الكتاب: الديباج على مسلم
المؤلف: جلال الدين السيوطي
الجزء: ٣
الوفاة: ٩١١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ قسم الفقه
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤١٦ - ١٩٩٦ م
المطبعة:
الناشر: دار ابن عفان للنشر والتوزيع - المملكة العربية السعودية
ردمك:
ملاحظات:

الديباج على صحيح مسلم بن
الحجاج
1

الديباج
علي صحيح مسلم بن الحجاج
للحافظ
جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
السيوطي
حققه، وعلق عليه
أبو إسحاق الحويني الأثري
الجزء الثالث
الناشر
دار ابن عفان
للطباعة والنشر
2

الطبعة الأولى
1416 ه‍ - 1996 م
حقوق الطبع محفوظة
الناشر
دار ابن عفان للنشر والتوزيع
المملكة العربية السعودية
الخبر
3

كتاب الجنائز
4

لقنوا موتاكم المراد من حضره الموت
جميعا بهذا الإسناد أي عن عمارة بن غزية الذي سبق في الإسناد الأول
وحذفه لوضوحه عند أهل الصنعة
7

اللهم أجرني بالقصر عند أكثر أهل اللغة من آجره الله أعطاه أجره
وحكي المد
وأخلف بهمزة القطع وكسر اللام
بالغيرة بفتح الغين
أجره الله بالقصر على الأشهر
8

عزم الله لي أي خلق لي عزما ولا بد من هذا التأويل لأن فعل الله
تعالى لا يسمى عزما من حيث أن حقيقة العزم فيه حدوث رأي لم يكن وهو
سبحانه منزه عن هذا
9

شق بصره بفتح الشين ورفع بصره فاعلا وروي بنصب بصره
وهو صحيح أيضا قال صاحب الأفعال شق بصر الميت وشق الميت
بصره ومعناه شخص وقال بن السكيت يقال شق بصر الميت ولا
يقال شق الميت بصره وهو الذي حضره الموت وصار ينظر إلى الشئ لا
يرتد إليه طرفه
إن الروح إذا قبض تبعه البصر قال النووي معناه إذا خرج
الروح من الجسد تبعه البصر ناظرا أين يذهب
قلت وفي فهم هذا دقة فإنه قد يقال إن البصر يبصر ما دامت الروح في
البدن فإذا فارقه تعطل الإبصار كما يتعطل الإحساس والذي ظهر لي بعد
النظر ثلاثين سنة أن يجاب بأحد أمرين
أحدهما أن ذلك بعد خروج الروح من أكثر البدن وهي بعد باقية في
الرأس والعينين فإذا خرج من الفم أكثرها ولم ينته كلها نظر
البصر إلى القدر الذي خرج وقد ورد أن الروح على مثال البدن وقدر
أعضائه فإذا خرج بقيتها من الرأس والعين سكن النظر فيكون قوله إذا
قبض معناه إذا شرع في قبضه ولم ينته قبضه
الثاني أن يحمل على ذكره كثير من أن الروح لها اتصال بالبدن
وإن كانت خارجة فيرى ويسمع ويعلم ويرد السلام ويكون هذا الحديث من
أقوى الأدلة على ذلك والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم وفي الروح
لغتان التذكير والتأنيث
واخلفه في عقبه قال أهل اللغة يقال لمن ذهب له مال أو ولد أو زوج
أو شئ يتوقع حصول مثله أخلف الله عليك مثله فإن ذهب
ما لا يتوقع كوالد أو عم أو أخ لمن لا يجد له ولا والد يقال
له خلف الله عليك بغير ألف أي كان الله خليفة منه عليك
10

شخص بصره بفتح الخاء أي ارتفع ولم يرتد
يتبع بصر نفسه المراد بالنفس هنا الروح قال القاضي وفيه أن الموت ت
ليس بإفناء ولا إعدام وإنما هو انتقال وتغير حال وإعدام للجسد دون الروح إلا
ما استثني من عجيب الذنب وفيه حجة لمن يقول النفس والروح بمعنى
11

غريب في أرض غريبة معناه أنه من أهل مكة ومات بالمدينة
من الصعيد المراد به عوالي المدينة
تسعدني أي تساعدني في البكاء والنوح
12

غشية بفتح الغين وكسر الشين وتخفيف الياء وفي البخاري
في غاشية وفيه قولان
أحدهما من يغشاه من أهله
والثاني ما يغشاه من كرب الموت
13

الصبر عند الصدمة الأولى معناه الصبر الكامل الذي
يترتب عليه الأجر الجزيل لكثرة المشقة فيه وأصل الصدم الضرب في
شئ صلب ثم استعمل مجازا في كل مكروه حصل بغتة
14

ان الميت يعذب ببكاء أهله عليه قال النووي تأوله الجمهور على
أن من أوصى بأن يبكى عليه ويناح بعد موته وكان من عادة العرب الوصية
به قال واجمعوا على أن المراد بالبكاء البكاء بصوت ونياحة لا بمجرد
دمع العين
يعذب في قبره بما نيح عليه قال النووي ضبطناه بما نيح عليه وما ينح
عليه بإثبات الياء الجارة وحذفها وهما صحيحان وفي رواية
بإثبات في قبره وفي رواية بحذفها
15

بحياله أي بحذائه
من يبكى عليه يعذب كذا في الأصول يبكي بالياء وهو لغة على
حد قوله ألم يأتيك والأنباء تنمى
فذكرت ذلك لموسى بن طلحة القائل فذكرت عبد الملك بن عمير
عولت يقال عول عليه وأعول لغتان وهو البكاء بصوت
16

فأرسلها عبد الله مرسلة أي أطلق روايته ولم يقيدها بيهودي كما
قيدته عائشة ولا بوصية كما قيده آخرون ولا يقال ببعض بكاء أهله كما
رواه بن عمر
17

وهل بفتح الواو وكسر الهاء وفتحها أي غلط ونسي
18

شق الباب تفسير ل الصائر وهو بفتح الشين
فاحث بضم الثاء وكسرها
أرغم الله أنفك أي ألصقه بالرغام وهو التراب وهو إشارة إلى إذلاله وإهانته
من العناء بالمد المشقة والتعب
من العي بكسر العين المهملة أي التعب كالعناء قال القاضي ووقع
عند بعضهم الغي بالمعجمة وهو تصحيف وعند آخرين العناء كالرواية
الأولى ويرده أن مسلما روى الأولى أيضا ثم روى الرواية الثانية وقال إنها
بنحو الأولى إلا في هذا اللفظ فتعين أن يكون خلافه
19

إلا آل فلان قال النووي هذا محمول على الترخيص لأم عطية
في آل فلان خاصة ولا تحل النياحة لغيرها ولا لها في غير آل فلان وللشارع
أن يخص من العموم ما شاء
ولم يعزم علينا أي ولم يحتم علينا فهي كراهة وتنزيه لا نهي
عزيمة وتحريم
20

ونحن نغسل ابنته هي زينب وقيل أم كلثوم
إن رأيتن ذلك بكسر الكاف خطابا لأم عطية
حقوه بكسر الحاء وفتحها إزاره وأصل الحقو معقد الإزار وسمي به
الإزار مجازا لأنه يشد فيه
أشعرنها إياه أي اجعلنه شعارا لها وهو الثوب الذي يلي الجسد وإنما أمر
بذلك تبركا به
21

مشطناها بتخفيف الشين
ثلاثة قرون أي ضفائر
قرنيها ضفيرتين
ناصيتها ضفيرة
22

فوجب أجرنا على الله أي ثبت بوعده الصادق
لم يأكل من أجره شيئا أي لم يوسع عليه الدنيا ولم يعجل له شئ من
جزاء عمله
نمرة هي كساء
الإذخر بكسر الهمزة والخاء حشيش معروف طيب الرائحة
أينعت أي أدركت ونضجت
يهدبها بفتح أوله وكسر الدال وضمها أي يجتنيها استعارة لما
فتح الله عليهم من الدنيا
23

سحولية بفتح السين أشهر من ضمها منسوبة إسحول مدينة
باليمن
من كرسف أي قطن
ليس فيها قميص ولا عمامة أي لم يكن مع الثلاثة غيرها وقال مالك
وأبو حنيفة معناه ليس القميص والعمامة من جملة الثلاثة وإنما هما زائدتان
عليها
أما الحلة قال أهل اللغة لا تكون الحلة إلا ثوبين إزار ورداء
شبه بضم الشين وكسر الباء المشددة أي اشتبه عليهم
24

في حلة يمنية قال النووي ضبطت هذه اللفظة على ثلاثة أوجه
حكاها القاضي يمنية بفتح أوله منسوبة إلى اليمن ويمانية كذلك
ويمنة بضم الياء وإسكان الميم وهي أشهر وعلى هذا حلة مضافة لها
وهي ضرب من برود
اليمن سحول بالفتح والضم والضم أشهر جمع سحل وهو الثوب
القطن
يمانية بتخفيف الياء في الأفصح لأن الألف بدل من إحدى يائي
النسب فلا يجتمعان
25

سجي غطي جميع بدنه
حبرة بكسر الحاء المهملة وفتح الباء الموحدة ضرب من برود اليمن
غير طائل أي خفيف غير كامل الستر
حتى يصلى عليه بفتح اللام
فليحسن كفنه ضبط بفتح الفاء وسكونها والفتح أظهر زاد الحارث بن
26

أبي أسامة في مسنده من حديث جابر أيضا فإنهم يتباهون ويتزاورون
في قبورهم وللترمذي وابن ماجة مثله من حديث أبي قتادة
27

فشر تضعونه عن رقابكم معناه أنها بعيدة عن الرحمة ولا مصلحة لكم
في مصاحبتها
28

فله قيراطان أي تمام قيراطين فيكون قيراط للصلاة وقيراط للدفن
29

والقيراط مقدار من الثواب معلوم عند الله تعالى ولا يلزم أن يكون هو المذكور
فيمن اقتنى كلبا نقص أجره كل يوم قيراط بل ذلك قدر معلوم يجوز أن يكون
مثل هذا أو أقل أو أكثر
ضيعنا قراريط في كثير من الأصول في قراريط بزيادة في علي
تضمين ضيعنا معنى فرطنا
وفى حديث عبد الأعلى حتى يفرغ منها ضبط بضم الياء وفتح الراء
وعكسه
أكثر علينا أبو هريرة معناه أنه خاف لكثرة رواياته أنه اشتبه عليه الأمر في
ذلك واختلط عليه حديث بحديث لا أنه نسبه إلى رواية ما لم يسمع
30

بن قسيط بضم القاف وفتح السين المهملة وإسكان الياء
من حصباء المسجد بالباء والمد
فرمى بن عمر بالحصى مقصو جمع حصاة كذا في أكثر
الأصول وفي بعضها عكسه والأول من حصى المسجد والثاني
بالحصباء
31

فحدثت به شعيب بن الحبحاب قائل ذلك سلام بن أبي مطيع
32

فأثنى عليها خيرا بالنصب على نزع الجار وبالرفع نائب الفاعل
وكذا فأثنى عليها شرا روي بالوجهين
فمن أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة قال النووي فيه قولان
أحدهما أنه لمن أثنى عليه أهل الفضل وكان ثناؤهم مطابقا لأفعاله وإن
لم يكن كذلك فليس مراد الحديث
والثاني وهو الصحيح المختار أنه على عمومه وإطلاقه وإن كل مسلم مات
فألهم الله الناس أو معظمهم الثناء عليه كان ذلك دليلا على أنه من أهل
الجنة سواء كانت أفعاله تقتضي ذلك أم لا ويكون في الثاني دليلا على أن الله
سبحانه قد شاء المغفرة له
ومن أثنيتم عليه شرا قال النووي كيف مكنوا من الثناء بالشر
مع النهي عن سب الأموات فالجواب أن النهي عن سب الأموات في غير
المنافق وسائر الكفار وفي غير المتظاهر بفسق وبدعة
33

جاء في مستريح ومستراح منه
أي أن الموتى قسمان:
المؤمن يستريح من نصب الدنيا أي تعبها
والفاجر يستريح منه العباد أي من أذاه وظلمه وارتكابه للمنكرات
فإن أنكروها قاسوا مشقة من ذلك وربما نالهم ضرره وإن سكتوا عنه أثموا
والبلاد والشجر والدواب لأنها تمنع القطر بمعصيته ولأنه يغصبها
ويمنعها حقها من الشرب ونحوه
سليم بن حيان بفتح السين وكسر اللام وليس في الصحيحين
سليم بفتح السين غيره
أصحمة بفتح الهمزة وسكون الصاد وفتح الحاء المهملتين معناه
بالعربية عطية
النجاشي هو لقب لكل من ملك الحبشة
فكبر عليه أربعا قال القاضي روى بن أبي خيثمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يكبر أربعا وخمسا وستا وسبعا وثمانيا حتى مات النجاشي فكبر
34

عليه أربعا وثبت على ذلك حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم
إلى قبر رطب أي جديد ترابه رطب لم تطل مدته فييبس
من شهده بن عباس هو بدل من من
35

تقم المسجد أي تكنسه
آذنتموني أي أعلمتموني
فصلى عليها في رواية أخرجها أبو الشيخ الأصبهاني زيادة أنه سألها أي
العمل وجدت أفضل فذكر أنها أجابته قم المسجد
كبر على جنازة خمسا قال النووي هذا منسوخ
36

إذا رأيتم الجنازة فقوموا قال النووي هذا منسوخ عند
الجمهور ثم اختار عدم نسخه وأنه مستحب
حتى تخلفكم بضم التاء وكسر اللام المشددة أي تصيروا وراءها
أو توضع ذهب بعض من قال بالنسخ في الصورة الأولى إلى أنه غير منسوخ
في الثانية وأنه يستحب لمن شيعها أن لا يقعد حتى توضع وقال النسخ إنما
هو في قيام من مرت فليقم حين يراها قال النووي ظاهره أنه يقوم بمجرد
الرؤية قبل أن تصل إليه
37

إنها من أهل الأرض أي من أهل الذمة
وقه فتنة القبر قلت يحتمل أن على حذف مضاف أي شر فتنة
القبر إذ لا يكون دعا له برفع السؤال عنه من أصله لكونه من القوم الذين
لا يسألون كالصديقين: والشهداء ومن مات منهم يوم الجمعة أو ليلة الجمعة
ونحوهم
38

معروري بضم الميم وفتح الراء عري قال أهل اللغة اعروريت الفرس
إذا ركبته عريا فهو معروري قالوا ولم يأت افعوعل معدى إلا هذا
واحلوليت الشئ
بن الدحداح بمهملات ويقال أبو الدحداح وأبو الدحداحة قال بن
عبد البر لا يعرف اسمه
فعقله رجل أي أمسكه له وحبسه
يتوقص أي يتوثب
عذق بكسر العين المهملة الغصن من النخلة
39

الحدوا بهمزة وصل وفتح الحاء ويجوز قطعها وكسر الحاء يقال لحد
يلحد وألحد يلحد إذا حفر اللحد
جعل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة حمراء هي كساء له خمل قال وكيع
هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم أخرجه بن سعد في طبقاته
وأبو التياح ذكره مع أبي جمرة مع أنه لم يذكر في الإسناد لأنهما ماتا
في سنة واحدة سنة ثمان وعشرين ومائة
بسرخس بفتح السين والراء وسكون الخاء المعجمة ويقال أيضا بإسكان
40

الراء وفتح الخاء مدينة بخراسان
ثمامة هو أبو علي الهمداني
بن شفي بضم الشين وفتح الفاء وتشديد الياء
برودس بضم الراء وسكون الواو وكسر الدال المهملة ثم سين معجمة
جزيرة بأرض الروم ويقال بفتح الراء وبفتح الدال وبإعجام الدال وبإعجام
الشين أربع روايات
41

أبي الهياج بفتح الهاء وتشديد الياء
يجصص أي يبيض بالجص
42

تقصيص القبور بقاف وصادين مهملتين وهو التجصيص والقصة بفتح
القاف وتشديد الصاد المهملة الجص
سهيل وأخيه اسمه سهل ولهما أخ ثالث اسمه صفوان وأبوهم
وهب بن ربيعة القرشي الفهري وكانت وفاة سهيل سنة تسع من
الهجرة
43

البقيع بالموحدة بلا حلاف
دار قوم بالنصب على النداء أي يا أهل دار وقيل على
الاختصاص ويجوز جره على البدل من ضمير عليكم
إن شاء الله هو للتبرك وقيل عائد إلى تلك التربة بعينها
الغرقد ما عظم من العوسج وكان كثيرا في البقيع فأضيف إليه
44

ريث بفتح الراء وسكون الياء ومثلثة أي قدر
رويدا أي قليلا لطيفا لئلا ينبهها
أجافه بالجيم أي أغلقه
وتقنعت إزاري أي لبسته
فقام قال النووي فيه دعاء القائم أكمل من دعاء الجالس في
القبور
45

فأحضر أي عدا
يا عائش مرخم يجوز فيه فتح الشين وضمها
حشا بفتح الحاء المهملة وإسكان الشين المعجمة مقصور
ذات حشا أي ربو وارتفاع نفس وتواتره
رابية مرتفعة البطن
لا شئ في بعض الأصول لا بي شئ بياء الجر ورفع شئ
وفي بعضها لأي شئ على الاستفهام
السواد أي الشخص
فلهدني بفتح الهاء والدال المهملة وروي بالزاي وهما متقاربان وهو
الدفع بجميع الكف في الصدر
نعم هو من تتمة كلام عائشة صدقت نفسها
46

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب قالا حدثنا محمد بن عبيد
عن يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر
أمه الحديث قال النووي هذا الحديث وجد في رواية أبي العلاء
بن ماهان لأهل المغرب ولم يوجد في روايات بلادنا من جهد عبد الغافر
الفارسي ولكنه يوجد في أكثر الأصول في آخر كتاب الجنائز
ويضبب غير عليه وربما كتب في الحاشية ورواه أبو داود والنسائي
وابن ماجة
قلت قد ذكر بن شاهين في كتاب الناسخ والمنسوخ أن هذا الحديث
ونحوه منسوخ بحديث إحيائها حتى آمنت به وردها الله وذلك في حجة
الوداع ولي في المسألة سبع مؤلفات
47

بمشاقص بسهام عراض واحدها مشقص بكسر الميم وفتح القاف
فلم يصل عليه هذا خاص به كما ترك الصلاة في أول الأمر على من عليه
دين وأمر الصحابة فصلوا عليه
48

كتاب الزكاة
49

أوسق جمع وسق بفتح الواو أشهر من كسرها وهو في اللغة الحمل
والمراد به ستون صاعا
خمس ذود بالإضافة وروي بتنوين خمس وذود بدل منه والذود
51

من الثلاثة إلى العشرة ولا واحد له من لفظه وإنما يقال في الواحد بعير
وروي خمسة ذود لأنه يطلق على المذكر والمؤنث
أواقي بالياء في الرواية الأولى وبحذفها فباقي الروايات وكلاهما
جمع أوقية بضم الهمزة وتشديد الياء قال النووي
أجمع أهل الحديث والفقه واللغة على أن الأوقية الشرعية أربعون درهما وهي
أوقية الحجاز
أوساق جمع وسق بكسر الواو ك حمل وأحمال
من تمر بفتح التاء المثناة وإسكان الميم
غير أنه قال بدل التمر ثمر يعني بالمثلثة وفتح الميم
52

الورق بكسر الراء وسكونها الفضة كلها مضروبها وغيره وقيل هي
حقيقة في المضروب دراهم ولا يطلق على غير الدراهم إلا مجازا
الغيم المطر
العشور ضبط بضم العين جمع عشر وبفتحها اسم للمخرج من ذلك
بالسانية هي البعير الذي يستقى به الماء من البئر
53

منع بن جميل أي الزكاة
ينقم بكسر القاف أفصح من ضمها
وأعتاده هي آلة الحرب من السلاح والدواب وغيرها الواحد عتاد بفتح
العين
فهي علي ومثلها معها في حديث عند الدارقطني إنا تعجلنا
منه صدقة عامين
صنو أبيه أي مثل أبيه
فرض زكاة الفطر أي أوجب وألزم وقيل قدر
من المسلمين قال الترمذي وغيره هذه اللفظة انفرد بها مالك دون
سائر أصحاب نافع قال النووي وليس كذلك بل وافقه فيها ثقتان
الضحاك بن عثمان في مسلم وعمر بن نافع في البخاري
54

ابن أبي ذباب بضم الذال المعجمة وبالباء الموحدة
55

كلما بردت في بعض النسخ ردت
حلبها بفتح اللام وحكي إسكانها
بطح لها أي ألقي
بقاع هو المستوي من الأرض
قرقر بفتح القافين المستوي من الأرض الواسع
كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها قالوا هو تغيير وتصحيف والصواب
ما في الرواية بعدها كلما مر عليه أخراها رد عليه أولاها
فيرى سبيله بضم ياء يرى وفتحها ورفع سبيله ونصب
عقصاء هي ملتوية القرنين
جلحاء هي التي لا قرن لها
عضباء هي التي انكسر قرنها الداخل
تنطحه بكسر الطاء أفصح من فتحها
ولا صاحب بقر هذا أصح الأحاديث الواردة في زكاة البقر
بأظلافها جمع ظلف وهو للبقر والغنم كالخف للبعير
والقدم للآدمي والحافر للفرس والبغل والحمار
التي هي له وزر في بعض النسخ الذي وهو أفصح وأشهر
ونواء بكسر النون والمد أي مناوأة ومعاداة
ربطها في سبيل الله أي أعدها للجهاد
طولها بكسر الطاء وفتح الواو الحبل الذي تربط فيه
فاستنت أي جرت
57

شرفا بفتح الشين المعجمة والراء العالي من الأرض وقيل المراد هنا
طلقا
الفاذأي القليلة النظير
الجامعة أي العامة المتناولة لكل خير ومعروف
كنز هو كل شي مجموع بعضه على بعض سواء كان في بطن
الأرض أو على ظهرها
في نواصيها الخير فسر في الحديث بالأجر والمغنم
أشرا بفتح الهمزة والشين المرح واللجاج
58

أكثر ما كانت بالمثلثة
مثل له شجاعا أي نصب أو صير بمعنى أن ماله يصير على صورة
الشجاع
جماء هي التي لا قرون لها
وما حقها قال إطراق فحلها إلى آخره قال المازري يحمل على أن
61

يكون هذا الحق في موضع يتعين فيه المواساة وقال القاضي هذا لألفاظ
صريحة في أن هذا الحق غير الزكاة قال ولعل هذا كان قبل وجوب
الزكاة
ومنيحتها هو ان يمنحه ناقة أو بقرة أو شاة ينتفع بلبنها ووبرها وصوفها
وشعرها زمانا ثم يردها
من المصدقين بتخفيف الصاد هم السعاة العاملون على الصدقات
أرضوا مصدقيكم معناه ببذل الواجب وملاطفتهم وترك مشاقتهم
62

فلم أتقار أي لم يمكنني القرار والثبات
نفدت قال النووي ضبطناه بالدال المهملة وبالذال المعجمة
وفتح الفاء
63

لغطا بفتح الغين المعجمة وسكونها أي جلبة وصوتا غير مفهوم
64

إلا من أعطاه الله خيرا أي مالا
فنفح بالحاء المهملة أي ضرب يده بالعطاء
يمينه وشماله وبين يديه ووراءه أي فعل جميع وجوه المكارم والخير
وعمل فيه خيرا أي طاعة
في الحرة هي الأرض الملبسة حجارة سوداء
65

ملأ هم الأشراف
أخشن الثياب إلى آخره هو بالخاء والشين المعجمتين في الألفاظ الثلاثة
من الخشونة عند الجمهور وعند بن الحذاء في الأخير خاصة
66

حسن الوجه من الحسن ورواه القابسي في البخاري حسن
الشعر والثياب والهيئة
فقام عليهم أي وقف
بشر الكانزين هذا على مذهب أبي ذر في الكنز أنه كل ما فضل عن
حاجة الإنسان والذي عليه الجمهور أن الكنز المال الذي لم تؤد زكاته وما
أديت زكاته فليس بكنز سواء كثر أم قل
برضف هي الحجارة المحماة
يحمى يوقد
ثدي أحدهم فيه جواز استعمال الثدي في الرجل وهو الصحيح عند
جمهور أهل اللغة
من نغض كتفيه بضع النون وسكون الغين المعجمة وضاد معجمة العظم
الرقيق على طرف الكتف وقيل هو أعلى الكتف
يتزلزل أي يتحرك قال القاضي قيل إنه بسبب نضجه يتحرك
لكونه تهرأ قال والصواب أن التحرك والتزلزل إنما هو للرضف أي
يتحرك من نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه
لا تعتريهم أي لا تأتيهم ولا تطلب منهم يقال اعتريته أحمد إذا أتيته تطلب
منه حاجة
67

خليد بضم الخاء المعجمة وفتح اللام وإسكان الياء
العصري بفتح العين والصاد المهملتين
وقال بن نمير ملآن قالوا هو غلط منه وضبطوه بوجهين إسكان
اللام ثم همزة وفتح اللام بلا همز
سحاء ضبط بوجهين بالتنوين على المصدر وهو الأصح الأشهر وبالمد
على الوصف ووزنه فعلاء صفة لليد والسح الصب الدائم
لا يغيضها أي لا ينقصها
الليل والنهار منصوبان على الظرف في الرواية الأولى وضبط في رواية
محمد بن رافع بذلك وبالرفع على أنه فاعل
68

وبيده الأخرى القبض ضبط بالقاف والباء الموحدة وهو
الأشهر والأكثر ومعناه الموت وقيل تقتير الرزق على من يشاء وبالفاء
والياء المثناة تحت ومعناه الإحسان والعطاء والرزق الواسع وقيل الموت
لغة في الفيض يقال فاضت نفسه وأفاضت إذا مات قال المازري وهذا
مما يتأول لأن اليمين إذا كانت بمعنى المناسبة ل الشمال لا يوصف بها
الباري سبحانه لأنه مقدس عن التجسيم والحد وإنما خاطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
بما يفهمونه وأراد الإخبار بأن الله سبحانه وتعالى لا ينقصه الإنفاق ولا
يمسك خشية الإملاق وعبر عن توالي النعم وسح اليمين لأن الباذل
منا يفعل ذلك بيمينه
قلت وهذا يسمى في فن البيان بالاستعارة التمثيلية
يرفع ويخفض قيل هو عبارة عن توسيع الرزق وتقتيره على من يشاء
وقيل هو عبارة عن تصاريف المقادير في الخلق بالعزة والذل
69

الجرمي بالجيم
قهرمان بفتح القاف وإسكان الهاء وفتح الراء الخازن والقائم بحوائج
الإنسان وهو بمعنى الوكيل وهو بلسان الفرس
70

فضل بكسر الضاد وفتحها
71

بيرحا ضبط بفتح الراء وضمها مع كسر الياء وبفتح الباء والراء حائط
يسمى بهذا الاسم وليس اسم بئر وفي رواية حماد بن سلمة بريحا بفتح
الباء وكسر الراء وفي أبي داود بأريحاء وأكثر رواياتهم في
هذا الحرف بالقصر وروي بالمد
بخ بإسكان الخاء وتنوينها مكسورة وحكي كسرها بلا تنوين وحكي
تشديدها وروي بالرفع ومعناه تعظيم الأمر وتفخيمه
مال رابح ضبط بالموحدة من الربح وبالمثناة تحت أي رابح عليك
أجره ونفعه في الآخرة
لو أعطيتها أخوالك كذا في الأصول بالأم وفي البخاري في
72

رواية الأصيلي أخواتك بالتاء المثناة فوق قال القاضي ولعله
أصح بدليل رواية الموطأ أعطيتها أختك قال النووي
الجميع صحيح
ولو من حليكن بفتح الحاء وسكون اللام مفردا
73

يجزي بفتح الياء أي يكفي
فذكرت ذلك لإبراهيم قال النووي قائل ذلك الأعمش
ومقصوده أنه رواه عن شيخين شقيق وأبي عبيدة
يحتسبها قال النووي طريقه في الاحتساب أن يتذكر أنه يجب
عليه الإنفاق على الزوجة والأطفال والمملوك ونحوهم ممن تجب نفقته على
74

حسب أحوالهم واختلاف العلماء فيهم وأن غيرهم ممن ينفق عليه مندوب إلى
الإنفاق عليهم فينفق بنيه أداء ما أمر به
قدمت علي أمي اسمها قيلة وقيل قتيلة بنت عبد العزى العامرية
القرشية
وهي راغبة قيل معناه راغبة عن الإسلام كارهة له وقيل طامعة فيما
أعطيتها حريصة عليه وفي رواية أبي داود قدمت علي أمي
راغبة في عهد قريش وهي راغمة مشركة
فالأولى راغبة بالباء أي طامعة طالبة صلتي
والثانية بالميم أي كارهة للإسلام ساخطة واختلف في إسلامها
والأكثر أنها ماتت مشركة
75

افتلتت نفسها بالفاء مبنيا للمفعول أي ماتت فلتة أي فجأة
ونفسها يروى بالرفع نائب الفاعل وبالنصب مفعول ثان وبإسقاط الجار
والأول هو المضمر القائم مقام الفاعل ورواه بن قتيبة اقتلتت بالقاف
قال وهي كلمة تقال لمن مات فجأة ويقال أيضا لمن قتله الحب والعشق
أفلها أجر إن تصدقت عنها الرواية الصحيحة بكسر الهمزة من إن على
الشرطية ولا يصح قول من فتحها لأنه إنما سأل عما لم يفعله
76

كل معروف صدقة أي كل ما يفعل من أعمال البر والخير كان ثوابه
كثواب من تصدق بالمال
الدثور بضم الدال جمع دثر بفتحها وهو المال الكثير
ما تصدقون الرواية بتشديد الصاد والدال جميعا
وكل تكبيرة صدقة برفع صدقة على الاستئناف ونصبها عطفا على
77

أن بكل تسبيحة صدقة وكذا ما بعده قال القاضي يحمل تسميتها
صدقة أن لها أجرا كما للصدقة أجر وأن هذه الطاعات تماثل الصدقات في
الأجور فسماها صدقة على طريق المقابلة وتجنيس الكلام وقيل معناه
أنها صدقة على نفسه
وأمر بالمعروف نكره إشارة إلى ثبوت حكم الصدقة في كل فرد من أفراد
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وفي بضع أحدكم صدقة هو بضم الباء قال النووي يطلق على
الجماع وعلى الفرج نفسه وكلاهما يصح إرادته هنا
أيأتي أحدكم شهوته ويكون له فيها أجر قال القرطبي استفهام من استبعد
حصول أجر بفعل مستلذ يحث الطبع عليه وكأن هذا الاستبعاد إنما وقع
من تصفح الأكثر من الشريعة وهو أن الأجور إنما تحصل في العبادات الشاقة
على النفوس المخالفة لها
أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال
كان له أجر زاد البيهقي في شعب الإيمان أتحتسبون
بالشر ولا يحتسبون بالخير قال النووي وفي الحديث جواز
القياس وهو مذهب العلماء كافة إلا الظاهرية وأما المنقول عن التابعين ونحوهم
من ذم القياس فليس المراد به القياس الذي يعتمده الفقهاء والمجتهدون قال
وهذا القياس المذكور في الحديث هو قياس العكس قال القرطبي وحاصله
راجع إلى إعطاء كل واحد من المتقابلين ما يقابل به الآخر من
الذوات والأحكام
78

إنه خلق قال القرطبي الضمير في إنه ضمير الشأن والأمر
مفصل بفتح الميم وكسر الصاد قال القرطبي والمفاصل العظام التي
ينفصل بعضها من بعض وقد سماها سلاميات قال ومقصود الحديث أن
العظام التي في الإنسان أصل وجوده وبها حصول منافعه إذ لا تتأتى الحركات
79

والسكنات إلا بها والأعصاب رباطات واللحوم والجلود حافظات
وممكنات بعد فهي إذا أعظم نعم الله على الإنسان وحق المنعم عليه أن يقابل كل
نعمة منها بشكر يخصها وهي أن يعطي صدقة كما أعطي منفعة لكن الله
سبحانه وتعالى لطف وخفف بأن جعل التسبيحة الواحدة كالعطية
وكذلك التحميدة وغيرها من أعمال البر وأقواله وإن قل مقدارها وأتم
تمام الفضل أن اكتفى من ذلك كله بركعتين في الضحى
عدد تلك الستين والثلاثمائة السلامي قال القرطبي كذا وقعت الرواية
وصوابه في العربية وثلاثمائة السلامي لأنه لا يجمع بين الإضافة والألف
واللام وقال النووي وقع هنا إضافة ثلاث إلى مائة مع تعريف
الأول وتنكير الثاني والمعروف لأهل العربية عكسه وهو تنكير الأول وتعريف
الثاني وقد سبق جوابه في كتاب الإيمان
زحزح باعد
يمشي قال النووي وقع لأكثر رواة كتاب مسلم
الأول يمشي بفتح الياء وبالشين المعجمة والثاني بضمها وبالسين المهملة
ولبعضهم عكسه وكلاهما صحيح وأما قوله بعده في رواية الدارمي
وقال فإنه يمسي يومئذ فبالمهملة لا غير وأما قوله بعد في
حديث أبي بكر بن نافع وقال فإنه يمشي يومئذ فبالمعجمة باتفاقهم
80

على كل مسلم صدقة قال القرطبي هو هنا مطلق وقد قيد في حديث
أبي هريرة بقوله في كل يوم قال فظاهر هذا اللفظ
الوجوب ولكن خففه الله تعالى حيث جعل ما خف من المندوبات مسقطا له
لطفا منه
ذا الحاجة صاحبها
الملهوف المضطر إليها الذي قد شغله همه بحاجته عن كل ما سواها
يمسك عن الشر فإنها صدقة أي على نفسه كما في رواية أخرى
والمراد أنه إذا أمسك عن الشر لله تعالى كان له أجر على ذلك كما أن
للمتصدق بالمال أجرا.
81

تعدل بين الاثنين أي تصلح بينهما بالعدل
بن أبي مزرد بضم الميم وفتح الزاي وكسر الراء المشددة واسمه
عبد الرحمن بن يسار
اللهم أعط منفقا خلفا قال القرطبي هذا يعم الواجبات والمندوبات
اللهم أعط ممسكا تلفا قال القرطبي يعني الممسك عن النفقات الواجبات
وأما الممسك عن المندوبات فقد لا يستحق هذا الدعاء اللهم إلا أن يغلب عليه
البخل بها وإن قلت كالحبة واللقمة فهذا قد يتناوله هذا الدعاء لأنه
إنما يكون كذلك لغلبة صفة البخل المذمومة عليه وقل ما يكون كذلك إلا
ويبخل بكثير من الواجبات أو لا يطيب نفسا بها
82

ويرى الرجل بضم المثناة تحت
يلذن به قال القرطبي أي يستترن ويحترزن من الملاذ الذي هو
السترة قال النووي أي ينتمين إليه ليقوم بحوائجهن ويذب
عنهن وفي رواية بن براد وترى الرجل بفتح المثناة فوق
حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا قال النووي معناه
والله أعلم أنهم يتركونها ويعرضون عنها فتبقى مهملة لا تزرع ولا يسقى من
مياهها وذلك لقلة الرجال وكثرة الحروب وتراكم الفتن وقرب الساعة
وقلة الآمال وعدم الفراغ لذلك والاهتمام به قال القرطبي
وتنصرف دواعي العرب عن مقتضى عادتهم من انتجاع الغيث والارتحال عن
83

المواطن للحروب والغارات ومن عزة النفوس العربية الكريمة الأبية إلى أن
يتقاعدوا يقول عن ذلك فيشتغلوا بغراسة الذي الأرض وعمارتها وإجراء مياهها كما قد
شوهد في كثير من بلادهم وأحوالهم
حتى يهم رب المال قال النووي ضبط بوجهين
أحدهما وهو الأجود والأشهر بضم الياء وكسر الهاء ويكون رب
المال منصوبا مفعولا والفاعل من يقبله أي يخزنه ويهتم له
والثاني بفتح الياء وضم الهاء ويكون رب المال مرفوعا فاعلا أي
يهم رب المال بمن يقبل صدقته أي يقصده
لا أرب لا حاجة
محمد بن يزيد الرفاعي منسوب إلى جده رفاعة
84

أفلاذ أكبادها قال بن السكيت الفلذة القطعة من كبد البعير وقال
غيره هي القطعة من اللحم قال النووي ومعنى الحديث التشبيه
أي تخرج ما في جوفها من القطع المدفونة فيها
أمثال الأسطوان بضم الهمزة والطاء جمع أسطوانة وهي السارية
والعمود
/ إلا الطيب أي الحلال
أخذها الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربوا في كف الرحمن قال المازري
قد ذكرنا استحالة الجارحة على الله تعالى وهذا الحديث وشبهه عبر به النبي
صلى الله عليه وسلم على ما اعتادوا في خطابهم ليفهموا فكنى هنا عن قبول الصدقة
بأخذها بالكف وعن تضعيف أجرها بالتربية قال القاضي لما كان الشئ
الذي يرضي يتلقى باليمين ويؤخذ بها استعمل في مثل هذا واستعير للقبول
85

والرضا كما قال الشاعر
إذا ما راية رفعت لمجد
تلقاها عرابة باليمين
قال وقيل عبر باليمين هنا عن جهة القبول والرضا إذ الشمال بضده في
هذا قال وقيل المراد بكف الرحمن هنا وب يمينه كف الذي يدفع إليه
الصدقة وأضافه إلى اله تعالى إضافة ملك واختصاص لوضع هذه الصدقة
فيها لله تعالى وقال القرطبي يحتمل أن يكون الكف عبارة عن
كفة الميزان الذي يوزن فيه الأعمال فيكون من باب حذف المضاف كأنه قال
فتربوا في كفة ميزان الرحمن قال ويجوز أن يكون مصدر كف كفا
ويكون معناه الحفظ والصيانة فكأنه قال تلك الصدقة في حفظ الله
وكلئه لأن فلا ينقص ثوابها ولا يبطل جزاؤها
86

حتى تكون أعظم من الجبل قيل هو على ظاهره وأن ذاتها تعظم
ويبارك الله فيها ويزيدها من فضله حتى تثقل في الميزان وقيل المراد بذلك
تعظيم أجرها وتضعيف ثوابها
فلوه فيه لغتان أشهرها فتح الفاء وضم اللام وتشديد الواو
والثانية كسر الفاء وسكون اللام وتخفيف الواو وهو المهر سمي
بذلك لأنه فلا عن أمه أي فصل وعزل وقال القرطبي الفلو في الإبل
كالصبي في الرجال
أو فصيله وهو ولد الناقة إذا فصل من رضاع أمه ك جريح وقتيل
بمعنى مجروح ومقتول
87

أو قلوصة بفتح القاف وضم اللام الناقة الفتية ولا تطلق على الذكر
إن الله طيب قال القاضي هو صفة لله بمعنى المنزه عن النقائص فهو
بمعنى القدوس زاد القرطبي وقيل طيب الثناء ومستلذ الأسماء عند
العارفين بها قال وعلى هذا ف طيب من أسمائه الحسنى ومعدود في
جملتها المأخوذة من السنة ك الجميل والنظيف على قول من
رواه
88

وإن الله سبحانه وتعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين قال
القرطبي يعني سوى بينهم في الخطاب بوجوب أكل الحلال
يطيل السفر قال النووي أي في وجوه الطاعات كحج
وزيارة مستحبة وصلة رحم وغير ذلك قال القرطبي إلا أن قوله أشعث
أغبر يدل على المحرم قال والشعث في الشعر والغبرة في سائر
الجسد
يمد يديه إلى السماء أي عند الدعاء قال القرطبي وهذا يدل على
مشروعية مد اليدين عنده
وغذي بضم الغين وتخفيف الذال المكسورة
فأنى يستجاب لذلك قال القرطبي أي كيف على جهة الاستبعاد
ومعناه أنه ليس أهلا لإجابة دعائه ولكن يجوز أن يستجيب الله له فضلا
وكرما
بشق تمرة بكسر الشين نصفها وجانبها
89

ترجمان بفتح التاء وضمها المعبر عن لسان بلسان
أيمن منه قال القرطبي بالنصب على الظرف وكذا أشأم منه ويعني
بهما يمينه وشماله مأخوذة من اليد اليمنى والشؤمى
فاتقوا النار أي اجعلوا بينكم وبينها وقاية من الصدقات وأعمال البر ولو
بكلمة طيبة قال النووي فيه أنها سبب للنجاة من النار
وهي الكلمة التي فيها تطييب قلب إنسان إذا كانت مباحة أو طاعة
90

وأشاح بالشين المعجمة والحاء المهملة قال الخليل أشاح بوجهه عن
الشئ نحاه عنه قال القرطبي وهذا هو معناه في الحديث قال النووي
قال الأكثرون المشيح الحذر والجاد في الأمر وقيل المقبل وقيل الهارب وقيل المقبل
إليك المانع لما وراء ظهره قال فأشاح
يحتمل هذه المعاني أي حذر النار كأنه ينظر إليها أو جد في الإيضاح
بإيقانها وقد أو أقبل إليك خطابا أو أعرض كالهارب
91

مجتابي النمار بكسر النون جمع نمرة بفتحها وهي ثياب صوف فيها
تنمير أي خرقوها وقوروا وسطها
فتمعر بالعين المهملة أي تغير
كومين ضبط بفتح الكاف وضمها قال بن سراج هو بالضم اسم لما
كوم وبالفتح المرة الواحدة والكومة الصبرة والكوم العظيم من كل
شئ والكوم المكان المرتفع كالرابية قال الشارحون والفتح هنا أولى لأنه
شبه ما اجتمع هناك بالكوم الذي هو الرابية
يتهلل أي يستبشر فرحا وسرورا
كأنه مذهبه ضبطه الجمهور بذال معجمة وفتح الهاء وباء موحدة فقيل
معناه فضة مذهبة وهو أبلغ في حسن الوجه وإشراقه كما قال الشاعر
كأنها فضة قد مسها ذهب
وقيل معناه كأنه آلة مذهبة كما يذهب من الجلود والسروج والأقداح وغير
ذلك ويجعل طرائق يتلو بعضها بعضا وضبطه الحميدي بدال مهملة وضم
الهاء ونون وقال المدهن الإناء الذي يدهن فيه وهو أيضا اسم للنقرة في
93

الجبل يستنقع فيها ماء المطر فشبه وجهه الكريم بصفاء هذا الماء وبصفاء
الدهن والمدهن قال القاضي وغيره هذا تصحيف والصواب الأول
نحامل على ظهورنا أي نحمل عليها بأجرة
94

/ بعس بضم العين وتشديد السين المهملتين القدح الكبير الضخم
وروي بعسا بفتح العين وكسرها وسين مهملة وفسر ب العس
الكبير وروي بعشا بشين معجمة ومد قال القاضي وهذه لأكثر
رواه مسلم
من منح منيحة بفتح الميم وياء وفي بعض النسخ منحة بحذف
الياء والميم المكسورة قال النووي قد تكون المنيحة عطية الرقبة
بمنافعها وهي الهبة وقد تكون عطية اللبن أو الثمر مدة والرقبة باقية على
ملك صاحبها فيردها إليه إذا انقضى اللبن أو الثمر المأذون فيه
صبوحها وغبوقها بالنصب على الظرف وقيل بالجر على البدل من
صدقة والصبوح بفتح الصاد الشرب أول النهار والغبوق بفتح
الغين الشرب أول الليل
95

حدثنا سفيان بن عيينة قال وقال بن جريج كذا في الأصول بالواو
لأن بن عيينة قال لعمرو قال بن جريج كذا فإذا روى عمرو الثاني
من تلك الأحاديث أتى بالواو لأن بن عيينة قال في الثاني وقال بن جريج
96

كذا مثل المنفق والمتصدق قال النووي كذا في الأصول وقال
القاضي وغيره وهو وهم وصوابه مثل البخيل والمتصدق كما في سائر
الروايات قال وفي بعض الأصول والمصدق بحذف التاء وتشديد
الصاد
كمثل رجل قال النووي كذا في الأصول كلها بالإفراد
والظاهر أنه تغيير من بعض الرواة وصوابه كمثل رجلين
جبتان أو جنتان الأول بالباء والثاني بالنون وفي بعض الأصول
عكسه
من لدن ثديهما كذا في أكثر الأصول بضم الثاء وتشديد الياء على
الجمع وفي بعضها ثدييهما بالتثنية
سبغت عليه أي كملت وروي اتسعت من السعة
أو مرت كذا في النسخ بالراء وصوابه مدت بالدال بمعنى
سبغت وقد يصح مرت على نحو هذا المعنى
قلصت تقبضت وانضمت وأخذت كل حلقة موضعها
حتى تجن بنانه وتعفو أثره قال القاضي هذا وهم من الرواة لأن هذه
الجملة إنما هي في المتصدق لا في البخيل ومعنى يجن بنانه بالجيم والنون
تستر أنامله ووهم بعضهم فرواه تحز بالحاء والزاي ووهم آخر فرواه
ثيابه بالباء والمثلثة جمع ثوب ومعنى وتعفو أثره يمحو
أثر مشيه بسبوغها وكمالها وهو تمثيل لنماء المال بالصدقة والإنفاق
والبخيل بضد ذلك وقيل هو تمثيل لكثرة الجود والبخل وأن المعطي إذا أعطى
انبسطت يداه بالعطاء وتعود ذلك وإذا أمسك صار ذلك عادة له وقيل معنى
يمحو أثره تذهب بخطاياه ونحوها وقيل ضرب المثل عادة بهما لأن
97

المنفق يستر الله سبحانه وتعالى عوراته في الدنيا والآخرة كستر هذه الجبة
لابسها والبخيل كمن لبس جبة إلى ثدييه فبقي مكشوفا بادي العورة مفتضحا
في الدنيا والآخرة
جنتان من حديد تثنية جنة وهي الدرع
فلو رأيته بفتح التاء ولا توسع بفتح التاء
وأصله تتوسع
أحد المتصدقين بفتح القاف على التثنية أي له أجر متصدق قال
القرطبي ويصح أن يقال على الجمع وإن لم يرو أي أنه من
جملة المتصدقين
98

وللخازن مثل ذلك قال النووي معناه أن له مشاركة في
الأجر ولا يلزم يكون مثل المتصدق سواء بل يكون مثله وقد يكون أقل
وقد يكون أكثر فلو أعطى المالك لخازنه مائة درهم ليوصلها إلى فقير على باب
داره فأجر المالك أكثر أو أعطى رغيفا ليوصله إلى من في مسافة بعيدة فأجر
الخازن أكثر
من غير أن ينتقص من أجورهم شيئا قال النووي كذا في
الأصول بالنصب على إضمار الفاعل أي ينتقص الله أو الزوج من أجر
99

المرأة والخازن وجمع ضميرهما على هذا مجازا
آبي اللحم بهمزة ممدودة اسمه عبد الله وقيل الحويرث وقيل
خلف صحابي استشهد يوم حنين لقب بذلك لأنه كان لا يأكل اللحم
وقيل لا يأكل ما ذبح للأصنام وقيل لما ضرب عبده على دفع اللحم سمي
بذلك ورجحه القرطبي
والأجر بينكما قال النووي ليس معناه أن الأجر الذي لأحدهما
يزدحمان فيه بل معناه أن هذه الصدقة يترتب على جملتها ثواب على قدر
100

المال والعمل فيكون ذلك مقسوما بينهما لهذا نصيب بماله ولهذا نصيب
بعمله
نصفان قال النووي أي قسمان وإن كان أحدهما أكثر
كما قال الشاعر
إذا مت كان الناس نصفان شامت * وآخر مثن بالذي كنت أصنع
قال وأشار القاضي إلى أنه يحتمل أن يكون سواء لأن الأجر فضل من الله
تعالى ولا يدرك بقيا س ولا هو بحسب الأعمال وذلك فضل الله يؤتيه من
يشاء قال والمختار الأول
لا تصم المرأة وبعلها شاهد أي مقيم في البلد والمراد صوم
التطوع والنهي للتحريم صرح به أصحابنا
ولا تأذن في بيته وهو شاهد إلا بإذنه قال القرطبي علته أن ذلك يشوش
على الزوج مقصوده وخلوته بها قال وبهذا تظهر المناسبة بين هذا النهي وبين النهي
عن الصوم قال وقال بعض الأئمة هو معلل بأن البيت ملك الزوج
وإذنها في دخوله تصرف فيما لا تملك قال وهذا فيه بعد إذ لو كان
معللا بذلك لاستوى حضور الزوج وغيبته
101

وما أنفقت من كسبه قال القرطبي محمول على الطعام ونحوه
من غير أمره قال النووي أي الصريح في ذلك القدر المعين ويكون معها
إذن عام سابق متناول لهذا القدر وغيره صريحا أو عرفا قال ولا بد من هذا
التأويل
من أنفق زوجين في بعض طرق الحديث قيل وما زوجان قال
فرسان أو عبدان أو بعيران وقال بن عرفة كل شئ قرن بمصاحبة فهو
102

زوج وقيل ويحتمل أن مثل يكون الحديث في جميع أعمال البر من
صلاتين أو صيام يومين أو شفع صدقة بأخرى ويدل على قوله في بقية
الحديث فمن كان من أهل الصلاة ومن كان من أهل الصيام
والزوج الصنف ومنه وكنتم أزواجا ثلاثة
في سبيل الله هو عام في جميع وجوه الخير وقيل مخصوص
بالجهاد
هذا خير قيل هو اسم أي ثواب وغبطة وقيل أفعل تفضيل أي
هذا فيما نعتقد خير لك من غيره من الأبواب لكثرة ثوابه ونعيمه فيقال
فادخل منه قال النووي ولا بد من تقدير ما ذكرناه أن كل مناد
يعتقد أن ذلك الباب أفضل من غيره
فمن كان من أهل الصلاة إلى آخره أي من المكثرين للتطوع من
ذلك النوع بحيث كان الغالب عليه في عمله وليس المراد
الواجبات لاستواء الناس فيها قاله القرطبي
من باب الريان سمي بذلك على جهة مقابلة العطشان لأنه جوزي على
عطشه بالري الدائم في الجنة التي يدخل إليها من ذلك الباب
فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها أي هل يحصل لأحد الإكثار من
تطوعات البر كلها ما يتأهل به للدعاء من كل الأبواب وذكر في الحديث من
أبواب الجنة الثمانية أربعة باب الصلاة وباب الصدقة وباب الصيام
وباب الجهاد قال القاضي وجاء ذكر بقية الأبواب في أحاديث أخر باب
التوبة وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وباب الراضين والباب الأيمن
الذي يدخل منه من لا حساب عليه
103

أي فل بضم اللام مرخم فلان وقيل لغة فيه
لا توى بفتح المثناة فوق مقصور لا هلاك
104

انفحي بفتح الفاء وحاء مهملة أي أعطي
انضحي بكسر الضاد أي أعطي أيضا وهو أبلغ من انفحي
ولا تحصي أي لا تمنعي وقيل لا تعديه فتستكثريه فيكون سببا لانقطاع
إنفاقك
فيحصي الله عليك هو من المشاكلة على حد ومكروا ومكر الله
ارضخي أي أعطي بغير تقدير
ولا توعي فيوعي الله عليك أي لا تمسكي المال في الوعاء فيمسك الله
فضله وثوابه عنك وفي رواية ولا توكي فيوكي عليك أي لا
تربطي والوكاء الخيط الذي يشد به
105

يا نساء المسلمات ضبط بنصب نساء وجر المسلمات على الإضافة
من إضافة الأعم إلى الأخص كمسجد الجامع على تقدير يا نساء
الأنفس المسلمات وقيل تقديره يا فاضلات المسلمات كما يقال هؤلاء
رجال القوم أي سادتهم وأفاضلهم وبرفع نساء والمسلمات معا على
النداء أو الصفة أي يا أيتها النساء المسلمات وبرفع نساء
وكسر المسلمات على أنه منصوب على الصفة على الموضع كما يقال
يا زيد العاقل برفع العاقل ونصبه
لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة بكسر الفاء والسين الظلف وأصله
في الإبل وهو فيها كالقدم في الإنسان ويطلق على كل الغنم استعارة
قال النووي هذا النهي عن الاحتقار نهي للمطيعة علي أن لا تمتنع من
إهداء القليل لجارتها لاستقلاله وقيل هو نهي للمعطاة عن الاحتقار
106

في ظله أي ظل عرشه كما صرح به في رواية أخرى
107

يوم لا ظل إلا ظله قال النووي المراد يوم القيامة إذا قام الناس
لرب العالمين وقربت الشمس من الرؤوس واشتد عليهم حرها وأخذهم
العرق ولا ظل هناك لشئ إلا العرش وقد يراد به ظل الجنة وهو نعيمها
والكون فيها كما قال الله تعالى وندخلهم ظلا ظليلا قال
القاضي وقال بن دينار المراد بالظل هنا الكرامة والكنف والأمن من
المكاره في ذلك الوقت وليس المراد ظل الشمس وما قاله معلوم في اللسان
يقال فلان في ظل فلان أي في كنفه وحمايته وهذا أولى الأقوال وتكون
إضافته إلى العرش لأنه مكان التقريب والكرامة وإلا فالشمس وسائر العالم
تحت العرش وفي ظله
الإمام العادل قالوا هو كل من إليه نظر في شئ من أمور المسلمين وبدأ
به لكثرة حفاظه وعموم نفعه
وشاب نشأ بعبادة الله كذا في الأصول بالباء وهي للمصاحبة أي
نشأ متلبسا بها مصاحبا لها قاله النووي قال القرطبي ويحتمل أن
يكون بمعنى في كما في غير مسلم نشأ في عبادة الله كما
وردت في بمعنى الب في قوله يأتيهم الله في ظلل
قال ونشأ ثبت وابتدأ أي لم تكن له صبوة
108

قلبه معلق كذا في أكثر الأصول وفي بعضها متعلق بالتاء
في المساجد في غير هذه الرواية بالمساجد أي شديد الحب لها
والملازمة للجماعة فيها وليس معناه دوام القعود فيها
اجتمعا عليه وتفرقا عليه معنا اجتمعا على حب الله وافترقا على
حب الله أي كان سبب اجتماعهما حب الله واستمرا على ذلك حتى تفرقا
من مجلسهما وهما صادقان في حب كل واحد منهما صاحبه لله تعالى حال
اجتماعهما وافتراقهما
دعته امرأة أي عرضت نفسها عليه للزنى بها وقيل النكاح فخاف
العجز عن القيام بحقها لأن الخوف من الله شغله عن لذات الدنيا وشهواتها
ذات منصب أي نسب وحسب وشرف
فقال إني أخاف الله قال القاضي يحتمل قول ذلك بلسانه ويحتمل قوله
في قلبه ليزجر
نفسه لا تعلم يمينه ما تنفق شماله كذا وقع في جميع روايات مسلم والمعروف
في غيره لا تعلم شماله ما تنفق يمينه وهو وجه الكلام لأن المعروف في
النفقة أن محلها اليمين قال القاضي ويشبه أن يكون الوهم فيها من الناقل عن
مسلم لا من مسلم بدليل إدخاله بعده حديث مالك وقال بمثل حديث عبيد
وبين الخلاف فيه في قوله وقال رجل معلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود
فلو كان ما رواه مخالفا لرواية مالك لنبه عليه كما نبه على هذا قال
العلماء وهذا في صدقة التطوع أما الزكاة الواجبة فإعلانها حتى أفضل وضرب المثل
باليمين والشمال لقربهما وملازمتهما والمعنى لو قدرت الشمال رجلا متيقظا لما
109

علم صدقه اليمين لمبالغته في الإخفاء وقيل المراد من عن يمينه وشماله من
الناس قال القرطبي وقد سمعنا من بعض المشايخ أن ذلك أن يتصدق على
الضعيف في صورة المشتري منه فيدفع له درهما مثلا في شئ
يساوي نصف درهم فالصورة مبايعة والحقيقة صدقة قال وهو اعتبار حسن
ذكر الله خاليا قال القرطبي يعني من الخلق ومن الالتفات إلى غير الله
ففاضت عيناه قال القرطبي فيض العين بكاؤها وهو على حسب حال
الذاكر وبحسب ما ينكشف له من أوصافه تعالى فإن انكشف له غضبه
وسخطه فبكاؤه عن خوف وإن انكشف جماله وجلاله فبكاؤه عن محبة
وشوق وهكذا يتلون الذاكر بتلون ما يذكر من الأسماء والصفات قال وهذا
الحديث جدير بأن يمعن فيه النظر ويستخرج ما فيه من العبر
وأنت صحيح شحيح فيه الجناس اللاحق قال الخطابي الشح أعم من
110

البخل وكأن الشح جنس والبخل نوع وأكثر ما يقال البخل في أفراد
الأمور والشح عام كالوصف اللازم وما هو من قبل الطبع قال فمعنى
الحديث الشح غالب في حال الصحة فإذا سمح فيها وتصدق كان أصدق
في نيته وأعظم لأجره بخلاف من أشرف على الموت وأيس من
الحياة ورأي مصير المال لغيره فإن صدقته حينئذ ناقصة بالنسبة إلى حال
الصحة والشح ورجاء البقاء وخوف الفقر وعبر القرطبي عن معنى كلام
الخطابي بقوله الشح المنع مطلقا يعم منع المال وغيره والبخل بالمال
فهو نوع منه
وتأمل الغنى بضم الميم أي تطمع به
حتى إذا بلغت الحلقوم أي الروح وإن لم يجر لها ذكر لدلالة الحال عليها
والحلقوم الحلق والمراد قاربت بلوغه إذ لو بلغته حقيقة لم تصح وصيته ولا
صدقته ولا شئ من تصرفاته باتفاق الفقهاء قاله النووي
ألا وقد كان لفلان قال الخطابي المراد به الوارث وقال غيره المراد به سبق
القضاء للموصى به قال القرطبي وهو الأظهر وقال النووي
يحتمل أن يكون المعنى أنه خرج عن تصرفه وكمال ملكه
واستقلاله بما شاء من التصرف وليس له في وصيته كبير ثواب بالنسبة إلى
صدقة الصحيح الشحيح
111

أما استفتاح
وأبيك هي لفظة تجري على اللسان من غير تعمد فلا تكون يمينا ولا منهيا عنها
لتنبأنه أي لتخبرن به حتى تعلمه
يذكر الصدقة والتعفف عن المسألة أي يحض الغني عن الصدقة والفقير
على التعفف
واليد العليا المنفقة والسفلى السائلة قال القرطبي هذا نص يدفع تعسف من
تعسف في تأويله غير أنه وقع في بعض طرقه عند أبي داود بدل
112

المنفقة المتعففة قال وقال أكثرهم المنفقة
خير الصدقة عن ظهر غنى أي ما أبقت بعدها عنى يعتمده
صاحبها ويستظهر به ع مصالحه قاله الخطابي وجزم به النووي
وقال القرطبي أي ما كان بعد القيام بحقوق النفس وحقوق العيال
قال رجل له درهمان فتصدق بأحدهما ورجل له مال كثير فأخذ من
عرض ماله مائة ألف فتصدق بها قال وعلى ما أولنا به الغنى يرتفع
113

التعارض قال وبيانه أن الغنى يعني به في الحديث حصول ما يدفع به الحاجات
الضرورية كالأكل عند الجوع المشوش الذي لا صبر عليه وستر العورة والحاجة
إلى ما يدفع عن نفسه الأذى وما هذا سبيله لا يجوز الإيثار به ولا التصدق
بل يحرم فإذا سقطت هذه الواجبات صح الإيثار وكانت
صدقته هي الأفضل لأجل ما يحمله من مضض الحاجة وشدة المشقة
خضرة حلوة قال القرطبي أي روضة خضراء أو شجرة ناعمة غضة
مستحلاة الطعم وقال النووي شبهه في الرغبة فيه والميل إليه
وحرص النفوس عليه بالفاكهة الخضراء الحلوة المستلذة فإن الأخضر
مرغوب فيه على انفراده فاجتماعهما أشد وفيه إشارة إلى عدم بقائه
لأن الخضروات لا تبقى ولا تراد للبقاء
فمن أخذه بطيب نفس هو عائد إلى الآخذ أي بغير سؤال ولا تطلع ولا
114

حرص وقيل إلى الدافع أي أخذه ممن يدفعه منشرحا بدفعه إليه لا
بسؤال اضطره إليه أو نحوه مما لا تطيب معه نفس الدافع
بورك له فيه أي انتفع به في الدنيا بالتنمية وفي الآخرة بأجر النفقة قاله
القرطبي
ومن أخذه بإشراف نفس بشين معجمة وهو تطلعها إليه وحرصها
وتشوفها وطمعها فيه
لم يبارك له فيه أي لينتفع به إذ لا يجد لذة نفقته ولا ثواب صدقته
بل يتعب بجمعه ويدمر بمنعه ولا يصل إلى شئ من نفعه
وكان كالذي يأكل ولا يشبع قيل هو الذي به داء لا يشبع بسببه وقيل
يحتمل تشبيهه بالبهيمة الراعية
إنك إن تبذل بفتح همزة أن قاله النووي
قلت فهي ناصبة للمضارع وهي ومنصوبها في تأويل المصدر وفي محل
رفع بالابتداء والخبر خير على حد وأن تصوموا خير لكم
الفضل قال القرطبي يعني به الفاضل عن الكفاف
115

وأن تمسكه شر لك قال النووي لأنه إذا أمسكه عن الواجب
استحق العقاب عليه أو عن المندوب فقد نقص ثوابه وفوت مصلحة
نفسه في آخرته وذلك شر وكذا قال القرطبي وقال إنه نظير
حديث وشر صفوف 22 الرجال آخرها والمعنى أنه أقل ثوابا
وأقول الذي عندي في هذا الحديث أنه من المنسوخات وأنه ورد على سنن
قوله تعالى ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو وقوله خذ
العفو أي الفضل ثم إن الآية نسخت بالزكاة كما ورد النص
عليه فنسخ معها كل حديث ورد على سننها
ولا تلام على كفاف أي قدر الحاجة قال القرطبي يفهم منه بحكم دليل
الخطاب أن ما زاد على الكفاف يتعرض صاحبه للوم
قلت ولذا يتعين الحكم عليه بالنسخ
116

عن عبد الله بن عامر هو أحد القراء السبعة
اليحصبي بفتح الصاد وضمها منسوب إلى بني يحصب
إياكم وأحاديث أهل الكتاب قاله لما اشتهر في زمنه من التحدث عن
أهل الكتاب
إنما أنا خازن أي والمالك المعطي حقيقة هو الله تعالى
* لا تلحفوا أي لا تلحوا
117

فما المسكين كذا في الأصول لأن ما تأتي لصفات من يعقل
قال الذي لا يجد إلى آخره أي الأحق باسم المسكين هو هذا على
118

حد قوله ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند
الغضب وهو نوع بديعي يسمى تحويل الموضع إلى غيره
وليس في وجهه مزعة لحم بضم الميم وسكون الزاي أي قطعة قيل هو
على ظاهره فيجئ وجهه عظم لا لحم عليه عقوبة له حين سأل بوجهه كما
جاءت الأحاديث بالعقوبات في الأعضاء التي كانت بها المعاصي وقيل هو
119

كناية عن إتيانه يوم القيامة ذليلا ساقطا لا وجه له عند الله قال النووي
وهذا فيمن سأل لغير ضرورة سؤالا منهيا عنه وكثر منه
تكثرا أي استكثارا منها من غير ضرورة ولا حاجة
يسأل جمرا قال القاضي معناه أنه يعاقب بالنار قال ويحتمل أن يكون
على ظاهره وأن الذي يأخذه يصير جمرا يكوى به كما ثبت في
مانع الزكاة
فليستقل أو ليستكثر قال القرطبي هذا أمر على وجهة التهديد أو على وجهة الإخبار
عن مآل حاله ومعناه أنه يعاقب على القليل من ذلك والكثير
120

فيحطب قال النووي كذا في الأصول بغير تاء بين الحاء
والطاء
121

/ يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدا أن يناوله إياه قال النووي
فيه التمسك بالعموم لأنهم نهوا عن السؤال فحملوه على عمومه
122

بن رياب بكسر الراء ومثناة تحت ثم ألف ثم موحدة
حمالة بفتح الحاء ما لزم الإنسان تحمله من غرم أو دية وكانت العرب إذا
وقعت بينهم ثائرة اقتضت غرما في دية أو غيرها قام أحدهم فتبرع بالتزام ذلك
والقيام به حتى ترتفع تلك الثائرة
جائحة ما اجتاحت المال وأتلفته إتلافا ظاهرا كالسيل والمطر والحرق
والسرق وغلبة العدو
قواما بكسر القاف ما يقوم به العيش
سداد بكسر السين ما يسد به الشئ كسداد القارورة
حتى يقوم ثلاثة قال النووي هكذا في جميع النسخ بالميم
أي يقوم بهذا الأمر ويقدر بعف يقولون وفي رواية أبي داود
ويقول باللام من القول فلا يحتاج إلى تقدير
من ذوي الحجى بالقصر أي العقل
من قومه لأنهم من أهل الخبرة بباطنه واشتراط الثلاثة في بينة الاعسار
قال به بعض أصحابنا لظاهر هذا الحديث الجمهور اكتفوا فيه بعدلين
وحملوا الحديث على الاستحباب
فاقة أي فقر
فما سواهن عائد على الحالات الثلاث لاعلى لفظ الثلاثة فإنهما للمذكور
في المسألة
يا قبيصة سحت قال القرطبي روايتنا فيه سحت بالرفع على أنه خبر
المبتدأ الذي هو ما الموصولة ووقع لبعضهم سحتا بالنصب
وليس وجهه بينا وقال النووي في جميع النسخ سحتا
بالنصب وفيه إضمار أعتقده سحتا أو يؤكل سحتا وهو
بسكون الحاء وضمها الحرام لأنه يسحت ويمحق
123

غير مشرف هو المتطلع إلى الشئ الحريص عليه
ومالا فلا تتبعه نفسك لم يوجد فيه هذا الشرط لا تعلق النفس به
عن السائب بن يزيد عن عبد الله بن السعدي رواه النسائي
عن السائب عن حويطب بن عبد العزى عن عبد الله بن السعدي عن
عمر ففيه رواية أربعة صحابة بعضهم عن بعض قال النسائي لم يسمعه
السائب من بن السعدي وإنما رواه عن حويطب عنه واستدرك الناس على
مسلم إسقاطه واسم السعدي عمرو ولقبه وقدان
وقيل اسمه قدامة قرشي عامري مالكي من بني مالك بن حسل وقيل
له السعدي لأنه استرضع في بني سعد بن بكر
125

عن بن الساعدي قال النووي أنكروه وصوابه السعدي
كما رواه الجمهور
بعمالة بضم العين المال الذي يعطاه العامل على عمله
فعملني بتشديد الميم أي أعطاني أجرة عملي
قلب الشيخ شاب قال النووي هذا مجاز واستعارة
ومعناه أن قلب الشيخ كامل الحب للمال محكم في ذلك كإحكام تعالى قوة الشاب
في شبابه
على حب اثنتين طول الحياة وحب المال فيه من أنواع البديع
التوسيع وهو الإتيان بمثنى وتفسيره بمفردين
126

ويشب بفتح الياء 24 وكسر الشين
127

ولا يملأ جوف بن آدم إلا التراب قال النووي معناه أنه لا
يزال حريصا على الدنيا حتى يموت ويمتلئ جوفه من تراب قبره قال وهذا
خرج على حكم غالب بني آدم في الحرص على الدنيا
ويتوب الله على من تاب هو متعلق بما قبله ومعناه أن الله يقبل التوبة من
الحرص المذموم وغيره من المذمومات
128

ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم أي لا تستطيبوا فإن مدة البقاء في
الدنيا فإن ذلك مفسد للقلوب بما يجره إليها من الحرص
والقسوة حتى لا تلين لذكر الله ولا تنتفع بموعظة ولا زجر
كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها هذا من المنسوخ
تلاوة الذي أشير إليه بقوله تعالى ما ننسخ من آية أو ننسها
فكان الله ينسيه الناس بعد أن حفظوه ويمحوه من قلوبهم وذلك في
زمن النبي صلى الله عليه وسلم خاصة إذ لا نسخ بعده قال القرطبي ولا يتوهم من هذا أو
شبهه أن القرآن ضاع منه شئ فإن ذلك باطل قال تعالى إنا نحن نزلنا
الذكر وإنا له لحافظون
غير أني حفظت منها لو كان لابن آدم واديان إلى آخره
قلت ورد في حديث آخر أن هذا كان في آخر سورة لم يكن
فأخرج أحمد والترمذي والحاكم
وصححاه عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله أمرني
أن أقرأ عليكم القرآن فقرأ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب
قال فقرأ فيها ولو أن بن آدم سأل واديا من المال فأعطيه لسأل ثانيا ولو
سأل ثانيا فأعطيه لسأل ثالثا ولا يملأ جو ف بن آدم إلا التراب ويتوب الله على
من تاب وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير المشركة ولا اليهودية
والنصرانية ومن يفعل خيرا فلن يكفروه
129

ليس الغنى عن كثرة العرض بفتح العين والراء معا متاع الدنيا
ولكن الغنى غنى النفس أي الغنى المحمود العظيم النافع شبع
النفس وقلة حرصها وهذا من باب تحويل الموضع إلى غيره الذي تقدمت
الإشارة إليه
130

زهرة الدنيا زينتها وما يزهر منها مأخوذ من زهرة الأشجار وهو ما
يصفر من نوارها والنوار هو الأبيض منه هذا قول بن الأعرابي وحكى
أبو حنيفة أن الزهر والنوار سواء وقد فسرها صلى الله عليه وسلم بأنها بركات الأرض
أي ما تزهر به الأرض من الخيرات والخصب
أيأتي الخير بالشر سؤال من استبعد حصول شر من شئ سماه رسول الله
صلى الله عليه وسلم بركات
أو خير هو بفتح الواو وهي العاطفة دخلت عليها همزة الاستفهام
للإنكار على من توهم أنه لا يحصل منه شر أصلا لا بالذات ولا بالعرض قاله
القرطبي
إن كل ما ينبت الربيع هو الجدول الذي يسقى به والجدول النهر الصغير
الذي ينفجر من النهر الكبير
يقتل حبطا بفتح الحاء المهملة وبالباء الموحدة وهي التخمة والانتفاخ
يقال حبطت الدابة تحبط إذا انتفخ بطنها من كثرة الأكل
131

أو يلم يقارب القتل
إلا بكسر الهمزة وتشديد اللام على الاستثناء على المشهور ورواه
بعضهم بالفتح والتخفيف على الاستفتاح
آكله بهمزة ممدودة
الخضر بفتح الخاء وكسر الضاء كلأ الصيف قال الأزهري هو
هنا ضرب من الجنبة وهي من الكلأ ماله أصل غامض في الأرض واحدتها
خضرة ووقع في رواية العذري إلا آكلة الخضرة بفتح الخاء وكسر
الضاد على الفراد وعن وعند الطبري بضم الخاء وسكون الضاء
ثلطت بفتح الثاء المثلثة أي ألقت الثلط وهو الرجيع الرقيق وأكثر ما
يقال للإبل والبقر الفيلة
ثم اجترت أي مضغت الجرة بكسر الجيم وهي ما يخرجه البعير
من بطنه ليمضغه ثم يبتلعه
فمن يأخذ مالا بحقه إلى آخره قال الأزهري هذا الخبر إذا تدبر لم
يكد يفهم وفيه مثلان فضرب أحدهما للمفرط في جمع الدنيا
ومنعها من حقها وضرب الآخر للمقتصد في أخذها والانتفاع بها فإن
قوله وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا فهو مثل للمفرط الذي يأخذها
بغير حق وذلك أن الربيع ينبت أجرار البقول والعشب فتستكثر منها الماشية
حتى تنتفخ بطونها لما جاوزت حد الاحتمال فتنشق أمعاؤها وتهلك كذلك
الذي يجمع الدنيا من غير حلها ويمنع ذا الحق حقه يهلك في الآخرة بدخوله
النار وأما مثل المقتصد فقوله صلى الله عليه وسلم إلا أكلة الخضر إلى
آخره وذلك أن آكلة الخضر ليست من أجرار البقول التي ينبتها الربيع
لكنها من الجنبة التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول فضرب النبي صلى الله عليه وسلم
آكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصد في أخذه الدنيا وجمعها ولا يحمله
132

الحرص على أخذها بغير حقها فهو ينجو من وبالها كما نجت آكلة الخضرة ألا
تراه صلى الله عليه وسلم قال فإنها إذا أصابت من الخضر استقبلت عين الشمس ثلطت
وبالت أراد أنها إذا شبعت منها بركت مستقبلة الشمس لتستمرئ
عمر بذلك ما أكلت وتجتر وتثلط وإذا ثلطته النبي فقد زال عنها الحبط وإنما تحبط
الماشية لأنها لا تثلط ولا تبول هذا كلام الأزهري وقال النووي
معنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم حذرهم من زهرة الدنيا وخاف عليهم منها فقال ذلك
الرجل إنما يجعل ذلك لنا منها من جهة مباحة كغنيمة وغيرها وذلك خير
وهل يأتي الخير بالشر أي يبعد أن يكون الشئ خيرا ثم يترتب عليه الشر
فقال النبي صلى الله عليه وسلم أما الخير الحقيقي فلا يأتي إلا بخير أي لا يترتب عليه إلا
خير ثم قال أو هو خير ومعناه أن هذا الذي يحصل لكم من زهرة
الدنيا ليس بخير وإنما هو فتنة وتقديره الخير لا يأتي إلا بخير ولكن ليس
هذه الزهرة بخير لما تؤدي إليه من الفتنة والمنافسة والاشتغال بها عن كمال
الإقبال إلى الآخرة ثم ضرب لذلك مثلا فقال صلى الله عليه وسلم إن كل ما ينبت الربيع
يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر إلى آخره ومعناه أن كل نبات الربيع
وخضره وإن يقتل حبطا بالتخمة وكثرة الأكل أو يقرب القتل إلا إذا اقتصر
منه على اليسير الذي تدعو إليه الحاجة وتحصل به الكفاية
المقتصدة فإنه لا يضر وكذا المثال كنبات الربيع مستحسن تطلبه
النفوس وتميل إليه فمنه من يستكثر منه ويستغرق فيه غير صارف له في
وجوهه فهذا يهلكه أو يقارب إهلاكه ومنهم من يقتصد فيه ولا
يأخذ إلا يسيرا وإن أخذ كثيرا فرقه في وجوهه كما تثلط الدابة فهذا لا
يضره انتهى
133

الرحضاء بضم الراء وفتح الحاء المهملة وضاد معجمة ومد العرق
وأكثر ما يسمى به عرق الحمى
أين هذا السائل وفي رواية أنى وهو بمعنى أين وفي رواية
إن أي إن هذا هو السائل الممدوح الحاذق الفطن قاله النووي
قلت وعلى هذا ينبغي أن يكون السائل بالرفع على أنه خبر
إن ليصح هذا المعنى ولأن خبر إن لا يجوز حذفه وفي رواية أي
أي أيكم فحذف الكاف والميم قاله النووي
وإن مما ينبت الربيع قال النووي رواية كتحمل على
134

هذه ويكون عليه شهيدا يوم القيامة قال القرطبي يحتمل البقاء على
ظاهره وهو أن يجاء بماله يوم القيامة ينطق بما فعل فيه كما جاء في مال مانع
الزكاة أو يشهد عليه الموكلون بكتب الكتب والإنفاق وإحصاء ذلك
ومن يستعفف أي عن السؤال للخلق
يعفه الله أي يجازه على استعفافه بصيانة وجهه ورفع فاقته
ومن يستغن أي بالله وبما أعطاه
يغنه الله أي يخلق في قلبه غنى أو يعطيه ما يستغني به عن الخلق
ومن يتصبر أي يستعمل الصبر
يصبره الله أي يقوه ويمكنه من نفسه حيث تنقاد له وتذعن لتحمل
135

الشدائد وعند ذلك يكون الله معه فيظفره بمطلوبه ويوصله إلى مرغوبه
عطاء خير في كل الأصول برفع خير على تقدير هو خير كما
وقع في رواية البخاري
136

الحبلي المشهور عند أهل الحديث بضم بائه وعند أهل العربية فتحها
ومنهم من سكنها منسوب إلى بني الحبلى
قد أفلح من أسلم ورزق كفاف قال النووي هو الكفاية لا
زيادة ولا نقص قال وقد يحتج به لمذهب من يقول الكفاف أفضل من الفقر
ومن الغنى وقال القرطبي هو ما تكف به الحاجات ويدفع الضرورات
والفاقات ولا يلحق بأهل الترفهات قال ومعنى هذا الحديث أن من حصل
له ذلك فقد حصل على مطلوبه وظفر بمرغوبه في الدنيا والآخرة
اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا قال النووي هو ما يسد
الرمق وقال القرطبي أي ما يقوتهم ويكفيهم بحيث لا يشوشهم كما الجهد ولا
ترهقهم الفاقة ولا تذلهم المسألة والحاجة ولا يكون في ذلك أيضا فضول يخرج
إلى الترف والتبسط في الدنيا والركون إليها
137

قسما بفتح القاف مصدر
إنهم خيروني إلى آخره أي ألحوا في المسألة واشتطوا هو في المسؤول
وقصدوا بذلك أحد شيئين إما أن يصلوا إلى ما طلبوه وإما أن ينسبوه إلى
البخل فاختار ما يقتضيه كرمه من إعطائهم ما سألوه وصبره على جفوتهم
فسلم من نسبة البخل إليه
138

رداء نجراني أي من عمل أهل نجران
فجاذبه هو بمعنى جذبه
وحتى بقيت حاشيته في عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم قال القاضي يحتمل أنه
على ظاهره وأن الحاشية انقطعت وبقيت في عنقه ويحتمل أن معناه
بقي أثرها لقوله في الرواية الأولى أثرت به حاشية الرداء
139

أقبية جمع قباء وهو فارسي معرب وقيل عربي واشتقاقه من القبو
وهو الجمع والضم
عسى أن يعطينا منه قال القرطبي كذا الرواية بضمير الواحد وكأنه عائد
على نوع الأقبية في المعنى وفي رواية أخرى منها وهي
الظاهرة
140

أنه أعطى أي أنه قال أعطى فحذف قال
وهو أعجبهم إلي أي أفضل عندي
إني لأراه بفتح الهمزة
أو مسلما بإسكان الواو
141

أثرة بفتح الهمزة والمثلثة في الأفصح وهي رواية العذري وبضم
الهمزة وإسكان الثاء وهي رواية أبي بحر وهي الاستئثار بالمشترك
أي يستأثر عليكم ويفضل عليكم غيركم بغير حق
143

إن بن أخت القوم منهم أي بينه وبينهم ارتباط وقرابة
واديا هو مجرى الماء المتسع
شعبا قال الخليل هو ما انفرج بين جبلين وقال بن السكيت هو الطريق
في الجبل
144

عرعرة بمهملات والعينان مفتوحتان
الطلقاء بضم الطاء وفتح اللام والمد جمع طلق الذين أسلموا يوم
فتح مكة قيل لهم ذلك لمن النبي صلى الله عليه وسلم ويقال ذلك لمن أطلق من أسر أو وثاق
145

السميط بضم السين المهملة
مجنبة بضم الميم وفتح الجيم وكسر النون هي الكتيبة من الخيل
التي تأخذ جانب الطريق وهما مجنبتان ميمنة وميسرة بجانبي الطريق
والقلب بينهما
تلوي وفي نسخة تلوذ
يال المهاجرين هكذا في الأصول في المواضع الأربعة يال بلام مفصولة
والمعروف وصلها بلام التعريف التي بعدها
هذا حديث عمية ضبط على أوجه
146

بكسر العين والميم المشددة وتشديد الياء وفسر بالشدة
وبضم العين كذلك
وبفتح العين وكسر الميم المشددة وتخفيف الياء وبعدها هاء السكت
أي حدثني به عمي قال القاضي ومعناه عندي على هذا الوجه جماعتي
أي هذا حديثهم قال صاحب العين العم الجماعة
قال القاضي وهذا أشبه بالحديث
والوجه الرابع كذلك إلا أنه بتشديد الياء ذكره الحميدي وفسره
بعمومتي وسلم أي هذا حديث فضل أعمامي أو الذي حدثني به
أعمامي كأنه حدث بأول الحديث عن مشاهدة ثم لعله لم يضبط هذا الموضع
لتفرق الناس فحدث به من شهده من أعمامه أو جماعته
147

العبيد اسم فرسه
مرداس بترك الصرف لضرورة الشعر
علاثة بضم العين المهملة وتخفيف اللام ومثلثة
مخلد بن خالد الشعيري بفتح الشين المعجمة وكسر العين منسوب إلى
الشعير الحب المعروف مشهور ترجمه بن أبي حاتم في كتاب الجرح
والتعديل والحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر
المقدسي في كتابه رجال الصحيحين والحافظ عبد الغني المقدسي في
الكمال وذكر القاضي عياض أنه لم يجد أحدا ذكره وبسط الكلام في
إنكار هذا الاسم وتعجب منه النووي
148

الأنصار شعار هو الثوب الذي يلي الجسد
والدثار فوقه والمعنى أن الأنصار هم البطانة والخاصة والأصفياء
والألصق عنه بي من سائر الناس
ولولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار أي أتسمى باسمهم إن وأنتسب إلا إليهم
لكن خصوصية الهجرة سبقت وهي أعلى وأشرف فلا تبدل بغيرها
149

كالصرف بكسر الصاد المهملة صبغ أحمر يصبغ به الجلود ويسمى به
الدم أيضا
150

خبت ت وخسرت روي بضم التاء وهو ظاهر وبفتحها وهو الأشهر
على معنى إني إن جرت فيلزم أن تجور أنت من جهة أنك مأمور باتباعي
فتخسر باتباعك الجائر
قال القرطبي هذا معنى ما قاله الأئمة
قال ويظهر لي وجه آخر وهو أنه كأنه قال له لو كنت
جائرا لكنت أنت أحق بأن يجار عليك وتلحقك فيه بادرة الجور للذي
151

صدر عنك فتعاقب عقوبة معجلة في نفسك ومالك وتخسر كل ذلك
بسببها ولكن العدل الذي منع من ذلك
وتلخيصه لولا امتثال أمر الله في الرفق بك لأدركك صلى الخسار والهلاك
وأقول الذي عندي أن هذه الجملة اعتراضية للدعاء عليه أو الإخبار عنه
بالخيبة والخسران وليس قوله إن لم أعدل متعلقا بها بل بالأول وهو
قوله ومن يعدل وما بينهما اعتراض
لا يجاوز حناجرهم قيل معناه لا تفقهه قلوبهم ولا ينتفعون بما يتلون منه
وليس لهم حظ سوى تلاوة الفم والحنجرة وهي الحلق إذ بهما تقطيع
الحروف
152

وقيل معناه لا يصعد لهم عمل ولا تلاوة ولا يتقبل
يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية أي يخرجون خروج السهم إذا
نفذ من الصيد من جهة أخرى ولم يتعلق به شئ منه
والرمية هي الصيد المرمي فعليه بمعنى مفعولة
153

بذهبة في رواية بماهان بذهيبة على التصغير وهو تأنيث
الذهب كأنه ذهب به إلى معنى القطعة أو الجملة
صناديد نجد أي سادتها الواحد صنديد بكسر الصاد
عيينة بن بدر في الرواية الأخرى عيينة بن حصن وكلاهما صحيح
فحصن أبوه وبدر جده الأعلى فإنه عيينة بن حصن بن حذيفة بن
بدر ونسبه إليه لشهرته
زيد الخير بالراء وفي الرواية التي بعدها زيد الخيل باللام وكلاهما
صحيح فإنه كان يقال له في الجاهلية زيد الخيل فسماه النبي صلى الله عليه وسلم زيد
الخير
كث اللحية بفتح الكاف وتشديد المثلثة كبيرها قصير
شعرها
مشرف الوجنتين أي مرتفعهما تثنية وجنة مثلثة الواو وهي لحم الخد
ناتئ بالهمز
الجبين هو جانب الجبهة ولكل إنسان جبينان يكتنفان الجبهة
ضئضئ بضادين معجمتين مكسورتين وآخره مهموز أصل الشئ
قتل عاد أي قتلا عاما شاملا
154

أديم هو الجلد
مقروظ مدبوغ بالقرظ
لم تحصل من ترابها أي لم تميز
والرابع إما علقمة بن علاثة أو عامر بن الطفيل قال العلماء ذكر
155

عامر غلط ظاهر لأنه توفي قبل هذا بسنين والصواب الجزم بأنه
علقمة كما في باقي الروايات
أمين من في السماء يحتمل أيريد به الله سبحانه وتعالى على
حد قوله تعالى
أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض
أو الملائكة لأنه أمين عندهم معروف بالأمانة
ناشز الجبهة باديها مرتفعها
وهو مقف أي مول قد أعطانا قفاه
يتلون كتاب الله رطبا قال القرطبي فيه أقوال
أحدهما أنه الحذق بالتلاوة والمعنى أنهم يأتون به على أحسن أحواله
والثانية واظبون على تلاوته فلا تزال ألسنتهم رطبة
والثالث أن يكون من حسن الصوت بالقراءة
لأقتلنهم قتل ثمود تقدم في الرواية الأولى قتل عاد قال القرطبي ووجه
الجمع أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قال كليهما فذكر أحد الرواة أحدهما وذكر
الآخر الآخر
156

يتلون كتاب الله لينا قال النووي كذا في أكثر
النسخ بالنون أي سهلا وفي كثير ليا بحذفها وأشار القاضي إلى أنه
رواية أكثر شيوخهم ومعناه سهلا لكثرة حفظهم
وقيل ليا أي يلوون ألسنتهم به أي يحرفون معانيه وتأويله وقد
يكون من اللي في الشهادة وهو الميل قاله بن قتيبة
157

الحرورية هم الخوارج نسبوا إلى حروراء لأنهم نزلوها وتعاقدوا عندها
على قتال أهل العدل وهي بفتح الحاء والمد قرية قرب
الكوفة وسموا خوارج لخروجهم على الجماعة وقيل لخروجهم عن طريق
الجماعة وقيل لقوله صلى الله عليه وسلم يخرج من ضئضئ هذا
يخرج في هذه الأمة ولم يقل منها قال النووي قال
المازري هذا من أدل الدلائل على سعة علم الصحابة ودقيق نظرهم
وتحريرهم الألفاظ وفرقهم بين مدلولاتها الخفية لأن لفظ من تقتضي
كونهم من الأمة لا كفارا بخلاف في
إلى نصله هو حديدة السهم
رصافة بكسر الراء وصاد مهملة مدخل النصل من السهم
الفوقة بضم الفاء الجزء الذي يجعل فيه الوتر
هل علق بها من الدم شئ قال القرطبي مقصود هذا التمثيل أن هذه
الطائفة خرجت من دين الإسلام ولم يتعلق بها منه شئ كما خرج هذا
السهم من هذه الرمية الذي لشدة النزع وسرعة السهم يسبق خروجه خروج
الدم بحيث لا يتعلق به شئ ظاهر
158

نضيه بفتح النون وكسر الضاد المعجمة
وهو القدح هو تفسير للنضي وقال مدرج من بعض الرواة وهو بكسر القاف عود
السهم
159

قذذ بضم القاف وذالين معجمتين ريش السهم جمع قذة
الفرث ما يخرج من الكرش
أو مثل البضعة بفتح الباء لا غير وهي القطعة من اللحم
تدردر أي تضطرب وتذهب وتجئ قال بن قتيبة وصيغة تفعلل
تنبئ عن التحرك والاضطراب مثل تقلقل تزلزل وتدهده الحجر
على خير فرقة قال القرطبي كذا لأكثر من الرواة بخاء معجمة مفتوحة
وراء وفرقة بكسر الفاء أي أفضل الفرقتين وهم علي
ومعظم أصحابه وعند السمرقندي وابن ماهان على حين فرقة بحاء مهملة
مكسورة ونون وفرقة بضم الفاء أي في وقت افتراق يقع بين المسلمين
وهو الافتراق الذي كان بين علي ومعاوية قال النووي هذا
الضبط أكثر وأشهر لأن في الرواية بعده يخرجون في فرقة من الناس وهو بضم الفاء بلا خلاف
سيماهم أي علامتهم
160

التحالق أي حلق الرؤوس قال النووي استدل به بعض
الناس على كراهة حلق الرأس ولا دلالة فيه لأنه ذكر علامة والعلامة قد
تكون بمباح
أو من أشر الخلق قال النووي كذا في كل النسخ بالألف
وهي لغة قليلة والمشهور شر بغير ألف
بصيرة بفتح الباء الموحدة وكسر الصاد المهملة الشئ من الدم
161

الحداني بضم الحاء المهملة وتشديد الدال وبعد الألف نون
المشرقي بكسر الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الراء وقاف نسبة إلى
مشرق بكسر الميم وفتح الراء بطن من همدان وضبطه بعضهم بفتح الميم
وكسر الراء قال القاضي والنووي وهو تصحيف وضبطه بن
السمعاني بالفاء ووهمه بن الأثير
على فرقة مختلفة قال النووي ضبطوه بكسر الفاء وضمها
162

فإن الحرب خدعة بفتح الخاء وسكون الدال على الأفصح أي ذات
خداع يريد اجتهد رأيي
أحداث الأسنان أي صغار
سفهاء الأحلام أي ضعاف العقول
يقولون من قول خير البرية قال القرطبي قال بعض علمائنا يعني ما صدر
عنهم حين التحكيم من قولهم لا حكم إلا لله ولذلك قال سيدنا
علي رضي الله عنه في جوابهم كلمة حق أريد بها باطل
163

مخدج اليد بضم الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الدال ناقص اليد
مودن اليد بالهمز وتركه وإهمال الدال ناقص خلقها
مثدون اليد بفتح الميم وسكون الثاء المثلثة وفي بعض الأصول
مثدن اليد أي صغيرها مجتمعها بمنزلة ثندوة الرجل
165

لا تجاوز صلاتهم تراقيهم كناية عن أنها لا تقبل ولا ينتفعون بها وأن
دعاءهم لا يسمع
قضى لهم أي حكم به وأخبر عن ثوابه
لا تكلوا عن العمل قال القرطبي الرواية بلام ألف وبالتاء المثناة من
التوكل والعمل يعني به قتلهم واللام فيه للعهد
أي لا تكلوا على ثواب ذلك العمل واعتمدوا عليه في النجاة من النار
والفوز بالجنة لأنه عظيم جسيم وصحفه بعضهم فقال لنكلوا بالنون من
النكول عن العمل أي لا يعملون شيئا اكتفاء بما حصل لهم من ثواب
ذلك قال وهذا معنى واضح لو ساعدته الرواية
قلت ما فسر به العمل على الأول لا يطابق عن إنما يناسبه على
لأن اتكل إنما يعدى إلى المتكل عليه بها والصواب أن يفسر العمل
بالأعمال الصالحة التي يعملونها في المستقبل ويضمن اتكلوا معنى امتنعوا أو
يقدر بعده من غير تضمين فإن صحت الرواية ب على صح ما قاله القرطبي
وإلا فالنسخة التي عندي من مسلم بخط الحافظ الصريفيني وإنما
فيها عن العمل
عضد ما بين المنكب والمرفق
حلمة الثدي هي الأنبوبة التي يخرج منها اللبن
فنزلني زيد بن وهب منزلا كذا في أكثر الأصول وفي نادر منها منزلا
منزلا مكرر وكذا في النسائي قال النووي
166

وهو موجه الكلام أي ذكر لمراحلهم بالجيش منزلا منزلا حتى بلغ
القنطرة التي كان القتال عندها وهي قنطرة الديرجان كذا جاء مبينا
في سنن النسائي وهناك خطبهم علي
والقنطرة بفتح القاف قال القرطبي منزلا منزلا منصوب على الحال
على حد قولهم علمته الحساب بابا بابا قال ولا يكتفي في
هذا النوع بذكر مرة واحدة لأنه لا يفيد المعنى المقصود منه وهو التفصيل
فوحشوا برماحهم بالحاء المهملة المشددة وبالشين المعجمة أي رموا بها
عن بعد يقال وحش الرجل إذا رمى بثوبه وسلاحه
وشجرهم الناس برماحهم بفتح الشين المعجمة والجيم المخففة أي مدوها
إليهم وطاعنوهم بها
وما أصيب من الناس أي من أصحاب علي
السلماني بسكون اللام نسبة إلى سلمان بطن من مراد
آلله بالمد
167

طبي شاة بطاء مهملة مضمومة ثم باء موحدة ساكنة ضرع الشاة وهو
فيها استعارة وأصله للكلبة والسباع
حلاقيمهم أي حلوقهم
168

يسير بضم المثناة التحتية وفتح السين المهملة ويقال فيه أسير
يتيه قوم أي يذهبون عن الصواب وعن طريق الحق
169

كخ كخ قال القاضي يقال بفتح الكاف وكسرها وسكون الخاء ويجوز
كسرها مع التنوين وهي كلمة يزجر بها الصبيان عن المستقذرات أي اتركه
وارم به وقال الداودي هي أعجمية معربة قال القرطبي والصحيح الأول
أما علمت أنا لا نأكل الصدقة قال النووي هذه اللفظة تقال
في الشئ الواضح التحريم ونحوه وإن لم يكن المخاطب عالما به وتقديره
عجب كيف خفي عليك هذا مع ظهور تحريمه
170

جويرية عن مالك قال النسائي لا نعلم أحدا روى هذا الحديث عن
مالك إلا جويرية بن أسماء
فانتحاه أي عرض له وقصده
نفاسة أي حسدا
فما نفسناه عليك بكسر الفاء أي حسدناك على ذلك
أخرجا ما تصرران قال النووي في أكثر الأصول بضم
التاء وفتح الصاد المهملة وكسر الراء بعدها راء أخرى ومعناه ما تجمعان
في صدوركما من الكلام وفي بعضها تسرران
بالسين أنه من السر وفي رواية السمرقندي تصدران بسكون الصاد
172

وبعدها دال مهملة ومعناه ما ترفعان إلي وضبطه الحميدي تصوران
بضم الصاد واو مكسورة
فتواكلنا الكلام أي وكله بعضهم إلى بعض
بلغنا النكاح أي الحلم
تلمع بضم التاء وسكون اللام وكسر الميم ويجوز فتح التاء والميم
يقال ألمع ولمع إذا أشار بثوبه أو يده
إنما هي أوساخ الناس معناه أنها تطهير لأموالهم ونفوسهم فهي كغسالة
الأوساخ
أصدق عنهما من الخمس قال النووي يحتمل من سهمه
صلى الله عليه وسلم أو من سهم ذوي القربى لأنهما منهم
أنا أبو حسن القرم قال النووي أصح الأوجه في ضبطه
تنوين حسن والقرم بالراء مرفوع وهو السيد وأصله فحل الإبل
قال الخطابي معناه المقدم في الأمور بالمعرفة والرأي وضبط بإضافة
حسن والقوم بالواو ومعناه عالم القوم وذو رأيهم وضبط بتنوين
حسن والقوم بالواو مرفوع أي أنا من علمتم رأيه أيها القوم
لا أريم لا أبرح
ابناكما بالتثنية وهو وروي أبناؤكما بالجمع
بحور بفتح الحاء المهملة أبي بجواب
محمية بميم مفتوحة ثم حاء مهملة ساكنة ثم ميم أخرى مكسورة ثم
ياء مخففة
بن جزء بجيم مفتوحة ثم زاي ساكنة ثم همزة وروي جزي
بكسر الزاء وبالياء وهو رجل من بني أسد
قال القاضي كذا وقع والمحفوظ المشهور أنه مبني زبيد
173

بن السباق بفتح السين المهملة وتشديد الباء الموحدة
فقد بلغت محله بكسر الحاء أي زال عنها اسم الصدقة
وصارت حلالا لنا
174

وأتي النبي صلى الله عليه وسلم قال النووي الواو عاطفة على بعض من
الحديث لم يذكره هنا وفي بعض النسخ أتي بغير واو
175

نسيبة بضم النون وفتح السين المهملة وسكون الياء ويقال أيضا نسيبة
بفتح النون وكسر السين وهي أم عطية
إذا أتاه قوم بصدقتهم قال اللهم صل عليهم هذا خاص به لقوله
تعالى وصل عليهم وأما غيره فيدعوه بغير لفظ
الصلاة
على آل أبي أوفى
قال القرطبي قال كثير من علمائنا أراد بآل أبي أوفى
176

نفس أبي أوفى كقوله من مزامير آل داود قال ويحتمل أيريد
من عمل مثل عمله من عشيرته أو قرابته
المصدق الساعي
177

كتاب الصيام
179

إذا جاء رمضان فيه رد لمن قال يكره ذكر رمضان بدون شهر
فتحت بالتشديد والتخفيف
أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين أي غلت قال
القاضي يحتمل أنه على ظاهره حقيقة ويحتمل المجاز ويكون إشارة إلى كثرة
الثواب والعفو وأن الشياطين يقل إغواؤهم وإيذاؤهم فيصيرون كالمصفدين
181

ويكون تصفيدهم عن أشياء دون أشياء وناس دون ناس قال ويؤيد ذلك
رواية فتحت أبواب الرحمة وجاء في حديث آخر صفدت مردة
الشياطين قال ويحتمل أن يكون فتح أبواب الجنة عبارة عما يفتحه الله تعالى
لعباده من الطاعات في هذا الشهر مما لا يفتح في غيره عموما كالصيام
والقيام وفعل الخيرات والانكفاف عن كثير من المخالفات وهذه أسباب لدخول
الجنة وأبواب لها وكذلك تغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين عبارة عن ما
ينكفون عنه من المخالفات قال القرطبي يصح حمله على
الحقيقة ويكون معناه أن الجنة قد فتحت وزخرفت لمن مات في رمضان
لفضيلة هذه العبادة الواقعة فيه وغلقت أبواب النار فلا يدخلها منهم أحد
مات فيه وصفدت الشياطين لئلا تفد على الصائمين فإن قيل فنرى الشرور
والمعاصي تقع في رمضان كثيرا فلو كانت الشياطين مصفدة ما وقع شر
فالجواب من أوجه
أحدهما إنما يغل عن الصائمين صوما حوفظ على شروطه وروعيت آدابه
أما ما لم يحافظ عليه فلا يغل عن فاعله الشيطان
الثاني لو سلم أنها مصفدة عن كل صائم فلا يلزم ألا يقع شر لأن
لوقوع الشر أسبابا أخرى غير الشياطين وهي النفوس الخبيثة والعادات
الركيكة والشياطين الإنسية
الثالث أن المراد غالب الشياطين والمردة منهم وأما غيرهم فقد لا
يصفد والمراد تقليل الشرور وذلك موجود في رمضان فإن وقوع
الشرور والفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور
182

فإن أغمي قال القرطبي فيه ضمير يعود على الهلال فهو المغمى عليه لا
الناظرون وأصل الإغماء التغطية وكذا الغم يقال أغمي الهلال وغمي
مخففا وغمى مشددا وغم مشددا أربع لغات مبنيا للمفعول في
كلها
فاقدروا له قيل معناه ضيقوا له وقدروه تحت السحاب وعليه أحمد وغيره
ممن جوز صوم ليلة الغيم من رمضان وق قدروه بحساب المنازل
وقال الجمهور قدروا له تمام العدة ثلاثين يوما يقال قدرت الشئ قدره
بالتخفيف وقدرته بالتشديد بمعنى واحد ويؤيده رواية فاقدروا ثلاثين
183

ورواية فأكملوا العدة ثلاثين وهو مفسر ل اقدروا له
فإن غم أي حال بينكم وبينه غيم
الشهر تسع وعشرون قال النووي قالوا قد يقع النقص متواليا
في شهرين وثلاثة وأربع ولا يقع أكثر من أربعة
البكائي بفتح الباء وتشديد الكاف
184

أمية أي باقون على ما ولدتنا عليه أمهاتنا
لا نكتب ولا نحسب قال القرطبي أي لم نكلف في تعرف مواقيت صومنا
ولا عبادتنا ما نحتاج فيه إلى معرفة حساب ولا كتابة وإنما ربطت صلى الله عليه وسلم عبادتنا بأعلام
واضحة وأمور ظاهرة يستوي في معرفتها الحساب وغيرهم
وما يدريك أن الليلة النصف أي لأن الشهر قد يكون تسعا وعشرين وإنما
النصف على تقدير تمامه ولا تدري أتام هو أم لا
185

فإن غمي بضم الغين والميم مشددة ومخففة
لا تقدموا لا تقدموا بفتح أوله أي لا تتقدموا فحذف أحد التائين
186

إن الشهر تسع وعشرون أي هذا الشهر لأنه هو المتكلم فيه
188

استهل بضم التاء وأصله رفع الصوت عند رؤية الهلال ثم غلب عرف
الاستعمال فصار يفهم منه رؤية الهلال ومنه سمي الهلال لما كان يهل عنده
ببطن نخلة موضع بذات عرق
تراءينا الهلال أي تكلفنا النظر إلى وجهته لنراه
مده للرؤية كذا في الرواية الأولى ثلاثي وفي الثانية أمده رباعي
وهما بمعنى أي أطال له الهلال مدة الرؤية وقد قرئ
بالوجهين وإخوانهم يمدونهم أي يطيلون لهم وقال
غيره مد من الامتداد وأمد من الإمداد وهو الزيادة ثم قال ويجوز
أن يكون أمده من المدة التي جعلت له قال صاحب
الأفعال أمددتك مدة أي أعطيتكها
189

أبا البختري بفتح الموحدة وإسكان الخاء المعجمة وفتح التاء
شهرا عيد لا ينقصان أي في الأجر المرتب عليهما وأن نقصا في إذا العدد
وقيل لا ينقصان معا في سنة واحدة غالبا وقيل لا ينقصان في الأحكام
وإن نقصا في العدد لأن في أحدهما الصيام وفي الآخر الحج وأحكام ذلك
كله كاملة غير ناقصة وقيل لا ينقص أجر ذي الحجة عن أجر رمضان
لأن فيه المناسك وفضل العمل في العشر
190

قال له عدي في نسخة بإسقاط له وإعادة الضمير في له إلى معلوم
ذهنا إن وسادك لعريض في نسخة وسادتك بالتاء فتذكر عريض
على المعنى لأن الوسادة في معنى الوساد قال القاضي معناه إن جعلت تحت
وسادك الخيطين اللذين أرادهما الله تعالى وهما الليل والنهار بحيث يعلوهما
ويغطيهما فهو عريض جدا وقيل إنه كناية عن الغباوة
191

حتى يتبين له رئيهما ضبط براء مكسورة ثم ياء ساكنة ثم همزة
ومعناه منظرهما ومنه قوله تعالى أحسن أثاثا ورئيو براء
مكسورة وياء مشددة بلا همز ومعناه لونهما وبفتح الراء وكسر الهمزة
وتشديد الياء قال القاضي هذا غلط هنا وقال القرطبي أنه تصحيف لا وجه
له لأن الرائي التابع من الجن قال القاضي فإن صح روايته فمعناه مرئي
يؤذن بليل قال القرطبي فيه دليل على أن ما بعد الفجر لا يقال عليه ليل
192

حتى يؤذن بن أم مكتوم قال القرطبي ظاهره أي حتى يشرع في الآذان
ويحتمل حتى يفرغ منه
ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا استشكل بأن الوقت بينهما على
هذا لا يسع أكلا وشربا وقد قال كلوا واشربوا حتى يؤذن
بن أم مكتوم وأجيب بوجهين
أحدهما أن هذا كان في بعض الأوقات وكان الغالب أن يوسع بين أذانه
وطلوع الفجر
الثاني وبه جزم النووي وقال القرطبي إنه الأشبه أن بلالا
كان يؤذن قبل الفجر ويجلس في موضع أذانه يذكر الله ويدعو حتى ينظر
إلى تباشير الفجر ومقدماته فينزل فيعلم بن أم مكتوم فيتأهب بالطهارة
وغيرها ثم يرقى ويشرع في الأذان مع أول طلوع الفجر
193

من سحورهم بفتح السين ما يؤكل في السحر وبضمها الفعل
ليرجع قائمكم بنصب قائمكم مفعول يرجع أي ليرد القائم إلى
راحته لينام غفوة ليصبح نشيطا
ويوقظ قائمكم أي ليتأهب للصبح ويفعل ما أراده من تهجد أو إيتار أو
سحور أو اغتسال أو نحو ذلك
194

وصوب يده أي مدها صوب مخاطبه
ورفعها أي نحو السماء قال القرطبي أشار صلى الله عليه وسلم إلى أن الفجر الأول
يطلع في السماء فيرتفع طرفه الأعلى وينخفض طرف الأسفل فهو معنى قوله
ولا بياض الأفق المستطيل أي الذي يطلع طويلا وأشار حيث وضع المسبحة على
المسبحة ومد يده إلى أن يطلع معترضا ثم يعم الأفق ذاهبا فيه عرضا
ويستطير أي ينتشر
195

فإن في السحور ضبط بفتح السين وضمها
بركة قال النووي لأنه يقوي على الصوم وينشط له
وقيل لأنه يتضمن الاستيقاظ والذكر والدعاء في ذلك الوقت الشريف وقت
تنزل الرحمة وقبول الدعاء والاستغفار
فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أي الفارق والمميز بين صيامنا
وصيام اليهود والنصارى السحور فإنهم لا يتسحرون ونحن يستحب لنا
196

السحور قال القرطبي هذا الحديث يدل على أن السحور من خصائص هذه
الأمة ومما خفف به عنهم
أكلة السحر قال النووي المشهور وضبطه الجمهور أنه بفتح
الهمزة مصدر للمرة من الأكل كالغدوة والعشوة وإن كثر المأكول فيها
وضبطه المغاربة بالضم قال القرطبي وفيه بعد لأن الأكلة بالضم هي
اللقمة وليس المراد أن المتسحر يأكل لقمة واحدة قال ويصح أن يقال إنه
عبر عما يتسحر به باللقمة لقلته
قال خمسين آية قال القرطبي كذا الرواية بالياء لا بالواو على
حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه مخفوضا وهو شاذ ولكن سوغه دلالة
السؤال المتقدم
197

لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر لما فيه من المحافظة على السنة فإذا
خالفوها إلى البدعة كان ذلك علامة على إفساد يقعون فيه
لا يألو عن الخير أي لا يقصر عنه
198

إذا أقبل الليل وأدبر النهار وغابت الشمس قال العلماء الثلاثة متلازمة
وإنما جمع بينها لأنه قد يكون في واد ونحوه بحيث لا يشاهد غروب الشمس
فيعتمد إقبال الظلام وإدبار الضياء
فقد أفطر الصائم قال النووي معناه انقضى صومه وتم
ولا يوصف الآن بأنه صائم لأن الليل ليس محلا للصوم قال القرطبي
يحتمل أن يكون معناه دخل في وقت الفطر ك أظهر دخل في وقت الظهر
وأن يكون معناه صار مفطرا حكما لأن زمان الليل يستحيل فيه الصوم الشرعي
199

فاجدح بجيم ثم حاء مهملة بينهما دال وهو خلط الشئ بغيره والمراد
خلط السويق بالماء وتحريكه حتى يستوي
إن عليك نهارا إنما قال ذلك لأنه رأى آثار الضياء والحمرة التي بعد غروب
الشمس فظن أن الفطر لا يحل إلا بعد ذهاب ذلك
200

إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني قيل هو على ظاهره وأنه يطعم من طعام
الجنة كرامة له وطعام الجنة لا يفطر وقيل معناه يجعل في قوة الطاعم
والشارب بقدرته من غير طعام ولا شراب وصححه النووي
وقيل معناه يخلق في الشبع والري مثلما يخلقه فيمن أكل وشرب قال
القرطبي وهذا القول يبعده النظر إلى حاله صلى الله عليه وسلم إذ كان يجوع أكثر مما يشبع
ويربط على بطنه الحجر من الجوع قال ويبعده أيضا النظر إلى المعنى لأنه لو
خلق فيه الشبع والري لما وجد لعبادة الصوم روحها الذي هو الجوع والمشقة
201

فاكفلوا بفتح اللام أي خذوا وتحملوا
فلما حس كذا في أكثر الأصول وهي لغة قليلة وفي بعضها
أحس بالألف وهي الفصحى
يتجوز أي يخفف ويقتصر على الجائز المجزي
دخل رحله أي منزله
لو تماد كذا في أكثر الأصول وفي بعضها لو تمادى
المتعمقون المتشددون في الأمور المجاوزون الحدود في قول أو فعل
202

واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان كذا في أكثر النسخ قال
القاضي وهو وهم من الراوي وصوابه في آخر شهر رمضان كما في
بعضها
لو مد لنا الشهر قال القرطبي لو كمل ثلاثين لزاد اليوم الآخر إلى اليومين
المتقدمين
أظل قال أهل اللغة ظل يفعل كذا إذا عمله في النهار دون الليل وبات
يفعل كذا إذا فعله في الليل
ثم تضحك قال القاضي يحتمل ضحكها التعجب ممن خالف في
هذا وقيل التعجب من نفسها حيث تحدث بمثل هذا الحديث
203

الذي يستحيا من ذكره لا سيما حديث المرأة عن نفسها للرجال ولكنها
اضطرت إلى ذكره لتبليغ الحديث والعلم فتعجبت من صورة الحال
المضطرة لها إلى ذلك وقيل ضحكت سرورا بتذكر مكانها من النبي صلى الله عليه وسلم
وحالها معه وملاطفته لهو يحتمل أنها ضحكت تنبيها على أنها صاحبة
القصة ليكون أبلغ في الثقة بحديثها
فسكت ساعة أي ليتذكر
وأيكم يملك إربه ضبط بكسر الهمزة وسكون الراء وهو رواية
الأكثرين وبفتح الهمزة والراء ومعناه عليهما الوطر والحاجة وكني به
عن الجماع ويطلق المفتوح على العضو أيضا قال القرطبي هذا يدل على أن
مذهب عائشة منع القبلة مطلقا في حق غير النبي صلى الله عليه وسلم وأنها فهمت خصوصيته
بجواز ذلك
204

ويباشر وهو صائم قال النووي معنى المباشرة هنا اللمس
باليد وهو من التقاء البشرتين
ليسألانها كذا في كثير من الأصول باللام وثبوت النون وهي لغة
قليلة وفي كثير منها يسألانها بلا فقال لام وهو الجاري على المشهور في
العربية
205

يحيى بن بشر الحريري بفتح الحاء المهملة
شتير بشين معجمة مضمومة ثم تاء مثناة من فوق مفتوحة
بن شكل بفتح الشين المعجمة والكاف ومنهم من سكن الكاف
206

قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال القرطبي معناه المعونة على
الطاعات والعصمة والحفظ عن المخالفات بحيث لا تقع الذنوب منه أصلا
فعبر عن هذا المعنى بالمغفرة لأن المغفرة هي الستر وقد ستر بالطاعات عن
المعاصي بحيث لا يقع منه أولا وأن حاله حال المغفور له
من حيث أنه لا ذنب له
إني لأتقاكم لله وأخشاكم له أي أكثركم تقوى وخشية والخشية الخوف
وقيل أشده وقيل الخوف التطلع لنفس الضرر والخشية التطلع لفاعل الضرر
207

يقص أي يتتبع الأحاديث والأخبار ويذكرها ويعلم العلم
فذكرت ذلك لعبد الرحمن بن الحارث لأبيه هو بدل من
عبد الرحمن بإعادة الجار قال القاضي ووقع في رواية بن ماهان
فذكر ذلك عبد الرحمن لأبيه وهذا غلط فاحش لأنه تصريح بأن الحارث
والد عبد الرحمن هو المخاطب بذلك وهو باطل لأن القصة كانت في ولاية
مروان على المدينة في خلافة معاوية والحارث توفي في طاعون عمواس
في خلافة عمر
من غير حلم بضم الحاء وبضم اللام وإسكانها قال النووي
208

لا دلالة فيه على جواز الاحتلام عليه لأنه بيان للواقع كقوله يقتلون
النبيين بغير حق ومعلوم أن قتلهم لا يكون بحق
سمعت ذلك من الفضل قال بن المنذر أحسن ما يجاب به عن حديث
الفضل هذا أنه منسوخ وأنه كان في أول الأمر حين كان الجماع محرما
في الليل بعد النوم كما كان الطعام والشراب محرما ثم نسخ ذلك ولم
يعلمه أبو هريرة وكان يفتي بما علمه حتى بلغه الناسخ فرجع إليه وفي سنن
النسائي أنه سمعه من أسامة بن زيد قال النووي والقرطبي
فيحمل على أنه سمعه منهما
أبو طوالة بضم الطاء المهملة
209

هل تجد ما تعتق رقبة بالنصب على البدل من ما الموصولة وهي
مفعول تجد قاله النووي والقرطبي
قلت لا يتعين بل يجوز كونه مفعول تعتق وعائدهما أي محذوف
210

والتقدير هل تجد شيئا أو مالا تعتق منه رقبة وهذا أرجح ليوافق قوله بعده
فهل تجد ما تطعم ستين مسكينا فإن ستين مفعول تطعم ولا
يصح أن يكون بدلا من ما
بعرق بفتح العين والراء في الأشهر وروي بسكون الراء وهو مكتل يسع
خمسة عشر صاعا
قال أفقر منا بالنصب على إضمار أتجد أو أتعطي
ويصح رفعه على تقدير أأحدا أفقر منا
فما بين لابتيها هي الحرتان
أنيابه هي الأسنان الملاصقة للثنايا وهي أربعة واحدها ناب
اذهب فأطعم أهلك قال القرطبي تخيل قوم من هذا سقوط الكفارة عن
هذا الرجل فقالوا هو خاص به
وهو الزنبيل بكسر الزاي وسكون النون ثم موحدة ثم مثناة تحتية ولام
211

وقع بامرأته كذا في أكثر النسخ وفي نسخة واقع امرأته
أن يعتق رقبة أو يصوم شهرين أو يطعم ستين مسكينا قال النووي
أو هنا للتقسيم لا للتخيير أي إن عجز
احترقت هو مجاز
212

أغيرنا روي بالنصب والرفع كما تقدم في أفقر منا
213

عام الفتح أي فتح مكة وكان سنة ثمان من الهجرة
214

الكديد بفتح الكاف وكسر الدال المهملة ماء بينه وبين مكة اثنان وأربعون
ميلا قال النووي وقد غلط بعض العلماء فتوهم أن الكديد
وكراغ ثنا الغميم قريب من المدينة
قال أي بن شهاب يتبعون الأحدث فالأحدث قال النووي هذا محمول على ما
علموا منه النسخ أو رجحان الثاني مع جوازهما وإلا فقد طاف على بعيره
وتوضأ مرة مرة ونظير ذلك من الجائزات التي عملها مرة مرة أو مرات
قليلة ليبين جوازها وحافظ على الأفضل منها
عسفان قرية جامعة على أربعة برد من مكة قال القاضي على ستة
وثلاثين ميلا منها
215

كراع الغميم بفتح الغين المعجمة واد أمام عسفان بثمانية أميال يضاف
إليه هذا الكراع وهو جبل أسود متصل به
أولئك العصاة قال النووي هكذا هو مكرر
مرتين وهو محمول على من تضرر بالصوم أو أنهم أمروا بالفطر أمرا جازما
لمصلحة بيان جوازه فخالفوا الواجب
لست عشرة إلى آخره قال النووي
والقرطبي هذه روايات مضطربة والذي أطبق عل أهل السير أنه خرج
لعشر خلون من رمضان ودخل مكة لتسع عشرة وهو أحسنها
216

أكثرنا ظلا صاحب الكساء يعني أنهم لم يكن لهم فسطاط ولا
كساء
يتقي الشمس بيده أي يستتر بها
الأبنية أي الخصوص
الركاب الإبل
فتحزم المفطرون كذا في أكثر الأصول بالحاء المهملة والزاي أي شدوا
أوساطهم للخدمة وفي بعضها فتخدم بالحاء المعجمة والدال بمعنى
خدموا
ذهب المفطرون اليوم بالأجر قال القرطبي يعني أنهم لما قاموا
بوظائف ذلك الوقت وما يحتاج إليه فيه كان أكثرهم على ذلك من أجر من
صام ذلك اليوم ولم يقم بتلك الوظائف
217

مكثور عليه أي عنده كثيرون من الناس
عن أبي مراوح بضم الميم وكسر الواو وبالحاء المهملة
218

وقال عن عمير مولى أم الفضل قال النووي الظاهر أنه
مولاها حقيقة وقيل له مولى بن عباس لأنه بن مولاته وللزومه إياه
219

بحلاب بكسر الحاء المهملة الإناء الذي يحلب فيه ويقال المحلب
بكسر الميم
220

عاشوراء بالمد وزنه فاعولاء وهمزته للتأنيث معدول عن عاشرة
للمبالغة والتعظيم وهو في الأصل صفة لليلة العاشرة لأنه مأخوذ من
العشر الذي هو اسم العقد الأول واليوم مضاف إليها فإذا قيل يوم عاشوراء
فكأنه قيل يوم الليلة العاشرة إلا أنهم لما عدلوا به عن الصفة غلبت عليه
الاسمية فاستغنوا عن الموصوف فحذفوا الليلة
صامه وأمر بصيامه قيل وجوبا وقيل ندبا من شاء صامه ومن شاء
تركه قال القاضي كان بعض السلف يقول كان صوم يوم عاشوراء فرضا
وهو باق على فرضيت لم ينسخ قال وانقرض القائلون بهذا وحصل الإجماع
على أنه ليس بفرض وإنما مستحب وروي عن بن عمر كراهة قصد صومه
وتعيينه بالصوم
221

إن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية قال القرطبي لعلهم كانوا
يستندون في صومه إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل عليهما الصلاة والسلام
فإنهم كانوا ينتسبون إليهما ويستندون في كثير من أحكام الحج وغيره إليهما
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه قال النووي ضبط أمر
بالبناء للفاعل وللمفعول
أين علماؤكم يا أهل المدينة خص العلماء ليصدقوه به فإنهم أدرى
بالأحاديث قال النووي وظاهره أنه سمع من يوجبه أو يحرمه أو
يكرهه فأراد إعلامهم بأنه ليس بواجب ولا محرم ولا مكروه
222

هذا يوم عاشوراء إلى قوله فليفطر قال النووي هذا كله
من كلام النبي صلى الله عليه وسلم هكذا جاء مبينا في رواية النسائي
قلت خشي النووي أن يتوهم أحد أن قوله وأنا
صائم إلخ مدرج في آخر الحديث من قول معاوية لأنه مظنة ذلك فنفي
هذا التوهم
وشارتهم هي بالشين المعجمة بلا همز الهيئة الحسنة والجمال أي
يلبسوهن هذلباسهن الحسن الجميل
223

فإذا كان في العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع قال العلماء السبب
في ذلك أن لا يتشبه باليهود في إفراد العاشر وقال القرطبي ظاهره أنه
كان عزم على أن يصوم التاسع بدل العاشر وهذا هو الذي فهمه بن عباس
حتى قال للذي سأله عن يوم عاشوراء إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح
يوم التاسع صائما وبهذا تمسك من رآه التاسع وقوله هكذا كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يصومه يعني أنه لو عاش لصامه كذلك لوعده الذي وعد به لا أنه
صام التاسع بدل العاشر إذ لم يسمع ذلك عنه ولا روي قط
فليتم بقية يومه زاد أبو داود واقضوه
225

اللعبة ما يلعب به
من العهن هو الصوف مطلقا وقيل المصبوغ وقيل الأحمر
أعطيناه إياها عند الإفطار قال القاضي فيه محذوف وصوابه حتى
يكون عند الإفطار فبهذا يتم الكلام وكذا وقع في البخاري
يوم فطركم من صيامكم والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم قال القرطبي فيه
تنبيه على الحكمة التي لأجلها حرم صوم هذين اليومين أما يوم الفطر فيتحقق به
انقضاء زمان مشروعية الصوم ويوم النحر في دعوة الله التي دعا عباده إليها من
تضييفه وإكرامه لأهل منى وغيرهم بما شرع لهم من ذبح النسك والأكل منه
فمن يوم هذا اليوم فإنه رد على الله كرامته وإلى هذا أشار أبو حنيفة
226

والجمهور على أنه شرع غير معلل انتهى
نبيشة بضم النون وفتح الباء الموحدة وبالشين المعجمة
أيام التشريق هي ثلاثة أيام بعد يوم النحر سميت بذلك لتشريق الناس
لحوم الأضاحي فيها وهو تقديدها ونشرها في الشمس
227

وأيام منى أضافها إلى منى لأن الحاج فيها في منى
لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام قال
النووي كذا الأصول بإثبات تاء في الأول بين
الخاء والصاد وبحذفها في الثاني قال والحكمة في النهي أن يوم الجمعة فيه
وظائف من العبادات فاستحب فطره ليكون أعون على أدائها كما استحب
فطر يوم عرفة للحاج لذلك قال فإذا ضم إليه صوم يوم آخر جبر ما
حصل من التقصير فيها وقيل سببه خوف المبالغة في تعظيمه بحيث يفتتن به
كما افتتن قوم بالسبت
228

فما تقدر أن تقضيه قال القرطبي فإن قيل كيف لا تقدر وقد كان له تسع
نسوة وكان يقسم لهن فلا تصل النوبة لإحداهن إلا بعد ثمان
فالجواب أن القسم لم يكن واجبا عليه فكن يتهيأن ثم له دائما
ويتوقعن رسول حاجته إليهن في أكثر الأوقات
فلا يرفث بضم الفاء وكسرها من الرفث وهو السخف وفاحش
الكلام
ولا يجهل قال النووي الجهل قريب من الرفث وهو خلاف
الحكمة وخلاف الصواب من القول والفعل
فإن امرؤ شاتمه أي شتمه متعرضا لشتمه
229

أو قاتله أي نازعه ودافعه
فليقل إني صائم إني صائم قال النووي هكذا
هو مرتين واختلفوا فيه فقيل يقوله بلسانه ليسمعه الشاتم والمقاتل فينزجر
غالبا وقيل يحدث به نفسه ليمنعها عن مشاتمته ومقاتلته ويحرس صومه عن
المكروهات قال النووي ولو جمع بين الأمرين كان حسنا
إلا الصيام هو لي وأنا أجزي به اختلف في معناه مع كون جميع الطاعات لله
تعالى فقيل سبب إضافته إلى الله أنه لم يعبد أحد غير الله به فلم يعظم
الكفار في عصر من الأعصار معبودا لهم بالصيام وإن كانوا يعظمونه بصورة
السجود والصدقة والذكر وغير ذلك وقيل لأنه يبعد من الرياء لخفائه
وقيل لأنه ليس للصائم ونفسه فيه حظ وقيل لأن الاستغناء عن الطعام من
صفات الله تعالى فتقرب الصائم بما يتعلق بهذه الصفة وإن كانت صفات الله
لا يشبهها شئ وقيل معناه أنا المتفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيفه وغيره من
العبادات أظهر سبحانه بعض مخلوقاته على مقدار ثوابها وقيل هي إضافة
230

تشريف كقوله عبادي وبيتي وقيل إن الأعمال كلها ظاهرة للملائكة
فتكتبها إلا الصوم فإنما هو نية وإمساك فالله يعلمه ويتولى جزاءه وقيل إن
الأعمال يقتص منها يوم القيامة في المظالم إلا الصوم فإنه لله ليس لأحد من
أصحاب الحقوق أن يأخذ منه شيئا واختاره بن العربي
لخلفة فم الصائم بضم الخاء تغير رائحته
أطيب عند الله من ريح المسك لا يتوهم أن الله تعالى يستطيب الروائح
ويستلذها فإن ذلك محال عليه وإنما معنى هذه الأطيبة ولا راجعة إلى أنه تعالى
يثيب على خلوف فم الصائم ثوابا أكثر مما يثيب على استعمال
المسك حيث ندب الشرع إلى استعماله كالجمع والأعياد وغير ذلك
ويحتمل أن يكون ذلك في حق الملائكة فيستطيبون ريح الخلوف أكثر مما
يستطيبون أو نستطيب ريح المسك وقيل يجازيه الله في الآخرة بأن
يجعل نكهته أطيب من ريح المسك كما في دم الشهيد وقيل مجاز واستعارة
لتقريبه من الله تعالى
الصيام جنة أي ستر ووقاية من الرفث والآثام أو من النار
231

ولا يسخب بالسين والصاد والموحدة وهو الصياح وصحفه من رواه
لا يسخر بالراء من السخرية
لخلوف بضم الخاء وخطأوا من فتحها
فرح بفطره أي بزوال جوعه وعطشه وقيل بإتمام عبادته وسلامتها من
المفسدات وإذا لقي ربه فرح بصومه لما يراه من جزيل ثوابه
232

يدع شهوته وطعامه من أجلي قال القرطبي تنبيه على الجهة التي بها
يستحق الصوم أن يكون كذلك وهو الإخلاص الخاص به
خالد بن مخلد القطواني بفتح القاف والطاء معناه البقال كأنهم
نسبوا إلى بيع القطينة وقيل إلى قطوان موضع بقرب الكوفة
فإذا دخل آخرهم في بعض الأصول أولهم قال القاضي وهو وهم
233

يصوم يوما في سبيل الله أي في طاعته يعني قاصدا به وجه الله تعالى
وقيل إنه الجهاد في سبيل الله
سبعين خريفا أي مسيرة سبعين سنة والمراد المبالغة في البعد وكثيرا ما
يجئ السبعون عبارة عن التكثير قاله القرطبي
234

زور زائرون
حيس بفتح الحاء المهملة التمر مع اللبن والأقط وقال
الهروي هي ثريدة من أخلاط
فإنما أطعمه الله وسقاه أي أنه لما أفطر ناسيا لم ينسب إليه من ذلك الفطر
شئ وتمحضت نسبة الإطعام إلى الله تعالى إذ هو فعله
235

يصوم حتى نقول لا يفطر أي يكثر ويوالي حتى يتحدث نساؤه وخاصته
بذلك
236

كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا قال النووي
الثاني تفسير للأول وبيان أن قولها كله أي غالبه وقيل كان
يصومه كله في وقت وأكثره في سنة أخرى لئلا يتوهم وجوبه قال والحكمة
في تخصيص ص شعبان بكثرة الصوم أنه ترفع فيه الأعمال وتقدر فيه الآجال
قال فإن قيل سيأتي أن أفضل الصوم بعد رمضان شهر المحرم فكيف أكثر منه
في شعبان فالجواب لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر حياته قبل التمكن من
صومه أو لعله كان يعرض فيه أعذار كسفر أو مرض
سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب إلى آخره قال النووي
الظاهر أن مراد سعيد بهذا الاستدلال أنه لا نهي فيه ولا ندب بل له حكم باقي
237

الشهور قال ولم يثبت في صوم رجب نهي ولا ندب بعينه ولكن أصل
الصوم مندوب إليه وفي سنن أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم ندب إلى الصوم
من الأشهر الحرم ورجب أحدها انتهى
قلت وروى البيهقي في شعب الإيمان عن أبي قلابة
قال في الجنة قصر لصوام رجب وقال هذا أصح ما ورد في صوم رجب
قال وأبو قلابة من التابعين ومثله لا يقول ذلك إلا عن بلاغ ممن فوقه
عمن يأتيه الوحي
238

أن عبد الله بن عمرو بن العاص قال قال القرطبي حديث بن عمرو اشتهر
وكثرت رواته فكثر اختلافه حتى ظن من لا يبصره أنه مضطرب وليس
كذلك فإنه إذا تتبع اختلافه وضم بعضه إلى بعض انتظمت صورته
وتناسب مساقه إذ ليس فيه اختلاف تناقض ولا تهاتر بل يرجع اختلافه إلى أن
ذكر بعضهم ما سكت عنه غيره وفصل بعض ما أجمله غيره
فإنك لا تستطيع ذلك قال النووي علم صلى الله عليه وسلم من حال عبد الله
أنه لا يستطيع الدوام على ذلك فنهاه وعلم من حمزة بن عمرو أنه يستطيع سرد
الصوم حتى في السفر فأقره
لا أفضل من ذلك قيل هو على إطلاقه فيكون أفضل من السرد وقيل هو
خاص لعبد الله أي لا أضمن ذلك في حقك
239

بحسبك أن تصوم أي يكفيك ان تصوم والنحاة يعربون بحسبك
في بحسبك درهم درهما مبتدأ زيدت فيه الباء وكان شيخنا العلامة
محيي الدين الكافيجى يخالفهم ويعربه خبرا مقدما ودرهما مبتدأ
مؤخرا ويعلله بأنه محط الفائدة وهذا الحديث شاهد له فإن أن
والفعل إذا وقعت في تركيب حكم لها بأنها هي المبتدأ أوما حل محله قال
تعالى ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا نصب
فتنتهم على أنه خبر تكن مقدما وأن قالوا اسمها مؤخرا
فتعين أن يكون بحسبك هو الخبر كما قاله شيخنا ومبعده المبتدأ والمسألة
مبسوطة في كتبنا النحوية
ولزورك أي زائرك
241

فلا تفعل قال القرطبي نهى عن الاستمرار في فعل ما التزمه
لما يؤدي إليه من المفسدة
قال من لي بهذه أي الخصلة الأخيرة وهي عدم الفرار أي من يتكفل
242

لي بها فإنها صعبة
لا صام من صام الأبد قال النووي هكذا هو في النسخ
مكرر مرتين وفي بعضها ثلاث مرات ومعناه قيل الدعاء عليه
وقيل الإخبار بأنه لم يأت بشئ إذ لا يجد من مشقته ما يجدها غيره وقال
القرطبي الأبد من انتهاء الدهر والمراد به هنا سرد الصيام دائما
هجمت أغارت
ونهكت بفتح النون والهاء وبكسرها والتاء ساكنة أي ضعفت وضبط
بعضهم بضم النون وكسر الهاء وفتح التاء خطابا له أي ضنيت
243

ونفهت نفسك بفتح النون وكسر الفاء أي أعيت
صم يوما ولك أجر ما بقي قال بعضهم أي من العشر كما في الرواية
الأولى ولك أجر تسعة وكذا في قوله صم يومين ولك أجر ما بقي
أي من العشرين وصم ثلاثة أيام ولك أجر ما بقي أي من الشهر قال
القرطبي وهذا الاعتبار حسن جار على قياس تضعيف
244

الحسنة بعشر أمثالها غير أنه يفرغ تضعيف الشهر عند صوم الثلاثة فيبقى
قوله صم أربعة أيام ولك أجر ما بقي لم يبق له من الشهر شئ فيضاف له
عشر من الشهر الآخر أي ما بقي من أربعين قال وقال بعض المتأخرين إنه
يعني بذلك من الشهر وعلى هذا يكون صوم الرابع لا أجر فيه وهو مخالف
لقياس التضعيف فالأول أولى
من سرة هذا الشهر كذا في الأصول بالهاء بعد الراء أي وسطه
245

عن أبي قتادة رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم قال النووي كذا في معظم
النسخ ويقرأ رجل بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف
أي الشأن والأمر قال وقد أصلح في بعض النسخ أن رجلا
فقال كيف تصوم فغضب قال العلماء سبب غضبه أنه كره مسألته لأن
حاله لا يناسب حال النبي صلى الله عليه وسلم في الصوم فكان حقه أن يقول كيف أصوم
ليجيبه بما هو مقتضى حاله كما أجاب غيره وقيل لأن فيه إظهار عمل السر
لا صام ولا أفطر نفى الأول شرعا والثاني حسا
وددت أني طوقت ذلك أي أقدرت عليه قال القرطبي يشكل مع وصاله
وقوله إني أبيت أطعم وأسقى قال ويرتفع الإشكال بأن هذا كان منه صلى الله عليه وسلم
في أوقات مختلفة ففي وقت يواصل الأيام بحكم القوة الإلهية وفي آخره
يضعف فيقول هذا بحكم الطباع البشرية قال ويمكن أن يقال تمنى ذلك
دائما بحيث لا يخل بحق من الحقوق التي يخل بها من أدام صومه من
246

القيام بحقوق الزوجات واستيفاء القوة على الجهاد وأعمال الطاعات وقال
القاضي قيل معناه وددت أن أمتي تطوقه لأنه صلى الله عليه وسلم كان يطيقه وأكثر منة
وكان يواصل قال النووي ويؤيد هذا التأويل قوله في الرواية
الثانية ليت أن الله قوانا لذلك وقيل إنما قاله لحقوق نسائه وغيرهن من
المسلمين المتعلقين به والقاصدين إليه
يكفر السنة التي قبله أي التي هو فيها
والسنة التي بعده أي ذنوب صائمه في السنتين قالوا والمراد به الصغائر
قال النووي فإن لم يكن صغائر يرجى التخفيف من الكبائر فإن لم
يكن رفعت له درجات
247

صوم ثلاثة من كل شهر زاد النسائي من حديث جابر أيام
البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة وبه أخذ أصحابنا
وذهب جماعة إلى الإطلاق وأنه لا فرق بين أيام الشهر في ذلك ومنهم من
اختار ثلاثة من آخر الشهر واختار قوم أول الشهر والعاشر والعشرين وقيل
الحادي عشر والحادي والعشرين وقيل أول اثنين في الشهر وخميسان بعده
وقيل أول خميس واثنان من اثنين بعده وقيل السبت والأحد والاثنين من
شهر ثم الثلاثاء والأربعاء والخميس من الشهر الذي بعده
فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه بفتح النون وضمها
وهما قال القاضي إنما وهمه مسلم لقوله فيه ولدت إلخ
وهذا إنما هو في يوم الاثنين دون الخميس قال ويحتمل صحة رواية شعبة
248

ويرجع الوصف بالولادة والبعث إلى الاثنين دون الخميس قال النووي
وهذا متعين
من سرر شعبان ضبطوه بفتح السين وكسرها وضمها جمع سرة
والمراد آخر الشهر قاله الجمهور لاستسرار القمر فيها وقيل وسطه لأن
أيام البيض ورد ندب صومها ولم يأت في صيام آخر الشهر ندب فلا يحمل
الحديث عليه وعلى الأول فيه معارضة لحديث لا تقدموا رمضان بصوم يوم
ولا يومين وأجاب المازري وغيره بأن الرجل كان يعتاد الصيام آخر الشهر
فصم يومين مكانه قال القرطبي هذا حمل ملازمة عادة الخير حتى لا
تقطع وحض على أن لا يمضي على المكلف مثل شعبان ولم يصم منه شيئا
فلما فاته صومه أمره أن يعوضه قال ويظهر لي أنه إنما أمره بصيام يومين في
249

غيره للمزية التي يختص بها شعبان فلا يبعد في أن يقال إن صوم يوم
منه كصوم يومين في غيره ويشهد له أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم منه أكثر مما كان
يصوم من غيره اغتناما لمزية فضيلته انتهى
إذا أفطرت رمضان كذا في الأصول في هذه الرواية بحذف من
وهي مرادة كما صرح بها في الرواية الأولى
250

عن حميد بن عبد الرحمن الحميري قال النووي روى عن
أبي هريرة اثنان كل منهما حميد بن عبد الرحمن أحدهما الحميري
والثاني حميد بن عبد الرحمن بن عوف الزهري قال الحميدي كل ما في
الصحيحين حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة فهو الزهري إلا في هذا
الحديث خاصة
أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم أقول سئلت لم خص المحرم
بقولهم شهر الله دون سائر الشهور مع أن فيها ما يساويه في الفضل أو يزيد
عليه كرمضان ووجدت ما يجاب به أن هذا الاسم إسلامي دون سائر الشهور
فإن أسماءها كلها على ما كانت عليه في الجاهلية وكان اسم المحرم في
الجاهلية صفر الأول والذي بعده صفر الثاني فلما جاء الإسلام سماه
الله المحرم فأضيف إلى الله بهذا الاعتبار وهذه الفائدة لطيفة رأيتها في
الجمهرة قال القرطبي إنما كان صوم المحرم أفضل الصيام من أجل أنه أول
السنة المستأنفة فكان استفتاحها بالصوم الذي هو أفضل الأعمال
وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل استدل به لقول بعض أصحابنا أن
251

صلاة الليل أفضل من الرواتب وإن كان أكثرهم على خلافه قال
النووي والأول أقوى وأوفق للحديث
ستا من شوال لم يقل ستة مع أن المعدود مذكر لأنه إذ حذف جاز
فيه الوجهان
كصيام الدهر زاد النسائي من حديث ثوبان
252

الحسنة بعشر فشهر رمضان بعشرة أشهر وستة بشهرين فذلك تمام السنة
ولا يشكل على هذا ما قيل إنه يلزم فيه مساواة ثواب النفل للفرض
لأنه إنما صار كصيام سنة بالتضعيف وهو مجرد فضل من الله تعالى
ليلة القدر سميت ليلة القدر بذلك لعظم قدرها وشرفها
وقيل لما تكتب الملائكة فيها من الأقدار والأرزاق والآجال
تواطئت قال النووي كذا في النسخ بطاء ثم تاء وهو
مهموز وكان ينبغي أن يكتب بألف بين الطاء والتاء صورة الهمزة ولا بد من
قراءته مهموزا ومعناه توافقت
253

تحروا ليلة القدر أي احرصوا على طلبها واجتهدوا فيه
الغوابر أي البواقي وهو الأواخر فلا يغلبن على السبع البواقي في
بعض النسخ عن السبع تحينوا أي اطلبوا حينها وهو زمانها
254

فنسيتها بضم النون وتشديد السين أي نسيت تعيينها قال القرطبي
ومثل هذا النسيان جائز عليه إذ ليس تبليغ حكم يجب العمل به ولعل عدم
تعيينها أبلغ في الحكمة وأكمل في تحصيل المصلحة قال حرملة فنسيتها
هو بفتح النون وتخفيف السين
255

فليثبت من الثبوت وفي بعض النسخ فليلبث من اللبث
في معتكفه بفتح الكاف موضع الاعتكاف
فوكف أي قطر ماء المطر من سقفه
غير أنه قال فليثبت في أكثر النسخ بالمثلثة من الثبوت وفي
بعضها فليبت من المبيت
وقال وجبينه ممتلئا في أكثر النسخ بالنصب على تقدير رأيته وفي
بعضها بالرفع وهو واضح
256

العشر الأوسط كذا في الأصول وتذكير العشر لغة باعتبار الأيام
أو الوقت أو الزمان والمشهور تأنيثه كما قال في أكثر الأحاديث الأواخر
في قبة تركية قال النووي أي صغيرة من لبود وقال القرطبي
هي التي لها باب واحد
على سدتها أي بابها
وروثة أنفه بالمثلثة أي طرفه ويقال لها الأرنبة
257

يلتمس يطلب
فقوض بقاف مضمومة واو مكسورة وضاد معجمة أي هدم
ثم أبينت له قال القرطبي روايتنا فيه من للبيان قال أبو الفرج وضبطه
المحققون أثبتت من الإثبات
فجاء رجلان هما كعب بن مالك وعبد الله بن أبي حدرد
يحتقان بالقاف أي يطلب كل واحد منهما حقه ويدعي أنه محق
فالتي تليها ثنتين وعشرين كذا في أكثر النسخ بالياء وهو منصوب
بتقدير أعني وفي بعضها ثنتان وعشرون
258

أنها تطلع يومئذ لا شعاع لها كذا في الأصول أنها من غير ذكر
الشمس وحذفت للعلم بها على حد حتى توارت لم بالحجاب
والشعاع بضم الشين ما يرى من ضوئها عند بروزها مثل الحبال
والقضبان مقبلة إليك إذا نظرت إليها وقيل هو الذي تراه ممتدا بعد الطلوع
وقيل هو انتشار ضوئها قال القاضي ثم قيل ذلك مجرد علامة
جعلها الله لها وقيل بل لكثرة صعود الملائكة الذين ينزلون إلى الأرض في
ليلتها سترت بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها
شق جفنة بكسر الشين وفتح الجيم أي نصفها
259

كتاب الاعتكاف
261

البر أي الطاعة قال القرطبي هو بهمزة الاستفهام ومده على جهة
الإنكار ونصب البر على أنه مفعول تردن مقدما
263

أحيا الليل أي استغرقه بالسهر في الصلاة وغيرها
وأيقظ أهله أي للصلاة في الليل
وجد أي اجتهد في العبادة زيادة على العادة
وشد المئزر بكسر الميم هموزا أي الإزار قيل هو عبارة عن
الاجتهاد في العبادة زيادة على عادته في غير ومعناه السهر في
العبادة يقال شددت لهذا الأمر مئزري أي تشمرت له وقيل كناية عن
اعتزال النساء للاشتغال بالعبادات قال القرطبي وهذا أولى لأنه قد ذكر
الجد والاجتهاد أولا فحمل هذا على فائدة مستجدية حدثنا أولى
سفيان عن الأعمش في رواية شعبة عن الأعمش
لم يصم العشر أي عشر ذي الحجة أي لم نره يصومكما في
264

الرواية الأولى ما رأيت فلا يلزم من ذلك عدم صومه في نفس
الأمر قال النووي ويدل على هذا التأويل حديث أبي داود
وغيره عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء الحديث وأشار القرطبي إلى
أن هذا كما تقدم لها في صلاة الضحى
265

كتاب الحج
267

لا تلبسوا القميص إلى آخره قال العلماء هذا من بديع الكلام وجزله
فإنه عليه الصلاة والسلام سئل عما يلبسه المحرم فأجاب بما لا يلبسه
لأنه منحصر وما يلبسه غير منحصر فضبط الجميع بقوله لا تلبسوا إلى
آخره يعني ويلبس ما سواه
269

والخفان لمن لم يجد النعلين قال النووي هذا محمول على قوله
في حديث بن عمر فليقطعهما أسفل من الكعبين فإن المطلق يحمل
على المقيد والزيادة من الثقة مقبولة
270

بالجعرانة بسكون العين وتخفيف الراء وبكسر العين وتشديد الراء
خلوق بفتح الخاء نوع من الطيب يعمل فيه زعفران
غطيط هو كصوت النائم الذي يردده نفسه وهو الشخير
الذي كان يغشاه عند الوحي
البكر بفتح الباء الفتي من الإبل سري عنه بضم السين وكسر الراء
المشددة أي كشف
مقطعات بفتح الطاء المشددة الثياب المخططة
متضمخ بالضاد والخاء المعجمتين أي متلوث به مكثر منه
271

يغط بكسر الغين
آنفا أي الساعة
272

فلم يرجع إليه أي لم يرد جوابه
خمره أي غطاه فائدة يعلى بن أمية هو يعلى بن منية أمية
أبوه ومنية أمه فتارة ينسب إلى أبيه وتارة ينسب إلى أمه
273

ذا الحليفة بضم الحاء المهملة وبالفاء
الجحفة بجيم مضمومة ثم حاء مهملة ساكنة سميت بذلك لأن السيل
اجتحفها في وقت
قرن بفتح القاف وسكون الراء بلا خلاف بين أهل اللغة والحديث
والتاريخ والأسماء اسم جبل غلط الجوهري في صحاحه حيث قال بفتح
الراء وفي بعض النسخ بالألف وهو الأجود قال النووي
والذي وقبغير ألف يقرأ منونا وإنما حذفوا الألف منه كما جرت عادة بعض
المحدثين يكتبون سمعت أنس بغير ألف ويقرأ بالتنوين
يلملم بفتح المثناة تحت واللامين جبل من جبال تهامة
فهن لهن كذا الرواية في الصحيحين أي المواقيت لهذه
274

الأقطار المدينة والشام ونجد واليمن أي لأهلها فحذف المضاف وأقام
المضاف إليه مقامه ولأبي داود فهن لهم وهو الوجه
وكذا أي وهكذا من جاوز مسكنه الميقات
مهل أهل المدينة بضم الميم وفتح الهاء وتشديد اللام أي موضع
إهلامهم
ابن مهيعة بفتح الميم والتحتية بينهما هاء ساكنة وحكي كسرها
ثم انتهى أي وقف عن رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال أراه بضم الهمزة أي أظنه رفع الحديث
275

ذات عرق ثنية أو هضبة بينهما وبين مكة يومان وبعض
يوم
لبيك مثناة للتكثير والمبالغة أي إجابة بعد إجابة
إن الحمد بالكسر والفتح والكسر أجوو
النعمة بالنصب
276

والرغباء إليك يروى بفتح الراء والمد وبضم الراء والقصر أي
الطلب والمسألة
والعمل أي أنه المستحق للعبادة
تلقفت التلبية بقاف ثم فاء أي أخذتها بسرعة ويروى تلقنت بالنون
وتلقيت بالياء ومعانيها متقاربة
277

يهل الإهلال رفع الصوت بالتلبية عند الدخول في الإحرام
ملبدا التلبيد ضف الرأس بالصمغ أو الخطمي ونحوه مما يضم
الشعر ويلزق بعضه ببعض ويمنعه التمعط والقمل
278

قد قد روي بسكون الدال وكسرها منونا أي كفاكم هذا الكلام
فاقتصروا عليه وتزيدوا
البيداء شرف مرتفع قريب ذي الحليفة
تكذبون أي تقولون إنه أحرم منها ولم يحرم منها وإنما أحرم
قبلها عند مسجد ذي الحليفة
279

لم أر أحدا من أصحابك يصنعها قال المازري يحتمل أن مراده لا يصنعها
غيرك مجتمعة وإن كان يصنع بعضها
إلا اليمانيين بتخفيف الياء في الأشهر وهما الركن اليماني والركن الذي
فيه الحجر الأسود ويقال له العراقي لكونه إلى جهة العراق وذلك إلى
جهة اليمن فغلب على التثنية كما قالوا الأبوان والقمران والعمران
تلبس بفتح الباء
السبتية بكسر السين وإسكان الموحدة هي التي لا شعر فيها من السبت
بفتح السين وهو الحلق والإزالة وقيل سميت بذلك لأنها مدبوغة قال
أبو عمرو الشيباني السبت كجلد مدبوغ وكان عادة العرب لبس النعال
280

بشعرها غير مدبوغة
يصبغ بضم الباء وفتحها
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها قيل المراد صبغ الشعر
وقيل الثياب قال المازري وهو الأشبه لأنه لم ينقل أنه صلى الله عليه وسلم صبغ شعر
يوم التروية بالمثناة فوق الثامن من ذي الحجة لأن الناس كانوا يتروون فيه
من الماء أي يحملونه معهم من مكة إلى عرفات
فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث راحلته قال المازري أجاب
بضرب من القياس حيث لم يتمكن من الاستدلال بنفس فعل النبي صلى الله عليه وسلم على
المسألة بعينها فاستدل بما في معناها ووجه قياسه أنه صلى الله عليه وسلم إنما أحرم عند
الشروع في أفعال الحج والذهاب إليه فأخر بن عمر الإحرام إلى حال شروعه
الحج وتوجهه إليه وهو يوم التروية فإنهم حينئذ يخرجون من مكة إلى منى في
الغرز بفتح العين المعجمة ثم راء ساكنة ثم زاي ركاب كور البعير
إذا كان من جلد أو خشب
281

مبدأة بفتح الميم وضمها وهو منصوب على الظرف أي ابتدأه
لحرمه ضبط بضم الحاء وكسرها أي إحرامه بالحج
282

بذريرة بفتح الذال المعجمة فتات قصب طيب يجاء به من الهند
وبيص البريق واللمعان
مفرق بفتح الميم وكسر الراء
283

أنضخ طيبا بالخاء المعجمة أي يفور مني الطيب وضبطه بعضهم بالحاء
المهملة وهما متقاربان في المعنى
284

جثامة بجيم مفتوحة ثم مثلثة مشددة
بالأبواء بفتح الهمزة وسكون الموحدة والمد
أبو بودان بفتح الواو وتشديد الدال المهملة وهما مكانان بين مكة والمدينة
إلا أنا حرم بفتح همزة أنا وحرم بضم الحاء والراء
285

محرمون
بالقاحة بالقاف والحاء المهملة المخففة واد على ثلاث مراحل من المدينة
وصحف من قاله بالفاء
286

وهو غير محرم قال النووي فإن قيل كيف جاوز الميقات
وهو غير محرم فالجواب أن المواقيت لم تكن وقتت بعد وقيل لأن النبي
صلى الله عليه وسلم بعثه ورفقته لكشف عدو بجهة الساحل وقيل بل بعثه أهل المدينة
إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد خروجه ليعلمه أن بعض الأعراب يقصدون
الإغارة على المدينة
طعمة بضم الطاء أي طعام
287

يضحك بعضهم إلي قال النووي كذا وقع في جميع
نسخ بلادنا إلي بتشديد الياء قال القاضي وهو خطأ ووقع في رواية
بعض الرواة عن مسلم إلى بعض فأسقط لفظة بعض والصواب
إثباتها
بغيقة بغين معجمة مفتوحة ثم ياء مثناة تحتية ساكنة ثم قاف مفتوحة
موضع في بلاد بني غفار بين مكة والمدينة
أرفع فرسي شأوا وأسير شأوا بالشين المعجمة مهموز أي طلقا
والمعنى أركضه شديدا وقتا وأسوقه بسهولة وقتا
بتعهن بمثناة فوق مكسورة ومفتوحة ثم عين مهملة ساكنة ثم هاء
مهملة مكسورة ثم نون ماء هناك على ثلاثة أميال من السقيا
وهو قائل بهمزة من القيلولة أي في عزمه أن يقيل بالسقيا وروي
بالباء الموحدة وهو تصحيف
السقيا بضم السين المهملة وسكون القاف ثم مثناة تحت مقصور قرية
288

جامعة بين مكة والمدينة
إني اصطدت وفي رواية أصدت بتشديد الصاد بمعنى اصطدت
وفي أخرى أصدت بتخفيفها أي أثرت الصيد من موضعه وفي أخرى
صدت
ومعي منه أي من الصيد الذي دل عليه اصطدت
أو أصدتم روي بتشديد الصاد أي اصطدتم
وبتخفيفها أي أمرتم بالصيد أو أثرتم الصيد من موضعه وروي صدتم
289

فواسق سميت بذلك لخروجها بالإيذاء والإفساد عن طريق معظم
الدواب
الحدأة بكسر الحاء مهموز بوزن عنبة
بصغر بضم الصاد أي بذل وإهانة
خمس فواسق قال النووي بإضافة خمس لا بتنوينه
الحديا بضم الحاء وفتح الدال وتشديد الياء مقصور
290

لا جناح على من قتلهن في الحرم ضبط بفتح الحاء والراء أي حرم مكة
وبضمها جمع حرام والمراد به المواضع المحرمة
عجرة بضم العين وسكون الجيم
291

هوام رأسك أي القمل
انسك بضم السين وكسرها
نسيكة هي الشاة وغيرها مما يجزئ في الأضحية
يتهافت أي يتساقط ويتناثر
بفرق بفتح الفاء وسكونها
292

والفرق ثلاثة آصع جمع صاع
فقمل بفتح القاف والميم أي كثر قمله
وسط رأسه بفتح السين
293

نبيه بنون مضمومة ثم باء موحدة ثم مثناة تحت ساكنة
بملل بفتح الميم ولامين موضع على ثمانية وعشرين ميلا من المدينة
اضمدها بكسر الميم أي الطفها
قوله بالصبر بكسر الباء ويجوز سكونها
ضمدها بالتخفيف والتشديد
294

بين القرنين بفتح القاف تثنية قرن وهما الخشبتان القائمتان على
رأس البئر وشبههما من البناء ويمد بينهما خشبة يجر عليها الحبل المستقى به
ويعلق عليه البكرة
295

خر أي سقط
فوقص أي انكسرت عنقه
في ثوبيه وفي رواية في ثوبين
ولا تخمروا أي تغطوا
فأوقصته بمعنى وقصته أي كسرت عنقه
296

فأقصعته أي قتلته في الحال ومنه قعاص الغنم وهو موتها بداء
يأخذها فجأة
ولا تحنطوه بالحاء المهملة أي لا تمسوه حنوطا والحنوط بفتح الحاء
ويقال له الحناط بكسر الحاء أخلاط من طيب يجمع للميت خاصة
لا تستعمل في غيره
أقبل رجل حراما كذا في أكثر الأصول بالنصب على الحال وفي بعضها بالرفع
عن منصور عن سعيد بن جبير قال القاضي هذا الحديث مما استدركه
الدارقطني على مسلم وقال إنما سمعه منصور من الحكم وكذا أخرجه
297

البخاري عن منصور عن الحكم عن سعيد وهو الصواب
ضباعة بضاد معجمة مضمومة ثم باء موحدة مخففة
فأدركت أي الحج ولم تتحلل حتى فرغت منه
298

نفست بضم النون وفتحها وكسر الفاء أي ولدت
بالشجرة هي بذي الحليفة
299

حجة الوداع سميت بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم ودع الناس فيها ولم يحج بعد
الهجرة غيرها وكانت سنة عشر من الهجرة واختلف هل كان النبي صلى الله عليه وسلم
فيها مفردا أو متمتعا أو قارنا قال النووي والصحيح أنه كان أولا
مفردا ثم أحرم بالعمرة بعد ذلك وأدخلها على الحج فصار قارنا فمن روى
بالإفراد فهو الأصل ومن روى القران اعتمد آخر الأمرين ومن روى التمتع
أراد التمتع اللغوي وهو الانتفاع والارتفاق وقد ارتفق بالقران كارتفاق المتمتع
وزيادة وهو الاقتصار على فعل واحد قال وبهذا الجمع تنتظم
الأحاديث كلها
هدي بسكون الدال وتخفيف الياء على الأفصح
300

ولم أهلل إلا بعمرة قال القاضي اختلفت الروايات عن
عائشة فيما أحرمت به اختلافا كثيرا واختلف كلام العلماء على حديثها فقال
مالك ليس العمل على حديث عروة عن عائشة عندنا قديما ولا حديثا وقال
بعضهم يترجح أنها كانت محرمة بحج لأنها رواية عمرة والأسود والقاسم
وغلطوا عروة في العمرة قال القاضي وليس هذا بواضح بل الجمع بين
الروايات له ممكن فأحرمت أولا بالحج كما صح عنها في رواية الأكثرين
وكما هو الأصح من فعل النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر أصحابه ثم أحرمت
بالعمرة حين أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بفسخ الحج إلى العمرة وهذا فسره
القاسم في حديثه فأخبر عروة باعتمارها في آخر الأمر ولم يذكر أول أمرها
ثم لما حاضت وتعذر عليها إتمام العمرة والتحلل منها وأدركت الإحرام
بالحج أمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالإحرام بالحج فأحرمت به فصارت مدخلة للحج على
العمرة وقارنة وقوله
ارفضي عمرتك ليس معناه إبطالها بالكلية فإن الإحرام لا يزول بنية
الخروج بل التحلل وإنما معناه ارفضي العمل عنها وإتمام أفعالها ويدل عليه
301

وأمسكي عن العمر وقولها يرجع الناس بحج وعمرة أي منفرد
ومنفردة وقوله مكان عمرتك
أي التي لتتم لك منفردة كما تمت لسائر أمهات المؤمنين والناس الذين
فسخوا الحج إلى العمرة وأتموا العمرة وتحللوا منها قبل يوم التروية ثم أحرموا
بالحج من مكة يوم التروية فحصلت لهم عمرة منفردة انتهى
302

ليلة الحصبة بفتح الحاء وسكون الصاد المهملتين الليلة التي ينزل الناس
فيها بالمحصب عند انصرافهم من منى إلى مكة
ولم يكن في ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم أي لعدم ارتكاب شئ
من محظورات الإحرام
303

لا نرى إلا الحج أي لا نعتقد أنا نحرم إلا بالحج لأنا كنا نظن امتناع
العمرة في أشهر الحج
سرف بفتح السين المهملة وكسر الراء ماء بين مكة والمدينة بقرب
مكة على أميال منها قيل ستة وقيل أكثر
أنفست معناه أحضت وهو بفتح النون وضمها والفتح أفصح والفاء
مكسورة فيها وأما النفاس الذي هو الولادة فيقال فيه نفست
بالضم لاغير
304

فطمثت بفتح الطاء وكسر الميم أي حضت
أنعس بضم العين
305

وفي حرم الحج ضبطه الجمهور بضم الحاء والراء على إرادة الأوقات
والمواضع والحالات وضبطه الأصيلي بفتح الراء على أنه جمع حرمه أي
ممنوعاته ومحرماته
سمعت كلامك مع أصحابك فسمعت العمرة قال القاضي كذا لأكثر
الرواة ورواه بعضهم فتمتعت بالعمرة وهو الصواب
لا أصلي كناية عن الحيض
306

عقرى حلقي بألف التأنيث غير منون ومعناه عقرها الله وحلقها أي عقر
الله جسدها وأصابها بوجع في حلقها وقيل عقر قومها وحلقهم ذلك بسومها
وقيل العقرى محمد الحائض وقيل عقرى جعلها الله عاقرا لا تلد وحلقى
مشؤومة وقيل حلقي حلق شعرها وعلى كل قول فهي كلمة كان أصلها
ما ذكرناه ثم اتسعت العرب فيها فصارت تطلقها ولا تريد حقيقة ما وضعت له
أولا ونظيره تربت يداك وقاتله الله ما أشجعه وما أشعره وروي
307

عقرا حلقا بالتنوين مصدران للدعاء قال أبو عبيد هذا على مذهب العرب في
الدعاء على الشئ من غير إرادة لوقوعه
قال الحكم كأنهم يترددون أحسب أي أظن أن هذا لفظه
ولكن صوابه كأنه يترددون كما رواه بن أبي شيبة عن
الحكم ومعناه أن الحكم شك في لفظ النبي صلى الله عليه وسلم مضبطه لمعناه فشك
هل قال يترددون أو نحوه من الكلام
308

أحسره بكسر السين وضمها أكشفه وأزيله
فيضرب رجلي بعلة الراحلة المشهور في النسخ بباء موحدة ثم
عين مهملة مكسورتين ثم لام مشددة ثم هاء أي بسبب الراحلة أي
يضرب رجلي عامدا لها في صورة من يضرب الراحلة حين تكشف خمارها عن
عنقها غيرة عليها فتقول له هل ترى من أحد أي نحن في خلاء ليس هنا
أجنبي حتى أستتر منه وروي نعلة بالنون وقال القاضي بنعلة
السيف
وهو بالحصبة أي المحصب
309

عركت بفتح العين والراء أي حاضت طهرت بفتح الهاء
وضمها والفتح أفصح
310

رجلا سهلا أي سهل الخلق كريم الشمائل ميسرا في الحق قال
تعالى وإنك لعلي خلق عظيم
إذا هويت الشئ تابعها عليه قال النووي معناه إذا هويت
شيئا لا نقص فيه في الدين مثل طلبها الاعتمار وغيره أجابها إليه
311

ومسسنا الطيب بكسر السين في الأفصح
من الأبطح هو بطحاء مكة وهو متصل بالمحصب
312

صبح رابعة بضم الصاد
قال عطاء ولم يعزم عليهم أي لم يوجب عليهم وطء النساء
تقطر مذاكيرنا المني هو إشارة إلى قرب العهد بوطء النساء فقدم علي من سعايته بكسر السين قيل أي من عمله في السعي في
الصدقات وتعقب بأنه صلى الله عليه وسلم لم يستعمل الفضل بن عباس وعبد المطلب بن ربيعة
حين سألاه ذلك وقال لهما إن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لآل محمد وورد
في حديث أنه كان بعثه أميرا عاملا على الصدقات وقال
القاضي يحتمل أن عليا ولي الصدقات احتسابا أو أعطي عمالته عليها من
غيرها فإن السعاية تختص بالصدقة وقال النووي ليس كذلك
بل تستعمل في مطلق الولاية وإن كان أكثر استعمالها في ولاية الصدقات
وأهدى له علي هديا قال النووي يعني أنه اشتراها لا
أنه من السعاية على الصدقة
فقال بل للأبد قال الجمهور معناه أن العمرة يجوز فعلها في أشهر الحج إلى يوم
القيامة والمقصود به بيان إبطال ما كانت الجاهلية تزعمه من امتناع العمرة في أشهر
الحج وقيل معناه جواز القران وتقدير الكلام دخلت أفعال العمرة في أفعال
الحج إلى يوم القيامة وقال بعض الظاهرية معناه جواز نسخ الحج إلى العمرة
313

تمتعنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قام عمر قال إلى آخره اختلف في المتعة
التي نهى عنها عمر وعثمان فقيل هي فسخ الحج إلى العمرة لأنه كان خاصا
بهم في تلك السنة وإنما أمروا به ليخالفوا ما كانت عليه الجاهلية من تحريم
العمرة في أشهر الحج وهذا ما رجحه القاضي وقيل هي العمرة في أشهر
الحج ثم الحج من عامه وعلى هذا إنما نهى عنها ترغيبا في الإفراد الذي هو
أفضل لا أنهما يعتقدان بطلانها قال النووي وهذا هو المختار
314

دخلنا على جابر بن عبد الله قال النووي حديث جابر
هذا حديث عظيم مشتمل على جمل من الفوائد ونفائس من مهمات القواعد
وهو من أفراد مسلم عن البخاري قال القاضي وقد تكلم الناس على ما فيه
من الفقه وأكثروا وألف فيه بن المنذر جزء كبيرا وخرج فيه
من الفقه نيفا وخمسين نوعا ولو تقضى لزاد على هذا العدد قريبا منه
في نساجة قال النووي كذا في نسخ بلادنا بكسر النون
وتخفيف السين المهملة وجيم قيل معناه ثوب ملفق وقال القاضي هي
رواية الفارسي وهو خطأ وتصحيف ورواية الجمهور ساجه بحذف النون
وهو الطيلسان وقيل الأخضر خاصة وقال الأزهري هو طيلسان مقور
المشجب أعواد توضع عليها الثياب ومتاع البيت
عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكسر الحاء وفتحها والمراد حجة الوداع
مكث تسع سنين لم يحج أي بعد الهجرة
أذن أي أعلم
واستثفري بمثلثة قبل الفاء وهي أن تشد في وسطها شيئا وتأخذ خرقة
319

عريضة تجعلها في محل الدم وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها في ذلك
المشدود في وسطها وذلك شبيه بثفر الدابة
القصواء بفتح القاف والمد اسم ناقة النبي صلى الله عليه وسلم قال القاضي وقع في
رواية العذري القصوى بضم القاف والقصر وهو خطأ ثم قال جماعة
هو والجدعاء والعضباء اسم لناقة واحدة وقال بن قتيبة هن ثلاث نوق
له صلى الله عليه وسلم وقال بن الأعرابي والأصمعي القصوى هي التي قطع طرف أذنها
والجدع أكثر منه فإذا جاوز الربع فهي عضباء وقال أبو عبيدة القصواء
المقطوعة الأذن عرضا والعضباء المقطوعة النصف فما فوق وقال الخليل
العضباء المشقوقة الأذن
البيدا المفازة
نظرت مد بصري أي منتهى بصري وأنكر بعض أهل اللغة ذلك وقال
الصواب مدى بصري وقال النووي وليس
بمنكر بل هما لغتان والمدى أشهر
وعليه ينزل القرآن وهو يعرف تأويله معناه الحث على التمسك بما أخبركم
عن فعله في حجته تلك
فأهل بالتوحيد أي مخالفة لما كانت الجاهلية تقوله في تلبيتها من لفظ الشرك
وأهل الناس بهذا الذي يهلون به اليوم قال القاضي كقول بن عمر
لبيك ذا النعماء والفضل الحسن لبيك مرهوبا منك مرغوبا إليك لبيك
وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل وكقول أنس
لبيك حقا تعبدا ورقا
لا أعلمه ذكره إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال النووي ليس شكا في
رفعه لأن لفظة العلم تنافي الشك بل هو جزم برفعه وقد روى البيهقي
بإسناد صحيح على شرط مسلم عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر
أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف بالبيت فرمل من الحجر الأسود ثلاثا ثم صلى ركعتين
فقرأ فيهما قل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد قال النووي أي قل
320

يا أيها الكافرون في الركعة الأولى وقل هو الله أحد في الثانية بعد الفاتحة
وهزم الأحزاب هم الذين تحزبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وكانت
الخندق في شوال سنة أربع وقيل سنة خمس
وحده أي بغير قتال من الآدميين ولا سبب من جهتهم
حتى انصبت قدماه في بطن الوادي قال القاضي كذا في الأصول وفيه
إسقاط أي رمل في بطن الوادي فسقطت لفظة ورمل ولا بد منها
وقد ثبت في غير رواية مسلم وذكرها الحميدي في الجمع بين الصحيحين
وفي الموطأ حتى إذا انصبت قدماه في بطن الوادي سعى
حتى خرج منه وهو بمعنى رمل
جعشم بضم الجيم وبضم الشين المعجمة وفتحها
محرشا أي مغربا
بنمرة بفتح النون وكسر الميم
المشعر الحرام بفتح الميم جبل بالمزدلفة يقال له قزح
فأجاز أي جاوز المزدلفة ولم يقف بها
فرحلت بتخفيف الحاء أي جعل عليها الرحل ببطن الوادي هو وادي
عرنة بضم العين وفتح الراء ونون كحرمة
يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا معناه متأكد التحريم شديده
تحت قدمي إشارة إلى إبطاله
دم ربيعة كذا في بعض الأصول وفي أكثرها بن ربيعة قال
القاضي وهو الصواب والأول وهم لأن ربيعة عاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمن
عمر بن الخطاب وتأوله أبو عبيد فقال دم ربيعة لأنه ولي الدم فنسبه إليه
واسم هذا الابن إياس عند الجمهور وقيل حارثة وقيل تمام وقيل آدم قال
الدارقطني هذا تصحيف من دم بن الحارث هو بن عبد المطلب كان
مسترضعا في بني سعد فقتله هذيل قال الزبير بن بكار كان طفلا صغيرا يحبو
321

بين البيوت فأصابه حجر في حرب كانت بين بني سعد وبني ليث بن بكر
وربا الجاهلية موضوع أي الزائد على رأس المال
بأمان الله في بعض الصول في بأمانة الله أي أن الله ائتمنكم عليهن
فيجب حفظ الأمانة وصيانتها بمراعاة حقوقها
بكلمة الله قيل المراد بها قوله تعالى فإمساك بمعروف أو تسريح
بإحسان وعليه الخطابي وغيره وقيل كلمة التوحيد لا إله
إلا الله محمد رسول الله إذ لا تحل مسلمة لغير مسلم وقيل بإباحة الله
والكلمة قوله تعالى فانكحوا ما طاب لكم من النساء قال
النووي وهذا هو الصحيح وقيل المراد بها الإيجاب والقبول
ومعناه على هذا بالكلمة التي أمر الله سبحانه وتعالى بها
أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه قيل المراد بذلك أن لا يستخلين
بالرجال ولم يرد زناها لأن ذلك يوجب حدها ولأن ذلك حرام مع من
يكرهه الزوج ومن لا يكرهه وقال القاضي كانت عادة العرب حديث
الرجال مع النساء ولم يكن ذلك عيبا ولا ريبة عندهم فلما نزلت آية الحجاب
نهوا عن ذلك وقال النووي المختار أمعناه لا
يأذن لأحد تكرهونه في دخول بيوتكم والجلوس في منازلكم سواء كان امرأة أم
رجلا أجنبيا أم محرما منها
غير مبرح بضم الميم وفتح الموحدة وكسر الراء أي غير شديد
ولا شاق
وينكتها قال القاضي الرواية بمثناة فوق بعد الكاف قال وهو بعيد
المعنى وصوابه بالباء الموحدة أي يردها ويقلبها إلى الناس مشيرا إليهم
وقال القرطبي روايتي وتقييدي على من أعتمده من الأئمة المفيدين بضم الياء
وفتح النون وكسر الكاف المشددة وضم الباء الموحدة أي يعدلها إلى الناس
وروي ينكتها بتاء باثنتين وهي أبعدها
حبل المشاة روي بالحاء المهملة وسكون الباء أي صفهم ومجتمعهم من
322

حبل الرمل وهو ما طال منه وضخم وبالجيم وفتح الباء أي طريقهم وحيث
مسلك الرجاله الخليفة منه عليك وحيث تسلك الرجالة قال القاضي الأول أشبه بالحديث
حتى غاب القرص قال القاضي لعل صوابه حين غاب القرص قال
النووي يؤول بأنه بيان لقوله غربت الشمس فإن هذه
قد تطلق مجازا على مغيب معظم القرص فأراد ذلك الاحتمال به
شنق بتخفيف النون ضم وضيق
مورك رحله بفتح الميم وكسر الراء الموضع الذي يثني الراكب رجله
عليه قدا واسطة الرحل إذا مل من الركوب وضبطه القاضي بفتح الراء قال
وهو قطعة أدم يتورك عليها الراكب يجعل في مقدمة الرحل شبه المخدة الصغيرة
السكينة السكينة مكرر منصوب أي الزموا وهي الرفق والطمأنينة
حبلا بالحاء المهملة التل من الرمل
تصعد بفتح أوله وضمه من صعد وأصعد
حتى أسفر الضمير للفجر المذكور أولا
جدا بكسر الجيد أي إسفارا بليغا
وسيما أي حسنا
ظعن بفتح الظاء والعين جمع ظعينة وهي المرأة في الهودج وقال
النووي وأصله البعير الذي يحمل المرأة ثم أطلق على المرأة مجازا
لملابستها له كالراوية
يجرين بفتح الياء زاد القرطبي وضمها
فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل في الترمذي
فلوى عنق الفضل فقال له العباس لويت عنق بن عمك فقال
رأيت شابا وشابة فلم آمن الشيطان عليهما
بطن محسر بضم الميم وفتح الحاء وكسر السين المشددة المهملتين سمي
بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر فيه أي أعيي وكل
323

حصى الخذف في نسخة زيادة مثل قبلها وعلى إسقاطها هي عطف
بيان أو بدل من حصيات وما بينهما معترض
ثلاثا وستين بيده لابن ماهان بدنه وكلاهما صواب
ما غبر أي بقي
وأشركه في هديه قال النووي ظاهره أنه شاركه في نفس
الهدي وقال القاضي عندي أه لم يكن شريكا حقيقة بل أعطاه قدرا
يذبحه والظاهر أنه صلى الله عليه وسلم ذبح البدن التي جاءت معه من المدينة وكانت ثلاثا
وستين كما جاء في رواية الترمذي وأعطى عليا البدن التي جاءت معه من
اليمن وهي تمام المائة
ببضعة بفتح الباء لا غير القطعة من اللحم
فصلى بمكة الظهر سيأتي بعد هذا في حديث بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم أفاض
يوم النحر فصلى الظهر بمنى فيجمع بينهما بأنه لما عاد إلى منى أعاد
صلاة الظهر مرة أخرى بأصحابه حين سألوه ذلك
انزعوا بكسر الزاي أي استقوا بالدلاء وانزعوها بالرشاء
فلولا أن يغلبكم الناس أي لولا خوفي أن يعتقد الناس أن
ذلك من مناسك الحج ويزدحمون عليه بحيث يغلبونكم ويدفعونكم عن
الاستقاء فتزول الخصوصية به الثابتة لكم لاستقيت معكم لكثرة فضيلة هذا
الاستقاء
324

يدفع بهم أي في الجاهلية
أبو سيارة بسين مهملة ثم ياء مثناة تحت مشددة اسمه عميلة بن
الأعزل
فأجاز أي جاوز
ولم يعرض بفتح الياء وكسر الراء
وجم بفتح الجيم وسكون الميم هي المزدلفة
325

الحمس بضم الحاء المهملة وسكون الميم وسين مهملة سموا بذلك
لأنهم تحمسوا في دينهم أي تشددوا وقيل سموا حمسا بالكعبة لأنها
حمساء حجرها أبيض يضرب إلى السواد
326

فقلت بتخفيف اللام
327

رويدك أي أمسك قليلا
328

كرهت أن يظلوا معرسين بهن بسكون العين وتخفيف الراء والضمير
للنساء ولم يذكرن للعلم بهن أي كرهت التمتع لأنه يقتضي التحلل ووطء النساء
إلى حين الخروج إلى عرفات يقال أعرس الرجل إذا خلا بعرسه أي زوجته
أجل بسكون اللام أي نعم
329

كانت المتعة في الحج لأصحاب محمد خاصة قال النووي أي
فسخ الحج إلى العمرة وعلى هذا مالك والشافعي وأبو حنيفة وجماهير من
330

السلف والخلف وروى النسائي عن الحارث بن بلال عن
أبيه قال قلت يا رسول الله فسخ الحج لنا خاصة أم للناس عامة قال
بل لنا خاصة وذهب قوم إلى أنه باق إلى يوم القيامة فيجوز لكل من أحرم
بحج وليس معه هدي أن يقلب إحرامه عمرة ويتحلل بأعمالها
331

وهذا يومئذ كافر أي معاوية وكان ذلك سنة عمرة القضاء سنة سبع وإنما
أسلم بعد ذلك عام الفتح سنة ثمان
بالعرش بضم الراء والعين وضبطه بعضهم بفتح العين
وسكون الراء أي عرش الرحمن قال القاضي وهو تصحيف
يعني بيوت مكة قال أبو عبيد سميت عرشا لأنها عيدان تنصب ويظلل
بها الواحد عريش ك قليب وقلب ويقال لها أيضا عروش
والواحد عرش ك فلوس وفلس
وقد كان يسلم علي بفتح اللام المشددة أي تسلم علي الملائكة
فتركت بضم التاء أوله أي انقطع سلامهم علي
ثم تركت الكي بفتح التاء أوله
فعاد أي سلامهم علي
332

حامد بن عمر البكراوي نسبة إلى جده الأعلى أبي بكرة الصحابي
وبرة بفتح الباء
أو بقول بن عباس إن كنت صادقا أي في إسلامك
333

فتنته الدنيا في نسخة افتتنته إلى قال القاضي وهو رواية الأكثرين وهما
لغتان فصيحتان
334

فتصداني قال النووي كذا في الأصول بالنون والأشهر في
اللغة تصدى لي أي تعرض لي
ثم لم يكن غيره قال القاضي في كل الأصول بالغين المعجمة والياء
قال وهو تصحيف وصوابه ثم لم تكن عمرة بضم العين المهملة والميم
أي لم يكن فسخ الحج إلى العمرة من النبي صلى الله عليه وسلم ولا ممن جاء بعده وقال
النووي ليس بتصحيف ويؤول على ذلك
ثم حججت مع أبي أي والدي والزبير بد منه
مسحوا الركن أي طافوا طوافا كاملا
335

استرخي عني مكرر مرتين أي تباعدي
بالحجون بفتح الحاء وضم الجيم الجبل الذي بأعلى مكة
الحقائب جمع حقيبة وهي كل ما حمل في مؤخر الرحل والقتب
336

القري بضم القاف وراء مشددة منسوب إلى بني قرة حي من
عبد القيس
كانوا يرون أي أهل الجاهلية
ويجعلون المحرم صفر قال النووي كذا في الأصول بغير
ألف وهو مصروف ولا بد من قراءته منونا منصوبا والمراد
الإخبار عن الشئ الذي كانوا يفعلونه فكانوا يسمون المحرم صفرا ويحلونه
وينسون المحرم أي يؤخرون تحريمه إلى ما بعد صفر لئلا يتوالى عليهم ثلاثة
337

أشهر محرمة
برأ الدبر أي دبر ظهور الإبل بعد انصرافها بالحج فإنها كانت تدبر
بالمسير عليها للحج
وعفا الأثر أي درس وانمحى أثر الإبل في سيرها لطول مرور الأيام وقال
الخطابي المراد أثر الدبر وهذه الألفاظ تقرأ كلها ساكنة الأواخر ويوقف
عليها لأن مرادهم السجع
المباركي بفتح الراء منسوب إلى المبارك بلد قرب واسط
بذي طوى مثلث الطاء والفتح أفصح مقصور منون واد قرب مكة
338

فأشعرها هو أن يجرحها بحديدة أو نحوها ثم يسلت الدم عنها
ما هذا الفتيا كذا في أكثر النسخ وفي بعضها هذه وهو الأجود
والأول على إرادة الإفتاء
تشغفت بشين وغين معجمتين وفاء أي علقت بالقلوب وشغفوا بها
339

أو تشغبت بشين معجمة وموحدة بدل الفاء والغين بينهما معجمة في
رواية أي خلطت عليهم أمرهم ومهملة في رواية أي فرقت مذاهب
الناس
من طاف بالبيت فقد حل هذا مذهب انفرد به بن عباس عن العلماء كافة
أن الحاج يتحلل بمجرد طواف القدوم ولم يوافقه عليه أحد
تفشغ بفاء ثم شين ثم غين معجمتين أي انتشر وفشى
340

ليهلن بن مريم أي بعد نزوله
بفج الروحاء بفتح الفاء وتشديد الجيم بين مكة والمدينة قال الحازمي
وكان طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر وإلى مكة عام الفتح وعام حجة الوداع
ليثنينهما بفتح الياء في أوله أي يقرب بينهما
غزا تسع عشرة قال النووي هذا مؤول فإن غزواته خمس
وعشرون وقيل سبع وعشرون قال أبو إسحاق وبمكة أخرى قال
القرطبي حج صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة حجة واحدة باتفاق واختلف في ثانية هل
حجها أم لا
341

قال بدعة هو محمول على إظهارها في المسجد والاجتماع لها لا على
أصل صلاة الضحى وأول الحديث يدل عليه
342

ناضحان أي بعيران نستقي بهما
تنضح بكسر الضاد
وكان الآخر يسقي نخلا قلت كذا في النسخة التي عندي وهي
بخط الحافظ الصريفيني وذكر القاضي أنه الصواب الذي في البخاري
وغيره وأن رواية الفارسي وغيره يسقي غلامنا وفي رواية
بن ماهان يسقي عليه غلامنا وأن الروايتين تغيير وتصحيف وحكاه
عنهما النووي وتبعهما القرطبي ولم يذكر واحد منهم أن اللفظة
التي هي صواب وهي نخلا لنا وقعت في رواية أحد لنا من رواة
مسلم فإما أن يكون الصريفيني أصلحها بعلمه أو تكون وقعت له في
رواية أحد فاعتمدها وأما النووي فقال بعد ذلك المختار أن الرواية وهي
غلامنا صحيحة وتكون الزيادة التي ذكرها القاضي وهي نخلا لنا
محذوفة مقدرة قال وهذا كثير في الكلام
343

من طريق الشجرة قال القرطبي يعني والله أعلم الشجرة التي بذي
الحليفة التي أحرم منها
المعرس بضم الميم وفتح العين المهملة والراء المشددة موضع على ستة أميال
من المدينة
البطحاء بالمد هو الأبطح وهو بجنب المحصب
344

دخل عام الفتح من كداء الأكثر بفتح الكاف والمد وضبطه السمرقندي
بالفتح والقصر
وكان أبي أكثر ما يدخل من كداء ضبطه الجمهور بالفتح والمد وقيل
بالضم
فرضتي الجبل بفاء مضمومة ثم راء ساكنة ثم ضاد معجمة مفتوحة
تثنية فرضة وهي الثنية المرتفعة من الجبل
عشرة أذرع في نسخة عشر والذراع يذكر ويؤنث
345

خب أي أسرع المشي مع تقارب الخطى وهو بمعنى رمل
استلم الاستلام المسح باليد على الحجر مأخوذ من السلام بالكسر
وهي الحجارة وقيل من السلام بالفتح وهي التحية
سليم بالضم بن أخضر بالخاء والضاد المعجمتين
346

رمل الثلاثة أطواف في نسخة الثلاثة الأطواف وفي
أخرى ثلاثة أطواف وهي أشهرها لغة لا رواية
347

صدقوا وكذبوا صدقهم في فعل النبي صلى الله عليه وسلم الرمل وكذبهم في كونه سنة
مستمرة قال النووي هذا مذهب له تفرد به وخالفه جميع
العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم فقالوا إنه سنة باقية من الهزل
بضم الهاء
لا يدعون بضم الياء وفتح الدال وضم العين المشددة أي يدفعون
ولا يكهرون بتقديم الهاء على الراء أي ينتهرون وفي رواية بن
ماهان والعذري لا يكرهون من الإكراه
348

وهنتهم بتخفيف الهاء أضعفتهم
يثرب بالمثلثة اسم كان للمدينة في الجاهلية
الإبقاء عليهم بكسر الهمزة وبالباء الموحدة والمد أي الرفق بهم
349

وأنك لا تضر ولا تنفع قال ذلك خوفا على قريبي العهد بالإسلام ممن ألف
عبادة الأحجار فبين أنه لا يضر ولا ينفع بذاته وإن كان امتثال ما شرع فيه
ينفع بالجزاء والثواب
والتزمه قال النووي أي سجد عليه وقال القرطبي أي عانقه
حفيا أي معتنيا
350

بمحجن بكسر الميم وسكون الحاء وفتح الجيم عصى محنية الرأس
لأن يراه الناس في سنن أبي داود أنه صلى الله عليه وسلم كان مريضا
غشوه بتخفيف الشين أي ازدحموا عليه قال القرطبي الرواية
الصحيحة بضم الشين وأصله غشيوه
351

أن يضرب عنه الناس كذا في أكثر الأصول بالضاد المعجمة والباء
وفي بعضها يصرف بالصاد المهملة والفاء
خربوذ بخاء معجمة مضمومة ومفتوحة وهو الأشهر وراء مفتوحة
مشددة ثم باء موحدة مضمومة ثم واو ثم ذال معجمة
352

ولو كان كما تقول لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف
بهما قال العلماء هذا من دقيق علمها وفهمها الثاقب وكبير معرفتها
بدقائق الألفاظ لأن الآية الكريمة إنما دل لفظها على رفع الجناح عمن يطوف
بهما وليس فيه دليل على وجوب السعي ولا على عدم وجوبه فأخبرته عائشة
أن الآية ليس فيها دلالة للوجوب ولا لعدمه وبينت الحكمة والسبب في نظمها
وأنها نزلت في الأنصار
يقال لهما إساف ونائلة قال القاضي هذه الرواية غلط والصواب ما في
سائر الروايات يهلون لمناة وأما إساف ونائلة فلم يكونا قط في ناحية البحر
وإنما كانا رجلا وامرأة من جرهم زنيا داخل الكعبة فمسخا حجرين
353

بئس ما قلت يا بن أختي كذا للأكثر بتاء وفي رواية أخي بحذفها
وكلاهما صحيح
إن هذا العلم المتقن
فأراها ضبط بالضم والفتح
354

سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما أي شرعه وجعله ركنا
فصببت عليه الوضوء بفتح الواو وهو الماء الذي يتوضأ به
355

وهو كاف ناقته أي يمنعها من الإسراع
356

أهراق الماء بفتح الهاء
النقب بفتح النون وإسكان القاف الطريق في الجبل وقيل الفرجة بين
الجبلين
عطاء مولى بن سباع قال النووي كذا في أكثر الأصول وفي
بعضها مولى أم سباع وكلاهما خلاف المعروف فيه والمشهور مولى بني
سباع ذكره البخاري وابن أبي حاتم وخلف الواسطي والحميدي
والسمعاني وغيرهم واسم أبيه يعقوب وقيل نافع
357

يسير على هيئته كذا في أكثر الأصول بهاء مفتوحة ثم همزة وفي
بعضها هينته بكسر الهاء والنون
العنق بفتح العين والنون نوع من اسراع السير
فجوة بفتح الفاء المكا المتسع
والنص بفتح النون وتشديد الصاد المهملة نوع من إسراع السير
358

ليس بينهما سجدة أي صلاة نافلة قال النووي جاءت السجدة
بمعنى الركعة وبمعنى الصلاة
بإقامة واحدة قدم عليه حديث جابر بإقامتين لأنها زيادة من ثقة
فتقبل
359

قبل ميقاتها أي المعتاد وليس المراد قبل طلوع الفجر
حطمة الناس بفتح الحاء أي زحمتهم
ثبطة بفتح المثلثة وكسر الموحدة وإسكانها
الثقيلة أي ثقيلة الحركة بطيئة من التثبيط وهو التعويق
360

أي هنتاه أي هذه وهو بفتح الهاء ونون ساكنة وقد تفتح ثم تاء مثناة
فوق وهاء في آخره تسكن وتضم
في الثقل بفتح المثلثة والقاف وهو المتاع ونحوه
361

أبو المحياة بضم الميم وفتح الحاء وتشديد الياء المثناة تحت
لتأخذوا هي لام الأمر
362

مجدع بضم الميم والدال المشددة من الجدع وهو القطع من أصل
العضو
يقودكم بكتاب الله قال العلماء أي ما دام متمسكا بالإسلام والدعاء إلى
كتاب الله على أي حال كان في نفسه ودينه
فاسمعوا له وأطيعوا قال النووي فإن قيل كيف يؤمر بالسمع
والطاعة للعبد وشرط الخليفة كونه قرشيا فالجواب أن المراد به بعض نواب
الخليفة وعماله أو من استولى على الإمامة بالقهر والشوكة. الاستجمار تو بفتح المثناة فوق وتشديد الواو أي وتر
وإذا استجمر أحدكم فليستجمر بتو قال القاضي ليس بتكرار بل المراد
بالأول الفعل وبالثاني عدد الأحجار
363

قال رحم الله المحلقين المشهور وقوع ذلك في حجة الوداع وقيل كان
يوم الحديبية ورجحه بن عبد البر قال النووي ولا يبعد أنه قاله في
الموضعين
قال للحلاق اسمه معمر بن عبد الله العدوي وقيل خراش بن أمية
الكلبي
364

أسمح أي أسهل لخروجه راجعا إلى المدينة
قال أبو بكر في روايته كذا للأكثر وهو الصواب وفي بعض النسخ
في رواية
365

قال سمعت سليمان أي والأولى عنعن فيها
تقاسموا على الكفر أي تحالفوا على إخراج النبي صلى الله عليه وسلم وبني هاشم وبني عبد
المطلب أي إلى هذا الشعب وكتبوا بينهم الصحيفة
المشهورة
366

حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا بن نمير وأبو أسامة لابن ماهان ثنا
زهير بدل بن نمير قال أبو علي الغساني والقاضي وهو وهم والصواب
الأول فكذا أخرجه بن أبي شيبة في مسنده فقال ثنا بن نمير
من نبيذ هو ما يحلى من زبيب وغيره بحيث لا يسكر
أحسنتم وأجملتم أي فعلتم الحسن الجميل
367

أيشترك في البدنة ما يشترك في الجزور هو بفتح الجيم البعير قال
القاضي فرق السائل هنا بين البدنة والجزور لأن البدنة والهدي ما ابتدئ
إهداؤه عند الإحرام والجزور ما اشترى بعد ذلك لينحر مكانها فتوهم السائل
أن هذا أخف في الاشتراك فقال في جوابه إن الجزور لما اشتري بنية
النسك صار حكمها كالبدنة قوله ما يشترك فيه وضع ما موضع من
ويجوز أن تكون مصدرية أي اشتراكا كالاشتراك في البدنة الواجبة
مقيدة أي معقولة
368

أن بن زياد كتب إلى عائشة قال النووي كذا في كل
الأصول وقال الغساني والمازري والقاضي وجميع المتكلمين على صحيح
مسلم هذا غلط وصوابه أن زياد بن أبي سفيان وكذا وقع على
الصواب في الموطأ وصحيح البخاري وغيرهما ولأن بن زياد لم
يدرك عائشة
369

ويلك كلمة تجري على اللسان تدعم بها العرب كلامها من غير قصد لما
وضعت له أولا
وأظنني كذا للأكثرين بنونين وروي وأظني كان بنون واحدة وهي
لغة
370

فقال وإن أي وإن كانت بدنة
371

الضبعي بضم الضاد المعجمة وفتح الموحدة
فأزحفت عليه قال النووي لا خلاف بين المحدثين أنه بفتح الهمزة
وسكون الزاي وفتح الحاء المهملة قال الخطابي كذا يقوله
المحدثون وصوابه والأجود بضم الهمزة يقال زحف البعير إذا قام وأزحفه
السير ورده النووي بأن الهروي والجوهري حكيا زحف البعير وأزحف
لغتان وأزحفه السير ومعنى زحف وقف من الكلال والإعياء
فعيي بشأنها كذا للأكثرين بيائين من الإعياء وهو العجز أي عجز
عن معرفة حكمها لو عطبت عليه في الطريق فكيف يعمل بها وروي فعي
بياء واحدة مشددة وهي لغة بمعنى الأول وروي فعني بضم العين وكسر
النون من العناية بالشئ والاهتمام به
إن هي أبدعت بضم الهمزة وكسر الدال وفتح العين وسكون التاء أي
كلت وأعيت ووقفت قال أبو عبيد قال بعض العرب لا يكون الإبداع إلا
بضلع
كيف يأتي لها في نسخة بها
لئن قدمت البلد في نسخة الليلة وكلاهما صحيح
لأستحفين بحاء مهملة وفاء أي لأسألن سؤالا بليغا يقال أحفى
في المسألة أي ألح فيها وأكثر منها
372

عن ذاك في نسخة عن ذلك باللام
فأضحيت بالضاد المعجمة وبعد الحاء مثناة تحت
أي سرت في وقت الضحى
بست عشرة بدنة في الرواية بعده بثماني عشرة قال النووي
يجوز أنهما قضيتان ويجوز أن تكون قضية واحدة وليس في
هذا نفي الزيادة لأنه مفهوم عدد ولا يحمل عليه
إما لا بكسر الهمزة وفتح اللام وبالإمالة وهو معنى قول الأصيلي وغيره
بكسر اللام أي إن كنت لا تفعل حذفوا كان وعوضوا عنها ما
فأدغمت في نون إن واكتفوا عن الفعل ب لا
373

بنت حيي بضم الحاء أشهر من كسرها
عن الأوزاعي لعله قال عن يحيى بن أبي كثير كذا للأكثر
وسقط عند الطبري قوله لعله قال عن يحيى بن أبي كثير
وسقط لعله فقط لابن الحذاء قال القاضي وأظن الاسم كله سقط من كتب
بعضهم أو شك فيه فألحقه على المحفوظ الصواب ونبه على إلحاقه بقوله
لعله
فلتنفر بكسر الفاء أفصح من ضمها
374

الحجبي بفتح الحاء والجيم منسوب إلى حجابة الكعبة وهي ولايتها
وفتحها وإغلاقها وخدمتها
جعل عمودين عن يساره وعمودا عن يمينه في الموطأ
والبخاري وسنن أبي داود
عمودين عن يمينه وعمودا عن يساره وكله من رواية مالك فالذي هنا مقلوب
375

قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح قال النووي هذا دليل على أن
المذكور في أحاديث الباب من دخول الكعبة وصلاته فيها كان يوم الفتح وهذا
لا خلاف فيه ولم يكن يوم حجة الوداع
بفناء الكعبة بكسر الفاء والمد جانبها وحريمها
بالفتح بكسر الميم لغة في المفتاح
مليا طويلا كم
صلى في سنن أبي داود عن عمر أنه صلى
ركعتين
376

فأجافوا أي أغلقوا
قبل البيت بضم القاف والباء ويجوز سكونها وجه الكعبة أي
عند بابها
وقال هذه القبلة أي المستقرة إلى يوم القيامة لا تنسخ أبدا قاله
377

الخطابي وقال النووي ويحتمل أن معناه هذه الكعبة هي المسجد
الحرام الذي أمرتم باستقباله لا كل الحرم ولا كل المسجد الذي
حول الكعبة بل الكعبة بعينها فقط
أدخل النبي صلى الله عليه وسلم البيت في عمرته المراد عمرة القضاء التي كانت سنة
سبع قبل فتح مكة قال العلماء سبب عدم دخوله ما كان فيه من الأصنام والصور
ولم يكن المشركون يتركونه يغيرها فلما فتح الله عليه مكة دخل البيت وصلى
فيه وأزال الصور قبل دخوله
378

حداثة بفتح الحاء
استقصرت قصرت عن تمام بنائها
خلفا بفتح الحاء المعجمة وسكون اللام وفاء أي بابا من
خلفها
حدثان قومك بالكفر بكسر الحاء المهملة وسكون الدال أي قرب
عهدهم به
379

يريد أن يجرئهم بالجيم والراء بعدها همزة من الجراءة أي يشجعهم
على قتالهم بإظهار قبيح أفعالهم ورواه العذري بالجيم والباء الموحدة
أي يختبرهم وينظر ما عندهم في ذلك من حمية وغضب لله تعالى
ولنبيه
أو يحربهم هذا بالحاء المهملة والراء والباء الموحدة وأوله مفتوح أي
يغيظهم بما يرونه فعل البيت من قولهم حربت الأسد إذا أغضبته
أو يحملهم على الحرب وبحضهم أبو عليها وروي بالحاء والزاي والباء
الموحدة أي يجعلهم حزبا له وناصرين له على مخالفيه
فرق بضم الفاء أي كشف وبين وضبطه الحميدي بفتح الفاء وفسره
بمعنى خاف وغلطوه في ضبطه وتفسيره
يجده بضم الياء ودال واحدة مشددة وروي يجدده بدالين وهما
بمعنى
تتابعوا بموحدة قبل العين وروي بمثناة تحت وهو بمعناه إلا أنه أكثر ما
يستعمل في الشر وليس هذا موضعه
381

من تلطيخ بن الزبير أي سبه وعيب فعله
382

وفد الحارث بن عبد الله في نسخة بن عبد الأعلى وهو
تصحيف
بدا بغير همز يقال بدا له في هذا الأمر بدا أي حدث له فيه
رأي لم يكن
فهلمي هو على لغة نجد وأهل الحجاز يقولون هلم لكل مخاطب بلا
تصريف
كاد أن يدخكذا الرواية يثبتون أن
فنكت ساعة أي بحث في الأرض وهذه عادة من يفكر في أمر
مهم
383

عن الجدر بفتح الجيم وسكون الدال المهملة وهو الحجر
حديث عهدهم في الجاهلية كذا الرواية وهو بمعنى بالجاهلية
384

لقي ركبا هم أصحاب الإبل خاصة
فقالوا من أنت قال القاضي لعله كان ليلا فلم يعرفوه أو نهارا ولم
يكونوا رأوه قبل ذلك لأنهم أسلموا في بلدهم ولم يهاجروا قبل
ولك أجر أي بسبب حملها له وتجنيبها إياه ما يجتنبه
المحرم
فقال رجل أكل عام هو الأقرع بن حابس
فإذا أمرتكم بشئ فأتوا منه ما استطعتم قال النووي هذا من
قواعد الإسلام المهمة وجوامع الكلم التي أعطيها صلى الله عليه وسلم ويدخل فيه ما لا
يحصى من الأحكام
وإذا نهيتكم عن شئ فدعوه قال النووي هذا على إطلاقه
قلت أخرج
385

لا تسافر المرأة ثلاثا قال العلماء اختلاف الألفاظ المروية في هذا الباب
لاختلاف السائلين واختلاف المواطن ولم يرد التحديد
386

لا تشد الرحال أخذ بظاهره أبو محمد الجويني والقاضي حسين
فقالا يحرم شد الرحال إلى غير المساجد الثلاثة كقبور الصالحين والمواضع
الفاضلة والصحيح عند أصحابنا أنه لا يحرم ولا يكره قالوا والمراد أن
الفضيلة التامة إنما هي في شد الرحال إلى هذه الثلاثة خاصة وهذا الذي اختاره
إمام الحرمين والمحققون
وآنقنني هو بمعنى أعجبني
387

عن مالك عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال
الدارقطني الصواب عن سعيد عن أبي هريرة بدون
قوله عن أبيه وكذا رواه معظم رواة الموطأ قال النووي
الحفاظ في ذلك مختلفون منهم من يذكره ومنهم من يسقطه فلعله سمعه من
أبيه عن أبي هريرة ثم سمعه من أبي هريرة نفسه فرواه تارة كذا وتارة كذا
وسماعه من أبي هرير صحيح معروف
لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعها ذو محرم قال النووي هذا
388

استثناء منقطع لأنه متى كان معها محرم لم تبق خلوة فتقديره لا
يقعدن رجل مع امرأة قال وذو محرم يحتمل أن يريد محرما لها أو
له قال وهذا الاحتمال الثاني هو الجاري على قواعد الفقهاء
فإنه لا فرق بين محرمها كأبيها وأخيها وبين محرمه كأمه وأخته
فيجوز القعود معها في هذه الأحوال
قلت قوله ذو قد يعين الاحتمال الأول لأنه نص في الذكر ومحرم
الرجل شرطوا أن يكون أنثى وإنما يقال فيها ذات محرم إلا أن يقال إنه
مجاز وتغليب
وعثاء السفر بفتح الواو وسكون العين المهملة وبالثاء المثلثة والمد
المشقة والشدة
389

وكآبة بفتح الكاف وبالمد تغير النفس من حزن ونحوه
المنقلب بفتح اللام المرجع
والحور بعد الكور كذا في رواية العذري بالراء وهو الصواب يقال حار
بعدما كار أي رجع من زيادة إلى نقص ومن استقامة إلى خلل ومن صلاح
إلى فساد وفي رواية الأكثرين بالنون قال إبراهيم الحربي يقال إن
عاصما وهم فيه
ودعوة المظلوم أي من الظلم فإنه يترتب عليه دعاء المظلوم
390

قفل أي رجع
أوفى ارتفع
فدفد بفائين مفتوحتين بينهما دال مهملة ساكنة الموضع الذي فيه غلظ
وارتفاع وقيل الفلاة التي لا شئ فيها وقيل غليظ الأرض ذات الحصى
وقيل الجلد من الأرض في ارتفاع
آيبون أي راجعون
صدق الله وعده أي في إظهار الدين وكون العاقبة للمتقين
وهزم الأحزاب وحده أي من غير قتال من الآدميين والمراد الذين تحزبوا
391

على رسول الله صلى الله عليه وسلم واجتمعوا يوم الخندق فأرسل الله سبحانه وتعالى
عليهم ريحا وجنودا لم يروها قال النووي وبهذا يرتبط قوله
صدق الله وعده تكذيبا للمنافقين الذين قالوا ما وعدنا الله ورسوله إلا
غرورا وقال القاضي يحتمل أن المراد أحزاب الكفر في
جميع الأيام والمواطن
في معرسه هو موضع النزول
392

وإنه ليدنوا قال المازري أي برحمته وكرامته لا دنو مسافة ومماسة
سبحانه قال القاضي وقد يريد دنو الملائكة إلى الأرض وإلى
السماء بما ينزل معهم من الرحمة
ثم يباهي بهم الملائكة زاد عبد الرزاق في جامعه من
حديث بن عمر يقول هؤلاء عبادي جاءوني شعثا غبرا يرجون رحمتي
ويخافون عذابي ولم يروني فكيف لو رأوني
393

والحج المبرور قال النووي الأصح الأشهر أنه
الذي لا يخالطه إثم مأخوذ من البر وهو الطاعة وقيل هو المقبول ومن
علامة المقبول أن يرجع خيرا مما كان ولا يعاود المعاصي وقيل هو الذي لا
رياء فيه وقيل الذي لا يتعقبه معصية وهما داخلان فيما قبلهما
ليس له جزاء إلا الجنة أي أنه لا يقتصر لصاحبه من الجزاء على تكفير
بعض ذنوبه بل لا بد أن يدخل الجنة
من أتى هذا البيت حاجا فلم يرفث بضم الفاء وكسرها والرفث
الفحش من القول وقيل الجماع
394

ولم يفسق بارتكاب شئ من المعاصي
رجع كيوم ولدته أمه أي بغير ذنب قال القرطبي وهذا يتضمن غفران
الصغائر والكبائر والتبعات
أتنزل في دارك ل قال القاضي لعله أضاف الدار إليه صلى الله عليه وسلم لسكناه
إياها مع أن أصلها كان لأبي طالب لأنه الذي كفله ولأنه أكبر ولد
عبد المطلب فاحتوى على أملاكه وحازها وحده لسنه على عادة الجاهلية قال
ويحتمل أن يكون عقيل باع جميعها وأخرجها عن أملاكهم اعتداء كما فعل
أبو سفيان وغيرهم بدور من مهاجر من المؤمنين قال الداوودي فباع عقيل ما كان
للنبي صلى الله عليه وسلو لمن هاجر من بني عبد المطلب قال القرطبي فعلى هذا يكون ترك
النبي صلى الله عليه وسلم لداره تحرجا من أن يرجع في شئ أخرج منه لأجل الله تعالى
395

للمهاجر إقامة ثلاث معناه أن الذين هاجروا من مكة قبل الفتح إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم حرم عليهم استيطان مكة والإقامة بها ثم أبيح لهم إذا
دخلوها بحج أو عمرة أو غيرهما أن يقيموا بها بعد فراغهم ثلاثة أيام ولا يزيدوا
على الثلاثة
بعد الصدر أي بعد رجوعه من منى
396

لا هجرة بعد الفتح قال العلماء الهجرة من دار الحرب إلى دار السلام باقية
إلى يوم القيامة وفي تأويل هذا الحديث قولان
الأول لا هجرة بعد الفتح من مكة لأنها صارت دار إسلام وإنما تكون
الهجرة من دار الحرب وهذا يتضمن معجزة له صلى الله عليه وسلم بأنها تبقى دار إسلام لا
يتصور منها الهجرة
والثاني معناه لا هجرة بعد الفتح فضلها كفضلها ما قبل الفتح كما
قال الله تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل
ولكن جهاد ونية معناه ولكن لكم طريق إلى تحصيل الفضائل التي في معنى
الهجرة وذلك بالجهاد ونية الخير في كل شئ
وإذا استنفرتم فانفروا معناه إذا دعاكم السلطان إلى الغزو فاذهبوا
إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات قال النووي في
الأحاديث بعد أن إبراهيم حرم مكة وظاهرهما الاختلاف وفي المسألة
خلاف مشهور في وقت تحريم مكة فقيل من أول الزمان أخذا بهذا
الحديث وعليه الأكثرون وأجابوا عن الأحاديث الأخر بأن تحريمها كان خفي فأظهره
إبراهيم وأشاعه لا أنه ابتدأه وقيل ما زالت حلالا كغيرها إلى زمن إبراهيم
عليه الصلاة والسلام ثم ثبت لها التحريم من زمنه أخذا بالأحاديث
المذكورة وأجابوا عن الحديث الأول بأن معناه أن الله كتب في للوح
المحفوظ أو في غيره يوم خلق السماوات أن إبراهيم سيحرم مكة بأمر الله
تعالى
397

وأنه لم يحل القتال إلى آخره قال النووي هذا
ظاهر في تحريم القتال بمكة وقال الماوردي في الأحكام السلطانية من
خصائص الحرم أن لا يحارب أهله فإن بغوا على أهل العدل فقد قال بعض
الفقهاء يحرم قتالهم بل يضيق عليهم حتى يرجعوا إلى الطاعة وقال
جمهورهم يقاتلون إذا لم يمكن ردهم عن البغي إلا بالقتال لأن قتال البغاة من
حقوق الله التي لا يجوز إضاعتها فحفظها في الحرم أولى من إضاعتها قال
النووي وهذا هو الصواب وعليه نص الشافعي وأجاب في سير الواقدي
عن هذا الحديث بأن معناه تحريم نصب القتال عليهم وقتالهم بما يعم
كالمنجنيق وغيره إن أمكن إصلاح الحال بدون ذلك بخلاف ما إذا تحصن
الكفار في بلد آخر فإنه يجوز قتالهم على كل حال بكل شئ ووقع
في شرح التلخيص للقفال المروزي لا يجوز القتال بمكة حتى لو تحصن فيها
جماعة من الكفار لم يجز لنا قتالهم قال النووي وهذا غلط
ولم تحل لي إلا ساعة من نهار احتج به من يقول إن مكة فتحت عنوة
وهو مذهب أبي حنيفة والأكثرين وقال الشافعي وغيره فتحت صلحا وتأولوا
هذا الحديث على أن القتال كان جائزا له صلى الله عليه وسلم في مكة لو احتاج لفعله
ولكن ما احتاج إليه
لا يعضد أي لا يقطع
شوكه قال النووي فيه دليل على تحريم قطع الشوك المؤذي
وهو الذي اختاره المتولي وقال جمهور أصحابنا لا يحرم لأنه مؤذ فأشبه
الفواسق ويخصون الحديث بالقياس قال النووي والصحيح ما اختاره المتولي
ولا ينفر صيده أي لا يزعج فالإتلاف أولى
ولا يختلي أي لا يؤخذ ولا يقطع
خلاها بفتح الخاء المعجمة مقصور الرطب من الكلأ
الإذخر بكسر الهمزة والخاء نبات معروف طيب الرائحة
398

فإنه لقينهم فتح القاف وهو الحداد والصائغ ومعناه أنه يحتاج إليه في
وقود النار
ولبيوتهم أي يحتاج إليه في سقوفها يجعل فوق الخشب فقال إلا
الأذخر قال النووي هذا محمول على أنه أوحى إليه في الحال
باستثناء الأذخر وتخصيصه من العموم أو أوحي إليه قبل ذلك أن طلب أحد
استثناء شئ فاستثناه أو أنه اجتهد
وهو يبعث البعوث إلى مكة يعني لقتال ابن الزبير
سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي أراد بهذا المبالغة في تحقيق
حفظه إياه وتيقنه زمانه ومكانه ولفظه
حرمها الله ولم يحرمها الناس معناه أن تحريمها بوحي من الله سبحانه
399

وتعالى لا أنها اصطلح الناس على تحريمها بغير أمر الله
يسفك بكسر الفاء وحكي بضمها أي يسيل
فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النووي فيه دلالة لمن
يقول إن مكة فتحت عنوة وتأويل الحديث عند من يقول صلحا أن معناه
دخل متأهبا للقتال لو احتاج إليه فهو دليل على جوازه له تلك الساعة
لا يعيذ أي لا يعصم
بخربة بفتح الخاء على المشهور وسكون الراء ويقال بضم الخاء
وأصلها سرقة الإبل ويطلق على كل خيانة
400

إلا لمنشد أمعرف واما طالبها فيسمى ناشد واصل النشد
والإنشاد رفع الصوت
أبو شاه بالهاء ولا يقال بالتاء ولا يعرف له اسم
لا يخبط أي لا يضرب بالعصى ليسقط ورقه
شجرها جنس الشجر
401

لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح قال الجمهور هذا النهي إذا لم تكن
حاجة فإن كانت جاز
وعلى رأسه مغفر في الحديث بعده وعليه عمامة سوداء قال القاضي
والجمع أن أول دخوله كان على رأسه
المغفر ثم بعد ذلك كان على رأسه العمامة بعد إزالة المغفر
بن خطل بفتح الخاء المعجمة والطاء المهملة اسمه عبد العزى وقيل
عبد الله وقيل غالب
فقال اقتلوه لأنه كان قد ارتد
قال نعم هذا قول مالك لما قال له يحيى أحدثك بن شهاب
إلى آخره والجمهور استحبوا النطق بذلك لمن قرئ عليه بهذه الصفة
402

الدهني بضم الدال المهملة وإسكان الهاء وقيل بفتح الهاء منسوب
إلى دهن بطن من بجيلة
أرخى طرفيها بالتثنية وفي بعض الأصول بالإفراد قال القاضي وهو
الصواب المعروف
403

إن إبراهيم حرم مكة قال النووي ذكروا فيه احتمالين
أحدهما أنه حرمها بأمر الله إليه
والثاني أنه دعا لها فحرمها الله بدعوته فأضيف التحريم إليه لذلك
لابتيها قال العلماء اللابتان الحرتان الواحدة لابة وهي الأرض
الملبسة حجارة سوداء وللمدينة لابتان شرقية وغربية وهي بينهما
404

لا يقطع عضاهها بكسر العين المهملة وتخفيف الضاد المعجمة
كل شجر فيه شوك الواحدة عضاهة وعضيهة
المدينة خير لهم يعني المرتحلين عنها إلى غيرها
لا يدعها أحد رغبة عنها أي كراهية لها قال القاضي اختلف في هذا
فقيل هو مختص بمدة حياته صلى الله عليه وسلم وقيل هو عام أبدو هذا أصح
لأوائلها بالمد الشدة والجوع
وجهدها بالفتح الشدة
405

كنت له شفيعا أو شهيدا قال القاضي سئلت قديما عن هذا الحديث ولم
خص ساكن المدينة بالشفاعة هنا مع عموم شفاعته صلى الله عليه وسلم وادخاره
إياها قال فأجبت عنه بجواب شاف مقنع في أوراق اعترف بصوابه كل
واقف عليه قال وأذكر منه هنا لمعا تليق بهذا الموضع قال بعض
شيوخنا أو هنا للشك والأظهر عندنا أنها ليست للشك لأن هذا الحديث
رواه جابر بن عبد الله وسعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبي هريرة وأسماء
بنت عميس وصفية بنت أبي عبيد عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ ويبعد اتفاق
جميعهم أو رواتهم على الشك وتطابقهم فيه على صيغة واحدة بل الأظهر أنه
قال صلى الله عليه وسلم هكذا فأما أن يكون أعلم بهذه الجملة هكذا وإما أن يكون أو
للتقسيم ويكون شهيدا لبعض أهل المدينة وشفيعا لباقيهم وأما شفيعا
للعاصين وشهيدا للمطيعين وأما شهيدا لمن مات في حياته وشفيعا لمن مات
بعده أو غير ذلك وهذه زائدة على الشفاعة للمذنبين أو للعاصين في القيامة
وعلى شهادته على جميع الأمة وقد قال صلى الله عليه وسلم في شهداء أحد أنا شهيد
على هؤلاء فيكون لتخصيصهم بهذا كله مزية وزيادة منزلة وحظوة قال
وقد يكون أو بمعنى الواو فيكون لأهل المدينة شفيعا وشهيدا قال وإذا
جعلنا أو للشك كما قال المشايخ فإن كانت اللفظة الصحيحة شهيدا
اندفع الاعتراض لأنها زائدة على الشفاعة المدخرة المجردة لغيرهم وإن كانت
شفيعا فاختصاص أهل المدينة ان هذه شفاعة أخرى غير العامة التي هي إخراج
عصاة أمته من النار ومعافاة بعضهم بشفاعته في القيامة وتكون هذه الشفاعة
بزيادة الدرجات أو تخفيف السيئات أو بما شاء الله من ذلك أو بإكرامهم يوم
القيامة بأنواع من الكرامة كإيوائهم إلى ظل العرش أو كونهم في بروج أو على
منابر أو الإسراع بهم إلى الجنة أو غير ذلك من خصوص الكرامات
الواردة لبعضهم دون بعض والله أعلم
406

لا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار قال القاضي هذه
الزيادة وهي قوله في النار تدفع إشكال الأحاديث التلم يذكر فيها وبين
أن هذه حكمة في الآخرة قال وقد يكون المراد به من أرادها في حياة النبي
صلى الله عليه وسلم كفي المسلمون أمره واضمحل كيده كما يضمحل الرصاص في النار أو
يكون ذلك لمن أرادها في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطانا بل يذهبه
الله عن قريب كما انقضى شأن من حاربها أيام بني أمية مثل مسلم بن عقبة
فإنه هلك في منصرفه عنها ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على غثر ذلك
وغيرهما ممن صنع صنيعهما
407

هذا جبل يحبنا ونحبه قال النووي الصحيح المختار أن أحدا
يحب حقيقة جعل الله فيه تمييزا يحب به كما حن الجذع اليابس وكما
سبح الحصى إلى غير ذلك وقيل المراد أهله فحذف المضاف
من أحدث فيها حدثا أي أتى فيها إثما
فعليه لعنة الله قالوا المراد هنا العذاب الذي يستحقه على ذنبه والطرد عن
الجنة أول الأمر وليس هي كلعنة الكفار الذين يبعدون من رحمة الله كل
الإبعاد
408

لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا قيل الصرف الفريضة والعدل النافلة
وقيل عكسه وقيل الصرف التوبة والعدل الفدية قال القاضي قيل
معناه يقبل ذلك منه قبول رضى وإن قبل قبولا آخر قال وقد يكون
القبول هنا بمعنى تكفير الذنب بهما قال ويكون معنى الفدية هنا أنه لا يجد في
القيامة أحدا يفتدي به بخلاف غيره من المذنبين الذين يتفضل
الله عليهم بأن يفديهم من النار باليهود والنصارى كما ثبت في الصحيح
فقال بن أنس أو آوى بالمد أي ضم إليه وحمى
محدثا قال المازري روي بكسر الدال وفتحها قال فمن فتح أراد
الإحداث نفسه ومن كسرها أراد فاعل الحدث قال القاضي كان بن أنس
ذكر أباه هذه الزيادة وسقطت لفظة بفي بعض النسخ والصواب
إثباتها لأن سياق الحديث من أوله إلى آخره من كلام أناس فلا وجه لاستدراك
أنس بنفسه قال مع أن هذه اللفظة قد وقعت في أول الحديث في سياق كلام
أنس في أكثر الروايات قال وسقطت عند السمرقندي قال
وسقوطها هناك يشبه أن يكون هو الصحيح ولهذا استدركت
في آخر الحديث
اللهم بارك لهم في مكيالهم قال القاضي البركة هنا بمعنى النماء
409

والزيادة وتكون بمعنى الثبات واللزوم قال ويحتمل أن تكون هذه البركة
دينية وهي ما يتعلق بهذه المقادير من حقوق الله سبحانه وتعالى في
الزكوات والكفار فيكون بمعنى الثبات والبقاء لها لبقاء الحكم بها
ببقاء الشريعة وثباتها ويحتمل أن المراد البركة في نفس الكيل في المدينة بحيث
يكفي المد فيها من لا يكفيه في غيرها قال النووي وهذا هو
الظاهر
السامي بالسين المهملة
410

المدينة حرم ما بين عير بفتح العين المهملة وسكون الياء تحت
إلى ثور قال القاضي قال مصعب الزبيري ليس بالمدينة عير ولا ثور
قالوا وإنما ثور بمكة قال وقال الزبير عير جبل بناحية المدينة قال وأكثر
الرواة في كتاب البخاري ذكروا عيرا وأما ثور فمنهم
من يكني عنه بكذا ومنهم من ترك مكانه بياضا لأنهم اعتقدوا ذكر ثور
هنا خطأ وقال أبو عبيد أصل الحديث من عير إلى أحد فوهم فيه الراوي
وكذا قال الحازمي وغيره من الأئمة وقال النووي يحتمل أن ثورا
كان اسما لجبل هناك إما أحد وإما غيره فخفي اسمه
وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم المراد بالذمة هنا الأمان ومعناه
أن أمان المسلمين للكافرين صحيح فإذا أمنه أحد من المسلمين ولو كان
عبدا أو امرأة حرم على غيره التعرض له ما دام في أمانه
411

فمن أخفر مسلما أي نقض أمانه وعهده
ترتع أي ترعى وقيل تسعى وتنبسط
ما ذعرتها أي ما فزعتها أو وقيما نفرتها
كان الناس إذا رأوا أول الثمر جاءوا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العلماء
كانوا يفعلون ذلك رغبة في دعائه فيه بالبركة وإعلاما له بابتداء صلاحها لما
يتعلق بها من الزكاة وتوجيه الخارصين
412

الريف بكسر الراء الأرض التي بها زرع وخصب
وإن عيالنا لخلوف ليس عندهم رجال ولا من يحميهم
ترحل بسكون الراء وتخفيف الحاء أي يشد عليها رحلها
ثم لا أحل لها عقدة معناه أواصل السير ولا أحل عن راحلتي عقدة من
عقد حلها ورحلها
ما بين مأزميها تثنية مأزم بهمزة بعد الميم وبكسر الزاي وهو الجبل
وقيل لمضيق بين جبلين ونحوه
لعلف بسكون اللام على إرادة المصدر
شعب بكسر الشين الفرجة النافذة بين الجبلين ونحوه
نقب هو الطريق والفج
بنو عبد الله في رواية عبيد الله بالتصغير
والصواب الأول
وما يهيجهم أي يحركهم
قبل ذلك شئ أي لم يكن سبب منعهم من الإغارة قبل القدوم إلا حراسة
الملائكة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
414

ليالي الحرة يعني الفتنة المشهورة التي نهبت فيها سنة ست وثلاثين
الجلاء بالجيم والمد الفرار
حرم آمن قال القرطبي يروى بمد بعد الهمزة وكسر الميم على النعت
لحرم من أن تغزوه قريش أو من الدجال والطاعون أو يأمن صيدها
وشجرها وروي بغير مد وسكون الميم مصدر أي ذات أمن
وبيئة بهمزة ممدودة أي وخمة كثيرة الأمراض
415

وحول حماها إلى الجحفة قال الخطابي وغيره كان ساكنوها في ذلك
الوقت يهود
يحنس بضم المثناة تحت وفتح الحاء المهملة وكسر النون وفتحها والسين
مهملة
مولى الزبير في الرواية الأخرى مولى مصعب بن الزبير قال النووي
هو لأحدهما حقيقة وللآخر مجاز
لكاع بفتح أوله وبناء آخره على الكسر أي يا لئيمة
أنقاب المدينة طرقها وفجاجها
لا يدخلها الطاعون قال العلماء هذه معجزة له صلى الله عليه وسلم فإن الأطباء قديما
وحديثا عجزوا أن يدفعوا الطاعون عن رجل واحد فما استطاعوا فضلا عن
416

بلد والمدينة رفع النبي صلى الله عليه وسلم الطاعون عنها إلى يوم القيامة
تخرج الخبث قال القاضي الأظهر أن هذا مختص بزمنه صلى الله عليه وسلم لأنه لم يكن
يصبر على الهجرة والمقام معه إلا من ثبت إيمانه بخلاف المنافقين وجهلة
الأعراب وقال النووي ليس هذا بالأظهر لقوله بعده لا
تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها قال وهذا والله أعلم زمن
الدجال حين يقصد المدينة فترجف ثلاث رجفات يخرج منها
الله كل كافر ومنافق قال فيحتمل أنه مختص بزمن الدجال ويحتمل أنه في
أزمان متفرقة
خبث الحديد وسخه وقذره الذي يخرجه النار منه
417

أمرت بقرية أي بالهجرة إليها واستيطانها
تأكل القرى ذكر في معناها وجهين
أحدهما أنها مركز جيوش الإسلام في أول الأمر فمنها فتحت القرى
وغنمت أموالها وسباياها
الثاني ان أكلها وميرتها من القرى المنفتحة وإليها تساق غنائمها
يقولون يثرب وهي المدينة يعني ان بعض الناس من المنافقين وغيرهم
يسمونها يثرب وإنما اسمها المدينة قال النووي ففي هذا
كراهة تسميتها يثرب قال وفيه حديث في مسند أحمد وحكي
عن عيسى بن دينار أنه قال من سماها يثرب كتبت عليه خطيئة وسبب
كراهته أن لفظه من التثريب وهو التوبيخ والملامة وكان النبي صلى الله عليه وسلم
يحب الاسم الحسن ويكره الاسم القبيح أما تسميتها في القرآن يثرب فإنما
هو حكاية عن قول المنافقين والذين في قلوبهم مرض والمدينة قيل
418

مشتقة من دان إذا أطاع وقيل من مدن بالمكان إذا أقام به
وعك بفتح العين مغث الحمى وألمها
وتنصع طيبها بفتح التاء والصاد المهملة أي تخلص وتميز أي يبقى فيها
من خلص إيمانه
419

طيبة وطابة من الطيب وهو الرائحة الحسنة والطاب والطيب لغتان
وقيل من الطيب بفتح الطاء وتشديد الياء وهو الظاهر لخلوصها من الشرك
وطهارتها وقيل من طيب العيش بها
420

عبد الله بن عبد الرحمن بن يحنس في نسخة عبيد الله مصغر
وهو غلط القراظ بالظاء المعجمة منسوب إلى القرظ الذي يدبغ
به قال بن أبي حاتم لأنه كان يبيعه
بدهم بفتح الدال المهملة وإسكان الهاء بغائلة وأمر عظيم
421

المدينة يبسون بفتح المثناة تحت وباء موحدة تضم وتكسر ويقال أيضا بضم
المثناة مع كسر الموحدة أي يتحلون بأهليهم ويسوقون في السير مسرعين
إلى الرخاء في الأمصار قال أبو عبيد البس سوق الإبل
ليتركنها أهلها قال النووي الظاهر المختار أن هذا يكون في آخر
الزمان عند قيام الساعة ويوضحه قصة الراعيين في مزينة وقال القاضي هذا
مما جرى في العصر الأول وانقضى حيث انتقلت الخلافة عنها إلى الشام
والعراق وذلك الوقت أحسن مما كان للدين والدنيا
قال وذكر الإخباريون في بعض الفتن التي جرت بالمدينة وخاف أهلها أنه رحل
عنها أكثر الناس وبقيت ثمارها للعوافي وخلت مدة ثم تراجع الناس إليها
422

للعوافي جمع عافية وهي الطالبة لما تأكل
ينعقان بغنمهما أي يصيحان بها ليسوقانها
) فيجدانها أي بالمدينة
وحشا أي خلاء أي خالية ليس بها أحد قال إبراهيم الحربي الوحش
من الأرض الخلاء وقيل معناه ذات وحش وصححه النووي
وقيل الضمير للغنم أي أنها تصير وحشا إما بأن تنقلب ذاتها كذلك
والقدرة صالحة وإما بأن تتوحش فتنفر من أصواتها قال النووي
وهذا القول غلط
خرا على وجوههما أي سقطا ميتين زاد البخاري في هذا
الحديث وهما آخر من يحشر
423

ما بين بيتي قيل المراد بيت سكناه على طاهره وقيل قبره قال
الطبري والقولان متفقان لأن قبره في بيته
روضة من رباض الجنة قيل معناه أن ذلك الموضع بعينه ينقل إلى الجنة
وقيل إن العبادة فيتؤدي إلى الجنة
ومنبري على حوضي الأصح أن المراد منبره الذي كافي الدنيا بعينه
وقيل إن له هناك منبرا وقيل معناه أن قصد منبره والحضور عنده
424

لملازمة الأعمال الصالحة يورد صاحبه الحوض ويقتضي شربه منه
425

صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام
قال من فضل مكة على المدينة أي أن الصلاة فيه أفضل من الصلاة في
مسجدي وقال من فضل المدينة على مكة أي فأن الصلاة في مسجدي
427

تفضله بدون الألف وقد روى أحمد والبيهقي من
حديث عبد الله بن الزبير مثل هذا وزاد عقبه صلاة في المسجد الحرام أفضل
من ألف صلاة في مسجدي وهذا يساعد القول الأول قال النووي
وسواء في التضعيف الفرض والنفل خلافا للطحاوي حيث خصه
بالفرض قال وذلك فيما يرجع إلى الثواب ولا يتعدى إلى الأجزاء عن
الفوائت بلا خلاف قال وهذه الفضيلة مختصة بنفس مسجده صلى الله عليه وسلم الذي
كان في زمانه دون ما زيد بعده
قلت في هذا نظر فقد أخرج الزبير بن بكار في أخبار المدينة
ومسجد الحرام هو من إضافة الموصوف إلى صفته على تأويل المكان الحرام
والمكان الأقصى وسمي الأقصى لبعده عن المسجد الحرام
428

إيلياء بكسر الهمزة واللام والمد بيت المقدس
وأخذ كفا من حصباء فضرب به الأرض قال النووي المراد به
المبالغة في الإيضاح لبيان أنه مسجد بالمدينة
ثم قال هو مسجدكم هذا لمسجد المدينة قال النووي هذا نص بأنه
429

المسجد الذي أسس على التقوى المذكور في القرآن ورد لما يقوله
بعض المفسرين أنه مسجد قباء
قلت يعارضه أحاديث أخر منها ما أخرجه أبو داود بسند صحيح عن
أبي هريرة أن النبي صلة الله عليه وسلم قال لما نزلت هذه الآية فيه رجال يحبون أن
يتطهروا والله يحب المتطهرين في أهل قباء لأنهم كانوا
يستنجون بالماء والحق أن القولين شهيران والأحاديث لكل منهما شاهدة
ولهذا مال الحافظ عماد الدين بن كثير إلى الجمع وترجيح التفسير بأنه
مسجد قباء لكثرة أحاديثه الواردة بأنه هو وبيا سبب النزول قال ولا
ينافي ذلك حديث مسلم لأنه إذا كان مسجد قباء أسس على التقوى فمسجد
النبي صلى الله عليه وسلم أولى بذلك
تم بحمد الله تعالى الجزء الثاني من
كتاب " الديباج " ويتلوه الجزء الرابع،
وأوله كتاب الجنائز، والحمد لله،
وصلى الله على نبينا محمد وسلم
430