الكتاب: المصنف
المؤلف: عبد الرزاق الصنعاني
الجزء: ١١
الوفاة: ٢١١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: تحقيق وتخريج وتعليق : حبيب الرحمن الأعظمي
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: منشورات المجلس العلمي
ردمك:
ملاحظات:

39 - من منشورات المجلس العلمي
المصنف
للحفاظ الكبير أبى بكر عبد الرزاق بن همام الصنعاني
ولد سنة 126 وتوفي سنة 211
رحمه الله تعالى
الجزء الحادي عشر
من 19731 إلى 21033
عني بتحقيق نصوصه - وتخريج أحاديثه والتعليق عليه
الشيخ المحدث
حبيب الرحمن الأعظمي
المصنف
1

بسم الله الرحمن الرحيم
باب الكلاب والحمام
19731 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن
محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا
أطلق حماما من الحراف (1) فجعل يتبعه بصره، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
شيطان يتبع شيطانا " (2).
19732 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الوهاب عن ابن أبي
ذئب عن محمد بن عبد الرحمن مثله.
19733 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يونس عن الحسن
أن عثمان بن عفان كان يأمر بقتل الكلاب والحمام.
19734 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن أبا موسى
الأشعري قال: يا أهل البصرة اكفوني الدجاج والكلاب، لا تكونوا
.

(1) كذا في " ص ".
(2) أخرج " د " من طريق حماد بن زيد عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا " يتبع حمامة فقال: شيطان يتبع شيطانة
3

من أهل القرى، يعني أهل البوادي.
باب الغناء والدف
19735 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
وهشام بن عروة عن عروة قال: دخل أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم وعند
عائشة قينتان تغنيان في أيام منى، والنبي صلى الله عليه مضطجع مسبحا " (1)
ثوبه على وجهه، فقال أبو بكر: أعند رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع هذا؟ (2)
فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه، ثم قال: دعهن يا أبا بكر؟ فإنها
أيام عيد وذكر الله (3).
19736 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن أبي
مليكة عن عائشة مثله، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دعها يا أبا بكر!
فإن لكل قوم عيدا " (4).
19737 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مغيرة عن إبراهيم
قال: الغناء ينبت النفاق في القلب (5).

(1) كذا في " ص " وحقه أن يرسم " مسجى " وفي الصحيح من طريق عقيل عن
الزهري: " والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه " 3: 324 وفي رواية لمسلم: " تسجى بثوبه ".
(2) وفي الصحيح: " فانتهرني أبو بكر وقال: مزمارة الشيطان عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
(3) أخرجه البخاري من طريق عقيل عن الزهري وليس عنده زيادة " وذكر الله ".
(4) أخرجه البخاري من طريق أبي أسامة عن هشام ولفظه في آخره: " إن لكل قوم
عيدا " وهذا عيدنا " 3: 304.
(5) أخرجه " هق " من طريق حماد عن إبراهيم عن عبد الله بن مسعود، ومن
حديث محمد بن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود، وأخرجه من حديث أبي وائل عن
ابن مسعود مرفوعا " بزيادة " كما ينبت الماء البقل " 10: 223.
4

19738 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن عمر بن الخطاب كان إذا سمع صوتا " أو دفا " قال: ما هو؟ فإذا
قالوا: عرس أو ختان، صمت.
19739 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمر بن
عبد العزيز عن عبد الله بن الحارث عن نوفل، قال: رأيت أسامة بن
زيد جالسا " في المسجد رافعا " إحدى رجليه على الأخرى، وافعا " عقيرته
- قال: حسبت أنه قال: - يتغنى النصب (1).
19740 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر الوراق عن
مطرف بن عبد الله بن شخير، قال: صحبت عمران بن الحصين
من البصرة إلى مكة، فكان ينشد في كل يوم، ثم قال لي (2): إن
الشعر كلام (3)، وإن من الكلام حقا " وباطلا " (4).
19741 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
وهب بن كيسان أن عبد الله بن الزبير قال: ما أعلم رجلا " من المهاجرين
.

(1) النصب بفتح النون وسكون المهملة، وهو ضرب من أغاني الاعراب يشبه الحداء،
قاله أبو عبيد، والأثر أخرجه " هق " من طريق المصنف 10: 224 ومن طريق آخر أيضا ".
(2) كذا في " ح " وما في " ص " غير مستبين.
(3) في " ح " " وإن من الشعر الحكم " وأراه تحريفا ".
(4) في " ص " " حق وباطل " والقياس النحوي ما أثبتنا، وقد رواه البخاري في
الأدب المفرد من طريق قتادة عن مطرف قال: صحبت عمران من الكوفة إلى البصرة
فقل منزل ينزله إلا وهو؟ نشدني شعرا "، وقال: إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب
ص 124
5

إلا قد سمعته يترنم (1).
19742 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
عن أنس قال: استلقى البراء بن مالك على ظهره ثم ترنم، فقال
له أنس: أذكر الله أي أخي! فاستوى جالسا "، فقال: أي أنس!
أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مئة من المشركين مبارزة (2)، سوى
من شاركت في قتله (3).
19743 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن سعيد عن
سعيد بن المسيب قال: إني لأبغض الغناء وأحب الرجز.
19744 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن رجل عن
الحسن قال: صوتان فاجران فاحشان - قال: حسبته قال: - ملعونان.
صوت عند نعمة (4)، وصوت عند مصيبة، فأما الصوت عند المصيبة
فخمش الوجوه، وشق الجيوب، ونتف الاشعار، ورن شيطان، وأما
الصوت عند النعمة (4) فلهو وباطل، ومزمار شيطان.
19745 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن كثير بن زياد عن
الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما زال جبريل يوصيني بالجار
.

(1) أخرجه " هق " من طريق الرمادي عن المصنف ولفظه: " قال: قال عبد الله
ابن الزبير وكان متكئا ": تغنى بلال، قال: فقال له رجل: تغني؟ فاستوى جالسا " ثم قال:
وأي رجل من المهاجرين لم أسمعه يتغنى النصب " 10: 225.
(2) وفى الإصابة نقلا " عن البغوي " منفردا ".
(3) أخرجه البغوي باسناد صحيح قاله الحافظ في الإصابة 1: 143.
(4) في " ح " " نغمة ": بالغين المعجمة
6

حتى ظننت أنه سيورثه (1).
19746 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله
واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر
فلا يؤذين جاره، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا " أو
ليصمت (2).
19747 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن كثير بن زياد عن
الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يكون الرجل مؤمنا " حتى يأمن
جاره بوائقه (3)، قال: ثم يقول الحسن: وكيف تكون (4) مؤمنا "
ولا يأمنك جارك؟ وكيف تكون مؤمنا " ولا يأمنك الناس؟
19748 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: حدثني
من لا أتهم من الأنصار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ أو تنخم
ابتدروا نخامته ووضوءه، فمسحوا بها وجوههم وجلودهم، فقال

(1) كذا وقع هذا الحديث وما بعده في " ح " أيضا في (باب الغناء والدف) ولعله
سقط قبله (باب حق الجار) أو نحوه، والحديث أخرجه الشيخان عن عائشة وعن ابن
عمر، والترمذي من حديث عائشة وعبد الله بن عمرو 3: 128 قال المنذري: وقد روي
هذا المتن من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة.
(2) أخرجه الشيخان من طريق أبي صالح عن أبي هريرة، انظر البخاري 10:
343.
(3) في الصحيح نحوه عن أبي شريح 10: 341 وعند أبي يعلى من حديث أنس،
وعند الطبراني من حديث كعب بن مالك، وعند أحمد عن أنس نحوه، راجع الفتح 10:
341.
(4) في " ص " " يكون ".
7

رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم تعفلون هذا؟ قالوا: نلتمس به البركة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يحبه الله ورسوله فليصدق الحديث،
وليؤد الأمانة، ولا يؤذ جاره.
19749 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن منصور
عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول
الله! كيف لي أن أعلم إذا أحسنت أو إذا أسأت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
إذا سمعت جيرانك يقولون: قد أحسنت فقد أحسنت، وإذا
سمعتهم يقولون: قد أسأت فقد أسأت.
باب الحمى (1)
19750 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عبيد الله عن ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا حمى (2) إلا لله ورسوله، قال الزهري:
وقد كان لعمر بن الخطاب حمى، بلغني أنه كان يحميه لابل الصدقة (3)
19751 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عمر
.

(1) في " ح " " الحما " وفي " ص " " الحيا " خطأ.
(2) هو المكان المحمي، وأصله عند العرب أن الرئيس منهم كان إذا نزل منزلا
مخصبا " استعوى كلبا " على مكان عال فإلى حيث انتهى صوته حماه من كل جانب، فلا يرعى
فيه غيره ويرعى هو مع غيره فيما سواه، ذكره الحافظ في الفتح 5: 29.
(3) الحديث أخرجه البخاري من طريق يونس عن الزهري وفي آخره عنده " وقال:
بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى النقيع وأن عمر حمى الشرف والربذة " 5: 29 و 30
8

قال لهانئ بن هني (1) مولى له كان يبعثه على الحمى: أدخل صاحب
الغنيمة والصريمة (2)، وإياي ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان، فإنهما
إن تهلك نعمهما يرجعان إلى أهل ومال (3)، وإن تهلك نعم هؤلاء
يقولون: يا أمير المؤمنين! (4) الماء والكلأ أيسر علي من الدينار والدرهم (5).
باب قطع الأرض
19752 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن سعيد قال:
قطع عمر بن الخطاب واشترط العمارة ثلاث سنين، وقطع عثمان
ولم يشترط.
19753 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه، وعن رجل من أهل المدينة قالا: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم العقيق

(1) كذا عند المصنف في " ص " و " ح ". وفي الموطأ والصحيح: أن عمر استعمل
مولى له يدعى هنيا "، قال الحافظ: ولم أر من ذكر هنيا في الصحابة، وقد وجدت له رواية
عن أبي بكر وعمر، وعمرو بن العاص، وعنه ابنه عمير وشيخ من الأنصار وغيرهما،
قلت: فرق ابن أبي حاتم بين هني مولى عمر وهني مولى عمرو بن العاص، ولم أجد
هانئ بن هني فيما عندي من المراجع.
(2) الغنيمة والصريمة كلاهما مصغر، أي صاحب القطعة القليلة من الغنم والإبل.
(3) كذا في " ص ". وفي الصحيح: " يرجعان إلى نخل وزرع " 6: 107.
(4) في الصحيح: " يا أمير المؤمنين! يا أمير المؤمنين! أفتاركهم أنا لا أبا لك، فالماء
والكلاء... الخ " 6: 108.
(5) أخرجه البخاري من طريق مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه.
9

لرجل واحد، فلما كان عمر كثر (1) عليه فأعطاه بعضه، وقطع سائره
للناس (2).
سرقة الأرض
19754 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: من أخذ من الأرض شبرا "
طوقه من سبع أرضين.
19755 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة أن
امرأة خاصمت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل إلى مروان في حدود
أرضه، فقال سعيد: أنا أغير حدودها، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من سرق من الأرض شبرا " طوقه من سبع أرضين؟ (3) قال: فقال مروان: فذلك إليك إذا، فقال سعيد: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها
واقتلها في أرضها، قال: فعميت، ثم ذهبت تمشي في أرضها،
فوقعت في بئر لها، فماتت، ثم جاء السيل بعد ذلك فكسح الأرض،
فخرجت الاعلام كما قال سعيد.
.

(1) كذا في " ص " وفيه نظر.
(2) أخرج نحوه ابن زبالة وابن شبة، وعند ابن شبة أن عمر قال: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد اشترط عليك شرطا، فأقطعه عمر بين الناس. ولم يعمل فيه بلال شيئا ": فلذلك
أخذه عمر رضي الله عنه، ورواه الزبير ابن بكار أيضا "، ذكره السمهوري في وفاء
الوفاء 2: 190.
(3) أخرجه البخاري من غير هذا الوجه 5: 64 ومسلم من طريق عروة ومن طريق
محمد بن زيد مع القصة
10

باب قطع السدر
19756 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن أبي سليمان
عن رجل من ثقيف عن عروة بن الزبير يرفع الحديث إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم في الذي يقطع السدر، قال: يصب عليه العذاب - أو قال:
يكوس رأسه في النار (1) - قال: فسألت بني عروة عن ذلك،
فأخبروني أن عروة قطع سدرة كانت في حائطه فجعل منها بابا "
للحائط (2).
19757 - قال عبد الرزاق: وسمعت المثنى يحدث عن عمرو بن
دينار عن محمد بن علي أبي جعفر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي في
مرضه الذي مات فيه: اخرج يا علي! فقل عن الله لا عن رسول
الله: لعن الله من قطع السدر (3).
19758 - أخبرنا عبد الرزاق عن إبراهيم بن يزيد عن عمرو
ابن دينار عن عمرو بن أوس قال: أدركت شيخا " من ثقيف قد أفسد
السدر زرعه، فقلت: ألا تقطعه؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال: إلا من
زرع، فقال: أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قطع سدرا " إلا
.

(1) أخرجه " د " من طريق المصنف ولم يسق لفظه ص 711 وأخرج نحوه من
طريق ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم عن عبد الله
ابن حبشي مرفوعا "، وقوله " يكوس رأسه " من كوسه الله، أي كبه وجعل أعلاه أسفله.
(2) رواه الطحاوي من طريق ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه في مشكل الآثار 4: 118 ومن طريق عبد الله بن داود عن هشام 4: 119.
(3) رواه الطحاوي من طريق إبراهيم بن يزيد عن عمرو بن دينار عن الحسن بن
محمد عن علي بن أبي طالب 4: 119
11

من زرع صب عليه العذاب صبا، فأنا أكره أن أقتلعه من الزرع أو
من غيره (1).
باب المعادن
19759 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن إسماعيل
بن أمية عن سعيد المقبري قال: أحسبه عن أبي هريرة أن رجلا جاء
النبي صلى الله عليه وسلم بقطعة من فضة، فقال: خذ مني زكاتها، فقال: من
أين جئت لها؟ فقال: من معدن، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما
نعظيك مثل ما جئت به، ولا ترجع إليه.
19760 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حمل عن رجل بحمالة، فلما جاء الأجل جاء بقطعة من فضة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أين جئت بها؟ فقال: من معدن استخرجه
قومي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما قضيت وما تركت، فارجع إليهم
فانههم.
19761 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية
عن رجل عن أبي هريرة قال: لتظهرن معادن في آخر الزمان يخرج
إليه شرار الناس.
.

(1) أخرجه الطحاوي من طريق محمد بن عبد الأعلى الصنعاني عن المصنف في
المشكل 4: 117 وتكلم على الأحاديث المروية في هذا الباب ثم رجح إباحة قطع السدر
12

باب النشر وما جاء فيه
19762 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عقيل بن معقل
عن همام بن منبه قال: سئل جابر بن عبد الله عن النشر، فقال:
من عمل الشيطان.
19763 - قال عبد الرزاق: وقال الشعبي: لا بأس بالنشرة (1)
العربية التي لا تضر إذا وطئت.
والنشرة العربية: أن يخرج الانسان في موضع عضاه، فيأخذه عن
يمينه وشماله من كل ثمر (2)، يدقه ويقرأ فيه ثم يغتسل به (3).
وفي كتب وهب: أن تؤخذ سبع ورقات من سدر أخضر فيدقه بين حجرين، ثم يضربه في الماء، ويقرأ فيه آية كرسي وذوات قل،
ثم يحسو منه ثلاث حسوات، ويغتسل به، فإنه يذهب عنه كل
ما به إن شاء الله، وهو جيد للرجل إذا حبس من أهله.
قال عبد الرزاق: وحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم من عائشة خاصة،
حتى أنكر بصره (4).

(1) بالضم وهي ضرب من العلاج يعالج به من يظن أن به سحرا " أومأ من الجن.
(2) كذا في " ص " و " " ح ". وفي الفتح: من كل ثم يدقه وهو الصواب عندي.
(3) نقله الحافظ من هنا في الفتح 10: 183.
(4) قال الحافظ في الفتح: في مرسل يحيى بن يعمر عند عبد الرزاق: " سحر النبي
صلى الله عليه وسلم من عائشة حتى أنكر بصره " وفي مرسل سعيد بن المسيب: " حتى كاد ينكر بصره... "
أي صار كالذي أنكر بصره "، بحيث إذا رأى الشئ يخيل إليه أنه على غير صفته، فإذا -
تأمله عرف حقيقته 10: 177 قلت: ليس في النسخة التي بأيدينا قوله: " حتى أنكر
بصره، في مرسل يحيى بن يعمر، بل ذكره عبد الرزاق تعليقا، فليحرر.
13

19764 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب وعروة بن الزبير أن يهود بني زريق سحروا الله صلى الله عليه وسلم
فجعلوه في بئر، حتى كاد النبي صلى الله عليه وسلم يغض (1) بصره، ثم دله الله
على ما صنعوا، فأرسل إلى البئر فانتزعت العقد التي فيها السحر،
قال الزهري: فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول فيما بلغنا: سحرني يهود
بني زريق.
19765 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني عن
يحيى بن يعمر قال: حبس رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عائشة سنة، فبينا
هو نائم أتاه ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والاخر عند رجليه،
فقال أحدهما لصاحبه: سحر محمد، فقال الآخر: أجل، وسحره
في بئر أبي فلان، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك السحر
فأخرج من تلك البئر.
قال عبد الرزاق قال معمر: في الرجل يجمع السحر يغتسل
به إذا قرأ عليه القرآن، فلا بأس به.
باب الرقي، والعين، والنفث
19766 - حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا أبو يعقوب قال:

(1) كذا في " ص " وفي " ح " " بعض " ولكن في الفتح نقلا من هنا " ينكر
بصره ".
14

أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن
سهل بن حنيف، قال: رأى عامر بن ربيعة سهل بن حنيف وهو
يغتسل، فعجب منه، فقال: تالله إن رأيت كاليوم مخبأة (1) في
خدرها، قال: فكسح به (2) حتى ما يرفع رأسه، قال: فذكر ذلك
لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل تتهمون أحدا "؟ فقالوا: لا يا رسول الله!
إلا أن عامر بن ربيعة قال له كذا وكذا، قال: فدعاه ودعا عامرا "،
فقال: سبحان الله على ما يقتل أحدكم أخاه، إذا رأى منه شيئا " يعجبه
فليدع له بالبركة، قال: ثم أمره يغسل له، فغسل وجهه، وظاهر كفيه،
ومرفقيه، وغسل صدره، وداخلة إزاره (3)، وركبتيه، وأطراف قدميه
ظاهر هما في الاناء، ثم أمر به فصب على رأسه، وكفا (4) الاناء من خلفه
- حسبته قال: - وأمره فحسى منه حسوات، فقام فراح مع الراكب (5)،
فقال له جعفر بن برقان: ما كنا نعد هذا إلا جفاء، فقال الزهري:
بل هي السنة.
.

(1) عند ابن ماجة من طريق ابن عيينة عن الزهري: " لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة "
وعنده عقيب هذا: " فما لبث أن لبط به " أي صرع معنى ووزنا ".
(2) في " ص " " قلح جه " وفي " ح " " فليح " وأرى أن الصواب " فكسح
به " أو " فكسح " والكسح العجز، وكسح (كفرح) الرجل: ثقلت إحدى رجليه في
المشي، فإذا مشى كأنه يكسح الأرض أي يكنسها، ولكن ما بعده يقتضي أن تكون هذه
الكلمة بمعنى صرع ونحوه.
(3) قال عياض: إن المراد ما يلي جسده من الإزار.
(4) في " ص " " كفى " خطأ:
(5) كذا في " ص " ولعل الصواب " مع الركب " وذلك أنه كان في سفر، والحديث
أخرجه النسائي وابن ماجة وابن جبان
15

19767 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قدم
رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهم يرقون برقى يخالطها الشرك، فنهى عن
الرقي، قال: فلدغ رجل من أصحابه، لدغته الحية، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: هل من راق يرقيه؟ فقال رجل: إني كنت ارقي رقية،
فلما نهيت عن الرقي تركتها، قال: فاعرضها علي، فعرضتها عليه،
فلم يربها بأسا "، فأمره فرقاه (1).
19768 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: بلغني
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة: ألا تعلمين هذه رقية النملة - يريد
حفصة زوجته - كما علمتها (2) الكتابة (3).
19769 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: رأى
النبي صلى الله عليه وسلم جارية بها نظرة (4)، فقال: استرقوا لها (5).
19770 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
.

(1) انظر ما رواه مسلم 2: 223 وابن ماجة ص 259 من حديث أبي سفيان
عن جابر.
(2) الصواب " علمتها " وفي " ص " " علمها ".
(3) المرأة هي الشفاء بنت عبد الله، راجع " د " والاستيعاب والإصابة، والحديث
أخرجه " د " برواية صالح بن كسيان عن أبي بكر بن سليمان عن الشفاء بنت عبد الله
ص 542.
(4) عين من نظر الجن أو الانس.
(5) أخرج البخاري من طريق الزبيدي عن الزهري عن عروة عن زينب ابنة
أبي سلمة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة (سواد في الوجه،
وقيل: حمرة يعلوها سواد، وقيل: صفرة، وقيل غير ذلك) فقال: استرقوا لها فإن بها
النظرة 10: 157
16

قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: العين حق، ولو كان شئ يسبق القدر سبقته (1)
العين، وإذا استغسل أحدكم فليغتسل (2).
19771 - أخبرنا عبد الرزاق عن أبي عمر (3) عن إبراهيم بن
إسماعيل عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا من الأوجاع كلها، ومن الحمى هذا الدعاء،
بسم الله الكبير، أعوذ بالله العظيم، من شر كل عرق نعار، ومن شر
حر النار (4).
19772 - أخبرنا عبد الرزاق عن أبان عن الحسن يرفع الحديث
قال: من عقد عقدة فيها رقية فقد سحر، ومن سحر فقد كفر، ومن
علق علقة وكل إليها.
19773 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: نهي عن الرقي، إلا أنه أرخص في ثلاث: في رقية النملة،
والحمة - يعني العقرب - والنفس - يعني العين (5) -.
.

(1) في " ص " " سبقه ". وفي " ت " " لو كان شئ سابق القدر لسبقته العين ".
(2) أخرجه الترمذي من طريق وهيب عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس
مرفوعا " 3: 167 وأخرجه مسلم أيضا ".
(3) لينظر من هو، ويحتمل أن يكون الصنعاني المذكور في التهذيب.
(4) أخرجه ابن السني من طريق ابن أبي أويس عن إبراهيم بن إسماعيل ص 181
والترمذي من طريق أ؟؟ عامر العقدي عن إبراهيم 3: 173 وعرق نعار أي فوار الدم،
نعر العرق بالدم؟؟؟؟ وعلا، وأخرجه ابن ماجة أيضا " ص 260.
(5) أخرج الترمذي من حديث أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في الرقية من الحمة
والعين والنملة 3: 164 والحمة بالتخفيف: السم، ويطلق على إبرة العقرب، والنملة:
قروح تخرج في الجنب؟؟ باب أحاديث أخر
17

19774 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال
اكتوى ابن عمر من اللقوة، ورقى من العقرب.
19775 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل
قال: أخبرني من رأى ابن عمر ورجل بربري يرقي على رجله من
حمرة (1) بها أو شبهه.
19776 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقرب الرقي إلى الشرك رقية الحية والمجنون.
19777 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! أرأيت اتقاء نتقيه، ودواء
نتداوى به، ورقى نسترقي بها، أتغني من القدر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
هي من القدر (2).
19778 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: العين حق، ونهى عن الوشم (3).
19779 - أخبرنا عبد الرزاق قال معمر: الرقية التي رقى بها
جبريل النبي صلى الله عليه وسلم: بسم الله أرقيك، والله يشفيك، من كل شئ يؤذيك،
.

(1) في القاموس: الحمرة: ورم من جنس الطواعين.
(2) أخرج الترمذي من طريق سفيان عن الزهري عن ابن أبي خزامة عن أبيه
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رقى نسترقيها، ودواء فتداوى به، وتقاة نتقيها،
هل ترد من قدر الله شيئا "؟ قال: هي من قدر الله 3: 201.
(3) أخرجه البخاري عن إسحاق بن نصر عن المصنف 10: 158 وأخرجه مسلم
فحذف الجملة الثانية
18

ومن كل عين وحاسد، بسم الله أرقيك (1).
19780 - قال عبد الرزاق: وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي، يقول:
أعوذ بعزة الله وقدرته على كل ما يشاء من شر ما أجد فيك (2).
19781 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا أبو عمر - وأسنده
لنا - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرقي فيقول: بسم الله العظيم، أعوذ بالله
الكبير من شر كل عرق نعار، ومن شر حر النار (3).
19782 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي
صلى الله عليه وسلم كان ينفث بالقرآن على كفيه ثم يمسح بهما وجهه (4).
19783 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن مسروق عن
عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله، قال:
أذهب البأس رب الناس، واشف، أنت الشافي، اشف شفاء
لا يغادر سقما (5)، قالت: فلما اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وثقل، أسندته
إلى صدري، ثم مسحت بيدي على وجهه وقلت: أذهب البأس، كما
.

(1) أخرجه ابن ماجة من حديث أبي سعيد وعبادة بن الصامت بتقديم بعض الكلمات
وتأخير بعضها ص 260.
(2) أخرج " د " من حديث عثمان بن أبي العاص أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
وبي وجع قد كاد يهلكني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: امسحه بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله
وقدرته من شر ما أجد ص 543 وزاد ابن ماجة:؟؟ أحاذر " فقلت ذلك، فشفاني الله ص 260
(3) تقدم قريبا " برقم 19771.
(3) في الصحيح عن الزهري عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى
نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده 8: 98 وراجع 10: 164.
(5) أخرجه البخاري 10: 161 ومسلم من طريق سفيان وجرير عن الأعمش عن
مسلم أبي الضحى عن مسروق بزيادة وبشئ من الاختلاف في الألفاظ
19

كان يقول، قالت: وأخر يدي عنه، وقال: رب اغفر لي واجعلني
في الرفيق الاعلى، قالت: ثم ثقل علي، وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).
19784 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان أن
النبي صلى الله عليه وسلم ركب بلغة فنفرت به، فقال لرجل: إقرأ عليها
* (قل أعوذ برب الفلق) *.
19785 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينفث على نفسه في
المرض الذي قبض فيه بالمعوذات، قال معمر: فسألت الزهري: كيف
كان ينفث على نفسه، فقال: كان ينفث على يديه ويمسح بهما
وجهه، قالت عائشة: فلما ثقل جعلت أتفل عليه بهن وأمسحه بيد
نفسه (2).
باب مجالس الطريق
19786 - قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن
رجل عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والجلوس
على الطريق - وربما قال الصعدات (3) - قالوا: يا رسول الله!
.

(1) راجع ما في الوفاة النبوية من الصحيح 8: 98 و 102.
(2) أخرجه البخاري من طريق هشام عن معمر 10: 164.
(3) في الصحيح من طريق حفص بن ميسرة " على الطرقات " قال الحافظ: وقد ورد
بلفظ الصعدات من حديث أبي هريرة وكأنه ذهل عن طريق معمر هذه، قال: والصعدات
جمع صعد بضمتين وهو جمع صعيد (كطريق) وزنا ومعنى والمراد به ما براد من الفناء
20

لابد من مجالسنا، قال: فأدوا حقها، قالوا: وما حقها؟ قال:
رد السلام، وغض البصر، وإرشاد السابل (1)، والامر بالمعروف،
والنهي عن المنكر (2).
19787 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان
يقال: قل ما ترى المسلم إلا في ثلاث، في مسجد يعمره، أو بيت
يكنه (3)، أو ابتغاء رزق من فضل ربه.
19788 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
- رفع الحديث - قال: ما اجتمع قوم قط فيقوموا قبل أن يذكروا
الله إلا كأنما تفرقوا عن جيفة (4).
19789 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
قال: إذا حدثت بالليل فاخفض صوتك، وإذا حدثت بالنهار فانظر
من حولك.
19790 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا بشر بن رافع قال:
.

(1) في " د " من حديث أبي هريرة " وإرشاد السبيل " أو " إرشاد ابن السبيل " وعند
البزار " إرشاد الفصال ".
(2) أخرجه البخاري من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم وزاد " كف
الأذى " ونقص " إرشاد السبيل " 5: 70 ومن طريق زهير عن زيد بن أسلم 11: 9،
والسابلة: القوم المختلفة على الطرق المسلوكة، ولم أجد السابل بمعنى الواحد منهم، قد
وقع في " ص " " السابل " وفي " ح " " السائل " وليست نسخة " ح " بموضع ثقة،
وفي حديث أبي هريرة عند البخاري في الأدب المفرد " إدلال السائل ".
(3) في " ح " " يسكنه ".
(4) أخرجه " د " من طريق سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة ولفظه:
" عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرة " ص 666
21

حدثنا شيخ من أهل صنعاء يقال له أبو عبد الله قال: سمعت وهب
بن منبه يقول لأبي (1): وجدت في حكمة آل داود: على العاقل
[أن] (2) لا يشتغل (3) عن أربع ساعات، ساعة يناجي فيها ربه، وساعة
يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يصدقونه
عيوبه، وينصحونه في نفسه، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذتها
مما يحل ويجمل (4)، فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات، واستجمام
للقلوب، وفضل (5) وبلغة، وعلى العاقل أن لا يكون طاعنا إلا في
إحدى ثلاث: تزود لمعاد، أو مرمة لمعاش، أو لذة في غير محرم،
وعلى العاقل أن يكون عالما بزمانه، ممسكا للسانه، مقبلا على شانه.
باب المجالس بالأمانة (6)
19791 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سعيد بن
عبد الرحمن الجحشي عن أبي بكر بن محمد بن حزم قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إنما يجالس المتجالسون بأمانة الله، فلا يحل لأحدهما (7)
أن يفشي عن صاحبه ما يكره.

(1) في " ح " " يقول: إني وجدت ".
(2) زدته أنا.
(3) في " ح " " لا يشغل ".
(4) في " ص " " يجهل ".
(5) كذا في " ص " و " ح ".
(6) هذا لفظ حديث عن علي مرفوعا كما في الجامع الصغير للسيوطي، وشطر
حديث أخرجه " د " عن جابر بن عبد الله.
(7) كذا في " ص " وفي " ح " " لاحد ".
22

باب الرجل أحق بوجهه (1)
19792 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام أحدكم
من مجلسه ثم رجع إليه، فهو أحق به (2).
19793 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن سالم عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يقيم أحدكم أخاه
من مجلسه ثم يجلس فيه، قال: وكان الرجل يقوم لابن عمر بن
... (3) نفسه، فما يجلس في مجلسه (4).
19794 - أخبرنا عبد الرزاق عن وهيب بن الورد عن أبان قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من فرق بين اثنين في مجلس تكبرا عليهما
فليتبوأ مقعده من النار (5).
19795 - أخبرنا عبد الرزاق قال: سمعت وهيبا يقول: إن
عمر بن عبد العزيز قال: من عد كلامه من عمله قل كلامه (6).
.

(1) كذا في " ص " وفي " ح " " بوجه ".
(2) أخرجه مسلم في الصحيح، والبخاري في الأدب المفرد ص 164.
(3) في موضع النقاط كلمة غير منقوطة صورتها " بيه ".
(4) أخرجه الترمذي من طريق المصنف ولفظه في آخره: " وكان الرجل يقوم
لابن عمر فما يجلس فيه " 4: 6.
(5) وفي الباب عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: " لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين
إلا بإذنهما " أخرجه الترمذي 4: 7.
(6) أخرجه ابن المبارك في الزهد وشك أنه عن وهيب أو غيره ص 129، رقم:
383
23

كفارة المجالس
19796 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
عن أبي عثمان الفقير (1)، أن جبريل عليه السلام علم النبي صلى الله عليه وسلم
إذا قام من مجلسه أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن
لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، أستغفرك وأتوب إليك (2)،
قال معمر: وسمعت غيره يقول: هذا القول كفارة المجالس.
19797 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي العالية
قال: كان يقال: ابتدؤا بلا إله إلا الله بين الكلام.
19798 - أخبرنا عبد الرزاق عن أيوب عن نافع أو غيره قال:
كان ابن عمر جالسا في نفر فأرادوا القيام، فقال رجل: قوموا على
اسم الله، فأنكر ذلك ابن عمر، وقال: قوموا بسم الله.
باب الجلوس في الظل والشمس
19799 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن المنكدر
عن أبي هريرة قال: إذا كان أحدكم في الفئ فقلص (3) عنه، فليقم
فإنه مجلس الشيطان (4).
.

(1) هو يزيد بن صهيب من رجال التهذيب.
(2) أخرجه الدولابي في الكنى من طريق عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم 2: 28
(3) وفي " ص " " فقاض ".
(4) أخرجه " د " من طريق سفيان عن محمد بن المنكدر ولفظه: " فقلص عنه الظل
فصار بعضه في الشمس وبعضه في الظل فليقم " ص 663 وانتهى حديثه إلى هنا
24

19800 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: سمعته
يقول: يكره أن يجلس الانسان بعضه في الظل وبعضه في الشمس
19801 - أخبرنا عبد الرزاق عن إسماعيل بن إبراهيم بن
أبان قال: سمعت ابن المنكدر يحدث بهذا الحديث عن أبي هريرة قال:
وكنت جالسا في الظل وبعضي في الشمس، قال: فقمت حين سمعته،
فقال لي ابن المنكدر: إجلس، لا بأس عليك، إنك هكذا جلست (1).
باب الضجعة على البطن
19802 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن رجلا من أهل الصفة قال:
دعاني النبي صلى الله عليه وسلم إلى منزله ورهط معه من أهل الصفة، فدخلنا منزله،
فقال: أطعمينا يا عائشة! فأتت بشئ فأكلوه، ثم قال: زيدينا
يا عائشة! فزادتهم شيئا يسيرا أقل من الأول، ثم قال: اسقينا
يا عائشة! فجاءت بقدح من لبن فشربوا، ثم قال: زيدينا
يا عائشة! فجاءت بقعب من لبن، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
شئتم رقدتم هاهنا، وإن شئتم في المسجد، قالوا: بل في المسجد، قال:
فخرجنا فنمنا في المسجد، حتى إذا كان السحر كظني (2) بطني، فنمت

(1) ظني أن موضعه عقب حديث ابن المنكدر عن أبي هريرة.
(2) كظ الطعام فلانا: ملاءه حتى لا يطيق التنفس، وكظه الامر: غمه وكربه
وبهظه.
25

على بطني، فإذا رجل يحركني برجله ويقول: هكذا، فإن هذه
ضجعة يبغضها الله (1). قال: فرفعت (2) رأسي فإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم.
19803 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: يكره للرجل أن يضطجع على بطنه، والمرأة على قفاها.
باب الشهادة وغيرها والفخذ
19804 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هارون بن
رئاب عن ابن المسيب في الرجل يجئ مع الخصم يري أن عنده شهادة
وليست عنده شهادة، قال: هو شاهد زور.
19805 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
عن ابن عباس قال: إن قوما يحسبون أبا جاد، وينظرون في
النجوم، ولا أمري لمن فعل ذلك من خلاق.
19806 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجيان
اثنان دون الثالث إلا بإذنه، فإن ذلك يجزنه (3).
19807 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع عن
.

(1) أخرجه " د " من طريق هشام عن يحيى بن أبي كثير ص 687 وأخرجه
الترمذي مختصرا من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة وذكر الاختلاف في إسناده 4: 12.
(2) الكلمة ملطخة ملتبسة في " ص " وفي " د " " فنظرت فإذا... الخ "
26

ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
19808 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي الزناد
قال: أخبرني ابن جرهد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل وهو
كاشف عن فخذه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غط فخذك فإنها من العورة (1).
قول الرجل: ما شاء الله وشئت
19809 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن غيلان بن جرير عن أبي الحلال العتكي قال: انطلقت إلى عثمان
فكلمته في حاجة، فقال لي حين كلمته: ما شئت، ثم قال: بل الله
أملك، بل الله أملك.
19810 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مغيرة عن إبراهيم
قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يقول: من يطع الله ورسوله فقد رشد،
ومن يعصهما فقد غوى، قال: فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
يعني حتى يقول: الله ورسوله.
19811 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مغيرة عن إبراهيم
أنه كان يكره أن يقول: أعوذ بالله وبك، حتى يقول: ثم بك (2).
19812 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مغيرة عن إبراهيم
كان لا يرى بأسا أن يقول: ما شاء الله ثم شئت (2).
.

(1) أخرجه مالك والترمذي.
(2) نقل الحافظ هذين الاثرين في الفتح عن المصنف 11: 434
27

19813 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الملك بن عمير
أن رجلا رأى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أنه مر بقوم من اليهود
فأعجبته هيئتهم، فقال: إنكم لقوم لولا أنكم تقولون: عزير
ابن الله، قالوا: وأنتم لقوم لولا أنكم تقولون: ما شاء الله وشاء محمد،
ومر به قوم من النصارى فأعجبته هيئتهم، فقال: إنكم لقوم لولا
أنكم تقولون: المسيح ابن الله، فقالوا: وأنتم إنكم لقوم لولا أنكم
تقولون: ما شاء الله وشاء محمد، فغدا على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:
قد كنت أسمعها منكم فتؤذيني، فلا تقولوا: ما شاء الله وشاء محمد،
وقولوا: ما شاء الله وحده (1).
باب الحجامة وما جاء فيه
19814 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك أن امرأة يهودية أهدت للنبي صلى الله عليه وسلم شاة
مصلية بخيبر، فقال: ما هذه؟ قالت: هدية، وحذرت أن تقول:
هي من الصدقة فلا يأكل، قال: فأكل النبي صلى الله عليه وسلم وأكل أصحابه،
ثم قال: أمسكوا، فقال للمرأة: هل سممت هذه الشاة؟ قالت:
من أخبرك؟ قال: هذا العظم - لساقها وهو في يده - قالت: نعم،
.

(1) أخرجه النسائي برواية ابن عيينة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي عن حذيفة،
وأخرجه ابن ماجة وغيره برواية غير ابن عيينة عن عبد الملك عن ربعي عن الطفيل بن
سخبرة أخي عائشة، قاله الحافظ في الفتح 11: 433، قلت: رواه ابن ماجة أيضا برواية
ابن عيينة
28

قال: لم؟ قالت: أردت إن كنت كاذبا أن يستريح منك الناس،
وإن كنت نبيا لم يضرك، قال: فاحتجم النبي صلى الله عليه وسلم على الكاهل،
وأمر أصحابه فاحتجموا، فمات بعضهم، قال الزهري: فأسلمت
فتركها النبي صلى الله عليه وسلم، قال معمر: وأما الناس فيقولون: قتلها
النبي صلى الله عليه وسلم.
19815 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن [ابن] (1)
كعب بن مالك أن أم مبشر للنبي صلى الله عليه وسلم في المرض الذي مات فيه:
ما تتهم بنفسك يا رسول الله! فإني لا أتهم با بني إلا الشاة المشوية
التي أكل معك بخيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنا لا أتهم إلا ذلك
بنفسي، هذا أو ان قطع أبهري (2)، يعني عرق الوريد.
19816 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من احتجم يرم الأربعاء ويوم السبت فأصابه
وضح فلا يلومن إلا نفسه.
19817 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني رجل من
أهل البصرة يقال له المغيرة بن حبيب قال: أتيت المدينة فوجدت بها
.

(1) سقط من " ص " وزدته أنا، وهو عبد الرحمن ابن كعب كما في المستدرك.
(2) أخرجه الحاكم في المستدرك كما في الفتح 10: 191، قلت: رواه الحاكم
من طريق رباح عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب 3: 219، وعلق البخاري
عن يونس عن الزهري عن عروة، قالت عائشة: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي
مات فيه: يا عائشة! ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أو ان انقطاع
أبهري من ذلك السم " قال الحافظ: قال أهل اللغة: الأبهر عرق مستبطن بالظهر متصل
بالقلب، إذا انقطع مات صاحبه 8: 92
29

شيخا يحتجم في رأسه، فقال: إن هذه حجمة مباركة احتجمها رسول
الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إنها تنفع من الجذام، والبرص، ووجع الأضراس،
ووجع العينين، ووجع الرأس، ومن النعاس (1)، ولا يمص إلا ثلاث
مصات، فإن كثر دمها وضعت يدك عليها - يعني البأس - قال معمر:
احتجمتها فخرق (2) علي، فقمت وما أقدر من القرآن على حرف، حتى
كنت لأصلي فأمر من يلقنني، قال: ثم أذهب الله ذلك، فلم أحتجمها
بعد ذلك.
19818 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن ابن عباس قال: احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطى الحجام
أجره، ولو كان سحتا لم يعطه رسول الله صلى الله عليه وسلم (3).
19819 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن رجل
لا أعلمه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تداوت العرب بشئ أفضل
من مصة حجام (4)، أو شربة عسل.
باب ستر البيوت
19820 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
.

(1) في " ص " " النفاس " وفي الفتح من حديث ابن عباس " النعاس ".
(2) كذا في " ص ".
(3) أخرجه البخاري من طريق طاوس وعكرمة عن ابن عباس في الإجارة 4: 308،
وأخرجه مسلم أيضا.
(4) أخرج البخاري وغيره من حديث أنس: إن أمثل ما تداويتم به الحجامة،
هذا لفظ البخاري 10: 116 ولفظ الترمذي " أفضل "
30

عكرمة وخالد بن صفوان بن عبد الله قالا: تزوج صفوان بن أمية
فدعا عمر بن الخطاب إلى بيته وقد ستر بهذه الادم المنقوشة، فقال
عمر: لو كنتم جعلتم مكان هذا مسوحا كان أحمل للغبار من هذا.
19821 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عمن سمع الحسن يقول: بلغ عمر أن امرأة من أهل البصرة يقال لها خضراء
نجدت (1) بيتها، فكتب عمر إلى أبي موسى الأشعري: أما بعد، فإنه
بلغني أن الخضيراء نجدت (2) بيتها، فإذا جاءك كتابي هذا فاهتكه،
هتكه الله، قال: فذهب الأشعري بنفر معه حتى دخلوا البيت،
فقاموا في نواحيه، فقال: ليهتك كل امرئ منكم ما يليه، رحمكم
الله، قال: فهتكوا، ثم خرجوا.
19822 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال:
بلغ عمر أن صفية امرأة عبد الله بن عمر سترت بيوتها بقرام أو غيره
أهداه لها عبد الله بن عمر، فذهب عمر وهو يريد أن يهتكه، فبلغهم
فنزعوه، فلما جاء عمر لم يجد شيئا، فقال: ما بال أقوام يأتوننا
بالكذب.
19823 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: لما دخل ابن الزبير على امرأته بنت حسين، وجد في البيت
ثلاثة فرش، فقال: هذا لي، وهذا لها، وهذا للشيطان، أخرجوه
عني.
.

(1) أو " سترت " والكلمة شبه مطموسة في " ص ".
(2) زينت، ونجود البيت: ستوره التي تعلق على حيطانه يزين بما
31

19824 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل سماه أن محمد
ابن عباد بن جعفر حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعي إلى طعام فإذا البيت
مظلم (1) مزوق، فقام بالباب ثم قال: أخضر، وأحمر، فعد
ألوانا، ثم قال: لو كان لونا واحدا، ثم انصرف ولم يدخل.
باب المنديل والقمام
19825 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن حرام بن عثمان عن
ابن جابر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تترك القمامة في الحجرة،
فإنها مجلس الشيطان، وأن يترك المنديل الذي يمسح به من الطعام في
البيت، وأن يجلس على الولايا (2) أو يضطجع عليها.
19826 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني رجل عن
سعيد قال: دخلت على ابن عمر وهو جالس أو مضطجع على طنفسة رحله
القول إذا خرجت من بيتك
19827 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن مجاهد
.

(1) كذا في " ص " وأراه مصحفا.
(2) في " ص " " اللوايا " خطأ، والولايا: هي البراذع، سميت بذلك لأنها تلي
ظهر الدابة، قيل: نهى عنها لأنها إذا بسطت وافترشت تعلق بها الشوك والتراب وغير
ذلك مما يضر الدواب، ولان الجالس عليها ربما أصابه من وسخها، وفتنها، ودم
عقرها، النهاية 4: 347 والحديث في إسناده حرام بن عثمان، ذكره الحافظ في
اللسان وضعفه
32

عن كعب قال: إذا خرج الرجل من بيته قال: بسم الله، قال له الملك:
هديت، وإذا قال: توكلت على الله، قال له الملك: كفيت، وإذا
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، قال الملك: وقيت، قال: فتتفرق
الشياطين، فنقول: لا سبيل لكم إليه، إنه قد هدي، وكفي،
ووقي (1).
باب القول حين يمسي وحين يصبح
19828 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: أخبرني علي بن الحسين أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتته
تسأله خادما من سبي أتي به، وفي يدها أثر قطب الرحى من كثرة
الطحن، فقال لها. سأخبرك بخير من ذلك، إذا أويت إلى فراشك
فسبحي (2) الله ثلاثا وثلاثين، واحمد الله ثلاثا وثلاثين، وكبري
الله ثلاثا وثلاثين، وقولي: لا إله إلا الله تتمين بها المئة، فرجعت
بذلك، ولم يخدمها شيئا، قال معمر: وسمعت مكحولا يحدث نحوه،
وزاد: قال: قال علي: ما تركتهن منذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة
.

(1) أخرج الترمذي من حديث أنس بن مالك مرفوعا: من قال يعني إذا خرج من بيته:
بسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: كفيت، ووقيت، وتنحى
عنه الشيطان 4: 239 وأخرجه " د " و " ن " أيضا.
(2) في " ص " " فسمي " والصواب عندي " فسبحي "
33

بهن ولا ليلة الهرير (1) بصفين (2).
19829 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق قال:
سمعت البراء يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر رجلا إذا أخذ
مضجعه من الليل أن يقول: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت
وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة
ورغبة إليك، لا منجا ولا ملجأ منك إلا إليك، آمنت بكتابك
الذي أنزلت، وبرسولك الذي أرسلت، فإن مات من ليلته مات على
الفطرة، وإن أصبح أصبح وهو قد أصاب خيرا (3).
19830 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبيد الله بن عمر
عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قام
أحدكم من الليل ثم رجع إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره (4)،
فإنه لا يدري ما خلفه بعده، ثم ليقل: باسمك رب وضعت جنبي
وباسمك أرفعه، اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها
.

(1) في " ص " " الهدير " خطأ. وليلة الهرير هي ليلة الجمعة من ليالي صفين وهي
من أعظم الليالي شرا بين المسلمين، وفي صباحها رفعت المصاحف على الرماح، راجع
البداية والنهاية 7: 271 والفتح 11: 97.
(2) الحديث أخرجه البخاري من حديث علي بن أبي طالب في مواضع منها في 11:
93 وفي النفقات وغير ذلك.
(3) أخرجه البخاري في مواضع منها في 11: 90 من طريق شعبة عن أبي إسحاق،
وأخرجه في (كتاب التوحيد) أيضا، ورواه عن طريق سعد بن عبيدة عن البراء أيضا
وأخرجه مسلم والترمذي وغيرهما.
(4) قال الحافظ في الفتح: المراد بالداخلة طرف الإزار الذي يلي الجسد، قال
مالك: داخلة الإزار ما يلي داخل الجسد منه 11: 99
34

بما تحفظ به الصالحين (1).
19831 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبي رافع
أن خالد بن الوليد جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه وحشة يجدها،
فقال له: ألا أعلمك ما علمني الروح الأمين جبريل؟ قال لي: إن
عفريتا من الجن يكيدك، فإذا أويت إلى فراشك فقل: أعوذ بكلمات
الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، من شر ما ينزل من السماء،
ومن شرما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج
منها، ومن شر طوارق الليل والنهار، ومن شر كل طارق يطرق،
إلا طارقا (2) يطرق بخير يا رحمان (3).
19831 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: سمعت رجلا
يحدث عطاء الخراساني بمكة، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان (4)
أن أبا بكر قال: يا رسول الله! علمني شيئا استقبل به الليل
والنهار، فقال: قل اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب
والشهادة، رب كل شئ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك
.

(1) أخرجه البخاري 11: 99 واختلف الرواة فأدخل بعضهم واسطة بين سعيد
وأبي هريرة، والواسطة أبو سعيد، ورواه بعضهم عن سعيد عن أبي هريرة بلا واسطة،
راجع البخاري والفتح 11: 101 وفي الصحيح " عبادك الصالحين " وفي " ص " كما ترى.
(2) كذا في مجمع الزوائد، وفي " ص " " طارق ".
(3) أخرجه الطبراني وفيه المسيب بن واضح، وثقه غير واحد وضعفه جماعة، قاله
الهيثمي وقال: رواه الطبراني أيضا في الأوسط، وفي سنده زكريا بن يحيى بن أيوب الضرير
ولم أعرفه (الزوائد 10: 126).
(4) رواه الترمذي من حديث عمرو بن عاصم بن سفيان عن أبي هريرة
35

من شر نفسي، وأعوذ بك من شر الشيطان، وشركه (1)، قال:
وقلهن إذا أويت إلى فراشك (2)، قال: فدعا عطاء بدواة وكتف،
فكتبهن.
19833 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية أن
كعبا كان يقول: لولا كلمات أقولهن حين أصبح وحين أمسي، لتركني
اليهود أعوي مع العاويات، وأنبح مع النابحات (3): أعوذ بكلمات الله
التامة، التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر، الذي لا يخفر جاره، الذي
يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، من شر ما خلق، وذرأ، وبرأ.
19834 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه عن رجل من أسلم، قال: لدغت رجلا عقرب، فبلغ ذلك
النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لو قال حين أمسى: أعوذ بكلمات الله التامة من شر
ما خلق لم تضرره، قال: فقالتها امرأة من أهلي فلدغتها حية فلم
تضررها.
19835 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: بلغني
أنه من قال حين يمسي وحين يصبح: أعوذ بك اللهم من شر السامة،
والهامة، ومن شر ما خلقت، لم تضره دابة.
.

(1) أخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو حديثا نحو هذا، راجع الزوائد 10: 122.
(2) أخرجه الترمذي من حديث أبي هريرة، وفي أوله قال: قال أبو بكر: " مرني
بشئ أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت " وفي آخره " قله إذا أصبحت وإذا أمسيت، وإذا
أخذت مضجعك " 4: 229 وأخرجه " د " و " ن " أيضا وقوله: " وشركه " أي ما يدعو
إليه من الاشراك بالله، ويروى بفتحتين أي مصائده وحبائله.
(3) في " ص " " أنيح مع النايحات "
36

19836 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان
أن عيسى بن مريم كان يقول: اللهم إني أصبحت لا أستطيع دفع
ما أكره، ولا أملك نفع ما أرجو، وأصبح الامر بيد غيري، وأصبحت
مرتهنا بعملي، فلا فقير أفقر مني، اللهم لا تشمت بي عدوي، ولا
تسؤبي صديقي، ولا تجعل مصيبتي في ديني، ولا تسلط علي
من لا يرحمني.
باب الطهور
19837 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد الجريري عن
أبي السليل (1) عن أبي مرثد العجلي، قال: من أوى إلى فراشه طاهرا
ونام ذاكرا، كان فراشه مسجدا، وكان في صلاة وذكر حتى
يستيقظ، ومن أوى إلى فراشه غير طاهر ونام غير ذاكر، كان فراشه
قبرا، وكان جيفة حتى يستيقظ.
19838 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
ذكره عن رجل عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الانسان ثلاث
مئة وستون مفصلا (2)، فمن كبر الله، وحمد الله، وهلل الله عددها
في يوم، أمسى وقد زحزح عن النار.
.

(1) هو ضريب بن فقير، من رجال التهذيب.
(2) في " ص " " مفصل "
37

ذكر الله في المضاجع
19839 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن أن
سعيد بن أبي العاص نكح امرأة عمر بن الخطاب، فقال: إني
لم أنكحك رغبة في النساء، ولكن نكحتك لتخبريني عن صنيع عمر،
فقالت: كان إذا أخذ مضجعه من الليل، وضع عنده إناء فيه ماء، فإذا
تعار من الليل أخذ من ذلك الماء فمسح يده ووجهه، ثم ذكر الله.
19840 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: من نام
و [في] يده أثر غمر فأصابته بلية، فلا يلومن إلا نفسه (1).
19841 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
قال: وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من رجل ريح غمر، فقال: هلا غسلت
هذا الغمر عنك!
19842 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل سأل الحكم
ابن عتيبة: أينام الرجل على غير وضوء؟ فقال: يكره ذلك،
وإنا لنفعله.
19843 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش أنه بال ثم
تيمم بالجدر فقيل له في ذلك، فقال: أخاف أن يدركني الموت
قبل أن أتوضأ (2).
.

(1) الحديث أخرجه الترمذي برواية أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعا 3: 102.
(2) في الباب حديث مرفوع
38

19844 - أخبرنا عبد الرزاق عن أبي بكر بن عياش قال:
أخبرني أبو يحيى أنه سمع مجاهدا يقول: قال لي ابن عباس:
لا تنامن إلا على وضوء، فإن الأرواح تبعث على ما قبضت عليه
من نام حتى يصبح
19845 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الانسان إذا نام عقد عنه رأسه ثلاث عقد
من عمل الشيطان، فإذا استيقظ وذكر الله حلت عقدة، وإذا توضأ
حلت أخرى، فإذا صلى حلت الثالثة، فيصبح طيب النفس يتمنى
أن يكون زاد، قال: وإن الانسان يوقظ من الليل ثلاث مرات،
فيوقظ في المرة الأولى فيجئ الشيطان فيقول له: إن عليك ليلا فارقد،
فإن أطاع الشيطان رقد، ثم يوقظ الثانية فيقول له الشيطان: إن
عليك ليلا فارقد، فإن أطاع الشيطان رقد، فتصبح عقده كما هي،
ويصبح خبيث النفس - أو قال: ثقيل النفس - نادما على ما فرط
منه (1)، فذلك الذي يبول الشيطان في أذنيه (2).
.

(1) أخرج البخاري من حديث الأعرج عن أبي هريرة مرفوعا: " يعقد الشيطان على
قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليك ليل طويل
فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت
عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان 3: 18.
(2) رواه أبو سعيد في هذا الحديث عنه المخلص كما في الفتح 3: 19 وورد في
حديث مستقل غير هذا الحديث، رواه ابن مسعود عند البخاري 3: 19
39

19846 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا؟؟؟ يقوم من الليل بعشر آيات فيصبح
قد كتبت له بها مئة حسنة، ألا رجل صالح يوقظ امرأته من الليل
فإن قامت وإلا نضح وجهها بالماء، فقاما لله ساعة من الليل.
19847 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت لابن طاووس.
هل كان أبوك ربما نام حتى أصبح؟ قال: ربما أتى عليه ذلك.
19848 - أخبرنا عبد الرزاق عن داود بن إبراهيم أن الأسد
حبس (1) الناس ليلة في طريق الحج، فرق الناس بعضهم بعضا،
فلما كان في السحر ذهب (2) عنهم، فنزل الناس يمينا وشمالا، فألقوا
أنفسهم فناموا، وقام طاووس يصلي، فقال رجل لطاووس: ألا تنام؟
فإنك قد نصبت الليلة، قال: فقال طاووس: وهل ينام السحر؟
باب الأسماء والكنى
19849 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن
رجلا كان اسمه الحباب، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وقال
النبي صلى الله عليه وسلم: إن الحباب اسم الشيطان.
19850 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: قلت لحماد بن
أبي سليمان: كيف تقول في رجل يسمى بجبريل وميكائيل؟ فقال:
.

(1) في " ص " " جست ".
(2) في " ص " " ذهبت "
40

لا بأس به.
19851 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبيه (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما اسمك؟ قال: حزن،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أنت سهل، قال: لا أغير اسما سمانيه أبي،
قال ابن المسيب: فما زالت فينا حزونة بعد (2).
19852 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي
صلى الله عليه وسلم كنى صفوان بن أمية وهو مشرك، فقال: انزل أبا وهب.
19853 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
أن عثمان كنى الفرافصة الحنفي، وهو نصراني، فقال: نحن أحق
بأن نتقي ذلك أبا حسان!.
19854 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل
عن عكرمة أن رجلا قال عند النبي عليه السلام: قم فاحلب هذه الناقة
يا مرة! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إجلس يا مرة! فقال الآخر: قم فاحلبها
يا مرة! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إجلس يا مرة! كأنه كره الاسم.
19855 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: أتى عمر بن الخطاب كتاب من دهقان يقال له جوانانبه (3)،
.

(1) في الصحيح " عن أبيه أن أباه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما اسمك؟ " وراجع
الفتح 10: 436.
(2) أخرجه البخاري عن إسحاق بن نصر، وابن المديني، ومحمود بن غيلان، عن
المصنف 10: 436.
(3) كذا في " ص " ولعله " جوانانبه " يعنى جوانان به
41

فأراد عمر أن يكتب إليه، فقال: ترجموا لي اسمه، فقالوا: هذا
بالعربية خير الفتيان، فقال عمر: إن من الأسماء أسماء لا ينبغي
أن يسمى بها، اكتب من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى شر الفتيان.
19856 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن ابنا
لعمر تكنى أبا عيسى، فنهاه عمر.
19857 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني أيوب عن
نافع مثله، وزاد فقال عمر: إن عيسى لا أب له.
19858 - أخبرنا عبد الرزاق عن هشام بن عروة عن أبيه أن
عائشة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله! كل نسائك لها كنية
غيري، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتني أنت أم عبد الله (1)، فكان
يقال لها أم عبد الله حتى ماتت، ولم تلد قط.
19859 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث بن (2) أبي
سليم أن عمر بن الخطاب قال: لا تسموا الحكم ولا أبا الحكم،
فإن الله هو الحكم (3)، ولا تسموا الطريق السكة.
19860 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل من أهل الكوفة
قال: أبغض الأسماء إلى الله مالك وأبو مالك.
.

(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث هشام بن عروة عن يحيى بن عباد
ابن حمزة، وفي رواية عن عباد بن حمزة ص 124.
(2) في " ص " " عن ".
(3) روى البخاري في الأدب المفرد من حديث هانئ بن يزيد مرفوعا: " إن الله
هو الحكم وإليه الحكم، فلم تكنيت أبا الحكم " ص 119
42

19861 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أراد
رجل أن يسمي ابنا له الوليد، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إنه سيكون
رجل يقال له الوليد، يعمل في أمتي كما فعل فرعون في قومه (1).
19862 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه أن مكانا كان اسمه بقية الضلالة، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم بقية الهدي،
قال: ومر بقوم فقال لهم: من أنتم؟ قالوا: بنو معاوية (2)، فسماهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم: بنو رشدة.
19863 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن سيرين أن
عبد الرحمن بن عوف كان اسمه في الجاهلية.... فسماه رسول الله
صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن، قال ابن سيرين: وكان اسم أبي بكر عتيق
ابن عثمان.
19864 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن ابن المسيب
.

(1) أخرجه المصنف في الجزء الثاني من أماليه عن معمر عن الزهري عن ابن المسيب،
قال: ولد لأخي أم سلمة ولد فسماه الوليد، فذكر الحديث بمعناه، قلت: والوليد هو الوليد،
بن يزيد لفتنه الناس بن حين خرجوا عليه، قاله الوليد بن مسلم، ونحوه قول الزهري،
والحديث عده ابن حبان وابن الجوزي من الموضوعات وتعقبهما الحافظ بن حجر، وأورد
البخاري في صحيحه ما يدل على جواز التسمية بالوليد، راجع الفتح 10: 441. ثم اعلم
أني إنما وجدت هذا الحديث في أمالي عبد الرزاق بهذا الاسناد والمتن دون الذي ذكره
الحافظ.
(2) كذا في " ص " ولعل الصواب " بنوعية " وقد روى ابن سعد عن الكلبي
عن أبي عبد الرحمن المدني: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لوفد جهنية: من أنتم؟ قالوا:
بنوغيان، قال: أنتم بنو رشدان 1: 333
43

أن رجلا أتى عمر فقال له عمر: ما اسمك؟ [قال: جمرة] (1)، فقال:
ابن من؟ قال: ابن شهاب، قال: من أين أنت؟ قال: من الحرقة،
قال: أين تسكن؟ قال: حرة النار، قال: بأيها؟ قال: بذات
اللظى، فقال عمر: أدرك بالحي لا يحترقوا (2).
19865 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسحاق بن راشد،
رجل من أهل الجزيرة، أن عمر بن الخطاب قال: يصفي للمرء ود أخيه
أن يدعوه بأحب الأسماء إليه، وأن يوسع له في المجلس، ويسلم عليه
إذا لقيه (3).
اسم النبي صلى الله عليه وسلم وكنيته
19866 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: تسموا باسمي
ولا تكنوا بكنيتي، أنا أبو القاسم (4).
19867 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن منصور
عن سالم بن أبي الجعد عن جابر بن عبد الله قال: ولد لرجل من
.

(1) كذا في الموطأ من وجه آخر، وقد سقط من " ص ".
(2) أخرجه مالك في الموطأ، وأخرجه أبو القاسم بن بشران من طريق موسى بن
عقبة عن نافع عن ابن عمر، قاله السيوطي.
(3) أخرجه ابن المبارك في الزهد عن شريك عن أبي المحجل عن الحسن عن عمر،
ص 119.
(4) أخرجه البخاري من طريق ابن عيينة عن أيوب، ولفظه: " سموا باسمي ولا
تكنوا بكنيتي " وليس فيه " أنا أبو القاسم " 10: 435
44

الأنصار غلام فسماه القاسم، فقالت الأنصار: والله لا تكنيك به
أبدا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأثنى على الأنصار خيرا، ثم
قال: تسموا باسمي ولا تكنوا بكنيتي (1).
باب لا يقول أحد: ربي ولا ربتي
19868 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
عن أبي هريرة قال: لا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل فتاي
وفتاتي، ولا يقل العبد: ربي ولا ربتي، ولكن ليقل: سيدي وسيدتي (2).
19869 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقل أحدكم: أطعم
ربك، اسق ربك، وضى (3) ربك، وليقل: سيدي ومولاي،
ولا يقل أحدكم: عبدي وأمتي، وليقل: فتاي، وفتاتي، وغلامي (4).
باب ما يتقي من الجن، القائلة ونحو ذلك
19870 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن أبي سفيان عن جابر قال: جاء أبو حميد الأنصاري إلى رسول
.

(1) أخرجه البخاري من طريق حصين عن سالم 10: 435.
(2) أخرجه " د " و " ن " والبخاري في الأدب المفرد.
(3) في " ص " " وض ".
(4) أخرجه البخاري 5: 111 ومسلم من طريق المصنف
45

الله صلى الله عليه وسلم بقدح فيه لبن يحمله مكشوفا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ألا
كنت خمرته ولو بعود تعرضه عليه (1).
19871 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تتركوا النار في بيوتكم
حين تنامون (2).
19872 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن ظاووس عن أبيه
قال: لا أراه إلا رفعه، قال: إياكم والخروج بعد هدأة الليل، فإن لله
دواب (3) يبثها في الأرض، تفعل ما تؤمر به، فإذا سمع أحدكم نهاق
حمار أو نباح كلب فليستعذ بالله من الشيطان، فإنهم يرون ما لا ترون (4).
19873 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن جابر بن
عبد الله قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن تجاف الأبواب، وتطفى
المصابيح، وتخمر الآنية، وتوكى الأوعية، فإن الشيطان لا يفتح
غلقا، ولا يحل وكاء، ولا يكشف غطاء (5)، وإن الفويسقة تأتي
المصباح فتأخذ الفتيلة فتحرق على أهل البيت (6).
.

(1) أخرجه البخاري من طريق جرير عن الأعمش عن أبي صالح وأبي سفيان 10:
57.
(2) أخرجه الشيخان والترمذي 3: 85.
(3) في " ص " " دوابا ".
(4) أخرجه " د " و " ن " والحاكم من حديث جابر، والترمذي من حديث أبي
هريرة عند نهيق الحمار وحده 4: 248.
(5) أخرجه البخاري من طريق عطاء عن جابر بغير هذا اللفظ إلى هنا 10: 171.
(6) أخرجه الترمذي من طريق أبي الزبير عن جابر بتمامه بلفظ الامر 3: 85
46

أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن السائب بن
يزيد قال: كان عمر بن الخطاب يمر علينا عند نصف النهار أو
قبيله، فيقول: قوموا فقيلوا، فما بقي فهو للشيطان.
19875 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال:
كان ابن عمر يسير من مكة إلى المدينة أربع ليال وراحلته في عقبة
هرشى، فلما كبر سار ستا.
19876 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن رجل عن
علقمة بن قيس قال: بلغنا أن الأرض تعج إلى الله من نومة العالم بعد
صلاة الصبح.
باب القبائل
19877 - قال: حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم قال:
أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسلم، وغفار، وشئ من
جهينة، ومزينة، خير عند الله يوم القيامة ومن تميم (1)، وأسد بن
خزيمة، وهوازن، وغظفان (2).
.

(1) كذا في " ص " و " ح " " ومن تميم " فإما أن يكون سقط اسم قبيلة أو تكون
الواو زائدة خطأ.
(2) حديث أبي هريرة أخرجه الشيخان والترمذي 4: 380 باختلاف في اللفظ،
وأخرجوا نحوه من حديث أبي بكرة أيضا، راجع الترمذي 4: 381
47

19878 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن أبي همام الشعباني (1) عن رجل من خثعم من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، فوقف ذات
ليلة، واجتمع إليه أصحابه، فقال: إن الله أعطاني الكنزين، كنز
فارس والروم، وأيدني بالملوك، ملوك حمير، ولا ملك إلا لله، يأتون
فيأخذون مال الله، ويقاتلون في سبيل الله (2).
19879 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال: قدم أبو موسى الأشعري على النبي صلى الله عليه وسلم في ثمانين رجلا
من قومه، ولم يقدم على النبي صلى الله عليه وسلم من بني تميم عشرة رهط، قال
قتادة: وما رحل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من بكر بن وائل أحد.
19880 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل قال: مر الشعبي
برجل من بني أسد ورجل من قيس فجعل الأسدي يتقلب (3) منه ولا
يدعه الاخر، قال: لا والله حتى أعرفك قومك، وتعرف ممن أنت،
قال: فقال له الشعبي: دع الرجل، قال: لا، حتى أعرفه قومه ونفسه،
قال: دعه، فلعمري إنه ليجد مفخرا " لو كان يعلم، قال: فأبى،
قال الشعبي: فاجلسا، وجلس معهما الشعبي، فقال: يا أخا قيس!
.

(1) في الجرح والتعديل: أبو همام الشعباني يروي عنه يحيى بن أبي كثير، وقال
الحافظ في التعجيل: ذكره الحاكم أبو أحمد تبعا للبخاري فيمن لا يعرف اسمه،
ولم يذكر فيه جرحا، وقال الحسيني: مجهول، ووقع في " ص " و " ح " " الشامي "
والصواب " الشعباني ".
(2) أخرجه أحمد في مسنده.
(3) كذا في " ح " وما في " ص " غير واضح
48

أكان فيكم أول راية عقدت في الاسلام؟ قال: لا، قال: فإن ذلك
قد كان في بني أسد، قال: فهل كانت فيكم أول غنيمة كانت
في الاسلام؟ قال: لا، قال: فإن ذلك قد كان في بني أسد، قال:
فهل كان فيكم سبع المهاجرين يوم بدر؟ قال: لا، قال: فإن ذلك
قد كان في بني أسد، قال: فهل كان فيكم رجل بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم
بالجنة؟ قال: لا، قال: فإن ذلك قد كان في بني أسد، قال:
فهل كانت منكم امرأة زوجها الله من السماء، كان الخاطب رسول الله
صلى الله عليه وسلم والسفير جبريل؟ قال: لا، قال: فقد كان ذلك في بني
أسد، خل عن الرجل، فلعمري إنه ليجد مفخرا لو كان يعلم، قال:
فانطلق الرجل وتركه.
19881 - أخبرنا عبد الرزاق قال (1): عبد الله بن جحش الذي
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول راية، وعكاشة بن محصن الذي بشره
النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة.
19882 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أخبرني
ابن أخي أبي رهم أنه سمع أبا رهم الغفاري، وكان من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم الذين بايعوه تحت الشجرة، يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
غزوة تبوك، فلما سرى ليلة سرت قريبا منه إليه، وألقي علي النعاس
فطفقت أستيقظ، وقد دنت راحلتي من راحلته، فيفزعني دنوها خشية
أن أصيب رجله في الغرز، فأوخر راحلتي، حتى غلبتني عيني بعض
.

(1) في " ص " هنا " أخبرنا " وفي " ح " " قنبا " أي " قال حديثا " وهو خطأ،
إلا أن يكون سقط بعده " معمر "
49

الليل، فزحمت راحلتي رجله في الغرز، فأصابت رجله، فلم أستيقظ
إلا لقوله: " حس " فقلت:؟؟ لي يا رسول الله! قال: سر! فطفق
النبي صلى الله عليه وسلم يستخبرني عمن تخلف من بني غفار، فأخبرته، فقال
إذ هو يسألني: ما فعل الحمر الطوال الشطاط؟ (1) فحدثته بتخلفهم،
قال: فما فعل النفر السود؟ - أو قال: القصار الجعاد القطاط (2) - الذين
لهم نعم بشبكة شرخ (3)، فتذكرت في بني غفار فلم أذكرهم،
حتى ذكرت رهطا من أسلم، قال: فقلت: يا رسول الله! أولئك
رهط من أسلم وقد تخلفوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فما يمنع أحد
أولئك حين يتخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل
الله، فإن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش،
والأنصار، وغفار، وأسلم (4).
19883 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن أبي قلابة قال: خرج من همدان ألف أهل بيت على عهد عمر،
فلما قدموا المدينة قال لهم عمر: أين تريدون؟ قالوا: الشام،
.

(1) قال ابن الأثير: هي جمع ثط، وهو الكوسج الذي عرى وجهه من الشعر
إلا طاقات في أسفل حنكه.
(2) القطاط جمع قط، وهو قصير الشعر، جعده، وجعد شعره: ضد سبط
واسترسل.
(3) شبكة شرح موضع بالحجاز، قال ابن الأثير: وبعضهم يقوله بالدال، قلت:
وهو في هذا المصنف والأدب المفرد بالراء، فإثباته بالدال في فضل الله الصمد ليس كما
ينبغي.
(4) أخرجه أحمد في مسنده، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق صالح
ابن كيسان عن الزهري، وسمي ابن أخي أبي رهم كلثوم بن الحصين، ص 111
50

قال: بل العراق، قالوا: بل الشام، فإن إليها مهاجر أولنا، فقال
عمر: بل العراق، فإن بها جهادا " حسنا (1)، وبها فتى (2) وريف،
قال: فجعل يردد ركابهم نحو العراق وهم يصرفونها نحو الشام، حتى
أصابه عود من رحالهم فدمي رأسه، فلما رأوا ذلك قالوا: فحيث
شئت يا أمير المؤمنين! قال: فالعراق، فنزلوا الكوفة، قال أبو
قلابة: فإنهم لأكثر أهلها وأعزه إلى اليوم.
19884 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
عكرمة قال: جاء عامر بن الطفيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أسلم
يا محمد! وأكون الخليفة من بعدك؟ قال: لا، قال: فيكون لي
الوبر ولك المدر؟ قال: لا، قال: فما تعطيني؟ قال: أعطيك أعنة
الخيل تقاتل عليها، فإنك امرو فارس، قال: أو ليست أعنة الخيل
بيدي، والله لأملأن عليك بني عامر خيلا ورجالا، ثم ولى، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: اللهم أهلك عامرا، قال عكرمة: ويزعم قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: وأهلك بني عامر، قال: فقال له أسيد بن حضير حين قال
للنبي صلى الله عليه وسلم: وأكون الخليفة من بعدك: زحزح قدميك لا أنفذ الرمح
حضنيك، فوالله لو سألتنا سيابة (3) ما أعطيتها، يعني بالسيابة بسرة
خضراء لا ينتفع بها.
.

(1) في " ص " " جهاد حسن ".
(2) كذا في " ص " وفي " ح " " بني " ولعل الصواب " قني " جمع قنا، وهي
جمع قناة: الابار التي تحفر في الأرض متتابعة ليستخرج ماؤها ويسيح في وجه الأرض،
والريف: كل أرض فيها زرع ونخل، وقيل: ما قارب الماء من أرض العرب وغيرها.
(3) السياب ويشدد، وكرمان: البلح أو البسر (قا)
51

19885 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن ابن المسيب عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الفخر والخيلاء
في الفدادين من أهل الوبر، والسكينة في أهل الغنم، والايمان يمان،
والحكمة يمانية (1).
19886 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لما مات
رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب إلا ثلاثة مساجد: مسجد الحرام،
ومسجد المدينة، ومسجد البحرين.
19887 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: الايمان يمان إلى هاهنا - وأشار بيده حذو جذام -
صلوات الله على جذام (2).
19888 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاكم أهل
اليمن، هم أرق قلوبا، الايمان يمان، الفقه يمان، الحكمة يمانية (3).
19889 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن وهب بن عبد الله
عن أبي الطفيل قال: خرجت أنا وعمرو بن صليع المحاربي، حتى دخلنا
.

(1) أخرجه البخاري من وجه آخر في مواضع، منها في 8: 71.
(2) أخرج الطبراني عن أبي كبشة الأنماري مرفوعا " الايمان يمان، والحكمة
ههنا، إلى لخم وجذام " كذا في الزوائد 10: 56.
(3) أخرجه مسلم تاما، وأخرجه البخاري أيضا 8: 71 تاما، والترمذي بدون
قوله: " والفقه يمان "
52

على حذيفة، فإذا هو محتب (1) على فراشه يحدث الناس، قال:
فغلبني حياء الشباب فقعدت في أدناهم، وتقدم عمرو مجتنئا (2)
على عوده حتى قعد إليه، فقال: حدثنا يا حذيفة! فقال: عما
أحدثكم؟ فقال: لو أني أحدثكم بكل ما أعلم قتلتموني - أو قال:
لم تصدقوني - قالوا: وحق ذلك؟ قال: نعم، قالوا: فلا حاجة
لنا في حق تحدثناه فنقتلك عليه، ولكن حدثنا بما ينفعنا ولا
يضرك، فقال: أرأيتم لو حدثتكم أن أمكم تغزوكم (3) إذا صدقتموني؟
قالوا: وحق ذلك؟ ومعها مضر مضرها الله (4) في النار، وأسد عمان
سلت (5) الله أقدامهم، ثم قال: إن قيسا (6) لا تزال تبغي في دين الله
شرا حتى يركبها (7) الله بملائكة (8)، فلا يمنعوا ذنب تلعة (9)، قال
عمرو: أدهلت (10) القبائل إلا قيسا، فقال: أمن محارب قيس أم من
قيس محارب، إذا رأيت قيسا توالت عن الشام (10) فخذ حذرك.
19890 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن غير واحد أن النبي
.

(1) في " ص " " محبتي ".
(2) غير واضح النقط في " ص " فإن كان " مجتنئا " فمعناه مكبا محدودبا.
(3) يعني بالام عائشة، وبغزوتها خروجها إلى البصرة، راجع الفائق 2: 248.
(4) أي جمعها، كما يقال: جند الجنود، وكتب الكتائب، قاله الزمخشري، وقال
بعضهم: أهلكها.
(5) قطع، كذا في الفائق.
(6) في " ص " " إن قيس ".
(7) كذا في " ص " بإهمال، وفي الفائق بالنقط.
(8) في الفائق " بالملائكة ".
(9) أي أسفلها، أي يذلها الله حتى لا تقدر على أن تمنع ذيل تلعة، قاله الزمخشري في
الفائق 2: 248.
(10) كذا في " ص "
53

صلى الله عليه وسلم: قال: أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعصية عصت الله
ورسوله (1)، وعصية من بني سليم.
19891 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: بلغني
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالسا في أصحابه يوما، فقال: اللهم أنج أصحاب
السفينة، ثم مكث ساعة، فقال: قد استمرت، فلما دنوا من
المدينة، قال: قد جاءوا، ويقودهم رجل صالح، قال: والذين
جاءوا في السفينة الأشعريون، والذي قادهم عمرو بن الحمق الخزاعي،
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أين جئتم؟ قالوا: من زبيد، قال النبي
صلى الله عليه وسلم: بارك الله في زبيد، قالوا: وفي رمع (2)، قال: بارك الله في
زبيد، قالوا: وفي رمح يا رسول الله! فقال في الثالثة: وفي رمح.
19892 - أخبرنا عبد الرزاق عن عمرو بن أبي بكر عن محمد
ابن كعب القرظي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم (3) يوم الأحزاب: كيف
بنا يا رسول الله! لو اجتمعت علينا اليمن مع هوازن وغطفان؟ فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: كلا! أولئك قوم ليس على أهل هذا الذين منهم بأس
فضائل قريش
19893 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
.

(1) أخرجه أحمد، والشيخان، والترمذي 4: 380 من حديث ابن عمر.
(2) كعنب: قرية باليمن، منها أبو موسى الأشعري.
(3) سقط من هنا شئ نحو " أنهم قالوا "
54

عن سليمان بن أبي حثمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تعلموا قريشا
وتعلموا منها، ولا تتقدموا قريشا ولا تتأخروا عنها، فإن للقرشي
قوة الرجلين من غيرهم، يعني في الرأي (1).
19894 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: الأنصار أعفة صبر (2)، والناس تبع لقريش،
مؤمنهم تبع لمؤمنهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم.
19895 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة بقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس تبع لقريش في
هذا الشأن - قال: أراهم (3) يعني الامارة - مسلمهم تبع لمسلمهم،
وكافرهم تبع لكافرهم (4).
19896 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلب الناس قريش، وهل يمشي الرجل بغير
صلب؟ (5).
19897 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خثيم
.

(1) روى أحمد وأبو يعلى والبزار من حديث جبير بن مطعم مرفوعا: " أن للقرشي
مثل قوة الرجل (كذا في المطبوعة والصواب الرجلين) من غير قريش " قيل للزهري:
ما عنى بذلك؟ قال: نبل الرأي، كذا في الزوائد 10: 26.
(2) أخرجه الترمذي من حديث أبي طلحة مقتصرا عليه 4: 370.
(3) كذا في " ص " والظاهر " أراه ".
(4) أخرجه البخاري من طريق الأعرج عن أبي هريرة 6: 340.
(5) أخرج أحمد والبزار عن عائشة مرفوعا: " هم صلب الناس، إذا هلكوا هلك
الناس " كذا في الزوائد: 10: 28
55

عن رجل من الأنصار عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر: اجمع لي
قومك - يعني قريشا - فجمعهم في المسجد، قال: فخرج عليهم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل فيكم أحد من غيركم؟ قالوا: لا،
إلا ابن أخت، أو حليف، أو مولى، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ابن أختنا
منا، وحلفاؤنا منا، وموالينا منا، ثم أمرهم بتقوى الله،
وأوصاهم، ثم قال: ألا إنما أوليائي منكم المتقون، ثم رفع
يديه فقال: اللهم إن قريشا أهل أمانة، فمن أرادها أو بغاها العواثر (1)
كبه الله في النار لمنخره (2).
19898 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: قال رجل لعلي: أخبرني عن قريش، فقال: أو زننا أحلاما
إخواننا بنو أمية، وأسخانا أنفسا عند الموت، وأجودنا بما ملكت
يمينه فنحن بنو هاشم، وريحانة قريش التي تشم... بنو المغيرة،
ثم قال للرجل: إليك عني سائر اليوم.
19899 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، قال: رأى
عمر بن الخطاب امرأة في زيها، فقال: ترين قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم
تغني عنك من الله شيئا، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه ليرجو
شفاعتي صداء أو سلهب.
.

(1) العواثر جمع عائر: وهو حبالة الصائد، وقيل جمع عائرة: وهي الحادثة التي
تعثر بصاحبها.
(2) أخرجه أحمد باختصار، والبزار مشبعا من حديث رفاعة بن رافع، قاله
الهيثمي في الزوائد 10: 26 وفيه: " كبه الله بمنخريه " والصواب " لمنخريه "
56

قال معمر: وأخبرني خلاد بن عبد الرحمن عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم
مثله، إلا أنه قال: إن تلك المرأة أم هانئ، وقال: إنه ليرجو
شفاعتي حا وحكم، قبيلتان (1).
19900 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن ابن سيرين قال: سمعت أبا هريرة يقول حين ذكر حديث سارة
وهاجر، قال: فتلك أمكم يا بني ماء السماء - يعني العرب (2) -
كانت أمة لام إسحاق.
19901 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال رجل
لعلي حدثني عن قريش، قال: أما نحن قريش فأنجاد (3)، أمجاد (4)،
أجواد، وأما بنو أمية فقادة، أدبة، ذادة (5)، وريحانة قريش
التي تشم... بنو المغيرة.
19902 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن
سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
لي على قريش (6) حقا، وإن لقريش عليكم حقا، ما حكموا فعدلوا،
.

(1) أخرجه الطبراني عن عبد الرحمن بن أبي رافع، وهو مرسل ورجاله ثقات،
قاله الهيثمي 9: 257 وفي آخره: وإن شفاعتي تنال حا وحكم. وحا وحكم قبيلتان.
(2) أخرجه البخاري 6: 248.
(3) كذا في النهاية " أنجاد " قبل " أنجاد " وفي " ص " بتكرير " أنجاد ". والانجاد:
الأشداء الشجعان، جمع نجد ككتف.
(4) جميع مجيد، أي أشراف كرام.
(5) قادة جمع قائد، وأدبة جمع آداب، وهو الذي يدعو الناس إلى المأدبة، وهي
الطعام الذي يصنعه الرجل يدعو إليه الناس، وذادة جمع ذائد وهو الحامي المدافع.
(6) كذا في الزوائد عن أحمد، وفي " ص " " إن علي لقريش حقا "
57

واتمنوا (1) فأدوا، واسترحموا فرحموا فمن لم تفعل ذلك منهم فعليه
لعنة الله (2).
19903 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث بن أبي سليم
أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بنفر من قريش ووجوههم كأنها سبائك الذهب،
فجعل يوصيهم، فقال: إنكم لن تزالوا بخير ما اتقيتم الله، وحفظتم
أمره، من ترك ذلك منكم لحاه (3) الله كما لحا هذا العود، وجعل
النبي صلى الله عليه وسلم يلحو عودا كان في يده لم يترك فيه شيئا (4)، قال: وقال
علي: الأئمة من قريش، فمؤمن الناس تبع لمؤمنهم، وكافر الناس
تبع لكافرهم.
19904 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رجلا من
ثقيف قتل يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أبعده الله فإنه كان يبغض
قريشا (5).
19905 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمر بن
سعد أن سعد بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من يهن
قريشا يهنه الله (6).

(1) كذا في " ص " وفي الزوائد " وائتمنوا ".
(2) في الزوائد معزوا لأحمد " فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " أخرجه
أحمد عن أبي هريرة، ورجاله رجال الصحيح، قاله الهيثمي 5: 192.
(3) لحا العود: قشره.
(4) أخرجه أحمد بمعناه من حديث عبد الله بن مسعود كما في الزوائد 5: 192.
(5) رواه البزار من حديث سعد بن أبي وقاص، والطبراني من حديث المغيرة بن
شعبة، وفيه أنه قتل يوم حنين، راجع الزوائد 10: 27.
(6) رواه أحمد بمعناه في حديث أطول من هذا من حديث عثمان; والطبراني
من حديث أنس بلفظ: " من أهان قريشا أهانه الله قبل موته " راجع الزوائد 10: 27
وروى الترمذي من حديث محمد بن سعد عن أبيه مرفوعا: " من يرد هو ان قريش أهانه
؟؟ 4: 370.
58

باب في فضائل الأنصار
19906 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن حرام بن
عثمان عن ابني جابر عن جابر أن رجلا من الأنصار جاء النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: با يعني على الهجرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الهجرة إليكم،
ولكني أبايعك على الجهاد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: الأنصار محنة، فمن
أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم (1).
19907 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لولا الهجرة لكنت
امرأ من الأنصار، ولو يندفع الناس في شعبة أو واد، والأنصار في
شعبة، اندفعت مع الأنصار في شعبتهم (2).
19908 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أخبرني
أنس بن مالك أن ناسا من الأنصار قالوا يوم حنين حين أفاء الله على
رسوله أموال هوازن، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يعطي رجالا من قريش، المئة
من الإبل كل رجل منهم، فقالوا: يغفر الله لرسول الله، يعطي قريشا
ويتركنا وسيوفنا تقطر من دمائهم، قال أنس: فحدثت رسول الله
.

(1) انظر حديث البراء في الترمذي 4: 469 وقد روى الطبراني من حديث معاوية
ابن أبي سفيان وأبي هريرة " من أحب الأنصار فبحبي أحبهم، ومن أبغض الأنصار فببغضي
أبغضهم " كذا في الزوائد 10: 39.
(2) أخرجه البخاري من طريق محمد بن زياد عن أبي هريرة 7: 77
59

صلى الله عليه وسلم بمقالتهم، فأرسل إلى الأنصار فجمعهم في قبة من أدم، لم يدع
معهم أحدا غيرهم، فلما اجتمعوا جاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: ما
حديث بلغني عنكم؟ فقالت الأنصار: أما ذوو رأينا فلم يقولوا
شيئا، وأما أناس حديثة أسنانهم فقالوا كذا وكذا - للذي قالوا -
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما أعطي رجالا حدثاء عهد (1) بكفر أتألفهم،
أو قال: استألفهم، أو لا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وتذهبون
برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم، فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون
به، قالوا: أجل يا رسول الله! قد رضينا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ستجدون بعدي أثرة (2) شديدة، فاصبروا حتى تلقوا الله ورسوله،
فإني فرطكم على الحوض، قال أنس: فلم يصبروا (3).
19909 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن محمد
ابن عقيل بن أبي طالب أن معاوية لما قدم المدينة لقيه أبو قتادة
الأنصاري، فقال: تلقاني الناس كلهم غير كم يا معشر الأنصار!
فما منعكم أن تلقوني؟ قال: لم تكن لنا دواب، قال معاوية: فأين
النواضح؟ قال أبو قتادة: عقرناها في طلبك وطلب أبيك يوم بدر،
قال: ثم قال أبو قتادة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: إنا لنرى بعده
أثرة، قال معاوية: فما أمركم؟ قال: أمرنا أن نصبر حتى نلقاه،
.

(1) في الصحيح " حديثي عهد ".
(2) بضم الهمزة وسكون المثلثة وبفتحتين، أي الانفراد بالشئ المشترك دون
من يشركه فيه،
(3) أخرجه البخاري من طريق هشام عن معمر، وقد أخرجه من وجوه 8: 39
60

قال: فاصبروا حتى تلقوه، قال: فقال عبد الرحمن بن حسان
حين بلغه ذلك:
ألا أبلغ معاوية بن حرب * أمير المؤمنين لنا كلام
فإنا صابرون ومنظروكم * إلى يوم التغابن والخصام
19910 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
سلمة بن عبد الرحمن، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنهما سمعا
أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بخير دور
الأنصار؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال: بنو عبد الأشهل، وهم
رهط سعد بن معاذ، قالوا: ثم يا رسول الله! قال: ثم بنو النجار،
قالوا: ثم يا رسول الله! قال: ثم بنو الحارث بن الخزرج،
قالوا: ثم يا رسول الله! قال: ثم بنو ساعدة، قالوا: ثم يا رسول
الله! قال: ثم في كل دور الأنصار خير، فقال سعد بن عبادة: ذكرنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر أربعة دور سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا كلمن رسول
الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فلقيه رجل فذكر ذلك له، فقال له الرجل: أو
ما ترضى أن يذكر كم اخر أربعة أدور (1)، فوالله لمن ترك رسول الله
صلى الله عليه وسلم من الأنصار لم يذكره أكثر ممن ذكر، فرجع سعد (2).
19911 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
البناني أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأنصار
.

(1) كذا في " ص " هنا " أدور ".
(2) أخرجه أحمد، ورواه مسلم بن طريق صالح بن كيسان عن الزهري
61

عيبتي (1) التي أويت إليها، فاقبلوا من محسنهم، واعفوا عن مسيئهم،
فإنهم قد أدوا الذي عليهم، وبقي الذي لهم (2).
19912 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة * فارحم الأنصار والمهاجرة (3)
والعن عضلا والقارة (4) * وهم كلفونا ننقل (5) الحجارة
19913 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اغفر للأنصار، والأبناء الأنصار،
ولابناء أبناء الأنصار (6).
19914 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
.

(1) العيبة: زنبيل من أدم ونحوه، ومن الرجل موضع سره، قال ابن الأثير: يعني
أنهم بطانته، والذين يعتمد عليهم في أموره.
(2) أخرج الترمذي معناه من حديث أبي سعيد وأنس إلا قوله: " أدوا الذي الخ "
4: 370 وقد رواه أحمد من حديث كعب بن مالك، وقد روى الطبراني حديث أبي
هريرة هذا بتمامه كما في الزوائد 10: 39.
(3) رواه البخاري من حديث أنس، وسهل بن سعد 7: 81.
(4) في " ص " " عملا والعاره " وعضل والقارة قبيلتان.
(5) في " ص " " نتقلوا ".
(6) أخرجه الترمذي من طريق يحيى بن سعيد الأنصاري عن أنس وزاد في آخره
" ولنساء الأنصار " 4: 371
62

عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
19915 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عبد الله
ابن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: كان أبي يقول: ما
بقي من أهل الدعوة غيري.
19916 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن حرام بن عثمان
عن ابني جابر عن جابر قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني سلمة يزورهم فلما رجع اجتمع صبيان من صبياتهم ونساء من نسائهم، ينظرون إليه
ويتبعونه، فالتفت إليهم فقال: أما والله لئن أجبتموني إنكم لأحب
الناس إلي (1).
19917 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال:
أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه - وكان
أبوه (2) أحد الثلاثة الذين تيب عليهم - عن رجل من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قام خطيبا فحمد الله، وأثنى عليه، واستغفر
للشهداء الذين قتلوا يوم أحد، ثم قال: إنكم يا معشر المهاجرين
تزيدون، والأنصار لا يزيدون، وإن الأنصار عيبتي التي أويت إليها،
فأكرموا كريمهم، وتجاوزوا من مسيئهم (3).
.

(1) أخرج البخاري من حديث أنس قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم النسا والصبيان مقيذ... من عرس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم ممثلا، فقال: أنتم من أحب الناس أن قالها ثلاث مرات 7: 79.
(2) يعني أبا عبد الرحمن.
(3) أخرجه أحمد كما في الزوائد 10: 35
63

19918 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي سعيد الخدري قال: اجتمع ناس من الأنصار فقالوا:
يؤثر رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا غيرنا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فخطبهم، ثم قال: يا معشر الأنصار! ألم تكونوا أدلة فأعزكم
الله ورسوله؟ قالوا: صدق الله ورسوله، قال: ألم تكونوا ضلالا
فهدا كم الله؟ قالوا: صدق الله ورسوله، قال: ألم تكونوا فقراء
فأغناكم الله ورسوله؟ قالوا: صدق الله ورسوله، ثم قال: ألا تجيبوني!
ألا تقولوا: أتيتنا ظريدا (1) فآويناك، وأتيتنا خائفا فأمناك،
ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاء والبعير، وتذهبون برسول الله
صلى الله عليه وسلم تدخلون به دور كم، لو أنكم [سلكتم] واديا أو شعبا، والناس
واديا أو شعبا، لسلكت واديكم أو شعبكم، ولولا الهجرة لكنت امرأ
من الأنصار، وإنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني (2).
19919 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن حرام بن
عثمان عن ابني جابر، قال: النقباء كلهم من الأنصار،
سعد بن عبادة، والمنذر بن عمرو من بني ساعدة، وسعد بن خيثمة
النجار، وأسيد بن حضير، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن
رواحة، وأبو الهيثم بن التيهان، وعبد الله بن عمرو أبو جابر بن
.

(1) غير مستبين " ص ".
(2) روى الطبراني معناه في حديث أطول من هذا عن السائب بن زيد، وابن عباس،
راجع الزوائد 10: 32 و 34
64

عبد الله من بني سلمة، والبراء بن معرور من بني سلمة، ورافع بن
مالك الزرقي.
فضائل قريش والأنصار وثقيف
19920 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاووس
عن أبيه قال: وهب رجل للنبي صلى الله عليه وسلم ناقة، فأثابه فلم يرض،
فزاده فلم يرض - حسبت أنه قال: ثلاث مرات فلم يرض، فقال
لنبي صلى الله عليه وسلم: لقد هممت ألا أتهب إلا من قرشي (1)، أو أنصاري، أو ثقفي.
19921 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن عجلان
عن سعيد عن أبي هريرة قال: أو دوسي (2).
19922 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن عمران بن
الحصين، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلان من ثقيف، فقال: ممن
أنتما؟ فقالا: ثقفيان، فقال: ثقيف من إياد، وإياد من ثمود،
فكأن ذلك شق على الرجلين، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك شق
عليهما قال: ما يشق عليكما؟ إنما يجئ الله من ثمود صالحا (3)،
والذين آمنوا معه، فأنتم من ذرية قوم صالحين.
.

(1) كذا في الترمذي في حديث أبي هريرة، وهنا " من قريش ".
(2) أخرجه الترمذي من طريق أيوب عن سعيد المقبري 4: 379.
(3) كذا في " ص " والأظهر " يجئ الله من ثمود يصالح " ويحتمل أن تكون
كلمة " يجئ " مضحفة
65

باب قبائل العجم
19923 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر الجزري عن
يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان
الدين عن الثريا لذهب إليه رجل - أو قال: رجال - من أبناء فارس
حتى يتناولوه (1).
19924 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم رأيت كأني أنعق بغنم سود،
فعارضتها غنم عفر، قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله! قال:
العرب ومن لحق بهم من الأعاجم.
19925 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن صاحب له أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: أسعد العجم بالاسلام فارس (2)، وأشقى العجم بالاسلام
الروم، وأشقى العرب بالاسلام تغلب، والعباد (3).
باب الحرير والديباج، وآنية الذهب والفضة
19926 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
.

(1) أخرجه الشيخان والترمذي في التفسير والمناقب.
(2) في " ص " " فارسي ".
(3) كذا في " ص " ولعل المراد عباد الحيرة، وهم عدة بظون من قبائل شي
نزلوا الحيرة وكانوا نصارى كما في اللباب 2: 111
66

نافع عن الجراح مولى أم حبيبة (1) عن أم سلمة قالت: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الذي يشرب في آنية الفضة إنما يجرجر (2) في
بطنه نار جهنم (3).
19927 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن أبي شيخ الهنائي أن معاوية قال لنفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن جلود النمور أن تركب عليها؟
قالوا: اللهم نعم، قال: وتعلمون أنه نهى عن لباس الذهب
إلا مقطعا "، قالوا: اللهم نعم، قال: وتعلمون أنه نهى عن الشرب
في آنية الذهب والفضة؟ فقالوا: اللهم نعم، قال: وتعلمون
أنه نهى عن المتعة؟ - يعني متعة الحج - قالوا: اللهم لا، قال:
بلى، إنه في هذا الحديث، قالوا: لا.
19928 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة: أن حذيفة
استسقى، فجاءه دهقان (4) بإناء من فضة، فحذفه (5) ثم قال: إني قد
كنت نهيته قبل هذه المرة، ثم أتاني به، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن
لباس الحرير والديباج، وعن الشرب في آنية الذهب والفضة، وقال:
.

(1) هو أبو الجراح، يقول فيه بعض الرواة: الجراح، قال ابن حبان: من قال:
الجراح فقد وهم. وهو من رجال التهذيب.
(2) قال النووي: يلقيها في بطنه بجرع متتابعة، يسمع له جرجرة، وهو الصوت،
لتردده في حلقه.
(3) أخرجه البخاري 10: 77 ومسلم 2: 187 من وجه آخر عن أم سلمة.
(4) كبير القرية.
(5) في رواية وكيع عند أحمد " فحذفه به " وفي الصحيح " فرماه به "
67

دعوهن لهم في الدنيا، وهن لكم في الآخرة (1).
19929 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر قال: رأى عمر بن الخطاب عطاردا يبيع حلة من
ديباج، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني رأيت
عظاردا " يبيع حلة من ديباج فلو اشتريتها ولبستها للرفد، والعيد،
والجمعة، فقال: يلبس الحرير من لا خلاق له - حسبته قال -
في الآخرة، قال: ثم أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلل سيراء من حرير،
فأعطى علي بن أبي طالب حلة، وأعطى أسامة بن زيد حلة،
وبعث إلى عمر بن الخطاب بحلة، وقال لعلي: شققها بين
النساء خمرا، قال: وجاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله! سمعتك قلت فيها ما قلت، ثم أرسلت إلي بحلة، قال:
إني لم أرسل بها إليك لتلبسها، ولكن لتبيعها، قال: وأما أسامة
فلبسها، فراح فيها، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر إليه، فلما رآه
أسامة يحد إليه الطرف، قال: رسول الله! كسوتنيها، قال:
شققها بين النساء خمرا - أو كالذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (2) -.
19930 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن نافع عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال: أحل الذهب والحرير للإناث من أمتي، وحرم على ذكورها.

(1) أخرجه البخاري من وجه آخر في 10: 76.
(2) أصل الحديث أخرجه الشيخان، فالبخاري في 10: 231 وغيره، ومسلم في
2: 188 وأما بهذا السياق فأخرجه مسلم من طريق جرير بن حازم عن نافع 2: 190.
68

19931 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عبد الله
ابن سعيد بن أبي هند عن (1) أبي موسى، قال: رفع النبي
حريرا بيمينه وذهبا بشماله، وقال: أحل لإناث أمتي، وحرم
على ذكورهم.
19932 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
نافع أن ابن عمر كان يحلي بناته الذهب، ويكسو نساءه الإبريسم،
والسيه، سر (2).
19933 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن بنت أبي عمرو قالت: سألنا عائشة عن الحلي
والأقداح المفضضة، فنهتنا عنه، قالت: فأكثرنا عليها، فرخصت لنا
في شئ من المحلي، ولم ترخص لنا في الاقداح المفضضة.
19934 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن
أنس قال: رأيت عمر وهو يعاتب عبد الرحمن بن عوف في قميص
من حرير تحت ثيابه، ومعه الزبير وعليه أيضا " قميص من حرير، فقال:
ألق عنك هذا، قال: فجعل عبد الرحمن يضحك، ويقول: لو
أطعتنا لبست مثله، قال: فنظرت إلى قميص عمر، فرأيت بين
كتفيه أربع رقاع ما يشبه بعضها بعضا.
.

(1) كذا في " ص " " عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى " وقد تقدم آنفا "
أن الراوي عن أبي موسى هو سعيد بن أبي هند " وقد اختلف فيه أيضا على نافع، وقال
أبو حاتم: إن سعيدا " لم يلق أبا موسى، راجع نيل الأوطار.
(2) قد انطمس في أول الكلمة
69

19935 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: سمعت أبا هريرة يقول لابنته: قولي: يا أبي (1)! إن تحلني
الذهب تخش علي حر اللهب.
19936 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن
قال: كان يكره المفضض وإن سقي فيه وشرب (2)، قال: وكان ابن
عمر: إذا سقي فيه كسره.
19937 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: أتاه ابن له وعليه قميص
من حرير، والغلام معجب بقميصه، فلما دنا من عبد الله خرقه، ثم
قال: اذهب إلى أمك، فقل لها، فلتلبسك قميصا " غير هذا.
19938 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن أبا هريرة كان يقول لابنته: لا تلبسي الذهب، فإني أخاف عليك
حر اللهب.
19939 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن هبيرة بن يريم عن علي قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم حلة من حرير،
فكره أن يلبسها، وبعث بها إلي، فلبستها، فرآها علي، فقال: ما
أكره لنفسي شيئا " إلا أنا أكرهه لك، فخرقها بين النساء، قال:
ففعلت ذلك (3).

(1) في " ص " " أما أبي ".
(2) كذا في " ص " ولعل الصواب " وإن سقى فيه شرب ".
(3) أخرجه البخاري من طريق زيد بن وهب في 10: 230 ومسلم من طريق
أبي صالح عن علي، وأخرجه الطحاوي من طريق هبيرة بن يريم.
70

19940 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عمرو
أن عليا أتي ببرذون عليه صفة (1) ديباج، فلما وضع رجله في الركاب
وأخذ بالسرج زلت يده عنه، فقال: ما هذا؟ قالوا: ديباج،
قال: والله لا أركبه.
19941 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أو غيره أن
عبد الرحمن بن عوف شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم القمل، فرخص له في
قميص من حرير تحت الثياب (2).
19942 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
قال: رأيت أنس بن مالك يلبس رايتين من ديباج في فزعة فزعها
الناس.
19943 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هشام بن
عروة عن أبيه قال: كان قباء من ديباج أو سندس حرير بلبسه
في الحرب.
19944 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: رأى
النبي صلى الله عليه وسلم على أم سلمة قرطين من ذهب، فلم ينظر إليها حتى
ألقتهما، قال الزهري: ورأي النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة قلابين (3)
من فضة ملونين بذهب فأمرها أن تلقيهما، وتجعل قلابين (3) من فضة
.

(1) صفة السرج والرحل: ما غشى به ما بين القربوسين، وهما مقدمه ومؤخره.
(2) أخرجه الشيخان، وأخرجه الترمذي من طريق همام عن قتادة 3: 40.
(3) كذا في " ص " وانظر هل الصواب " قلبين "
71

وتصفرهما بزعفران (1).
19945 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: أخبرني أنس بن مالك أنه رأى على زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
برد (2) سيراء من حرير - أو قال: قميص (2) سيراء من حريرا " -.
19946 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن القاسم
ابن محمد عن عائشة أنها كرهت الشراب في الاناء المفضض، قال
أيوب: ورأيت على القاسم ثوبا " فيه علم، يعني حريرا ".
19947 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن
عن أبي هريرة قال: أهلكهن الأحمران، الذهب والزعفران، يعني
النساء.
19948 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن سروش
عن عكرمة بن خالد قال: كان رجل يتعبد، فجاءه الشيطان ليفتنه
فازداد عبادة، فتمثل له برجل، فقال: أصحبك؟ فقال العابد:
نعم، قال: فصحبه، فكان يتخلف عنه ويطيف به، فأنزل
الله ملكا، فلما رآه الشيطان عرفه، ولم يعرفه الانسان، فكان إذا مشى
تخلف الشيطان فمد الملك يده نحو الشيطان فقتله، فقال الرجل:
ما رأيت كاليوم، قتلته وهو من حاله، ثم انطلقا حتى نزلا قربة،
فانزلوهما وضيفوهما، فأخذ الملك منهم إناء من فضة، ثم انطلقا
.

(1) راجع حديث أسماء بنت يزيد بن السكن في مسند أحمد، والحميدي 1: 180
والزوائد 4: 51.
(2) كذا في " ص " ولعل الصواب " بردا " و " قميصا "
72

حتى أمسيا، فنزلا قرية أخرى فلم يبيتوهما، ولم يضيفوهما، فأعطاهم
الملك الاناء، فقال له: أما من أضافنا فأخذت إناءهم، وأما من لم
يضيفنا فأعطيتهم إناء الآخرين، فلن تصحبني، فقال: أما الذي
قتلت فإنه شيطان، أراد أن يفتنك، وأما الذين أخذت منهم الاناء
فإنهم قوم صالحون، فلم يكن ينبغي لهم، وكان هؤلاء قوم فاسقون
فكانوا أحق به، ثم عرج به إلى السماء والرجل ينظر إليه.
19949 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن رجل عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان أن فلانة (1) بنت القاسم وصاحبة لها جاءنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي أيديهما خواتم
تدعوها العرب الفتخ (2)، فسألتاه عن شئ، فأخرجت إحداهما يدها
فرأى النبي صلى الله عليه وسلم بعض تلك الخواتم، فضرب يدها بعسيب معه من
عند الخاتم إلى مسكنها (3)، ثم أعرض عنهما، فقالتا: ما شأنك
تعرض عنا؟ فقال: ومالي لا أعرض عنكما وقد ملاتما أيديكما
جمرا، ثم جئتما تجلسان (4) أمامي، فقامتا فدخلتا على فاطمة فشكنا
إليها ضربة النبي صلى الله عليه وسلم، فأخرجت إليهما فاطمة سلسلة من ذهب،
فقالت: أهداها لي أبو حسن، فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا معه،
ولم تفطن فاطمة لذلك، فسلم من جانب الباب، وكان قبل ذلك
.

(1) أغفلها الحافظ في الإصابة.
(2) غير مستبين في " ص ".
(3) كذا في " ص " ولعل الصواب " منكبها ".
(4) في " ص " " تجلسا "
73

يأتي الباب من قبل وجهه، فاستأذن، فأذن له، وألقت له فاطمة
ثوبا " فجلس عليه وفي يدها أو عنقها تلك السلسة، فقال: أيغرنك
أن يقول الناس: إنك ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي يدك أو عنقك طبق
من نار، وعرمها (1) بلسانه، فهملت عيناها، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم،
فأخبروه خبر الطوق، فقال: الحمد لله الذي أنجى فاطمة من النار.
باب علم الثوب
19950 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن
الخطاب رخص في موضع إصبع، وإصبعين، وثلاث، وأربع، من
أعلام الحرير (2).
19951 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال عمر (1)
لولا أن عمر كره السر (1) لم أر به بأسا، يعني سر (1) الحرير في الثوب.
19952 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال قدم على
.

(1) كذا في " ص ".
(2) أخرجه البخاري من طريق شعبة عن قتادة عن أبي عثمان عن عمر مرفوعا ".
إلا أنه فيه استثناء قدر إصبعين، قال الحافظ: لكن وقع عند أبي داود من طريق حماد
ابن سلمة عن أبي عاصم عن أبي عثمان أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الحرير إلا ما كان هكذا
وهكذا، إصبعين وثلاثة وأربعة، ولمسلم من طريق سويد بن غفلة أن عمر خطب، فذكر
نحوه 10: 222 وراجع " د " ص 560
74

النبي صلى الله عليه وسلم وقد من كندة وعليهم جباب (1) يمانية قد كفوا (2) أكمامها
وجيوبها بالحرير، فسلموا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم مسلمين؟
قالوا: بلى، قال: فما شأن هذا الحرير؟ قال: فنزعوه حينئذ من
أكمامهم وجيوبهم، ثم قالوا النبي صلى الله عليه وسلم: أنتم بني عبد مناف منا،
أنتم بنى آكل المرار - حي من كندة، كان بينهم وبين بني
عبد مناف خلطة في الجاهلية - فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: اذهبوا
إلى عباس وأبي سفيان يناسبوكم (3)، قالوا: لا بل أنت، قال:
فنحن بنو النضر بن كنانة، لا نفقو (4) أمنا ولا ندعي (5) لغير أبينا (6).
19953 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن عمر
كان يكره أعلام الحرير التي في الباب.
باب الخز والعصفر
19954 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عبد العزيز
قال: رأيت على أنس بن مالك ثوبين موردين قد مسهما العصفر.
19955 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة قال:
.

(1) جمع جبة، ووقع في " ص " " جواب " خطأ.
(2) أي خاطو حواشيها بالحرير، وأخطأ ناشروا ابن سعد فأثبتوا " لقو " باللام.
(3) أي يشاركونكم في النسب.
(4) أي لا نتهم ولا نقذف أمنا.
(5) بالبناء للفاعل، وقد ضبطه ناشروا ابن سعد بالبناء للمفعول خطأ.
(6) أخرجه ابن سعد من طريق عبد الواحد بن زياد عن معمر 1: 221
75

كان أبي يلبس ملحفة حمراء صبغت بالعصفر، حتى مات.
19956 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
عائشة بنت سعد قالت: رأيت ستا من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يلبسن
المعصفر.
19957 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن دفرة عن أم سلمة أنها كرهت الثياب المصلبة، يعني
التي تصور فيها الصلب، قال معمر: وأخبرني من رأى على الحسن
كساء مصلبا.
19958 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن زياد
قال: رأيت على أبي هريرة كساء خز أغبر، كساه إياه مروان (1).
19959 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
قال: رأيت على أنس بن مالك جبة خز وكساء خز وأنا أطوف مع
سعيد بن جبير بالبيت، فقال سعيد: لو أدركه السلف لأوجعوه.
19960 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني الحكم
ابن عتيبة قال: رأيت علي شريح مطرفا من خر أخضر وهو يقضي.
19961 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة قال:
رأيت على عبد الله بن الزبير مطرقا من خز أخضر كسته إياه عائشة.
19962 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع قال:
.

(1) أخرجه الطحاوي من طريق عمار بن أبي عمار مولى نبي هاشم أتم من هذا 2:
348 ومن طريق شعبة عن محمد بن زياد مختصرا 2: 349
76

كان ابن عمر يرى بنيه يلبسون الخز فلا يعيب عليهم.
19963 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر قال: أخبرني
وهب بن كيسان قال: رأيت خمسة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يلبسون
الخز: سعد بن أبي وقاص، وابن عمر، وجابر بن عبد الله،
وأبو سعيد، وأبو هريرة (1)، وأنس (2).
19964 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن إبراهيم
ان عبد الله بن حنين عن أبيه عن علي بن أبي طالب قال: نهاني
رسول الله صلى الله عليه وسلم المعصفر (3).
19965 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم على عبد الله (4) بن عمرو بن العاص ثوبين
معصفرين، فقال: أمك ألبستك هذين؟ فقال: نعم يا رسول الله؟
ألا ألقمها (5)، قال: بل حرقهما (6)، قال معمر: وأخبرني يحيى بن
.

(1) كذا في " ص " " أبو سعيد وأبو هريرة " ولعل تقدير الكلام: " وهم سعد
ابن أبي وقاص... الخ ".
(2) هؤلاء ستة، وقد روى الطحاوي من طريق وهب بن جرير عن عبد الله بن
عمر عن وهب بن كيسان قال: " رأيت سعد بن أبي وقاص، وأبا هريرة، وجابر بن
عبد الله، وأنس بن مالك يلبسون الخز " فلم يذكر إلا أربعة.
(3) أخرجه " م " 2: 193 و " د " من طريق المصنف ص 560، وأخرجه
الجماعة.
(4) كذا في مسلم وغيره، وفي " ص " " عبد الرحمن ".
(5) كذا في " ص " وانظر هل الصواب " ألقيهما؟ " وفي مسلم " قلت أغسلهما ".
(6) في مسلم " بل أحرقهما " وفي " ص " " خرقهما " فأثبت بالحاء المهملة لتنفق
مع رواية مسلم، أخرجه مسلم من طريق سليمان الأحول عن طاووس 2: 193
77

أبي كثير أن النبي صلى الله عليه وسلم أحد إليه النظر حين رآهما عليه، وقال:
إن الحمرة من زينة الشيطان، وإن الشيطان يحب الحمرة (1).
19966 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
أن ابن عمر كان يلبس المعصفر بين نسائه.
19967 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن محمد بن
علي بن حسين قال: آخر صلاة صلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملحفة
مورسة.
19968 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع أن
ابن عمر كان يأمر بشئ من زعفران ومشق، فيصبغ به ثوبه،
فيلبسه. قال عبد الرزاق: وربما رأيت معمرا (2) يلبسه.
19969 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل من الأشعريين
عن رجل من أهل الشام يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يبيتن الرجل
وحده في البيت وعليه مجاسد (2)، فإن إبليس أسرع شئ إلى الحمرة،
وإنهم يحبون الحمرة.
19970 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن
الخطاب رأى على رجل ثوبا معصفرا فقال: دعوا هذه البراقات للنساء (4)
.

(1) وصله المنصف في آخر الباب.
(2) في " ص " " معمر ".
(3) جمع مجسد: الثوب المصبوغ بالزعفران.
(4) أخرجه الطبري كما في الفتح 10: 237
78

19971 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم
أن ابن عمر كان يعصفر لبعض نسائه.
قال الزهري: وكانت عائشة تلبس المعصفر.
19972 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن بديل
العقيلي عن العلاء (1) بن عبد الله بن شخير عن سليمان بن صرد الخزاعي
قال: رأى عمر بن الخطاب على رجل ثوبين ممصرين، فقال: ألق
هذين عنك، فقال: يا أمير المؤمنين! أما إني لم ألبسهما قبل يومي
هذا، فقال عمر: قد رأيتهما عليك يوم كذا وكذا، فقال الرجل:
نسيت أستغفر الله، فقال عمر: لعلك أن توهن من عملك ما هو
أشد عليك من هذا.
19973 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني رجل صلى
مع عمر بن عبد العزيز في خلافته، قال: وكان يصلي بنا عليه ملية
له صفراء، يعني ريطة.
19974 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
عن محمد بن إبراهيم التيمي عن خالد بن معدان عن عبد الله بن عمر
أن النبي صلى الله عليه وسلم أحد إلى عبد الله بن عمرو النظر حين رآهما عليه،
وقال له: ألق هذين فإنهما من ثياب الكفار (2).
19975 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن
.

(1) في " ص " " أبي العلى ".
(2) أخرجه مسلم من طريق غير معمر دون قوله " أحد إلى عبد الله النظر "
79

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحمرة من زينة الشيطان، وإن الشيطان يحب
الحمرة (1).
باب شهرة الثياب
19976 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ليث
عن شهر بن حوشب قال: من لبس ثوب شهرة، أو ركب مركب
شهرة، أعرض الله عنه وإن كان عليه كريما (2).
19977 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن رجلا دخل على عمر بن الخطاب وعليه ثوب ملالا (3)، فأمر به
عمر فمزق عليه، فتطاير في أيدي الناس، قال معمر: أحسبه حريرا.
19978 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن طاووس في
الذي يلوي العمامة على رأسه ولا يجعلها تحت ذقنه، قال: تلك
عمة الشيطان.
19979 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن رجل عن ابن
.

(1) أخرجه " ش " مرسلا، قال الحافظ: ووصله أبو علي بن السكين وأبو محمد
ابن عدي، والبيهقي في الشعب من طريق أبي بكر الهذلي عن الحسن عن رافع بن يزيد
الثقفي رفعه، والحديث ضعيف، وبالغ الجوزقاني فقال: إنه باطل، ولم يذكره ابن الجوزي
في الموضوعات فأصاب، قاله في الفتح 10: 237.
(2) أخرجه الطبراني من حديث ابن مسعود، وفيه علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف،
قاله الهيثمي 5: 126.
(3) كذا في " ص " وانظر هل الصواب " يتلألأ "
80

عمر قال: من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ذلا يوم القيامة (1).
باب إسبال الإزار
19980 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن زيد بن
أسلم قال: سمعت ابن عمر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من جر إزاره من الخيلاء لم ينظر [الله] إليه (2).
قال زيد: وقد كان ابن عمر يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه وعليه إزار
يتقعقع (3) - يعني حريرا (4) قال: من هذا؟ قلت: عبد الله، قال:
إن كنت عبد الله فارفع إزارك، قال: فرفعته، قال: زد، قال:
فرفعته حتى بلغ نصف الساق، ثم التفت إلى أبي بكر، فقال: من
جر ثوبه من الخيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقال أبو بكر: إن
إزاري يسترخي أحيانا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لست منهم (5).
19981 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينظر إلى
المسبل، يعني إزاره (6).
.

(1) أخرجه أحمد و " د " وابن ماجة بلفط " يوب مذلة ".
(2) أخرجه مالك والشيخان والترمذي 3: 46 وغيرهم من وجوه عن ابن عمر
(3) أي يسمع له صوت.
(4) كذا في " ص " وليس هذا في الزوائد، ولعل الكلمة مصحفة.
(5) أخرجه أحمد.
(6) أخرجه الشيخان
81

19982 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي
تميمة التيمي (1) قال: جاء إ؟؟ بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أيا تدعو؟
فقال: أدعوك إلى الذي إذا يبست أرضك وأجدبت دعوته فأنبت لك، وأدعوك إلى الذي إذا نزل بك الضر دعوته فكشف عنك،
وأدعوك إلى الذي إذا أضللت ضالة وأنت بأرض فلاة دعوته فرد
عليك ضالتك، قال: فبم تأمرني؟ قال: لا تسب أحدا، ولا تحقرن
شيئا من المعروف، وإذا كلمك أخاك فكلمه ووجهك منبسط إليه،
وإذا استسقاك من دلوك فاصبب له، وإذا اتزرت فليكن إزارك إلى نصف
الساق، إلى الكعبين، وإياك وإسبال الإزار، فإن إبال الإزار من
المخيلة، وإن الله لا يحب المخيلة (2).
19983 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن زياد أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا رجل يتبختر في
حلة معجبا بجمته قد أسبل إزاره خسفت به الأرض، فهو يتجلجل
- أو قال: يهودي - فيها إلى يوم القيامة (3).
19984 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من جر ثوبه من الخيلاء
لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنع النساء
.

(1) كذا في " ص " والصواب " الهيجمي ".
(2) أخرجه أبو داود من ديث جابر بن سليم، روى عنه أبو تميمة الهجيمي.
(3) أخرجه البخاري من حديث ابن عمر
82

يا رسول الله بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، قالت (1): إذا تنكشف
أقدامهن، قال: فيرخينه ذراعا ولا يزدن عليه (2).
19985 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن حفص بن سليمان
عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم أزر فاطمة فأرخاه شبرا، ثم قال: هكذا.
ثم قال: هذه سنة للنساء في ذيولهن (3).
19986 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
شمر بن عطية عن جرير عن رجل من بني أسد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لولا أن فيك اثنتين كنت أنت أنت (4)، قال: إن واحدة لتكفيني،
قال: تسبل إزارك وتوفر شعرك (5)، قال: لا جرم والله لا أفعل (6).
19987 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن جدعان عن أبي
رافع عن أبي هريرة قال: ما تحت الكعبين من الإزار في النار (7).
.

(1) في " ص " " قال " وفي الترمذي " فقالت ".
(2) أخرجه الترمذي 3: 47 من طريق المصنف، وأخرجه النسائي.
(3) أخرجه الترمذي من حديث أم الحسن عن أم سلمة، ورواه بعضهم عن الحسن
عن أمه عن أم سلمة، قاله الترمذي 3: 48. وأخرجه الطبراني من حديث أنس بن مالك
كما في الزوائد 5: 127.
(4) في الزوائد " لكنت أنت الرجل ".
(5) في الزوائد " توفير شعرك وتسبيل إزارك ".
(6) رواه أحمد والطبراني من حديث حريم بن فاتك، وهو الرجل الأسدي، وفي
بعض طرقه أن خريما قال: " لا يجاوز شعري أذني " وفي بعضها " فجز شعره وقصر
إزاره " راج الزوائد 5: 122 و 123.
(7) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا
83

19988 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: الإزار فوق الكعبين والقميص فوق [الإزار]، والرداء فوق القميص.
19989 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن مسلم
أخي الزهري قال: رأيت ابن عمر إزاره إلى أنصاف ساقيه، والقميص
فوق الإزار، والرداء فوق القميص.
19990 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد العزيز بن أبي رواد قال:
أخبرنا عبد الله بن عبيد بن عمير قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
ارفعوا أزركم، ارفعوا، ارفعوا، قال: فرفعوها إلى ركبهم، ثم
قال: اخفضوا، اخفضوا، اخفضوا، فخفضوها إلى أنصاف سوقهم، ثم
قال: إني رأيت الملائكة ولباسهم هكذا، أو أزرهم هكذا.
19991 - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد العزيز أيضا قال: قلت
لنافع: أرأيت قول النبي صلى الله عليه وسلم: ما تحت الكعبين من الإزار في النار،
أمن (1) الإزار أم من القدم؟ قال: وما ذنب الإزار؟
19992 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال: كانت
الشهرة فيما مضى في تذييلها، والشهرة اليوم في تقصيرها.
التنعم والسمن
19993 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
.

(1) في " ص " " أم "
84

قال: جلس إلينا رجل ونحن غلمان، فقال: كتب إلينا عمر بن الخطاب زمن كذا وكذا: أن اتزروا، وارتدوا، وانتعلوا، وقابلوا
النعال (1)، وعليكم بعيش معد، وذروا التنعم، وزي الأعاجم.
وقابلوا النعال: يعني زمامين.
19994 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن
الخطاب كتب إلى أبي موسى: أما بعد، فاتزروا، وارتدوا، وألقوا
السراويلات، وألقوا الخفاف، واحتفوا (2) وانتعلوا، وقابلوا
بينهما، واخشنوا (3)، واخشوشنوا، واخلو لقوا (4)، وتمعددوا (5)
فإنكم معد (6)، وارتموا (7) الاغراض، واقطعوا الركب (8)، وانزوا

(1) أي اعملوا لها قبالا، والقبال: زمام النعل وهو السير الذي يكون بين الإصبعين
(2) أي امشوا حفاة ليغلظ الجسد.
(3) كذا في " ص " وفي غريب الحديث " إخشوشنوا وإخشوشبوا " أولا هما بالنون
وثانيتهما بالموحدة، قال أبو عبيد: إخشوشنوا هو من الخشوفة في اللباس والمطعم،
واخشوشبوا أيضا شبيه به، وهو من الغلظ وابتذال النفس في العمل، والاحتفاء في المشي
ليغلظ الجسد.
(4) أخلو لق الثوب: بلي.
(5) كذا في غريب الحديث، والنهاية، و
إزالة الخفاء، والفتح، وغير ذلك، وفي
" ص " " تمعدوا " قال أبو عبيد: يقال: هو من الغلظ أيضا، يقال: تمعدد الغلام، إذا شب
وغلظ، ويقال: تمعدوا: تشبهوا بعيش معد وكانوا أهل قشف وغلظ في المعاش، يقول:
كونوا مثلهم، ودعوا التنعم وزي العجم 3: 327.
(6) عندي هنا سقط، والصواب " فإنكم بنو معد " أو " من معد ".
(7) كذا في " ص " وفي إزالة الخفاء معزوا للبغوي: " وارمو الاغراض " ص 207
وكذا في الفتح معزوا " للإسماعيلي. وارتمى الصيد: رماه، وأيضا ارتميا: تراميا.
(8) كذا في " ص ". وفي إزالة الخفاء معزوا " للبغوي " وأعطوا الركب أسنتها "
قال أبو عبيد: إن كانت اللفظة محفوظة فكأنها جمع الاستان، يقال لما تأكله الإبل وترعاه
من العشب سن، وجمعه أسنان ثم أسنة. وقال غيره: الأسنة جمع السنان، تقول العرب:
الحمض يسن الإبل على الخلة، أي يقويها كما يقوي السن حد السكين، فالحمض سنان
لها على رعي الخلة، والسنان الاسم وهو القوة، واستصوب الأزهري القولين. والركب
جمع ركاب وهي الرواحل من الإبل، والمعنى أعطوا الرواحل مرعاها ومكنوها من
الرعي، أو أعطوا الرواحل ما يقويها على الخلة.
وأما قوله: " اقطعوا الركب " فتابع معمرا " عليه شعبة عند الإسماعيلي كما في الفتح
10: 221 وهكذا نقله النووي من مسند أبي عوانة، راجع شرح مسلم له 2: 191 ولم
أجد من تعرض لشرحه، ومعناه عندي - والله أعلم - أن " اقطعوا الركب التي تعلق في
السروج ليجعل الراكبون فيها أرجلهم، وانزوا على الخيل نزوا "، ولا تستعينوا في ركوب
الخيل بالركب.
85

على ظهور الخيل نزوا "، واستقبلوا بوجوهكم الشمس، فإنها حمامات
العرب، وإياكم وزي الأعاجم وتنعمهم (1)، وعليكم بلبسة أبيكم
إسماعيل (2).
19995 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: رأى عمر بن الخطاب يزيد بن أبي سفيان كاشفا " عن بطنه،
فرأى جلدة نقية، فرفع عليه الدرة، وقال: أجلدة كافر؟ فقيل له:
.

(1) في " ص " " تنعيمهم ".
(2) أخرجه البغوي عن أبي عثمان النهدي كما في إزالة الخفاء ص 138 و 207
وأخرجه الإسماعيلي من طريق شعبة عن قتادة عن أبي عثمان، وحديث أبي
عثمان هذا عن كتاب عمر رواه الشيخان، إلا أنهما حذفا أوله، وأورده
الإسماعيلي تاما "، لكن مسلما " أورد بعض أجزائه راجع الفتح 10: 221. ورواه
لحارث بن أبي أسامة تاما في مسنده 2: 47 وكذا " هق " 10: 14. وقد روى الطبراني
وغيره من حديث القعقاع بن أبي حدرد مرفوعا " " تمعددوا، واخشوشنوا، وامشوا حفاة "
ذكره ابن حجر في الإصابة، وروى من حديث عبد الله بن أبي حدرد أيضا "، وقد ذكره
الهيثمي عن أبي حدرد 5: 136
86

إن أرض الشام أرض طيبة العيش، فسكت (1).
19996 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: خير أمتي القرن الذين بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم،
ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب، فيحلفون ولا يستحلفون،
ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويفشو فيهم السن (2).
19997 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان عن
ميمون بن مهران قال: دعي ابن مسعود فقرب له ثريد فأكل، ثم
قرب له شواء فأكل، ثم قرب له فاكهة فأكل، ثم قرب له دالحرح (3)
فقال: قربتم لنا ثريدا " فأكلنا، ثم قربتم لنا شواء فأكلنا، ثم
قربتم فاكهة فأكلنا، ثم أتيتم بهذا؟ أهل رياء! فلم يأكله.
19998 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب أو غيره عن
حميد بن هلال قال: دخل عبيد الله بن عمر على أخيه عبد الله فقرب
له ثريدا " عليه لحم، فقال عبيد الله: ما أنا بآكله حتى تجعلوا فيه
سمنا "، فقال عبد الله: أما علمت أن أباك قد نهى عن ذلك؟ فقال
القوم: أطعم أخاك، قال: فصنع فيه سمنا "، فبينا هم على ذلك
دخل عمر، فأهوى بيده فأكل لقمة، ثم رفع رأسه فنظر في وجوه
.

(1) أخرجه ابن المبارك بشئ من الاختصار، ص 203 رقم: 577.
(2) أخرج الشيخان والترمذي قريبا " منه من حديث ابن مسعود، راجع الترمذي
4: 359 والترمذي من حديث عمران بن حصين 3: 256 وهو أيضا " من حديث عمر
ابن الخطاب 3: 207.
(3) كذا في " ص " " دا لحرح "
87

القوم، ثم رفع الدرة فضرب عبيد الله، ثم أراد أن يضرب الجارية،
فقالت: ما ذنبي؟ أنا مأمورة، فخرج ولم يقل لعبد الله شيئا ".
باب الريح والغيث
19999 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
القاسم بن محمد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الغيث قال:
اللهم صيبا " هنيئا " (1).
20000 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبيد الله عن القاسم
عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الغيث قال: اللهم
صيبا " سيبا " (2) هنيئا ".
20001 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة تغير وجهه، [وخرج] (3)
ودخل، وأقبل وأدبر، فإذا مطرت سري عنه، فذكرت ذلك
كله له، فقال: ما أمنت أن تكون كما قال الله: * (فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم - إلى قوله - فيها عذاب أليم) * (4) (5).
.

(1) أصل الحديث أخرجه البخاري، ولفظه: " صيبا نافعا " وأخرج النسائي في
" عمل يوم وليلة " بلفظ " صيبا هنيئا " قاله الحافظ.
(2) السيب: العطاء، ويحتمل أن يكون أراد سائبا، أي جاريا " كما في النهاية.
(3) استدركته من الصحيحين.
(4) سورة الأحقاف، الآية: 24.
(5) أخرجه الشيخان
88

20002 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور (1).
20003 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن حبان بن
عمير العبسي أن ابن عباس قال: ما راحت جنوب قط إلا سال في واد رأيتموه أو لم تروه.
20004 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: حدثني
ثابت بن قيس أن أبا هريرة قال: أخذت الناس ريح بطريق مكة،
وعمر بن الخطاب حاج، فاشتدت عليهم، فقال عمر لمن حوله: من
يحدثنا عن الريح؟ فلم يرجعوا إليه شيئا، قال: فبلغني الذي
سأل عنه عمر من ذلك، فاستحثثت راحلتي حتى أدركته، فقلت:
يا أمير المؤمنين! إنك سألت عن الريح، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب، فإذا
رأيتموها فلا تسبوها، وسلوا الله خيرها، واستعيذوا به من شرها (2).
باب ما يقال إذا سمع الرعد
20005 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أنه كان إذا سمع الرعد قال: سبحان من سبحت له.
20006 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر الجزري أنه
.

(1) أخرجه الشيخان من حديث ابن عباس.
(2) أخرجه أبو داود من طريق المصنف باختصار القصة ص 695
89

بلغه عن حذيفة أنه كان إذا سمع الرعد قال: اللهم لا تسلط علينا
سخطك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك (1).
باب اتباع البصر النجم
20007 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن
سيرين قال: تعشى أبو قتادة فوق طهر بيت لنا فرمي بنجم، فنظرنا
إليه، فقال: لا تتبعوه أبصاركم فإنه قد نهينا عن ذلك.
باب مسألة الناس
20008 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هارون
ابن رئاب عن كنانة العدوي قال: كنت جالسا عند قبيصة بن مخارق
إذ جاءه نفر من قومه يستعينونه في نكاح رجل منهم، فأبى أن
يعطيهم شيئا، فانطلقوا من عنده، قال كنانة: فقلت له: أنت
سيد وأتوك يسألونك فلم تعطهم شيئا، قال: أما في هذا [فلا] (2)،
وسأخبرك عن ذلك، إني تحملت بحمالة في قومي، فأتيت رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله! إني تحملت بحمالة في قومي وأتيتك
لتعينني فيها، قال: بل نحمله عنك يا قبيصة! ونؤديها إليهم من
.

(1) أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر إلا أن أوله " اللهم لا ثقتلنا بغضبك " 4:
245.
(2) زدته ظنا " مني أنه سقط من " ص "
90

الصدقة، ثم قال: يا قبيصة! إن المسألة حرمت إلا في إحدى ثلاث:
في رجل أصابته جائحة فاجتاحت ماله، فيسأل حتى يصيب قواما من
عيشه ثم يمسك، وفي رجل أصابته حاجة حتى شهد له ثلاثة نفر من
ذوي الحجى من قومه أن المسألة قد حلت له، فيسأل حتى يصيب
قواما من العيش ثم يمسك، وفي رجل تحمل بحمالة فيسأل حتى إذا
بلغ أمسك، وما كان غير ذلك فإنه سحت، يأكله صاحبه سحتا (1).
20009 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان
عن أبي العالية عن ثوبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من يتكفل لي ألا
يسأل شيئا، وأتكفل له بالجنة؟ قال ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أنا، قال: فكان يعلم أن ثوبان لا يسأل أحدا شيئا (2).
قال معمر: وبلغني أن عائشة كانت تقول: تعاهدوا ثوبان فإنه
لا يسأل أحدا شيئا، قال: وكانت تسقط منه العصا أو السوط فما
يسأل أحدا أن يناوله إياه، حتى ينزل فيأخذه.
20010 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لان يأخذ أحدكم أحبله فيحتطب على
ظهره خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه (3).
.

(1) أخرجه مسلم من طريق حماد بن زيد عن هارون بن رئاب دون قصة الاستعانة
في النكاح 1: 334.
(2) حديث ثوبان أخرجه النسائي وابن ماجة و " د ".
(3) أخرجه البخاري من حديث الزبير بن عوام، وحديث أبي هريرة في أبواب
الزكاة
91

20011 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له - أو عنده - أوقية أو عدلها ثم سأل،
فقد سألهم إلحافا " (1).
20012 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن مسلم
أخي الزهري عن حمزة (2) بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه
مزعة لحم (3).
20013 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لان يأخذ أحدكم حبلا فيحطب (4) على ظهره
خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه (5)، فإن مسألة الغني
خدوش في وجهه يوم القيامة (6).
20014 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عطاء
ابن يزيد الليثي عن أبي سعيد الخدري قال: جاء ناس من الأنصار
فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، قال: فجعل لا يسأله أحد منهم

(1) أخرجه " د " من طريق مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن رجل من
بني أسد ص 229 وأخرج نحوه من حديث أبي سعيد ص 230.
(2) في " ص " " حضرة " خطأ.
(3) مزعة بضم الميم وإسكان الزاي: قطعة، والحديث أخرجه مسلم من طريق
عبد الاعلى وغيره عن معمر 1: 333 وأخرجه البخاري أيضا.
(4) كذا هنا، وقد تقدم " فيحتطب ".
(5) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة، وتقدم أن البخاري أخرجه من حديث
الزبير.
(6) روى الترمذي نحوه من حديث حبشي بن جنادة و " د " من حديث سمرة.
92

إلا أعطاه حتى نفد ما عنده، ثم قال لهم حين أنفق كل شئ عنده:
ما يكن عندنا من خير فلن ندخره عنكم، وإنه من يستعفف يعفه
الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر الله، ولن تعطوا
عطاء خيرا وأوسع من الصبر (1).
20015 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن
رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه، فقيل: إنه غني، فقال: ما
أخذ إلا قطعة من النار، قالوا: يا رسول الله! أفتقطع لنا النار وأنت
تعلم ذلك، قال: إن ذلك أحب إلي من أن أعصي ربي.
20016 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يرويه
قال: مسألة الغني شين في وجهه يوم القيامة (2).
20017 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: أعطوا السائل وإن جاء على فرس (3).
20018 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بهز بن حكيم عن
أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله! إنا نتسأل أموالنا بيننا،
فقال: نعم، يسأل الرجل في الفتن تكون بينه وبين قومه، فإذا
.

(1) أخرجه " خ " و " د " من طريق مالك عن الزهري، ومسلم 1: 337 وأخرجه
مسلم بن طريق المصنف أيضا.
(2) أخرجه أحمد والبزار من حديث عمران بن حصين مرفوعا كما في الزوائد
3: 96.
(3) روى " د " من حديث حسين بن علي مرفوعا " للسائل حق وإن جاء على فرس "
ص 235 ورواه الطبراني من حديث الهرماس بن زياد كما في الزوائد 3: 101
93

بلغ أو كرب أمسك (1).
20019 - أخبرنا عبد الرزاق [عن معمر] عن زيد بن أسلم عن
رجل من الأنصار عن أمه قال: كانت لا ترد سائلا بما كان، فكانت
تعطيه من سويقها، ومما كان معها، لها: لم تتكلفين هذا إذا
لم تكن عندك؟ قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تردوا
السائل ولو بظلف محرق (2).
20020 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تردوا
السائل ولو بظلف محترقة (3).
20021 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: بلغني أن رجلا
جاء إلى أبي ذر فسأله، فأعطاه شيئا، فقيل له: إنه غني، قال: إنه
سأل وإن للسائل وإن يكن ما تقولون حقا، فليتمنين يوم القيامة أن
في يده رضفة مكانها.
20022 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان
عن ميمون بن مهران، قال: أخبرني من كان عند عمر بن الخطاب
فجاءته امرأة تسأله فقال لها: إن كان عندك عدل أوقية فلا تحل

(1) رجل أحمد كما: في الزوائد 3: 100.
(2) روى " د " من حديث أم بجيد مرفوعا " إن لم تجدي شيئا تعطيه إياه إلا ظلفا
محرقا فادفعيه إليه في يده " ص: 235.
(3) في كذا في " ص ": هنا.
94

لك الصدقة، فقالت: بعيري هذا خير من أوقية، قال: فلا أدري
أعطاها أم لا.
20023 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان عمن
سمع عكرمة يقول: إذا جاءك سائل فأمرت له بكسرة، فسبقك فدهب،
فاعزلها، لا تأكلها حتى تصدق بها، قال معمر: ولا أعلم ابن طاووس
إلا قد أخبرني عن أبيه مثل ذلك.
20024 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أوصى
قيس بن عاصم بنيه، فقال: عليكم بجمع هذا المال واصطناعه، فإنه
منبهة للكريم، ويستغنى به عن اللئيم، إذا أنا مت فسودوا أكبركم،
فإن القوم إذا سودوا أكبرهم خلفوا أباهم، وإذا سودوا أصغرهم أزرى
ذلك بأحسابهم (1)، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء، إذا أنا مت
فغيبوا قبري من بكر بن وائل، فإني كنت أهاوسهم - أو قال:
أناوشهم - في الجاهلية (2).
20025 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن خليد
العصري قال: تلقى عفيفا سؤلا، وتلقاه ذليلا عزيزا، أحسن
الناس معونة، وأهون الناس مؤونة.
20026 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر.
أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطيها.
قالت: فعدني يا رسول الله، فقال رسول.
.

(1) في " ص " " بإحسانهم ".
(2) أخرجه أحمد
95

20027 - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتين، والأكلة
والأكلتين، ولكن المسكين الذي لا يسأل ولا يعلم مكانه فيتصدق
عليه (1). قال معمر: وقال الزهري: فذلك المحروم (2).
باب أصحاب الأموال
20028 - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد
الخدري قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إذا قال: إن مما أتخوف
عليكم إذا فتحت لكم زهرات الدنيا وزينتها، فتنافسوها كما تنافسها
من كان قبلكم، فتهلككم كما أهلكتم، فقام إليه رجل كالاعرابي
فقال: يا رسول الله! وهل يأتي الخير بالشر؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
ساعة حتى ظننا أنه أوحي إليه، ثم قال: وهو يمسح الرحضاء عن
جبينه: أين السائل؟ إن الخير لا يأتي إلا بالخير، وإن مما ينبت
الربيع يقتل أو يلم، إلا آكلة الخضراء، أكلت حتى انتفخت خاصرتاها،
ثم استقبلت عين الشمس، فبالت وثلطت، ونعم الصاحب المال
لمن أعطى منه المسكين والفقير وذا القربى، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(20029) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن صاحب له أن أبا

(1) أخرجه (د) من طريق عبد الواحد بن زياد عن معمر عن الزهري عن أبي
سلمة عن أبي ومن حديث أبي صالح عن أبي هريرة أيضا ص 230.
(2) ذكره (د) تعليقا ص 231.
96

الدرداء كتب إلى سلمان: أن يا أخي! اغتنم صحتك وفراغك قبل أن
ينزل بك من البلاء ما لا يستطيع العباد رده، واغتنم دعوة المبتلى،
ويا أخي! ليكن المسجد بيتك، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن المسجد بيت كل تقي، وقد ضمن الله لمن كانت المساجد بيوتهم
بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله، ويا أخي!
ارحم اليتيم، وأدنه منك، وامسح برأسه وأطعمه من طعامك، فإني سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل يشكو قسوة قلبه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أتحب أن يلين قلبك؟ قال: نعم، قال: فأدن اليتيم إليك،
وامسح برأسه، وأطعمه من طعامك فإن ذلك يلين قلبك، وتقدر على
حاجتك، ويا أخي! لا تجمع ما لا تستطيع شكره، فإني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: يجاء بصاحب الدنيا يوم القيامة الذي أطاع الله فيها،
هو بين يدي ماله، وماله خلفه، فكلما تكفأ به الصراط قال له:
امض فقد أديت الحق الذي عليك، قال: ويجاء بالآخر الذي
لم يطع الله فيه، وما له بين كتفيه، فيعثره ما له ويقول: ويلك، هلا عملت
بطاعة الله في مالك، فلا يزال كذلك يدعو (1) بالويل والثبور،
ويا أخي! إني حدثت أنك اشتريت خادما، وإني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال العبد من الله وهو منه ما لم يخدم، فإذا خدم
وجب عليه الحساب، وإن أم الدرداء سألتني خادما - وأنا يومئذ
موسر - فكرهت ذلك لها، خشيت من الحساب، ويا أخي! من لي
ولك بأن نوافي يوم القيامة ولا نخاف حسابا، ويا أخي! لا تغترن (2)

(1) في الجلية (حتى يدعو).
(2) كذا في الحلية، وفي (ص) (لا تعتذر).
97

بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنا قد عشنا بعده دهرا طويلا، والله أعلم
بالذي أصبنا بعده (1).
(20030) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بقوم يتذاكرون، فقال: ما كنتم تذاكرون؟
قالوا: كنا نتذاكر الدنيا وهمومها، ونخشى الفقر، فقال: لأنا
للغنى أخوف عليكم مني للفقر، قالوا: يا رسول الله! وهل يأتي
الخير بالشر؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أو خير هو؟.
(20031) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: يجاء يوم القيامة بالمال وصاحبه فيتحاجان، فيقول صاحب المال:
أليس قد جمعتك في يوم كذا؟ وفي ساعة كذا؟ فيقول له المال:
قد قضيت بي حاجة كذا، وأنفقتني في كذا، فيقول صاحب المال:
إن هذا الذي تعدد علي حبال أوثق بها، فيقول المال: فأنا حلت
بينك وبين أن تصنع بي ما أمرك الله.
(20032) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
رفع الحديث إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أعطى فضل ماله فهو خير له
ومن منع ذلك فهو شر له، ولا يلوم الله على الكفاف (2).

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق بشر بن الحكم عن المصنف 1: 214
(2) أخرجه الترمذي من حديث أبي أمامة مرفوعا، ولفظه: (يا ابن آدم إنك
أن تبذل الفضل خير لك، وأن تمسكه شر لك، ولا تلام على كفاف، وابدأ بمن تعول
واليد العليا خير من اليد السفلى) 3: 268 وأخرجه مسلم؟ أيضا 1: 332.
98

باب جوامع الكلام وغيره
(20033) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت
بالرعب، وأعطيت جوامع الكلام (1)، وبينا أنا نائم إذ جئ بمفاتيح
خزائن الأرض فوضعت في يدي، قال أبو هريرة: لقد ذهب رسول
الله صلى الله عليه وسلم وأنتم تنتثلونها (2).
(20034) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت بالرعب، وأعطيت جوامع الكلام،
وأعطيت الخزائن، وخيرت بين أن أبقى حتى أرى ما يفتح على
أمتي وبين التعجيل، فاخترت التعجيل.
(20035) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو كان عندي مثل أحد ذهبا لأحببت
أن لا يمر بي ثلاث وعندي منه شئ، إلا شئ أرصده لدين (3).
باب الديوان
(20036) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن إبراهيم

(1) في مسلم (جوامع الكلم) وهي ما جمع فيه المعاني الكثيرة بالألفاظ اليسيرة.
(2) أخرجه مسلم من طريق المصنف ومن وجوه أخر 1: 200، وتنتثلون
أي تستخرجون ما فيها.
(3) أخرجه البخاري من حديث أبي ذر في حديث طويل 11: 207 وفي غير هذا
الموضع أيضا.
99

ابن عبد الرحمن بن عوف قال: لما أتي عمر بكنوز كسرى، قال له
عبد الله بن الأرقم الزهري: ألا تجعلها في بيت المال حتى تقسمها؟
قال: لا يظلها سقف حتى أمضيها، فأمر بها فوضعت في صرح
المسجد، فباتوا يحرسونها، فلما أصبح أمر بها فكشف عنها، فرأى
فيها من الحمراء والبيضاء ما يكاد يتلألأ منه البصر، قال: فبكى
عمر، فقال له عبد الرحمن بن عوف: ما يبكيك يا أمير المؤمنين!
فوالله إن كان هذا ليوم شكر، ويوم سرور، ويوم فرح، فقال عمر:
كلا إن هذا لم يعطه قوم إلا ألقي بينهم العداوة والبغضاء، ثم قال:
أنكيل لهم بالصاع أم نحثو؟ فقال علي: بل احثوا لهم، ثم دعا
حسن بن علي أول الناس فحثا له، ثم دعا حسينا، ثم أعطى الناس.
ودون (1) الدواوين، وفرض للمهاجرين لكل رجل منهم خمسة آلاف
درهم في كل سنة، وللأنصار لكل رجل منهم أربعة آلاف درهم،
وفرض لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لكل امرأة منهن اثني عشر ألف درهم
إلا صفية وجويرية، فرض لك واحدة منهما ستة آلاف درهم (2)
(20037) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وقتادة قالا:
فرض عمر لأهل بدر للمهاجرين منهم لكل رجل منهم ستة آلاف درهم (3).

(1) هذا هو الصواب وفي (ص) (ديون الدواوين).
(2) راجع ما في (هق) 6: 350 عن أبي هريرة، وأما هذا فأخرجه ابن المبارك و (ش) والخرائطي كما في الكنز 2: 321، قلت: هو في كتاب الزهد لابن المبارك مختصرا
ص 265، رقم: 768.
(3) في الصحيح أنه فرض لأهل بدر خمسة آلاف، ونحوه في (هق) 6: 350
وفي (هق) في رواية أخرى خمسة آلاف للمهاجري، وأربعة آلاف للأنصاري 6: 349.
100

(20038) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: انكسرت
قلوص من إبل الصدقة فجفنها (1) عمر ودعا الناس (2) عليها، فقال
له العباس: لو كنت تصنع بنا هكذا، فقال عمر: إنا والله ما وجدنا
لهذا المال سبيلا، إلا أن يؤخذ من حق، ويوضع في حق، ولا يمنع
من حق (3).
(20039) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن مالك
ابن أوس بن الحدثان أنه سمع عمر بن الخطاب يقول: ما على وجه
الأرض مسلم إلا له في هذا الفئ حق إلا ما ملكت أيمانكم.
(20040) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة
ابن خالد عن مالك بن أوس بن الحدثان قال: قرأ عمر (إنما الصدقات
للفقراء - و، و، حتى بلغ - عليم حكيم) (4) ثم قال: هذه لهؤلاء، ثم قرأ
(واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه - حتى بلغ - وابن السبيل) (5)
ثم قال: هذه لهؤلاء، ثم قرأ (ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى
- حتى بلغ - والذين جاءوا من بعدهم) (6) ثم قال: هذه

(1) في (ص) غير منقوط والمعنى أطعمها في الجفان، وأنشد ابن الاعرابي:
يا رب شيخ فيهم عنين * عن الطعان وعن التجفين
ذكره الزمخشري في الفائق 1: 102 وابن الأثير دون الاستشهاد 1: 196.
(2) هذا هو الصواب عندي، وفي (ص) (عطرود على الناس).
(3) راجع ما في الكنز عن ابن المسيب معزوا لابن سعد ومسدد و (كر) 6: 331
ولفظه: (فنحرها).
(4) سورة التوبة، الآية 60.
(5) سورة الأنفال، الآية: 41
(6) سورة الحشر، الآية: 7 - 10
101

استوعبت المسلمين عامة، فلئن عشت ليأتين الراعي وهو بسرور (1)
حمير نصيبه منها، لم يعرق فيها حبينه (2).
(20041) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
ابن الزبير، وسعيد بن المسيب، وعن هشام عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم
أعطى حكيم بن حزام دون ما أعطى أصحابه، فقال حكيم: يا رسول
الله! ما كنت أظن أن تقصر بي دون أحد، فزاده النبي صلى الله عليه وسلم،
ثم استزاده فزاده حتى رضي، فقال: يا رسول الله! أي (3) عطيتك
خير؟ قال: الأولى، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا حكيم بن حزام!
إن [هذا] (4) المال خضرة حلوة، فمن أخذه بسخاوة نفس وحسن
أكلة (5) بورك له فيه ومن أخذه بإشراف نفس وسوء أكلة (5) لم يبارك
له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد
السفلى، قال: ومنك يا رسول الله؟ قال: ومني، قال: والذي
بعثك بالحق لا أرزأ بعدك أحدا شيئا، فلم يقبل عطاء ولا ديوانا
حتى، مات، فكان عمر يدعوه بعد ذلك ليأخذ منه فيأبى، فيقول

(1) كذا في (ص) وفي الكنز معزوا لأبي عبيد (بسروات حمير) في رواية،
وفي أخرى (بسرو حمير) قال أبو عبيد: السرو: ما انحدر من حزونة الجبل، وارتفع
عن منحدر الوادي فما بينهما سرو، قال الأصمعي: هو الخيف، راجع غريب الحديث
3: 268.
(2) الكنز معزوا لأبي عبيد وابن سعد 2: 317 مختصرا، وفيه معزوا ل‍ (عب)
وأبي عبيد بتمامه 2: 320.
(3) في (ص) (أفي).
(4) كذا في الصحيح.
(5) هاتان اللفظتان من زيادات هذا الطريق.
102

عمر: اللهم إني أشهدك على حكيم بن حزام أني أدعوه إلى حقه من هذا
المال فيأبى، وإني أبرأ إلى الله منه، فقال حكيم: والله لا أرزأك ولا
غيرك شيئا أبدا (1)، قال: فمات حين مات وإنه لمن أكثر قريش
مالا (2).
(20042) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: حدثني جعفر
ابن برقان عن ميمون بن مهران قال: دعاني محمد بن مروان إلى أن
يكتبني في الديوان، فأبيت، فقال لي: أما تكره أن لا يكون لك
في المسلمين سهم؟ قال: قلت: إن لي في المسلمين سهما، وإن لم
أكن في الديوان، قال: فهل تعلم أحدا من السلف لم يكن في الديوان؟
قال: قلت: نعم، قال: من هو؟ قلت: حكيم بن حزام.
(20043) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه قال: محا الزبير نفسه من الديوان حين قتل عمر، ومحا عبد الله
ابن الزبير نفسه حين قتل عثمان.
(20044) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن
عطاء بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عمر بشئ ألا فرده وقال:
يا رسول الله! أليس قد أخبرتنا أن خيرا لاحدنا ألا يأخذ لاحد
شيئا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما ذلك عن مسألة، وأما ما كان عن غير

(1) أخرجه البخاري من طريق يونس عن الزهري 3: 215 وفي طريق معمر
زيادات يسيرة.
(2) أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده من طريق معمر، قاله الحافظ في الفتح
3: 216.
103

مسألة فإنما هو رزق رزقكه الله، قال: والذي بعثك بالحق لا أسأل
أحدا شيئا، ولا يأتيني من مسألة إلا أخذته.
(20045) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب
ابن يزيد قال: لقي عمر بن الخطاب عبد الله بن السعدي فقال: ألم
أحدث أنك تلي العمل من أعمال المسلمين، ثم تعطى عمالتك فلا تقبلها؟
قال: إني بخير، ولي رقيق وأفراس، وأنا غني عنها، وأحب
أن يكون عملي صدقة على المسلمين، فقال عمر: لا تفعل فإن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يعطيني العطايا، فأقول: يا نبي الله! أعطه غيري،
حتى أعطاني مرة، فقلت: يا نبي الله! أعطه غيري، فقال: خذه
يا عمر، فإما أن تتموله، وإما أن تصدق به، وما آتاك الله من هذا
المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، ومالا فلا تتبعه نفسك (1).
(20046) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
عن الأحنف بن قيس قال: كنا جلوسا عند باب عمر، فخرجت علينا
جارية فقلنا: هذه سرية أمير المؤمنين، فقالت: والله ما أنا بسرية، وما أحل له، وإني لمن مال الله، قال: ثم دخلت، فخرج علينا عمر،
فقال: ما ترونه يحل لي من مال الله؟ - أو قال: من هذا المال -
قال: قلنا: أمير المؤمنين أعلم بذلك منا، قال: - حسبته قال: - ثم
سألنا فقلنا له مثل قولنا الأول، فقال: إن شئتم أخبرتكم ما

(1) أخرجه البخاري في الاحكام، وأخرجه في الزكاة بنحو من الاختصار
2: 217
104

أستحل منه، ما أحج (1) واعتمر عليه من الظهر، وحلتي في الشتاء،
وحلتي في الصيف، وقوت عيالي شبعهم وسهمي في المسلمين، فإنما أنا
رجل من المسلمين، قال معمر: وإنما كان الذي يحج عليه ويعتمر
بعيرا واحدا (2).
(20047) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: لقي عمر بن الخطاب ذا قرابة له، فعرض لعمر أن يعطيه من
المال، فانتهره عمر وزبره، فانطلق الرجل، ثم لقيه عمر بعد، فقال
له: أجئتني لأعطيك ما الله؟ ماذا أقول لله إذا لقيته ملكا خائنا؟
أفلا كنت سألتني من مالي، فأعطاه من ماله مالا كثيرا - قال:
حسبت أنه قال: - عشرة آلاف درهم (3).
(20048) - أخبرنا عبد الرزاق عم معمر عن الزهري قال: لما
استخلف أبو بكر قال: قد علم قومي أن حرفتي لم تكن لتعجز عن
مؤونة أهلي، وقد شغلت في أمور المسلمين فسأتحرف للمسلمين في
أمور (4) وسيأكل آل أبي بكر من هذا المال (5).
(20049) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عمر بن محمد عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال: لما

(1) في الكنز (أستحل منه حلتين... وما يسعني لحجي وعمرتي).
(2) أخرجه أبو عبيد في الأموال (ص) (ش) وابن سعد (ق) كذا في
الكنز 2: 315.
(3) أخرجه ابن سعد، وابن جرير، وابن عساكر كما في الكنز 2: 317.
(4) لفظ البخاري (واحترف للمسلمين فيه).
(5) أخرجه البخاري من طريق يونس عن الزهري 4: 212.
105

قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين الاعراب يسألون، فألجؤوه
إلى سمرة، فخطفت رداءه وهو على راحلته، فقال: ردوا علي ردائي،
أتخشون علي البخل؟ فوالله لو كان لي عدد هذه العضاه نعما لقسمته
بينكم، ثم لا تجدوني بخيلا، ولا جبانا، ولا كذابا (1).
باب الصدقة
(20050) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
القاسم بن محمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن العبد إذا
تصدق بطيب تقبلها الله منه، وأخذها بيمينه، ورباها كما يربي
أحدكم مهره أو فصليه، وإن الرجل ليتصدق باللقمة فتربو في يد
الله - أو قال: في كف الله - حتى تكون مثل الجبل، فتصدقوا (2).
(20051) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
الحارث عن علي قال: جاء ثلاثة نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم:
كانت لي مئة أوقية فأنفقت منها عشر أواق، وقال الآخر: كانت لي
مائة دينار فتصدقت منها بعشرة دنانير، وقال الآخر: كانت لي
عشرة دنانير فتصدقت منها بدينار، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنتم في

(1) أخرجه البخاري.
(2) أخرجه الشيخان، وأخرجه الترمذي من طريق سعيد بن يسار عن أبي هريرة
2: 22 وأخرجه الترمذي من طريق عباد بن منصور عن القاسم بن محمد بزيادة. والمهر
بالضم: ولد الفرس. والفصيل: ولد الناقة إذا فصل عن أمه. وقوله: تربو أي تزيد.
106

الاجر سواء، كل إنسان منكم تصدق بعشر ماله (1).
باب النفقة في سبيل الله
(20052) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنفق
زوجين من ماله دعي من أبواب الجنة، والجنة أبواب، فمن كان
من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي
من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان،
قال: فقال أبو بكر: والله يا رسول الله! ما على أحد من ضرورة أن
يدخل من أيها دعي، فهل يدعى منها كلها أحد يا رسول الله! قال:
نعم، وإني لأرجو أن تكون منهم (2).
(20053) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
ما شئ أجهد على الرجل من ماله أنفقه في حق، أو صلاة من جوف
الليل.
(20054) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي
عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: إنه أبدع بي (3) فاحملني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

(1) أخرجه أحمد والبزار، قاله الهيثمي 3: 111.
(2) أخرجه البخاري من طريق مالك في الصيام 4: 79 ومن طريق شعيب عن
الزهري في فضائل أبي بكر.
(3) أي انقطع راحلتي بي. و (أبدع) بالبناء للمفعول.
107

ما عندي شئ ولكن ايت فلانا فاسأله فلعله أن يحملك، فذهب إليه
فحمله، ثم مر على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قد حمله، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله (1).
(20055) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سماك بن الفضل عن
عروة بن محمد عن أبيه عن جده (2) قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
اليد المنطية (3) خير من اليد السفلى (4).
باب إحصاء الصدقة
(20056) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن أبي مليكة أن أسماء بنت أبي بكر قالت. يا رسول الله! مالي
شئ إلا ما يدخل علي الزبير، أفأنفق منه؟ قال: أنفقي، ولا توكي
فيوكى عليك.
وصية عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه
(20057) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:

(1) أخرجه مسلم، وأخرجه الترمذي من طريق شعبة عن الأعمش 3: 376.
(2) هو عطية السعدي، اختلف في اسم أبيه فقيل: عروة، وقيل: عمرو، وقيل:
سعد، وقيل: قيس، صحابي معروف له أحاديث، نزل الشام.
(3) في (ص) (المسطية) والصواب (المنطية) وهي المعطية بلغة عطية الصحابي،
راجع الزوائد 3: 98.
(4) أخرجه أحمد والبزار كما في الزوائد 3: 97.
108

جاء رجل فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما عندنا شئ، ولكن ابتع علينا،
فقال عمر: هذا تعطي (1) ما عندك، ولا تتكلف ما ليس عندك،
فقال رجل من الأنصار: أنفق يا رسول الله ولا تخف من ذي العرش
إقلالا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بهذا أمرني ربي.
(20058) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن
الخطاب حين طعن قال: أوصي الخليفة من بعدي خيرا، وأوصيه
بالمهاجرين خيرا، أن يعرف حقوقهم، وأن ينزلهم على منازلهم،
وأوصيه بالأنصار الذين تبوؤا الدار والايمان من قبل خيرا، أن يقبل
من محسنهم ويتجاوز عن مسيئهم، وأوصيه بأهل الأمصار خيرا، فإنهم
ردء الاسلام، وغيظ العدو (2)، وبيت المال، ولا يرفع فضل صدقاتهم
إلا بطيب أنفسهم، وأوصيه بأعراب البادية فإنهم أصل العرب،
ومادة الاسلام، أن تؤخذ صدقاتهم من حواشي أموالهم (3)، وترد على
فقرائهم، وأوصيه بأهل الذمة خيرا، ألا يكلفهم إلا طاقتهم، وأن يقاتل
من ورائهم، وأن يفي لهم بعهدهم (4)
باب حديث أهل الكتاب
(20059) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري

(1) كذا في (ص)
(2) ردء الاسلام أي عون الاسلام الذي يدفعه عنه، وغيظ العدو أي يغيظون العدو
بكثرتهم وقوتهم، قاله الحافظ في الفتح 7: 50.
(3) أي التي ليست بخيار.
(4) أخرجه البخاري من حديث عمرو بن ميمون 7: 49 و 50.
109

قال: أخبرني ابن أبي نملة الأنصاري أن أباه أبا نملة أخبره أنه بينا
هو جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود ومر بجنازة، فقال:
يا محمد! هل تكلم هذه الجنازة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الله أعلم،
فقال اليهودي: إنما تكلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حدثكم أهل
الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: (آمنا - إلى - وكتبه،
ورسله) فإن كان باطلا لم تصدقوه، وإن كان حقا لم تكذبوه (1).
(20060) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
[ابن عبد الله] (2) بن عتبة قال: سمعت ابن عباس يقول: كيف
تسألون أهل الكتاب عن شئ وكتاب الله بين أظهركم محضا لم
يشب (3)، وهو أحدث الاخبار بالله، وقد أخبركم الله عن أهل الكتاب
أنهم كتبوا كتابا بأيديهم، فقالوا: هذا من عند الله، وبدلوها وحرفوها
عن مواضعها، واشتروا بها ثمنا قليلا، أفما ينهاكم ما جاءكم من الله
عن مسألتهم؟ فوالله ما رأينا أحدا منهم يسألكم عن الدين الذي
أنزل إليكم (4).
(20061) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن
حفصة جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب من قصص يوسف في كتف،
فجعلت تقرؤه عليه والنبي صلى الله عليه وسلم يتلون وجهه، فقال: والذي نفسي
بيده، لو أتاكم يوسف وأنا بينكم فاتبعتموه وتركتموني لضللتم.

(1) أخرجه (د) والحارث بن أبي أسامة في مسنده.
(2) سقط من (ص) وهو ثابت في الصحيح.
(3) أي لم يخالطه غيره.
(4) أخرجه البخاري من طريق شعيب عن الزهري 13: 384.
110

(20062) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
أن عمر بن الخطاب مر برجل وهو يقرأ كتابا، فاستمعه ساعة فاستحسنه
فقال للرجل: أتكتب لي من هذا الكتاب؟ قال: نعم، فاشترى أديما فهناه،
ثم جاء به إليه فنسخه له في ظهره وبطنه، ثم أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجعل يقرؤه عليه، وجعل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون، فضرب رجل
من الأنصار بيده الكتاب، وقال: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب!
ألا ترى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اليوم وأنت تقرأ عليه هذا الكتاب؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: إنما بعثت فاتحا، وخاتما، وأعطيت
جوامع الكلام، وفواتحه، فلا يهلكنكم المشركون.
باب القدر
(20063) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن ابن المسيب أن عمر بن الخطاب قال: نبي الله! أرأيت ما؟
نعمل، الأمر قد فرغ منه أم لأمر نستقبله استقبالا؟ قال: بل
لأمر قد فرغ منه، فقال عمر: ففيم العمل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
كل لا ينال إلا بالعمل، فقال عمر: إنا نجتهد (1).
(20064) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: فيم العمل؟ يا رسول الله! أفي

(1) حديث عمر في القدر أخرجه الترمذي من طريق سالم عن أبيه أن عمر...
الخ بلفظ آخر 3: 196.
111

شئ نأتنفه أم فيما قد فرغ منه؟ قال: [فيما قد فرغ منه،
قالوا] (1): ففيم العمل؟ قال: إنه كل ميسر، قالوا: الان تجتهد.
(20065) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد
ابن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم ابنة عقبة - وكانت من المهاجرات
الأول - أن عبد الرحمن بن عوف غشي عليه غشية ظنوا أن نفسه فيها،
فخرجت إلى المسجد تستعين بما أمرت أن تستعين به من الصبر والصلاة،
فلما أفاق قال: أغشي على؟ قالوا: نعم قال: صدقتم، إنه أتاني
ملكان في غشيتي هذه، فقالا: ألا تنطلق فنحاكمك إلى العزيز
الأمين؟ فقال ملك آخر: أرجعاه، فإن هذا ممن كتبت له السعادة
وهم في بطون أمهاتهم، وسيمتع الله به بنيه ما شاء الله، قال:
فعاش شهرا ثم مات.
(20066) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: حدثني
ابن هبيرة قال: سمعت ابن عمر يقول: إذا خلق الله النسمة قال
ملك الأرحام معرضا: أي رب! أذكر أم أنثى؟ فيقضي الله إليه أمره
في ذلك، ثم يقول: أي رب! أشقى أم سعيد؟ فيقضى الله إليه أمره
في ذلك (2).
(20067) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي

(1) سقط من (ص) وزدته أنا تصحيحا للكلام.
(2) في الصحيحين والترمذي 3: 197 حديث مرفوع عن ابن مسعود بهذا المعنى
وقد رواه ابن وهب في كتاب القدر له مرفوعا عن ابن عمر، وهو عند البزار في مسنده
من وجه آخر ضعيف.
112

سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: احتج آدم وموسى،
فقال موسى لادم: أنت آدم الذي أدخلت ذريتك النار، فقال
آدم: يا موسى! اصطفاك الله برسالته وبكلامه، وأنزل عليك التوراة،
فهل وجدت أني أهبط؟ فقال: نعم، قال: فحجه آدم (1).
(20068) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحاج آدم وموسى، فقال
موسى: أنت الذي أغويت الناس، وأخرجتهم من الجنة إلى الأرض،
فقال له آدم: أنت الذي أعطاك الله علم كل شئ، واصطفاك على
الناس برسالته؟ قال: نعم، قال: أفتلومني على أمر كان قد كتب
قبل أن أفعله - أو قال: من قبل أن أخلق - قال: فحج آدم موسى
(20069) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
عن أبي هريرة نحوه.
(20070) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري، وعن ابن
طاووس عن أبيه قالا: لقي عيسى بن مريم إبليس فقال: أما علمت
أنه لا يصيبك إلا ما قدر لك، فقال إبليس: فأوف بذروة هذا الجبل
فترد (2) منه، فانظر أتعيش أم لا؟ قال ابن طاووس عن أبيه فقال:

(1) الحديث أخرجه الشيخان والترمذي 3: 196 قال الحافظ: وقع لنا من طريق
عشرة عن أبي هريرة، وعد منهم أبا سلمة، وهماما، وابن سيرين، وقد رواه المصنف
من طريق هؤلاء وأحاديثهم في الصحيحين أيضا.
(2) في (ص) (فتردى).
113

أما علمت أن الله قال: لا يجربني (1) عبدي فإني أفعل ما شئت، قال:
وقال الزهري: قال: إن العبد؟ لا يبتلي ربه، ولكن الله يبتلي عبده
قال: فخصمه.
(20071 (- أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: بلغني أنهم وجدوا في مقام إبراهيم ثلاثة صفوح، في كل
صفح منها كتاب، وفي الصفح الأول: أنا الله ذو بكة صغتها يوم
صغت الشمس، وحففتها بسبعة أملاك حفا، وباركت لأهلها في اللحم
واللبن، وفي الصفح الثاني: أنا الله ذو بكة خلقت الرحم وشققت لها
اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته، وفي الثالث:
أنا الله ذو بكة خلقت الخير والشر فطوبي لمن كان الخير على يديه،
وويل لمن كان الشر على يديه (2).
(20072) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن حبان عن
يحيى بن يعمر قال: قلت لابن عمر: إن ناسا عندنا يقولون: إن
الخير والشر بقدر، وناس يقولون: إن الخير والشر ليس بقدر،
فقال ابن عمر: إذا رجعت إليهم فقل لهم: إن ابن عمر يقول لكم:
إنه منكم برئ وأنتم منه برآء (3).
(20073) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن رجلا قال لابن عباس: إن ناسا يقولون: إن الشر ليس بقدر،

(1) رسمه في (ص) هكذا (لا؟؟ ى)
(2) تقدم عند المصنف في بناء الكعبة، راجع رقم 9219.
(3) أخرجه مسلم من طريق عبد الله بن بريدة 1: 27.
114

فقال ابن عباس: فبيننا وبين أهل القدر هذه الآية (سيقول الذين
أشركوا لو شاء الله ما أشركنا - حتى - فلو شاء لهداكم أجمعين) (1).
(20074) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن منصور عن سعد
ابن عبيدة عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي بن أبي طالب قال: خرجنا
على جنازة، فبينا نحن في البقيع إذ خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده
مخصرة (2)، فجاء فجلس ثم نكت بها في الأرض ساعة، ثم قال:
ما من نفس منفوسة إلا قد كتب مكانها من الجنة أو النار، وإلا قد
كتبت شقية أو سعيدة، قال: فقال رجل: ألا نتكل على كتابنا؟ (3)
يا رسول الله! وندع العمل؟ قال: لا، ولكن اعملوا فكل ميسر (4)،
أما أهل الشقاء فييسرون لعمل أهل الشقاء، وأما أهل السعادة فييسرون
لعمل أهل السعادة، ثم تلا هذه الآية (فأما من أعطى واتقى * وصدق
بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب
بالحسنى * فسنيسره للعسرى *) (5) (6).
(20075) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه

(1) سورة الأنعام، الآية: 148، 149
(2) بكسر الميم هي عصا أو قضيب يمسكه الرئيس ليتوكأ عليه ويدفع به عنه، ويشير
به لما يريد.
(3) في (ص) (كتابها) فإن كان محفوظا فالصواب إذن (تتكل) و (تدع).
(4) أخرجه الترمذي من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة إلى هنا بمعناه 3:
196.
(5) سورة الليل، الآية: 5 - 10
(6) أخرجه الترمذي من طريق زائدة عن منصور بتمامه 4: 314 والحديث أخرجه
الجماعة، فالبخاري في مواضع منها في الجنائز وفي 11: 405.
115

قال: اجتنبوا الكلام في القدر، فإن المتكلمين فيه يقولون بغير علم.
(20076) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: إنما هما اثنتان: الهدي،
والكلام، فأحسن الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،
ألا إياكم والمحرمات والبدع، فإن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة
ضلالة، ألا لا يطول عليكم الأمد فتقسو قلوبكم، ألا كل ما هو آت
قريب، ألا إن البعيد ما ليس بآت، ألا إن (1) الشقي من شقي في
بطن أمه، وإن السعيد من وعظ بغيره (1)، ألا وإن شر الروايا (2)
روايا الكذب، ألا وإن الكذب لا يصلح في جد ولا هزل، ولا أن
يعد الرجل صبيه ثم لا ينجز له، ألا و (3) إن الكذب يهدي إلى الفجور،
وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر
يهدي إلى الجنة، وإنه يقال للصادق: صدق وبر، ويقال للكاذب:
كذب وفجر، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن العبد ليكذب
حتى يكتب كذابا، ويصدق حتى يكتب صديقا (3)، ثم قال:

(1) رواه مسلم من طريق ابن الزبير عن عامر بن واثلة عن ابن مسعود في
ضمن حديث آخر 2: 333.
(2) هي جمع روية، وهي ما يروي الانسان في نفسه من القول والفعل، أي يزور
ويفكر، وأصلها الهمزة، يقال: روأت في الامر، وقيل: هي جمع راوية للرجل الكثير
الرواية، والهاء للمبالغة، وقيل: جمع راوية: أي الذين يروون الكذب، أي تكثر رواياتهم
فيه، قاله ابن الأثير 2: 120.
(3) أخرجه الشيخان، وأخرجه الترمذي من حديث شقيق بن سلمة عن ابن مسعود
مرفوعا إلا قوله: (ويقال للصادق (إلى) وفجر وفي سياق الحديث عند الترمذي
تقديم وتأخير، راجع 3: 137.
116

إياكم والعضة، أتدرون ما العضة؟ (1) النميمة، ونقل الأحاديث.
(20077) - أخبر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عطاء بن
يزيد عن أبي هريرة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين،
فقال: الله أعلم بما كانوا عاملين (2).
(20078) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذراري المشركين، فقال: الله أعلم
بما كانوا عاملين.
(20079) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن أن
سلمان قال: أولاد المشركين خدم لأهل الجنة (3) ثم قال الحسن: ما
يعجبون (4) أكرمهم الله، وأكرم بهم.
(20080) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه

(1) كذا في النهاية وقال الزمخشري: أصلها العضهة فعلة من العصه وهو البهت،
فحذفت لامه كما حذفت من السنة والشفة، وذكر ابن الأثير أيضا أنه يروى في كتب الحديث
(ألا أنبئكم ما العضه (بالهاء) هي النميمة القالة بين الناس، قال النووي والعضه أشهر،
وهذا الشطر أخرجه مسلم من طريق شعبة عن أبي إسحاق 2: 325.
(2) أخرجه مسلم من طريق المصنف ومن حديث ابن أبي ذئب ويونس
وغيرهما عن الزهري 2: 337.
(3) أخرج الطبراني والبزار عن سمرة مرفوعا (أولاد المشركين خدم أهل الجنة)
وإسناده ضعيف وفيه عن أنس أيضا حديث ضعيف أخرجه الطيالسي، قاله الحافظ في
الفتح 3: 160.
(4) كذا في (ص) بصيغة الغائب، والظاهر بصيغة المخاطب.
117

عن ابن عباس قال: العجز والكيس (1) بقدر (2).
(20081) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
الحارث عن ابن مسعود أنه قال: لن يجد رجل طعم الايمان - ووضع
يده على فيه - حتى يؤمن بالقدر، ويعلم أنه ميت، وأنه مبعوث (3)
(20082) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود
قال: ثلاث من كن فيه يجد بهن حلاوة الايمان: ترك المراء في الحق،
والكذب في المزاحمة، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه
لم يكن ليصيبه.
(20083) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
الحجاج - رجل من الأسد - قال: سألت سلمان: كيف الايمان بالقدر؟
يا أبا عبد الله! [قال:] (4) أن يعلم الرجل من قبل نفسه أن ما أصابه
لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فذلك الايمان
بالقدر (5).

(1) هو النشاط والحذق بالأمور، والعجز ضده.
(2) أخرج مسلم من حديث طاووس عن ابن عمر مرفوعا: كل شئ بقدر حتى
العجز والكيس 2: 336
(3) أخرج الترمذي من حديث علي مرفوعا (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع، يشهد
أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله بعثني بالحق، ويؤمن بالموت، ويؤمن بالبعث بعد الموت،
ويؤمن بالقدر) 3: 201.
(4) سقط من (ص) فزدته.
(5) أخرج الترمذي من حديث جابر مرفوعا: (لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر
خيره وشره، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن لخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه) 3:
200.
118

(20084) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عمن سمع الحسن يقول:
لما رمي طلحة بن عبيد الله يوم الجمل جعل يمسح الدم عن صدره وهو
يقول: (وكان أمر الله قدرا مقدورا) (1).
(20085) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن
قال: من كذب بالقدر فقد كذب بالقرآن (2).
(20086) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن غير واحد عن الحسن
أنه كان يقول: الآجال، والأرزاق، والبلاء، والمصائب، والحسنات
بقدر من الله، والسيئات من أنفسنا ومن الشيطان (3).
(20087) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل مولود يولد على
الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج (4)
البهيمة، هل تحسون فيها من جدعاء (5)، قال: ثم يقول أبو هريرة:
واقرأوا إن شئتم (فطرت الله التي فطر الناس عليها) (6)، قال معمر:

(1) سورة الأحزاب، الآية 38.
(2) وذكر ابن حجر في التهذيب عن ابن عون قال: سمعت الحسن يقول: (من
كذب بالقدر فقد كفر) 2: 270 وروى عنه حميد الطويل أيضا إثبات القدر.
(3) قال ابن حجر في التهذيب: روي معمر عن قتادة عن الحسن قال: (الخير بقدر،
والشر ليس بقدر) قال أيوب: فناظرته في هذه الكلمة، فقال: لا أعود 2: 270.
(4) بالبناء للمفعول، أي كما تلد البهيمة.
(5) الجدعاء: المقطوعة الأذن أو غيرها من الأعضاء.
(6) سورة الروم، الآية: 30.
119

فقلت للزهري: كيف تحدث بهذا وأنت على غيره؟ قال: نحدث
بما سمعنا (1).
(20088) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار المجاشعي قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني (2)
يومي هذا، وأنه قال: إن كل مال نحلت عيالي (3) فهو لهم حلال،
وإني خلقت عبادي كلهم حنفاء، فأتتهم الشياطين فاجتالتهم (4) عن
دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم
أنزل به سلطانا، وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم (5)
إلا بقايا من أهل الكتاب، وإن الله أمرني أن أحرق قريشا (6) فقلت:

(1) أخرجه مسلم من طريق المصنف، ومن حديث الزبيدي عن الزهري أيضا 2:
336 إلا سؤال معمر وجواب الزهري، والبخاري من طريق الزهري عن أبي سلمة عن
أبي هريرة 3: 159، ومعنى السؤال أن أهل الأهواء يحتجون بقوله: (فأبواه يهودانه أو
ينصرانه) على أن الله تعالى فطر العباد على الاسلام، وأنه لا يضل أحدا، وإنما يضل الكافر
أبوه، وقد سئل مالك عن هذا فقال: احتج عليهم بآخره (الله أعلم بما كانوا عاملين)
قال ابن حجر: أشار مالك إلى أنه دال على أنه يعلم بما يصيرون إليه بعد إيجادهم على الفطرة،
فهو دليل على تقدم العلم الذي ينكره غلاتهم، وقال ابن القيم: إن قوله (فأبوه يهودانه
... الخ) محمول على أن ذلك يقع بتقدير الله تعالى، راجع الفتح 3: 159 و 161.
(2) كذا في مسلم، وفي (ص) (أعلمني) مكان (مما علمني).
(3) كذا في (ص) ولعل الصواب (عبادي) ففي مسلم (نحلته عبدا) ووقع في
(ص) (تحت) بدل (نحلت).
(4) بالجيم، أي فاستخفتهم فجالوا معهم في الضلال، وروي بالحاء المهملة
أي نقلتهم من حال إلى حال، راجع النهاية.
(5) كذا في مسلم، وفي (ص) (جميعهم عربيهم وعجميهم).
(6) كذا في مسلم، وفي (ص) (قريتها).
120

يا رب إذا يثلغوا (1) رأسي حتى يدعوه خبزة، فقال: إنما بعثتك
لابتلبك، وأبتلي بك، وقد أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء، تقرؤه
في المنام واليقظة، واغزهم (2) نغزك، وأنفق ينفق عليك، وابعث
جيشا نمددك بخمسة أمثالهم، وقاتل بمن أطاعك من عصاك، ثم
قال: أهل الجنة ثلاثة: إمام مقسط، ورجل رحيم رقيق القلب لكل
ذي قربى ومسلم، ورجل غني عفيف متصدق (3)، وأهل النار خمسة:
الضعيف الذي لا زبر (4) له الذين هم فيكم تبع لا يبتغون (5) بذلك
أهلا ولا مالا، ورجل إن أصبح أصبح يحادعك عن أهلك ومالك (6)،
ورجل لا يخفى له (7) طمع وإن دق إلا ذهبت به (8)، والشنظير الفاحش،
قال: وذكر البخل والكذب (9).
(20089) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن مطرف بن
عبد الله قال: إن الله لم يكل الناس إلى القدر وإليه يعودون.

(1) أي يشدخوه ويشجوه.
(2) من الغزو (بالغين المعجمة) ونغزك أي نعنك.
(3) وفي مسلم (ذو سلطان مقسط متصدق موفق، ورجل رحيم رقيق القلب لكل
ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال).
(4) أي لا عقل له يزبره وينهاه عن الاقدام على ما لا ينبغي.
(5) قال النووي: في بعض النسخ بالموحدة والغين المعجمة أي لا يطلبون. يعني وفي
كثرها بالمثناة والعين المهملة من الاتباع.
(6) في مسلم (ورجل لا يصبح ولا يمسي إلا وهو يخادعك... الخ).
(7) قال النووي: معنى لا يخفى: لا يظهر.
(8) كذا في (ص) ولعل الصواب (ذهب به) وفي مسلم (إلا خانه).
(9) أخرجه مسلم من طريق هشام، وسعيد، وصاحب الدستوائي، ومطر، عن
قتادة 2: 385.
121

(20090) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يحدث
عن الأسود بن سريع (1) قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية فأفضى بهم القتل
إلى الذرية، فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: ما حملكم على قتل الذرية؟
قالوا: يا رسول الله! أليسوا أولاد المشركين؟ ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم
خطيبا فقال: إن كل مولود يولد على الفطرة حتى يعرب عنه (2)
لسانه (3).
(20091) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: كتب عمر بن
عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة: أما بعد، إن استعمالك سعد بن
مسعود على عمان كان من الخطايا التي قدر الله عليك، وقدر أن تبتلى
بها.
(20092) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا أبي أن أبا المقدام
قال لوهب: يا أبا محمد! قد جالستك، وقلت في القديم: جالست
عطاء ومجاهدا فخالفوك (4)، قال: كل مصيب هؤلاء نزهوا الله، وهؤلاء

(1) في (ص) (سرجع).
(2) في (ص) (عنا) والصواب (عنه) كما في الاستيعاب لأبي عمر.
(3) أخرجه ابن حبان في صحيحه من طريق السري بن يحيى عن الحسن ووقع
في موارد الظمآن المطبوع (حتى يعرف) خطأ. والصواب (حتى يعرب) ص 399
أي يفصح وينطق ويتكلم، وراجع الاستيعاب على هامش الإصابة 1: 92.
(4) في تهذيب التهذيب: قال أحمد بن حنبل عن عبد الرزاق عن أبيه: حج
عامة الفقهاء سنة مئة، فحج وهب، فلما صلوا العشاء أتاه نفر، فيهم الحسن وعطاء،
وهم يريدون أن يذاكروه القدر، قال: فأمعن في باب من الحمد، فما زال فيه حتى طلع
الفجر فافترقوا ولم يسألوه عن شئ، قال أحمد: وكان (وهب) يتهم بشئ من القدر،
ثم رجع 11: 168.
122

غضبوا (1) لله وأخطأوا في التفسير.
(20093) - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن زيد
ابن وهب قال: أخبرنا ابن مسعود قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
الصادق المصدوق: أن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين ليلة، ثم
يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله الملك
بأربع كلمات فيقول: اكتب أجله، وعمله، وشقي أو سعيد،
وأن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى يكون وما بينه وبين الجنة
إلا ذراع، فيغلب عليه الكتاب الذي سبق، فيختم له بعمل أهل النار،
وأن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى يكون وما بينه وبينها إلا ذراع،
فيغلب عليه الكتاب الذي سبق، فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة (2).
(20094) - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن فطر [عن] (3)
ابن سابط عن أبي بكر الصديق قال: خلق الله الخلق وكانوا قبضتين،
فقال لمن فيه يمينه: ادخلوا الجنة بسلام، وقال لمن في الأخرى:
ادخلوا النار ولا أبالي، فذهبت إلى يوم القيامة (4)

(1) كذا في (ص) غير منقوط.
(2) أخرجه مسلم من طريق واحد عن الأعمش 2: 332 و 333 وأخرجه
البخاري من طريق شعبة عن الأعمش في 11: 383 وقد أخرجه أبو عوانة من طريق
بضع وعشرين نفسا من أصحاب الأعمش منهم الثوري.
(3) في (ص) (عن فطر بن سابط) وليس في الرواة من يسمى فطر بن سابط،
والصواب عندي عن فطر (وهو ابن خليفة) عن ابن سابط (وهو عبد الرحمن بن
سابط) كلاهما من رجال التهذيب.
(4) وفي معناه ما روى الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا في 3: 199
(أبواب القدر).
123

(20095) - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن طلحة بن يحيى عن
عائشة ابنة طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم
بصبي من الأنصار فصلى عليه، قالت: فقلت: يا رسول الله! طوبى
لهذا، لم يعمل سواء، ولم يدره، عصفور (1) من عصافير الجنة،
فقال: أو غير ذلك يا عائشة! إن الله خلق الجنة وخلق لها أهلا، وخلق
النار وخلق لها أهلا، خلقهم لها وهم في أصلاب آبائهم (2).
(20096) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن عبد الله بن حفص عن يعلى بن مرة قال: اجتمعنا نفرا من أصحاب
علي، فقلت: لو حرسنا أمير المؤمنين، إنه محارب، ولا نأمن أن
يغتال، قال: فبينا نحن نحرسه عند باب حجرته حتى خرج لصلاة
الصبح، فقال: ما شأنكم؟ قلنا: حرسناك يا أمير المؤمنين؟
إنك محارب، وخشينا أن تغتال فحرسناك، فقال: أمن أهل السماء
تحرسوني أم من أهل الأرض؟ قلنا: لا بل من أهل الأرض، وكيف
نستطيع أن نحرسك من أهل السماء؟ قال: فإنه لا يكون شئ في
الأرض حتى يقذر في السماء، وليس من أحد إلا قد وكل به ملكان
يدفعان عنه ويكلانه حتى يجئ قدره، فإذا جاء قدره خليا بينه
وبين قدره.
(20097) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: بلغني أن عمرو
ابن العاص قال لأبي موسى: وددت أني أجد من أخاصم إليه ربي.

(1) كذا في مسلم وغيره، وفي (ص) (عصفورا).
(2) أخرجه مسلم من طريق غير واحد عن الثوري 2: 337 و (د) ص 648.
124

فقال أبو موسى أنا، فقال عمرو: أيقدر علي شيئا ويعذبني عليه؟
فقال أبو موسى: نعم، قال: لم؟ قال: لأنه لا يظلمه، فقال:
صدقت.
(20098) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بديل العقيلي عن
مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: ابن آدم! لم توكل إلى القدر
وإليه تصير (1).
(20099) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: كنت عند ابن
طاووس وعنده ابن له إذ أتاه رجل يقال له صالح يتكلم في القدر،
فتكلم بشئ قنبه (2)، فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه وقال
لابنه: أدخل أصابعك في أذنيك واشدد، فلا تسمع من قوله شيئا، فإن
القلب ضعيف.
(20100) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عمران صاحب له
قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت شيئا يقربكم من الجنة
ويباعدكم عن النار إلا قد بينته لكم، وإن روح القدس نفث في
روعي، وأخبرني أنها لا تموت نفس حتى تستوفي أقصى رزقها،
وإن أبطأ عنها، فيا أيها الناس! اتقوا الله وأجملوا في الطلب،
ولا يحملن أحدكم استبطاء رزقه أن يخرج إلى ما حرم الله عليه

(1) ويحتمل أن يكون (يوكل ويصير) على صيغة الغائب وقد تقدم من؟؟؟
قتادة عن مطرف، قال: (إن الله لم يكل الناس إلى القدر وإليه يعودون) انظر رقم 20089.
(2) كذا في (ص) وانظر هل هو (فتنبه)؟ وعقيبه في (ص) (فدخل) والصواب
عندي (فأدخل).
125

فإنه لا يدرك ما عند الله إلا بطاعته.
(20101) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: سألت
سعيد بن المسيب عن القدر، فقال: ما قدر الله فقد قدره.
(20102) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: [قال] رجل لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على سواك،
فقال: إن الهوى كله ضلالة.
(20103) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر أن عمر بن عبد العزيز
قال: قد أفلح من عصم من الهوى، والغضب، والطمع.
باب الايمان والاسلام
(20104) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن أبي
كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلام عن أبي أمامة قال: قال رجل:
ما الاثم؟ يا رسول الله! قال: ما حاك (1) في صدرك فدعه، قال:
فما الايمان؟ قال: من ساءته سيئاته، وسرته حسنته فهو مؤمن (2)
(20105) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سهيل بن أبي صالح
عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الايمان بضعة

(1) في الزوائد (ما حك) ومعناه ما لم تكن منشرح الصدر به، وكان في قلبك منه
شئ من الشك والريب، وأوهمك أنه ذنب وخطيئة و (ما حاك) أي ما أثر ورسخ في
نفسك، راجع النهاية.
(2) أخرجه الطبراني في الأوسط كما في الزوائد 1: 86.
126

وسبعون - أو قال: بضعة وستون - بابا، أفضلها شهادة أن لا إله إلا
الله، وأصغرها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الايمان (1).
(20106) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن شقيق قال: كنا مع ابن مسعود في سفر فلقي ركبا، فقلنا:
من القوم؟ قالوا: نحن المؤمنون، قال ابن مسعود: فهلا قالوا: نحن
أهل الجنة.
(20107) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي
قلابة عن عمرو بن عبسة قال: قال رجل: يا رسول الله!
ما الاسلام؟ قال: أن يسلم قلبك لله، وأن يسلم المسلمون من لسانك
ويدك، قال: فأي الاسلام أفضل؟ قال: الايمان، قال: وما
الايمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث
بعد الموت، قال: فأي الايمان أفضل؟ قال: الهجرة، قال: وما
الهجرة؟ قال: أن تهجر السوء، قال: فأي الهجرة أفضل؟ قال:
الجهاد، قال: وما الجهاد؟ قال: أن تقاتل الكفار إذا لقيتهم،
قال: فأي الجهاد أفضل؟ قال: من عقر جواده وأهريق دمه، قال
النبي صلى الله عليه وسلم: ثم عملان هما من أفضل الأعمال، إلا من عمل
بمثلهما: حجة مبرورة أو عمرة (2).

(1) أخرجه البخاري 1: 39 ومسلم 1: 47 من طريق عبد الله بن دينار عن أبي
صالح.
(2) أخرجه أحمد والطبراني بنحوه، ورجاله ثقات، قاله الهيثمي 1: 59 وأعاد
الحديث في (كتاب الحج).
127

(20108) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس قال:
كان أبي إذا قيل له: أمؤمن أنت؟ قال: آمنت بالله، وملائكته،
وكتبه، ورسله، لا يزيد على ذلك.
(20109) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس قال:
جاء إلى أبي رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن! أنت أخي،
قال: أمن بين عباد الله المسلمون (1).
(20110) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
عن مجاهد أن أبا ذر سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الايمان، فقرأ عليه
هذه الآية (ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب) (2)
حتى ختم الآية.
(20111) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن سفيان
ابن عبد الله الثقفي قال: قلت: حدثني بحديث أنتفع به (3)،
قال: قل: آمنت بالله (4) ثم استقم، قال: قلت: ما أخوف
ما تتخوف علي؟ قال: فأخذ بلسانه، ثم قال: هذا (5).

(1) كذا في (ص) والظاهر أن الصواب (المسلمين).
(2) سورة البقرة، الآية: 177.
(3) وفي الترمذي من طريق ابن المبارك عن معمر (حدثني بأمر أعتصم به).
(4) في الترمذي (قل: ربي الله ثم استقم).
(5) أخرجه الترمذي من طريق ابن المبارك عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن
ابن ما عز عن سفيان بن عبد الله 3: 289 ورواه إبراهيم بن سعد عن الزهري، فقال أيضا:
عن عبد الرحمن بن ماعز، أخرجه ابن حبان (الموارد ص 632) ورواه الزهري عن محمد
ابن أبي سويد أيضا عن جده سفيان كما في الموارد.
128

(20112) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رجلا
من بني سليمان جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! بلغني
أنه من لم يهاجر فقد هلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اقض الصلاة، وآت
الزكاة، وحج البيت، وصم شهر رمضان، وانزل من قومك حيث
أحببت.
(20113) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من استقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فهو المسلم،
له ما للمسلم، وعليه ما على المسلم وحسابه على الله.
(20114) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن مسمار
وجعفر بن برقان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للحارث بن مالك: ما أنت
يا حارث بن مالك؟ قال: مؤمن يا رسول الله! قال: مؤمن حقا؟
قال: مؤمن حقا، قال: فإن لكل حق (1) حقيقة، فما حقيقة ذلك؟
قال: عزفت نفسي من الدنيا، وأسهرت ليلي، وأظمأت نهاري،
وكأني أنظر إلى عرش ربي حين يجاء به (2)، وكأني أنظر إلى أهل
الجنة يتزاورون فيها، وكأني أسمع عواء (3) أهل النار، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: مؤمن نور قلبه (4).

(1) في الزوائد (لكل قول حقيقة).
(2) في الزوائد (عرش ربي بارزا).
(3) يعني صياحهم.
(4) في الزوائد (نور الله قلبه) والحديث أخرجه ابن المبارك عن معمر عن صالح
ابن مسمار، وهو معضل، راجع كتاب الزهد له (ص 106، رقم: 316) وقد أخرجه
البزار من حديث؟؟ وسمى الرجل حارثة. وأخرجه الطبراني عن الحارث نفسه، راجع
الزوائد.
129

(20115) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بهز بن حكيم بن
معاوية عن أبيه عن جده قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: والله ما جئتك
حتى حلفت بعدد أصابعي هذه ألا أتبعك، ولا أتبع دينك، وإني
أتيت (1) امرأ لا أعقل شيئا إلا ما علمني الله ورسوله، وإني أسألك
بالله بما بعثك ربك إلينا؟ فقال: اجلس، ثم قال: بالاسلام، ثم
بالاسلام (2)، فقلت: ما آية الاسلام؟ فقال: تشهد أن لا إله
إلا الله وأن محمدا رسوله، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتفارق
الشرك، وأن كل مسلم عن (3) مسلم محرم، أخوان نصيران، لا يقبل
الله من مشرك أشرك بعد إسلامه عملا، إن ربي داعي وسائلي هل بلغت
عباده؟ فليبلغ شاهدكم غائبكم، وإنكم تدعون مفدم على أفواهكم
بالفدام (4) فأول ما ينبئ (5) عن أحدكم فخذه وكفه، قال: فقلت:
يا رسول الله! فهذا؟؟ سا (6) قال: نعم وأين ما تحسن يكفك، وإنكم

(1) في الاستيعاب (أتيتك).
(2) كذا في (ص).
(3) كذا في (ص) وفي الزهد (على) وفي بعض الروايات (من).
(4) الفدام بالكسر: مصفاة صغيرة أو خرقة تجعل على فم الإبريق، ليصفي بها ما فيه،
وفدم الإبريق وفدم: جعل عليه الفدام.
(5) كذا في الاستيعاب وفي الزهد (يبين) وهو الصواب، أو (ينبئ) ووقع
في (ص) (يسئل) وهو خطأ أو تصحيف، وفي مسند الحارث (يعرب)
(6) كذا في (ص) غير منقوط، وفي كتاب الزهد والاستيعاب (فهذا ديننا)
وما في (ص) إن كان محفوظا فلعله (بابتنا) أي شرطنا وخصلتنا.
130

تحشرون على وجوهكم، وعلى أقدامكم، وركبانا (1)
(20116) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هشام بن
عروة عن أبيه قال: ما أحد أقر عينا من مؤمن متبين الايمان.
(20117) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا بشر بن رافع عن
يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إن السلام اسم من أسماء الله، فأفشوه بينكم (2).
باب بر الوالدين
(20118) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عثمان بن
زفر عن بعض بني رافع بن مكيث عن رافع (3) بن مكيث، وكان ممن
شهد الحديبية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حسن الملكة نماء، وسوء الخلق

(1) أخرجه المروزي في زيادات الزهد لابن المبارك ص 350 والحارث بن أبي
أسامة في مسنده في الجزء التاسع من اجزاء الفتني، وابن عبد البر في الاستيعاب (على هامش
الإصابة 1: 323) وصححه.
(2) أخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث أنس مرفوعا ص 144 ورجاله
ثقات، وأخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة، وفي إسناده أيضا بشر بن رافع،
وهو ضعيف، ورواه البزار والطبراني عن ابن مسعود في حديث أطول من هذا بأسانيد،
رجال أحدها رجال الصحيح، قاله الهيثمي 8: 29.
(3) رواه (د) عن إبراهيم بن موسى عن المصنف عن معمر عن عثمان عن بعض
بني رافع عن الحارث بن رافع عن رافع، فهل أسقطه الناسخ سهوا أو هو من أوهام الدبري،
راويه عن المصنف؟.
131

شؤم، والبر زيادة في العمر، والصدقة تمنع ميتة السوء (1).
(20119) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمت فرأيتني في الجنة،
فسمعت صوت قارئ، فقلت: من هذا؟ فقالوا: حارثة (2) بن
النعمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كذلك البر، قال: وكان أبر
الناس بأمه (3).
(20120) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن معمر عن قتادة أن موسى قال:
يا رب بماذا أبرك؟ قال: بر والديك، حتى قالها ثلاثا.
(10121) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عن بهز بن حكيم بن
معاوية عن أبيه عن جده قال: قلت: يا رسول الله! من أبر؟ قال:
أمك، حتى قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله! من أبر؟ قال:
أباك، قال: قلت: يا رسول الله! ثم من؟ قال: ثم الأقرب فالأقرب (4).
(20122) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية
قال رجل: وأوصني يا رسول الله! قال: لا تشرك بالله شيئا وإن حرقت

(1) رواه (د) من طريق المصنف مختصرا، ولفظه: (حسن الملكة يمن)
ص 702 وأرى أنه هو لفظ الحديث هنا أيضا، لكن حرفه الناسخ فكتب (نماء) بدل (يمن).
(2) حدثنا هو الصواب كما في النسائي، ومسندي أحمد والحميدي وغير ذلك،
ووقع في (ص) (خارجة).
(3) أخرجه أحمد والنسائي كما في الإصابة 1: 298، وأبو يعلى كما في الزوائد
9: 313 وأخرجه الحميدي من طريق سفيان عن الزهري عن عمرة 1: 136.
(4) أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن أبي عاصم عن بهز ص 3 وأخرجه (د)
و (ت) أيضا.
132

أو نصفت، قال: زدني يا رسول الله! قال: بر والديك، ولا ترفع
عندهما صوتك، وإن أمراك أن تخرج من دنياك فاخرج لهما،
قال: زدني يا رسول الله! قال: لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل
شر، قال: زدني يا رسول الله! قال: أدب أهلك، وأنفق عليهم
من طولك، ولا ترفع عنهم عصاك، أخفهم في ذات الله (1).
قال معمر: يعني بالعصا اللسان بقول بعضهم.
(20123) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا الحسن بن عمارة
عن داود بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده قال: قال
رسول الله: علقوا السوط حيث يراها (2)
(20124) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
قال: لما قدم أبو موسى الأشعري وأبو عامر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبايعوه
وأسلموا، قال: ما فعلت امرأة منكم تدعى كذا وكذا؟ قالوا: تركناها
في أهلها، قال: فإنه قد غفر لها، قالوا: بما يا رسول الله! قال:
ببرها والدتها، قال: كانت لها أم عجوز كبيرة، فجاءهم النذير
أن العدو يريدون أن يغيروا عليكم الليلة، فارتحلوا لتلحقوا بعظيم
قومهم، ولم يكن معها ما تحتمل عليه، فعمدت إلى أمها فجعلت
تحملها على ظهرها. فإذا أعيت وضعتها، ثم ألزقت بطنها ببطن

(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي الدرداء مرفوعا ص 5
وأخرجه ابن ماجة في الفتن والأشربة مختصرا.
(2) كذا في (ص) وظني أنه سقط عقيبه (أهلك) أو نحوه، وقد أخرجه البخاري
في الأدب المفرد من طريق أبي المغيرة عن داود بن علي ولفظه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتعليق
السوط في البيت) ص 179 وفي الباب عن ابن عمر وجابر، راجع الكافي الشاف.
133

أمها، وجعلت رجليها تحت رجلي أمها من الرمضاء حتى نجت.
(20125) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه أن عمر بن الخطاب رد رجلا من الطريق أراد الغزو بغير إذن
أبويه، قال: وكان أبوه (1) حين خرج قد قال قولا، فبلغ ذلك
عمر، قال:
تركت أباك مرعشة يداه * وأمك ما تسيغ لها شرابا
أتاه مهاجران تكنفاه * ليترك شيخة خطئا وخابا
إذا يبكي (2) الحمام ببطن و ج * على بيضاته دعيا (3) كلابا (4)
(20126) - أخبرنا عبد الرزاق عن محمد بن مسلم الطائفي عن
إبراهيم بن ميسرة عن ابن المسيب قال: سمعته يقول: و ج واد مقدس،
هذا في حديث عمر.
(20127) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع ابن سيرين

(1) هو أمية بن الأسكر (بالسين المهملة) الكناني الليثي الجندعي، كان يسكن
الطائف، ذكره ابن حجر في الإصابة وذكر قصته ببسط.
(2) في الإصابة (إذا نعب الحمام).
(3) كذا في (ص) وفي الإصابة (ذكرا).
(4) هو ابن أمية بن الأسكر، وهو الذي أقفله سعد من غزو فارس بأمر عمر،
وشرح قصته في الإصابة 1: 68 وذكر خبر كلاب في حرف الكاف أيضا.
134

يحدث أن فتى يقال له جريج كان في صومعة يترهب فيها، فجاءته
أمه تسلم عليه، فقال: الصلاة أحق والصلاة آثر، فلم يجبها،
ثم جاءته الثانية فكذلك، ثم الثالثة، فغضبت فقالت: لا أماتني
الله حتى أراك مع المومسات - تعني مع الزناة (1) - فمكث ما شاء الله، فجاء
راعي غنم يوما فاستظل في صومعته، ثم مرت جارية هندية فقام إليها
الراعي فوطئها، فحملت، فسألوها، فقالت: من الراهب، فذهبوا إليه
فكلموه، فلم يكلمهم، فأرادوا أن يهدموا صومعته، فكلمهم،
وسأل الله أن يفرج عنه، فقالوا: يا مرائي! هذه الجارية قد حملت
منك، فعرف أنها دعوة أمه، فقال: دعوني أصلي (2) سجدتين،
قال: فصلى سجدتين، فسأل الله أن يفرج عنه، فقام إليها فمسح
بيده على بطنها، وإنهم لواقفون (3)، فقال: من أبوك؟ قال: راعي
آل فلان، قال: فنجا (4).
(20128) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن سعد بن
مسعود - أو غيره - عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من أحد
يكون له والدان أو واحد، فيبيتان عليه ساخطين (5) إلا فتح له بابان

(1) كذا في (ص) والمراد (الزواني).
(2) كذا في (ص).
(3) هذا هو الصواب، أو (وإنهما لواقفان) وقد وقع في (ص) (وإنهما
لواقفين) ولا وجه لا.
(4) هذا الحديث رواه الشيخان، وقد رواه البخاري من طريق ابن سيرين عن أبي
هريرة في المظالم وأحاديث الأنبياء 6: 305 ورواه من وجوه أخر أيضا، وقد
جمع ابن حجر بين ألفاظه المختلفة 6: 307.
(5) في (ص) (ساخطان).
135

من النار، وإن كان واحد (1) فواخد، لا أعلمه إلا قال: وإن ظلماه؟
قال: وإن ظلماه (2) قال؟؟؟ إن كان صباحا فكذلك (3).
باب عقوق الوالدين
(20129) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
عن مجاهد يرويه قال: لا يدخل الجنة عاق، ولا منان، ولا مدمن
خمر، ولا من أتى ذات محرم، ولا مرتد أعرابيا بعد هجرة (4).
(20130) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن

(1) كذا في (ص) وفي المشكاة (وإن كان واحدا فواحدا).
(2) في المشكاة تكريره ثلاث مرات.
(3) أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سليمان التيمي عن سعيد القيسي
عن ابن عباس موقوفا نحوه ص 3 كذا وقع في النسخ التي بين أيدينا (سعيد القيسي)
وكذا في تهذيب ابن حجر، والصواب عندي (سعد القيسي) (مكبرا) وهو سعد بن مسعود
القيسي، ذكره البخاري وقال: سمع ابن عباس، روى عنه صالح بن غزوان، ويقال:
سعد بن عتيق. وقال في سعد بن عتيق (عن سليمان التيمي عن سعد رجل منهم (يعني
من رهط سليمان التيمي، وهو قيسي، وإنما نسب تيميا لنزوله فيهم) سمع ابن عباس:
يبر والديه وإن ظلماه) فتبين أن هذا الخطأ في تسمية الراوي عن ابن عباس قديم العهد،
ولم يتنبه له الحافظ أيضا، ولعل هذا الخطأ أقدم عهدا من الحافظ، وتبين أيضا أن الرجل ليس
بمجهول لأنه روى عنه سليمان التيمي، وصالح بن غزوان، وأبان. وقد ذكره ابن أبي
حاتم أيضا، ولم يذكر هو ولا البخاري فيه جرحا، وهذا مما فتح الله علي والحمد لله. هذا
وقد رواه البيهقي في شعب الايمان عن ابن عباس مرفوعا أيضا، كما في المشكاة ص 413.
(4) أخرج النسائي والدارمي من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعا: (لا يدخل الجنة
منان، ولا عاق، ولا مدمن خمر) وروى الطبراني نحوه من حديث ابن عباس، رواه
عنه مجاهد كما في المنذري.
136

أبيه قال: مكتوب في التوراة: ملعون من سب أباه، ملعون من سب
أمه، ملعون من؟ رع (1) تخوم الأرض، ملعون من صد عن سبيل الله
أو ضال (2) سائلا.
(20131) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن أبي ذئب عن
سعيد بن أبي سعيد قال: سأل رجل كعبا عن العقوق ما تجدونه في
كتاب الله من عقوق الوالد؟ قال: إذا أقسم عليه لم يبرره، وإن سأله
لم يعطه، وإذا ائتمنه خانه، فذلك العقوق.
(20132) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هاشم الواسطي
يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: لعن الله من ذبح لغير الله،
لعن الله من غير منار الأرض، يعني الاعلام.
باب من يوقر وما جاء فيه
(20133) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: من السنة أن يوقر أربعة: العالم، وذو الشيبة، والسلطان
والوالد، قال: ويقال إن من الجفاء أن يدعو الرجل والده
باسمه.

(1) كذا في (ص) فإن كان محفوظا فالذي يظهر أنه (نزع) وتخوم الأرض:
معالمها وحدودها، والمراد نزع معالمها التي يهتدى بها في الطريق: أو أن يدخل الرجل في
ملك غيره فيقتطعه ظلما، قاله ابن الأثير، وفي رواية لعلي (سرق).
(2) كذا في (ص) فإن كان في أصل الدبري هكذا فيمكن أن يكون معناه: سعى
في إضلال السائل، أو السابل (الواحد من السابلة) وإن لم أجد (السابل) في المعاجم.
137

(20134) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
رجل أن أبا هريرة رأى رجلا يمشي بين يدي (1)، فقال: ما هذا
منك؟ قال: أبي، قال: فلا تمش بين يديه، ولا تجلس حتى
يجلس، ولا تدعه باسمه، ولا تستسب له (2).
(20136) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي عثمان عن شيخ
من أهل البصرة إن لقمان قال لابنه: يا بني! لا ترغب في ود
الجاهل فيرى أنك ترضى عمله ولا تتهاون بقمت الحكيم فيزهد
فيك (3).
(20136) - أخبرنا عبد الرزاق أسند الحديث قال: من تعظيم
جلال الله أن يوقر ذو الشيبة في الاسلام (4).
باب من مات؟؟؟ ولد
(20137) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن

(1) كذا في (ص) فإن كان محفوظا فالصواب فيما يليه (قلت: أبي) مكان قال:
أبي) وإن لم يكن محفوظا فصوابه (بين يدي رجل) وهو الأرجح عندي، لان رواية
البخاري في الأدب المفرد تؤيده.
(2) قال ابن الأثير: أي لا تعرضه للسب ولا تجره إليه، بأن تسب أبا غيرك فيسب
أباك مجازاة لك، والحديث أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق إسماعيل بن زكريا
عن هشام باختصار آخره ص 9.
(3) أخرجه ابن المبارك بعين هذا الاسناد وفيه (بغضب الحكيم) ص 484 وأخرجه
أحمد في الزهد عن المصنف ص 107.
(4) أخرج (د) من حديث أبي موسى مرفوعا: إن من إجلال الله إكرام ذي
الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه، ولا الجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط
138

أبي قلابة أن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لها شاك، فقالت: يا رسول
الله! ادع الله له فإنه آخر ثلاثة دفنتهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
جنة حصينة (1).
(20138) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: جاء الزبير بابنه عبد الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما
من مؤمنين يموت لهما ثلاثة إلا أدخلهم الله الجنة، فيقول لهم:
ادخلوا الجنة، فيقولون: وآباؤنا، فيقال لهم في الثالثة: وآباؤكم (2)
(20139) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث لم تمسه النار إلا تحلة القسم (3).
(20140) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس قال:
كان لام سليم من أبي طلحة ابن، فمرض مرضه الذي مات منه، فلما
مات غطته أمه بثوب، فدخل أبو طلحة، فقال: كيف أمسي ابني
اليوم؟ قالت: أمسى هادئا (4) فتعشى، ثم قالت له في بعض الليل:
أرأيت لو أن رجلا أعارك عارية ثم أخذها منك إذا جزعت؟ قال:

(1) أخرج أحمد نحوه من حديث رجل من الصحابة، ومن حديث امرأة يقال لها
رجاء، رواه أحمد عن عبد الرزاق عن هشام عن ابن سيرين، كما في الإصابة والزوائد
3: 6.
(2) أخرج الطبراني نحوه من حديث حبيبة كما في الزوائد 3: 7 وابن منده كما في
الإصابة 4: 270 و 271.
(3) أخرجه البخاري من طريق ابن عيينة عن الزهري 3: 79.
(4) أي ساكنا، سكنت نفسه.
139

لا، قالت: فإن الله أعارك عارية فأخذها منك، قال: فغدا إلى النبي
صلى الله عليه وسلم، فأخبره بقولها، وقد كان أصابها تلك الليلة، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: بارك الله لكما في ليلتكما، قال (1): فولدت غلاما كان
اسمه عبد الله، فذكر أنه كان خير أهل زمانه (2).
(20141) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
مات ابن لداود النبي صلى الله عليه وسلم فجزع عليه جزعا شديدا، فقيل له: ما
كان يعدل عندك (3)، قال: كان أحب إلي من أهل الأرض ذهبا،
قيل: فإن لك من الاجر على قدر ذلك، أو على حسب ذلك.
(20142) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع معاوية بن
قرة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم لناس من الأنصار: ما تعدون الرقوب
فيكم؟ قالوا: الذي لا ولد له، قال: لا ولكنه الذي لا فرط له،
قال: فما تعدون العائل فيكم؟ قالوا: الذي لا مال له، قال: لا،
ولكنه الذي لم يقدم لنفسه خيرا (4).
(20143) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عبد الله
ابن عثمان بن خثيم يرويه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما

(1) هو الأظهر عندي، وفي (ص) (قالت).
(2) أخرجه البخاري من وجه آخر 3: 109 ومسلم، وراجع مسند الطيالسي.
(3) هو الصواب عندي، وفي (ص) (عنك) يقال: ما يعدلك عندي شئ
أي ما يشبهك، والمعنى: بأي شئ توازنه؟ وما الذي تسوي بينه وبين ولدك؟
(4) أخرجه أبو يعلى والبزار من حديث أنس مرفوعا، وأبو يعلى وحده من حديث
أبي هريرة باختصار ذكر العائل، وأخرجه أحمد أطول من هذا من حديث رجل شهد
خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الزوائد 3: 11.
140

حسنا وحسينا، فجعل هذا على هذا الفخذ، وهذا على الفخذ،
ثم أقبل على الحسن فقبله، ثم أقبل على الحسين فقبله، ثم قال:
اللهم إني أحبهما فأحبهما، ثم قال: إن الولد مجبنة، مبخلة،
مجهلة (1).
باب الحياء والفحش
(20144) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن المنكدر عن
عروة عن عائشة قالت: أتى رجل فاستأذن على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: بئس أخ (2) القوم وابن العشيرة هذا! وقالت: فلما دخل أقبل عليه
بوجهه وحدثه، فلما خرج قالت: قلت يا رسول الله! ما قلت، ثم
أقبلت عليه بوجهك وحديثك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن شر الناس
منزلة عند الله يوم القيامة رجل اتقاه الناس لشره، أو قال: لفحشه (3).
(20145) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن

(1) أخرج ابن ماجة من طريق وهب عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن
أبي راشد عن يعلى العامري أنه قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضمهما
إليه وقال: إن الولد مبخلة ومجبنة ص 269 أي يحمل على البخل والجبن، وأما قوله: اللهم
إني أحبهما فأحبهما فأخرجه الشيخان والترمذي من حديث البراء بن عازب، وأما تقبيل
النبي صلى الله عليه وسلم إياهما فمروي في الترمذي وغيره، وراجع حديث عبد الله بن عثمان بن خيثم
عند الترمذي 4: 341 والزوائد 9: 179 إلى آخر الباب، وراجع في الزوائد 8: 155
حديث الأسود أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حسنا فقبله، ثم أقبل عليهم فقال: إن الولد مبخلة مجبنة
مجهلة.
(2) في (ص) (أخا).
(3) أخرجه البخاري من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر في 10: 362 و 403.
141

أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما كان الفحش في شئ
قط إلا شانه، ولا كان الحياء في شئ قط إلا زانه (1).
قال معمر: وبلغني أن الله يحب الحيي الحليم المتعفف، ويبغض
الفاحش البذئ السائل الملحف.
(20146) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر برجل من الأنصار وهو يعظ أخاه من
الحياء، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: [دعه] (2) فإن الحياء من الايمان (3).
(20147) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قرة عن عون بن
عبد الله قال: ثلاث من الايمان: الحياء، والعفاف (4)، والعي (5)، عي
اللسان - لا عي القلب، ولا عي العمل - وهن مما يزدن (6) في الآخرة
وينقصن (7) من الدنيا. وما يزدن (6) في الآخرة أكثر مما ينقصن (7) من
الدنيا، وثلاث مما ينقصن (7) من الآخرة ويزدن (6) في الدنيا: الفحش،
والشح، والبذاء. (8) وما ينقصن (7) من الآخرة أكثر مما يزدن (6)

(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد عن إبراهيم بن موسى عن المصنف ص 87.
(2) استدركته من الصحيح.
(3) أخرجه البخاري في مواضع، منها في 10: 399.
(4) في الحلية: (الحلم، والحياء، والعي).
(5) العي بالكسر: العجز عن النطق، وبالفتح العجز مطلقا.
(6) كذا في (ص) والحلية.
(7) في (ص) (ينقص) في جميع المواضع.
(8) في الحلية (البذاء، والجفاء، والبيان).
142

في الدنيا (1).
(20148) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن من سمع الحسن
يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حييا وما فتاه في خدرها بأشد حياء من
رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض الأمور (2).
(20149) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي
الضحى عن مسروق عن أبي مسعود الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
ما أدرك الناس من النبوة الأولى إلا قول الرجل: إذا لم تستحي فاصنع
ما شئت (3).
باب حسن الخلق
(20150) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي حازم
عن طلحة بن كريز الخزاعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله كريم
يحب الكرم ومعالي الأخلاق، ويكره سفسافها (4).

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق المسعودي عن عون 4: 248 وأخرجه
الطبراني من حديث قرة بن إياس مرفوعا، كما في الزوائد 8: 26.
(2) أخرج البخاري من حديث أبي سعيد الخدري: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء
من العذراء في خدرها 6: 373.
(3) أخرجه البخاري من حديث ربعي بن حراش عن أبي مسعود 10: 399.
(4) أخرج الطبراني نحوه من حديث سهل بن سعد في الكبير والأوسط ورجال
الكبير ثقات قاله الهيثمي، وأخرجه أيضا في الأوسط من حديث جابر، وفي إسناده من
لم يعرفه الهيثمي، وأخرجه أيضا من حديث حسين بن علي، وفي إسناده خالد بن إلياس،
ومن سواه ثقات، قاله الهيثمي في الزوائد 8: 188 والسفساف: الردئ من كل شئ،
والامر الحقير.
143

قال معمر: وبلغني عن أبي الدرداء أنه قال: إن الله يعطي بحسن
الخلق درجة القائم الصائم (1).
(20151) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن رجل من مزينة قال: قبل: يا رسول الله! ما أفضل ما أوتي الرجل
المسلم؟ قال: الخلق الحسن، قال: فما شر ما أوتي الرجل المسلم؟
قال: إذا كرهت أن يرى عليك شئ في نادي القوم فلا تفعله إذا
خلوت.
(20152) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن
الخطاب قال: خالطوا الناس بما يحبون، وزايلوهم بأعمالكم،
وجدوا (2) مع العامة.
(20153) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هارون بن رئاب
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني؟
قالوا: بلى، يا رسول الله! قال: أحاسنكم أخلاقا الموطؤن أكنافهم،
الذين يألفون يؤلفون، ثم قال: ألا أخبركم بأبغضكم إلي وأبعدكم
مني؟ قالوا: بلى يا رسول الله! [قال: الثرثارون، المتشدقون،
المتفيهقون، قالوا: يا رسول الله!] (3) قد عرفنا الثرثارون المتشدقون،

(1) أخرج الترمذي معناه من حديث أبي الدرداء مرفوعا 3: 146 في الزوائد
نحوه من حديث غير واحد 8: 24 و 25.
(2) كذا في (ص) وانظر هل الصواب (خذوا)؟.
(3) سقط من (ص) ولا بد منه.
144

فما المتفيهقون؟ قال: المتكبرون (1).
(20154) - أخبرنا معمر عن خلاد بن عبد الرحمن عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأحبكم إلي؟ حتى ظنوا أنه سيسمي
رجلا، قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أحبكم إلي أحبكم إلى
الناس، ألا أخبركم بأبغضكم إلي؟ حتى ظنوا أنه سيسمي رجلا،
قالوا: بلى يا رسول الله! قال: أبغضكم إلى أبغضكم إلى الناس.
(20155) - أخبرنا عبد الرزاق عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن
دينار قال: نزل النبي صلى الله عليه وسلم برجل ذي عكر (2) عن الإبل - وهي ستون
أو سبعون أو تسعون إلى مئة من الإبل - وبقر، وغنم، فلم ينزله،
ولم يضفه، ومر على امرأة بشويهات فأنزلته، وذبحت له، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: انظروا إلى هذا الذي له عكر من إبل، وبقر، وغنم،
مررنا به، فلم ينزلنا ولم يضفنا، وانظروا إلى هذه المرأة، إنما لها
شويهات، أنزلتنا وذبحت لنا، إنما هذه الأخلاق بيد الله، فمن
شاء أن يمنحه منها خلقا حسنا منحه (3).

(1) أخرج الترمذي نحوه من حديث جابر مرفوعا 3: 150 والطبراني والبزار
من حديث ابن مسعود، وأحمد والطبراني من حديث أبي ثعلبة الخشني، راجع الزوائد
8: 21.
(2) محركة جمع عكرة، وهي القطعة من الإبل.
(3) روى الفقرة الأخيرة بنحو معناها الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة مرفوعا
بسند فيه ضعيف، كما في الزوائد 8: 20
145

(20156) - قال: وقال عمرو: سمعت طاووسا يقول: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول: إنما يهدي إلى أحسن الأخلاق الله،
وإنما يصرف من أسوئها هو (1).
(20157) - قال: وقال عمرو بن دينار أيضا عن ابن أبي مليكة
عن يعلى بن مملك عن أم الدرداء قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
أثقل شئ في ميزان المؤمن يوم القيامة خلق حسن (2)، وإن الله
يبغض الفاحش البذئ (3).
باب الوباء والطاعون
(20158) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عامر بن سعد عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا
الوباء رجز أهلك الله به بعض الأمم قبلكم، وقد بقي منه في الأرض
شئ يجئ أحيانا ويذهب أحيانا، فإذا وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا
منها، وإذا سمعتم به في أرض فلا تأتوها (4).

(1) روى الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا: إنما يهدي أحسن الأخلاق هو،
ويصرف سيئها هو، كذا في الزوائد 8: 21.
(2) روى الترمذي من حديث عطاء عن أم الدرداء عن أبي الدرداء مرفوعا: مامن
شئ يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق 3: 146.
(3) رواه الطبراني بإسناد رجاله ثقات من حديث أسامة مرفوعا، كما في الزوائد
8: 64.
(4) أخرجه البخاري في ذكر بني إسرائيل، ومسلم والنسائي من طريق ابن
المنكدر وسالم أبي النضر عن عامر بن سعد، وأخرجه البخاري من غير هذا الوجه
أيضا، راجع 10: 140.
146

(20159) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الحميد
ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن عبد الله بن عبد الله بن
الحارث بن نوفل عن عبد الله بن العباس قال: خرج عمر بن الخطاب
يريد الشام، حتى إذا كان في بعض الطريق لقيه أبو عبيدة بن الجراح
وأصحابه، فأخبروه أن الوباء قد وقع بالشام، قال: فاستشار الناس،
فأشار عليه المهاجرون والأنصار أن يمضي، وقالوا: قد خرجنا لأمر
ولا نرى أن نرجع عنه، وقال الذين أسلموا يوم الفتح: معاذ الله أن
نرى هذا الرأي، أن نختار دار البلاء على دار العافية، وكان عبد الرحمن
ابن عوف غائبا، فجاء فقال: إن عندي من هذا علما، سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع
بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه، قال: فنادى عمر في الناس
فقال: إني مصبح على ظهر، فأصبحوا عليه، فقال له أبو عبيدة:
يا أمير المؤمنين! أفرارا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا
عبيدة! نعم، نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كانت لك
إبل فهبطت واديا له عدوتان (1) إحداهما خصبة والأخرى جدبة،
أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها
بقدر الله؟ قال: نعم، قال: وقال له: أرأيت لو رعى الجدبة وترك
الخصبة أكانت معجزة؟ (2) قال: نعم، قال: فسر إذا، قال:

(1) بضم العين المهملة وبكسرها، تثنية عدوة: المكان المرتفع من الوادي وهو
شاطئه.
(2) قال الحافظ: هو بتشديد الجيم.
147

فسار حتى أتى المدينة، فقال: هذا المحل وهذا المنزل إن شاء الله.
قال الزهري: فأخبرني سعيد بن المسيب أن عمر بن الخطاب رجع
بالناس يومئذ من سرغ (1).
(20160) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رجلا
مات في بعض الأرياف من الطاعون ففزع له الناس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
حين بلغه ذلك: فإني أرجو ألا تطلع إلينا بقاياها.
(20161) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة أن
أبا بكر كان إذا بعث جيوشا إلى الشام قال: اللهم ارزقهم الشهادة
طعنا وطاعونا (2).
(20162) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن عبد الله
ان ريسان قال: أخبرني من سمع فروة بن مسيك قال: قلت: يا رسول
الله! إن أرضا عندنا يقال لها: أبين (3)، هي أرض ريفنا وميرتنا،
وهي وبئة (4)، أو قال: وباؤها شديد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها

(1) بفتح السين المهملة وسكون الراء بعدها معجمة، مدينة افتتحها أبو عبيدة،
وهي واليرموك والجابية متصلات، بينها وبين المدينة الشريفة ثلاث عشرة مرحلة،
وهي أول الحجاز، كذا في الفتح 10: 142 والحديث أخرجه مسلم من طريق معمر،
والبخاري من طريق مالك عن الزهري 10: 142.
(2) روى أبو يعلى عن أبي بكر قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فقال: اللهم
طعنا وطاعونا، وراجع ما في الزوائد عن أحمد من دعائه صلى الله عليه وسلم: فخمى إذا أو طاعونا،
2: 311.
(3) أبين رجل من حمير، سميت الأرض باسمه، والريف بالكسر: الزرع. والميرة:
الطعام.
(4) الوبئة والوبيئة: كثير وباؤها.
148

عنك، فإن من القرف (1) التلف (2).
(20163) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن
أن عمر بن الخطاب قال: عجبت لتاجر هجر، وراكب البحر.
(20164) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: وقع
طاعون بالشام في عهد عمر، فكان الرجل لا يرجع إليه باقيه (3).
فقال عمرو بن العاص - وهو أمير الشام ويومئذ -: تفرقوا من هذا الرجز
في هذه الجبال وهذه الأودية، وقال شرحبيل بن حسنة: بل رحمة
ربكم، ودعوة نبيكم، وموت (4) الصالحين قبلكم، لقد أسلمت
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن هذا لأضل من حمار أهله (5)، فقال معاذ بن
جبل وسمعه يقول ذلك: اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من
هذا البلاء، قال: فطعنت له امرأتان فماتتا، ثم طعن ابن له،
فدخل عليه فقال (الحق من ربك فلا تكونن من الممترين) (6) فقال:
(ستجدني إن شاء الله من الصابرين) (7)، قال: ثم مات ابنه ذلك،

(1) القرف: ملابسة الداء ومداناة المرض، والتلف: الهلاك، وليس هذا من العدوي،
بل هو من باب الطب، فإن استصلاح الهواء من أعون الأشياء على صحة الأبدان، وفساد
الهواء من أسرع الأشياء إلى الأسقام، قاله ابن الأثير.
(2) أخرجه (د) في الكهانة والتطير من طريق المصنف.
(3) كأنه (بناقته).
(4) كذا في مسند أحمد، وفي (ص) (مؤونة).
(5) أخرجه أحمد من طريق همام عن قتادة عن شهر عن عبد الرحمن بن غنم
195.
(6) سورة البقرة، الآية: 147
(7) سورة الصافات، الآية، 102
149

فدفنه، ثم طعن معاذ، فجعل يغشى عليه، فإذا أفاق قال: رب
غمني غمك، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك، قال: ثم يغشى عليه،
فإذا أفاق قال مثل ذلك، قال: فأفاق، فإذا هو برجل (1) يبكي عنده،
قال: ما يبكيك؟ فقال: أم والله ما أبكي على دنيا أطمع أن أصيبها
منك، ولكني أبكي على العلم الذي أصيب منك، قال: فلا تبك،
فإن العلم لا يذهب، والتمسه من حيث التمسه خليل الله إبراهيم،
فإذا أنا مت فالتمس العلم عند أربعة نفر: عبد الله بن سلام،
وعبد الله بن مسعود، وسلمان، وعويمر أبي الدرداء، فإن أعيوك
فالناس أعيى، قال: ثم مات (2).
(20165) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: مر شريح
بقوم قد خرجوا من القرية فضربوا فساطيطهم، فقال: ما شأنهم؟
فقالوا: فروا من الطاعون، فقال: أنا وإياهم لعلى بساط واحد،
وأنا وإياهم من ذي حاجة لقريب.
(20166) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن عمر بن
الخطاب قال: بيت بركبة (3) إنما (4) من خمسين بيتا بالشام.
(20167) - قال معمر: وبلغني أن معاذ بن جبل قال: حين وقع الطاعون

(1) سماه في رواية البزار الحارث بن عميرة.
(2) أخرج البزار معناه بزيادات في حديث أطول من هذا، وبعضه يختلف عما
هنا.
(3) ركبة موضع بالحجاز، بين غمرة وذات عرق، قال مالك: يريد لطول الاعمار
والبقاء، ولشدة الوباء بالشام، قاله ابن الأثير.
(4) كذا في (ص) وفي النهاية: (لبيت بركبة أحب إلي الخ).
150

بالشام مرة فألم (1) أن يفنيهم (2) حتى قال الناس: هذا الطوفان (3)،
فأذن معاذ بالناس أن الصلاة جامعة، فاجتمعوا إليه، فقال: لا تجعلوا
رحمة ربكم ودعوة نبيكم كعذاب عذب به قوم، أما إني سأخبركم
بحديث لو ظننت أني أبقى فيكم ما حدثتكم به، ولكن خمس من
أدركهن منكم واستطاع أن يموت فليمت: أن يكفر امرؤ بعد إيمانه،
أو يسفك دما بغير حقه، أو يعطى المرء مال الله على أن يكذب ويفجر،
وأن يظهر الملاعن، وأن يقول الرجل: لا أدري ما أنا إن مت وإن
أنا حييت (4)، يعني الملاعن أن يلاعن الرجل أخاه.
ما وصف من الدواء
(20168) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن أم قيس ابنة محصن الأسدية
أخت عكاشة بن محصن الأسدية قالت: جاءت بابن لها إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم قد اعلقت عليه من العذرة (5)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علام تدغرن (6)

(1) أي كاد أن يفنيهم.
(2) الكلمة في (ص) غير تام النقط.
(3) في (ص) (الطاعون) والصواب عندي (الطوفان) فقد روى أبو نعيم عن
طارق بن شهاب قال: وقع الطاعون بالشام، فاستعر فيها، فقال الناس: ما هذا إلا
الطوفان إلا أنه ليس بماء (الحلية 1: 240).
(4) وفي الحلية: (أن يغدو الرجل منكم من منزله لا يدري أمؤمن هو أم منافق؟).
(5) بالضم: وجع الحلق، ويسمى سقوط اللهاة أيضا.
(6) الدغر: عمر الحلق.
151

أولاد كن بهذه العلق (1)، عليكم بهذا العود الهندي، يعني القسط،
فإن فيه سبعة أشفية، منها ذات الجنب (2)، ثم أخذ النبي صلى الله عليه وسلم
صبيها، فوضعه في حجره فبال عليه، فدعا بماء فنضحه، ولم يكن
الصبي بلغ أن يأكل الطعام (3)،
قال الزهري: فمضت السنة بذلك، قال الزهري: فيسعط للعذرة،
ويلد لذات الجنب (4).
(20169) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أخبرني
أبو سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول للشونيز: عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل
داء إلا السام، يريد الموت (5).
(20170) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
قال: رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه
رجلا كان به وجع، يعني الجنون.
(20171) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أشعث بن عبد الله
عن شهر بن حوشب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: العجوة من الجنة، وفيها

(1) كذا في (ص) فالظاهر أنه جمع علاق بالفتح، وفي الصحيح (بهذا العلاق).
(2) أخرجه البخاري من وجوه عن الزهري 10: 129 و 133.
(3) أخرجه البخاري من طريق مالك في 1: 226.
(4) أدرجه ابن عيينة عند البخاري 10: 129 وهذه الرواية تدل على أنه من كلام
الزهري.
(5) أخرجه البخاري من طريق عقيل عن الزهري 10: 112.
152

شفاء من السم، والكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين (1)
والكمأة: شحمة الأرض.
(20172) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: سألت الزهري
عن الترياق، فقال: لا أدري ما هو.
(20173) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: جاء
رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد كان أخوه اشتكى بطنه، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اسق أخاك عسلا، فرجع إليه، فقال: ما زاد إلا شدة، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: اسق أخاك عسلا، فقال مثل مقالته الأولى، حتى فعل
ذلك ثلاث مرات، فقال النبي صلى الله عليه وسلم. صدق القرآن وكذب بطن
أخيك، قال: فسقاه عسلا فكأنما نشط من عقال (2).
صباغ ونتف الشعر
(20174) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سعيد
الجريري عن عبد الله بن بريدة عن أبي الأسود عن أبي ذر قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحسن ما غير هذا الشعر الحناء والكتم (3).
(20175) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي

(1) روى الترمذي نحوه من طريق شهر بن حوشب عن أبي هريرة، وابن ماجة
من طريقه عن أبي سعيد وجابر، وراجع ما علقناه على مسند الحميدي 1: 44.
(2) أخرجه البخاري من طريق سعيد عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد
بمعناه 10: 109.
(3) أخرجه الترمذي وصححه 3: 55.
153

سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن اليهود والنصارى
لا تصبغ فخالفوهم (1).
(20176) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أمر
النبي صلى الله عليه وسلم بالاصباغ فأحلكها أحب إلينا، يعني أسودها.
(20177) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عائشة
أن أبا بكر كان يخضب بالحناء والكتم (2).
(20178) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
وقتادة عن أنس أن أبا بكر خضب لحيته بالحناء والكتم، وأن عمر
خضب لحيته بالحناء فردا (3).
(20179) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ليث عن
أبي الزبير عن جابر قال: أتي بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
الفتح كأن رأسه ثغامة بيضاء، فقال: غيروه وجنبوه السواد (4).
(20180) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب قال:
سمعت سعيد بن جبير يقول: يعمد أحدكم إلى نور جعله الله في وجهه
فيطفئه، قال أيوب: وذلك أني سألته عن الوسمة.

(1) أخرجه البخاري من طريق ابن عيينة عن الزهري 10: 275.
(2) أخرج مسلم من حديث أنس قال: (إختضب أبو بكر بالحناء والكتم)
وسيأتي، قال الحافظ: الكتم نبات باليمن يخرج الصبغ أسود يميل إلى الحمرة، وصبغ
الحناء أحمر، فالصبغ بهما يخرج بين السواد والحمرة (الفتح 10: 276).
(3) أخرجه مسلم ولفظه (بحتا) أي صرفا.
(4) أخرجه مسلم من طريق أبي خيثمة وابن جريج عن أبي الزبير 2: 199.
154

(20181) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون العبدي
قال: كان أبو سعيد الخدري لا يخضب، كانت لحيته بيضاء خصلا.
(20182) - أخبرنا معمر عن قتادة قال: رخص في صباغ الشعر
بالسواد للنساء.
(20182) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن خلاد بن
عبد الرحمن عن مجاهد قال: يكون في آخر الزمن قوم يصبغون
بالسواد، لا ينظر الله إليهم - أو قال: لا خلاق لهم -.
(20184) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كان
الحسين بن علي يخضب بالسواد.
قال معمر: رأيت الزهري يغلف بالسواد، وكان قصيرا (1).
(20185) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
البناني عن أنس قال: ما عددت في رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أربع
عشرة شعرة بيضاء (2).
(20186) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جابر عن أبي جعفر
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تنتفوا الشيب فإنه نور المسلم (3).

(1) ليس بالواضح البين في (ص).
(2) روى البخاري من طريق حماد بن زيد عن ثابت عن أنس، قال: لم يبلغ
أن يخضب، لو شئت أن أعد شمطاته في لحبته. 10: 274.
(2) روى الترمذي من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن نتف الشيب، وقال: إنه نور المسلم، حسنه الترمذي 4: 25 وروى مسلم عن
أنس قال: كنا نكره أن ينتف الرجل العشرة البيضاء من رأسه ولحيته.
155

(20187) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جابر عن أبي جعفر
أن حجاما أخذ من شارب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت شعرة بيضاء،
فأراد أن يأخذها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعها، كأنه أراد أن يستأصلها.
(20188) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق قال:
رأيت عليا على المنبر أبيض اللحية والرأس، عليه إزار ورداء.
(20189) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر أن رجلا سأل فرقد
السبخي عن الصباغ بالسواد، قال: بلغنا أنه يشتعل في رأسه ولحيته
نار، يعني يوم القيامة.
(20190) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كان
الحسن (1) بن علي يخضب بالسواد.
باب الأمانة وما جاء فيها
(20191) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث في المنافق وإن صلى وصام، وزعم أنه
مسلم: إن حدث كذب، وإن اؤتمن خان، وإن وعد أخلف (2).

(1) كذا هنا في (ص) وقد مر بهذا الاسناد (الحسين بن علي) فليحقق ما هو
الصواب رواية، وقد ثبت أن كلا الأخوين كانا يخضبان بالسواد، راجع الثالث من (سير
النبلاء) وغيره.
(2) روى مسلم من حديث عبد الرحمن بن يعقوب وابن المسيب عن أبي هريرة
مرفوعا: (آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم) 1: 56.
156

(20192) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يغرن (1) صلاة امرئ ولا صيامه،
من شاء صام ومن شاء صلى، ولكن لا دين لمن لا أمانة له.
(20193) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
عن شريح قال: سمعته يقول لرجل: يا عبد الله! دع ما يريبك
إلى ما لا يريبك، فوالله لا يدع عبد الله من ذلك شيئا فيجد فقده (2).
(20194) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن زيد بن
وهب عن حذيفة قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قال: رأيت
أحدهما وأنا أنتظر الاخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر (3) قلوب
الرجال، ونزل القرآن فقرؤا القرآن، وعلموا من السنة، ثم حدثنا
عن رفعهما، فقال: ترفع الأمانة فينام الرجل ثم يستيقظ وقد رفعت
الأمانة من قلبه، ويبقى أثرها كالوكت (4) - أو قال كالمجل (5) - كجمر
دحرجته على رجلك فهو يرى أن فيه شيئا (6) وليس فيه شئ، وترفع

(1) الكلمة ليست بواضحة في (ص).
(2) أخرجه ابن المبارك في الزهد عن إسماعيل المكي عن ابن سيرين. (زيادات نعيم
ص 11، رقم: 38.)
(3) بالفتح والكسر؟؟؟؟، وهو الأصل.
(4) بفتح الواو وسكون الكاف بعدها مثناة من فوق، هو الأثر اليسير، وقيل:
السواد اليسير.
(5) بالفتح ومحركة لغتان، هو التنفط الذي يصير في اليد من العمل بفأس أو نحوها،
ويصير كالقبة فيه ماء قليل.
(6) كذا في (ص) وفي مسلم (فتراه منتبرا وليس فيه شئ).
157

الأمانة حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا (1) وإن في بني فلان
رجلا أمينا (2) لقد رأسي حديثا (3) وما أبالي أيكم أبايع، لئن كان
مسلما ليردنه (4) علي إسلامه، وإن كان معاهدا ليردنه (4) علي ساعيه،
وأما اليوم فإني لم أكن لأبايع منكم إلا فلانا وفلانا (5).
باب الكذب والصدق وخطبة ابن مسعود
(20195) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن أبي مليكة أو غيره عن عائشة قالت: ما كان خلق أبغض إلى
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، ولقد كان الرجل يكذب عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم الكذبة، فما تزال في نفسه حتى يعلم أنه أحدث
منها توبة (6).
(20196) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد
ابن عبد الرحمن عن أمه أم كلثوم ابنة عقبة، وكانت من المهاجرات
الأول، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليس بالكاذب من
أصلح بين الناس فقال خيرا أو نمى خيرا (7).

(1) كذا في مسلم، وفي (ص) (رجل أمين).
(2) لم يكرره عند مسلم.
(3) كذا في (ص) وفي مسلم (ولقد أتى علي زمان).
(4) كذا في مسلم، وفي (ص) (ليوديه).
(5) أخرجه مسلم من طريق أبي معاوية ووكيع عن الأعمش 1: 82.
(6) رواه أحمد.
(7) أخرجه مسلم من طريق يونس عن الزهري 2: 325.
158

(20197) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن موسى بن
أبي شيبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبطل شهادة رجل في كذبه... (1)، ولا
أدري ما كانت تلك الكذبة، أكذب على الله أم كذب على رسوله صلى الله عليه وسلم
(20198) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان قال:
قال ابن مسعود: كل ما هو آت قريب، ألا إن البعيد ليس بآت،
لا يعجل الله لعجلة أحد، ولا يخف لأمر الناس ما شاء الله لامل الناس،
يريد الله أمرا ويريد الناس أمرا، ما شاء الله كان ولو كره الناس،
لا مقرب لما باعد الله، ولا مبعد لما قرب الله، ولا يكون شئ إلا بإذن
الله، أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثه بدعة، وكل بدعة ضلالة.
قال معمر: قال غير جعفر عن ابن مسعود: وخير ما ألقي في
القلب اليقين (2)، وخير الغنى غنى النفس، وخير العلم ما نفع،
وخير الهدى ما اتبع، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وإنما
يصير أحدكم إلى موضع أربع أذرع (3)، فلا تملوا الناس ولا تسئموهم،
فإن لكل نفس نشاطا وإقبالا، وإن لها سآمة وإدبارا، ألا وشر الروايا
روايا (4) الكذب، ألا وإن الكذب يعود إلى الفجور، والفجور يعود
إلى النار، ألا وعليكم بالصدق، فإن الصدق يعود إلى البر، وإن البر

(1) هنا في (ص) كلمة ممحوة.
(2) كذا في غير واحد من المراجع، وفي (ص) (التيقن).
(3) كذا في إزالة الخفاء والكنز أيضا، وفي الحلية (أربعة أذرع).
(4) جمع روية وهي ما يروي الانسان في نفسه من القول والفعل، أي يزور
ويفكر، وقيل: جمع راوية: الرجل الكثير الرواية، راجع النهاية.
159

يعود إلى الجنة، واعتبروا في ذلك أنهما إلفان (1)، يقال للصادق
يصدق حتى يكتب صديقا، ولا يزال يكذب حتى يكتب كاذبا،
ألا وإن الكذب لا يحل في جد ولا هزل، ولا أن يعد الرجل منكم
صبيه ثم لا ينجز له، ألا ولا تسألوا أهل الكتاب عن شئ
فإنهم قد طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وابتدعوا في دينهم،
فإن كنتم لا محالة بسائلهم (2) فما وافق كتابكم فخذوه، وما خالفه
فاهدوا (3) عنه واسكتوا، ألا وإن أصغر البيوت البيت الذي ليس فيه
من كتاب الله شئ، خرب كخرب البيت الذي لا عامر له، ألا وإن
الشيطان يخرج من البيت الذي يسمع فيه سورة البقرة تقرأ فيه (4).
(20199) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم
قال: سمعت أبا العالية يقول: أنتم أكثر صلاة وصياما ممن كان
قبلكم، ولكن الكذب قد جرى على ألسنتكم.
(20200) - أخبرنا عبد الرزاق عم معمر عن أبي إسحاق عن الزبير
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من ضمن لي ستا ضمنت له الجنة، قالوا: ما
هن؟ يا رسول الله! قال: إذا حدث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا

(1) كذا في (ص) وكذا ما بعده، وفي ابن ماجة بعد قوله: وإن البر يهدى إلى
الجنة: (وإنه يقال للصادق: صدق وبر، ويقال للكاذب: كذب وفجر، ألا وإن العبد
يكذب حتى يكتب عند الله كذابا).
(2) كذا في (ص) والصواب عندي (سائليهم).
(3) كذا في (ص).
(4) أخرج أكثره ابن أبي شيبة، وقد نقله شيخ مشائخنا الشاه ولي الله في كتابه
إزالة الخفاء (المقصد الثاني ص 186) والشيخ علي المتقي في الكنز 8: 126 تبعا للسيوطي
في الجامع الكبير، وكذا أخرج أكثره أبو نعيم في الحلية 1: 138 وأخرج بعضه ابن ماجة
في سننه ص 6.
160

اؤتمن أدى، ومن غض بصره، وحفظ فرجه، وكف يده (1)، أو
قال: لسانه.
(20201) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث أو عن مغيرة
عن الشعبي قال: كل خلق يطوي (2) عليه المؤمن إلا الخيانة (3) والكذب (4).
(20202) - أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: مثل
الاسلام كمثل شجرة فأصلها الشهادة، وساقها كذا - شيئا سماه -
وثمرها الورع، ولا خير في شجرة لا ثمر لها، ولا خير في إنسان
لا ورع له.
(20203) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري

(1) أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن المصنف، وقال: عن الزبير بن العوام،
قال الحافظ في المطالب العالية: هكذا أخرجه إسحاق في مسند الزبير بن العوام، وهكذا
رواه أحمد بن منصور الرمادي عن عبد الرزاق، ورواه زهير بن معاوية وغير واحد عن
أبي إسحاق عن الزبير بن عدي، ورواه غيرهم عن أبي إسحاق عن الزبير غير منسوب،
فإن كان معمر حفظه فهو صحيح الاسناد لكنه منقطع، وإن كان زهير حفظه فهو معضل،
قلت: لكنه اختلف على عبد الرزاق عن معمر فإن إسحاق والرمادي قالا: الزبير بن العوام،
ورواه الدبري عن عبد الرزاق فلم ينسبه كما ترى، وروى أحمد عن عبادة بن الصامت
نحو هذا الحديث.
(2) كذا في (ص) و (ح). وفي المشكاة عن أحمد من حديث أبي أمامة (يطبع)
أي يخلق ويجبل.
(3) كذا في المشكاة، وفي (ح) (النميمة) وهو خطأ، فإن الكلمة في أصلنا ممحو
أكثرها وبقي منها (نة) وظني أن نسخة (ح) نقلت من الأصل الذي صورت منه نسختنا،
وظن الناسخ أن الكلمة الممحوة (النميمة).
(4) أخرج أحمد عن أبي أمامة مرفوعا: يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة
والكذب، ورواه البيهقي عن سعد بن أبي وقاص.
161

أن أبا ذر قال: يصدق المسلم في كل شئ ما خلا بضاعته.
(20204) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
وغيره أن عمر بن الخطاب قال: قد أفلح من عصم من الهوى، والطمع،
والغضب، وليس فيما دون الصدق من الحديث خير.
(20205) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: لا يرخص في شئ مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث:
الزوج لامرأته، والمرأة لزوجها في المودة، والاصلاح بين الناس،
وفي الحرب (1)، فإن الحرب خدعة.
باب خطبة الحاجة
(20206) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن ابن مسعود قال: إذا أراد أحدكم أن يخطب خطبة
الحاجة فليبدأ وليقل: الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا، من يهدي الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا
هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا
عبده ورسوله، ثم يقرأ هذه الآيات: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (2) (اتقوا الله الذي تساءلون

(1) أخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد مرفوعا: لا يحل الكذب إلا في
ثلاث، يحدث الرجل امرأته ليرضيها، والكذب في الحرب، والكذب ليصلح بين الناس،
قال: وفي الباب عن أبي بكر 3: 127.
(2) سورة آل عمران، الآية: 102.
162

به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) (1) يا أيها الذين آمنوا اتقوا
الله وقولوا قولا سديدا) (2) (3).
(20207) - أخبرنا معمر (4) عن أبي إسحاق عن عبد الله (4)
مثله.
تشقيق الكلام
(20208) - قال عبد الرزاق قال معمر: أخبرني رجل من الأنصار
رفع الحديث، قال: كل حديث ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله فهو
أبتر (5) (20209) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بديل العقيلي عن
مجاهد قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم خطبة في بعض الامر، ثم قام أبو بكر
فخطب خطبة دون خطبة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام عمر فخطب خطبة دون خطبة
أبي بكر، ثم قام شاب فتى فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة فأذن
له، فطول الخطبة، فلم يزل يخطب حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: هيه
قط الان - أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (6) - ثم قال: إن الله لم يبعث

(1) سورة النساء، الآية: 1.
(2) سورة الأحزاب، الآية: 70.
(3) أخرجه (ت) 2: 178 و (د) و (س) وابن ماجة.
(4) كذا في (ص) وأرى أن هنا خطأ أو خطأين فليحقق.
(5) رواه (د) و (س) بلفظ: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر)
من حديث أبي هريرة مرفوعا، وراجع الفتح 1: 4 والتلخيص الحبير.
(6) أخرج (د) عن عمرو بن العاص مرفوعا: (لقد رأيت - أو أمرت - أن أتجوز
في القول، فإن الجواز هو خير) وروى مسلم عن عمار مرفوعا: (وأقصروا الخطبة،
وإن من البيان سحرا).
163

نبيا إلا مبلغا، وإن تشقيق الكلام من الشيطان (1) وإن من البيان
سحرا (2) أو من البيان سحر -.
باب الاستخارة
(20210) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود
كان يقول في الاستخارة: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك
بقدرتك، أسألك من فضلك العظيم، فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر
ولا أقدر، وأنت علام الغيوب، إن كان هذا الامر خيرا لي في دنياي،
وخيرا لي في معيشتي، وخيرا لي في عاقبة أمري فيسره لي، ثم بارك
لي فيه، وإن كان غير ذلك خيرا لي فاقدر لي الخير حيث كان،
وأرضني به يا رحمان (3).

(1) روى ابن السكن من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن حكيم بن جابر عن أبيه
أن أعرابيا مدح النبي صلى الله عليه وسلم حتى أزبد شدقيه، فقال: (عليكم بقلة الكلام، فإن تشقيق الكلام
من شقاشق الشيطان) ذكره الحافظ في الإصابة 1: 212.
(2) هذه القطعة رواها البخاري من حديث ابن عمر، ومسلم من حديث عمار.
(3) أخرج البخاري حديث الاستخارة عن جابر، والترمذي أيضا، قال: وفي الباب
عن عبد الله بن مسعود وأبي أيوب، قلت: حديث ابن مسعود أخرجه الطبراني في المعاجم
الثالثة، والبزار في مسنده. رواه البزار من طريق إبراهيم عن علقمة عن عبد الله كما في
كشف الأستار 2: 238 وحديث أبي أيوب رواه أحمد، وفي الباب عن ابن عمر، وابن
عباس، رواهما الطبراني، وعن أبي سعيد الخدري رواه أبو يعلى والطبراني كما في الزوائد
2: 280 والبزار كما في كشف الأستار (الخطية 2: 239).
164

(20211) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: فرح... (1)
بالغلام حين ولد لهما، وجزعا عليه حين مات، ولو عاش كان
فيه هلكتهما، فرضي امرو بقضاء الله، فإن خيرة الله للمؤمن فيما
يكره أكثر من خيرته فيما يحب.
(20212) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أنس أن
رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني يا رسول الله! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
خذ الامر بالتدبير (2) فإن رأيت في عاقبته خيرا فأمض، وإن خفت
غيا (3) فأمسك (4).
(20213) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما كان الرفق في قوم قط إلا
نفعهم، ولا كان الخرق في قوم قط إلا ضرهم (5).
(20214) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: كتب عمرو بن
العاص إلى معاوية في الأناة، فكتب إليه معاوية: أما بعد! فإن التفهم
في الخير زيادة ورشد، وإن الرشيد من رشد عن العجلة، وإن الخائب
من خاب عن الأناة، وإن المتثبت مصيب، أو كاد أن يكون مصيبا،
وإن المعجل مخطئ، أو كاد أن يكون مخطئا، وإنه من لا ينفعه الرفق

(1) ما في موضع النقاط ممحو في (ص) أكثره، وفي (ح) بياض
(2) كذا في المشكاة أيضا.
(3) في (ص) بإهمال العين، ويحتمل الصواب.
(4) رواه في شرح السنة كما في المشكاة.
(5) روى مسلم من حديث شريح بن هانئ عن عائشة (أن الرفق لا يكون في شئ
إلا زانه ولا ينزع من شئ إلا شأنه) 2: 322.
165

يضره الخرق، ومن لا تنفعه التجارب لا يدرك المعالي، ولن يبلغ
الرجل مبلغ الرأي حتى يغلب حلمه جهله، و... شهوته.
باب الماشي في النعل
(20215) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا انتعل أحدكم
فليبدأ باليمين، وإذا خلع فليبدأ باليسرى، ولينعلهما أو ليخلعهما
جميعا (1).
(20216) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي
صالح عن أبي هريرة قال: لا أعلمه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إذا
انقطع شسع أحدكم فلا يمش في نعل واحدة حتى يصلحهما (2).
(20217) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد
قال: أخبرني من رأى عليا يمشي في نعل واحدة وسط السماط.
(20218) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
قال: إنما يكره أن ينتعل الرجل قائما من أجل العنت.
(20219) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أنه كان لا يرى بأسا أن ينتعل الرجل وهو قائم.
(20220) - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن دينار

(1) أخرجه البخاري من حديث الأعرج عن أبي هريرة: 10: 240.
(2) أخرجه مسلم من حديث أبي رزين عن أبي هريرة.
166

قال: رأيت ابن عمر (1) يمشي في نعل واحدة أذرعا،
قال أبو بكر: ورأيت الثوري يمشي في نعل واحدة
وضع إحدى الرجلين على الأخرى
(20221) أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عباد
ابن نميم عن عمه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستلقيا في المسجد
رافعا إحدى رجليه على الأخرى (2)
قال الزهري: وأخبرني ابن المسيب قال: كان ذلك من عمر وعثمان
رحمة الله عليهما ما لا يحصى منهما (3)، قال الزهري: وجاء الناس بأمر
عظيم (4).
المهاجرة والحسد
(20222) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرني معمر عن الزهري
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تحاسدوا، ولا

(1) ممحو في (ص) وقد ذكر ابن عبد البر أنه ثبت عن علي وابن عمر.
(2) أخرجه البخاري من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري 10: 308.
(3) قال الحافظ: زاد الإسماعيلي في آخر الحديث (وإن أبا بكر كان يفعل ذلك،
وعمر، وعثمان) قال الحافظ: وكأنه لم يثبت عنده النهي عن ذلك أو ثبت لكنه رآه منسوخا
10: 308.
(4) كأن الزهري يشير إلى ما رواه أبو الزبير عن جابر رفعه: (لا يستلقين أحدكم
ثم يضع إحدى رجليه على الأخرى) أخرجه مسلم.
167

تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه
فوق ثلاث (1).
(20223) - أخبرنا معمر عن الزهري عن عطاء بن يزيد الليثي
عن أبي أيوب الأنصاري - قال لا أعلمه إلا رفع الحديث إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم - قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام، يلتقيان
فيصد (2) هذا ويصد (2) هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام (3).
(20224) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عمر بن سعد
قال: أخبرنا سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قتل
المسلم كفر، وسبابه فسوق، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق
ثلاثة أيام (4).
(20225) - أخبرنا معمر عن عبد الكريم الجزري عن مجاهد
في قوله: (ادفع بالتي هي أحسن (5) قال: هو السلام، تسلم
عليه إذا لقيته.
(20226) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سهيل بن

(1) أخرجه البخاري من طريق شعيب عن الزهري 10: 370 وأخرجه مسلم
أيضا.
(2) في الصحيح (فيعرض).
(3) أخرجه البخاري من طريق مالك عن الزهري 10: 380.
(4) أخرجه ابن ماجة من طريق شريك عن أبي إسحاق عن محمد بن سعد (بدل)
عمر بن سعد) باختصار الشطر الأخير ص 291.
(5) سورة فصلت، الآية. 34.
168

أبي صالح عن أبيه هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفتح
أبواب الجنة في كل اثنين وخميس - وقال غير سهيل: تعرض
الأعمال كل اثنين وخميس - فيغفر الله لكل عبد لا يشرك به شيئا
إلا المتشاحنين، يقول الله للملائكة: دعوهما حتى يصطلحا (1).
(20227) - أخبرنا معمر عن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أعن
أخاك ظالما أو مظلوما (2).
باب الظن
(20228) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن أبي هريرة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب
الحديث (3).
باب صلة الرحم
(20229) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: حدثني
أبو سلمة بن عبد الرحمن أن ردادا الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن

(1) أخرجه مسلم.
(2) أخرجه ابن عدي من طريق حديج بن معاوية عن أبي الزبير عن جابر مرفوعا
بهذا اللفظ، قاله الحافظ، وأخرجه البخاري من حديث أنس بلفظ: (انصر أخاك) وفي
أحد طريقيه (قالوا: يا رسول الله! هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما، فقال: تأخذ
فوق يديه) 5: 61.
(3) أخرجه البخاري من طريق ابن المبارك عن معمر 10: 369.
169

عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قاطع (1).
(20230) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرحم شعبة من الرحمن، تجئ يوم
القيامة لها أجنحة تحت العرش تكلم بلسان طلق ذلق، تقول. اللهم
صلى من وصلني، واقطع من قطعني (2).
(20231) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
- قال: لا أعلمه إلا رفعه - قال: ثلاث من كن فيه رأى وبالهن قبل
موته: من قطع رحما أمر الله بها أن توصل، ومن حلف على يمين
فاجرة ليقطع بها مال امرئ مسلم، ومن دعا دعوة يتكثر بها فإنه
لا يزداد إلا قلة، وما من طاعة الله شئ أعجل ثوابا من صلة الرحم،
ومن معصية الله شئ أعجل عقوبة من قطيعة الرحم، وإن القوم
ليتواصلون وهم فجرة فتكثر أموالهم، ويكثر عددهم، وإنهم

(1) حديث عبد الرحمن بن عوف رواه الترمذي وغيره بلفظ: (أنا الله، وأنا
الرحمن، خلقت الرحم وشققت لها من اسمي، فمن وصلها وصلته، ومن قطعها بتته)
رواه عن الزهري عن أبي سلمة عن أبيه، وقال: رواه معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن رداد عن عبد الرحمن بن عوف. قال البخاري: حديث معمر خطأ 3: 188 قلت:
رواه ابن حبان من طريق معمر أيضا بلفظ الترمذي، وأما بلفظ المصنف فرواه الترمذي،
والبخاري في الأدب المفرد من حديث جبير بن مطعم، فانظر هل وقع في النسخة سقط
فيما بين إسناد حديث ابن عوف ومتن حديث جبير، فسقط متن الأول وإسناد الثاني،
وسيأتي حديث ابن عوف بلفظ ابن حبان قريبا، وحديث جبير بن مطعم أيضا.
(2) أنظر حديث أبي هريرة عند البخاري 10 6 322 ومسلم ولفظه: (شجنة
من الرحمن) والشجنة: عروق الشجرة المشتبكة، والمعنى أنها أثر من آثار الرحمة مشتبكة
بها، فالقاطع لها منقطع من رحمة الله، قاله الحافظ، واعلم أن الناسخ فيما أرى أدخل هنا
حديثا في حديث، وأسقط متن حديث وإسناد حديث، وسيأتي على الصواب.
170

ليتقاطعون فتقل أموالهم ويقل عددهم، واليمين الفاجرة تدع الدار (1)
بلاقع (2).
(20232) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عكرمة
قال: قال عمر بن الخطاب: ليس الوصل (3) أن تصل من وصلك،
ذلك القصاص، ولكن الوصل أن تصل من قطعك (4).
(20233) - أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس
قال: إن الرحم تقطع، وإن النعمة تكفر، وإن الله عز وجل إذا قارب
بين القلوب لم يزحزحها شئ أبدا، قال: ثم قرأ ابن عباس (لو
أنفقت ما في الأرض جميعا) (5) الآية (6).
(20234) - أخبرنا معمر عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة
ابن عبد الرحمن أن ردادا الليثي أخبره عن عبد الرحمن بن

(1) كذا في (ص) والمشتهر على الألسنة (الديار) وهو المروي في حديث أبي
هريرة عند الخطيب، و (هق). ومرسل مكحول عند (هق).
(2) أخرج ابن حبان منه تعجيل ثواب صلة الرحم من حديث الحسن عن أبي بكرة
مرفوعا (الموارد ص 499) وتعجيل عقوبة القطيعة من حديث عبد الرحمن والد عيينة
عن أبي بكرة ص 500 وأخرج بعضه ابن جرير والطبراني في الأوسط، راجع الكنز
2: 75 والزوائد 8: 152.
(3) في (ص) (الواصل).
(4) أخرج أحمد والبخاري: (ليس الواصل بالمكافئ... الحديث) من رواية
ابن عمرو مرفوعا.
(5) سورة الأنفال، الآية: 63.
(6) أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص 41 وابن المبارك عن معمر في الزهد له
ص 123.
171

عوف أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تبارك وتعالى: أنا الله،
وأنا الرحمن، خلفت الرحم وشققت من اسمي، فمن وصلها وصلته
ومن قطعها بتته (1).
(20235) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره النساء في الأجل، والزيادة في الرزق
فليتق الله وليصل رحمه (2)،
(20236) - قال معمر: وسمعت عطاء الخراساني يقول عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم مثله.
ويبني بالنسأ يوفق له فيقوم الليل فهو النساء ليس الزيادة في
الأجل (3).
(20237) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق الهمداني عن ابن أبي
حسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أدلكم على خير أخلاق أهل
الدنيا والآخرة، أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو

(1) هذا هو الصواب عندي في متن حديث عبد الرحمن بن عوف.
(2) أخرجه الشيخان من حديث أنس، وأحمد والبخاري من حديث أبي هريرة،
وابن جرير والطبراني من حديث ابن عباس، وأحمد وسعيد بن منصور عن ثوبان، وغيرهم
عن غيرهم بمعناه، راجع الكنز 2: 75 والزوائد 8: 153.
(3) وقد روى الطبراني عن أبي الدرداء مرفوعا: إنه الرجل تكون له الذرية الصالحة
فيدعون له من بعده فيبلغه ذلك، فذلك الذي ينسأ في أجله، قال الهيثمي: ليس في إسناده
متروك، ولكنهم ضعفوا، كذا في الزوائد 8: 153.
172

عمن ظلمك (1).
(20238) - أخبرنا معمر عن الزهري عن محمد ابن جبير بن
مطعم عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل
الجنة قاطع.
(20239) - أخبرنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرحم شعبة من الرحمن تجئ يوم القيامة تتكلم
بلسان طلق ذلق، فمن أشارت إليه بوصل وصله الله، ومن أشارت
إليه بقطع قطعه الله (2)
(20240) - أخبرنا معمر عن قتادة... (3) قال: تجئ
الرحم يوم القيامة لها جنحة (4) تحت العرش تكلم بلسان طلق ذلق،
تقول: اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني (5).

(1) روى هناد عن عطاء مرسلا: (الفضل في أن تصل من وصلك... الخ)
كما في الكنز 2: 74.
(2) هذا هو الصواب في حديث طاووس، وقد نبهنا على تصرف الناسخ فيه فيما
سبق، وقد أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس مرفوعا كما في الكنز 2:
74، رقم: 1818 وأخرج نحوه عن ابن عمر أيضا، ولفظ الحاكم (شجنة) مكان
(شعبة).
(3) ما في موضع النقاط ممحو أكثره، واعلم أن هذا هو الصواب في إسناد الحديث
الآتي، وقد ألزق به الناسخ إسنادا آخر سهوا فيما تقدم.
(4) كذا في (ص) وتقدم (أجنحة) والصواب عندي (حجنة) ففي حديث
عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (لها حجنة كحجنة المغزل) وهي بالضم الاعوجاج،
وتكون في رأس المغزل حديدة معقفة يقال لها: الصنارة.
(5) أخرج أبو نعيم في المعرفة عن عبد الرحمن بن عوف: (تنادي الرحم من تحت
العرش: يا رب! صل من وصلني، واقطع من قطعني، وأخرج مثله ابن النجار عن
أبي هدبة عن أنس، وراجع الكنز 2: 74.
173

(20241) - أخبرنا معمر عن رجل عن شهر بن حوشب قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة قاطع رحم ولا مدمن خمر.
(20242) - أخبرنا معمر عن الأعمش قال: كان ابن مسعود
جالسا بعد الصبح في حلقة، فقال: أنشد الله قاطع رحم إلا ما قام عنا،
فإنا نريد أن ندعو ربنا وإن أبواب السماء مرتجة (1) دون قاطع الرحم (2).
باب الفطرة والختان
(20243) - أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خمس من الفطرة: الاستحداد،
والختان، وقص الشارب، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار (3).
(20244) - أخبرنا معمر عن عمرو قال في الختان: هو للرجال
سنة وللنساء طهرة.

(1) أي مغلقة، من الارتاج.
(2) أخرجه الطبراني، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا أن الأعمش لم يدرك
بن مسعود 8: 151.
(3) أخرجه الترمذي من طريق المصنف 4: 8. والاستحداد: حلق العانة، سمي به
لاستعمال الحديدة، والحديث أخرجه الشيخان أيضا.
174

(20245) - أخبرنا معمر عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب قال:
إبراهيم أول من اختتن، وأول من قرى الصيف، وأول من رأى الشيب،
قال: فلما رأى الشيب قال: أي رب ما هذا؟ قال: هذا وقار وحلم،
قال: أي رب زدني وقارا، قال: واختتن وهو ابن عشرين ومئة،
ومات وهو ابن مئتي سنة
قال عبد الرزاق: واختتن بالقدوم اسم، هكذا أخبرني معمر لا شك.
(20246) - أخبرنا معمر عن قتادة عن رجل عن ابن عباس أنه
كره ذبيحة الارغل، وقال: لا تقبل صلاته، ولا تجوز شهادته.
(20247) - قال معمر: وسألت حماد بن أبي سليمان عن ذبيحته،
فقال: لا بأس بها.
(20248) - أخبرنا ابن أبي يحيى عن داود بن الحصين عن عكرمة
عن ابن عباس قال: لا تقبل صلاة رجل لم يختتن.
(20249) - أخبرنا معمر عن الحسن قال: إذا أسلم الرجل
فخشي على نفسه العنت إن اختتن لم يختتن، وتؤكل ذبيحته،
وتقبل صلاته، وتجوز شهادته.
باب الاغتياب والشتم
(20250) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن سعيد بن جبير عن أبي عبد الرحمن عن أبي موسى الأشعري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحد أصبر على الأذى من الله عز وجل، يدعون
175

له ولدا وهو يعفو عنهم، ويدعون له صاحبة وشريكا وهو يرزقهم
ويدفع عنهم (1).
(20251) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبان وغيره
أن النبي صلى الله عليه وسلم قام بعد صلاة العصر فرفع صوته حتى أسمع العواتق
في خدورهن، قال: يا معشر من أعطى الاسلام بلسانه، ولم يدخل
الايمان قلبه، لا تؤذوا المؤمنين ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع
عورات المؤمنين تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته يفضحه
في بيته (2).
(20252) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن محمد
ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أربى
الربا شتم الاعراض، وأشد الشتم الهجاء، والراوية أحد الشاتمين.
(20253) - أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب قال:
أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه المسلم (3).
(20254) - أخبرنا معمر عمن سمع الحسن يقول: إن المؤمن لا

(1) أخرجه البخاري في الأدب 10: 391 وفي التوحيد.
(2) رواه (د) من حديث أبي برزة الأسلمي، ص 669 والترمذي من حديث
ابن عمر 3: 156، ورواه الطبراني من حديث بريدة وابن عباس، وأبو يعلى من حديث
البراء، ورجاله ثقات قاله الهيثمي 8: 93.
(3) أخرجه (د) عن سعيد بن زيد مرفوعا، وزاد في آخره (بغير حق) وأخرج
الطبراني عن قيس بن سعد مرفوعا: (أربى الربا أن يستطيل الرجل في شتم أخيه المسلم)
كما في الزوائد 10: 73.
176

بجهل، وإن جهل عليه حلم، وإن ظلم غفر، وإن حرم صبر،
قال: وقال الحسن: الغيبة أن تذكره بما فيه، فإذا ذكرته بما
ليس فيه فقد بهته (1).
(20255) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن زيد بن أثيع أن
رجلا كان يشتم أبا بكر، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، فلما ذهب أبو بكر
لينتصر منه قام النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له أبو بكر: شتمني، فلما
ذهبت لأرد عليه قمت، قال: إن الملك كان معك، فلما ذهبت
لترد عليه قام فقمت (2).
(20256) - أخبرنا معمر عن قتادة أن عياض بن حمار (3) قال:
يا رسول الله! أرأيت إن شتمني رجل هو أوضع مني، هل علي جناح
أن أنتصر منه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المتشاتمان شيطانان يتهاتران
ويتكاذبان (4)، قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المتشاتمان ما قالا على
الأول حتى يعتدي المظلوم (5).
(20257) - أخبرنا معمر عن قتادة أن رجلا هجا قوما في زمان
عمر بن الخطاب، فجاء رجل منهم فاستأدى عليه عمر، فقال عمر:

(1) رواه العلاء عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعا (د ص 668).
(2) أخرجه (د) عن ابن المسيب مرسلا، ثم من حديث سعيد بن أبي سعيد عن
أبي هريرة ص 671.
(3) باسم الحيوان المعروف وقد صحفه ناشر الزوائد، فأثبت (حماد) بالدال.
(4) أخرجه أحمد والطبراني والبزار، ورجال أحمد رجال الصحيح، قاله الهيثمي
8: 75.
(5) رواه (د) من حديث أبي هريرة مرفوعا بمعناه، وأبو يعلى من حديث أنس.
177

لكم لسانه، دعا الرجل، فقال: إياكم أن تعرضوا له بالذي قلت،
فإني إنما قلت ذلك عند الناس كيما لا يعود (1).
(20258) - أخبرنا معمر عن أبان عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من اغتيب عنده أخوه المسلم فنصره، نصره الله في الدنيا والآخرة،
وإن لم ينصره أدركه الله في الدنيا والآخرة.
(20259) - أخبرنا معمر عن زيد بن أسلم قال: إنما الغيبة لمن
[لم] (2) يعلن بالمعاصي (3).
(20260) - أخبرنا معمر عن بعض المكيين أن عبد الله بن عمرو
ابن العاص قال: أشهد أنك بيت الله وأن الله عظم حرمتك، وأن حرمة
المسلم أعظم من حرمتك (4).
(20261) - أخبرنا معمر عن الأعمش أن عمر ابن الخطاب قال:
ما شأنكم إذا سمعتم الرجل يمزق عرض أخيه لم تردوه، قالوا:
نخاف لسانه، قال: ذلك أدنى ألا تكونوا شهداء.
(20262) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي

(1) أخرج (د) من حديث جابر وأبي طلحة: (ما من امرئ يخذل امرأ مسلما
في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصره)
ص 669.
(2) كذا في المقاصد للسخاوي، وهو الصواب.
(3) أخرجه البيهقي في الشعب له كما في المقاصد.
(4) أخرجه الترمذي عن ابن عمر بن الخطاب 3: 156 وأخرجه الطبراني من
حديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا كما في الزوائد 1: 81.
178

قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البر لا يبلى، والاثم لا ينسى
[والديان لا يموت، فكن كما شئت] (1) كما تدين تدان (2).
(20263) - أخبرنا معمر عن أبان أن عيسى بن مريم [ما عاب] (3)
شيئا قط، فمر هو وأصحابه على كلب ميت، فقال له بعضهم
ما أنتن ريحه! فقال عيسى بن مريم: ما أبيض أسنانه.
(20264) - أخبرنا معمر عن قتادة قال: كان يقال: نعما
للعبد أن تكون عفلته (44) فيما أحل الله.
(20265) - أخبرنا ابن جريج وابن أبي (4) قالا: تشاتم رجلان
عند أبي بكر، فلم يقل لهما شيئا، وتشاتم رجلان عند عمر فأدبهما.
باب سباب المذنب
(20266) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
أبي عبيدة عن ابن مسعود قال: إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا فلا
تكونوا أعوانا للشيطان عليه، تقولوا: اللهم اخزه، اللهم العنه، ولكن

(1) ممحو في (ص) وقد استدركته من الأسماء والصفات للبيهقي، والمقاصد
للسخاوي.
(2) أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات له من طريق الرمادي عن المصنف
ص 60.
(3) ممحو في (ص).
(4) كذا في (ص).
179

سلوا الله العافية (1)، فإنا أصحاب محمد كنا لا نقول في أحد شيئا
حتى نعلم على ما يموت، فإن ختم له بخير علمنا أنه قد أصاب خيرا،
وإن ختم له بشر خفنا عليه عمله.
(20267) - أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة أن أبا الدرداء
مر على رجل قد أصاب ذنبا فكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه
في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبوا أخاكم،
واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا تبغضه؟ قال: إنما أبغض
عمله، فإذا تركه فهو أخي. قال: وقال أبو الدرداء: ادع الله في يوم
سرائك لعله أن يستجيب في يوم ضرائك (2).
(20268) - أخبرنا معمر عن قتادة قال: سب الحجاج بن يوسف
رجل عند عمر بن عبد العزيز، فقال عمر: أظلمك بشئ؟ قال:
نعم، ظلمني بكذا وكذا، قال عمر: فهلا تركت مظلمتك حتى
تقدم عليها يوم القيامة وهي وافرة (3).

(1) أخرج البخاري من حديث أبي هريرة في حديث الشارب الذي ضربوه قال:
(فلما انصرف قال القوم: أخزاك الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقولوا هكذا، لا تعينوا
عليه الشيطان) قال الحافظ: وفي بعض الطرق عند (د) (ولكن قولوا: اللهم اغفر له،
اللهم ارحمه) كذا في الفتح 12: 53.
(2) أخرجه أبو نعيم من طريق المصنف 1: 225.
(3) وروى ابن المبارك عن رياح بن عبيدة، قال: كنت قاعدا عند عمر بن عبد العزيز
فذكر الحجاج فشتمته، فقال عمر: مهلا يا رياح! إنه بلغني أن الرجل يظلم بالمظلمة،
فلا يزال المظلوم يشتم الظالم حتى يستوفي حقه، ويكون للظالم الفضل عليه ص 238.
180

باب الحب والبغض
(20269) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن أبيه
قال: قال لي عمر بن الخطاب: يا أسلم! لا يكن حبك كلفا، ولا
يكن بغضك تلفا، قلت: وكيف ذلك؟ قال: إذا أحببت فلا تكلف
كما يكلف الصبي بالشئ يحبه، وإذا أبغضت فلا تبغض بغضا تحب
أن يتلف صاحبك ويهلك (1).
(20270) - أخبرنا معمر عمن سمع الحسن يقول: أحبوا هونا
وأبغضوا هونا (2)، فقد أفرط أقوام في حب أقوام فهلكوا، وأفرط
أقوام في بغض أقوام فهلكوا، لا تفرط في حبك، ولا تفرط في
بغضك، من وجد دون أخيه سترا فلا يكشف، لا تجسس أخاك فقد
نهيت أن تجسسه، لا تحقر عليه ولا تنفر عنه.
باب الذنوب
(20271) - قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان
عن يزيد بن الأصم (3) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
.

(1) في (ص) (و؟ هلك).
(2) أخرج الترمذي من حديث أبي هريرة مرفوعا: (أحبب حبيبك هونا ما عسى
أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما).
قال: والصحيح هذا عن علي موقوف 3: 144.
(3) ممحو في (ص).
181

والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون
فيستغفرون، فيغفر لهم (1).
(20272) - أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي ذر قال:
قال الله: يا عبادي! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته عليكم محرما،
فلا تظلموا العباد (2)، يا عبادي! إنكم تخطئون بالليل والنهار،
فاستغفروني، فإني أغفر لكم الذنوب جميعا ولا أبالي، يا عبادي! لو
أن أولكم وآخركم، وجنكم وإنسكم، وصغيركم وكبيركم، كانوا
على قلب أفجركم، لم ينقص من ملكي شيئا، ولو أن أولكم وآخركم،
وجنكم وإنسكم، وصغيركم، وكبيركم، سألوني فأعطيت لكل رجل منهم
مسألته، لم ينقص ذلك مما عندي شيئا، كرأس المخيط يغمس في البحر (3)
(20273) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن سعيد بن جبير قال: ما أحد أصبر على الأذى من الله، يدعون له
ولدا وهو يعفو عنهم، ويدعون له صاحبا وشريكا وهو يرزقهم، ويدفع
عنهم. قال: قلت: من حدثك هذا؟ قال: أبو عبد الرحمن السلمي
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم (4)
(20274) - أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين أن ابن مسعود
قال: إن الرجل من بني إسرائيل إذا أذنب ذنبا أصبح على بابه

(1) أخرجه مسلم من طريق المصنف 2: 355.
(2) كذا في (ص) وفي مسلم (فلا تظالموا يا عبادي! إنكم... الخ)
(3) أخرجه مسلم، وهو في مشكاة المصابيح ص 195
(4) أخرجه البخاري من طريق سفيان عن الأعمش 10: 391
182

مكتوب أذنبت كذا وكذا، وكفارته كذا وكذا من العمل، فلعله
أن يتكاثر أن يعمله
قال ابن مسعود: ما أحب أن الله أعطانا ذلك مكان هذه الآية
(من يعمل سواء أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا
رحيما) (1).
(20275) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن [أبي] عبيدة
عن ابن مسعود أن رجلا مر برجل وهو ساجد فوطئ على رقبته،
فقال: أتطؤ على رقبتي وأنا ساجد، لا والله، لا يغفر الله لك هذا
أبدا، قال: فقال الله: أتتألى علي فإني قد غفرت له.
(20276) - أخبرنا معمر عن قتادة أو الحسن - أو كليهما - قال:
الظلم ثلاثة: ظلم لا يغفر، وظلم لا يترك، وظلم يغفر، فأما
الظلم الذي لا يغفر فالشرك بالله، وأما الظلم الذي لا يترك فظلم
الناس بعضهم بعضا، وأما الظلم الذي يغفر فظلم العبد نفسه فيما
بينه وبين ربه.
(20277) - أخبرنا معمر قال: في صحيفة جابر بن عبد الله،
قال: موجبتان، ومضعفتان ومثلا بمثل: فأما الموجبتان فمن لقي
الله لا يشرك به دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك به دخل النار،
قال: وأما المضعفتان فمن عمل حسنة كتبت له بعشر أمثالها إلى سبع
مئة ضعف، وأما مثلا بمثل فمن عمل سيئة كتبت عليه مثلها.

(1) سورة النساء، الآية: 110.
183

باب محقرات الذنوب
(20278) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود [قال: مثل محقرات] (1)
الذنوب كمثل قوم سفر نزلوا بأرض قفر معهم طعام [لا يصلحهم
إلا النار] (2) فتفرقوا فجعل هذا يجئ بالروثة، ويجئ هذا بالعظم،
ويجئ هذا بالعود، حتى جمعوا من ذلك ما أصلحوا به طعامهم،
فكذلك صاحب المحقرات يكذب الكذبة، ويذنب الذنب، ويجمع
من ذلك ما لعله أن يكبه الله به على وجهه في نار جهنم (3).
(20279) - أخبرنا معمر عمن سمع الحسن يقول: ليس من أحد
يلقى الله إلا أذنب إلا يحيى بن زكريا [عليهما السلام] فإنه لم يذنب
ولم يهم بامرأة.
باب من يضحك الله إليه
(20280) - أخبرنا معمر عن همام بن منبه أنه سمع أبا هريرة
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما الاخر

(1) ممحو في (ص).
(2 ممحو في (ص) فلتراجع نسخة أخرى، والاستدراك من الزوائد.
(3) أخرجه الطبراني موقوفا بإسنادين، رجال أحدهما رجال الصحيح، قاله
الهيثمي، قلت: ورواه أحمد والطبراني وأبو يعلى من حديث ابن مسعود مرفوعا، ورواه
الطبراني أيضا من حديث سهل بن سعد. راجع الزوائد 10: 391 و 392.
184

كلاهما يدخل الجنة، قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله! قال: يقتل
هذا فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الاخر فيهديه إلى الاسلام، ثم
يجاهد في سبيل الله فيستشهد (1).
(20281) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن
مسعود قال: رجلان يضحك الله إليهما، رجل تحته فرس من أمثل خيل
أصحابه فلقوا العدو فانهزموا، وثبت إلى أن قتل شهيدا، فذلك يضحك
الله منه، فيقول: انظروا إلى عبدي لا يراه أحد غيري (2).
(20282) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سعيد
الجريري عن أبي العلاء بن عبد الله بن الشخير عن أبي ذر قال: ثلاثة
يستنير (3) الله إليهم: رجل قام من الليل وترك فراشه ودفاءه، ثم قام
يتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قام إلى الصلاة، فيقول الله للملائكة:
ما حمل عبدي على هذا؟ - أو على ما صنع؟ - فيقولون: أنت أعلم،
فيقول: أنا أعلم ولكن أخبروني، فيقولون خوفته شيئا فخافه،

(1) أخرجه مسلم من طريق المصنف 2: 137 وأخرجه البخاري أيضا.
(2) أخرج (د) من طريق مرة الهمداني عن ابن مسعود رفعه: (عجب ربنا عز
وجل عن رجل غزا في سبيل الله فانهزم، يعني أصحابه، فعلم ما عليه، فرجع حتى أهريق
دمه، فيقول الله عز وجل للملائكة: انظروا إلى عبدي رجع رغبة فيما عندي، وشفقة مما
عندي حتى أهريق دمه) ص 343 وأخرجه أحمد والطبراني عنه مرفوعا: (عجب ربنا من
رجلين) فذكره وذكر معه الذي ثار عن وطائه فصلى، راجع الزوائد 2: 255 وأما هذا
الأثر الموقوف فرواه الطبراني في الكبير، قال الهيثمي: فيه أبو عبيدة ولم يسمع من أبيه
2: 255.
(3) كذا في (ص) وفي حديث أبي الدرداء (يضحك الله إليهم ويستبشر بهم)
فلعل الصواب (يستبشر).
185

ورجيته شيئا فرجاه، قال: فيقول، فإني أشهدكم أني قد أمنته مما خاف،
وأعطيته ما رجا. ورجل كان في سرية فلقي العدو فانهزم أصحابه وثبت
حتى قتل، أو فتح الله عليهم، فيقول الله للملائكة: ما حمل عبدي على
هذا؟ - أو على ما صنع؟ - فيقولون: أنت أعلم به، فيقول: أنا أعلم به،
ولكن أخبروني، فيقولون: خوفته شيئا فخافه، ورجيته شيئا فرجاه،
قال: فيقول: أشهدكم أني قد أمنته مما خاف، وأعطيته ما رجا (1).
ورجل أسرى ليلة حتى إذا كان في آخر الليل نزل... (2) فنام
أصحابه، فقام هو يصلي، قال: فيقول الله عز وجل للملائكة: ما حمل
عبدي على هذا؟ - أو على ما صنع؟ - فيقولون: رب أنت أعلم، فيقول:
أنا أعلم، ولكن أخبروني، قال: فيقولون: خوفته شيئا فخافه،
[ورجيته شيئا فرجاه] (3)، قال: فيقول، فإني أشهدكم أني أمنته مما
خاف وأعطيته ما رجا (4).
(20283) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن إسماعيل
ابن أمية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يضحك منكم
أولين يقول: ما يس لعوب الع‍؟؟ (5) منكم، قال: فقال رجل من باهلة:

(1) أخرج البغوي في شرح السنة ما في معناه عن ابن مسعود، راجع المشكاة،
ص 102 ورواه الطبراني أيضا كما في الزوائد 2: 255.
(2) ممحو ما في موضع النقاط.
(3) سقط من هنا.
(4) أخرج الطبراني نحو هذا مختصرا من حديث أبي الدرداء، قال الهيثمي: رجاله
ثقات 2: 255.
(5) هكذا رسم الكلمات في (ص).
186

إن الله يضحك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: فوالله لا عدمنا الخير
من رب يضحك.
باب من لا يحبه الله
(20284) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق قال:
ثلاثة لا يحبهم الله: شيخ زان، وغني ظلوم، وفقير مختال.
(20285) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد الجريري عن
أبي العلاء عن أبي ذر قال: ثلاثة يستاء بهم الله: شيخ زان، وفقير
مختال، وذو سلطان كذاب - أو غني ظلوم - شك معمر (1).
الغضب والغيظ وما جاء فيه
(20286) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد
ابن عبد الرحمن عن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رجل:
أوصني يا رسول الله! قال: تغضب، قال الرجل: ففكرت
حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال، فإذا الغضب يجمع الشر كله (2).

(1) رواه (د) وابن خزيمة، وعندهما الثالث: الغني الظلوم. راجع المنذري،
ص 156.
(2) أخرجه أحمد وابن حبان كما في الفتح، وأخرجه البخاري من حديث أبي هريرة
دون قول الرجل (ففكرت.... الخ) 10: 397.
187

(20287) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حميد
ابن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس الشديد
بالصرعة (1)، قالوا: فمن الشديد؟ يا رسول الله! قال: الذي يملك
نفسه عند الغضب (2).
(20288) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب طغيان (3) في قلب ابن آدم، ألم ترو
كيف تدر أوداجه وتحمر عيناه.
(20289) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الغضب جمرة توقد في قلب ابن آدم، ألم تروا
إلى انتفاخ أوداجه، وإلى احمرار عينيه، فإذا وجد أحدكم ذلك فإن
كان قائما فليقعد، وإن كان قاعدا فليتك، قال: وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ما جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ كتمها (4) رجل، أو جرعة
صبر عند مصيبة، وما قطرة أحب إلى الله من قطرة دمع من خشية
الله، وقطرة دم في سبيل الله.
(20290) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال علي:
سبع من الشيطان: شدة الغضب، وشدة العطاس، وشدة التثاؤب،

(1) بضم الصاد المهملة وفتح الراء: الذي يصرع الناس كثيرا بقوته، وبسكون الراء
بالعكس أي من يصرعه غيره كثيرا.
(2) أخرجه البخاري من حديث ابن المسيب عن أبي هريرة: 10: 369.
(3) في (ص) (طعنتان).
(4) كظمها.
188

والقئ، والرعاف،... والنوم عند الذكر.
(20291) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن المسيب
ابن رافع قال: إن من الناس من تزله الشياطين كما يزل أحدكم
القعود (1) من الإبل تكون له.
(20292) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا شيخ من أهل البصرة
عن شيخ لهم عن عمر بن سعيد عن مسلم بن يسار قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله ذلك الجسد على النار،
ولا سالت على خدها فيرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة، ولو أن باكيا
بكى في أمة من الأمم لرحموا، وما من شئ إلا له مقدار وميران
إلا الدمعة فإنه يطفى بها بحار من نار.
من دعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم
(20293) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن رجل
سماه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني اتخذت
عندك عهدا لن تخلفه، ولا تخلفه، أيما عبد من المسلمين ضربته
أو شتمته - قال معمر حسبت أنه قال: - أو لعنته فاجعله قربة له
إليك يوم يلقاك (2).

(1) القعود، بفتح القاف: الفصيل وما يقتعده الراعي في كل حاجة.
(2) أخرج مسلم من طريق يونس وغيره عن الزهري عن ابن المسيب بمعناه
مختصرا.
189

(20294) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني اتخذت عندك
عهدا لن تخلفه، إنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته، أو شتمته، أو
جلدته، أو لعنته، فاجعلها له صلاة (1) وكفارة، وقربة تقربه بها (2)
يوم القيامة (3).
أي الأعمال أفضل
(20295) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي
عبيدة عن ابن مسعود قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أي الأعمال
أفضل؟ قال: الصلوات الخمس لوقتهن، وبر الوالدين، والجهاد
في سبيل الله (4).
(20296) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة قال: سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول
الله! أي الأعمال أفضل؟ قال: الايمان بالله، قال: ثم ماذا؟ قال:
ثم الجهاد في سبيل الله، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم حج مبرور

(1) في حديث أبي هريرة وجابر عند مسلم (فاجعلها له زكاة) وليس عنده في شئ
من الطرق (صلاة).
(2) في بعض طرقه عند مسلم (فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك).
(3) لم يخرجه مسلم في 2: 324 من طريق همام، وقد أخرجه من طرق غير هذه.
(4) أخرجه الشيخان من طريق أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود، راجع البخاري
10: 309 وأخرجه الترمذي 1: 156.
190

أو عمرة (1)
(20297) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن
أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي المسلمين أسلم؟ قال: من
سلم المسلمون من لسانه ويده، قال: فأي المؤمنين أكمل إيمانا؟
قال: أحسنهم أخلاقا، قال: فأي الايمان أفضل؟ قال: الصبر
والسماحة، قال: فأي الصلاة أفضل؟ قال: طول القنوت (2)،
قال: فأي الصدقة أفضل؟ قال: جهد المقل، قال: فأي الجهاد
أفضل؟ قال: من أهريق دمه وعقر جواده (3).
(20298) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن حبيب مولى عروة، عن عروة وعن أبي مراوح الغفاري عن أبي
ذر قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله، فقال: يا رسول الله! أي
الأعمال أفضل؟ قال: إيمان بالله وجهاد في سبيل الله، قال: فأي
العتاقة أفضل؟ قال: أنفسها، قال: أفرأيت إن لم يجد؟ قال:
فيعين الصانع ويصنع للاخرق (4)، قال: أفرأيت إن لم أستطع؟

(1) أخرجه الترمذي من طريق أبي سلمة عن أبي هريرة، وقال: روي من غير
وجه عنه 3: 16 وأخرجه الشيخان أيضا. راجع صحيح مسلم 1: 62.
(2) في حديث عمرو بن عبسة عند أحمد (قلت: ما الايمان؟ قال: الصبر
والسماحة، قلت: أي الاسلام أفضل؟ قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده، قال:
قلت: أي الايمان أفضل؟ قال: خلق حسن، قلت: أي الصلاة أفضل؟ قال: طول
القنوت) راجع الزوائد 1: 54.
(3) أخرجه بتمامه ابن أبي شيبة في مسنده من طريق هشام عن الحسن عن جابر
مرفوعا كما في المطالب العالية لابن حجر في (باب تعريف الاسلام والايمان).
(4) في (ص) (للاخر) خطأ.
191

قال: فدع الناس من شرك، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك (1)،
يعني أخرق أحمق.
(20299) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هشام بن
عروة عن أبيه عن أبي مراوح الغفاري عن أبي ذر نحوه (2).
المفروض من الأعمال والنوافل
(20300) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي قلابة عن غير
واحد أن سعد الضحاك مر به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أوصوني،
فجعلوا يوصونه، وكان معاذ بن جبل في آخر القوم، فمر به، فقال:
أوصني يرحمك الله، قال: إن القوم قد أوصوك ولم يألوك، وإني سأجمع
لك أمرك في كلمات: اعلم أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا
فنظمه لك انتظاما، ثم يزول معك أينما زلت (3).
(20301) - أخبرنا معمر عن الحسن قال: يقول الله: ما تقرب
إلي عبدي بمثل ما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل
حتى أحبه، فأكون عينيه اللتين (4) يبصر بهما، وأذنيه اللتين (4)

(1) أخرجه مسلم من طريق المصنف 1: 62.
(2) أخرجه مسلم.
(3) كذا في (ص) وقد سقط سطر منه، والنص الصحيح التام في الحلية. وهو
(أنه لا غنى بك عن نصيبك من الدنيا، وأنت إلى نصيبك من الآخرة أفقر، فآثر نصيبك
من الآخرة على نصيبك من الدنيا حتى تنتظمه لك انتظاما فتزول به معك أينما زلت) رواه
أبو نعيم عن ابن سيرين 1: 234.
(4) في (ص) (اللتان) في جميع المواضع.
192

يسمع بهما، ويديه اللتين يبطش بهما، ورجليه (1) اللتين يمشي
بهما فإذا دعاني أجبته، وإذا سألني أعطيته، وإن استغفرني غفرت
له (2).
(20302) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: مر
رجل بقوم فقال رجل منهم: إني لأبغض هذا لله (3)، فقال القوم:
والله لابر (4) لها، اذهب يا فلان! فبلغه، قال: فقال له الذي قال،
فذهب الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا يزعم أنه يبغضني في
الله، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: علام تبغض هذا؟ قال،
هو لي جار وأنا أعلم شئ به، وأخبر شئ به، والله ما رأيته صلى
صلاة قط إلا هذه الصلاة المكتوبة التي يصليها البر والفاجر، قال:
سله يا رسول الله! هل رآني أخرتها عن وقتها، أو أسأت
في وضوئها، أو ركوعها أو سجودها؟ قال: لا، قال: ولا رأيته
صام يوما قط إلا هذا الشهر الذي يصومه البر والفاجر، قال: سله
يا رسول الله! هل رآني أفطرت منه يوما أو استخففت بحقه؟ قال:
لا، قال: ولا رأيته تصدق بشئ قط إلا هذه الزكاة التي يؤديها البر
والفاجر، قال: سله يا رسول الله! هل كتمتها أو أخرتها - أو قال:
منعتها؟ - قال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعه فلعله أن يكون
خيرا منك.

(1) في (ص) (رجلاه اللتان).
(2) رواه البخاري بنحوه من حديث أبي هريرة 11: 271.
(3) كذا في (ص) ويحتمل أن يكون سقطت كلمة (في).
(4) كذا في (ص).
193

(20303) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم بن
أبي النجود عن أبي وائل عن معاذ بن جبل قال: كنت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم: في سفر فأصبحت قريبا منه ونحن نسير، فقلت:
يا رسول الله! ألا تخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟
قال: لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، تعبد
الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم
شهر رمضان، وتحج البيت، ثم قال: أدلك على أبواب الخير،
الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة، وصلاة الرجل من جوف
الليل، ثم قرأ (تتجافى جنوبهم عن المضاجع - حتى - جزاء بما
كانوا يعملون) (1)، ثم قال: ألا أخبرك برأس الامر، وعموده، وذروة
سنامه؟ فقلت: بلى يا رسول الله! قال: رأس الامر الاسلام، وعموده
الصلاة، وذروة سنامه الجهاد، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك
كله؟ قال: قلت: بلى يا نبي الله! فأخذ بلسانه، قال: اكفف
عليك هذا، فقلت: يا رسول الله! أو إنا لمأخوذون بما نتكلم؟
قال: ثكلتك أمك يا معاذ! وهل يكب الناس في النار على وجوههم
أو قال: على مناخرهم - إلا حصائد (2) ألسنتهم (3).
(20304) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري

(1) سورة السجدة، الآية: 16، 17.
(2) شبه ما يتكلم به الانسان بالزرع المحصود بالمنجل.
(3) أخرجه أحمد والترمذي 3: 359 وابن ماجة. وهو في المشكاة أيضا ص 6
194

عن عمر بن عبد العزيز عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال (1)
أفضل؟ قال: الحنيفية السمحة (2).
(20305) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ليث يرفع
الحديث قال: إن الله قال: يا ابن آدم! تفرغ لعبادتي أملا قلبك
غنى واسدد عليك فقرك، فإن لم تفعل ملأت قلبك شغلا ولم أسدد
عليك فقرك (3)، يا ابن آدم! إنك ما دعوتني ورجوتني فإني أغفر
لك على ما كان (4)، وحق علي ألا أضل عبدي وهو يسألني الهدى
وأنا الحكم.
المرض وما يصيب الرجل
(30306) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: حدثتني
فاطمة الخزاعية وكانت قد أدركت عامة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد امرأة من الأنصار وهي وجعة، فقال لها رسول

(1) كذا في (ص) وفي مسند البزار والزوائد (أي الاسلام) وفي حديث ابن
عباس عند أحمد (أي الأديان).
(2) أخرجه البزار، قال الهيثمي: فيه عبد العزيز بن أبان كذاب وصاغ 1: 60
قلت: هذا الاسناد ليس فيه عبد العزيز الراوي عن معمر عند البزار، إنما هنا الراوي عنه
عبد الرزاق، نعم عبد العزيز بن مروان عن النبي صلى الله عليه وسلم منقطع، وزاد في مسند البزار
(أحسبه عن جده) فجده عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا مرسل.
(3) أخرجه الطبراني من حديث معقل بن يسار، قال الهيثمي: فيه سلام الطويل،
وهو متروك 10: 283.
(4) أخرجه الطبراني من حديث ابن عباس وأبي الدرداء كما في الزوائد 10: 216.
195

الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجدينك؟ فقالت: بخير يا رسول الله، وقد
برحت بي أم ملدم - تريد الحمى - فقال لها رسول الله: [اصبري] (1) فإنها تذهب من خبث الانسان كما يذهب الكير من خبث الحديد (2).
(20307) - أخبرنا معمر عن الزهري عن ابن المسيب عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال
الريح تفيئه (3)، ولا يزال المؤمن يصيبه بلاؤه، ومثل المنافق كمثل
شجرة الأزر [ة] (4) تقيم (5) حتى تتحصد (6).
(20308) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم بن
أبي النجود عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن العبد إذا كان على طريقة حسنة من العبادة ثم مرض، قيل للملك
المؤكل به: اكتب له مثل عمله إذ كان طليقا (7)، حتى أطلقه أو أكفته (8)
إلي (9).

(1) ممحو في (ص) والاستدراك من الزوائد.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير كما في الزوائد 2: 307 ورجاله رجال الصحيح.
(3) أي تميله وزنه ومعناه.
(4) كذا في الصحيح، وفي (ص) (الأرز) قيل: هي شجرة الصنوبر.
(5) في المشكاة عن الصحيحين (لا تهتز).
(6) أخرجه البخاري من حديث عطاء بن يسار عن أبي هريرة بمعناه 10: 85 و
(تتحصد) هكذا في (ص) ولعل الصواب (تحصد) أي تقطع، أو (تستحصد) أي
يحين وقت حصادها، ثم وجدت في المشكاة (تستحصد) نقلا عن الصحيحين.
(7) غير مقيد بالمرض.
(8) كذا في المشكاة، وفي (ص) (طلقا حتى أطلقه وأكتب إلي) وأكفته: أي
أضمه إلي بالموت.
(9) أخرجه البغوي في شرح السنة كما في المشكاة ص 128 وروى البخاري عن
أبي موسى مرفوعا: (إذا مرض العبد أو سافر كتب له بمثل ما كان يعمل مقيما صحيحا).
196

(20309) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل
يعوده فقال: اصبر فإنها طهور - يعنى
الحمى - قال: كلا بل حمى تفور على شيخ كبير تزيره القبور،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم فهو كذلك، فمات الرجل (1).
(20310) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن العيزار بن حريث عن عمر بن سعد عن أبيه قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: عجبت للمؤمن إن أصابه خير حمد الله وشكر، وإن أصابته
مصيبة حمد الله وصبر، فالمؤمن يؤجر في أمره كله، حتى يؤجر في
اللقمة يرفعها إلي في امرأته (2).
(20311) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن يرويه قال:
إن الله تبارك وتعالى إذا أحب قوما ابتلاهم.
(20312) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مرض أو وجع يصيب
المؤمن إلا كان كفارة لذنوبه حتى الشوكة يشاكها، أو النكبة ينكبها (3).
(20313) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب

(1) أخرجه البخاري من حديث عكرمة عن ابن عباس دون قوله (فمات الرجل)
10: 93.
(2) أخرج الشيخان من حديث سعد مرفوعا: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله
إلا أجرت بها حتى اللقمة ترفعها إلى في امرأتك).
(3) أخرجه البخاري من طريق شعيب عن الزهري 10: 82.
197

عن ابن سيرين عن الرباب القشيري قال: دخلنا على أبي الدرداء
نعوده، فدخل عليه أعرابي فقال: ما لأميركم؟ - وأبو الدرداء يومئذ
أمير - قال: قلنا: هو شاك، قال: والله ما اشتكيت قط - أو فال:
والله ما صدعت قط - قال: فقال أبو الدرداء: أخرجوه عني، ليمت
بخطاياه، ما أحب أن لي بكل وصب وصبته حمر النعم، إن وصب
المؤمن يكفر خطاياه.
(20314) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن زيد بن
أسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بينا هو في المسجد إذ دخل عليه أعرابي مصحح
- أو قال: ظاهر الصحة - قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل شكيت (1)
قط؟ قال: لا، قال: هل ضرب عليك هذان قط؟ - وأشار إلى
صدغيه - قال: لا، فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: من سره أن ينظر إلى
رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا (2).
(20315) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال: إن
الحمى من كير جهنم فأميتوها بالماء البارد، قال معمر: وبلغني أن
النبي عليه السلام أمر أصحابه يوم خيبر أن يصبوا عليها الماء بالسحر (3)

(1) بالبناء للمفعول: أي مرضت.
(2) أخرجه أحمد والبزار من حديث أبي هريرة، ورواه الطبراني من حديث أنس
كما في الزوائد 2: 294.
(3) وفي رواية الطبراني الامر بصب الماء بين أذاني المغرب والعشاء، راجع الزوائد
5: 95 وفي حديث أنس عند الطبراني مرفوعا، إذا حم أحدكم فليسن عليه من الماء
البارد من السحر ثلاث ليال 5: 94.
198

فلم يضرهم، وقد كانوا وجدوا منها شيئا.
(20316) - أخبرنا معمر قال: بلغني أن ابن مسعود اشتكى
فكأنه جزع منها، فقيل له في ذلك، فقال: جاء الامر، إنه أحرى
وأقرب بي من الغفلة.
باب المرء مع من أحب
(20317) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: حدثني أنس بن مالك أن رجلا من الاعراب أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: يا رسول الله! متى الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما
أعددت لها؟ فقال الاعرابي: ما أعددت لها من كبير أحمد عليه
نفسي إلا أني أحب الله ورسوله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك مع من
أحببت (1).
(20318) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن ابن
مسعود قال: ثلاث أحلف عليهن، والرابعة لو حلفت لبررت، لا يجعل
الله من له سهم في الاسلام كمن لا سهم له، ولا يتولى الله عبد في الدنيا
فولاه غيره يوم القيامة، ولا يحب رجل قوما إلا جاء معهم يوم القيامة،
والرابعة التي لو حلفت عليها لبررت، لا يستر الله على عبد في الدنيا
إلا ستر عليه في الآخرة (2).

(1) أخرجه مسلم من طريق المصنف، والبخاري من طريق غير واحد عن أنس في
الأدب، والاحكام، وغيرهما.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير عن ابن مسعود، وفي الصغير والأوسط من حديث
علي مرفوعا، ورواه أحمد من حديث عائشة مرفوعا، راجع المنذري ص 465.
199

أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأشعث
ابن عبد الله عن أنس بن مالك قال: مر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وعنده
ناس، فقال رجل ممن عنده: إني لأحب هذا لله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أعلمته؟ قال: لا، قال: فقم إليه فأعلمه، فقام إليه فأعلمه،
فقال: أحبك الذي أحببتني له، قال: ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فأخبره بما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، ولك ما
احتسبت (1).
(20320) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أنس بن
مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة
الايمان، من يكن الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن يحب
المرء لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف
به في النار (2).
(20321) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده،
ووالديه، والناس أجمعين (3).

(1) أخرجه البيهقي في شعب الايمان، قاله صاحب المشكاة، قال: وفي رواية
الترمذي: (المرء مع من أحب، وله ما اكتسب) ص 418.
(2) أخرجه الشيخان في (كتاب الايمان).
(3) أخرجه الشيخان من حديث أنس، وعندهما تقديم الوالد على الولد.
200

باب في المتحابين في الله
(20322) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة أن
سلمان قال: التاجر (1) الصادق مع السبعة في ظل عرش الله يوم
القيامة، والسبعة: إمام مقسط، ورجل دعته امرأة ذات حسب وميسم
إلى نفسها، فقال: إني أخاف الله رب العالمين، ورجل ذكر الله عنده
ففاضت عيناه، ورجل قلبه معلق بالمساجد من حبه إياها، ورجل
تصدق بصدقة كادت يمينه تخفي من شماله، ورجل لقي أخاه
فقال: إني أحبك لله، وقال الآخر: وأنا أحبك لله حتى تصادرا
على ذلك، ورجل نشأ في الخير منذ هو غلام (2)
(20323) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: إن من الايمان أن يحب الرجل
أخاه (3) لا يحبه إلا لله وفيه (4).
(20324) - أخبرنا معمر عن ابن أبي حسين عن شهر بن حوشب
عن أبي مالك الأشعري قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه

(1) في (ص) (ا؟ ماحر) وقد ذكروا التاجر الصدوق فيمن يظلهم الله في
ظل العرش، أنظر تنوير الحوالك 3: 128.
(2) حديث السبعة أخرجه الشيخان.
(3) في صلب الصفحة (المرء) ولعل الناسخ صححه في الهامش فكتب (أخاه)
وليس بمستبين، وفي المنذري: (أن يحب الرجل رجلا).
(4) قد مضى معنى ذلك آنفا من حديث أنس، وأما هذا الأثر الموقوف فأخرجه
الطبراني في الأوسط وزاد في آخره (من غير مال أعطاه فذلك الايمان) نقله المنذري
ص 462.
201

الآية (يا يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم) (1)
قالوا: فنحن نسأله إذا (2)، قال: إن لله عبادا ليسوا بأنبياء، ولا
شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء بقربهم، ومقعدهم من الله بوم
القيامة، قال: وفي ناحية القوم أعرابي، فقام فحثى (3) على وجهه
ورمى بيديه ثم قال: حدثنا يا رسول الله! عنهم من هم؟ قال:
فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبشر (4)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هم عباد
من عباد الله من بلدان شتى، وقبائل شتى، من شعوب القبائل،
لم يكن بينهم أرحام يتواصلون بها، ولا دنيا يتباذلون بها، يتحابون
بروح الله، يجعل الله وجوههم نورا، ويجعل لهم منابر من لؤلؤ قدام
الرحمن، يفزع الناس ولا يفزعون، ويخاف الناس ولا يخافون (5)
(20325) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل من قريش قال:
قيل: من أهلك الذين هم أهلك يا رب! قال: المتحابون في، الذين
إذا ذكرت ذكروا بي، وإذا ذكروا ذكرت بهم، الذين ينيبون إلى

(1) سورة المائدة، الآية: 101.
(2) كذا في (ص).
(3) كذا في (ص) وفي المنذري: (فجثى رجل من الاعراب، من قاصية الناس
وألوى بيديه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) وفي الزهد لابن المبارك (فجذا) وهو بمعنى جثى،
فعلى هذا ما في (ص) عندي خطأ.
(4) كذا في (ص) وفي المنذري (فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم).
(5) أخرجه أحمد وأبو يعلى بإسناد حسن، والحاكم وقال: صحيح الاسناد، كذا
في المنذري ص 464 قلت: وليس فيما نقله المنذري عنهم ذكر نزول الآية، وأخرجه
ابن المبارك فزاد عبد الرحمن بن غنم بين شهر وأبي مالك، ولم يتعرض هو أيضا لذكر
نزول الآية ص 248، رقم: 714
202

طاعتي كما تنيب السنور إلى وكورها، الذين إذا استحلت محارمي
غضبوا كما يغضب النسر إذا حرب (1).
(20326) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر (2) لا يرفعه، يقول: كثيرا يقال:
ما تحاب اثنان في الله إلا كان أعظمهما أجرا أشدهم حبا لصاحبه (3)
(20327) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أبي قلابة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زار أخاه هنابة (4) إليه وحداثة عهد
به، بعث الله ملكا فنادى: طبت وطابت لك الجنة (5)، قال: ثم
يقول الله: بروحي زار عبدي، وعلي قراه.
(20328) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
خرج رجل يزور أخا له وكان نائيا عنه، فأتاه ملك، فقال: أين
تريد؟ فقال: أخ لي أردت أن أزوره، فقال: أخ لي أردت أن أزوره، فقال: أبينكما دنيا تعاطيانها؟

(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد له عن رجل من قريش قال: قال موسى صلوات
الله عليه: (يا رب! أخبرني عن أهلك... الخ) ص 71 وأخرجه أحمد في الزهد له من
طريق زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار أشبع منه ص 74.
(2) كذا في (ص) والصواب عندي (معمر).
(3) أخرجه الطبراني وأبو يعلى، ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن فضالة،
ورواه ابن حبان في صحيحه والحاكم إلا أنهما قالا: (أفضلهما) وقال الحاكم: صحيح
الاسناد، قاله المنذر ي ص 462. قلت: لفظ الطبراني: (أحبهما إلى الله عز وجل)
وقد رووه مرفوعا من حديث أنس، ورواه الطبراني من حديث أبي الدرداء أيضا.
(4) كذا في (ص) وانظر هل الصواب (صبابة).
(5) أخرج ابن المبارك نحوه من حديث سعد الطائي مرفوعا ص 247 وأبو يعلى والبزار من حديث أنس كما في الزوائد 8: 173.
203

قال: لا، قال: فرحم تصلها؟ قال: لا، قال: فنعمة تودقها؟ (1)
قال: لا، قال: فماذا؟ قال: أخ لي أحببته لله، قال: فإني رسول
الله إليك، إن الله يحبك حين أحببته (2)، قال: ثم عرج إلى السماء
والرجل ينظر إليه.
(20329) - أخبرنا معمر عن رجل من قريش رجع الحديث (3)
قال: يقول الله تبارك وتعالى: إن أحب عبادي إلي الذين يتحابون
في، والذين يعمرون مساجدي، والذين يستغفرون بالاسحار، فأولئك
الذين إذا أردت بخلقي عذابا ذكرتهم، فصرفت عذابي عن خلقي.
باب في المجذوم
(20330) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر أن أبا بكر كان يأكل
مع الأجذم.
(20331) - أخبرنا معمر عن خالد الحذاء عن أبي قلابة أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: فروا من الأجذم كما تفرون من الأسد.
(20332) - قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة

(1) كذا في (ص) وفي الزهد لابن المبارك (تربها).
(2) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة وابن المبارك في الزهد ص 247.
(3) كأنه بقية حديث رجل من قريش، وقد سبق ذكر أوله.
204

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فروا من المجذوم كما تفرون من الأسد (1).
(20333) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي الزناد أن عمر
ابن الخطاب قال لمعيقيب الدوسي: أدنه! فلو كان غيرك ما قعد مني
إلا كقيد الرمح، وكان أجذم (2).
(20334) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال الليثي: إن رجلا
أجذم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه جاء سائلا فلم يعجله النبي صلى الله عليه وسلم
ولا بعده، وقال: لا عدوى.
(20335) - قال معمر: وبلغني أن رجلا جاء إلى ابن عمر فسأله،
فقام ابن عمر، فأعطاه درهما فوضعه في يده، وكان رجل قد قال
لابن عمر حين قام يعطيه: أنا أناوله، فأبى ابن عمر أن يناوله
الرجل الدرهم.
باب إيت إلى الناس ما تحب أن يؤتي إليك
(20336) - حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد قال:
أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن المغيرة (3)

(1) أخرج البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعا: (وفر من المجذوم كما تفر
من الأسد) 10: 122.
(2) لكن أخرج الطبري من طريق معمر عن الزهري أن عمر قال لمعيقيب:
(اجلس مني قيد رمح) كذا في الفتح 10: 123.
(3) هو المغيرة بن سعد كما في الزوائد، أو المغيرة بن عبد الله كما في الإصابة نقلا
عن مسند أحمد. فإن كان الصواب الأول فأبوه هو سعد بن الأخرم الطائي، وإن
كان الصواب الثاني فأبوه عبد الله المنتفق اليشكري، وقد ذكرهما ابن حجر في الإصابة،
فانظر الزوائد 1: 43 والإصابة 2: 21 و 2: 373. وقد رواه أحمد عن المصنف فقال:
(عن المغيرة بن عبد الله) كما في الإصابة.
205

عن أبيه قال: انتهيت إلى رجل يحدث قوما فجلست إليه، فقال:
وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بمنى غاديا إلى عرفات، فجعلت أسرف
بالركاب، كلما دفعت إلى جماعة اندفعت إليهم، حتى رأيت جماعة من
ركب، فانطلقت فقدمتهم، ثم تذكرت فعرفته بالصفة، ثم تقدمت
بين يدي الركاب، فلما دنوت، قال بعضهم: خل عن وجوه الركاب
يا عبد الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوه فأرب ما له، فأخذت بالزمام
- أو قال: بالحطام - فقلت: يا رسول الله! حدثني بعمل يقربني
إلى الجنة ويباعدني من النار، قال: أو هما عمل‍؟ ك (1)، قال: قلت:
نعم، قال: تقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتحج البيت، وتصوم
رمضان، وتحب للناس ما تحب أن يؤتى (2) إليك، وتكره لهم ما
تكره أن يؤتى (2) إليك، خل عن وجوه الركاب (3).
(20337) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
إن موسى سأل ربه جماعا من الخير، فقال له: اصحب الناس بما
تحب أن أصحبك.

(1) كذا في (ص) والصواب عندي (أعملتاك) ففي مسند أحمد: (أو ذلك
أعملك أو أنصبك) 5: 373.
(2) في (ص) (ترى).
(3) أخرجه أحمد في مسنده 5: 373 أو عبد الله في زياداته، وراجع طرقه في
الزوائد 1: 43 و 44.
206

القول عند رؤية الهلال
(20338) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال كبر ثلاثا وهلل، ثم قال:
هلال خير رشد ثلاثا، ثم قال: آمنت بالذي خلقك (1) ثلاثا،
ثم يقول: الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وجاء بشهر كذا.
(20339) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرت عن ابن
المسيب قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: آمنت بالذي
خلقك فسواك فعدلك.
(20340) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني رجل أن
رجلا أخبره هو نفسه، قال: بينما أنا أسير رأيت الهلال، فسمعت
قائلا يقول ولا أراه: اللهم أطلعه علينا بالسلامة والاسلام، والامن
والايمان، والبر والتقوى، كما (2) تحب وترضى (3)، فما زال يرددها
حتى حفظتها.

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط عن أنس مرفوعا وزاد في آخره (فعدلك) وروي
عن رافع بن خديج: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال: هلال خير ورشد، ثم
قال: اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر، وخير القدر، وأعوذ بك من شره، ثلاث
مرات، الزوائد 10: 139.
(2) في (ص) (لما).
(3) أخرج الترمذي من حديث طلحة بن عبيد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال
قال: اللهم أهله علينا باليمن والايمان، والسلامة والاسلام، ربي وربك الله 4: 245
وأخرجه ابن حبان ص 590 والطبراني من حديث ابن عمر، وفي حديثه
(أهله) و (بالأمن) وزيادة (والتوفيق لما تحب وترضى) بعد قوله (والاسلام) راجع
الزوائد 10: 139.
207

الآخذة والتمائم (1)
(20341) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين قال: سئل ابن عمر عن الآخذة (2) فقال: ما أراه إلا
سحرا، قال: فقيل: فإنها تأخذ الغائط والبول، قال: لفاف (3).
(20342) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم التمسه (4) من قلادة الصبي - يعني الفضل
ابن عباس - قال: وهي التي تخرز في عنق الصبي من العين.
(20342) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد العزيز (5)
الجزري عن زياد بن أبي مريم، أو عن أبي عبيدة - شك معمر - قال:
رأى ابن مسعود في عنق امرأته خرزا قد تعلقته من الحمرة فقطعه،
وقال: إن آل عبد الله بن مسعود لأغنياء عن الشرك.

(1) جمع تميمة، قال (هق)، يقال: إنها خرزة كانوا يتعلقونها، يرون أنها
تدفع عنهم الآفات، ويقال: قلادة تعلق فيها العوذ 9: 350.
(2) الآخذة بالضم، هي الكلام الذي يقوله الساحر، وقيل: خرزة يرقى عليها،
أو هي الرقية نفسها، كذا في الفتح 10: 182، والتأخيذ: حبس الرجل عن امرأته حتى
لا يصل إلى جماعها.
(3) كذا في (ص).
(4) كذا في (ص) ولعلها (التميمة).
(5) أراه سبق قلم من الناسخ والصواب (عبد الكريم).
208

(20344) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أن عمران
ابن الحصين نظر إلى رجل في يده فتخ (1) من صفر، فقال: ما هذا
في يدك؟ قال: صنعته من الواهنة (2)، فقال عمران: فإنه لا
يزيدك إلا وهنا (3).
(20345) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبان عن
الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من علق علقة وكل إليها (4).
باب الكاهن
(20346) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلوا بأهل ماء وفيهم أبو بكر، فانطلق
النعيمان فجعل يخط لهم - أو قال: يتكهن لهم - ويقول: يكون
كذا وكذا، وجعلوا يأتونه بالطعام واللبن، وجعل يرسل إلى أصحابه،
فقيل لأبي بكر: أتعلم ما هذا؟ إن (5) ما يرسل به النعيمان يخط

(1) في (ص) (ملج) وأرى أن الصواب (فتخ) جمع الفتخة، وهي حلقة
كالخاتم لا فص فيها.
(2) عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها، وقيل: هي ريح تأخذ في المنكبين أو في
العضد.
(3) أخرجه أحمد والطبراني عن عمران مرفوعا، وروي عنه موقوفا أيضا، راجع
الزوائد 5: 103.
(4) أخرجه الطبراني من حديث أبي معبد مرفوعا كما في الزوائد 5: 103 وأخرجه
(هق) من طريق جرير بن حازم عن الحسن مرسلا 9: 351.
(5) في (ص) (إلي) والصواب عندي (إن).
209

- أو قال: يتكهن - فقال أبو بكر: ألا أراني كنت آكل كهانة
النعيمان منذ (1) اليوم، ثم أدخل يده في حلقه فاستقاءه.
(20347) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن هشام (2) بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن
الكهان، فقال: ليسوا بشئ (3)، فقيل له: إنهم يخبرونا بأشياء
تكون حقا، قال: تلك كلمة حق يخطفها الجني فيقذفها (4) في أذن
وليه فيزيد فيها مئة كذبة (5).
(20348) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود
قال: من أتى كاهنا فسأله وصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على
محمد عليه السلام (6).
(20349) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرويه عن
بعضهم قال: من أتى كاهنا فصدقه بما يقول، لم تقبل صلاته أربعين

(1) في (ص) (منك) والصواب عندي (منذ).
(2) كذا في (ص) والصواب (يحيى بن عروة) كما في مسلم، لكن رواه هشام بن
عروة أيضا عن أبيه.
(3) كذا في الصحيح، وفي (ص) (ليس الشئ).
(4) كذا في (ص) وكذا في مسلم، وفي طريق هشام عن معمر عند البخاري
(فيقرها).
(5) أخرجه مسلم عن عبد بن حميد عن المصنف 2: 233 ورواه البخاري من
طريق هشام بن يوسف عن معمر.
(6) أخرجه البزار، ورجاله رجال الصحيح خلا هبيرة بن يريم وهو ثقة، قاله
الهيثمي في الزوائد 5: 118 لكنه أهمله في (كشف الأستار في زوائد مسند البزار) فلم
يذكره في (كتاب الطب) منه، وقد روى قريبا منه الطبراني أيضا كما في الزوائد.
210

ليلة (1)
(20350) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن كعبا قال:
قال الله: ليس من عبادي من سحر أو سحر له، أو كهن أو كهن له،
أو تطير أو تطير له، ولكن عبادي من آمن بي وتوكل علي (2).
(20351) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن بعضهم قال: دخلت
امرأة على عائشة فقالت: هل علي أن أقيد جملي؟ قالت: قيدي
جملك، قالت: أخشى على زوجي، قالت عائشة: أخرجوا عني
الساحرة، فأخرجوها.
باب الرؤيا
(20352) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في آخر الزمان
لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، والرؤيا
ثلاث (3): الرؤيا الحسنة بشرى من الله، والرؤيا يحدث بها الرجل
نفسه، والرؤيا تحزين من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها

(1) أخرج الطبراني من حديث عمر مرفوعا، ومن حديث ابن عمر أيضا: (من
أتى عرافا لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) كما في الزوائد 5: 117 و 118.
(2) أخرج البزار من حديث عمران بن حصين وابن عباس: ليس منا من تطير
ولا من تطير له، ولا من تكهن ولا من تكهن له، ولا من سحر ولا من سحر له، كذا
في الزوائد 5: 117.
(3) في (ص) (ثلاثا).
211

فلا يحدث بها أحدا، وليقم فليصل (1)، قال أبو هريرة: يعجبني
القيد، وأكره الغل، القيد ثبات في الدين، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة (2).
(20353) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة
قال: كنت ألقى من الرؤيا شدة غير أني لا أزمل (3)، حتى حدثني
أبو قتادة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرؤيا من الله، والحلم من
الشيطان، فإذا حلم أحدكم شيئا يكرهه فليبصق عن شماله ثلاث
نفتات، وليستعذ من الشيطان فإنه لا يضره (4).
(20354) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرؤيا تقع على ما يعبر، ومثل ذلك مثل
رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا

(1) هذا هو الصواب كما سيأتي، لا (فليتفل) كما أثبت المباركفوري.
(2) أخرجه مسلم عن ابن أبي عمر عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب، ومن طريق
المصنف 2: 241 وأخرجه البخاري من طريق عوف عن ابن سيرين 12: 327 والترمذي
3: 247 عن نصر بن علي عن عبد الوهاب والنسائي في الكبري من طريق قتادة عن ابن
سيرين ص 408 و (د) عن قتيبة عن عبد الوهاب ص 685 وابن ماجة من طريق عوف عن
ابن سيرين، ولفظه: (فليقم يصلي) ص 287 وكلهم قالوا: وليقم فليصل، وقد وهم
المباركفوري في شرحه للترمذي فأثبت (فليتفل) وشرحه على ذلك، أنظر 3: 247 وقد
رواه الترمذي من طريق قتادة عن ابن سيرين أيضا: وفيه أيضا (فليصل) 3: 250
وقال المباركفوري: تقدم هذا الحديث ومع هذا لم يتنبه للخطأ الذي وقع فيه.
(3) أي لا أغطى ولا ألف كالمحموم، قاله النووي 2: 240.
(4) أخرجه مسلم من طريق المصنف وغير هذا الوجه 2: 241.
212

فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما (1).
(20355) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رؤيا المؤمن جزء من
ستة وأربعين جزءا من النبوة (2).
(20356) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كتب
عمر إلى أبي موسى: أما بعد، فإني كنت آمركم بما أمركم به القرآن،
وأنهاكم عما نهاكم عنه محمد صلى الله عليه وسلم: وآمركم باتباع الفقه والسنة،
والتفهم في العربية، فإذا رأى أحدكم رؤيا فقصها على أخيه فليقل:
خير لنا وشر لأعدائنا.
(20357) - أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن عاصم
عن ابن مسعود قال: رؤيا المؤمن جزء من سبعين جزءا من
النبوة (3)، وإن ناركم هذه لجزء من سبعين جزءا من نار جهنم،
وإن السموم الحار التي خلق الله منها الجان لجزء من سبعين جزءا من
حر جهنم.
(20358) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب

(1) روى الترمذي في معناه من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعا: (وهي (أي الرؤيا)
على رجل طائر ما لم يحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت - وفي رواية (د) (ما لم تعبر، فإذا
عبرت وقعت) - وأحسبه قال: ولا تحدث به إلا لبيبا أو حبيبا) 3: 249.
(2) أخرجه مسلم من طريق المصنف 2: 242.
(3) أخرجه ابن أبي شيبة هكذا موقوفا كما في الفتح 12: 293 ومسلم من حديث
ابن عمر مرفوعا.
213

عن ابن سيرين قال: رأى عبد الله بن بديل رؤيا فقصها على أبي بكر،
فقال: إن صدقت رؤياك فإنك ستقتل في أمر ذي لبس، فقتل
يوم صفين.
(20359) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل سمع إبراهيم
يقول: إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليقل: أعوذ بما عاذت
به ملائكة الله ورسوله من شر رؤياي الليلة أن تضرني في دني أو دنياي
يا رحمن.
(20360) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله عن أبي هريرة أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني
أرى الليلة الظلة ينطف منها السمن (1) والعسل، فأرى الناس يتكففون
منها بأيديهم، فالمستكثر والمستقل، وأرى سببا واصلا من السماء
إلى الأرض، فأراك يا رسول الله! أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل
آخر فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فعلا، ثم أخذ به رجل آخر فانقطع
به (2)، ثم وصل له فعلا به، فقال أبو بكر: يا رسول الله! بأبي أنت
وأمي، والله لتدعني فلا عبرنها، فقال: اعبرها! (3) فقال: أما الظلة فظلة
الاسلام، وأما ما ينطف من السمن والعسل فهو القرآن لينه وحلاوته،
وأما المستكثر والمستقل فهو المستكثر من القرآن والمستقل منه، وأما السبب
الواصل من السماء إلى الأرض فهو الحق الذي أنت عليه، تأخذ به

(1) كذا في الترمذي، وفي (ص) (الظلمة تنطف منها بالسمن).
(2) تكرر هذا الشطر في (ص) فتحرف المتن، وفي (ت) على الصواب.
(3) كذا في (ت) وفي (ص) (عبرها).
214

فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل آخر بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل
آخر بعده فيعلو به، ثم يأخذ به رجل اخر فينقطع به، ثم يوصل
له فيعلو به، أي رسول الله! لتحدثني أصبت أم أخطأت، قال:
أصبت بعضا وأخطأت بعضا، قال: أقسمت يا رسول الله! لتخبرني
بالذي أخطأت، قال: لا تقسم (1).
(20361) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سعيد بن
عبد الرحمن الجحشي عن بعض علمائهم قال: لا تقص رؤياك على
امرأة، ولا تخبر بها حتى تطلع الشمس.
(20362) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: جاء
رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إني رأيت كأن الأرض أعشبت
ثم أجدبت، ثم أعشبت ثم أجدبت، فقال عمر: أنت رجل تؤمن
ثم تكفر، ثم تؤمن ثم تكفر، ثم تموت كافرا، فقال الرجل:
لم أر شيئا، فقال عمر: (قضي الامر الذي فيه تستفتيان) (2)، قد
قضي لك ما قضي لصاحب يوسف.
(20363) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رآني في المنام فهو الحق.
(20364) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن

(1) أخرجه الشيخان، رواه مسلم من طريق المصنف ومن غير هذا الوجه أيضا
2: 243 وأخرجه الترمذي أيضا من طريق المصنف 3: 252.
(2) سورة يوسف، الآية: 41.
215

النبي صلى الله عليه وسلم مثله، قال: وزاد: فإن الشيطان لا يستطيع أن يتمثل
بي (1).
(20365) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت أبا جهل في النوم أتاني فبايعني، فلما أسلم
خالد بن الوليد قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: هو هذا الذي رأيت في أبي جهل
وهو ابن عمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا، فلما جاء عكرمة بن
أبي جهل، فأسلم، قال: هو هذا.
(20366) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يونس
ابن عبيد عن إبراهيم النخعي قال: إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها،
فليقل: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من شر رؤياي التي
رأيت الليلة أن تضرني في ديني ودنياي يا رحمن (2).
باب الخصومة في القرآن
(20367) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمرو بن
شعيب عن أبيه عن جده قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما يتدارءون (3)

(1) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة وأبي قتادة وأخرجوه من أحاديث،
وقد أخرجه الترمذي من حديث ابن مسعود، ولفظه: (من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان
لا يتمثل بي) قال: وفي الباب عن أبي هريرة، وأبي قتادة، وابن عباس، وأبي سعيد،
وجابر، وأنس، وأبي مالك الأشجعي عن أبيه، وأبي بكرة، وأبي جحيفة 3: 248.
(2) مكرر. تقدم برقم: 20359
(3) أي يتدافعون، وفي الزوائد (يتنازعون في القرآن).
216

[في] القرآن، فقال: إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله
بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضا، فلا تكذبوا
بعضه ببعض، فما علمتم منه فقولوه، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه (1).
(20368) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن علي بن
بذيمة عن يزيد بن الأصم عن ابن عباس قال: قدم على عمر رجل،
فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين! قد قرأ منهم
القرآن كذا وكذا، فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن
يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة قال: فزبرني عمر،
ثم قال: مه! قال: فانطلقت إلى أهلي مكتئبا حزينا، فقلت: قد
كنت نزلت من هذا الرجل منزلة فلا أراني إلا قد سقطت من نفسه،
قال: فرجعت إلى منزلي فاضطجعت على فراشي حتى عادني نسوة أهلي
وما بي وجع، وما هو إلا الذي تقبلني (2) به عمر، قال: فبينا
أنا على ذلك أتاني رجل، فقال: أجب أمير المؤمنين، قال: خرجت
فإذا هو قائم ينتظرني، قال: فأخذ بيدي ثم خلا بي، فقال:
ما الذي كرهت مما قال الرجل آنفا؟ قال: فقلت: يا أمير المؤمنين!
إن كنت أسأت فإني أستغفر الله وأتوب إليه، وأنزل حيث أحببت،
قال: لتحدثني بالذي كرهت مما قال الرجل؟ فقلت: يا أمير
المؤمنين! متى ما تسارعوا هذه المسارعة يحيفوا (3)، ومتى ما يحيفوا (3)

(1) أخرجه أحمد وابن ماجة بتمامه، وأخرج الطبراني أكثره كما في الزوائد 1:
171.
(2) كذا في (ص) ولعله أراد (استقبلني به).
(3) الكلمة مشتبهة في (ص).
217

يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.
فقال عمر: لله أبوك! لقد كنت أكاتمها الناس حتى جئت بها.
باب على كم أنزل القرآن من حرف
(20369) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة بن
الزبير عن المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن عبد القاري أنهما سمعا
عمر بن الخطاب يقول: مررت بهشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة
الفرقان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستمعت قراءته فإذا هو يقرأ على
حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكدت أن أساوره (1) في
الصلاة، فنظرته حتى سلم فلما لببته بردائه، فقلت: من أقرأك
هذه السورة التي أسمعك تقرؤها؟ قال: أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم،
قال: قلت له (2): كذبت، فوالله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهو أقرأني هذه السورة
التي تقرؤها، قال: فانطلقت أقوده إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت:
يا رسول الله! إني سمعت هذا يقرأ سورة [الفرقان] (3) على حروف
لم تقرئنيها، وأنت أقرأتني سورة الفرقان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أرسله يا عمر! اقرأ يا هشام! فقرأ عليه القراءة التي سمعت،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت، ثم قال: إقرأ يا عمر!

(1) كذا في الترمذي من طريق المصنف وفي مسلم وغيره من طريق غيره (أساوره)
بالسين، وفي (ص) (أثاوره) بالمثلثة، وأساوره بمعنى أعاجله وأواثبه.
(2) كذا في الترمذي، ولا يتبين ما في (ص) وكأنه (قال فلقد).
(3) ظني أنه سقط من (ص) وقد استدركته من (ت).
218

فقرأت القراءة التي أقرأني النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال: هكذا أنزلت،
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف،
فاقرأوا منه ما تيسر (1).
(20370) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقرأني
جبريل على حرف فراجعته، فلم أزل أستزيده، ويزيدني، حتى انتهى
إلى سبعة أحرف.
قال الزهري: وإنما هذه الأحرف في الامر الواحد الذي ليس
فيه (2) حلال ولا حرام (3)
(20371) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال لي
أبي بن كعب اختلفت أنا ورجل من أصحابي في آية، فترافعنا فيها
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: اقرأ يا أبي! فقرأت، ثم قال للاخر:
اقرأ! فقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلاكما محسن مجمل، فقلت:
ما كلانا محسن مجمل؟ قال: فدفع النبي صلى الله عليه وسلم في صدري فقال
لي: إن القرآن أنزل علي، فقيل لي: على حرف أو على حرفين؟ قلت:
بل على حرفين، ثم قيل لي: على حرفين أو ثلاثة؟ فقلت: بل على

(1) أخرجه الترمذي من طريق المصنف، وساق لفظه 4: 62 ومسلم ولم يسق
بل أحاله على لفظ يونس 1: 273.
(2) لفظ مسلم (لا يختلف في حلال ولا حرام).
(3) أخرجه مسلم من طريق يونس عن الزهري وساق لفظه، ومن طريق المصنف
عن معمر عن الزهري ولم يسق لفظه 1: 273.
219

ثلاثة، حتى انتهى إلى سبعة أحرف، كلها شاف كاف ما لم تخلط آية
رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، فإذا كانت (1)
(عزيز حكيم) فقلت (سميع عليم) فإن (2) الله سميع عليم (3).
باب مسألة الناس
(20372) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتركوني ما تركتكم، فإنما هلك من
كان قبلكم بكثرة مسائلهم، واختلافهم على أنبيائهم، فما نهيتكم
عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فاعملوا منه ما استطعتم (4).
(20373) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: اتركوني ما تركتكم فإنما
هلك من كان قبلكم بكثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم، فما
نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتمروا منه ما استطعتم.
(20374) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله

(1) كذا في (ص).
(2) في (ص) (وإن).
(3) أصل الحديث عند مسلم رواه من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب
1: 273 وأما ما في آخره من الزيادة فروى أحمد من حديث أبي هريرة وفيه (عليما
حكيما، غفورا رحيما).
(4) أخرجه مسلم في الحج.
220

باب القلب
(20375) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم بن
أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: القلب ملك وله جنود،
فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده،
الأذنان قمع، والعينان مسلحة، واللسان ترجمان، واليدان جناحان،
والرجلان بريدان، والكبد رحمة، والطحال والكليتان مكر، والرئة
نفس، فإذا صلح الملك صلحت جنوده، وإذا فسد الملك فسدت جنوده.
(20376) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن خيثمة عن النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: في الانسان
مضغة إذا صحت صح سائر جسده، وإذا فسدت فسد سائر جسده،
يعني القلب (1).
باب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
(20377) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل أصحابي في الناس كمثل الملح في الطعام،
قال: ثم يقول الحسن: هيهات ذهب ملح القوم.
(20378) - أخبرنا عبد الرزاق عن أبي هارون العبدي عن أبي

(1) أخرجه البخاري ولفظه: (صلحت صلح الجسد) وأحمد ولفظه (صحت)
وأخرجه الحميدي من طريق الشعبي عن النعمان بن بشير 2: 409.
221

سعيد الخدري قال: أوشك أن يخرج البعث فيقال: هل فيهم من
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد؟ فيوجد الرجل والرجلان والثلاثة، فيستنصر
بهم؟ ثم يخرج الجيش، فيقال: هل فيهم من أصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم أحد؟ فلا يوجد، فيقال: هل فيهم من صحب صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ فيوجد الرجل والرجلان (1)، حتى لو كان أحدهم من
وراء البحر لركبوا إليه يتفقهون منه.
(20379) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن بعض
بني عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن عوف قال: كنت
مع عمر في سفر بطريق مكة، فنزلنا في القائلة،؟ نمنا، فرأيت
كأن عمر مر بي فركض أم كلثوم ابنة عقبة (2) برجله، ثم مضى
فشددت علي ثيابي ثم اتبعته فأدركته، فقلت: يا أمير المؤمنين!
ما أدركتك حتى حسرت، وما أرى الناس يدركوك حتى يحسروا،
فقال عمر: ما أحسبني أسرعت، قال عبد الرحمن: والذي نفسي
بيده إني لأراه عمله - أو إنه ليعمله (3) -.
(20380) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم عن
زر بن حبيش عن علي قال: ما كنا نعبد (4) أن السكينة تنطق على

(1) أخرج مسلم نحوا منه من حديث أبي الزبير عن جابر عن أبي سعيد الخدري
2: 308 وهو أتم مما هنا لكن ليس فيه (حتى لو كان... الخ).
(2) هي زوجة عبد الرحمن بن عوف، تزوجها أولا زيد بن حارثة، ثم الزبير،
ثم عبد الرحمن، فلما مات تزوجها عمرو بن العاص.
(3) كذا في (ص) ولعل الصواب (أو إنه لعمله).
(4) في الكنز (لا نشك)
222

لسان عمر (1)
(20381) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
عكرمة بن خالد أن حفصة، وابن مطيع، وعبد الله بن عمر كلموا
عمر بن الخطاب فقالوا: [لو] أكلت طعاما طيبا كان أقوى لك على
الحق، قال: أكليكم (2) على هذا الرأي؟ قالوا: نعم، قال: قد
علمت أنه ليس منكم إلا ناصح، ولكني تركت صاحبي على الجادة،
فإن تركت جادتهم لم أدركهما في المنزل (3)، قال: وأصاب الناس
سنة، فما أكل عامئذ سمنا ولا سمينا حتى أحيى الناس.
(20382) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى على عمر قميصا أبيض، فقال:
أجديد قميصك هذا أم غسيل؟ قال: بل غسيل، فقال: البس
جديدا، وعش حميدا، ومت شهيدا، ويرزقك الله قرة عين في الدنيا
والآخرة، قال: وإياك يا رسول الله (4).
(20383) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: بينا أنا نائم رأيت أني في الجنة،

(1) أخرجه مسدد وابن منيع، وسعيد بن منصور، وأبو نعيم في الحلية كما في الكنز
6، رقم: 5458 والطبراني في الأوسط وابن عساكر كما في الكنز 6: 340، وأخرجه
ابن عساكر عن ابن مسعود بلفظ: (ما كنا نتعاجم) كما في الكنز 6: 340.
(2) كذا في (ص) والصواب عندي (أكلكم).
(3) أخرجه البيهقي في السنن، وابن عساكر كما في الكنز 6: رقم: 5372.
(4) أخرجه أحمد والطبراني بتمامه وأخرجه ابن ماجة مختصرا كما في الزوائد 9: 73.
223

فإذا أنا بامرأة توضأ في قصرها، فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر،
فذكرت غيرته فوليت مدبرا، فبكى عمر حين سمع ذلك، وقال:
أو عليك أغار يا رسول الله! (1).
(20384) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
أبيه قال: كنا نحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم حدث: بينا أنا نائم رأيتني
أتيت بقدح فشربت منه حتى أني أرى الري يخرج في أظفاري،
ثم أعطيت فضلي عمر، قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله! قال:
العلم (2).
(20385) - قال معمر عن الزهري عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف
عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم رأيت
الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما
يبلغ أسفل من ذلك، فعرض علي عمر وعليه قميص يجره، قالوا:
فما أولت ذلك؟ يا رسول الله! قال: الدين (3).
(20386) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب قال: لما طعن رضي الله عنه قال كعب: لو دعا عمر

(1) أخرجه البخاري من طريق عقيل عن الزهري في التعبير 12: 336 و 337.
وأخرجه في مناقب عمر أيضا، وأخرجه مسلم أيضا.
(2) أخرجه البخاري من طريق سالم في فضل عمر، ومن طريق حمزة أخي سالم في
التعبير 12: 319.
(3) أخرجه البخاري من طريق صالح عن الزهري عن أبي أمامة عن أبي سعيد
الخدري 12: 320 ومن غير هذا الطريق أيضا، انظر مناقب عمر والتعبير وغيرهما.
224

لاخر في أجله، فقال الناس: سبحان الله! ألبس قد قال الله تعالى
(إذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (1) قال: وقد
قال: (وما يعمر من معمر ولا بنقص من عمره إلا في كتاب) (2).
قال الزهري: يرون أنه إذا حضر أجله فلا يستأخر ساعة
ولا يتقدم، فما لم يحضر أجله فإن الله يؤخر ما يشاء ويقدم ما يشاء،
قال الزهري: وليس أحد إلا له أجل وعمر مكتوب.
(20387) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان
عن أبي قلابة، قال معمر: وسمعت قتادة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء
عثمان، وأمين أمتي أبو عبيدة بن الجراح، وأعلم أمتي بالحلال
والحرام معاذ، وأقرؤهم أبي، وأفرضهم زيد. قال قتادة في حديثه:
وأقضاهم علي (3).
(20388) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا إلى اليمن، خرج بريدة الأسلمي معه،
فعتب على علي في بعض الشئ، فشكاه بريدة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فإن عليا مولاه (4).

(1) سورة الأعراف، الآية: 34.
(2) سورة فاطر، الآية: 11.
(3) أخرجه سعيد بن منصور عن محمد بن ثابت العبدي عن قتادة مرسلا وفيه:
(وكان يقال: أعلمهم بالقضاء علي) 3، رقم: 4 وأخرجه (ت) من طريق معمر عن
قتادة عن أنس، وليس فيه ما كان يقال في علي، وراجع ما علقناه على سنن سعيد بن منصور.
(4) أخرجه البزار من حديث بريدة من وجهين، وأخرجه أحمد أيضا.
225

(20389) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لوفد ثقيف حين جاءوا: لتسلمن أو لنبعثن رجلا مني - أو قال: مثل
نفسي (1) - فليضربن أعناقكم، وليسبين ذراريكم، وليأخذن أموالكم،
فقال عمر: فوالله ما تمنيت الامارة إلا يومئذ، جعلت أنصب صدري
رجاء أن يقول: هو هذا، قال: فالتفت إلي علي، فأخذ بيده ثم
قال: هو هذا، هو هذا.
(20390) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعلي بن زيد
ابن جدعان عن ابن المسيب قال: حدثني ابن لسعد بن أبي وقاص
حديثا عن أبيه، قال: فدخلت على سعد فقلت: حدثنا حديثا عنك
حدثته حين استخلف النبي صلى الله عليه وسلم عليا على المدينة، قال:
فغضب سعد، فقال: من حدثك به؟ فكرهت أن أخير بابنه
فيغضب عليه، ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في غزوة تبوك
فاستخلف عليا على المدينة، فقال علي: يا رسول الله! ما كنت
أحب أن تخرج مخرجا إلا وأنا معك فيه، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي
بعدي (2).
(20391) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن

(1) في (ص) (نعسي).
(2) الحديث أخرجه الشيخان في مناقب علي وغزوة تبوك.
فاستخلف عليا على المدينة، فقال علي: يا رسول الله! ما كنت
أحب أن تخرج مخرجا إلا وأنا معك فيه، قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي
بعدي (2).
226

وغيره قال: أول من أسلم بعد خديجة علي بن أبي طالب وهو ابن
خمس عشرة، أو ست عشرة.
(20392) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عثمان الجزري عن
مقسم عن ابن عباس قال: أول من أسلم علي.
(20393) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: ما
علمنا أحدا أسلم قبل زيد بن حارثة.
قال عبد الرزاق: ولا أعلم أحدا ذكره.
(20394) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: اختصم
في بنت حمزة علي، وجعفر، وزيد بن حارثة إلى النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال علي: أنا أخرجتها من مكة من المشركين، وأنا ابن عمها،
وقال جعفر: أنا ابن عمها [وخالتها عندي] (1)، وقال زيد:
أنا عمها، فآخى (2) بينهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لعلي: أنت مني وأنا
منك، وقال لجعفر: أشبه خلقك خلقي، وخلقك خلقي، وقال
لزيد: أنت مولاي وأحب القوم إلي (3)، ادفعوها إلى خالتها، فدفعت
إلى جعفر (4).

(1) سقط من هنا ووقع (وخالتها) فقط بين (أنت) و (مولاي) فصار قوله
عليه السلام لزيد هكذا: (أنت وخالتها مولاي) وهذا ممن أسوأ تصرفات الناسخ، وقد
روى البخاري وغيره هذه القصة وفيه: (قال جعفر: أنا ابن عمها وخالتها تحتي).
(2) كذا في (ص) وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين حمزة وزيد.
(3) قوله في زيد: (أحب القوم إلي) رواه أحمد برواية أسامة في حديث طويل
(4) راجع (باب عمرة القضاء) من البخاري.
227

(20395) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب
الله ورسوله - أو يحبه الله ورسوله - فدفعها إلى علي وإنه لأرمد، ما
يبصر موضع قدميه، فبصق في عينيه، وكان الفتح (1).
(20396) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة
قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة قال: ما ألوت أن أنكحك أحب
أهلي إلي (2).
(20397) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما مال رجل من المسلمين أنفع لي
من مال أبي بكر (3)، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي في مال أبي
بكر كما يقضي في مال نفسه.
(20398) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لو كنت متخذا أحدا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا (4).

(1) الحديث أخرجه الشيخان عن سهل بن سعد وغيره.
(2) أخرج الطبراني نحوه من حديث أسماء بنت عميس في حديث طويل كما في
الزوائد 9: 210.
(3) روى البخاري من حديث أبي سعيد أن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر
7: 9 وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة: ما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال
أبي بكر 4: 310.
(4) أخرجه مسلم من حديث ابن مسعود، والشيخان من حديث ابن عباس
وغيره.
228

(20399) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: استعمل النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص على جيش، وكان يقال
لها غزوة ذات السلاسل، قال: فقلت: يا رسول الله! أي الناس
أحب إليك؟ قال: عائشة، قال: قلت: لست أعني النساء،
قال: فأبوها إذا (1).
(20400) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كانت
بقعة إلى جنب المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يشتريها ويوسعها في
المسجد؟ وله مثلها في الجنة، فاشتراها عثمان، فوسعها في المسجد (2).
(20401) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي حازم عن سهل
ابن سعد قال: ناشد عثمان الناس يوما فقال: أتعلمون أن النبي
صلى الله عليه وسلم صعد أحدا، وأبو بكر وعمر وأنا، فارتج أحد وعليه النبي صلى الله عليه وسلم
وأبو بكر عمر وعثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أثبت أحد! ما
عليك إلا نبي، وصديق، وشهيدان (3).
قال معمر: وسمعت قتادة يحدث بمثله.

(1) أخرجه البخاري من حديث أبي عثمان عن عمرو بن العاص، وابن حبان من
طريق قيس بن أبي حازم، وأخرجه مسلم أيضا.
(2) رواه الترمذي في حديث ثمامة بن حزن 4: 321.
(3) أصل الحديث رواه الترمذي في حديث طويل عن ثمامة بن حزن القشيري 4:
321 إلا أن فيه ذكر (ثبير) مكان (أحد) وأخرجه البخاري من حديث أنس وفيه ذكر
أحد (مناقب عمر وعثمان) وأما حديث سهل بن سعد فأخرجه أبو يعلى كما في الزوائد
7: 55.
229

(20402) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبي عثمان
النهدي عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم - قال:
حسبته قال: - في الحائط، فجاء رجل فسلم عليه، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: اذهب! فأذن له، وبشره بالجنة، قال: فذهبت: فإذا هو
أبو بكر، قلت: ادخل وأبشر بالجنة، فما زال يحمد الله حتى
جلس، ثم جاء آخر فسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب!
فأذن له، وبشره بالجنة، فانطلقت فإذا هو عمر، فقلت: ادخل
وأبشر بالجنة، فما زال يحمد الله حتى جلس، ثم جاء آخر
فسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اذهب فأذن له وبشره بالجنة
بعد بلوى شديدة، قال: فانطلقت، فإذا هو عثمان، فقلت: ادخل
وأبشر بالجنة على بلوى شديدة، فجعل يقول: اللهم صبرا
حتى جلس (1).
(20403) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، التفتت إليه
البقرة فقالت: إني لم أخلق لهذا، ولكني خلقت للحرث، فقال الناس:
سبحان الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أؤمن بذلك وأبو بكر وعمر.
(20404) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: بينا راعي يرعى غنما له، فجاء الذئب فأخذ شاة،
فتبعه الراعي حتى استنقذ الشاة، فالتفت إليه الذئب فقال: من لها

(1) أخرجه الشيخان (البخاري 7: 26 و 38 وغير ذلك).
230

يوم السبع - يعني مكانا - ليس له بها راع غيري، فقال الناس:
سبحان الله يتكلم الذئب! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أؤمن بذلك كله،
وأبو بكر وعمر (1).
(20405) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: سئل حذيفة عن شئ، فقال: إنما يفتي أحد ثلاثة: من عرف
الناسخ والمنسوخ، قالوا: ومن يعرف ذلك؟ قال: عمر، أو رجل
ولى سلطانا فلا يجد بدا من ذلك، أو متكلف (2).
(20406) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
عن أبي عبيدة عن ابن مسعود أن سعيد بن زيد قال له: يا أبا
عبد الرحمن! قد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين هو؟ قال: في الجنة هو،
قال: توفي أبو بكر فأين هو؟ قال: ذاك الأواه عند كل خير يبغي (3)،
قال: توفي عمر فأين هو؟ قال: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر. (4).
(20407) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وحماد سمعهما
يقولان: كان ابن مسعود يقول: إن عمر بن الخطاب كان حصنا

(1) أخرجه البخاري من طريق شعيب عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة
7: 17 وأخرجه في (باب ما ذكر عن بني إسرائيل) أيضا.
(2) أخرجه الدارمي من طريق هشام عن ابن سيرين عن حديفة، وفي رواية عن
أبي عبيدة بن حذيفة ص 35 وفيه: (أو أحمق متكلف).
(3) كذا في (ص) وفي الزوائد (يبتغى).
(4) ذكر في كنز العمال كلام آخر لابن مسعود في عمر، وفي آخره (إذا ذكر
الصالحون... الخ) 6، رقم: 5491 وأما هذا فرواه الطبراني بتمامه، وإسناده
حسن، قاله الهيثمي 9: 78.
231

حصينا للاسلام، يدخل في الاسلام فلا يخرج منه، فلما مات عمر
فثلم (1) من الحصن ثلمة، فهو يخرج منه ولا يدخل فيه، وكان إذا
سلك طريقا وجدناه سهلا، فإذا ذكر الصالحون فحي هلا بعمر،
فصلا (2) ما بين الزيادة والنقصان، والله لوددت أني أخدم (3) مثله
حتى أموت (4).
(20408) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
العلاء بن عرار (5) أنه سأل ابن عمر عن علي وعثمان، قال: أما علي
فهذا منزله لا أحدثك عنه بغيره، وأما عثمان فأذنب يوم أحد ذنبا
عظيما فعفا الله عنه، وأذنب فيكم ذنبا صغيرا، فقتلتموه (6).
(20409) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن يحيى
ابن سعيد بن العاص عن عائشة قالت: استأذن أبو بكر على النبي
صلى الله عليه وسلم وأنا معه في مرط واحد، قالت: فأذن له، فقضى إليه حاجته
وهو معي في المرط، ثم خرج، ثم استأذن عليه عمر، فأذن له، فقضى
إليه حاجته وهو معي في المرط، ثم خرج، ثم استأذن عثمان فأصلح
عليه ثيابه وجلس، فقضى إليه حاجته، ثم خرج، قالت عائشة:

(1) أو (تثلم) وفي الزوائد (انثلم) لكن الناشر أثبت (أسلم).
(2) وفي الزوائد (فضل ما بين... الخ) والصواب بالمهملة.
(3) قد درس ما في موضع النقاط إلا (دم) واستدركته من الزوائد.
(4) أخرجه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح، قاله الهيثمي 9: 78.
(5) ذكره ابن حجر في التهذيب وأشار إلى هذا الحديث، ووقع في (ص)
(عراك) وهو خطأ.
(6) أخرجه النسائي في (فضائل علي) من سننه الكبرى.
232

فقلت: يا رسول الله! استأذن عليك أبو بكر فقضى إليك حاجته
على حالك: ثم استأذن عمر فمضى إليك حاجته على حالك، تم
استأذن عثمان فكأنك احتفظت، فقال: إن عثمان رجل حيي،
ولو أني أذنت له في تلك الحال خشيت أن لا يقضي حاجته إلي (1).
قال الزهري: وليس كما يقول الكذابون: ألا أستحيي من رجل
تستحيي منه الملائكة.
(20410) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: حدثني
عبيد الله بن عبد الله بن عبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى رهطا فيهم
عبد الرحمن، فلم يعطه معهم شيئا (2)، فخرج عبد الرحمن يبكي،
فلقيه عمر، قال: ما يبكيك؟ قال: أعطى النبي صلى الله عليه وسلم رهطا ولم يعطني
معهم، فأخشى أن يكون إنما منعه من جريمة وجدها علي، قال: فدخل
عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره خبر عبد الرحمن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس بي سخطة عليه ولكني وكلته إلى إيمانه.
(20411) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وأبان عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب: أمرني ربي أن أقرأ عليك القرآن،
فقال أبي: وسماني لك؟ قال: وسماك لي، قال: فبكى أبي.

(1) أخرجه مسلم من طريق عقيل وصالح بن كيسان عن الزهري بنحوه، ولم
يذكر قول الزهري الذي يلي هذا، انظر 2: 277.
(2) في ص (شئ).
233

قال معمر: وأما أبان بن أبي عياش فأخبرني عن أنس
قال: أو ذكرت فيما هنالك؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم، قال: فبكى
أبي (1).
(20412) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني
قال: كنت عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا، فقال: كان شحيحا
على دينه، وكان يعذب في الله عز وجل، وكان يعذب على دينه،
فإذا أراد المشركون أن يقاربهم، قال: الله الله، قال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم
أبا بكر فقال: لو كان عندنا شئ اشترينا بلالا، فلقي أبو بكر
العباس بن عبد المطلب فقال: اشتر لي بلالا! قال: فانطلق العباس،
فقال لسيده: هل لك أن تبيعني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره
وتحرم ثمنه؟ قال: وما تصنع به؟ إنه خبيث، إنه إنه، قال: فقال له
مثل مقالته، فاشتراه العباس فبعث به إلى أبي بكر، فأعتقه، فكان
يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى
الشام، فقال أبو بكر: بل عندي، فقال: إن كنت أعتقتني
لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله فذرني أذهب إلى الله،
فقال: اذهب! فذهب إلى الشام، فكان بها حتى مات.
(20413) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب، فقال: يلومني الناس في تأميري
أسامة كما لاموني في تأمير أبيه قبله، وإن أباه كان أحبكم إلي، وإنه

(1) أخرجه مسلم من طريق همام وشعبة عن قتادة 2: 294.
234

لمن أحبكم إلي بعده (1)
(20414) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن أنس قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف
جنازته لحكمه في قريظة، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: لا، ولكن
الملائكة كانت تحمله (2).
(20415) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع أنس (3) يقول:
أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حلة من سندس، فجعل أصحابه يعجبون منها،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يعجبكم منها؟ فوالله لمناديل سعد بن معاذ
في الجنة أحسن منها (4).
(20416) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن خارجة
ابن زيد قال: قال زيد بن ثابت: لما كتبنا المصاحف فقدت آية
كنت أسمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدتها عند خزيمة بن ثابت
الأنصاري (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه - حتى
- وما بدلوا تبديلا) (5) قال: فكان خزيمة يدعى ذو (3) الشهادتين،

(1) أخرج البخاري نحوه من حديث ابن عمر 7: 62.
(2) أخرجه الترمذي من طريق المصنف 4: 356.
(3) كذا في (ص).
(4) حديث أنس أخرجه الترمذي 3: 41.
(5) سورة الأحزاب، الآية: 23، والحديث أخرجه البخاري من طريق
شعيب عن الزهري 8: 366.
235

فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين (1)، قال: وقتل يوم
صفين مع علي.
(20417) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أو قتادة
- أو كلاهما (2) - أن يهوديا جاء يتقاضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي
صلى الله عليه وسلم: قد قضيتك، فقال اليهودي: بينتك، قال: فجاء خزيمة
ابن ثابت الأنصاري فقال: أنا أشهد أنه قد قضاك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
وما يدريك؟ قال: إني أصدقك بأعظم من ذلك، أصدقك بخبر
السماء، فأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين (3).
(20418) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عمن سمع
الحسن يقول: جاء غلام لحاطب بن أبي بلتعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله! إن حاطبا صك وجهي، والله إني لأراه سيدخل بها النار،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كذبت، كلا إنه قد شهد بدرا والحديبية (4).
(20419) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عائشة
ابنة سعد قالت: أنا ابنة المهاجر الذي فداه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
بالأبوين (5).

(1) في حديث البخاري (لم أجد إلا مع خزيمة الأنصاري، جعل رسول الله
صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين).
(2) كذا في (ص).
(3) أخرجه أبو داود والنسائي بنحو آخر.
(4) أخرجه الترمذي من حديث أبي الزبير عن جابر 4: 360.
(5) في (ص) (بالابوان) خطأ، وقد روى البخاري من حديث سعد قال: (جمع
لي النبي صلى الله عليه وسلم أبويه يوم أحد) 7: 60.
236

(20420) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسعد يوم أحد: فداك أبي، ثم قال: فداك أبي
وأمي.
(20421) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كانت
عائشة تقول: لا تقولوا لحسان إلا خيرا، فإنه كان يهاجي عن النبي
صلى الله عليه وسلم ويهجو المشركين، قال: وكان حسان إذا دخل على عائشة ألقت
له وسادة فجلس عليها.
(20422) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن خارجة
ابن زيد قال: كانت أم العلاء الأنصارية تقول: لما قدم المهاجرون
المدينة اقترعت الأنصار على سكنتهم، قالت: فصار لنا عثمان بن
مظعون في السكنى، فمرض فمرضناه، ثم توفي، فجاءه رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدخل عليه، فقلت: رحمة الله عليك أبا السائب، فشهادتي أن
قد أكرمك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أن الله أكرمه،
فقالت: لا أدري والله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما هو فقد أتاه اليقين
من ربه وإني لأرجو له الخير، والله ما أدري وأنا رسول الله ما يفعل
بي ولا بكم، قالت: فوالله لا أزكي بعده أحدا أبدا، قالت: ثم رأيت
بعد لعثمان في النوم عين تجري (1)، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ذلك عمله (2).

(1) في الصحيح (عينا تجري) وهو القياس.
(2) أخرجه البخاري من طريق ابن المبارك عن معمر 12: 332 وأخرجه أيضا
من طريق عقيل عن الزهري 3: 74.
237

قال معمر: وسمعت عن الزهري يقول: كره المسلمون ما قال
النبي صلى الله عليه وسلم لعثمان حين توفيت ابنة النبي: صلى الله عليه وسلم إلحقي بفرطنا عثمان
ابن مظعون.
(20423) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن صاحب له أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لسعد بن معاذ: اللهم سدد رميته وأجب دعوته (1).
(20424) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: سمعته
يقول: إن حذيفة بن اليمان كان أحد بني عبس، وكان أنصاريا،
وإنه قاتل مع أبيه اليمان يوم أحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتالا شديدا،
وإن المسلمين أحاطوا باليمان يضربونه بأسيافهم، فقال حذيفة:
يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
فزادته (2) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا (3)... النبي صلى الله عليه وسلم اليمان
قال: فبينا النبي صلى الله عليه وسلم سائر إلى تبوك نزل عن راحلته ليوحى إليه،
وأناخها النبي صلى الله عليه وسلم، فنهضت الناقة تجر زمامها مطلقة، فتلقاها
حذيفة، فأخذ بزمامها يقودها حتى أناخها وقعد عندها، ثم إن
النبي صلى الله عليه وسلم قام فأقبل يريد ناقته، فقال: من هذا؟ فقال: حذيفة

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث موسى بن عقبة عن إسماعيل بن أبي خالد
عن قيس بن أبي حازم عن سعد 1: 93.
(2) كذا في (ص) وانظر هل هو (فزاد به)؟.
(3) قصة قتل اليمان أخرجها البخاري في غزوة أحد ومناقب حذيفة، ورواها
أبو نعيم من وجه آخر، وفيه بعد قوله: (أرحم الرحمين) (فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن يديه، فتصدق حذيفة بديته على المسلمين، فزاده عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا). هذا
وقد درس في (ص) ما في موضع النقاط، وظني أن في الممحو ذكر الدية والعفو عنها.
238

ابن اليمان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فإني أسر إليك سرا لا تحدث به
أحدا أبدا، إني نهيت أن أصلي على فلان وفلان، رهط ذوي عدد من
المنافقين، قال: فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستخلف عمر، فكان إذا
مات الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ممن يظن عمر أنه من أولئك الرهط
أخذ بيد حذيفة فقاده، فإن مشى معه صلى عليه، وإن انتزع منه
لم يصل عليه، وأمر من يصلي عليه (1).
(40425) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن ثابت
ابن قيس ابن شماس قال: يا رسول الله! لقد خشيت أن أكون هلكت،
تمهل (2) الله المرء أن يحب أن يحمد بما لم يفعل وأجدني أحب أن أحمد،
ونهى الله عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال (3)، ونهى الله أن نرفع
أصواتنا فوق صوتك، وأنا امرؤ جهير الصوت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
يا ثابت! أما ترضى أن تعيش حميدا، وتقتل شهيدا، وتدخل
الجنة، قال: فعاش حميدا، وقتل شهيدا يوم مسيلمة (4).
(20426) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يحدث

(1) قد روى رسته في الايمان أن عمر بن الخطاب أراد أن يصلي عن رجل وعنده
حذيفة، فمرزه مرزة شديدة، فقال عمر: اذهبوا فصلوا على صاحبكم، من غير أن يخبره.
رواه عن حميد بن هلال، وروي نحوه عن زيد بن وهب، راجع الكنز 7، رقم: 193
و 194.
(2) كذا في (ص) ولعل الصواب (نهى الله) كما فيما يليه.
(3) كذا في الزوائد وفي (ص) (الخيال).
(4) أخرجه الطبراني في الأوسط والكبير كما في الزوائد 9: 321.
239

عن أبيه (1) عن أم سلمة قالت: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يبنون
المسجد جعل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحمل كل رجل منهم لبنة، وعمار
يحمل لبنتين، عنه لبنة وعن النبي صلى الله عليه وسلم لبنة، فقام النبي
صلى الله عليه وسلم فمسح ظهره، وقال: يا ابن سمية! للناس أجر ولك أجران،
وآخر زادك شربة من لبن، وتقتلك الفئة الباغية (2).
(20427) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبي
بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيه أخبره قل: لما قتل عمار
ابن ياسر، دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص فقال: قتل عمار،
وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية، فقام عمرو
يرجع فزعا حتى دخل على معاوية، فقال له معاوية: ما شأنك؟
فقال: قتل عمار، فقال له معاوية: قتل عمار فماذا؟ قال عمرو:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تقتله الفئة الباغية، فقال له معاوية:
دحضت في قولك (3)، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه، جاءوا
به حتى ألقوه تحت رماحنا - أو قال: بين سيوفنا - (4).

(1) كذا في (ص) وفي مسلم (عن أمه) وهو الصواب.
(2) رواه مسلم من طريق شعبة عن خالد الحذاء عن الحسن وأخيه سعيد مختصرا
2: 396 وجميع أجزاء الحديث مروى في أحاديث آخرين، راجع الزوائد 9: 295
وما بعدها، إلا قوله: (لبنة عنه ولبنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.) فاني لم أقف عليه في حديث
آخر إلى يومي هذا.
(3) كذا في (ص) وفي الزوائد (في بولك).
(4) روى عبد الله بن الحارث بن نوفل نحوه. رواه الطبراني كما في الزوائد 9: 297
وأما عن محمد بن عمرو بن حزم فرواه أحمد في مسنده كما في الزوائد 7: 242.
240

(20428) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
المهاجرون لعمر: ألا تدعو أبناءنا كما تدعو ابن عباس؟ قال:
ذلكم فتى الكهول، فإن له لسانا سؤلا، وقلبا عقولا (1).
(20429) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه قال: أول سيف سل في سبيل الله سيف الزبير، نفحت نفحة
من الشيطان أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بأعلى مكة، فخرج الزبير بسيفه
يشق الناس، فلقيه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لك يا زبير! قال:
أخبرت يا رسول الله أنك أخذت، قال: فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ولسيفه (2)
(20430) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لما ولى
الزبير يوم الجمل، بلغ عليا فقال: لو كان ابن صفية يعلم أنه على
حق ما ولى، قال: وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيهما في سقيفة بني
ساعدة فقال: أتحبه يا زبير؟ فقال: وما يمنعني؟ فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: فكيف أنت إذا قاتلته وأنت ظالم له، قال: فيرون أنه إنما
ولى لذلك.
(20431) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فتيان (3) أرغب بهما عن النار، عتاب

(1) أصل الحديث في تفسير (إذا جاء نصر الله) وغيره من صحيح البخاري
إلا أن فيه: فقال عمر: إنه حيث قد علمتم.
(2) رواه أحمد عن حماد بن أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه كما في الحلية
: 89.
(3) في (ص) (فتيين).
241

ابن أسيد وأبان بن سعيد، أو جبير بن مطعم - يشك - وذلك قبل
أن يسلما.
(20432) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا سابق العرب، وبلال سابق الحبشة، وصهيب
سابق الروم، وسلمان سابق فارس (1).
(باب المخنثين والمذكرات
(20433) - حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا أبو يعقوب قال:
أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير،
وأيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المخنثين
من الرجال، والمترجلات من النساء (2).
(20434) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن عكرمة عن ابن عباس أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أخرجوا
المخنثين من بيوتكم، قال: وأخرج النبي صلى الله عليه وسلم مخنثا، وأخرج
عمر مخنثا (3).

(1) أخرجه الطبراني عن أنس وعن أبي أمامة كما في الزوائد 9: 305.
(2) أخرجه الترمذي من طريق المصنف 4: 17 وأخرجه من طريق قتادة عن عكرمة
أيضا ولفظه: المتشبهات والمتشبهين.
(3) أخرجه البخاري بتمامه إلا أن لفظه: (أخرج عمر فلانة) قال الحافظ: كذا
وقع لأبي ذر وللباقين (فلانا) بالتذكير 10: 257.
242

(20435) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة
قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم برجل من المخنثين فأخرج من المدينة (1)،
وأمر أبو بكر برجل منهم فأخرج أيضا.
(20436) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت: أول من اتهم بالامر القبيح - تعني عمل قوم لوط -
على عهد عمر، فأمر عمر بعض شباب قريش ألا يجالسوه.
(20437) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل من قريش
رفعه، قال: لا يدخل الجنة ديوث، ولا مدمن خمر، ولا رجلة نساء.
باب مباشرة الرجل الرجل
(20438) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن ينظر الرجل إلى عورة الرجل، والمرأة إلى عورة
المرأة، وأن يباشر الرجل الرجل، وأن تباشر المرأة المرأة (2).
باب اليقين والوسوسة
(20439) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: جاء
رجل من الأنصار من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:

(1) ذكر ابن حجر في أواخر الحدود أسماء المغربين (أي المخرجين).
(2) أخرجه مسلم والترمذي من حديث زيد بن أسلم عن عبد الرحمن بن أبي سعيد
عن أبيه مرفوعا، انظر صحيح مسلم 1: 194.
243

يا نبي الله! أرأيت أشياء يوسوس بها الشيطان في صدورنا، لان
يخر أحدنا من الثريا أحب إليه من أن يبوح به، قال النبي صلى الله عليه وسلم:
أو قد وحدتم ذلك؟ إن الشيطان يريد العبد فيما دون ذلك، فإذ
عصم منه ألقاه فيما هنالك، وذلك صريح الايمان (1).
(20440) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن قوما سيقولون: خلق الله الخلق،
فمن خلقه؟ فإذا سمعتم ذلك فقولوا: آمنا بالله ورسوله (2).
(20441) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا هشام بن حسان عن
ابن سيرين قال: كنت عند أبي هريرة إذ جاء رجل فسأله عن أمر
لم أفهمه، فقال أبو هريرة: الله أكبر، سأل عنها رجلان، وهذا
الثالث، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن رجالا سترفع بهم المسألة
حتى يقولوا: الله خلق الخلق فمن خلقه؟ (3) فكان معمر يصل في هذا
الحديث فيقول: الله خلق كل شئ، وهو قبل كل شئ، وهو كائن
بعد كل شئ.
باب خدمة الرجل صاحبه
(20442) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة

(1) أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة بمعناه مختصرا 1: 79.
(2) أخرجه مسلم من حديث عروة عن أبي هريرة مرفوعا 1: 79.
(3) حديث أبي هريرة رواه البخاري مختصرا، ورواه مسلم أيضا 1: 79.
244

قال: ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال له: فيه خير، قيل: يا رسول
الله! خرج معنا حاجا فإذا نزلنا لم يزل يصلي حتى نرتحل، وإذا
ارتجلنا لم يزل يقرأ ويذكر حتى ننزل، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فمن
كان يكفيه علف ناقته وصنع طعامه؟ قالوا: كلنا، قال: كلكم
خير منه.
باب فيمن عذب الناس في الدنيا
(20443) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هشام بن
عروة عن أبيه قال: دخل هشام بن حكيم بن حزام على عمير بن سعد
الأنصاري بالشام - وكان عاملا لعمر بن الخطاب - فدخل عليه فوجد
عنده ناسا من النبط مشمسين، فقال: ما بال هؤلاء؟ قال: حبستهم في
الجزية، فقال هشام: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الذي يعذب
الناس في الدنيا يعذبه الله في الآخرة، قال: فخلى عمير عنهم
وتركهم (1).
(20444) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاووس
عن أبيه قال: جاء بحير بن ريسان (2) إلى ابن عباس يستعين به على

(1) أخرجه مسلم من طريق غير واحد عن هشام، ولفظ جرير منهم أتم،
وفيه: (وأميرهم يومئذ عمير بن سعد على فلسطين) 2: 327 وأخرجه (د) من
طريق الزهري عن عروة، وقد أبهم العامل فيه فقال: (وجد رجلا وهو على حمص)
وفيه (القبط) بدل (النبط) وأراه تحريفا مطبعيا.
(2) هو الصواب عندي، وفي (ص) (بن وسنان) وبحير بن ريسان ذكره ابن
أبي حاتم وكان من أهل اليمن.
245

ابن الزبير - وكان عاملا له - فقال له ابن عباس: أنت امرؤ ظلوم
لا يحل لاحد أن يشفع لك، ولا يدفع عنك.
(20445) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن
أبي رافع قال: وتد فرعون لامرأته أوتادا أربعة - أو أربعة أوتاد -
ثم جعل على بطنها وحى عظيمة حتى ماتت.
باب نقص الاسلام ونقص الناس
(20446) - قال: قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق
عن سعيد بن وهب قال: سمعت ابن مسعود يقول: لا يزال الناس
صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم،
فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا (1).
(20447) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الناس كإبل مئة لا يجد الرجل
فيها راحلة (2).
(20448) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة عن
عائشة قالت: قال لبيد:

(1) أخرجه ابن المبارك عن سفيان عن أبي إسحاق، قال نعيم: نا ابن المبارك أتاهم
العلم من قبل أصاغرهم - يعني أهل البدع - فأما أن يروي كبير عن صغير فلا، أنظر
رقم: 815 وما علقنا عليه.
(2) أخرجه البخاري، ومسلم من طريق المصنف 2: 312.
246

ذهب الذين يعاش في أكنافهم *
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
يتحدثون مخانة وملاذة (1)
ويعاب قائلهم وإن لم يشعب (2)
قال: ثم تقول عائشة: فكيف لو أدرك لبيد من نحن بين
ظهرانيه. قال معمر: فكيف لو أدرك الزهري من نحن بين ظهرانيه (3).
باب الآبق من سيده
(20449) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرويه
قال: ثلاثة لا تجاوز صلاتهم آذانهم: عبد أبق من سيده حتى
يأتي فيضع يده في يده، وامرأة باتت [و] زوجها عليها غضبان في
حقه عليها، ورجل أم قوما وهم له كارهون (4).
(20450) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن همام بن
منبه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعما للعبد أن يتوفاه

(1) في (ص) (مجانة وملامة) وفي الزهد لابن المبارك (مخافة وملاذة)
والصواب ما أثبت أعني (مخانة) بالخاء المعجمة والنون مصدر من الخيانة، وذكره
أبو موسى في الجيم من المجون كما في النهاية 4: 79 والملاذة مصدر ملذة ملذا وملاذة.
والملوذ والملاذ: الذي لا يصدق في مودته، كذا في النهاية 4: 113.
(2) في النهاية بالغين المعجمة.
(3) أخرجه ابن المبارك عن معمر ص 60، رقم: 183.
(4) أخرجه الترمذي باختصار بعض الألفاظ من حديث أبي غالب عن أبي أمامة
1: 287.
247

... (1) يحسن عبادة ربه وطاعة سيده، نعما له نعما له (2)، قال:
وكان عمر إذا مر عليه عبد قال: يا فلان! أبشر بالاجر مرتين.
(20451) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
بلغني أنه اشتد غضب الله على من يقول: من يحول بيني وبينك؟
فيقول: أنا أحول بينك وبينه.
باب المتشبع بما لم يعط
(20452) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة أن امرأة جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول
الله! إن لي زوجا ولي ضرة، وإني أتشبع من زوجي، أقول: أعطاني
كذا وكذا، وكساني كذا وكذا، وهو كذب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور (3).
باب ذي الوجهين
(20453) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: خياركم من كان لهذا الامر كارها قبل أن يدخل فيه

(1) في موضع النقاط بياض في (ص) وكأنه كان هناك (الله) أو (ربه) وفي
مسلم (أن يتوفى) بالبناء للمفعول.
(2) أخرجه مسلم من طريق المصنف، ولم يكرر قوله (نعماله) 2: 53.
(3) أخرجه مسلم من طريق وكيع وعبدة عن هشام مختصرا 2: 206.
248

يعني الاسلام - وشراركم من يلقى هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه (1)
(20454) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة، قال معمر:
وكتب به إلي أيوب السختياني أن أبا مسعود الأنصاري دخل على حذيفة،
فقال: أوصنا يا أبا عبد الله! فقال حذيفة: أما جاءك اليقين؟ (2)
قال: بلى وربي، قال: فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم
ما كنت تنكر قبل اليوم، وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل
اليوم (3)، وإياك والتلون فإن دين الله واحد.
باب الشام
(20455) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله
ابن صفوان قال: قال رجل يوم صفين: اللهم العن أهل الشام،
قال: فقال علي: لا تسب أهل الشام جما غفيرا، فإن بها الابدال،
فإن بها الابدال، فإن بها الابدال (4).

(1) أخرج الشطر الأخير منه البخاري ومسلم 2: 325 والترمذي 3: 153 من
حديث أبي هريرة.
(2) رواه أبو نعيم في الحلية 1: 274 وزاد بعده (كتاب الله عز وجل).
(3) روى أبو نعيم في الحلية عن حذيفة قال: (إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة
أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون) 1: 278.
(4) أخرج أحمد عن شريح بن عبيد قال: (ذكر أهل الشام وهو عند علي وهو
بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين! قال: لا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
البدلاء بالشام) الحديث، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح إلا شريح بن عبيد وهو
ثقة 10: 62.
249

(20456) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون بالشام جند، وبالعراق جند،
وباليمن جند، فقال خر لي يا رسول الله! قال: عليك بالشام،
فمن أبي فليلحق بيمنه (1) وليستق (2) بغدره، فإن الله قد تكفل لي
بالشام وأهله (3).
قال معمر: قال قتادة في هذا الحديث: فليلحق بيمنه (1).
(20457) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يزال في أمتي سبعة (4) لا يدعون الله في
شئ إلا استجاب لهم، بهم تنصرون وبهم تمطرون - قال: وحسبت
أنه قال: - وبهم يدفع عنكم.
(20458) - قال معمر: وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى الشام
فقال: اللهم اعطف بقلوبهم إلى طاعتك واحط من ورائهم إلى

(1) في (ص) (بيمينه) في كلا الموضعين، وفي الزوائد في عدة أحاديث (بيمنه)
وانظر ما معنى قول معمر: (قال قتادة:... الخ).
(2) في الزوائد في الأحاديث كلها (وليسق) من الثلاثي المجرد.
(3) أخرجه الطبراني والبزار إلا قوله. (فليلحق... الخ) من حديث أبي
الدرداء وفيهما سليمان بن عقبة، وفيه خلاف لا يضر، والطبراني من حديث العرباض بن
سارية ورجاله ثقات. وأيضا من حديث واثلة بن الأسقع بأسانيد ضعيفة. وأيضا من
حديث ابن عمر وفي إسناده من لم أعرفهم، قاله الهيثمي 10: 59.
(4) عدد البدلاء في حديث علي عند أحمد، وحديث أنس عند الطبراني، وحديث
ابن مسعود عنده أيضا أربعون رجلا، وفي حديث عبادة عند أحمد والطبراني ثلاثون،
راجع الزوائد 10: 62 و 63.
250

رحمتك، قال: ثم نظر إلى اليمن فقال مثل ذلك، ثم نظر إلى
العراق فقال مثل ذلك.
(20459) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن
الخطاب قال لكعب: ألا تتحول إلى المدينة؟ فيها مهاجر رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقبره، قال كعب: إني وجدت في كتاب الله المنزل أن
الشام كنز الله من أرضه، وبها كنزه من خلقه.
باب العراق
(20460) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: موضع قدم إبليس بالبصرة
وفرخ (1) بمصر.
(20461) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: أراد عمر أن يسكن العراق، فقال له كعب: لا تفعل! فإن فيها
الدجال، وبها مردة الجن، وبها تسعة أعشار السحر، وبها كل داء
عضال، يعني الأهواء.
(20462) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه عن أصحابه من أهل الكوفة قالوا: كل ما قيل قد رأينا إلا
سباء (2) الكوفة، يعني أهلها يسبون.

(1) فرخت الطائرة: صارت ذات فرخ.
(2) الكلمة في (ص) غير منقوطة ولا مهموزة.
251

(20463) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عليا قال:
تخرب البصرة إما بحريق وإما بغرق، كأني أنظر إلى مسجدها كأنه
جؤجؤ سفينة.
(20464) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عبد الله
ابن عمرو قال: البصرة أخبث الأرض ترابا، وأسرعه خرابا، قال:
ويكون في البصرة خسف، فعليك بضواحيها، وإياك وسباخها.
باب العلم
(20465) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
عن ابن مسعود قال: عليكم بالعلم قبل أن يقبض! وقبضه ذهاب
أهله، وعليكم بالعلم! فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه - أو
يفتقر إلى ما عنده - وعليكم بالعلم! وإياكم والتنطع والتعمق!
وعليكم بالعتيق! فإنه سيجئ قوم يتلون الكتاب ينبذونه (1) وراء
ظهورهم (2).
(20466) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون قال:
كنا ندخل على أبي سعيد الخدري فيقول: مرحبا بوصية رسول الله

(1) الكلمة غير مستبينة في (ص) ولعلها ما أثبت، وفي سنن الدارمي (وقد نبذوه).
(2) أخرجه الدارمي من طريق حماد بن زيد عن أيوب، ومن طريق يحيى بن أبي
كثير عن أبي قلابة ص 30.
252

صلى الله عليه وسلم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا قال: إنه سيأتيكم قوم من الآفاق
يتفقهون، فاستوصوا بهم خيرا (1).
(20467) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
أبو الدرداء: إن أخوف ما أتخوف عليكم (2) أن يقال لي يوم القيامة:
قد علمت، فما عملت، فيما علمت؟ (3).
(20468) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: حظ من علم أحب إلي من
حظ من عبادة، ولان أعافي فأشكر أحب إلي من أن أبتلى فأصبر (4).
قال: ونظرت في الخير الذي لا شر فيه فلم أر مثل المعافاة
والشكر (5).
(20469) - قال: وقال قتادة: قال ابن عباس: تذاكر العلم
بعض ليلة أحب إلي من إحيائها (6).

(1) أخرجه الترمذي وابن ماجة من طريق سفيان، ونوح بن قيس عن أبي هارون،
قال (ت): لا نعرفه إلا من حديث أبي هارون عن أبي سعيد 3: 371.
(2) كذا في (ص) ولفظ حميد بن هلال عن أبي الدرداء عند ابن المبارك وأبي
نعيم: (إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال:... الخ.)
(3) أخرجه ابن المبارك في الزهد من طريق حميد بن هلال عن أبي الدرداء
ص 14، رقم: 39 وكذا أبو نعيم في الحلية 1: 213.
(4) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق أبي عوانة عن قتادة 2: 200.
(5) أخرجه أبو نعيم في الحلية من حديث حميد بن هلال عن مطرف 2: 200.
(6) أخرجه الدارمي كما في المشكاة ص 28.
253

(20470) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: قيل للقمان: أي الناس أصبر؟ (1) - أو قال: خير - قال: صبر (1)
لا يتبعه أذى، قال: قيل: فأي الناس أعلم؟ قال: من ازداد من
علم الناس إلى علمه (2) قال: فأي الناس خير؟ قال: الغني، قيل:
الغناء من المال؟ قال: لا ولكن الغني الذي إذا التمس عنده خير
وجد، وإلا أعفى الناس من شره.
(20471) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينزع (3)
العلم من الناس بعد أن يعطيه إياهم، ولكن يذهب بالعلماء، كلما
ذهب عالم ذهب بما معه من العلم، حتى يبقى من لا يعلم فيضلوا
ويضلوا (4).
(20472) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
أبي قلابة قال: العلماء ثلاثة: رجل عاش بعلمه ولم يعش الناس
معه (5)، ورجل عاش الناس بعلمه ولم يعش هو فيه، ورجل عاش

(1) كذا في (ص).
(2) أخرجه أبو نعيم من طريق حماد عن أيوب مقتصرا عليه 2: 283.
(3) كذا في (ص) وفي (ت) وغيره (لا ينتزع).
(4) أخرجه (ت) من طريق هشام بن عروة عن أبيه 3: 371 وكذا ابن المبارك
في الزهد ص 281 والبخاري 1: 140 وغيرهم. ورواه النسائي من طريق الزهري عن
عروة.
(5) الحلية (بعلمه) مكان (معه).
254

بعلمه وعاش الناس بعلمه (1).
(20473) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
عن أبي الدرداء قال: لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوها
كثيرة، ولن تفقه كل الفقه حتى نمقت الناس في ذات الله، ثم تقبل
على نفسك فتكون لها أشد مقتا من مقتك الناس (2).
(20474) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن علي بن زيد بن
جدعان عن أبي نضرة أو غيره (3)، قال: كنا عند عمران بن الحصين،
فكنا نتذاكر العلم. قال: فقال رجل: لا تتحدثوا إلا بما في القرآن،
فقال له عمران بن الحصين: إنك لأحمق، أوجدت في القرآن:
صلاة الظهر أربع ركعات، والعصر أربع ركعات، لا تجهر في شئ منها؟
والمغرب ثلاث ركعات تجهر بالقراءة في ركعتين، ولا تجهر بالقراءة
في ركعة؟ والعشاء أربع ركعات تجهر بالقراءة في ركعتين، ولا
تجهر بالقراءة في ركعتين؟ والفجر ركعتين تجهر فيهما بالقراءة؟
قال علي: ولم يكن الرجل الذي قال هذا صاحب بدعة، ولكنه
كانت منه.
قال: قال عمران: لما نحن فيه يعدل القرآن أو نحوه من ا... (4)

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق عبد الوهاب عن أيوب، والرجل الثالث
عالم لم يعش بعلمه ولم يعش الناس بعلمه 2: 283.
(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق ابن عليه عن أيوب 1: 211.
(3) قال ابن المبارك عن أبي نضرة ولم يشك.
كذا في (ص) طمس ما في موضع النقاط، ولم يبق منه إلا الحرف الأول
وهو الألف، والأثر أخرجه ابن المبارك بهذا الاسناد سواء بغير هذا اللفظ (زيادات
نعيم بن حماد - ص 23، رقم: 92).
255

(20475) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر قال: كان
يقال: إن الرجل ليطلب العلم لغير الله فيأبى عليه العلم حتى يكون
لله.
(20476) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر والثوري عن
ابن أبجر قال: قال الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخذ به، وما قالوا برأيهم قبل عليه (1).
قال ابن أبجر: وقال إبراهيم النخعي: احتيج إلي فعجبت،
وكان يسأل كثيرا فيقول: لا أدري.
(20477) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو قال: أشهد أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله لا يرفع العلم بقبض يقبضه، ولكن يقبض
العلماء بعلمهم، حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا
فحدثوا، فضلوا وأضلوا (2).
(20478) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أو غيره
قال: منهومان لا يشبعان: طالب العلم وطالب الدنيا (3).
(20479) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: ما عبد الله بمثل الفقه.

(1) أخرجه أبو نعيم من طريق المصنف 4: 319.
(2) أخرجه أبو عوانة من طريق يحيى بن أبي كثير، قاله الحافظ في الفتح 1: 140
(3) أخرجه البيهقي في شعب الايمان من حديث أنس مرفوعا كما في المشكاة ص 29
256

(20480) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الملك بن عمير
عن رجل نسي اسمه قال: من إضاعة العلم أن يحدث به غير أهله.
(20481) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه عن قتادة جميعا، عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
إن الله لا ينزع العلم من صدور الناس بعد أن يعطيهم ولكن ذهابه
قبض العلماء، فيتخذ الناس رؤساء جهالا، فيسألون فيقولون بغير
علم، فيضلون ويضلون.
(20482) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن عكرمة
قال: قال عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم: لا تطرح اللؤلؤ إلى الخنزير،
فإن الخنزير لا يصنع باللؤلؤ شيئا، ولا تعط الحكمة من لا يريدها،
فإن الحكمة خير من اللؤلؤ، ومن لم يردها شر من الخنزير.
(20483) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن سعيد بن وهب قال: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: لا يزال
الناس صالحين متماسكين ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ومن
أكابرهم، فإذا أتاهم من أصاغرهم هلكوا (1).
باب كتاب العلم
(20484) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
أن عمر بن الخطاب أراد أن يكتب السنن، فاستشار أصحاب رسول

(1) تقدم بهذا الاسناد برقم 20446.
257

الله صلى الله عليه وسلم في ذلك، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق يستخير الله فيها
شهرا، ثم أصبح يوما وقد عزم الله [له] (1) فقال: إني كنت أريد
أن أكتب السنن، وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا، فأكبوا
عليها وتركوا كتاب الله، وإني والله لا ألبس كتاب الله بشئ أبدا (2).
(20485) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: سأل ابن عباس رجل من أهل نجران، فأعجب ابن عباس
حسن مسألته، فقال الرجل (3): اكتب لي! فقال ابن عباس: إنا لا
نكتب العلم (4).
(20486) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كنا
نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الامراء، فرأينا ألا نمنعه
أحدا من المسلمين (5).
(20487) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن صالح بن كيسان
قال: اجتمعت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم، فاجتمعنا على
أن نكتب السنن، فكتبنا كل شئ سمعناه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم
كتبنا أيضا ما جاء عن أصحابه، فقلت: لا، ليس بسنة، وقال

(1) الاستدراك من تقييد العلم.
(2) رواه الخطيب من طريق أحمد بن منصور الرمادي عن المصنف في تقييد العلم،
ص 49.
(3) في (ص) (للرجل).
(4) رواه الخطيب من طريق الرمادي عن المصنف في تقييد العلم ص 42.
(5) رواه الخطيب من طريق الرمادي عن المصنف في تقييد العلم ص 107.
258

هو: بلى هو سنة، فكتب ولم أكتب، فأنجح وضيعت (1).
(20488) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: حدثت يحيى بن
أبي كثير بأحاديث فقال لي: اكتب لي حديث كذا وحديث
كذا، فقلت: إنا (2) نكره أن نكتب العلم قال: اكتب فإنك إن
لم تكن كتبت فقد ضيعت - أول قال: عجزت - (3).
(20489) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: لم يكن من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد أكثر
حديثا مني إلا عبد الله بن عمرو، فإنه كتب ولم أكتب (4).
باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم
(20490) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: سئل
أبو هريرة عن صفة النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أحسن الصفة وأجملها،
كان ربعة (5) إلى الطول ما هو، بعيد ما بين المنكبين، أسيل الجبين (6)

(1) رواه الخطيب من طريق أحمد عن المصنف ص 106 وابن سعد.
(2) في (ص) كأنه (إنما).
(3) رواه الخطيب من طريق الرمادي، وأبي بكر بن عبد الملك عن المصنف،
ص 110.
(4) أخرجه البخاري من طريق وهب عن أخيه همام 1: 148.
(5) ربعة: متوسطا.
(6) أسل (كسمع): لان واستوى وصار أملس.
259

شديد سواد الشعر، أكحل العين (1)، أهدب (2)، إذا وطئ بقدمه وطئ
بكلها، ليس لها أخمص، إذا وضع رداءه عن منكبيه فكأنه
سبيكة فضة، وإذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر (3)، لم أر قبله ولا
بعده مثله صلى الله عليه وسلم.
(20491) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم أبيض اللون، قال معمر: وسمعت غير الزهري يقول:
كان أسمر (4).
باب عمل النبي صلى الله عليه وسلم
(20492) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري وهشام بن
عروة عن أبيه قال: سأل رجل عائشة: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل
في بيته؟ قالت: نعم، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخصف نعله، ويخيط
ثوبه، ويعمل في بيته كما يعمل أحدكم في بيته (5).

(1) وفي حديث جابر بن سمرة (أشكل العين) أيضا يعني طويل شق العين، وهذا
الوصف غير ما هنا. وقد رواه أيضا جابر بن سمرة ففيه: (إذا نظرت إليه قلت:
أكحل العينين، وليس بأكحل) رواه الترمذي.
(2) في حديث أنس: أهدب الأشفار، أي طويل شعر الأجفان.
(3) وقال ابن عباس: (إذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه) رواه الدارمي.
(4) قال أنس: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أزهر اللون) رواه الشيخان، قال: (وليس
بالأبيض الأمهق (الشديد البياض، لا يخالطه شئ من الحمرة كلون الجص) ولا
بالادم (الشديد السمرة) رواه الشيخان.
(5) أخرجه الترمذي.
260

باب الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم
(20493) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون العبدي
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كذب علي
فليتبوأ بيتا في النار (1).
(20494) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: حدثوا عني ولا حرج، ولكن من كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار.
(20495) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن سعيد بن
جبير قال: جاء رجل إلى قرية من قرى الأنصار فقال: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أرسلني إليكم وأمركم أن تزوجوني فلانة، فقال رجل من أهلها:
جاءنا هذا بشئ ما نعرفه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنزلوا الرجل وأكرموه
حتى آتيكم بخبر ذلك، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم عليا والزبير، فقال: اذهبا فإن أدركتماه فاقتلاه،
ولا أراكما تدركاه (2). قال: فذهبا فوجداه قد لدغته حية فقتلته،
فرجعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من كذب علي
متعمدا فليتبوأ مقعده من النار (3).

(1) حديث أبي سعيد في هذا الباب أخرجه مسلم.
(2) كذا في (ص).
(3) أخرج الطبراني في الأوسط نحو هذه القصة من حديث عبد الله بن عمرو،
وفيه: أن اللذين بعثهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر، راجع الزوائد 1: 145.
261

(20496) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
أبو هريرة لما ولي عمر قال: أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فيما
يعمل به، قال: ثم يقول أبو هريرة: أفإن كنت محدثكم بهذه
الأحاديث وعمر حي؟ أما والله إذا لألفيت المخفقة ستباشر ظهري.
باب الخذف
(20497) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
سعيد بن جبير قال: كنت عند [عبد] الله بن مغفل فخذف رجل
من قومه فقال: لا تخذف فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عنه، وقال:
إنك لا تصطاد بها صيدا، ولا تقتل بها عدوا، ولكنها تكسر السن
وتفقا العين، قال: فلم ينته الرجل، فقال: أحدثك عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عنها ولا تنتهي، لا أكلمك كلمة أبدا (1).
باب الديك
(20498) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن صالح
ابن كيسان (2) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد
.

(1) أخرجه البخاري من طريق عبد الله بن بريدة عن عبد الله بن مغفل 9: 481
وأخرجه مسلم من طريق سعيد بن جبير عنه.
(2) انطمس في (ص) أول حروفه فالتبس ب‍ (يسار).
262

الجهني قال: لعن رجل ديكا صاح عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال:
لا تلعنه فإنه يدعو للصلاة (1).
باب الشعر والرجز
(20499) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن مروان بن الحكم عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبي بن كعب
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من الشعر حكمة (2).
(20500) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن
عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن
الله قد أنزل في الشعر ما أنزل، قال: إن المؤمن يجاهد بنفسه ولسانه،
والذي نفسي بيده لكأنما يرمون فيهم به نضح النبل (3).
(20501) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهو محاصر أهل الطائف - لكعب بن مالك
وهو إلى جنبه: هيه! يستنشده، فأنشده قصيدة فيهم يقول:

(1) أخرجه البزار من حديث ابن مسعود وابن عباس كما في الزوائد، وأخرجه
(د) من حديث زيد بن خالد من طريق الدراوردي عن صالح بن كيسان ص 696.
(2) أخرجه البخاري 10: 411.
(3) أخرجه أحمد كما في الزوائد 8: 123.
263

قضينا من تهامة كل ريب (1) *
وخيبر ثم أجمعنا (2) السيوفا
نخيرها ولو نطقت لقالت *
قواطعهن دوسا أو ثقيفا
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لهن أسرع فيهم من وقع النبل (3).
(20502) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن عبد الله بن رواحة، وكعب بن مالك، وحسان بن ثابت أتوا النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله! لو أمرت عليا يجيب هؤلاء الذين يهجونك،
وهم يعنون أبا سفيان ابن الحارث، وابن الزبعرى، والعاص بن
وائل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عليا ليس هنالك، ولكن القوم إذا
نصروا نبيهم بأسيافهم فبألسنتهم أحق أن ينصروه، فقال حسان:
ما كنت لانتصر منك إلا هذا، والله ما أحب أن لي بها مقولا ما بين
بصرى إلى صنعاء (4)، ثم قال:
لساني صارم لا عيب فيه * وبحري ما تكدره الدلاء
(20503) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لان يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له

(1) في الكنز (ريث).
(2) في الكنز (اجمحنا).
(3) لفظ ابن جرير: (أشد عليهم من رشق النبل) كما في الكنز 2، رقم: 3843.
(4) رواه ابن وهب في جامعه كما في الفتح 10: 416. ورواه ابن جرير أيضا كما
في الكنز 2، رقم: 3843.
264

من أن يمتلئ شعرا (1)، فإذا سمعتموه ينشد فاحثوا في وجهه التراب.
قال: معمر: وسمعت الزهري وقتادة ينشدان الشعر، قال: وكان
الحسن لا يفعل.
(20504) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود
كان ربما يتمثل (2) بالبيت من الشعر مما كان في وقائع العرب.
(20504) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزل رجل من المهاجرين (3)
فرجز بهم فقال:
لم يغذها مد ولا نصيف * ولا تميرات ولا رغيف (4)
لكن غذاها اللبن الخريف (5) * المخض (6) والقارص (7) والصريف (8)

(1) رواه البخاري من حديث ابن عمر وأبي هريرة 10: 417.
(2) في (ص) (تمثل).
(3) هو سلمة بن الأكوع.
(4) كذا في النهاية وفي (ص) (تعجيف).
(5) قال الأزهري: إنه أجرى اللبن مجرى الثمار التي تخترف على الاستعارة، ير
الطري الحديث العهد بالحلب (نهاية)
(6) المخض من اللبن: ما مخض وأخذ زبده.
(7) القارص بالقاف والراء والصاد المهملة: اللبن الذي يقرص اللسان من حموضته
(8) الصريف: اللبن ساعة يصرف عن الضرع.
265

فقالت الأنصار: انزل يا كعب! فإنه إنما يعرض بنا، فنزل كعب
ابن مالك فقال:
لم يغذها مد ولا نصيف * ولا تميرات ولا رغيف
لكن غذاها الحنظل النقيف (1) * ومذقة (2) كطرة الخنيف (3)
تبيت بين الزرب (4) والكنيف (5)
قال: فخاف النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون بينهما شر، فأمرهما فركبا.
قال معمر: وحدثني أبو حمزة الثمالي بنحو حديث هشام،
وزاد فيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم عطف ناقته وأمرهما فركبا.
(20506) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن سعيد عن
ابن المسيب قال: إني لأبغض الغناء وأحب الرجز.
(20507) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: بلغنا
أن عائشة كانت تدعو كل من كان يقول: إن أبا بكر كان يقول

(1) أي المنقوف، وهو أن جاني الحنظل ينقفها بظفره أي يضربها، فإن صوتت
علم أنها مدركة فاجتناها، قاله ابن الأثير. وقال الزمخشري: كانت قريش وثقيف تتخذ
من الحنظل أطبخة فعيرهم بذلك (الفائق 2: 331).
(2) الشربة من اللبن الممذوق الممزوج بالماء.
(3) الخنيف بالخاء المعجمة: أردأ الكتان، والطره: الحاشية، قال الزمخشري: شبهها
بحاشية الكتان الردئ لتغير لونها وذهاب؟ صوعه بالمزج.
(4) الزرب، تكسر زايه وتفتح، هو الحظيرة التي تأوي إليها الغنم.
(5) الكنيف: الموضع الساتر يريد أنها تعلف في الحظائر والبيوت، لا بالكلاء والمرعى،
قاله ابن الأثير. وقال الزمخشري: إن درور تلك المذقة وتولدها مما تعلفه الشاء والإبل في
الزروب والحظائر لا بالكلاء والمرعى، لان مكة لا رعي بها.
266

الشعر، فوالله ما قال بيت شعر في جاهلية ولا إسلام، ولقد ترك هو
وعثمان الخمر في الجاهلية، أفهو يشرب الخمر في الاسلام؟ أو هو يقول؟
(20508) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي عن أبي بكر بن محمد بن عمرو عن بعض أشياخه أن عمر
ابن الخطاب قيل له: هذا غلام بني فلان شاعر، قال: فقال له:
كيف تقول؟ قال:
أودع سلمى (1) أن تجهزت غازيا * كفى (2) الشيب والاسلام للمرء ناهيا (3)
قال عمر: صدقت.
(20509) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب أن حسان بن ثابت كان في حلقة فيهم أبو هريرة، فقال:
أنشدك الله يا أبا هريرة! أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أجب عني،
أيدك الله بروح القدس؟ فقال: اللهم نعم (4).
(20510) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن

(1) كذا في (ص) وفي الكنز 2: 177 والأدب المفرد للبخاري ص 180
(ودع سليمي).
(2) في (ص) (كما) خطأ، وفي الكنز والأدب المفرد على الصواب.
(3) أخرجه البخاري في الأدب المفرد من طريق هشام بن يوسف عن معمر عن
سعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن السائب عن عمر ص 180.
(4) أخرج البخاري نحوه من حديث الزهري عن أبي سلمة 10: 417 ومن حديث
البراء بن عازب أيضا.
267

المسيب قال: أنشد حسان في المسجد، قال: فمر به عمر، فلحظه فقال:
أفي المسجد؟ أفي المسجد؟ قال: والله لقد أنشدت فيه مع من هو خير
منك (1)، قال: فخشي أن يرميه برسول الله صلى الله عليه وسلم، فأجاز وتركه.
(20511) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لما أهبط
إبليس قال: أي رب! قد لعنته فما عمله؟ قال: السحر، قال:
فما قراءته؟ قال: الشعر، قال: فما كتابه؟ قال: الوشم، قال:
فما طعامه؟ قال: كل ميتة، وما لم يذكر اسم الله عليه، قال: فما
شرابه؟ قال: كل مسكر، قال: فأين مسكنه؟ قال: الحمام، قال:
فأين مجلسه؟ قال: الأسواق، قال: فما صوته؟ قال: المزمار،
قال: فما مصايده؟ قال: النساء (2).
باب الكبر والحلية الحسنة
(20512) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن رجلا قال
للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لأحب الجمال حتى إني لأحبه في شراك نعلي وعلاقه
سوطي، فهل تخشى علي الكبر؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فكيف تجد
قلبك؟ قال: عارفا للحق مطمئنا إليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس

(1) أخرجه الشيخان وقد أخرجه مسلم من طريق المصنف 2: 300.
(2) رواه الطبراني عن أبي أمامة وفي إسناده علي بن يزيد الألهاني وهو ضعيف،
قاله الهيثمي 8: 119 وعن ابن عباس وفيه يحيى بن صالح الأيلي، ضعفه العقيلي، قاله
الهيثمي 1: 114.
268

الكبر هنالك، ولكن الكبر أن تغمط (1) الناس وتبطر (2) الحق (3).
(20513) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص الجشمي عن أبيه (4)، قال: رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم علي أطمار (5)
فقال: هل لك مال؟ قلت: نعم، قال: من أي المال؟ قال: من
كل قد آتاني الله، من الشاء والإبل، قال: فترى (6) نعمة الله وكرامته
عليك، ثم قال له النبي صلى الله عليه وسلم: هل تنتج إبلك وافية آذانها؟ قال:
وهل تنتج إلا كذلك - ولم يكن أسلم يومئذ - قال: فلعلك تأخذ
موساك فتقطع أذن بعضها، تقول: هذه بحر (7)، وتشق أذن أخرى
فتقول: هذه صرم؟ قال: نعم، قال: فلا تفعل، فإن كل مال
آتاك الله لك حل، وإن موسى الله أحد، وساعد الله أشد، قال:
فقال: يا محمد! أرأيت إن مررت برجل فلم يقرني ولم يضيفني،
ثم مربي بعد ذلك أقريه أم أجزيه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بل أقره (8).

(1) غمطه (ضرب وسمع): احتقره وازدرى به.
(2) بطر الحق: تكبر عنه، ولم يقبله.
(3) روى مسلم و (ت) من حديث ابن مسعود مرفوعا قال: (لا يدخل الجنة من
كان في قلبه مثقال ذرة من كبر... فقال رجل إنه يعجبني أن يكون ثوبي حسنا ونعلي حسنا،
قال: إن الله يحب الجمال، ولكن الكبر من بطر الحق وغمص الناس) اللفظ للترمذي
3: 145. وقد روي معناه من حديث غير واحد من الصحابة كحديث أبي ريحانة عند
أحمد، وحديث ابن عمر عند الطبراني، وحديث عبد الله بن عمرو عند أحمد
والبزار، راجع الزوائد 5: 133 (4) اسمه مالك بن نضلة.
(5) طمر بالكسر: الثوب البالي.
(6) كذا في (ص) وفي مسند أحمد (فلتر نعم الله وكرامته عليك).
(7) كذا في (ص) وفي مسندي أحمد والحميدي (بحيرة).
(8) أخرجه أحمد 3: 437 باختصار والحميدي مطولا 2: 390 وفي سياق الحميدي
وسياق المصنف شئ من الاختلاف، وأخرج النسائي من طريق إسماعيل بن أبي خالد
عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن أبيه قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني سئ
الهيئة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل لك شئ؟ قلت: نعم، من كل المال قد آتاني الله، فقال: إذا كان
لك مال فلير عليك 2: 252.
269

(20514) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: رأى
النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وعليه أطمار، قال: فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:
هل لك مال؟ قال: نعم، قال: فكل واشرب، وتصدق والبس،
فإن الله يحب أن ترى نعمته على عبده (1).
(20515) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
عن ابن عباس قال: أحل الله الأكل والشرب ما لم يكن سرفا أو مخيلة.
باب الشعر
(20516) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي قتادة: إن اتخذت شعرا فأكرمه (2)،
قال: وكان أبو قتادة - حسبت - يرجله كل يوم مرتين.
(20517) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين

(1) أخرج الترمذي من حديث همام عن قتادة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن
جده مرفوعا: (إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده) 4: 25.
(2) أخرج النسائي من حديث يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن أبي قتادة
قال: كانت له جمة ضخمة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل
يوم 2: 248.
270

قال: فزع الناس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فأبطأ أبو قتادة، فقال له
النبي صلى الله عليه وسلم: ما حبسك؟ قال: رأسي كنت أرجله، قال: فأمر
برأسه أن يحلق، فقال: يا رسول الله! دعه لي - أو هبه لي - فوالله
لاعتبنك (1)، قال: فتركه، فلما لقوا العدو كان أول الناس حمل،
فقتل مسعدة، قال: ولا أعلم (2) رجلا من المشركين كان أشد على
المسلمين منه.
(20518) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله بن عتبة قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وجد أهل
الكتاب يسدلون الشعر، ووجد المشركين يفرقون، وكان إذا شك في
أمر لم يؤمر فيه بشئ صنع ما يصنع أهل الكتاب، فسدل، ثم أمر
بالفرق ففرق، فكان الفرق آخر الامرين (3).
(20519) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
البناني عن أنس قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه (4).
(20520) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن
عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يا رسول الله! أمن الكبر أن استتبع
أصحابي إلى بيتي فأطعمهم؟ قال: لا، قال: أفمن الكبر أن يكون

(1) أي لأزيلن عتبك، ولأرضينك.
(2) في (ص) (لا أعلمه).
(3) أخرجه النسائي من حديث يونس عن الزهري عن عبيد الله عن ابن عباس
2: 248 و (د) من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري ص 576 وكذا البخاري 10:
280.
(4) أخرجه مسلم من طريق حميد عن أنس 2: 258 والنسائي أيضا 2: 248.
271

لاحدنا راحلة يركبها؟ قال: لا، قال: أفمن الكبر أن يكون لاحدنا
حلة يلبسها؟ قال: لا، ولكن الكبر يا عبد الله بن عمرو! أن تسفه
الحق وتغمط الناس (1).
باب المدح
(20521) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أخبرني
أيوب عن الحسن أن رجلا أثنى على رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم خيرا،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قطعت عنقه (2)، لو سمعك تقول هذا ما
أفلح.
(20522) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن أن رجلا
قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا خير الناس وابن سيدنا! فقال: يا أيها الناس!
قولوا كقولكم، ولا تستهوينكم الشياطين (3).
(20523) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع أو
غيره أن رجلا قال لابن عمر: يا خير الناس وابن خير الناس!

(1) أخرجه الطبراني في الأوسط والكبير، قال الهيثمي: فيه عبد الحميد بن سليمان
وهو ضعيف 5: 133.
(2) رواه البخاري من حديث أبي موسى وأبي بكرة دون ما بعده.
(4) أخرج أحمد و (د) عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، قال: انطلقت في
وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: أنت سيدنا! فقال: السيد الله، فقلنا:
وأفضلنا فضلا وأعظمنا طولا، فقال: قولوا بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان.
كذا في المشكاة ص 410.
272

[قال: لست بخير الناس] (1) ولكني من عباد الله، أرجو الله وأخافه،
والله لن تزالوا بالرجل حتى تهلكوه.
(20524) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله عن ابن عباس عن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا
عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله.
(20525) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن طاووس
عن ابن عباس قال: ما أحد أزكيه إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
(20526) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا يحيى بن أبي ربيعة
الصنعاني قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول: (وكان في المدينة
تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون) (2)، قال: كانوا
يقرضون (3) الدراهم.
باب الضيافة
(20527) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: حق الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد على ذلك فهو صدقة (4).

(1) سقط من (ص) هذا أو نحوه.
(2) سورة النمل، الآية: 48.
(3) أي يقطعون ويكسرون، وفيه حديث مرفوع عند (هق).
(4) أخرج الشيخان والترمذي (3: 135) من حديث أبي شريح العدوي مرفوعا:
الضيافة ثلاثة أيام وما كان بعد ذلك فهو صدقة، وروي نحو هذا من حديث أبي هريرة،
وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وزيد بن خالد، راجع الزوائد 8: 176.
273

(20528) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سعيد
الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: حق الضيافة ثلاثة، وما سوى ذلك صدقة (1)
(20529) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
العيزار أن ابن عباس أتاه الاعراب فقالوا: إنا نقيم الصلاة، ونو؟ ي
الزكاة، ونحج البيت، ونصوم رمضان، وإن ناسا من المهاجرين
يقولون: لسنا على شئ، فقال ابن عباس: من أقام الصلاة، وآتى
الزكاة، وحج البيت، وصام رمضان، وقرى الضيف، دخل الجنة.
باب موسى وملك الموت
(20530) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أرسل ملك الموت إلى موسى،
فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى
عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله عينه فقال: ارجع إليه فقل
له: يضع يده على متن ثور فله ما غطت يده بكل شعرة سنة، فقال:
أي رب! ثم مه؟ (2) قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن
يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو

(1) حديث أبي سعيد الخدري أخرجه أحمد، وأبو يعلى والبزار.
(2) في الصحيح (ثم ماذا).
274

كنت ثم لأريتكم قبره (1) إلى جنب الطريق تحت الكثيب الأحمر (2)
(20531) - قال معمر: وأخبرنا همام عن أبي هريرة مثله (3).
(20532) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يحدث
مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
باب حديث آدم وإبليس
(20533) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: إن الله لما لعن إبليس سأله النظرة، فأنظره، فقال: وعزتك
لا أخرج من صدر عبدك حتى تخرج نفسه، فقال: وعزتي لا أحجب
توبتي من عبدي حتى تخرج نفسه - أو قال: روحه - (4).
باب مئة سنة
(20534) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال:
أخبرني سالم بن عبد الله، وأبو بكر بن سليمان أن عبد الله بن عمر

(1) قال الضياء: قد اشتهر عن قبر بأريحاء عنده كثيب أحمر أنه قبر موسى، وأريحاء
من الأرض المقدسة (الفتح 6: 280.
(2) أخرجه البخاري عن يحيى بن موسى عن المصنف 6: 279.
(3) أخرجه البخاري 6: 280.
(4) أخرج أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: (إن إبليس قال
لربه عز وجل: وعزتك وجلالك لا أبرح أغوي بني آدم ما دامت الأرواح فيهم، فقال
له ربه: فبعزتي وجلالي لا أبرح أغفر لهم ما استغفروني) كذا في الزوائد 10: 207.
275

قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته،
فلما سلم قام، فقال: أرأيتكم ليلتكم، فإن على رأس مئة سنة منها
لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد (1). قال ابن عمر: فوهل (2)
الناس في مقالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يتحدثون من هذه الأحاديث
عن مئة سنة، وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يبقى ممن هو اليوم على
ظهر الأرض أحد يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن.
باب النبوة
(20535) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
وقتادة عن أنس قال: نظر بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وضوءا فلم
يجده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هاهنا ماء؟ فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم وضع يده
في الاناء الذي فيه الماء، ثم قال: توضأ بسم الله، فرأيت الماء يفور
من بين أصابعه والقوم يتوضؤن، حتى توضؤا من عند آخرهم،
قال ثابت: فقلت لانس كم تراهم كانوا؟ قال: نحوا من سبعين
رجلا (3).

(1) أخرجه البخاري من طريق عبد الرحمن بن خالد 1: 251 وشعيب في (كتاب
الصلاة) عن الزهري.
(2) في (ص) (فأهل).
(3) انظر صحيح البخاري 6: 379 فإن عن أنس في هذا عدة أحاديث يحدث فيها
عن عدة وقائع.
276

(20536) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن مسلم (1) ابن صبيح عن أبي هريرة وأبي سعيد مثله.
(20537) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عوف بن
أبي رجاء العطاردي عن عمران ابن الحصين قال: كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر هو وأصحابه، فأصابهم عطش شديد فأرسل
النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه، علي (2) والزبير، أو غيرهما، فقال
إنكما ستجدان امرأة في مكان كذا وكذا، معها بعير عليه مزادتان،
فأتيا (3) بها، فأتيا المرأة فوجداها قد ركبت بين مزادتيها على البعير،
فقالا لها: أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: من رسول الله؟ أهذا
الصابئ؟ قالا: هذا الذي تعنين، وهو رسول الله حقا، فجاءا بها،
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فجعل في إناء من مزاديتها شيئا (4)، ثم قال: ما شاء
الله أن يقول، ثم أعاد الماء في المزادتين، ثم أمر بعرا (5) المزادتين
ففتحت، ثم أمر الناس فملؤوا آنيتهم وأسقيتهم، فلم يدعوا إناء
ولا سقاء إلا ملؤوه، فقال عمران: فكان يخيل إلي أنهما لم يزدادا إلا
امتلاء قال: فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بثوبها فبسط، ثم أصحابه فجاءوا من أزوادهم
حتى ملا لها ثوبها، ثم قال: اذهبي فإنا لم نأخذ من مائك شيئا،

(1) هذا هو الصواب، وقد حرفه الناسخ فكتب (هشيم).
(2) كذا في (ص) والظاهر (عليا).
(3) في (ص) (فأتيان).
(4) هذا هو الصواب عندي، وفي (ص) (شئ).
(5) كذا في (ص) ولعل الصواب (بعزالي المزادتين) ففي الصحيح (وأطلق
العزالي) وهو جمع عزلاء، وهي مصب الماء من الرواية، ولكل مزادة عزلاوان من
أسفلها، وأما ما في (ص) فمحتمل أن يكون جمع عروة، وحق رسمه (بعرى).
277

ولكن الله سقانا، فجاءت أهلها فأخبرتهم، فقالت: جئتكم من
عند أسحر الناس [أو] (1) إنه لرسول الله حقا، قال: فجاء أهل
ذلك الجو (2) فأسلموا كلهم (3).
(20538) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
بعض أسفاره إذ مال - أو قال: ماد - عن الراحلة، قال: فدعمته (4) بيدي
حتى استيقظ (5)، ثم مال فدعمته بيدي حتى استيقظ، فقال: اللهم
احفظ أبا قتادة كما حفظني هذه الليلة، ما أرانا إلا قد شققنا عليك،
تنح عن الطريق، قال: فتنحى عن الطريق، فأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأنخنا معه، فتوسد كل منا ذراع راحلته، فما استيقظنا حتى أشرقت
الشمس، وما استيقظنا إلا بصوت الصرد، فقلنا: يا رسول الله!
هلكنا، فقال: لم تهلكوا، إن الصلاة لا تفوت النائم، إنما تفوت
اليقظان، ثم قال: هل من ماء؟ فأتيته بميضأة (6) وهي الإداوة.
قال أبو قتادة: فقضى حاجته: ثم جاءني فتوضأ، ثم دفعها إلي،

(1) انطمس في (ص).
(2) كذا في (ص) وفي الصحيح (الصرم) وهو أبيات مجتمعة من الناس.
(3) أخرجه البخاري من طريق يحيى بن سعيد عن عوف في التيمم 1: 305 ومن
حديث مسلم بن زرير عن أبي رجاء في علامات النبوة 6: 376 وأخرجه مسلم أيضا من
هذين الوجهين 1: 240.
(4) صرت تحته كالدعامة (نووي).
(5) في (م) حتى (اعتدل).
(6) الاناء الذي يتوضأ به.
278

ثم قال لي: احفظها لعله أن يكون لبقيتها نبأ، قال: فأمر بلالا
فنادى، وصلى ركعتين، ثم تحول من مكانه ذلك، فأمره فأقام،
فصلي بنا الصبح، قال: ثم سار الجيش، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن
يطيعوا أبا بكر وعمر يرفقوا بأنفسهم (1) وإن يعصوهما يشقوا على
أنفسهم، قال: وكان أبو بكر وعمر أشارا عليهم ألا ينزلوا
حتى يبلغوا الماء، وقال بقية الناس: بل ننزل حتى يأتي رسول الله
صلى الله عليه وسلم فنزلوا، فجئناهم في نحر الظهيرة وقد هلكوا من العطش، قال:
فدعاني بالميضأة، فأتيته بها، فاستأبطها (2) ثم جعل يصب لهم،
ثم قال: اشربوا وتوضأوا، ففعلوا وملؤوا كل إناء كان معهم حتى
جعل يقول: هل من عال (3)، ثم ردها إلي، فيخيل إلي أنها كما أخذها
مني، وكانوا اثنين وسبعين رجلا (4).
(20539) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سعيد بن
عبد الرحمن الجحشي قال: أخبرنا أشياخنا أن عبد الله بن جحش
جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وقد ذهب سيفه، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عسيبا
من نخل فرجع في يده سيفا (5).

(1) في (م) (يرشدوا).
(2) أي أخذها تحت إبطه.
(3) كذا في (ص).
(4) أخرجه مسلم من طريق ثابت عن عبد الله بن رباح وسياق أحدهما يختلف
عن سياق الاخر زيادة ونقصا، وتقديما وتأخيرا، وتعبيرا أيضا، وقد أخرجه البخاري من
وجه آخر مختصرا 2: 44.
(5) ذكره الزبير بن بكار أيضا في الموفقيات كما في الاستيعاب، قال: ولم يزل يتناول
حتى بيع من بغا التركي بمئتي دينار، ونحوه في الإصابة.
279

(20540) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم
الأحول عن عبد الله بن سرجس قال: ترون هذا الشيخ - يعني نفسه -
فإني كلمت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكلت معه، ورأيت العلامة التي بين
كتفيه، وهي إلى نغض (1) كتفه اليسرى، كأنه جمع - يعني الكف
المجتمع (2) - عليها خيلان (3) كهيئة الثواليل (4).
باب ما يعجل لأهل اليقين من الآيات
(20541) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
عن أنس أن أسيد بن حضير ورجلا من الأنصار تحدثا عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة لهما حتى ذهب من الليل ساعة، في (5) ليلة شديدة
الظلمة، ثم خرجا من عنده ينقلبان وبيد كل واحد منهما عصية،
فأضاءت عصا أحدهما لهما حتى مشيا في ضوئها، حتى إذا افترق
بهما الطريق أضاءت للاخر عصاه، فصار كل واحد منهما في ضوء

(1) نغض الكتف أعلاه، وقيل: العظم الرقيق الذي على طرفه، وقيل: ما يظهر منه
عند التحرك.
(2) قال النووي: يعني أنه كجمع الكف، وهو صورته بعد أن تجمع الأصابع
وتضمها.
(3) جمع خال: وهو الشامة في الجسد.
(4) كذا في (ص) وفي (م) (الثآليل) وهو الظاهر جمع ثؤلول. والحديث أخرجه
مسلم من طريق غير واحد عن عاصم 2: 260.
(5) كذا في الفتح نقلا عن الإسماعيلي و (عب). وفي (ص) (و).
280

عصاه حتى بلغ أهله (1).
(20542) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن واسع عن
أبي العلاء بن عبد الله قال: أخبرني ابن أخي عامر بن عبد قيس
أن عامرا كان يأخذ عطاءه فيجعله في طرف ردائه، فلا يلقى أحدا من
المساكين يسأله إلا أعطاه، فإذا دخل على أهله رمى بها إليهم فيعدونها (2)
فيجدونها سواء كما أعطيها (3).
(20543) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
قال: كان مطرف بن عبد الله بن الشخير وصاحب له سريا في ليلة
مظلمة فإذا طرف سوط أحدهما عنده ضوء، فقال لصاحبه: أما إنا لو
حدثنا الناس بهذا كذبونا، فقال مطرف: المكذب أكذب، يقول:
المكذب بنعمة الله أكذب.
(20544) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي عن ابن المنكدر أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش
بأرض الروم، أو أسر فانطلق هاربا يلتمس الجيش، فإذا بالأسد،
فقال له: يا أبا الحارث! أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن من أمري
كيت وكيت، فأقبل الأسد له بصبصة (4) حتى قام إلى جنبه، كلما

(1) أخرجه الإسماعيلي من طريق المصنف، وعلقه البخاري عن معمر مختصرا
7: 85 وأخرجه موصولا من طريق قتادة عن أنس.
(2) في (ص) (فيعتدونها).
(3) أخرجه أحمد في الزهد عن المصنف ص 224.
(4) في (ص) (بصيعه) وهو عندي تحريف، وصوابه عندي (بصبصة) يقال:
بصبص الكلب، إذا حرك ذنبه.
281

سمع صوتا أتى إليه ثم أقبل يمشي إلى جنبه، فلم يزل كذلك حتى
بلغ الجيش، ثم رجع الأسد (1).
(20545) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أخبرني
عبد الله (2) بن عامر بن ربيعة عن حارثة بن النعمان قال: مررت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه جبريل جالس في المقاعد، فسلمت عليه ثم
أجزت، فلما رجعت وانصرف النبي صلى الله عليه وسلم قال لي: هل رأيت الذي
كان معي؟ قلت: نعم، قال: فإنه جبريل، وقد رد عليك السلام (3).
باب الرخص والشدائد
(20546) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال: كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: أتدري يا معاذ! ما حق الله على الناس؟ قال: قلت: الله ورسوله
أعلم، قال: حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، أتدري
يا معاذ! ما حق الناس على الله فعلوا ذلك؟ قال: قلت: الله ورسوله
أعلم، قال: فإن حق الناس على الله أن لا يعذبهم، قال: قلت:
يا رسول الله! ألا أبشر الناس؟ قال: دعهم يعملون (4).

(1) روى أبو نعيم قصة الأسد مع سفينة من طريق أسامة بن زيد عن محمد
بن المنكدر بنحو آخر 1: 396.
(2) كذا في الإصابة وهو الصواب. وفي (ص) (عبيد الله) خطأ.
(3) أخرجه أحمد والطبراني، قاله الحافظ في الإصابة.
(4) أخرجه البخاري من حديث أنس عن معاذ 1: 160 و 11: 267.
282

(20547) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن كهيل بن زياد عن أبي هريرة قال: كنت أمشي مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حق لبعض أهل المدينة، فقال يا أبا هريرة! هلك المكثرون
إلا من قال كذا وكذا، وهكذا وهكذا، وقليل ما هم، ثم مشى ساعة،
ثم قال: يا أبا هريرة! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت:
بلى يا رسول الله! قال: تقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،
ولا ملجأ من الله إلا إليه، قال: ثم مشى ساعة فقال: يا أبا هريرة!
هل تدري ما حق الله على الناس، وما حق الناس على الله؟ قال: قلت:
الله ورسوله أعلم، قال: حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به
شيئا، فإذا فعلوا ذلك فحق على الله أن لا يعذبهم.
(20548) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
لي: ألا أحدثك حديثين عجيبين، أخبرني حميد (1) بن عبد الرحمن
عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أسرف رجل على نفسه، فلما
حضره الموت أوصى بنيه، فقال: إذا أنا مت فاحرقوني، ثم اسحقوني
ثم اذروني في الريح في البحر، فوالله لئن قدر علي ربي ليعذبني عذابا
ما عذبه أحدا... (2) قال: خشيتك - أو قال: عقابك - يا رب!
فغفر له بذلك (3).

(1) في (ص) (عبيد) وأراه تصحيفا.
(2) في (ص) هنا سقط، وفي الصحيح (أحدا من العالمين، فأمر الله البحر ليجمع
ما فيه، وأمر البر ليجمع ما فيه، ثم قال: لم فعلت؟).
(3) أخرجه البخاري من طريق الأعرج عن أبي هريرة 13: 362 وأخرجه من
حديث حذيفة وغيره في الرقاق، ومن حديث أبي سعيد في 13: 364 وأخرجه ابن المبارك
من طريق حميد بن عبد الرحمن عن أبي هريرة، وفيه في موضع النقاط (قال: ففعل به
ذلك وقال الله لكل شئ أخذ منه شيئا: أد ما أخذت منه، فإذا هو قائم بين يدي الله،
وقال له عز وجل: ما حملك على ما صنعت؟) (كتاب الزهد ص 372، رقم: 1056).
283

(20549) - قال الزهري: وحدثني حميد بن عبد الرحمن عن أبي
هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها، فلا هي
أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض، حتى ماتت (1).
قال الزهري: وذلك لئلا يتكل ولا يأيس (2) رجل.
(20550) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن أبي الأحوص عن ابن مسعود قال: كانت (3) قريتان إحداهما
صالحة والأخرى ظالمة، فخرج رجل من القرية الظالمة يريد القرية الصالحة
فأتاه الموت حيث شاء الله، فاختصم فيه الملك والشيطان، فقال
الشيطان: والله ما عصاني قط، فقال الملك: إنه قد خرج يريد التوبة،
فقضى بينهما أن ينظر إلى أيهما أقرب، فوجدوه أقرب إلى القرية
الصالحة بشبر، فغفر له، قال معمر: وسمعت من يقول: قرب الله
إليه القرية الصالحة (4).
(20551) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع أبا
هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت امرأة النار في هرة لها

(1) أخرجه الشيخان.
(2) يعني ييئس.
(3) كذا في الزوائد، وفي (ص) (كان).
(4) أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، قاله الهيثمي 10: 213.
284

أو هر - ربطتها فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تقضم من خشاش
الأرض، حتى ماتت هزلا.
(20552) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن ابن سيرين عن أبي الديلم عن معاذ بن جبل قال: حضره الموت
فقلنا له: لا نراك إلا قد حضرت فأوصنا، قال: فأنا (1) لا أراني
إلا قد حضرت، وساء (2) حين الكذب هذا، اعلموا أنه من مات وهو
يوقن بثلاث، بأن الله ربه، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله
يبعث من في القبور، قال ابن سيرين: فإما قال: يدخل الجنة،
وإما قال: ينجو من النار.
(20553) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: سئل
ابن عمر عن لا إله إلا الله، هل يضر معها عمل كما لا ينفع مع تركها
عمل؟ فقال ابن عمر: عش ولا تغتر.
(20554) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: لما
قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم كاد بعض أصحابه أن يوسوس، فكان عثمان ممن
كان كذلك، فمر به عمر فسلم عليه فلم يجبه، فأتى عمر أبا بكر،
فقال: ألا ترى عثمان مررت به، فسلمت عليه فلم يرد علي، قال
انطلق بنا إليه، فمرا به فسلما عليه، فرد عليهما، فقال له أبو بكر:
ما شأنك مر بك أخوك آنفا فسلم عليك فلم ترد عليه؟ فقال: ما
فعلت (3)، فقال عمر: بلى فعلت، ولكنها نخوتكم يا بني أمية! قال

(1) كذا في (ص) والأظهر (وأنا).
(2) بئس.
(3) في (ص) (فعل).
285

أبو بكر: أجل قد فعلت (1)، ولكن أمر ما شغلك عنه، فقال: إني
كنت أذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر أن الله قبضه قبل أن نسأله عن
نجاة هذا الامر، فقال أبو بكر: فإني قد سألته عن ذلك، فقال عثمان:
فداك أبي وأمي، فأنت أحق بذلك، فقال أبو بكر: قلت: يا رسول
الله! ما نجاة هذا الامر الذي نحن فيه؟ قال: من قبل الكلمة التي
عرضت على عمي فردها علي فهي له نجاة (2).
(20555) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله قال: قال ابن مسعود: إن الرجل ليحدث بالحديث
فيسمعه من لا يبلغ عقله فهم ذلك الحديث، فيكون عليه فتنة.
(20556) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن أبي النضر عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله
[عز وجل] وعدني أن يدخل الجنة من أمتي أربع مئة ألف، قال:
فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وهكذا،
وجمع كفيه، قال: زدنا يا رسول الله! قال: وهكذا وجمع كفيه،
فقال عمر: حسبك يا أبا بكر، فقال أبو بكر: دعني يا عمر ما
عليك أن يدخلنا الله الجنة كلنا، فقال عمر: إن الله إن شاء أدخل
خلقه الجنة بكف واحدة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صدق عمر (3).

(1) في (ص) (فعل).
(2) أخرجه أحمد من طريق شعيب عن الزهري: أخبرني رجل من الأنصار من أهل
أنه سمع عثمان، فذكره، كذا في الزوائد 1: 14.
(3) أخرجه أحمد بإسنادين، أحدهما حسن، والاخر رجاله رجال الصحيح كما في
الزوائد 10: 404.
286

(20557) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله: إذا هم عبدي
بالحسنة فاكتبوها له حسنة، فإن عملها فاكتبوها عشرة أمثالها،
فإن هم بالسيئة فعملها فاكتبوها واحدة، وإن تركها فاكتبوها حسنة.
(20558) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش أن ابن
مسعود مر برجل يذكر قوما، فقال: يا مذكر! لا تقنط الناس.
(20559) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: أخبرني أنس بن مالك قال: كنا يوما جلوسا عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال: يطلع عليكم الان من هذا الفج رجل من أهل الجنة، قال:
فاطلع رجل من أهل الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه
في يده الشمال، فسلم، فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك،
فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال
النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول،
فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني
لاحيت (1) أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا، فإن رأيت أن تؤويني (2)
إليك حتى تمضي الثلاث فعلت، قال: نعم، قال أنس: كان
عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال فلم يره يقوم من الليل شيئا
غير أنه إذا تعار انقلب على فراشه، [و] ذكر الله وكبر حتى يقوم
لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا، فلما

(1) في (ص) (لا حب).
(2) في (ص) (توبتي).
287

مضت الثلاث وكدت أحتقر عمله قلت: يا عبد الله! لم يكن بيني
وبين والذي هجرة ولا غضب، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول ثلاث مرات: يطلع الان عليكم رجل من أهل الجنة،
فاطلعت ثلاث مرات، فأردت (1) أن آوي إليك لأنظر ما عملك،
فأقتدي بك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في
نفسي على أحد من المسلمين غشا، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياد
إليه (2)، فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك، هي التي لا نطيق (3).
باب الاقناط
(20560) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خثيم
عن ابن أبي مليكة أن عبيد بن عمير دخل على عائشة فقالت: من
هذا؟ فقال: عبيد بن عمير، فقالت: عمير بن قتادة؟ فقال (4):
نعم، قالت: ألم أحدث أنك تجلس ويجلس إليك؟ قال: بلى،
يا أم المؤمنين! قالت: فإياك وإهلاك الناس، وتقنيطهم.
(20561) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم أن

(1) كذا في الزهد، وفي (ص) (فما زدت).
(2) كذا في (ص) وانظر هل هي مزيدة خطأ أو هي (البتة).
(3) أخرجه ابن المبارك في الزهد له ص 241، رقم: 694.
(4) في (ص) (فقالوا).
288

رجلا كان في الأمم الماضية يجتهد في العبادة، ويشدد على نفسه، ويقنط
الناس من رحمة الله، ثم مات، فقال: أي رب مالي عندك؟ قال:
النار، قال: يا رب! فأين عبادتي واجتهادي؟ فقيل له: كنت
تقنط الناس من رحمتي في الدنيا، وأنا أقنطك اليوم من رحمتي.
باب دخول الجنة
(20562) - قال: قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن همام بن
منبه أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس واحد
منكم بمنجيه (1) عمله، ولكن سددوا وقاربوا، قالوا: ولا أنت يا رسول
الله! قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل (2).
(20563) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن وابن
سيرين يحدثان مثله عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أنه قال: ووضع يده على
رأسه.
(20564) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: دخل خالد بن الواشمة على عائشة بعد الجمل (3)، فقالت: ما
فعل فلان؟ - تعني طلحة - قال: قتل يا أم المؤمنين! قالت: إنا لله
وإنا إليه راجعون، يرحمه الله، ما فعل فلان؟ قال: قتل، قال:

(1) كذا في (ص) وفي الروايات الأخر (ينجيه) بصيغة المضارع.
(2) أخرجه البخاري من طريق سعيد المقبري عن أبي هريرة 11: 232 وأخرجه
مسلم من طريق ابن سيرين عن أبي هريرة.
(3) أي بعد وقعة الجمل.
289

فرجعت أيضا وقالت: يرحمه الله، وإنا
لله على زيد وأصحاب زيد - يعني زيد بن صوحان - قالت: وقتل
زيد؟ قال: قلت: نعم، قالت: إنا لله وإنا إليه راجعون، يرحمه الله،
قال: قلت: يا أم المؤمنين هذا من جند، وهذا من جند، ترحمين
عليهم جميعا، والله لا يجتمعون أبدا، قالت: أو لا تدري؟ رحمة
الله واسعة وهو على كل شئ قدير.
(20565) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلكم ومثل اليهود والنصارى
كمثل رجل قال: من استأجره يعمل إلى نصف النهار بقيراط؟ فعملت
اليهود، ثم قال: من استأجره يعمل إلى صلاة العصر بقيراط؟
فعملت النصارى، ثم قال: من استأجره يعمل إلى الليل بقيراطين؟
فعملتم أنتم فلكم الاجر مرتين، فقالت اليهود: نحن أكثر أعمالا وأقل
أحورا، فقال الله: أظلمتم من أجوركم شيئا؟ قالوا: لا، قال:
فإنه فضلي أوتيه من أشاء (1).
باب الرخص في الأعمال والقصد
(20566) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه عن عائشة قالت: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي امرأة حسنة

(1) أخرجه البخاري من طريق حماد عن أيوب، ومن حديث عبد الله بن دينار
عن عمر أيضا 4: 300 و 301.
290

الهيئة، فقال: من هذه؟ فقلت: فلانة بنت فلان وهي يا رسول الله
لا تنام الليل، فقال: مه! خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا
يمل حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما دام عليه صاحبه وإن قل (1).
(20567) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليأخذ أحدكم من العمل ما يطيق، فإنه
لا يدري ما قدر أجله، وإن أحب العبادة إلى الله ما ديم عليها وإن
قلت.
(20568) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد عن الحسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عمل قليل في سنة خير من عمل
كثير في بدعة (2)، ومن استن بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي
فليس مني.
(20569) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عامر
الشعبي قال: إن الله يحب أن يعمل برخصه كما يحب أن يعمل
بعزائمه.
(20570) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن خالد الحذاء عن أبي
قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم فقد رجلا من أصحابه فأقام عليه ثلاثا، ثم
إن الرجل جاء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أين كنت؟ قال: رأيت

(1) أخرج البخاري بعضه من طريق مالك عن هشام بن عروة 3: 25 وبعضه من
طريق أبي سلمة عن عائشة 11: 235.
(2) قال ابن مسعود: القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة، رواه الدارمي
ص 40.
291

عيينة - يعني عينا - فتبتلت عندها هذه الثلاث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
من تبتل فليس منا.
(20571) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن خالد عن أبي قلابة
قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي على أمه، وكانت صامت حتى
ماتت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا صامت ولا أفطرت، وأبي أن يصلي
عليها.
(20572) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث وابن طاووس
عن طاووس يرويه أنه قال: لا زمام، ولا خزام، ولا سياحة.
(20573) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
عبد الرحمن بن يزيد عن ابن مسعود قال: إن محرم الحلال كمستحل
الحرام (1).
(20574) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عمر بن
عبد العزيز قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الدين أفضل؟ قال:
الحنيفية السمحة (2).
باب ذكر الله
(20575) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن

(1) أخرجه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح، قاله الهيثمي 1: 177.
(2) الحنيفية: ملة إبراهيم، والسمحة: السهلة. والحديث أخرجه أحمد والبخاري
في الأدب المفرد من طريق محمد بن إسحاق عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس
مرفوعا، وعلقه البخاري في الصحيح 1: 70.
292

أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال الله عز وجل:] (1) يا ابن
آدم! اذكرني في نفسك أذكرك في نفسي، وإن ذكرتني في ملا
ذكرتك (2) في ملا من الملائكة - أو قال: في ملا خير منهم (3) - وإن
دنوت مني شبرا دنوت منك ذراعا، وإن دنوت ذراعا دنوت
باعا، ولو أتيتني تمشي أتيتك أهرول (4).
قال معمر: قال قتادة: والله أسرع بالمغفرة.
(20576) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أم
عكرمة بنت (5) خالد أنها أرسلت أخا لها إلى أبي هريرة تسأله عن
الرجل يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد
وهو على كل شئ قدير، قال: فسألته، فقال أبو هريرة: من قالها
عشر مرات فهو عدل رقبة (6).
قال أبو هريرة: فاستكثروا من الرقاب.
(20577) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن الأغر أبي (7) مسلم عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري عن رسول

(1) سقط من (ص) هذا أو نحوه.
(2) في (ص) (ذكرته).
(3) أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة.
(4) أخرجه مسلم من حديث أبي ذر أشبع مما هنا.
(5) كذا في (ص) ولعل الصواب (أم عكرمة بن خالد) أعني والدة عكرمة
ابن خالد.
(6) أخرجه مالك والشيخان والترمذي 4: 25 من غير هذا الوجه.
(7) في (ص) (بن) والصواب (أبي)
293

الله صلى الله عليه وسلم قال: ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم (1) الملائكة
وتغشتهم (2) الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن
عنده (3)، وقال: إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل
إلى هذه السماء الدنيا، فنادى: هل من مذنب يتوب؟ هل من مستغفر؟
هل من داع؟ هل من سائل؟ إلى الفجر (4).
(20578) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن غير واحد عن الحسن
قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: سيعلم الجمع من أولى
بالكرم، أين الذين كانت (تتجافى جنوبهم عن المضاجع - حتى -
مما رزقناهم ينفقون) (5)؟ قال: فيقومون فيتخطون رقاب الناس،
.... (6) ثم ينادي أيضا: سيعلم الجمع من أولى بالكرم، أين
الذين كانوا (لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) (7) فيقومون
يتخطون رقاب الناس، قال: ثم ينادي أيضا: سيعلم الجمع من
أولى بالكرم، أين الحمادون لله على كل حال؟ قال: فيقومون وهم
كثير ثم تكون التبعة والحساب فيمن بقي (8).

(1) في (ت) (حفت بهم).
(2) في (ت) (غشيتهم) وأخشى أن يكون ما هنا تصرفا من الناسخ.
(3) أخرجه أحمد ومسلم، و (ت) 4: 225 وهو عند (ت) من طريق الثوري
عن أبي إسحاق.
(4) أخرجه الستة من حديث أبي هريرة، والنسائي من حديث أبي سعيد الخدري.
(5) سورة السجدة، الآية: 16.
(6) في موضع النقاط (قال فيقومون) كتبه الناسخ سهوا فيما أرى.
(7) سورة النور، الآية: 37.
(8) أخرج أكثره ابن المبارك في الزهد برواية نعيم بن حماد من حديث
ابن عباس موقوفا ص 101، رقم: 352.
294

(20579) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عبد الله
ابن عمرو بن العاص قال: إن الرجل إذا قال: لا إله إلا الله، فهي كلمة
الاخلاص التي لم يقبل الله من أحد عملا حتى يقولها، فإذا قال: الحمد
لله، وهي الكلمة التي لم يغفر الله عبدا قط حتى يقولها، وإذا قال: الله
أكبر، فهي تملأ ما بين السماء والأرض، وإذا قال: سبحان الله، قال: أسلم
واستسلم.
(20580) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان أبي صالح
عن أم هانئ أنها شكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعفا، فقال لها:
سبحي مئة تسبحة فإنها خير من مئة رقبة تعتقيها (1)، واحمدي مئة
مرة فإنها خير من مئة فرس تحملين عليها في سبيل الله، وكبري مئة
تكبيرة فإنها خير من مئة بدنة تهدينها إلى بيت الله، وقولي: لا إله
إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير
مئة مرة، فإنها خير مما بين السماء والأرض، ولن يرفع لاحد عمل أفضل
منه إلا من قال مثل ما قلت أو زاد (2).
(20581) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن سليمان عن
أبي عثمان النهدي قال: كان سلمان يعلمنا التكبير، يقول: كبروا
الله، الله أكبر، الله أكبر مرارا، اللهم أنت أعلى وأجل من إن تكون

(1) كذا في (ص).
(2) رواه ابن ماجة باختصار، وأحمد بتمامه كما في الزوائد 10: 92.
295

لك صاحبة، أو يكون لك ولد، أن يكون لك شريك في الملك، أو
يكون لك ولي من الذل، وكبره تكبيرا، الله أكبر تكبيرا، اللهم
اغفر لنا، اللهم ارحمنا، ثم قال: والله لتكتبن هذه ولا تترك هاتان،
وليكونن هذا شفعاء صدق لهاتين.
(20582) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
جري النهدي عن رجل من بني سليم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: التسبيح
نصف الميزان، والحمد يملؤه، والتكبير يملا ما بين السماء والأرض،
والصوم نصف الصبر، والطهور نصف الايمان (1).
(20583) - قال: وحدثنا معمر عن أبان قال: لم يعط التكبير
أحد إلا هذه الأمة.
باب فضل المساجد
(20584) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
عمرو بن ميمون الأودي قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن المساجد بيوت
الله في الأرض، وأنه لحق على الله أن يكرم من زاره فيها (2).

(1) أخرجه الترمذي من طريق أبي الأحوص عن أبي إسحاق وقال: قد روى
شعبة والثوري عن أبي إسحاق، وحسن الحديث، وفي ترجمة جري من التهذيب ذكر
تصحيح الترمذي، راجع الترمذي 4: 265.
(2) أخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود رفعه. قال الهيثمي في الزوائد:
فيه عبد الله بن يعقوب الكرماني وهو ضعيف 2: 12 وأخرجه ابن المبارك في الزهد
عن يونس بن أبي إسحاق وعبد الرحمن المسعودي عن أبي إسحاق (زيادات نعيم
ص 2، رقم 2، رقم: 6).
296

(20585) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني رفع
الحديث قال: إن للمساجد أوتادا، جلساؤهم الملائكة يتفقدونهم،
فإن كانوا في حاجة أعانوهم، وإن مرضوا عادوهم، وإن خلفوا
افتقدوهم (1)، وإن حضروا قالوا: اذكروا ذكركم الله (2).
باب لله أرحم بعبده
(20586) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
كان التبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فأخذ رجل فرخ طائر، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: عجبا لهذا الطائر! جاء وألقى نفسه في أيديكم رحمة لولده،
فوالله أرحم بعبده المؤمن من هذا الطائر بفرخه (3).
(20587) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة - قال: لا أدري أيرفعه أم لا - قال: إن الله ليفرح بتوبة

(1) الظاهر من رسمه (يفتقدوهم) ولعل الصواب (وإن غابوا إفتقدوهم) فصار
(غابوا) (خلفوا) ففي الزوائد (إن غابوا يفتقدونهم) (كذا).
(2) أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة مرفوعا، وفيه ابن لهيعة، قاله الهيثمي
2: 12.
(3) أخرجه البزار من طريقين رجال أحدهما رجال الصحيح، قاله الهيثمي في
الزوائد 10: 383 قلت: أخرجه البزار من طريق محمد بن مطرف عن أبي غسان عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر، كما في كشف الأستار الخطية 2: 303.
297

عبده كما يفرح أحدكم أن يجد ضالته بواد، فخاف أن يقتله فيه
العطش (1).
(20588) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن حسان عن
الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تجوز لامتي النسيان والخطأ،
وما استكرهوا عليه (2).
قال أبو بكر: وقد سمعته من هشام.
باب رحمة الناس
(20589) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال:
حدثني أبو سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الحسن بن علي
والأقرع بن حابس التميمي جالس، فقال الأقرع: يا رسول الله! إن لي
لعشرة من الولد (3) ما قبلت منهم إنسانا قط، قال: فنظر إليه
الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن من (4) لا يرحم لا يرحم (5).

(1) أخرجه مسلم من طريق المصنف ولم يسق لفظه 2: 354.
(2) أخرجه (هق) من حديث الأوزاعي عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن
عباس مرفوعا ولفظه: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان، وما استكرهوا عليه، وأخرجه
من حديث عقبة بن عامر أيضا 7: 356 و 357.
(3) في (ت) (إن لي من الولد عشرة) وفي (ص) (من الإبل) وكأنه مضروب
عليه.
(4) في (ت) (إنه من لا يرحم).
(5) أخرجه الترمذي من طريق ابن عيينة عن الزهري 3: 119 والبخاري في الأدب،
ومسلم في الفضائل.
298

(20590) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي عثمان
أن عيينة بن حصن قال لعمر - ورآه يقبل بعض ولده - فقال: أتقبل
وأنت أمير المؤمنين؟ لو كنت أمير المؤمنين ما قبلت لي ولدا، فقال
عمر: الله؟ الله؟ حتى استحلفه ثلاثا (1)، فقال عمر: فما أصنع
إن كان الله نزع الرحمة من قلبك، إن الله إنما يرحم من عباده الرحماء.
باب كفالة اليتيم
(20591) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا وسفعاء الخدين في الجنة كهاتين - وأشار بإصبعيه
الوسطى والسبابة - قالوا: يا رسول الله! وما سفعاء الخدين؟ قال:
امرأة توفي زوجها فقعدت على عيالها (2).
(20592) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن
رجل عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الساعي على الأرملة
والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالقائم ليله، والصائم نهاره (3)،

(1) في (ص) (فلانا) خطأ.
(2) روى أبو يعلى من حديث أبي هريرة: أنا أول من يفتح باب الجنة إلا أنه تأتي
امرأة تبادرني، فأقول لها: مالك؟ ومن أنت؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي،
ذكره الهيثمي 8: 162.
(3) أخرجه الشيخان من طريق أبي الغيث عن أبي هريرة. وكذا الترمذي
3: 136 واقتصروا على ذلك، وأخرجوا من حديث سهل بن سعد: (أنا وكافل اليتيم
كهاتين). أنظر الترمذي 3: 121.
299

وأنا وكافل اليتيم المصلح يوم القيامة في الجنة كهاتين - وأشار بإصبعيه
الوسطى والسبابة -.
حق الرجل على امرأته
(20593) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن نبي الله داود قال: كن لليتيم كالأب الرحيم،
واعلم أنك كما تزرع تحصد، واعلم أن المرأة الصالحة لبعلها في
الجمال كالملك المتوج بالتاج المخوص (1) بالذهب، واعلم أن المرأة
السوء لبعلها كالحمل الثقيل على ظهر الشيخ الكبير، وأن خطبة
الأحمق في نادي القوم كالمغني عند رأس الميت، ولا تعد أخاك ثم
لا تنجز له، فإنه يورث بينك وبينه عداوة، ما أحسن العلم بعد
الجهل، وما أقبح الفقر بعد الغناء، وما أقبح الضلالة بعد الهدى (2)
(20594) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحسن قال: أتت
بنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: ارجعي
يا بنية! لا امرأة بامرأة حتى تأتي ما يحب زوجها وهو وازع (3)،
ولو كنت آمر شيئا أن يسجد لشئ لأمرت المرأة أن تسجد لبعلها من
عظم حقه عليها، وإن خير النساء التي إن أعطيت شكرت، وإن

(1) خوص التاج: زينه بصفائح الذهب.
(2) أخرجه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، قاله الهيثمي 2: 374 و 10: 234
لكنه رواه عن عبد الرحمن بن أبزى.
(3) كذا في (ص).
300

أمسك عنها صبرت (1)، قال الحسن: ولو أقسمت ما هي بالبصرة
لصدقت، هاهنا... (2) خمش وجوه، وشق جيوب، ونتف أشعار،
ورن شيطان.
(20595) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن المنكدر أن عمر
ابن الخطاب قال: ثلاث هن فواقر (3): جار سوء في دار مقامة،
وزوج سوء إن دخلت عليها... (4) وإن غبت عنها لم تأمنها، وسلطان
إن أحسنت لم يقبل منك، وإن أسأت لم يقلك (5).
(20596) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عوف بن
القاسم - أو القاسم بن عوف - أن معاذ بن جبل لما قدم الشام رأى النصارى
تسجد لبطارقتها وأساقفتها، فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم [قال]: إني رأيت
النصارى تسجد لبطارقتها وأساقفتها، وأنت كنت أحق أن نسجد لك،
فقال: لو كنت آمرا شيئا أن يسجد لشئ دون الله، لأمرت المرأة
أن تسجد لزوجها ولن تؤدي امرأة حق زوجها حتى لو سألها نفسها

(1) أخرج سعيد بن منصور عن حماد بن زيد عن علي بن زيد عن ابن المسيب
أو الحسن - شك حماد - أن بنتا لرسول الله صلى الله عليه وسلم جاءته تشكو زوجها، فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إرجعي فاني أكره للمرأة أن تجر ذيلها تشكو زوجها 3، رقم: 1412.
(2) في موضع النقاط في (ص) كلمة مطموسة لم يبق منها إلا (تنا)
(3) جمع الفاقرة، هي الداهية الشديدة فكأنها تكسر فقر الظهر.
(4) هنا ما صورته (لشئك).
(5) من الإقالة، أي لم يعف عنك، وقد أخرج البزار من حديث ابن عمر مرفوعا:
(ثلاث قاصمات الظهر، زوج سوء يأمنها صاحبها وتخونه، وإمام يسخط الله ويرضى
الناس - قال: وذهبت عني واحدة وقد مرت بي - وجار سوء، إن رأى خيرا دفنه وإن رأى شرا أذاعه) كذا في الزوائد 4: 272.
301

وهي على قتب لم تمنعه نفسها (1).
(20597) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
شهاب (2) قال: أخبرتني امرأة أنها سمعت عائشة تقول: كانت
المرأة إذا نفست وضعت على قتب ليكون أهون لولادها.
(20598) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أنه قال: المرأة شطر دين الرجل (3).
(20599) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
عن عكرمة أن أسماء بنت أبي بكر أتت إلى أبيها تشكو الزبير، فقال:
ارجعي يا بنية فإنك إن صبت وأحسنت صحبته، ثم مات ولم تنكحي
بعده، ثم دخلتما الجنة كنت زوجته فيها.
(20600 (- أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان
يقال: مثل المرأة السيئة الخلق كالسقاء الواهي في المعطشة، ومثل
المرأة الجميلة الفاجرة كمثل خنزير في عنقه طوق من ذهب.
(20601) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن شهاب
ابن عبد الملك عن امرأة سمعت عائشة تقول: لا تؤدي المرأة حق زوجها

(1) رواه أحمد من حديث معاذ بن جبل بمعناه كما في الزوائد 4: 309.
(2) ذكره البخاري وابن أبي حاتم.
(3) روى الطبراني عن أنس مرفوعا: (من رزقه الله امرأة صالحة فقد أعانه على
شطر دينه، فليتق الله في الشطر الثاني) ذكره الهيثمي 4: 272.
302

حتى لا تمنعه نفسها وإن كانت على قتب (1).
(20602) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: جاءت امرأة بابن لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليدعو له، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: إنه أجل قد حضر، قالت يا رسول! إنه لاخر ثلاثة دفنتهم،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: حاملات، والدات، رحيمات بأولادهن، لولا ما
يأتين إلى أزواجهن دخلت مصلياتهن الجنة.
(20603) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة وعن ابن طاووس عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب
أم هانئ بنت أبي طالب، فقالت: يا رسول الله! إني قد كبرت
ولي عيال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش
أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده.
قال الزهري في حديثه عن ابن المسيب: ولم تركب مريم بنت
عمران بعيرا (2).
(20604) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير نساء ركبن الإبل صالح

(1) أخرج الطبراني عن زيد بن أرقم مرفوعا: (المرأة لا تؤدي حق الله عليها حتى
تؤدى حق زوجها كله، لو سألها وهي على ظهر قتب لم تمنعه نفسها) رجاله رجال
الصحيح، خلا المغيرة بن مسلم وهو ثقة، قاله الهيثمي 4: 308.
(2) أخرجه المسلم من طريق الزهري عن ابن المسيب بتمامه، والبخاري من طريق
الأعرج عن أبي هريرة ومن طريق ابن طاووس عن أبيه 9: 98 و 9: 411 وفي أحاديث
الأنبياء ج 6.
303

نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده.
(20605) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
عن مجاهد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فائدة أفادها الله على امرئ
مسلم خير (1) له من زوجة صالحة إذا نظر إليها سرته، وإذا غاب عنها
حفظته في نفسها (2)، وإن أمرها أطاعته، تنكح المرأة لأربع: لدينها،
وجمالها، ومالها، وحسبها، فعليك بذات الدين تربت يداك (3).
(20606) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن داود النبي
صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث من كن فيه أعجبنني: القصد في الفقر والغناء،
والعدل في الغضب والرضا، والخشية في السر والعلانية، وثلاث من
كن فيه أهلكنه: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه،
وأربع من أعطيهن فقد أعطي خير الدنيا والآخرة: لسان ذاكر، وقلب
شاكر، وبدن صابر، وزوجته موافقة، أو قال: مواتية.
(20607) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن كعبا قال:
أول ما (4) تسأل عنه المرأة يوم القيامة عن صلاتها، وعن حق زوجها.

(1) في الزوائد: (ما أفاد عبد في الاسلام خير له من زوجة مؤمنة) ففيه أيضا
(خير) بالرفع.
(2) زاد في الزوائد من حديث أبي هريرة (وماله) وانتهى حديثه إلى هنا، أخرجه
الطبراني وفيه جابر الجعفي، وبقية رجاله ثقات، قاله الهيثمي 4: 272.
(3) هذا الطرف الأخير منه أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة 9: 6 وأخرجه
مسلم أيضا.
(4) في (ص) (من).
304

باب فتنة النساء
(20608) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سليمان
التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة (1) بن زيد قال: سمعت
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء (2)
(20609) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عبد الكريم
الجزري عن ابن عباس قال: إنما هلكت نساء بني إسرائيل من قبل
أرجلهن، وتهلك نساء هذه الأمة من قبل رؤوسهن.
باب أكثر أهل الجنة والنار
(20610) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
أبي رجاء قال: جاء عمران بن حصين إلى امرأته من عند رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إنه
ليس حين حديث فلم تدعه - أو قال: فأغضبته (3) - فقال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: نظرت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء،
ثم نظرت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء (4).

(1) في (ص) (ثمامة) خطأ.
(2) أخرجه البخاري، ومسلم من طريق المعتمر بن سليمان عن أبيه (وهو التيمي)
عن أبي عثمان 2: 353.
(3) أراه الصواب، وفي (ص) (فأعطيته).
(4) أخرج البخاري المرفوع منه فقط 9: 240 و 11: 220.
305

(20611) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سليمان
التيمي عن أبي عثمان النهدي عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: وقفت على باب الجنة فرأيته أكثر أهلها المساكين، ووقفت
على باب النار فرأيت أكثر أهلها النساء، وإذا أهل الجد محبوسون،
إلا من كان منهم من أهل النار فقد أمر به إلى النار (1).
(20612) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أخبركم بأهل الجنة؟ فقالوا: بلى يا رسول الله!
قال: مكل ضعيف متضعف ذي طمرين لا يؤبه له (2)، لو أقسم على
الله لأبره (3).
(20613) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: حدثنا زيد بن
أسلم بنحو هذا الحديث. وقال النبي صلى الله عليه وسلم. ألا أخبركم بأهل
النار؟ كل جعظري جواظ (4) مستكبر، جماع مناع.
(20614) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي عمران
الجوني قال: - ما أدري أرفعه أم لا فقال: - من ركب البحر بعد أن

(1) أخرجه البخاري من طريق إسماعيل عن التيمي 9: 240.
(2) لا يؤبه له: يلتفت إليه.
(3) أخرجه الترمذي من حديث معبد بن خالد عن حارثة بن وهب الخزاعي مرفوعا
3: 349 أتم من هذا، وأخرجه الشيخان أيضا من هذا الوجه، فالبخاري في 10: 376.
(4) قيل: هو الجموع المنوع، وقيل كثير اللحم المختال في مشيته.
306

ترجج (1) فقد برئت منه الذمة، ومن نام على إجار (2) - يعني ظهر بيت -
وليست عليه سترة، فقد برئت منه الذمة (3).
(20615) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال:
قال أبو عبيدة بن الجراح: وددت أني كنت كبشا، فيذبحني أهلي
؟ يأكلون لحمي، ويحسون (4) مرقتي، قال: وقال عمران بن الحصين:
وددت أني رماد على أكمة تسفيني (5) الرياح في يوم. عاصف (6).
(20616) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة قال: قالت عائشة: يا ليتني كنت نسيا منسيا، أي حيضة (7)
باب ترك المرء ما لا يعنيه
(20617) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن علي بن

(1) كذا في (ص) إلا أنه بالحاء المهملة ثم الجيم، وفي سنن سعيد (أرتج) أي
اضطرب، وأرى أن (ترجج) بمعناه.
(2) بكسر الهمزة وشدة الجيم: السطح.
(3) أخرجه سعيد بن منصور عن عباد بن عباد عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله
رفعه (3 / 2، رقم 2391) وزهير مختلف في صحبته، وأخرجه أحمد من طريق
محمد بن ثابت عن أبي عمران عن بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، ومن طريق هشام الدستوائي
عن أبي عمران عن زهير بن عبد الله عن رجل 5: 79 وأخرجه البخاري في الأدب المفرد
فقال: عن أبي عمران عن رجل من الصحابة ص 173.
(4) حسي المرق: شربه شيئا بعد شئ.
(5) حسي المرق: شربه شيئا بعد شئ.
(5) سفت الريح التراب تسفي: ذرته أو حملته.
(6) أخرجه ابن المبارك في الزهد عن معمر ص 81، رقم: 241.
(7) كذا في الحلية أيضا، رواه أبو نعيم من طريق الدبري عن المصنف (- 2 ترجمة
الصديقة عائشة).
307

حسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من حسن إسلام المرء تركه ما
لا يعينه.
(20618) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن جعفر
الجزري أن عمر بن الخطاب قال: لا تعرض ما لا يعنيك، واحذر
عدوك، واعتزل صديقك، ولا تأمن خليلك إلا الأمين ولا أمين إلا
من خشي الله، و (إنما يخشى الله من عباده العلماء). (1).
(20619) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: سمعت شريحا يقول لرجل: يا عبد الله! دع ما يريبك إلى ما
لا يريبك، فوالله لا تجد فقد شئ تركته لله (2).
باب زهد الأنبياء (20620) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد عن عائشة قالت: ما شبع آل
محمد من غداء وعشاء (3) حتى مضى، كأنها تقول: حتى قبض.
(20621) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن

(1) سورة فاطر، الآية: 28.
(2) أخرجه ابن المبارك عن إسماعيل المكي عن ابن سيرين في زيادات نعيم بن حماد
ص 11، رقم: 38.
(3) أخرج مسلم والترمذي من طريق مسروق عن عائشة: (والله ما شبع من خبز
ولحم مرتين في يوم) والترمذي من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود
عن أبيه عن عائشة: (ما شبع رسول الله من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض)
3: 272.
308

أبي العالية قال: ما ترك عيسى بن مريم حين رفع إلا مدرعة صوف،
وخفي راعى، وقرافة يقرف بها الطير.
(20622) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت قال: أخبرني
أبو رافع أن زكرياء كان نجارا، قال له أبو عاصم: وما علمك؟ قال
أبو رافع: قد علمت ذلك إذ أنت تعلب بالحمام.
(20623) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت قال: بلغنا
أن لقمان كان حبشيا.
(20624) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
حميد عن هلال عن أبي هريرة (1) قال: دخلنا على عائشة، فأخرجت
إلينا كساء ملبدا (2)، وإزارا غليظا، فقالت: في هذا قبض رسول
الله صلى الله عليه وسلم (3).
(20625) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن هشام بن
عروة عن أبيه عن عائشة قالت: لقد كان يأتي علينا الشهر في زمن
النبي صلى الله عليه وسلم ما نوقد فيه نارا، وما هو إلا الماء والتمر، غير أن جزى الله
نساء من الأنصار خيرا، كن ربما أهدين لنا الشئ من اللبن (4).

(1) كذا في (ص) والصواب (عن أبي بردة) كما في الصحيحين والترمذي
3: 48 وقد رواه مسلم من طريق المصنف 2: 194.
(2) أخرجه الشيخان والترمذي من حديث أبي بردة عن عائشة 3: 48.
(3) أخرجه الشيخان والترمذي من حديث أبي بردة عن عائشة 3: 48.
(4) أخرجه البخاري من طريق يحيى عن هشام غير أن في آخره (إلا أن نؤتى باللحيم)
11: 231 وأخرجه مسلم من طريق أبي أسامة عن هشام، وروى من طريق يزيد بن
رومان عن عروة في آخر الحديث: (إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من
الأنصار، وكانت لهم منائح، فكانوا يرسلون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقيناه)
2: 410.
309

باب بلاء الأنبياء
(20626) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن
رجل عن أبي سعيد الخدري قال: وضع رجل يده على النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال: والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا... (1) كما يضاعف لنا
الاجر، إن كان النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى تأخذه
العباءة فيحولها (2)، وإن كانوا ليفرحون بالبلاء كما تفرحون بالرخاء.
باب زهد الصحابة
(20627) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة قال:
أخبرني عامل أذرعات قال: قدم علينا عمر بن الخطاب وإذا عليه
قميص من كرابيس، فأعطانيه، وقال: اغسله وارقعه، قال: فغسلته
ورقعته، ثم قطعت عليه قميصا قبطيا فأتيته بهما جميعا، فقلت:
هذا قميصك، وهذا قميص قطعته عليه لتلبسه، فمسه بيده، فوجده
لينا، فقال: لا حاجة لنا فيه، هذا أنشف للعرق منه (3).

(1) هنا في (ص) (الأنبياء) ولعل الصواب (الابتلاء).
(2) كذا في (ص).
(3) أخرجه ابن المبارك بهذا السند (الزهد: 208، رقم: 587).
310

(20628) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه قال: قدم عمر الشام، فتلقاه عظماء أهل الأرض وأمراء الأجناد،
فقال عمر: أين أخي؟ قالوا: من؟ قال: أبو عبيدة، قالوا:
أتاك (1) الان، قال: فجاء على ناقة مخطومة بحبل، فسلم عليه
وساءله، ثم قال للناس: انصرفوا عنا، قال: فسار معه حتى أتى
منزله، فنزل عليه، فلم ير في بيته إلا سيفه وترسه (2) ورحله،
فقال له عمر: لو اتخذت متاعا - أو قال: شيئا - فقال أبو عبيدة:
يا أمير المؤمنين! إن هذا سيبلغنا المقيل (3).
(20629) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
بي كثير عن رجل من أهل الشام أنه دخل على أبي ذر، وهو يوقد تحت
قدر من حطب قد أصابه مطر، ودموعه تسيل، فقالت امرأته: قد
كان لك عن هذا مندوحة، لو شئت لكفيت، قال أبو ذر: وهذا
عيشي، فإن رضيت وإلا فتحت كنف الله، قال: فكأنما ألقمها
حجرا، حتى إذا نضج (4) ما في قدره جاء بصحفة له، فكسر فيها خبزة
له غليظة، ثم جاء بالذي في القدر فكدره عليه، ثم جاء به إلى امرأته،
ثم قال لي: ادن، فأكلنا، ثم أمر جاريته أن تسقينا، فسقتنا

(1) في الزهد لابن المبارك (يأتيك).
(2) كذا في الزهد، وفي (ص) (فرسه) والصواب ما في الزهد.
(3) أخرجه ابن المبارك بهذا السند (الزهد: 207، رقم: 586) وأبو نعيم من طريق
لمصنف 1: 101.
(4) في الزهد (أنضج).
311

مذقة (1) من لبن معز له (2)، فقلت: يا أبا ذر! لو اتخذت في بيتك
شيئا (3)، فقال: يا عبد الله! أتريد لي من الحساب أكثر من هذا؟
أليس هذا مثال نفترشه، وعباءة نبتسطها، وكساء نلبسه، وبرمة
نطبخ فيها، وصحفة نأكيل فيها، ونغسل فيها رؤوسنا، وقدح نشرب
فيه، وعكة فيها زيت أو سمن، وغرارة فيها دقيق؟ فتريد لي من
الحساب أكثر من هذا؟ قلت: فأين عطاؤك أربع مئة دينار؟ وأنت
في شرف من العطاء، فأين يذهب؟ فقال: أما إني لن أعمي عليك،
لي في هذه القرية ثلاثون فرسا، فإذ خرج عطائي اشتريت لها علفا،
وأرزاقا لمن يقوم عليها، ونفقة لأهلي، فإن بقي منه شئ اشتريت به
فلوسا فجعلته عند نبطي هاهنا، فإن احتاج أهلي إلى لحم أخذوا منه،
وإن احتاجوا إلى شئ أخذوا منه، ثم أحمل عليها في سبيل الله،
فهذا سبيل عطائي، ليس عند أبي ذر دينار ولا درهم (4).
(20630) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حمزة
ابن عبد الله بن عمر قال: لو أن طعاما كثيرا كان عند عبد الله بن
عمر ما شبع منه بعد أن يجد له أكلا (5)، قال: فدخل عليه ابن مطيع
يعوذه فرآه قد نحل جسمه، فقال لصفية: ألا تلطفيه؟ لعله أن

(1) كذا في الزهد لابن المبارك، وفي (ص) (مرقة).
(2) في (ص) (معرلة) وفي النسخة المطبوعة من الزهد لابن المبارك (معزاه).
(3) في الزهد (عيشا).
(4) أخرجه ابن المبارك في الزهد له بهذا الاسناد ص 208، رقم: 589.
(5) كذا في (ص) وكذا في الزهد، ولعله (آكلا).
312

يرتد إليه جسمه، تصنعين (1) له طعاما، قالت: إنا لنفعل ذلك،
ولكنه لا يدع أحدا من أهله ولا من يحضره إلا دعاه عليه، فكلمه
أنت في ذلك، فقال له ابن مطيع: يا أبا عبد الرحمن! لو اتخذت
طعاما يرجع إليك جسدك، فقال: إنه ليأتي علي ثمان سنين، ما
أشبع فيها شبعة واحدة - أو قال: لا أشبع فيها إلا شبعة واحدة -
فالآن تريد أن أشبع حين لم يبق من عمري إلا ظمء (2) حمار (3).
(20631) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يزدي بن أبي زياد
قال: سأل حذيفة سلمان (4): ألا نبني (5) لك مسكنا؟ يا أبا عبد الله!
فقال: لم؟ أتجعلني ملكا أم تبني (5) لي مثل دارك التي بالمدائن؟
قال: لا ولكن نبني لك بيتا من قصب ونسقفه بالبوري، إذا قمت
كاد أن يصيب رأسك، وإذا نمت كاد أن يصيب طرفيك، قال:
كأنك كنت في نفسي.
(20632) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
بكى سلمان عند موته، فقيل له: ما يبكيك؟ يا أبا عبد الله! قال:
عهد إلينا النبي صلى الله عليه وسلم عهدا، وقال: إنما يكفي أحدكم في الدنيا
مثل زاد الراكب، فأنا أخشى أن أكون قد فرطت.

(1) كذا في الزهد، وفي (ص) (تطعمين).
(2) رسمه في (ص) (ظمئ) والظمء ما بنى الوردين، والمراد شئ يسير،
وراجع ما علقته على الزهد لابن المبارك.
(3) أخرجه ابن المبارك بهذا السند (الزهد 214، رقم: 605).
(4) في (ص) (لسلمان) خطأ.
(5) في (ص) (نبن) و (تبن).
313

(20633) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر الجزري عن
ميمون قال: كسرت قلوص لابن عمر، فأمر بها فنحرت، ثم قال:
ادع الناس، قال: فقال نافع أو غيره: ليس عندنا خبز، فقال:
ما عليك! يأكلون من هذا العراق، ويحسون من هذا المرق.
باب تمني الموت
(20634) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
عبيدة مولى عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لا يتمنى أحد الموت، إما محسن فيزداد إحسانا، وإما مسئ فلعله أن
يستعتب (1).
(20635) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
حارثة بن مضرب قال: غدوت على خباب أعوده وهو مريض، فقال:
لقد رأيتني في أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ما لي درهم، وإن في جانب البيت
لأربعين ألفا، ولولا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يتمنى
أحدكم الموت لتمنيته، لقد طال وجعي هذا (2).
(20636) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت، ولا

(1) أخرجه البخاري.
(2) أخرجه الترمذي من طريق شعبة عن أبي إسحاق دون قوله: (لقد طال وجعي
هذا) 2: 125 ولخباب حديث آخر في هذا المعنى مختصر رواه مسلم 2: 342.
314

يدعو به من قبل أن يأتيه، فإنه إذا مات أحدكم انقطع أمله وعمله،
وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا (1).
(20637) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن عبيدة قال: سمعت عليا يخطب، فقال: اللهم إني
قد سئمتهم وسئموني، ومللتهم وملوني، فأرحني منهم وأرحمهم مني،
ما يمنع أشقاكم أن يخضبها بدم، ووضع يده على لحيته (2).
(20638) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن علي بن
زيد بن جدعان عن الحسن عن سعيد بن أبي العاص قال: رصدت
عمر ليلة، فخرج إلى البقيع - وذلك في السحر - فأتبعته، فأسرع
فأسرعت، حتى انتهى إلى البقيع، فصلى ثم رفع يديه، فقال: اللهم
كبرت سني، وضعفت قوتي، وخشيت الانتشار من رعيتي،
فاقبضني إليك غير عاجز ولا ملوم، فما يزال يقولها حتى أصبح (3)
(20639) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن ابن المسيب أو غيره، قال: لما نزل عمر بالبطحاء جمع كومة من
بطحاء، ثم بسط عليها إزاره، ثم اضطجع ورفع يديه، فقال: اللهم
كبرت سني، ورق عظمي، وضعفت قوتي، وخشيت الانتشار من
رعيتي، فاقبضني إليك غير عاجز ولا مضيع، قال: ثم قدم المدينة
- حسبته قال: - فما انسلخ الشهر حتى مات.

(1) أخرجه مسلم من طريق المصنف 2: 342.
(2) أخرجه ابن سعد من طريق هشام بن حسان عن ابن سيرين 3: 34.
(3) أخرجه ابن سعد مختصرا 3: 335.
315

(20640) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن
أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت لضر أصابه (1).
باب الكرم والحسب
(20641) - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري عن
سعيد بن المسيب قال: قالوا: يا رسول الله! أينا أكرم؟ قال: أتقاكم،
قالوا: يا رسول الله! إنما هو في الدنيا قال: يوسف بن بعقوب بن
إسحاق بن إبراهيم، قالوا: إنما نعني فيما بيننا، قال: الناس
معادن، خياركم في الجاهلية خياركم في الاسلام، إذا فقهوا (2).
(20642) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن رجل
من قريش قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوشك أن يغلب على الناس (3)
- أو على هذا الامر - لكع بن لكع، وأفضل الناس مؤمن بين كريمين (4)،
قال معمر: فقال رجل للزهري: ما كريمين؟ قال: شريفين موسرين،،
قال: فقال رجل من أهل العراق: كذب، كريمين: تقيين صالحين.
باب أبواب السلطان
(20643) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق

(1) أخرجه الشيخان.
(2) أخرجه البخاري 6: 262 و 264 من حديث سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة
(3) في الزوائد (على الدنيا).
(4) أخرجه أحمد في مسنده ولم يرفعه، ورجاله ثقات، قاله الهيثمي 7: 320.
316

عن عمارة بن عبد الله عن حذيفة قال: إياكم ومواقف الفتن، قيل:
وما مواقف الفتن؟ يا أبا عبد الله! قال: أبواب الامراء، يدخل أحدكم
على الأمير فيصدقه بالكذب، ويقول له ما ليس فيه.
(20644) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود
قال: إن على أبواب السلطان فتنا كمبارك الإبل، والذي نفسي بيده
لا تصيبون من دنياهم إلا أصابوا من دينكم مثله (1).
(20645) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
بكر بن عبد الرحمن بن الحارث عن أبيه قال: سمعت أسقفا من أهل
نجران يكلم عمر بن الخطاب يقول: يا أمير المؤمنين! احذر قاتل
الثلاثة، قال عمر: ويلك! وما قاتل الثلاثة؟ قال: الرجل يأتي إلى
الامام بالكذب، فيقتل (2) الامام ذلك الرجل يحدث هذا الكذب، فيكون
قد قتل نفسه، وصاحبه، وإمامه.
باب في ذكر علي بن أبي طالب
(20646) - أخبرنا عبد الرزاق عن أبيه عن ميناء عن عبد الله
ابن مسعود قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة وفد الجن، قال: فتنفس،
فقلت: ما شأنك يا رسول الله! قال، نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود!
قلت: فاستخلف، قال: من؟ قلت: أبو بكر، قال: فسكت،

(1) أخرج الطبراني من حديث عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي مرفوعا:
(سيكون بعدي سلطان، الفتن على أبوأبهم كمبارك الإبل، لا يعطون أحدا شيئا إلا أخذ من
دينه مثله) قال الهيثمي: فيه حسان بن غالب وهو متروك 5: 246.
(2) كذا في (ص).
317

ثم مضى ساعة ثم تنفس، قال: فقلت: ما شأنك؟ قال: نعيت
إلي نفسي يا ابن مسعود! قال: قلت: فاستخلف، قال: من؟
قلت: عمر، قال: فسكت، ثم مضى ساعة ثم تنفس، قال:
فقلت: ما شأنك؟ قال: نعيت إلي نفسي يا ابن مسعود! قال:
قلت: فاستخلف، قال: من؟ قال: قلت: علي بن أبي طالب، قال:
أما والذي نفسي بيده لئن أطاعوه ليدخلن الجنة أجمعين أكتعين (1).
(20647) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن عليا قال: يهلك في اثنان: محب مطر، ومبغض مفتر.
باب تمني الرجل موت أهله
(20648) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن أبي
الأحوص عن ابن مسعود أنه قال: ما أهل بيت ولا أهل بيت من

(1) أخرجه الطبراني وفيه ميناء وهو كذاب. قاله الهيثمي 5: 185 قلت: وله طريق
آخر عند الطبراني، وفيه يحيى بن يعلى الأسلمي وهو ضعيف قاله الهيثمي 8: 315 قلت: أما
ميناء فهو ابن أبي ميناء، قال ابن معين والنسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: منكر الحديث،
روى أحاديث مناكير في الصحابة، لا يعبأ بحديثه، كان يكذب، وقال الترمذي: روى مناكير،
وقال العقيلي: روى عنه همام بن نافع (والد عبد الرزاق) أحاديث مناكير لا يتابع منها
على شئ، وقال ابن عدي: وتبين على أحاديثه أنه يغلو في التشيع (تهذيب التهذيب 10:
397) وأما يحيى الأسلمي فلم يوثقه أحد، بل قال ابن معين: ليس بشئ، وقال البخاري:
مضطرب الحديث، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث ليس بالقوي، وقال ابن عدي:
كوفي من الشيعة، وقال ابن حبان: يروي من الثقات المقلوبات، وقال البزار: يغلط في
الأسانيد (تهذيب التهذيب 11: 305).
318

الجعلان، بأحب إلي موتا من أهل بيتي (1) وإني لأحبهم كما يحب
الرجل ولده، وما أترك بعدي شيئا أحب إلي من إبل وأسقية.
باب الامام راع
(20649) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن
ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع ومسؤول عن رعيته.
فالامام الذي على الناس راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع على
أهل بيته ومسؤول عنهم، والمرأة راعية على مال زوجها، والعبد راع
على مال سيده ومسؤول عنه، ألا فكلكم راع ومسؤول (2).
(20650) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن عمر
قال: إن الله سائل كل ذي رعية فيما استرعاه، أقام أمر الله فيهم أم
أضاعه (3)، حتى إن الرجل ليسأل عن أهل بيته.
(20651) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن غير واحد عن الحسن
قال: دخل عبيد الله بن زياد على معقل بن يسار وهو مريض، فقال
له معقل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من استرعاه الله رعية فلم
يحط (4) من ورائها بالنصيحة، ومات وهو لها غاش أدخله الله النار،
قال: فقال له عبيد الله: فهلا قبل اليوم؟ قال: لا، ولو كنت أعلم

(1) أخرج أبو نعيم في الحلية ما يقرب منه 1: 133.
(2) أخرجه البخاري من طريق حماد بن زيد عن أيوب 9: 202.
(3) أخرجه ابن عدي من حديث أنس مرفوعا، ذكره الحافظ في الفتح 13: 92
وأخرجه الطبراني عن أبي هريرة مرفوعا بمعناه كما في الفتح.
(4) حاطه: حفظه وصانه وتعهده.
319

أني أقوم من مرضي هذا ما حدثتك به (1).
(20652) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أكره على عمل أعين عليه، ومن طلب عملا
وكل إليه. (20653) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن رجل عن
الحسن أنه دخل على بلال بن أبي بردة وهو مريض، فحدثه الحسن،
قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يستعمله، فقال: خر لي يا رسول الله!
قال: اجلس (2).
(20654) - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة وغيره
عن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الرحمن بن سمرة: لا تسأل الامارة،
فإنك إن تعطها عن مسألة توكل إليها، وإن تعطها عن غير مسألة
تعن عليها (3).
(20655) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن رفيع عن
حرام بن معاوية قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من ولي من أمر السلطان شيئا

(1) أخرجه البخاري ومسلم من طريق أبي الأشهب عن الحسن، ورواه مسلم عن
طريق أبي المليح عن معقل أيضا بمعناه، ورواه البخاري من طريق هشام عن الحسن أيضا
13: 104.
(2) أخرج الطبراني مثله عن ابن عمر وعصمة مرفوعا إلا أن لفظ حديث ابن
عمر: (إلزم بيتك) ولفظ حديث عصمة: (اجلس في بيتك!) كذا في الزوائد 5: 201.
(3) أخرجه البخاري من طريق جرير بن حازم ويونس عن الحسن 13: 101
ولفظه: (إن أعطيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها) بلفظ
الماضي.
320

ففتح بابه لذي الحاجة، والفاقة، والفقر، يفتح الله أبواب السماء
لحاجته، وفاقته، وفقره، ومن أغلق بابه دون ذوي الحاجة، والفاقة،
والفقر، أغلق الله أبواب السماء دون حاجته، وفاقته، وفقره.
(20656) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن مطر الوراق
عن عمرو بن سعيد عن بعض الطائيين عن رافع الخير الطائي (1)،
قال: صحبت أبا بكر في غزاة، فلما قفلنا وحان من الناس
تفرق، قال: قلت: يا أبا بكر! إن رجلا صحبك ما صحبك، ثم
فارقك لم يصب منك خيرا، لقد حسن في نفسه فأوصني ولا تطول
علي فأنسى، قال: يرحمك الله، يرحمكم الله، بارك الله عليك
بارك الله عليك، أقم الصلاة المكتوبة لوقتها، وأد زكاة مالك طيبة
بها نفسك، وصم رمضان، وحج البيت، واعلم أن الهجرة في الاسلام
حسن، وأن الجهاد في الهجرة حسن، ولا تكونن أميرا، قلت: أما
قولك يا أبا بكر في الصلاة، والصيام، والزكاة، والحج، والهجرة،
والجهاد، فهذا كله حسن، قد عرفته، وأما قولك: لا أكون أميرا،
والله إنه ليخيل إلي أن خياركم اليوم أمراؤكم (2)، قال: إنك قلت
لي: لا تطول علي، وهذا حين أطول عليك، إن هذه الامارة التي
ترى اليوم يسيرة، قد أوشكت أن تفشو وتفسد، حتى ينالها من

(1) رسمه في (ص) (الطاءي) وفيه (عن أبي رافع) خطأ، صوابه (عن رافع) كما في
الزهد بهذا الاسناد، وكما في الزوائد. وهو رافع بن عمرو، ذكره ابن حجر في الإصابة،
وكان رفيق أبي بكر في غزوة ذات السلاسل التي أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص،
وأشار ابن حجر إلى حديثه هذا.
(2) في الزوائد: وهل تكون الامرة إلا فيكم أهل بدر؟.
321

ليس لها بأهل، وإنه من يكن أميرا فإنه من أطول الناس حسابا،
واغلظه عذابا ومن لا يمكن أميرا فإنه من أيسر الناس حسابا، وأهونه
عذابا، لان الامراء أقرب الناس من ظلم المؤمنين، فإنما يخفر الله (1)،
إنما هم جيران الله، وعود الله، والله إن أحدكم لتصاب شاة جاره،
أو بعير جاره، فيبيت وارم العضل (2)، فيقول: شاة جاري، وبعير
جاري، فالله أحق أن يغضب لجيرانه (3).
(20657) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن قال:
قال حذيفة: هلك أصحابه العقد (4) ورب الكعبة، والله ما عليهم
آسى (5)، ولكن على من يهلكون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وسيعلم
الغالبون العقد خط (6) من ينقصون.
(20658) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن الحسن
ومحمد بن سيرين أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بعث عمرو بن العاص أميرا على

(1) كذا في (ص). وفي الزهد لابن المبارك: (إنه من يظلم المؤمنين فإنما يخفر
الله) وليس فيه (الامراء أقرب الناس من ظلم المؤمنين) والظاهر عندي أنه سقط من
(ص) (من يظلم المؤمنين).
(2) في الزوائد (ناتئ العضل) والنتوء: الارتفاع، والعضلة: كل عصب معها
لحم مجتمع.
(3) أخرجه ابن المبارك بهذا الاسناد واختصره ص 235، رقم: 674 وأخرجه
الطبراني وهو أطول مما هنا، قال الهيثمي: رجاله ثقات، وراجع الزوائد 5: 202.
(4) يعني أصحاب الولايات على الأمصار، لان الولاة تعقد لهم الألوية.
(5) في (ص) (آسا).
(6) كذا في (ص) والصواب عندي (حظ من ينقصون؟) وأما الكلمة قبله
فلينظر فيها.
322

الجيش، قال: إني لأبعث الرجل وأدع من هو أحب إلي منه، ولكنه
لعله أن يكون أيقظ (1) عينا (2) وأشد سفرا - أو قال: ميكدة - (3).
(20659) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن عمر بن الخطاب استعمل أبا هريرة على البحرين، فقدم بعشرة
آلاف، فقال له عمر: استأثرت بهذه الأموال يا عدو الله وعدو كتابه!
قال أبو هريرة: لست عدو الله ولا عدو كتابه، ولكني عدو من
عاداهما، قال: فمن أين هي لك؟ قال: خيل لي تناتجت، وغلة
رقيق لي، وأعطية تتابعت علي، فنظروه فوجدوه كما قال، قال: فلما
كان بعد ذلك دعاه عمر ليستعمله، فأبى أن يعمل له، فقال: أتكره
العمل وقد طلب العمل من كان خيرا منك يوسف؟ قال: إن يوسف
نبي ابن نبي ابن نبي، وأنا أبو هريرة بن أميمة، أخشى ثلاثا واثنين،
قال له عمر: أفلا قلت خمسا؟ قال: لا، أخشى أن أقول بغير علم،
وأقضي بغير حكم، ويضرب ظهري، وينتزع مالي، ويشتم عرضي (4).
(20660) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن صاحب له أن أبا

(1) في (ص) (القيظ).
(2) كذا في سنن سعيد وفي (ص) (علينا):
(3) أخرجه سعيد بن منصور عن خالد عن يونس عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وفيه: (أشد مكيدة وأمثل رحلة) 3، رقم: 2609.
(4) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق يحيى بن العلياء (كذا والصواب العلاء)
عن أيوب من قوله: دعاه عمر ليستعمله إلى آخره 1: 380 وأخرجه ابن سعد من طريق
أبي هلال الراسبي عن ابن سيرين أتم، ومن طريق ابن عون عنه أنقص منه، وفي كل واحد
منهما ما ليس في الاخر 2: 335.
323

هريرة قال: ويل للامناء، ويل للعرفاء، ليتمنين أقوام يوم القيامة
أنهم كانوا معلقين بذوائبهم من الثريا، وأنهم لم يكونوا ولوا
شيئا قط (1).
(20661) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس - أو غيره -
عن طاووس قال: لم يجهد البلاء من لم يتول يتامى، أو يكون قاضيا
بين الناس في أموالهم، أو أميرا على رقابهم (2).
(20662) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم بن أبي النجود
أن عمر بن الخطاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم ألا تركبوا (3)
برذونا، ولا تأكلوا (3) نقيا، ولا تلبسوا (3) رقيقا، ولا تغلقوا أبوابكم
دون حوائج الناس، فإن فعلتم شيئا من ذلك فقد حلت بكم العقوبة،
قال: ثم شيعهم (4)، فإذا أراد أن يرجع قال: إني لم أسلطكم على
دماء المسلمين، ولا على أعراضهم، ولا على أموالهم، ولكني بعثتكم
لتقيموا بهم الصلاة، وتقسموا [فيئهم] (5)، وتحكموا بينهم بالعدل،

(1) أخرجه أحمد في المسند، والبغوي في شرح السنة من حديث أبي هريرة مرفوعا
بزيادة، راجع المشكاة ص 313.
(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق زمعة بن صالح عن ابن طاووس أو غيره
تاما، ومن طريق زمعة عن ابن طاووس عن أبيه: (من لم يدخل في وصية لم ينله جهد البلاء)
4: 13.
(3) في (ص) بصيغة الغائب ولكن السياق يأباه، ولولا السياق لرجحت صيغة
الغائب.
(4) عزاه صاحب المشكاة إلى هنا للبيهقي في شعب الايمان ص 316.
(5) سقط من (ص) وهو ثابت في الكنز.
324

فإن أشكل (1) عليكم شئ فارفعوه إلي، ألا فلا تضربوا العرب فتذلوها،
ولا تجمروها (2) فتفتنوها، ولا تعتلوا (3) عليها فتحرموها (4)، جردوا
القرآن، وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، انطلقوا وأنا شريككم.
(20663) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن زفر الشامي
يرفعه قال: خير أمرائكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتدعون لهم
ويدعون لكم، وشر أمرائكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم،
وتلعنونهم ويلعنونكم (5).
(20664) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن عبد الله بن عمرو - قال معمر: لا أعلمه إلا رفعه - قال:
المقسطون في الدنيا على منابر من لؤلؤ يوم القيامة بين يدي الرحمن
بما أقسطوا في الدنيا (6).

(1) في (ص) (شكل).
(2) التجمير: جمع الجيوش في الثغور وحبسهم عن العود إلى أهلهم.
(3) رسمه في (ص) هكذا (تعلموا) وفي الكنز: (لا تعتلوا) وفي (هق) بدله
(ولا تنزلوهم الغياض فتضيعوهم) فلعل ما هنا (ولا تعلو).
(4) أخرج (هق) 9: 29 عن أبي فراس عن عمر قال: أيها الناس! إني لم أبعث
إليكم، فذكره إلى هنا، ولم يذكر ما قبله وما بعده، وأخرجه أحمد في مسنده نحو ما
أخرجه (هق) وزاد فيه (1: 279 طبعة أحمد شاكر) وذكره في الكنز، ورمز له
(هب) والصواب عندي (عب) 3، رقم: 2386. وأخرجه الحاكم في المستدرك
4: 439.
(5) أخرجه مسلم من حديث عوف بن مالك مرفوعا أتم وأشبع، والترمذي من
حديث عمر بن الخطاب 3: 246.
(6) أخرجه مسلم بلفظ آخر.
325

(20665) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن عمر بن الخطاب قال: أرأيتم إن استعملت عليكم خير من أعلم،
وأمرته بالعدل، أقضيت ما علي؟ قالوا: نعم، قال: لا، حتى أنظر
في عمله، أعمل ما أمرته أم لا.
(20666) أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب - أو غيره - عن
حميد بن هلال قال: لما دفن عمر أبا بكر قام على المنبر، ثم قال:
أيها الناس! إن الله قد ابتلاني بكم وابتلاكم بي، وخلفت بعد صاحبي،
وإنه والله لا يحضرني شئ من أموركم ولا يغيب عني منها شئ،
فألوا فيها عن أهل الأمانة والاجزاء، قال: فما زال على ذلك حتى مضى.
(20667) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
لا تمكن أذنيك صاحب هوى فيمرض قبلك، ولا تجيبن أميرا وإن
دعاك لتقرأ عنده سورة من القرآن، فإنك لا تخرج من عنده إلا شرا
مما دخلت عليه.
(20668) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد الجريري عن
أبي هريرة قال لرجل: لا تكونن شرطيا ولا عريفا (1).
(20669) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
أن يهوديا جاء إلى عبد الملك، فقال له اليهودي: إن ابن هرمز ظلمني،

(1) الكلمة مطموس أكثر حروفها، وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: يكون
في آخر الزمان أمراء ظلمة... فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكونن لهم جابيا، ولا
عريفا، ولا شرطيا، أخرجه الطبراني كما في الزوائد 5: 233.
326

فلم يلتفت إليه، ثم الثانية، ثم الثالثة، فلم يلتفت إليه، فقال:
إنا نجد في كتاب الله في التوراة: أن الامام لا يشرك في ظلم ولا جور حتى
يرفع إليه، فإذا رفع إليه فلم يغير شرك يغير شرك في الجور والظلم، قال: ففزع
لها عبد الملك وأرسل إلى ابن هرمز فنزعه.
(20670) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
عن أبي مسلم الخولاني قال: مثل الامام كمثل عين عظيمة، صافية طيبة
الماء، يجري منها إلى نهر عظيم، فيخوض الناس النهر فيكدرونه،
ويعود عليه صفو العين، قال: فإذا كان الكدر من قبل العين فسد
النهر، قال: ومثل الامام والناس كمثل فسطاط لا يستقل إلا بعمود،
ولا يقوم العمود إلا بأطناب - أو قال: أوتاد - فكلما نزعه وتد
ازداد العمود وهنا، ولا يصلح الناس إلا بالامام، ولا يصلح الامام
إلا بالناس.
(20671) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: سئل
ابن عمر: هل كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم،
والايمان في قلوبهم أعظم من الجبال.
(20672) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: كنت أسمع الحديث من عشرة، اللفظ مختلف والمعنى واحد.
باب القضاة
(20673) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان
327

قضاة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ستة: عمر، وعلي، وأبي بن كعب،
وعبد الله بن مسعود، وأبو موسى الأشعري، وزيد بن ثابت، فكان
قضاء عمر، وابن مسعود، والأشعري، يوافق بعضهم بعضا، وكان
يأخذ بعضهم من بعض، وكان قضاء علي، وأبي، وزيد بن ثابت،
يشبه بعضه بعضا، وكان بعضهم يأخذ من بعض، قال: وكان زيد
يأخذ من علي وأبي ما بدا له.
(20674) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن موسى بن إبراهيم
- رجل من آل أبي ربيعة - أنه بلغه أن أبا بكر حين استخلف قعد في
بيته حزينا، فدخل عليه عمر، فأقبل على عمر يلومه، وقال: أنت كلفتني
هذا، وشكا إليه الحكم بين الناس، فقال له عمر: أما علمت أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الوالي إذا اجتهد فأصاب الحكم فله أجران،
وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر واحد، قال: فكأنه سهل على أبي بكر
حديث عمر.
(20675) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عليا قال:
القضاة ثلاثة: قاض اجتهد فأخطأ في النار (1)، وقاض رأى الحق
فقضى بغيره في النار، وقاض اجتهد فأصاب في الجنة.
(20676) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كتب
عمر إلى أبي موسى: إياك والضجرة، والغضب، والغلق، وال‍؟ ادي (2)
بالناس عند الخصومة، قال: وكتب إليه ألا يقضي إلا أمير، فإنه

(1) هذا في من لم تتوفر له شرائط الاجتهاد، أو من قصر في إعطاء الاجتهاد حقه.
(2) كذا في (ص).
328

أهيب للظالم ولشاهد الزور، وإذا جلس عندك الخصمان فرأيت أحدهما
يتعمد الظلم فأوجع رأسه.
(20677) - أخبرنا عبد الرزاق [عن معمر] عن أيوب عن ابن سيرين
أن عليا قال: اقضوا كما كنتم تقضون حتى تكونوا جماعة، فإني
أخشى الاختلاف.
(20678) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال (1) لابن مسعود: أما بلغني أنك تقضي ولست بأمير؟ قال:
بلى! قال: فول حارها من تولى قارها.
باب السمع والطاعة
(20679) - قال: قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن
أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أطاعني فقد
أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني،
ومن عصى أميري فقد عصاني (2).
(20680) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنها ستكون عليكم أمراء يتركون بعض ما أمروا

(1) كذا في (ص) ولا شك أنه قد سقط شئ من النص نحو (إن فلانا قال الخ.
(2) أخرجه الشيخان وهو عندهما أتم مما هنا، أنظر البخاري (الجهاد: باب السمع
والطاعة للامام).
329

به، فمن ناواهم نجا، ومن كره سلم أو كاد يسلم، ومن خالطهم
في ذلك هلك أو كاد يهلك.
(20681) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: ستكون عليكم أمراء بعدي فيعملون أعمالا تعرفون
وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من
رضي وشايع (1)، قالوا: أفلا نقاتلهم يا رسول الله! قال: لا، ما
صلوا (2).
(20682) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
أبي رجاء قال: سمعت ابن عباس يقول: من خرج من الطاعة شبرا
فمات، فميتته جاهلية (3).
(20683) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: كان أبو بكر وعمر يأخذان على من دخل في الاسلام فيقولان
تؤمن بالله، لا تشرك به شيئا، وتصلي الصلاة التي افترض الله عليك
لوقتها، فإن في تفريطها الهلكة، وتؤدي زكاة مالك طيبة بها نفسك،
وتصوم رمضان، وتحج البيت، وتسمع وتطيع لمن ولى الله الامر،
قال: وزاد رجلا مرة تعمل لله ولا تعمل للناس.
(20684) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي
صلى الله عليه وسلم أخذ على رجل دخل في الاسلام فقال: تقيم الصلاة، وتؤتي

(1) كذا في (ص) وفي رواية مسلم (وتابع).
(2) أخرجه مسلم من حديث أم سلمة مرفوعا، والترمذي 3: 246.
(3) أخرجه الشيخان بمعناه وسيعيده المصنف برقم 20708.
330

الزكاة، وتحج البيت، وتصوم رمضا، وأنك لا ترى نار مشرك
إلا وأنت له حرب.
(20685) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم حين بايع الناس قال: إني لا أصافح النساء، فلم
تمس يده يد امرأة منهن، إلا امرأة يملكها.
(20686) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن منصور
عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية أن عبادة بن الصامت قال له: ادن
حتى أخبرك بمالك وما عليك، إن عليك السمع والطاعة في عسرك
ويسرك، ومكرهك ومنشطك، والاثرة عليك، وألا تنازع الامر أهله،
إلا أن تؤمر بمعصية الله براحا (1)، فإن أمرت بخلاف ما في كتاب الله
فاتبع كتاب الله (2).
(20687) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: قال عبادة بن الصامت لجنادة بن أبي أمية: يا جنادة! ألا
أخبرك بالذي لك والذي عليك؟ إن عليك السمع والطاعة في عسرك
ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وفي الأثرة عليك، وأن تدع لسانك
بالقول، وألا تنازع الامر أهله، إلا أن تؤمر بمعصية الله براحا،
فإن أمرت بخلاف ما في كتاب الله فاتبع كتاب الله.
(20688) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان عن

(1) كذا في (ص) بالراء أي جهارا، ويروى (بواحا) بالواو.
(2) أنظر حديث عبادة بن الصامت: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة... الخ
؟ في الصحيحين.
331

ليث عن ثابت أبي الحجاج عن أبي عفيف أنه قال: أتيت أبا بكر
وهو يبايع الناس، فقال: أنا أبايعكم على السمع والطاعة لله ولكتابه،
ثم للأمير، قال: فتعلمت (1) ذلك، قال: فجئته فقلت: أبايعك
على السمع والطاعة لله، ولكتابه، ثم للأمير، قال: فصعد في البصر
وصوب، كأني أعجبته، ثم بايعني.
(20689) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال عمر: ما قوام هذا الامر يا معاذ! قال: الاسلام وهي الفطرة،
والاخلاص وهي الملة، والطاعة وهي العصمة، ثم سيكون بعدك اختلاف،
قال: ثم قفا عمر سريرا (2)، فقال: أما إن سنيك خير من سنيهم.
(20690) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
- أو غيره - عن حميد بن هلال عن عبد الله بن صامت قال: لما قدم
أبو ذر على عثمان، قال: أخفتني، فوالله لو أمرتني أن أتعلق بعروة
قتب حتى أموت لفعلت.
(20691) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: حدثني
نوفل بن مساحق قال: بينا عثمان بن حنيف يكلم عمر بن الخطاب
- وكان عاملا له - قال: فأغضبه، فأخذ عمر من البطحاء قبضة فرجمه
بها، فأصاب حجر منها جبينه فشجه، فسال الدم على لحيته،

(1) في (ص) (فتعلت) خطأ، والأقرب إلى رسم الكلمة (فتعلمت) وقد
يحتمل أن يكون (فتلقنت) أو (فتلقيت).
(2) كذا في (ص).
332

فكأنه ندم، فقال: امسح الدم عن لحيتك، فقال: لا يهلك (1)
هذا يا أمير المؤمنين! فوالله لما انتهكت ممن وليتني أمره أشد مما
انتهكت مني، قال: فكأنه أعجب عمر ذلك منه، وزاده عنده
خيرا.
(20692) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه أن رجلا كلم أبا بكر في بعض
ولايته، فقال: والله إنك لأحب الناس إلي رشدا بعد نفسي، قال:
ومن نفسك في بعض الأمور.
(20693) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن السائب
ابن يزيد أن رجلا قال لعمر بن الخطاب: لا أخاف في الله لومة لائم
خير لي أم أقبل على نفسي؟ فقال: أما من ولي من أمر المسلمين شيئا
فلا يخف في الله لومة لائم، ومن كان خلوا فليقبل على نفسه، ولينصح
لولي أمره.
(20694) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: قال أبو (2) مسعود الأنصاري: كنت رجلا حمي الانف، عزيز
النفس، لا يستقل مني سلطان ولا غيره شيئا، فأصبحت تخيرني
امرأتي بين أن أقر على رغم أنفي وقبح وجهي، وبين أن آخذ سيفي

(1) من هال يهول.
(2) هو الصواب عندي، وفي (ص) (ابن).
333

فأضرب به فأدخل النار، فاخترت... (1) أن أقر على... (2) قبح
وجهي ورغم أنفي.
(20695) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
أن رجلا من حمص يقال له كريب بن سيف - أو سيف بن كريب -
جاء إلى عثمان فقال: ما جاء بك؟ أبإذن جئت أم عاص؟ قال:
بل نصيحة أمير المؤمنين قال: وما نصيحتك؟ قال: لا تكل
المؤمن إلى إيمانه حتى تعطيه من المال ما يصلحه - أو قال: ما يعيشه -
ولا تكل ذا الأمانة إلى أمانته حتى تطالعه في عملك، ولا ترسل السقيم
إلى البرئ ليبريه، فإن الله يبرئ السقيم، وقد يسقم السقيم
البرئ، قال: ما أردت إلا الخير، قال: فردهم، وهم زيد بن
صوحان وأصحابه.
(20696) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: إقرار ببعض الظلم خير من القيام فيه.
(20697) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: لقي
النبي صلى الله عليه وسلم أبا ذر وهو يحرك رأسه، فقال: يا رسول الله! أتعجب
مني؟ قال: لا، ولكن مما تلقون من أمرائكم بعدي، قال: أفلا
آخذ سيفي فأضرب به، قال: لا، وكن اسمع وأطع، وإن كان عبدا
حبشيا مجدعا، فانقد حيث ما قادك، وانسق حيث ما ساقك، واعلم
أن أسرع أرض العرب خرابا الجناحان مصر والعراق.

(1) هنا في (ص) كلمة (على) مزيدة خطأ.
(2) هنا كلمة (ما) مزيدة خطأ.
334

(20698) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
رجل لعامر بن قيس وهو يمرضه: أوص، قال: بما أوصي، مالي
مال فأوصي منه، ولا يد عند سلطان فأوصيه، ولكن أوصيك بتقوى
الله، وأن تسمع وتطيع من ولى الله أمر المسلمين.
باب لا طاعة في معصية
(20699) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عبد الله بن حذافة على سرية، فأمر أصحابه
فأوقدوا نارا، ثم أمرهم أن يثبوها، فجعلوا يثبونها، فجاء شيخ
ليثبها، فوقع فيها، فاحترق منه بعض ما احترق، فذكر شأنه لرسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال: ما حملكم على ذلك؟ قالوا: يا رسول الله! كان
أميرا وكانت له طاعة، قال: أيما أمير أمرنه عليكم فأمركم بغير
طاعة الله فلا تطيعوه، فإنه لا طاعة في معصية الله (1).
(20700) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
غير واحد منهم عن (2) ابن سيرين أن زيادا استعمل الحكم الغفاري،
فقال عمران بن الحصين: وددت أني ألقاه قبل أن يخرج، قال:
فلقيه، فقال له عمران: أما علمت - أو قال: أما سمعت - أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقو ل: لا طاعة لاحد في معصية الله؟ قال: بلى، قال:
فذاك الذي أردت أن أقول لك (3).

(1) أخرجه البخاري من حديث علي في المغازي (سرية عبد الله بن حذافة) والاحكام.
(2) كذا في (ص) ولعل الصواب (منهم ابن سيرين).
(3) أخرجه أحمد بألفاظ والطبراني باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح،
قاله الهيثمي 5: 226.
335

(20701) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن عن الحسن أن
أبا بكر الصديق خطب فقال: أما والله ما أنا بخيركم، ولقد كنت
لمقامي هذا كارها، ولوددت لو أن فيكم من يكفيني، فتظنون أني أعمل
فيكم سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لا أقوم لها، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يعصم بالوحي، وكان معه ملك، وإن لي شيطانا يعتريني، فإذا غضبت
فاجتنبوني، لا أوثر في أشعاركم ولا أبشاركم، ألا فراعوني! فإن
استقمت فأعينوني،. إن زغت فقوموني.
قال الحسن: خطبة والله ما خطب بها بعده (1).
(20702) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: وحدثني بعض
أهل المدينة، قال: خطبنا أبو بكر قال: يا أيها الناس إني قد
وليت عليكم ولست بخيركم، فإن ضعفت فقوموني، وإن أحسنت
فأعينوني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، الضعيف فيكم القوي
عندي حت أزيح (2) عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم الضعيف عندي
حتى آخذ منه الحق إن شاء الله، لا يدع قم الجهاد في سبيل الله
إلا ضربهم الله بالفقر، ولا ظهرت - أو قال: شاعت - الفاحشة في قوم
إلا عممهم البلاء، أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله
ورسوله فلا طاعة لي عليكم، قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.

(1) أخرجه ابن سعد في الطبقات عن وهب بن جرير عن أبيه عن الحنس 3: 212.
وأخرجه أحمد في مسنده من حديث قيس بن أبي حازم، ولفظه مختصر 1: 188
(طبعة أحمد شاكر).
(2) كذا في (ص).
336

قال معمر: وأخبرنيه بعض أصحابي (1).
(20703) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: بينا أنا نائم (2) رأيت كأني على قليب، فنزعت ما شاء
الله، ثم قام ابن أبي قحافة فنزع ذنوبا أو ذنوبين وفي نزعه - وليغفر
الله له - ضعف، ثم استحالت الرشاء (3) غربا فلم أر عبقريا من الناس
ينزع نزع ابن الخطاب حتى صدر الناس عنه بعطن (4).
(20704) أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري أن ابن عمر
لقي معاوية - أو قال: وفد عليه - فقال له معاوية: حاجتك؟ فقال:
حاجتي ألا يسفك دم دونك فإنهم كذلك كانوا يفعلون، ولا يجلس
على هذا المنبر غيرك، وأن تمضي الأعطية للمحررين (5) فإن عمر
قد أمضى لهم.
باب البخل والسماحة
(20705) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الرحمن
ابن كعب بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني ساعدة: من سيدكم؟

(1) أخرج ابن سعد بعضه من حديث هشام بن عروة عن أبيه 3: 182.
(2) في (ص) (قائم) خطأ.
(3) الرشاء بكسر الواو: حبل الدلو، وأراد به هنا الدلو.
(4) أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة في عدة مواضع، منها في 7: 18
في التعبير.
(5) في (ص) (الأعطية المحرومين) والصواب (الأعطية للمحررين) أو
(أعطية المحررين) ففي مجمع البحار: حديث ابن عمر (حاجتي عطاء المحررين) أي
الموالي وذلك أنهم قوم لا ديوان لهم، وإنما يدخلون في جملة مواليهم، فذكرهم ابن
عمر وتشفع في تقديم أعطياتهم (1: 251 طبع لكهنؤ)، وراجع الحديث المرفوع في المشكاة
(بدأ بالمحررين) ص 348.
337

قالوا: الجد بن قيس، قال: لم سودتموه؟ قالوا: إنه أكثرنا مالا،
وإنا على ذلك لنزنه بالبخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وأي داء أدوأ من
الخبل! قالوا: فمن سيدنا يا رسول الله! قال: بشر بن البراء بن معرور (1)
قال الزهري: والبراء بن معرور أول من استقبل الكعبة حيا وميتا،
كان يصلي إلى الكعبة والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة يصلي إلى بيت المقدس.
فأخبر به النبي صلى اله عليه وسلم، فأرسل إليه أن يصلي نحو بيت المقدس، فأطاع
النبي صلى الله عليه وسلم، فلما حضره الموت قال لأهله: استقبلوا بي الكعبة (2).
(20706) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود البشر
كما هو إلا أن يدخل شهر رمضان، فيدارسه جبريل القرآن، فلهو
أجود من الريح (3).

(1) أخرجه الطبراني من حديث كعب بن مالك بإسنادين، رجال أحدهما رجال
الصحيح، غير شيخي الطبراني، ولم أرض من ضعفهما، قاله الهيثم 9: 315 وراجع لطرقه
الأخرى الإصابة (ترجمة بشر) والحديث أرسله معمر وغيره، ووصله صالح بن كيسان
وابن إسحاق وغيرهما.
(2) رواه يعقوب بن سفيان في تاريخه من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن عبد
الله بن كعب، عن كعب كما في الإصابة 3: 144.
(3) أخرجه البخاري من طريق يونس ومعمر 1: 23.
338

باب لزوم الجماعة (20707) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
غيلان بن جرير عن زيد بن رباح عن أبي هريرة قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: من فارق الجماعة، وخرج من الطاعة فمات، فميتته
جاهلية، ومن خرج على أمتي بسيفه فيضرب برها وفاجرها، لا يتحاشى
مؤمنا لايمانه، ولا يفي لذي عهد بعهده فليس من أمتي، ومن قتل
تحت راية عمية يغضب للعصبية، أو يقاتل للعصبية، أو يدعو إلى
العصبية، فقتلته جاهلية (1).
(20708) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
أبي رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس يقول: من خرج من
الطاعة شبرا فمات، فميتته جاهلية (2).
(20709) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يحيى بن
أبي كثير قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أمر يحيى بن زكريا
بخمس كلمات أن يبلغهن ويعلمهن بني إسرائيل، ويعمل بهن
ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن، فكأنه أبطأ، فقيل لعيسى: مر
يحيى أن يأمر بهذه الكلمات وإلا فأمر بهن أنت، فقال عيسى
ليحيى ذلك، فقال يحيى: لا تفعلل! فإني أخاف إن أمرت بهن أن
أعذب أو يخسف الله بي الأرض، قال: فجمع يحيى بني إسرائيل

(1) أخرجه مسلم.
(2) أخرجه الشيخان بمعناه.
339

في بيت المقدس، حتى امتلأ المسجد، ثم جلسوا على شرفه، فقال:
إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعلمكموهن، وآمركم أن تعملوا بهن،
ثم قال: أولا هن ألا تشركوا بالله شيئا، فإن مثل من يشرك بالله كمثل
رجل اشترى عبدا فجعله في داره وقال: هذه داري، وهذا عملي،
فأد إلي عملك، فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده، فأيكم يحب
أن يكون له عبد كذلك؟ وإن الله هو الذي خلقكم ورزقكم، فلا
تشركوا به شيئا، وآمركم بالصلاة، فإذا صليتم فلا تلتفتوا في صلاتكم،
فإن الله ينصب - حسبته قال - وجهه لعبده في صلاته ما لم يلتفت،
قال: وآمركم بالصدقة، فإن مث الصدقة كمثل رجل أخذه العدو
فقدموه ليضربوا عنقه، فقال: ما تصنعون بضرب عنقي، ألا
أفتدي نفسي منكم بكذا وكذا؟ قالوا: بلي، فافتدى نفسه (1)
منهم، فكذلك الصدقة تطفئ الخطيئة، قال: وآمركم بالصيام،
فإن مثل الصائم كمثل رجل في قوم معه صرة مسك، ليس مع أحد من
القوم مسك غيره، فكلهم يحب أن يجد ريحه، فكذلك الصائم عند
الله أطيب من ريح المسك، وآمركم بذكر الله، إن مثل ذكر الله كمثل
رجل انطلق فارا من العدو يطلبونه حتى لجأ (2) إلى حصين حصين،
فأفلت منهم، وكذلك الشيطان لا يحرز منه إلا ذكر الله.
قال يحيى: فأخبرني الحارث الأشعري أن النبي صلى الله قال: وأنا
آمركم بخمس: بالسمع، والطاعة، والجماعة، والهجرة، والجهاد

(1) كذا في (ت) وفي (ص) (نفسك).
(2) هذا هو الصواب عندي، أو (التجأ) وفي (ص) (ألجأ).
340

في سبيل الله، فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام
من رأسه حتى يراجع، ومن دعوة جاهلية فإنه من جثى (2)
جهنم، فقال رجل: يا رسول الله! وإن صلى وصام؟ قال: نعم،
وإن صلى وصام، ولكن تسموا باسم الله الذي سماكم عباد الله المسلمين
المؤمنين (3).
(20710) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الملك بن عمير
عن عبد الله بن الزبير أن عمر بن الخطاب قام بالجابية خطيبا فقال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا مقامي فيكم، فقال: أكرموا أصحابي
فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر
الكذب، حتى يحلف الانسان على اليمين لا يسألها، ويشهد على الشهادة
لا يسألها، فمن سره بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع
الفذ (4)، وهو من الاثنين أبعد، ولا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان
ثالثهم، ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن (5).
(20711) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
نصر بن عاصم الليثي عن خالد بن خالد اليشكري قال: خرجت زمن

(1) وفي (ت) (ادعى).
(2) كذا في (ت) وفي (ص) (جثا) جمع جثوة، وهي الحجارة المجموعة
وكومة التراب.
(3) أخرجه (ت) من طريق أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام
أن أبا سلام حدثن عن الحارث الأشعري مرفوعا 4: 37.
(4) كما في بعض الروايات، وفي بعضها مع الواحد، وفي (ص) (العبد) خطأ.
(5) أخرجه الترمذي من حديث ابن عمر عن عمر 3: 207.
341

فحت تستر حتى قدمت الكوفة، فدخلت المسجد، فإذا أنا بحلقه فيها
رجل صدع من الرجال، حسن الثغر، يعرف (1) فيه أنه من رجال الحجاز،
قال: فقلت: من الرجل؟ قال القوم: أو ما تعرفه؟ قال: قلت:
لا، قالوا: هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:
فقعدت، وحدث القوم أن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن
الخير، وكنت أسأله عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال لهم:
إني سأحدثكم الجاهلية، وكنت قد أعطيت في القرآن فهما، فكان رجال
يجيئون فيسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وأنا أسأله عن الشر،
فقلت: يا رسول الله! أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله؟
قال: نعم، قال: قلت: فما العصمة يا رسول الله! قال: السيف؟
قلت: وهل بعد السيف بقية؟ قال: نعم، تكون إمارة على أقذاء
وهدنة على دخن، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ثم ينشأ (2) دعاة
الضلالة (3)، فإن كان الله في الأرض يومئذ خليفة جلد ظهرك وأخذ مالك
فالزمه، وإلا فمت وأنت عاض على جذل (4) شجرة، قال: قلت: ثم
ماذا قال: ثم يخرج الدجال بعد ذلك معه نهر ونار، من وقع في
ناره وجب أجره وحط وزره، ومن وقع في نهره وجب وزره وحط

(1) في (ص) (تعرف).
(2) كذا في المسند، وفي (ص) (يفشو).
(3) كذا في السند، وفي (ص) (الصلاة).
(4) كذا في السند وهو الصواب، وفي (ص) (جزل) بالزاي.
342

أجره، قال: قلت: ثم ماذا؟ قال: ينتج المهر فلا يركب حتى
تقوم الساعة.
قال قتادة: الصدع؟ ن الرجال: الضرب. وقوله:
[فما] (1) العصمة منه؟ قال: السيف. قال معمر: قال قتادة:
نضعه (2) على أهل الردة التي كانت في زمن أبي بكر. وأما قوله:
إمارة على أقذاء وهدنة، يقول: صلح. وقوله على دخن، يقول:
على ضغائن (3).
(20712) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن زيد
ابن أثيع عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: أي قوم! [كيف] (4)
أنتم إذا سئلتم الحق فأعطيتموه، ثم منعتم حقكم، قلنا: من أدرك
ذلك منا صبر، قال حذيفة: دخلتموها إذا ورب الكعبة - يعني الجنة - (5).
(20713) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
أبيه قال: كان عمر بن الخطاب إذا نهى الناس عن شئ دخل إلى
أهله - أو قال: جمع - فقال: إني نهيت عن كذا وكذا، والناس
إنما ينظرون إليكم نظر الطير إلى اللحم، فإن وقعتم وقعوا، وإن

(1) استدركته من المسند.
(2) أي نحمله.
(3) أخرجه أحمد عن المصنف 5: 403 وأخرجه من وجه آخر أيضا. وأخرجه
أبو داود أيضا وأصل الحديث عند الشيخين.
(4) ظني أنها سقطت من (ص) ثم وجدت في الكنز كما حققت.
(5) أخرجه ابن جرير كما في الكنز 6: 56.
343

هبتم هابوا، وإني والله لا أوتى برجل منكم وقع في شئ مما نهيت عنه
الناس إلا أضعفت له العقوبة لمكانه مني، فمن شاء فليتقدم ومن
شاء فليتأخر.
(20714) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زياد بن علاقة عن
عرفجة (1) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من خرج على أمتي وهم مجتمعون،
يريد أن يفرق بينهم، فاقتلوه كائنا من كان (2).
باب من أذل السلطان
(20715) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
زيد بن أثيع عن حذيفة قال: ما مشى قوم إلى سلطان الله في الأرض
ليذلوه إلا أذلهم الله قبل أن يموتوا (3).
(20716) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
أن أبا الدرداء قال: كيف أنتم إذا لعنتكم أمراؤكم علانية، ولعنتموهم
سرا، فهنالك تهلكون.
(20717) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن حميد بن عبد الرحمن قال: حدثني المسور بن مخرمة أنه وفد على
معاوية، قال: فلما دخلت عليه - حسبت أنه قال: - سلمت عليه، ثم

(1) اختلف في اسم أبيه فقيل: شريح، وقيل: صريح، وقيل غير ذلك.
(2) أخرجه مسلم والنسائي و (د).
(3) لحذيفة حديث مرفوع في هذا المعنى، أخرجه أحمد كما في الزوائد 5: 222.
344

قال: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور! قال: قلت: ارفضنا من
هذا، أو أحسن فيما قدمنا له، قال: لتكلمن بذات نفسك، قال:
فلم أدع شيئا أعيبه به إلا أخبرته به، قال: لا أبرأ (1) من الذنوب،
فهل لك ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها الله لك؟ قال: قلت:
نعم، قال: فما يجعلك أحق بأن ترجو المغفرة مني، فوالله لما ألي من
الاصلاح بين الناس، وإقامة الحدود، والجهاد في سبيل الله، والأمور
العظام التي تحصيها أكثر مما تلي (2)، وإني لعلى دين يقبل الله فيه
الحسنات، ويعفو فيه عن السيئات، والله مع ذلك ما كنت لأخير
بين الله وغيره إلا اخترت الله على ما سواه، قال: ففكرت حين قال
لي ما قال، فوجدته قد خصمني، فكان إذا ذكره بعد ذلك دعا له
بخير
(20718) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن المسيب بن رافع قال: إن من شرار الناس من تذله الشياطين، كما
يذل أحدكم القعود من الإبل تكون له.
باب الامراء
(20719) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عن ابن خثيم
عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
لكعب بن عجرة: أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء،

(1) في (ص) (لابدا) فظننته (لا أبرأ).
(2) لينظر ما هو؟.
345

قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي، لا يهدون بهديي (1)
ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فأولئك
ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون علي حوضي، ومن لم يصدفهم
على كذبهم ولم يعنهم على ظلمهم، فأولئك مني وأنا منهم، وسيردون
علي حوضي، يا كعب بن عجرة! الصوم جنة، والصدقة تطفئ
الخطيئة، والصلاة قربان - أو قال برهان - يا كعب بن عجرة! إنه
لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت أبدا، النار أولى به، يا كعب
ابن عجرة! الناس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، أو بائعها فموبقها (2).
(20720) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن علي بن
زيد بن جدعان عن أبي نضرة عن أبي سعدى الخدري قال: صلى بنا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم صلاة العصر بنهار، ثم قام فخطبنا إلى أن
غابت الشمس، فلم يدع شيئا مما يكون إلى يوم القيامة إلا حدثناه،
حفظ ذلك من حفظه، ونسي ذلك من نسبه، وكان مما قال: يا أيها
الناس! الدنيا خضرة حلوة، وإن الله مستخلفكم فيها، فناظر كيف
تعملون، فاتقوا الدنيا، واتقوا النساء، ألا وإن لكل غادر لواء يوم
القيامة بقدر غدرته، ينصب عند استه بحذائه، ولا غادر أعظم لواء
من أمير عامة (3)، قال: ثم ذكر الأخلاق فقال: يكون الرجل سريع

(1) كذا في المستدرك، وفي مسند أحمد (يهتدون بهديي) وفي بعض الروايات
(يهتدون بهداي راجع المشكاة.
(2) أخرجه أحمد والنسائي والبزار، وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق المصنف
4: 422.
(3) يعني من غادر أمير عامة، ففي الترمذي: ولا غدرة أعظم من غدرة أمير
عامة، وفسره التور بشي على خلاف هذا، فجعل الغادر المتغلب اذي يصير أمير عامة
بلا مشورة من أهل الحل والعقد.
346

الغضب سريع الفيئة، فهذه بهذه، ويكون بطئ الغضب بطئ الفيئة،
فهذه بهذه، فخيرهم بطئ الغضب سريع الفيئة، وشرهم سريع
الغضب بطئ الفيئة، وإن الغضب سريع الفيئة، وشرهم سريع
الغضب بطئ الفيئة، وإن الغضب جمرة في قلب ابن آدم توقد،
ألم تروا إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه، فإذا وجد أحدكم ذلك
فليجلس، أو قال: ليلصق بالأرض، قال: ثم ذكر المطالبة، فقال:
يكون الرجل حسن الطلب سئ القضاء، فهذه بهذه، أو يكون حسن
القضاء سئ الطلب، فهذه بهذه، فخيرهم الحسن الطلب الحسن القضاء،
وشرهم السئ الطلب السئ القضاء، ثم قال: إن الناس خلقوا على
طبقات، فيولد الرجل مؤمنا، ويعيش مؤمنا ويموت مؤمنا، ويولد
الرجل كافرا، ويعيش كافرا ويموت كافرا، ويولد الرجل مؤمنا،
ويعيش مؤمن ويموت كافرا، ويولد الرجل كافرا ويعيش كافرا ويموت
مؤمنا، ثم قال في حديثه: وما شئ أفضل من كلمة عدل تقال عند
سلطان جائر، فلا يمنعن أحدكم اتقاء الناس أن يتكلم بالحق إذا
رآه أو شهده، ثم بكى أبو سعيد، فقال: قد والله منعنا ذلك (1)،
ثم قال: وإنكم تتمون سبعين أمة خيرها وأكرمها على الله (2)، ثم
دنت الشمس أن تغرب، فقال: وإنما ما بقي من الدنيا فيما مضى
منها مثل ما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه (3).

(1) في (ت) (قد والله رأينا أشياء فهبنا).
(2) كذا في (ص).
(3) أخرجه (ت) من طريق حماد بن زيد عن علي بن زيد بن جدعان وحسنه 3:
347

(20721) أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الحسن
وقتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه، قال:
وكيف يذل نفسه؟ قال: يتعرض من البلاء بما (1) لا يطيق (2).
(20722) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: أتى رجل ابن عباس فقال: ألا أقدم على هذا السلطان
فأمره وأنها؟ قال: لا، يكون لك فتنة، قال: أفرأيت إن أمرني
بمعصية الله؟ قال: فذلك الذي تريد؟ فكن حينئذ رجلا.
(20723) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن عبيد الله بن جرير البجلي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من
قوم يكون بين أظهرهم رجل [يعمل] (3) بالمعاصي هم أمنع منه وأعز،
لا يغيرون عليه إلا أصابهم الله بعقاب.
(20724) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان
قال: أرسل عمر بن الخطاب إلى سعيد بن عامر بن حذيم (4) الجمحي
يستعمله على بعض الشام، فأبى عليه، و... (5) عنه، فقال عمر: كلا،

(1) في (ت) (لما).
(2) أخرجه (ت) من طريق علي بن زيد عن الحسن عن جندب عن حذيفة مرفوعا
3: 243).
(3) ظني أنه سقط من (ص) ثم وجدت في مسند الحارث: (ما من قوم يعملون
المعاصي وفيهم قوم أعز منهم... الخ) أخرجه من طريق شريك عن أبي إسحاق عن
المنذر بن جرير عن أبيه 2: 36.
(4) كمنبر.
(5) هنا كلمة غير واضحة صورتها (باص).
348

والذي نفسي بيده لا تجعلونها في عنقي وتجلسون في بيوتكم، فلما
رأى الجد من عمر، وأن عمر لن يتركه، أوصاه فقال له: اتق الله
يا عمر! وأقم وجهك وقضاك (1) لمن استرعاك من قريب المسلمين
وبعيدهم، واحبب للناس ما تحب لنفسك وأهل بيتك، وأكره لهم
ما تكره لنفسك وأهل بيتك، ولا نقص بقضائين في أمر واحد،
فيتشتت عليك رأيك، وتزيغ عن الحق، وخض الغمرات في الحق،
ولا تخفف في الله لومة لائم، قال عمر: ومن يطيق ذلك يا سعيد!
قال: من قطع الله في عنقه مثل الذي قطع في عنقك، إنما هو أمرك
أن تأمر فتطاع، أو تعصى فتكون لك الحجة.
(20725) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق قال:
جاء أبو ذر إلى عثمان فعاب عليه شيئا، ثم قام، فجاء علي معتمدا
على عصا حتى وقف على عثمان، فقال له عثمان: ما تأمرنا في هذا
الكتاب على الله وعلى رسوله؟ فقال علي: أنزله منزلة مؤمن آل فرعون
(إن يك كاذبا فعليه كذبه، وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي
يعدكم) (2) فقال له عثمان: اسكت، في فيك التراب، فقال علي: بل
في فيك التراب، استأمرتنا فأمرناك.
باب الفتن
(20726) - حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا أبو يعقوب قال:

(1) كذا في (ص).
(2) سورة غافر، الآية: 28.
349

أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري قال: ثارت الفتنة
ودهاة الناس خمسة، يعد من قريش: معاوية وعمرو. ويعد من
من الأنصار: قيس بن سعد، ويعد من المهاجرين: عبد الله بن بديل بن
ورقاء الخزاعي، ويعد من ثقيف: المغيرة بن شعبة.
(20727) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن إسحاق
ابن راشد عن عمرو بن وابصة الأسدي عن أبيه قال: إني لبالكوفة
في داري إذ سمعت على باب الدار: السلام عليكم أألج؟ قلت:
وعليك السلام، فلج، فلما دخل إذا هو عبد الله بن مسعود، قال:
فقلت: يا أبا عبد الرحمن! أية ساعة زيارة هذه؟ - وذلك في نحر
الظهيرة - قال: طال علي النهار، فتذكرت من أتحدث إليه، قال:
فجعل يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحدثه، قال: ثم أنشأ يحدثني
فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تكون فتنة، النائم فيها خير
من المضطجع، والمضطجع فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من
القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي، خير من الراكب،
والراكب خير من المجري، قتلاها كلها في النار، قال: قلت:
يا رسول الله! ومتى ذلك؟ قال: ذلك أيام الهرج، قلت: ومتى
أيام الهرج؟ قال: حين لا يأمن الرجل جليسه، قال: فبم تأمرني إن
أدركت ذلك الزمان؟ قال: اكفف نفسك ويدك، وادخل [دارك] (1)،
قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن دخل [رجل] (1) علي داري؟

(1) أضفته من عند أحمد.
350

قال: فادخل بيتك، قال: قلت: يا رسول الله! أرأيت إن دخل
علي بيتي؟ قال: فادخل مسجدك، واصنع هكذا - وقبض بيمينه على
الكوع - وقل: ربي الله، حتى تموت على ذلك (1).
(20728) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
لحسن عن أبي بكرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا توجه المسلمان
بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل والمقتول في النار، قالوا:
يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان يريد
قتل أخيه (2).
(20729) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي عمران الجوني
عن عبد الله بن الصامت وهو ابن أخي أبي ذر [عن أبي ذر] قال: كنت
رديفا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما على حمار، فلما جاوزنا بيوت المدينة،
قال: كيف (3) بك يا أبا ذر إذا كان بالمدينة جوع، تقوم عن فراشك
لا تبلغ مسجدك حتى يجهدك الجوع؟ قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال:
تعفف يا أبا ذر! قال: كيف بك يا أبا ذر! إذا كان بالمدينة موت
يبلغ البيت العبد - يعني أنه يباع القبر بالعبد (4) - قلت: الله ورسوله

(1) أخرجه أحمد عن المصنف عن معمر عن رجل (6: 141 طبعة أحمد شاكر)
وأخرجه الحاكم من طريق المصنف عن معمر عن إسحاق بن راشد 4: 427.
(2) أخرجه البخاري من طريق أيوب ويونس عن الحسن 1: 65 وأعاد الحديث
في الفتن. وأخرجه مسلم من طريق المصنف أيضا 2: 389.
(3) في مسند أحمد: (كيف تصنع) ولكنه في آخر السؤال.
(4) كذا في (د) وقد طمس في (ص) أكثره، يعني يقوم البيت (أي القبر)
بالوصيف (أي العبد). كما في سنن ابن ماجة ص 293.
351

أعلم، قال: تصبر! قال: كيف بك يا أبا ذر! إذا كان بالمدينة
قتل تغمر (1) الدماء حجارة الزيت، قال: قلت: الله ورسوله أعلم (2)،
قال: تأتي من أنت منه، قال: قلت: وألبس السلاح؟ قال:
شاركت القوم إذا، قلت: وكيف أصنع يا رسول الله! قال: إن
خشيت أن يبهرك شعاع السيف، فألق ناحية ثوبك على وجهك ليبوء
بإثمك وإثمه (3).
(20730) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن طارق عن منذر
الثوري قال: ويل للعرب من شر قد اقترب، الأجنحة (4) وما
الأجنحة؟ (4) الويل الطويل في الأجنحة (4)، [ريح فيها هبوبها،
وريح تهيج هبوبها، وريح تواحي هبوبها] (5)، ويل للعرب بعد
الخمس والعشرين والمئة، من قتل ذريع، وموت سريع، وجوع فظيع،
يصب عليها البلاء صبا، فتكفر صدورها، وتغير سرورها، وتهتك
ستورها، ألا وبذنوبها [يظهر مراقها، و] (5) تنزع أوتادها، وتقطع

(1) في المسند (تغرق) وفي (د) (تغمر).
(2) في المسند عقبيه (قال: اقعد في بيتك، وأغلق بابك، قال: فإن لم أترك، قال:
فأت من أنت منهم فكن فيهم).
(3) أخرجه أحمد عن مرحوم عن أبي عمران 5: 149. وأخرجه البخاري من
طريق حماد بن زيد عن أبي عمران عن المشعث بن طريف، فزاده في الاسناد، وكذا ابن
ماجة ص 293 وقد أخرجه الحاكم من طريق المصنف 4: 423.
(4) في الكنز (الأجيجة).
(5) ما بين القوسين ليس في الكنز.
352

أطنابها، ويل لقريش من زنديقها يحدث أحداثا، [يكذب بدينها
- أو كلمة نحوها -] (1) وينزع منها هيبتها، وتهدم عليها جدرها،
[وتغلب عليها جنودها] (1)، وعند ذلك تقوم النائحات الباكيات،
فباكية تبكي على دينها، [وباكية تبكي على دنياها] (1)، وباكية
تبكي من ذلها بعد عزها، وباكية تبكي من جوع أولادها، [وباكية
تبكي من قتل ولدانها في بطونها، وباكية تبكي من استذلال رقابها] (1)،
وباكية تبكي من استحلال فروجها، [وباكية تبكي من سفك دمائها] (1)،
وباكية تبكي خوفا (2) من جنودها، وباكية تبكي شوقا إلى قبورها (3).
(20731) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خثيم
عن نافع بن سرجس (4) عن أبي هريرة قال: يا أيها الناس أظلتكم
فتن كأنها قطع الليل المظلم، أنجى الناس فيها - أو قال: منها - صاحب
شاء يأكل من رسل غنمه، أو رجل من وراء الدرب آخذ بعنان فرسه
يأكل من سيفه (5).
(20732) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زياد بن جيل (6) عن

(1) ما بين القوسين ليس في الكنز.
(2) في الكنز: (من انقلاب جنودها).
(3) الكنز عن أبي هريرة موقوفا برمز (كر) 6: 61.
(4) ذكره ابن أبي حاتم قال فيه أحمد: لا أعلم إلا خيرا.
(5) الكنز برمز (ك) وفيه (صاحب شاهقة) بدل (صاحب شاء) و (الدروب)
مكان (الدرب) 6: 27 وقد أخرجه الحاكم من طريق المصنف وفيه كما هنا انظر المستدرك
4: 432 و: 465 ولكن حرف الناشر (أنجى الناس) فأثبت في موضع (أيها الناس)
وفي آخر (إنما خير الناس) وقد أخرجه الحاكم أيضا مرة أخرى من طريق زائدة، وهناك
(أنجى الناس) و (صاحب شاهقة) 4: 514.
(6) ذكره ابن أبي حاتم وقال: قال أبي هو مجهول، وذكره البخاري أيضا.
353

أبي كعب الحارثي وهو ذو الإداوة (1)، قال: سمعته يقول: خرجت
في طلب إبل لي ضوال فتزودت لبنا في إداوة، قال: ثم قلت في نفسي:
ما أنصفت، فأين الوضوء؟ فأهرقت اللبن وملأتها ماء، فقلت:
هذا وضوء وهذا شراب، قال: فلبثت أبغي إبلي، فإذا أردت أن
أتوضأ اصطببت من الإداوة ماء فتوضأت، وإذا أردت أن أشرب
اصطببت لبنا فشربته، فمكثت بذلك ثلاثا، قال: فقالت له أسماء
النجرانية (2): يا أبا كعب أحفينا (3) كان أم حليبا، قال: قلت:
إنك لبطالة، كان يعصم من الجوع ويروى من الظماء، أما إني حدثت
بهذا نفرا من قومي فيهم علي بن الحارث سيد بني فنان (4)، فقال:
ما أظن الذي تقول كما تقول، قال: قلت: الله أعلم بذلك.
قال: فرجعت إلى منزلي فبت ليلتي تلك، قال: فإذا أنا به صلاة
الصبح إلى بابي، فخرجت إليه، فقلت: يرحمك الله لم تعنيت إلي،
ألا أرسلت إلي فأتيك، قال: لا، أنا أحق بذلك أن آتيك، ما نمت
الليلة إلا أتاني آت فقال: أنت الذي تكذب من يحدث بأنعم الله.
قال: ثم خرجت حتى أتيت المدينة، فأتيت عثمان فسألته عن

(1) ذكره الحافظ في الإصابة ونقل عن الرشاطي عن ابن شق الليل الطليطلي أن له
صحبة، وفي هامش نسخة من تاريخ البخاري، وفي الكنى المفردة له أيضا (رأى عثمان)
فلو ثبتت له صحبة لم يقتصر على هذا.
(2) كذا في الإصابة وفي (ص) (أسماء البحر...) قد انطمس ما في موضع النقاط.
(3) كذا في (ص) وفي الإصابة (قطينا) ولعل الصواب (قطيبا) بالباء الموحدة
أي شرابا ممزوجا.
(4) كذا في (ص).
354

شئ من أمر ديني، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين! إني رجل من أهل
اليمن من بني الحارث، وإني أسألك عن أشياء، فأمر حاجبك أن لا
يحجبني، قال: يا وثاب! إذا جاءك هذا الحارثي فأذن له، قال:
فكنت (1) إذا جئت فقرعت الباب قال: من ذا؟ قال: الحارثي،
فيأذن لي، قال: ادخل، قال: فدخلت فإذا عثمان جالس وحوله
نفر سكوت، لا يتكلمون كأن على رؤوسهم الطير، قال: فسلمت،
ثم جلست، ولم أسأله عن شئ لما رأيت من حالهم، قال: فبينا
أنا كذلك إذ جاء نفر فقالوا: أبى أن يجئ، قال: فغضب
وقال: أبي أن يجئ؟ اذهبوا فجيئوا به! فإن أبى فجروه جرا،
فمكثت قليلا فجاءوا، فجاء معهم رجل آدم، طوال، أصلع، في
مقدم رأسه شعرات، وفي قفائه شعرات، فقلت: من هذا؟ قالوا:
عمار بن ياسر، فقال: أنت الذي يأتيك رسلنا فتأبى أن تأتيني؟
قال: فكلمه بشئ لا أدري ما هو، قال: ثم خرج، فما زالوا
ينقضون من عنده حتى ما بقي غيري، قال: فقام، قال: فقلت:
والله لا أسأل عن هذا أحدا، أقول: حدثني فلان حتى أرى ما يصنع،
قال: فتبعته حتى دخل المسجد، فإذا عمار بن ياسر جالس إلى سارية
وحوله نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يبكون، قال: فقال عثمان:
يا وثاب! علي بالشرط، قال: فجاء الشرط، فقال: فرقوا بين
هؤلاء، قال: ففرقوا بينهم، قال: ثم أقيمت الصلاة فتقدم عثمان
فصلى، فلما كبر قامت امرأة من حجرتها فقالت: أيها الناس!

(1) هذا هو الصواب عندي وفي (ص) (قلت).
355

اسمعوا، قال: ثم تكلمت، فذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما بعثه الله
به، ثم قالت: تركتم أمر الله وخالفتم رسوله - أو نحو هذا - ثم
صمتت، فتكلمت أخرى مثل ذلك، فإذا هي عائشة وحفصة، قال:
فلما سلم عثمان أقبل على الناس، فقال: إن هاتان الفتانتان (1) فتنتا
الناس في صلاتهم، وإلا تنتهيان (2) أو لأسبنكما ما حل لي السباب،
وإني لأصلكما لعالم، قال: فقال له سعد بن أبي وقاص: أتقول هذا
لحبائب رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: وفيما أنت وما هاهنا؟ قال: ثم
أقبل على سعد عامدا إليه، قال: وانسل سعد، فخرج من المسجد،
فلقي عليا بباب المسجد، فقال له علي: أين تريد؟ قال: أريد
هذا الذي كذا وكذا - يعني سعدا - فشتمه، فقال له علي: أيها الرجل!
دع هذا عنك، قال: فلم يزل بهما الكلام حتى غضب عثمان،
فقال: ألست المتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم تبوك، قال: فقال
علي: ألست الفار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، قال: ثم حجز
الناس، قال: ثم خرجت من المدينة حتى أتيت الكوفة، فوجدتهم
أيضا قد وقع بينهم شئ، ونشبوا في الفتنة، وردوا سعيد بن العاص،
ولم يدعوه يدخل إليهم، قال: فلما رأيت ذلك رجعت، حتى أتيت
بلاد قومي (3).
(20733) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن طارق عن

(1) كذا في (ص) والقياس هاتين الفتانتين.
(2) القياس إن لا تنتهيا.
(3) أخرجه معمر في جامعه كما في الإصابة وفي الحديث أشياء منكرة.
356

منذر الثوري عن عاصم بن ضمرة عن علي قال: جعلت في هذه الأمة
خمس فتن: فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة
خاصة، ثم تأتي الفتنة العمياء الصماء المطبقة، التي يصير الناس
فيها كالانعام (1).
(20734) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
قال: دخلت على أبي سلمة بن عبد الرحمن وهو مريض فقال: إن
استطعت أن تموت فمت، فوالله ليأتين على الناس زمان يكون
الموت إلى أحدهم أحب من الذهب الحمراء.
(20735) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن
ابن سيرين قال: ثارت الفتنة، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة
آلاف، لم يخف منهم أربعون رجلا، قال معمر: وقال غيره: خف
معه - يعني عليا - مئتان وبضعة وأربعون من أهل بدر، منهم أبو أيوب،
وسهل بن حنيف، وعمار بن ياسر (2).
(20736) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: قيل لسعد بن أبي وقاص: ألا تقاتل؟ فإنك من أهل الشورى،
وأنت أحق بهذا الامر من غيرك، قال: لا أقاتل حتى تأتوني بسيف
له عينان، ولسان وشفتان، يعرف الكافر من المؤمن، قد جاهدت وأنا

(1) انظر ما رواه شيخ من خثعم في مسند أحمد والزوائد 7: 309 وقد أخرجه
الحاكم في المستدرك من طريق المصنف 4: 437.
(2) أخرجه الحاكم من طريق المصنف وحذف قوله (وقال غيره) فلم يصب
4: 440.
357

أعرف (1) الجهاد، ولا أبخع بنفسي (2) إن كان رجل خيرا مني (3).
(20737) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن الحسن عن أبي بكرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا توجه
المسلمان بسيفيهما فقتل أحدهما صاحبه، فالقاتل والمقتول في النار،
قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان
يريد قتل أخيه (4).
(20738) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن
أنس قال: فزع أهل المدينة مرة يوما، فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسا
كأنه مقرف فركضه في آثارهم، فلما رجع قال: وجدناه بحرا (5).
(20739) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن سعيد عن
ابن المسيب قال: ثارت الفتنة الأولى (6) فلم يبق ممن شهد بدرا
أحد، ثم كانت الفتنة الثانية (7) فلم يبق ممن شهد الحديبية أحد،

(1) في ابن سعد: قد جاهدت إذ أنا أعرف... الخ).
(2) في ابن سعد (لا أبخع نفسي) وفي المستدرك كما هنا، لكن المصحح أثبت
أنجع بالنون والجيم، وليحرر فإن معنى (لا أبخع الخ) لا أقهر نفسي ولا أذلها بالطاعة،
ولا يستقيم إلا إذا قدر حرف الاستفهام.
(3) أخرجه ابن سعد عن ابن علية عن أيوب تاما. ومن وجه آخر بعضه 3: 143
و 144 وأخرجه الحاكم من طريق المصنف 4: 444.
(4) تقدم برقم 20728.
(5) أخرجه البخاري في مواضع، منها في (10: 452 من طريق قتادة عن أنس.
(6) في البخاري: يعني مقتل عثمان.
(7) في البخاري: يعني الحرة.
358

قال: وأظن لو كانت الثالثة لم ترفع وفي الناس طباخ (1).
(20740) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
عمارة بن عبد عن حذيفة قال: إياكم والفتن، لا يشخص لها أحد،
والله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن، إنها
مشبهة مقبلة، حتى يقول الجاهل: هذه؟؟؟ (2) وتبين مدبرة، فإذا رأيتموها
فاجثموا في بيوتكم، وكسروا سيوفكم، وقطعوا أوتادكم (3).
(20741) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن غير واحد منهم
الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن عمرو: كيف أنت إذا بقيت
في حثالة الناس، مرجت عهوده وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا
- وشبك بين أصابعه - قال: فبم تأمرني يا رسول الله! قال: عليك
بما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، وإياك وعوامهم (4)،
قال: يقول الحسن: فوالله ما تمالك إن كان في علي أسواء (5) ذلك.
(20742) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن ابن مسعود
قال: كيف بكم إذا لبستكم فتنة يربوا فيها الصغير، ويهرم فيها

(1) الطباخ في الأصل القوة، قال السيد: المراد لم يبق في التابعين أحد من الصحابة،
والأثر رواه البخاري وأخرجه الحاكم من طريق المصنف 4: 448.
(2) كذا في (ص) وفي الحلية (هذه تشبه) وكذا في المستدرك وزاد بعده (مقبلة).
(3) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق المصنف 1: 273 والحاكم أيضا من طريقه
4: 448 وحرف الناشرون، فأثبتو (فاجتمعو) مكان (فاجثمو).
(4) أخرجه الطبراني في الأوسط بإسنادين (رجال أحدهما رجال الصحيح) من
حديث أبي هريرة، راجع الزوائد 7: 282 وانظر 7: 279 أيضا.
(5) كذا في (ص).
359

الكبير، ويتخذ سنة، فإن غيرت يوما، قيل: هذا منكر (1)،
قالوا: ومتى ذلك؟ يا أبا عبد الرحمن! قال: إذا قلت أمناؤكم،
وكثرت أمراؤكم، وقلت فقهاؤكم، وكثرت قراؤكم (2)، وتفقه
لغير الدين، والتمست الدنيا بعمل الآخرة (3).
(20743) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن سليم بن
قيس الحنظلي (4) قال: خطب عمر فقال: إن أخوف ما أتخوف عليكم
بعدي أن يؤخذ الرجل منكم البرئ فيؤشر كما يؤشر الجزور، ويشاط
لحمه كما يشاط لحمها، ويقال: عاص وليس بعاص، قال: فقال
علي وهو تحت المنبر: ومتى ذلك؟ يا أمير المؤمنين! أو بما (5) تشتد
البلية، وتظهر الحمية، وتسبى الذرية، وتدقهم الفتن كما تدق
الرحا ثفلها، وكما تدق النار الحطب؟ قال: ومتى ذلك يا علي!
قال: إذا تفقه لغير الدين، وتعلم لغير العمل، والتمست الدنيا
بعمل الآخرة (6).

(1) في الكنز: (يتخذها الناس سنة إذا ترك منها شئ قيل: تركت السنة).
(2) كذا في (ص) وفي الكنز (إذا كثرت جهالكم وقلت علماؤكم، وكثرت
خطباؤكم وقلت فقهاؤكم، وكثرت أمراؤكم، وقلت أمناؤكم) قلت: وهذا هو الأحرى،
ولكن في المستدرك أيضا (أموالكم).
(3) الكنز برمز (ش) ونعيم بن حماد في الفتن 6: 62 وبرمز (حل) 6: 43 وأخرجه
الحاكم من طريق أبي وائل عن عبد الله 4: 514.
(4) عندي هو سليم بن قيس العامري، ذكره ابن أبي حاتم مرة منسوبا إلى أبيه،
وأخرى غير منسوب، وذكره البخاري أيضا غير منسوب إلى أبيه ونسبه عامريا
وقد حرف ناشروا المستدرك فأثبتوا (أبان بن سليم)
(5) كذا في المستدرك وفي (ص) (ولما).
(6) أخرجه الحاكم من طريق المصنف 4: 451.
360

(20744) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن الحسن عن
أبي موسى الأشعري قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أخاف عليكم الهرج،
قالوا: وما الهرج؟ يا رسول الله! قال: القتل قالوا: وأكثر مما
نقتل اليوم، إنا لنقتل في اليوم من المشركين كذا وكذا، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: ليس قتل المشركين، ولكن قتل بعضكم بعضا، قالوا:
وفينا كتاب الله؟ قال: وفيكم كتاب الله، قالوا: ومعنا عقولنا؟
قال: إنه تنتزع عقول عامة ذاكم الزمان؟ ويخلف لها هباء (1) من
الناس يحسبون أنهم على شئ، وليسوا على شئ (2)
(20745) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
أنه اجتمع هو ومسلم بن يسار، وكان مسلم خرج مع ابن الأشعث،
فذكروا ذلك، فقال مسلم: قد خرجت معه فوالله ما سللت سيفا،
ولا رميت بسهم، ولا طعنت برمح، فقال له أبو قلابة: لكن قد
رآك رجل واقفا (3) فقال: هذا مسلم بن يسار واقف للقتال، فرمى
بسهمه، وطعن برمحه، وضرب بسيفه، قال: فبكى مسلم، قال
أبو قلابة: حتى تمنيت أني لم أقل شيئا.
(20746) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن ابن المسيب
قال: تكون فتنة بالشام كان أولها لعب الصبيان تطفو من جانب

(1) ما ارتفع من تحت سنابك الخيل، شبهوا به.
(2) الكنز برمز (ش) ونعيم بن حماد في الفتن 4: 59 والكنز برمز (حم)
(م) عن أبي موسى 6: 31 وأخرجه الحاكم في المستدرك من حديث حطان بن عبد الله الرقاشي
عن أبي موسى موقوفا 4: 520 ومن طريق المصنف بهذا الاسناد مرفوعا مرسلا 4: 451.
(3) هذا هو الصواب عندي، وفي (ص) (واقف) بالرفع.
361

وتسكن من جانب، فلا تتناهى حتى ينادي مناد: إن الأمير فلان (1)،
قال: فيقبل (2) ابن المسيب يديه، حتى إنهما لينتفضان (3)، ثم
يقول: ذاكم الأمير حقا، ذاكم الأمير حقا.
(20747) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
ابن الزبير عن كرز بن علقمة الخزاعي قال: قال أعرابي: يا رسول
الله! هل للاسلام (4) منتهى؟ قال: نعم، أيما أهل بيت من العرب
أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الاسلام، قال: فقال الاعرابي:
كلا يا رسول الله! (5) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده لتعودن
فيها أساود صبا (6) يضرب بعضكم رقاب بعض (7).
(20748) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن هند
بنت الحارث - قال الزهري: وكان لهند إزار في كمها (8) - عن أم

(1) وروى الطبراني من حديث طلحة بن عبيد الله مرفوعا: ستكون فتنة لا يهدأ منها
جانب إلا جاش منها جانب، حتى ينادي مناد من السماء: أميركم فلان. وفيه المثنى بن
الصباح، راجع الزوائد 7: 316 والمراد بالأمير: المهدي.
(2) كذا في (ص) وهل هو (فيقلب)؟.
(3) ويحتمل (لينتفطان).
(4) في (ص) (للشام) خطأ.
(5) في الزوائد: (كلا والله يا رسول الله! إن شاء الله).
(6) في مسند أحمد والزوائد: قال سفيان: الحية السوداء تنصب، أي ترتفع.
(7) أخرجه أحمد، والبزار، والطبراني، رجال أخد أسانيده رجال الصحيح،
كذا في الزوائد 7: 305 وأخرجه الحميدي 1: 260.
(8) كذا في (ص) والصواب عندي (أزرار في كميها).
362

سلمة قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة وهو يقول: لا إله إلا
الله، ما فتح الليلة من الخزائن، لا إله إلا الله، ما أنزل الليلة من الفتن،
من يوقظ صواحب الحجرة، يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة (1).
(20749) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن زينب بنت أبي سلمة عن زينب بنت جحش قالت: دخل علينا
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول: ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح
اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا - وحلق إبهامه بالتي تليها -
قالت: فقلت: يا رسول الله! أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم،
إذا كثر الخبث (2).
(20750) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
إدريس الخولاني قال: أدركت أبا الدرداء ووعيت عنه، وأدركت
شداد بن أوس ووعيت عنه، وأدركت عبادة بن عميرة أنه كان
يقول في كل مجلس يجلسه: الله (3) حكم، قسط، تبارك اسمه،

(1) أخرجه البخاري وأحمد والترمذي 3: 221.
(2) أخرجه الترمذي من طريق سفيان عن الزهري وقال: جود سفيان هذا الحديث،
قال الحميدي عن سفيان: حفظت في هذا الاسناد أربع نسوة: زينب بنت أبي سلمة،
عن حبيبة عن أم حبيبة عن زينب بنت جحش، وروى معمر هذا الحديث عن الزهري
ولم يذكر فيه عن حبيبة 3: 217 قلت: وليس في نسختنا ذكر أم حبيبة أيضا، ولعل الصواب
ذكرها، لكن أسقطها الناسخ سهوا فليرجع إلى نسخة أخرى، وقد أخرجه البخاري في
13: 8 وفي غير ذلك من المواضع.
(3) كذا في الحلية وفي (ص) (اللهم).
363

هلك المرتابون (1)، من ورائكم فتن يكثر فيها المال، ويفتح فيها
القرآن، حتى يأخذه (2) الرجل والمرأة، والحر والعبد، والصغير
والكبير، فيوشك الرجل أن يقرأ القرآن فيقول: قد قرأت القرآن
فما للناس لا يتبعوني، وقد قرأت القرآن، ثم يقول: ما هم
بمتبعي حتى ابتدع لهم غيره، فإياكم وما ابتدع، فإن ما ابتدع
ضلالة، اتقوا زيغة الحكيم، فإن الشيطان يلقي على في (3) الحكيم
الضلالة، ويلقي المنافق (4) كلمة الحق، قال: فأما (5) وما يدرينا
يرحمك الله أن المنافق يلقي كلمة الحق؟ وأن الشيطان يلقي علي في
الحكيم الضلالة؟ قال: اجتنبوا من كلام الحكيم كل متشابه (6)،
الذي إذا سمعته قلت: ما هذا؟ ولا يثنيك (7) ذلك عنه، فإنه لعله
أن يراجع، ويلقي (8) الحق إذا سمعه فإن على الحق نورا (9).
(20751) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن

(1) زاد في الحلية عقبيه (وقال معاذ يوما: إن ورائكم فتنا).
(2) في الحلية: (حتى يأخذه المؤمن والمنافق والرجل... الخ).
(3) في الحلية (قد يقول كلمة الضلالة على لسان الحكيم).
(4) كأنه (يلقى المنافق) أو أنه سقط منه شئ وكان في الأصل (ويلقي على في
المنافق وفي الحلية: (وقد يقول المنافق كلمة الحق).
(5) كذا في (ص) ولعل الصواب (قلنا) بدل (فأما).
(6) في الحلية: (اجتنب من كلام الحكيم المستهترات التي يقال ما هذه؟).
(7) كذا في الحلية وفي (ص) من غير نقط.
(8) في الحلية (ويتبع الحق).
(9) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق عقيل عن الزهري 1: 232 وأخرجه من
طريق ابن عجلان عن الزهري أيضا.
364

المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتقارب الزمن، وتظهر الفتن،
ويلقى الشح، ويكثر الهرج، قالوا: أيم هو؟ يا رسول الله!
قال: القتل.
(20752) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وسليمان التيمي
قالا: قال عمر: من يحدثنا عن الفتن؟ قال حذيفة: أنا، قال
عمر: هات إنك عليها لجرئ، قال حذيفة: فتنة الرجل في أهله
وماله، تكفرها الصدقة والصلاة والصوم، قال عمر: لست هذا
أعني، قال: فالتي تموج كما يموج البحر؟ قال: نعم، [قال:] بينك
وبينها باب مغلق، قال: أفيكسر ذلك الباب أم يفتح؟ فقال
حذيفة: لابل يكسر، فقال عمر: إذا لا يغلق (1).
(20753) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنسائه: أيتكن تنبحها كلاب ماء كذا وكذا،
- يعني الحوأب (2) - فلما خرجت عائشة إلى البصرة نبحتها الكلاب،
فقالت: ما اسم هذا الماء؟ فأخبروها، فقالت: ردوني، فأبى عليها
ابن الزبير (3).
(20754) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي

(1) أخرجه الشيخان والترمذي 3: 244.
(2) الحوأب (كجعفر) منزل بين مكة والبصرة.
(3) أخرج أحمد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة، فذكر نحو هذا، وفيه أن الزبير قال لها: ترجعين؟ عسى الله أن يصلح بك بين الناس، كما في الزوائد 7: 234 وأخرج
البزار عن ابن عباس ما في معناه، وحديث أحمد لم يذكر فيه قيس أنه سمعه من عائشة.
365

قلابة عن كعب قال: لا تزال الفتنة موادمة (1) ما لم تبدو (2) من قبل
الشام (3).
(20755) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن
سيرين قال: قال ابن الزبير: ما شئ كان يحدثناه كعب إلا قد
أتى (4) على ما قال، إلا قوله: إن فتى ثقيف يقتلني، وهذا رأسه بين
يدي - يعني المختار - قال ابن سيرين: ولا يشعر أن أبا محمد قد
خبئ (5) له - يعني الحجاج -
(20756) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: حدثني غير واحد
من الحي عن هند بنت المهلب قال: وكان عكرمة يدخل عليها،
قال: فقال عكرمة يوما: لأحدثنك حديثا ما حدثته أحدا غيرك:
لا يزال هذا الامر في بني أمية ما لم يختلف بينهم رمحان (6)، فإذا
اختلف بينهم رمحان خرجت (7) منهم، فلم ترجع فيهم أبدا.
(20757) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين

(1) كذا في (ص).
(2) كذا في (ص) والقياس (لم تبد).
(3) روى نعيم بن حماد عن ابن مسعود قال: كل فتنة شر حتى تكون بالشام
فهي الصليم وهي المظلمة. كذا في الكنز 6: 63 وروى (ش) عن ابن سيرين قال: بلغني
أن الشام (كذا) لا تزال مرامة حتى تكون بدؤها من الشام، كذا في الكنز 6: 64.
(4) في (ص) (قداتا).
(5) في (ص) (جئ) والصواب عندي (خبئ).
(6) في (ص) (رمحين).
(7) يعني الامارة.
366

قال: قال لي عبيدة وأنا بالكوفة، وذلك قبل فتنة ابن الزبير: افرغ
من ضيعتك، ثم انحدر إلى مصرك فإنه سيحدث في الأرض حدث،
قال: قلت: فبم تأمرني؟ قال: تلزم بيتك، قال: فلما قدمت
البصرة وقعت فتنة ابن الزبير.
(20758) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي العالية
الرياحي قال... (1) يقول: تعلموا الاسلام، فإذا علمتموه فلا ترغبوا
عنه، وعليكم بالصراط المستقيم، فإن الصراط المستقيم الاسلام،
ولا تحرفوه يمينا وشمالا، وعليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم وأصحابه قبل
أن يقتلوا صاحبهم، وقبل أن يفعلوا الذي فعلوا، لقد قرأت القرآن
قبل أن يقتلوا صاحبهم وقبل أن يفعلوا الذي فعلوا خمس عشرة
سنة، وإياكم وهذه الأمور التي تلقي بين الناس العداوة والبغضاء.
(20759) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع ابن سيرين
يقول: ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فتنة فقربها، فمر رجل مقنع رأسه، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: هذا يومئذ على الحق، قال: فقام إليه كعب بن عجرة،
فأخذ بعضده ثم أقبل بوجهه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هو ذا؟ يا رسول
الله! قال: نعم، قال: وكشف عن رأسه فإذا هو عثمان (2).

(1) طمس ما هنا في (ص).
(2) أخرج أحمد في مسنده حديث كعب بن عجرة، وأخرج نحوه عن عبد الله
ابن حوالة مرفوعا راجع الزوائد 7: 225 وقد أخرج (ت) هذا الحديث عن مرة بن
كعب وفيه أنه هو الذي أقبل بوجه عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم.
367

باب خير الناس في الفتن
(20760) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاووس
عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الناس في الفتن رجل آخذ
بعنان - أو قال: برسن (1) - فرسه خلف أعداء الله يخيفهم ويخيفونه،
ورجل معتزل في باديته يؤدي الحق الذي عليه (2).
(2 20761) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عبيد الله أو عن عطاء بن يزيد - معمر شك - عن أبي سعيد الخدري
قال: قال رجل: أي الناس أفضل يا رسول الله! قال: مؤمن يجاهد
بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم من؟ قال: رجل معتزل في شعب
من الشعاب يعبد ربه، ويدع الناس من شره (3).
(20762) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خثيم
عن نافع بن سرجس عن أبي هريرة قال: أيها الناس! أظللتكم فتنة
كقطع الليل المظلم، أنجى الناس فيها - أو قال: منها - صاحب شاء
يأكل من رسل غنمه، أو رجل وراء الدرب آخذ بعنان فرسه يأكل
من سيفه (4).

(1) وفي (ت) (آخذ برأس فرسه).
(2) أخرجه (ت) من طريق محمد بن جحادة عن رجل عن طاوس عن أم مالك
البهزية 3: 211 وأخرجه الحاكم من طريق المصنف عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه
عن ابن عباس مرفوعا 4: 446.
(3) أخرجه (ت) من طريق الأوزاعي عن الزهري عن عطاء بن يزيد من غير
ترديد 3: 16.
(4) تقدم في الباب الذي قبله برقم 20731.
368

باب سنن من كان قبلكم
(20763) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن سنان بن أبي سنان الديلمي عن أبي واقد الليثي، قال: خرجنا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حنين، فمررنا بالسدرة، فقلنا: أي رسول الله!
اجعل لنا هذه ذات أنواط كما للكفار ذات أنواط، وكان الكفار
ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الله أكبر!
هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: (اجعل لنا إلها كما لهم
آلهة) (1) إنكم تركبون سنن الذين من قبلكم (2).
(20764) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن زيد بن
أسلم عن رجل عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لتتبعن سنن بني إسرائيل شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخل
رجل من بني إسرائيل جحر ضب لتبعتموه (3).
(20765) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
أن حذيفة قال: لتركبن سنن بني إسرائيل حذو القذة بالقذة،
وحذو الشراك بالشراك، حتى لو فعل رجل من بني إسرائيل كذا وكذا،
فعله رجل من هذه الأمة، فقال له رجل: قد كان في بني إسرائيل
قردة وخنازير، قال: وهذه الأمة سيكون فيها قردة وخنازير.
(20766) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين

(1) سورة الأعراف، الآية: 138.
(2) أخرجه أحمد في مسنده، و (ت) من طريق سفيان عن الزهري 3: 213
(3) أخرجه الشيخان.
369

عن عقبة بن أوس عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: يقتل
فتيان (1) على دعوى جاهلية عند خروج أمير أو قبيلة فتظهر الطائفة
التي تظهر وهي ذليلة، فيرغب فيها من يليها من عدوها، فتتقحم في النار
تقحما.
(20767) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: إني لاعلم المخرج منها، قلنا:
وما المخرج منها؟ قال: أمسك بيدي حتى يجئ من يقتلني (3).
(20768) - قال معمر: وحدثني شيخ لنا أن امرأة جاءت إلى بعض
أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت لها: ادعي الله أن يطلق لي يدي، قالت: وما
شأن يدك؟ قالت: كان لي أبوان، فكان أبي كثير المال: كثير المعروف،
كثير الفضل - أو قالت: كثير الصدقة - ولم يكن عند أمي من ذلك
شئ، لم أرها تصدقت بشئ قط، غير أنا نحرنا بقرة فأعطت مسكينا
شحمة في يده، وألبسته (4) خرقة، فماتت أمي، ومات أبي، فرأيت
أبي على نهر يسقي الناس، فقلت: يا أبتاه! هل رأيت أمي؟
قال: لا، أو ماتت؟ قالت: قلت: نعم، قالت: فذهبت التمسها،
فوجدتها قائمة عريانة، ليس عليها إلا تلك الخرقة، وتلك الشحمة في

(1) كذا في (ص) ولعل الصواب (يقتل فئتان).
(2) أي كوثبة أرنب.
(3) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن كما في الكنز 6: 51 والحاكم من طريق المصنف
4: 471.
(4) في (ص) (لبسته).
370

يدها، وهي تضرب بها على يدها الأخرى، وتمص أثرها، وتقول:
يا عطشاه، فقلت: يا أمه ألا أسقيك؟ قالت: بلى، فذهبت إلى
أبي، فأخذت إناء من عنده، فسقيتها فيه... (1) من كان عندهما قائما،
فقال: من سقاها أشل الله يده، قالت: فاستيقظت وقد شلت يدي (2).
باب المهدي
(20769) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرفعه إلى
النبي صلى الله عليه وسلم قال: يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من
المدينة فيأتي مكة، فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره، فيبايعونه
بين الركن والمقام، فيبعث إليه جيش من الشام، حتى إذا كانوا
بالبيداء خسف بهم، فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه
بين الركن والمقام، فيبعث إليه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه،
فيستخرج الكنوز ويقسم المال، ويلقي الاسلام بجرانه إلى الأرض،
يعيش في ذلك سبع سنين - أو قال: تسع: سنين - (3).
(20770) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي هارون
عن معاوية بن قرة عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد
الخدري قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة، حتى لا

(1) طمس ما هنا في (ص) وأراه (فرأى بعض).
(2) أخرجه الحاكم من طريق المصنف 4: 471.
(3) أخرجه أبو داود من حديث قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن
أم سلمة ص: 589. وأخرجه الطبراني أيضا، قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح
7: 315.
371

يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم، فيبعث الله رجلا من
عترتي من أهل بيتي، فيملأ به الأرض قسطا كما ملئت ظلما
وجورا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء
من قطرها شيئا إلا صبته مدرارا، ولا تدع الأرض من مائها شيئا
إلا أخرجته، حتى تتمنى الاحياء الأموات، يعيش في ذلك سبع
سنين، أو ثمان، وتسع سنين (1).
(20771) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
عن أبي الجعد قال: تكون فتنة، ثم تتبعها أخرى، لا تكن
الأولى في الآخرة إلا كثمرة السوط تتبعه ذباب السيف، ثم تكون
فتنة فلا يبقى لله محرم إلا استحل، ثم يجتمع الناس على خيرهم،
رجلا تأتيه إمارته هنيئا وهو في بيته.
(20772) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر قال كعب:
إنما سمي المهدي لأنه لا يهدي لأمر قد خفي، قال: ويستخرج
التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية.
(20773) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر عن رجل عن
أبي سعيد الخدري قال: إن المهدي أقنى أجلى (2).
(20774) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد الجريري عن
أبي نضرة عن جابر بن عبد الله قال: يكون على الناس إمام لا يعد

(1) حديث أبي سعيد روي من غير وجه كما قال الترمذي، فراجع (ت)
وابن ماجة، والزوائد، وأما بهذا اللفظ فأخرجه الحاكم في المستدرك.
(2) أخرجه أبو داود ص 588.
372

لهم الدراهم ولكن يحثوا (1).
(20775) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن علي
ابن عبد الله بن عباس قال: لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس
آية.
(20776) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم
ابن ضمرة عن علي قال: لتملأن الأرض ظلما وجورا حتى لا يقول
أحد: الله الله، يستعلق به، ثم لتملأن بعد ذلك قسطا وعدلا، كما
ملئت ظلما وجورا (2).
(20777) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أمية عن
رجل - قال معمر: أراه سعيد (3) - عن أبي هريرة يرويه قال: ويل للعرب
من شر قد اقترب على رأس الستين، تصير الأمانة غنيمة، والصدقة
غريمة، والشهادة بالمعرفة، والحكم بالهوى.
(20778) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال: ليأتين على الناس زمان لا يبقى
فيه مؤمن إلا كان بالشام.
(20779) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش
عن القاسم بن عبد الرحمن قال: شكي إلى ابن مسعود الفرات،

(1) أخرجه البزار ومسلم 2: 395 من حديث أبي سعيد وجابر جميعا.
(2) أخرجه أبو داود فراجعه ص 589.
(3) كذا في (ص) في صورة المرفوع.
373

فقالوا: نخاف أن ينفتق (1) علينا، فلو أرسلت من يكسره (2) فقال
عبد الله: لا نسكره، فوالله ليأتين على الناس زمان لو التمستم فيه
ملء طست من ماء وجدتموه، وليرجعن كل ماء إلى عنصره، ويكون
بقية الماء والمسلمين بالشام (3).
باب أشراط الساعة
(20780) قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن الحسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تزول الجبال من
أماكنها، وحتى تروا الامر العظيم الذي لم تكونوا ترونه (4).
(20781) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة
حتى يقاتلونكم (5) قوم ينتعلون الشعر، وجوههم كالمجان المطرقة (6).
(20782) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه

(1) انفتق: إنشق.
(2) سكر النهر: جعل له سدا.
(3) أخرجه الحاكم في المستدرك من حديث المسعودي عن القاسم عن أبيه عن
عبد الله 4: 504.
(4) أخرجه الطبراني من حديث سمرة مرفوعا، وفي إسناد الطبراني عفير بن معدان
وهو ضعيف، قاله الهيثمي 7: 326.
(5) كذا في (ص) والرواية المشهورة كما في الصحيح وغيره (حتى تقاتلوا
قوما... الخ).
(6) المجلدة طبقا فوق طبق، وقيل: التي السبت طراقا أي جلدا يغشاها، والحديث
أخرجه الشيخان والترمذي 3: 226.
374

سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى
تقاتلوا حزز (1) وكرمان قوم من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف،
صغار الأعين، كأن وجوههم المجان المطرقة، نعالهم الشعر (2).
(20783) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
من أشراط الساعة أن يظهر العلم، ويكثر التجار، ويقاتلون قوما
ينتعلون الشعر، وجوههم كالمجان المطرقة.
(20784) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يخسف بقوم في مراتع الغنم،
ولا تقوم الساعة حتى يخسف برجل كثير المال والولد.
(20785) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن رجل
عن ابن مسعود قال: إذا كانت سنة خمس وثلاثين حدث أمر عظيم،
فإن تهلكوا فبالحرا (3) وإن تنجوا فعسى، وإذا كانت سبعين (4) رأيتم
ما تنكرون (5).

(1) كذا في (ص) بزايين، وقال أحمد: وهم فيه عبد الرزاق فقال: (جوز) بالجيم
بدل الخاء. ورواه البخاري من طريق المصنف فقال: (خوزا وكرمان) بالخاء والواو
بعده زاي بالنصب، قال الحافظ: أما خوز فمن بلاد الأهواز، وهي من عراق العجم،
وقيل: الخوز صنف من العجم، وأما كرمان (بالكسر بناء على المشهور) فبلدة مشهورة
من بلاد العجم بين خراسان وبحر الهند.
(2) أخرجه البخاري عن يحيى عن المصنف 6: 395 وراجع الفتح لشرحه.
(3) صواب رسمه (فبالحري).
(4) أي سنة سبعين.
(5) أخرجه أبو داود بلفظ آخر.
375

(20786) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: قال معاذ: اخرجوا من اليمن قبل ثلاث: قبل خروج النار،
وقبل انقطاع الحبل، وقبل أن لا يكون لأهلها زاد إلا الجراد.
(20787) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: تخرج نار من اليمن تسوق الناس، تغدو وتروح وتريح (1).
(20788) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: تخرج
نار بأرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى (2).
(20789) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرويه قال:
تخرج نار من مشارق الأرض تسوق الناس إلى مغاربها، تسوق الناس
سوق البرق الكسير، تقيل معهم إذا قالوا، وتبيت معهم إذا باتوا،
وتأكل من تخلف (3).
(20790) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن شهر بن
حوشب قال: لما جاءتنا بيعة (4) يزيد بن معاوية، قلت: لو خرجت
إلى الشام فتنحيت من شر هذه البيعة، فخرجت حتى قدمت الشام،

(1) صورته في (ص) (وترلح).
(2) أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة مرفوعا: لا تقوم الساعة حتى تخرج نار
من أرض الحجاز تضئ أعناق الإبل ببصرى.
(3) أخرج البخاري من حديث أنس مرفوعا: أول أشراط الساعة نار تحشر الناس
من المشرق إلى المغرب، وأحمد من حديث بشر السلمي نحو ما هنا بشئ من الزيادة، كما
في الزوائد 8: 12.
(4) غير مستبين ما في (ص).
376

فأخبرت بمقام يقومه نوف، فجئته فإذا رجل فاسد (1) العينين،
عليه خميصة، فإذا هو عبد الله بن عمرو بن العاص، فلما رآه نوف
أمسك عن الحديث، فقال له عبد الله: حدث ما كنت تحدث به،
قال: أنت أحق بالحديث مني، أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:
إن هؤلاء قد منعونا عن الحديث - يعني الامراء - قال: أعزم عليك
إلا حدثتنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنه ستكون هجرة بعد هجرة لخيار الناس إلى مهاجر
إبراهيم، لا يبقي في الأرض إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضهم، تقذرهم (2)
نفس الله (3)، تحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم إذا باتوا،
وتقيل معهم إذا قالوا، وتأكل من تخلف (4)، قال: وسمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج أناس من أمتي من قبل المشرق يقرؤون
القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما خرج منها قرن قطع، كلما خرج
منها قرن قطع، حتى عددها زيادة على عشر مرات، كلما خرج منها
قرن قطع، حتى يخرج الدجال في بقيتهم (5).
(20791) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه

(1) الكلمة مشتبهة.
(2) كذا في الكنز والمستدرك، وفي (ص) صورة الكلمة (لقراهم).
(3) كذا في (ص) وفي المستدرك (أنفسهم والله يحشرهم إلى النار).
(4) أخرجه أحمد في مسنده، و (د) و (ك) و (حل) عن ابن عمرو، كذا في
الكنز 7: 203 والحاكم من طريق المصنف 4: 486.
(5) أخرجه نعيم بن حماد وابن جرير كما في الكنز 6: 78 وأخرجه الحاكم في
المستدرك من قوله (إنها ستكون هجرة) إلى آخره 4: 510 و 511 وأخرجه بتمامه من
طريق المصنف 4: 486.
377

قال: عشر آيات بين يدي الساعة: طلوع الشمس من مغربها،
والدخان، والدجال، والدابة، ونزول عيسى، ونار تسوق الناس إلى
المحشر، وخروج يأجوج ومأجوج، وخسف في جزيرة العرب (1).
(20792) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الملك بن عمير عن
رجل (2) عن ربيعة الجرشي قال: عشر آيات بين يدي الساعة:
خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بحجاز العرب، والرابعة
الدجال، والخامسة عيسى، والسادسة دابة الأرض، والسابعة الدخان،
والثامنة خروج يأجوج ومأجوج، والتاسعة ريح باردة طيبة يرسلها
الله، فيقبض بتلك الريح نفس كل مؤمن، والعاشرة طلوع الشمس
من مغربها.
(20793) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن رجل
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يمر
المرأ بقبر أخيه، فيقول: يا ليتني مكانك (3).
(20794) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: بلغنا
أنه يشتد البلاء حتى يمر الرجل بقبر أخيه، فيقول: يا ليتني

(1) سقط من هذا الحديث في (ص) (خسف بالمشرق وخسف بالمغرب) فإن
العدد لا يتم إلا بهما * وقد روى (م) عن حذيفة بن أسيد مرفوعا نحوه 2: 393 و (د)
أيضا ص 592.
(2) رواه ابن السكن من طريق زيد بن أبي أنيسة عن عبد الملك بن يزيد عن ربيعة
الجرشي، كذا في الإصابة 1: 510.
(3) أخرجه البخاري من حديث الأعرج عن أبي هريرة 13: 60 ومسلم من
حديث أبي حازم عنه بزيادة 2: 394 وسنذكرها في الحديث التالي.
378

مكانك، ليس به شوق إلى لقاء الله، ولكن لما يرى من شدة البلاء (1).
(20795) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى
تضطرب أليات نساء دوس حول ذي الخلصة، وكانت صنما تعبدها
دوس في الجاهلية بتبالة (2)، قال معمر: وسمعت غير الزهري يقول:
على ذلك الحجر بيت بني اليوم (3).
(20769) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: أخبرني أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج حين زاغت
الشمس، وصلى الظهر، فلما سلم قام على المنبر، فذكر في الساعة، وذكر
أن بين يديها أمورا عظاما، ثم قال: من أحب أن يسأل عن شئ
فليسأل عنه، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا حدثتكم به ما دمت في
مقامي هذا، قال أنس: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا به ما دمت في
مقامي هذا، قال أنس: فأكثر الناس البكاء حين سمعوا ذلك من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: سلوني سلوني!
قال: فقام إليه رجل، فقال: أين مدخله يا رسول الله؟ قال:
النار (4)، قال: وقام عبد الله بن حذافة فقال: من أبي يا رسول الله!

(1) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن عن ابن مسعود كما في الكنز 6: 62 وفي مسلم
من حديث أبي هريرة مرفوعا: لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه ويقول:
يا ليتني مكان صاحب هذا القبر، وليس به الدين إلا البلاء 2: 394.
(2) أخرجه المسلم من طريق المصنف 2: 394 والبخاري من طريق شعيب 13: 61
وتباله: قرية بين الطائف واليمن بينهما ستة أيام.
(3) عند ابن حبان: قال معمر: إن عليه الان بيتا مبنيا مغلقا، كذا في الفتح 13: 61.
(4) رواه الطبري من حديث أبي هريرة أيضا (المائدة).
379

قال: أبوك حذافة، قال: ثم أكثر يقول: سلوني! قال: فبرك
عمر على ركبتيه، وقال: رضينا بالله ربا، وبالاسلام دينا، وبمحمد
صلى الله عليه وسلم رسولا، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال عمر ذلك، ثم
قال النبي صلى الله عليه وسلم: أولا (1) والذي نفسي بيده لقد عرضت علي الجنة
والنار آنفا في عرض هذا الحائط وأنا أصلي، فلم أر كاليوم في الخير
والشر (2).
(20797) - قال الزهري: وأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة
قال: قالت أم عبد الله بن حذافة ما رأيت ابنا قط أعق منك،
أكنت تأمن أن تكون أمك قد قارفت بعض ما قارف أهل الجاهلية،
فتفضحها على أعين الناس؟ قال عبد الله: والله لو ألحقني بعبد
أسود للحقت.
(20798) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
أن ابن مسعود قال: كأني بالترك قد أتتكم على براذين مجذمة (3)
الاذان حتى تربطها بشط الفرات (4).

(1) كذا في (ص) والصواب عندي (ألا).
(2) أخرجه البخاري مختصرا في 1: 136 وفي 8: 194 وفي (كتاب التوحيد)،
وأخرجه مسلم أيضا.
(3) كذا في المستدرك وفي (ص) (مخرمة).
(4) أخرجه الحاكم من طريق المصنف 4: 475 وفي الكنز عن مكحول قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: للترك خرجتان، أحداهما يخربون آذربيجان، والثانية يسرعون على ثني
الفرات. وفي لفظ: يربطون خيولهم بالفرات فيبعث على جيشهم الموت، فيكون فيه ذبح
الله الأعظم لا ترك بعدها (نعيم بن حماد في الفتن).
380

(20799) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن
سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: قال عبد الله بن عمرو بن
العاص أوشك بنو قنطوراء (1) أن يخرجوكم من أرض العراق، قال:
قلت: ثم نعود؟ قال: وذلك أحب إليك، ثم تعودون ويكون لكم
بها سلوة من عيش (2).
(20800) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان عن
يزيد بن الأصم عن أبي هريرة قال: تضاف العرب إلى منازلها الأولى
حتى يكون خير مالها الشاة والبعير، قال: ويقول أبو هريرة:
إلا امرأة كيسة تتخذ سقاء أو سقائين، أو مزادة أو مزادتين.
(20801) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
قال: قال لنا أنس بن مالك: لأحدثنكم حديثا لا تجدون أحدا
يحدثكموه بعدي: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن من أشراط
الساعة أن يذهب العلم، ويظهر الجهل، ويشرب الخمر، ويفشو
الزنا، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون قيم خمسين امرأة
رجل واحد (3).
(20802) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع عن

(1) في (ص) (بنو قنطور) والصواب (بنو قنطوراء) وراجع المستدرك 4: 534
4: 475.
(2) أخرجه الحاكم من طريق المصنف ومن جهة أخرى وقال الحاكم: بنو قنطوراء
هم الترك 4: 475.
(3) أخرجه البخاري 1: 131 ومسلم وابن ماجة ص 303.
381

عياش بن أبي ربيعة قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: تجئ ريح
بين يدي الساعة فيقبض فيها روح كل مؤمن (1).
(20803) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي عن عبد الله بن دينار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بين يدي
الساعة سنين خوادع يخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وتنطق
الرويبضة في أمر العامة، قال: قيل: وما الرويبضة يا رسول الله!
قال: سفلة الناس (2).
(20804) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سهيل بن
أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يحسر
الفرات عن جبل من ذهب فيقتل الناس عليه، فيقتل من كل
مئة تسعون (3) - أو قال: تسعة وتسعون (3) - كلهم يرى أنه ينجو (4).
(20805) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: ذكر شئ عند النبي صلى الله عليه وسلم لا أحفظه، إلا أنه قال: ذاك
عند نسخ القرآن، قال: فقال رجل كالاعرابي: ما نسخ القرآن؟
يا رسول الله! قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة، وقال: مثل هذا، يذهب

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك وفي الكنز 7: 178 برمز (م) (ك) (خ).
(2) أخرجه أحمد، وابن ماجة، والحاكم عن أبي هريرة كما في الكنز 7: 175
والطبراني عن عوف بن مالك كما في الكنز
7: 178 قلت: أما عن أبي هريرة فأخرجه الحاكم في 4: 512 وابن ماجة في ص 302.
(3) في (ص) (تسعين).
(4) الكنز برمز (م) عن أبي هريرة 7: 172 وهو في مسلم 2: 391.
382

أمته، ويبقي قوم ط؟ ال (1) الأعناق هكذا - وجمع يديه ثم مدهما
وأشار - كالانعام (2)، قالوا: أولا نقرئه أبناءنا وأزواجنا، قال:
قد قرأت اليهود والنصارى (3).
(20806) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: ليأتين على الناس زمان وخير منازلهم التي نهى عنها رسول
الله صلى الله عليه وسلم: البادية.
(20807) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه عن عبد الله بن عمرو عن العاص قال: إن في البحر شياطين
مسجونة أوثقها سليمان، يوشك أن تخرج فقرأ على الناس قرآنا.
(20808) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أشعث بن عبد الله
عن شهر بن حوشب عن أبي هريرة قال: جاء ذئب إلى راعي غنم
فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: صعد الذئب
على تل، فأقعى واستقر، وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته،
ثم انتزعته مني، قال الرجل: تالله لئن رأيت كاليوم ذئبا يتكلم،
قال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخيلات بين الحرثين يخبركم
بما مضى وبما هو كائن بعدكم، قال: وكان الرجل يهوديا، فجاء
إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنها

(1) هذه صورة الكلمة في (ص).
(2) في الزهد: ويحك يذهب بأصحابه ويبقى رجال كأنهم النعام (لعل الصواب
الانعام).
(3) أخرجه ابن المبارك عن جرير بن حازم عن أيوب ص 277.
383

أمارة من أمارات بين يدي الساعة (1)، قد أوشك الرجل أن يخرج
فلا يرجع حيت يحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعده.
(20809) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد عن
أبي الكنود عن ابن مسعود قال: مثل الدنيا كمثل ثغب (2)، قال:
قلنا: وما الثغب؟ قال: الغدير ذبه صفوه وبقي كدره، فالموت
يحبه (3) كل مؤمن.
(20810) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق
عن وهب بن جابر الحيواني قال: كنت عند عبد الله بن عمرو بن
العاص فقدم عليه قهرمان من الشام، قود بقيت ليلة من رمضان، فقال،
له عبد الله: هل تركت عند أهلي ما يكفيهم، قال: قد تركت
عندهم نفقة، فقال عبد الله: عزمت عليك لما رجعت، وتركت لهم ما
يكفيهم،، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كفى إثما أن يضيع
الرجل من يقوت، قال: ثم أنشأ يحدثنا، قال: إن الشمس إذا
غربت سلمت، وسجدت، واستأذنت، قال: فيؤذن لها، حتى إذا كان
يوما غربت، فسلمت، وسجات، واستأذنت، فلا يؤذن فتقول: أي
رب إن المسير بعيد، وإني لا يؤذن لي، لا أبلغ، قال: فتحبس ما شاء الله
ثم يقال لها: اطلعي من حيث غربت، قال: فمن يومئذ إلى يوم
القيامة (لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل) (4) قال: وذكر

(1) أخرجه الحاكم من حديث أبي سعيد بلفظ آخر 4: 467.
(2) الثغب بالفتح: الغدير في ظل جبل لا تصيبه الشمس فيبرد ماؤه.
(3) أو تحية.
(4) سورة الأنعام، الآية: 158.
384

يأجوج ومأجوج، قال: ما يموت الرجل منهم حتى يولد له من
صلبه ألف، وإن من ورائهم ثلاث أمم، ما يعلم عدتهم إلا الله،
منسك وتأويل وتاويس (1).
(20811) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن مطر وغيره عن الحسن
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لتملأن أيديكم من العجم، ثم ليصيرن
أسدا لا يفرون (2)، ثم ليضربن أعناقكم، وليأكلن فيئكم (3).
باب قيام الروم
(20812) - قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن حميد
بن هلال العدوي عن رجل سماه عن ابن مسعود، قال: إنا لجلوس
عنده بالكوفة إذ هاجت ريح حمراء، فجعل الناس يقولون: قامت
الساعة، حتى جاء رجل [ليس] (4) له هجيرى، يقول: قد قامت
الساعة يا ابن مسعود! قد قامت الساعة يا ابن مسعود! فاستوى جالسا
وغضب، وكان متكئا، فقال: والله لا تقوم الساعة حتى [لا] يقسم

(1) أخرجه الحاكم من طريق شعبة عن أبي إسحاق 4: 490.
(2) كذا في المستدرك وفي (ص) (لا يفر؟ ون).
(3) أخرجه الحاكم من طريق محمد بن زيد بن سنان عن أبيه عن الأعمش عن شقيق
عن حذيفة مرفوعا، قال الحاكم: صحيح الاسناد. وقال الذهبي: بل محمد واه كأبيه
4: 519 وأخرجه من حديث يونس بن عبيد عن الحسن عن سمرة بن جندب مرفوعا
ولفظه: فيكونون أشبالا لا يقرون (بالقاف) ويقتلون مقاتلتكم... الخ 4: 512.
(4) استدركت الكلمة من عند مسلم، ووقع في (ص) (هجير) خطأ بدل
(هجيرى) والهجيرى بكسر الهاء وشدة الجيم وقصر الألف الشأن والدأب.
385

ميراث، ولا يفرح بغنيمة، وقال: إنها ستكون بينكم وبين
هؤلاء ردة (1)، قال حميد: فقلدت للرجل: الروم تعني؟ قال:
نعم، ويستمد (2) المؤمنون بعضهم بعضا، فيقتلون، فتشترط شرطة (3)
للموت ألا يرجعون (4) إلا غالبين، فيقتتلون حتى يحول بينهم الليل،
فيفئ (5) هؤلاء ويفئ هؤلاء، وكل غير غالب، وتفنى (6) الشرطة،
ثم اليوم الثاني كذلك، ثم اليوم الثالث كذلك، ثم اليوم
الرابع ينهد إليهم بقية المسلمين، فيقتلون مقتلة لم ير مثلها، حتى أن
بني الأب كانوا يتعادون على مئة (7) لا يبقى منهم إلا الرجل، قال
ابن مسعود: أفيقسم هاهنا ميراث؟ [قال معمر: وكان قتادة يصل
هذا الحديث، قال: فينطلقون حتى يدخلوا قسطنطينية، فيجدون فيها
من الصفراء والبيضاء ما أن الرجل يتحجل حجلا] (8 9، فبينا هم كذلك
إذ جاءهم الصريخ إن الدجال قد خلف في دياركم، فيرفضوا ما في
أيديهم، قال ابن مسعود: أفيفرح هاهنا بغنيمة؟ فيبعثون منهم
طليعة - عشر فوارس أو اثني عشر - قال ابن سعود: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
إني لأعرف أسماءهم وقبائلهم، وألوان خيولهم، هم يومئذ خير فوارس

(1) في مسلم (ردة شديدة) وفي (ص) كأن الكلمة (ترة) انطمس أولها.
(2) في (ص) (ليستمد).
(3) قال النووي: الشرطة بالضم: طائفة من الجيش تقدم للقتال، وحكى الاختلاف
في ضبط (تشترط).
(4) كذا في (ص) وفي (م): (لا ترجع إلا غالبة).
(5) في (ص) (فيبقى) وفي (م) كما أثبت.
(6) كذا في (م) وفي (ص) (تفئ).
(7) في (م) (فيتعاد بنو الأب كانوا مئة فلا يجدونه بقي منهم إلا الرجل الواحد).
(8) ما بين المعقوفتين ليس في مسلم، وسياق حديثه وحديث المصنف مختلف.
386

في الأرض، [فيقاتلهم الدجال فيستشهدون] (1).
(20813) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا أخبرنا معمر عن أيوب عن
ابن سيرين عن عقبة بن أوس الدوسي عن عبد الله بن عمرو بن العاص
قال: يكون على الروم ملك لا يعصونه - أولا يكادون يعصونه - فيجئ
حتى ينزل بأرض كذا وكذا (2)، قال عبد الله: أنا ما نسيتها،
قال: ويستمد المؤمنون بعضهم بعضا حتى يمدهم أهل عدن أبين على
قلصاتهم، قال عبد الله: إنه لفي الكتاب مكتوب فيقتتلون (3) عشرا
لا يحجز بينهم إلا الليل، ليس لكم (4) طعام إلا ما في إداويكم،
لا تكل سيوفهم (5) و؟ باركهم (6) ولا نسائهم، وأنتم أيضا كذلك، ثم
يأمر ملكهم بالسفن فينحرف - يعني ملك الروم - قال: ثم يقول:
من شاء الان فليفر، فيجعل الله الدبرة (7) عليهم، فيقتلون مقتلة لم ير مثلها
- أو لا يرى مثلها - حتى إن الطائر ليمر بهم فيقع ميتا من نتنهم، للشهيد
يومئذ كفلان على من مضى قبله من الشهداء، وللمؤمن يومئذ كفلان
على من مضى منهم قبله من المؤمنين، قال: وبقيتهم لا يزلزلهم شئ
أبدا، وبقيتهم يقاتل الدجال. قال ابن سيرين: فكان عبد الله بن

(1) ليس في مسلم، وقد أخرجه مسلم من طريق ابن علية عن أيوب عن حميد بن
هلال عن أبي قتادة عن يسير بن جابر 2: 392.
(2) في الكنز برمز (كر) بين عكا وصور.
(3) في (ص) (فيقتلون).
(4) يعني المسلمين.
(5) يعني الروم.
(6) كذا في (ص).
(7) بفتحتين: أي الهزيمة.
387

سلام يقول: إن أدركني هذا القتال وأنا مريض فاحملوني على
سريري، حتى تجعلوني بين الصفين (1).
(20814) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يذهب كسرى، فلا
يكون كسرى بعده، ويذهب قيصر، فلا يكون قيصر بعده، والذي
نفسي بيده لتنفقن كنوزهما في سبيل الله (2).
(20815) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلك كسرى، ثم لا يكون
كسرى بعده، وقيصر ليهلكن، ثم لا يكون قيصر بعده، ولتنفقن
كنوزهما في سبيل الله (3).
(20816) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن أبي
ذئب عن سعيد المقبري قال: قال أبو هريرة: لا تذهب الليالي
والأيام حتى يغزو العادي (4) رومية، فيفعل (4) إلى القسطنطينية، فيرى
أن قد فعل، ولا تقوم الساعة حتى يسوق الناس رجل من قحطان (5).

(1) انظر في الكنز حديث عبد الله بن عمرو برمز (كر) 7: 258.
(2) الحديث متفق عليه، وأخرجه (ت) من طريق ابن عيينة عن الزهري
3: 266.
(3) أخرجه مسلم من طريق المصنف 2: 396.
(4) كذا في (ص).
(5) حديث سوق القحطاني وحده أخرجه مسلم 2: 394 وكذا حديث فتح
القسطنطينية.
388

باب الدجال
(20817) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بابن صياد في نفر من أصحابه، منهم عمر
بن الخطاب، وهو يلعب مع الغلمان عند أطم (1) بني مغالة (2)،
وهو غلام، فلم يشعر حتى ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ظهر بيده، فقال:
أتشهد (3) أني رسول الله؟ فنظر إليه ابن صياد، فقال: أشهد أنك
رسول الأميين، قال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم: أتشهد (3) أني رسول الله؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: آمنت بالله ورسله،، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما
يأتيك؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
خلط عليك الامر، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني قد خبأت لك خبيئا،
وخبا له (يوم تأتي السماء بدخان مبين) (4) فقال ابن صياد: هو الدخ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اخسأ (5) فلم تعدو قدرك، فقال عمر: يا رسول الله! ائذن لي فيه فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يك هو
فلن تسلط عليه، وإن لا يكن هو، فلا خير لك في قتله (6).
(20818) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سنان بن
أبي سنان أنه سمع حسين بن علي يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم خبأ لابن

(1) بضمتين، هو القصر.
(2) كذا في مسلم من طريق المصنف، وكذا في كثير من طرق الحديث، وفي
طريق صالح عن الزهري عند مسلم (بني معاوية) وكذا في (ص) هنا.
(3) في (ص) (اشهد).
(4) سورة الدخان، الآية: 10.
(5) في (ص) وكذا في نسخة من صحيح مسلم (اخس) بحذف الهمزة.
(6) أخرجه الترمذي من طريق المصنف 3: 240 ومسلم لكنه لم يسق لفظه بتمامه.
389

صياد (دخانا) فسأله عم خبأ له، فقال: دخ، فقال: اخسأ فلن
تعدو قدرك - أجلك - (1). فلما ولى قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما قال:؟ فقال
بعضهم: (دخ) وقال بعضهم: بل قال: (ريح) (2)، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: قد اختلفتم وأنا بين أظهركم، وأنتم بعدي أشد اختلافا (3).
(20819) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم
عن غير واحد قال: قال ابن عمر: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن
كعب يوما إلى النخل التي فيها ابن صياد، حتى إذا دخلا النخل طفق
رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقي بجذوع النخل وهو يختل ابن صياد، أن يسمع
من ابن صياد شيئا قبل أن يراه، وابن صياد مضطجع على فراشه في
قطيفة له فيها زمزمة (4)، قال: فرأت أمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتقي
بجذوع النخل، فقالت: أي صاف - وهو اسمه - هذا محمد، فثار،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو تركته بين (5).
(20820) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس، فأثنى على الله بما هو
أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: إني لأنذركموه (6)، وما من نبي إلا
فد أنذره قومه، لقد أنذره نوح قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولا

(1) كذا في (ص).
(2) في الكنز من (طب) (ذ خ).
(3) أخرجه (طب) عن الحسين بن علي كما في الكنز 7: 267.
(4) قال النووي: في معظم نسخ مسلم بزايين، وفي بعضها برائين مهملتين.
(5) أخرجه الشيخان.
(6) كذا في مسلم والمراجع الأخرى وفي (ص) (لا تدركوه) خطأ.
390

لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور.
قال الزهري: وأخبرني عمر بن ثابت الأنصاري أنه أخبره بعض
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ للناس وهو يحذرهم
فتنة الدجال: إنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت، وإنه
مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه من كره عمله (1).
(20821) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن شهر بن
حوشب عن أسماء بنت يزيد الأنصارية قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيتي فذكر الدجال، فقال: إن بين يديه ثلاث سنين، سنة
تمسك السماء ثلث قطرها، والأرض ثلث نباتها، والثانية تمسك
السماء ثلثي قطرها، والأرض ثلثي نباتها، والثالثة تمسك السماء قطرها
كله، والأرض نباتها كله، فلا تبقى ذات ظلف ولا ذات ضرس
من البهائم إلا هلكت، وإن من أشد الناس فتنة (2) أنه يأتي الاعرابي
فيقول: أرأيت إن أحييت لك إبلا ألست تعلم أنني ربك؟ قال:
فيقول: بلى، فيتمثل له الشيطان نحو إبله كأحسن ما تكون ضروعا،
وأعظمه أسنمة، قال: ويأتي الرجل قد مات أخوه ومات أبوه،
فيقول: أرأيت إن أحييت لك أباك وأحييت لك أخاك، أليس (3)
تعلم أني ربك؟ فيقول: بلى، فيتمثل له الشيطان نحو أبيه ونحو
أخيه، قالت: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجة له، ثم رجع، قالت:
والقوم في اهتمام وغم مما حدثهم به، قالت: فأخذ بلحمتي الباب،

(1) مسلم 2: 399 والترمذي من طريق المصنف 3: 233.
(2) لفظ أحمد: (وإن أشد فتنته).
(3) كذا في (ص) وفي الزوائد (ألست).
391

وقال: مهيم أسماء؟ قالت: قلت: يا رسول الله! لقد خلعت أفئدتنا
بذكر الدجال، قال: إن يخرج وأنا حي فأنا حجيجه وإلا فإن
ربي خليفتي من بعدي على كل مؤمن، قالت أسماء: فقلت: يا رسول
الله! والله إنا لنعجن عجينتنا فما نخبزها حتى نجوع، فكيف
بالمؤمنين يومئذ؟ قال: يجزئهم ما يجزئ أهل السماء من التسبيح
والتقديس (1).
(20822) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خثيم
عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
يمكث الدجال في الأرض أربعين سنة، السنة كالشهر، والشهر كالجمعة
والجمعة كاليوم، واليوم كاضطرام السعفة (2) في النار (3).
(20823) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن طلحة
ابن عبيد الله بن عوف عن أبي بكرة قال: أكثر الناس في مسيلمة
قبل أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئا. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا،
فقال: أما بعد! ففي شأن هذا الدجال الذي قد أكثرتم فيه، وإنه كذاب
من ثلاثين كذابا يخرجون بين يدي المسيح، وإنه ليس من بلد إلا

(1) أخرجه أحمد 6: 455 من طريق المصنف، والطبراني، كما في الزوائد 7: 345.
(2) بفتحتين: جريد النخل.
(3) أخرجه أحمد من طريق المصنف 6: 454 وفي حديث جنادة بن أبي أمية: (يمكث
في الأرض أربعين صباحا) وفي حديث: (وله أربعون ليلة يسيحها في الأرض، اليوم
منها كالسنة، واليوم منها كالشهر، واليوم منها كالجمعة، ثم سائر أيامه كأيامكم)،
(الزوائد 7: 343 و 344).
392

يبلغه رعب المسيح إلا المدينة، على كل نقب من أنقابها ملكان
يذبان عنها رعب المسيح (1).
(20824) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال:
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا طويلا عن الدجال، فقال فيما يحدثنا:
يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب (2) المدينة، فيخرج إليه
رجل يومئذ هو خير الناس - أو من خيرهم - فيقول: أشهد أنك الدجال
الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت
هذا ثم أحييته، أتشكون في الامر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه،
فيقول حين يحيى: والله ما كنت قط أشد بصيرة فيك مني الان،
قال: فيريد الثانية فلا يسلط عليه، قال معمر: وبلغني أنه
يجعل
على حلقه صفيحة من نحاس، وبلغني أنه الخضر الذي يقتله الدجال
ثم يحيه (3).
(20825) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي هارون عن أبي
سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يتبع الدجال من أمتي سبعون ألفا عليهم
السيجان
(20826) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير

(1) أخرجه أحمد والطبراني كما في الزوائد 7: 332.
(2) النقب، بالفتح والضم: الطريق في الجبل، والجمع أنقاب ونقاب.
(3) حديث أبي سعيد أخرجه (م) 2: 403 وعبد بن حميد، وأبو يعلى، والبزار،
كما في الكنز 7: 196 و 197 والزوائد 7: 337.
393

يرويه قال: عامة من يتبع الدجال يهود أصبهان (1).
(20827) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: نادى
مناد (2) بالكوفة: الدجال قد خرج، فجاء رجل إلى حذيفة بن أسيد،
فقال له: أنت جالس هاهنا وأهل الكوفة يقاتلون الدجال، فقال
له حذيفة: اجلس، ثم جاء عريفهم فقال: أنتما هاهنا جالسان
وأهل الكوفة يطاعنون الدجال، فقال له حذيفة: إجلس، فمكثوا
قليلا، ثم جاء آخر فقال: إنها صباغ، فقالوا لحذيفة:
حدثنا عن الدجال فإنك لم تحبسنا إلا وعندك منه علم، فقال حذيفة:
لو (3) خرج الدجال اليوم إلا ودفنه (4) الصبيان بالخذف (5)، ولكنه
يخرج في قلة من الناس، ونقص من الطعام، وسوء ذات بين، وخفقة (6)
من الدين، فتطوى له الأرض كطي فروة الكبش، فيأتي المدينة فيأخذ
خارجها ويمنع داخلها، مكتوب بين عينيه كافر، يقرأه كل مؤمن
كاتب وأمي، لا يسخر (7) له من المطي إلا الحمار، فهو رجس على

(1) أخرج أحمد والبخاري 13: 82 ومسلم 2: 405 من حديث أنس: (يتبع
الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفا، عليهم الطيالسة) (وهي السيجان) كذا في الكنز
7: 195.
(2) في (ص) (منادي).
(3) كذا في (ص) والصواب عندي (لا يخرج) وفي المستدرك: (إن الدجال لو
خرج في زمانكم لرمته... الخ.
(4) كذا في (ص) وفي المستدرك (لرمته).
(5) في (ص) (بالخزف).
(6) كذا في (ص وكذا في الزوائد من حديث جابر معزوا لأحمد 7: 344 قال
المحشي: أي في حال ضعف من الدين وقلة أهله. وفي المستدرك (خفة) وكذا في الفتح
13: 74.
(7) كذا في المستدرك وفي (ص) (لا يسجد).
394

رجس، وقال حذيفة: لأنا لغير الدجال أخوف عليكم، قيل:
وما ذاك؟ قال: فتن كقطع الليل المظلم، قيل:
فأي الناس خير
فيها؟ يا أبا سريحة! قال الغني الخفي، قيل: فأي الناس شر فيها؟
قال: الخطيب المسقع، والراكب الموضع، فقال أحد الرجلين: والله
ما أنا بغني ولا خفي، قال حذيفة: فكن كابن اللبون لا ظهر فتركب،
ولا ضرع فتحلب (1).
(20828) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
أبي قلابة عن هشام بن عامر قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: إن رأس
الدجال من ورائه حبك حبك، وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال:
أنت ربي افتتن، ومن قال: كذبت، ربي الله وعليه توكلت وإليه
أنيب، فلا يضره - أو قال: فلا فتنة عليه - (2).
(20829) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن شبيب عن
العريان بن الهيثم قال: وفدت على معاوية (3)، فبينا أنا عنده إذ دخل
رجل عليه طمران، فرحب به معاوية، وأجلسه على السرير، فقلت:
من هذا؟ يا أمير المؤمنين! فقال: أما تعرف هذا؟ هذا عبد الله بن
عمرو بن العاص، قلت: أهذا الذي يقول: لا يعيش الناس بعد
مئة سنة؟ فأقبل علي وقال: أو قلت ذلك أنا؟ تجدهم (4) يعيشون

(1) أخرجه الحاكم في المستدرك من طريق هشام عن قتادة عن أبي الطفيل عن
حذيفة بن أسيد 4: 529 وحديثه أتم من حديث المصنف.
(2) أخرجه أحمد ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني. كذا في الزوائد 7: 343.
(3) في الزوائد (على يزيد بن معاوية).
(4) غير واضح، ليرجع إلى نسخة أخرى.
395

بعد مئة سنة دهرا طويلا، ولكن هذه الأمة أجلت ثلاثين ومئة سنة (1)
قال: ثم قال لي: ممن أنت؟ قال: قلت: من أهل العراق - أو قال:
من أهل الكوفة - قال: تعرف كوثا؟ قال: قلت: نعم، قال:
منها يخرج الدجال (3).
(20830) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
عن كعب قال: يخرج الدجال من العراق.
(20831) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه قال: ولد ابن صياد أعور مختتن (4).
(20832) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر قال: لقيت ابن صياد يوما ومعه رجل من اليهود فإذا عينه
قد طفيت (5)، وكانت عينه خارجة مثل عين المجمل، فلما رأيتها قلت:
يا أين صياد! أنشدك الله متى طفيت عينك؟ - أو نحو هذا - قال:
لا أدري والرحمن، فقلت: كذبت، لا تدري وهي في رأسك؟ قال:
فمسحها، قال: فنخر ثلاثا، فزعم اليهودي أني ضربت بيدي على
صدره، قال: ولا أعلمني فعلت ذلك، اخس فلن تعدو قدرك، قال:

(1) في الكنز: إن الأشرار بعد الأخيار عشرين ومئة سنة.
(2) كذا في (ص) وفي الزوائد (كوفا) بالفاء، وكوثا: سرة السواد (وكوثى) هو
الصواب لما في الكنز برمز (ش) من حديث عبد الله بن عمرو 7: 266.
(3) أخرجه الطبراني كما في الزوائد 7: 350.
(4) كذا في (ص) والظاهر (مختتنا) ففي الكنز من (ش) (مسرورا مختونا)
7: 267.
(5) في مسلم (نفرت) وفسره النووي بقوله: ورمت وفتأت.
396

أجل لعمري لا أعدو قدري، قال: فذكرت ذلك لحفصة، فقالت:
اجتنب هذا الرجل، فإنا نتحدث أن الدجال يخرج عند غضبة
يغضبها (1).
(20833) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة
قال: أشد الناس على الدجال بنو تميم.
(20833) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال:
أخبرني عمرو بن أبي سفيان الثقفي أنه أخبره رجل من الأنصار عن
بعض أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال، فقال:
يأتي سباخ المدينة وهو محرم عليه أن يدخل نقابها، فتنتفض المدينة
بأهلها نفضة أو نفضتين - وهي الزلزلة - فيخرج إليه منها كل منافق
ومنافقة (2)، ثم يولي الدجال قبل الشام حتى يأتي بعض جبال الشام
فيحاصرهم، وبقية المسلمين يومئذ معتصمون بذروة جبل من جبال
الشام، فيحاصرهم الدجال نازلا بأصله، حتى إذا طال عليهم البلاء
قال رجل من المسلمين: يا معشر المسلمين! حتى متى أنتم هكذا؟ وعدو
الله نازل بأرضكم هكذا، هل أو يظهركم، فيباعون على الموت بيعة يعلم الله أنها
الصدق من أنفسهم، ثم تأخذهم ظلمة لا يبصر امرؤ فيها كفه،
قال: فينزل ابن مريم فيحسر عن أبصارهم، وبين أظهرهم رجل

(1) أخرجه مسلم من طريق نافع عن ابن عمر بلفظ آخر 2: 399.
(2) روى هذا المعنى مسلم من حديث أنس 2: 405 والبخاري أيضا 13: 75.
397

عليه لامته، يقولون: من أنت؟ يا عبد الله! فيقول: أنا عبد الله،
ورسوله، وروحه، وكلمته، عيسى بن مريم، اختاروا بين إحدى ثلاث،
بين أن يبعث الله على الدجال وجنوده عذابا من السماء، أو يخسف
بهم الأرض، أو يسلط عليهم سلاحكم، ويكف سلاحهم عنكم،
فيقولون: هذه يا رسول الله! أشفى لصدورنا ولأنفسنا، فيومئذ
ترى اليهودي العظيم الطويل، الأكول الشروب، لا تقل يده سيفه (1)
من الرعدة، فيقومون (2) إليهم، فيسلطون عليهم، ويذوب الدجال حين
يرى ابن مريم كما يذوب الرصاص، حيت يأتيه - أو يدركه -
عيسى فيقتله.
(20835) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبد الله
ابن عبيد الله (3) بن ثعلبة الأنصاري عن عبد الله (4) بن زيد الأنصاري
عن مجمع بن جارية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يقتل
ابن مريم الدجال بباب لد (5) - أو إلى جانب لد -
(20836) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
أبيه أن أن عمر سأل رجلا من اليهود عن شئ، فحدثه، فصدقه عمر،
فقال له عمر: قد بلوت صدقك فأخبرني عن الدجال، قال: وإله اليهود
ليقتلنه ابن مريم بفناء لد.

(1) الكلمة مطموس بعضها.
(2) في (ص) (فيقولون).
(3) في (ت) عكسه، مختلف فيه.
(4) في (ت) (عبد الرحمن بن يزيد).
(5) أخرجه الترمذي من طريق الليث عن الزهري من غير ترديد 3: 239.
398

(20837) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم عن
ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يقاتلكم اليهود فتسلطون عليهم
حتى يقول الحجر: يا مسلم! هذا يهودي ورائي فاقتله (1).
(20838) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب أو غيره عن
ابن سيرين قال: ينزل ابن مريم عليه لامته وممصرتان (2) بين الأذان والإقامة
، فيقولون له: تقدم، فيقول: بل يصلي بكم إمامكم،
أنتم أمراء بعضكم على بعض (3).
(20839) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: كان ابن سيرين
يرى أنه المهدي الذي يصلي وراءه عيسى (4).
باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام
(20840) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد
ابن المسيب أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي
نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، وإماما مقسطا،

(1) أخرجه مسلم من طريق يونس عن الزهري، ومن حديث عمر بن حمزة عن
سالم 2: 396.
(2) الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة. روى (د) هذا النعت من
حديث أبي هريرة ص 594.
(3) أخرج بعض معناه البخاري 6: 317 ومسلم من حديث أبي هريرة، وأحمد
من حديث جابر، وبعضه مسلم من حديث جابر 1: 87.
(4) راجع الفتح 6: 317.
399

يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال،
حتى لا يقبله أحد (1).
(20841) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن نافع
مولى أبي قتادة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف بكم
إذا نزل فيكم ابن مريم حكما، فأمكم - أو قال: إمامكم - منكم (2).
(20842) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن حنظلة
الأسلمي أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي
بيده ليهلن ابن مريم من فج الروحاء بالحج أو بالعمرة، أو ليثنينهما (3).
(20843) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
يرويه قال: ينزل عيسى بن مريم إماما هاديا، ومقسطا عادلا، فإذا
نزل كسر الصليب، وقتل الخنزير، ووضع الجزية، وتكون الملة
واحدة، ويوضع الامر في الأرض، حتى أن الأسد ليكون مع البقر تحسبه
ثورها، ويكون الذئب مع الغنم تحسبه كلبها، وترفع حمة كل ذات حمة،
حتى يضع الرجل [يده] على رأس الحنش (4) فلا يضره، وحتى نفر (5)
الجارية الأسد، كما يفر ولد الكلب الصغير، ويقوم الفرس العربي بعشرين

(1) أخرجه البخاري من طريق صالح عن الزهري أطول مما هنا 6: 315 ومسلم
1: 87.
(2) أخرجه الشيخان، لفظ البخاري ومسلم: (إمامكم منكم) ولفظ مسلم وحده:
(فأمكم منكم) كما في الفتح 6: 317 و (م) 1: 87.
(3) أخرجه أحمد ومسلم 1: 408.
(4) الحنش، بفتح المهملة والنون: نوع من الحيات.
(5) فر الدابة (نصر): كشف عن أسنانها ليرى كم بلغت من السنين.
400

درهما، ويقوم الثور بكذا وكذا، وتعود الأرض كهيئتها على عهد
آدم، ويكون القطف - يعني العنقاد (1) - يأكل منه النفر ذو العدد،
وتكون الرمانة يأكل منها النفر دو العدد (2).
(20844) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن
رجل عن أبي هريرة قال: لا تقوم الساعة حتى ينزل عيسى بن مريم
إماما مقسطا، و... (3) قريش الإجارة (4)، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب،
وتوضع الجزية 7 وتكون السجدة واحدة لرب العالمين، وتضع الحرب
أوزارها، وتملا الأرض من الاسلام كما تملأ الابار من الماء، وتكون
الأرض كما ثور الورق - يعني المائدة - وترفع الشحناء والعداوة، ويكون
الذئب في الغن كأنه كلبها، ويكون الأسد في الإبل كأنه فحلها.
(20845) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن رجل أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأنبياء إخوة لعلات، دينهم
واحد، وأمهاتهم شتى، وإن أولاهم بي عيسى بن مريم،، لأنه ليس
بيني وبينه رسول، وإنه نازل فيكم، فاعرفوه! رجل مربوع الخلق،
إلى البياض والحمرة، يقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويضع
الجزية، ولا يقبل غير الاسلام، وتكون الدعوة واحدة لرب العالمين،
ويلقي الله في زمانه الامن، حتى يكون الأسد مع البقر، والذئب مع

(1) العنقاد بالكسر: هو العنقود مجموع أزهار تليها أثمار.
(2) انظر (ت) 3: 237 حديث النواس بن سمعان الكلابي.
(3) رسم الكلمة في موضع النقاط (بيتر).
(4) كذا في (ص).
401

الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات، لا يضر بعضهم بعضا (1).
(20846) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن جعفر بن برقان عن
يزيد بن الأصم قال: كنت أسمع أبا هريرة يقول: تروني شيخا
كبيرا قد كادت ترقوتاي (2) تلتقي من الكبر، والله إني لأرجو أن
أدرك عيسى، وأحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصدقني (3).
باب قيام الساعة
(20847) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله (4).
(20848) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي إسحاق عن
الحارث عن علي أنه قال: إن شرار الناس - أو من شرار الناس - من
تدركهم الساعة وهم أحياء، ومن يتعجل بالشهادة قبل أن يسأل
عنها، ومن يتخذ القبور مساجد.
(20849) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن زياد قال:
سمعت أبا هريرة يقول: إن الساعة لتقوم على الرجلين وهما ينشران

(1) أخرجه أحمد في مسنده كما في الكنز 7: 203 والحاكم في المستدرك.
(2) في (ص) (ترقوايتي).
(3) في (ص) (فصدقني).
(4) أخرجه مسلم.
402

الثوب يتبايعانه (1).
(20850) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سليمان التيمي عن
أبي عثمان النهدي عن سلمان قال: تدنو الشمس يوم القيامة من
رؤوس الناس قاب قوس - أو قال: قاب قوسين - وتعطى حر عشر
سنين، وليس على بشر من الناس يومئذ طحربة، ولا ترى يومئذ
عورة مؤمن ولا مؤمنة، ولا يضر حرها يومئذ مؤمنا (2) ولا مؤمنة،
[و] تطبخ الكافر طبخا حتى يقول جوف أحدهم: غق غق (3).
(30851) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن رجل
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تتركون المدينة خير ما
كان، لا يغشاها إلا العواف، عواف الطير والسباع، وآخر من يحشر
راعيان من مزينة ينعقان (4) بغنمهما، فيجدانها وحوشا، حتى إذا
[بلغا] ثنية الوداع خرا على وجوههما (5) من يرد الله به خيرا يفقهه
في الدين، قال الزهري: فيجئ الثعلب حتى يرقد تحت المنبر،
فيقضي وسنه (6)، ما يهيجه أحد.

(1) أخرجه مسلم من حديث أبي الزناد عن أبي هريرة 2: 406.
(2) في (ص) (مؤمن).
(3) أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الزهد لابن المبارك، وقال: الطحربة: الخرقة
(ز 100) قلت: وغق غق بالكسر: حكاية صوت الغليان كما في القاموس والنهاية.
(4) النعيق: زجر الغنم.
(5) أخرجه البخاري 4: 64.
(6) في (ص) (وسنته).
403

باب الحوض
(20852) - حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا أبو يعقوب قال
أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن مطر الوراق عن عبد الله
ابن بريدة الأسلمي قال: شك عبيد الله بن زياد في الحوض، وكانت
فيه حرورية، فقال: أرأيتم الحوض الذي يذكر ما أراه شيئا، قال:
فقال له ناس من صحابته: فإن عندك رهطا (1) من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم فأرسل إليهم فأسألهم، فأرسل إلى رجل من مزينة فسأله عن
الحوض، فحدثه، ثم قال: أرسل إلى أبي برزة الأسلمي، فأتاه
وعليه ثوبا حبر (2)، قد ائتزر بواحد وارتدى بالآخر، قال: وكان
رجلا لحيما إلى القصر، فلما رآه عبيد الله ضحك، ثم قال: إن
محمديكم هذا لدحداح (3)، قال: فهمها الشيخ، فقال: وا عجباه!
ألا أراني في قومي (4) يعدون صحابة محمد صلى الله عليه وسلم عارا، قال: فقال له
جلساء عبيد الله: إنما أرسل إليك الأمير ليسألك عن الحوض، هل
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه شيئا؟ قال: نعم، سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يذكر ه، فمن كذب به فلا سقاه الله منه، قال: ثم نفض
رداءه، وانصرف غضبانا (5). قال: فأرسل عبيد الله إلى زيد بن

(1) في (ص) (رهط).
(2) كذا في (ص) ولعله (حبرة).
(3) كذا في (ص) وفي (د) (الدحداح) وهو القصير السمين.
(4) كذا في (ص) ولعل الصواب (في قوم).
(5) أخرجه إلى هنا (د) من حديث أبي طالوت، قال: شهدت أبا برزة.
ص 653.
404

الأرقم فسأله عن الحوض، فحدثه حديثا مونقا أعجبه، فقال: إنما
سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، ولكن حدثنيه أخي، قال: فلا
حاجة لنا في حديث أخيك، فقال أبو سبرة رجل من صحابة عبيد الله:
فإن باك حين انطلق وافدا إلى معاوية، انطلقت معه فلقيت عبد الله
ابن عمرو بن العاص، فحدثني من فيه إلى في حديثنا سمعه من رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فأملاه علي وكتبته، قال: فإني أقسمت عليك لما أعرقت
هذا البرذون حتى تأتيني بالكتاب، قال: فركبت البرذون فركضته
حتى عرق، فأتيته بالكتاب، فإذا فيه: هذا ما حدثني عبد الله بن
عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يبغض الفحش
والتفحش، والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يظهر الفحش
والتفحش، وسوء (1) الجوار، وقطيعة الأرحام، وحتى يخون الأمين،
ويؤتمن الخائن، والذي نفس محمد بيده إن أسلم المسلمين لمن سلم
المسلمون من لسانه ويده، وإن أفضل الهجرة لمن هجر ما نهاه الله عنه،
والذي نفسي بيده، إن مثل المؤمن كمثل القطعة (2) من الذهب،
نفخ عليها صاحبها فلم تتغير ولم تنقص، والذي نفس محمد بيده
إن مثل المؤمن كمثل النخلة أكلت طيبا، ووضعت طيبا، ووقعت
فلم تكسر ولم تفسد، ألا وإن لي حوضا ما بين ناحيتيه كما بين أيلة
إلى مكة - أو قال: صنعاء إلى المدينة - وإن فيه من الأباريق مثل
الكواكب، هو (3) أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، من شرب

(1) متلطخ في (ص).
(2) كذا في الزهد لابن المبارك، وفي (ص) (لكمثل اللقطة).
(3) في الزهد (ماؤه أشد بياضا... الخ).
405

منه لم يظمأ بعدها أبدا،
قال أبو سبرة: فأخذ عبيد الله الكتاب (1) فجزعت عليه، فلقي
يحيى بن يعمر فشكوت ذلك إليه، فقال: والله لأنا أحفظ له مني
لسورة من القرآن، فحدثني به كما كان في الكتاب سواء.
(20853) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: أنا عند حوضي أذود الناس عنه لأهل اليمن، إني لأضربهم
بعصاي حتى يرفض عليهم (2)، وإنه ليغت (3) فيه ميزابان من الجنة،
أحدهما من ورق والاخر من ذهب، طولهما ما بين بصرى وصنعاء،
- أو ما بين أيلة ومكة، أو قال: من مقامي هذا إلى عمان - (4).
(20854) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليردن علي ناس من أصحابي
فيحلؤون (5) عن الحوض - يعني ينحون - فلأقولن: يا رب! أصحابي

(1) أخرجه المروزي في زيادات الز؟؟ لابن المبارك مختصرا من طريق حسين
المعلم عن عبد الله بن بريدة، وراجع ما علقت عليه ص 560.
(2) كذا في مسلم: أي يسيل عليهم، وفي (ص) (عنهم).
(3) من ضرب ونصر والمعنى: يدفق فيه دفقا متتابعا شديدا، وفي بعض نسخ مسلم
(يعب) وفي بعض رواياته (يشخب) 2: 251.
(4) أخرجه مسلم من طريق هشام عن قتادة، ولكن فيه: (فسئل عن عرضه فقال:
من مقامي إلى عمان) 2: 251.
(5) كذا في الصحيح برواته الكشميهني والأكثر. وفي رواية (فيجلون) بالجيم،
وعلى كل فالمراد: يصرفون ويطردون. ووقع في (ص) (فليحللون) وفيه اختلاف
الروايات أيضا، راجع الصحيح 11: 310.
406

أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا
على أدبارهم القهقرى (1).
(20855) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل عن الحسن
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليرفعن لي ناس من أصحابي، حتى إذا
رأيتهم ورأوني اختلجوا (2) دوني، فلأقولن: يا رب! أصحابي أصحابي.
فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك (3).
باب من يخرج من النار
(20856) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عطاء بن يزيد الليثي عن أبي هريرة قال: قال الناس (4): يا رسول
الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في روية الشمس
لي دونها سحاب؟ (5) قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه
يوم القيامة كذلك (6)، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد
شيئا فليتبعه، قال: فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع

(1) أخرجه البخاري من طريق يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي
هريرة 11: 310 فالغالب أنه سقط من (ص) (عن سعيد بن المسيب).
(2) اختلجه منه نزعه منه.
(3) أخرجه البخاري بنحو هذا اللفظ من حديث ابن مسعود 11: 376.
(4) في الصحيح (قال أناس).
(5) في الصحيح قال: (هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا:
لا يا رسول الله!.
(6) كذا في الصحيح وفي (ص) ما صورته (؟ كذلك).
407

من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت،
وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي
يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك! هذا
مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء عرفناه، فيأتيهم الله في
الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا،
فيتبعونه، قال: ويضرب الجسر على جهنم، فأكون أول من يجيز،
ودعوة الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم، وبه كلاليب مثل شوك السعدان،
هل رأيتم شوك السعدان؟ قالوا: نعم يا رسول الله! قال: فإنها مثل
شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمها إلا الله، قال: فتخطف
الناس بأعمالهم، فمنهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو،
حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده، وأزاد أن يخرج من النار (1)
من أراد أن يرحمن ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن
يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، قال: وحرم الله على
النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، قال: فيخرجونهم قد
امتحشوا فيصب عليهم من ماء يقال له الحياة (2)، فينبتون نبات الحبة
في حميل السيل، قال: ويبقى رجل مقبل بوجهه إلى النار، فيقول:
يا رب! قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن
النار، قال: فلا يزال يدعو الهل، فيقول: لعلي إن أعطيتك أن
تسألني غيره، فيقول: لا، وعزتك لا أسألك غيره، قال: فيصرف
وجهه عن النار، قال: ثم يقول: بعد ذلك: يا رب قربني إلى باب

(1) كذا في الصحيح وهو الصواب، وفي (ص) (الناس).
(2) في الصحيح (ماء الحياة).
408

الجنة فيقول: أو ليس قد زعمت ألا تسألني غيره ويلك يا ابن
آدم! ما أغدرك، فلا يزال يدعو، فيقول: لعلي إن أعطيتك ذلك
أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، ويعطي الله
من عهود ومواثيق ألا يسأله غيره، قال: فيقربه إلى باب الجنة،
قال: فإذا دنا منها انفهقت له الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما
شاء الله أن يسكت، ثم يقول: رب أدخلني الجنة، قال: فيقول:
أو ليس قد زعمت ألا تسألني غيره؟ أو ليس قد أعطيت عهودك
ومواثيقك ألا تسألني غيره؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول:
يا رب! لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يؤذن له
بالدخول فيها، فإذا دخل قيل له: تمن من كذا، قال: فيتمنى،
ثم يقال له: تمن من كذا، تمن من كذا، قال: فيتمنى حتى
تنقطع به الأماني، فيقال له: هذا لك ومثله معه، قال أبو هريرة:
وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا الجنة، قال: وأبو سعيد الخدري
جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئا من حديثه حتى انتهى إلى
قوله: (هذا لك ومثله معه) فقال أبو سعيد: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: (هذا لك وعشرة أمثاله، فقال أبو هريرة: حفظت (ومثله معه) (1).
(20857) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن زيد بن
أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا، فما مجادلة أحدكم
لصاحبه في الحق يكون له عليه في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين

(1) أخرجه من طريق المصنف بهذا اللفظ إلا شيئا يسيرا 11: 356.
409

لربهم في إخوانهم الذين أدخلوا النار، قال: يقولون: ربنا إخواننا
كانوا يصلون معنا، ويصومون معنا، ويحجون معنا، فأدخلتهم
النار، قال: فيقول: اذهبوا فأخرجوا من عرفتم منهم، فيأتونهم
فيعرفونهم بصورهم، لا تأكل النار صورهم، فمنهم من أخذته النار
إلى أنصاف ساقيه، ومنهم من أخذته إلى كفيه (1) فيخرجون، فيقولون:
ربنا قد أخرجنا من أمرتنا، قال: ثم يقول: أخرجوا من كان في
قلبه مثقال دينار من الايمان، ثم من كان في قلبه وزن نصف دينار،
حتى يقول: أخرجوا من كان في قلبه مثقال ذرة، قال أبو سعيد:
فمن لم يصدق بهذا الحديث فليقرأ هذه الآية (إن الله لا يظلم مثقال
ذرة، وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما) (2)
قال: فيقولون: ربنا قد أخرجنا من أمرتنا فلم يبق في النار أحد
فيه خير، قال: ثم يقول الله: شفعت الملائكة، وشفعت الأنبياء،
وشفع المؤمنون، وبقي أرحم الراحمين، قال: فيقبض قبضة من
النار - أو قال: قبضتين - ناسا (3) لم يعملوا لله خيرا قط، قد احترقوا
حتى صاروا حمما، قال: فيؤتي بهم إلى ماء يقال له الحياة (4)،
فيصب عليهم فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، قال:
فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ، وفي أعناقهم الخاتم (5): عتقاء

(1) في مسلم (إلى ركبتيه).
(2) سورة النساء، الآية: 40
(3) في مسلم (فيخرج منها قوما).
(4) في مسلم (فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة، يقال له: نهر الحياة).
(5) في مسلم (الخواتم يعرفهم أهل الجنة، هؤلاء عتقاء الله... الخ).
410

الله، قال: فيقال لهم: ادخلوا الجنة، فما تمنيتم ورأيتم من شئ
فهو لكم، قال: فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين،
قال: فيقول: فإن لكم عندي أفضل منه، فيقولون: ربنا وما
أفضل من ذلك؟ فيقول: رضائي عنكم، فلا أسخط عليكم أبدا (1).
(20858) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الحكم بن أبان أنه
سمع عكرمة يقول: إن الله تبارك وتعالى إذا فرغ من القضاء بين خلقه
أخرج كتابا من تحت العرش فيه: رحمتي سبقت غضبي وأنا أرحم
الراحمين، فيخرج من النار مثل أهل الجنة - أو قال: مثلي أهل
الجنة - قال الحكم: لا أعلمه إلا قال: (مثل ي أهل الجنة) فأما (مثل)
فلا أشك، مكتوب منهم (2) - وأشار الحكم إلى فخذه - عتقاء الله،
قال: فقال رجل لعكرمة: يا أبا عبد الله! إن الله يقول: (يريدون أن
يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها) (3) قال: ويلك! أولئك
أهلها الذين هم أهلها.
(20859) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
وثابت عن أنس أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم - أو قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم -
قال: إن أقواما سيخرجون من النار قد أصابهم سفع من النار عقوبة
بذنوب عملوها، ثم ليخرجنهم الله بفضل رحمته، فيدخلون الجنة.

(1) أخرجه مسلم من طريق حفص بن ميسرة عن زيد بن أسلم 1: 10 و 103.
(2) كذا في (ص) ولعل الصواب (فيهم).
(3) سورة المائدة، الآية: 37.
411

أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن علي بن
زيد بن جدعان عن يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: سمعت
عمر بن الخطاب وهو يقول: إنه سيخرج بعدكم قوم يكذبون بالرجم،
ويكذبون بالدجال، ويكذبون بالحوض، ويكذبون بعذاب القبر،
ويكذبون بقوم يخرجون من النار.
(20861) - أخبرنا عبد الرزاق عن سفيان عن أبي هارون أنه
سمع أبا هريرة يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن قوما سيخرجون
من النار.
(20862) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر [عن رجل] عن طلق
بن حبيب قال: قلت لجابر بن عبد الله: أرأيت هذه الآية (يردون
أن يخرجوا من النار وما هم بخارجين منها) (1) وأنت تزعم أن
قوما يخرجون من النار، قال: أشهد أن هذه الآية نزلت على
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فآمنا بها قبل أن تؤمن بها، وصدقنا بها قبل أن
تصدق بها، وأشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما (2) أخبرك
أن قوما يخرجون من النار، فقال طلق: لا جرم، والله لا أجادلك
أبدا.
(20863) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبي نضرة عن جابر
ابن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن قوما سيخرجون من النار (3).

(1) سورة المائدة، الآية: 37.
(2) في (ص) (اما).
(3) أخرجه مسلم نحوه من طريق غير واحد عن جابر 1: 107.
412

(20864) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لكل نبي دعوة يدعو
بها، وإني أريد أن أخبأ دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة (1).
(20865) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعاصم عن أبي
قلابة عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
سفر، فنزلنا ليلة، فقمت أطلب النبي صلى الله عليه وسلم فلم أجده، ووجدت معاذ بن
جبل وأبا موسى الأشعري فقالا: ما حاجتك؟ فقلت: أين رسول
الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالا: لا ندري، فبينا نحن على ذلك إذ سمعنا في أعلى
الوادي هديرا كهدير الرحا، فلم نلبث أن جاء النبي صلى الله عليه وسلم،
فقلنا: يا رسول الله! فقدناك الليلة، فقال: إنه أتاني آت من
ربي فخيرني بين أن تكون أمتي شطر أهل الجنة، وبين الشفاعة،
فاخترت الشفاعة، فقلنا: يا نبي الله! ادع الله أن يجعلنا من أهل
الشفاعة، فقال: اللهم اجعلهم من أهلها، ثم أتينا القوم فأخبرناهم،
فقالوا: يا رسول الله! ادع الله أن يجعلنا من أهل شفاعتك، فقال:
اللهم اجعلهم من أهلها، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشهدكم أن شفاعتي
لكل من مات لا يشرك بالله شيئا (2).
باب الجنة وصفتها
(20866) - قرأنا على عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه

(1) أخرجه مسلم 1: 113.
(2) أخرجه الطبراني، قال الهيثمي: روى الترمذي وابن ماجة طرفا منه 10: 370.
413

قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو القاسم رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
أول زمرة تلج في الجنة وجوههم على صورة القمر ليلة البدر،
لا يمتخطون، ولا يبصقون، ولا يتغوطون، آنيتهم وأمشاطهم من الذهب
والفضة، ومجامرهم الألوة، ورشحهم المسك، لكل امرئ منهم
زوجتان، يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم
ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد، يسبحون الله بكرة وعشيا (1).
(20867) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر معمر عن أبي إسحاق
عن عمرو بن ميمون الأودي عن ابن مسعود قال: إن المرأة من الحور
العين ليرى مخ ساقها من وراء اللحم والعظم من تحت سبعين حلة،
كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء (2).
(20868) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الحكم
بن أبان أنه سمع عكرمة يقول: إن الرجل من أهل الجنة ليلبس
الحلة فتلون (3) في ساعة سبعين لونا، وإن الرجل منهم ليرى وجهه في
وجه زوجته، [وإنها لترى وجهها في وجهه،] وإنه ليرى وجهه في نحرها،
وإنها لترى وجهها في نحره، وإنه ليرى وجهه في معصمها، وإنها لترى
وجهها في ساعده، وإنه ليرى وجهه في ساقها، وإنها لترى وجهها في ساقه (4).

(1) أخرجه ابن المبارك عن معمر في نسخة نعيم بن حماد ص 130 والشيخان
والترمذي 3: 325.
(2) أخرجه ابن المبارك في رواية نعيم بهذا الاسناد ص 74، والطبراني كما في الزوائد
10: 418 وروى الترمذي نحوه من حديث ابن مسعود مرفوعا، ولكنه مختصر 3: 326.
(3) انظر هل الصواب (تتلون)؟.
(4) أخرجه ابن المبارك في رواية نعيم بهذا الاسناد سواء ص 73.
414

(20869) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
بلغنا أن نخل الجنة جذوعها من ذهب، وكرانيفها من ذهب،
وأقناؤها (1) من ذهب، وشماريخها من ذهب، وتفاريقها (2) من ذهب،
وسعفها كسوة أهل الجنة، كأحسن حلل رآها الناس قط، وجريدها
من ذهب، وعرانجها (3) من ذهب، ورطبها أمثال القلال، أشد بياضا
من اللبن والفضة، وأحلى من العسل والسكر، وألين من السمن
والزبد.
(20870) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أو غيره عن
سعيد بن جبير قال: نخل الجنة من ذبه، وكرانيفها (4) زمرد،
- أو جذوعها زمرد، وكرانيفها ذهب - وسعفها كسوة لأهل الجنة،
ورطبها كالدلاء، أشد بياضا من اللبن، وألين من الزبد، وأحلى من
العسل، ليس له عجم (5).
(20871) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان عن أبي قلابة
قال: يؤتون بالطعام والشراب، فإذا أكلوا وشربوا أتوا بالشراب

(1) جمع قنو بالكسر: العذق، وهو من النخل كالعنقود من العنب. والشمراخ
والشمروح: العذق عليه بسر أو عنب، وغصن دقيق رخص ينبت في أعلى الغصن الغليظ.
(2) هذه سورة الكلمة في (ص) بإهمال النقط.
(3) كذا في (ص) ولعل الصواب (عراجينها) جمع العرجون: ما يبقى على
النخل يابسا بعد ما تقطع الشماريخ.
(4) جمع كرناف (بالضم والكسر) الواحدة كرنافة: أصول سعف النخل
تبقى في الجذع بعد قطع السعف من النخلة.
(5) العجم بفتحتين، والحدة عجمة: نوى التمر، والحديث أخرجه المروزي
في زيادات الزهد لا بن المبارك ص 523.
415

الطهور، فشربوه فطرهم، وتضمر (1) لذلك بطونهم، ويفيض عرقا،
وجشأ من جلودهم مثل ريح المسك.
(20872) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرويه قال:
أهل الجنة أبناء ثلاثين، جرد، مرد، مكحلون، على صورة آدم،
وكان طوله ستون ذراعا (3).
(20873) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال: أنهار الجنة تفجر من جبل (4)
مسك (5).
(20874) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يقول: أعددت لعبادي
الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر (6).
(20875) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
العلاء بن زياد عن أبي هريرة قال: حائط الجنة مبني لبنة من ذهب،
ولبنة من فضة، ودرجها الياقوت واللؤلؤ، قال: وكنا نتحدث أن

(1) الصواب عندي (تضمر) أي تهزل وتدق وفي (ص) (تطمر).
(2) جشا من المكان: خرج.
(3) رواه الترمذي من حديث معاذ بن جبل 3: 330 إلا قوله في طوله، وهو
متفق عليه من حديث أبي هريرة، وريو (ت) بعضه من حديث أبي هريرة.
(4) في (ص) (جبل من).
(5) روى ابن حبان من حديث أبي هريرة مرفوعا: أنهار الجنة تخرج من تحت
تلال - أو من تحت جبال - المسك، كذا في موارد الظمآن ص 652.
(6) أخرجه البخاري 8: 365 ومسلم.
416

رضراض (1) أنهارها لؤلؤ، وترابها الزعفران (2).
(20876) - أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مئة
عام، لا يقطعها.
(20877) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع أبا
هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة شجرة يسير الراكب
في ظلها مئة عام، لا يبلغها.
(20878) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن محمد بن
زياد أنه سمع أبا هريرة يحدث مثل هذا، قال: ويقول: أبو هريرة
اقرءوا إن شئتم (وظل ممدود) (3).
(20879) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين
قال: تفاحموا (4) - أو تفاخروا - يوما عند أبي هريرة، فقالوا: الرجال
أكثر في الجنة أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أو ليس قد قال أبو
القاسم: إن أول زمرة يدخلون الجنة وجوههم مثل القمر ليلة البدر،
ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، كأضواء

(1) في (ص) (الرضراض).
(2) أخرجه ابن المبارك في رواية نعيم بهذا الاسناد سواء ص 72.
(3) سورة الواقعة، الآية: 30 والحديث أخرجه الترمذي في التفسير، وأخرجه
الشيخان أيضا.
(4) كذا في (ص) فإن كان محفوظا فالمعنى: حاول كل واحد منهم أن يفحم
صاحبه، وفي الزهد لابن المبارك: (إما تفاخروا وإما تذاكروا).
417

كوكب دري في السماء، كذلك لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان،
يرى مخ ساقها من وراء اللحم، والذي نفسي بيده ما فيها عزب (1).
(20880) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
قال: قيل: هل يتزاورون أهل الجنة؟ قال: نعم، على المآثر
..... (2).
(20881) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
وأنس (3)، قال: يقول أهل الجنة: انطلقوا بنا إلى السوق، فينطلقون
إلى كثبان من مسك، فيجلسون عليها، ويتحدثون، وتهب عليهم تلك
الريح، ثم يرجعون (4).
(20882) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة أن
ابن عباس قال: الخيمة درة واحدة مجوفة، فرسخ في فرسخ، لها أربعة
آلاف باب من ذهب (5).
(20883) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن
ابن معانق - أو أبي معانق (6) - عن أبي مالك الأشعري قال: قال النبي

(1) أخرجه مسلم 2: 379 والمروزي في زوائد الزهد ص 552 كلاهما من طريق
ابن علية.
(2) لم يتصور ولم ينعكس ما في موضع النقاط في أصل المصورة.
(3) كذا في (ص) والصواب عندي (عن أنس).
(4) أخرج مسلم نحوه مرفوعا من طريق ثابت عن أنس 2: 379 والمروزي في
زوائد الزهد من طريق حميد عن أنس ص 525 وأما الموقوف على أنس فأخرجه
ابن المبارك (برواية نعيم عنه) عن التيمي عن أنس ص 70.
(5) أخرجه ابن المبارك من طريق قتادة عن عكرمة عن ابن عباس (ز 71).
(6) في مسند أحمد (عن ابن معاتق أو أبي معاتق) بالتاء قبل القاف، والصواب
بالنون، وهو عبد الله بن معانق من رجال التهذيب.
418

صلى الله عليه وسلم: إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها
أعدها الله لمن أطعم الطعام، وتابع الصلاة والصيام، وقام الليل والناس
نيام (1).
(20884) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
عن رجل عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يهوديا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا محمد! أسألك فتخبرني، قال: فركضه ثوبان برجله،
فقال: قل يا رسول الله! قال: لا ندعوه إلا ما سماه أهله، فقال
له النبي صلى الله عليه وسلم: وهل ينفعك ذلك شيئا؟ قال: أسمع بأذني وأبصر
بعيني، قال: فسكت النبي صلى الله عليه وسلم: سل! قال: أرأيت
قوله: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) (2) أين الناس يومئذ؟
قال: في الظلمة دون الجسر، قال: فمن أول من يجيز؟ قال:
فقراء المهاجرين - أو قال: فقراء المؤمنين - قال: فما نزلهم أول
ما يدخلونها؟ قال: كبد الحوت، قال: فما طعامهم على أثر ذلك؟
قال: كبد النون، قال: فما شرابهم على أثر ذلك؟ قال:
السلسبيل، قال صدقت، قال: أفلا أسألك عن شئ لا يعلمه إلا
نبي أو رجل أو اثنان؟ قال: وما هو؟ قال: عن شبه الولد، قال:
ماء الرجل بيضاء غليظة، وماء المرأة صفراء رقيقة، فإذا علا ماء الرجل
ماء المرأة أذكر بإذن الله، ومن قبل ذلك الشبه، وإذا علا ماء المرأة ماء

(1) أخرجه أحمد عن المصنف 5: 343.
(2) سورة إبراهيم، الآية: 48.
419

الرجل أنثى بإذن الله، ومن قبل ذلك الشبه، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
والذي نفسي بيده ما كان عندي في شئ مما سألني عنه علم، حتى
أنبأنيه الله في مجلسي هذا (1).
(20885) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: والله لقيد سوط أحدكم من
الجنة خير له مما..... (2).
(20886) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال.... (3) من دخل الجنة نعم فلا يبأس، وخلد فلا يموت،
.... (4).
(20887) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: أهل الجنة ينكحون النساء، ولا يلدن، ليس فيها مني
ولا منية.

(1) أخرج البخاري حديث عبد الله بن سلام وسؤاله النبي صلى الله عليه وسلم عن ثلاث،
وفيه (وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت، وإذا سبق ماء الرجل نزع،
وإذا سبق ماء المرأة نزعت).
(2) بياض بالأصل، لا أدري أهو مطموس في أصل المصورة، أو أنه لم يتصور،
وفي الكنز برمز (حم؟) (لقيد سوط أحدكم من الجنة خير مما بين السماء والأرض)
7: 229 فهذا هو الساقط عندي.
(3) بياض في (ص).
(4) بياض في (ص) وفي الكنز برمز (حم) و (ت) عن أبي هريرة: من يدخلها
ينعم ولا يبأس، ويخلد لا يموت [لا تبلى ثيابهم، ولا يفنى شبابهم] 7: 228 وما بين
المربعين هو الساقط عندي.
420

(20888) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن رجل سمع الحسن
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قيد قوس أحدكم في الجنة خير له من الدنيا
وما فيها.
(20889) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني مثل
حديث طاووس في النكاح.
(20890) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن سعيد عن
رجل أن أبا الدرداء قال: ليس فيها مني ولا منية، إنما يدحمونهن دحما (1).
باب صفة أهل النار
(20891) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرن معمر عن أيوب عن
حميد بن هلال عن رجل سماه أن عتبة بن غزوان خطب الناس بالبصرة
فقال: إن الدنيا قد آذنت بصرم، وولت حذاء، ولم يبق إلا صبابة
كصبابة الاناء، وأنتم متحملون إلى دار ذي مقامة، فانتقلوا خير ما
بحضرتكم، ألا فلقد بلغني أن الحجر يقذف من شفير جهنم فيهوي
فيها سبعين خريفا حتى يبلغ قعرها، وأيم الله لتملأن، أفعجبتم؟
ألا وإن ما بين مصراعي (2) الجنة مسيرة أربعين سنة، وأيم الله
ليأتين عليه يوم وهو كظيظ بالزحام، ألا فلقد رأيتني سابع سبعة

(1) في الكنز برمز (ع) (أبي يعلى و (ق) (البيهقي في البعث) عن أبي أمامة
مرفوعا: (دحاما، لامني ولا منية) 7: 235.
(2) في (ص) (مصراع) وفي المراجع الأخرى (ما بين مصراعين من مصاريع
الجنة).
421

مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الشجر والبشام، حتى قرحت
أشداقنا، ولقد وجدت أنا وسعد بن مالك نمرة فشققناها إزارين،
فما بقي منا أيها السبعة إلا أمير عامة، وستجربون الامراء بعدنا،
ألا وإنها لم تكن نبوة إلا تناسخت حتى تكون ملكا (1).
(20892) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: قال
معاذ بن جبل: لو أن صخرة تزنه (2) سبع خلفات بشحومهن
ولحومهن وأولادهن، يرمى بها من شفير جهنم لهوت ما بين شفيرها
وقعرها سبعين خريفا حتى تبلغ قعرها (3).
(20893) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه أنه
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تحاجت الجنة والنار،
فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجربين، وقالت الجنة: فما
لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعرتهم؟ فقال الله للجنة:
إنما أنت رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما
أنت عذاب، أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما

(1) أخرجه مسلم من طريق سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن خالد
ابن عمير العدوي 2: 408 وأبو نعيم في الحلية من طريق قرة عن حميد 1: 171 وابن
المبارك في الزهد عن سليمان ص 188.
(2) في الزوائد (زنة).
(3) أخرج أبو يعلى نحوه من حديث أنس مرفوعا، والطبراني بهذا اللفظ من حديث معاذ مرفوعا، قال الهيثمي: فيه راو لم يسم، وبقية رجاله رجال الصحيح (الزوائد 10:
389 و 390).
422

ملؤها، فأما النار فإنهم يلقون فيها (وتقول هل من مزيد) (1) فلا
تمتلئ حتى يضع رجله - أو قال: قدمه - فيها، فتقول: قط قط قط،
فهنالك تملأ وتنزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدا،
وأما الجنة فإن الله ينشئ لها ما شاء.
(20894) - قال معمر: وأخبرني أيوب عن ابن سيرين عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
(20895) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: سمعت رجلا يحدث ابن عباس بحديث أبي هريرة هذا، فقام
رجل فانتقض، فقال ابن عباس: ما فرق من هؤلاء يجدون عند
محكمه، ويهلكون عند متشابهه.
(20896) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: بلغني أن النار حين خلقت كادت أفئدة الملائكة تطير، فلما
خلق آدم سكنت.
(20897) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ناركم هذه التي يوقد بنو
آدم جزء واحد من سبعين جزأ من حر جهنم، قالوا: والله إن
كانت لكافية يا رسول الله! قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين
جرأ، كلها مثل حرها.
(20898) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن إسماعيل بن أبي

(1) سورة ق، الآية: 30.
423

سعيد أن عكرمة مولى ابن عباس أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن
أهون أهل النار عذابا رجل يطأ جمرة يغلي منها دماغه، فقال
أبو بكر الصديق: وما كان جرمه؟ يا رسول الله! قال: كانت له ماشية
يغشى بها الزرع ويؤذيه، وحرمه الله وما حوله غلوة بسهم - أو قال: رمية
بحجر - فاحذروا، ألا يسحت الرجل ماله في الدنيا، ويهلك نفسه في
الآخرة، قال: وإن أدنى أهل الجنة منزلة، وأسفلهم درجة، رجل
لا يدخل الجنة بعده أحد، يفسح له في بصره مسيرة مئة عام في قصور من
ذهب، وخيام من لؤلؤ، ليس فيها موضع شبر إلا معمور، يغدى عليه
كل يوم ويراح بسبعين ألف صحفة من ذهب، ليس منها صحفة
إلا فيها لون ليس في الاخر مثله، شهوته في آخرها كشهوته في أولها،
لو نزل به جميع أهل الدنيا لوسع عليهم مما أعطي، لا ينقص ذلك مما
أوتي شيئا.
باب قول تعس الشيطان وتحريق الكتب
(20899) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن أبي تميمة
الهجيمي عن من كان رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت ردفه على
حمار، فعثر الحمار، فقلت: تعس الشيطان، فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
لا تقل: تعس الشيطان، فإنك إذا قلت: تعس الشيطان تعاظم في
نفسه وقال: صرعته بقوتي، وإذا قلت: بسم الله، تصاغرت إليه
نفسه، حتى يكون أصغر من الذباب.
424

(20900) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن منصور عن مجاهد
قال: لما لعن الله إبليس أهبط إلى الأرض، رن ونخر، فلعن من
فعلهما.
(20901) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس قال:
كان أبي يحرق الصحف إذا اجتمعت عنده، فيها الرسائل فيها:
بسم الله الرحمن الرحيم.
(20902) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة قال:
أحرق أبي يوم الحرة كتب فقه كانت له، قال: فكان يقول بعد
ذلك: لان تكون عندي أحب إلي من أن كون لي مثل أهلي ومالي.
(20903) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الثوري عن مغيرة
عن إبراهيم أنه كره أن تحرق الصحف إذا كان فيها ذكر الله.
(20904) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت الملائكة من نور،
وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم.
باب من حالت شفاعته دون حد
(20905) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عطاء الخراساني عن
ابن عمر أنه قال: ألا تقولون: لا إله إلا الله، وسبحان الله وبحمده.
فإنهما ألفان من كلام الله، بالواحدة عشر، وبالعشر مئة، وبالمئة ألف.
425

ومن زاد زاده الله، ومن استغفر الله له، ومن حالت شفاعته دون
حد من حدود الله فقد ضاد الله في حكمه، ومن أعان على خصم دون
حق أو بما لا يعلم، كان في سخط الله حتى ينزع، ومن تبرأ من
ولد ليفضحه في الدنيا فضحه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة،
ومن بهت مؤمنا بما لا يعلم جعله الله في ردغة الخبال، حتى يأتي
بالمخرج مما قال: ومن مات وعليه دين أخذ من حسناته لا دينار
ولا درهم، وركعتي الفجر حافظوا عليهما فإن فيهما رغب الدهر.
(20906) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
أن صبيغا قدم على عمر، فقال: من أنت؟ فقال: أنا عبد الله صبيغ،
فسأله عمر عن أشياء، فعاقبه. قال أبو بكر: في علمي أنه قال: وحرق كتبه، وكتب إلى أهل البصرة ألا تجالسوه (1).
(20907) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: خرجت الحرورية،
فقيل لصبيغ: إنه قد خرج قوم يقولون كذا وكذا، قال: هيهات قد
نفعني الله بموعظة الرجل الصالح، قال وكان عمر ضربه حتى
سالت الدماء على رجليه - أو قال: على عقبيه -
(20908) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه
قال: جاء رجل إلى ابن عباس يستعين به على ابن الزبير - وكان

(1) روى الدارمي قصة عقوبته وأن لا يجالسوه من طريق نافع مولى ابن عمر
وروى قصة ضربه فقط من طريق سليمان بن يسار وفيه أنه قال: ذهب الذي كنت أجده
في رأسي، وفي رواية نافع أن أبا موسى كتب إلى عمر: أنه حسنت حالته، فكتب عمر
يأذن للناس بمجالسته ص 31
426

عاملا - فقال له ابن عباس: أنت امرو ظلوم، لا يحل لاحد أن يشفع
لك، ولا يدفع عنك.
باب قوة النبي صلى الله عليه وسلم
(20909) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يزيد بن أبي زياد
- قال: أحسبه عن عبد الله بن الحارث قال: صارع النبي صلى الله عليه وسلم
أبا ركانة (1) في الجاهلية، وكان شديدا، فقال: شاة بشاة، فصرعه
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو ركانة: عاودني! فصارعه، فصرعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيضا، فقال: عاودني في أخرى، فعاوده، فصرعه رسول
الله صلى الله عليه وسلم أيضا فقال أبو ركانة: هذا أقول لأهلي: شاة أكلها الذئب،
وشاة تكسرت، فماذا أقول للثالثة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما كنا لنجمع
عليك أن نصرعك، ونغرمك، خذ غنمك.
باب مثل هذه الأمة وغيره
(20910) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر بن ثابت عن
أنس قال: فزع أهل المدينة مرة، فركب النبي صلى الله عليه وسلم فرسا كأنه
مقرف، فركضه في آثارهم، فلما رجع قال: وجدناه بحرا (2).

(1) في (د) و (ت) أن الذي صارعه النبي صلى الله عليه وسلم ركانة، وراجع الإصابة (باب
الراء من الكنى).
(2) أخرجه البخاري من طريق قتادة عن أنس 10: 452
427

(20911) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب عن
نافع عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثلكم ومثل اليهود
والنصارى كمثل رجل قال: من استأجره يعمل إلى نصف النهار
بقيراط؟ فعملت اليهود، ثم قال: من استأجره يعمل إلى صلاة
العصر بقيراط؟ فعملت النصارى، ثم قال: من استأجره يعمل إلى
الليل بقيراطين؟ فعملتم أنتم، فلكم الاجر مرتين، فقالت اليهود
والنصارى: نحن أكثر عملا وأقل أجورا، فقال الله: أظلمتكم
من أجور كم شيئا؟ قالوا: لا، قال: فإنه فضلي أوتيه من أشاء (1).
باب الرجل يبدأ بنفسه في الكتاب
(20912) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب قال: قرأت
كتابا: من العلاء بن الحضرمي إلى محمد رسول الله (2).
(20912) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني من سمع
ابن سيرين يقول: كان ابن عمر إذا كتب بسم الله الرحمن الرحيم
كتب: أما بعد، عبد الله بن عمر (3).
(20914) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب أو

(1) أخرجه البخاري من طريق حماد عن أيوب عن نافع 4: 300 ومن حديث
في (كتاب الصلاة).
(2) أخرجه (د) من طريق ابن سيرين.
(3) لكنه ثبت أن ابن عمر كتب في بعض الأخبار فبدأ باسم المكتوب إليه، راجع
الفتح 11: 37.
428

غيره عن نافع قال: كان عمال عمر إذا كتبوا إليه بدأوا بأنفسهم،
قال: ووجد زياد كتابا، من النعمان بن مقرن إلى عبد الله عمر (1) أمير المؤمنين، فقال زياد: ما كان هؤلاء إلا أعرابا (2)، قال معمر:
وكان أيوب ربما بدأ باسم الرجل قبله إذا كتب إليه، وكان ذلك
الرجل عريفا.
(20915) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن نافع قال: كان ابن عمر يأمر غلمانه إذا كتبوا إليه أن يبدأوا
بأنفسهم، وإلا لم أرد إليكم جوابا.
(20916) - أخبرنا عبد الرزاق عن قيس بن الربيع عن إسماعيل
ابن أبي خالد عن الشعبي قال: كتب أبو عبيدة بن الجراح ومعاذ بن
جبل: لعبد الله عمر أمير المؤمنين (3).
باب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
(20917) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها: هذا جبريل وهو يقرأ

(1) في (ص) (بن عمر) خطأ.
(2) في (ص) (إلا أعراب).
(3) أخرج أبو نعيم عن محمد بن سوقة قال: أتيت نعيم بن أبي هند فأخرج إلي صحيفة
فيها: من أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل إلى عمر ابن الخطاب 1: 238 قلت: فهذا
على الوجه المعروف.
429

عليك السلام، فقالت: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ترى ما
لا نرى (1).
(20918) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل: أبطأت عني حتى اشتقنا إليك، فقال:
ونحن إليك أشوق، فإذا أتيت عائشة فاقرأها السلام.
(20919) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حسبك من نساء العالمين مريم بنت عمران،
وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وآسية امرأة
فرعون (2).
(20920) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة قال: توفيت خديجة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أريت لخديجة
بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب، وهو قصب اللؤلؤ.
(20921) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت عن
أنس قال: بلغ صفية أن حفصة قالت: بنت يهودي، فبكت
فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهي تبكي، فقال لها: ما شأنك؟ فقالت:
قالت لي حفصة: إني بنت يهودي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لبنت

(1) أخرجه الترمذي من طريق ابن المبارك عن معمر 4: 363.
(2) أخرجه الترمذي من طريق المصنف 4: 366.
430

نبي، وإنك لتحت نبي، فبم تفخر عليك؟ ثم قال: اتقي الله
يا حفصة (1).
(20922) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم شاكيا وعنده أزواجه، فقالت صفية: يا رسول
الله! لوددت أن الذي بك بي، قال: فتغامز بها أزواج النبي صلى الله عليه وسلم،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أعبتنها، فوالذي نفسي بيده إنها لصادقة.
(20923) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن يحيى
ابن سعيد بن العاص أن النبي صلى الله عليه وسلم استعذر (2) أبا بكر من عائشة،
ولم يخش النبي صلى الله عليه وسلم أن ينالها أبو بكر بالذي نالها، قال: فرفع أبو بكر
بيده، فلطم في صدر عائشة، فوجد من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقال
لأبي بكر: ما أنا بمستعذرك منها بعد فعلتك هذه.
(20924) - قال معمر: وأخبرني رجل من عبد القيس أن النبي
صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر، فاستعذره من عائشة، فبيناهما عنده قالت:
إنك لتقول: إنك لنبي، فقام إليها أبو بكر فضرب خدها، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: مه يا أبا بكر! ما لهذا دعوناك
(20925) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
عن عائشة قالت: اجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبي
صلى الله عليه وسلم، فقلن لها: قولي له: إن نساءك قد اجتمعن وهن ينشدنك (3)

(1) أخرجه الترمذي والنسائي كما في المشكاة.
(2) أي قال له: من يعذرني من عائشة؟ وحاصل المعنى أنه شكاها إليه،
(3) وفي طريق محمد بن عبد الرحمن عند مسلم (يسألنك العدل).
431

العدل في بنت أبي قحافة، قالت: فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو
مع عائشة في مرطها، فقالت (1) له: إن نساءك أرسلنني إليك، وهن
ينشدنك العدل في بنت أبي قحافة، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أتحبينني؟
قالت: نعم، قال: فأحبيها، قال: فرجعت إليهم، فأخبرتهن
ما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن: إنك لم تصنعي شيئا، فارجعي إليه،
قالت فاطمة: والله لا أرجع إليه فيها أبدا،
قال الزهري: وكانت بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا،
فأرسلن زينب بنت جحش، قالت عائشة: وهي التي كانت
تساميني (2) من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت:
إن أزواجك أرسلنني إليك، وهن ينشدنك العدل في بنت
أبي قحافة، قالت: ثم أقبلت علي فشتمتني، قالت: فجعلت
أراقب النبي صلى الله عليه وسلم وأنظر طرفه، هل يأذن لي في أن أنتصر منها،
قالت: فلم يتكلم، فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها،
فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: إنها ابنة
أبي بكر، قالت عائشة: ولم أر امرأة خيرا، وأكثر صدقة، وأوصل
للرحم، وأبذل لنفسها في كل شئ يتقرب به إلى الله من زينب
ما عدا سورة (3) من غربه (4) حد (5) كان فيها يوشك منها الفيئة (6).

(1) كذا في (ص) والأظهر (فقلت).
(2) أي تعادلني وتضاهيني في الحظوة والمنزلة الرفيعة.
(3) السورة: الثوران، وعجلة الغضب.
(4) كذا في (ص) بإهمال النقط، وفي النهاية: ما عدا سورة من غرب، وهو الحدة.
(5) كذا في معظم نسخ مسلم أيضا، وفي بعضها (حدة) وهي شدة الخلق وثورانه.
(6) الفيئة: الرجوع، أي إذا وقع ذلك منها رجعت عنه سريعا، والحديث أخرجه مسلم
من طريق الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة 2: 285.
432

(20926) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كنت
عند الوليد بن عبد الملك، فكأنه تناول عائشة، فقلت له: يا أمير المؤمنين!
ألا أحدثك عن رجل من أهل الشام كان قد أوتي حكمة؟ قال: من هو؟
قلت: هو أبو مسلم الخولاني، وسمع أهل الشام كأنهم يتناولون من
عائشة، فقال: أخبركم بمثلكم ومثل أمكم هذه، كمثل عينين (1)
في رأس تؤذيان صاحبهما، ولا يستطيع أن يعاقبهما إلا بالذي هو
خير لهما، قال: فسكت.
قال الزهري: أخبرنيه أبو إدريس عنه أبي مسلم الخولاني.
باب القول في السفر
(20927) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عاصم عن عبد الله
ابن سرجس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسافرا يقول: اللهم
أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، والحور بعد الكور،
وسوء المنظر في الأهل والمال (2).
قلنا لعبد الرزاق: ما الحور بعد الكور؟ قال: سمعت معمرا
يقول: هو الكساء، قلنا: وما الكساء؟ قال: هو الرجل يكون صالحا،
ثم يتحول فيكون امرأ سوء (3).

(1) في (ص) (عنان).
(2) أخرجه الترمذي من طريق حماد بن زيد عن عاصم الأحول 4: 242.
(3) قال الترمذي: ويروى (الحور بعد الكون) أيضا، وكلاهما له وجه،
ويقال: إنما هو الرجوع من الايمان إلى الكفر، أو من الطاعة إلى المعصية، إنما يعني من
رجوع شئ إلى شئ من الشر، قلت: (بعد الكون) رواية مسلم، وراجع النووي
433

(20928) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن
طاوس عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب: سافروا تصحوا.
(20929) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن يزيد بن
أبي زياد عن مجاهد قال: صحت ابن عمر فكان إذا طلع الفجر رفع
صوته، فقال: سمع سامع بحمد الله ونعمته، وحسن بلائه علينا، اللهم
صاحبنا، فأفضل علينا، اللهم عائذ (1) بك من جهنم (2).
(20930) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن
الخطاب كره أن يسافر الرجل وحده، وقال: أرأيتم إن مات من
أسأل عنه؟.
باب موت الفجاءة
(20931) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قام
سعد بن عبادة يبول، ثم رجع فقال: إني لأجد في ظهري شيئا،
فلم يلبث أن مات، فناحته الجن، فقالوا:
قتلنا سيد الخز * رج سعد بن عبادة
رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده (3)

(1) كذا في (ص). وفي عمل اليوم والليلة (عائذا).
(2) أخرجه ابن السني من حديث أبي هريرة مرفوعا ص 164.
(3) ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن جريج عن عطاء.
434

(20932) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال:
قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: إنه يمرض الرجل الذي كنا نرى أنه صالح فيشد (1)
عليه عند موته، ويمرض الذي كنا لا نرى فيه خيرا، فيهون عليه
عند موته، فقال: إن المؤمن يبقى عليه من ذنوبه عند موته، فيشتد
عليه بها، لان يلقى الله ولا حسنة له (2)
باب مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن
(20933) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
عن أنس - قال: أحسبه - عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة، طعمها طيب وريحها
طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، طعمها طيب
ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحان، ريحه
طيب وليس له طعم، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة،
ريحها منتن وطعمها منتن (3)
(20934) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عثمان بن يزدويه (4)

(1) كذا في (ص) ولعل الصواب (فشدد) أو (فيشتد).
(2) كذا في (ص) وعندي في هذا الحديث سقط بعد قوله: (فيشدد عليه بها)
وأرى الساقط (ليكفر بها، وإن الفاجر - أو الكافر - ليعمل الحسنة فيهون عليه عند موته)
فقد روى الطبراني في معناه نحو هذا، راجع الزوائد 2: 326.
(3) أخرجه البخاري من طريق همام عن قتادة 13: 312 وأخرجه في فضائل
القرآن أيضا بلفظ غير لفظ المصنف.
(4) هو الصنعاني، روى عن أنس وغيره، وعنه معمر وغيره، ذكره ابن أبي حاتم
435

عن يعفر بن روذي (1) قال: سمعت عبيد بن عمير وهو يقص، يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مثل المنافق كمثل الشاة الرابضة بين الغنمين،
فقال ابن عمر: ويلكم لا تكذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثل المنافق.
كمثل الشاة الباعرة (2) بين الغنمين (3).
(20935) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا حلف في الاسلام، وتمسكوا بجلف الجاهلية.
(20936) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام أنه سمع
أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يسب أحدكم الدهر
فإن الله هو الدهر، ولا يقول أحدكم للعنب الكرم، فإن الكرم الرجل
المسلم (4).
(20937) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: وأخبرني أيوب
عن ابن سيرين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (5).
(20938) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن ابن
المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال الله: يؤذيني ابن
آدم، يقول: يا خيبة الدهر! فلا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر، فإني

(1) ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
(2) كذا في (ص) وفي مسلم (كمثل الشاة العائرة) 2: 370.
(3) الحديث رواه الحميدي 2: 302 وأحمد والطيالسي، وأظن المصنف رواه أيضا من طريق آخر بلفظ آخر.
(4) أخرجه مسلم من هذا الوجه والبخاري من طريق أبي سلمة 10: 430.
(5) أخرجه مسلم.
436

أنا الدهر أقبله ليله ونهاره، فإذا شئت قبضتهما (1)
باب الغمر، والفخر بأهل الجاهلية
(20939) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من نام وفي يده ريح غمر (2)
فأصابه شئ فلا يلومن إلا نفسه.
(20940) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم الجزري
قال: وجد النبي صلى الله عليه وسلم من رجل ريح غمر فقال: هلا غسلت
منه يدك (3).
(20941) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تفخروا بآبائكم الذين هلكوا في
الجاهلية، فوالله للجعل يدهده الخرء (4) عند منخره خير منهم (5)،
ومثل (6) ذلك كمثل ملك ابتنى دارا وصنع طعاما، وجعل يدعو الناس
إلى طعامه، فبعث ملكا عليه ثياب رثة فدخل، فجعلوا يدفعونه، يقولون

(1) أخرجه مسلم، والبخاري في التفسير.
(2) الغمر بالتحريك: الدسومة، وزهومة اللحم، كالوضر من السمن.
(3) أخرج الترمذي حديث أبي هريرة في كراهية ريح الغمر، ورواه ابن ماجة
من حديث فاطمة، والطبراني من حديث أبي سعيد.
(4) في (ص) بحذف الهمزة، والخرة والخراء: العذرة. ويدهده من الدهدهة،
وهي الدحرجة.
(5) أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده من حديث ابن عباس، والترمذي
نحوه من حديث ابن عمر في تفسير سورة الحجرات، وأبي هريرة: 4: 382.
(6) كذا في (ص).
437

له: اخرج، فقال: أليس إنما صنعتم طعامكم هذا ليأكله الناس؟
قالوا: بلى! ولكن مثلك لا يأكله، إنما يأكل طعام الملك الأبرار، قال:
فخرج، ثم رجع وعليه هيئة حسنة، فمر بهم ولم يدخل، فاشتدوا
إليه - أو قال: ابتدروا إليه - يدعونه، فأبى أن يأتي معهم، فقالوا:
إنك إن لم تأت معنا ضربنا الملك إن أخبر أنك مررت هاهنا،
قال: فجعل يغمس ثيابه في الطعام، فذلك مثلهم (1).
(20942) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة وعلي بن
زيد بن جدعان قالا: كان بين سعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي
شئ، فقال سعد وهم في مجلس: انتسب يا فلان! فانتسب، ثم
قال للاخر، ثم للاخر، حتى بلغ سلمان فقال: انتسب يا سلمان!
قال: ما أعرف لي أبا في الاسلام، ولكني سلمان ابن الاسلام، فنمي
ذلك إلى عمر، فقال عمر لسعد ولقيه (1): انتسب يا سعد! فقال:
أشهدك الله يا أمير المؤمنين! قال: وكأنه عرف، فأبى أن يدعه حتى
انتسب، [ثم] قال للاخر، حتى بلغ سلمان، فقال: انتسب يا سلمان! فقال:
أنعم الله علي بالاسلام، فأنا سلمان ابن الاسلام، قال عمر: قد علمت
قريش أن الخطاب كان أعزهم في الجاهلية، وأنا عمر ابن الاسلام،
أخو سلمان في الاسلام، أما والله لولا (2) لعاقبتك عقوبة يسمع بها
أهل الأمصار، أما علمت - أو ما سمعت - أن رجلا انتمى إلى تسعة آباء

(1) كذا في (ص).
(2) ظني أن الكلمة كتبت أولا هكذا (لولى) ثم أصلحها الكاتب.
438

في الجاهلية، فكان عاشره في النار، وانتمى رجل إلى رجل في
الاسلام وترك ما فوق ذلك، فكان معه في الجنة (1).
باب التلقي
(20943) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عروة
ابن الزبير أن الأنصار تلقت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة.
(20944) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال أخبرني
عمرو بن واثلة أن نافع بن عبد الحارث تلقى عمر بن الخطاب
إلى عسفان، فقال له عمر: من استخلفت على أهل الوادي؟ - يعني
أهل مكة - قال: ابن أبزى (2) قال: من ابن أبزى؟ قال: رجل
من موالي، قال: استخلف عليهم مولى؟ قال: إنه قارئ لكتاب
الله، قال: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يرفع بهذا القرآن
أقواما ويضع به آخرين (3).
باب المستشار
(20945) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي عن بعض أشياخهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق إلى رجل من

(1) راجع الزوائد ج 8.
(2) هو عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم، ذكروه في الصحابة.
(3) أخرجه مسلم وأبو يعلى.
439

الأنصار يلتمسه، فلم يجده، فجلس حتى جاء الرجل، فلما رأى النبي
صلى الله عليه وسلم وضع في وسطه حبلا ثم ارتقى نخلة له، فقطع منها عذقا (1)،
فقربه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ثم دخل غنمه فأخذ شاه ليذبحها، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: اجتنب الدر (2) قال: فقال له النبي صلى الله عليه وسلم حين فرغ (3):
إذا جاءنا سبي فأتنا، قال: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فقسمه بين
الناس حتى لم يبق عنده إلا عبدان ()، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فقسمه بين
الناس حتى لم يبق عنده إلا عبدان (4)، فجاء الأنصاري فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: اختر أيهما شئت، قال: بل أنت فخر لي يا رسول
الله! قال: فمسح النبي صلى الله عليه وسلم إحدى يديه على الأخرى مرتين وهو
يقول: المستشار أمين، المستشار أمين خذ هذا - لأحدهما - فإني
قد رأيته يصلي (5). (20946) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: كان
مجلس عمر مغتصا من القراء شبابا كانوا أو كهولا، فربما استشارهم
فيقول: لا يمنع أحدا منكم حداثة سنه أن يشير برأيه، فإن العلم
ليس على حداثة السن ولا قدمه، ولكن الله يضعه حيث شاء، قال:
وكان يجالسه ابن أخ لعيينة بن حصن، قال: فجاء عيينة إلى عمر،

(1) في (ص) بالزاي.
(2) أي ذات الدر.
(3) في (ص) (نزع) وهو محتمل، والمعنى: حين كف عن الاكل.
(4) في (ص) (عبدين).
(5) أخرجه الترمذي من حديث أبي سلمة عن أبي هريرة أتم وأطول مما هنا 3:
274 وأخرجه مسلم مختصرا.
440

فقال: والله ما تقول العدل، ولا تعطي (1) الجزل، قال: فهم
عمر به، فقال ابن أخيه: يا أمير المؤمنين! إن الله يقول: (خد العفو
وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) (2) وإن هذا من الجاهلين،
قال: فتركه عمر، فلما ولي عثمان جاءه عيينة فقال: إن عمر أعطانا
فأغناها فأتقانا (3).
باب تقبيل الرأس واليد وغير ذلك
(20947) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم عن
بن سيرين قال: لولا أن أبا بكر قبل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأيت
أنها من أخلاق الجاهلية.
(20948) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن
أبي سلمة قال: كان ابن عباس يحدث أبا بكر كشف وجه رسول
الله صلى الله عليه وسلم، ثم أكب عليه فقبله.
(20949) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال:
كان يقال: نعما للعبد أن يكون عفلته (4) فيما أحل الله له.
(20950) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة قال:
كان يقال: نعما للعبد أن يكون عفلته (4) فيما أحل الله له.
(20950) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن عاصم

(1) في (ص) (تعط).
(2) سورة الأعراف، الآية: 199.
(3) أخرجه البخاري من حديث الزهري عن عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس
دون قوله: فلما ولى عثمان... الخ في التفسير 8: 211 وفي الاعتصام.
(4) كذا في (ص).
441

عن مسلم بن سلام عن عيسى بن حطان (1) عن علي بن طلق قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا فسا أحدكم فليتوضأ، ولا تأتوا
النساء في أستاهها، إن الله لا يستحيي من الحق (2)،
(20951) - قال عبد الرزاق: وأخبرني سليمان بن داود بن
ماحان قال: رأيت الثوري ومعمرا (3) حين التقيا احتضنا، وقبل كل
واحد منهما صاحبه.
باب إتيان المرأة في دبرها
(20952) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن سهيل
بن أبي صالح عن الحارث بن مخلد عن أبي هريرة قال: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: إن الذي يأتي المرأة في دبرها لا ينظر الله إليه يوم القيامة (4).
(20953) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاوس
عن أبيه قال: سئل ابن عباس عن الذي يأتي امرأته في دبرها، فقال:
هذا يسائلني (5) عن الكفر.
(20954) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني من

(1) كذا في (ص) وفي الترمذي (عن عاصم عن عيسى بن حطان عن مسلم بن
سلام (وهو الصواب.
(2) أخرجه الترمذي من طريق أبي معاوية عن عاصم 2: 205 وأخرجه (د) أيضا.
(3) في (ص) (معمر) بصورة الرفع.
(4) وروى أحمد و (د) عن أبي هريرة مرفوعا: (ملعون من أتي امرأته في دبرها).
(5) كذا في (ص) ولعل الصواب (يسألني).
442

سمع عكرمة يحدث أن عمر بن الخطاب ضرب رجلا في مثل ذلك
(20955) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: سألت
ابن المسيب وأبا سلمة بن عبد الرحمن عن ذلك، فكرهاه، ونهياني
عنه.
(20956) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
أن عبد الله بن عمرو قال: هي اللوطية الصغرى.
(20957) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة عن أبي
الدرداء أنه سئل عن ذلك، فقال: وهل يفعل ذلك إلا كافر؟
(20958) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ليث عن مجاهد
عن أبي هريرة أنه قال: من أتى ذلك فقد كفر.
(20959) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خثيم
عن صفية بنت شيبة قالت: لما قدم المهاجرون المدينة أرادوا أن
يأتوا النساء في أدبارهن في فروجهن، فأنكرن ذلك، فجئن إلى أم سلمة
فذكرن لها ذلك، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: (نساؤكم
حرث لكم فأتوا حرثكم أني شئتم) (1) سماما واحدا (2).

(1) سورة البقرة، الآية: 81.
(2) أخرجه الترمذي من حديث سفيان عن ابن خيثم عن صفية بنت شيبة عن
أم سلمة مختصرا بلفظ: (صماما واحدا) ثم قال: ويروى (في سمام واحد) 4: 75.
443

باب رفع الحجر ونفار الدابة
(20960) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه
قال: مر ابن عباس وقد ذهب بصره بقوم يرفعون حجرا، فقال:
ما شأنهم؟ فقيل له: يرفعون حجرا، ينظرون أيهم أقوى، فقال ابن
عباس: عمال الله أقوى من هؤلاء (1).
(20961) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان أن النبي صلى الله عليه وسلم
ركب بغلة فنفرت به، فقال لرجل: امسحها واقرأ عليها (قل أعوذ
برب الفلق).
باب مقتل عثمان
(20962) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري عن أبيه قال: كان
ابن سلام (2) يدخل على رؤوس قريش قبل أن يأتي أهل مصر فيقول
لهم: لا تقتلوا هذا الرجل - يعني عثمان - فيقولون: والله ما نريد قتله،
قال أفلح: فخرج وهو متكئ على يدي فيقول: والله لتقتلنه، قال:
وقال لهم ابن سلام حين حصير: اتركوا هذا الرجل أربعين ليلة،
فوالله لئن تركتموه ليموتن إليها، فأبوا، ثم خرج إليهم بعد ذلك

(1) أخرجه ابن المبارك في الزهد عن معمر بعين هذا الاسناد ولفظه: (يجذون
حجرا) ص 9.
(2) يعني عبد الله بن سلام.
444

بأيام فقال: اتركوه خمس عشرة، فوالله لئن تركتموه ليموتن إليها.
(20963) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن حميد
ابن هلال قال: قال لهم ابن سلاح: إن الملائكة لم تزل محيطة بمدينتكم
هذه منذ قدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى اليوم، فوالله لئن قتلتموه ليذهبن
ثم لا يعودوا (1) أبدا، فوالله لا يقتله رجل منكم إلا لقي الله أجذم
لا يد له، وإن سيف الله لم يزل معمودا عنكم، - إما قال: أبدا وإما قال: إلى يوم القيامة -
وما قتل نبي قط إلا قتل به سبعون ألفا، ولا خليفة إلا قتل به خمسة
وثلاثون ألفا قبل أن يجتمعوا، وذكر أنه قتل على دم يحيى بن زكريا
سبعون ألفا (2).
(20964) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع ابن سيرين
يقول: بعث عثمان سليط بن سليط (3) وعبد الرحمن بن عتاب بن
أسد، فقال: إذهبا إلى ابن سلام فتنكرا له كأنكما أتاويان (4)، فقولا
له: إنه كان من أمر الناس ما قد ترى، فبم تأمرنا؟ فأتيا ابن سلام
فقالا له نحو مقالته، فقال لأحدهما: أنت فلان بن فلان، وقال للاخر:
أنت فلان بن فلان، بعثكما أمير المؤمنين فأقرئها (5) عليه السلام،

(1) في (ص) (لتذهبن ثم لا تعودوا).
(2) أخرج آخر الحديث ابن سعد مختصرا برواية أبي المليح عن عبد الله بن سلام
3: 83.
(3) هاجر أبوه سليط بن عمرو إلى الحبشة، فولد سليط بن سليط هناك.
(4) الأتاوي: بفتح الهمزة: الغريب.
(5) كذا في (ص) بدون همزة الياء، ويقال: اقرءا عليه السلام (من المجرد)
وأقرئاه السلام من الافعال، أي أبلغاه.
445

وأخبراه أنه مقتول فليكف، فإنه أقوى لحجته يوم القيامة عند الله،
فأتياه فأخبراه، فقال: عثمان عزمت عليكم لا يقاتل معي منكم
أحد، فقال مروان: وأنا أعزم على نفسي لأقاتلن، فقاتل فضرب على
عنقه، فلم يزل ملقيا ذقنه على صدره حتى مات.
(20965) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عن قتادة
قال: قال ابن سلام: لئن كان قتل عثمان هدى لتحلبن لبنا، ولئن
كان قتل عثمان ضلالة لتحلبن دما (1)، قال: وقال حذيفة: طارت
القلوب مطارها، ثكلت كل شجاع بطل من العرب أمه اليوم، والله
لا يأتيكم بعد بعده هذه (2) إلا أصغر أبتر الاخر شر.
(20966) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أبان قال: أخبرني
سلام... (3) عن عبد الله بن رباح (4) قال: دخلت أنا وأبو قتادة
على عثمان وهو محصور، فاستأذناه في الحج فأذن لنا، فقلنا: يا أمير
المؤمنين! قد حضر من أمر هؤلاء ما قد ترى، فما تأمرنا؟ قال: عليكم
بالجماعة، قلنا: فإنا نخاف أن تكون الجماعة مع هؤلاء الذين يخالفونك، قال: الزموا الجماعة حيث كانت، قال: فخرجنا من عنده، فلقيت (5)

(1) رواه ابن سعد عن ابن سيرين عن حذيفة بلفظ آخر 3: 83.
(2) كذا في (ص) وانظر هل الصواب (بعد هذه).
(3) هنا في (ص) كلمة مشتبهة وكأنها (المكي).
(4) من رجال التهذيب.
(5) كذا في (ص) والأظهر (لقينا).
446

الحسن بن علي داخلا عليه، فرجعنا معه لنسمع ما يقول، قال: أنا
هذا (1) يا أمير المؤمنين! فأمرني بأمرك، قال: اجلس يا ابن أخي حتى
يأتي الله بأمره، فإنه لا حاجة لي في الدنيا - أو قال: في القتال -
(20967) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة قال: دخلت على عائشة أنا وعبيد الله (2) بن عدي بن الخيار،
فذكرت عثمان فقالت: يا ليتني كنت نسيا منسيا، والله ما انتهكت
من عثمان شيئا إلا قد انتهك مني مثله، حتى لو أحببت قتله لقتلت،
ثم قالت: يا عبيد الله بن عدي لا يغرنك أحد بعد النفر الذين تعلم،
فوالله ما احترقت أعمال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى حم (3) القراء
الذين طعنوا على عثمان، فقرأوا قراءة لا يقرأ مثلها، وصلوا صلاة
لا يصلى مثلها،، وصاموا صياما لا يصام (4) مثله، وقالوا قولا
لا نحسن أن نقول مثله، فلما تدبرت الصنع إذا ما يقاربون أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا سمعت حسن قول امرئ (فقل اعملوا فسيرى
الله عملكم ورسوله والمؤمنون) (5) ولا يستخفنك أحد.
(20968) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن أبي قلابة أن رجلا من قريش يقال له ثمامة كان على صنعاء، فلما

(1) انظر هل الصواب (هنا).
(2) هذا هو الصواب عندي، وفي (ص) (عبد الله).
(3) الكلمة غير واضحة في (ص) وصورتها (لحم).
(4) الكلمة في (ص) غير واضحة.
(5) سورة التوبة، الآية: 105.
447

جاءه قتل عثمان خطب فبكى بكاء شديدا، فلما أفاق واستفاق
قال: اليوم انتزعت خلافة النبوة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وصارت ملكا
وجبرية، من أخذ شيئا غلب عليه (1).
(20969) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
عن أبي قلابة عن زهدم قال: كنا عند ابن عباس بوما، فقال: والله
لأحدثنكم بحديث ما هو بسر ولا علانية، ما هو بسر فأكتمكموه،
ولا علانية فأخطب به، وإنه لما وثب على عثمان فقتل، قلت لابن أبي
طالب: اجتنب هذا الامر فستكفاه، فعصاني، وما أراه يظفر، وأيم
الله ليظهرن عليكم ابن أبي سفيان، لان الله قال: (ومن قتل مظلوما فقد
جعلنا لوليه سلطانا) (2) وأيم الله لتسيرن (3) فيكم قريش بسيرة (4) فارس
والروم، قال: قلنا: فما تأمرنا يا ابن عباس إن أدركنا ذلك؟ قال:
من أخذ منكم بما يعرف نجا، ومن ترك - وأنتم تاركون - كان
كبعض هذه القرون التي هلكت.
(20970) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن عكرمة
ابن خالد أن مالك (5) الأشتر دخل على علي فقال: إن الناس قد أنكروا

(1) أخرجه ابن سعد من طريق حماد بن زيد عن أيوب 3: 80 ورواه البخاري
في التاريخ، وابن سعد أيضا عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي الأشعث عن ثمامة، ورواه
ابن منده أيضا كما في الإصابة 1: 204.
(2) سورة الإسراء، الآية: 33.
(3) في (ص) (لتستيرن).
(4) أو سيرة بحذف الباء.
(5) كذا في (ص) والرسم (مالكا).
448

بعض الامر، وقالوا: ما أشبه الليلة بالبارحة، عتبنا (1) فنحن
في مثله، قال: وعنده الحسن بن علي وعبد الله بن عباس، فقال علي:
يا غلام! ائتني بالجامعة والسيف، قال: فقام الحسن وابن عباس
فقالا: يا أمير المؤمنين! ننشدك الله، فلم يزالا يكلمانه حتى ترك،
وقال له: انطلق، فخرج سريعا، فهبط [على] درجة البيت خائفا، فقال
علي حين ذهب: إنه فرقنا (2) ففرقناه، فأينا كان أشد فرقا لصاحبه.
(20971) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن علي بن
زيد عن الحسن عن قيس بن عباد قال: كنا مع علي فكان إذا شهد
مشهدا، أو أشرف على أكمة، أو هبط واديا، قال: صدق الله ورسوله،
فقلت لرجل من بني يشكر: انطلق بنا إلى أمير المؤمنين حتى نسأله
عن قوله: صدق الله ورسوله، قال: فانطلقنا إليه، فقلنا: يا أمير
المؤمنين! رأيناك إذا شهدت مشهدا، أو هبطت واديا، أو أشرفتا
على أكمة، قلت: صدق الله ورسوله، فهل عهد إليك رسول الله شيئا في
ذلك؟ قال: فأعرض عنا، وألحفنا عليه، فلما رأى ذلك قال: والله
ما عهد إلي رسول الله عهدا إلا شيئا عهده إلى الناس، ولكن الناس
وقعوا على عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعالا مني،
ثم رأيت أني أحقهم لهذا الامر فوثبت عليه، فالله أعلم أصبنا أم
أخطأنا (3).

(1) أي أنكرنا.
(2) أي خوفنا فخوفناه.
(3) أخرجه أحمد في مسنده.
449

(20972) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن
أبيه قال: سمعت ابن عباس يقول: سمعت عليا يقول: والله ما قتلت
عثمان، ولا أمرت بقتله، ولكن غلبت.
(20973) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: لما وقعت فتنة عثمان قال رجل لأهله: أوثقوني بالحديد
فإني مجنون، فلما قتل عثمان قال: خلوا عني! فالحمد لله الذي
شفاني من الجنون، وعافاني من قتل عثمان.
(20794) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش قال:
قال عثمان لحذيفة ولقيه: والله ما يدعني ما يبلغني عنك بظهر
الغيب، ثم ولى حذيفة، فلما أجاز قال: ردوه، قال له عثمان أيضا
مثل قوله الأول، فقال له حذيفة: والله لتخرجن كما يخرج الثور،
ولتسخطن كما يسخطن الجمل (1).
باب ظل السراح
(20975) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
كان رجل من الأنصار مستظلا تحت سرحة، فمر عمر رضي الله عنه،
فسلم عليه وقال: أتدري لما يستحب ظل السرح؟ قال: نعم، قال: لم؟
قال: لأنه بارد ظلها ولا شوك فيها، قال: ولغير ذلك! أرأيت إذا

(1) النص هكذا في (ص) والصواب عندي (لتخورن كما يخور الثور، ولتشحطن
كما يشحط الجمل، والخوار: صوت البقر، وشحط الجمل: ذبحه.
450

كنت بين المأزمين دون منى فإن من هنالك إلى مطلع الشمس مكان
السرر - أول قال: مسجد السرر - سر فيه سبعون نبيا، فاستظل نبي منهم
تحت سرحة، دعا فاستجاب له، ودعا له فكفى كما رأيت، لا يعتل
كما يعتل السحر.
قال معمر: سروا: قطعت سررهم، لا تعتل: يعني حفرا أبدا.
باب ضحك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك
(20976) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: سئل
ابن عمر رضي الله عنه: هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟
قال: نعم والايمان في قلوبهم أعظم من الجبال.
(20977) - أخبرنا عن معمر عن أيوب عن ابن
سيرين قال: كنت أسمع الحديث من عشرة كلهم يختلف في اللفظ،
والمعنى واحد.
(20987) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: كتبت عائشة
إلى معاوية رضي الله عنهما: أما بعد، فإنه من يطلب أن يحمده الناس
بسخط الله يكن من يحمده من الناس ذاما (1).
(20979) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم

(1) رواه الحميدي من حديث عباس بن ذريح عن الشعبي ولفظه: (من يعمل بغير
طاعة الله يعود حامده من الناس ذاما) 1: 129 ورواه وكيع في أخبار القضاة 1: 38.
451

يرفع الحديث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خير أعمالكم ما تحبون
أن يعلم، قال زيد: وإن ستره أسلم له وهو يحب أن يعلم به.
باب ذكر الحسن رضي الله عنه
(20980) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن أيوب
عن ابن سيرين أن الحسن بن علي قال: لو نظرتم ما بين حالوس
إلى حابلق ما وجدتم رجلا جده نبي غيري وأخي، فإني أرى تجمعوا
على معاوية (وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين) (1).
قال معمر: حالوس وحابلق: المغرب والمشرق
(20981) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني من سمع
الحسن يحدث عن أبي بكرة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحدثنا يوما
والحسن بن علي في حجره، فيقبل على أصحابه فيحدثهم، ثم يقبل
على الحسن فيقبله، ثم قال: ابني هذا سيد، إن يعش يصلح بين
طائفتين من المسلمين (2).
(20982) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني من سمع
ابن سيرين يحدث عن مولى للحسن بن علي قال: كان الحسن في
مرضه الذي مات فيه يختلف إلى مربد له، فأبطأ علينا مرة ثم رجع،
فقال: لقد رأيت كبدي آنفا، ولقد سقيت السم مرارا، وما سقيته

(1) سورة الأنبياء، الآية 111.
(2) أخرجه البخاري في المناقب 7: 67 وفي الفتن، والترمذي 4: 340.
452

قط أشد من مرتي هذه، فقال حسين: ومن سقى له؟ قال: لم؟
أتقتله؟ بل نكله إلى الله.
(20983) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: دخل ابن عباس على معاوية فقال له: إني لأراك على
ملة ابن أبي طالب، فقال ابن عباس: لا، ولا على ملة ابن عفان.
قال طاووس: يعني ملة محمد صلى الله عليه وسلم ليست لاحد.
(20984) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
قال: أخبرني أنس بن مالك قال: لم يكن فيهم أحد أشبه برسول
الله صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي (1).
(20985) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن همام بن منبه قال:
سمعت ابن عباس يقول: ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية،
كان الناس يردون بيته على أرجاء وادي (2)، ليس بالضيق الحصر (3)
العصعص (4) المتعصب (5)، يعني ابن الزبير.
باب حلق القفا والزهد
(20986) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن عمر بن

(1) أخرجه الترمذي من طريق المصنف 4: 341.
(2) كذا في (ص).
(3) ككتف: البخيل، الضيق الصدر.
(4) بضم العينين: الملزز الخلق، القليل الخير.
(5) من أتى بالعصبية.
453

الخطاب رأى رجلا قد حلق قفاه ولبس حريرا، فقال: من تشبه بقوم
فهو منهم.
(20987) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: دخل
رجل على أبي ذر فرأى امرأته مشعثة، ليس عليها أثر مجاسد ولا خلوق،
فقال: إن هذه تأمرني أن آتي العراق، ولو أتيت العراق قالوا: هذا
أبو ذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمالوا علينا من الدنيا، فإن النبي
صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن بين أيدينا جسر دونه دحض ومزلة، وأما أن
نأخذه ونحن مصطرته (1) أحمالنا خير من أن نأخذه ونحن مثقلون (2).
باب التحريش بين البهائم وقبر أبي رغال
(20988) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
عن أبيه - قال معمر: لا أدري أرفعه أم لا - قال: لا يحل لاحد أن
يحرش بين فحلين، دكين فما فوقهما.
(20989) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن إسماعيل
ابن أمية، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبر فقال: أتدرون ما هذا؟ قالوا:
الله ورسوله أعلم، قال: هذا قبر أبي رغال، قالوا: ومن أبو رغال؟
قال: رجل كان من ثمود، كان في حرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله،
فلما خرج أصابه ما أصاب قومه، فدفن هاهنا، ودفن معه غصن

(1) لينظر ما هو.
(2) أخرجه أبو نعيم في الحلية 1: 161.
454

من ذهب، فابتدره القوم فبحثوا عنه، حتى استخرجوا الغصن.
باب المعدن الصالح
(20990) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن
أبيه قال: كان رجل فيما خلا من الزمان، وكان رجلا عاقلا لبيبا، فكبر،
فقعد في البيت، فقال لابنه يوما: إني قد اغتممت فلو أدخلت
على رجالا يكلمونني، فذهب ابنه فجمع نفرا، فقال: ادخلوا
فحدثوه، فإن سمعتم منه منكرا فاعذروه فإنه قد كبر، وإن سمعتم
منه خيرا فاقبلوا، فدخلوا عليه، فكان أول ما تكلم به أن قال:
ألا أكيس الكيس التقى، وإن أعجز العجز الفجور، وإذا تزوج
أحدكم فليتزوج في معدن صالح، وإذا اطلعتم من رجل على فجرة
فاحذروه فإن لها أخوات (1).
باب سوء الملكة (2) والنفس وغير ذلك
(20991) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري عن
أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقل
أحدكم: إني خبيث النفس، ولكن ليقل: إني لقس النفس (3).

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق المصنف 4: 8.
(2) في (ص) (المملكة) ويصح، والمشهور الملكة بفتحتين وهي الملك، يقال: فلان
حسن الملكة إذا كان حسن الصنيع إلى مماليكه.
(3) أخرجه البخاري من طريق يونس عن الزهري باللفظ الآتي 10: 428.
455

(20992) أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن
أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يقل أحدكم خبثت نفسي، ولكن
ليقل: لقست نفسي (1).
(20993) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن فرقد
السبخي عن مرة الطيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يدخل الجنة
سئ الملكة (2).
(20994) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني من سمع
عكرمة يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب (3) امرأة على
زوجها، وليس منا من خبب عبدا على سيده (4).
باب القول إذا دخلت قرية، وفتنة المال، والميتة
(20995) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: كان
ابن مسعود إذا أراد أن يدخل قرية قال: اللهم رب السماوات وما
أظلت، ورب الأرض وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، ورب

(1) أخرجه البخاري من طريق سفيان عن هشام عن أبيه عن عائشة موصولا 10:
428.
(2) أخرجه الترمذي من طريق همام عن فرقد عن مرة عن أبي بكر الصديق
مرفوعا، وقال: حديث غريب 3: 129.
(3) بخاء معجمة وموحدتين، أي خدع وأفسد.
(4) أخرجه (د) من طريق عبد الله بن عيسى عن عكرمة عن يحيى
أبي هريرة مرفوعا ص 296.
456

الرياح وما ذرت، أسئلك خيرها وخير ما فيها، وأعوذ بك من
شرها وشر ما فيها (1).
(20996) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي
بلج عن أسامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما جعل الله ميتة عبد بأرض
إلا جعل له بها حاجة.
(20997) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أخبرني
إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: قدم رجل من أهل الشام
المدينة، فلقي أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليهم، وكان عبد الرحمن
ابن عوف غائبا في أرض له بالجرف (2)، فأتاه فإذا هو واضع رداءه
والمسحاة في يده وهو يحول الماء في أرضه، فلما رآه عبد الرحمن
وضع المسحاة من يده، ولبس رداءه، قال: فوقف عليه الرجل،
فسلم عليه، وقال: جئت لأمر فرأيت أعجب منه، ما أدري أعلمتم
ما لم نعلم، أو جاءكم ما لم يأتنا، ما لنا نخف (3) في الجهاد وتتثاقلون
عنه؟ ونزهد في الدنيا وترغبون فيها؟ وأنتم سلفنا وأصحاب نبينا،
فقال عبد الرحمن بن عوف: ما علمنا إلا ما علمتم، ولا جاءنا إلا
ما جاءكم، ولكنا ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم
نصبر (4).

(1) أخرجه بان السني من حديث صهيب مرفوعا ص 67.
(2) بضمتين.
(3) خف: أسرع.
(4) أخرجه ابن المبارك عن يونس عن الزهري تاما 182 وأخرج الترمذي آخره
فقط بلفظ: (ابتلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالضراء... الخ) 3: 307.
457

باب التجار، ومن أكل ولبس بأخيه
(20998) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش قال
سمعت شيخا يحدث عن أبي الدرداء - وأظنه شهر بن حوشب - قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الزرع أمانة، والتاجر فاجر، والله ما أحب أن
لي أمة بغيا بدرهمين، ولا عبدا حناطا خائنا بدرهم.
(20999) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن خثيم
عن إسماعيل بن عبيد بن رفاعة عن أبيه عن جده قال: خرجت مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السوق، فقال: يا معشر التجار! فرفع الناس إليه
أبصارهم، واستجابوا له، فقال: إن التجار يبعثون يوم القيامة
فجارا، إلا من اتقى الله وبر وصدق (1).
(21000) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عمن سمع الحسن يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أكل بأخيه المسلم أكلة أطعمه الله مثلها من نار،
ومن لبس بأخيه المسلم ثوبا ألبسه الله ثوبا مثله من النار، ومن قام بأخيه
المسلم مقام رياء وسمعة أقامه الله يوم القيامة مقام رياء وسمعة (2).
(21001) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
لقي النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من الأنصار مهموما، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ما
شأنك؟ فقال: رأيت في النوم أني أموت [غدا] (3)، فلهز النبي

(1) (أخرجه الترمذي وابن ماجة والدارمي.
(2) أخرجه أبو داود من حديث المستورد مرفوعا.
(3) ظني أنه سقط من هنا، يدل عليه السياق.
458

صلى الله عليه وسلم في صدره: وقال: أليس غدا الدهر كله.
(21002) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم عن
رجل عن سعد بن أبي وقاص قال: يوشك قوم أن يأكلوا بألسنتهم
كما تأكل البقر بألسنتها (1).
باب الاستسقاء بالأنوار والسمح
(21003) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن صالح
ابن كيسان عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن زيد بن خالد الجهني
قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم الصبح بالحديبة في أثر سماء،
فقال لما انصرف: لم تسمعوا ما قال ربكم الليلة؟ ما أنعمت على عبادي
نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين (2)، فأما من آمن بي وحمدني
على سقائي وأثنى علي فذلك الذي آمن بي وكفر بالكوكب، وأما من
قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك الذي آمن بالكوكب وكفر
بي - أو قال كفر نعمتي - (3).
(21004) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: أحب الله عبدا سمحا إذا باع، سمحا إذا اشترى،

(1) أخرجه أحمد في مسنده، وهو في المشكاة أيضا ص 402.
(2) في (ص) (كافرون).
(3) أخرجه البخاري من طريق مالك عن صالح بن كيسان 2: 355.
459

سمحا إذا قضى، سمحا إذا اقتصى (1).
باب الزرع
(21005) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن خلاد بن عبد الرحمن
قال: سمعت رجلا من قريش يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أن
أصحاب البقر الذين يتبعون أذناب ثيرانهم لا يشركون بالله شيئا
سبقوا الناس سبقا بعيدا، وحلت لهم كل حلوة، بيد أنهم يعينون
الناس بأعمال أبدانهم ويغيثون (2) أنفسهم.
(21006) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: تصدقوا، ولا تحقروا، قالوا: على من يا رسول
الله! قال: على الناس: الأسير، والمسكين، والفقير، قالوا:
فأي أموالنا أفضل؟ قال: الحرث والغنم، قالوا: يا رسول الله!
فالإبل؟ قال: تلك عناتين (3) الشياطين، لا تغدو إلا مولية، ولا تروح
إلا مولية، ولا يأتيها خيرها إلا من جانبها الأيسر، قالوا: إذا يسيبها
الناس يا رسول الله! قال: لن يقدم الأشقياء الفجرة.
(21007) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قيل
لعمر سيبت الإبل، قال: فأين الأشقياء؟ يعني الحمالين.

(1) أخرج البخاري من حديث جابر مرفوعا: (رحم الله رجلا سمحا إذا باع،
وإذا اشترى، وإذا اقتضى).
(2) انظر هل الصواب (يغشون) أو (يعنون)؟.
(3) كذا في (ص).
460

(21008) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن سعيد بن عبد الرحمن
الجحشي، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أم هانئ! اتخذي غنما فإنها
تروح بخير، وتغدو بخير.
باب الفريضة والنضال
(21009) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة أن
عمر بن الخطاب قال: إن مثل من قرأ القرآن ولم يتعلم الفريضة
كمثل رجل لبس برنسا لا وجه له، قال: وقال عمر: تعلموا بالنضال،
وتحدثوا بالفريضة.
(21010) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن يحيى بن أبي كثير
عن زيد بن سلام عن عبد الله بن زيد الأزرق قال: كان عقبة بن عامر
الجهني يخرج فيرمي كل يوم ويستتبعه، فكأنه كاد أن يمل،
فقال له: ألا أخبرك؟ سمعت رسول صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدخل
بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة، صانعه الذي يحتسب في صنعته (1)
الخير، والذي يجهز به في سبيل الله، وقال: ارموا واركبوا، وأن
ترموا خير من أن تركبوا، وقال: كل شئ يلهو به ابن آدم فهو باطل
إلا ثلاث: رميه عن قوسه، وتأديبه فرسه، وملاعبته أهله،
فإنهن من الحق (2)، قال: فتوفي عقبة وله بضعة وسبعون قوسا مع

(1) كذا في (ت) وغيره، وفي (ص) (صنعه).
(2) أخرجه (ت) من طريق هشام عن يحيى عن أبي سلام (وهو جد زيد بن سلام)
عن عبد الله بن الأزرق 3: 6 وأخرجه (د) و (ن) من وجه آخر عن أبي سلام عن
خالد بن زيد أو خالد بن يزيد عن عقبة، وذكر (ن) لخالد بن يزيد نحو القصة التي
ذكرت هنا لعبد الله بن زيد، وقالوا: إن خالد بن زيد و عبد الله بن زيد واحد، وراجع
تهذيب التهذيب 3: 92 وهنا اختلاف آخر وهو أن هشاما قال: (عن يحيي بن أبي
كثير عن أبي سلام) ومعمر يقول: (عن يحيى عن زيد بن سلام).
461

كل قوس قرن ونبل، فأوصى بهن في سبيل الله.
(21011) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر قال: كتب عمر بن
عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة وكان استعمله على البصرة: أما بعد،
فإنك غررتني بعمامتك السوداء، ومجالستك القراء، وإرسالك العمامة
من ورائك، فإنك أظهرت لي الخير فأحسنت، فقد أظهرنا الله على
ما كنتم تكتمون، والسلام.
(21012) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عمن سمع
حرام بن معاوية يقول: كتب إلينا عمر بن الخطاب: لا يجاوزنكم
خنزير، ولا يرفع فيكم صليب، ولا تأكلوا على مائدة يشرب عليها
الخمر، وأدبوا الخيل، وامشوا بين الغرضين.
(21013) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: الفريضة
ثلث العلم، والطلاق ثلث العلم.
(21014) - أخبرنا عبد الرزاق عن عبد الله بن عمر عن نافع
عن ابن عمر أنه قال: يضرب ولده على الحق.
(21015) - أخبرنا عبد الرزاق عن الثوري عن عبيد الله بن عمر
عن نافع عن ابن عمر مثله.
462

باب المشرق والخلق
(21016) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سالم
عن ابن عمر قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: ها هنا أرض
الفتن - وأشار إلى المشرق - وحيث يطلع قرن الشيطان (1) - أو قال:
قرن الشمس -.
(21017) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن زيد
بن أسلم لا أعلمه إلا رفعه، قال: لم يخلق الله خلقا إلا خلق ما يغلبه،
خلق رحمته تغلب غضبه، وخلق الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ
الماء النار، وخلق الأرض فأزخرت وتزخرفت، فقالت: ما يغلبني؟
فخلق الجبال فوتدها بها، فقالت الجبال: غلبت الأرض فما يغلبني؟
فخلق الحديد، فقال الحديد: غلبت الجبال فما يغلبني؟ (2) فخلق
الماء، فقال الماء: غلبت (3) النار فما يغلبني (4) الريح، قال:
فرده في السحاب، فقالت الريح: غلبت الماء فما يغبني؟ فخلق
الانسان يبني البناء الذي لا تنفذه الريح، فقال ابن آدم: غلبت
الريح فما يغلبني؟ فخلق الموت، فقال الموت: غلبت ابن آدم فما
يغلبني؟ فقال الله: أنا أغلبك.

(1) أخرجه البخاري تاما، ورواه الترمذي من طريق نافع عن ابن عمر 4: 381.
(2) ظني أنه سقط بعده: (فخلق النار فقالت النار: غلبت الحديد فما يغلبني؟).
(3) في (ص) (غلبني) خطأ.
(4) في (ص) (فخلقت) خطأ.
463

باب الرزق ومبايعة النبي صلى الله عليه وسلم
(21018) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله
ابن عبد الله بن (1) عمر - أو غيره - قال: ما جاءني أجلي في مكان
ما عدا في سبيل الله أحب إلي من أن يأتيني وأنا بين شعبتي رحلي
أطلب من فضل الله.
(21019) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن أبي إدريس الخولاني عن عبادة بن الصامت قال: بايع رسول الله
صلى الله عليه وسلم نفرا أنا فيهم، فتلا علينا آية النساء (لا تشركوا بالله) الآية،
ثم قال: من وفى فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب
به في الدنيا، فهو له طهرة - أو قال كفارة - ومن أصاب من ذلك شيئا
فستره الله عليه، فأمره إلى الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه (2).
(21020) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري
عن عروة عن عائشة قالت: جاءت فاطمة بنت عتبة بن ربيعة لتبايع
النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذ عليها ألا تشركي بالله شيئا، الآية، فوضعت
يدها على رأس حياء، فأعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى منها، فقالت
عائشة: أقري أيتها المرأة! فوالله ما بايعنا إلا على هذا، قالت: فنعم
إذا، فبايعها الآية.

(1) كلمة (بن) مشتبهة في (ص).
(2) أخرجه الشيخان، فالبخاري من طريق شعيب عن الزهري في الايمان 1: 48
وفي (من شهد بدرا).
464

باب المتشاتمين والصدقة
(21021) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن أيوب
قال: بعث إلي أبو قلابة بكتاب فيه: الزم سوقك، واعلم أن الغنى
معافاة.
(21022) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن زيد بن أسلم قال:
كان بين أبي ذر ورجل من المسلمين شئ، فعيره أبو ذر بأم كانت
له في الجاهلية، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فيك يا أبا ذر!
لحمية، ما يعنى أسود ولا أخضر أنت خير منه حتى يرضى عنك
صاحبك، قال: فانطلقت ألتمسه، فأبصرني قبل أن أبصره،
فقال: السلام عليك يا أبا ذر! فجئت فسلمت عليه، وقلت: استغفر
لي، قال: يغفر الله لك، قال: فجئت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك
له، وأخبرته أن قد رضي عني واستغفر لي، فقلت: استغفر لي
يا رسول الله! فقال: يغفر الله لصاحبك، ثم قلت: استغفر لي يا رسول
الله! فقال: يغفر الله لصاحبك، قلت: استغفر لي يا رسول الله!
لا اعلمه إلا قال في الثالثة: غفر الله لك (1).
(21023) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: أقرأ (2)
عبد الله بن عامر عبد الله بن عمر صدقته، فقال ابن عمر: حسن

(1) أخرجه البخاري مختصرا وبزيادة على ما هنا في الايمان 1: 64 وفي العتق
والأدب وغير ذلك من حديث المعرور بن سويد عن أبي ذر.
(2) كذا في (ص) غير منقوط، ولعله أقرأه كتاب صدقته.
465

إن كان طيبا، وإن كان خبيثا فإن الخبيث لا يكون إلا خبيثا
قال عبد الرزاق: يعني نخل عرفات.
باب من سن سنه وآذى السلف
(21024) - أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن
أبيه قال: ما من أحد سن سنة صالحة يعمل بها بعده إلا جرى عليه
أجرها، ومثل أر من عمل بها بعده، ومن سن سنة سيئة جرى عليه
وزرها ووزر من مل بها بعده،.
(21025) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة عن
حميد بن هلال بن عبد الرحمن بن هلال عن جرير بن عبد الله البجلي،
أن رجلا من الأنصار جاء النبي صلى الله عليه وسلم بصرة من ذهب تملأ ما بين
أصابعه، فقال: هذه في سبيل الله، ثم قام أبو بكر فأعطى، ثم
قام عمر فأعطى، ثم قام المهاجرون والأنصار فأعطوا، قال: فأشرق
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا الاشراق في في وجنتيه، ثم قال النبي
صلى الله عليه وسلم: من سن سنة صالحة في الاسلام فعمل (1) بها بعده، كان له مثل
أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيئا، ومن سن في الاسلام
سنة سيئة يعمل بها بعده، كان عليه مثل أوزارهم من غير أن ينقص
من أوزارهم شيئا (2).

(1) ويحتمل (يعمل).
(2) أخرج الترمذي آخره مقتصرا عليه من وجه آخر عن جرير بن عبد الله 3:
377 وأخرجه مسلم أطول مما هنا.
466

(21026) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاووس
عن أبيه قال: تسلف رجل من مئة دينار أو أقل أكثر، فقال:
لا نسلفك حتى تأتيني بحميل، قال: ما أجد أحدا يكفل علي، ولكن
لك الله حميل وكفيل أن أؤدي إليك، قال: فأسلفه، قال: فركب
المتسلف في البحر، فحل الأجل ولم يستطع أن يركب إليه، وحال
بينهما البحر، فأخذه عودا فنقره، ثم وضع الدنانير، وكتب إليه كتابا
وصعه مع الدنانير، ثم شد رأسه، ثم قال: اللهم إنك تحملت
علي ومن أدى إلى الكفيل فقد برئ، فإني أؤديها إليك، فرمى
بالعود في البحر، فضربه الريح - أو قال: الموج - هكذا وهكذا،
فقال: لو أخذت هذا العود حطبا لأهلي، فأخذ العود، فلما دخل بيته
كسره، فإذا هو بالدنانير والكتاب، وإذا هو من صاحبه، فضرب
الدهر حتى جاء صاحبه، فلزمه، فقال: نعم، والله إن الله ليعلم أني قد
أديتها، قال: فسكت عنه وذهب معه لينقده، فلما أخرجها قال:
والله إن الله ليعلم أني قد أديت، قال: وكيف أديت، قال: وكيف أديت؟ فأخبره كيف
صنع، قال: فإن الله قد أداها عنك (1).
بر الوالدين
(21027) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ابن طاووس
عن أبيه قال: كان رجل له أربع بنون، فمرض، فقال أحدهم:

(1) أخرجه البخاري من حديث عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرة مرفوعا
4: 315 وفي التجارة في البحر ولم يسقه بتمامه، وفي الزكاة.
467

إما أن تمرضوه وليس لكم من ميراثه شئ، وإما أن أمرضه وليس
لي من ميراثه شئ، قالوا: بل مرضه وليس لك من ميراثه شئ،
قال: فمرضه حتى مات، ولم يأخذ من ماله شيئا، قال: فأتي في
النوم، فقيل له: ايت مكان كذا وكذا فخذ منه مئة دينار، فقال
في نومه: أفيها بركة؟ قالوا: لا، قال: فأصبح فذكر ذلك لامرأته،
فقالت: خذها، فإن من بركتها أن تكتسي ونعيش فيها، قال:
فأبى، فلما أمسى أتي في النوم، فقيل له: ايت مكان كذا وكذا فخذ
منه عشرة دنانير، فقال: أفيها بركة؟ قالوا: لا، فلما أصبح
ذكر ذلك لامرأته، فقالت مثل مقالتها الأولى، فأبى أن يأخذها،
فأتي في النوم في الليلة الثالثة أن ايت مكان كذا وكذا، فخذ منه
دينارا، قال: أفيه بركة؟ قالوا: نعم، قال: فذهب فأخذ الدينار،
ثم خرج به إلى السوق فإذا هو برجل يحمل حوتين، فقال: بكم
هما؟ فقال: بدينار، فأخذهما منه بالدينار، ثم انطلق بهما، فلما
دخل بيته شق الحوتين، فيجد في بطن كل واحد منهما درة لم ير
الناس مثلها، قال: فبعث الملك لدرة يشتريها، فلم توجد إلا عنده،
فباعها بوقر ثلاثين بغلا ذهبا، فلما رآها الملك قال: ما تصلح هذه
إلا بأخت، اطلبوا مثلها وإن أضعفتم، فجاءوه وقالوا: عندك أختها؟
ونعطيك ضعف ما أعطيناك، قال: وتفعلون؟ قالوا: نعم، قال:
فأعطاهم إياها بضعف ما أخذوا الأولى (1).
(21028) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق المصنف 4: 7.
468

عن رجل من المهاجرين، قال: والذي نفسي بيده لقد أدركت أقواما
من المهاجرين لو رأوني أجلس معكم لسخروا مني.
(21029) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن منصور
قال: قلت لإبراهيم: إن لي جارا عاملا، وإنه دعاني إلى طعام، فأبيت
أن أجيبه، فقال: إن الشيطان عرض بينكم ليوقع بينكم العداوة،
وقد كانت الامراء يهمطون (1) ثم يدعون فيجابون.
(21030) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الأعمش
عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إن معلم الخير لتصلي عليه
دواب الأرض حتى الحيتان في البحر (2).
(21031) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الحكم
بن أبان عن عكرمة قال: قال علي: خمس احفظوهن، لو ركبتم
الإبل لأنضيتموها قبل أن تدركوهن: لا يخاف العبد إلا ذنبه، ولا
يرجو إلا....، ولا يستحيي جاهل أن يسأل، ولا يستحيي
عالم إن لم يعلم أن يقول: الله أعلم، والصبر من الانسان بموضع
الرأس من الجسد، إذا قطع الرأس ييبس ما في الجسد، ولا إيمان

(1) أي يأخذون أموال الناس على سبيل القهر والغلبة، راجع النهاية.
(2) أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة الباهلي مرفوعا: إن الله وملائكته، وأهل
السماوات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت، ليصلون على معلم الناس
الخير، وأخرج أحمد والترمذي وغيرهما من حديث أبي الدرداء مرفوعا: وإن العالم
يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وكلا الحديثين في
المشكاة ص 26.
469

لمن لا صبر له.
(21032) - أخبرنا عبد الرزاق قال: سمعت النعمان بن الزبير
الصنعاني يحدث أن محمد بن يوسف - أو أيوب بن يحيى - بعث
إلى طاووس بسبع مئة دينار - أو خمس مئة - وقيل (1) للرسول:
إن أخذها منك فإن الأمير سيكسوك ويحسن إليك، قال: فخرج بها
حتى قدم على طاووس الجند، فقال: يا أبا عبد الرحمن! نفقة
بعث بها الأمير إليك، قال: ما لي بها حاجة، فأراده (2) على أخذها، ففعل
طاووس فرمى بها في كوة البيت، ثم ذهب، فقال: قد أخذها، فلبثوا
حينا، ثم بلغهم عن طاووس شئ يكرهونه، فقالوا (3): ابعثوا إليه
فليبعث إلينا بمالنا، فجاءه الرسول فقال: المال الذي بعث به إليك
الأمير؟ قال: ما قبضت منه شيئا، فرجع الرسول فأخبرهم، فعرفوا
أنه صادق، فقال: انظروا الرجل الذي ذهب بها فابعثوا إليه،
[فبعثوه، فجاءه] (4)، فقال: المال الذي جئتك به يا أبا
عبد الرحمن! فقال: هل قبضت منك شيئا؟ قال: لا، فقيل (5) له: تدري حيث وضعته؟ قال: نعم، في تلك الكوة، قال: فانظره
حيث وضعته، قال (6): فمد يده، فإذا هو بالصرة قد بنت عليه

(1) كذا في (ص) والحلية.
(2) كذا في الحلية وفي (ص) (فأداره).
(3) في الحلية (فقال).
(4) أضفته من الحلية.
(5) في الحلية (قال له: هل... الخ).
(6) في الحلية (قال: انظر حيث وضعته، قال: فمد يده).
470

العنكبوت، قال: فأخذها، فذهب بها إليهم (1).
(21033) - أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن ثابت
عن أنس قال: كان شعر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه
تم كتاب الجامع بحمد الله، وعونه، وقوته، وبتمامه تم جميع كتاب
المصنف لأبي بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الصنعاني
اليماني، والحمد لله رب العالمين بما هو أهله وصلى
الله على محمد نبيه وآله وسلم
تسليما، في الثالث والعشرين
من جمادي الأولى
سنة ست وست مئة

(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية من طريق المصنف 4: 14.
471

بعون الله تعالى وتوفيقه
كان الفراغ من طباعة هذا السفر الجليل (مصنف عبد الرزاق
الصنعاني) في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك عام
اثنين وتسعين وثلاثمئة وألف من هجرة سيد المرسلين
صلى الله عليه وسلم
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
472