حتى سمعتموه ألا وإنه يجير على المسلمين أدناهم.
[53] حدثنا أبو الحسين محمد بن خالد بن علي الحمصي ثنا بشر بن
شعيب عن أبيه وأخبرنا أبو بشر بن يعقوب ثنا أبو اليمان أنبأنا
شعيب عن الزهري قال: أخبرني علي بن الحسين: أن المسور بن مخرمة
أخبره: أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل وعنده فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما سمعت فاطمة أتت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم فقالت له: إن قومك يتحدثون إنك لا تغضب
لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل.
73

قال المسور بن مخرمة: فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فسمعته حين تشهد قال: أما بعد فإني أنكحت أبا العاص فحدثني
فصدقني وإن فاطمة بنت محمد بضعة مني وأنا أكره أن يفتنوها
وإنها والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا.
فترك علي الخطبة.
74

[54] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن زكريا بن أبي زائدة
عن عامر الشعبي قال: خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث
واستأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقال: عن أي شأنها تسألني عن حسنها؟
قال: لا.. ولكن تأمرني بها؟.
فقال: فاطمة بضعة مني ولا أحب أن تجزع.
فقال لا آتي شيئا تكرهه.
قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهمه: أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم كان يغار لبناته غيرة شديدة وكان لا ينكح بناته على ضرة.
[55] حدثنا أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن خرزاذ حدثني عبد الرحمن بن
صالح الأزدي ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال حدثني
يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: وكان
الإسلام قد فرق بين زينب وبين أبي العاص حين أسلمت إلا أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان لا يقدر أن يفرق بينهما وكان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مغلوبا بمكة لا يحل ولا يحرم.
[56] حدثنا النضر بن سلمة ثنا أيوب بن سليمان بن بلال ثنا أبو بكر بن
أبي أويس عن سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان عن الزهري
75

عن أنس بن مالك: أن زينب هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وزوجها كافر فأسر المسلمون أبا العاص بن الربيع فقالت
زينب: إني قد أجرت أبا العاص.
فأجاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إجارتها إياه وقال: يجير
على المسلمين أدناهم.
[57] حدثني أحمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن عقيل قال: قال ابن شهاب: كانت زينب أكبر بنات رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فتزوجها أبو العاص بن الربيع بن عبد شمس فولدت
زينب من أبي العاص بنتا فسماها " أمامة " فبلغت فنكحها علي بن
أبي طالب بعد وفاة فاطمة رضي الله عنهم.
[58] حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا يزيد بن هارون أنا محمد بن إسحاق عن
داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم رد زينب على أبي العاص بعد سنتين بالنكاح الأول ولم
يحدث صداقا.
[59] حدثنا إبراهيم بن يعقوب حدثنا يزيد بن هارون أنبأ حجاج بن أرطأة
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم رد زينب على أبي العاص بمهر جديد ونكاح جديد.
[60] حدثنا إبراهيم بن يعقوب ثنا علي بن الحسن الرافقي ثنا محمد بن سلمة
عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن عبد الله عن
76

عبد المطلب عن أبي هريرة قال: دخلت على أم كلثوم بنت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: دخل علي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم وخرجت أو خرج عني رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فدخلت فقال: كيف تجدين أبا عبد الله؟ قلت: كخير
[الرجال].
قال: أكرميه فإنه من أشبه أصحابي بي خلقا.
قال علي: هو عثمان بن عفان.
[61] حدثنا أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال:
وكانت زينب عند أبي العاص بن الربيع فولدت له أمامة وعليا
فذهب علي وهو غلام وبقيت أمامة حتى تزوجها علي بن أبي طالب
بعد فاطمة وتزوجت بعد علي المغيرة بن نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب فهلكت عنده.
[62] حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام حدثنا زهير بن العلاء ثنا سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة قال: تزوج أبو العاص بن الربيع زينب بنت رسول الله
77

صلى الله عليه وآله وسلم فولدت له " أمامة " وتزوج علي بن أبي طالب
بعد فاطمة فلم تزل عنده حتى قتل عنها.
78

[رقية بنت رسول صلى الله عليه وآله وسلم]
رقية (رضي الله عنها)
[63] حدثنا عبد الله بن محمد أبي أسامة نا حجاج بن أبي منيع نا جدي عن
الزهري قال: وأما رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
فتزوجها عثمان بن عفان في الجاهلية فولدت له عبد الله بن عثمان وبه
كان يكنى أول مرة حتى كني بعد ذلك بعمرو بن عثمان - وبكل
كان يكنى -
ثم توفيت رقية زمن بدر فتخلف عثمان على دفنها فذلك منعه أن
يشهد بدرا وقد كان عثمان هاجر إلى أرض الحبشة وهاجر معه
[كذا] برقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وتوفيت رقيت بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم قدم
زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشيرا بفتح
79

بدر.
[64] حدثنا أحمد بن المقدام - أبو الأشعث - نا زهير بن العلاء نا سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة قال: كانت رقية عند عتبة بن عبد العزى - أبي
لهب - فلم يبن بها حتى بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما أنزل
الله: " تبت يدا أبي لهب وتب "، سأل النبي صلى الله عليه وآله
وسلم عتبة طلاق رقية وسألته طلاقها.
فقالت له أمه أم جميل بنت حرب بن أمية - حمالة الحطب -
طلقها يا بني فإنها قد صبت
فطلقها.
[65] حدثنا عثمان بن عبد الله بن خرزاذ حدثني عبد الرحمن بن صالح
الأزدي نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن
عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن عائشة قالت: مشوا إلى
عتبة بن أبي لهب فقالوا له: طلق ابنة محمد ونحن نزوجك أية امرأة من
قريش شئت.
قال: إن زوجتموني ابنة أبان بن سعيد بن العاص أو ابنة سعيد بن
العاص فارقتها.
فزوجوه وفارقها ولم يكن دخل بها فأخرجها الله من يديه كرامة
لها وهوانا له وخلف عليها عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[66] حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال:
80

تزوج عثمان بن عفان رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
ويزعمون أنه قال: ولد له من رقية غلام يسمى " عبد الله " وبه كان
يكنى عثمان - أبا عبد الله - فذهب وهو صغير رضيع.
وماتت رقية وهي عند عثمان فلما ماتت زوجه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم أم كلثوم.
[67] حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام نا زهير بن العلاء نا سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة قال: تزوج عثمان رقية فتوفيت عنده ولم تلد له ثم
خلف على أم كلثوم فتوفيت عنده ولم تلد له.
[68] حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم نا أبو صالح حدثني الليث عن
عقيل عن ابن شهاب قال: تزوج عثمان رقية وأم كلثوم
إحداهما بعد الأخرى تزوج رقية قبل أم كلثوم
ولدت رقية من عثمان فمات ولدها ثم مرضت فماتت فأنكحه
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فولدت لعثمان فلم
يعش منها ولا من أختها ولد.
[69] حدثني علي ومحمد ابنا عمرو بن خالد قالا: نا أبونا عمرو بن خالد نا
ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال: بلغني أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم قسم لعثمان بن عفان يوم بدر وكان عثمان تخلف
على امرأته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصابها
الحصبة فجاء زيد بن حارثة بشيرا بوقعة بدر وعثمان على قبر رقية
يدفنها.
[70] حدثنا محمد بن عوف الطائي وأبو القاسم يزيد بن محمد بن عبد الصمد
قالا: نا عبد الله بن ذكوان نا عراك بن خالد بن يزيد بن صبيح المري
عن عثمان بن عطاء الخرساني عن أبيه عن عكرمة عن ابن عباس
81

قال: لما عزي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بابنته رقية - امرأة
عثمان بن عفان - قال: الحمد لله دفن البنات من المكرمات.
[71] حدثني أبو الحسن علي بن سعيد بن بشير نا الخليل بن عمرو حدثنا
محمد بن سلمة عن أبي عبد الرحيم عن زيد بن أبي أنيسة عن محمد بن
عبد الله عن المطلب عن أبي هريرة قال: دخلت على رقية بنت رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم - امرأة عثمان بن عفان - وفي يدها مشط
فقالت: خرج من عندي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آنفا
رجلت رأسه فقال: كيف تجدين أبا عبد الله.
قلت: كخير [الرجال].
قال: أكرميه فإنه أشبه أصحابي بي خلقا.
82

[أم كلثوم بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)]
أم كلثوم
رحمة الله عليها
[72] حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي أسامة الحلبي نا حجاج بن أبي منيع
نا جدي عن محمد بن مسلم - بن شهاب الزهري - قال: وأما " أم
كلثوم " بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتزوجها أيضا -
عثمان بن عفان بعد أختها رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ثم توفيت عنده ولم تلد له شيئا.
[73] حدثنا أحمد بن المقدام - أبو الأشعث - نا زهير بن العلاء نا سعيد بن أبي
عروبة عن قتادة قال: وتزوج عتيبة بن عبد العزى أبي لهب أم
كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم يبن بها حتى بعث
النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكانت رقية عند أخيه عتبة بن
83

عبد العزى - أبي لهب - فلما أنزل الله: " تبت يدا أبي لهب وتب ". قال
أبو لهب لابنيه عتبة وعتيبة: رأسي من رؤوسكما حرام إن لم تطلقا ابنتي
محمد.
فطلق عتيبة " أم كلثوم " وجاء إلى النبي صلى الله عليه وآله
وسلم حين فارق أم كلثوم فقال: كفرت بدينك وفارقت ابنتك
لا تحبني ولا أحبك.
ثم سطا عليه فشق قميص النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو
خارج نحو الشام تاجرا.
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أما إني أسأل الله أن يسلط
عليك كلبه.
فخرج في تجرة من قريش حتى نزلوا مكانا من الشام يقال له:
الزرقاء - ليلا - فأطاف بهم الأسد تلك الليلة فجعل عتيبة يقول:
يا ويل أمي هو [و] الله آكلي كما دعا محمد علي أقاتلي ابن أبي كبشة
وهو بمكة وأنا بالشام؟!.
فعدا عليه الأسد من بين القوم وأخذه برأسه فضغمه ضغمة
فدغه.
[74] حدثنا إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق قال حدثت عن سلمة عن محمد
84

بن إسحاق عن زياد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي
وعثمان بن عروة بن الزبير قالا: كانت زينب بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم عند عتبة بن أبي لهب فطلقها فلما أراد الخروج
إلى الشام قال: لآتين محمدا فلأوذينه.
فأتاه فقال: يا محمد هو يكفر بالذي " دنى فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى "
ثم قفل ورد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابنته
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم سلط عليه كلبا من
كلابك وأبو طالب حاضر - فوجم لها فقال: ما كان أغناك عن
دعوة ابن أخي.
ثم خرج إلى الشام فنزلوا منزلا فأشرف عليهم راهب من الدير
فقال أرض مسبع.
فقال أبو لهب: يا معشر قريش أعينوا بهذه الليلة فإني أخاف دعوة
محمد.
فجمعوا أحمالهم ففرشوا لعتبة في أعلاها وناموا حوله.
فجاء الأسد فجعل يتشمم وجوههم ثم ثنى ذنبه فوثب فضربه
ضربة واحدة فخدشه.
85

فقال: قتلني، ومات.
فقال حسان بن ثابت:
سائل بني الأشعر إن جئتهم * ما كان أنباء أبي الواسع
لا وسع الله له قبره * بل طبق الله على القاطع
رحم نبي جده جده * يدعو إلى نور له ساطع
اسبل بالحجر لتكذيبه * دون قريش نهزة القادع
فاستوجب الدعوة منه بما * يبين للناظر والسامع
أن سلط الله بها كلبه * يمشي الهوينا مشية الخادع
حتى أتاه وسط أصحابه * وقد علتهم سنة الهاجع
فالتقم الرأس بيافوخه * والنحر منه فغره الجائع
86

والليث يعلوه بأنيابه * منعفرا وسط دم ناقع
لا يرفع الرحمن مصروعكم * ولا يهون قوة الصادع
وكان فيه لكم عبرة * لسيد المتبوع والتابع
من يرجع العام إلى أهله * فما أكيل الكلب بالراجع
من عاد فالليث له عائد * أعظم به من خبر شائع
[75] حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق،
قال: حدثني عمرو بن عبيد، عن الحسن، ان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال لا مرأة عثمان: أي بنية انه لا امرأة لرجل لم تأت
ما يهوى، وذمه في وجهه وان أمرها ان تنقل من جبل أسود إلى
جبل أحمر أو جبل أحمر إلى جبل أسود فاستصلحي زوجك.
[76] أخبرني محمد بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر قال: في
سنة تسع ماتت أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شعبان.
87

[77] حدثني أبو أسامة بن زيد الليثي عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال:
صلى عليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجلس على حفرتها
علي والفضل وأسامة بن زيد.
وقال أنس بن مالك: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالسا
على قبرها فرأيت عينيه تدمعان فقال: منكم أحد لم يقارف الليلة؟
فقال أبو طلحة: أنا يا رسول الله. قال: أنزل.
حدثنا بذلك فليح بن سليمان عن هلال بن أسامة قال: حدثنا
ابن عيينة عن عمر بن عبد الله العبسي عن المطلب بن عبد الله بن
حنطب عن فاطمة الخزاعية عن أسماء بنت عميس قالت: أنا
غسلت أم كلثوم وصفية بنت عبد المطلب معنا وجعلت عليها نعشا
أمرت بجرائد رطبة فواريتها.
قال أبو عبد الله: وقد قال قائل من غسلها من نساء الأنصار منهن أم
عطية.
حدثني بذلك مالك، عن أبي الرجال عن أمه عمرة بنت
عبد الرحمن.
[78] حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري نا يعقوب بن إبراهيم بن سعيد نا أبي
عن ابن إسحاق حدثني نوح بن حكيم الثقفي - وكان قارئا للقرآن - عن
رجل من بني عروة بن مسعود يقال له: داود ولدته أم حبيبة بنت أبي
سفيان - زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم -، عن ليلى بنت قانف
الثقفية قالت: كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم. عند وفاتها، فكان أول ما أعطانا رسول الله صلى الله
88

عليه وآله وسلم الحقا ثم الدرع ثم الخمار ثم الملحفة ثم
أدرجت بعد في الثوب الآخر.
قالت: ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس على الباب
معه كفنها يناولناه ثوبا ثوبا.
[79] حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان، نا حماد بن مسعدة، عن ابن عون، عن
محمد بن سيرين عن أم عطية قالت: توفيت إحدى بنات النبي
صلى الله عليه وآله وسلم، قال: فقال: اغسلنها ثلاثا أو خمسا، أو سبعا أو
أكثر من ذلك - إن رأيتن ذلك - وأغسلنها بالسدر، واجعلن في الآخرة
شيئا من كافور، فإذا فرغتن فآذنني.
فلما فرغنا أدناه، فطرح إلينا حقوه - أو حقوا - فقال: شعرنها إياه.
89

[فاطمة بنت رسول الله (ص)]
فاطمة
(رضوان الله عليها)
[80] حدثنا عبد الله بن محمد - أبو أسامة -، نا حجاج بن أبي منيع، نا جدي،
عن الزهري، قال:... وأما فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فتزوجها علي بن أبي طالب فولدت له " الحسن " الأكبر و
" الحسين " - وهو المقتول بالعراق ب‍ (الطف) - و " زينب " و " أم
كلثوم " فهؤلاء ما ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم من علي بن أبي طالب.
فأما " زينب بنت علي " فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت عنده
وقد ولدت له " علي بن جعفر " وأخا له، يقال: له " عون ".
وأما " أم كلثوم " فتزوجها عمر بن الخطاب، فولدت له " زيد بن "
91

عمر "، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر، عون بن جعفر، فلم تلد
له شيئا حتى مات، ثم خلف على أم كلثوم بعد عون بن جعفر،
محمد بن جعفر، فولدت له جارية يقال لها: " نبتة " نعشت من مكة إلى
المدينة على سرير، فلما قدمت المدينة توفيت، ثم خلف على أم كلثوم بعد
محمد بن جعفر، عبد الله بن جعفر، فلم تلد له شيئا حتى توفيت عنده.
[81] حدثنا أحمد بن عبد الجبار، قال: سمعت يونس بن بكير، قال: سمعت
ابن إسحاق، يقول: ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم لعلي بن أبي طالب: " حسنا " و " حسينا " و " محسنا "، فذهب
" محسن " صغيرا وولدت: " أم كلثوم " و " زينب ".
فتزوج أم كلثوم بنت علي، عمر بن الخطاب، فولدت زيد بن عمر
وامرأة معه، فمات عمر عنها، فتزوجها بعد عمر، عون بن جعفر، فهلك
عنها عون ولم يصب منها ولدا، وتزوجها محمد بن جعفر، فمات محمد،
فتزوجها عبد الله بن جعفر، ومات عنها ولم يصب منها ولدا.
[82] حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، نا عبد الله بن صالح، حدثني
الليث بن سعد، قال: تزوج علي بن أبي طالب فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، فولدت له: " حسنا " و " حسينا " و " زينب "
و " أم كلثوم " و " رقية "، فماتت " رقية " ولم تبلغ.
واما " زينب " فكانت عند عبد الله بن جعفر بن أبي طالب،
واما " أم كلثوم " فكانت عند عمر بن الخطاب، فولدت له: زيد بن
عمر فمات وهو غلام.
92

تزويج علي فاطمة (رضي الله عنهما)
[83] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي نا إسماعيل بن أبان نا أبو مريم عن أبي
إسحاق عن الحارث عن علي قال: خطب أبو بكر وعمر (رض) إلى
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأبى سول الله عليهما.
فقال عمر: أنت لها يا علي.
فقال: مالي من شئ إلا درعي أرهنها فزوجه رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فاطمة.
فلما بلغ ذلك فاطمة، بكت، قال: فدخل عليها رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم فاطمة. فقال ما لك تبكين يا فاطمة.. فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما. [84] أخبرني محمد بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر قال:
حدثني ابن سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن جعفر بن
محمد قال: تزوج علي فاطمة في صفر في السنة الثانية وبنى بها في
93

ذي الحجة على رأس اثنتين وعشرين شهرا - يعني: من التاريخ -.
[85] حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق، قال:
حدثني عبد الله بن أبي نجيح عن مجاهد عن علي بن أبي طالب قال:
خطبت فاطمة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت لي مولاة
لي: هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم؟.
قلت: لا.
قالت: فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فيزوجك؟.
فقلت: وعندي شئ أتزوج به؟.
فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زوجك.
فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على سول الله صلى
الله عليه وآله وسلم - وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم جلالة
وهيبة - فلما قعدت بين يديه أفحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم.
فقال: ما جاء بك؟ ألك حاجة؟!. فسكت.
فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت: نعم.
فقال: فهل عندك من شئ تستحلها به؟ فقلت: لا.
فقال: ما فعلت الدرع الذي سلحتكها؟.
94

فقلت: عندي والذي نفس علي بيده إنها لحطمية ما ثمنها
[إلا] أربعمائة درهم.
قال: قد زوجتكها فابعث بها [إليها].
فان كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم.
[86] حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس عن عباد بن منصور عن عطاء بن
أبي رباح قال: لما خطب علي فاطمة أتاها رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فقال: إن عليا قد ذكرك.
فسكتت فخرج فزوجها.
[87] حدثني أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي نا أبو غسان مالك بن
إسماعيل النهدي نا عبد الرحمن بن حميد الرؤاسي حدثنا عبد الكريم بن
سليط عن ابن بريدة عن أبيه قال: قال نفر من الأنصار لعلي بن أبي
طالب: عندك فاطمة.
فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسلم عليه.
فقال ما: حاجة علي بن أبي طالب؟.
95

قال: يا رسول الله ذكرت فاطمة بنت رسول لله.
فقال: مرحبا وأهلا. لم يزد عليها.
فخرج علي على أولئك الرهط من الأنصار - وكانوا ينتظرونه -.
قالوا: ما وراءك؟. قال: ما أدري غير أنه قال لي: مرحبا وأهلا.
قالوا يكفيك من رسول الله أحدهما أعطاك الأهل وأعطاك
المرحب.
فلما كان بعد ذلك بعد ما زوجه قال: يا علي، لابد للعرس من وليمة.
فقال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار آصعا
من ذرة.
فلما كان ليلة البناء قال: لا تحدثن شيئا حتى تلقاني فدعا رسول
الله صلى الله عليه آله وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي وقال:
اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك في شبليهما.
[88] حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان نا صالح بن حاتم حدثنا حدثني أيوب
السختياني عن أبي يزيد المدني عن أسماء بنت عميس قالت: كنت
في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أصبحنا
جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الباب فقال: يا أم أيمن ادعى
لي أخي.
قالت هو أخوك وتنكحه ابنتك؟!. قال: نعم يا أم أيمن.
96

قال [ت] وسمعن النساء صوت النبي صلى الله عليه وسلم فتخبأن.
قالت: واختبأت أنا في ناحية فجاء علي فنضح النبي صلى الله
عليه وآله وسلم عليه من الماء ودعا له ثم: قال ادعي لي فاطمة: فجاءت
خرقة من الحياء فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
اسكتي فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ثم نضح النبي صلى الله
عليه آله وسلم [عليها] من الماء ودعا لها.
قالت: ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى سوادا بين
يديه فقال: من هذا؟. قلت: أنا.
قال: أسماء بنت عميس؟ قلت: نعم.
قال: جئت في زفاف بنت رسول الله تكرمينه؟.
قلت: نعم.
قالت: فدعا لي.
97

[89] حدثني النضر بن سلمة المروزي نا محمد بن الحسن ويحيى بن المغيرة
بن قزعة عن محمد بن موسى الفطري عن عون بن محمد عن أمه عن
جدتها أسماء بنت عميس إلى جدك علي بن أبي طالب وما كان حشو
فرشهما ووسائد هما إلا ليفا.
ولقد أولم علي لفاطمة فما كان وليمة ذلك الزمان أفضل من وليمته
رهن علي درعه عند يهودي بشطر شعير وكانت وليمته آصعا من شعير
وتمر وحيس.
98

[90] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي نا يحيى بن حسن بن القزاز نا عمرو بن
ثابت عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن الحنفية عن علي
أنه سمى الحسن بعمه حمزة وسمى حسينا بعمه جعفر قال: فدعاني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمى الأكبر بحسن - بعد حمزة -
وسمى الأصغر بحسين - بعد جعفر -.
[91] حدثنا محمد بن عوف الطائي نا أبو نعيم وعبيد الله بن موسى قالا:
أخبرنا إسرائيل بن يونس ح وحدثنا إبراهيم بن مرزوق نا عثمان بن
عمر بن فارس أنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن هانئ بن هاني عن
علي قال: لما ولد الحسن سميته: حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟
قلنا: حربا قال: بل هو حسن.
فلما ولد حسين سميته: حربا فجاء النبي صلى الله عليه. آله
وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟
قلنا: حربا قال: بل هو حسن.
فلما ولد حسين سميته: حربا فجاء النبي صلى الله عليه آله
وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟. قلنا: حربا قال: بل هو حسين.
فلما ولد الثالث سمية: حربا فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم
فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلنا: حربا. قال: بل هو محسن.
ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير، - ومشبر واللفظ
لمحمد بن عوف.
99

[92] حدثنا أبو شيبة إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة نا أبو غسان
مالك بن إسماعيل نا عمرو بن حريث عن عمران بن سليمان قال:
الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة لم يكونا في الجاهلية.
100

[الحسن والحسين عليهما السلام]
مولد الحسن والحسين رحمهما الله
[93] حدثنا أحمد بن المقدام العجلي ثنا زهير بن العلاء نا سعيد بن أبي عروبة
عن قتادة قال: تزوج فاطمة علي بن أبي طالب فولدت له حسنا
بعد " أحد " بسنتين وكان بين وقعة أحد وبين مقدم النبي صلى الله
عليه وآله وسلم المدينة سنتان وستة أشهر.
فولدته لأربع سنين وستة أشهر ونصف من التاريخ
وبين " أحد " و " بدر " سنة ونصف شهر.
وولدت حسينا بعد الحسن بسنة وعشرة أشهر فولدته لست سنين
وأربعة أشهر ونصف من التاريخ.
[94] حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحيم الزهري نا أبو صالح حدثني الليث بن
سعد قال: ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه آله وسلم.
101

الحسن بن علي في شهر رمضان سنة ثلاث وولدت الحسين في ليال
خلون من شعبان سنة أربع.
[95] سمعت أبا بكر بن عبد الرحيم يقول: ولد الحسن بن علي بن أبي طالب
وأمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكنى أبا محمد
في النصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة وتوفي بالمدينة
سنة تسع وأربعين.
[96] حدثني محمد بن إبراهيم عن محمد بن عمر قال: لما ولد
الحسن بن علي عق عنه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكبش
وحلق رأسه وأمر أن يتصدق بوزنه فضة.
حدثني بذلك الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب عن علي بن حسين.
[97] حدثنا هلال بن العلاء، نا حسين بن عياش، حدثنا فرات بن سلمان،
عن عبد الله بن محمد بن محمد بن عقيل، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن،
قال: سألته عن عقائق الولدان؟. فقال: إنها كانت من عمل الجاهلية،
ولم أعق عن ولد لي قط. قال: فسألت علي بن حسين، فقال: أخبرني
أبو رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن حسن بن علي
- الأكبر - أرادت أمه فاطمة أن تعق عنه بكبش عظيم. فقال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: لا تعقي عنه بشئ ولكن احلقي رأسه
وتصدقي بوزنه من الورق في سبيل الله.
102

[98] حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان نا أبو معمر نا عبد الوارث نا أيوب عن
عكرمة عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عق عن
الحسن كبشا وعن الحسين كبشا.
[99] حدثنا محمد بن منصور نا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد
قال: مشيت مع أبي جحيفة إلى الجمعة فقال: رأيت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه.
[100] حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق نا معمر عن
الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك قال: كان أشبههم برسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم - يعني: أهل البيت - الحسن بن علي رضي
الله عنهما.
103

[101] حدثنا محمد بن إبراهيم بن مسلم نا عبيد الله بن موسى أنا إسرائيل
عن أبي إسحاق عن هانئ بن هانئ عن علي قال: أشبه الحسن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما بين الصدر إلى الرأس
والحسين أشبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما كان أسفل من
ذلك.
[102] حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب نا أبو النعمان نا حماد بن زيد
عن علي بن زيد عن الحسن عن أبي بكرة قال: بينما رسول الله صلى الله عليه. آله وسلم يخطب إذ صعد إليه الحسن فضمه إليه
فقال: إن ابني هذا سيد وأن الله علمه أن يصلح به بين فئتين من
المسلمين عظيمتين.
[103] حدثنا أبو إسحاق نا عبد الله بن عثمان نا أبي نا شعبة عن يزيد
بن خمير عن جبير بن نفير عن أبيه قال: قدمت المدينة فقال
الحسن بن علي: كانت جماجم العرب بيدي تسالم من سالمت
104

ويحاربون من حاربت فتركتها ابتغاء وجه الله وحقن دماء
المسلمين.
[104] حدثنا أبو إسحاق حدثني عبد الله بن الربيع نا أبو أسامة عن أبي
ضمرة - عبد الله بن المستورد - حدثني محمد بن عبد الرحمن بن لبيبة
- مولى بني هاشم -: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبصر
الحسن بن علي مقبلا فقال: اللهم سلمه وسلم منه.
[105] أخبرني محمد بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر قال:
توفي الحسن بن علي بن أبي طالب في ربيع الأول سنة تسع و
أربعين وهو يومئذ ابن سبع وأربعين وصلى عليه سعيد بن
العاص.
[106] أخبرني محمد بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمر نا الثوري
عن أبي الجحاف عن إسماعيل بن رجاء عمن رأى الحسين بن علي
يقدم سعيد بن العاص ليصلي على أخيه وقال: لولا أنه من السنة
ما قدمتك.
[107] قال: وحدثني الثوري عن سالم بن أبي حفصة عن أبي حازم
الأشجعي عن الحسين بن علي - مثله -.
105

[108] سمعت أبا إسحاق السعدي الجوزجاني يقول: خلف الحسن بن علي بن
أبي طالب: حسن بن حسن وعبد الله بن حسن وعمرو بن حسن
وزيد بن حسن وإبراهيم بن حسن.
[109] حدثنا الحسن بن علي بن عفان نا معاوية بن هشام نا علي بن
صالح عن سماك عن حرب عن قابوس بن المخارق قال قالت أم
الفضل: يا رسول الله رأيت عضوا من أعضائك في بيتي
قال: خيرا رأيتيه تلد فاطمة غلاما فترضعيه بلبن قثم فولدت
الحسن فأرضعته بلبن قثم.
106

ومسند الحسن بن علي بن أبي طالب
الحسن بن الحسن عن أبيه الحسن رضي الله عنهم
[110] أخبرني أحمد بن الوليد بن برد الأنطاكي: أن ابن أبي فديك حدثهم
عن جهم بن عثمان عن عبد الله بن حسن عن أبيه عن جده
الحسن بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن
من واجب المغفرة ادخالك السرور على أخيك المسلم.
[111] حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأودي نا عمر بن أبي الحريش حدثني
إبراهيم بن رشيد عن الحرث بن عمران [عن] عبد الله بن حسن
بن حسن عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: ما من رجلين [اصطرما] فوق ثلاث إلا طويت عنهما
107

صحيفة الزيادات.
قلت: يا رسول الله وما صحيفة الزيارات؟
قال: الصلاة النافلة وما كان من التطوع ما لم يشاكل
الفرض.
[112] حدثنا يزيد بن سنان وعلي بن عبد الرحمن وإبراهيم بن يعقوب قال
كل واحد منهم: ثنا سعيد بن أبي مريم انا محمد بن جعفر أخبرني
حميد ابن أبي زينب عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عن
أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: حيث ما كنتم
فصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني صلى الله عليه وآله وسلم.
[113] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا إبراهيم بن رشيد الشيباني نا الحارث
بن عمران الجعفي عن عبد الله بن حسن بن حسن عن أبيه عن
جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أظلم الظالمين
من ظلم لظالم دعوا الظالم حتى يلقى الله بوزره يوم القيامة
كاملا.
108

زيد بن حسن بن علي عن أبيه بن علي
(رضي الله عنهم أجمعين)
[114] أخبرني أبو القاسم كهمس بن معمر: أن أبا محمد إسماعيل بن محمد بن
إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب
حدثهم: حدثني عمي علي بن جعفر بن محمد بن حسين بن
زيد عن الحسن بن زيد بن حسن بن علي عن أبيه قال: خطب
الحسن بن علي الناس حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ثم
قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه
الآخرون وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعطيه رايته و
يقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح
109

الله عليه وما ترك على ظهر الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم
فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.
ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني
فأنا الحسن بن علي وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن
النذير وأنا ابن الداعي إلى الله والسراج المنير وأنا من أهل البيت
الذي كان جبريل ينزل فينا ويصعد من عندنا وأنا من أهل البيت
الذين " أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". وأنا من أهل
البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال لنبيه:
" قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف
حسنة نزد له فيها حسنا ".
فاقتراف الحسنة: مودتنا أهل البيت.
110

[115] أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسن بن علي بن عمر بن
الحسين بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي حدثني حسين بن زيد
عن الحسن بن زيد بن حسن - ليس فيه عن أبيه - قال: خطب
الحسن بن علي الناس حين قتل علي ابن أبي طالب - فذكر نحوه -.
[116] سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن يعقوب السعدي يقول: حدثني الحنفي
عن ابن أبي ذئب حدثني الحسن بن زيد حدثني مولى لابن
عباس عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
احتجم صائما.
قال أبو إسحاق: كانت أم زيد بن حسن ابنة عقبة بن عمرو
- أبي مسعود الأنصاري -.
[117] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا إسماعيل بن أبان الوراق نا عمرو
عن جابر عن أبي الطفيل وزيد بن وهب وعبد الله بن نجي
وعاصم بن ضمرة عن الحسن بن علي قال: لقد قبض في هذه الليلة
رجل لم يسبقه أحد كان قبله ولم يخلف بعده مثله وهو علي بن أبي
طالب حبيب رسول الله وأخوه.
[118] حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأودي نا حفص بن عمر الفراء عن
أبي داود المكفوف عن جابر عن أبي جعفر - محمد بن علي - عن
111

أبيه - علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن الحسن بن علي بن
أبي طالب قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: حدثني
جبريل: أن الله أهبط إلى الأرض ملكا فأقبل ذلك الملك يمشي
حتى انتهى إلى باب رجل ينادي على باب الدار.
فقال الملك للرجل: ما جاء بك إلى هذه الدار؟.
فقال: أخ لي مسلم زرته في الله.
قال: الله ما جاء بك إلا ذلك؟!.
قال: الله ما جاء بي لي إلا ذلك.
قال الملك: فإني رسول الله إليك وهو يقرئك السلام ويقول:
وجبت لك الجنة، وأيما مسلم زار مسلما فليس إياه يزور بل إياي
يزور وثوابه علي الجنة.
محمد بن علي بن الحسين عن الحسن بن علي (رضي الله عنهم).
[119] حدثنا الربيع بن سليمان المرادي انا عبد الله بن وهب أخبرني
سليمان بن بلال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال: كان
الحسن بن علي جالسا في نفر فمر عليه بجنازة فقام الناس حين
طلعت. فقال الحسن بن علي: إنه مر بجنازة يهودي وكان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم على طريقها فقام حين طلعت كراهية
أن تعلو رأسه
112

زيد بن علي بن حسين عن الحسن بن علي (رضي الله عنهم)
[120] حدثني أحمد بن يحيى الصوفي نا عبد الله بن سالم نا حسين بن زيد
عن أبيه عن الحسن بن علي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
كان إذا توضأ اتصل بموضع
113 سجوده ماء يسيله على موضع
السجود.
ربيعة بن شيبان عن الحسن (رضي الله عنه)
[121] حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب نا علي بن غراب نا ثابت بن عمارة
نا ربيعة بن شيبان ح حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان نا محمد بن بكر
البرساني وأبو عاصم الضحاك بن مخلد قالا: نا ثابت بن عمارة نا
ربيعة بن شيبان قال: قلت للحسن بن علي: ما تحفظ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟!
قال: أدخلني غرفة الصدقة فأخذت تمرة فوضعتها في شدقي
فأخرجها وقال: إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد.
113

وقال البرساني في حديثه: ولا لأهل بيته.
وفي حديث زياد بن أيوب: سمعت الحسن يقول: دخلت مع رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم غرفة الصدقة فأخذت تمرة فألقيتها في
في فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألقها فإن الصدقة
لا تحل لرسول الله ولا لأحد من أهل بيته.
فألقيتها.
هبيرة بن يريم عن الحسن بن علي (رضي الله عنه)
[122] حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأودي نا علي بن ثابت أنا منصور بن
الأسود عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي إسحاق عن هبيرة بن
يريم قال: خطبنا الحسن بن علي بعدما قتل علي فقال: لقد قتلتم
بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولن يدركه الآخرون ولقد كان رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم يبعثه فيقاتل جبريل عن يمينه و
ميكائيل عن يساره وما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت
من عطائه أراد أن يشتري بها خادما.
[123] أخبرني أحمد بن شعيب أخبرني إسحاق بن إبراهيم أنا النضر بن
شميل نا يونس بن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم قال: خرج إلينا
الحسن بن علي وعليه عمامة سوداء فقال: لقد كان فيكم بالأمس
رجل ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون وان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
114

ورسوله يقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ولا يرد رأسه
حتى يفتح الله عليه.
جابر - والد خالد -، عن الحسن (رضي الله عنه)
[124] حدثنا عمرو بن علي - أبو حفص - ويزيد بن سنان - أبو خالد -، قالا: نا
أبو عاصم حدثنا سكين بن عبد العزيز قال: أخبرني خالي - حفص بن
خالد - قال: حدثني أبي خالد بن جابر عن أبيه جابر قال: لما قتل
علي بن أبي طالب قام الحسن خطيبا فقال: لقد قتلتم - والله - رجلا في
ليلة نزل فيها القرآن وفيها رفع عيسى بن مريم وفيها قتل يوشع فتى
موسى والله ما سبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد يكون بعده والله ان
كان ليبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في السرية جبريل عن
يمينه وميكائيل عن يساره والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة
درهم أرصدها لجارية يشتريها.
وفي حديث أبي حفص: لخادم يشتريها.
الأصبغ بن نباتة عن الحسن (رضي الله عنه)
[125] حدثني أبو جعفر - أحمد بن يحيى - نا إبراهيم بن محمد بن ميمون الكندي
نا مصعب بن سلام عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباته عن
الحسن بن علي قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم يقول: يا مسلم.. اضمن لي ثلاثا أضمن لك الجنة..
ان أنت عملت بما افترض الله عليك في القرآن فأنت أعبد الناس.
115

وإن قنعت بما رزقك فأنت أغنى الناس..
وإن اجتنبت ما حرم الله عليك فأنت أورع الناس.
أبو الحوراء السعدي ويقال: هو ربيعة بن شيبان [عن الحسن (ع)]
[126] حدثنا محمد بن بشار نا محمد بن جعفر نا شعبة ح وحدثنا يوسف
بن سعيد ثنا حجاج بن محمد قال سمعت شعبة يحدث عن بريد بن
أبي مريم عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي ماذا تذكر من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟.
قال: أذكر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اني أخذت
تمرة من تمر الصدقة فجعلتها في فمي قال: فنزعها بلعابها فجعلها في
تمر الصدقة.
فقيل: يا رسول الله ما كان عليك من هذه التمرة لهذا الصبي؟!.
فقال: إنا آل محمد لا تحل لنا الصدقة.
وكان يقول: دع ما يريبك إلى ما لا يريبك فإن الصدق طمأنينة
الكذب ريبة.
وكان يعلمنا هذا الدعاء: " اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن
عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت
إنك لتقضي ولا يقضى عليك انه لا يذل من واليت ".
قال شعبة: وأظنه قال: تباركت وتعاليت وقد حدثني من سمع هذا
منه.
116

[127] حدثني الفضل بن العباس - أبو العباس الحلبي - نا أبو صالح الفراء نا
أبو إسحاق الفزاري عن الحسن بن عبيد الله عن بريد بن أبي مريم عن
أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن علي: مثل من كنت في عهد رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم؟ وماذا عقلت عنه قال: عقلت عنه اني سمعت رجلا يسأل رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: دع
ما يريبك إلى مالا يريبك فإن الشر ريبة والخير طمأنينة.
وعقلت عنه الصلوات الخمس وكلمات علمنيهن قال: قل:
" اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن عافيت وتولني فيمن توليت
وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت فإنك تقضي ولا يقضى
عليك وانه لا يذل من واليت تباركت ربنا وتعاليت " قال بريد بن أبي
مريم: فدخلت على محمد بن علي في الشعب فحدثته بهذا الحديث عن
أبي الحوراء فقال: صدق هن كلمات علمنا هن يقولهن في
القنوت.
[128] حدثنا محمد بن إسحاق أبو بكر البكائي حدثنا عبد الله بن موسى عن
إسرائيل عن أبي إسحاق عن بريد بن أبي مريم عن أبي الحوراء عن
الحسن بن علي قال: علمني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كلمات أقولهن في القنوت: " اللهم اهدني فيمن هديت وعافني فيمن
عافيت وتولني فيمن توليت وبارك لي فيما أعطيت وقني شر ما قضيت
117

إنك تقضي ولا يقضى عليك وإنه لا يذل من واليت تباركت ربنا
وتعاليت.
المسيب بن نجبة عن الحسن (رضي الله عنه).
[129] حدثنا أحمد بن يحيى - أبو جعفر الأودي - نا علي بن حكيم وحمدان بن
سعيد قالا: حدثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن سوار بن
أوس وقال حمدان بن سعيد: عن سوار - أبي إدريس - عن المسيب بن
نجبة عن الحسن بن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم سمى الحرب خدعة.
إسحاق بن يسار - والد محمد بن إسحاق - عن الحسن (رضي الله عنه).
[130] حدثنا أحمد بن يحيى نا ضرار بن صرد نا ابن فضيل عن محمد بن إسحاق عن أبيه عن الحسن بن علي: أن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم دخل على فاطمة فناولته كتفا فأكل منها ولم يتوضأ.
أبو مصعب السلمي عن الحسن بن علي (رضي الله عنه).
[131] حدثنا أحمد بن يحيى نا عبد الحميد بن صالح نا أبو شهاب عن
مسعر عن أبي مصعب السلمي قال: حدثني ثلاثة رجال منهم:
الحسن بن علي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: " اللهم
118

أقلني عثرتي واستر عورتي وآمن روعتي واكفني من بغى علي
وانصرني ممن ظلمني وأرني ثاري منه.
أبو وائل - شقيق بن سلمة [عن الحسن بن علي (ع)].
[132] حدثني إسحاق بن يونس نا محمد بن سليمان نا خديج بن معاوية
عن أبي إسحاق عن شقيق بن سلمة عن الحسن بن علي قال: جاءت
امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعها ابناها فسألته فأعطاها
ثلاثة تمرات فأعطت كل واحد منهما تمرة فأكلاها ثم نظرا إلى
أمهما فشقت التمرة باثنتين فأعطت كل واحد منهما شق تمرة.
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رحمها الله برحمتها ابنيها.
عمير بن مأمون عن الحسن (رضي الله عنه).
[133] حدثنا أبو جعفر - أحمد بن يحيى الصوفي نا إسماعيل بن صبيح
اليشكري نا صباح بن واقد الأنصاري عن سعد الإسكاف عن عمير
بن مأمون عن الحسن بن علي قال: سمعت جدي رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يقول: من صلى الفجر فجلس في مصلاه إلى طلوع
الشمس ستره الله من النار. مختصر.
[134] سمعت أبا عبد الله جعفر بن علي بن إبراهيم بن صالح بن علي بن
119

عبد الله بن... يقول: سمعت أحمد بن محمد بن أيوب المغيري يقول:
كان الحسن بن علي بن أبي طالب [أبيضا] مشرب حمرة أدعج
العينين سهل الخدين دقيق المسربة كث اللحية [ذا
وفرة] وكأن عنقه إبريق فضة عظيم الكراديس بعيد ما بين
المنكبين ربعة - ليس بالطويل ولا القصير - مليحا من أحسن الناس
وجها وكان يخضب بالسواد [وكان] جعد الشعر حسن البدن
توفي وهو ابن خمس وأربعين سنة و ولي غسله الحسين ومحمد
والعباس - أخوته من علي بن أبي طالب - وصلى عليه سعيد بن العاص
تو [في] سنة تسع وأربعين.
120

مولد الحسين بن علي بن أبي طالب (رضوان الله عليه)
[135] حدثني أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم الزهري نا أبو صالح عبد الله بن
صالح قال: قال الليث بن سعد: ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم الحسين بن علي في ليال خلون من شعبان سنة
أربع.
[136] حدثني أحمد بن يحيى الأودي نا يحيى بن حسن بن فرات القزاز نا
عمرو بن ثابت [عن] عبد الله بن محمد بن عقيل عن محمد بن
الحنفية عن علي: أنه سمى الحسين بعمه جعفر [قال:] فدعاني
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسماه حسينا.
[137] وحدثني فهد بن سليمان نا أبو نعيم نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن
121

هانئ بن هانئ، عن علي بن أبي طالب، قال: لما ولد الحسين سميته
حربا، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: أروني ابني ما
سميتموه؟. قلنا حربا. قال: بل هو حسين.
[138] أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني
أنس بن عياض - أبو ضمرة - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، ان النبي
صلى الله عليه وآله وسلم اشتق اسم حسين من حسن، وأسمى حسنا
وحسينا يوم سابعهما، وان فاطمة حلقت حسنا وحسينا يوم سابعهما
فوزنت شعرهما فتصدقت بوزنه فضة.
[139] حدثنا إبراهيم بن سليمان الأسدي، نا عمرو بن خالد، نا ابن لهيعة،
عن عمارة بن غزية، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس بن مالك:
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر برأس حسن - أو حسين - يوم
سابعه، فحلق، ثم تصدق بوزنه فضة، ولم يجد ذبحا.
[140] حدثنا النضر بن سلمة، نا الحميدي والوليد بن عطاء، قالا: نا هشام
بن سليمان، نا ابن جريج، قال: حدثت عن... سعيد، عن عمرة
بنت عبد الرحمن، عن عائشة قالت: عق رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم عن الحسن والحسين شاتين شاتين، وذبح عنهما يوم السابع،
وسماهما، وأمر ان يماط الأذى عن رؤوسهما. قالت عائشة: فقال رسول الله
122

قالت عائشة. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اذبحوا
على اسمه فقولوا: بسم الله اللهم لك وإليك هده عقيقة فلان.
[141] أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي عن أبيه علي بن الحسن قال:
حدثني حسين بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد عن أبيه: أن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم عق عن الحسن والحسين وأمر بزنة شعورهما
فضة فتصدق به وأعطيت القابلة رجل العقيقة.
[142] حدثنا الحسن بن علي بن عفان نا عثمان بن عبد الرحمن الحراني نا
الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد عن محمد بن المنكدر أن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم ختن الحسين لسبعة أيام.
[143] حدثني أحمد بن يحيى - أبو جعفر الأودي - نا عباد بن يعقوب نا يحيى
بن سالم عن صباح عن الحسن بن الحكم عن الشمال بنت موسى
عن أم عثمان - أم ولد علي بن أبي طالب - قالت: كان لآل رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وسادة يجلس عليها جبريل لا يجلس عليها
غيره فإذا خرج طويت فكان إذا عرج انتفض فسقط من زغب
ريشه فتقوم فاطمة فتتبعه فتجعله في تمائم حسن وحسين.
123

مسند الحسين بن علي
علي بن الحسين عن أبيه (رضي الله عنهما).
[144] حدثني بحر بن نصر الخولاني وسعيد بن عبد الله بن عبد الحكم قالا:
حدثنا خالد بن عبد الرحمن نا مالك بن أنس عن الزهري عن علي
بن الحسين عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: من
حسن إسلام المرء تركه مالا يعنيه.
[145] حدثني محمد بن عبد الله بن مخلد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا خالد بن
مخلد عن سليمان بن بلال قال: سمعت عمارة بن غزية الأنصاري
قال: سمعت عبد الله بن علي بن حسين يحدث عن أبيه - علي بن
حسين - عن جده - حسين بن علي - قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي. صلى الله عليه وآله
125

وسلم.
[146] حدثنا يزيد بن سنان نا يزيد بن هارون انا محمد بن إسحاق عن
أبي جعفر - محمد بن علي - عن أبيه عن جده قال: وجدت في قائم
سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحيفة مربوطة: أشد الناس
عذابا القاتل غير قاتله والضارب غير ضاربه ومن جحد نعمة مواليه فقد
برئ مما أنزل الله عز وجل.
[147] حدثني إسحاق بن يونس نا محمد بن بشير - في الرصافة - نا عبيدة بن
حميد حدثني فطر عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين عن أبيه عن
جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من ذكرت عنده
فخطأه الله الصلاة علي خطأه الله طريق الجنة.
[148] حدثني أحمد بن يحيى الصوفي نا إبراهيم بن محمد بن ميمون عن محمد
بن حسين بن علي بن حسين عن أبيه عن أبيه عن جده عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم قال: تكون بعدي ثلاث فرق: مرجئة و
حرورية وقدرية فان مرضوا فلا تعودوهم وإن ماتوا فلا تشهدوهم
126

وإن دعوا فلا تجيبوهم.
[149] حدثنا هلال بن العلاء نا سعيد بن سليمان نا هياج بن بسطام
التميمي نا عنبسة بن عبد الرحمن بن عنبسة بن سعيد بن العاص
عن محمد بن سليمان عن علي بن حسين عن أبيه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: اعتكاف عشر في رمضان حجتان
وعمرتان.
[150] حدثني أحمد بن يحيى الصوفي نا شهاب بن عباد والحكم بن
سليمان قالا: نا محمد بن الحسن بن أبي زيد الهمداني نا أبو حمزة
الثمالي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده الحسين قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم ما من عبد ولا أمة يقتر بنفقة ينفقها فيما
يرضي الله إلا أنفق أضعافها في سخط الله.
وما من عبد يدع معونة أخيه المسلم والسعي في حاجته قضيت تلك
الحاجة أولم تقض إلا ابتلي بمعونة من يأثم فيه ولا يؤجر عليه وما من عبد
ولا أمة يدع الحج وهو يجد السبيل إليه لحاجة من حوائج الدنيا إلا نظر
إلى المحلقين قبل أن يقضي الله تلك الحاجة - يعني: حجة الإسلام -.
[151] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي نا علي بن قا [دم] نا عبد السلام بن حرب عن
يحيى بن سعيد قال: كنت عند علي بن حسين فجاءه نفر من
الكوفيين فقال علي بن الحسين: يا أهل العراق أحبونا حب الإسلام
فإني سمعت أبي يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أيها
الناس لا ترفعوني فوق حقي فإن الله عز وجل قد اتخذني عبدا قبل أن
يتخذني نبيا. قال يحيى بن سعيد: فذكرت ذلك لسعيد بن المسيب
127

فقال: وبعد ما اتخذه نبيا صلى الله عليه وآله وسلم.
فاطمة بنت حسين بن علي عن أبيها حسين بن علي (رضي الله عنهم).
[152] حدثني أحمد بن يحيى الأودي نا سعيد بن عمرو الأشعثي نا أبو ضمرة
عن عبد الله بن عامر عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان حدثتني
أمي فاطمة بنت حسين عن حسين بن علي وعبد الله بن عباس: أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: لا تديموا النظر إلى
المجذمين ومن كلمهم منكم فليكن بينه وبينهم قيد رمح.
[153] حدثنا أبو الفتح نصر بن مرزوق نا أسد بن موسى نا الفرج بن
فضالة عن عبد الله بن عامر عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن
عثمان عن أمه فاطمة بنت حسين عن أبيها حسين بن علي: مثله.
- ليس فيه: عن ابن عباس -.
[154] حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، ح، وحدثني موسى بن سعيد
الدنداني - بطرسوس - قالا: نا عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي نا
128

خالد بن الناس عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان عن
فاطمة بنت حسين - وهي أم محمد بن عبد الله بن عمرو - عن حسين بن
علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله يحب معالي
الأخلاق وأشرافها ويكره سفسافها.
وفي حديث عبد الرحمن عن فاطمة بنت حسين: عن " علي بن
حسين " عن " حسين بن علي ".
وليس في حديث موسى بن سعيد " علي بن حسين ".
[155] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي حدثنا ضرار بن صرد - أبو نعيم - نا
عبد الله بن المبارك نا الحسين بن علي بن حسين عن عمته - فاطمة
بنت حسين عن أبيها حسين بن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم قال: لا تديموا النظر إلى المجذومين.
[156] حدثني إسحاق بن يونس حدثنا سويد بن سعيد عن المطلب بن
زياد عن إبراهيم بن حيان عن عبد الله بن حسن عن فاطمة بنت
حسين عن الحسين: قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم في حجر علي وكان يوحى إليه فلما سري عنه قال: يا علي صليت
العصر؟ قال: لا.
قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك فرد عليه
الشمس فردها عليه فصلى وغابت الشمس.
129

[157] حدثنا يزيد بن سنان نا أبو عامر العقدي نا سفيان، ح، وحدثنا أحمد
بن يحيى نا علي بن قادم نا سفيان الثوري عن مصعب بن محمد بن
شرحبيل عن يعلى بن أبي يحيى عن فاطمة بنت حسين عن أبيها: أن
النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: للسائل حق وإن جاء على
فرس.
اللفظ ليزيد.
يعلى بن أبي يحيى هو: مولى فاطمة بنت حسين:
[158] حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن الحكم نا شعيب بن يحيى عن
يحيى بن أيوب عن مصعب بن محمد بن شرحبيل: أن يعلى حدثه عن
فاطمة بنت حسين عن أبيها الحسين بن علي: أن النبي صلى الله عليه
وآله وسلم قال: للسائل حق وإن جاء على فرس.
130

اللفظ: ليزيد.
[159] حدثنا أحمد بن يحيى نا أبو غسان مالك بن إسماعيل نا إسرائيل عن
أبي المقدام بصري [كذا] عن أمه عن فاطمة بنت حسين بن علي عن
الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أصيب
بمصيبة فذكرها - وان تقادم عهدها - فأحدث لها استرجاعا أحدث الله
له ثواب ما وعده حين أصيب بها.
[160] حدثني أحمد بن يحيى نا أبو كريب نا سعيد بن خثيم عن إسحاق بن
أبي يحيى عن فاطمة بنت حسين عن أبيها قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم: لما أخذ الله ميثاق العباد جعل في الحجر فمن الوفاء
بالبيعة استلام الحجر.
رجال شتى عن حسين (رضي الله عنه)
[161] حدثنا محمد بن إسماعيل ومحمد بن مسعود قالا: انا عبد الرزاق انا
معمر عن الزهري عن سنان بن أبي سنان الدؤلي أنه سمع حسين بن
علي يحدث: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خبأ لابن صياد دخانا فسأله
عما خبأ له؟ فقال: الدخ. فقال: اخسأ.. فلن تعدو أجلك.
131

فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ما قال:؟!.
فقال بعضهم: " دخ " وقال بعضهم: " ديخ " فقال النبي
صلى الله عليه وآله وسلم: قد اختلفتم وأنا بين أظهركم فأنتم بعدي أشد
اختلافا.
ورواه عقيل عن ابن شهاب عن سنان بن أبي سنان الدؤلي عن الحسن بن
علي حدثناه يز [يد] بن سنان نا أبو صالح حدثني الليث حدثني
عقيل.
[162] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي نا أبو غسان مالك بن إسماعيل نا كامل
- أبو العلاء - عن عبد الله بن سليمان بن نافع - مولى بني هاشم - عن
الحسين بن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا بني
هاشم أطيبوا الكلام وأطعموا الطعام.
فقال رجل: ما أرى بين يديك شيئا؟.
قال: وما يدريك ما طعامي؟ ان طعامي في جذاذى فلا وحصادي.
[163] حدثنا أحمد بن يحيى نا محول بن إبراهيم عن محمد بن بكر عن أبي
الجارود عن أبي سعيد الميثمي قال: سمعت الحسين بن علي يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من لبس ثوب شهرة كساه
الله ثوب نار.
132

[164] حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقري نا مروان بن معاوية الفزاري
عن دينار - أبي أسامة - عن الشعبي قال: احتجم أبو عبد الله وهو صائم.
ثم قال: هل تدري من أبو عبد الله؟! حسين بن علي بن أبي طالب
عليه السلام.
[165] حدثنا إبراهيم بن مرزوق نا عبد الله بن داود عن يونس بن أبي
إسحاق عن العيزار بن حريث عن الحسين: أنه كان يخضب
بالوسمة.
[166] حدثنا إبراهيم بن مرزوق نا عبد الله بن داود عن يونس بن أبي
إسحاق عن العيزار بن حريث قال: رأينا الحسين مخضوبا بالحناء
والكتم
[167] وحدثنا إبراهيم بن مرزوق نا عمر بن حبيب حدثنا أبو معشر المدني عن
المقبري قال: رأيت عمرو بن عثمان والحسين بن علي يخضبان
بالسواد.
[168] وحدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ نا سفيان بن عيينة عن جعفر
بن محمد عن أبيه قال: قتل علي بن أبي طالب وله ثمان وخمسون وابنه
حسين قتل لها ومات علي بن حسين لها.
[169] حدثني أبو عبد الله جعفر بن علي الهاشمي - ثم العباسي - نا محمد بن محمد
بن أيوب قال: قتل الحسين بن علي بن أبي طالب يوم عاشوراء - وهو يوم
الأحد - لعشر مضين من المحرم بكربلاء سنة إحدى وستين قتل معه
133

من أخوته وولده وأهل بيته ثلاثة وعشرون رجلا.
134

[170] أخبرني أبو عبد الله الحسين بن علي نا أبو محمد الحسن بن يحيى بن زيد
بن حسين بن زيد بن علي بن حسين نا حسن بن حسين
الأنصاري عن أبي القاسم - مؤذن بني مازن - عن عبيد المكتب عن
إبراهيم النخعي قال: لما قتل الحسين احمرت السماء من أقطارها ثم لم
تزل حتى تفطرت وقطرت دما.
135

مسند
حديث فاطمة بنت رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)
الحسين بن علي عن أمه فاطمة (رضي الله عنهم).
[171] حدثنا أبو جعفر محمد بن عوف بن سفيان الطائي الحمصي نا موسى بن
أيوب النصيبي نا محمد بن شعيب عن صدقة - مولى عبد الرحمن بن
الوليد - عن محمد بن علي بن حسين قال: خرجت أمشي مع جدي
حسين بن علي إلى أرضه فأدركنا النعمان بن بشير على بغلة له فنزل
عنها وقال لحسين: اركب أبا عبد الله فأبى فلم يزل يقسم عليه حتى
قال: أما إنك قد كلفتني ما أكره ولكن أحدثك حديثا حدثتنيه أمي
فاطمة:
أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: " الرجل أحق
بصدر دابته وفراشه والصلاة في بيته إلا إماما يجمع الناس ".
فاركب أنت على صدر الدابة و [اردفني خلفك].
137

فقال النعمان: صدقت فاطمة حدثني أبي - وها هو ذا حي
بالمدينة - عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: إلا أن يأذن.
فلما حدته النعمان بهذا الحديث ركب حسين السرج وركب
النعمان خلفه.
[172] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا جبارة بن مغلس نا عبيد بن الوسيم
عن حسين بن الحسن عن أمه - فاطمة بنت حسين - عن أبيها عن
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم: لا يلومن إلا نفسه من بات وفي يده
غمر.
أبو هريرة عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
[173] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا عبيد بن يعيش نا المحاربي عن يحيى
بن عبيد الله عن أبيه عن أبي هريرة عن فاطمة ابنة النبي صلى الله
عليه وآله وسلم: انطلقت إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم تسأله
خادما فقال: ألا أدلك على ما هو خير لك من ذلك؟ إذا آويت
إلى فراشك فسبحي ثلاثا وثلاثين وأحمدي ثلاثا وثلاثين وكبري
أربعا وثلاثين فهو خير لك من ذلك أرضيت يا بنية؟.
138

قالت: قد رضيت.
حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عن جدته فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
[174] حدثنا يزيد بن سنان نا موسى بن إسماعيل نا [إبراهيم] بن
سلمة نا محمد بن إسحاق عن أبيه عن الحسن بن الحسن بن
علي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أكل في بيته عرقا فجاء بلال
بالأذان فقام ليصلي فأخذت بثوبه فقلت ألا تتوضأ يا أبة؟.
فقال: مم يا نبيه؟. فقلت: مما غيرت النار.
فقال: أطهر طعامكم ما مست النار.
عائشة - أم المؤمنين - عن فاطمة (رضي الله عنها) بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم.
[175] حدثنا أبو موسى - محمد بن المثنى - وأبو خالد - يزيد بن سنان - قالا: نا
عثمان بن عمر بن فارس انا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن
139

المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة: أنها
قالت: ما رأيت أحدا أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم من فاطمة وكانت إذا دخلت عليه [أخذ بي] دها فقبلها
و أجلسها في مجلسه وكان إذا دخل إليها قامت إليه فقبلته وأخذت بيده
[وأجلسته في مكانها].
فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه فأسر إليها فبكت ثم أسر
إليها فضحكت.
فقلت: كنت أرى لهذه فضلا على النساء فإذا هي امرأة من النساء
بينما هي تبكي إذ ضحكت!!.
فسألتها فقالت اني إذا لبذرة.
فلما توفي [رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سألتها
فقالت: أسر إلي فأخبرني أنه ميت فبكيت ثم أسر [إلي أني أول] أهله
لحوقا به فضحكت.
[176] حدثنا محمد بن منصور [الجواز ثنا] يعقوب بن محمد نا إبراهيم بن
سعد نا أبي عن عروة عن عائشة قالت: دعا رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم - في شكوه الذي قبض فيه - فاطمة فسارها بشئ.
140

فبكت ثم دعا [ها فسارها] فضحكت.
فسألتها عن ذلك فقالت: سارني رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم انه يقبض في وجعه هذا فبكيت ثم سارني فأخبرني: أني أول
أهله لحاقا [به فضحكت].
[177] حدثنا محمد بن عوف الطائي نا [عثمان بن] سعيد نا ابن لهيعة
عن جعفر بن ربيعة عن عبد الملك بن عبيد الله بن الأسود [عن
عروة عن عائشة قالت: دخلت على رسول الله أنا وفاطمة بنت
رسول الله [صلى الله عليه وآله وسلم] وسلم فناجاها فلما فرغ بكت ثم
ناجاها الثانية فضحكت.
فلما خرج رسو [ل الله صلى الله] عليه وآله وسلم قلت: ما رأيت
ضحكا أقرب من بكاء من اليوم!! [فسألتها وقد فقالت]: ما كنت
لأطلعك على سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فلما توفي [رسول الله] صلى الله عليه وآله وسلم سألتها فقالت:
قال: ما بعث نبي إلا كان له من العمر [نصف عمر] الذي كان قبله
وقد بلغت اليوم نصف عمر من كان قبلي ثم قال لي: [أما ترضين إنك
سيدة نساء أهل الجنة] إلا مريم بنت عمران؟!.
[178] حدثني النضر بن سلمة ثنا [محمد بن] إسحاق عن كامل أبي العلاء
عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن جعدة عن [زيد بن] أرقم
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ما من نبي إلا الذي بعده
141

يعيش نصف عمره.
[179] حدثنا أبو بكر - بكار بن قتيبة حدثنا أبو داود - صاحب الطيالسة نا
أبو عوانة نا فراس عن الشعبي عن مسروق قال: حدثتني عائشة:
قالت: كانت أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنده لم تغادر
منهن امرأة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما رآها رحب بها وقال: مرحبا يا بنتي.
ثم أجلسها عن يمينه - أو: عن شماله - ثم سارها فبكت بكاءا شديدا
فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت.
فلما قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: خصك
رسول الله من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين؟! أخبريني ماذا قال
لك؟. قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
سره.
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: أسألك
بالذي عليك من الحق أخبريني بما سارك به رسول الله؟.
قالت: أما الآن فنعم سارني المرة الأولى فقال: ان جبريل كان
يعارضني بالقرآن في كل عام مرة وأنه عارضني به العام مرتين وإني لا
أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإني أنا نعم السلف
لك. قالت: فبكيت وكان الذي رأيت فلما رأى جزعي قال: يا فاطمة
أما ترضين أنك سيدة نساء هذه الأمة - أو قال: سيدة نساء العالمين -؟
142

فضحكت ضحكي الذي رأيت.
[180] حدثنا محمد بن عوف نا... ابن غنام نا شيبان عن فراس عن
عامر عن مسروق عن عائشة (رض) قالت: بينما أزواج النبي صلى
الله عليه وآله وسلم عنده جميع لم تغادر منهن امرأة فأقبلت فاطمة تمشي
- لا والذي لا إله إلا هو ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم - فلما رآها قال: مرحبا بابنتي - مرتين - [قالت]:
فجلست عن يمينه - أو: عن يساره - فسارها فبكت بكاءا شديدا.
فقلت: ما يبكيك يا فاطمة خصك رسول الله صلى الله
وآله وسلم من بيننا بالسرار ثم أنت تجيئين بما أرى من البكاء؟ فلما
رأى جزعها سارها الثانية فإذا هي تفتر ضاحكة.
فقلت: ما رأيت بكاء أقرب من ضحك كاليوم.
قالت: فلما قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت: حدثيني يا
فاطمة بما سارك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
143

قالت: لا والله.. ما كنت لأفشي على رسول الله سره.
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت: عزمت عليك
بما لي عليك من الحق لما حدثتيني بما سارك به رسول الله يوم تعلمين.
قالت: أما الآن فنعم أما المرة الأولى قال: إن جبريل كان
يعارضني بالقرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين وإني لا
أرى أجلي إلا قد قرب فاتقي الله واصبري فإني نعم السلف أنا لك
فجزعت فكان البكاء لذلك فسارني الثانية فقال: أما ترضين أن تأتين
يوم القيامة سيدة نساء المؤمنين - أو: نساء أهل الجنة؟!.
[181] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا أبو نعيم - ضرار بن صرد - أنا عبد الكريم
- أبو يعفور - نا جابر عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت:
حدثتني فاطمة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
زوجك أعلم الناس علما وأولهم إسلما وأفضلهم حلما.
أم سلمة عن فاطمة رضي الله عنهما - بنت رسول الله (صلى الله عليه
وآله وسلم).
[182] حدثنا أبو موسى - محمد بن المثنى العنزي - نا محمد بن خالد بن عثمة
نا موسى بن يعقوب نا هاشم بن هاشم عن عبد الله بن وهب: أن أم
سلمة أخبرته: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دعى فاطمة
فحدثها فبكت ثم حدثها فضحكت قالت أم سلمة: فلما توفي
144

رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سألتها عن بكائها وعن ضحكها؟.
فقالت: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بموته فبكيت
ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة فضحكت.
[183] حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح - نا
عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال: سمعت أم سلمة
تحدث: أن فاطمة جاءت إلى نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم تشتكي
أثر الخدمة وتسأله خادما قالت: يا رسول الله لقد مجلت يداي من
الرحى أطحن مرة وأعجن مرة.
فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان يرزقك الله شيئا
سيأتيك وسأدلك على خير من ذلك إذا لزمت مضجعك فسبحي الله
ثلاثا وثلاثين وكبري الله ثلاثا وثلاثين وأحمدي الله أربعا وثلاثين فتلك
مائة وهو خير لك من الخادم.
أسماء بنت عميس عن فاطمة (رضي الله عنهما) بنت رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم).
[184] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا ضرار بن صرد نا محمد بن إسماعيل
بن أبي فديك نا محمد بن موسى عن فاطمة بنت محمد عليهما السلام:
ان رسول الله اتاها ى. ما فقال: ابن ابني - يعني: حسنا وحسينا -؟.
قالت: قلت: أصبحنا وليس في بيتنا شئ يذوقه ذائق فقال علي:
أذهب بهما فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ فذهب
145

بهما إلى فلان اليهودي. فوجه إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوجدهما يلعبان في
مشربة بين أيديهما فضل من تمر.
فقال: يا علي... ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر عليهما؟!
قال: فقال علي: أصبحنا وليس في بيتنا شئ فلو جلست يا
رسول الله حتى أجمع لفاطمة تمرات.
فجلس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعلي ينزع لليهودي كل
دلو بتمرة حتى أجتمع له شئ من تمر فجعله في حجزته ثم أقبل..
فحمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحدهما وحمل علي
الآخر حتى أقلبهما.
فاطمة بنت حسين بن علي بن أبي طالب عن جدتها فاطمة (رضي
الله عنهم أجمعين).
[185] حدثنا أبو خالد - يزيد بن سنان - نا سعيد بن أبي مريم أنا نافع بن
يزيد عن ابن غزية عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان: أن أمه
فاطمة بنت حسين حدثته: أن عائشة كانت تقول: إن رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم - في مرضه الذي قبض فيه - قال لفاطمة: يا
146

بنية احني علي فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه وهي
تبكي وعائشة حاضرة.
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ذلك بساعة: احني
علي يا بنية. فأحنت عليه فناجاها ساعة ثم انكشفت عنه وهي
تضحك.
قال: فقالت عائشة: أي بنية أخبريني ماذا ناجاك أبوك؟!
قالت: أوشكت رأيتيه نا جاني على حال سر ثم ظننت اني أخبر
بسره وهو حي؟.
قالت: فشق ذلك على عائشة أن يكون سر دونها.
فلما قبضة الله قالت عائشة: [أسألك بالذي عليك من الحق أخبريني
بما سارك به رسول الله.
قالت] فاطمة: أما الآن.. فنعم نا جاني في المرة الأولى
فأخبرني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن في كل عام مرة - وانه عارضني
القرآن العام مرتين - وأخبرني: انه لم يكن نبي إلا عاش نصف عمر الذي
كان قبله وأنه أخبرني: أن عيسى عاش عشرين ومائة سنة فلا أراني
إلا ذاهب على رأس ستين فأبكاني ذلك وقال: يا بنية انه ليس من
نساء المسلمين امرأة أعظم ذرية منك فلا تكوني أدنى امرأة صبرا.
ثم ناجاني في الآخرة فأخبرني اني أول أهله لحوقا به وقال: إنك
سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من البتول مريم بنت عران فضحكت
لذلك.
147

[186] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي حدثنا إسحاق بن منصور ثنا الحسن بن
صالح... عن ليث عن عبد الله بن حسن عن فاطمة بنت
الحسين عن فاطمة الكبرى قالت: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم
إذا دخل المسجد صلى الله على محمد وقال: اللهم اغفر لي ذنوبي
وافتح لي أبواب رحمتك. فإذا خرج صلى على محمد و [قال]: اللهم
اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك.
[187] حدثنا محمد بن عوف نا موسى بن داود نا عبد العزيز الدراوردي عن
عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عن فاطمة قالت: كان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل المسجد قال: " بسم الله
والحمد الله وصلى الله على رسول الله وسلم.. اللهم اغفر لي ذنوبي وسهل
لي أبواب رحمتك ".
وإذا خرج قال مثل ذلك إلا أنه يقول: " اللهم اغفر لي ذنوبي
وسهل لي أبواب فضلك ".
[188] حدثنا يونس بن عبد الأعلى نا عبد الله بن وهب قال: أخبرني
أبو سعيد التميمي عن روح بن القاسم عن عبد الله بن حسن عن أمه
فاطمة: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا دخلت المسجد
فصل على النبي وقل: " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك "
وإذا خرجت فصل على النبي وقل: " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي
أبواب فضلك ".
[189] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي نا عبد الرحمن بن دبيس الملائي نا بشير
بن زياد الجزري عن عبد الله بن حسن عن أمه فاطمة بنت حسين
148

عن فاطمة الكبرى قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إذا
مرض العبد أوحى الله إلى ملائكته أن ارفعوا عن عبدي القلم ما دام في
وثاقي فإني أنا حبسته حتى أقبضه أو أخلي سبيله.
قال: فذكرت لبعض ولده فقال: كان أبي يقول: أوحى الله إلى
ملائكته: اكتبوا لعبدي أجر ما كان يعمل في صحته.
[190] حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي نا عبد الرحمن بن دبيس نا بشير بن
زياد عن عبد الله بن حسن عن أمه عن فاطمة الكبرى قالت: قال
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما التقى جندان ظالمان الا
تخلى الله منهما فلم يبال أيهما وما التقى جندان ظالمان الا
كانت الدائرة على أعتاهما.
[191] حدثنا يزيد بن سنان نا الحسن بن علي الواسطي نا بشير بن ميمون
الواسطي نا عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب قال:
حدثتني أمي فاطمة بنت الحسين عن فاطمة الكبرى بنت محمد: أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يعوذ الحسن والحسين ويعلمهما
هؤلاء الكلمات كما يعلمهما السورة من القرآن يقول: " أعوذ بكلمات
الله التامة من شر كل شيطان وهامة وكل عين لامة ".
[192] حدثني أحمد بن يحيى - أبو جعفر الأودي - نا علي بن ثابت الدهان أنا
منصور بن أبي الأسود عن مسلم عن حبيب بن أبي ثابت عن شهر بن
حوشب عن أم سلمة - زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم - قالت: إن
149

نبي الله أخذ ثوبا فجلله فاطمة وعليا والحسن والحسين - وهو معهم -
ثم قرأ هذه الآية: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و
يطهركم تطهيرا ".
قالت: فجئت أدخل معهم فقال: مكانك.. إنك على خير.
[193] حدثنا يزيد بن سنان نا موسى بن إسماعيل نا حماد بن سلمة نا علي بن
زيد عن شهر بن حوشب عن أم سلمة: أن رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم قال لفاطمة: ائتيني يزوجك وابنيك فجاءت بهم فألقى
عليهم كساء فدكيا ثم وضع يده عليهم ثم قال: اللهم إن هؤلاء آل
محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد إنك حميد مجيد.
قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وقال: إنك على خير.
[194] حدثنا يزيد بن سنان نا أحمد بن أيوب الشعيري نا سفيان بن حبيب
عن عوف عن عطية الطفاوي عن أبيه قال: حدثتني أم سلمة: أن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اعتنق عليا وفاطمة والحسن والحسين
وقبلهما وأغدف عليهم خميصة كانت عليه سوداء ثم قال اللهم
إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي.
فقلت: يا رسول الله وأنا؟ قال: وأنت.
150

وفاة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
[195] حدثنا محمد بن منصور الجواز نا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار
عن محمد بن علي قال: لبثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ثلاثة أشهر وقال ابن شهاب: ستة أشهر.
[196] حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي نا عبد الرزاق بن همام أنا
معمر قال: قلت للزهري: كم مكثت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم؟!. قال: ستة أشهر.
[197] حدثنا محمد بن عوف نا عثمان بن سعيد نا شعيب بن أبي حمزة عن
الزهري عن عروة عن عائشة قالت: عاشت فاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ستة
أشهر.
[198] حدثني عبيد الله بن سعيد نا أبي نا عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود
- محمد بن عبد الرحمن - عن عروة بن الزبير قال: توفيت فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خلافة أبي بكر بعد النبي صلى
الله عليه وآله وسلم ستة أشهر.
[199] حدثني عبيد الله بن سعيد حدثني أبي حدثني أبو عون - عمر بن تميم
151

الأنصاري - عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي عمرو الأنصاري عن
أبي جعفر محمد بن علي قال: توفيت فاطمة بعد النبي صلى الله عليه وآله
وسلم بخمسة وتسعين ليلة في سنة إحدى عشرة.
[200] أخبرني محمد بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن عمرو قال:
وفي سنة إحدى عشرة ماتت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم ليلة الثلاثاء لثلاث ليال خلون من شهر رمضان وهي بنت تسع
وعشرين سنة أو نحوها.
[201] قال محمد بن عمرو: حدثني ابن أبي سبرة عن يحيى بن شبل عن أبي جعفر
قال: دخل العباس على علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وأحدهما يقول لصاحبه: أينا أكبر؟ فقال
العباس: ولدت يا علي قبل بناء قريش البيت بسبع سنوات وولدت
ابنتي وقريش تبني البيت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يومئذ
ابن خمس وثلاثين سنة قبل النبوة بخمس سنين.
[202] قال محمد بن عمرو: حدثني محمد بن موسى عن عمارة بن المهاجر
عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر: أن فاطمة أوصت عليا أن يغسلها
وأسماء بنت عميس فغسلاها حين ماتت.
[203] قال محمد بن عمرو: حدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي عن أبيه
152

عن علي بن حسين عن ابن عباس قال: كانت فاطمة قد مرضت
مرضا شديدا فقالت لأسماء بنت عميس: ألا ترين إلى ما بلغت؟ فلا
تحمليني على سرير ظاهر.
فقالت: لا.. لعمري ولكن أصنع نعشا كما رأيت يصنع بالحبشة.
قالت: فأرينيه.
فأرسلت إلى جرائد رطبة فقطعت من الأسواق ثم جعلت على
السرير نعشا وهو أول ما كان النعش فتبسمت وما رؤيت مبتسمة
إلا يومئذ ثم حملناه فدفناها ليلا.
[204] قال محمد بن عمرو: حدثني عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن
حنيف عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن عمرة بنت عبد الرحمن
قالت: فصلى عليها العباس بن عبد المطلب ونزل في حفرتها هو وعلي
والفضل بن عباس.
[205] حدثني أبو محمد - النضر بن سلمة المروزي - سنة خمسين ومائتين نا محمد
بن الحسن ويحيى بن المغيرة بن قزعة قالا: نا محمد بن موسى الفطري
عن عون بن محمد بن علي بن أبي طالب عن أمه أم جعفر عن أسماء
بنت عميس: إني قد استقبحت ما يصنع بالنساء إنه ليطرح على المرأة
الثوب فيصفها من رأى.
153

فقالت أسماء: يا بنت رسول الله أنا أريك شيئا رأيته بأرض
الحبشة.
قالت: فدعت بجريدة رطبة فحنتها ثم طرحت عليها ثوبا.
فقالت: ما أحسن هذا وأجمله! تعرف به المرأة من الرجل.
قال: فقالت فاطمة: فإذا مت فاغسليني أنت [و] لا يدخلن
علي أحد. فلما توفيت فاطمة جاءت عائشة [ل‍] تدخل عليها فقالت
أسماء: لا تدخلي.
فكلمت عائشة أبا بكر فقالت: إن هذه الخثعمية تحول بيننا وبين
ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد جعلت لها مثل هودج العروس.
[فجاء أبو بكر فوقف على الباب فقال: يا أسماء ما حالك على أن
منعت أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجعلت لها أمرتني أن لا يدخل
العروس!!]. فقالت أسماء لأبي بكر: [هي] أمرتني ان لا يدخل
عليها أحد وأريتها هذا الذي صنعت - وهي حية - فأمرتني أن أصنع ذلك
لها.
فقال أبو بكر: اصنعي ما أمرتك فانصرف عنها وغسلها علي
وأسماء.
[206] حدثنا أبو محمد - النضر بن سلمة - نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد و
عبد العزيز بن عبد الله العامري عن إبراهيم بن سعد عن محمد بن
إسحاق عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن أبيه عن أمه
154

سلمى - قالت: اشتكت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم فمرضناها فأصبحت يوما كأمثل ما رأيناها في شكواها فخرج
علي بن أبي طالب لبعض حاجته.
فقالت فاطمة: اسكبي لي يا أماه غسلا فسكبت لها غسلا
فاغتسلت كأحسن ما كنت أراها تغتسل.
قالت: ثم قالت: يا أماه ناوليني ثيابي الجدد.
فناولتها فلبستها ثم جاءت إلى البيت الذي ماتت فيه.
فقالت: قدمي فراشي وسط البيت فاضطجعت فاطمة عليه
ووضعت يدها اليمنى تحت خدها ثم استقبلت القبلة ثم قالت فاطمة:
يا أماه إني مقبوضة الآن فلا يكشفني أحد ولا يغسلني أحد.
قالت: فقبضت مكانها.
قالت: ودخل علي بن أبي طالب فأخبرته بالذي قالت وبالذي
أمرتني.
155

فقال علي: والله لا يكشفها أحد فاحتملها فدفنها بغسلها ذلك ولم
يكفنها أحد ولا غسلها أحد.
156

ذكر " أم كلثوم " بنت فاطمة (رضي الله عنها) بنت رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)
[207] سمعت أحمد بن عبد الجبار قال: سمعت يونس بن بكير قال: سمعت
ابن إسحاق يقول: ولدت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم لعلي بن أبي طالب حسنا وحسينا ومحسنا فذهب محسن صغيرا
وولدت له أم كلثوم وزينب.
[208] قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: خطب عمر
بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته " أم كلثوم " فأقبل علي عليه
وقال: هي صغيرة فقال عمر: لا والله ما ذلك... لكن أردت
منعي فإن كانت كما تقول فابعثها إلي فرجع علي فدعاها فأعطاها
حلة وقال: انطلقي بهذه إلى أمير المؤمنين فقولي: يقول لك أبي كيف ترى
هذه الحلة؟.
فأتته بها فقالت له ذلك فأخذ عمر بذراعها فاجتذبتها منه
فقالت: أرسل.
157

فأرسلها وقال: حصان كريم. انطلقي فقولي له: ما أحسنها...
وأجملها ليست - والله - كما قلت.
فزوجها إياه.
158

[209] حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن [بكير] عن خالد بن صالح
عن واقد بن محمد بن عبد الله بن عمر عن بعض أهله قال: خطب عمر
بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم - وأمها: فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - فقال له علي: إن (علي فيه أمر)
حتى استأذنهم.
فأتى ولد فاطمة فذكر ذلك لهم فقالوا: زوجه.
فدعا " أم كلثوم " وهي يومئذ صبية فقال: انطلقي إلى أمير المؤمنين
فقولي له: إن أبي يقرؤك السلام ويقول لك: إنا قد قضينا حاجتك
التي طلبت.
فأخذها عمر فضمها إليه وقال: إني خطبتها من أبيها فزوجنيها.
فقيل: يا أمير المؤمنين ما كنت تريد انها صبية صغيرة؟!.
فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: " كل
سبب منقطع يوم القيامة إلا سببي " فأردت أن يكون بيني وبين
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبب صهر.
159

[210] وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح نا حبيب - كاتب مالك بن أنس -
نا عبد العزيز الداروردي عن زيد بن أسلم عن أبيه - مولى عمر بن
الخطاب - قال: خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فاستشار
علي العباس وعقيلا والحسن.
فغضب عقيل وقال لعلي: ما تزيد الأيام والشهور الا العمى في
أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن.
فقال علي للعباس: والله ما ذاك منه نصيحة ولكن درة عمر
أحوجته إلى ما ترى أم والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني
عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:
" كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ".
[211] حدثني عبد العزيز بن منيب - أبو الدرداء المرزوي - نا خالد بن خداش
ح، وحدثني إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سليمان بن بلال بن أبي
الدرداء الأنصاري - أبو يعقوب - نا أبو الجماهير - محمد بن عثمان - قالا:
نا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه عن جده أن عمر بن الخطاب
تزوج أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب على أربعين ألف درهم.
160

[212] حدثنا عبد الله بن محمد - أبو أسامة - نا حجاج بن أبي منيع نا جدي
عن الزهري قال: أم كلثوم بنت علي من فاطمة تزوجها عمر بن
الخطاب فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب.
[213] حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال:
وتزوج أم كلثوم بنت علي عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر وامرأة
معه فمات عمر عنها.
[214] حدثنا عبد الله بن محمد - أبو أسامة الحلبي - نا حجاج بن أبي منيع
نا جدي عن الزهري قال: ثم خلف على " أم كلثوم " بعد عمر بن
الخطاب عون بن جعفر بن أبي طالب فلم تلد له شيئا حتى مات.
[215] حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: فلما مات عمر عن أم كلثوم بنت علي تزوجت عون بن جعفر فهلك عنها
161

ولم يصب منها ولدا.
[216] قال ابن إسحاق: فحدثني والدي إسحاق بن يسار عن حسن بن حسن بن
علي بن أبي طالب قال: لما أيمت أم كلثوم بنت علي بن أبي
طالب من عمر بن الخطاب دخل عليها حسن وحسين - أخواها - فقالا
لها: انك من عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن فيه وانك والله
لئن أمكنت عليا من رمتك لينكحنك بعض ايتامه ولئن أردت أن
تصيبين بنفسك مالا عظيما لتصيبينه فوالله ما قاما حتى طلع " علي "
يتكيء على عصاه فجلس فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر منزلتهم من
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: قد عرفتم منزلتكم يا بني فاطمة
وأثرتكم وهو عندي على سائر ولدي لمكانكم من رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وقرابتكم منه.
فقالوا: صدقت رحمك الله فجزاك الله عنا خيرا.
فقال: أي بنية إن الله قد جعل أمرك بيدك فأنا أحب أن تجعليه
بيدي.
فقالت: أي أبة. والله اني لامرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء فأنا
أحب أصيب ما يصيب النساء من الدنيا وأنا أريد ان انظر في أمر
نفسي.
فقال: لا والله يا بنية ما هذا من رأيك ما هو إلا رأي هذين ثم قام
فقال: والله لا أكلم رجلا منهم أو تفعلين.
فأخذا بثيابه فقالا: اجلس يا أبة فوالله ما على هجرانك من صبر
162

اجعلي أمرك بيده.
فقالت: قد فعلت.
فقال: فإني قد زوجتك من عون بن جعفر - وإنه لغلام - ثم رجع إليها
فبعث إليها بأربعة آلاف درهم وبعث إلى ابن أخيه فأدخلها عليه.
قال حسن: فوالله ما سمعت بمثل عشق منها له منذ خلقك الله.
[217] قال ابن إسحاق فما نشب عون أن هلك فرجع إليها علي فقال:
يا بنية اجعلي أمرك بيدي. ففعلت فزوجها محمد بن جعفر ثم خرج
فبعث إليها بأربعة آلاف درهم ثم أدخلها عليه.
فمات عنها فتزوجها عبد الله بن جعفر ومات عنها ولم يصب منها
ولدا.
[218] حدثنا عبد الله بن محمد - أبو أسامة - نا حجاج بن أبي منيع نا جدي عن
ابن شهاب قال: ثم خلف علي أم كلثوم بعد عون بن جعفر محمد بن
جعفر فولدت له جارية يقال لها: " نبتة " نعشت من مكة إلى المدينة
على سرير فلما قدمت المدينة توفيت.
163

ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر وعون بن جعفر ومحمد بن جعفر
عبد الله بن جعفر فلم تلد له شيئا حتى ماتت عنده
[219] أخبرني أبو موسى العباسي عن يحيى بن الحسين، ح، وأخبرني طاهر بن
يحيى بن الحسن عن أبيه قال: وأم كلثوم الكبرى ابنه علي من فاطمة
ولدت لعمر بن الخطاب " زيدا " و " رقية " وقد انقرضا فلم بيق
لعمر ولد من أم كلثوم.
[220] حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق الجوزجاني نا يزيد بن
هارون أنا حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمار ان أم كلثوم بنت
علي وزيد بن عمر ماتا فكفنا - وصلى عليهما سعيد بن العاص وخلفه
الحسن والحسين وأبو هريرة.
[221] حدثنا إبراهيم بن يعقوب نا يزيد بن هارون أنا إسماعيل بن أبي
خالد قال: تذاكرنا عند عامر جنائز الرجال والنساء.
فقال عامر: جئت وقد صلى عبد الله بن عمر على أخيه زيد بن عمر
164

وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
165

ذكر زينب بنت فاطمة (رضي الله عنهما) بنت رسول الله
(صلى الله عليه وآله وسلم)
[222] حدثنا عبد الله بن محمد - أبو أسامة الحلبي - نا حجاج بن أبي منيع
حدثني جدي عن ابن شهاب الزهري قال: وأما زينب ابنة علي
فتزوجها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فماتت عنده وقد ولدت له علي
بن عبد الله وأخا له - آخر - يقال له عون.
[223] حدثنا أحمد بن عبد الجبار نا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق
قال: وكانت زينب ابنة علي من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم تحت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فولدت له: " علي بن
عبد الله " و " أم أبيها " فتزوج " أم أبيها " عبد الملك بن مروان فطلقها
فتزوجها علي بن عبد الله بن عباس.
[224] وأخبرني أبو موسى عن يحيى بن الحسن، ح، وأخبرني طاهر بن يحيى بن
الحسن عن أبيه قال: زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب أمها
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لها: علي وجعفر
وعون وعباس وأم كلثوم بنو عبد الله بن جعفر.
وقد روت زينب عن أمها فاطمة بنت رسول الله (ص) غير شئ.
166

[فضائل أهل البيت وشيعتهم]
[225] حدثني أبو خالد - يزيد بن سنان - حدثني نضر بن علي الجهني حدثني
علي بن جعفر بن محمد بن علي بن حسين بن علي بن أبي طالب
حدثني أخي - موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه - جعفر بن محمد -
عن أبيه محمد بن علي - عن أبيه - علي بن حسين - عن أبيه - حسين بن
علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخذ بيد
حسن وحسين فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي
في درجتي يوم القيامة
[226] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز
حدثني حسين بن زيد بن علي بن عمر بن علي بن حسين عن علي
بن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن حسين عن أبيه - الحسين بن
167

علي عن علي بن أبي طالب: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال
لفاطمة: يا فاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
[227] حدثنا أحمد بن يحيى الأودي نا يحيى بن محمد بن بشير نا محمد بن
علي الكندي عن محمد بن سالم عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن
علي عن أبيه علي بن حسين عن أبيه حسين بن علي عن أبيه علي بن
أبي طالب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي ان
شيعتنا يخرجون من قبورهم وجوههم كالقمر ليلة البدر مستورة
جوارحهم مسكنة روعتهم قد أعطوا الأمن والإيمان يخاف الناس و
لا يخافون ويحزن الناس ولا يحزنون وهم على نوق بيض لها أجنحة قد
ذللت من غير مهانة وركبت من غير رياضة أعناقها ذهب أحمر ألين
من الحرير لكرامتهم على الله عز وجل.
[228] حدثنا إبراهيم بن مرزوق نا أبو عامر العقدي حدثني كثير بن زيد عن
محمد بن عمر بن علي عن علي: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
حضر الشجرة بخم قال: فخرج آخذا بيد علي فقال: يا أيها الناس ألستم
تشهدون أن الله ورسوله أولى بكم من أنفسكم؟ وأن الله ورسوله
مولاكم؟!.
قالوا: بلى.
قال: فمن كنت مولاه فإن عليا مولاه - أو قال: فإن هذا مولاه -
إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لم تضلوا كتاب الله وأهل بيتي.
168

[229] حدثنا إبراهيم بن مرزوق نا بهلول بن مورق أنا موسى بن عبيدة
أخبرني عمرو بن عبد الله بن نوفل عن ابن شهاب عن أبي سلمة عن
عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال جبريل:
قلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد رجلا أفضل من محمد وقلبت
لي الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم.
آخر كتاب الذرية عليهم السلام
الفقير إلى رحمة الله سبحانه وتعالى لتقصيره الخائف الراجي عفو الله عند
عوده إليه ومصيره، نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن حواري التنوخي الحنفي
غفر الله تعالى ذنوبه وستر عيوبه وتقبل عمله وبلغه من أمر الدنيا و الآخرة
أمله ورضى عنه وعن والديه وعن جميع المسلمين
وكان الفراغ من ذلك بالمسجد المبارك الذي أنشأته بظاهر دمشق المحروسة
بخط " طواحين الأشنان " تقبله الله تعالى وعمره بذكره.
وذلك في يوم السبت السابع عشر من المحرم سنة تسع وستين وستمائة
أحسن الله سبحانه وتعالى تقضيها في خير وعافية وسرور و أمن ورخاء
والحمد الله أولا وآخرا وباطنا وظاهرا.
169