الكتاب: الديباج على مسلم
المؤلف: جلال الدين السيوطي
الجزء: ٦
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٦ - ١٩٩٦ م
المطبعة:
الناشر: دار ابن عفان للنشر والتوزيع - المملكة العربية السعودية
ردمك:
ملاحظات:

الديباج
على صحيح مسلم بن
الحجاج
1

الديباج
على صحيح مسلم بن الحجاج
للحافظ
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
السيوطي
حققه، وعلق عليه
أبو إسحاق الحويني الأثري
الجزء السادس
الناشر
دار ابن عفان
للطباعة والنشر
3

الطبعة الأولى
1416 ه‍ - 1996 م
حقوق الطبع محفوظة
الناشر
دار ابن عفان للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية
الخبر
ص ب: 20745 رمز: 31952
هاتف: 8987506 فاكس: 8269864
4

(1) باب كيفية الخلق الآدمي، في بطن أمه، وكتابة رزقه وأجله وعمله،
وشقاوته وسعادته
1 - (2643) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو معاوية
ووكيع. ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني (واللفظ له).
حدثنا أبي معاوية ووكيع. قالوا: حدثنا الأعمش عن زيد بن
وهب، عن عبد الله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الصادق
المصدوق (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما. ثم يكون
في ذلك علقة مثل ذلك. ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك. ثم
يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمره بأربع كلمات: بكتب رزقه،
وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره! إن أحدكم
ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع. فيسبق عليه
الكتاب. فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل
أهل النار. حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع. فيسبق عليه الكتاب.
فيعمل بعمل أهل الجنة. فيدخلها).
* * *
(...) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم. كلاهما عن
جرير بن عبد الحميد. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا عيسى بن
يونس. ح وحدثني أبو سعيد الأشج. حدثنا وكيع. ح وحدثناه عبيد الله
ابن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة بن الحجاج. كلهم عن الأعمش،
بهذا الإسناد.
قال في حديث وكيع (إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين
ليلة). وقال في حديث معاذ عن شعبة (أربعين ليلة أربعين يوما). وأما
5

في حديث جرير وعيسى (أربعين يوما).
وهو الصادق المصدوق أي فيما يأتيه من الوحي الكريم) (1).
إن أحدكم بكسر الهمزة على حكايته لفظه صلى الله عليه وسلم
ثم يرسل إليه الملك قال القاضي المراد بإرساله في هذه الأشياء أمره بها
وبالتصرف فيها بهذه وبالأفعال وإلا فقد صرح في الحديث بأنه موكل
بالرحم وأنه يقول يا رب نطفة يا رب علقة...).
قال النووي وظاهر هذا الحديث إرساله بعد مائة وعشرين
يوما وفي الروايات بعده أنه بعد أربعين أو بضع وأربعين ليلة وهي مؤولة
بما يشار إليه لاتفاق العلماء على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد أربعة أشهر.
بكتب رزقه هو بباء الجر في أوله بدل من أربع).
وشقي أو سعيد بالرفع خبر هو مقدرا.
ما يكون بينه وبينها إلا ذراع قال النووي المراد بالذراع
التمثيل للقرب من موته ودخوله عقبه إلى تلك الدار أي ما بقي بينه وبين
أن يصلها إلا كمن بقي بينه وبين موضع من الأرض ذراع.
قال ثم إن من لطف الله تعالى وسعة رحمته أن انقلاب الناس من الشر
إلى الخير فيه كثرة وأما انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور
ونهاية القلة وهو نحو قوله إن رحمتي غلبت غضبي)
حذيفة بن 2 - (2644) (حدثنا) محمد بن عبد الله بن نمير وزهير بن حرب (واللفظ
لابن نمير) قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي الطفيل عن
حذيفة بن أسيد يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل
6

الملك على النطفة بعد
ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أو سعيد
فيكتبان فيقول أي رب أذكر أو أنثى فيكتبان ويكتب عمله واثره واجله
ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص
* * *
حذيفة بن أسيد بفتح الهمزة
فيكتبان بضم أوله قال النووي المراد بكتب جميع ما
ذكر من الرزق والأجل والسعادة والشقاوة والعمل والذكورة والأنوثة أن
ذلك يظهر للملك ويأمره بإنفاذه وكتابته وإلا فقضاء الله سابق على ذلك
وعمله وإرادته لكل ذلك موجود في الأزل 3 - (2645) (حدثني) أبو الطاهر أحمد بن
عمرو بن سرح أخبرنا ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الزبير المكي ان
عامر بن واثلة حدثه انه سمع عبد الله بن مسعود يقول الشقي من شقى في بطن أمه
والسعيد من وعظ بغيره فاتى رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال
له حذيفة بن أسيد الغفاري فحدثه بذلك من قول ابن مسعود فقال وكيف يشقى
رجل بغير عمل فقال له الرجل أتعجب من ذلك فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها
وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها ثم قال يا رب أذكر أم أنثى
فيقضى ربك ما شاء ويكتب الملك ثم يقول يا رب اجله فيقول ربك ما شاء
ويكتب الملك ثم يقول يا رب رزقه فيقضى ربك ما شاء ويكتب
7

الملك ثم يخرج الملك بالصحيفة في يده فلا يزيد على ما امر ولا ينقص
(...) (حدثنا) أحمد بن
عثمان النوفلي أخبرنا أبو عاصم حدثنا ابن جريج اخبرني أبو الزبير ان أبا الطفيل اخبره انه سمع عبد الله بن مسعود يقول وساق الحديث بمثل حديث عمرو بن
الحارث
* * *
إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها إلى
آخره قال القاضي وغيره ليس هو على ظاهره ولا يصح حمله على
ظاهره بل المراد بتصويرها إلخ أنه يكتب ذلك ثم يفعله في وقت آخر
لأن التصوير عقب الأربعين الأولى غير موجود في العادة وإنما يقع
في الأربعين الثالثة وهي مدة المضغة
4 (...) (حدثني) محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا يحيى بن أبي بكير حدثنا زهير
أبو خيثمة حدثني عبد الله بن عطاء ان عكرمة بن خالد حدثه ان أبا الطفيل حدثه
قال دخلت على أبى سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري فقال سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم باذني هاتين يقول إن النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم
يتصور عليها الملك قال زهير حسبته قال الذي يخلقها فيقول يا رب أذكر أو
أنثى فيجعله الله ذكرا أو أنثى ثم يقول يا رب أسوى أو غير سوى فيجعله الله
سويا أو غير سوى ثم يقول يا رب
8

ما رزقه ما اجله ما خلقه ثم يجعله الله شقيا أو
سعيدا
* * *
(...) (حدثني) عبد الوارث بن عبد الصمد حدثني أبي حدثنا ربيعة بن كلثوم حدثني أبي
كلثوم عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري صاحب رسول الله صلى الله
عليه وسلم رفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ملكا موكلا بالرحم
إذا أراد الله ان يخلق شيئا بإذن الله لبضع وأربعين ليلة ثم ذكر نحو
حديثهم
* * *
على أبي سريحة بفتح السين والحاء المهملتين وكسر الراء
ثم يتصور عليها الملك في نسخة يتسور بالسين أي ينزل
والصاد بدل من السين 6 - (2647) (حدثنا) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وزهير
ابن حرب وإسحاق بن إبراهيم (واللفظ لزهير) قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران
حدثنا جرير طعن منصور عن سعد بن ط عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي قال كنا
في جنازة في بقيع الغرقد فاتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقعد وقعدنا
حوله ومعه مخصرة فنكس فجعل ينكت بمخصرته ثم قال ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة الا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار والا وقد
كتبت شقية أو سعيدة قال فقال رجل يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا
وندع العمل فقال من كان من أهل السعادة فسيصير إلى عمل أهل السعادة
ومن كان من أهل الشقاوة فسيصير إلى عمل أهل
9

الشقاوة فقال اعملوا فكل
ميسر اما أهل السعادة فييسرون لعمل أهل السعادة واما أهل الشقاوة
فييسرون لعمل أهل الشقاوة ثم قرأ فاما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى
فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى
* * *
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وهناد بن السرى قالا حدثنا أبو الأحوص عن
منصور بهذا الاسناد في معناه وقال فاخذ عودا ولم يقل مخصرة وقال ابن أبي
شيبة في حديثه عن أبي الأحوص ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
* * *
7 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو سعيد الأشج قالوا حدثنا
وكيع ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش ح وحدثنا أبو كريب
(واللفظ له) حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبي
عبد الرحمن السلمي عن علي قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم
جالسا وفى يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال ما منكم من نفس الا
وقد علم منزلها من الجنة والنار قالوا يا رسول الله فلم نعمل أفلا نتكل قال
لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له ثم قرأ فاما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى
إلى قوله فسنيسره للعسرى
* * *
10

(حدثنا) محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور والأعمش انهما سمعا سعد بن عبيدة
يحدثه عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
* * *
مخصرة بكسر الميم ما أخذه الإنسان بيده واختصره من عصا لطيفة
وعكازة ونحوها
فنكس بتخفيف الكاف وتشديدها
أي خفض رأسه وطأطأه إلى الأرض على هيئة المهموم.
ينكت بفتح أوله وضم الكاف وآخره مثناة فوق
أي يخط بها خطا يسيرا مرة بعد مرة وهذا فعل المهموم المفكر.
8 - (2648) (حدثنا) أحمد بن يونس حدثنا زهير حدثنا أبو الزبير ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو خيثمة عن أبي الزبير عن جابر قال جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال يا رسول الله بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن فيما العمل اليوم أفيما جفت به الأقلام
وجرت به المقادير أم فيما نستقبل قال لا بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير
قال ففيم العمل قال زهير ثم تكلم أبو الزبير بشئ لم افهمه فسألت ما قال فقال
اعملوا فكل ميسر
11

(...) (حدثني) أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب اخبرني عمرو بن الحارث
عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى وفيه فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عامل ميسر لعمله
* * *
جفت به الأقلام أي التي كتبته في اللوح المحفوظ.
أي تمت كتابته وامتنعت في الزيادة والنقصان.
قال العلماء وكتاب الله ولوحه وقلمه والصحف المذكورة في
الأحاديث كل ذلك مما يجب الإيمان به وأما كيفية ذلك وصفتها فعلمها
إلى الله تعالى.
وجرت به المقادير قال أبو المظفر السمعاني سبيل معرفة هذا الباب
التوقيف من الكتاب والسنة دون محض القياس ومجرد العقول
فمن عدل عن التوقيف فيه ض وتاه في بحار الحيرة ولم يبلغ شفاء
النفس ولم يصل إلى ما يطمئن إليه القلب لأن القدر سر من أسرار الله تعالى،
ضربت دونه الأستار اختص الله تعالى به وحجبه عن عقول الخلق ومعارفهم لما
علمه من الحكمة وأوجب لنا أن نقف حيث حد لنا ولا نتجاوزه وقد طوى الله
علم القدر عن العالم فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب.
وقيل إن سر القدر ينكشف لهم إذا دخلوا الجنة ولا ينكشف قبل
دخولها.
* * *
12

10 - (2650) (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم الحنظلي حدثنا عثمان بن عمر حدثنا
عرزة بن ثابت عن يحيى بن عقيل عن يحيى بن يعمر عن أبي الأسود الدئلي
قال قال لي عمران بن الحصين أرأيت ما يعمل الناس اليوم ويكدحون فيه
أشئ قضى عليهم ومضى عليهم من قدر ما سبق أو فيما يستقبلون به
مما اتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقلت بل شئ قضى عليهم ومضى
عليهم قال فقال أفلا يكون ظلما قال ففزعت من ذلك فزعا شديدا وقلت
كل شئ خلق الله وملك يده فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون فقال لي يرحمك الله انى لم أرد بما سألتك الا لأحزر عقلك ان رجلين من مزينة
اتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا يا رسول الله أرأيت ما يعمل الناس
اليوم ويكدحون فيه أشئ قضى عليهم ومضى فيهم من قدر قد سبق أو فيما
يستقبلون به مما اتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم فقال لا بل شئ قضى عليهم
ومضى فيهم وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل ونفس وما سواها فألهمها
فجورها وتقواها
* * *
ويكدحون: أي: يسعون.
* * *
13

13 - (2652) (حدثنا) سعيد حدثنا عبد العزيز (يعنى ابن محمد)
عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل
ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار وان الرجل
ليعمل الزمن الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له عمله بعمل أهل الجنة (حدثنا)
قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن عبد الرحمن القاري) عن أبي حازم
عن سهل بن سعد الساعدي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليعمل
عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار وان الرجل ليعمل عمل أهل
النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة *
* * *
13 - (2652) (حدثني) محمد بن حاتم وإبراهيم بن
دينار وابن أبي عمر المكي وأحمد بن عبدة الضبي جميعا عن ابن عيينة (واللفظ
لابن حاتم وابن دينار) قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن طاوس قال
سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج آدم وموسى
فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة فقال له آدم أنت
موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على امر قدره الله على قبل
ان يخلقني بأربعين سنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى فحج آدم
موسى وفى حديث ابن أبي عمر وابن عبدة قال أحدهما خط وقال الآخر
كتب لك التوراة بيده
* * *
14 - (...) (حدثنا) قتيبة بن سعيد عن مالك بن انس فيما قرئ عليه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال تحاج آدم وموسى فحج آدم موسى فقال له موسى أنت آدم الذي
أغويت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال آدم أنت الذي أعطاه الله علم
كل شئ واصطفاه على الناس برسالته قال نعم قال فتلومني على امر قدر على قبل ان أخلق
14

* * *
15 - (...) (حدثنا) إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري
حدثنا انس بن عياض حدثني الحارث بن أبي ذباب عن يزيد (وهو ابن هرمز)
وعبد الرحمن الأعرج قالا سمعنا أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
احتج آدم وموسى عليهما السلام عند ربهما فحج آدم موسى قال موسى أنت
آدم الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه واسجد لك ملائكته
وأسكنك في جنة ثم أهبطت الناس بخطيئتك إلى الأرض فقال آدم
أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه وأعطاك الألواح فيها
تبيان كل شئ وقربك نجيا فبكم وجدت الله كتب التوراة قبل ان أخلق قال
موسى بأربعين عاما قال آدم فهل وجدت فيها وعصى آدم ربه فغوى قال نعم
قال أفتلومني على أن عملت عملا كتبه الله على أن أعمله قبل ان يخلقني بأربعين
سنة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحج آدم موسى
(* * *) (...) (حدثني) زهير بن حرب
وابن حاتم قالا حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن ابن شهاب عن حميد بن
عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتج آدم
وموسى فقال له موسى أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة فقال له
آدم أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه ثم تلومني على امر قد قدر
على قبل ان أخلق فحج آدم موسى
* * *
15

(...) (حدثني) عمرو الناقد حدثنا أيوب بن النجار
اليمامي حدثنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام بن منبه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديثهم
* * *
(...) (وحدثنا) محمد بن
منهال الضرير حدثنا يزيد بن زريع حدثنا هشام بن حسان عن محمد بن
سيرين عن
* * *
أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو حديثهم
احتج آدم وموسى قال القابسي التقت أرواحهما في السماء فوقع
الحجاج بينهما.
قال القاضي ويحتمل أنه على ظاهره وأنهما اجتمعا بأشخاصهما
قال ويحتمل ان ذلك جرى في حياة موسى سأل الله أن يريه آدم فحاجه
خيبتنا أي كنت سبب خيبتنا وإغوائنا تعالى بالخطيئة التي ترتب عليها
إخراجك من الجنة ثم تعرضنا لإغواء الشياطين.
اصطفاك أي اختصك وآثرك.
وخط لك بيده فيها المذهبان الإيمان بها وعدم الخو في تأويلها
مع أن ظاهرها غير مراد وتأويلها على القدرة.
قدره الله علي أي كتبه في اللوح المحفوظ قال النووي
ولا يجوز أ يراد به حقيقة القدر لأنه أزلي لا يتقدر بأربعين سنة.
فحج آدم بالرفع
موسى أي غلبه بالحجة قال النووي فإن قيل:
16

فالعاصي منا لو قال هذه المعصية قدرها الله علي لم
يسقط عنه اللوم بذلك؟
فالجواب أنه باق في دار التكليف محتاج إلى الزجر ما لم يمت وآدم
مات وأخرج عن دار التكليف وعن الحاجة إلى الزجر فلم يبق في
القول المذكور له فائدة.
* * *
16 - (2653) (حدثني) أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح حدثنا ابن
وهب اخبرني أبو هانئ الخولاني عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن
عمرو بن العاص قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كتب الله
مقادير الخلائق قبل ان يخلق السماوات والأرض بخمسين الف سنة قال
وعرشه على الماء
* * *
(...) (حدثنا) ابن أبي عمر حدثنا المقرئ حدثنا حياة ح وحدثني
محمد بن سهل التميمي حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا نافع (يعنى ابن يزيد)
كلاهما عن أبي هانئ بهذا الاسناد مثله غير أنهما لم يذكرا وعرشه على الماء
* * *
احتج آدم وموسى قال القابسي التقت أرواحهما في السماء فوقع
الحجاج بينهما.
قال القاضي ويحتمل أنه على ظاهره وأنهما اجتمعا بأشخاصهما
قال ويحتمل ان ذلك جرى في حياة موسى سأل الله أن يريه آدم فحاجه
خيبتنا أي كنت سبب خيبتنا وإغوائنا تعالى بالخطيئة التي ترتب عليها
إخراجك من الجنة ثم تعرضنا لإغواء الشياطين.
اصطفاك أي اختصك وآثرك.
وخط لك بيده فيها المذهبان الإيمان بها وعدم الخو في تأويلها
مع أن ظاهرها غير مراد وتأويلها على القدرة.
قدره الله علي أي كتبه في اللوح المحفوظ قال النووي
ولا يجوز أ يراد به حقيقة القدر لأنه أزلي لا يتقدر بأربعين سنة.
فحج آدم بالرفع
موسى أي غلبه بالحجة قال النووي فإن قيل:
فالعاصي منا لو قال هذه المعصية قدرها الله علي لم
يسقط عنه اللوم بذلك؟
فالجواب أنه باق في دار التكليف محتاج إلى الزجر ما لم يمت وآدم
مات وأخرج عن دار التكليف وعن الحاجة إلى الزجر فلم يبق في
القول المذكور له فائدة.
كتب الله مقادير الخلائق إلى آخره قال النووي قال
العلماء المراد تحديد وقت الكتابة في اللوح المحفوظ أو غيره لا أصل
التقدير فإن ذلك أزلي لا أول له
وعرشه على الماء أي قبل خلق السماوات والأرض.
17

17 - (2654) (حدثني) زهير بن حرب وابن نمير كلاهما عن المقرئ قال زهير حدثنا
عبد الله بن يزيد المقرئ قال حدثنا حياة اخبرني أبو هانئ انه سمع أبا عبد
الرحمن الحبلى انه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول إنه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع
الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك *
إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين الحديث قال النووي
فيه المذهبان التفويض أو التأويل على المجاز التمثيلي
كما يقال فلان في قبضتي لا يراد به أنه حال في كفه بل المراد
تحت قدرتي فالمعنى أنه سبحانه وتعالى يتصرف في قلوب عباده
وغيرها كيف يشاء لا يمتنع عليه منها شئ ولا يفوته ما أراده كما لا
يمتنع على الإنسان ما كان بين أصبعيه فخاطب العرب بما يفهمونه ومثله
بالمعاني الحسية تأكيدا له في نفوسهم
* * *
18 - (2655) (حدثني) عبد الاعلى بن
حماد قال قرأت على مالك بن انس ح وحدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك فيما
قرئ عليه عن زياد بن سعد عن عمرو بن مسلم عن طاوس أنه قال أدركت
ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون كل شئ بقدر قال
وسمعت عبد الله بن عمر يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل شئ بقدر حتى العجز والكيس أو الكيس والعجز
* * *
18

19 - (2656) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة
وأبو كريب قالا حدثنا وكيع عن سفيان عن زياد بن إسماعيل عن محمد بن
عباد بن جعفر المخزومي عن أبي هريرة قال جاء مشركو قريش يخاصمون
رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت يوم يسحبون في النار على
وجوههم ذوقوا مس سقر انا كل شئ خلقناه بقدر *
كل شئ بقدر حتى العجز والكيس روي برفعهما عطفا على كل
وبجرهما عطفا على شئ قال القاضي يحتمل أن العجز هنا على
ظاهره وهو عدم القدرة
وقيل هو ترك ما يجب فعله والتسويف به وتأخيره عن وقته
قال ويحتمل أن المراد العجز عن الطاعات والحذق بالأمور
ومعناه أن العاجز قد قدر عجزه والكيس قد قدر كيسه
* * *
20 - (2657) (حدثنا) إسحاق بن
إبراهيم وعبد بن حميد (واللفظ لإسحاق) قالا أخبرنا عبد الرزاق حدثنا معمر
عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس قال ما رأيت شيئا أشبه
19

باللمم مما
قال أبو هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله كتب على ابن آدم
حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة فزنا العينين النظر وزنا اللسان النطق والنفس
تمنى وتشتهي والفرج يصدق ذلك أو يكذبه قال عبد في روايته ابن طاوس
عن أبيه سمعت ابن عباس
* * *
21 - (...) (حدثنا) إسحاق بن منصور أخبرنا أبو هشام المخزومي
حدثنا وهيب حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك
لا محالة فالعينان زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع واللسان زناه الكلام
واليد زناها البطش والرجل زناها الخطا والقلب يهوى ويتمنى ويصدق
ذلك الفرج ويكذبه *
* * *
إن الله سبحانه تعالى كتب علي بن آدم حظه من الزنى الحديث
معناه أن بن آدم قدر عليه نصيب من الزنى فمنهم من يكون زناه
حقيقيا بإدخال الفرج في الفرج الحرام ومنهم من يكون زناه مجازا)
بالنظر الحرام ونحوه من المذكورات فكلها أنواع من الزنى المجازي
والفرج يصدق ذلك أو يكذبه أي إما أن يحقق الزنى
بالفرج أو لا يحققه بأن لا يولج وإن قارب ذلك وجعل بن عباس هذه
الأمور وهي الصغائر تفسيرا للمم فإن في قوله تعالى الذين يجتنبون
كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم النجم عمر فتغفر باجتناب الكبائر.
* * *
20

22 - (6) باب معنى كل مولود يولد على الفطرة، وحكم موت أطفال الكفار
وأطفال
المسلمين
(2658) (حدثنا) حاجب بن الوليد حدثنا محمد بن حرب عن
الزبيدي عن الزهري اخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة انه كان يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من مولد الا يولد على الفطرة فأبواه
يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها
من جدعاء ثم يقول أبو هريرة واقرؤا ان شئتم فطرة الله التي فطر الناس
عليها لا تبديل لخلق الله الآية
* * *
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الاعلى ح وحدثنا
عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق كلاهما عن معمر عن الزهري
بهذا الاسناد وقال كما تنتج البهيمة بهيمة
ولم يذكر جمعاء
* * *
(...) (حدثني) أبو الطاهر
وأحمد بن عيسى قالا حدثنا ابن وهب اخبرني يونس بن يزيد عن ابن شهاب
ان أبا سلمة بن عبد الرحمن اخبره ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم ما من مولود الا يولد على الفطرة ثم يقول اقرؤا فطرة الله التي
فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم
* * *
21

ما من مولود إلا يولد على الفطرة هي ما أخذ عليهم وهم في أصلاب
آبائهم فتقع الولادة عليها حتى يحصل التغيير من الأبوين
كما تنتج بضم أوله وفتح ثالثه.
البهيمة بالرفع.
بهيمة بالنصب.
جمعاء بالمد أي كاملة الأعضاء.
هل تحسون فيها أي ترون
من جدعاء بالمد أي مقطوعة أذن أو غيرها من الأعضاء المعنى،
كما تلد البهيمة بهيمة كاملة لا نقص فيها وإنما يحدث النقص فيها (1)
والجدع بعد ولادتها. 23 - (...) (حدثنا) زهير بن حرب
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا يلد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه
ويشركانه فقال رجل يا رسول الله أرأيت لو مات قبل ذلك قال الله اعلم بما
كانوا عاملين
* * *
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية
ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي كلاهما عن الأعمش بهذا الاسناد في حديث ابن
نمير ما من مولود يولد الا وهو على الملة
22

وفى رواية أبى بكر عن أبي معاوية الا
على هذه الملة حتى يبين عنه لسانه وفى رواية أبى كريب عن أبي معاوية ليس
من مولود يولد الا على هذه الفطرة حتى يعبر عنه لسانه
* * *
إلا يلد كذا في الأصول بضم الياء المثناة تحت وكسر اللام على أنه
ماض أبدلت واو ولد فيه ياء لانضمامها وهي لغة منقولة.
الله أعلم بما كانوا عاملين احتج به من قال بالتوقف في أطفال المشركين،
وقال النووي الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل
الجنة لقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا الإسراء / 15
النبي فلا يتوجه على المولود التكليف ويلزمه قول الرسول حتى يبلغ.
قال والجواب على هذا الحديث أنه ليس فيه تصريح بأنهم في
النار وحقيقة لفظه والله أعلم بما كانوا يعملون لو بلغوا ولم يبلغوا،
والتكليف لا يكون إلا بالبلوغ.
* * *
24 - (...) (حدثنا) محمد بن رافع
حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم من يولد يولد على هذه الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانه كما تنتجون الإبل
فهل تجدون فيها جدعاء حتى تكونوا أنتم تجدعونها قالوا يا رسول الله أفرأيت
من يموت صغيرا قال الله اعلم بما كانوا عاملين
* * *
23

في حضنيه بحاء مهملة مكسورة ثم ضاد معجمة ثم نون ثم ياء
تثنية حضن وهي الجنب (ق 275 / 2).
وقيل الخاصرة ورواه بن ماهان بالخاء المعجمة والصاد المهملة
وهما الأنثيان).
قال القاضي وأظنه وهما.
* * *
30 - (2662) (حدثني)
زهير بن حرب حدثنا جرير عن العلاء بن المسيب عن فضيل بن عمرو عن عائشة
بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت توفى صبي فقلت طوبى له عصفور من
عصافير الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولا تدرين ان الله خلق الجنة وخلق
النار فخلق لهذه اهلا ولهذه اهلا
* * *
31 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن
طلحة بن يحيى عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت دعى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة صبي من الأنصار فقلت يا رسول الله
طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة لم يعمل السوء ولم يدركه قال أو غير ذلك
يا عائشة ان الله خلق للجنة اهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم وخلق للنار
اهلا خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم
* * *
(...) (حدثنا) محمد بن الصباح حدثنا
إسماعيل بن زكرياء عن
24

طلحة بن يحيى ح وحدثني سليمان بن معبد حدثنا
الحسين بن حفص ح وحدثني إسحاق بن منصور أخبرنا محمد بن يوسف
كلاهما عن سفيان الثوري عن طلحة بن يحيى باسناد وكيع نحو حديثه
* * *
توفي صبي فقلت طوبى له الحديث قال النووي (16 / 207):
أجمع من يعتد به على أن من مات من أطفال المسلمين فهو في أهل الجنة
لأنه ليس مكلفا وتوقف فيه بعض من لا يعتد به لهذا الحديث وأجاب
العلماء عنه بأنه لعله نهاها عن المسارعة إلى القطع من غير أن يكون عندها
دليل قاطع كما أنكر على سعد في قوله إني لأراه مؤمنا قال أو
مسلما).
ويحتمل أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا قبل أن يعلم أن أطفال المسلمين في الجنة فلما
علم قال ذلك.
* * *
32 - (2663) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ لأبي بكر) قالا حدثنا
وكيع عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن
المعرور بن سويد عن عبد الله قال قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه
وسلم اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان
وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سألت الله لآجال مضروبة
وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا
عن حله ولو كنت
25

سألت الله ان يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر
كان خيرا وأفضل قال وذكرت عنده القردة قال مسعر واراه قال والخنازير
من مسخ فقال إن الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة
والخنازير قبل ذلك
* * *
(...) (حدثناه) أبو كريب حدثنا ابن بشر عن مسعر بهذا
الاسناد غير أن في حديثه عن ابن بشر ووكيع جميعا من عذاب في النار وعذاب
في القبر
* * *
33 - (...) (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وحجاج بن الشاعر (واللفظ لحجاج)
قال إسحاق أخبرنا وقال حجاج حدثنا عبد الرزاق أخبرنا الثوري عن علقمة بن
مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن معرور بن سويد عن عبد الله بن مسعود قال قالت أم حبيبة اللهم متعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه
وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم
انك سألت الله لآجال مضروبة وآثار موطوءة وأرزاق مقسومة لا يعجل
شيئا منها قبل حله ولا يؤخر منها شيئا بعد حله ولو سالت الله ان يعافيك
من عذاب في النار وعذاب في القبر لكان خيرا لك قال فقال رجل يا رسول الله
القردة والخنازير هي مما
26

مسخ فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل
لم يهلك قوما أو يعذب قوما فيجعل لهم نسلا وان القردة والخنازير كانوا قبل
ذلك
(...) حدثنيه أبو داود سليمان بن معبد حدثنا الحسين بن حفص حدثنا سفيان
بهذا الاسناد غير أنه قال وآثار مبلوغة قال ابن معبد وروى بعضهم قبل
حله أي نزوله *
* * *
قبل حله بكسر الحاء وفتحها لغتان أي قبل وجوبه وحينه.
ولو كنت سألت الله أن يعيذك إلى آخره قال النووي (16 / 213):
فإن قيل الجميع مفروغ منه كالأجل فالجواب إن الدعاء بالإعاذة
من النار ونحوها عبادة وقد أمر الله بالعبادات وعدم الاتكال فيها على
القدر بخلاف الدعاء بطول الأجل فليس عبادة.
(8) باب في الامر بالقوة وترك العجز، والاستعانة بالله.
وتفويض المقادير لله.
34 - (2664) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا عبد الله بن
إدريس عن ربيعة بن عثمان عن محمد بن يحيى بن حبان عن الأعرج عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤمن القوى خير وأحب
إلى الله من المؤمن الضعيف وفى كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله
ولا تعجز وان أصابك شئ فلا تقل
27

لو انى فعلت كان كذا وكذا ولكن قل
قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان
* * *
المؤمن القوي خير قال النووي المراد بالقوة هنا عزيمة
النفس والقريحة في أمور الآخرة كالجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر والصبر على الأذى واحتمال المشاق في ذات الله تعالى وفي
الصلاة والصوم وسائر العبادات.
وفي كل خير أي القوي والضعيف لاشتراكهما في الإيمان مع ما
يأتي من العبادات) (3).
احرص بكسر الراء.
على ما ينفعك قال النووي من طاعة الله والرغبة فيما
عنده.
ولا تعجز بكسر الجيم.
فلا تقل لو أني فعلت كذا إلى آخره قال بعضهم هذا فيمن
قال ذلك معتقدا له حتما وانه لو فعل ذلك لم يصبه قطعا،
فأما من رد ذلك إلى مشيئة الله تعالى وأنه لا يصيبه إلا ما شاء الله فليس
من هذا.
وقال القاضي الذي عندي أن النهي على ظاهره وعمومه لكنه نهي
تنزيه.
28

كتاب العلم
29

1 - (2665) (حدثنا) عبد الله بن مسلمة بن
قعنب حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري عن عبد الله بن أبي مليكة عن القاسم بن
محمد عن عائشة قالت تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي انزل عليك
الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخرى متشابهات فاما الذين
في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم
تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما
يذكر الا أولوا الألباب قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم
* * *
التستري: بضم التاء الأولى، وفتح الثانية، وحكي ضمها أيضا.
* * *
2 - (2666) (حدثنا) أبو
كامل فضيل بن حسين الجحدري حدثنا حماد بن زيد حدثنا أبو عمران
الجوني قال كتب إلى عبد الله بن رباح الأنصاري ان عبد الله بن عمرو قال
هجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما قال فسمع أصوات رجلين
اختلفا في آية فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه
الغضب فقال إنما هلك من كان قبلكم باختلافهم في الكتاب
* * *
31

(2667) (حدثنا)
يحيى بن يحيى أخبرنا أبو قدامة الحارث بن عبيد عن أبي عمران عن جندب
ابن عبد الله البجلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا القرآن
ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا
* * *
4 - (...) (حدثني) إسحاق بن
منصور أخبرنا عبد الصمد حدثنا همام حدثنا أبو عمران الجوني عن جندب
(يعنى ابن عبد الله) ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرؤا القرآن ما ائتلفت
عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا
* * *
(...) (حدثني) أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي حدثنا
حبان حدثنا ابان حدثنا أبو عمران قال قال لنا جندب ونحن غلمان بالكوفة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرؤا القرآن بمثل حديثهما
* * *
اختلفا في آية قال النووي هذا محمول على اختلاف لا
يجوز كالاختلاف في نفس القرآن وفي معنى منه لا يسوغ فيه
الاجتهاد أو اختلاف يوقع في شك أو شبهة أو خصومة.
* * *
(2) باب في الألد الخصم
5 - (2668) (حدثنا) أبو
بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عائشة
قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
32

ان أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
* * *
إن أبغض الرجال إلى الله الألد هو الشديد الخصومة.
الخصم بفتح الخاء وكسر الصاد وهو الحاذق بالخصومة قال
النووي والمذموم هو الخصومة بالباطل في دفع حق وإثبات
باطل.
* * *
(3) باب اتباع سنن اليهود والنصاري
6 - (2669) (حدثني) سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتتبعن
سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا في جحر ضب
لاتبعتموهم قلنا يا رسول الله اليهود والنصارى قال فمن
* * *
(...) (وحدثنا) عدة
من أصحابنا عن سعيد بن أبي مريم أخبرنا أبو غسان (وهو محمد بن مطرف) عن زيد بن أسلم بهذا الاسناد نحوه * قال أبو إسحاق إبراهيم بن محمد عطاء بن يسار وذكر الحديث نحوه *
* * *
33

لتتبعن سنن الذين من قبلكم بفتح السين والنون أي طريقهم في
المعاصي والمخالفات لا في الكفر.
المتنطعون المتعمقون المغالون وإن المجاوزون الحدود في أقوالهم
وأفعالهم.
* * *
7 - (2670) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا حفص
ابن غياث ويحيى بن سعيد عن ابن جريج عن سليمان بن عتيق عن طلق بن حبيب
عن الأحنف بن قيس عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلك
المتنطعون قالها ثلاثا
* * *
المنتطعون: المتعمقون (المغالون) (1) المجاوزون الحدود في أقوالهم
وأفعالهم.
* * *
8 - (2671) (حدثنا) شيبان بن فروخ حدثنا عبد الوارث حدثنا
أبو التياح حدثني انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
اشراط الساعة ان يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا
9 - (...) (حدثنا) محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة
سمعت قتادة يحدث عن انس بن مالك قال ألا أحدثكم حديثا سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحدثكم أحد
34

بعدي سمعه منه ان من اشراط
الساعة ان يرفع العلم ويظهر الجهل ويفشوا الزنا ويشرب الخمر ويذهب
الرجال وتبقى النساء حتى يكون لخمسين امرأة قيم واحد
* * *
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي
شيبة حدثنا محمد بن بشر ح وحدثنا أبو كريب حدثنا عبدة وأبو أسامة كلهم
عن سعيد بن أبي عربة عن قتادة عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
وفى حديث ابن بشر وعبدة لا يحدثكموه أحد بعدي سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول فذكر بمثله
* * *
10 - (2672) (حدثنا) محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا
وكيع وأبى قالا حدثنا الأعمش ح وحدثني أبو سعيد الأشج (واللفظ له)
حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن أبي وائل قال كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى
فقالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان بين يدي الساعة أياما يرفع
فيها العلم وينزل فيها الجهل ويكثر فيها الهرج والهرج القتل
* * *
(...) (حدثنا) أبو بكر ابن النضر بن أبي النضر حدثنا أبو النضر حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان
عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله وأبي موسى الأشعري قالا قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ح وحدثني القاسم بن زكرياء حدثنا حسين الجعفي عن زائدة
عن سليمان عن شقيق قال كنت جالسا مع عبد الله وأبي موسى وهما يتحدثان
فقالا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث وكيع وابن نمير
* * *
35

(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وابن نمير وإسحاق الحنظلي جميعا
عن أبي معاوية عن الأعمش عن شقيق عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه
وسلم بمثله
* * *
(...) (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن الأعمش عن أبي
وائل قال إني لجالس مع عبد الله وأبي موسى وهما يتحدثان فقال أبو موسى قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثله
* * *
من أشراط الساعة أي علاماتها.
ويثبت الجهل في نسخة ويبث أي ينشر ويشيع.
ويشرب الخمر أي شربا فاشيا.
11 - (157) (حدثني) حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب
اخبرني يونس عن ابن شهاب حدثني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ان
أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقارب الزمان ويقبض العلم
وتظهر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج قالوا وما الهرج قال القتل
* * *
36

(...) (حدثنا)
عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي أخبرنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري
حدثني حميد بن عبد الرحمن الزهري ان أبا هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتقارب الزمان ويقبض العلم ثم ذكر مثله
* * *
12 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة
حدثنا عبد الاعلى عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال يتقارب الزمان وينقص العلم ثم ذكر مثل حديثهما
(* * *) (...) (حدثنا) يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا حدثنا إسماعيل (يعنون ابن
جعفر) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ح وحدثنا ابن نمير وأبو كريب
وعمرو قالوا حدثنا إسحاق بن سليمان عن حنظلة عن سالم عن أبي هريرة
ح وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه
عن أبي هريرة ح وحدثني أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب عن عمرو بن الحارث
عن أبي يونس عن أبي هريرة كلهم قال عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل
حديث الزهري عن حميد عن أبي هريرة غير أنهم لم يذكروا ويلقى الشح
ويلقى الشح بسكون اللام وتخفيف القاف أي يوضع في القلوب.
* * *
37

13 - (2673) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن هشام بن عروة عن أبيه سمعت
عبد الله بن عمرو بن العاص يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم
بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فافتوا
بغير علم فضلوا وأضلوا
* * *
(...) (حدثنا) أبو الربيع العتكي حدثنا حماد (يعنى ابن زيد)
ح وحدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا عباد بن عباد وأبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي
شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا وكيع ح وحدثنا أبو كريب
حدثنا ابن إدريس وأبو أسامة وابن نمير وعبدة ح وحدثنا ابن أبي عمر
حدثنا سفيان ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد ح وحدثني
أبو بكر بن نافع قال حدثنا عمر بن علي ح وحدثنا عبد بن حميد حدثنا يزيد بن
هارون أخبرنا شعبة بن الحجاج كلهم عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن
عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث جرير وزاد في حديث عمر بن علي
ثم لقيت عبد الله بن عمرو على رأس الحول فسألته فرد علينا الحديث كما حدث
قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
* * *
(...) (حدثنا) محمد بن المثنى حدثنا
عبد الله بن حمران عن عبد الحميد بن جعفر أخبرني أبي جعفر عن عمر بن الحكم عن
عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث هشام بن
عروة
* * *
38

14 - (...) (حدثنا) حرملة بن يحيى التجيبي أخبرنا عبد الله بن وهب حدثني أبو شريح ان أبا الأسود حدثه عن عروة بن الزبير قال قالت لي عائشة يا ابن
أختي بلغني ان عبد الله بن عمرو مار بنا إلى الحج فالقه فسائله فإنه قد حمل
عن النبي صلى الله عليه وسلم علما كثيرا قال فلقيته فسائلته عن أشياء يذكرها
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عروة فكان فيما ذكر ان النبي صلى الله
عليه وسلم قال إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن يقبض العلماء
فيرفع العلم معهم ويبقى في الناس رؤسا جهالا يفتونهم بغير علم فيضلون
ويضلون قال عروة فلما حدثت عائشة بذلك أعظمت ذلك وأنكرته قالت
أحدثك انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا قال عروة حتى
إذا كان قابل قالت له ان ابن عمرو قد قدم فالقه ثم فاتحه حتى تسأله عن
الحديث الذي ذكره لك في العلم قال فلقيته فسائلته فذكره لي نحو ما حدثني
به في مرته الأولى قال عروة فلما أخبرتها بذلك قالت ما احسبه الا قد
صدق أراه لم يرد فيه شيئا ولم ينقص
* * *
رؤساء: ضبط بضم الهمزة وبالتنوين، جمع " رأس " وبالمد، جمع
" رئيس ".
* * *
39

كتاب (1) الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار
41

(1) باب الحث على ذكر الله تعالى
2 - (2675) * (حدثنا) قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب (واللفظ
لقتيبة) قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله عز وجل انا عند ظن
عبدي بي وانا معه حين يذكرني ان ذكرني في نفسه ذكرته في
نفسي وان ذكرني في ملا ذكرته في ملا هم خير منهم وان تقرب
منى شبرا تقربت إليه ذراعا وان تقرب إلى ذراعا تقربت منه باعا
وان اتاني يمشى اتيته هرولة
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش بهذا الاسناد ولم يذكر وان تقرب إلى ذراعا
تقربت منه باعا
* * *
أنا عند ظن عبدي بي قيل معناه بالغفران له إذا استغفر والقبول إذا
تاب والإجابة إذا دعا والكفاية إذا طلب الكفاية.
وقيل المراد به الرجاء وتأميل العفو.
وأنا معه حين يذكرني أي معه بالرحمة والتوفيق والهداية والرعاية
والإعانة.
ذكرته في نفسي أي في ذاتي ويجوز أن يكون المراد:
في غيبي إذا ذكرني خاليا أثبته بما لا يطلع عليه أحد.
وإن تقرب مني شبرا أي بالطاعة.
تقربت إليه ذراعا أي بالرحمة والتوفيق.
وإن أتاني يمشي أسرع في طاعتي.
43

أتيته هرولة أي صببت عليه الرحمة، وسبقه بها.
3 - (...) (حدثنا) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر
عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله قال إذا تلقاني
عبدي بشبر تلقيته بذراع وإذا تلقاني بذراع تلقيته بباع وإذا
تلقاني بباع اتيته بأسرع
* * *
جئته أتيته: كذا في أكثر " الأصول " والجمع بينهما للتأكيد
وفي " بعضها ": " جئته) فقط، وفي " بعضها ": " أتيته " فقط
* * *
4 - (2676) (حدثنا) أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد (يعنى
ابن زريع) حدثنا روح بن القاسم عن العلاء عن أبيه عن أبي
هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة فمر على جبل
يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان سبق المفردون قالوا
وما المفردون يا رسول الله قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات
* * *
جمدان بضم الجيم وسكون الميم.
المفردون بفتح الفاء وكسر الراء المشددة وروي بالتخفيف من (فرد)
بالتشديد وأفرد وأصل المفردون الذين هلك أقرانهم وانفردوا عنهم.
* * *
44

(2) باب في أسماء الله تعالى، وفضل من أحصاها.
5 - (2677) (حدثنا) عمرو الناقد وزهير بن حرب وابن أبي عمر
جميعا عن سفيان (واللفظ لعمرو) حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي
الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لله تسعة
وتسعون اسما من حفظها دخل الجنة وان الله وتر يحب الوتر
وفى رواية ابن أبي عمر من أحصاها
إن لله تسعة وتسعين اسما قال النووي اتفق العلماء على أن
هذا الحديث ليس فيه حصر لأسمائه تعالى فليس معناه أنه ليس له أسماء
غير هذه بل المراد الإخبار عن دخول الجنة بإحصائها لا الإخبار بحصر
الأسماء وقد جاء عد هذه الأسماء في الترمذي وغيره.
45

وقيل: هي مخفية التعيين كالاسم الأعظم وليلة القدر ونحو ذلك.
* * *
6 - (...) (حدثني) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر
عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي هريرة وعن همام بن منبه عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله تسعة وتسعين اسما مائة الا
واحدا من أحصاها دخل الجنة
وزاد همام عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه وتر يحب الوتر
* * *
وقيل هي مخفية التعيين كالاسم الأعظم وليلة القدر ونحو ذلك.
من أحصاها أي من حفظها كما في الرواية الأخرى قال
النووي هذا أصح الأقوال في تفسيرها.
إنه وتر أي فرد.
يحب الوتر أي يفضله في كثير من الطاعات والمخلوقات كالطواف
والسعي والجمار والطهارة وكالسماوات كما والأرضين والبحار،
وأيام الأسبوع.
* * *
46

(3) باب العزم بالدعاء، ولا يقل: إن شئت.
7 - (2678) * (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب جميعا
عن ابن علية قال أبو بكر حدثنا إسماعيل بن علية عن عبد العزيز بن
صهيب عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دعا أحدكم فليعزم في
الدعاء ولا يقل اللهم ان شئت فاعطني فان الله لا مستكره له
* * *
8 - (2679) (حدثنا) يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر قالوا
حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن العلاء عن أبيه عن أبي
هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا دعا أحدكم فلا يقل اللهم اغفر
لي ان شئت ولكن ليعزم المسألة وليعظم الرغبة فان الله لا يتعاظمه
شئ أعطاه
9 - (...) (حدثنا) إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا انس بن
عياض حدثنا الحارث (وهو ابن عبد الرحمن بن أبي ذباب) عن
عطاء بن ميناء عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يقولن
أحدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت ليعزم
في الدعاء فان الله صانع ما شاء لا مكره له
إذا دعا أحدكم فليعزم في الدعاء أي يجزم ولا يقل اللهم إن شئت
47

إلى آخره قال العلماء سبب كراهته أنه لا يتحقق استعمال المشيئة إلا
في حق من يتوجه عليه الإكراه والله تعالى منزع عن ذلك وهو معنى
قوله فإن الله لا مستكره له.
وقيل سببها أن في هذه اللفظة صورة الاستغناء عن المطلوب منه.
إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله في نسخة أمله (ق 277 / 1).
* * *
(4) باب كراهة تمني الموت لضر نزل به.
13 - (2682) (حدثنا) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى أحدكم
الموت ولا يدع به من قبل ان يأتيه انه إذا مات أحدكم انقطع عمله
وانه لا يزيد المؤمن عمره الا خيرا
* * *
إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله: في نسخة: " أمله " (ق 277 / 1).
(5) باب من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله،
كره الله لقاءه
17 - (2685) * ((حدثنا) سعيد بن عمرو الأشعثي أخبرنا عبثر عن
مطرف عن عامر عن شريح بن هانئ عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره
لقاء الله كره الله لقاءه قال فاتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين
سمعت أبا هريرة يذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا إن كان كذلك فقد
هلكنا فقالت إن الهالك من هلك بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وما ذاك
48

قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن
كره لقاء الله كره الله لقاءه وليس منا أحد الا وهو يكره الموت
فقالت قد قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بالذي تذهب إليه ولكن إذا
شخص البصر وحشرج الصدر واقشعر الجلد وتشنجت الأصابع
فعند ذلك من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله
كره الله لقاءه
(...) (وحدثناه) إسحاق بن إبراهيم الحنظلي اخبرني جرير عن
مطرف بهذا الاسناد نحو حديث عبثر
إذا شخص البصر بفتح الشين والخاء وهو ارتفاع الأجفان إلى فوق،
وتحديد النظر.
وحشرج الصدر أي تردد النفس فيه
واقشعر الجلد أي قام (شعره) (2).
وتشنجت الأصابع أي تقبضت.
(6) باب فضل الذكر والدعاء والتقرب إلى الله تعالى
20 - (2675) (حدثنا) محمد بن بشار بن عثمان العبدي حدثنا
يحيى (يعنى ابن سعيد) وابن أبي عدى عن سليمان (وهو التيمي)
عن انس بن مالك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله
49

عز وجل إذا تقرب عبدي منى شبرا تقربت منه
ذراعا وإذا تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا أو بوعا وإذا اتاني يمشى اتيته هرولة
* * *
(...) (حدثنا) محمد بن عبد الأعلى القيسي حدثنا معتمر عن أبيه
بهذا الاسناد ولم يذكر إذا اتاني يمشى اتيته هرولة
باعا أو بوعا: بضم الباء وفتحها. والثلاثة بمعنى، وهو طول ذراعي الانسان وعضديه، وعرض صدره.
* * *
22 - (2687) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع حدثنا
الأعمش عن المعرور بن سويد عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول الله عز وجل من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها وازيد ومن جاء
بالسيئة فجزاءه سيئة مثلها أو اغفر ومن تقرب منى شبرا تقربت منه ذراعا
ومن تقرب منى ذراعا تقربت منه باعا ومن اتاني يمشى اتيته هرولة ومن
لقيني بقراب الأرض خطيئة لا يشرك بي شيئا لقيته بمثلها مغفرة
قال إبراهيم حدثنا الحسن بن بشر حدثنا وكيع بهذا الحديث
(...) (حدثنا) أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش بهذا
الاسناد نحوه غير أنه قال فله عشر أمثالها أو أزيد *
50

بقراب الأرض: بضم القاف، ومحكي كسرها: وهو ما يقارب (ملاها).
(7) باب كراهة الدعاء بتعجيل العقوبة في الدنيا.
23 - (2688) (حدثنا) أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني
حدثنا محمد بن أبي عدى عن حميد عن ثابت عن انس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلا من المسلمين قد خفت فصار مثل الفرخ
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل كنت تدعو بشئ أو تسأله إياه قال
نعم كنت أقول اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة فعجله لي
في الدنيا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبحان الله لا تطيقه أو لا
تستطيعه أفلا قلت اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار قال فدعا الله له
فشفاه
(...) (حدثناه) عاصم بن النضر التيمي حدثنا خالد بن الحارث
حدثنا حميد بهذا الاسناد إلى قوله وقنا عذاب النار ولم يذكر
الزيادة
حفت: أي " ضعف.
* * *
51

(8) باب فضل مجالس الذكر
25 - (2689) (حدثنا) محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا
بهز حدثنا وهيب حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن لله تبارك وتعالى ملائكة سيارة فضلا يتبعون
مجالس الذكر فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم وحف
بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤا ما بينهم وبين السماء الدنيا فإذا
تفرقوا عرجوا وصعدوا إلى السماء قال فيسألهم الله عز وجل وهو
اعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في
الأرض يسبحونك ويكبرونك ويهللونك ويحمدونك ويسألونك
قال وماذا يسألوني قالوا يسألونك جنتك قال وهل رأوا جنتي
قالوا لا أي رب قال فكيف لو رأوا جنتي قالوا
ويستجيرونك قال ومم يستجيرونني قالوا من نارك يا رب
قال وهل رأوا ناري قالوا لا قال فكيف لو رأوا ناري قالوا
ويستغفرونك قال فيقول قد غفرت لهم فأعطيتهم ما سألوا
واجرتهم مما استجاروا قال فيقولون رب فيهم فلان عبد خطأ
إنما مر فجلس معهم قال فيقول وله غفرت هم القوم لا يشقى
بهم جليسهم
* * *
سيارة أي سياحين في الأرض.
فضلا بفتح الفاء والضاد وبضمها وبسكون الضاد مع ضم الفاء
وفتحها وبضم الفاء وفتح الضاد والمد جمع (فاضل).
قال العلماء معناه على جميع الروايات أنهم زائدون على الحفظة
52

وغيرهم من المرتبين مع الخلائق لا وظيفة لهم إلا حضور حلق الذكر
يتبعون ضبط بالعين المهملة من الاتباع وبالمعجمة من (الابتغاء)
وهو الطلب.
وحف بعضهم بعضا أي حدقوا واستداروا.
روي أي حث على الحضور والاستماع.
وروي وحط بالطاء المهملة أي أشار بعضهم إلى بعض بالنزول.
خطأ أي كثير الخطايا.
* * *
(10)
باب فضل التهليل والتسبيح والدعاء.
28 - (2691) (حدثنا) يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك
عن سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر
رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له
حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسى ولم يأت أحد أفضل مما
جاء به الا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله وبحمده
في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر
* * *
في يوم مائة مرة قال النووي إطلاقه يقتضي حصول
هذا الأجر هو سواء قالها متوالية أو متفرقة لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في
أول النهار فتكون حرزا له في جميع نهاره.
إلا أحد عمل أكثر من ذلك قال النووي فيه دليل على أن هذا العدد ليس
53

من الحدود التي ينهى عن مجاوزتها فإن الزيادة على المائة لا تبطل
ثوابها.
قال ويحتمل أن يكون المراد بالزيادة من أعمال الخير لا من نفس
التهليل ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو
من غيره أو منه ومن غيره قال وهذا الاحتمال أظهر.
ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه ولو كانت
مثل زبد البحر قيل ظاهره أن التسبيح أفضل لأن في التهليل ومحيت
عنه مائة سيئة وقد قال في التهليل ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به
وأجاب القاضي بأن التهليل أفضل ويكون ما فيه من زيادة الحسنات
ومحو السيئات وما فيه من فضل عتق الرقاب وكونه حرزا من الشيطان زائدا
على ما في التسبيح من تكفير الخطايا.
* * *
33 - (2696) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا علي بن مسهر
وابن نمير عن موسى الجهني ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير (واللفظ له) حدثنا أبي حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن
سعد عن أبيه قال جاء اعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال علمني
كلاما أقوله قال قل لا إله إلا الله وحده لا شريك له الله أكبر
كبيرا والحمد لله كثيرا سبحان الله رب العالمين لا حول ولا قوة الا
بالله العزيز الحكيم قال فهؤلاء لربي فما لي قال قل اللهم
اغفر لي وارحمني واهدني وارزقني
قال موسى اما عافني فانا أتوهم وما ادرى ولم يذكر ابن أبي
54

شيبة في حديثه قول موسى
* * *
الله أكبر كبيرا: منصوب بفعل محذوف، أي: كبرت.
* * *
37 - (2698) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا مروان وعلي بن
مسهر عن موسى الجهني ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن
نمير (واللفظ له) حدثنا أبي حدثنا موسى الجهني عن مصعب بن
سعد حدثني أبي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أيعجز أحدكم
ان يكسب كل يوم الف حسنة فسأله سائل من جلسائه كيف
يكسب أحدنا الف حسنة قال يسبح مائة تسبيحة فيكتب له الف
حسنة أو يحط عنه الف خطيئة
* * *
فيكتب له ألف حسنة أو يحط: في غير " مسلم ": " ويحط " بالواو.
* * *
(11) باب فضل الاجتمال على تلاوة القرآن، وعلى الذكر.
38 - (2699) * (حدثنا) يحيى بن يحيى التميمي وأبو بكر بن أبي
شيبة ومحمد بن العلاء الهمداني (واللفظ ليحيى) قال يحيى
أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نفس عن مؤمن
كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن يسر على معسر
يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلما
55

ستره الله في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون
أخيه ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى
الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله
ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة
وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ومن بطاء به عمله لم
يسرع به نسبه
(...) (حدثنا) محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح وحدثناه نصر
بن علي الجهضمي حدثنا أبو أسامة قالا حدثنا الأعمش حدثنا
ابن نمير عن أبي صالح وفى حديث أبي أسامة حدثنا أبو صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي معاوية غير أن
حديث أبي أسامة ليس فيه ذكر التيسير على المعسر
* * *
39 - (2700) (حدثنا) محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا
محمد بن جعفر حدثنا شعبة سمعت أبا إسحاق يحدث عن الأغر
أبى مسلم أنه قال اشهد على أبي هريرة وأبى سعيد الخدري انهما
شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل الا
حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة
وذكرهم الله فيمن عنده
* * *
(...) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن حدثنا شعبة
56

في هذا الاسناد نحوه
* * *
ونزلت عليهم السكينة قيل المراد الرحمة وقيل الطمأنينة والوقار.
ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه أي من كان عمله ناقصا لم يلحقه
نسبه بمرتبة أصحاب الأعمال فينبغي أن لا يتكل على شرف النسب،
ويقصر في عمله.
* * *
40 - (2701) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا مرحوم بن
عبد العزيز عن أبي نعامة السعدي عن أبي عثمان عن أبي سعيد
الخدري قال خرج معاوية على حلقة في المسجد فقال ما
أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله قال آلله ما أجلسكم الا ذاك
قالوا والله ما أجلسنا الا ذاك قال اما انى لم استحلفكم تهمة
لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا منى
وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما
أجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام
ومن به علينا قال آلله ما أجلسكم الا ذاك قالوا والله ما
أجلسنا الا ذاك قال اما انى لم استحلفكم تهمة لكم ولكنه اتاني
جبريل فأخبرني ان الله عز وجل يباهي بكم الملائكة
* * *
تهمة، بفتح الهاء وسكونها.
يباهي بكم الملائكة أي يظهر فضلكم لهم ويريهم حسن عملكم،
57

ويثني عليكم عندهم.
وأصل البهاء الحسن والجمال والمباهاة الافتخار وإظهار حسن المفتخر
به.
(12)
باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه
41 - (2702) (حدثنا) يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو الربيع
العتكي جميعا عن حماد قال يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت
عن أبي بردة عن الأغر المزني وكانت له صحبة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إنه ليغان على قلبي وانى لأستغفر الله في اليوم مائة مرة
* * *
إنه ليغان على قلبي المختار أن هذا من المتشابه الذي لا يخاض في معناه
وقد سئل عنه الأصمعي فقال لو كان قلب غير النبي صلى الله عليه وسلم
لتكلمت عليه ولكن العرب تزعم أن الغين الغيم الرقيق.
* * *
(13) باب استحباب خفض الصوت بالذكر
44 - (2704) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن
فضيل وأبو معاوية عن عاصم عن أبي عثمان عن أبي موسى قال
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال
النبي صلى الله عليه وسلم أيها الناس اربعوا على أنفسكم انكم ليس تدعون أصم
ولا غائبا انكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم قال وانا خلفه وأنا أقول
لا حول ولا قوة الا بالله فقال يا عبد الله بن قيس الا أدلك
58

على كنز من كنوز الجنة فقلت بلى يا رسول الله قال قل لا
حول ولا قوة الا بالله
(...) (حدثنا) ابن نمير وإسحاق بن إبراهيم وأبو سعيد الأشج جميعا
عن حفص بن غياث عن عاصم بهذا الاسناد نحوه
45 (...) (حدثنا) أبو كامل فضيل بن حسين حدثنا يزيد
(يعنى ابن زريع) حدثنا التيمي عن أبي عثمان عن أبي موسى
انهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصعدون في ثنية قال فجعل
رجل كلما علا ثنية نادى لا إله إلا الله والله أكبر قال فقال
نبي الله صلى الله عليه وسلم انكم لا تنادون أصم ولا غائبا قال فقال يا أبا
موسى أو يا عبد الله بن قيس الا أدلك على كلمة من كنز الجنة
قلت ما هي يا رسول الله قال لا حول ولا قوة الا بالله
4 (...) (وحدثناه) محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر عن أبيه
حدثنا أبو عثمان عن أبي موسى قال بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر
نحوه
* * *
(...) (حدثنا) خلف بن هشام وأبو الربيع قالا حدثنا حماد بن زيد
عن أيوب عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم
59

في سفر فذكر نحو حديث عاصم
46 (...) (وحدثنا) إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الثقفي حدثنا
خالد الحذاء عن أبي عثمان عن أبي موسى قال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فذكر الحديث وقال فيه والذي تدعونه
أقرب إلى أحدكم من عنق راحلة أحدكم وليس في حديثه ذكر لا
حول ولا قوة الا بالله * * *
47 (...) (حدثنا) إسحاق ابن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل
حدثنا عثمان (وهو ابن غياث) حدثنا أبو عثمان عن أبي موسى
الأشعري قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أدلك على كلمة من كنوز
الجنة أو قال على كنز من كنوز الجنة فقلت بلى فقال لا
حول ولا قوة الا بالله
* * *
اربعوا: بهمزة وصل، وفتح الباء الموحدة.
أي: ارفقوا بأنفسكم، واختفضوا) أصواتكم
كنز من كنوز الجنة: أي: ثواب نفيس مدخر فيها.
* * *
60

(14) باب التعوذ من شر الفتن، وغيرها
49 - (589) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ
لأبي بكر) قالا حدثنا ابن نمير حدثنا هشام عن أبيه عن عائشة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهؤلاء الدعوات اللهم فانى أعوذ بك
من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر ومن شر فتنة
الغنى ومن شر فتنة الفقر وأعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال
اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما
نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما
باعدت بين المشرق والمغرب اللهم فانى أعوذ بك من الكسل
والهرم والمأثم والمغرم
* * *
(...) (وحدثناه) أبو كريب حدثنا أبو معاوية ووكيع عن هشام
بهذا الاسناد
* * *
ومن شر فتنة الغنى هو الأشر والبطر والبخل بحقوقه وإنفاقه في غير
وجوهه.
ومن شر فتنة الفقر هي التسخط وقلة الصبر والوقوع في
حرام أو شبهة للحاجة.
من الكسل هو عدم انبعاث النفس بالخير وقلة الرغبة فيه مع (1)
إمكانه.
والهرم هو الرد إلى أرذل العمر لما فيه من اختلال العقل والحواس
61

والضبط والفهم وتشويه بعض المنظر والعجز عن كثير من الطاعات
والتساهل في بعضها.
والمغرم هو الدين.
من العجز هو عدم القدرة على الخير وقيل هو ترك ما يجب فعله
والتسويف به.
* * *
(15) التعوذ من العجز والكسل وغيره
50 - (2706) (حدثنا) يحيى بن أيوب حدثنا ابن عليه قال
وأخبرنا سليمان التيمي حدثنا انس بن مالك قال كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول الله انى أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والهرم
والبخل وأعوذ بك من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات
(...) (وحدثنا) أبو كامل حدثنا يزيد بن زريع ح وحدثنا محمد بن عبد الأعلى
حدثنا معتمر كلاهما عن التيمي عن انس عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أن يزيد ليس في حديثه قوله ومن فتنة المحيا
والممات
* * *
من العجز: هو عدم القدرة على الخير، وقيل: هو ترك ما يجب فعله
والتسويف به.
* * *
62

(16) باب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره.
53 - (2704) (حدثني) عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا
حدثنا سفيان بن عيينة حدثني سمى عن أبي صالح عن أبي هريرة
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من سوء القضاء ومن درك الشقاء ومن
شماتة الأعداء ومن جهد البلاء
قال عمرو في حديثه قال سفيان أشك انى زدت واحدة منها
* * *
من سوء القضاء هو شامل له في الدين والدنيا والبدن والمال والأهل
وقد يكون في الخاتمة نسأل الله السلامة.
ومن درك الشقاء بفتح الراء وروي بسكونها وهي لغة.
أي من أن يدرك الإنسان شقاء في دنياه وآخرته.
ومن شماتة الأعداء هي فرح العدو ببلية تنزل بعدوه.
ومن جهد البلاء هي الحالة الشاقة وعد بن عمر منها قلة المال وكثرة
العيال.
* * *
54 - (2708) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا ليث ح وحدثنا
محمد بن رمح (واللفظ له) أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب
عن الحارث بن يعقوب ان يعقوب بن عبد الله حدثه انه سمع بسر
بن سعيد يقول سمعت سعد بن أبي وقاص يقول سمعت خولة بنت
حكيم السلمية تقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نزل منزلا ثم
قال أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شئ
حتى يرتحل من منزله ذلك
63

أعوذ بكلمات الله التامات الكاملات التي لا يدخلها نقص.
وقيل النافعة الشافية.
وقيل المراد بالكلمات هنا القرآن.
* * *
(17) باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع
56 - (2710) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
(واللفظ لعثمان) قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا
جرير عن منصور عن سعد بن عبيدة حدثني البراء بن عازب ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا اخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة ثم
اضطجع على شقك الأيمن ثم قل اللهم إني أسلمت وجهي
إليك وفوضت امرى إليك والجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك
لا ملجأ ولا منجا منك الا إليك آمنت بكتابك الذي أنزلت وبنبيك الذي
الذي أرسلت واجعلهن من آخر كلامك فان مت من ليلتك مت وأنت على الفطرة
قال فرددتهن لأستذكرهن فقلت آمنت برسولك الذي أرسلت قال قل آمنت
بنبيك الذي أرسلت
* * *
(...) (وحدثنا) محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الله (يعنى ابن إدريس
) قال سمعت حصينا عن سعد بن عبيدة عن البراء بن عازب عن النبي
صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث غير أن منصورا أتم حديثا
64

وزاد في حديث حصين وان أصبح أصاب خيرا
* * *
مضجعك بفتح الجيم.
أسلمت وجهي إليك أي ذاتي كلها.
وألجأت ظهري إليك أي توكلت عليك واعتمدت بك في أمري كله
كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده.
رغبة أي طمعا في ثوابك.
ورهبة أي خوفا من عذابك.
على الفطرة أي الإسلام.
قل آمنت بنبيك الذي أرسلت قال المازري وغيره سببه أن الأذكار
تعبدية يقتصر فيها على اللفظ الوارد بحروفه وبها يتعلق الجزاء ولعله
أوحي إليه صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمات فتعين أداؤها كما هي واستحسنه
النووي (17 / 33).
أصاب خيرا أي ثوابا.
* * *
59 - (2711) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الله بن أبي السفر عن أبي
بكر بن أبي موسى عن البراء ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اخذ مضجعه
قال اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت وإذا استيقظ قال الحمد لله الذي
أحيانا بعدما أماتنا واليه النشور
* * *
60 - (2721) (حدثنا) عقبة بن مكرم العمى وأبو بكر بن
نافع
65

قالا حدثنا غندر حدثنا شعبة عن خالد قال سمعت عبد الله بن الحارث
يحدث عن عبد الله بن عمر انه امر رجلا إذ اخذ مضجعه قال اللهم خلقت نفسي
وأنت توفاها لك مماتها ومحياها ان أحييتها فاحفظها وان أمتها فاغفر لها
اللهم إني أسألك العافية فقال له رجل أسمعت هذا من عمر فقال من
خير من عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن نافع في روايته
عن عبد الله بن الحارث ولم يذكر سمعت
* * *
كان إذا أخذ مضجعه الحديث قال العلماء حكمة الدعاء (و) (1)
الذكر عند النوم أن يكون خاتمة أعماله وعند القيام منه أن يكون أول عمله
بذكر التوحيد والكلم الطيب.
وإليه النشور وهو الإحياء للبعث يوم القيامة.
* * *
61 - (2713) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا
جرير عن سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا ان ينام ان يضطجع
على شقة الأيمن ثم يقول اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش
العظيم ربنا ورب كل شئ فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل
والفرقان أعوذ بك من شر كل شئ أنت آخذ بناصيته اللهم أنت
الأول فليس قبلك شئ وأنت الآخر فليس بعدك شئ
66

وأنت الظاهر فليس فوقك شئ وأنت الباطن فليس دونك شئ اقض عنا الدين واغننا من الفقر
وكان يروى ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
* * *
62 - (..) (وحدثني)
عبد الحميد بن بيان الواسطي حدثنا خالد (يعنى الطحان) عن سهيل عن أبيه
عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا إذا أخذنا
مضجعنا ان نقول بمثل حديث جرير وقال من شر كل دابة أنت آخذ
بناصيتها
* * *
63 - (...) (وحدثنا) أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا أبو أسامة ح وحدثنا
أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا ابن أبي عبيدة حدثنا أبي كلاهما عن
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال أتت فاطمة النبي صلى الله عليه
وسلم تسأله خادما فقال لها قولي اللهم رب السماوات السبع بمثل حديث سهيل عن أبيه
* * *
وأنت الآخر أي الباقي بصفاته التي كان عليها في
الأزل بعد موت الخلق وذهاب صفاتهم.
وأنت الظاهر أي القاهر الغالب وقيل الظاهر بالأدلة القطعية.
وأنت الباطن أي المحتجب عن الخلق وقيل العالم بالخفيات.
* * *
64 - (2714) (وحدثنا) إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا انس
67

بن عياض
حدثنا عبيد الله حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أوى أحدكم إلى فراشه فليأخذ
داخلة ازاره فلينفض بها فراشه وليسم الله فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على
فراشه فإذا أراد ان يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن وليقل سبحانك اللهم
ربى بك وضعت جنبي وبك ارفعه ان أمسكت نفسي فاغفر لها وان أرسلتها
فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين
* * *
(...) (وحدثنا) أبو كريب حدثنا عبدة عن
عبيد الله بن عمر بهذا الاسناد وقال ثم ليقل باسمك ربى وضعت جنبي فان
أحييت نفسي فارحمها
* * *
داخلة إزارة: هي طرفه.
فإنه لا يعلم ما خلفه: أي: من حية أو عقرب بها، أو نحوها.
* * *
(18) باب التعوذ من شر ما عمل، ومن شر ما لم يعمل
68 - (2718) (حدثني) أبو الطاهر أخبرنا عبد الله بن وهب اخبرني سليمان بن بلال
عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم
كان إذا كان في سفر واسحر يقول سمع سامع بحمد الله وحسن بلائه علينا
ربنا صاحبنا وأفضل علينا عائذا بالله من النار
* * *
68

وأسحر أي دخل في السحر.
سمع سامع روي بفتح الميم المشددة أي بلغ قولي هذا بغيره.
وبكسرها مخففة أي شاهد وهو أمر بلفظ الخبر أي لو سمع السامع
وشهد الشاهد على حمدنا الله تعالى.
صاحبنا احفظنا.
وأفضل علينا بجزيل نعمك.
* * *
69 - (2719) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن أبي بردة ابن أبي موسى الأشعري
عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو بهذا الدعاء اللهم اغفر لي خطيئتي
وجهلي واسرافي في امرى وما أنت اعلم به منى اللهم اغفر لي جدي وهزلي
وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما
أسررت وما أعلنت وما أنت اعلم به منى أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل
شئ قدير
* * *
(...) (وحدثناه) محمد بن بشار حدثنا عبد الملك بن الصباح المسمعي حدثنا
شعبة في هذا الاسناد
* * *
وكل ذلك عندي قاله تواضعا.
* * *
(حدثنا) إبراهيم بن دينار حدثنا أبو قطن عمرو بن الهيثم
القطعي عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون عن قدامة بن موسى عن أبي
صالح السمان عن أبي هريرة قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم
أصلح لي ديني الذي هو عصمة امرى وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي وأصلح لي
آخرتي التي فيها معادي واجعل الحياة زيادة لي في كل خير واجعل الموت راحة لي
من كل شر (* * *)
69

72 - (2721) (حدثنا) محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا
شعبة عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم
انه كان يقول اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى (* * *) (وحدثنا)
ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن عن سفيان عن أبي إسحاق بهذا
الاسناد مثله غير أن ابن المثنى قال في روايته والعفة
(* * *)
والعفاف هو التنزه عما لا يباح والكف عنه.
الغنى أي الاستغناء عما في أيدي الناس.
والعفة هي بمعنى العفاف.
73 - (2722) (حدثنا) أبو بكر بن أبي
شيبة وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله بن نمير (واللفظ لابن نمير) قال
إسحاق أخبرنا وقالا الآخران حدثنا أبو معاوية عن عاصم عن عبد الله بن
الحارث وعن أبي عثمان النهدي عن زيد بن أرقم قال لا أقول لكم الا كما كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كان يقول
70

اللهم إني أعوذ بك
من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم إني أعوذ بك
من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها
* * *
وزكها أي طهرها.
ومن نفس لا تشبع هو استعاذة من الحرص والطمع والشره وتعلق.
النفس بالآمال البعيدة.
* * *
74 - (2723) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد بن زياد عن الحسن بن عبيد الله حدثنا
إبراهيم بن سويد النخعي حدثنا عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله بن مسعود قال
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا امسى قال أمسينا وأمسي الملك لله
والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال الحسن فحدثني الزبيد انه
حفظ عن إبراهيم في هذا له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير اللهم
أسألك خير هذه الليلة وأعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها اللهم إني
أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر اللهم إني أعوذ بك من عذاب في النار
وعذاب في القبر
* * *
وسوء الكبر ضبط بسكون الباء أي التعظم على الناس وبفتحها أي
الهرم وبه جزم الهروي وصوبه الخطابي ورجحه القاضي.
قال النووي ويؤيده رواية النسائي وسوء العمر).
* * *
71

77 - (2724) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي
سعيد عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يقول لا إله إلا الله وحده أعز جنده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده
فلا شئ بعده
* * *
في شئ بعده: أي: سواه.
(* * *)
78 - (2725) (حدثنا) أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا ابن إدريس قال سمعت
عاصم بن كليب عن أبي بردة عن علي قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
قل اللهم اهدني وسددني واذكر بالهدى هدايتك الطريق والسداد سداد
السهم (* * *) (وحدثنا) ابن نمير حدثنا عبد الله (يعنى ابن إدريس) أخبرنا عاصم بن
كليب بهذا الاسناد قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم قل اللهم إني
أسألك الهدى والسداد ثم ذكر بمثله *
* * *
فلا شئ بعده أي سواه ا.
هدني أي أرشدني.
وسددني أي وفقني.
واذكر بالهدى إلى آخره أي تذكر في حال دعائك هذين اللفظين.
لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه ومسدد السهم يحرص على تقويمه،
فكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد عمله وتقويمه ولزومه السنة.
وقيل ليتذكر بهذا اللفظ السداد والهدى لئلا ينساه والسداد
بفتح السين وسداد السهم تقويمه.
* * *
72

79 - (2726) (حدثنا) قتيبة بن سعيد وعمرو الناقد
وابن أبي عمر (واللفظ لابن أبي عمر) قالوا حدثنا سفيان عن محمد بن عبد الرحمن
مولى آل طلحة عن كريب عن ابن عباس عن جويرية ان النبي صلى الله عليه وسلم
خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد ان أضحى
وهي جالسة فقال ما زلت على الحال التي فارقتك عليها قالت نعم قال النبي
صلى الله عليه وسلم لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما
قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة
عرشه ومداد كلماته (* * *) (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق عن
محمد بن بشر عن مسعر عن محمد بن عبد الرحمن عن أبي رشدين عن ابن عباس عن
جويرية قالت مر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى صلاة الغداة أو بعدما صلى الغداة فذكر نحوه غير أنه قال سبحان الله عدد خلقه سبحان الله
رضا نفسه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته
* * *
73

عدد خلقه أي قدره فهو وما بعده منصوب على الظرف.
ومداد كلماته بكسر الميم قيل معناه مثلها في العدد (ق 279 / 1)
وقيل في أنها لا تتقدر وقيل في الكثرة.
والمداد مصدر بمعنى المدد وهو ما كثرت به الشئ واستعماله
هنا مجاز لأن كلمات الله لا تحصر بعد ولا غيره
* * *
80 - (2726) (حدثنا) محمد بن المثنى
ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن
الحكم قال سمعت ابن أبي ليلى حدثنا على أن فاطمة اشتكت ما تلقى من الرحى في
يدها واتى النبي صلى الله عليه وسلم سبى فانطلقت فلم تجده ولقيت عائشة فأخبرتها
فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته عائشة بمجئ فاطمة إليها فجاء النبي
صلى الله عليه وسلم الينا وقد أخذنا مضاجعنا فذهبنا نقوم فقال النبي
صلى الله عليه وسلم على مكانكما فقعد بيننا حتى وجدت برد قدمه على
صدري ثم قال الا أعلمكما خيرا مما سألتما إذا أخذتما مضاجعكما ان تكبرا الله
أربعا وثلاثين وتسبحاه ثلاثا وثلاثين وتحمداه ثلاثا وثلاثين فهو خير
لكما من خادم
* * *
(...) (وحدثناه) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا عبيد الله
ابن معاذ حدثنا أبي ح وحدثنا أبي المثنى حدثنا ابن أبي عدى كلهم عن
شعبة بهذا الاسناد وفى حديث معاذ أخذتما مضجعكما من الليل
* * *
74

(...) (وحدثني)
زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن عبيد الله بن أبي يزيد عن مجاهد
عن ابن أبي ليلى عن علي بن أبي طالب ح وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير
وعبيد بن يعيش عن عبد الله بن نمير حدثنا عبد الملك عن عطاء بن أبي
رباح عن مجاهد عن ابن أبي ليلى عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو
حديث الحكم عن ابن أبي ليلى وزاد في الحديث قال على ما تركته منذ
سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قيل له ولا ليلة صفين قال ولا ليلة صفين
وفى حديث عطاء عن مجاهد عن ابن أبي ليلى قال قلت له ولا ليلة صفين
صفين: هو موضع بقرب الفرات كانت فيه حرب (عظيمة) (1) بين علي
وأهل الشام.
* * *
(حدثني) أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد (يعنى ابن زريع) حدثنا روح (وهو ابن القاسم) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ان فاطمة أتت النبي صلى الله
عليه وسلم تسأله خادما وشكت العمل فقال ما ألفيتيه عندنا قال الا أدلك
على ما هو خير لك من خادم تسبحين ثلاثا وثلاثين وتحمدين ثلاثا وثلاثين
وتكبرين أربعا وثلاثين حين تأخذين مضجعك * وحدثنيه أحمد بن سعيد
الدارمي حدثنا حبان حدثنا وهيب حدثنا سهيل بهذا الاسناد *
* * *
82 - (2729) (حدثني) قتيبة
ابن سعيد حدثنا ليث عن جعفر بن ربيعة عن الأعرج عن أبي هريرة ان النبي
صلى الله عليه وسلم قال إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها
رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت
شيطانا *
* * *
75

فاسألوا الله من فضله قال القاضي سببه رجاء تأمين الملائكة على
الدعاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع والإخلاص.
* * *
(21) باب دعاء الكرب
83 - (2730) (حدثنا) محمد بن المثنى وابن بشار وعبيد الله بن سعيد (واللفظ لابن
سعيد) قالوا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي العالية عن ابن
عباس ان نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم
الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض
ورب العرش الكريم (* * *) (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن هشام
بهذا الاسناد وحديث معاذ بن هشام أتم
* * *
(...) (وحدثنا) عبد بن حميد أخبرنا محمد بن
بشر العبدي حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة ان أبا العالية الرياحي
حدثهم عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن ويقولهن
عند الكرب فذكر بمثل حديث معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة غير أنه
قال رب السماوات والأرض
* * *
(...) (وحدثني) محمد بن حاتم حدثنا بهز حدثنا حماد
76

ابن سلمة اخبرني يوسف بن عبد الله بن الحارث عن أبي العالية عن ابن عباس
ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه امر قال فذكر بمثل حديث معاذ
عن أبيه وزاد معهن لا إله إلا الله رب العرش الكريم
* * *
كان يدعو بهن أقيم الذكر مقام الدعاء كما قال:
إذا أثنى عليك المرء يوما * كفاه من تعرضه الثناء.
وقيل كان يستفتح الدعاء بهذا الذكر ثم يدعو بما شاء
حزبه أمر بفتح الحاء المهملة والزاي والموحدة أي نابه وألم به أمر
شديد.
الجسري بفتح الجيم وكسرها وإهمال السين.
أي الكلام أفضل قال النووي هذا محمول على كلام
الآدمي وإلا فالقرآن أفضل.
* * *
84 - (2731) (حدثنا) زهير بن حرب حدثنا حبان بن هلال حدثنا وهيب حدثنا سعيد الجريري عن أبي
عبد الله الجسري عن ابن الصامت عن أبي ذر ان رسول الله صلى الله عليه
وسلم سئل أي الكلام أفضل قال اصطفى الله لملائكته أو لعباده سبحان الله وبحمده *
الجسري: بتفتح الجيم وكسرها، واهمال السين.
أي الكلام أفضل: قال: النووي (17 / 49): هذا محمول على كلام
الادمي، وإلا فالقرآن أفضل.
* * *
77

(23) باب فضل الدعاء للمسلمين بظهر الغيب
86 - (2732) (حدثني) أحمد بن عمر بن حفص
الوكيعي حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبي عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن
أم الدرداء عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من عبد
مسلم يدعو لأخيه بظهر الغيب الا قال الملك ولك بمثل
* * *
ابن كريز: بفتح الكاف.
87 - (...) (حدثنا) إسحاق بن
إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل حدثنا موسى بن سروان المعلم حدثني طلحة بن
عبيد الله بن كريز قال حدثتني أم الدرداء قالت حدثني سيدي انه سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به
آمين ولك بمثل
* * *
موسى بن سروان: كذا للأكثر، بسين مهملة، لان ماهان، لابن ماهان: " ثروان
بالمثلثة قال الحاكم: يقالا ن (جميعا فيه) (1).
حدثني سيدي: يعني زوجها " أبا الدرداء ".
* * *
78

(24) باب استحباب حمد الله تعالى بعد الأكل والشرب
89 - (2734) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير (واللفظ لابن
نمير) قالا حدثنا أبو أسامة ومحمد بن بشر عن زكرياء بن أبي زائدة عن سعيد
ابن أبي بردة عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان الله ليرضى عن العبد ان يأكل الاكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة
فيحمده عليها * (* * *) (...) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق
حدثنا زكرياء بهذا الاسناد *
* * *
أن يكل الاكلة: بفتح الهمزة، وهي المرة الواحدة من الاكل.
* * *
(25) باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول: دعوت فلم يستحب لي
92 - (2735) (حدثني) أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب اخبرني
معاوية (وهو ابن صالح) عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع
باثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال قال يقول
قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء
* * *
فيستحسر: أي: ينقطع عن الدعاء.
79

كتاب الرقائق
81

(26) باب أكثر أهل الجنة الفقراء، وأكثر أهل النار النساء، وبيان الفتنة
بالنساء
93 - (2736) (حدثنا) هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة ح وحدثني زهير بن حرب
حدثنا معاذ بن معاذ العنبري ح وحدثني محمد بن عبد الأعلى حدثنا المعتمر ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير كلهم عن سليمان التيمي ح وحدثنا
أبو كامل فضيل بن حسين (واللفظ له) حدثنا يزيد بن زريع حدثنا التيمي عن أبي
عثمان عن أسامة بن زيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قمت على
باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وإذا أصحاب الجد محبوسون
الا أصحاب النار فقد امر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من
دخلها النساء
أصحاب الجد: بفتح الجيم، قيل: المراد أصحاب الغني واحلظ في الدنيا
وقيل: المراد أصحاب الولايات.
محبوسون: أي: للحساب، أو ليسبقهم الفقراء بخمسمائة عام.
* * *
96 - (2739) (حدثنا) عبيد الله بن عبد
الكريم أبو زرعة حدثنا ابن بكير حدثني يعقوب بن عبد الرحمن عن موسى
ابن عقبة عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الله انى أعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك
وفجاءة نقمتك وجميع سخطك
* * *
83

حدثني عبيد الله بن عبد الكريم أبو زرعة قال النووي هو
الرازي أحد حفاظ الإسلام وأكثره حفظا ولم يرو عنه مسلم في
صحيحه غير هذا الحديث توفي بعد مسلم بثلاث سنين سنة أربع وستين
ومائتين (ق 279 / 2).
99 - (2742) (حدثنا) محمد بن المثنى
ومحمد بن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة قال سمعت
أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن
الدنيا حلوة خضرة وان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا
واتقوا النساء فان أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء وفى حديث ابن بشار
لينظر كيف تعملون *
* * *
إن الدنيا حلوة خضرة:
يحتمل أن المراد لذتها ونضارتها كالفاكهة الحلوة الخضراء.
أو سرعة فنائها فإن الفاكهة الخضراء سريعة الذهاب.
مستخلفكم فيها أي يجعلكم خلفا من القرن الذي قبلكم.
فينظر كيف تعملوا أي بطاعته أم معصيته وشهواتكم.
فاتقوا الدنيا أي اجتنبوا الافتتان بها وبالنساء.
(27) باب قصة أصحاب الغار الثلاثة، والتوسل بصالح الاعمال
100 - (2743) 100 - (2743) (حدثني) محمد بن إسحاق المسيبي حدثني انس (يعنى ابن
عياض أبا ضمرة) عن موسى بن عقبة عن نافع
84

عن عبد الله بن عمر عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال بينما ثلاثة نفر يتمشون اخذهم المطر
فأووا إلى غار في جبل فانحطت على فم غارهم صخرة من الجبل فانطبقت عليهم
فقال بعضهم لبعض انظروا اعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها
لعل الله يفرجها عنكم فقال أحدهم اللهم انه كان لي والدان شيخان كبيران وامرأتي
ولى صبية صغار أرعى عليهم فإذا أرحت عليهم حلبت فبدأت
بوالدي فسقيتهما قبل بنى وانه نأى بي ذات يوم الشجر فلم آت حتى
أمسيت فوجدتهما قد ناما فحلبت كما كنت احلب فجئت بالحلاب فقمت
عند رؤسهما اكره ان أوقظهما من نومهما واكره ان أسقي الصبية قبلهما
والصبية يتضاغون عند قدمي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهم حتى طلع الفجر فان
كنت تعلم انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة نرى منها
السماء ففرج الله منها فرجة فرأوا منها السماء وقال الآخر اللهم انه كانت
لي ابنة عم أحببتها كأشد ما يحب الرجال النساء وطلبت إليها نفسها فأبت
حتى آتيها بمائة دينار فتعبت حتى جمعت مائة دينار فجئتها بها فلما وقعت
بين رجليها قالت يا عبد الله اتق الله ولا تفتح الخاتم الا بحقه فقمت عنها فان
كنت تعلم انى فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا منها فرجة ففرج لهم
وقال الآخر اللهم إني كنت استأجرت أجيرا بفرق ارز فلما قضى عمله
قال أعطني حقي فعرضت عليه فرقه فرغب عنه فلم
85

أزل أزرعه حتى جمعت
منه بقرا ورعاءها فجاءني فقال اتق الله ولا تظلمني حقي قلت اذهب إلى تلك
البقر ورعائها فخذها فقال اتق الله ولا تستهزئ بي فقلت انى لا أستهزئ
بك خذ ذلك البقر ورعاءها فاخذه فذهب به فان كنت تعلم انى فعلت ذلك
ابتغاء وجهك فافرج لنا ما بقي ففرج الله ما بقي
* * *
(...) (وحدثنا) إسحاق بن منصور
وعبد بن حميد قالا أخبرنا أبو عاصم عن ابن جريج اخبرني موسى بن عقبة
ح وحدثني سويد بن سعيد حدثنا علي بن مسهر عن عبيد الله ح وحدثني
أبو كريب ومحمد بن طريف البجلي قالا حدثنا ابن فضيل حدثنا أبي ورقبة بن
مسقلة ح وحدثني زهير بن حرب وحسن الحلواني وعبد بن حميد قالوا
حدثنا يعقوب (يعنون ابن إبراهيم بن سعد) حدثنا أبي عن صالح بن كيسان
كلهم عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث أبي
ضمرة عن موسى بن عقبة وزادوا في حديثهم وخرجوا يمشون وفى حديث
صالح يتماشون الا عبيد الله فان في حديثه وخرجوا ولم يذكر بعدها
شيئا (* * *) (...) حدثني محمد بن سهل التميمي وعبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام وأبو
بكر بن إسحاق قال ابن سهل حدثنا وقال الآخران أخبرنا أبو اليمان
أخبرنا شعيب عن الزهري اخبرني سالم بن عبد الله ان عبد الله بن عمر قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انطلق
86

ثلاثة رهط ممن كان
قبلكم حتى آواهم المبيت إلى غار واقتص الحديث بمعنى حديث نافع
عن ابن عمر غير أنه قال قال رجل منهم اللهم كان لي أبوان شيخان كبيران
فكنت لا اغبق قبلهما اهلا ولا مالا وقال فامتنعت منى حتى المت بها سنة
من السنين فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار وقال فثمرت اجره حتى
كثرت منه الأموال فارتعجت وقال فخرجوا من الغار يمشون
* * *
فإذا أرحت أي رددت الماشية من المرعى إلى المراح.
نأى في نسخة ناء بتقديم الألف على الهمزة لغتان بمعنى بعد.
بالحلاب بكسر الحاء وهو الإناء الذي يحلب فيه يسع حلب ناقة.
وقد يريد به هنا اللبن المحلوب.
يتضاغون أي يصيحون ويستغيثون من الجوع.
دأبي أي حالي اللازمة.
لا أغبق بفتح الهمزة وضم الباء من الغبوق وهو شراب العشي.
أي لا أسقي عشيا.
فثمرت أي نميت.
فارتجعت بجيم وعين مهملة أي تحركت لكثرتها.
* * *
87

كتاب التوبة
89

(1)
باب في الحض على التوبة والفرح بها
(حدثني)
سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قال الله عز وجل
انا عند ظن عبدي بي وانا معه حيث يذكرني والله لله افرح بتوبة عبده
من أحدكم يجد ضالته بالفلاة ومن تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا ومن
تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا وإذا اقبل إلى يمشى أقبلت إليه أهرول
* * *
2 - (...) (حدثني) عبد الله بن مسلمة بن قعنب القعنبي حدثنا المغيرة (يعنى ابن عبد الرحمن
الحزامي) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها
* * *
(وحدثنا) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه
* * *
لله أشد فرحا: هو كناية عن رضاه.
* * *
3 - (2744) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
(واللفظ لعثمان) قال اسحق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن الأعمش عن
عمارة بن عمير عن الحارث بن سويد قال
91

دخلت على عبد الله أعوده وهو مريض
فحدثنا بحديثين حديثا عن نفسه وحديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من
رجل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام فاستيقظ
وقد ذهبت فطلبها حتى ادركه العطش ثم قال ارجع إلى مكاني الذي كنت
فيه فأنام حتى أموت فوضع ح ح رأسه على ساعده ليموت فاستيقظ وعنده راحلته
وعليها زاده وطعامه وشرابه فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده
دوية: بفتح الدال، وتشديد الواو
(والياء جمعيا، منسوبة إلى " العدو
بتشديد الواو) (1)
(وهي) (2) البرية التي لانبات (فيها) (3)
(...) (وحدثناه) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن
قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش بهذا الاسناد وقال من رجل بداوية
من الأرض
* * *
بداوية: هي " دوية "، أبدل إحدى الواوين ألفا، كما قيل في النسبة
إلى
" طئ ": " طائي ".
* * *
92

5 - (2745) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا أبو يونس عن
سماك قال خطب النعمان بن بشير فقال لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل
حمل زاده ومزاده على بعير ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض فأدركته
القائلة فنزل فقال تحت شجرة فغلبته عينه وانسل بعيره فاستيقظ فسعى
شرفا فلم ير شيئا ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا ثم سعى شرفا ثالثا فلم ير شيئا فاقبل حتى اتى مكانه الذي قال فيه فبينما هو قاعد إذا جاءه بعيره
يمشى حتى وضع خطامه في يده فلله أشد فرحا بتوبة العبد من هذا حين
وجد بعيره على حاله قال سماك فزعم الشعبي ان النعمان رفع هذا الحديث إلى
النبي صلى الله عليه وسلم واما انا فلم أسمعه
* * *
ومزاده: قال القاضي: كأنه اسم جنس ل‍ " المزادة
فسعى شرفا: (أي: طلقا) (1) أو علو من الأرض.
* * *
6 - (2746) (حدثنا) يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد
قال جعفر حدثنا وقال يحيى أخبرنا عبيد الله بن إياد بن لقيط عن إياد عن البراء بن
عازب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تقولون بفرح رجل
انفلتت منه راحلته تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب
وعليها له طعام وشراب فطلبها حتى شق عليه ثم مرت بجذل شجرة فتعلق
زمامها فوجدها متعلقة به قلنا شديدا يا رسول الله فقال
93

رسول الله صلى الله عليه وسلم اما والله لله أشد فرحا بتوبة عبده من الرجل براحلته قال جعفر
حدثنا عبيد الله بن إياد عن أبيه
بجذل: بكسر الجيم وفتحها، وذال معجمة، وهو أصل الشجر القائم.
قلنا: شديدا: أي: فرحا شديدا
* * *
8 - (...) (حدثنا) هداب بن خالد حدثنا همام حدثنا قتادة عن انس بن
مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لله أشد فرحا بتوبة عبده من
أحدكم إذا استيقظ على بعيره قد أضله بأرض فلاة *
* * *
(...) وحدثنيه احمد الدارمي
حدثنا حبان حدثنا همام حدثنا قتادة حدثنا انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله *
* * *
بجذل بكسر الجيم وفتحها وذال معجمة وهو أصل الشجر القائم
قلنا شديدا أي فرحا شديدا
إذا استيقظ على بعيره كذا في الأصول قيل وهو وهم
وصوابه إذا سقط كما في البخاري أي وقع عليه
وصادفه من غير قصد
بأرض فلاة أي قفر.
94

9 - (2748) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن محمد بن قيس
قاص عمر بن عبد العزيز عن أبي صرمة عن أبي أيوب أنه قال حين حضرته
الوفاة كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لولا انكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون
يغفر لهم (حدثنا) هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب حدثني عياض
(وهو ابن عبد الله الفهري) حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن محمد بن
كعب القرظي عن أبي صرمة عن أبي أيوب الأنصاري عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال لو أنكم لم تكن لكم ذنوب يغفرها الله لكم لجاء الله
بقوم لهم ذنوب يغفرها لهم (حدثني) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن جعفر الجزري عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم
يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم *
* *
قاص عمر في نسخة قاضي عمر وهما صحيحان وممن
ذكرهما البخاري في التاريخ (1 / 1 / 1 212 - 213).
* * *
(3) باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة، والمراقبة، وجواز ترك
ذلك في بعض الأوقات. والاشتغال بالدنيا.
12 - (2750) (حدثنا) يحيى بن يحيى التيمي وقطن بن
نسير (واللفظ ليحيى) أخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد بن اياس الجريري
عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة الأسيدي قال وكان من كتاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا حنظلة قال قلت
نافق حنظلة قال سبحان الله ما تقول قال قلت نكون عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم يذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات فنسينا
كثيرا قال أبو بكر فوالله انا لنلقى مثل هذا فانطلقت انا وأبو بكر حتى دخلنا على
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نافق حنظلة يا رسول الله فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وما ذاك قلت يا
95

رسول الله نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة حتى كأنا رأى عين فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج
والأولاد والضيعات نسينا كثيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده ان لو تدومون على ما تكونون عندي وفى الذكر
لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفى طرقكم ولكن يا حنظلة ساعة
وساعة ثلاث مرات
* * *
الأسيدي بضم الهمزة وفتح السين وكسر الياء المشددة وسكونها.
كأنا رأي عين بالرفع أي كأنا بحال من يراهما بعينه ويصح
النصب على المصدر أي نراهما.
عافسنا بالفاء والسين المهملة أي مارسنا عنه وعالجنا
والضيعات جمع ضيعة بالضاد المعجمة وهو معاش الرجل من مال أو
حرفة أو صناعة
* * *
13 - (...) (حدثني) إسحاق بن منصور أخبرنا عبد الصمد سمعت أبي
يحدث حدثنا سعيد الجريري عن أبي عثمان النهدي عن حنظلة قال كنا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم فوعظنا فذكر النار قال ثم جئت إلى البيت
فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة قال فخرجت فلقيت أبا بكر فذكرت
ذلك له فقال وانا قد فعلت مثل ما تذكر فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقلت يا رسول الله نافق حنظلة فقال مه فحدثته بالحديث فقال أبو بكر وانا
قد فعلت مثل ما فعل فقال يا حنظلة ساعة وساعة ولو كانت تكون قلوبكم
كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق
* * *
96

(...) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن سعيد
الجريري عن أبي عثمان الهدى عن حنظلة التميمي الأسيدي الكاتب قال
كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا الجنة والنار فذكر نحو حديثهما
* * *
فقال مه هي كلمة استفهام والهاء للسكت
أي ما تقول ويحتمل أنها اسم فعل بمعنى كف.
* * *
14 - (2751) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة (يعنى الحزامي) عن أبي الزناد عن الأعرج
عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لما خلق الله الخلق كتب في كتابه
فهو عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبى
* * *
إن رحمتي تغلب غضبي المراد بالغلبة وبالسبق في الرواية الأخرى -
كثرة الرحمة وشمولها.
* * *
22 - (2754) (حدثني) الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن سهل التميمي
(واللفظ لحسن) حدثنا ابن أبي مريم حدثنا أبو غسان حدثني زيد بن أسلم
عن أبيه عن عمر بن الخطاب أنه قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي
فإذا امرأة من السبي تبتغى إذا وجدت صبيا في السبي اخذته فألصقته ببطنها
وأرضعته فقال لنا
97

رسول الله صلى الله عليه وسلم أترون هذه المرأة طارحة
ولدها في النار قلنا لا والله وهي تقدر على أن لا تطرحه فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لله ارحم بعباده من هذه بولدها
* * *
فإذا امرأة من السبي تبتغي قال القاضي كذا في الأصول وهو
وهم وصوابه تسعى كما في البخاري (01 / 326 - 427).
* * *
24 - (2756) (حدثني) محمد بن
مرزوق بن بنت مهدي بن ميمون حدثنا روح حدثنا مالك عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال رجل
لم يعمل حسنة قط لأهله إذا مات فحرقوه ثم اذروا نصفه في البر ونصفه
في البحر فوالله لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين
فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم فامر الله البر فجمع ما فيه وامر البحر فجمع
ما فيه ثم قال لم فعلت هذا قال من خشيتك يا رب
98

وأنت اعلم فغفر الله له
* * *
لئن قدر الله عليه قال النووي هو بالتخفيف بمعنى
قدر بالتشديد أي قضى أو هو بمعنى ضيق وليس شكا في
القدرة.
وقيل قاله في حالة غلب عليه فيها الدهش والخوف وشدة الوجع فلم
يضبط ما يقوله فصار في معنى الغافل وهذه الحالة لا يؤاخذ فيها
وقيل كان في زمن فترة حين ينفع مجرد التوحيد ولا تكليف قبل ورود
الشرع على الصحيح لقوله تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا
(الاسراء: 15). 25 - (...)
(حدثنا) محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال ابن رافع (واللفظ له)
حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال قال لي الزهري الا أحدثك بحديثين
عجيبين قال الزهري اخبرني حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم قال اسرف رجل على نفسه فلما حضره الموت أوصى
بنيه فقال إذا انا مت فاحرقوني ثم اسحقوني ثم اذروني في الريح في البحر
فوالله لئن قدر على ربى ليعذبني عذابا ما عذبه به أحدا قال ففعلوا ذلك
به فقال للأرض أدى ما اخذت فإذا هو قائم فقال له ما حملك على ما صنعت
فقال خشيتك يا رب أو قال مخافتك فغفر له بذلك
* * *
أسرف رجل على نفسه أي بالغ في المعاصي قال الزهري ذلك لئلا
99

يتكل رجل ولا يتأسى.
أي أنه جمع بين الحديث الأول وحديث الهرة ليمزج إن الخوف بالرجاء.
(* * *) 27 - (2757) (حدثني) عبيد الله
ابن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن قتادة سمع بن عبد الغافر
يقول سمعت أبا سعيد الخدري يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان رجلا
فيمن كان قبلكم راشه الله مالا وولدا فقال لولده لتفعلن ما آمر كم به
أو لأولين ميراثي غيركم إذا انا مت فاحرقوني وأكثر علمي أنه قال ثم
اسحقوني واذروني في الريح فانى لم ابتهر عند الله خيرا وان الله يقدر على أن
يعذبنن قال فاخذ منهم ميثاقا ففعلوا ذلك به وربى فقال الله ما حملك على
ما فعلت فقال مخافتك قال فما تلافاه غيرها
* * *
راشه الله بألف ساكنة غير مهموز وشين معجمة أي أعطاه
وروي بهمزة مفتوحة وسين مهملة قال القاضي وغيره ولا وجه له هنا.
لم أبتئر بهمزة بعد التاء وفي نسخة لم إلا أبتهر بهاء مبدلة من
الهمزة أي لم أدخر.
وأن الله يقدر علي يعذبني كذا في نسخة معتمدة بأن شرطية ويعذبني
جواب الشرط وفي أكثر الأصول زيادة أن قبل يعذبني) (ق
فعلى هذا أن الأولى مشددة وهنا محذوف أي (إن
دفنتموني فإن حرقتموني فيه فلا تستجمع الروايات.
وربي كذا في أكثر الأصول على القسم وفي نسخة:
100

" وذري " وصوبها القاضي.
فما تلافاه: أي: تدركه.
28 - (وحدثناه) يحيى بن حبيب الحارثي
حدثنا معتمر بن سليمان قال قال لي أبى حدثنا قتادة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا الحسن بن موسى حدثنا شيبان بن عبد الرحمن ح وحدثنا ابن المثنى
حدثنا أبو الوليد حدثنا أبو عوانة كلاهما عن قتادة ذكروا جميعا باسناد
شعبة نحو حديثه وفى حديث شيبان وأبى عوانة ان رجلا من الناس رغسه الله
مالا وولدا وفى حديث التيمي فإنه لم يبتئر عند الله خيرا قال فسرها قتادة
لم يدخر عند الله خيرا وفى حديث شيبان فإنه والله ما ابتأر عند الله خيرا
وفى حديث أبي عوانة ما امتأر بالميم *
رغسه الله: بغين معجمة مخففة، وسين مهملة. أي: أعطاه وبارك له.
* * *
* * *
29 - (2758) (حدثني) عبد الاعلى بن حماد حدثنا
حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن عبد الرحمن بن أبي عمرة
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يحكى عن ربه عز وجل قال
أذنب عبد ذنبا فقال اللهم اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى أذنب عبدي
ذنبا فعلم أن له ر با يغفر الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فاذنب فقال أي رب
اغفر لي ذنبي فقال تبارك وتعالى عبدي أذنب ذنبا فعلم أن له ربا يغفر
الذنب ويأخذ بالذنب ثم عاد فأذنب فقال أي ب اغفر لي ذنبي فقال تبارك
101

وتعالى أذنب عبدي ذنبا فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ
بالذنب. ثم عاد فأذب فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك
وتعالى: أذنب عبدي ذنبا. فعلى أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ
بالذنب. اعمل عبدي ما شئت فقد غفرت لك ".
قال عبد الاعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة " اعمل ما
شئت ".
* * *
(...) قال أبو أحمد حدثني محمد بن زنجويه القرشي القشيري حدثنا
عبد الاعلى بن حماد النرسي بهذا الاسناد اعمل ما شئت فقد غفرت لك قال عبد الاعلى لا ادرى أقال في الثالثة أو الرابعة اعمل ما شئت
* * *
31 - (2759) (حدثنا) محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبي موسى عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسئ
النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها
* * *
(وحدثنا) محمد بن بشار حدثنا أبو داود حدثنا شعبة بهذا
102

الاسناد نحوه
* * *
إن الله يبسط يده بالليل ليتوب قال المازري المراد قبول التوبة وإنما ورد
لفظ بسط اليد لأن العرب إذا رضي أحدهم الشئ بسط يده لقبوله
وإذا كرهه قبضها فخوطبوا بأمر حسي يفهمونه (2).
* * *
32 - (2760) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان
حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليس أحد أحب إليه المدح من الله من اجل ذلك مدح
نفسه وليس أحد أغير من الله من اجل ذلك حرم الفواحش
* * *
ليس أحد أحب إليه المدح من الله قال النووي حقيقة هذا
مصلحة للعباد لأنهم يثنون عليه فيثيبهم فينتفعون به وهو سبحانه غني عن
العالمين لا ينفعه مدحهم ولا يضره تركهم ذلك
وليس أحد أحب إليه العذر من الله قال القاضي يحتمل ان المراد به
الأعذار والحجة ولهذا قال من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل.
ويحتمل ان المراد الاعتذار أي اعتذار العباد إليه من تقصيرهم وتوبتهم
من معاصيهم.
* * *
103

38 - (2761) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز (يعنى ابن محمد) عن العلاء
عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يغار
والله أشد غيرا
* * *
(...) (وحدثنا) محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة
قال سمعت العلاء بهذا الاسناد
* * *
أشد غيرا: بفتح الغين، وسكون الياء، بمعني " غيرة ".
* * *
42 - (...) (حدثنا) يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي
شيبة (واللفظ ليحيى) قال يحيى أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو الأحوص
عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال جاء رجل إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انى عالجت امرأة في أقصى المدينة
وانى أصبت منها ما دون ان أمسها فانا هذا فاقض في ما شئت فقال له
عمر لقد سترك الله لو سترت نفسك قال فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم
شيئا فقام الرجل فانطلق فاتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه وتلا عليه
هذه الآية أقم الصلاة طرفي النار وزلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات
ذلك ذكرى للذاكرين فقال رجل من القوم يا نبي الله هذا له خاصة قال بل
للناس كافة
* * *
104

43 - (...) (حدثنا) محمد بن المثنى حدثنا أبو النعمان الحكم بن عبد الله العجلي
حدثنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت إبراهيم يحدث عن خاله
الأسود عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث أبي الأحوص
وقال في حديثه فقال معاذ يا رسول الله هذا لهذا خاصة أو لنا عامة
قال بل لكم عامة
* * *
عالجت: أي تناولت.
44 - (2764) (حدثنا) الحسن بن علي الحلواني حدثنا عمرو بن
عاصم حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن انس قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أصبت حدا فأقمه على قال وحضرت
الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى الصلاة قال يا رسول الله
انى أصبت حدا فأقم في كتاب الله قال هل حضرت الصلاة معنا قال نعم
قال قد غفر لك
* * *
أصبحت حدا: معصية. * * *
46 - (2766) (حدثنا) محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ
لابن المثنى) قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي الصديق
عن أبي سعيد الخدري ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال
105

كان فيمن كان
قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن اعلم أهل الأرض فدل على
راهب فاتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسها فهل له من توبة فقال لا
فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن اعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين
التوبة انطلق إلى ارض كذا وكذا فان بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم
ولا ترجع إلى أرضك فإنها ارض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق اتاه
الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة
الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب انه لم يعمل خيرا
قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين
فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد
فقبضته ملائكة الرحمة قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا انه لما اتاه
الموت ناء بصدره
* * *
47 - (...) (حدثني) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا
شعبة عن قتادة انه سمعت أبا الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري عن النبي
صلى الله عليه وسلم ان رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا فجعل يسأل هل له
من توبة فاتى راهبا فسأله فقال ليست لك توبة فقتل الراهب ثم
جعل يسأل ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون فلما كان
في بعض الطريق ادركه الموت فناء بصدره ثم مات فاختصمت فيه ملائكة
الرحمة وملائكة العذاب فكان إلى القرية
106

الصالحة أقرب منها بشبر فجعل من
أهلها
* * *
48 - (...) (حدثنا) محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى حدثنا شعبة عن قتادة
بهذا الاسناد نحو حديث معاذ بن معاذ وزاد فيه فأوحى الله إلى هذه ان
تباعدي والى هذه ان تقربي
* * *
نصف الطريق: بتخفيف الصاد. أي: بلغ نصفها.
نأي بصدره: أي: نهض.
* * *
49 - (2767) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة
عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا
فيقول هذا فكاكك من النار
* * *
دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا قال النووي هو
بمعنى حديث لكل أحد منزل في الجنة ومنزل في النار فإذا دخل المؤمن
الجنة خلفه الكافر في النار (لكفره) (1).
هذا فكاكك بفتح الفاء وكسرها قال النووي معناه إن كان معرضا
لدخول النار فإذا نجي منها ودخلها الكفار بكفرهم صاروا
في معنى الفكاك للمسلمين.
* * *
107

51 - (276) (حدثنا) محمد بن عمرو بن عباد بن
جبلة بن أبي رواد حدثنا حرمي بن عمارة حدثنا شداد أبو طلحة الراسبي
عن غيلان بن جرير عن أبي بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
يجئ يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم
ويضعها على اليهود والنصارى فيما احسب انا قال أبو روح لا ادرى ممن
الشك قال أبو بردة فحدثت به عمر بن عبد العزيز فقال أبوك حدثك
هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم قلت نعم
* * *
ويضعها على اليهود قال النووي وهو مجاز ولا بد
من تأويله لقوله تعالى ولا تزر وازرة وزر أخرى (الانعام: 164)
والمراد يضع عليهم مثلها بذنوبهم أو المراد آثام كان الكفار سببا فيها بأن
سنوها فتسقط عن المسلمين بعفو الله وتوضع على الكفار لكونهم سنوها،
وقد جاء عن عمر بن عبد العزيز والشافعي أنهما قالا هذا الحديث أرجى
حديث للمسلمين.
* * *
52 - (2768) (حدثنا) زهير بن حرب حدثنا
إسماعيل بن إبراهيم عن هشام الدستوائي عن قتادة عن صفوان بن محرز
قال قال رجل لابن عمر كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
في النجوى قال سمعته يقول يدنى المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى
يضع عليه كنفه فيقرره بذنوبه فيقول هل تعرف فيقول أي رب
108

اعرف قال فانى قد سترتها عليك في الدنيا واني أغفرها لك اليوم فيعطى صحيفة
حسناته واما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤس الخلائق هؤلاء
الذين كذبوا على الله
* المؤمن هو دنو كرامة وإحسان لا دنو مسافة!
كنفه بفتح النون أي ستره وعفوه.
53 - (276) (حدثني) أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن سرح مولى بنى أمية اخبرني ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
قال ثم غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وهو يريد
الروم ونصارى العرب بالشام قال ابن شهاب فأخبرني عبد الرحمن بن
عبد الله بن كعب بن مالك ان عبد الله بن كعب كان قائد كعب من
بنيه حين عمى قال سمعت كعب بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك قال كعب بن مالك لم أتخلف
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها قط الا في غزوة تبوك
غير انى قد تخلفت في غزوة بدر ولم يعاتب أحدا تخلف عنه إنما خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون يريدون عير قريش حتى جمع الله
بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ولقد شهدت مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على الاسلام وما أحب ان لي بها مشهد
بدر وان كانت بدر اذكر في الناس منها وكان من خبري حين تخلفت عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك انى لم أكن قط أقوى ولا
أيسر منى حين تخلفت عنه في تلك الغزوة والله ما جمعت قبلها راحلتين
109

قط حتى جمعتهما في تلك الغزوة فغزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حر
شديد واستقبل سفرا بعيدا ومفازا واستقبل عدوا كثيرا فجلا للمسلمين
أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجههم الذي يريد والمسلمون
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير ولا يجمعهم كتاب حافظ يريد
بذلك الديوان قال كعب فقل رجل يريد ان يتغيب يظن أن ذلك سيخفى له
ما لم ينزل فيه وحى من الله عز وجل وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
تلك الغزوة حين طابت الثمار والظلال فانا إليها اصعر فتجهز رسول الله
صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه وطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فارجع
ولم اقض شيئا وأقول في نفسي انا قادر على ذلك إذا أردت فلم يزل ذلك يتمادى
بي حتى استمر بالناس الجد فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم غاديا والسلمون
معه ولم اقض من جهازي شيئا ثم غدوت فرجعت ولم اقض شيئا فلم يزل
ذلك يتمادى بي حتى أسرعوا وتفارط الغزو فهممت ان ارتحل فأدركهم فيا ليتني
فعلت ثم لم يقدر ذلك لي فطفقت إذا خرجت في الناس بعد خروج رسول الله
صلى الله عليه وسلم يحزنني انى لا أرى لي أسوة الا رجلا مغموصا عليه في النفاق
أو رجلا ممن عذر الله من الضعفاء ولم يذكرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى بلغ تبوك فقال وهو جالس في القوم بتبوك ما فعل كعب بن مالك قال رجل
من بنى سلمة يا رسول الله حبسه برداه والنظر في عطفيه فقال له معاذ بن جبل بئس
ما قلت والله يا سول الله ما علمنا عليه الا خيرا فسكت رسول الله صلى الله عليه
وسلم فبينما هو على ذلك رأى رجلا مبيضا يزول به السراب فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم كن أبا خيثمة فإذا هو أبو خيثمة الأنصاري وهو الذي تصدق
بصاع التمر حين لمزه المنافقون فقال كعب بن مالك فلما بلغني ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد توجه قافلا من تبوك حضرني بثي فطفقت أتذكر
الكذب وأقول بم اخرج من سخطه غدا وأستعين على ذلك كل ذي رأى من
أهلي فلما قيل لي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أظل قادما زاح عنى الباطل
حتى عرفت انى لن أنجو منه بشئ ابدا فأجمعت صدقه وصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم
110

قادما وكان إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فركع
فيه ركعتين ثم جلس للناس فلما فعل ذلك جاءه المخلفون فطفقوا يعتذرون
إليه ويحلفون له وكانوا بضعة وثمانين رجلا فقبل منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم علانيتهم وبايعهم واستغفر لهم ووكل سرائرهم إلى الله حتى جئت
فلما سلمت تبسم تبسم المغضب ثم قال تعال فجئت امشي حتى جلست بين يديه
فقال لي ما خلفك ألم تكن قد ابتعت ظهرك قال قلت يا رسول الله انى والله لو
جلست عند غيرك من أهل الدنيا لرأيت انى سأخرج من سخطه بعذر ولقد
أعطيت جدلا ولكني والله لقد علمت لئن حدثتك اليوم حيث كذب ترضى به
عنى ليوشكن الله ان يسخطك على ولئن حدثتك حديث صدق تجد على فيه انى
لأرجو فيه عقبى الله والله ما كان لي عذر والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر منى
حين تخلفت عنك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اما هذا فقد صدق فقم حتى
يقضى الله فيك فقمت وثار رجال من بنى سلمة فاتبعوني فقالوا لي والله ما علمناك
أذنبت ذنبا قبل هذا لقد عجزت في أن لا تكون اعتذرت إلى رسول الله صلى الله
صلى الله عليه وسلم بما اعتذر به إليه المخلفون فقد كان كافيك ذنبك استغفار رسول الله
صلى الله عليه وسلم لك قال فوالله ما زالوا يؤنبوني حتى أردت ان ارجع إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكذب نفسي قال ثم قلت لهم هل لقى هذا
معي من أحد قالوا نعم لقيه معك رجلان قالا مثل ما قلت فقيل لهما مثل
ما قيل لك قال قلت من هما قالوا مرارة بن الربيعة العامري وهلال بن أمية
الواقفي قال فذكروا لي رجلين صالحين قد شهدا بدرا فيهما أسوة قال فمضيت
حين ذكروهما لي قال ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين عن كلامنا
أيها الثلاثة من بين من تخلف عنه قال فاجتنبنا الناس وقال تغيروا لنا حتى
تنكرت لي
111

في نفسي الأرض فما هي بالأرض التي اعرف فلبثنا على ذلك
خمسين ليلة فاما صاحباي فاستكانا وقعدا في بيوتهما يبكيان واما انا فكنت
اشب القوم وأجلدهم فكنت اخرج فاشهد الصلاة وأطوف في الأسواق ولا
يكلمني أحد وآتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسلم عليه وهو في مجلسه
بعد الصلاة فأقول في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام أم لا ثم اصلى
قريبا منه وأسارقه النظر فإذا أقبلت على صلاتي نظر إلى وإذا التفت نحوه
اعرض عنى حتى إذا طال ذلك على من جفوة المسلمين مشيت حتى تسورت
جدار حائط أبى قتادة وهو ابن عمى وأحب الناس إلى فسلمت عليه فوالله
مارد على السلام فقلت له يا أبا قتادة أنشدك بالله هل تعلمن انى أحب الله
ورسوله قال فسكت فعدت فناشدته فسكت فعدت فناشدته فقال الله
ورسوله اعلم ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار فبينا انا امشي في
سوق المدينة إذا نبطي من نبط أهل الشام ممن قدم بالطعام يبيعه بالمدينة
يقول من يدل على كعب بن مالك قال فطفق الناس يشيرون له إلى حتى جاءني
فدفع إلى كتابا من ملك غسان وكنت كاتبا فقرأته فإذا فيه اما بعد فإنه
قد بلغنا ان صاحبك قد جفاك ولم يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة فالحق بنا
نواسك قال فقلت حين قرأتها وهذه أيضا من البلاء فتياممت بها التنور
فسجرتها بها حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث الوحي إذا رسول
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيني فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
112

يأمرك ان تعتزل امرأتك قال فقلت أطلقها أم ماذا افعل قال لا بل اعتزلها
فلا تقربنها قال فأرسل إلى صاحبي بمثل ذلك قال فقلت لامرأتي الحقي باهلك
فكوني عندهم حتى يقضى الله في هذا الامر قال فجاءت امرأة هلال بن
أمية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت له يا رسول الله ان هلال بن أمية
شيخ ضائع ليس له خادم فهل تكره ان أخدمه قال لا ولكن لا يقربنك
فقالت إنه والله ما به حركة إلى شئ والله ما زال يبكى منذ كان من امره ما كان إلى يومه هذا قال فقال لي بعض أهلي لو استأذنت رسول الله صلى الله
عليه وسلم في امرأتك فقد اذن لامرأة هلال بن أمية ان تخدمه قال فقلت
لا استأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريني ماذا يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا استأذنته فيها وانا رجل شاب قال فلبثت بذلك عشر
ليال فكمل لنا خمسون ليلة من حين نهى عن كلامنا قال ثم صليت صلاة الفجر
صباح خمسين ليلة على ظهر بيت من بيوتنا فبينا انا جالس على الحال التي
ذكر الله عز وجل منا قد ضاقت على نفسي وضاقت على الأرض بما رحبت
سمعت صوت صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته يا كعب بن مالك ابشر
قال فخررت ساجدا وعرفت ان قد جاء فرج قال فآذن رسول الله صلى الله
عليه وسلم الناس بتوبة الله علينا حين صلى صلاة الفجر فذهب الناس يبشروننا
فذهب قبل صاحبي مبشرون وركض رجل إلى فرسا وسعى ساع من أسلم
قبلي وأوفى الجبل فكان
113

الصوت أسرع من الفرس فلما جاءني الذي سمعت صوته
يبشرني فنزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته والله ما أملك غيرهما يومئذ
واستعرت ثوبين فلبستهما فانطلقت اتأمم رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتلقاني الناس فوجا فوجا يهنؤني بالتوبة ويقولون لتهنئك توبة الله عليك
حتى دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد وحوله
الناس فقام طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام رجل
من المهاجرين غيره قال فكان كعب لا ينساها لطلحة قال كعب فلما سلمت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يبرق وجهه من السرور ويقول
ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال فقلت أمن عندك يا رسول الله
أم من عند الله فقال لا بل من عند الله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه كأن وجهه قطعة قمر قال وكنا نعرف ذلك قال فلما جلست
بين يديه قلت يا رسول الله ان من توبتي ان انخلع من مالي صدقة إلى الله
والى رسوله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم امسك
بعض مالك فهو خير لك قال فقلت فانى امسك سهمي الذي بخيبر قال
وقلت يا رسول الله ان الله إنما أنجاني بالصدق وان من توبتي ان لا احدث
الا صدقا ما بقيت قال فوالله ما علمت أن أحدا من المسلمين أبلاه الله في صدق
الحديث منذ ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومى هذا أحسن
مما أبلاني الله به والله ما تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى يومى
114

هذا وانى لأرجو ان يحفظني الله فيما بقي قال فأنزل الله
عز وجل لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة
العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم انه بهم رؤوف
رحيم وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت
عليهم أنفسهم حتى بلغ يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين
قال كعب والله ما أنعم الله على من نعمة قط بعد إذ هداني الله للاسلام
أعظم في نفسي من صدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لا أكون كذبته
فأهلك كما هلك الذين كذبوا ان الله قال للذين كذبوا حين انزل الوحي شر
ما قال لاحد وقال الله سيحلفون بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم
فاعرضوا عنهم انهم رجس ومأويهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون
لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين قال
كعب كنا خلفنا أيها الثلاثة عن امر أولئك الذين قبل منهم رسول الله
صلى الله عليه وسلم حين حلفوا له فبايعهم واستغفر لهم وارجأ رسول الله صلى الله
عليه وسلم أمرنا حتى قضى الله فيه فبذلك قال الله عز وجل وعلى الثلاثة
الذين خلفوا وليس الذي ذكر الله مما خلفنا تخلفنا عن الغزو وإنما هو تخليفه إيانا
وارجاؤه أمرنا عمن حلف له واعتذر إليه فقبل منه *
115

(...)
وحدثنيه محمد بن رافع
حدثنا حجين بن المثنى حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب باسناد يونس
عن الزهري سواء
ليلة العقبة هي الليلة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصار فيها على
الإسلام وأن يؤوه وينصروه وهي العقبة التي في طريق منى التي
يضاف إليها جمرة العقبة وكانت بيعة العقبة مرتين في سنتين في السنة
الأولى كانوا اثني عشر وفي السنة الثانية سبعين كلهم من الأنصار.
وإن كانت بدر أذكر أي أشهر عند الناس بالفضيلة
ومفازا أي برية طويلة قليلة الماء يخاف منها الهلاك
فجلى بتخفيف اللام أي كشف وأوضح (ولم يور) (1).
ليتأهبوا أي (ليستعدوا) (2).
أهبة بضم الهمز وإسكان الهاء.
بوجههم أي بقصدهم.
الديوان بكسر الدال وحكي فتحها فارسي معرب وقيل عربي.
فقل رجل يريد أن يتغيب يظن قال القاضي كذا في جميع
الأصول وصوابه إلا يظن بزيادة إلا كما في رواية البخاري
(8 / 113).
أصعر أي أميل.
الجد بكسر الجيم.
جهازي بفتح الجيم وكسرها أي أهبة سفري.
وتفارط الغزو أي تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا.
مغموصا بالغين المعجمة والصاد المهملة أي متهما.
والنظر في عطفيه جانبيه إشارة إلى إعجابه بنفسه
116

ولباسه.
مبيضا بكسر الباء أي لابس أبيض.
يزول أي يتحرك.
السراب هو ما يظهر للإنسان في الهواجر في البراري كأنه ماء
كن أبا خيثمة أي اللهم اجعله أبا خيثمة واسمه عبد الله بن
خيثمة وقيل مالك بن قيس وليس في الصحابة من يكنى (أبا
خيثمة إلا هذا وأبو خيثمة عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي).
لمزه أي عابه.
بثي هو أشد الحزن.
أظل بالظاء المعجمة أي أقبل أو دنا قدومه.
فأجمعت صدقة أي عزمت عليه.
المغضب بفتح الضاد أي الغضبان.
جدلا أي فصاحة وقوة في الكلام وبراعة.
ليوشكن قال النووي بفتح الشين أي ليسرعن
تجد بكسر الجيم أي تغضب.
لأرجو فيه عقبى الله أي يعقبني خيرا.
يؤنبونني بهمزة بعد الياء ثم نون ثم موحدة أي الومونني أشد
اللوم.
مرارة بضم الميم وتخفيف الراء المكررة.
بن ربيعة في البخاري بن ربيع قال بن عبد البر.
يقال بالوجهين.
العامري قال القاضي كذا في جميع الأصول وأنكره العلماء
وقالوا هو غلط وصوابه العمري بفتح العين وسكون الميم من بني
عمرو بن عوف).
أيها الثلاثة قال القاضي هو بالرفع وموضعه نصب على
الاختصاص.
117

تنكرت لي في نفسي الأرض هي حالة تعتري المهموم.
فاستكانا أي خضعا.
أشب القوم أي أصغرهم سنا.
وأجلدهم أي أقواهم.
تسورت أي علوت.
ولا مضيعة ضبط بكسر الضاد والياء وسكون الضاد وفتح الياء
لغتان.
أي في موضع وحال يضاع فيه حقك.
نواسك أي نشاركك فيما عندنا.
فتياممت هو لغة في تيممت أي قصدت.
فسجرتها أي أحرقتها وأنث على إراد الصحيفة.
واستلبث أي أبطأ.
أوفى أي ارتفع.
على سلع بفتح المهملة وسكون اللام جبل بالمدينة.
وآذن أي أعلم.
أبشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك أمك قال النووي (17)
معناه سوى يوم إسلامك قال وإنما لم يستثنه لأنه معلوم ولا بد منه.
أن أنخلع من مالي أي أخرج عنه والمراد أرضه وعقاره.
أبلاه الله أي أنعم عليه.
أن لا أكون لا زائدة.
فأهلك بكسر اللام وحكي فتحها.
وإرجاؤه أي تأخيره.
* * *
54 - (...) (وحدثني) عبد بن حميد حدثني يعقوب بن إبراهيم
118

بن سعد حدثنا محمد بن عبد الله بن مسلم بن أخي الزهري عن عمه محمد بن مسلم
الزهري اخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك ان عبيد الله بن كعب
ابن مالك وكان قائد كعب حين عمى قال سمعت كعب بن مالك يحدث
حديثه حين تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وساق
الحديث وزاد فيه على يونس فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما يريد
غزوة الا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزوة ولم يذكر وفى حديث ابن أخي
الزهري أبا خيثمة ولحوقه بالنبي صلى الله عليه وسلم
* * *
ورى بغيرها أي أوهم غيرها.
* * *
55 - (276) (وحدثني) سلمة بن
شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل (وهو ابن عبيد الله) عن الزهري
اخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك عن عمه عبيد الله بن كعب وكان
قائد كعب حين أصيب بصره وكان اعلم قومه وأوعاهم لأحاديث أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سمعت أبي كعب بن مالك وهو أحد الثلاثة الذين
تيب عليهم يحدث انه لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة
غزاها قط غير غزوتين وساق الحديث وقال فيه وغزا رسول الله صلى الله عليه
وسلم بناس كثير يزيدون على عشرة آلاف ولا يجمعهم ديوان حافظ *
119

* * *
غير غزوتين أي بدر وتبوك.
يزيدون على عشرة آلاف قال بن إسحاق كانوا ثلاثين ألفا وقال أبو
زرعة الرازي كانوا سبعين ألفا وجمع بينهما بعضهم بأن بن إسحاق عد
المتبوع وأبو زرعة عد التابع والمتبوع.
* * *
(10) باب في حديث الافك، وقبول توبة القاذف)
56 - (...) (حدثنا)
حبان بن موسى أخبرنا عبد الله بن المبارك أخبرنا يونس بن يزيد الأيلي ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي ومحمد بن رافع وعبد بن حميد قال ابن رافع حدثنا وقال الآخران أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر والسياق حديث
معمر من رواية عبد وابن رافع قال يونس ومعمر جميعا عن الزهري اخبرني
سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وعلقمة بن وقاص وعبيد الله بن عبد الله بن
عتبة بن مسعود عن حديث عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لها أهل
الافك ما قالوا فبرأها الله مما قالوا وكلهم حدثني طائفة من حديثها وبعضهم
كان أوعى لحديثها من بعض وأثبت اقتصاصا وقد وعيت عن كل واحد منهم
الحديث الذي حدثني وبعض حديثهم يصدق بعضا ذكروا ان عائشة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
أراد ان يخرج سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها
رسول الله صلى الله عليه وسلم معه قالت عائشة فاقرع بيننا في غزوة غزاها
فخرج فيها سهمي فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بعدما
انزل الحجاب فانا احمل في هودجي وانزل فيه مسيرنا حتى إذا فرغ رسول الله
صلى الله عليه وسلم من غزوة
120

وقفل ودنونا من المدينة آذن ليلة بالرحيل
فقمت حين آذنوا بالرحيل فمشيت حتى جاوزت الجيش فلما قضيت من
شأني أقبلت إلى الرحل فلمست صدري فإذا عقدي من جزع ظفار قد انقطع
فرجعت فالتمست عقدي فحبسني ابتغاؤه واقبل الرهط الذين كانوا يرحلون لي
فحملوا هودجي فرحلوه على بعيري الذي كنت اركب وهم يحسبون انى فيه
قالت وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهبلن ولم يغشهن اللحم إنما يأكلن العلقة
من الطعام فلم يستنكر القوم ثقل الهودج حين رحلوه ورفعوه وكنت
جارية حديثة السن فبعثوا الجمل وساروا ووجدت عقدي بعدما استمر
الجيش فجئت منازلهم وليس بها داع ولا مجيب فتيممت منزلي الذي كنت
فيه وظننت ان القوم سيفقدوني فيرجعون إلى فبينا انا جالسة في منزلي
غلبتني عيني فنمت وكان صفوان بن المعطل السلمي ثم الذكواني قد عرس من
وراء الجيش فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سواد انسان نائم فأتاني فعرفني
حين رآني وقد كان يراني قبل ان يضرب الحجاب على فاستيقظت باسترجاعه
حين عرفني فخمرت وجهي بجلبابي ووالله ما يكلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة
غير استرجاعه حتى أناخ راحلته فوطئ على يدها فركبتها فانطلق يقود بي
الراحلة حتى اتينا الجيش بعدما نزلوا موغرين في نحر الظهيرة فهلك من
هلك في شأني وكان الذي تولى كبره عبد الله بن أبي ابن سلول فقدمنا المدينة
فاشتكيت حين قدمنا المدينة شهرا والناس يفيضون في قول أهل الافك
ولا اشعر
121

بشئ من ذلك وهو يريبني في وجعي اني لا اعرف من رسول الله
صلى الله عليه وسلم اللطف الذي كنت أرى منه حين اشتكى إنما يدخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسلم ثم يقول كيف تيكم فذاك يريبني ولا
اشعر بالشر حتى خرجت بعدما نقهت وخرجت معي أم مسطح قبل
المناصع وهو متبرزنا ولا نخرج الا ليلا إلى ليل وذلك قبل ان نتخذ الكنف
قريبا من بيوتنا وأمرنا امر العرب الأول في التنزه وكنا نتأذى بالكنف
ان نتخذها عند بيوتنا فانطلقت انا وأم مسطح وهي بنت أبي رهم بن
المطلب بن عبد مناف وأمها ابنة صخر بن عامر خالة أبى بكر الصديق
وابنها مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب فأقبلت انا وبنت أبى رهم قبل
بيتي حين فرغنا من شأننا فعثرت أم مسطح في مرطها فقالت تعس
مسطح فقلت لها بئس ما قلت أتسبين رجلا قد شهد بدرا قالت أي هنتاه
أو لم تسمعي ما قال قلت وماذا قال قالت فأخبرتني بقول أهل الافك فازددت
مرضا إلى مرضى فلما رجعت إلى بيتي فدخل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسلم ثم قال كيف تيكم قلت أتأذن لي ان آتى أبوي قالت وانا حينئذ
أريد ان أتيقن الخبر من قبلهما فأذن لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت
أبوي فقلت لأمي يا أمتاه ما يتحدث الناس فقالت يا بنية هوني عليك فوالله لقلما
كانت امرأة قط وضيئة عند رجل يحبها ولها ضرائر الا كثرن عليها قالت
قلت سبحان الله وقد تحدث الناس بهذا قالت فبكيت تلك الليلة حتى أصبحت
لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم ثم أصبحت ابكى ودعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم علي بن أبي طالب وأسامة بن زيد حين استلبث الوحي يستشيرهما في فراق
أهله
122

قالت فأما أسامة بن زيد فأشار على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي
يعلم من براءة أهله وبالذي يعلم في نفسه لهم من الود فقال يا رسول الله هم
أهلك ولا نعلم الا خيرا واما علي بن أبي طالب فقال لم يضيق الله عليك والنساء
سواها كثير وان تسأل الجارية تصدقك قالت فدعا رسول الله صلى الله عليه
وسلم بريرة فقال أي بريرة هل رأيت من شئ يريبك من عائشة قالت له
بريرة والذي بعثك بالحق ان رأيت عليها امرا قط اغمصه عليها أكثر من أنها
جارية حديثة السن تنام عن عجين أهلها فتأتي الداجن فتأكله قالت فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فاستعذر من عبد الله بن أبي ابن سلول
قالت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يا معشر المسلمين
من يعذرني من رجل قد بلغ أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي الا خيرا
ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه الا خيرا وما كان يدخل على أهلي الا معي
فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال انا أعذرك منه يا رسول الله إن كان
من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج امرتنا ففعلنا امرك قالت فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن
اجتهلته الحمية فقال لسعد بن معاذ كذبت لعمر الله لا تقتله ولا تقدر على قتله
فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن معاذ فقال لسعد بن عبادة كذبت
لعمر الله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج
حتى هموا ان يقتتلوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر فلم يزل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفضهم حتى سكتوا وسكت قالت وبكيت
يومى ذلك لا يرقأ لي دمع ولا اكتحل بنوم ثم بكيت ليلتي المقبلة لا يرقأ لي
دمع ولا
123

اكتحل بنوم وأبواي يظنان ان البكاء فالق كبدي فبينما هما
جالسان عندي وانا ابكى استأذنت على امرأة من الأنصار فاذنت لها
فجلست تبكى قالت فبينا نحن على ذلك دخل علينا رسول الله صلى الله عليه
وسلم فسلم ثم جلس قالت ولم يجلس عندي منذ قيل لي ما قيل وقد لبث شهرا
لا يوحى إليه في شأني بشئ قالت فتشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم حين
جلس ثم قال اما بعد يا عائشة فإنه قد بلغني عنك كذا وكذا فان كنت بريئة
فسيبرئك الله وان كنت ألممت بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه فان العبد
إذا اعترف بذنب ثم تاب تاب الله عليه قالت فلما قضى رسول الله صلى الله
عليه وسلم مقالته قلص دمعي حتى ما أحس منه قطرة فقلت لأبي أجب عنى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما قال فقال والله ما ادرى ما أقول لرسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت لامي أجيبي عنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت
والله ما ادرى ما أقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت وانا جارية حديثة
السن لا اقرأ كثيرا من القرآن انى والله لقد عرفت انكم قد سمعتم بهذا
حتى استقر في نفوسكم وصدقتم به فان قلت لكم انى بريئة والله يعلم انى بريئة لا تصدقوني بذلك ولئن اعترفت لكم بأمر والله يعلم انى بريئة
لتصدقونني وانى والله ما أجد لي ولكم مثلا الا كما قال أبو يوسف فصبر جميل
والله المستعان على ما تصفون قالت ثم تحولت فاضطجعت على فراشي قالت وانا
والله حينئذ اعلم انى بريئة وان الله مبرئي ببراءتي ولكن والله ما كنت أظن أن
ينزل في شأني وحى يتلى ولشأني كان أحقر في نفسي من أن
124

يتكلم الله عز
وجل في بأمر يتلى ولكني كنت أرجو ان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم
في النوم رؤيا يبرئني الله بها قالت فوالله ما رام رسول الله صلى الله عليه وسلم مجلسه
ولا خرج من أهل البيت أحد حتى انزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه
وسلم فاخذه ما كان يأخذه من البرحاء عند الوحي حتى أنه ليتحدر منه مثل الجمان
من العرق في اليوم الشات من ثقل القول الذي انزل عليه قالت فلما سرى عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يضحك فكان أول كلمة تكلم بها ان قال
أبشري يا عائشة اما الله فقد برأك فقالت لي أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم
إليه ولا احمد الا الله هو الذي انزل براءتي قالت فأنزل الله عز وجل ان الذين جاؤوا
بالافك عصبة منكم عشر آيات فأنزل الله عز وجل هؤلاء الآيات براءتي قالت
فقال أبو بكر وكان ينفق على مسطح لقرابته منه وفقره والله لا انفق عليه
شيئا ابدا بعد الذي قال لعائشة فأنزل الله عز وجل ولا يأتل أولوا الفضل
منكم والسعة ان يؤتوا أولى القربى إلى قوله الا تحبون ان يغفر الله لكم قال
حبان بن موسى قال عبد الله بن المبارك هذه أرجى آية في كتاب الله فقال أبو بكر
والله انى لأحب ان يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه وقال
لا انزعها منه ابدا قالت عائشة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل زينب
بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم عن امرى ما علمت أو ما رأيت فقالت يا رسول الله
125

احمى سمعي وبصرى والله ما علمت الا خيرا قالت عائشة وهي
التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله
بالورع وطفقت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها فهلكت فيمن هلك قال
الزهري فهذا ما انتهى الينا من امر هؤلاء الرهط وقال في حديث يونس
احتملته الحمية
* * *
حدثنا حبان بن موسى قال النووي هو بكسر الحاء وليس
له في صحيح مسلم ذكر إلا في هذا الموضع وقد أكثر عنه البخاري في
(صحيحه).
وأثبت اقتصاصا صلى أي أحسن إيرادا وسردا للحديث.
عقدي هو القلادة.
من جزع بكسر الجيم وسكون الزاي خرز.
ظفار بفتح الظاء المعجمة وكسر الراء بلا تنوين قرية باليمن.
يرحلون بفتح الياء وسكون الراء وفتح الحاء المخففة أي يجعلون
الرحل على البعير.
هودجي بفتح الهاء مركب من مراكب النساء.
فرحلوا بتخفيف الحاء.
لم يهبلن ضبط بضم الياء وسكون الهاء والباء المشددة أي يثقلن
باللحم والشحم.
وبفتح الياء والباء وسكون الهاء وضم الباء بمعناه.
العلقة القليل.
126

ابن المعطل بفتح الطاء بلا خلاف.
فأدلج بتشديد الدال وهو سير آخر الليل.
سواد إنسان أي شخصه.
باسترجاعه أي بقوله إنا لله وإنا إليه راجعون).
فخمرت أي غطيت.
موغرين بالغين المعجمة أي نازلين في وقت الوغرة بفتح الواو
وسكون الغين وهي شد الحر.
في نحر الظهيرة أي وقت القائلة وشدة الحر (ق 282 / 2).
كبره أي معظمه.
يريبني بفتح أوله وضمه أي يوهمني ويشككني.
اللطف بضم اللام وسكون الطاء يقال بفتحهما معا وهو البر
والرفق.
تيكم إشارة إلى المؤنث كذلكم في المذكر.
نقهت بفتح القاف وكسرها والناقة الذي أفاق من المرض وبرأ منه
وهو قريب عهد به لم يتراجع إليه كمال صحته.
أم مسطح بكسر الميم اسمها سلمى ومسطح (لقب) (2)
واسمه عامر وقيل (عوف).
المناصع بفتح الميم مواضع خارج المدينة كانوا يتبرزون فيها.
العرب الأول ضبط بفتح الهمزة والواو المشددة وبضم الهمزة
وتخفيف الواو.
في التنزه أي طلب النزاهة بالخروج إلى الصحراء.
رهم بضم الراء وسكون الهاء.
أثاثة بضم الهمزة ومثلثة مكررة.
فعثرت بفتح الثاء.
127

تعس بكسر العين وفتحها أي هلك وقيل عثر وقيل لزمه
الشر وقيل سقط بوجهه خاصة.
أي هنتاه بسكون النون أشهر من فتحها والمعنى يهذه وقيل يا
امرأة وقيل يا بلهاء.
وضيئة بالهمز والمد أي جميلة حسنة.
ولابن ماهان حظية من الحظوة وهي الوجاهة وارتفاع المنزلة.
كثرن بالمثلثة المشددة أي أكثرن القول في عيبها ونقصها.
لا يرقأ بالهمز أي لا ينقطع.
ولا أكتحل بنوم أي لا أنام.
أغمصه بفتح الهمزة وكسر الميم وبالصاد المهملة أي أعيبها به.
الداجن هي الشاة التي تألف البيت ولا تخرج المرعى.
فقام سعد بن معاذ استدل به القاضي على أن غزوة المريسيع التي كانت
فيها قصة الإفك كانت سنة أربع قبل قصة الخندق فإن سعد بن معاذ مات
في أثر غزاة الخندق من الرمية التي أصابته.
قال النووي وهو صحيح.
اجتهلته الحمية كذا في أكثر الأصول بالجيم والهاء أي حملته
على الجهل.
ولابن ماهان احتملته بالحاء والميم.
قلص بفتح القاف واللام أي ارتفع.
البرحاء بضم الموحدة وفتح الراء وحاء مهملة ومد وهي الشدة.
الجمان بضم الجيم وتخفيف الميم وهو الدر.
سري أي كشف وأزيل.
أحمي سمعي وبصري أي أصونهما وقال من أن أقول سمعت ولم أسمع،
وأبصرت ولم أبصر.
تساميني أي تفاخرني وتضاهيني بجمالها ومكانها عند النبي صلى الله عليه وسلم
وطفقت بكسر الفاء.
128

تحارب لها أي تتعصب فتحكى ما يقوله أهل الافك.
57 - (...) (وحدثني) أبو الربيع العتكي حدثنا فليح بن سليمان ح وحدثنا
الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد قالا حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن
سعد حدثنا أبي عن صالح بن كيسان كلاهما عن الزهري بمثل حديث
يونس ومعمر باسنادهما وفى حديث فليح اجتهلته الحمية كما قال معمر
وفى حديث صالح احتملته الحمية كقول يونس وزاد في حديث صالح قال
عروة كانت عائشة تكره ان يسب عندها حسان وتقول فإنه قال
فان أبى ووالده وعرضى * لعرض محمد منكم وقاء
وزاد أيضا قال عروة قالت عائشة والله ان الرجل الذي قيل له ما قيل
ليقول سبحان الله فوالذي نفسي بيده ما كشفت عن كنف أنثى قط
قالت ثم قتل بعد ذلك شهيدا في سبيل الله وفى حديث يعقوب بن إبراهيم
موعرين في نحر الظهيرة وقال عبد الرزاق موغرين قال عبد بن حميد
قلت لعبد الرزاق ما قوله موغرين قال الوغرة شدة الحر
129

ما كشفت عن كنف (1) أنثى؟ بفتح الكاف والنون أي: ثوبها الذي
130

يسترها وهو كناية عن عدم جماع النساء.
وفي حديث يعقوب بن إبراهيم موعرين يعنى بالعين المهملة.
الوغرة بسكون الغين.
58 - (...) (حدثنا) أبو بكر
ابن أبي شيبة ومحمد بن العلاء قالا حدثنا أبو أسامة عن هشام بن عروة
عن أبيه عن عائشة قالت لما ذكر من شأني الذي ذكر وما علمت به
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا فتشهد فحمد الله وأثنى عليه بما
هو أهله ثم قال اما بعد أشيروا على في أناس ابنوا أهلي وأيم الله ما علمت
على أهلي من سوء قط وابنوهم بمن والله ما علمت عليه من سوء قط ولا دخل
بيتي قط الا وانا حاضر ولا غبت في سفر الا غاب معي وساق
الحديث بقصته وفيه ولقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيتي فسأل
جاريتي فقالت والله ما علمت عليها عيبا الا انها كانت ترقد حتى تدخل
الشاة فتأكل عجينها أو قالت خميرها شك هشام فانتهرها بعض أصحابه
فقال اصدقي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا لها به فقالت سبحان الله
والله ما علمت عليها الا ما يعلم الصائغ على بئر الذهب الأحمر
131

وقد بلغ الامر
ذلك الرجل الذي قيل له فقال سبحان الله والله ما كشفت عن كنف أنثى
قط قالت عائشة وقتل شهيدا في سبيل الله وفيه أيضا من الزيادة وكان
الذين تكلموا به مسطح وحمنة وحسان واما المنافق عبد الله بن أبي فهو
الذي كان يستوشيه ويجمعه وهو الذي تولى كبره وحمنة *
أبنوا أهلي بفتح الهمزة والموحدة مخففة ومشددة.
أي اتهموا ورموا بسوء.
فانتهرها بعض أصحابه هو علي بن أبي طالب.
حتى أسقطوا لها به صرحوا لبريرة بالأمر.
ولابن ماهان أسقطوا لهاتها بالمثناة فوق.
قالوا وهو تصحيف.
يستوشيه أي يستخرجه بالبحث والمسألة ثم يفشيه ويشيعه ويحركه،
ولا يدعه يخمد.
(11) باب براءة حرم النبي صلى الله عليه وسلم من الريبة.
59 - (2771) (حدثني) زهير بن
حرب حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن انس ان رجلا
كان يتهم بأم ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعلى اذهب فاضرب عنقه فاتاه على فإذا هو في ركى يتبرد فيها
فقال له على اخرج فناوله يده فاخرجه فإذا هو مجبوب ليس له ذكر فكف على عنه ثم اتى
132

النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله انه لمجبوب ماله ذكر
* * *
ركي؟ هو البئر
* * *
133

كتاب صفات المنافقين وأحكامهم
135

9 - (2779) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا اسود بن عامر
حدثنا شعبة بن الحجاج عن قتادة عن أبي نضرة عن قيس قال
قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في امر على أرأيا رأيتموه
أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
شيئا لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة اخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال قال النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابي اثنا عشر منافقا فيهم ثمانية لا يدخلون
الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة
وأربعة لم احفظ ما قال شعبة فيهم
* * *
سم الخياط: بتثليت السيم. أي: ثقب الإبرة.
الدبيلة: بضم الدال المهملة، وفتح الموحدة.
* * *
10 - (2779) (حدثنا) محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ
لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة
عن أبي نضرة عن قيس بن عباد قال قلنا لعمار أرأيت قتالكم
أرأيا رأيتموه فان الرأي يخطئ ويصيب أو عهدا عهده إليكم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا لم يعهده إلى
الناس كافة وقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في أمتي
قال شعبة واحسبه قال حدثني حذيفة
وقال غندر أراه قال في أمتي اثنا عشر منافقا لا يدخلون الجنة
ولا يجدون ريحها حتى يلج الجمل في سم الخياط ثمانية منهم
137

تكفيكهم الدبيلة سراج من النار يظهر في أكتافهم حتى ينجم من
صدورهم ".
* * *
ينجم: بضم الجيم، أي: يظهر ويعلو.
* * *
11 - (...)
(حدثنا) زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي
حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبو الطفيل قال كان بين رجل من
أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك
بالله كم كان أصحاب العقبة قال فقال له القوم اخبره إذ سألك
قال كنا نخبر انهم أربعة عشر فان كنت منهم فقد كان القوم خمسة
عشر واشهد بالله ان اثنى عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة
الدنيا ويوم يقوم الاشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعناه منادى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشى فقال إن
الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم
يومئذ
* * *
بين رجل من أهل العقبة: هي عقبة على طريق تبوك، اجتمع المنافقون
فيها للغدر برسول الله صلى الله عليه وسلم، فعصمه الله منهم.
* * *
12 - (2780) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا قرة بن خالد عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال
138

رسول الله صلى الله عليه وسلم من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط
عن بني إسرائيل
قال فكان أول من صعدها خيلنا خيل بنى الخزرج ثم تتام
الناس فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلكم مغفور له الا صاحب الجمل
الأحمر فاتيناه فقلنا له تعال يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
والله لان أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم قال
وكان رجل ينشد ضالة له
* * *
ثنية المرار: بضم الميم، وتخفيف الراء، وهو شجر مر، وهي مهبط
الحديبية.
وكان رجلا ينشد ضالة: بفتح الياء وضم الشين، أي: يسأل عنها.
قال القاضي: (ق 283 / 2) قيل: هذا الرجل هو " الجد من قيس "
المنافق.
* * *
13 - (...) (وحدثناه) يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن
الحارث حدثنا قرة حدثنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم من يصعد ثنية المرار أو المرار بمثل حديث معاذ غير أنه
قال وإذا هو اعرابي جاء ينشد ضالة له
* * *
ثنية المرار أو المرار: الأول بضم الميم والثاني بفتحها، وقيل: بكسرها.
* * *
139

14 - (2781) (حدثني) محمد بن رافع حدثنا أبو النضر حدثنا
سليمان (وهو ابن المغيرة) عن ثابت عن انس بن مالك قال كان
منا رجل من بنى النجار قد قرأ البقرة وآل عمران وكان يكتب
لرسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق هاربا حتى لحق باهل الكتاب قال فرفعوه
قالوا هذا قد كان يكتب لمحمد فاعجبوا به فما لبث ان قصم الله
عنقه فيهم فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على
وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصحبت الأرض قد نبذته على
وجهها ثم عادوا فحفروا له فواروه فأصبحت الأرض قد نبذته على
وجهها فتركوه منبوذا
* * *
قصم الله عنقه: أي أهلكه.
نبذته، أي طرحته.
* * *
15 - (2780) (حدثني) أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا
حفص (يعنى ابن غياث) عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم من سفر فلما كان قرب المدينة هاجت ريح شديدة
تكاد ان تدفن الراكب فزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعثت هذه الريح
لموت منافق فلما قدم المدينة فإذا منافق عظيم من المنافقين قد مات
* * *
تكاد أن تدفن الراكب:
أي: تغيبه عن الناس، وتذهب (به) (1) لشدتها.
140

لموت منافق: أي: عقوبة وعلامة
16 - (2783)
* * *
(حدثني) عباس بن عبد العظيم العنبري حدثنا أبو محمد النضر بن محمد بن موسى اليمامي حدثنا عكرمة حدثنا
اياس حدثني أبي قال عدنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا موعوكا
قال فوضعت يدي عليه فقلت والله ما رأيت كاليوم رجلا أشد
حرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم بأشد حرا منه يوم القيامة
هذينك الرجلين الراكبين المقفيين لرجلين حينئذ من أصحابه
* * *
المتقفيين: أي: الموليين أقفيتهما منصرفين.
* * *
17 - (2784) (حدثني) محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي ح
وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة قالا حدثنا عبيد الله ح
وحدثنا محمد بن المثنى (واللفظ له) أخبرنا عبد الوهاب (يعنى الثقفي)
حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل المنافق
كمثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة والى هذه مرة
(...) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن عبد الرحمن القاري) عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال تكر في هذه مرة وفى هذه مرة
* * *
141

العائر: أي: المترددة المتحيرة التي لا تدري لاينهما تتبع
تعير: أي تردد وتذهب.
* * *
142

كتاب (1) صفة القيامة والجنة والنار
143

18 - (2785) (حدثني) أبو بكر بن إسحاق حدثنا يحيى بن
بكير حدثني المغيرة (يعنى الحزامي) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي
هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه ليأتي الرجل العظيم السمين يوم
القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة اقرؤا فلا نقيم لهم يوم القيامة
وزنا
* * *
لا يزن: أي: لا يعدل في القدر والمنزلة
* * *
19 - (2786) حدثنا) أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا فضيل
(يعنى ابن عياض) عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة السلماني عن
عبد الله بن مسعود قال جاء حبر إلى النبي صلى اله عليه وسلم فقال يا محمد أو يا أبا
القاسم ان الله تعالى يمسك السماوات يوم القيامة على إصبع والأرضين
على إصبع والجبال والشجر على إصبع والماء والثرى على
إصبع وسائر الخلق على إصبع ثم يهزهن فيقول انا الملك انا الملك
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قال الحبر تصديقا له ثم قرأ وما
قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات
مطويات بيمنيه سبحانه وتعالى عما يشركون
* * *
20 - (...) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم كلاهما
عن جرير عن منصور بهذا الاسناد قال جاء حبر من اليهود إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل حديث فضيل ولم يذكر ثم يهزهن
145

وقال فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه تعجبا
لما قال تصديقا له ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما قدروا الله حق قدره
وتلا الآية
* * *
21 - (...) (حدثنا) عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا
الأعمش قال سمعت إبراهيم يقول سمعت علقمة يقول قال
عبد الله جاء رجل من أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا
القاسم ان الله يمسك السماوات على إصبع والأرضين على إصبع
والشجر والثرى على إصبع والخلائق على إصبع ثم يقول انا الملك انا
الملك قال فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم ضحك حتى بدت نواجذه
ثم قرأ وما قدروا الله حق قدره
* * *
22 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا
أبو معاوية ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا
عيسى بن يونس ح وحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير كلهم
عن الأعمش بهذا الاسناد غير أن في حديثهم جميعا والشجر على إصبع والثرى على
إصبع وليس في حديث جرير والخلائق على إصبع ولكن في حديثه والجبال على إصبع وزاد في حديث
جرير تصديقا له تعجبا لما قال
* * *
حبر بفتح الحاء أفصح من كسرها وهو العالم.
146

على إصبع هو من أحاديث الصفات التي تفوض أو تأول على
الاقتدار أي يمسكها مع عظمها بلا تعب ولا ملل والناس يذكرون
الإصبع في مثل هذا للمبالغة فيقول أحدهم أقتل زيدا بإصبعي أي لا
كلفة علي في قتله.
وقيل يحتمل أن المراد أصابع بعض مخلوقاته.
قال النووي هذا غير ممتنع والمقصود أن يد الجارحة
مستحيلة.
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبا مما قاله الحبر تصديقا له قال النووي
ظاهر هذا الحديث أنه صلى الله عليه وسلم صدق الحبر في قوله
إن الله يقبض السماوات والأرض والمخلوقات بالأصابع
ثم قرأ الآية التي فيها الإشارة إلى نحو ما يقول وقال بعض
المتكلمين ليس ضحكه وتعجبه وتلاوته الآية تصديقا للحبر بل هو رد
لقوله وإنكار وتعجب من سوء اعتقاده فإن مذهب اليهود التجسيم ففهم
منه ذلك وقوله تصديقا له إنما هو من كلام الراوي على ما فهم
قال والأول أظهر.
وقال القاضي في هذا الحديث وما بعده الله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم فيما
ورد في هذه الأحاديث من مشكل ونحن نؤمن بالله وصفاته
ولا نشبه شيئا به ولا نشبهه بشئ ليس كمثله شئ وهو السميع
البصير الشورى أنه وما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت عنه فهو
حق وصدق فما أدركنا علمه فبفضل الله وما خفي عنا آمنا به
147

ووكلنا علمه إليه سبحانه وتعالى.
* * *
25 - (...) (حدثنا) سعيد بن منصور حدثنا يعقوب (يعنى ابن
عبد الرحمن) حدثني أبو حازم عن عبيد الله بن مقسم انه نظر إلى
عبد الله بن عمر كيف يحكى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يأخذ الله عز وجل
سماواته وأرضيه بيديه فيقول انا الله ويقبض أصابعه ويبسطها
انا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شئ منه حتى انى
لاقول أساقط هو برسول الله صلى الله عليه وسلم
* * *
26 - (...) (حدثنا) سعيد بن منصور حدثنا عبد العزيز بن أبي
حازم حدثني أبي عن عبيد الله بن مقسم عن عبد الله بن عمر
قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وهو يقول يأخذ الجبار
عز وجل سماواته وأرضيه بيديه ثم ذكر نحو حديث يعقوب
* * *
حتى نظرت إلى المنبر يتحرك: قال القاضي: يحتمل أن تحركه بحركة
النبي صلى الله عليه وسمل، ويحتمل أن يكون بنفسه، هيبة، لما سمعه، كما حن الجذع
* * *
(2) باب في البعث والنشور، وصفة الأرض يوم القيامة
28 - (2790) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا خالد بن مخلد
عن محمد بن جعفر بن أبي كثير حدثني أبو حازم بن دينار عن سهل
بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحشر الناس يوم القيامة على
148

ارض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لاحد
* * *
عفراء بالعين المهملة والمد.
أي بيضاء إلى حمرة.
النقي بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء وهو الدقيق الحواري.
ليس فيها علم بفتح العين المهملة واللام أي علامة من بناء أو أثر.
* * *
(3) باب نزل أهل الجنة
30 - (2792) (حدثنا) عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي
عن جدي حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها
الجبار بيده كما يكفؤ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة
قال فاتى رجل من اليهود فقال بارك الرحمن عليك أبا القاسم الا
أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة قال بلى قال تكون الأرض
خبزة واحدة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فنظر الينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ثم ضحك حتى بدت نواجذه قال الا أخبرك بإدامهم قال بلى
قال إدامهم بالام ونون قالوا وما هذا قال ثور ونون يأكل من
زائدة كبدهما سبعون
ألفا ففسروها به ولو كانت عربية
لعرفها الصحابة ولم يسألوا عنها.
زائدة كبدهما هي أطيب الكبد.
سبعون ألفا قال القاضي يحتمل الذين يدخلون الجنة بغير حساب.
فخصوا بأطيب النزل.
ويحتمل أنه عبر بالسبعين ألفا عن العدد الكثير ولم يرد الحصر في ذلك
القدر وهذا معروف في كلام العرب (ق 28 / 2).
* * *
تكون الأرض يوم القيامة خبزة بضم الخاء وهي الطلمة التي توضع
149

في الملة.
يكفأها بالهمز أي يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي لأنها
ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها.
نزلا بضم النون ويجوز سكونها أي ضيافة قال النووي (17 /
ومعنى الحديث أن الله تعالى يجعل الأرض كالطلمة
وهو والرغيف العظيم ويكون ذلك طعاما لأهل الجنة والله على كشئ قدير
إدامهم بالأم ونون قال النووي أما النون فهو
الحوت باتفاق العلماء وأما بالأم فبباء موحدة مفتوحة وتخفيف اللام
وميم مرفوعة غير منونة والصحيفي معناها أنها لفظة عبرانية معناها
ثور ولهذا سألوا اليهود عن تفسيرها
* * *
31 - (2793) (حدثنا) يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا خالد بن
الحارث حدثنا قرة حدثنا محمد عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم
لو تابعني عشرة من اليهود لم يبق على ظهرها يهودي الا أسلم
* * *
لو تابعني عشرة من اليهود:
قال صاحب " التحرير ": المراد عشرة من أحبارهم.
* * *
150

(4) باب سؤال اليهود النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، وقوله تعالى: (يسألونك عن
الروح) الآية.
32 - (2794) * (حدثنا) عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي
حدثنا الأعمش حدثني إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال بينما
انا امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث وهو متكئ على عسيب إذ مر
بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض سلوه عن الروح فقالوا ما
رابكم إليه لا يستقبلكم بشئ تكرهونه فقالوا سلوه فقام إليه
بعضهم فسأله عن الروح قال فاسكت النبي صلى الله عليه وسلم فلم يرد عليه
شيئا فعلمت انه يوحى إليه قال فقمت مكاني فلما نزل الوحي
قال ويسألونك عن الروح قل الروح من امر ربى وما أوتيتم من العلم
الا قليلا
* * *
33 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو سعيد الأشج قالا
حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وعلي بن خشرم
قالا أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش عن إبراهيم
عن علقمة عن عبد الله قال كنت امشي مع النبي صلى الله عليه وسلم في حرث
بالمدينة بنحو حديث حفص غير أن في حديث وكيع وما أوتيتم
من العلم الا قليلا وفى حديث عيسى بن يونس وما أوتوا
من رواية ابن خشرم
* * *
34 - (...) (حدثنا) أبو سعيد الأشج قال سمعت عبد الله بن
151

إدريس يقول سمعت الأعمش يرويه عن عبد الله بن مرة عن مسروق
عن عبد الله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في نخل يتوكأ على عسيب ثم
ذكر نحو حديثهم عن الأعمش وقال في روايته وما أوتيتم من
العلم الا قليلا
* * *
في حرث بالمثلثة باتفاق رواة مسلم وهو موضع الزرع.
ما رابكم إليه أي ما دعاكم إلى سؤاله.
فأسكت بمعنى سكت.
وقيل أطرق.
وقيل أعرض (عنه) (1).
* * *
(6) باب قوله: (إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى)
38 - (2797) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى
القيسي قالا حدثنا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي
حازم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه
بين أطهركم قال فقيل نعم فقال واللات والعزى لئن رأيته
يفعل ذلك لأطأن على رقبته أو لأعفرن وجهه في التراب قال فاتى
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى زعم ليطأ على رقبته قال فما فجئهم منه
الا وهو ينكص على عقبيه ويتقى بيديه قال فقيل له مالك فقال إن
بيني وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا منى لاختطفته الملائكة عضوا عضوا
152

قال فأنزل الله عز وجل لا ندري في حديث أبي هريرة أو شئ
بلغه كلا ان الانسان ليطغى ان رآه استغنى ان إلى ربك
الرجعى أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى أرأيت إن كان على
الهدى أو امر بالتقوى أرأيت ان كذب وتولى (يعنى أبا جهل) ألم
يعلم بان الله يرى كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية ناصية كاذبة
خاطئة فليدع ناديه سندع الزبانية كلا لا تطعه
زاد عبيد الله في حديثه قال وأمره بما امره به
وزاد ابن عبد الاعلى فليدع ناديه يعنى قومه
* * *
يعفر: أي: يسجد.
فجئهم: بكسر الجيم، أي: بغتهم.
ينكص: بكسر الكاف، أي: يرجع يمشي إلى وارئه.
وأجنحة: هي أجنحة الملائكة.
* * *
(7) باب الدخان.
39 - (2799) * (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن
منصور عن أبي الضحى عن مسروق قال كنا عند عبد الله
جلوسا وهو مضطجع بيننا فاتاه رجل فقال يا أبا عبد الرحمن ان
قاصا عند أبواب كندة يقص ويزعم أن آية الدخان تجئ فتأخذ بأنفاس
الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبد الله وجلس وهو
غضبان يا أيها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لم
يعلم فليقل الله اعلم فإنه اعلم لأحدكم ان يقول لما
153

لا يعلم الله اعلم فان الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلم قل ما أسئلكم
عليه من اجر وما انا من المتكلفين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
رأى من الناس ادبارا فقال اللهم سبع كسبع يوسف قال
فأخذتهم سنة حصت كل شئ حتى اكلوا الجلود والميتة من الجوع
وينظر إلى السماء أحدهم فيرى كهيئة الدخان فاتاه أبو سفيان فقال
يا محمد انك جئت تأمر بطاعة الله وبصلة الرحم وان قومك قد
هلكوا فادع الله لهم قال الله عز وجل فارتقب يوم تأتى السماء
بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب اليم إلى
قوله انكم عائدون
قال أفيكشف عذاب الآخرة يوم نبطش البطشة الكبرى انا
منتقمون فالبطشة يوم بدر وقد مضت آية الدخان والبطشة واللزام وآية
الروم
* * *
حصت، بحاء وصاد مشددة مهملتين، أي: استأصلت.
اللزم: هي وقعة بدر.
* * *
40 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع
ح وحدثني أبو سعيد الأشج أخبرنا وكيع ح وحدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا جرير كلهم عن الأعمش ح وحدثنا يحيى بن يحيى
وأبو كريب (واللفظ ليحيى) قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش
154

عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال جاء إلى عبد الله رجل
فقال تركت في المسجد رجلا يفسر القرآن برأيه يفسر هذه الآية
يوم تأتى السماء بدخان مبين قال يأتي الناس يوم القيامة دخان
فيأخذ بأنفاسهم حتى يأخذهم منه كهيئة الزكام فقال عبد الله
من علم علما فليقل به ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فان من فقه الرجل
ان يقول لما لا علم له به الله اعلم إنما كان هذا ان قريشا لما
استعصت على النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم بسنين كسني يوسف فأصابهم
قحط وجهد حتى جعل الرجل ينظر إلى السماء فيرى بينه وبينها
كهيئة الدخان من الجهد وحتى اكلوا العظام فاتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل
فقال يا رسول الله استغفر الله لمضر فإنهم قد هلكوا فقال لمضر
انك لجرئ قال فدعا الله لهم فأنزل الله عز وجل انا كاشفوا
العذاب قليلا انكم عائدون قال فمطروا فلما
اصابتهم الرفاهية قال عادوا إلى ما كانوا عليه قال فأنزل الله عز
وجل فارتقب يوم تأتى السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا
عذاب اليم يوم نبطش البطشة الكبرى انا
منتقمون قال يعنى يوم بدر
* * *
استغفر الله لمضر: في " البحاري " (8 / 571 - فتح) " استسق ".
قيل: هو الصواب اللائق بالحال.
* * *
* * *
155

(8) باب انشقاق القمر
43 - (2800) (حدثنا) عمرو الناقد وزهير بن حرب قالا حدثنا
سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن أبي معمر عن
عبد الله قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بشقتين فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا
44 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن
إبراهيم جميعا عن أبي معاوية ح وحدثنا عمر بن حفص بن غياث
حدثنا أبي كلاهما عن الأعمش ح وحدثنا منحاب بن الحارث
التميمي (واللفظ له) أخبرنا ابن مسهر عن الأعمش عن إبراهيم
عن أبي معمر عن عبد الله بن مسعود قال بينما نحن مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى إذا انفلق القمر فلقتين فكانت فلفة وراء الجبل
وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا
* * *
45 - (...) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا
شعبة عن الأعمش عن إبراهيم عن أبي معمر عن عبد الله بن
مسعود قال انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقتين فستر الجبل
فلقة وكانت فلقة فوق الجبل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اشهد
(2801) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي حدثنا شعبة عن
الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك
156

(...) وحدثنيه بشر بن خالد أخبرنا محمد بن جعفر ح وحدثنا
محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدى كلاهما عن شعبة باسناد ابن
معاذ عن شعبة نحو حديثه غير أن في حديث ابن أبي عدى فقال
اشهدوا اشهدوا
* * *
46 - (2802) (حدثني) زهير بن حرب وعبد بن حميد قالا
حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن انس ان أهل مكة
سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرتين
* * *
(...) وحدثنيه محمد ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر
عن قتادة عن انس بمعنى حديث شيبان
* * *
47 - (...) (وحدثنا) محمد بن المثنى حدثنا محمد بن جعفر
وأبو داود ح وحدثنا ابن بشار حدثنا يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر
وأبو داود كلهم عن شعبة عن قتادة عن انس قال انشق القمر
فرقتين
وفى حديث أبي داود انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
* * *
48 - (2803) (حدثنا) موسى بن قريش التميمي حدثنا إسحاق بن بكر بن مضر حدثني أبي حدثنا جعفر بن ربيعة عن عراك بن
157

مالك عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس
قال إن القمر انشق على زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم
* * *
انشق القمر قال القاضي انشقاق القمر من أمهات معجزات نبينا صلى الله عليه وسلم
وقد أنكره بعض المبتدعة المضاهين المخالفي الملة وذلك لما أعمى الله
قلبه ولا إنكار للعقل فيها لأن القمر مخلوق لله تعالى يفعل فيه ما
يشاء كما يغيبه ويكوره (في آخر أمره) (2).
* * *
(9) باب " لا أحد أصبر على أذي من الله عز وجل.
49 - (2804) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية وأبو
سلمة عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن
السلمي عن أبي موسى قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أحد اصبر على
اذى يسمعه من الله عز وجل انه يشرك به ويجعل له الولد ثم هو
يعافيهم ويرزقهم
* * *
(...) (حدثنا) محمد بن عبد الله بن نمير وأبو سعيد الأشج قالا حدثنا وكيع
حدثنا الأعمش حدثنا سعيد بن جبير عن أبي
عبد الرحمن السلمي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله الا قوله
158

ويجعل له الولد فإنه لم يذكره
* * *
50 - (...) (وحدثني) عبيد الله بن سعيد حدثنا أبو أسامة عن
الأعمش حدثنا سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن السلمي قال
قال عبد الله بن قيس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحد اصبر على اذى
يسمعه من الله تعالى انهم يجعلون له ندا ويجعلون له ولدا وهو
مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم
* * *
لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله تعالى
معناه أن الله تعالى واسع الحلم حتى على الكافر الذي ينسب إليه الولد والند وحقيقة الصبر
منع النفس من الانتقام أو غيره فالصبر نتيجة الامتناع فأطلق اسم
الصبر على الامتناع في حق الله لذلك قال القاضي والصبور اسم من
أسماء الله تعالى وهو الذي لا يعاجل العصاة بالانتقام.
* * *
51 - (2805) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا شعبة عن أبي عمران الجوني عن انس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال يقول الله تبارك وتعالى لاهون أهل النار عذابا لو كانت لك
الدنيا وما فيها أكنت مفتديا بها فيقول نعم فيقول قد أردت
منك أهون من هذا وأنت في صلب آدم ان لا تشرك احسبه قال
159

ولا أدخلك النار فأبيت الا الشرك
(...) (حدثناه) محمد بن بشار حدثنا محمد (يعنى ابن جعفر)
حدثنا شعبة عن أبي عمران قال سمعت انس بن مالك يحدث عن
النبي صلى الله عليه وسلم بمثله الا قوله ولا أدخلك النار فإنه لم يذكره
* * *
52 - (...) (حدثنا) عبيد الله بن عمر القواريري وإسحاق بن إبراهيم
ومحمد بن المثنى وابن بشار قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون
حدثنا معاذ بن هشام حدثنا أبي عن قتادة حدثنا انس بن مالك
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقال للكافر يوم القيامة أرأيت لو كان لك ملء
الأرض ذهبا أكنت تفتدي به فيقول نعم فيقال له قد سئلت
أيسر من ذلك
* * *
53 - (...) (وحدثنا) عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة ح
وحدثني عمرو بن زرارة أخبرنا عبد الوهاب (يعنى ابن عطاء)
كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثله غير أنه قال فيقال له كذبت قد سئلت ما هو أيسر من
ذلك
* * *
قد أردت منك أهون من هذا: أي: طلبت منك وأمرتك.
* * *
160

(12) باب صبغ أنعم أهل الدنيا في النار وضع أشدهم بؤسا في الجنة
55 - (2807)
* * *
(حدثنا) عمرو الناقد حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا
حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن انس بن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة
فيصبغ في النار صبغة ثم يقال يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط هل
مر بك نعيم قط فيقول لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤسا
في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له يا ابن
آدم هل رأيت بؤسا قط هل مر بك شدة قط فيقول لا والله يا
رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط
* * *
فيصبغ: أي: يغمس.
صبغة: بفتح الصاد. أي: غمسة.
بؤسا: بالهمز، أي: شدة.
* * *
(14) باب مثل المؤمن كالزرع، ومثل الكافر كشجر الأرز
58 - (2809) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الاعلى
عن معمر عن الزهري عن سعيد عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال
المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى
تستحصد
(...) (حدثنا) محمد بن رافع وعبد بن حميد عن عبد الرزاق حدثنا
161

معمر عن الزهري بهذا الاسناد غير أن في حديث عبد الرزاق
مكان قوله تميله تفيئه
* * *
الخامة بالخاء المعجمة وتخفيف الميم وهي الطاقة اللينة من الزرع.
يفيئها الريح أي يميلها يمينا وشمالا.
تصرعها أي تخفضها.
وتعدلها بفتح التاء وكسر الدال أي ترفعها.
تهيج أي تيبس.
الأرزة بسكون الراء وحكي فتحها.
المجذية بضم الميم وسكون الجيم وكسر الذال المعجمة وهي الثابتة.
انجعافها أي انقلاعها.
* * *
59 - (2810) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن
نمير ومحمد بن بشر قالا حدثنا زكرياء بن أبي زائدة عن سعد بن
إبراهيم حدثني ابن كعب بن مالك عن أبيه كعب قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الخامة من الزرع تفيئها الريح
تصرعها مرة وتعدلها أخرى حتى تهيج ومثل الكافر كمثل الارزة
المجذية على أصلها لا يفيئها شئ حتى يكون انجعافها مرة واحدة
* * *
وإنها مثل المسلم أي في كثرة خيرها ودوام ظلها وطيب ثمرها
ووجوده على الدوام وكثرة الانتفاع بأجزائها حتى النوى كما أن المسلم
خير كله.
فوقع الناس أي ذهبت أفكارهم إلى أشجار البوادي فكان كل إنسان
يفسر بنوع من أنواعها.
لأن تكون بفتح اللام.
* * *
162

(15) باب مثل المؤمن مثل النخلة 63 - 2811
(حدثنا) يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر السعدي (واللفظ ليحيى)
قالوا حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) اخبرني عبد الله بن دينار انه سمع عبد الله بن عمر
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وانها مثل المسلم
فحدثوني ما هي فوقع الناس في شجر البوادي قال عبد الله ووقع في نفسي انها النخلة فاستحييت ثم قالوا حدثنا
ما هي يا رسول الله قال فقال هي النخلة
قال فذكرت ذلك لعمر قال لان تكون قلت هي النخلة
أحب إلى من كذا وكذا
* * *
64 - (..) (حدثني) محمد بن عبيد الغبرى حدثنا حماد بن
زيد حدثنا أيوب عن أبي الخليل الضبعي عن مجاهد عن ابن عمر
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لأصحابه أخبروني عن شجرة مثلها
مثل المؤمن فجعل القوم يذكرون شجرا من شجر البوادي
163

قال ابن عمر والقى في نفسي أو روعى انها النخلة فجعلت
أريد ان أقولها فإذ أسنان القوم فاهاب ان أتكلم فلما سكتوا قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هي النخلة
* * *
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر قالا حدثنا سفيان
بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال صحبت ابن عمر
إلى المدينة فما سمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الا حديثا
واحدا قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فاتى بجمار فذكر بنحو
حديثهما
* * *
(...) (وحدثنا) ابن نمير حدثنا أبي حدثنا سيف قال سمعت
مجاهدا يقول سمعت ابن عمر يقول اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجمار
فذكر نحو حديثهم
* * *
روعي بضم الراء أي قلبي وخلدي.
أسنان القوم أي كبارهم وشيوخهم.
بجمار بضم الجيم وتشديد الميم وهو الذي يؤكل من قلب النخل،
يكون لينا.
* * *
(حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا عبيد الله
بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
164

أخبروني بشجرة شبه أو كالرجل المسلم لا يتحات ورقها
قال إبراهيم لعل مسلما قال وتؤتى اكلها وكذا وجدت عند
غيري أيضا ولا تؤتى اكلها كل حين
قال ابن عمر فوقع في نفسي انها النخلة ورأيت أبا بكر وعمر لا
يتكلمان فكرهت ان أتكلم أو أقول شيئا فقال عمر لان تكون قلتها
أحب إلى من كذا وكذا *
* * *
قال إبراهيم لعل مسلما قال وتؤتي قال القاضي وغيره ليس كما
توهمه إبراهيم بل الذي في صحيح مسلم بإثبات لا ووجهه أن لا
ليست متعلقة بتؤتي صلى الله عليه وسلم بل بمحذوف تقديره ولا يتحات ورقها ولا
ولا مكررا أي ولا يصيبها كذا ولا كذا ولكن لم يذكر
الراوي تلك الأشياء المعطوفة ثم ابتدأ فقال تؤتي أكلها كل حين...).
* * *
66 - (3813) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن
إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن
عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم
عنده أعظمهم فتنة
* * *
إن عرش إبليس: أي: سريره.
* * *
165

67 - (...) (حدثنا) أبو كريب محمد بن العلاء وإسحاق بن
إبراهيم (واللفظ لأبي كريب) قالا أخبرنا أبو معاوية حدثنا
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة
أعظمهم فتنة يجئ أحدهم فيقول فعلت كذا وكذا فيقول ما
صنعت شيئا قال ثم يجئ أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه
وبين امرأته قال فيدنيه منه ويقول نعم أنت
قال الأعمش أراه قال فيلتزمه
* * *
نعم أنت بكسر النون وسكون العين وهي نعم الموضوعة
للمدح أخت (بئس) (1).
إلى نفسه ويعانقه.
* * *
69 - (2814) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن منصور عن
سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من أحد الا وقد وكل به قرينه من الجن
قالوا وإياك يا رسول الله قال وإياي الا ان الله أعانني عليه
فأسلم فلا يأمرني الا بخير
* * *
166

(...) (حدثنا) ابن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد الرحمن (يعنيان ابن مهدي
) عن سفيان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يحيى بن آدم عن
عمار بن رزيق كلاهما عن منصور باسناد جرير مثل حديثه غير أن في
حديث سفيان وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة
* * *
أعانني عليه فأسلم روي بفتح الميم فعل ماض من الإسلام)
وضميره (القرين).
وبرفعها مضارع من السلامة أي أسلم أنا من شره وفتنته.
والأولى أرجح عند القاضي والنووي (17 / 158).
71 - (2816) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن بكير
عن بسر بن سعيد عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لن ينجى
أحدا منكم عمله قال رجل ولا إياك يا رسول الله قال ولا
إياي الا ان يتغمدني الله منه برحمة ولكن سددوا *
* * *
(...) وحدثنيه يونس بن عبد الأعلى الصدفي أخبرنا عبد الله بن
وهب اخبرني عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج بهذا الاسناد
غير أنه قال برحمة منه وفضل ولم يذكر ولكن سددوا
* * *
يتغمدني الله منه برحمة أي يلبسنيها ويغمرني بها.
* * *
167

72 - (...) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا حماد (يعنى ابن زيد)
عن أيوب عن محمد عن أبي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من أحد
يدخله عمله الجنة فقيل ولا أنت يا رسول الله قال ولا انا الا
ان يتغمدني ربى برحمة
* * *
73 - (...) (حدثنا) محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدى عن ابن
عون عن محمد عن أبي هريرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ليس أحد
منكم ينجيه عمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا انا الا
ان يتغمدني الله منه بمغفرة ورحمة * وقال ابن عون بيده هكذا وأشار على رأسه ولا انا
* * *
75 - (...) (وحدثني) محمد بن حاتم حدثنا أبو عباد يحيى بن
عباد حدثنا إبراهيم ابن سعد حدثنا ابن شهاب عن أبي عبيد مولى
عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن
يدخل أحدا منكم عمله الجنة قالوا ولا أنت يا رسول الله
قال ولا انا الا ان يتغمدني الله منه بفضل ورحمة (* * *)
168

76 - (...) (حدثنا) محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا
الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قاربوا وسددوا واعملوا انه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا يا
رسول الله ولا أنت قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمة منه
وفضل
* * *
(2817) (وحدثنا) ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي
سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
* * *
(...) (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم حدثنا جرير عن الأعمش
بالاسنادين جميعا كرواية ابن نمير
* * *
(2816) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو
معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
بمثله وزاد وأبشروا
* * *
77 - (2817) (حدثني) سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين
169

حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت النبي صلى ا لله عليه وسلم يقول
لا يدخل أحدا منكم عمله لجنة ولا يجيره من النار ولا انا الا
برحمة من الله
ما من أحد يدخله عمه لا لجنة: قال النووي (17 / 161): يعارضه قوله
(ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون...) (النخل: 32) ونحوها لان معنى الآية
أن دخول الجنة بسبب الاعمال ثم التوفيق لها والهداية والاخلاص فيها
وقبولها برحمة الله تعالى وفضله، فيضح أنه لم يدخل (ق 285 / 2) بمجرد
العمل وهو مراد الحديث، ويصح أنه بالاعمال. أي: بسببها، وهي من الرحمة
* * *
78 - (2818) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد العزيز بن
محمد
أخبرنا موسى بن عقبة. ح وحدثني محمد بن حاتم (واللفظ
له): حدثنا بهز، حدثنا وهيب، حدثنا موسى بن عقبة قال: سمعت
أبا سلمة بن عبد الرحمن بن عوف يحدث عن عائشة، زوج
النبي صلى الله عليه وسلم: أنها كانت تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سددوا وقاربوا
وأبشروا فإنه لن يدخل الجنة أحدا عمله " قالوا: ولا أنت؟ يا
رسول الله! قال " ولا أنا: إلا أن يتغمدني الله منه برحمة، واعلموا أن
أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ".
* * *
(...) (وحدثنا) حسن الحلواني حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد
حدثنا عبد العزيز بن المطلب عن موسى ابن عقبة بهذا الاسناد ولم
170

يذكر وأبشروا *
سددوا وقاربوا اي اطلبوا السداد واعلموا به فان عجزتم عنه
(فقاربوا) أي اقربوا منه
والسداد الصواب وهو بين الافراط والتفريط فلا تغلوا ولا تقصروا
* * *
81 - (2820) (حدثنا) هارون ابن معروف وهارون بن سعيد
الأيلي قالا حدثنا ابن وهب اخبرني أبو صخر عن ابن قسيط عن
عروة بن الزبير عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
قام حتى تفطر رجلاه قالت عائشة يا رسول الله أتصنع هذا وقد
غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال يا عائشة أفلا أكون عبدا
شكورا
تفطر رجلاه: إي: تشققت.
* * *
* * *
82 - (2821) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع و
أبو معاوية ح وحدثنا ابن نمير (واللفظ له) حدثنا أبو معاوية عن
الأعمش عن شقيق قال كنا جلوسا عند باب عبد الله ننتظره فمر
بنا يريد بن معاوية النخعي فقلنا اعلمه بمكاننا فدخل عليه فلم يلبث
ان خرج علينا عبد الله فقال إني اخبر بمكانكم فما يمنعني ان اخرج
171

إليكم الا كراهية ان املكم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة
في الأيام مخافة السآمة علينا
* * *
(...) (حدثنا) أبو سعيد الأشج حدثنا ابن إدريس ح وحدثنا
منجاب بن الحارث التميمي حدثنا ابن مسهر ح وحدثنا إسحاق بن
إبراهيم وعلي بن خشرم قالا أخبرنا عيسى بن يونس ح وحدثنا
ابن أبي عمر حدثنا سفيان كلهم عن الأعمش بهذا الاسناد نحوه
وزاد منجاب في روايته عن ابن مسهر قال الأعمش وحدثني
عمرو بن مرة عن شقيق عن عبد الله مثله
* * *
83 - (...) (وحدثنا) إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير عن منصور
ح وحدثنا ابن أبي عمر (واللفظ له) حدثنا فضيل بن عياض عن
منصور عن شقيق أبى وائل قال كان عبد الله يذكرنا كل يوم
خميس فقال ما يمنعني ان أحدثكم الا كراهية ان املكم. ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتخو لنا بالموعظة في الأيام. كراهية السامه علينا
* * *
كراهية: بتخفيف الياء.
يتخولنا: بالخاء المعجمة
: أي إ: يتعاهدنا
السامة: بالمد.
* * *
172

كتاب الجنة، وصفة نعيمها وأهلها
173

1 - (2822) (حدثنا) عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا حماد بن سلمة
عن ثابت وحميد عن انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات
* * *
(2823) (وحدثني) زهير بن حرب حدثنا شبابة حدثني ورقاء
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
* * *
حفت الجنة بالمكاره قال العلماء هذا من بديع الكلام وفصيحه
وجوامعه التي أوتيها صلى الله عليه وسلم من التمثيل الحسن ومعناه لا يوصل إلى الجنة إلا
بارتكاب المكاره من الاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها والصبر
على مشاقها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى
المسئ والصبر عن الشهوات ونحو ذلك.
وحفت النار بالشهوات قال النووي الظاهر أن المراد
الشهوات المحرمة دون المباحة.
* * *
3 - (2824) (حدثني) هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب
حدثني مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال قال الله عز وجل أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين
رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ذخرا بله ما
أطلعكم الله عليه
* * *
175

ذكرا بله وفي نسخة ذخرا بله وبله بفتح الموحدة
وسكون اللام.
قال النووي فقال ومعناها دع عنك ما أطلعكم فالذي لم
يطلعكم عليه أعظم فكأنه أعرض عنه استقلالا له في جنب ما لم يطلع عليه 6 - (2826) (حدثنا) قتيبة بن سعيد. حدثنا المغيرة (يعنى ابن
عبد الرحمن الحزامي) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله وزاد لا يقطعها
* * *
8 - (2827) (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أخبرنا
المخزومي حدثنا وهيب عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة
عام لا يقطعها *
* * *
في ظلها: أي: ما يستر أغصانها.
* * *
176

(2828) قال أبو حازم فحدثت به النعمان بن أبي عياش الزرقي
فقال حدثني أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة شجرة
يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها *
* * *
المضمر بفتح الضاد والميم المشددة وبسكون الضاد وفتح الميم وهو
الذي ضمر ليشتد جريه.
* * * 9 - (2828) (حدثنا) محمد بن عبد الرحمن بن سهم حدثنا
عبد الله بن المبارك أخبرنا مالك بن انس ح وحدثني هارون بن سعيد
الأيلي (واللفظ له) حدثنا عبد الله ابن وهب حدثني مالك بن انس
عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ان
النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله يقول لأهل الجنة يا أهل الجنة فيقولون
لبيك ربنا وسعديك والخير في يديك فيقول هل رضيتم
فيقولون وما لنا لا نرضى يا رب وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من
خلقك فيقول الا أعطيكم أفضل من ذلك فيقولون يا رب واي
شئ أفضل من ذلك فيقول أحل عليكم رضواني فلا أسخط
عليكم بعده ابدا *
* * *
أحل عليكم: أي: أنزل رضواني - بكسر الراء وضمها.
* * *
177

(3) باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف، كما يرى الكوكب في السماء.
10 - (2830) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن
عبد الرحمن القاري) عن أبي حازم عن سهل بن سعد ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن أهل الجنة ليتراءون الغرفة في الجنة كما
تراءون الكوكب في السماء
* * *
(2831) قال فحدثت بذلك النعمان بن أبي عياش فقال
سمعت أبا سعيد الخدري يقول كما تراءون الكوكب الدري في الأفق الشرقي أو الغربي
* * *
(...) (وحدثناه) إسحاق بن إبراهيم أخبرنا المخزومي حدثنا وهيب
عن أبي حازم بالاسنادين جميعا نحو حديث يعقوب
* * *
الكوكب الدري بضم الدال وتشديد الياء بلا همز وبضم الدال
مهموز ممدود وبكسر الدال مهموز ممدود وهو العظيم وسمي
دريا لبياضه كالدر.
وقيل لإضاءته.
وقيل لشبهه بالدر في كونه أرفع من سائر النجوم كالدر أرفع
الجواهر
* * *
11 - (2831) (حدثني) عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد
178

حدثنا معن حدثنا مالك ح وحدثني هارون بن سعيد الأيلي (واللفظ
له) حدثنا عبد الله بن وهب اخبرني مالك ابن انس عن صفوان بن سليم
عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون
الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما
بينهم قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم
قال بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين *
* * *
الغابر أي الذاهب الماضي الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون
وروي في غير مسلم الغارب بتقديم الراء وهو بمعناه
من الأفق في رواية البخاري في الأفق قيل:
وهو الصواب.
* * *
5 - باب في سوق الجنة، وما ينالون فيها من النعيم والجمال
13 - (2833) (حدثنا) أبو عثمان سعيد بن عبد الجبار البصري
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن انس بن مالك ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن في الجنة لسوقا يأتونها كل جمعة فتهب
ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا
فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم
أهلوهم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون
وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا
*
* * *
179

* * *
إن في الجنة لسوقا أي مجمعا لهم يجتمعون فيه كما يجتمع الناس في
الدنيا في السوق.
كل جمعة أي مقدارها من الدنيا إذ ليس هنا ك حقيقة أسبوع لفقد
الشمس والليل.
ريح الشمال بفتح الشيب والميم بغير همز وهو التي (تأتي) (2)
من دبر القبلة قال القاضي وخصت ريح الجنة بها لأنها ريح المطر عند
(العرب) (3).
* * *
(6) باب أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدل، وصفاتهم
وأزواجهم.
14 - (2834) (حدثني) عمرو الناقد ويعقوب بن إبراهيم الدورقي
جميعا عن ابن علية (واللفظ ليعقوب) قالا حدثنا إسماعيل بن
علية أخبرنا أيوب عن محمد قال اما تفاخروا واما تذاكروا الرجال
في الجنة أكثر أم النساء فقال أبو هريرة أولم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ان
أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر والتي تليها على
اضوء كوكب درى في السماء لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى
مخ سوقهما من وراء اللحم وما في الجنة أعزب
* * *
(...) (حدثنا) ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أيوب عن ابن
سيرين قال اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر فسألوا أبا
180

هريرة فقال قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم بمثل حديث ابن علية
* * *
* * *
زمرة أي جماعة.
أعزب هي لغة.
والمشهور عزب بلا ألف وهو من لا زوجة له.
اختصم الرجال والنساء أيهم في الجنة أكثر؟
قال القاضي خرج من هذا الحديث ومن الحديث الأخر أن النساء
أكثر أهل النار فيخرج من مجموع هذا أن النساء أكثر ولد آدم
* * *
15 - (...) (وحدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا عبد الواحد (يعنى ابن
زياد) عن عمارة بن القعقاع حدثنا أبو زرعة قال سمعت أبا هريرة يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من يدخل الجنة
ح وحدثنا قتيبة بن سعيد وزهير بن حرب (واللفظ لقتيبة) قالا
حدثنا جرير عن عمارة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال
رسول الله الله عليه وسلم ان أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة
البدر والذين يلونهم على أشد كوكب درى في السماء إضاءة لا
يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون ولا يتفلون أمشاطهم الذهب
ورشحهم المسك ومجامرهم الألوة وأزواجهم الحور العين أخلاقهم
على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في
181

السماء
* * *
ورشحهم: أي: عرقهم.
* * *
16 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة
البدر ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة ثم هم بعد
ذلك منازل لا يتغوطون ولا يبولون ولا يمتخطون ولا يبزقون
أمشاطهم الذهب ومجامرهم الألوة ورشحهم المسك أخلاقهم
على خلق رجل واحد على طول أبيهم آدم ستون ذراعا
قال ابن أبي شيبة على خلق
رجل وقال أبو كريب على خلق رجل وقال ابن أبي شيبة على صورة أبيهم *
* * *
ورشحهم أي عرقهم.
قال بن أبي شيبة على خلق رجل بضم الخاء واللام.
وقال أبو كريب على خلق رجل بفتح الخاء وسكون اللام.
* * *
(7) باب في صفات الجنة وأهلها، وتسبيحهم فيها بكرة، وعشيا 17 - (...) (حدثنا) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر
عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
182

فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أول زمرة تلج الجنة صورهم
على صورة القمر ليلة البدر لا يبصقون فيها ولا يمتخطون ولا يتغوطون
فيها آنيتهم وأمشاطهم من الذهب والفضة ومجامرهم من الألوة
ورشحهم المسك ولكل واحد منهم زوجتان يرى مخ ساقهما من وراء
اللحم من الحسن لا اختلاف بينهم ولا تباغض قلوبهم قلب واحد
يسبحون الله بكرة وعشيا
* * *
يسبحون الله بكرة وعشية: أي: قدرهما.
* * *
(8) باب في دوام نعيم أهل الجنة، وقوله تعالى: (وتدوا أن تلكم الجنة
أورثتموها بما كنتم تعملون) 21 - (2836) حدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي
حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من يدخل الجنة ينعم لا يبأس لا تبلى ثيابه
ولا يفنى شبابه
* * *
22 - (2837) (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم وعبد بن حميد
(واللفظ لإسحاق) قالا أخبرنا عبد الرزاق قال قال الثوري
فحدثني أبو إسحاق ان الأغر حدثه عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ينادى مناد ان لكم ان تصحوا فلا
تسقموا ابدا وان لكم ان تحيوا فلا تموتوا ابدا وان لكم ان تشبوا فلا
183

تهرموا ابدا وان لكم ان تنعموا فلا تبتئسوا ابدا فذلك قوله عز وجل
ونودوا ان تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون *
* * *
لا يبأس: أي: لا يصيبه بأس وهو شدة الحال.
(9) باب في صفة خيام الجنة، وما للمؤمنين فيها من الاهلين.
* * *
23 - (2838) (حدثنا) سعيد بن منصور عن أبي قدامة (وهو
الحارث بن عبيد) عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن عبد الله
بن قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن للمؤمن في الجنة لخيمة من
لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلا للمؤمن فيها اهلون يطوف
عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا
* * *
مجوفة: في " نسخة ": " مجوبة " - بموحدة بدل الفاء - أي: مثقوبة.
* * *
24 - (...) (وحدثني) أبو غسان المسمعي حدثنا أبو عبد الصمد
حدثنا أبو عمران الجوني عن بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه
ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة عرضها
ستون ميلا في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين يطوف عليهم
المؤمن
* * *
25 - (...) (وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون
184

أخبرنا همام عن أبي عمران الجوني عن أبي بكر بن أبي موسى بن
قيس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الخيمة درة طولها في السماء
ستون ميلا في كل زاوية منها أهل للمؤمن لا يراهم الآخرون
* * *
زاوبة: أي: ناحية.
* * *
26 - (2839) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة
وعبد الله بن نمير وعلي بن مسهر عن عبيد الله بن عمر ح وحدثنا
محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله عن
خبيب بن عبد الرحمن عن حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من انهار
الجنة *
* * *
سيحان قال النووي هو نهر المصيصة وهو غير
سيحون
وجيحان قال هو نهر إذنة أي وهو غير جيحون فإن ذاك نهر
وراء خراسان عند بلخ
وذكر القاضي أن سيحان هو سيحون وجيحان هو جيحون وأنهما
ببلاد خراسان وأنكره النووي وقال إن الناس اتفقوا على المغايرة
قلت وفيه نظر.
185

والفرات هو نهر فاصل بين الشام والجزيرة.
والنيل هو نهر مصر.
كل من أنهار الجنة هو على ظاهره ولها مادة من الجنة
وقيل معناه أن الإيمان عم بلادها وأن الأجسام المتغذية بمائها صائرة
إلى الجنة.
قال النووي والأول أصح.
* * *
(11) باب يدخل الجنة أقوام أفئدهم مثل أفئدة الطير.
(حدثنا) حجاج بن الشاعر حدثنا أبو النضر
هاشم بن القاسم الليثي حدثنا إبراهيم (يعنى ابن سعد) حدثنا أبي
عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يدخل الجنة أقوام
أفئدتهم مثل أفئدة الطير
* * *
يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير قيل في الرقة
والضعف.
وقيل في الخوف والهيبة لله فإن الطير أكثر الحيوان خوفا وفزعا.
قال النووي وكان المراد قوم غلب عليهم الخوف كما
جاء عن جماعات من السلف في شدة خوفهم.
وقيل المراد متوكلون.
* * *
28 - (2841) (حدثنا) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا
معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل آدم
186

على صورته طوله ستون ذراعا فلما خلقه قال اذهب فسلم على
أولئك النفر وهم نفر من الملائكة جلوس فاستمع ما يجيبونك فإنها
تحيتك وتحية ذريتك قال فذهب فقال السلام
عليكم فقالوا السلام عليك ورحمة الله قال فزادوه ورحمة الله قال فكل من يدخل
الجنة على صورة آدم وطوله ستون ذراعا فلم يزل الخلق ينقص بعده
حتى الآن *
* * *
خلق الله آدم على صورته قال النووي هذه الرواية
ظاهرة في أن الضمير لآدم وأن المراد أنه خلق في أول نشأته على صورته
التي كان عليها في الأرض وتوفي عليها وهي طوله ستون ذراعا ولم
ينتقل أطوارا كذريته وكانت صورته في الجنة هي صورته في الأرض لم
يتغير.
* * *
(12) باب في شدة حر نار جهنم، وبعد قعرها، وما تأخذ من المعذبين
31 - (2844) (حدثنا) يحيى بن أيوب حدثنا خلف بن خليفة
حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سمع وجبة فقال النبي لي الله عليه وسلم تدرون ما هذا قال
قلنا الله ورسوله اعلم قال هذا حجر رمى به في النار منذ
سبعين خريفا فهو يهوى في النار الآن حتى انتهى إلى قعرها
(* * *) (...) (وحدثناه) محمد بن عباد وابن أبي عمر قالا حدثنا مروان
عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة بهذا الاسناد
وقال هذا وقع في أسفلها فسمعتم وجبتها
* * *
187

* * *
وجبة: بفتح الواو، وسكون الجيم: أي: سقطة.
هذا وقع: إي: حجر وقع.
33 - (...) (حدثني) عمرو بن زرارة أخبرنا عبد الوهاب (يعنى ابن
عطاء) عن سعيد عن قتادة قال سمعت أبا نضرة يحدث عن
سمرة بن جندب ان النبي صلى الله عليه وسلم قال منهم من تأخذه النار إلى كعبيه
ومنهم من تأخذه النار إلى ركبتيه ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته
ومنهم من تأخذه النار إلى ترقوته
* * *
(...) (حدثناه) محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا حدثنا روح
حدثنا سعيد بهذا الاسناد
وجعل مكان حجزته حقويه
* * *
حجزته بضم الحاء وسكون الجيم وهي معقد الإزار والسراويل
ترقوته بفتح التاء وضم القاف وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق.
حقويه بفتح الحاء وكسرها وهما معقد الإزار.
والمارد هنا ما يحاذي ذلك الموضع من جنبيه.
* * *
188

(حدثنا) ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن أبي الزناد
عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله لي الله عليه وسلم احتجت النار
والجنة فقالت هذه يدخلني الجبارون المتكبرون ذه
يد خلنى الضعفاء والمساكين فقال الله عز وجل لهذه أنت
عذابي أعذب بك من أشاء وربما قال أصيب بك من أشاء وقال لهذه
أنت رحمتي ارحم بك من أشاء ولكل واحدة منكما ملؤها
* * *
احتجت النار والجنة قال النووي هذا على ظاهره
وأن الله جعل فيهما تمييزا يدركان به ولا يلزم دوامه.
* * *
35 - (...) (وحدثني) محمد بن رافع حدثنا شبابة حدثني ورقاء
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم
قال تحاجت النار والجنة فقالت النار أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين
وقالت الجنة فمالي لا يدخلني الا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم
فقال الله للجنة أنت رحمتي ارحم بك من أشاء من عبادي وقال
للنار أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي ولكل واحدة
منكم ملؤها فاما النار فلا تمتلئ فيضع قدمه عليها فتقول قط
قط فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض
* * *
(...) (حدثنا) عبد الله بن عون الهلالي حدثنا أبو سفيان (يعنى
189

محمد بن حميد) عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أبي
هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال احتجت الجنة والنار واقتص الحديث
بمعنى حديث أبي الزناد
* * *
وسقطهم بفتح السين والقاف أي ضعفاؤهم والمحتقرون منهم.
وعجزهم بفتح العين والجيم جمع عاجز أي العاجزون عن
طلب الدنيا والتمكن فيها والثروة والشوكة (2).
فيضع قدمه هو من أحاديث الصفات التي تفوض أو تأول على أن
المراد بالقدم من قدمه لها من أهل العذاب أو مخلوقا يسمى بذلك
قط قط بسكون الطاء وبكسرها منونا وغير منون أي حسبي.
* * *
36 - (...) حدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبد الرزاق، حدثنا
معمر عن همام بن منبه. قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فذكر أحاديث منها: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين.
وقالت الجنة: فمالي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وغرتهم؟
قال الله للجنة، إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال
للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة
منكما ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله، تبارك وتعالى
رجله، تقول: قط قط قط، فهناك تمتلئ، ويزوي بعضها إلى بعض.
190

ولا يظلم الله من خلقه أحد، وأما الجنة فإن الله ينشئ لها خلقا ".
* * *
(2847) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير عن الأعمش،
عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" احتجت الجنة والنار " فذكر نحو حديث أبي هريرة: إلى قوله
" ولكليكما علي ملؤها " ولم يذكر ما بعده من الزيادة.
* * *
وغرتهم روي بفتح الغين المعجمة والراء ومثلثة.
أي أهل الجوع والفاقة منهم.
وبكسر الغين المعجمة وتشديد الراء ومثناة أي أهل البله.
والغفلة في أمور الدنيا.
وروي وعجزتهم جمع عاجز.
رجله أول بالجماعة من الناس كما يقال رجل من
جراد أي قطعة منه والمراد قوم استحقوها وخلقوا لها.
* * *
40 (2849) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (وتقاربا
في اللفظ) قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بالموت يوم القيامة كأنه
كبش أملح زاد أبو كريب فيوقف بين الجنة والنار واتفقا في باقي
الحديث فيقال يا أهل الجنة هل تعرفون هذا فيشرئبون وينظرون
ويقولون نعم هذا الموت قال ويقال يا أهل النار هل تعرفون
191

هذا قال فيشرئبون وينظرون ويقولون نعم هذا الموت قال فيؤمر
به فيذبح قال ثم يقال يا أهل الجنة خلود فلا موت ويا أهل
النار خلود فلا موت قال ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنذرهم يوم
الحسرة إذ قضى الامر وهم في غفلة وهم لا يؤمنون وأشار
بيده إلى الدنيا
* * *
كأنه كبش قد ورد أن الله خلق الموت في صورة كبش له أربعة
أجنحة لا يمر على أحد فيراه إلا مات وقد أوردته في كتاب (1)
البرزخ فاستغنى هذا الحديث عن التأويل.
فيشرئبون بالهمز أي يرفعون صوتهم إلى المنادي.
* * *
46 - (2849) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا شعبة حدثني معبد بن خالد انه سمع حارثة بن وهب أنه
سمع النبي صلى الله عليه وسلم قال الا أخبركم باهل الجنة قالوا بلى قال صلى الله عليه وسلم
كل ضعيف متضعف لو اقسم على الله لأبره ثم قال الا
أخبركم باهل النار قالوا بلى قال كل عتل جواظ مستكبر
* * *
كأنه كبش قد ورد أن الله خلق الموت في صورة كبش له أربعة
أجنحة لا يمر على أحد فيراه إلا مات وقد أوردته في كتاب (1)
البرزخ فاستغنى هذا الحديث عن التأويل.
فيشرئبون بالهمز أي يرفعون صوتهم إلى المنادي.
متضعف روي بكسر العين أي متواضع متذلل خامل وبفتحها.
أي يستضعفه الناس ويحتقرونه ويجيرون ثنا عليه لضعف حاله في
الدنيا. عتل بضم العين والتاء وهو الجافي الشديد الخصومة بالباطل.
جواظ بفتح الجيم وتشديد الواو وإعجام الظاء وهو الجموع المنوع.
* * *
192

47 - (....) (وحدثنا) محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا وكيع
حدثنا سفيان عن معبد بن خالد قال سمعت حارثة ابن وهب
الخزاعي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أخبركم باهل الجنة كل
ضعيف متضعف لو اقسم على الله لأبره الا أخبركم باهل النار كل
جواظ زنيم متكبر
* * *
زنيم: هو الدعي في النسب.
49 - (2851) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب، قالا
حدثنا ابن نمير عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن زمعة
قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الناقة وذكر الذي عقرها، فقال
" إذا انبعث أشقاها: انبعث بها رجل عزيز عارم منيع في رهطه، مثل
أبي زمعة " ثم ذكر النساء فوعظ فيهن ثم قال " إلام يجلد أحدكم
امرأته؟ " في رواية أبي بكر " جلد الأمة " وفي رواية أبي كريب " جلد
العبد، ولعله يضاجعها من آخر يومه " ثم وعظهم في ضحكهم من
الضرطة فقال " إلام يضحك أحدكم مما يفعل؟ ".
* * *
عارم: بالعين بالمهملة والراء: وهو الشرير المفسد الخبث ".
* * *
193

50 - (2856) (حدثني) زهير ابن حرب حدثنا جرير عن سهيل
عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت عمرو بن
لحلي بن قمعة بن خندف، أبا بني كعب هؤلاء يجر قصبه في النار ".
* * *
لحي بضم اللام وفتح الحاء وتشديد الياء
قمعة ضبط بكسر القاف وفتح الميم المشددة وبفتح القاف مع فتح
الميم المخففة وسكونها.
خندف بكسر الخاء المعجمة والدال وحكي فتح الدال وفاء
وهي أم القبيلة فلا تنصرف واسمها ليلى بنت عمران بن الحارث بن
قضاعة).
أخا بني كعب في نسخة أبا بني كعب قال القاضي وهو
الصواب لأن كعبا هذا هو أحد بطون خزاعة وابنه
قصبه بضم القاف وسكون الصاد أي أمعاءه
* * *
54 - (...) (حدثنا) عبيد الله بن سعيد وأبو بكر بن نافع وعبد بن
حميد قالوا حدثنا أبو عامر العقدي حدثنا أفلح بن سعيد حدثني
عبد الله بن رافع مولى أم سلمة قال سمعت أبا هريرة يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن طالت بك مدة أوشكت ان ترى
قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في أيديهم مثل أذناب
البقر
* * *
194

ثنا أفلح بن سعيد ثنا عبد الله بن رافع مولى أم سلمة سمعت أبا
هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن طالت بك مدة
أوشكت أن ترى قوما يغدون في سخط الله ويروحون في لعنته في
أيديهم مثل أذناب البقر هذا الحديث أورده بن الجوزي في
الموضوعات وقال إنه باطل قال وأفلح يروي / 2
الموضوعات عن الثقات.
وتعقبه الحافظ بن حجر في كتاب القول المسدد وقال:
هذه غفلة شديدة من بن الجوزي حيث حكم على هذا الحديث
بالوضع وهو في أحد الصحيحين وأساء بذلك وهو من عجائبه قال
وأفلح ثقة مشهور وثقه بن معين وابن سعد والنسائي وأبو حاتم وتابعه
سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أخرجه بن حبان في صحيحه (7461)
والحاكم والبيهقي في الدلائل 533).
* * *
195

(14) باب فناء الدنيا، وبيان الحشر يوم القيامة
55 - (2858) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا عبد الله بن
إدريس ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبو محمد بن بشر ح وحدثنا يحيى بن
يحيى أخبرنا موسى ابن أعين ح وحدثني محمد بن
رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسماعيل بن أبي خالد ح وحدثني
محمد بن حاتم (واللفظ له) حدثنا يحيى بن سعيد حدثنا
إسماعيل حدثنا قيس قال سمعت مستوردا أخا بنى فهر يقول
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما الدنيا في الآخرة الا مثل ما يجعل
أحدكم إصبعه هذه وأشار يحيى بالسبابة في اليم فلينظر بم
ترجع
وفى حديثهم جميعا غير يحيى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ذلك
وفى حديث أبي أسامة عن المستورد بن شداد أخي بنى فهر
وفى حديثه أيضا قال وأشار إسماعيل بالابهام
اليم هو البحر.
بم يرجع ضبط بالفوقية عودا على الإصبع وبالتحتية عودا على
أحدكم)
ومعناه لا يعلق بها كبير شئ من الماء
* * *
196

56 - (2859) (وحدثني) زهير بن حرب حدثنا يحيى بن سعيد
عن حاتم بن أبي صغيرة حدثني ابن أبي مليكة عن القاسم بن
محمد عن عائشة قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر
الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله النساء
والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال صلى الله عليه وسلم يا عائشة الامر
أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض
(...) (وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا أبو خالد الأحمر
عن حاتم بن أبي صغيرة بهذا الاسناد ولم يذكر في حديثه غرلا
* * *
غرلا بضم الغين المعجمة وسكون الراء.
أي غير مختونين جمع أغرل.
والغرلة القلفة.
* * *
59 - (2861) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا أحمد بن
إسحاق ح وحدثني محمد بن حاتم حدثنا بهز قالا جميعا حدثنا
وهيب حدثنا عبد الله بن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال يحشر الناس على ثلاث طرائق راغبين راهبين واثنان
على بعير وثلاثة على بعير وأربعة على بعير وعشرة على بعير
وتحشر بقيتهم النار تبيت معهم حيث باتوا وتقيل معهم حيث قالوا
وتصبح معهم حيث أصبحوا وتمسي معهم حيث أمسوا
197

يحشر الناس على ثلاث طرائق الحديث.
قال النووي قال العلماء هذا الحشر في آخر الدنيا
قبيل القيامة وقبيل النفخ في الصور وهو آخر أشراط الساعة
تحشرهم نار تخرج من قعر عدن (15) باب في صفة يوم القيامة، أعاننا الله على أهوالها
60 - (2862) (حدثنا) زهير بن حرب ومحمد بن المثنى وعبيد الله
بن سعيد قالوا حدثنا يحيى (يعنون ابن سعيد) عن عبيد الله
اخبرني نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم يوم يقوم الناس لرب
العالمين قال يقوم أحدهم في رشحه إلى انصاف
اذنيه وفى رواية ابن المثنى قال يقوم الناس لم يذكر يوم
(...) (حدثنا) محمد بن إسحاق المسيبي حدثنا انس (يعنى ابن
عياض) ح وحدثني سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة
كلاهما عن موسى بن عقبة ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا
أبو خالد الأحمر وعيسى بن يونس عن ابن عون ح وحدثني عبد الله بن جعفر
بن يحيى حدثنا معن حدثنا مالك ح وحدثني أبو نصر
التمار حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب ح وحدثنا الحلواني وعبد بن
حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح كل
هؤلاء عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث عبيد الله
198

عن نافع
غير أن في حديث موسى بن عقبة وصالح حتى يغيب أحدهم في
رشحه إلى انصاف اذنيه
* * *
يقوم أحدهم في رشحه قال القاضي يحتمل أن المراد عرق نفسه وغيره
ويحتمل أن المراد عرق نفسه خاصة.
* * *
(16) باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار
63 - (2865) (حدثني) أبو غسان المسمعي ومحمد بن المثنى
ومحمد بن بشار بن عثمان (واللفظ لأبي غسان وابن المثنى) قالا
حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن مطرف بن عبد الله
بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي ان رسول الله عليه وسلم قال
ذات يوم في خطبته الا ان ربى امرني ان أعلمكم ما جهلتم مما علمني
يومى هذا كل مال نحلته عبدا حلال وانى خلقت عبادي حنفاء
كلهم وانهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما
أحللت لهم وامرتهم ان يشركوا بي ما لم انزل به سلطانا وان الله
نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم الا بقايا من أهل الكتاب
وقال إنما بعثتك لأبتليك وابتلى بك وأنزلت عليك كتابا لا
يغسله الماء تقرؤه نائما ويقظان وان الله امرني ان احرق قريشا
فقلت رب إذا يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة قال استخرجهم كما
استخرجوك واغزهم نغزك وانفق فسننفق عليك وابعث جيشا
199

نبعث خمسة مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك قال وأهل الجنة
ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب
لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال قال وأهل النار
خمسة الضعيف الذي لا زبر له الذين هم فيكم تبعا لا يبتغون اهلا
ولا مالا والخائن الذي لا يخفى له طمع وان دق الا خانه ورجل لا
يصبح ولا يمسى الا وهو يخادعك عن أهلك ومالك وذكر البخل أو
الكذب والشنظير الفحاش ولم يذكر أبو غسان في حديثه وانفق
فسننفق عليك
(...) (وحدثناه) محمد بن المثنى العنزي حدثنا محمد بن أبي عدى
عن سعيد عن قتادة بهذا الاسناد ولم يذكر في حديثه كل مال
نحلته عبدا حلال
(...) (حدثني) عبد الرحمن بن بشر العبدي حدثنا يحيى بن سعيد
عن هشام صاحب الدستوائي حدثنا قتادة عن مطرف عن عياض
بن حمار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ذات يوم وساق الحديث وقال
في آخره قال يحيى قال شعبة عن قتادة قال سمعت مطرفا في
هذا الحديث
64 - (...) (وحدثني) أبو عمار حسين بن حريث حدثنا الفضل
200

بن موسى عن الحسين عن مطر حدثني قتادة عن مطرف بن
عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار أخي بنى مجاشع قال
قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم خطيبا فقال إن الله امرني وساق
الحيث بمثل حديث هشام عن قتادة وزاد فيه وان الله أوحى إلى أن
تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد
وقال في حديثه وهم فيكم تبعا لا يبغون اهلا ولا مالا
فقلت فيكون ذلك يا أبا عبد الله قال نعم والله لقد
أدركتهم في الجاهلية وان الرجل ليرعى على الحي ما به الا وليدتهم
يطؤها
* * *
كل مال نحلته قبله قال الله مقدرا.
حنفاء أي مسلمين.
فاجتالتهم بالجيم وروي بالخاء المعجمة أي أزالتهم هذا وأذهبتهم.
لأبتليك أي بتبليغ الرسالة.
وأبتلي بك أي من أرسلك إليهم.
كتابا لا يغسله الماء أي محفوظا في الصدور لا يتطرق إليه الذهاب بل
يبقى على ممر الزمان.
تقرؤه نائما ويقظان أي يكون محفوظا لك في حالتي النوم واليقظة.
وقيل تقرؤه في يسر وسهولة.
يثلغوا بمثلثة وغين معجمة أي يشدخوا ويشجوا ثم كما يشدخ الخبز:
أي يكسر.
واغزهم نغزك أي نعنك.
ومسلم بالجر عطفا على ذي قربى).
201

لا زبر له لا عقل له يزبره ويمنعه مما لا ينبغي له
لا يخفى له طمع أي لا يظهر.
والشنظير بكسر الشين والظاء المعجمتين وسكون النون
الفحاش أي السئ الخلق.
(17) باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر،
والتعوذ منه
67 - (2867) (حدثنا) يحيى بن أيوب وأبو بكر بن أبي شيبة
جميعا عن ابن علية قال ابن أيوب حدثنا ابن علية قال وأخبرنا
سعيد الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري عن زيد بن
ثابت قال أبو سعيد ولم اشهده من النبي صلى الله عليه وسلم ولكن حدثنيه زيد بن
ثابت قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في حائط لبنى النجار على بغلة له ونحن
معه إذ حادت به فكادت تلقيه وإذا اقبر ستة أو خمسة أو
أربعة قال كذا كان يقول الجريري فقال من يعرف أصحاب هذه
الاقبر فقال رجل انا قال فمتى مات هؤلاء قال ماتوا في
الاشراك فقال إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فلو لا ان لا تدافنوا
لدعوت الله ان يسمعكم من عذاب القبر الذي اسمع منه ثم اقبل
علينا بوجهه فقال تعوذوا بالله من عذاب النار قالوا نعوذ بالله من
عذاب النار فقال تعوذوا بالله من عذاب القبر قالوا نعوذ بالله من
عذاب القبر قال تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن
قالوا نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن قال تعوذوا بالله
من فتنة الدجال قالوا نعوذ بالله من فتنة الدجال
202

حادت به: أي: مالت عن الطريق (وعدلت عن الطريق) (1)، ونفرت.
* * *
70 - (2870) (حدثنا) عبد بن حميد حدثنا يونس بن محمد
حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة حدثنا انس بن مالك قال
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم ان العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه انه
ليسمع قرع نعالهم قال يأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت
تقول في هذا الرجل قال فاما المؤمن فيقول اشهد أنه عبد الله ورسوله
قال فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من
الجنة قال نبي الله صلى الله عليه وسلم فيراهما جميعا
قال قتادة وذكر لنا انه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملا عليه
خضرا إلى يوم يبعثون
* * *
قرع نعالهم أي صوتها في الأرض وهو خفقها
ما كنت تقول في هذا الرجل.
قال النووي يعني النبي صلى الله عليه وسلم قال وإنما يقوله بهذه العبارة
التي ليس فيها تعظيم امتحانا للمسؤول لئلا يتلقن تعظيمه من عبارة السائل
ثم يثبت الله الذين آمنوا.
يفسح له في قبره قال القاضي والنووي هو على ظاهره
وأنه يرفع عن بصره وما يجاوره من الحجب الكثيفة بحيث لا يناله ظلمة
القبر ولا ضيقه إذا ردت (إليه روحه) (2).
خضرا ضبط بفتح الخاء وكسر الضاد وبضم الخاء (وفتح) (3)
203

الضاد: أي: نعما غضة ناعمة
* * *
75 - (2872) (حدثني) عبيد الله بن عمر القواريري حدثنا حماد
بن زيد حدثنا بديل عن عبد الله بن شقيق عن أبي هريرة قال إذا
خرجت روح المؤمن تلقها ملكان يصعدانها
قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك
قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض
صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز
وجل ثم يقول انطلقوا به إلى آخر الأجل
قال وان الكافر إذا خرجت روحه قال حماد وذكر من نتنها
وذكر لعنا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض
قال فيقال انطلقوا به إلى آخر الأجل
قال أبو هريرة فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على انفه
هكذا
* * *
انطلقوا به إلى آخر الأجل: قال القضاي: منتهى الأجل هو: " سدرة
المنتهى " في روح المؤمن، و " سجين " في روح الكافر.
قال: ويحتمل أن المراد إلى انقضاء أجل الدنيا.
ريطة: بفتح الراء، وسكون الياء، وهي: ثوب رقيق، وقيل: الملاءة.
على أنفه: أي: كراهة لنتن ريح الكافر
* * *
انطلقوا به إلى آخر الأجل قال القاضي منتهى الأجل هو سدرة
المنتهى في روح المؤمن وسجين في روح الكافر.
قال ويحتمل أن المراد إلى انقضاء أجل الدنيا.
ريطة بفتح الراء وسكون الياء وهي ثوب رقيق وقيل الملاءة.
على أنفه أي كراهة لنتن ريح الكافر.
* * *
204

76 - (2873) (حدثني) إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي حدثنا
سليمان بن المغيرة عن ثابت قال قال انس كنت مع عمر ح
وحدثنا شيبان بن فروخ (واللفظ له) حدثنا سليمان ابن المغيرة عن
ثابت عن انس بن مالك قال كنا مع عمر بين مكة والمدينة
فتراءينا الهلال وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه
رآه غيري قال فجعلت أقول لعمر اما تراه فجعل لا يراه قال
يقول عمر ساراه وانا مستلق على فراشي ثم أنشأ يحدثنا عن أهل بدر
فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول
هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله قال فقال عمر فوالذي بعثه
بالحق ما اخطؤا الحدود التي حد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فجعلوا في بئر
بعضهم على بعض فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى إليهم فقال يا
فلان بن فلان ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله
حقا فانى قد وجدت ما وعدني الله حقا
قال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها قال
ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون ان يردوا على
شيئا
* * *
حديث البصر: بالحاء أي: نافذه.
77 - (2874) (حدثنا) هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة
عن ثابت البناني عن انس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك قتلى بدر
205

ثلاثا ثم اتاهم فقام عليهم فناداهم فقال يا أبا جهل بن هشام يا أمية
ابن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة أليس قد وجدتم ما
وعد ربكم حقا فانى قد وجدت ما وعدني ربى حقا فسمع عمر
قول النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يسمعوا وانى يجبوا وقد
جيفوا قال والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم
لا يقدرون ان يجيبوا ثم امر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر
* * *
جيفوا: أي: أنتنوا وصاروا جيفا.
* * *
77 - (2875) (حدثني) يوسف بن حماد المعنى حدثنا
عبد الاعلى عن سعيد عن قتادة عن انس بن مالك عن أبي
طلحة ح وحدثنيه محمد بن حاتم حدثنا روح بن عبادة حدثنا
سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا انس بن مالك عن أبي
طلحة قال لما كان يوم بدر وظهر عليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم امر ببضعة
وعشرين رجلا وفى حديث روح بأربعة وعشرين رجلا من
صناديد قريش فألقوا في طوى من اطواء بدر وساق الحديث بمعنى
حديث ثابت عن انس
* * *
(طوي) (1): هي البئر المطوية بالحجارة.
* * *
206

(18) باب إثبات الحساب
79 - (2870) * (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر
جميعا إسماعيل قال أبو بكر حدثنا ابن علية عن أيوب عن
عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من
حوسب يوم القيامة عذب فقلت أليس قد قال الله عز وجل
فسوف يحاسب حسابا يسيرا فقال ليس ذاك الحساب إنما ذاك العرض من نوقش
الحساب يوم القيامة عذب
* * *
(...) (حدثني) أبو الربيع العتكي وأبو كامل قالا حدثنا حماد بن
زيد حدثنا أيوب بهذا الاسناد نحوه
* * *
من نوقش: أي: استقصى عليه.
عذب: أي: أفضى به إلى العذاب (بالنار) (1)، لان التقصير غالب في
العباد.
* * *
(19) باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى، عند الموت
81 - (2877) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا يحيى بن زكرياء عن
الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، قبل وفاته
بثلاث، يقول " لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن بالله الظن ".
* * *
207

(...) وحدثنا عثمان بن أبي شيبة بن أبي شيبة، حدثنا جرير، ح وحدثنا أبو
(كريب، حدثنا أبو معاوية. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا
عيسى ابن يونس وأبو معاوية، كلهم عن الأعمش، بهذا الاسناد، مثله.
* * *
يحسن بالله الظن: أي: يظن أنه يرحمه ويعفوا عنه.
* * *
83 (2878) (وحدثنا) قتيبة بن سعيد وعثمان بن أبي شيبة
قالا حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يبعث كل عبد على ما مات عليه
(...) (حدثنا) أبو بكر بن نافع حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن
سفيان عن الأعمش بهذا الاسناد مثله وقال عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم
يقل سمعت
يبعث كل عبد على ما مات عليه: أي: على الحالة التي مات عليها.
208

كتاب الفتن وأشراط الساعة
209

(1) باب اقتراب الفتن، وفتح ردم يأجوج ومأجوج
1 - (2880) (حدثنا) عمرو الناقد حدثنا سفيان بن عيينة عن
الزهري عن عروة عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة عن زينب
بنت جحش ان النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ من نومه وهو يقول لا إله إلا الله
ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل
هذه وعقد سفيان بيده عشرة
قلت يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال نعم إذا كثر
الخبث
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وسعيد ابن عمرو الأشعثي وزهير
بن حرب وابن أبي عمر قالوا حدثنا سفيان عن الزهري بهذا الاسناد وزادوا في
الاسناد عن سفيان فقالوا عن زينب بنت أبي
سلمة عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش
* * *
عن زينب بنت أم سلمة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش قال النووي
هذا الحديث اجتمع فيه أربع صحابيات زوجتان
لرسول الله صلى الله عليه وسلم وربيبتان له قال ولا نعلم حديثا اجتمع
فيه أربع صحابيات بعضهن عن بعض غيره
وحبيبة بنت أم حبيبة من عبد الله بن جحش زوجها قبل
النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كثر الخبث بفتح الخاء والباء أي الفسوق والفجور وقيل
: المراد الزني
خاصة * * *
211

(2) باب الخسف بالجيش الذي يوم البيت
7 (2882) (وحدثني) محمد بن حاتم بن ميمون حدثنا الوليد
ابن صالح حدثنا عبيد الله بن عمر وحدثنا زيد بن أبي أنيسة عن
عبد الملك العامري عن يوسف بن ماهك اخبرني عبد الله بن
صفوان عن أم المؤمنين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيعوذ بهذا البيت
يعنى الكعبة قوم ليست لهم منعة ولا عدد ولا عدة يبعث إليهم
جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم
قال يوسف وأهل الشام يومئذ يسيرون إلى مكة فقال عبد الله بن
صفوان اما والله ما هو بهذا الجيش
قال زيد وحدثني عبد الملك العامري عن عبد الرحمن بن سابط
عن الحارث بن أبي ربيعة عن أم المؤمنين بمثل حديث يوسف بن
ماهك غير أنه لم يذكر فيه الجيش الذي ذكره عبد الله بن صفوان
* * *
ليست لهم منعة: بفتح النون وكسرها، أي: ليس لهم من يحميهم
ويمنعهم.
ابن سابط: بكسر الباء
ابن ماهك: بفتح الهاء، غير مصروف.
* * *
8 - (2884) وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن
محمد حدثنا القاسم بن الفضل الحداني عن محمد بن زياد
212

عن عبد الله بن الزبير ان عائشة قالت عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في
منامه فقلنا يا رسول الله صنعت شيئا في منامك لم تكن تفعله
فقال العجب ان ناسا من أمتي يؤمون بالبيت برجل من قريش قد لجأ
بالبيت حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فقلنا يا رسول الله ان
الطريق قد يجمع الناس قال نعم فيهم المستبصر والمجبور وابن
السبيل يهلكون مهلكا واحدا ويصدرون مصادر شتى يبعثهم الله
على نياتهم ".
* * *
عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه قيل معناه اضطرب بجسمه.
وقيل حرك أطرافه كمن يأخذ شيئا أو يدفعه.
المستبصر أي المستبين لذلك القاصد له عمدا.
والمجبور أي المكره لغة في المجبر.
وابن السبيل أي سالك الطريق معهم وليس منهم.
يهلكون مهلكا واحدا أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم.
ويصدرون مصادر شتى أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم.
(3) باب نزول الفتن كمواقع القطر
9 - (2885) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق
بن إبراهيم وابن أبي عمر (واللفظ لابن أبي شيبة) قال إسحاق
أخبرنا وقال الآخرون حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن
عروة عن أسامة ان النبي صلى الله عليه وسلم اشرف على اطم من آطام المدينة ثم
قال هل ترون ما أرى انى لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم
كمواقع القطر
213

(...) (وحدثنا) عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا
الزهري بهذا الاسناد نحوه
* * *
كمواقع القطر: أي: في الكثرة والعموم بحيث لا يختص بها طائفة.
* * *
10 - (2884) (حدثني) عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن
حميد قال عبد اخبرني وقال الآخران حدثنا يعقوب (وهو ابن
إبراهيم بن سعد) حدثنا أبي عن صالح عن أبي شهاب حدثني
ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن ان أبا هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم والقائم
فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي من تشرف لها
تستشرفه ومن وجد فيها ملجأ فليعذ به
11 - (...) (حدثنا) عمرو الناقد والحسن الحلواني وعبد بن
حميد قال عبد اخبرني وقال الآخران حدثنا يعقوب حدثنا أبي
عن صالح عن ابن شهاب حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن عن
عبد الرحمن بن مطيع بن الأسود عن نوفل بن معاوية مثل حديث
أبي هريرة هذا الا ان أبا بكر يزيد من الصلاة صلاة من فاتته فكأنما
وتر أهله وماله
* * *
عبث رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه قيل معناه اضطرب بجسمه.
وقيل حرك أطرافه كمن يأخذ شيئا أو يدفعه.
المستبصر أي المستبين لذلك القاصد له عمدا.
والمجبور أي المكره لغة في المجبر.
وابن السبيل أي سالك الطريق معهم وليس منهم.
يهلكون مهلكا واحدا أي يقع الهلاك في الدنيا على جميعهم.
ويصدرون مصادر شتى أي يبعثون مختلفين على قدر نياتهم.
كمواقع القطر أي في الكثرة والعموم بحيث لا يختص بها طائفة
من تشرف روي بفتح المثناة فوق والشين والراء وبضم المثناة تحت
214

وسكون الشين وكسر الراء من الإشراف للشئ وهو الانتصاب
والتطلع إليه والتعرض له.
تستشرفه أي تقلبه وتصرعه.
ومن وجد منها ملجأ أي موضعا يلجأ إليه.
فليعذ به أي يعتزل فيه.
13 - (2887) (حدثني) أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا حماد بن زيد
حدثنا عثمان الشحام قال انطلقت انا وفرقد
السبخي إلى مسلم بن أبي بكرة وهو في ارضه فدخلنا عليه فقلنا هل
سمعت أباك يحدث في الفتن حديثا قال نعم سمعت أبا بكرة
يحدث قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انها ستكون فتن الا ثم تكون فتنة
القاعد فيها خير من الماشي فيها والماشي فيها خير من الساعي إليها
الا فإذا نزلت أو وقعت فمن كان له إبل فليلحق بابله ومن كانت
له غنم فليلحق بغنمه ومن كانت له ارض فليلحق بأرضه قال فقال
رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن له إبل ولا غنم ولا ارض
قال يعمد إلى سيفه فيدق على حده بحجر ثم لينج ان استطاع
النجاء اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت
قال فقال رجل يا رسول الله أرأيت ان أكرهت حتى ينطلق بي إلى
أحد الصفين أو احدى الفئتين فضربني رجل بسيفه أو يجئ
سهم فيقتلني قال يبوء باثمه وإثمك ويكون من أصحاب النار "
* * *
(...) (وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا
215

وكيع ح وحدثني محمد بن المثنى حدثنا ابن أبي عدى كلاهما
عن عثمان الشحام بهذا الاسناد حديث ابن أبي عدى نحو حديث
حماد إلى آخره وانتهى حديث وكيع عند قوله إن استطاع النجاء
ولم يذكر ما بعده
* * *
فيدق على حده بحجر قيل المراد كسر السيف حقيقة على ظاهره
ليسد عن نفسه باب هذا القتال.
وقيل هو مجاز عن ترك القتال.
قال النووي والأول أصح.
يبوء أي
يرجع.
بإثمه أي في إكراهك وغيره.
وبإثمك أي في قتلك وغيره) (1).
(4) باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما
(حدثني) أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب ويونس عن الحسن عن الأحنف بن
قيس قال خرجت وانا أريد هذا الرجل فلقيني أبو بكرة فقال أين
تريد يا أحنف قال قلت أريد نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعنى
عليا قال فقال لي يا أحنف ارجع فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار قال
فقلت أو قيل يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول قال إنه
216

قد أراد قتل صاحبه
* * *
15 - (...) (وحدثناه) أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد عن
أيوب ويونس والمعلى بن زياد عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن أبي
بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المسلمان بسيفيهما
فالقاتل والمقتول في النار
* * *
(...) (وحدثني) حجاج بن الشاعر حدثنا عبد الرزاق من كتابه
أخبرنا معمر عن أيوب بهذا الاسناد نحو حديث أبي كامل عن
حماد إلى آخره
* * *
إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار: قال النووي (18 / 11
: هو محمول على من لا تأويل له، ويكون قتالهما عصبية ونحوها.
* * *
16 - (...) (وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غندر عن شعبة
ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن منصور عن ربعي بن حراش عن أبي بكرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما
على جرف جهنم فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلاها جميعا
* * *
في جرف جهنم: روي بالجيم، وضم الراء وسكونها، وبالحاء وهما
217

متقاربان.
ومعناه: على طرفها، قريب (ق 289 / 1) من السقوط فيها.
* * *
(5) باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض
19 - (2889) (حدثنا) أبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد كلاهما
عن حماد بن زيد (واللفظ لقتيبة) حدثنا حماد عن أيوب عن أبي
قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله
زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وان أمتي سيبلغ ملكها
ما زوى لي منها وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض وانى سألت
ربى لامتي ان لا يهلكها بسنة بعامة وان لا يسلط عليهم عدوا من
سوى أنفسهم فيستبيح بيضتهم وان ربى قال يا محمد انى إذا
قضيت قضاء فإنه لا يرد وانى أعطيتك لامتك ان لا أهلكهم بسنة
عامة وان لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم يستبيح بيضتهم
ولو اجتمع عليهم من بأقطارها أو قال من بين أقطارها حتى
يكون بعضهم يهلك بعضا ويسبي بعضهم بعضا
* * *
- (...) (وحدثني) زهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى
وابن بشار قال إسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا معاذ بن
هشام حدثني أبي عن قتادة عن أبي قلابة عن أبي أسماء الرحبي
عن ثوبان ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله تعالى زوى لي الأرض حتى
رأيت مشارقها ومغاربها وأعطاني الكنزين الأحمر والأبيض ثم
218

ذكر نحو حديث أيوب عن أبي قلابة
* * *
زوى أي جمع.
وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض أي الذهب والفضة والمراد:
كنزا كسرى وقيصر ملكي العراق والشام
بيضتهم أي جماعتهم وأصلهم.
بسنة عامة أي بقحط يعمهم.
(6) باب إخبار النبي صلى الله عليه وسلم فيما يكون إلى قيام الساعة
25 - (2892) (وحدثني) يعقوب بن إبراهيم الدورقي وحجاج بن
الشاعر جميعا عن أبي عاصم قال حجاج حدثنا أبو عاصم أخبرنا
عزرة بن ثابت أخبرنا علباء بن احمر حدثني أبو زيد (يعنى عمرو بن
اخطب) قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر وصعد المنبر فخطبنا
حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى
حضرت العصر ثم نزل فصلى ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت
الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فاعلمنا احفظنا
* * *
علياء: بكسر العين المهملة، وسكون اللام، وموحدة، ومد.
أخطب: بالخاء المعجمة.
* * *
(7) باب في الفتنة التي تموج كموج البحر
28 - (2893) (وحدثنا) محمد بن المثنى ومحمد بن حاتم قالا
219

حدثنا معاذ بن معاذ حدثنا ابن عون عن محمد قال قال جندب
جئت يوم الجرعة فإذا رجل جالس فقلت ليهراقن اليوم هاهنا دماء
فقال ذاك الرجل كلا والله قلت بلى والله قال كلا
والله قلت بلى والله قال كلا والله انه لحديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنيه قلت بئس الجليس لي أنت منذ اليوم
تسمعني أخالفك وقد سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا تنهاني ثم قلت
ما هذا الغضب فأقبلت عليه واسأله فإذا الرجل حذيفة
* * *
يوم الجرعة بفتح الجيم والراء وتسكن موضع بقرب الكوفة على
طريق الحيرة خرج فيه أهل الكوفة يتلقون واليا ولاه عليهم عثمان فردوه
وسألوا عثمان أن يولي أبا موسى فولاه.
أحالفك بالحاء المهملة من الحلف وهو اليمين وروي بالمعجمة (1).
* * *
(8) باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب
29 - (2894) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب (يعنى ابن
عبد الرحمن القاري) عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من
ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول
كل رجل منهم لعلى أكون انا الذي أنجو
(...) (وحدثني) أمية بن بسطام حدثنا يزيد بن زريع حدثنا روح
220

عن سهيل بهذا الاسناد نحوه وزاد فقال أبى ان رأيته فلا
تقربنه
30 - (...) (حدثنا) أبو مسعود سهل بن عثمان حدثنا عقبة بن
خالد السكوني عن عبيد الله عن خبيب بن عبد الرحمن عن
حفص بن عاصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك
الفرات ان يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا
31 - (...) (حدثنا) سهل بن عثمان حدثنا عقبة بن خالد عن
عبيد الله عن أبي الزناد عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوشك الفرات ان يحسر عن جبل من
ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا "
(يحسر) (1): بفتح أوله، وسكون السين، أي: يكشف لذهاب مائه.
* * *
32 - (...) (حدثنا) أبو كامل فضيل بن حسين وأبو معن
الرقاشي (واللفظ لأبي معن) قالا حدثنا خالد بن الحارث حدثنا
عبد الحميد بن جعفر اخبرني أبى عن سليمان بن يسار عن عبد الله
بن الحارث بن نوفل قال كنت واقفا مع أبي بن كعب فقال لا
221

يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا قلت اجل قال اجل قال إني
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوشك الفرات ان يحسر عن جبل من
ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا
الناس يأخذون منه ليذهبن به كله قال فيقتتلون عليه فيقتل من كل
مائة تسعة وتسعون
قال أبو كامل في حديثه قال وقفت انا وأبي بن كعب في ظل
اجم حسان
* * *
مختلفة أعناقهم: أي رؤساؤهم وكبراؤهم.
أجم: بالجيم وضمتين. ك " أطم " وزنا ومعنى.
* * *
33 - (2896) (حدثنا) عبيد بن يعيش وإسحاق بن إبراهيم
(واللفظ لعبيد) قالا حدثنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى خالد
بن خالد حدثنا زهير عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم منعت العراق درهمها وقفيزها
ومنعت الشام مديها ودينارها ومنعت مصر أرد بها ودينارها وعدتم
من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم شهد
على ذلك لحم أبي هريرة ودمه
منعت العراق درهمها قال النووي معناه أن العجم والروم
يستولون على البلاد في آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين.
222

قال وهذا قد وجد في زماننا وهو الآن موجود لما غلبت عليه التتار
وقفيزها هو مكيال معروف لأهل العراق يسع ثمانية مكاكيك
والمكوك صاع ونصف.
مديها بضم الميم وسكون الدال على وزمن قفل مكيال معروف
لأهل الشام يسع خمسة عشر مكوكا.
إردبها هو مكيال معروف لأهل مصر يسع أربعة وعشرين صاعا قاله
الأزهري.
وعدتم من حيث بدأتم قال النووي هو بمعنى حديث بدأ
الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ).
(9) باب في فتح قسنطينية، وخروج الدجال، ونزول عيسى ابن مريم
34 - (2897) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا معلى بن منصور حدثنا سليمان بن بلال
حدثنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو
بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ
فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم
فيقول المسلمون لا والله لا نخلي بينكم وبين إخواننا
فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم ابدا ويقتل ثلثهم أفضل
الشهداء عند الله ويفتتح الثلث لا يفتنون ابدا فيفتتحون
قسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون
إذ صاح فيهم الشيطان ان المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون
وذلك باطل فإذا جاؤوا الشأم خرج فبينما هم يعدون للقتال
يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم (صلى الله عليه وسلم)
223

فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه
لانذاب حتى يهلك ولكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته
* * *
بالأعماق بفتح الهمزة وبالعين المهملة موضع بالشام قرب حلب
أو بدابق بكسر الموحدة وفتحها مصروف وممنوع موضع بالشام
قرب حلب أيضا.
سبوا روي بفتح السين والباء وبضمها وصوبه القاضي.
قسطنطينية بضم القاف والطاء الأولى وكسر الثانية وبعدها ياء
ساكنة ثم نون وفي نسخة زيادة ياء مشددة بعد
النون وهي مدينة من أعظم مدائن الروم.
(10) باب تقوم الساعة والروم أكثر الناس
36 - (2898) (حدثني) حرملة بن يحيى التجيبي حدثنا عبد الله
بن وهب حدثني أبو شريح ان عبد الكريم بن الحارث حدثه ان
المستورد القرشي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تقوم الساعة
والروم أكثر الناس قال فبلغ ذلك عمرو بن العاص فقال ما هذه
الأحاديث التي تذكر عنك انك تقولها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له
المستورد قلت الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فقال عمرو
لئن قلت ذلك انهم لأحلم الناس عند فتنة واجبر الناس عند مصيبة
وخير الناس لمساكينهم وضعفائهم
* * *
224

وأجبر الناس عند مصيبة: بالجيم، كقوله: " وأسرعهم إفاقة " وروي
بالخاء المعجمة.
أي: أخبرهم بعلاجها والخروج منها، وروي " وأصبر " بالصاد.
* * *
(11) باب إقبال الروم في كثرة القتل عند خروج الدجال
37 - (2899) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن حجر
كلاهما عن ابن علية (واللفظ لابن حجر) حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم عن أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة العدوي عن
يسير بن جابر قال هاجت ريح حمراء بالكوفة فجاء رجل ليس له
هجيرى الا يا عبد الله بن مسعود جاءت الساعة قال فقعد وكان
متكئا فقال إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح
بغنيمة ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشأم فقال عدو يجمعون
لأهل الاسلام ويجمع لهم أهل الاسلام قلت الروم تعنى قال
نعم وتكون عند ذاكم القتال ردة شديدة فيشترط المسلمون شرطة
للموت لا ترجع الا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل فيفئ
هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط المسلمون
شرطة للموت لا ترجع الا غالبة فيقتتلون حتى يحجز بينهم الليل
فيفئ هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة ثم يشترط
المسلمون شرطة للموت لا ترجع الا غالبة فيقتتلون حتى يمسوا
فيفئ هؤلاء وهؤلاء كل غير غالب وتفنى الشرطة فإذا كان يوم
الرابع نهد إليهم بقية أهل الاسلام فيجعل الله الدبرة عليهم فيقتلون
مقتلة اما قال لا يرى مثلها واما قال
225

لمير مثلها حتى أن الطائر ليمر بجنباتهم فما يخلفهم حتى يخر ميتا فيتعاد بنو الأب كانوا
مائة فلا يجدونه بقي منهم الا الرجل الواحد فبأي غنيمة يفرح أو
أي ميراث يقاسم فبينما هم كذلك إذ سمعوا ببأس هو أكبر من
ذلك فجاءهم الصريخ ان الدجال قد خلفهم في ذراريهم
فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون فيبعثون عشرة فوارس طليعة قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم انى لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان
خيولهم هم خير فوارس على ظهر الأرض يومئذ أو من خير فوارس
على ظهر الأرض يومئذ
قال ابن أبي شيبة في روايته عن أسير بن جابر.
(...) (وحدثني) محمد بن عبيد الغبرى حدثنا حماد بن زيد عن
أيوب عن حميد بن هلال عن أبي قتادة عن يسير بن جابر قال
كنت عند ابن مسعود فهبت ريح حمراء وساق الحديث بنحوه
وحديث ابن علية أتم واشبع.
* * *
(...) (وحدثنا) شيبان بن فروخ حدثنا سليمان (يعنى ابن المغيرة)
حدثنا حميد (يعنى ابن هلال) عن أبي قتادة عن أسير ابن جابر
قال كنت في بيت عبد الله بن مسعود والبيت ملان قال فهاجت
ريح حمراء بالكوفة فذكر نحو حديث ابن علية
* * *
226

هجيرى بكسر الهاء والجيم المشددة مقصور أي شأنه ودأبه.
فيتشرط ضبط بمثناة تحت ثم مثناة فوق ثم شين مفتوحة
وتشديد الراء شرطة بضم الشين أي طائفة من الجيش تقدم للقتال.
فيفئ هؤلاء أي يرجع.
نهد بفتح النون والهاء أي نهض وتقدم.
الدبرة بفتح الدال والباء أي الهزيمة.
وروي الدائرة بالألف والهمزة بعدها بمعنى (الدبرة).
بجنباتهم بفتح الجيم والنون الموحدة أي نواحيهم
وروي بجثمانهم بضم الجيم وسكون المثلثة أي شخوصهم.
فما يخلفهم بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام المشددة أي يجاوزهم.
وروي فما يلحقهم أي يلحق آخرهم.
سمعوا ببأس هو أكبر بالموحدة فيهما وروي بناس بنون
وأكثر (بمثلثة) (3).
(12) باب ما يكون من فتوحات المسلمين قبل الدجال
38 - (2900) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا جرير عن عبد الملك
بن عمير عن جابر بن سمرة عن نافع بن عتبة قال كنا مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قال فاتى النبي صلى الله عليه وسلم قوم من قبل المغرب
عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند اكمة فإنهم لقيام ورسول الله صلى الله عليه وسلم
قاعد قال فقالت لي نفسي ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه قال
ثم قلت لعله نجى معهم فأتيتهم فقمت بينهم وبينه قال فحفظت
منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال تغزون جزيرة العرب
227

فيفتحها الله ثم فارس فيفتحها الله ثم تغزون الروم فيفتحها الله
ثم تغزون الدجال فيفتتحه الله " قال: فقال نافع: يا جابر! لا نرى الدجال يخرج حتى تفتح الروم.
* * *
لا يغتالونه: أي: يقتلونه غيلة. وهي القتل في غفلة وخديعة.
لعله نجي معهم: أي يناجيهم.
ومعناه: يحدثهم سرا.
(13) باب في الآيات التي تكون قبل الساعة
* * *
(13) حدثنا باب في الآيات التي تكون قبل الساعة
40 - 2901) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا شعبة عن فرات القزاز عن أبي الطفيل عن أبي سريحة
حذيفة بن أسيد قال كان النبي صلى الله عليه وسلم في غرفة ونحن أسفل منه
فاطلع الينا فقال ما تذكرون قلنا الساعة قال إن الساعة لا
تكون حتى تكون عشر آيات خسف بالمشرق وخسف بالمغرب
وخسف في جزيرة العرب والدخان والدجال ودابة الأرض
ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونار تخرج من قعرة
عدن ترحل الناس
قال شعبة وحدثني عبد العزيز بن رفيع عن أبي الطفيل عن أبي
سريحة مثل ذلك لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم وقال أحدهما في العاشرة
نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم وقال الآخر وريح تلقى الناس في البحر
228

من قعر عدن: في " نسخة ": " من قعرة عدن (1) بضم القاف، وهاء.
أي: من أقصى أرض عدن.
ترحل الناس: إي: تحملهم على الرحيل وتزعجهم له.
* * *
(14) باب لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز
42 - (2920) (حدثني) حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب
اخبرني يونس عن ابن شهاب اخبرني ابن المسيب ان أبا هريرة
اخبره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ح وحدثني عبد الملك بن شعيب بن
الليث حدثنا أبي عن جدي حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب
أنه قال قال ابن المسيب اخبرني أبو هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من ارض الحجاز تضئ أعناق الإبل
ببصري
لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل
ببصري قال أبو شامة والنووي قد خرجت في زماننا بالمدينة
المنورة سنة أربع وخمسين وستمائة (3).
وأعناق بالنصب مفعول (تضئ).
وبصرى بضم الباء مدينة بالشام. * * *
229

(15) باب في سكنى المدينة وعمارتها قبل الساعة
43 - (2903)
حدثني عمرو الناقد. حدثنا الأسود بن عامر
حدثنا زهير عن سهيل ابن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبلغ المساكن اهاب أو يهاب
قال زهير قلت لسهيل فكم ذلك من المدينة قال كذا وكذا ميلا
* * *
إهاب: بكسر الهمزة.
أو يهاب: بمثناة مفتوحة مكسورة. وروي بالنون.
* * *
(17) باب لا تقوم الساعة حتى تعبد دونس ذا الخلصة
51 - (2906) (حدثني) محمد بن رافع وعبد بن حميد قال
عبد أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة
وكانت صنما تعبدها دوس في الجاهلية بتبالة
أليات بفتح الهمزة واللام جمع ألية بسكون اللام أي أعجاز.
حول ذي الخلصة أي من الطواف به كفرا ورجوعا إلى عبادة الأصنام.
بتبالة بفتح المثناة فوق وموحدة مخففة (وهو) (1)
موضع باليمن.
230

57 - (2909) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر (واللفظ
لأبي بكر) قالا حدثنا سفيان بن عيينة عن زياد بن سعد عن
الزهري عن سعيد سمع أبا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم يخرب
الكعبة ذو السويقتين من الحبشة
* * *
58 - (...) (وحدثني) حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني
يونس عن ابن شهاب عن ابن المسيب عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة
59 - (...) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز (يعنى
الدراوردي) عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذو السويقتين من الحبشة يخرب بيت الله
عز وجل
* * *
ذو السويقتين: تصغير " ساقي " الانسان، لدقتهما.
61 - (2911) حدثنا محمد بن بشار العبدي. حدثنا عبد الكبير
ابن عبد المجيد، أبو بكر الحنفي، حدثنا عبد الحميد بن جعفر قال:
سمعت عمر بن الحكم يحدث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " لا
تذهب الأيام والليالي، حتى يملك رجل يقال له الجهجاه ".
231

قال مسلم هم أربعة اخوة شريك وعبيد الله وعمير وعبد الكبير بنو عبد المجيد
* * *
الجهجاه: بفتح الجيم، وسكون الهاء التي بعد الألف، وفي " نسخة ":
بحذف الهاء المذكورة.
* * *
62 - (2912) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر (واللفظ
لابن أبي عمر) قالا حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد عن أبي
هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى تقتلوا قوما كأن وجوههم
المجان المطرقة ولا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ".
* * *
63 - (...) (وحدثني) حرملة بن يحيى أخبرنا وهب اخبرني
يونس عن ابن شهاب اخبرني سعيد بن المسيب ان أبا هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقاتلكم أمة ينتعلون الشعر
وجوههم مثل المجان المطرقة
* * *
المجان المطرقة بفتح الميم وتشديد النون جمع مجن بكسر الميم
وهو الترس.
المطرقة بسكون الطاء وتخفيف الراء وهي التي ألبست العقب،
وأطرقت به طاقة فوق طاقة.
والمقصود تشبيه وجوه الترك بها في عرضها ونتوء وجناتها.
232

64 - (...) (وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد الأعرج
عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال لا
تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر ولا تقوم الساعة حتى
تقاتلوا قوما صغار الأعين ذلف الآنف ".
* * *
ذلف الانف: بالذال المعجمة، والمهملة المضمومة، وسكون اللام: جمع
" إذ لف " وهو الأفطس، وهو القصير المنبطح.
* * *
67 - (2913) حدثنا زهير بن حرب وعلي بن حجر (واللفظ
لزهير). قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري، عن أبي نضرة.
قال: كنا عند جابر بن بعد الله فقال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم
قفيز ولا درهم، قلنا من أين ذاك؟ قال: من قبل العجم، يمنعون ذاك. ثم
قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبني إليهم دينار ولا مدي، قلنا: من أين
ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم أسكت هنية، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا لا يعده عددا ".
قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟
فقالا: لا.
* * *
(...) وحدثنا ابن المثنى. حدثنا عبد الوهاب. حدثنا سعيد (يعني
الجريري)، بهذا الاسناد، نحوه.
* * *
233

68 - (2914) حدثنا نصر بن علي الجهضمي. حدثنا بشر
(يعني ابن المفضل). ح وحدثنا علي بن حجر السعدي. حدثنا
إسماعيل (يعني ابن علية). كلاهما عن سعيد بن يزيد، عن أبي
نضرة، عن أبي سعيد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من خلفائكم خليفة
يحثو المال حثيا،. لا يعده عددا ".
وفي رواية ابن حجر " يحثي المال ".
أسكت: في " نسخة ": " سكت ".
يحثي المال: أي: يحفنه بيديه، لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات، مع
سخاء نفسه.
* * *
70 - (2915) (حدثنا) محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن
المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي مسلمة
قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري قال اخبرني من
هو خير منى ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق
وجعل يمسح رأسه ويقول بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية "
* * *
بؤس ابن سمية: بضم الموحدة وهمزة.
وهو: الشدة. أي: يا بؤس ابن سمية، ما أشده وأعظم.
* * *
71 - (...) (وحدثني) محمد بن معاذ بن عباد العنبري وهريم بن عبد الأعلى
قالا حدثنا خالد بن الحارث ح وحدثنا إسحاق بن
234

إبراهيم وإسحاق بن منصور ومحمود بن غيلان ومحمد بن قدامة
قالوا أخبرنا النضر بن شميل كلاهما عن شعبة عن أبي مسلمة
بهذا الاسناد نحوه غير أن في حديث النضر اخبرني من هو خير
منى أبو قتادة وفى حديث خالد بن الحارث قال أراه يعنى أبا قتادة
وفى حديث خالد ويقول ويس أو يقول يا ويس ابن
سمية
* * *
ويس: بفتح الواو، وسكون المثناة تحت. كلمة ترحم، ك‍ " ويح ".
* * *
(2920) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز (يعنى ابن
محمد) عن ثور (وهو ابن زيد الديلي) عن أبي الغيث عن أبي هريرة
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال سمعتم بمدينة جانب منها في البر وجانب منها في
البحر قالوا نعم يا رسول الله قال لا تقوم الساعة حتى يغزوها
سبعون ألفا من بنى إسحاق فإذا جاؤها نزلوا فلم يقاتلوا بسلاح ولم
يرموا بسهم قالوا لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط أحد جانبيها
قال ثور لا اعلمه الا قال الذي في البحر ثم يقولوا الثانية
لا إله إلا الله والله أكبر فيسقط جانبها الآخر ثم يقولوا الثالثة لا إله إلا الله
والله أكبر فيفرج لهم فيدخلوها فيغنموا فبينما هم يقتسمون
المغانم إذ جاءهم الصريخ فقال إن الدجال قد خرج فيتركون كل
شئ ويرجعون
* * *
235

(...) (حدثني) محمد بن مرزوق حدثنا بشر بن عمر الزهراني
حدثني سليمان بن بلال حدثنا ثور بن زيد الديلي في هذا الاسناد بمثله
* * *
من بني إسحاق: قيل: المعروف " من بني إسماعيل "، لأنه أراد العرب.
* * *
84 - (157)
(حدثني) زهير بن حرب وإسحاق بن منصور قال
إسحاق أخبرنا وقال زهير حدثنا عبد الرحمن (وهو ابن مهدي
) عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريب من
ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله
(...) (حدثنا) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن
همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أنه قال ينبعث
* * *
يبعث دجالون: أي: يخرج ويظهر.
* * *
(19) باب ذكر ابن صياد
85 - (2924) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم
(واللفظ لعثمان) قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن
236

الأعمش عن أبي وائل عن عبد الله قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فمررنا بصبيان فيهم ابن صياد ففر الصبيان وجلس ابن صياد فكأن
رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم تربت يداك أتشهد انى
رسول الله فقال لا بل تشهد انى رسول الله فقال عمر بن
الخطاب ذرني يا رسول الله حتى اقتله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
يكن الذي ترى فلن تستطيع قتله
* * *
ابن صياد اسمه صاف قال النووي قال العلماء:
قضيته مشكلة وأمره مشتبه في أنه هل هو المسيح الدجال المشهور أم
غيره ولا شك في أنه دجال من الدجاجلة.
قال العلماء وظاهر الحديث أنه صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه في أمره بشئ وإنما
أوحي إليه بصفات الدجال وكان في بن صياد قرائن محتملة فلذلك
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره.
وأما احتجاجه هو بأنه مسلم وقد ولد له وقد دخل مكة والمدينة.
فلا دلالة فيه لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أخبر عن صفاته وقت
خروجه.
وقال الخطابي اختلف السلف في أمره بعد كبره فروي أنه أسلم
وتاب ومات بالمدينة وصلوا عليه لكن روى أبو داود بسند
صحيح عن جابر بن عبد الله قال فقدنا بن صياد يوم الحرة
واختار البيهقي أنه غير الدجال لحديث تميم في قصة الجساسة).
قال ويجوز ان يوافق صفة بن صياد صفة الدجال كما ثبت في
الصحيح أنه أشبه الناس بالدجال بعبد العزى ولا بن قطن وليس هو هو
قال وليس في حديث جابر أكثر من سكوته صلى الله عليه وسلم على قول عمر
237

فيحتمل أنه كان كالمتوقف في أمره ثم جاءه البيان أنه غيره كما صرح به في
حديث تميم.
فقال لا بل تشهد أني رسول الله قال النووي فإن
قيل كيف لم يقتله النبي صلى الله عليه وسلم مع أنه ادعى بحضرته النبوة؟
فالجواب أنه كان غير بالغ وأنه كان في يوم مهادنته اليهود
قال الخطابي لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعد قدومه المدينة كتب بينه وبين اليهود
كتاب صلح على أن لا يهاجروا ويتركوا على أمرهم وكان ابن صياد)
منهم أو دخيلا فيهم.
خبأت لك خبأ في نسخة خبيئا.
فقال هو الدخ بضم الدال.
قال الخطابي كأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغه ما يدعيه من الكهانة ومعاطاة
الكلام في الغيب فامتحنه ليعلم حقيقة حاله وأضمر له قوله تعالى:
فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين الدخان لم فقال هو:
الدخ أي الدخان وهي لغة فيه.
اخسأ أي ابعد.
238

فلن تعدو قدرك أي لا تجاوز قدر أمثالك من الكهان الذين يخلصون
من إلقاء الشياطين كلمة من جملة كثيرة.
قال القاضي لا نعلم يهتد من الآية التي أضمرها النبي
صلى الله عليه وسلم إلا بهذا اللفظ الناقص على عادة الكهان إذا ألقى الشيطان إليهم بقدر
ما يخطف قبل أن يدركه الشهاب.
لبس بضم اللام وتخفيف الباء أي خلط عليه أمره.
87 - (2925) (حدثنا) محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح عن
الجريري عن أبي نضرة عن أبي نضرة عن أبي سعيد. قال لقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر وعمر في بعض طرق المدينة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أتشهد انى
رسول الله فقال هو أتشهد انى رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
آمنت بالله وملائكته وكتبه ما ترى قال أرى عرشا على الماء فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ترى عرش إبليس على البحر وما ترى قال أرى
صادقين وكاذبا أو كاذبين وصادقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبس عليه
دعوه
88 - (2926) (حدثنا) يحيى بن حبيب ومحمد بن عبد الأعلى
قالا حدثنا معتمر قال سمعت أبي قال حدثنا أبو نضرة عن جابر
بن عبد الله قال لقى نبي الله صلى الله عليه وسلم ابن صائد ومعه أبو بكر وعمر
وابن صائد مع الغلمان فذكر نحو حديث الجريري
لبس: بضم اللام، وتخفيف الباء. أي: خلط عليه أمره.
* * *
239

89 - (2927) (حدثني) عبيد الله بن عمر القواريري ومحمد بن
المثنى قالا حدثنا عبد الاعلى حدثنا داود عن أبي نضرة عن أبي
سعيد الخدري قال صحبت ابن صائد إلى مكة فقال لي اما قد
لقيت من الناس يزعمون انى الدجال ألست سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول إنه لا يولد له قال قلت بلى قال فقد ولد لي أوليس
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يدخل المدينة ولا مكة قلت بلى
قال فقد ولدت بالمدينة وهذا انا أريد مكة قال ثم قال لي في
آخر قوله اما والله انى لاعلم مولده ومكانه وأين هو قال فلبسني
* * *
فلبسني: بالتخفيف. أي: جعلني التبس في أمره وأشك فيه.
* * *
90 - (...) (حدثنا) يحيى بن حبيب ومحمد بن عبد الأعلى قالا
حدثنا معتمر قال سمعت أبي يحدث عن أبي نضرة عن أبي سعيد
الخدري قال قال لي ابن صائد واخذتني منه ذمامة هذا عذرت
الناس مالي ولكم يا أصحاب محمد ألم يقل نبي الله صلى الله عليه وسلم انه
يهودي وقد أسلمت قال ولا يولد له وقد ولد لي وقال إن الله
قد حرم عليه مكة وقد حججت
قال فما زال حتى كاد ان يأخذ في قوله قال فقال له اما
والله انى لاعلم الآن حيث هو واعرف أباه وأمه قال وقيل له
أيسرك انك ذاك الرجل قال فقال لو عرض على ما كرهت
240

ذمامة، بفتح الذال المعجمة، وتخفيف الميم. أي: حياء.
كاد أن يأخذ في قوله: بتشديد " في "، ووقع " قوله " فاعل " يأخذ " إي:
يؤثر في وأصدقه في دعواه.
* * *
91 - (...) (حدثنا) محمد بن المثنى حدثنا سالم بن نوح اخبرني
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال خرجنا حجاجا أو
عمارا ومعنا ابن صائد قال فنزلنا منزلا فتفرق الناس وبقيت انا
وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه قال وجاء بمتاعه
فوضعه مع متاعي فقلت ان الحر شديد فلو وضعته تحت تلك
الشجرة قال ففعل قال فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس
فقال اشرب أبا سعيد فقلت ان الحر شديد واللبن حار ما بي الا
انى اكره ان اشرب عن يده أو قال آخذ عن يده فقال أبا سعيد
لقد هممت ان آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم اختنق مما يقول لي الناس
يا أبا سعيد من خفى عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خفى عليكم
معشر الأنصار ألست من اعلم الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس
قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هو كافر وانا مسلم أوليس قد قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدى بالمدينة
أوليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت
من المدينة وانا أريد مكة
قال أبو سعيد الخدري حتى كدت ان أعذره ثم قال اما والله
انى لأعرفه واعرف مولده وأين هو الآن
241

قال قلت له تبا لك سائر اليوم
* * *
بعس: بضم العين، وهو: القدح الكبير.
تبا: أي: خسرانا وهلاكا، وهو منصوب بفعل وأحب الاضمار.
* * * *
92 - (2928) (حدثنا) نصر بن علي الجهضمي حدثا بشر
(يعنى ابن مفضل) عن أبي مسلمة عن أبي نضرة عن أبي سعيد
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صائد ما تربة الجنة قال در مكة
بيضاء مسك يا أبا القاسم قال صدقت
93 - (...) (وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد ان ابن صياد سأل النبي صلى الله عليه وسلم
عن تربة الجنة فقال در مكة بيضاء مسك خالص
* * *
در مكة: هو الدقيق الحواري الخالص البياض.
* * *
95 - (2930) (حدثني) حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن
عمران التجيبي اخبرني ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب
عن سالم بن عبد الله اخبره ان عبد الله بن عمر اخبره ان عمر بن
الخطاب انطلق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط قبل ابن صياد حتى وجده
يلعب مع الصبيان عند اطم بنى مغالة وقد قارب ابن صياد يومئذ
242

الحلم فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهره بيده ثم قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن صياد أتشهد انى رسول الله فنظر إليه ابن
صياد فقال اشهد انك رسول الأميين فقال ابن صياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أتشهد انى رسول الله فرفضه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آمنت بالله
وبرسله ثم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ترى قال ابن صياد يأتيني
صادق وكاذب فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خلط عليك الامر ثم قال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم انى قد خبأت لك خبيئا فقال ابن صياد هو
الدخ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسأ فلن تعدو قدرك فقال عمر بن
الخطاب ذرني يا رسول الله اضرب عنقه فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم
ان يكنه فلن تسلط عليه وان لم يكنه فلا خير لك في قتله
* * *
مغالة: بفتح الميم، وتخفيف الغين المعجمة.
فرفصه: ضبط بالصاد المهملة، بمعنى " رفسه " بالسين: أين: ضربه
برجله.
وبالمعجمة. أي: ترك سؤاله ليأسه منه حينئذ.
* * *
(2931) وقال سالم بن عبد الله سمعت عبد الله بن عمر يقول
انطلق بعد ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل
التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم النخل طفق يتقى
بجذوع النخل وهو يختل ان يسمع من ابن صياد شيئا قبل ان يراه
ابن صياد فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة له
فيها زمزمة فرأت أم ابن صياد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقى بجذوع
243

النخل فقالت لابن صياد يا صاف وهو اسم ابن صياد هذا
محمد فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تركته بين
(169) قال سالم قال عبد الله بن عمر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في
الناس فاثنى على الله بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه
ما من نبي الا وقد أنذره قومه لقد أنذره نوح قومه ولكن أقول لكم فيه
قولا لم يقله نبي لقومه تعلموا انه أعور وان الله تبارك وتعالى ليس
باعور
قال ابن شهاب واخبرني عمر بن ثابت الأنصاري انه اخبره بعض
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم حذر الناس
الدجال انه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه من كره علمه أو يقرؤه
كل مؤمن وقال تعلموا انه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى
يموت
* * *
يختل: بكسر التاء: أي يخدع ويستغل كلامه (ليستمعه) (1).
زمزمة: روي بزائين، وبرائين. أي: صوت خفي لا يفهم.
تعلموا: بفتح العين واللام المشددة، بمعني: اعلموا.
* * *
96 - (2930) (حدثنا) الحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد
قالا حدثنا يعقوب (وهو ابن إبراهيم بن سعد) حدثنا أبي عن
244

صالح عن ابن شهاب اخبرني سالم بن عبد الله ان عبد الله بن
عمر قال انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رهط من أصحابه فيهم عمر بن
الخطاب حتى وجد ابن صياد غلاما قد ناهز الحلم يلعب مع الغلمان
عند اطم بنى معاوية وساق الحديث بمثل حديث يونس إلى منتهى
حديث عمر بن ثابت وفى الحديث عن يعقوب قال قال أبى
يعنى في قوله لو تركته بين قال لو تركته أمه بين امره
* * *
96 - (2930) (وحدثنا) عبد بن حميد وسلمة بن شبيب جميعا عن عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بابن صياد في نفر من أصحابه فيهم عمر بن
الخطاب وهو يلعب مع الغلمان عند اطم بنى مغالة وهو غلام
بمعنى حديث يونس وصالح غير أن عبد بن حميد لم يذكر حديث ابن
عمر في انطلاق النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بن كعب إلى النخل
* * *
ناهز الحلم: أي: قارب البلوغ.
* * *
97 - (2932) (حدثنا) عبد بن حميد حدثنا روح بن عبادة
حدثنا هشام عن أيوب عن نافع قال لقى ابن عمر ابن صائد في
بعض طرق المدينة فقال له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملا السكة
فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها فقالت له رحمك الله ما
أردت من ابن صائد اما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما يخرج من
245

غضبة يغضبها
* * *
السكة: بكسر السين. أي: الطريق.
* * *
99 - (2930) (حدثنا) محمد بن المثنى حدثنا حسين (يعنى ابن
حسن بن يسار) حدثنا ابن عون عن نافع قال كان نافع يقول
ابن صياد قال قال ابن عمر لقيته مرتين قال فلقيته فقلت
لبعضهم هل تحدثون انه هو قال لا والله قال قلت كذبتني
والله لقد اخبرني بعضكم انه لن يموت حتى يكون أكثركم مالا
وولدا فكذلك هو زعموا اليوم قال فتحدثنا ثم فارقته قال فلقيته
لقية أخرى وقد نفرت عينه قال فقلت متى فعلت عينك ما أرى
قال لا ادرى قال قلت لا تدرى وهي في رأسك قال إن
شاء الله خلقها في عصاك هذه قال فنخر كأشد نخير حمار سمعت
قال فزعم بعض أصحابي انى ضربته بعصا كانت معي حتى
تكسرت واما انا فوالله ما شعرت قال وجاء حتى دخل على أم
المؤمنين فحدثها فقالت ما تريد إليه ألم تعلم أنه قد قال إنه أول ما
يبعثه على الناس غضب يغضبه
* * *
فلقيته لقية: روي بضم اللام وفتحها.
نفرت: بفتح النون والفاء. أي: ورمت ونتأت.
246

1 20) باب ذكر الدجال وصفته وما معه
100 - (169) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة
ومحمد بن بشر قالا حدثنا عبيد الله عن نافع عن ابن عمر ح
وحدثنا ابن نمير (واللفظ له) حدثنا محمد بن بشر حدثنا عبيد الله
عن نافع عن ابن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني
الناس فقال إن الله تعالى ليس باعور الا وان المسيح الدجال أعور
العين اليمنى كأن عينه عنبة طافئة
* * *
(...) (حدثني) أبو الربيع وأبو كامل قالا حدثنا حماد (وهو ابن زيد)
عن أيوب ح وحدثنا محمد بن عباد حدثنا حاتم (يعنى ابن إسماعيل) عن
موسى بن عقبة كلاهما عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
طافئة: روي بالهمز، أي: ذاهبة النور، وبتركه (1)، أي: ناتئة مرتفعة.
* * *
101 - (2933) (حدثنا) محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا
حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن قتادة قال سمعت انس بن مالك
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نبي الا وقد أنذر أمته الأعور الكذاب
الا انه أعور وان ربكم ليس باعور مكتوب بين عينيه كف ر "
* * *
102 (...) (حدثنا) ابن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى)
247

قالا حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة حدثنا انس بن مالك
ان نبي الله صلى الله عليه وسلم قال الدجال مكتوب بين عينيه ك ف ر أي كافر
103 (...) (وحدثني) زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا عبد
الوارث عن شعيب بن الحبحاب عن انس ابن مالك قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ممسوح العين مكتوب بين عينيه كافر ثم
تهجاها ك ف ر يقرأه كل مسلم ".
* * *
مكتوب بين عينيه " ك ف ر ". قال النووي (18 / 60): الصحيح الذي
عليه المحققون أن هذه الكتابة على ظاهرها، وأنها كتابة حقيقة، جعلها الله
آية على كفره.
* * *
104 - (2934) (حدثنا) محمد بن عبد الله ابن نمير ومحمد بن
العلاء وإسحاق بن إبراهيم قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن حذيفة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر معه جنة
ونار فناره جنة وجنته نار
* * *
جفال الشعر: بضم الجيم، وتخفيف الفاء: أي: كثير.
105 (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون
248

عن أبي مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنا اعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان
أحدهما رأى العين ماء ابيض والآخر رأى العين نار تأجج
فاما أدركن أحد فليأت النهر الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه
فيشرب منه فإنه ماء بارد وان الدجال ممسوح العين عليها ظفرة
غليظة مكتوب بين عينيه كافر يقرأه كل مؤمن كاتب وغير
كاتب
* * *
فإما أدركن قال القاضي هذا غريب من حيث العربية لأن هذه النون
لا تدخل على الفعل الماضي قال ولعله يدركن فغير بعض الرواة.
وفي نسخة فإما أدركه وهو ظاهر.
ظفرة بفتح الظاء المعجمة والفاء هي جلدة تغشي البصر وقال
الأصمعي شحمة تنبت عند المآقي.
110 - (2937) (حدثنا) أبو خيثمة زهير بن حرب حدثنا
الوليد بن مسلم حدثني عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر حدثني يحيى
بن جابر الطائي قاضى حمص حدثني عبد الرحمن ابن جبير عن
أبيه جبير بن نفير الحضرمي انه سمع النواس بن سمعان الكلابي ح
وحدثني محمد بن مهران الرازي (واللفظ له) حدثنا الوليد بن
مسلم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن يحيى بن جابر
249

الطائي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه جبير بن نفير
عن النواس بن سمعان قال ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة
فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل فلما رحنا إليه عرف
ذلك فينا فقال ما شأنكم قلنا يا رسول الله ذكرت الدجال
غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل فقال غير
الدجال أخوفني عليكم ان يخرج وانا فيكم فانا حجيجه دونكم وان
يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل
مسلم انه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن
قطن فمن ادركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف انه خارج خلة
بين الشأم والعراق فعاث يمينا وعاث شمالا يا عباد الله فاثبتوا
قلنا يا رسول الله وما لبثه في الأرض قال أربعون يوما يوم
كسنة ويوم كشهر ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم قلنا يا
رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم قال لا
اقدروا له قدرة قلنا يا رسول الله وما اسراعه في الأرض قال
كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به
ويستجيبون له فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم
سارحتهم أطول ما كانت ذرا واسبغه ضروعا وامده خواصر ثم
يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون
ممحلين ليس بأيديهم شئ من أموالهم ويمر بالخربة فيقول لها
أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل ثم يدعو رجلا ممتلئا
شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل
ويتهلل وجهه ويضحك فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم
250

فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه
على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدر منه جمان
كاللؤلوء فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه الا مات ونفسه
ينتهى حيث ينتهى طرفه فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ثم يأتي عيسى ابن
مريم قوم قد عصمهم الله منه فيمسح عن وجوههم ويحدثهم
بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى انى قد
أخرجت عبادا لي لا يدان لاحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور
ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون فيمر
أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها ويمر آخرهم فيقولون لقد
كان بهذه مرة ماء ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون
رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لاحدكم اليوم فيرغب نبي الله
عيسى وأصحابه فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون
فرسى كموت نفس واحدة ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى
الأرض فلا يجدون في الأرض موضع شبر الا ملاه زهمهم ونتنهم
فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله فيرسل الله طيرا كأعناق
البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله ثم يرسل الله مطرا لا يكن
منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال
للأرض أنبتي ثمرتك وردي بركتك فيومئذ تأكل العصابة من
الرمانة ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل حتى أن اللقحة من
الإبل لتكفي الفأم من الناس واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من
الناس والحقة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس فبينما هم كذلك إذ
بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن
251

وكل مسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم
تقوم الساعة
* * *
فخفض فيه ورفع بتشديد الفاء فيهما أي حقر شأنه وعظم فتنته.
وقيل معناه خفض صوته ثم رفعه.
غير الدجال أخوفني عليكم أي أخوف مخوفاتي عليكم ولحوق النون
أفعل التفضيل نادر.
ويحتمل أن معناه أخوف لي فأبدلت اللام نونا وفي نسخة:
أخوفي ابن بحذف النون.
قطط بفتح القاف والطاء شديد جعودة الشعر.
خلة بالخاء المعجمة وتشديد اللام المفتوحتين أي طريق بين البلدين.
فعاث روي بفتح آخره على أنه فعل ماض وبكسره ومنونا على أنه
اسم فاعل من العيث وهو أشد الفساد.
اقدروا له قال القاضي هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا
صاحب الشرع.
فتروح أي ترجع آخر النهار.
سارحتهم أي ماشيتهم التي سرحت أول النهار أي ذهبت إلى
المرعى.
ذرا بضم الذال المعجمة أي أعالي الأسنمة جمع (ذروة)
بضم الذال وكسرها.
وأسبغه بالسين المهملة والغين المعجمة.
ضروعا أي أطوله لكثرة اللبن.
وأمده خواصر لكثرة امتلائها من الشبع.
كيعاسيب النحل هو ذكورها جمع يعسوب وكنى بها هنا عن
252

جماعتها لاتباعها له لأنه أميرها.
جزلتين بفتح الجيم وحكي كسرها أي قطعتين.
رمية الغرض أي يجعل بين الجزلتين مقدار ذلك.
المنارة بفتح الميم.
دمشق بكسر الدال وفتح الميم وحكي كسرها -.
بين مهرودتين بإهمال الدال وإعجامها أي لابس ثوبين مصبوغين
بورس أو زعفران وقيل لهما شقتان والشقة نصف الملاءة.
ينحدر منه جمان أي عرق كاللؤلؤ.
فلا يحل بكسر الحاء أي لا يمكن وصحف من ضمها.
ريح نفسه بفتح الفاء.
لد بضم اللام وتشديد الدال مصروف بلد قرب بيت المقدس.
فيمسح عن وجوههم قيل هو على ظاهره تبريكا وقيل:
إشاة إلى كشف ما هم فيه من الشدة والخوف.
لايدان بكسر النون أي لا قدرة ولا طاقة.
فحرز أي ضم واحفظ وفي نسخة فحزب بالزاي والباء أي:
اجمع.
حدب ينسلون أي يمشون مسرعين.
النغف بفتح النون والغين المعجمة وفاء وهو دود يكون في أنوف
الإبل والغنم الواحدة (نغفة).
فرسى بفتح الفاء مقصورا أي قتلى الواحد فريس.
زهمهم بفتح الهاء أي دسمهم وريحهم الكريهة.
لا يكن أي لا يمنع.
بيت مدر بفتح الميم والدال وهو الطين الصلب.
كالزلقة بفتح الزاي واللام والقاف وروي بالفاء كذلك وبضم
الزاي وسكون اللام ومعناه كالمرأة في الصفاء والنظافة وقيل كمصانع
253

الماء أي أن الماء يستنقع فيها.
وقيل كالإجانة الخضراء.
وقيل كالصفحة.
وقيل كالروضة.
العصابة أي الجماعة.
بقحفها بكسر القاف وهو مقعر قشرها تشبيها بقحف الرأس
وهو الذي فوق الدماغ.
الرسل بكسر الراء أي اللبن.
الفئام بكسر الفاء وفتحها وهمزة ممدودة وياء بدلها أي (3):
الجماعة الكثيرة.
الفخذ هو الجماعة من الأقارب دون البطن والقبيلة قال بن فارس هو
هنا بسكون الخاء لا غير بخلاف الفخذ الذي هو العضو فإنه
يسكن ويكسر.
يتهارجون أي يجامع الرجال والنساء علانية بحضرة الناس.
111 - (...)
(حدثنا) علي بن حجر السعدي حدثنا عبد الله بن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر والوليد بن مسلم قال ابن حجر دخل
حديث أحدهما في حديث الآخر عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر
بهذا الاسناد نحو ما ذكرنا وزاد بعد قوله لقد كان بهذه مرة
ماء ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر وهو جبل بيت المقدس
فيقولون لقد قتلنا من في الأرض هلم فلنقتل من في السماء فيرمون
254

بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما
وفى رواية ابن حجر فانى قد أنزلت عبادا لي لا يدي لاحد
بقتالهم
* * *
جبل الخمر: بفتح الخاء المعجمة والميم: وهو الشجر الملتف الذي يستر فيه.
(21) باب في صفة الدجال، وتحريم المدينة عليه، وقتله المؤمن وإحيائه
113 - (2938) (حدثني) محمد بن عبد الله بن قهزاذ من أهل
مرو حدثنا عبد الله بن عثمان عن أبي حمزة عن قيس بن وهب عن أبي الوداك
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح مسالح
الدجال فيقولون له أين تعمد فيقول اعمد إلى هذا الذي خرج
قال فيقولون له أوما تؤمن بربنا فيقول ما بربنا خفاء فيقولون
اقتلوه. فيقول بعضهم لبعض أليس قد نهاكم ربكم ان تقتلوا أحدا
دونه قال فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال يا أيها
الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيأمر الدجال به
فيشبح فيقول خذوه وشجوه فيوسع ظهره وبطنه ضربا قال فيقول أوما تؤمن بي قال فيقول أنت المسيح الكذاب قال
فيؤمر به فيؤشر بالمئشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه قال ثم
يمشى الدجال بين القطعتين ثم يقول له قم فيستوى قائما قال
255

ثم يقول له أتؤمن بي فيقول ما ازددت فيك الا بصيرة قال ثم
يقول يا أيها الناس انه لا يفعل بعدي بأحد من الناس قال فيأخذه
الدجال ليذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع
إليه سبيلا قال فيأخذ بيديه ورجليه فيقذف به فيحسب الناس إنما
قذفه إلى النار وإنما القى في الجنة
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين
* * *
المسالح هم قوم معهم سلاح يرتبون في المراكز.
فيشبح بشين معجمة ثم باء موحدة ثم حاء مهملة أي يمد على
بطنه وروي فيشج بالجيم ويشجوه بالجيم.
المشددة من الشج وهو الجرح في الرأس والوجه.
وروي وأشيحوه قوله بالياء والحاء.
فيوسع بسكون الواو وفتح السين.
فيؤشر بالهمز وتركه.
بالمئشار بالهمز وتركه وبالنون.
مفرقه بكسر الراء أي وسط رأسه. (22) باب في الدجال وهو أهون على الله عز وجل
114 - (2939) (حدثنا) شهاب بن عباد العبدي حدثنا إبراهيم
بن حميد الرؤاسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم
عن المغيرة بن شعبة قال ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن الدجال أكثر مما
سألت قال وما ينصبك منه انه لا يضرك قال قلت يا
رسول الله انهم يقولون إن معه الطعام والأنهار قال هو أهون
256

على الله من ذلك
115 (...) (حدثنا) سريج بن يونس حدثنا هشيم عن إسماعيل
عن قيس عن المغيرة بن شعبة قال ما سأل أحد النبي صلى الله عليه وسلم عن
الدجال أكثر مما سألته قال وما سؤالك قال قلت إنهم
يقولون معه جبال من خبز ولحم ونهر من ماء قال هو أهون
على الله من ذلك
* * *
(...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير قالا حدثنا وكيع ح
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا جرير ح وحدثنا ابن أبي عمر
حدثنا سفيان ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يزيد بن هارون
ح وحدثني محمد بن رافع حدثنا أبو أسامة كلهم عن إسماعيل
بهذا الاسناد نحو حديث إبراهيم بن حميد وزاد في حديث يزيد
فقال لي أي بنى
* * *
وما ينصبك: بضم الياء. أي: ما يتعبك من أمره.
هو أهون على الله من ذلك: أي: من أن يجعل ما خلقه على يديه مضلا
للمؤمنين، ومشككا لقلوبهم، بل إنما جعله ليزداد الذين آمنوا إيمانا، ويثبت
الحجة على الكفار.
* * *
257

(23) باب في خروج الدجال ومكثه في الأرض، ونزول عيسى وقتله إياه،
وذهاب أهل الخير والايمان، وبقاء شرار الناس وعبادتهم الأوثان، والنفخ في
الصور، وبعث من في القبور
116 - (2904) (حدثنا) عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي
حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن
عروة بن مسعود الثقفي يقول سمعت عبد الله بن عمرو وجاءه
رجل فقال ما هذا الحديث الذي تحدث به تقول ان الساعة تقوم
إلى كذا وكذا فقال سبحان الله أو لا إله إلا الله أو كلمة
نحوهما لقد هممت ان لا احدث أحدا شيئا ابدا إنما قلت انكم
سترون بعد قليل امرا عظيما يحرق البيت ويكون ويكون ثم
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين لا
ادرى أربعين يوما أو أربعين شهرا أو أربعين عاما فيبعث الله
عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس
سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل
الشأم فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو
ايمان الا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه
حتى تقبضه قال سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فيبقى شرار
الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون
منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول الا تستجيبون فيقولون فما
تأمرنا فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن
عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد الا اصغي ليتا ورفع ليتا
قال وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله قال فيصعق ويصعق
258

الناس ثم يرسل الله أو قال ينزل الله مطرا كأنه الطل أو الظل
نعمان الشاك فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم
قيام ينظرون ثم يقال يا أيها الناس هلم إلى ربكم وقفوهم انهم
مسؤولون قال ثم يقال اخرجوا بعث النار فيقال من كم فيقال
من كل الف تسعمائة وتسعة وتسعين قال فذاك يوم يجعل الولدان
شيبا وذلك يوم يكشف عن ساق
117 - (2938) (وحدثني) محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر
حدثنا شعبة عن النعمان بن سالم قال سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة
بن مسعود قال سمعت رجلا قال لعبد الله بن عمرو انك تقول ان
الساعة تقوم إلى كذا وكذا فقال لقد هممت ان لا أحدثكم بشئ إنما
قلت انكم ترون بعد قليل امرا عظيما فكان حريق البيت قال شعبة
هذا أو نحوه قال عبد الله بن عمرو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال
في أمتي وساق الحديث بمثل حديث معاذ وقال في حديثه فلا يبقى
أحد في قلبه مثقال ذرة من ايمان الا قبضته
قال محمد بن جعفر حدثني شعبة بهذا الحديث مرات وعرضته عليه
* * *
في كبد جبل: أي: وسطه.
خفة الطير: أي: في سرعتهم إلى قضاء الشهوات والفساد.
وأحلام السباع: أي: في (العدوان) (1) والظلم.
259

أصغي: أي: أمال.
ليتا: بكسر اللام، وآخره مثناة فوق، وهي صفحة العنق.
يلوط حوض إبله: أي: يصلحه ويطينه.
كأنه الطل أو الظل: قال العلماء: الأصح " الطل " بمهملة، وهو كقوله
في الحديث الاخر: " كمني الرجال ".
(24) باب قصة الجساسة
119 - (2942) (حدثنا) عبد الوارث بن عبد الصمد بن
عبد الوارث وحجاج بن الشاعر كلاهما عن عبد الصمد (واللفظ
لعبد الوارث بن عبد الصمد) حدثنا أبي عن جدي عن الحسين بن
ذكوان حدثنا ابن بريدة حدثني عامر بن شراحيل الشعبي شعب
همدان انه سأل فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس وكانت
من المهاجرات الأول فقال حدثيني حديثا سمعتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا تسنديه إلى أحد غيره فقالت لئن شئت لأفعلن فقال لها اجل
حدثيني فقالت نكحت ابن المغيرة وهو من خيار شباب قريش
يومئذ فأصيب في أول الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما تايمت خطبني
عبد الرحمن بن عوف في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبني
رسول الله صلى الله عليه وسلم على مولاه أسامة بن زيد وكنت قد حدثت ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أحبني فليحب أسامة فلما كلمني
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت امرى بيدك فأنكحني من شئت فقال
انتقلي إلى أم شريك وأم شريك امرأة غنية من الأنصار عظيمة النفقة
في سبيل الله ينزل عليها الضيفان فقلت سأفعل فقال لا تفعلي
260

ان أم شريك امرأة كثيرة الضيفان فانى اكره ان يسقط عنك خمارك
أو ينكشف الثوب عن ساقيك فيرى القوم منك بعض ما
تكرهين ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الله بن عمرو ابن أم مكتوم وهو
رجل من بنى فهر فهر قريش وهو من البطن الذي هي منه فانتقلت
إليه فلما انقضت عدتي سمعت نداء المنادى منادى
رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادى الصلاة جامعة فخرجت إلى المسجد فصليت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم فلما
قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته جلس على المنبر وهو يضحك فقال
ليلزم كل انسان مصلاه ثم قال أتدرون لم جمعتكم قالوا الله
ورسوله اعلم قال إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ولكن
جمعتكم لان تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع واسلم
وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال حدثني
انه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام فلعب بهم
الموج شهرا في البحر ثم ارفؤا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب
الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة
اهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا
ويلك ما أنت فقالت انا الجساسة قالوا وما الجساسة قالت أيها
القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق
قال لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة قال فانطلقنا
سراعا حتى دخلنا الدير فإذا فيه أعظم انسان رأيناه قط خلقا وأشده
وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد
قلنا ويلك ما أنت قال قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم
261

قالوا نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر
حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم ارفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا
في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة اهلب كثير الشعر لا يدرى ما
قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت فقالت انا الجساسة قلنا وما
الجساسة قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير
فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا وفزعنا منها ولم نأمن
أن تكون شيطانة فقال أخبروني عن نخل بيسان قلنا عن أي شأنها
تستخبر قال أسألكم عن نخلها هل يثمر قلنا له نعم قال اما
انه يوشك ان لا تثمر قال أخبروني عن بحيرة الطبرية قلنا عن أي
شأنها تستخبر قال هل فيها ماء قالوا هي كثيرة الماء قال اما ان
ماءها يوشك ان يذهب قال أخبروني عن عين زغر قالوا عن أي
شأنها تستخبر قال هل في العين ماء وهل يزرع أهلها بماء العين
قلنا له نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها قال أخبروني
عن نبي الأميين ما فعل قالوا قد خرج من مكة ونزل يثرب قال أقاتله
العرب قلنا نعم قال كيف صنع بهم فأخبرناه انه قد ظهر على من
يليه من العرب وأطاعوه قال لهم قد كان ذلك قلنا نعم قال اما
ان ذاك خير لهم ان يطيعوه وانى مخبركم عنى انى انا المسيح وانى
أوشك ان يؤذن لي في الخروج فاخرج فأسير في الأرض فلا ادع قرية الا
هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة فهما محرمتان على كلتاهما
كلما أردت ان ادخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده
السيف صلتا يصدني عنها وان على كل نقب منها ملائكة
يحرسونها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وطعن بمخصرته في المنبر هذه
262

طيبة هذه طيبة هذه طيبة يعنى المدينة الا هل كنت حدثتكم
ذلك فقال الناس نعم فإنه أعجبني حديث تميم انه وافق الذي
كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة الا انه في بحر الشأم أو بحر
اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل
المشرق ما هو وأومأ بيده إلى المشرق قالت فحفظت هذا من
رسول الله صلى الله عليه وسلم
* * *
حدثني أنه ركب سفينة قال النووي هذا معدود في (1)
مناقب تميم لأن النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه هذه القصة وهو من رواية الأكابر عن
الأصاغر.
أرفؤا بالهمز أي لجأوا.
أقرب بضم الراء جمع قارب بالكسر وهو سفينة صغيرة
تكون مع الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيها ركاب السفينة لقضاء حوائجهم.
أهلب أي غليظ الشعر كثيره.
اغتلم أي هاج.
عين زغر بضم الزاي ثم غين معجمة مفتوحة ثم راء بلد في
الجانب القبلي من الشام.
صلتا بفتح الصاد وضمها أي مسلولا. (ق 293 / 1).
من قبل المشرق ما هو قال القاضي لفظة ما هنا زائدة صلة للكلام
لا نافية والمراد إثبات أنه في جهة المشرق.
263

123 - (2943) (حدثني) علي بن حجر السعدي حدثنا الوليد
بن مسلم حدثني أبو عمرو (يعنى الأوزاعي) عن إسحاق بن عبد الله
بن أبي طلحة حدثني انس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليس من بلد الا سيطؤه الدجال الا مكة والمدينة وليس نقب من
أنقابها الا عليه الملائكة صافين تحرسها فينزل بالسبخة فترجف المدينة
ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق
(...) (وحدثناه) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا يونس بن محمد عن
حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن انس ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذكر نحوه غير أنه قال فيأتي سبخة الجرف
فيضرب رواقه وقال فيخرج إليه كل منافق ومنافقة
* * *
فيضرب رواقه: أي: (ينزل) هناك ويضع ثقله.
(25) باب في بقية من أحاديث الدجال
124 - (2944) * (حدثنا) منصور بن أبي مزاحم حدثنا يحيى بن
حمزة عن الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله عن عمه انس بن
مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون
ألفا عليهم الطيالسة
* * *
264

أصبهان: بفتح الهمزة وكسرها، وبالباء والفاء.
* * *
126 - (2946) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا أحمد بن
إسحاق الحضرمي حدثنا عبد العزيز (يعنى ابن المختار) حدثنا أيوب
عن حميد بن هلال عن رهط منهم أبو الدهماء وأبو قتادة قالوا
كنا نمر على هشام بن عامر نأتي عمران بن حصين فقال ذات يوم
انكم لتجاوزوني إلى رجال ما كانوا باحضر لرسول الله صلى الله عليه وسلم منى ولا
اعلم بحديثه منى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما بين خلق آدم إلى
قيام الساعة خلق أكبر من الدجال
* * *
127 (...) (وحدثني) محمد بن حاتم حدثنا عبد الله بن جعفر
الرقى حدثنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن حميد بن هلال عن
ثلاثة رهط من قومه فيهم أبو قتادة قالوا كنا نمر على هشام بن
عامر إلى عمران بن حصين بمثل حديث عبد العزيز بن مختار غير أنه
قال امر أكبر من الدجال ".
* * *
أكبر من الدجال: أي: أكبر فتنة وأعظم شوكة.
* * *
(حدثنا) يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن
حجر قالوا حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن العلاء عن
أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالاعمال ستا
265

طلوع الشمس من مغربها أو الدخان أو الدجال أو الدابة أو
خاصة أحدكم أو امر العامة
* * *
أو خاصة أحدكم: أي: الموت ".
أو أمر العامة: أي: القيامة.
* * *
129 (...) أمية بن بسطام العيشي حدثنا يزيد بن زريع
حدثنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن زياد بن رياح عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بادروا بالاعمال ستا الدجال والدخان ودابة
الأرض وطلوع الشمس من مغربها وامر العامة وخويصة
أحدكم
* * *
(...) (وحدثناه) زهير بن حرب ومحمد بن المثنى قالا حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث حدثنا همام عن قتادة بهذا الاسناد
مثله
* * *
العيشي بالشين المعجمة.
وقيل العائشي نسبة إلى بني عائش من تيم الله ووجه الأول
بأنه على لغة له من يقول في عائشة عيشة وهي لغة فصيحة.
زياد بن رياح بكسر الراء والمثناة تحت وحكي فيه الراء والموحدة.
وخويصة هو تصغير (خاصة).
266

(26) باب فضل العبادة في الهرج
130 - (2948) (حدثنا) يحيى بن يحيى أخبرنا حماد بن زيد عن
معلى بن زياد عن معاوية بن قرة عن معقل بن يسار ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم ح وحدثناه قتيبة بن سعيد حدثنا حماد عن المعلى بن زياد رده
إلى معاوية بن قرة رده إلى معقل بن يسار رده إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال
العبادة في الهرج كهجرة إلى
* * *
(...) وحدثنيه أبو كامل. حدثنا حماد، بهذا الاسناد، نحوه
* * *
الهرج: أي: الفتنة واختلاط أمرو الناس.
* * *
(27) باب قرب الساعة
133 - (2946) (حدثنا) محمد بن المثنى ومحمد بن بشار قالا
حدثنا محمد ابن جعفر حدثنا شعبة قال سمعت قتادة حدثنا انس
بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت انا والساعة كهاتين
قال شعبة وسمعت قتادة يقول في قصصه كفضل إحداهما على
الأخرى فلا ادرى أذكره عن انس أو قاله قتادة.
* * *
بعثت أنا والساعة: روي بنصبها ورفعها.
كهاتين: المراد: أن بينهما شيئا يسيرا كما بين الإصبعين في الطول.
* * *
267

193 (...) (حدثنا) هارون بن عبد الله حدثنا عفان بن مسلم
حدثنا همام حدثنا قتادة عن انس قال مر غلام للمغيرة بن شعبة
وكان من اقراني فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان يؤخر هذا فلن يدركه الهرم
حتى تقوم الساعة "
إن يؤخر هذا فلن يدركه الهرم حتى تقوم الساعة أي ساعة المخاطبين بأن
يموتوا قاله القاضي قال النووي ويحتمل أنه أوحي إليه في
ذلك الغلام أنه لا يؤخر ولا يبلغ الهرم.
يلوط في نسخة يليط وفي نسخة (يلط)
بكسر اللام وتخفيف الطاء والكل بمعنى.
* * *
140 - (2954) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا سفيان بن عيينة
عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال
تقوم الساعة والرجل يحلب اللقحة فما يصل الاناء إلى فيه حتى
تقوم والرجلان يتبايعان الثوب فما يتبايعانه حتى تقوم والرجل يلط
في حوضه فما يصدر حتى تقوم
* * *
يلوط: في " نسخة ": يليط "
وفي " نسخة ": " يلط " بكسر اللام وتخفيف الطاء والكل بمعني
* * *
(28) باب ما بين النفختين
141 - (2955) (حدثنا) أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا
أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون
268

يوما قال أبيت قالوا أربعون شهرا قال أبيت قالوا أربعون
سنة قال أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت
البقل
قال وليس من الانسان شئ الا يبلى الا عظما واحدا وهو
عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة
* * *
قال: أبيت: أي أبيت أن (أعين) أنها أربعون سنة أو شهرا، أو
يوما، بل أرويها مجملة.
* * *
142 (...) (وحدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة (يعنى
الحزامي) عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال كل ابن آدم يأكله التراب الا عجب
269

الذنب منه خلق وفيه يركب
143 (...) (وحدثنا) محمد بن رافع حدثنا عبد الرزاق حدثنا
معمر عن همام بن منبه قال هذا ما حدثنا أبو هريرة عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكر أحاديث منها وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان في الانسان
عظما لا تأكله الأرض ابدا فيه يركب يوم القيامة قالوا أي عظم
هو يا رسول الله قال عجب الذنب
كل بن آدم يأكله التراب قال النووي هذا مخصوص يخص
منه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالحديث الوارد فيهم.
إلا عجب الذنب بفتح العين وسكون الجيم وهو عظم لطيف في أسفل
الصلب وهو رأس العصعص.
270

كتاب الزهد والرقائق
271

1 - (2954) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز (يعنى
الدراوردي) عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
* * *
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر قال النووي معناه أن المؤمن
مسجون فيها ممنوع عن الشهوات المحرمة والمكروهة ومكلف بفعل
الطاعات الشاقة فإذا مات استراح من هذا أو انقلب إلى
ما أعد الله له من النعيم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات وأما الكافر
فإنما له من ذلك ما حصل في الدنيا مع قلته وتكديره بالمنغصات فإذا مات
انقلب إلى العذاب الدائم وشقاوة الأبد.
وللطبراني من حديث بن عمرو الدنيا سجن المؤمن وسنته فإذا
فارق الدنيا فارق السجن والسنة أي القحط.
2 - (2954) (حدثنا) عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا سليمان
(يعنى ابن بلال) عن جعفر عن أبيه عن جابر بن عبد الله ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلا من بعض العالية والناس كنفيه
فمر بجدى اسك ميت فتناوله فاخذ باذنه ثم قال أيكم يحب ان
273

هذا له بدرهم فقالوا ما نحب انه لنا بشئ وما نصنع به قال
أتحبون انه لكم قالوا والله لو كان حيا كان عيبا فيه لأنه
اسك فكيف وهو ميت فقال فوالله للدنيا أهون على الله من هذا
عليكم
(...) (حدثني) محمد بن المثنى العنزي وإبراهيم بن محمد بن عرعرة
السامي قالا حدثنا عبد الوهاب (يعنيان الثقفي) عن جعفر عن
أبيه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله غير أن في حديث الثقفي فلو
كان حيا كان هذا السكك به عيبا.
* * *
والناس كنفته: أي: جانبيه، وفي " نسخة ": كنفه، أي: جانبه.
أسك: أي: صغير الاذنين.
* * *
4 - (2959) (حدثني) سويد بن سعيد حدثني حفص بن ميسرة
عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول
العبد مالي مالي إنما له من ماله ثلاث ما اكل فافنى أو لبس
فأبلى أو أعطى فاقتنى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس
(...) وحدثنيه أبو بكر بن إسحاق أخبرنا ابن أبي مريم أخبرنا
محمد بن جعفر اخبرني العلاء بن عبد الرحمن بهذا الاسناد مثله
* * *
274

أو أعطى فاقتنى: أي: ادخر لاخرته وفي " نسخة ": " فأقبنى ". أي: أرضي.
* * *
7 - (2962)
7 - (2962) (حدثنا) عمرو بن سواد العامري أخبرنا عبد الله بن
وهب اخبرني عمرو بن الحارث ان بكر بن سوادة حدثه ان يزيد
بن رباح (هو أبو أفراس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص) حدثه عن
عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا
فتحت عليكم فارس والروم أي قوم أنتم قال عبد الرحمن بن
عوف نقول كما أمرنا الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غير ذلك
تتنافسون ثم تتحاسدون ثم تتدابرون ثم تتباغضون أو نحو
ذلك ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فتجعلون بعضهم على
رقاب بعض
* * *
أو أعطى فاقتنى أي ادخر لآخرته وفي نسخة فأقنى أي أرضى.
نقول كما أمرنا الله أي من الحمد والشكر ونحوه.
تتنافسون إلى آخره قال العلماء التنافس المسابقة وكراهة أخذ
غيرك إياه وهو أول درجات الحسد والحسد بمعنى تمني زوال النعمة
عن صاحبها والتدابر التقاطع وقد يبقى معه شئ من المودة أو لا يكون
مودة ولا بغض وأما التباغض فهو بعد هذا ولهذا رتبت في الحديث
ثم تنطلقون في مساكين المهاجرين فيجعلون بعضهم أمراء على بعض
8 (2963) (حدثنا) يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد قال قتيبة
حدثنا وقال يحيى أخبرنا المغيرة بن عبد الرحمن الحزامي عن أبي
275

الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا نظر
أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل
منه ممن فضل عليه
* * *
(...) حدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر عن همام
ابن منبة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل حديث أبي الزناد، سواء.
* * *
9 - (...) (وحدثني) زهير بن حرب حدثنا جرير ح وحدثنا
أبو كريب حدثنا أبو معاوية ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (واللفظ
له) حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظروا إلى من أسفل منكم ولا
تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ان لا تزدروا نعمة الله
قال أبو معاوية عليكم
* * *
انظروا إلى من أسفل منكم قال بن جرير وغيره هذا حديث جامع
لأنواع من الخير لأن الإنسان إذا رأى من فضل عليه في الدنيا طلبت نفسه
مثل ذلك واستصغر ما عنده من نعمة الله تعالى وحرص على
الازدياد وإذا نظر إلى من هو دونه فيها ظهرت له نعمة الله فشكرها
وتواضع وفعل فيه الخير.
* * *
276

10 - (2964) (حدثنا) شيبان بن فروخ حدثنا همام حدثنا
إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة
ان أبا هريرة حدثه انه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول إن ثلاثة في بني إسرائيل
أبرص وأقرع وأعمى فأراد الله ان يبتليهم فبعث إليهم
ملكا فاتى الأبرص فقال أي شئ أحب إليك قال لون حسن
وجلد حسن ويذهب عنى الذي قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب
عنه قذره وأعطى لونا حسنا وجلدا حسنا قال فأي المال أحب
إليك قال الإبل أو قال البقر شك إسحاق الا ان الأبرص أو
الأقرع قال أحدهما الإبل وقال الآخر البقر قال فأعطى ناقة
عشراء فقال بارك الله لك فيها قال فاتى الأقرع فقال أي شئ
أحب إليك قال شعر حسن ويذهب عن هذا الذي قد قذرني الناس
قال فمسحه فذهب عنه وأعطى شعرا حسنا قال فأي المال أحب
إليك قال البقر فأعطى بقرة حاملا فقال بارك الله لك فيها
قال فاتى الأعمى فقال أي شئ أحب إليك قال إن يرد الله إلى
بصرى فابصر به الناس قال فمسحه فرد الله إليه بصره قال فأي
المال أحب إليك قال الغنم فأعطى شاة والدا فأنتج هذان وولد
هذا قال فكان لهذا واد من الإبل ولهذا واد من البقر ولهذا واد
من الغنم
قال ثم إنه اتى الأبرص في صورته وهيئته فقال رجل مسكين قد
انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم بك
أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيرا اتبلغ
277

عليه في سفري فقال الحقوق كثيرة فقال له كأني أعرفك ألم
تكن أبرص يقذرك الناس فقيرا فأعطاك الله فقال إنما ورثت هذا
المال كابرا عن كابر فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما
كنت قال واتى الأقرع في صورته فقال له مثل ما قال لهذا ورد
عليه مثل ما رد على هذا فقال إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما
كنت
قال واتى الأعمى في صورته وهيئته فقال رجل مسكين وابن
سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم الا بالله ثم
بك أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة اتبلغ بها في سفري
فقال قد كنت أعمى فرد الله إلى بصرى فخذ ما شئت ودع
ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم شيئا اخذته لله فقال امسك مالك
فإنما ابتليتم فقد رضى عنك وسخط على صاحبيك
ناقة عشراء هي الحامل القريبة الولادة.
فأنتج أي تولى الولادة.
وولد بالتشديد معناه الأول للإبل والثاني للغنم (كالقابلة.
للنساء) (1).
انقطعت بي الحبال بالحاء أي الأسباب.
ورثت هذا المال كابرا عن كابر أي ورثته عن آبائي الذي ورثوه عن
أجدادي الذين ورثوه عن آبائهم كبير عن كبير في العز والشرف الثروة.
لا أجهدك اليوم بالجيم والهاء أي لا أشق عليك بشئ
تطلبه أو تأخذه من مالي ولابن ماهان لا أحمدك بالحاء والميم أي:
278

بترك شئ تحتاج إليه أو تريده.
* * *
11 - (2965) (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم وعباس بن عبد العظيم
(واللفظ لإسحاق) قال عباس حدثنا وقال إسحاق أخبرنا
أبو بكر الحنفي حدثنا بكير بن مسمار حدثني عامر بن سعد قال كان
سعد ابن أبي وقاص في إبله فجاءه ابنه عمر فلما رآه سعد قال أعوذ
بالله من شر هذا الراكب فنزل فقال له أنزلت في إبلك وغنمك
وتركت الناس يتنازعون الملك بينهم فضرب سعد في صدره فقال
اسكت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله يحب العبد التقى
الغنى الخفي
* * *
إن الله يحب العبد التقي الغني: أي: غني النفس.
الخفي: بالخاء المعجمة. أي: الخامل المنقطع إلى العباد والاشتغال بأمور
نفسه.
وروي بالمهملة: أي: الوصول للرحم، اللطيف بهم وبغيرهم.
* * *
12 - (2964) (حدثنا) يحيى بن حبيب الحارثي حدثنا المعتمر
قال سمعت إسماعيل عن قيس عن سعد ح وحدثنا محمد بن
عبد الله ابن نمير حدثنا أبي وابن بشر قالا حدثنا إسماعيل عن
قيس قال سمعت سعد بن أبي وقاص يقول والله انى لأول رجل
من العرب رمى بسهم في سبيل الله ولقد كنا نغزو مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم مالنا طعام نأكله الا ورق الحبلة وهذا السمر حتى أن أحدنا
279

ليضع كما تضع الشاة ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين لقد
خبت إذا وضل عملي ولم يقل ابن نمير إذا
13 - (...) (وحدثناه) يحيى بن يحيى أخبرنا وكيع عن إسماعيل
بن أبي خالد بهذا الاسناد وقال حتى إن كان أحدنا ليضع كما
تضع العنز ما يخلطه بشئ
ورق الحبلة بضم الحاء المهملة وسكون الموحدة.
وهذا السمر بفتح السين وضم الميم وهما نوعان من شجر البادية.
بنو أسد هم بنو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى.
تعزرني على الدين أي توقفني على الأحكام والفرائض وقيل:
تقومني وتعلمني.
وقيل توبخني على التقصير فيه.
14 - (2967) (حدثنا) شيبان بن فروخ حدثنا سليمان بن المغيرة
حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير العدوي قال خطبنا عتبة
بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال اما بعد فان الدنيا قد
آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء
يتصابها صاحبها وانكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا
بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا ان الحجر يلقى من شفة جهنم
فيهوى فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعرا ووالله لتملأن أفعجبتم
ولقد ذكر لنا ان ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين
280

سنة وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع
سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مالنا طعام الا ورق الشجر حتى قرحت
أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت
بنصفها واترز سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد الا أصبح أميرا
على مصر من الأمصار وانى أعوذ بالله ان أكون في نفسي عظيما
وعند الله صغيرا وانها لم تكن نبوة قط الا تناسخت حتى يكون
آخر عاقبتها ملكا فستخبرون وتجربون الامراء بعدنا
(...) (وحدثني) إسحاق بن عمر بن سليط حدثنا سليمان بن
المغيرة حدثنا حميد بن هلال عن خالد بن عمير وقد أدرك الجاهلية
قال خطب عتبة بن غزوان وكان أميرا على البصرة فذكر نحو
حديث شيبان.
* * *
281

آذنت بالمد وفتح الذال أي أعلمت.
بصرم بضم المهملة أي انقطاع وذهاب.
وولت حذاء بفتح الحاء المهملة وتشديد الذال المعجمة وألف ممدودة.
أي مسرعة الانقطاع.
صبابة بضم المهملة البقية اليسيرة من الشراب يبقى (أسفل) (1)
الإناء.
يتصابها أي يشربها.
كظيظ أي ممتلئ.
قرحت أشداقنا أي صار فيها قروح من خشونة الورق وحرارته.
16 - (2968) ((حدثنا) محمد بن أبي عمر حدثنا سفيان عن
سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قالوا يا رسول
الله هل نرى ربنا يوم القيامة قال هل تضارون في رؤية الشمس في
الظهيرة ليست في سحابة قالوا لا قال فهل تضارون في رؤية
القمر ليلة البدر ليس في سحابة قالوا لا قال فوالذي نفسي
بيده لا تضارون في رؤية ربكم الا كما تضارون في رؤية أحدهما
قال فيلقى العبد فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك وأزوجك
وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول بلى قال فيقول أفظننت انك ملاقي
فيقول لا فيقول فانى أنساك كما
نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول أي فل ألم أكرمك وأسودك
وأزوجك وأسخر لك الخيل والإبل وأذرك ترأس وتربع فيقول
بلى أي رب فيقول أفظننت انك ملاقي فيقول لا فيقول
فانى أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول
يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسلك وصليت وصمت وتصدقت
ويثنى بخير ما استطاع فيقول هاهنا إذا
قال ثم يقال له الآن نبعث شاهدنا عليك ويتفكر في نفسه من
ذا الذي يشهد على فيختم على فيه ويقال لفخذه ولحمه وعظامه
انطقي فتنطق فخذه ولحمه وعظامه بعمله وذلك ليعذر من نفسه
وذلك المنافق وذلك الذي يسخط الله عليه
أي فل بضم الفاء وسكون اللام ومعناه يا فلان!
282

وأسودك أي أجعلك سيدا على غيرك.
وأذرك ترأس بفتح التاء وسكون الراء وفتح الهمزة أي:
رئيس القوم.
وتربع بفتح أوله والموحدة ثالثة أي تأخذ المرباع وهو (ربع) (2).
الغنيمة كانت ملوك الجاهلية تأخذه.
وروي ترتع بمثناة فوق بعد الراء أي تتنعم.
أنساك أي أمنعك الرحمة.
ههنا أي قف هنا حتى تشهد عليك جوارحك.
17 - (2969) (حدثنا) أبو بكر بن النضر بن أبي النضر حدثني
أبو النضر هاشم بن القاسم حدثنا عبيد الله الأشجعي عن سفيان
الثوري عن عبيد المكتب عن فضيل عن الشعبي عن انس بن
مالك قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال هل تدرون مم
اضحك قال قلنا الله ورسوله اعلم قال من مخاطبة العبد
ربه يقول يا رب ألم تجرني من الظلم قال يقول بلى قال
فيقول فانى لا أجيز على نفسي الا شاهدا منى قال فيقول كفى
بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا قال فيختم
على فيه فيقال لأركانه انطقي قال فتنطق باعماله قال ثم
يخلى بينه وبين الكلام قال فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن
كنت أناضل.
* * *
283

لأركانه: أي: جواحه.
* * *
18 - (1055) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا محمد بن فضيل
عن أبيه عن عمارة بن القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا
19 - (...) (وحدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن
حرب وأبو كريب قالوا حدثنا وكيع حدثنا الأعمش عن عمارة بن
القعقاع عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا
وفى رواية عمر واللهم ارزق
(...) (وحدثناه) أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة قال سمعت
الأعمش ذكر عن عمارة بن القعقاع بهذا الاسناد وقال كفافا
* * *
اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا: أي: كفايتهم من غير إسراف، وهو
معنى " كفافا " وقيل: هو سد الرمق.
* * *
27 - (2973) (حدثنا) أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب
حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت توفى
284

رسول الله صلى الله عليه وسلم وما في رفى من شئ يأكله ذو كبد الا شطر شعير في
رف لي فأكلت منه حتى طال على فكلته ففنى
شطر شعير أي نصف وسق.
رف بفتح الراء.
فكلته ففني قال القاضي فيه أن البركة أكثر ما تكون في المجهولات
والمبهمات وأما الحديث كيلوا طعامكم يبارك لكم فيه فالمراد كيله
عند إخراج النفقة منه بشرط أن يبقى الباقي مجهولا ويكيل ما يخرجه
لئلا يخرج أكثر من الحاجة أو أقل.
28 - (2972) (حدثنا) يحيى بن يحيى حدثنا عبد العزيز بن أبي
حازم عن أبيه عن يزيد بن رومان عن عروة عن عائشة انها
كانت تقول والله يا ابن أختي ان كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال
ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين وما أوقد في ابيات رسول الله صلى الله عليه وسلم
نار قال قلت يا خالة فما كان يعيشكم قالت الأسودان التمر
والماء الا انه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار وكانت لهم
منائح فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه
* * *
يعيشكم: بفتح العين، وسكون الياء المشددة.
وفي " نسخة ": " يغيثكم ".
* * *
285

34 - (2977) (حدثنا) قتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا
حدثنا أبو الأحوص عن سماك قال سمعت النعمان بن بشير يقول
ألستم في طعام وشراب ما شئتم لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من
الدقل ما يملا به بطنه
وقتيبة لم يذكر به
35 - (...) (حدثنا) محمد بن رافع حدثنا يحيى بن آدم حدثنا
زهير ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا الملائي حدثنا إسرائيل
كلاهما عن سماك بهذا الاسناد نحوه وزاد في حديث زهير
وما ترضون دون ألوان التمر والزبد
36 - (2978) (وحدثنا) محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن
المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك بن
حرب قال سمعت النعمان يخطب قال ذكر عمر ما أصاب الناس
من الدنيا فقال لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يظل اليوم يلتوى ما يجد
دقلا يملا به بطنه
* * *
الدقل: بفتح الدال والقاف: وهو تمر ردئ
* * *
37 - (2979) (حدثني) أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح
286

أخبرنا ابن وهب اخبرني أبو هانئ سمع أبا عبد الرحمن الحبلى
يقول سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص وسأله رجل فقال
ألسنا من فقراء المهاجرين فقال له عبد الله ألك امرأة تأوى إليها
قال نعم قال ألك مسكن تسكنه قال نعم قال فأنت من
الأغنياء قال فان لي خادما قال فأنت من الملوك
(...) قال أبو عبد الرحمن وجاء ثلاثة نفر إلى عبد الله بن عمرو
بن العاص وانا عنده فقالوا يا أبا محمد انا والله ما نقدر على شئ لا
نفقة ولا دابة ولا متاع فقال لهم ما شئتم ان شئتم رجعتم
الينا فأعطيناكم ما يسر الله لكم وان شئتم ذكرنا امركم للسلطان
وان شئتم صبرتم فانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن فقراء
المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفا
قالوا فانا نصبر لا نسأل شيئا
* * *
بأربعين خريفا: إي: سنة.
* * * (1) باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين
37 - (2980) (حدثنا) يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن
حجر جميعا عن إسماعيل قال ابن أيوب حدثنا إسماعيل ابن
جعفر اخبرني عبد الله بن دينار انه سمع عبد الله بن عمر يقول قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحاب الحجر لا تدخلوا على هؤلاء القوم
287

المعذبين الا ان تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم
ان يصيبكم مثل ما أصابهم
* * *
قال لأصحاب الحجر: أي: في شأنهم.
أن يصيبكم: بفتح الهمزة، أي: خشية أن.
39 - (...) (حدثني) حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب اخبرني
يونس عن ابن شهاب وهو يذكر الحجر مساكن ثمود قال سالم بن عبد الله ان
عبد الله بن عمر قال مررنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على
الحجر فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا
أنفسهم الا ان تكونوا باكين حذر ان يصيبكم مثل ما أصابهم ثم
زجر فاسرع حتى خلفها.
* * *
ثم زجر: أي: ناقة.
حتى خلفها: بتشديد اللام. أي: جاوز المساكن.
* * *
40 - (2981) (حدثني) الحكم بن موسى أبو صالح حدثنا
شعيب بن إسحاق أخبرنا عبيد الله عن نافع ان عبد الله بن عمر
اخبره ان الناس نزلوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر ارض ثمود
فاستقوا من آبارها وعجنوا به العجين فامرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ان
يهريقوا ما استقوا ويعلقوا الإبل العجين وأمرهم ان يستقوا من البئر التي
288

كانت تردها الناقة
(...) (وحدثنا) إسحاق بن موسى الأنصاري حدثنا انس بن عياض
حدثني عبيد الله بهذا الاسناد مثله غير أنه قال فاستقوا من بئارها
واعتجنوا به
* * *
آبارها بسكون الباء وبعدها همزة ويقال بمد أوله وفتح
الباء.
بئارها بكسر الباء وبعدها همزة.
الساعي أي الكاسب المنفق المائن.
إلى علي الأرملة هي من لازوج لها.
* * *
(2) باب الاحسان إلى الأرملة والمسكين واليتيم
41 - (2982) (حدثنا) عبد الله بن مسلمة بن قعنب حدثنا مالك
عن ثور بن زيد عن أبي الغيث عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله واحسبه
قال وكالقائم لا يفتر وكالصائم لا يفطر
* * *
الساعي: أي: الكاسب المنفق المائن.
على الأرملة: هي من لازوج لها.
* * *
42 - (2983) (حدثني) زهير بن حرب حدثنا إسحاق بن
289

عيسى حدثنا مالك عن ثور بن زيد الديلي قال سمعت أبا الغيث
يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كافل اليتيم له أو
لغيره انا وهو كهاتين في الجنة وأشار مالك بالسبابة والوسطى
* * *
كافل اليتيم هو القائم بأموره من نفقة وكسوة وتأديب وتربية وغير
ذلك قال النووي وهذه الفضيلة تحصل لمن كفله من مال
نفسه أو من مال اليتيم بولاية شرعية.
له أي قريبا كأمه وجده وأخوته وأعمامه وأخواله.
أو لغيره أي أجنبيا.
بنى الله له مثله قال النووي يحتمل مثله في القدر
(3) باب فضل بناء المساجد.
43 - (533) (حدثني) هارون بن سعيد 222 الأيلي وأحمد بن عيسى
قالا حدثنا ابن وهب اخبرني عمرو (وهو ابن الحارث) ان بكيرا
حدثه ان عاصم بن عمر بن قتادة حدثه انه سمع عبيد الله الخولاني
يذكر انه سمع عثمان بن عفان عند قول الناس فيه حين بنى مسجد
الرسول الله صلى الله عليه وسلم انكم قد أكثرتم وانى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
من بنى مسجدا قال بكير حسبت أنه قال يبتغى به وجه الله
بنى الله له مثله في الجنة
وفى رواية هارون بنى الله له بيتا في الجنة
* * *
بني الله له مثله: قال النووي (18 / 113): يحتمل مثله في القدر
290

والمساحة، ويحتمل مثله في مسمى البيت وإن كان أكبر مساحة.
* * *
(4) باب الصدقة في المساكين
45 - (2984) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وزهير ابن حرب
(واللفظ لأبي بكر) قالا حدثنا يزيد بن هارون حدثنا عبد العزيز ابن أبي
سلمة عن وهب بن كيسان عن عبيد بن عمير الليثي عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال بينا رجل بفلاة من الأرض فسمع صوتا
في سحابة اسق حديقة فلان فتنحى ذلك السحاب فافرغ ماءه
في حرة فإذا شرجة من تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله
فتتبع الماء فإذا رجل قائم في حديقته يحول الماء بمسحاته فقال له
يا عبد الله ما اسمك قال فلان للاسم الذي سمع في السحابة
فقال له يا عبد الله لم تسألني عن اسمى فقال إني سمعت صوتا
في السحاب الذي هذا ماؤه يقول اسق حديقة فلان لاسمك فما
تصنع فيها قال اما إذا قلت هذا فانى انظر إلى ما يخرج منها
فأتصدق بثلثه وآكل انا وعيالي ثلثا وارد فيها ثلثه
* * *
(...) (وحدثناه) أحمد بن عبدة الضبي أخبرنا أبو داود حدثنا
عبد العزيز بن أبي سلمة حدثنا وهب بن كيسان بهذا الاسناد غير أنه
قال واجعل ثلثه في المساكين والسائلين وابن السبيل
* * * حديقة فلان هي القطعة من النخل وتطلق على الأرض ذات الشجر.
291

فتنحى أي قصد.
شرجة بفتح الشين المعجمة وسكون الراء واحد الشراج)،
وهي مسايل الماء في الحرار.
تركته وشركه في نسخة وشريكه).
وفي نسخة وشركته).
من سمع أي الناس بعلمه ليكرموه.
سمع الله به أي الناس يوم القيامة وفضحه.
وقيل معناه من سمع بعيوب الناس وأذاعها أظهر الله عيوبه
(5) باب من أشرك في عمله غير الله
(وفي نسخة: باب تحريم الرياء)
46 - (2985) * (حدثني) زهير بن حرب حدثنا إسماعيل بن
إبراهيم أخبرنا روح بن القاسم عن العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب
عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك
وتعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي
غيري تركته وشركه
* * *
تركته وشركه: في " نسخة " (ق 295 / 1): " وشريكه ".
وفي " نسخة "، " وشركته ".
* * *
47 - (2986) (حدثنا) عمر بن حفص بن غياث حدثني أبي عن
إسماعيل بن سميع عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس
قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع سمع الله به ومن رائا رائا الله به * * *
من سمع: إي: الناس بعلمه ليكرموه.
سمع الله به: أي: الناس يوم القيامة وفضحه.
وقيل: معناه من سمع بعيوب الناس وأذاعها أظهر الله عيوبه.
* * *
292

(6) باب التكلم بالكلمة يهوي بها في النار
(وفي نسخة: باب حفظ اللسان)
49 - (2988) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا بكر (يعنى ابن
مضر) عن ابن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن طلحة
عن أبي هريرة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن العبد ليتكلم
بالكلمة ينزل بها في النار بعد ما بين المشرق والمغرب
* * *
(وحدثناه) محمد بن أبي عمر المكي حدثنا عبد العزيز
الدراوردي عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن عيسى بن
طلحة عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن العبد ليتكلم
بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوى بها في النار أبعد ما بين المشرق
والمغرب
* * *
ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها قال النووي أي لا يتدبرها
ويفكر في قبحها وما يترتب عليها كالكلمة عند السلطان وغيره من
الولاة وكالكلمة بقذف.
أو معناه وكالكلمة التي يترتب عليها إضرار مسلم ونحو ذلك.
قال وينبغي لمن أراد النطق أن يتدبره في نفسه قبل نطقه فإن ظهرت
مصلحته تكلم وإلا أمسك.
* * *
293

(7) باب عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله،
وينهى عن المنكر ويفعله
51 - (2989) (حدثنا) يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة ومحمد
بن عبد الله بن نمير وإسحاق بن إبراهيم وأبو كريب (واللفظ لأبي
كريب) قال يحيى وإسحاق أخبرنا وقال الآخرون حدثنا
أبو معاوية حدثنا الأعمش عن شقيق عن أسامة ابن زيد قال قيل له الا
تدخل على عثمان فتكلمه فقال أترون انى لا أكلمه الا أسمعكم
والله لقد كلمته فيما بيني وبينه ما دون ان افتتح امرا لا أحب ان أكون
أول من فتحه ولا أقول لاحد يكون على أميرا انه خير الناس بعد
ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار
فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع إليه أهل
النار فيقولون يا فلان مالك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن
المنكر فيقول وبلى قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وانهى عن المنكر
وآتيه
(...) (حدثنا) عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي
وائل قال كنا عند أسامة بن زيد فقال رجل ما يمنعك ان
تدخل على عثمان فتكلمه فيما يصنع وساق الحديث بمثله
* * *
أترون أني لا أكلمه إلا سمعكم في نسخة إلا (بسمعكم).
وفي نسخة (إلا بسمعكم) وكله بمعنى.
أي أتظنون أني لا أكلمه إلا وأنتم تسمعون.
294

أفتتح أمرا يعني المجاهرة بالإنكار على الأمراء.
فتندلق بالدال المهملة أي تخرج.
أقتابه أي الأمعاء واحدها قتيبة وقيل (قتب).
إلا المجاهرين الذين يظهرون معاصيهم ويتحدثون بها.
وإن من الإجهار لابن ماهان من الجهار من أجهر (وجهر).
قال زهير وإن من الهجار هي لغة من الإهجار وهو الفحش والكلام
الذي لا ينبغي.
(8) باب النهي عن هتك الانسان ستر نفسه
52 - (2990) * (حدثني) زهير بن حرب ومحمد بن حاتم وعبد بن
حميد قال عبد حدثني وقال الآخران حدثنا يعقوب بن
إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه قال قال سالم سمعت أبا هريرة يقول
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل أمتي
معافاة الا المجاهرين وان من الاجهار ان يعمل العبد بالليل عملا ثم
يصبح قد ستره ربه فيقول يا فلان قد عملت البارحة كذا وكذا
وقد بات يستره ربه فيبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله
عنه
قال زهير وان من الهجار
* * *
بالإنكار على الأمراء.
فتندلق بالدال المهملة أي تخرج.
أقتابه أي الأمعاء واحدها قتيبة وقيل (قتب).
إلا المجاهرين الذين يظهرون معاصيهم ويتحدثون بها.
وإن من الإجهار لابن ماهان من الجهار من أجهر (وجهر).
قال زهير وإن من الهجار هي لغة من الإهجار وهو الفحش والكلام
الذي لا ينبغي.
* * *
295

54 - (2992) (حدثني) زهير بن حرب ومحمد بن عبد الله بن
نمير (واللفظ لزهير) قالا حدثنا القاسم بن مالك عن عاصم بن
كليب عن أبي بردة قال دخلت على أبى موسى وهو في بيت
بنت الفضل بن عباس فعطست فلم يشمتني وعطست فشمتها
فرجعت إلى أمي فأخبرتها فلما جاءها قالت عطس عندك ابني فلم
تشمته وعطست فشمتها فقال إن ابنك عطس فلم يحمد الله
فلم أشمته وعطست فحمدت الله فشمتها سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا عطس أحدكم فحمد الله فشمتوه
فإن لم يحمد الله فلا تشمتوه
* * *
في بيت (ابنة) (1) الفضل: اسمها " أم كلثوم ".
* * *
56 - (2994) (حدثنا) يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن
حجر السعدي قالوا حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن العلاء
عن أبيه عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال التثاؤب من
الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم ما استطاع
* * *
57 - (2995) (حدثني) أبو غسان المسمعي مالك بن
عبد الواحد حدثنا بشر بن المفضل حدثنا سهيل بن أبي صالح
296

قال سمعت ابنا لأبي سعيد الخدري يحدث أبى عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فان
الشيطان يدخل
58 (...) (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن سهيل
عن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا
تثاءب أحدكم فليمسك بيده فان الشيطان يدخل
* * *
59 - (...) (حدثني) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن سفيان
عن سهيل بن أبي صالح عن ابن أبي سعيد الخدري عن أبيه قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم ما استطاع
فان الشيطان يدخل
(...) (حدثناه) عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن سهيل عن
أبيه وعن ابن أبي سعيد عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمثل حديث بشر وعبد العزيز
* * *
التثاؤب: بالمد
من الشيطان: أي: من تكسله وتسببه
وقيل: أضيف إليه، لأنه يرضيه.
تثاءب: روي بالمد (وبالواو) (1) بدله.
297

فليكظم
* * *
(10) باب في أحاديث متفرقة
60 (2996) * (حدثنا) محمد بن رافع وعبد بن حميد قال عبد
أخبرنا وقال ابن رافع حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن
عروة عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلقت الملائكة من نور
وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم مما وصف لكم
* * *
مارج: هو اللهب المختلط بسواد النار.
(11) باب في الفأر وأنه مسخ
61 - (2997) * (حدثنا) إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى العنزي
ومحمد بن عبد الله الرزي جميعا عن الثقفي (واللفظ لابن المثنى)
حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن محمد بن سيرين عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدت أمة من بني إسرائيل لا
يدرى ما فعلت ولا أراها الا الفأر الا ترونها إذا وضع لها البان الإبل
لم تشربه وإذا وضع لها البان الشاء شربته
قال أبو هريرة فحدثت هذا الحديث كعبا فقال أنت سمعته من
رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال ذلك مرارا قلت أقرأ التوراة
قال إسحاق في روايته لا ندري ما فعلت
* * *
298

62 - (...) (وحدثني) أبو كريب محمد بن العلاء حدثنا
أبو أسامة عن هشام عن محمد عن أبي هريرة قال الفأرة مسخ وآية
ذلك أنه يوضع بين يديها لبن الغنم فتشربه ويوضع بين يديها لبن
الإبل فلا تذوقه فقال له كعب أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال أفأنزلت على التوراة
* * *
إذا وضع لها ألبان الإبل لا شربها يعني لأنها كانت محرمة على بني
إسرائيل.
أأقرأ التوراة استفهام إنكار أي ما عندي شئ إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم.
(12) باب لا يلدغ المؤمن من جر مرتين
63 - (2998) * (حدثنا) قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن
الزهري عن ابن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لا يلدغ المؤمن من حجر واحد مرتين
(...) وحدثنيه أبو الطاهر وحرملة بن يحيى قالا أخبرنا ابن وهب
عن يونس ح وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن حاتم قالا حدثنا
يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه عن ابن
المسيب عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله.
* * *
لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين قال القاضي روي برفع (يلدغ)
على الخبر ومعناه المؤمن الممدوح هو الكيس الحازم الذي لا يستغفل
299

فيخدع مرة بعد أخرى ولا يفطن لذلك.
وقيل إن المراد الخداع في أمور الآخرة دون الدنيا.
وروي بالجزم على النهي عن أن يؤتى من جهة الغفلة.
قال وسبب الحديث أنه صلى الله عليه وسلم أسر أبا عزة الشاعر يوم بدر فمن عليه
وعاهده أن لا يحرض عليه ولا يهجوه فأطلقه فلحق بقومه ثم رجع إلى
التحريض والهجاء ثم أسره يوم أحد فسأله المن فقال له ذلك.
(14) باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط
وخيف منه فتنة على الممدوح
65 - (3000) (حدثنا) يحيى بن يحيى حدثنا يزيد بن زريع عن
خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه قال مدح
رجل رجلا عند النبي صلى الله عليه وسلم قال فقال ويحك قطعت عنق
صاحبك قطعت عنق صاحبك مرارا إذا كان أحدكم مادحا صاحبه لا محالة فليقل احسب فلانا والله حسيبه ولا أزكى
على الله أحدا احسبه إن كان يعلم ذاك كذا وكذا
66 - (...) (وحدثني) محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي
رواد حدثنا محمد بن جعفر ح وحدثني أبو بكر بن نافع أخبرنا
غندر قال شعبة حدثنا عن خالد الحذاء عن عبد الرحمن بن أبي
بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه ذكر عنده رجل فقال رجل يا
رسول الله ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه في كذا
300

وكذا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ويحك قطعت عنق صاحبك مرارا يقول
ذلك ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان أحدكم مادحا أخاه لا
محالة فليقل احسب فلانا إن كان يرى أنه كذلك ولا أزكى
على الله أحدا
* * *
(...) وحدثنيه عمرو الناقد حدثنا هاشم بن القاسم ح وحدثناه
أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا شبابة بن سوار كلاهما عن شعبة بهذا
الاسناد نحو حديث يزيد بن زريع وليس في حديثهما فقال رجل
ما من رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه
* * *
قطعت عنق صاحبك: إي: أهلكته.
ولا أزكي على الله أحدا: أي: لا أقطع له على عاقبة أحد ولا ضميره.
* * *
67 - (3001) (حدثني) أبو جعفر محمد بن الصباح حدثنا
إسماعيل بن زكرياء عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبي
موسى قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يثنى على رجل ويطريه في
المدحة فقال لقد أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل
* * *
ويطريه: أي: يجاوز الحد
في المدحة: بكسر الميم.
* * *
301

68 - (3002) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى
جميعا عن ابن مهدي (واللفظ لابن المثنى) قالا حدثنا عبد
الرحمن عن سفيان عن حبيب عن مجاهد عن أبي معمر
قال قام رجل يثنى على أمير من الامراء فجعل المقداد يحثى عليه
التراب وقال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان نحثي في وجوه المداحين
التراب
أن نحثي في وجوه المداحين التراب: حمله المقداد - راويه - وطائفة على
ظاهره.
وقال آخرون: معناه خيبوهم ولا تعطوهم شيئا لمدحهم.
* * *
69 - (...) (وحدثنا) محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ
لابن المثنى) قالا حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن منصور
عن إبراهيم عن همام بن الحارث ان رجلا جعل يمدح عثمان فعمد
المقداد فجثا على ركبتيه وكان رجلا ضخما فجعل يحثو في
وجهه الحصباء فقال له عثمان ما شأنك فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال إذا رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب
(...) (وحدثناه) محمد بن المثنى وابن بشار قالا حدثنا عبد
الرحمن عن سفيان عن منصور ح وحدثنا عثمان بن أبي
شيبة حدثنا الأشجعي عبيد الله بن عبيد الرحمن عن سفيان
302

الثوري عن الأعمش ومنصور عن إبراهيم عن همام عن المقداد
عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله
* * *
الأشجعي عبيد الله بن عبيد الرحمن بالتصغير فيهما وفي نسخة:
بن عبد الرحمن مكبرا.
قال النووي والأول هو الصحيح.
(16) باب التثبت في الحديث، وحكم كتابة العلم
72 - (3004) (حدثنا) هداب بن خالد الأزدي حدثنا همام عن
زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري ان
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تكتبوا عنى ومن كتب عنى غير القرآن
فليمحه وحدثوا عنى ولا حرج ومن كذب على قال همام
احسبه قال متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
* * *
لا تكتبوا عني إلى آخره هذا منسوخ بالأحاديث الواردة في الإذن في
الكتابة وكان النهي حين خيف اختلاطه بالقرآن فلما أمن ذلك أذن فيها.
وقيل مخصوص بكتابة الحديث مع القرآن في صحيفة واحدة لئلا
يختلط فيشتبه على القارئ. (17) باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام
73 - (3005) (حدثنا) هداب بن خالد حدثنا حماد بن سلمة
حدثنا ثابت عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى عن صهيب ان رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر
303

قال للملك انى قد كبرت فابعث إلى غلاما اعلمه السحر فبعث
إليه غلاما يعلمه فكان في طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع
كلامه فأعجبه فكان إذا اتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا اتى
الساحر ضربه فشكى ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر
فقل حبسني أهلي وإذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر فبينما
هو كذلك إذ اتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم اعلم
الساحر أفضل أم الراهب أفضل فاخذ حجرا فقال اللهم إن كان
امر الراهب أحب إليك من امر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى
الناس فرماها فقتلها ومضى الناس فاتى الراهب فأخبره فقال له
الراهب أي بنى أنت اليوم أفضل منى قد بلغ من امرك ما أرى
وانك ستبتلى فان ابتليت فلا تدل على وكان الغلام يبرئ الأكمه
والأبرص ويداوى الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد
عمى فاتاه بهدايا كثيرة فقال ما ههنا لك اجمع ان أنت شفيتني
فقال إني لا أشفي أحدا إنما يشفى الله فان أنت آمنت بالله
دعوت الله فشفاك فآمن بالله فشفاه الله فاتى الملك فجلس إليه
كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك قال ربى
قال ولك رب غيري قال ربى وربك الله فاخذه فلم يزل يعذبه
حتى دل على الغلام فجئ بالغلام فقال له الملك أي بنى قد بلغ
من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل فقال إني لا
اشفى أحدا إنما يشفى الله فاخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على
الراهب فجئ بالراهب فقيل له ارجع عن دينك فأبى فدعا بالمئشار فوضع
المئشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم
304

جئ بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك فأبى فوضع المئشار في
مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جئ بالغلام فقيل له ارجع
عن دينك فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل
كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فان رجع عن دينه
والا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بم
شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشى إلى الملك فقال له
الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فدفعه إلى نفر من
أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر فان
رجع عن دينه والا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بم
شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشى إلى الملك فقال له
الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله فقال للملك انك
لست بقاتلي حتى تفعل ما أمرك به قال وما هو قال تجمع الناس
في صعيد واحد وتصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي
ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام ثم
ارمنى فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني فجمع الناس في صعيد واحد
وصلبه على جذع ثم اخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم في كبد
القوس ثم قال باسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في
صدغه فوضع يده في صدغه في موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام
آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام فاتى الملك فقيل
له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس
فامر بالأخدود في أفواه السكك فخدت واضرم النيران وقال من لم
يرجع عن دينه فاحموه فيها أو قيل له اقتحم ففعلوا حتى جاءت
305

امرأة ومعها صبي لها فتقاعست ان تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه
اصبري فإنك على الحق
* * *
فرجف بالراء والجيم أي تحرك واضطرب.
وروي بالزاي والحاء.
قرقور بضم القافين وهي السفينة قيل الصغيرة وقيل الكبيرة.
فانكفأت أي انقلبت.
صعيد هي الأرض البارزة.
كبد القوس هي مقبضها عند الرمي.
نزل بك حذرك أي ما كنت تحذر وتخاف.
بالأخدود هو الشق العظيم في الأرض.
بأفواه السكك أي أبواب الطرق.
فأحموه بهمزة قطع وحاء ساكنة أي ارموه.
وفي نسخة بالقاف أي اطرحوه كرها.
فتقاعست أتوقفت ولزمت موضعها وكرهت الوقوع فيها.
* * *
(18) باب حديث جابر الطويل، وقصة أبي اليسر
74 - (3006) (حدثنا) هارون بن معروف ومحمد بن
عباد (وتقاربا في لفظ الحديث) والسياق لهارون قالا حدثنا حاتم
بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبى حزرة عن عبادة بن الوليد
بن عبادة بن الصامت قال خرجت انا وأبى نطلب العلم في هذا
الحي من الأنصار قبل ان يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر
صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى
306

أبى اليسر بردة ومعافرى وعلى غلامه بردة ومعافرى فقال لي أبى يا
عم انى أرى في وجهك سفعة من غضب قال اجل كان لي على فلان بن
فلان الحرامي مال فاتيت أهله فسلمت فقلت ثم هو
قالوا لا فخرج على ابن له جفر فقلت له أين أبوك قال سمع
صوتك فدخل أريكة أمي فقلت اخرج إلى فقد علمت أين أنت
فخرج فقلت ما حملك على أن اختبأت منى قال انا والله
أحدثك ثم لا أكذبك خشيت والله ان أحدثك فأكذبك وان
أعدك فأخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله
معسرا قال قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله
قلت آلله قال الله قال فاتى بصحيفته فمحاها بيده فقال إن
وجدت قضاء فاقضني والا أنت في حل فاشهد بصر عيني
هاتين ووضع إصبعيه على عينيه وسمع اذني هاتين ووعاه قلبي
هذا وأشار إلى مناط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من انظر
معسرا أو وضع عنه اظله الله في ظله
* * *
(3007) قال فقلت له انا يا عم لو أنك اخذت بردة غلامك
وأعطيته معافريك واخذت معافريه وأعطيته بردتك فكانت عليك
حلة وعليه حله فمسح رأسي وقال اللهم بارك فيه يا ابن أخي
بصر عيني هاتين وسمع اذني هاتين ووعاه قلبي هذا وأشار إلى
مناط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول أطعموهم مما تأكلون
والبسوهم مما تلبسون وكان ان أعطيته من متاع الدنيا أهون على من
307

ان يأخذ من حسناتي يوم القيامة
(3008) ثم مضينا حتى اتينا جابر بن عبد الله في مسجده وهو
يصلى في ثوب واحد مشتملا به فتخطيت القوم حتى جلست بينه
وبين القبلة فقلت يرحمك الله أتصلي في ثوب واحد ورداؤك إلى
جنبك قال فقال بيده في صدري هكذا وفرق بين أصابعه
وقوسها أردت ان يدخل على الأحمق مثلك فيراني كيف اصنع
فيصنع مثله
اتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجدنا هذا وفى يده عرجون ابن طاب
فرأى في قبلة المسجد نخامة فحكها بالعرجون ثم اقبل علينا
فقال أيكم يحب ان يعرض الله عنه قال فخشعنا ثم قال أيكم يحب ان يعرض الله عنه قال فخشعنا ثم قال أيكم
يحب ان يعرض الله عنه قلنا لا أينا يا رسول الله قال فان
أحدكم إذا قام يصلى فان الله تبارك وتعالى قبل وجهه فلا يبصقن قبل
وجهه ولا عن يمينه وليبصق عن يساره تحت رجله اليسرى فان
عجلت به بادرة فليقل بثوبه هكذا ثم طوى ثوبه بعضه على بعض
فقال أروني عبيرا فقام فتى من الحي يشتد إلى أهله فجاء بخلوق
في راحته فاخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعله على رأس العرجون ثم لطخ
به على اثر النخامة
فقال جابر فمن هناك جعلتم الخلوق في مساجدكم
308

(3009) سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بطن بواط وهو يطلب
المجدي بن عمرو الجهني وكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة
والسبعة فدارت عقبة رجل من الأنصار على ناضح له فأناخه
فركبه ثم بعثه فتلدن عليه بعض التلدن فقال له شاء لعنك الله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا اللاعن بعيره قال انا
يا رسول الله قال انزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على
أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم لا
توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم
(3010
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كانت عشيشية ودنونا
ماء من مياه العرب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل يتقدمنا فيمدر
الحوض فيشرب ويسقينا قال جابر فقمت فقلت هذا رجل يا رسول الله فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أي رجل مع جابر فقام جبار
بن صخر فانطلقنا إلى البئر فنزعنا في الحوض سجلا أو سجلين
ثم مدرناه ثم نزعنا فيه حتى افهقناه فكان أول طالع علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أتأذنان قلنا نعم يا رسول الله فاشرع
ناقته فشربت شنق لها فشجت فبالت ثم عدل بها فأناخها ثم جاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحوض فتوضأ منه ثم قمت فتوضأت من متوضأ
رسول الله صلى الله عليه وسلم فذهب جبار بن صخر يقضى حاجته فقام
رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلى وكانت على بردة ذهبت ان أخالف بين
طرفيها فلم تبلغ لي وكانت لها ذباذب فنكستها ثم خالفت بين
طرفيها ثم تواقصت عليها ثم جئت حتى قمت عن يسار
309

رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ بيدي فأدارني حتى أقامني عن يمينه ثم جاء
جبار بن صخر فتوضأ ثم جاء فقام عن يسار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدينا جميعا فدفعنا حتى أقامنا خلفه فجعل
رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمقني وانا لا اشعر ثم فطنت به فقال هكذا بيده
يعنى شد وسطك فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا جابر قلت
لبيك يا رسول الله قال إذا كان واسعا فخالف بين طرفيه وإذا
كان ضيقا فاشدده على حقوك
(3011) سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قوت
كل رجل منا في كل يوم تمرة فكان يمصها ثم يصرها في ثوبه وكنا نختبط بقسينا
ونأكل حتى قرحت أشداقنا فاقسم اخطئها رجل منا يوما فانطلقنا
به ننعشه فشهدنا انه لم يعطها فأعطيها فقام فاخذها
(3012) سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلنا واديا أفيح فذهب
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى حاجته فاتبعته بإداوة من ماء فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم
فلم ير شيئا يستتر به فإذا شجرتان بشاطئ الوادي فانطلق رسول الله
صلى الله عليه وسلم إلى أحدهما فاخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي على
بإذن الله فانقادت معه كالبعير المخشوش الذي يصانع قائده حتى اتى
الشجرة الأخرى فاخذ بغصن من أغصانها فقال انقادي على
بإذن الله فانقادت معه كذلك حتى إذا كان بالمنصف مما بينهما لام
بينهما يعنى جمعهما فقال التئما على بإذن الله فالتأمتا قال
310

جابر فخرجت احضر مخافة ان يحس رسول الله صلى الله عليه وسلم بقربى
فيبتعد وقال محمد بن عباد فيتبعد فجلست احدث نفسي فحانت
منى لفتة فإذا انا برسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلا وإذا الشجرتان قد افترقتا
فقامت كل واحدة منهما على ساق فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف وقفة
فقال برأسه هكذا وأشار أبو إسماعيل برأسه يمينا وشمالا ثم اقبل فلما
انتهى إلى قال يا جابر هل رأيت مقامي قلت نعم يا
رسول الله قال فانطلق إلى الشجرتين فاقطع من كل واحدة منهما
غصنا فاقبل بهما حتى إذا قمت مقامي فأرسل غصنا عن يمينك
وغصنا عن يسارك
قال جابر فقمت فأخذت حجرا فكسرته وحسرته فانذلق لي
فاتيت الشجرتين فقطعت من كل واحدة منهما غصنا ثم أقبلت
اجرهما حتى قمت مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلت غصنا عن يميني
وغصنا عن يساري ثم لحقته فقلت قد فعلت يا رسول الله فعم
ذاك قال إني مررت بقبرين يعذبان فأحببت بشفاعتي ان يرفه
عنهما ما دام الغصنان رطبين
* * *
(3013) قال فاتينا العسكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر ناد
بوضوء فقلت الا وضوء الا وضوء الا وضوء قال قلت
يا رسول الله ما وجدت في الركب من قطرة وكان رجل من الأنصار
يبرد لرسول الله صلى الله عليه وسلم الماء في اشجاب له على حمارة من جريد قال
فقال لي انطلق إلى فلان بن فلان الأنصاري فانظر هل في اشجابه
311

من شئ قال فانطلقت إليه فنظرت فيها فلم أجد فيها الا قطرة في
عزلاء شبحب منها لو انى أفرغه لشربه يابسه فاتيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله انى لم أجد فيها الا قطرة في
عزلاء شبحب منها لو انى أفرغه لشربه يابسه قال اذهب فأتني به فاتيته
به فاخذه بيده فجعل يتكلم بشئ لا ادرى ما هو ويغمزه
بيديه ثم أعطانيه فقال يا جابر ناد بجفنة فقلت يا جفنة
الركب فاتيت بها تحمل فوضعتها بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيده في الجفنة هكذا فبسطها وفرق بين أصابعه ثم وضعها في قعر
الجفنة وقال خذ يا جابر فصب على وقل باسم الله فصببت
عليه وقلت باسم الله فرأيت الماء يتفور من بين أصابع
رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فارت الجفنة ودارت حتى امتلأت فقال
يا جابر ناد من كان له حاجة بماء قال فاتى الناس فاستقوا حتى رووا
قال فقلت هل بقي أحد له حاجة فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من
الجفنة وهي ملاى
(3014) وشكى الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجوع فقال عسى الله
ان يطعمكم فاتينا سيف البحر فزخر البحر زخرة فالقى دابة
فأورينا على شقها النار فاطبخنا واشتوينا واكلنا حتى شبعنا قال
جابر فدخلت انا وفلان وفلان حتى عد خمسة في حجاج عينها
ما يرانا أحد حتى خرجنا فاخذنا ضلعا من أضلاعه فقوسناه ثم
دعونا بأعظم رجل في الركب وأعظم جمل في الركب وأعظم كفل
في الركب فدخل تحته ما يطأطئ رأسه
312

أبا حزرة بحاء مهملة مفتوحة ثم زاي ثم راء ثم هاء.
أبا اليسر بفتح المثناة تحت والسين المهملة.
ضمامة بكسر الضاد المعجمة أي رزمة يضم بعضها إلى بعض وهي
لغة في إضمامة).
بردة أي شملة مخططة.
ومعافري بفتح الميم نوع من الثياب يعمل بقرية اسمها معافر.
سفعة بفتح السين المهملة وضمها وسكون الفاء أي تغير.
الحرامي بفتح الحاء والراء نسبة إلى بني حرام وروي بكسر الحاء
والزاي وروي الجذامي بضم الجيم وذال معجمة.
جفر قيل هو الذي قارب البلوغ وقيل الذي قوي على الأكل
وقيل بن خمس سنين.
أريكة السرير الذي في الحجلة.
قلت آلله قال الله الأول بهمزة ممدودة على الاستفهام
والثاني بلا مد والهاء فيهما مكسورة.
بصر عيني هاتين وسمع أذني هاتين بفتح الصاد ورفع الراء وسكون
الميم ورفع العين وروي بصر عينا هاتان بضم الصاد وفتح الراء.
وسمع أذناي هاتان بكسر الميم وفتح العين.
مناط بالميم وروي نياط وهو عرق معلق بالقلب.
فخشعنا بالخاء المعجمة من الخشوع وهو الخضوع والتذلل والسكون.
وروي بالجيم أي فزعنا.
فإن الله قبل وجهه تأويله أي الجهة التي عظمها وهي القبلة أو الكعبة.
فإن عجلت به بادرة أي غلبته بصقة أو نخامة بدرت منه.
عبيرا بفتح العين وكسر الموحدة هو الزعفران.
يشتد أي يسعى ويعدو عدوا شديدا.
313

بواط بضم الموحدة وقيل بفتحها واو مخففة وطاء مهملة جبل
من جبال جهينة.
المجدي بفتح الميم وسكون الجيم وفي نسخة النجدي بالنون
يعقبه بفتح الياء وضم القاف وفي نسخة يعتقبه.
عقبه بضم العين وهي ركوب هذا نوبة قال صاحب العين هي
ركوب مقدار فرسخين (1).
فلتدن أي تلكأ وتوقف.
شاء بشين معجمة بعدها همزة.
عشيشية مخفف الياء الأخيرة ساكن الأولى تصغير عشية على غير
قياس.
فيمد الحوض أي يطينه ويصلحه.
أفهقناه في نسخة أصفقناه بالصاد ومعناهما ملأناه.
فأشر ناقته أي أرسل رأسها في الماء.
فشنق لها أي جذب زمامها حتى قارب رأسها قادمة الرحل.
فشجت فتح الفاء وهي أصلية والشين المعجمة والجيم المخففة،
يقال فشج البعير إذا فرج بين رجليه للبول.
وروي بتشديد الجيم والفاء عاطفة أي قطعت الشرب.
وروي بالحاء المهملة من قولهم شحافاه إذا فتحه فيكون (2)
بمعنى تفاجت.
وروي فثجت بالمثلثة والجيم قال القاضي ولا معنى له
ذباذب أي أطراف وأهداب.
فنكسها بتخفيف الكاف وتشديدها.
تواقصت أي أمسكت عليها بعنقي وجنبي لئلا تسقط
يرمقني أي ينظر إلى نظرا متتابعا.
314

نختبط أي نضرب الشجر ليتحات ورقه فنأكله.
فأقسم أي أحلف.
أخطأها رجل أي فاتته التمرة نسيانا من القاسم الذي يقسم التمر
بينهم.
ننعشه أي نرفعه ونقيمه من شدة الضعف والجهد وقال
القاضي الأشبه أن معناه نشد جانبه في دعواه ونشهد له.
فشهدنا له أنه لم يعطها فيه جواز الشهادة على النفي المحصور الذي
يحاط به.
أفيح أي واسعا.
بشاطئ الوادي أي جانبه.
كالبعير المخشوش بمعجمات وهو الذي يجعل في أنفه خشاش) -
بكسر الخاء وهو عود يجعل في انفه إذا كان صعبا ويشد فيه حبل
ليذل وينقاد.
بالمنصف بفتح الميم والصاد وهو نصف المسافة.
لأم بهمزة مقصورة وممدودة أي جمع وفي نسخة ألام بالألف
من غير همزة هو تصحيف.
أحضر بضم الهمزة وسكون الحاء وكسر الضاد المعجمة أي:
اعدو.
فحانت روي فحالت وهما بمعنى فالحين والحال الوقت أي
وقعت وكانت.
لفتة بفتح اللام وهي النظرة إلى جانب.
وأشار أبو إسماعيل في نسخة بن إسماعيل وهو أبو إسماعيل
حاتم بن إسماعيل.
وحسرته بحاء وسين مهملتين السين خفيفة أي جحدته ونحيت
315

عنه ما يمنع حدته.
فانذلق بالذال المعجمة أي صار حادا.
يرفه أي يخفف.
أشجاب جمع شجب بسكون الجيم وهو السقاء الخلق البالي.
حماره بكسر الحاء وتخفيف الميم والراء وهي أعواد يعلق عليها أسقية
الماء.
عزلاء شجب أي فم سقاء.
ويغمره أي يعصره.
بجفنة بفتح الجيم.
يا جفنة الراكب أي من كانت عنده جفنة فليحضرها.
سيف البحر بكسر السين أي ساحله.
فزخر البحر بالخاء المعجمة أي علا موجه.
فأورينا أي أوقدنا.
حجاج عينها بكسر الحاء وفتحها وهو عظمها المستدير بها.
بأعظم رجل بالجيم وروي بالحاء.
كفل بكسر الكاف وسكون الفاء وهو الكساء الذي يحويه راكب
البعير على سنامه لئلا يسقط.
* * *
(19) باب في حديث الهجرة، ويقال له: حديث الرحل
75 - (3009) (حدثني) سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا زهير
حدثنا أبو إسحاق قال سمعت البراء بن عازب يقول جاء
أبو بكر الصديق إلى أبى في منزله فاشترى منه رحلا فقال لعازب
ابعث معي ابنك يحمله معي إلى منزلي فقال لي أبى أحمله فحملته
وخرج أبى معه ينتقد ثمنه فقال له أبى يا أبا بكر حدثني كيف
316

صنعتما ليلة سريت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم اسرينا ليلتنا كلها
حتى قام قائم الظهيرة وخلا الطريق فلا يمر فيه أحد حتى رفعت لنا
صخرة طويلة لها ظل لم تأت عليه الشمس بعد فنزلنا عندها فاتيت
الصخرة فسويت بيدي مكانا ينام فيه النبي صلى الله عليه وسلم في ظلها ثم بسطت
عليه فروة ثم قلت نم يا رسول الله وانا انفض لك ما حولك
فنام وخرجت انفض ما حوله فإذا انا براعي غنم مقبل بغنمه إلى
الصخرة يريد منها الذي أردنا فلقيته فقلت لمن أنت يا غلام
فقال لرجل من أهل المدينة قلت أفي غنمك لبن قال نعم قلت
أفتحلب لي قال نعم فاخذ شاة فقلت له انفض الضرع من الشعر
والتراب والقذى قال فرأيت البراء يضرب بيده على الأخرى ينفض
فحلب لي في قعب معه كثبة من لبن قال ومعي إداوة ارتوى فيها
للنبي صلى الله عليه وسلم ليشرب منها ويتوضأ قال فاتيت النبي صلى الله عليه وسلم وكرهت ان
أوقظه من نومه فوافقته استيقظ فصببت على اللبن من الماء حتى برد
أسفله فقلت يا رسول الله اشرب من هذا اللبن قال فشرب حتى
رضيت ثم قال ألم يأن للرحيل قلت بلى قال فارتحلنا بعد
ما زالت الشمس واتبعنا سراقة بن مالك قال ونحن في جلد من
الأرض فقلت يا رسول الله اتينا فقال لا تحزن ان الله معنا
فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه إلى بطنها أرى فقال إني
قد علمت انكما قد دعوتما على فادعوا لي فالله لكما ان أرد عنكما
الطلب فدعا الله فنجى فرجع لا يلقى أحدا الا قال قد كفيتكم
ما ههنا فلا يلقى أحدا الا رده قال ووفى لنا
317

(...) وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عثمان بن عمر ح وحدثناه
إسحاق بن إبراهيم أخبرنا النضر بن شميل كلاهما عن إسرائيل
عن أبي إسحاق عن البراء قال اشترى أبو بكر من أبى رحلا بثلاثة
عشر درهما وساق الحديث بمعنى حديث زهير عن أبي إسحاق
وقال في حديثه من رواية عثمان بن عمر فلما دنا دعا عليه
رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخ فرسه في الأرض إلى بطنه ووثب عنه وقال
يا محمد قد علمت أن هذا عملك فادع الله ان يخلصني مما انا
فيه ولك على لاعمين على من ورائي وهذه كنانتي فخذ سهما
منها فإنك ستمر على إبلي وغلماني بمكان كذا وكذا فخذ منها
حاجتك قال لا حاجة لي في إبلك فقدمنا المدينة ليلا فتنازعوا
أيهم ينزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال انزل على بنى النجار تخوال
عبد المطلب أكرمهم بذلك فصعد الرجال والنساء فوق البيوت
وتفرق الغلمان والخدم في الطرق ينادون يا محمد يا رسول الله
يا محمد يا رسول الله
* * *
ينتقد ثمنه أي يستوفيه.
قائم الظهيرة أي نصف النهار وهو حال استواء الشمس سمي قائما
لأن الظل لا يظهر فكأنه واقف.
رفعت أي ظهرت لأبصارنا.
أنفض لك ما حولك أي أفتشه لئلا يكون هناك عدو.
لرجل من أهل المدينة أي مكة.
أفي غنمك لبن بفتح اللام والباء وروي بضم اللام وسكون الباء.
أي شياه ذوات ألبان.
318

قعب هو قدح من خشب.
كثبة بضم الكاف وسكون المثلثة وهي قدر الحلبة وقيل القليل منه.
إداوة أي ركوة.
برد بفتح الراء وحكي ضمها.
فشرب قال النووي يقال كيف شرب من الغلام وليس
هو المالك؟.
والجواب أنه محمول على عادة العرب أنهم يأذنون للرعاة إذا مر بهم
ضيف أو عابر سبيل أن يسقوه اللبن أو كان لصديق لهم يدلون عليه أو
يقال هذا مال حربي لا أمان له أو كانوا مضطرين.
جلد بفتح الجيم واللام أي أرض صلبة.
فارتطمت أي غاصت قوائمها في الأرض.
لأعمين أي لأخفين (أمركم) (2).
319

كتاب التفسير
321

4 - (...) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ لأبي
بكر) قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن أبيه عن قيس ابن مسلم
عن طارق بن شهاب قال قالت اليهود لعمر لو علينا معشر يهود
نزلت هذه الآية اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الاسلام دينا نعلم اليوم الذي أنزلت فيه لاتخذنا
ذلك اليوم عيدا قال فقال عمر فقد علمت اليوم الذي أنزلت فيه
والساعة وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نزلت نزلت ليلة جمع ونحن مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفات
* * *
نزلت ليلة جمع: أي: مزدلفة، ولابن ماهان: " ليلة جمعة " أي: يوم
جمعة.
6 - (3018) (حدثني) أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح
وحرملة بن يحيى التجيبي قال أبو الطاهر حدثنا وقال حرملة
أخبرنا ابن وهب اخبرني يونس عن ابن شهاب اخبرني عروة بن
الزبير انه سأل عائشة عن قول الله وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى
فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع
قالت يا ابن أختي هي اليتيمة تكون في حجر وليها تشاركه في ماله فيعجبه
مالها وجمالها فيريد وليها ان يتزوجها بغير ان يقسط في
صداقها فيعطيها مثل ما يعطيها غيره فنهوا ان ينكحوهن الا ان
يقسطوا لهن ويبلغوا بهن أعلى سنتهن من الصداق وأمروا ان
ينكحوا ما طاب لهم من النساء سواهن
323

قال عروة قالت عائشة ثم إن الناس استفتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد
هذه الآية فيهن فأنزل الله عز وجل يستفتونك في النساء قل الله
يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء اللاتي لا
تؤتونهن ما كتب لهن وترغبون ان تنكحوهن
قالت والذي ذكر الله تعالى انه يتلى عليكم في الكتاب الآية
الأولى التي قال الله فيها وان خفتم ان لا تقسطوا في اليتامى فانكحوا
ما طاب لكم من النساء
قالت عائشة وقول الله في الآية الأخرى وترغبون ان
تنكحوهن رغبة أحدكم عن اليتيمة التي تكون في حجره حين
تكون قليلة المال والجمال فنهوا ان ينكحوا ما رغبوا في مالها وجمالها
من يتامى النساء الا بالقسط من اجل رغبتهم عنهن
* * *
(...) (وحدثنا) الحسن الحلواني وعبد بن حميد جميعا عن يعقوب
بن إبراهيم بن سعد حدثنا أبي عن صالح عن ابن شهاب اخبرني
عروة انه سأل عائشة عن قول الله وان خفتم ان لا تقسطوا في
اليتامى وساق الحديث بمثل حديث يونس عن الزهري وزاد في
آخره من اجل رغبتهم عنهن إذا كن قليلات المال والجمال
يسقط: أي: يعدل.
سنتهن: أي: عادتهن في مهور أمثالهن.
* * *
324

9 (...) (حدثنا) أبو كريب حدثنا أبو أسامة أخبرنا هشام عن
أبيه عن عائشة في قوله يستفتونك في النساء قل الله يفتيكم
فيهن الآية قالت هي اليتيمة التي تكون عند الرجل لعلها أن تكون
قد شركته في ماله حتى في العذق فيرغب يعنى ان ينكحها ويكره ان
ينكحها رجلا فيشركه في ماله فيعضلها
شركته: بكسر الراء:.
العذق بفتح العين: النخلة.
* * *
15 - (3022) (حدثنا) يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن
هشام بن عروة عن أبيه قال قالت لي عائشة يا ابن أختي أمروا
ان يستغفروا لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسبوهم
* * *
(...) (وحدثناه) أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة حدثنا
هشام بهذا الاسناد مثله
325

19 (...) (حدثني) هارون بن عبد الله حدثنا أبو النضر هاشم
بن القاسم الليثي حدثنا أبو معاوية (يعنى شيبان) عن منصور بن
المعتمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال نزلت هذه الآية
بمكة والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله مهانا
فقال المشركون وما يغنى عنا الاسلام وقد عدلنا بالله وقد قتلنا النفس
التي حرم الله واتينا الفواحش فأنزل الله عز وجل الا من تاب
وآمن وعمل عملا صالحا إلى آخر الآية
قال فاما من دخل في الاسلام وعقله ثم قتل فلا توبة له
* * *
وعقله: بفتح القاف. أي: علم أحكام الاسلام وتحريم القتل.
* * *
21 (3024) (حدثنا) أبو بكر بن أبي شيبة وهارون ابن عبد الله
وعبد بن حميد قال عبد أخبرنا وقال الآخران حدثنا جعفر بن
عون أخبرنا أبو عميس عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن
عبد الله بن عتبة قال قال لي ابن عباس تعلم وقال هارون
تدرى آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعا قلت نعم إذا
جاء نصر الله والفتح قال صدقت
وفى رواية ابن أبي شيبة تعلم أي سورة ولم يقل آخر
* * *
عن عبد الحميد بن (سهيل): كذا في أكثر " الأصول ": بميم ثم جيم.
326

ولابن ماهان: " عبد الحميد " بحاء ثم ميم، والقولان في اسمه.
(2) باب في قوله تعالى: (خذوا زينتكم عند كل مسجد).
25 - 3028) حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر
ح وحدثني أبو بكر بن نافع (اللفظ له). حدثنا عند ر، حدثنا شعبة
عن سلمة بن كهيل، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن
عباس، قال: كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عريانة - فتقول: من
يعيرني تطوافا؟ تجعله على فرجها، وتقول.
اليوم يبدو بعضه أو كله * فما بدا منه فلا أحله
فنزلت هذه الآية (خذوا زينتكم عند كل مسجد)
(الأعراف / 31). تطوافا: بكسر المثناة فوق: وهو ثوب تلبسه المرأة تطوف به.
(3) باب في قوله تعالى: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء)
27 - (...) (وحدثني) أبو كامل الجحدري حدثنا أبو عوانة عن
الأعمش عن أبي سفيان عن جابر ان جارية لعبد الله بن أبي ابن
سلول يقال لها مسيكة وأخرى يقال لها أميمة فكان يكرههما
على الزنا فشكتا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله ولا تكرهوا
فتياتكم على البغاء إلى قوله غفور رحيم
* * *
327

مسيكة بضم الميم.
من بعد إكراههن لهن غفور رحيم قاله النووي كذا
وقع في كل الأصول ولم يرد أن لفظة لهن منزلف إنه لم يقرأ بها أحد
وإنما هو تفسير وبيان أن المغفرة لهن لكونهن مكرهات لا لمن أكرههن.
قلت بل هي منزلة وكانت قرآنا ثم نسخ رسمها نص على ذلك أبو
عبيد وقول الشيخ لم يقرأ بها أحد ممنوع فقد أخرج هذا الحديث
سعيد بن منصور في سننه وأبو عبيد في فضائله وابن المنذر وابن أبي
حاتم في تفسيرهما وزادوا آخره هكذا كان يقرأ.
وأخرج بن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال في قراءة بن مسعود:
فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم.
قال بن جني في المحتسب قراءة بن عباس
وسعيد بن جبير من بعد إكراههن لهن غفور رحيم واللام في
لهن متعلقة بغفور لأنه أدنى إليها ويجوز تعلقها ب (رحيم) (2)
والله تعالى أعلم:
وجاء في آخر النسخة (ب):
آخر الديباج والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله
وصحبه وسلم وكان الفراغ من تعليقه في يوم الثلاثاء المبارك سابع
شهر الله المحرم الحرام سنة اثني عشرة وألف والحمد لله على كل حال.
وجاء في آخر النسخة (م):
نجز الكتاب بحمد الله وعونه وحسن توفيقه في يوم الأربعاء المبارك تاسع
محرم الحرام سنة على يد أفقر العباد إلى ربه الغني الجواد
أحمد بن محمد النجاحي غفر الله له ولوالديه ولكافة المسلمين أجمعين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
328

وإن تجد عيبا فسد الخللا * جل من لا فيه عيب وعلا
تم الكتاب تكاملت * نعم السرور لصاحبه
(وعفى) (1) الإله بجوده * وبفضله عن كاتبه
329