الكتاب: الجهاد
المؤلف: عبد الله بن المبارك
الجزء:
الوفاة: ١٨١
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: تحقيق وتقديم وتعليق : الدكتور نزيه حماد
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: دار العلم للطباعة والنشر - جدة
الناشر: دار المطبوعات الحديثة - جدة
ردمك:
ملاحظات:

كتاب الجهاد
1

بسم الله الرحمن الرحيم
2

كتاب الجهاد
تأليف
الامام الحافظ المجاهد عبد الله بن المبارك
المتوفى سنة 181 ه‍
حققه وقدم له وعلق عليه
الدكتور نزيه حماد
الأستاذ المشارك في قسم القضاء بجامعة القرى
بمكة المكرمة
الناشر
دار المطبوعات الحديث
جدة - تليفون: 88. 6661 - ص ب 16625
3

جميع حقوق الطبع محفوظة
لمكتبة دار المطبوعات الحديثة
جدة تليفون: 660880 ص ب 16625
4

مقدمة التحقيق
وتنتظم دراسة عن المؤلف وكتابه الجهاد
ا - المؤلف عبد الله بن المبارك
1 - نسبه:
هو أبو عبد الرحمن، عبد الله بن المبارك بن واضح، المروزي،
الحنظلي مولاهم، التركي الأب، الخوارزمي الأم، الحافظ المجتهد
الزاهد المجاهد الشاعر، الأئمة الأعلام.
5

مولده ووفاته:
ولد بمرو سنة ثماني عشرة ومائة: وخرج إلى أول ما خرج سنة
إحدى وأربعين ومائه (1) فلقي التابعين (2)
وتوفي بهيت (3) سنة إحدى وثمانين ومائة عندما كان منصرفا من
الغزر وعمره ثلاث وستون سنة، سنة، وكان موته في شهر رمضان (4) سحرا،
ودفن بهيت، وقبره فيها معروف (5)
6

وقد مر أحد الفضلاء بقبره فأنشد:
مررت بقبر المبارك غدوة * فأوسعني وعظا وليس بناطق
وقد كنت بالعلم الذي في جوانحي * غنيا وبالشيب الذي في مفارقي
ولكن أرى الذكرى تنبه عاقلا * إذا هي جاءت من رجال الحقائق (1)
3 - طلبه للعلم ومنزلته وخصاله:
ذكر الامام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " أن ابن المبارك بدأ طلب
العلم وهو ابن عشرين سنة في بلدة مرو حاضرة خراسان، ثم ارتحل في
سنة إحدى وأربعين ومائة، وأخذ عن بقايا التابعين، وأكثر من الترحال
والتطواف، وأمضى كل حياته في طلب العلم، وفي الغزر، وفي التجارة
والانفاق على الاخوان في سبيل الله، وتجهيزهم معه إلى الحج (2)
وقال أحمد بن حنبل: لم يمكن في زمان ابن المبارك أطلب للعلم منه،
رحل إلى اليمن ومصر والشام والبصرة والكوفة، وكان من رواة العلم
وأهل ذلك، كتب عن الصغار والكبار، وجمع أمرا عظيما، وكان صاحب
حديث حافظ (3)
7

وعن محمد بن النضر بن مساور قال: قال أبي: قلت لابن المبارك:
هل تتحفظ الحديث؟ فتغير لونه، وقال: ما تحفظت حديثا قط، إنما آخذ
الكتاب فأنظر فيه، فما اشتهيته علق بقلبي (1)
وقال أشعث بن شعبة المصيصي: قدم الرشيد الرقة، فانجفل
الناس خلف ابن المبارك، وتقطعت النعال، وارتفعت الغبرة. فأشرفت
أم ولد لأمير المؤمنين من قصرا الخشب، فقالت: ما هذا؟ قالوا: عالم
من أهل خراسان قدم. قالت: هذا والله الملك، لا ملك هارون الذي
لا يجمع الناس إلا بشرط وأعوان (2)
وعن يحيى بن آدم قال: كنت إذا طلبت دقيق المسائل، فلم أجده
في كتب ابن المبارك أيست منه (3)
وقال ابن معين: كن عبد الله كيسا، متثبتا، ثقة، وكان عالما صحيح
الحديث، وكانت كتبه التي حدث بها عشرين ألفا أو واحدا وعشرين
ألفا (4)..
وقال ابن عبد البر: أجمع العلماء على قبوله، وجلالته، وإمامته،
وعدله (5)
8

وقال أسود بن سالم: كان ابن المبارك إمام يقتدى به، كان من أثبت
الناس في السنة. إذا رأيت رجلا يغمز ابن المبارك فاتهمه على
الاسلام. (1)
وقال نعيم: ما رأيت أعقل من ابن المبارك، ولا أكثر اجتهادا في
العبادة منه (2)
وعن علي بن الحسن بن شقيق قال: قمت لأخرج مع ابن المبارك في
ليلة باردة من المسجد، فذاكرني عند الباب بحديث، أو ذاكرته، فما زلنا
نتذاكر حتى جاء المؤذن للصبح (3)
وعن نعيم بن حماد قال: كان ابن المبارك إذا قرأ كتاب الرقاق يصير
كأنه ثور منحور، أو بقرة منحورة من البكاء، لا يجترئ أحد منا أن يسأله
عن شئ إلا دفعه (4)
وقال حبان بن موسى: عوتب بن المبارك فيما يفرق ما المال في
البلدان دون بلده، فقال: إني أعرف مكان قوم لهم فضل وصدق طلبوا الحديث، فأحسنوا طلبه لحاجة الناس إليهم. احتاجوا، فإن
تركناهم ضاع علمهم، وإن أعناهم بثوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم لا أعلم
بعد البنوة أفضل من بث العلم (5)
9

وعن علي بن الحسن بن شقيق قال: كان ابن المبارك إذا كان وقت
الحج اجتمع إليه إخوانه من أهل مرو، فيقولون: نصحبك. فيقول:
هاتوا نفقاتكم فيأخذ نفقاتهم، فيجعلها في صندوق، ويقفل عليها،
ثم يكتري لهم، ويخرجهم من مرو إلى بغداد، فلا يزال ينفق عليهم،
ويطعمهم أطيب الطعام وأطيب الحلوى، ثم يخرجهم من بغداد بأحسن
زي وأكمل مروءة، حتى يصلوا إلى مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، فيقول لكل
واحد: ما أمرك عيالك أن تشتري لهم من المدينة من طرفها؟ فيقول:
كذا وكذا. ثم يخرجهم إلى مكة، فإذا قضوا حجهم، قال لكل واحد،
منهم: ما أمرك عيالك أن تشترى لهم من متاع مكة؟ فيقول كذا وكذا،
فيشتري لهم. ثم يخرجهم من مكة، فلا يزال ينفق عليهم إلى أن
يصير وا إلى مرو، فيجصص بيوتهم، وأبوابهم، فإذا كان بعد ثلاثة أيام،
عمل لهم وليمة وكساهم، فإذا أكلوا وسروا، دعا بالصندوق، ففتحه
ودفع إلى كل رجل منهم صرته، عليها اسمه (1).
وقد اجتمع فريق من أصحاب ابن المبارك مثل الفضل بن موسى
ومخلد ابن الحسين، فقالوا: تعالوا نعد خصال ابن المبارك من أبواب
الخير! فقالوا: جمع العلم والفقه والأدب والنحو واللغة والزهد
والفصاحة والشعر وقيام الليل والعبادة والحج والغزو والشجاعة
والفروسية والقوة، والسلامة في رأيه، وترك الكلام فيما لا يعنيه،
والانصاف وقله الخلاف على أصحابه (2)
10

وقال ابن عيينة: نظرت في أمر الصحابة، فما رأيت لهم فضلا على
ابن المبارك إلا لصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه (1)
وقال إسماعيل بن عياش: ما على وجه الأرض مثل ابن المبارك، ولا
أعلم أن الله خلق خصلة من خصال الخير إلا وجعلها فيه (2)
وعن يحيى الليثي قال: كنا عند مالك، فاستؤذن لعبد الله
ابن المبارك بالدخول، فأذن له. فرأينا مالكان تزحزح له في مجلسه، ثم
أقعده بلصقه، وما رأيت مالكا تزحزح لأحد في مجلسه غيره. فكان
القارئ يقرأ على مالك، فربما مر بشئ فيسأله مالك. ما مذهبك في
هذا؟ أو ما عندكم في هذا؟ فرأيت: ابن المبارك يجاوبه، ثم قام، فخرج.
فأعجب مالك بأدبه، ثم قال لنا مالك: هذا ابن المبارك فقيه
خراسان (3).
وعن عبد الوهاب بن عبد الحكم قال: لما مات ابن المبارك بلغني أن
هارون الرشيد أمير المؤمنين قال: مات سيد العلماء (4)
11

4 - شيوخه وتلامذته:
(أ) أخذ ابن المبارك الحديث والفقه والقراءات عن شيوخ كثيرين، فقال
عن نفسه: حملت عن أربعة آلاف شيخ، فرويت عن ألف منهم (1)
وممن سمع منهم الحديث: سليمان التيمي، وعاصم الأحول،
وحميد الطويل، وهشام بن عروة، والجريري، وإسماعيل بن أبي خالد،
والأعمش، وبريد بن عبد الله بن عون،
سعيد الأنصاري، وعبد الله بن عون، وموسى بن عقبة، وأجلح
الكندي، وحسين المعلم وحنظلة السدوسي، وحياة بن شريح
المصري، وكهمس، والأوزاعي، وأبو حنيفة، وابن جريج، ومعمر،
والثوري، وشبعة، وابن أبي ذئب، ويونس الأيلي، والحمادين، ومالك،
والليث، وابن لهيعة، وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وبقية
ابن الوليد، وخلق كثير (2)
وقد أخذ الفقه عن أبي حنيفة (3). قال الطحاوي: حدثنا أبو
حامد أحمد بن علي النيسابوري، سمعت علي بن الحسن الرازي، حدثنا
أبو سليمان، سمعت ابن المبارك يقول: سألت أبا حنيفة عن الرجل
يبعث بزكاة ماله إلى بلد آخر، فقال لا بأس بأن يبعثها من بلد
12

إلى بلد آخر لذي قرابته. فحدثت بهذا محمد بن الحسن، فقال: هذا
حسن، وهذا قول أبي حنيفة، وليس لنا في هذا سماع عن أبي حنيفة.
قال أبو سليمان: فكتبه عني محمد بن الحسن عن ابن المبارك عن أبي
حنيفة (1)
وقد أخذ ابن المبارك القراءة عرضا عن أبي عمرو بن العلاء، أحد
القراء السبعة المشهورين، ووردت الرواية عنه في حروف القرآن (2)
(ب) أما تلاميذه: فقال الذهبي: حدث عنه خلق لا يحصون من أهل
الأقاليم، فإنه من صباه ما فتر عن السفر (3)
ومن حدث عنه: معمر، والثوري، وأبو إسحاق الفزاري، وطائفة
من شيوخه وبقية، وابن وهب، و ابن مهدي، وطائفة من أقرانه،
وأبو داود، وعبد الرزاق بن همام، والقطان، وعفان، وابن معين، وحبان
ابن موسى، وأبو بكر بن أبي شبيه، ويحيى بن آدم، وأبو أسامة، وأبو
سلمة المنقري، ومسلم بن إبراهيم، وعبدان، والحسن بن الربيع
البوارني، وأحمد بن منيع، وعلي بن حجر، والحسن بن عيسى بن
ماسرجس، والحسين بن الحسن المروزي، والحسن بن عرفة، وإبراهيم
ابن مجشر، ويعقوب الدورقي، وأمم يتعذر إحصاؤهم، ويشق
استقصاؤهم. (4)
13

قال الذهبي: " ويقع لنا حديثه عاليا، وبيني وبينه بالإجازة العالية
سنة أنفس (1) ".
5 - اعتماده على السنة، وتثبته في روايتها وتحريه في الإسناد
قال عبدان: سمعت ابن المبارك يقول: ليكن الذي تعتمدون عليه
هذا الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث (2).
وقال لرجل: إن ابتليت بالقضاء، فعليك بالأثر (3).
وعن المسبب بن واضح انه قيل لابن المبارك. الرجل يطلب الحديث
لله يشتد في سنده؟! قال: إذا كان لله، فهو أولى أن يشتد في سنده (4).
وسئل ابن المبارك: عمن نأخذ؟ قال: من طلب العلم الله، وكان في
إسناده أشد، قد تلقى الرجل ثقة، وهو يحدث عن غير ثقة، وتلقى
الرجل غير ثقة، وهو يحدث عن ثقة، ولكن ينبغي أن يكون ثقة عن ثقة
(5).
وعن محمد بن عبد الله بن قهزاد قال سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن
عيس الطالقاني قال: قلت لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن
الحديث الذي جاء " أن من البر بعد البر أن تصلي لأبويك مع صلاتك،
وتصوم لهما مع صومك " قال فقال عبد الله: يا أبا إسحاق عمن هذا؟ قال
14

قلت له: هذا من حديث شهاب بن خراش، فقال: ثقة. عمن؟ قال
قلت: عن الحجاج بن دينار. قال: ثقة عمن؟ قال قلت: قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: يا أبا إسحاق! إن بين الحجاج بن دينار وبين النبي صلى الله عليه وسلم
مفاوز (1) تنقطع فيها أعنان المطي، ولكن ليس في الصدقة اختلاف (2)
وعن عبدان بن عثمان، سمعت ابن المبارك يقول: الاسناد من
الدين، ولولا الاسناد لقال من شاء ما شاء (3).
وعن عبد الله بن المبارك أنه قال: بيننا وبين القوم القوائم، يعني
الاسناد. (4)
وقال أبو صالح الفراء، سألت ابن المبارك عن كتابة العلم، فقال:
لولا الكتاب ما حفظنا (5).
15

وقال أحمد بن حنبل: كان ابن المبارك يحدث من الكتاب، فلم يكن
له سقط كثير، وكان وكيع يحدث من حفظه، فكان يكون له سقط، كم
يكون حفظ الرجل (1).
وعلى هذا، ونظرا التحري ابن المبارك الأسانيد الصحيحة، وشدة
تثبته في روايتها، ودقته وضبطه لمتونها قال الحافظ الذهبي عنه " وحديثه
حجة بالاجماع، وهو في المسانيد والأصول " (2). وانظرا لكثرة معرفته
بالسنة وعظم درايته بها قال عبد الله بن إدريس: " كل حديث لا يعرفه
ابن المبارك فنحن منه براء " (3).
وكان ابن المبارك يقول: في صحيح الحديث شغل عن سقيمه (4).
16

6 - عقيدته:
لقد كان بن المبارك من أئمة السلف الصالح من أهل السنة والجماعة
في أمور العقيدة كما كان من أئمتهم في الفقه والحديث والتفسير والزهد،
وكما كان مجاهدا للكفار بسيفه، فقد كان مجاهدا، لأهل البدع - من مرجئة
جهمية وقدرية ورافضة - بلسانه وبيانه.
يقول ابن المبارك:
إني امرؤ ليس في ديني لغامزه * لين ولست على الاسلام طعانا
فلا أسب أبا بكر ولا عمرا * ولكن أسب معاذ الله عثمانا
ولا ابن عم رسول الله أشتمه * حتى البس تحت الترب أكفانا
ولا الزبير حواري الرسول ولا * أهدى لطلحة شتما عز أوهانا
ولا أقول علي في السحاب إذا * قد قلت والله ظلما ثم عدوانا
ولا أقول بقول الجهم إن له * قولا يضارع أهل الشرك أحيانا
ولا أقول تخلى من خليقته * رب العباد وولى الأمر شيطانا
ما قال فرعون هذا في تمرده * فرعون موسى ولا هامان طغيانا
الله يدفع بالسلطان معضلة * عن ديننا رحمه منه ورضوانا
لولا الأئمة لم تأمن لنا سبل * وكان أضعفنا نهبا لأقوانا (1)
وقد قيل لابن المبارك: إن شيبان يزعم أنك مرجئ. فقال: كذب
شيبان. أنا خالفت المرجئة في ثلاثة أشياء. فإنهم يزعمون أن الايمان
17

قول بلا عمل. وأنا أقول: هو قول وعمل. ويزعمون أن تارك الصلاة
لا يكفر، وأنا أقول: إنه يكفر. ويزعمون أن الايمان لا يزيد ولا ينقص،
وأنا أقول: إنه يزيد وينقص (1).
وعن إبراهيم بن شماس قال: سمعت ابن المبارك يقول: الايمان قول
وعمل، والايمان يتفاضل (2).
وقال يحيى بن معين: قيل لعبد الله بن المبارك: إن هؤلاء يقولون:
من لم يصم ولم يصل بعد أن يقربه فهو مؤمن مستكمل الايمان، فقال
ابن المبارك. لا نقول نحن ما يقول هؤلاء. من ترك الصلاة متعمدا من
غير علة حتى أدخل وقتا وقت فهو كافر (3).
وقال عمار بن عبد الجبار، سمعت ابن المبارك يقول: سمعت سفيان
الثوري: يقول: الجهمية كفار، والقدرية كفاية، فقلت لابن المبارك:
فما رأيك، قال: رأيي رأي سفيان (4).
وعن علي بن الحسن بن شقيق قال: سألت عبد الله بن المبارك: كيف
(1) ينبغي لنا أن نعرف ربنا؟ قال: على السماء السابعة على عرشه.
(2) ولا نقول كما تقول الجهمية انه ههنا في الأرض (5).
18

وعن العلاء بن الأسود قال: ذكر جهم عند ابن المبارك فقال:
عجبت لشيطان أتي الناس داعيا
إلى النار وانشق اسمه من جنهم (1)
وقال أحمد بن عبد الله بن يونس، سمعت ابن المبارك قرأ شيئا من
القرآن ثم قال: من زعم أنه مخلوق فقد كفر بالله العظيم (2).
وروي عن ابن المبارك أنه قال: من قال إن القرآن مخلوق فهو
زنديق (3).
وعن علي بن الحسن بن شفيق أن عبد الله بن المبارك: القرآن كلام
الله، ليس بخالق ولا مخلوق (4).
19

7 - جهاده:
لقد كان ابن المبارك يقضي جل أوقاته في الجهاد في سبيل الله، وكان
يقاتل ويبلي بلاء حسنا، فإذا جاء وقت القسمة غاب، فقيل، له في
ذلك، فقال: يعرفني الذي أقاتل له (1).
وعن عبدة بن سليمان قال: كنافي سرية مع عبد الله بن المبارك في بلاد
الروم، فصادفنا العدو، فلما التقى الصفان خرج رجل من العدو، فدعا
إلى البراز، فخرج إليه رجل فقتله. ثم آخر فقتله، ثم آخر فقتله. ثم
دعا إلى البراز، فخرج إليه رجل، فطارده ساعة فطعنه فقتله، فازدحم
إليه الناس، فكنت فيمن ازدحم إليه، فإذا هو يلهم وجهه بكمه،
فأخذت بطرف كمه فمددته، فإذا هو عبد الله بن المبارك. فقال: وأنت
يا أبا عمرو ممن يشنع علينا (2).
وقد كان رحمه الله يدعو إلى الجهاد ويحث الناس عليه لنصرة الدين
وتخليص من وقع في الأسر من المسلمين.
قال حبان بن موسى: * سمعت ابن المبارك ينشد:
كيف القرار وكيف يهدأ مسلم * والمسلمات مع العدو المعتدي
الضاربات خدود هن برنة * الداعيات نبيهن محمد
القائلات إذا خشين فضيحة * جهد المقالة ليتنا لم نولد
ما تستطيع وما لها من حيلة * إلا التستر م أخيها اليد (3)
20

كما كان ينعى على النساك القاعدين عن الجهاد كسلهم وخمولهم
وسوء فهمهم لمعنى العبادة، فعن أبي الحسن محمد بن محمد المعروف
بحبيش بن أبي الورد قال ابن المبارك:
أيها الناسك الذي لبس الصوف * وأضحى يعد في العباد
الزم الثغر والتعبد فيه * ليس بغداد مسكن الزهاد
إن بغداد للملوك محل * ومناخ للقارئ الصياد (1)
وروى عبد الله بن محمد قاضى نصيبين (2) حدثنا محمد بن إبراهيم
ابن أبي سكينة، قال: المبارك سنة سبع وسبعين مائة هذه
الأبيات، وكان مرابطا بطرسوس (3)، وانفدها معي إلى الفضيل بن
عياض:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا * لعلمت انك في العبادة تلعب
من كان يخضب جيده بدموعه * فنحورنا بدمائنا تتخضب
أو كان خيله في باطل * فخيولنا يوم الصبيحة تتعب
21

ريح العبير لكم ونحن عبيرنا * رهج السنابك (1) والغبار الأطيب
ولقد أتانا من مقال نبينا * قول صحيح صادق لا يكذب
لا يستوى وغبار خيل الله في * أنف امرئ ودخان نار تلهب
هذا كتاب الله ينطق بيننا * ليس الشهيد بميت لا يكذب
فلما قرأها الفضيل ذرفت عيناه، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن
ونصح (2)
وعن محمد بن فضيل بن عياض قال: رأيت عبد الله بن المبارك في
المنام، فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: الأمر الذي كنت فيه.
قلت: الرباط والجهاد؟ قال: نعم. قلت: وأي شئ صنع بك؟ قال:
غفر لي مغفرة ما بعده مفغرة (3).
22

8 - مؤلفاته
قال الامام الذهبي عنه، " دون العلم في الأبواب والفقه وفي الغزو
والزهد والرقائق وغير ذلك " (1).
وسأعرض في هذا المقام مؤلفاته موجئا الحديث عن كتابه " الجهاد "
لأفراده وحده بكلمة خاصة. ومؤلفاته هي:
1) تفسير القرآن.
ذكره ابن النديم في " الفهرست " والداودي في " طبقات المفسرين "
والبغدادي في " هدية العارفين ".
2) السنن في الفقه.
ذكره ابن النديم والبغدادي بهذا الاسم، وذكره الداودي باسم
" السنن ".
3) كتاب التاريخ.
ذكره ابن النديم والداودي والبغدادي.
4) كتاب الزهد.
ذكره ابن النديم والداودي وحاجي خليفة في " كشف الظنون "
والبغدادي، وقد نشر هذا الكتاب في الهند باسم " كتاب الزهد والرقائق " بتحقيق الأستاذ حبيب الرحمن الأعظمي سنة 1385 ه‍ / 1966 م.
5) كتاب البر والصلة.
ذكره ابن النديم والبغدادي.
23

6) رقاق الفتاوى.
ذكره حاجى خليفة والبغدادي.
7) الرقائق.
ذكره الإشبيلي في " فهرست ما رواه عن شيوخه " وحاجي خليفة ومخلوف
في " شجرة النور الزكية "، وذكره البغدادي باسم " الدقائق في الرقائق ".
8) أربعين في الحديث
ذكره البغدادي، وذكره حاجي خليفة باسم " الأربعين ".
9 - شعره:
لقد كان ابن المبارك شاعرا وأديبا كما كان إماما في الفقه والحديث
والتفسير واللغة وغير ذلك من الفنون، وقد روى الحافظ ابن حجر عن
أبي تميلة يحيى بن واضح الأنصاري المروزي أن والده المبارك كان يحفره
وهو صغير، ويشجعه على حفظ الاشعار، ويجعل له درهما مكافأة إذا
حفظ قصيدة من الشعر (1)، فنشأ رضي الله عنه محبا للشعر والأدب.
وقد روى صاحب " العقد الفريد " عن حبان قال: فبينما هو يمشي -
أي ابن المبارك - وأنا معه في أزقه المصيصة إذ لقي سكران قد رفع عقيرته
يتغنى ويقول:
أذلني لهوى، فأنا الذليل * وليس إلى الذي أهوى سبيل
24

فأخرج برنامجا من كمه، فكتب البيت، فقلنا له: أتكتب بيت شعر
سمعته من سكران!! قال: أما سمعتم المثل: رب جوهرة في مزبلة؟
قالوا: نعم قال: فهذه جوهرة في مزبلة (1).
وشعر ابن المبارك ليس بالقليل، غير أنه منثور في بطون مدونات
العلم وكتب التراجم وأسفار التاريخ والأدب، ويحتاج لمن ينقب عنه في
مظانة، ويعرف الناس بيواقيته ودرره ونفيس مكنوناته. وانه لمهم حقا،
باعتباره يمثل نموذجا رفيعا رائعا من شعر الزهاد الأوائل والمجاهدين
الحكماء من السلف الصالح. فصاحبه قد قضى عمره في الجهاد
والرباط والعلم والزهد، فجاء شعره مرآة صادقة لتلك النفس الانسانية
السامية التي ارتقت في مدارج الكمال، وعلت في مراتب الفضيلة
ومقامات الايمان والاحسان.
وقد وصف الامام الذهبي في " سير أعلام النبلاء " موهبته الشعرية
الصادقة بقوله: كان ابن المبارك رحمه الله شاعرا محسنا قوالا بالحق (2).
ومن شعره ما روى أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، قال سمعت الخليل
أبا محمد قال: كان عبد الله بن المبارك إذا خرج إلى مكة يقول:
بغض الحياة وخوف الله أخرجني * وبيع نفسي بما ليست له ثمنا
إني وزنت الذي يبقي ليعد له * ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا (3)
25

وقيل لابن المبارك: إن إسماعيل بن علية قد ولي الصدقات بالبصرة،
فكتب إليه: -
يا جاعل العلم له بازيا * يصطاد أموال المساكين
احتلت للدينا ولذاتها * بحيلة تذهب بالدين
فصرت مجنونا بها بعدما * كنت دواء للمجانين
أين رواياتك في سردها * عن ابن عون وابن سيرين
أين رواياتك فيما مضى * في ترك أبواب السلاطين
إن قلت أكرهت فماذا كذا * زل حمار العلم في الطين
لا تبع الدين بدينا، كما * يفعل ضلال الرهابين (1)
فلما وقف أبن عليه على هذه الأبيات قام من مجلس القضاء، فوطئ
بساط هارون الرشيد، وقال: يا أمير المؤمنين: الله الله ارحم شيبتي،
فإني لا أصبر للخطأ، فقال له هارون: لعل هذا المجنون أغرى عليك؟
فقال: الله الله أنقذني أنقذك الله، فأعفاه من القضاء.
وعن ابن سهم الأنطاكي قال: سمعت ابن المبارك ينشد:
فكيف قرت لأهل العلم أعينهم * أو استلذوا لذيذ النوم أو هجعوا
والنار ضاحية لابد موردها * وليس يدرون من ينجو ومن يقع
وطارت الصحف في الأيدي منشرة * فيها السرائر والجبار مطلع
26

إما نعيم وعيش لا انقضاء له * أو الجحيم فلا تبقي ولا تدع
تهوي بساكنها طورا وترفعه * إذا رجوا مخرجا من غمها قمعوا
لينفع العلم قبل الموت عالمه * قد سال قوم بها الرجعي فما رجعوا (1)
وقال الحسن بن حماد: دخل أبو أسامة علي ابن المبارك، فوجد عبد الله
في وجهه أثر الضر، فلما خرج بعث إليه أربعة آلاف درهم، وكتب
إليه:
وفتى خلا من ماله * ومن المروءة غير خال
أعطاك قبل سؤاله * وكفاك مكروه السؤال (2)
وقال الامام الذهبي: سمع بعضهم ابن المبارك وهو ينشد على سور
طرسوس:
ومن البلاء وللبلاء علامة * أن لا يرى لك عن هواك نزوع
العبد عبد النفس في شهواتها * والحر يشبع مرة ويجوع (3)
وقال أبو أمية الأسود: سمعت ابن المبارك يقول: أحب الصالحين
ولست منهم، وأبغض الطالحين وأنا شر منهم، ثم أنشأ يقول:
الصمت أزين بالفتى * من منطق في غير حينه
والصدق أجمل بالفتى * قي القول عندي من يمينه
27

وعلى الفتى بوقاره * سمة تلوح على جبينه
فمن الذي يخفى عليك * إذا نظرت إلى قرينه
رب امرئ متيقن * غلب الشقاء على يقينه
فأزاله عن رأيه * فابتاع دنياه بدينه (1)
وعن سلام الخواص قال: أنشدني ابن المبارك:
رأيت الذنوب تميت القلوب * يورثك الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب * وخير لنفسك عصيانها
وهل بدل الدين إلا الملوك * وأحبار سوء ورهبانها
وباعوا النفوس فلم يربحوا * ولم تغل في البيع أثمانها
لقد رتع القوم في جيفة * يبين لذي العقل إنتانها (2)
وقال الكديمي: حدثنا عبدة بن عبد الرحيم قال: كنت عند فضيل
ابن عياض وعنده ابن لمبارك فقال قائل: إن أهلك وعيالك قد احتاجوا
مجهودين محتاجين إلى هذا، فاتق الله، وخذ من هؤلاء القوم،
فزجره ابن المبارك وأنشأ يقول:
خذ من الجاروش والآزر * والخبر الشعير
وأجعلن ذاك حلالا * تنج من حر السعير
28

وانئى ما اسطعت هداك * الله عن دار الأمير
لا تزرها واجتنبها * إنها شر مزور
توهن الدين وتدنيك * من الحوب الكبير
قبل أن تسقط يا * مغرور في حفرة بير
وارض يا ويحك من * دنياك بالقوت اليسير
إنها دار بلاء * وزوال وغرور
ما ترى قد صرعت قبلك * أصحاب القصور
كم ببطن الأرض من * ثاو شريف ووزير
وصغير الشأن عبد * خامل الذكر حقير
لو تصفحت وجوه * القوم في يوم نضير
لم تميزهم ولم * تعرف غنيا من فقير
خمدوا فالقوم صرعى * تحت أشقاق الصخور
واستووا عند مليك * بمساويهم خبير
أحذر الصرعة يا * مسكين من دهر عثور
أين فرعون وهامان * ونمرود النسور
أو ما تخشاه أن * يرميك بالموت المبير
أو ما تحذر من * يوم عبوس قمطرير
أقمطر الشر فيه * بعذاب الزمهرير
قال: فغشي على الفضيل، فرد ذلك ولم يأخذه (1)
29

ولابن المبارك في الزهد وذم الدينا:
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا * ولا أراهم رضوا بالعيش بالدون
فاستغن بالدين عن دنيا الملوك كما * استغنى الملوك بدنيا هم عن الدين
قد يفتح المرء حانوتا لمتجره * وقد فتحت لك الحانوت بالدين
بين الأساطين حانوت بلا غلق * تبتاع بالدين أموال المساكين
صيرت دينك شاهينا تصيد به * وليس يفلح أصحاب الشواهين (1)
وقال ابن المبارك في الصداقة والصحبة:
وإذا صحبت فاصحب فاضلا * ذا حياء وعفاف وكرم
قوله للشئ لا إن قلت لا * وإذا قلت نعم قال نعم (2)
وقال أيضا:
إذا رافقت في الأسفار قوما * فكن لهم كذي الرحم الشفيق
يعيب النفس ذا بصر وسلم * عمي القلب عن عيب الرفيق
ولا تأخذ بهفوة كل قوم * ولكن قل هلم إلى الطريق
متى تأخذ بهفوتهم تمل * وتبقى في الزمان بلا صديق (3)
30

وقال رجل لابن المبارك: أوصني: احفظ لسانك. ثم أنشده قوله:
أحفظ لسانك إن اللسان * حريص على المرء في قتله
وإن اللسان بريد الفوائد * دليل الرجال على عقله (1)
وقال عبد الله بن المبارك:
دنيا تداولها العباد ذميمة * شيب بأكره من نقيع الحنظل
وبنات دهر لا تزال ملمة * فيها فجائع مثل وقع الجندل (2)
وقال الامام الذهبي: ولابن المبارك:
جربت نفسي فما وجدت لها * من بعد تقوى الاله كالأدب
في كل حالاتها وإن كرهت * أفضل من صمتها عن الكذب
أو غيبة الناس إن غيبتهم * حرمها ذو الجلال في الكتب
قلت لها طائعا وأكرهها * الحلم والعلم زين ذي الحسب
إن كان من فضة كلامك يا * نفس فإن السكوت من ذهب (3)
وقال أبو العباس السراج: أنشدني يعقوب بن محمد لا المبارك:
أبإذن نزلت بي يا مشيب * أي عيش وقد نزلت يطيب
وكفى الشيب واعظا غير أني * آمل العيش، والممات قريب
كم أنادي الشباب إذ بان مني * وندائي موليا ما يجيب (4)
31

وله أيضا:
يا عائب الفقر ألا تزدجر * عيب الغنى أكثر لو تعتبر
من شرف الفقر ومن فضله * على الغنى لو صح منك النظر
إنك تعصي لتنال الغنى * وليس تعصي الله كي تفتقر (1)
وقال ابن المبارك:
همومك بالعيس مقرونة * فما تقطع العيش الا بهم
إذا تم أمر بدا نقصه * ترتقب زوالا إذا قيل تم
إذا كنت في نعمة فارعها * فإن المعاصي تزيل النعم
وحام عليها بشكر الاله * فإن الاله سريع النقم
حلاوة دنياك مسمومة * فما تأكل الشهد إلا بسم
فك قدر دب في مهلة * فلم يعلم الناس حيت هجم (2)
وروى الماوردي عن عبد الله ابن المبارك أن قال:
أيضمن لي فتى ترك المعاصي * وأرهنه الكفالة بالخلاص
أطاع الله قوم فاستراحوا * ولم يتجر عوا غصص المعاصي (3)
وفى " جامع بيان العلم " لابن عبد البر أن ابن المبارك قال:
حسبي بعلمي إن نفع * ما الذل إلا في الطمع
من راقب الله رجع عن سوء ما كان صنع
ما طار شئ فارتفع * إلا كما طار وقع (4)
32

وعن الحسن بن روح قال: أنشدني عبيد الله لابن المبارك:
يا طالب العلم بادر الورعا * وهاجر النوم واهجر الشبعا
يا أيها الناس أنتم عشب * يحصده الموت كلمات طلعا
لا يحصد المرء عند فاقته * إلا الذي في حياته زرعا (1)
وعن حيان بن موسى المروزي قال: سمعت عبد الله بن المبارك ينشد
إلى الله أشكوك لا إلى الناس أنني * أرى صالح الأخلاق لا أستطيعها
أرى خلة في إخوة وعشيرة * وذي رحم ما كنت ممن يضيعها
فلو طاوعتني بالمكارم قدرة * لجاد عليها بالنوال ربيعها (2)
وقال ابن المبارك يمدح مالك بن أنس إمام دار الهجرة:
صموت إذا ما الصمت زين أهله * وفتاق أبكار الكلام المختم
وعى ما وعى القرآن من كل حكمة * وسيطت له الآداب باللحم والدم (4)
33

وعن محمد بن أحمد بن يعقوب، قال حدثنا جدي قال: أملى علي
بعض أصحابنا أبياتا مدح بها عبد الله بن المبارك أبا حنيفة:
رأيت أبا حنيفة كل يوم * يزيد نبالة ويزيد خيرا
وينطق بالصواب ويصطفيه * إذا ما قال أهل الجور جورا
يقايس من يقايسه بلب * فمن ذا يجعلون له نظيرا
كفانا فقد حماد وكانت * مصيبتنا به أمرا كبيرا
فرد شماتة الأعداء عنا * وأبدى بعده علما كثيرا
رأيت أبا حنيفة حين يؤتي * ويطلب علمه بحرا غزيرا
إذا ما المشكلات تدافعتها * رجال العلم كان بها بصيرا (1)
وقد مدح ابن المبارك الحافظ مسعر بن كدام فقال:
من كان ملتمسا جليسا صالحا * فليأت حلقة مسعر بن كدام
فيها السكينة والوقار وأهلها * أهل العفاف وعليه الأقوام (2)
كما مدح ابن المبارك الامام حماد بن زيد الأزدي فقال:
أيها الطالب علما * إئت حماد بن زيد
فاستفد علما وحلما * ثم قيده بقيد
لا كثور وكجهم * وكعمرو بن عبيد (3)
34

وروى داود بن أبي حجر قال: قدم رجل على ابن المبارك
وعنده أهل الحديث فاستحى أن يسأل، وجعل أهل الحديث يسألونه
قال: فنظر ابن المبارك إليه، فكتب بطاقة وألقاها إليه فإذا فيها:
إن تلبست عن سؤالك عبد الله * ترجع غدا بخفى غدا بخفى حنين
فأعنت الشيخ بالسؤال تجده * سلسا يلتقيك الراحتين
وإذا لم تصح صياح الثكالى * قمت عنه وأنت صفر اليدين (1)
وكان رضي الله عنه إذا ودع شخصا ينشد:
وهون وجدي أن فرقة بيننا * فراق حياة لا فراق ممات (2)
وأنشد أبو بكر الآجري قال: كان ابن المبارك كثيرا ما يتمثل بهذه
الأبيات.
اغتنم ركعتين زلفى إلى الله * إذا كنت فارغا مستريحا
وإذا ما هممت بالنطق بالباطل * فاجعل مكانه تسبيحا
فاغتنام السكوت أفضل من خوض * إن كنت بالكلام فصيحا (3)
وعن أبي صالح الفراء، قال سمعت ابن المبارك يقول:
المرء مثل هلال عند رؤيته * يبدو ضئيلا تراه ثم يتسق
حتى إذا ما تراه ثم اعقبه * كر الجديدين نقصا ثم يمحق (4)
35

10 - من غرر كلماته:
قال عبد الله بن المبارك: إن أول العلم النية، ثم الاستماع، ثم
الفهم، ثم العمل، ثم الحفظ، ثم النشر (1)
وعنه قال: إن البصراء لا يأمنون من أربع:
ذنب قد مضى لا يدرى ما يصنع فيه الرب عز وجل.
وعمر قد بقي لا يدرى ما فيه من الهلكة.
وفضل قد أعطي العبد، لعله مكر واستدراج.
وضلالة قد زينت، يراها هدى.
وزيغ قلب ساعة، فقد يسلب المرء دينه ولا يشعر (2)
وقال حبيب الجلال، سألت ابن المبارك: ما خير ما أعطي الانسان؟
قال: غريزة عقل، قلب: فإن لم يكن؟ قال: حسن أدب، قلت: فإن لم
يكن؟ قال: أخ شفيق يستشيره، قلت: فإن لم يكن؟ قال صمت
طويل، قلت فإن لم يكن؟ قال موت عاجل (3).
وقال ابن المبارك: طلبنا العلم للدنيا، فدلنا على ترك الدنيا (4).
وقال: لا يخرج العبد عن الزهد إمساك الدنيا ليصون بها وجهه عن
سؤال الناس (5).
36

وعن علي بن الفضيل، قال سمعت أبي يقول لا بن المبارك: أنت
تأمرنا بالزهد والتقلل والبلغة، ونراك تأتي بالبضائع من بلاد خراسان
إلى البلد الحرام، كيف ذا؟ قال: يا أبا علي، إنما أفعل ذا لأصون به
وجهي، و أكرم به عرضي، وأستعين، به على طاعة ربي، لا أرى لله حقا
إلا سارعت إليه حتى أقوم به فقال له الفضيل: يا ابن المبارك ما أحسن
ذا، إن تم ذا (1).
وقال ابن المبارك: طلبت الأدب ثلاثين سنة، وطلبت العلم عشرين
سنة، كانوا يطلبون الأدب يكون ثلث - الدين (3).
وسئل ابن المبارك، من الناس؟ قال: العلماء: قال: فمن الملوك؟
قال: الزهاد. قال: فمن السفلة؟ قال: الذي يأكل بدينه (4).
وقال أبو وهب المروزي: سألت ابن المبارك عن الكبر؟ قال أن
تزدري الناس. وسألته عن العجب؟ فقال: أن ترى أن عندك شيئا
ليس عند غيرك، ولا أعلم في المصلين شيئا شرا من العجب (5).
وعن ابن المبارك قال: إذا عرف الرجل قدر نفسه يصير عند نفسه
أذل من كلب (6).
37

وعنه قال: ليكن مجلسك مع المساكين، وإياك أن تجلس مع صاحب
بدعه (1).
وعن محبوب بن الحسن، قال: سمعت ابن المبارك يقول: من بحل
بالعلم ابتلى بثلاث: إما موت يذهب علمه، وإما ينسى، وإما يلزم
السلطان فيذهب علمه (2).
وعن ابن المبارك قال: من استخف بالعلماء ذهبت آخرته، ومن
استخف بالأمراء ذهبت دنياه، ومن استخف بالاخوان ذهبت مروءته (3).
ومن. أقول رحمه الله: رب عمل صغير تكثيره النية، ورب عمل كثير
تصغره النية (4).
وعن ابن المبارك قال: في صحيح الحديث شغل عن سقيمه (5).
38

ب كتاب الجهاد
1 - المؤلفات في الجهاد:
يعتبر الجهاد دعامة رئيسية وقاعدة أساسية من قواعد الاسلام، وهو
عموده وذروة سنامه، وهو الطريق لحماية ديار المسلمين، ونصرة
المضطهدين في الدين، وهو الدرع المتين الذي يكفل حرية نشر الدعوة
إلى الله إذا ما اعترضت سبيلها أسلحة المعتدين، وهو الوسيلة لحماية
أهم مقاصد الشريعة الضرورية، وهو الدين ولهذا طلبه الله من
المؤمنين مع ما يترتب عليه من قتل الأنفس وازهاق الأرواح وإتلاف
الأموال والممتلكات، لأن المحافظ على الدين مقدمة على الحفاظ على
ما سواها من الأنفس والأموال.
يقول الامام الشاطبي: " إن النفوس محترمة محفوظة ومطلوبة
الاحياء، بحيث إذا دار الأمر بين أحيائها وإتلاف المال، أو إتلافها
وإحياء المال كان إحياؤها أولى، فإن عارض إحياؤها إماتة الدين، كان
الدين أولى، وإن أدى إلى إماتتها، كما جاء في جهاد في جهاد الكفار وقتل المرتد
وغير ذلك (1) ".
ومن هذا المنطلق رغب الله عز وجل عباده المؤمنين في الجهاد في
سبيله، وحثهم عليه، وأمرهم به، ووعدا المجاهدين في سبيله جنات
39

عرضها السماوات والأرض، قال سبحانه * (إن الله اشترى من المؤمنين
أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون
ويقتلون، وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن، ومن أوفى بعهده
من الله فاستبشروا ببيعكم بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم) *
(1).
ونظرات المكانة الجهاد الهامة في الاسلام عنى الكثير ون من أئمة الدين
وعلمائه بدراسته، وبحثوا فيه وصنفوا جهودهم في تدوين
ما ورد فيه من الآيات وتفسيرها والأحاديث والآثار وشرحها، فترى
مدونات السنة وموسوعاتها تخصص له بابا منفردا، مثل الصحيحين
وسنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي والدارمي
ومستدرك الحاكم وموطأ مالك وغيرها، ثم إن بعض المصنفين أفرده في
مؤلف خاص مستقل، ومن هؤلاء:
1 - أبو سليمان داود بن علي بن داود الأصفهاني الظاهري المتوفي سنة
270 ه‍ (2).
2 - أحمد بن عمرو بن الضحاك الشيباني، أبو بكر، المعروف بابن أبي
عاصم المتوفي سنة 287 ه‍ (3).
40

3 - ثابت بن نذير القرطبي المالكي المتوفي سنة 318 ه‍ (1).
4 - إبراهيم بن حماد بن إسحاق الأزدي المالكي المتوفي سنة 323 ه‍
5 - أبو سليمان حمد بن الخطابي المتوفي ي سنة 388 ه‍ (3).
6 - أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني المتوفي سنة 403 ه‍ (4).
، - تقي الدين عبد الغني بن عبد الواحد بن علي الجماعيلي المقدسي
المتوفي سنة 600 ه‍، وسماه " تحفه الطالبين في الجهاد والمجاهدين " (5).
8 - أبو محمد قاسم بن علي بن الحسن بن هبة الله المعروف بابن عساكر
المتوفي سنة 600 ه‍، وهو ولد أبي القاسم بن عساكر صاحب تاريخ
دمشق الشهير، قال الكتاني: وكتابه هذا في مجلدين، غير أنه أطال
بكثرة أسانيده وطرقه إلى نحو خمسه عند الاختصار (6).
9 - وعز الدين علي بن محمد الجزري المعروف بابن الأثير المتوفي سنة
630 ه‍ (7).
10 - بهاء الدين أبو المحاسن يوسف بن رافع المعروف بابن شداد الموصلي
الحلبي المتوفي سنة 632 ه‍ (8)
41

11 - أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي المتوفي سنة
660 ه‍، وسماه " أحكام الجهاد وفضائله " (1).
12 - عماد الدين إسماعيل بن عمر المعروف بن كثير، الحافظ
الدمشقي المتوفي سنة 774 ه‍، كتبه للأمير منجك لما حاصر الفرنج
قلعة إياس، وسماه " الاجتهاد في طلب الجهاد " (2).
13 - علي بن مصطفى علاء الدين البوسنوي الرومي الحنفي الشهير
" علي دده " المتوفي سنة 1007 ه‍ (3).
14 - حسام الدين خليل البرسوي الرومي المتوفي سنة 1042 ه‍ (4).
كما عنيت مدونات الفقه الاسلامي ببيان أحكام الجهاد وآثاره،
وأفردت له بابا خاصا مستقلا، أما الكتب الحديثة التي تناولت موضوع
الجهاد فهي كثيرة جدا، ولعل من أهمها كتاب " آيات الجهاد في القرآن
الكريم " دراسة موضوعية وتاريخية وبيانية، للدكتور كامل سلامة
الدقس (5) وكتاب آثار الحرب في الفقه الاسلامي دراسة مقارنة لأستاذنا
الدكتور وهبة الزحيلي (6).
42

2 - كتاب الجهاد لابن المبارك:
ذكرت كتب التراجم أن ممن صنف في الجهاد كتابا منفردا
عبد الله بن المبارك، وأن كتابه هذا هو أول مؤلف صنف في بابه.
قال حاجي خليفة: كتاب الجهاد عبد الله، بن المبارك الحنظلي
المتوفي سنة 181 ه‍، وهو أول مؤلف ألف فيه، كما في مصارع الأشواق (1).
وقال الكتاني: والجهاد لأبي عبد الرحمن عبد الله، بن المبارك بن واضح
المروزي الحنظلي، مولى بني حنظلة، التميمي، من تابع التابعين،
الحافظ، أحد الأعلام، المتوفي بهيت، وهي مدينة على الفرات - سنة
إحدى أو الثنتين وثمانين ومائه، وهو أول من صنف في الجهاد (2).
وقال الذهبي - في ترجمة رواية عن المصنف - سعيد بن رحمة نعيم
المصيصي، عن ابن المبارك، وهو راوي كتاب الجهاد عنه (3).
وقد أورد الحافظ بن حجر العسقلاني في " الإصابة " أثناء ترجمته
لبعض الصحابة بعضا من الأحاديث والآثار التي رواها ابن المبارك في
كتاب الجهاد، وأشار عند ذكرها إلى أن ابن المبارك رواها في كتابه
43

الجهاد، وهي موجودة كلها في المصنف الذي بين أيدينا (1)، وقد نبهت
على ذلك عند تخريج كل منها.
44

كما نص الامام الشوكاني في " نيل الأوطار " عن ذكر مرسل الحسن " أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث جيشا فيهم عبد الله بن رواحة، فتأخر ليشهد
الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، لو
أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم " انه رواه ابن المبارك في
كتاب الجهاد (1)، والحديث موجود في الكتاب الذي بين أيدينا (2).
فهذا كله يدل دلالة جازمة على أن لابن المبارك مصنفا اسمه
" الجهاد " وأن هذا المصنف هو الكتاب الذي بين أيدينا.
3 - وصف نسخة الكتاب:
وكتاب ابن المبارك هذا الذي سماه " الجهاد " أنشره الآن للمرة الثانية، وقد
اعتمدت في تحقيقه على النسخة الوحيدة في العالم - فيما أعلم - التي أشار
إليها بروكلمان (3)، وسيزكين (4) والمحفوظة في مكتبة لا يبزج بألمانيا تحت
رقم 320، والبائع عدد أوراقها، 40 ورقه، ومسطرتها من 22 - 26
سطرا، ويرجع تاريخ كتابتها إلى القرن الخامس الهجري أو قبله، فإن
45

عليها ثلاثة سماعات، اثنين منها مؤرخ بسنة اثنين وستين وأربعمائة،
والثالث بسنة ثلاث وستين وأربعمائة، وهي مجزأة إلى جزئين، كتب على
أول صفحة من كل منهما عبد عبارة الجزء الأول أو الثاني من: كتاب
الجهاد تصنيف عبد الله بن المبارك، رواية إبراهيم بن محمد بن الفتح بن
عبد الله الجلي عن محمد بن سفيان الصفار عن سعيد بن رحمة عنه، رواية
الشيخ أبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي الصير في رحمه الله،
سماع الشيخ الجليل أبي علي الحسين بن محمد الدلفي بلغة الله آماله ".
والنسخة مكتوبة بخط نسخي لا بأس به، وهي معجمة في الغالب،
وإن كانت لا تخلو من إهمال كثير في النقط، كما أنها لا تخلو من الكلمات
الغامضة، ومن الكلمات التي لم يعرف الناسخ قراءتها، فترك مكانها
الغامضة، ومن الكلمات لم تسلم من التصحيف والتحريف، وقد نبهت على
كل ذلك في موضعه، ولا يوجد عليها اسم ناسخها ولا سنة النسخ، وقد
كتب في آخر جزئها الثاني، " آخر كتاب الجهاد، وصلى الله على محمد
النبي وآله وسلم ".
4 - التعريف برواة الكتاب عن ابن المبارك:
(أ) سعيد بن رحمة:
قال الذهبي: سعيد بن رحمة بن نعيم المصيصي، عن ابن المبارك،
وهو راوي كتاب الجهاد عنه (1).
46

(ب) محمد بن سفيان الصفار:
لم أعثر على ترجمة له، وإنما ذكر الخطيب في تاريخ (1) والسمعاني في
الأنساب (2) والزبيدي في تاج العروس (3) في ترجمة إبراهيم بن محمد
ابن الفتح الجلي أنه روى عن محمد بن سفيان الصفار المصيصي.
ابن الفتح الجلي أنه روى عن محمد بن سفيان الصفار المصيصي.
(ح‍) إبراهيم بن محمد الجلي:
هو أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن الفتح المصيصي، ويعرف
بالجلي، ولد بالمصيصة، وانتقل منها بعد أن استولى الإفرنج، عليها،
وسكن بغداد، وحدث بها، وكان حافظا ضريرا (4).
وقد روى عن محمد بن سفيان الصفار المصيصي، ومحمد بن إبراهيم
ابن البطال الصعدي، وروى عنه أبو بكر البرقاني، وأبو القاسم
الأزهري، وعلي بن الحسن بن محمد الدقاق، وأحمد بن محمد العتيقي،
وعلي بن المحسن التنوخي، ومحمد بن الحسين بن الفراء، وتوفي في ذي
الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة (5).
47

قال السمعاني: وكان ثقة، صدوقا، مأمونا، صالحا يحفظ
حديثه (1).
وقال العتيقي: أبو إسحاق الجلي المصيصي، شيخ ثقة، مأمون،
صالح يحفظ حديثه، قدم علينا من الثغر، وتوفي يوم الثلاثاء الثالث
عشر من ذي الحجة سنة خمس وثمانين وثلاثمائة، ودفن في مقبرة الشونيزي (2).
(د) محمد بن أحمد الآبنوسي:
هو أبو الحسين، محمد بن أحمد بن محمد علي الآبنوسي، الصير في،
من أهل بغداد ولد سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة، ومات في شوال سنة
سبع وخمسين وأربعمائة، ودفن في مقبرة باب حرب.
سمع الحديث من أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني، وأبي حفص
عمر بن أحمد بن شاهين، وأبي القاسم عبيد الله بن محمد المتولي، وأبي
حفص عمر بن إبراهيم الكتاني، وأبي طاهر محمد بن عبد الرحمن
جعفر بن النجار الكوفي وغيرهم.
وسمع منه أبو بكر أحمد بن علي ثابت، الخطيب البغدادي (3).
وروى القراءة عن أحمد بن عبد الله السوسنجردي سماعا، ورواها عنه
48

الأخوان أحمد ويحيي، ابنا الحسن بن أحمد بن عبد الله، شيخنا الحافظ
أبي العلاء (1).
(ه‍) الحسين بن محمد الدلفي.
هو أبو علي، الحسين بن محمد إبراهيم الدلفي
المقدسي، سكن كرخ بغداد، وكان فقيها، فاضلا ورعا، تفقه على أبي
نصر بن الصباغ، واشتغل بالعبادة، وسمع الحسن بن علي الجوهري
وغيره، وسمع منه أبو محمد ابن السمرقندي الحافظ وغيره، وتوفي في ذي
الحجة سنة أربع وثمانين وأربعمائة ببغداد، ودفن بالشونيزية (2).
قال أبو علي بن سكرة: لم ألق ببغداد أصلح منه ولا أزهد (3).
5 - منهج تحقيق الكتاب:
1 - نسخت النص عن الأصل الوحيد الذي ذكرته، ثم قومته، وضبطته
سندا ومتنا معتمدا على مصنفات التراجم المعتبرة، والمعاجم وكتب
السنن والآثار والتفسير.
2 - ترجمت باختصار لبعض الأشخاص الوارد ذكرهم في الأسانيد أو
المتون عند اقتضاء المقام.
3 - ذكرت مواقع الآيات وأرقامها.
49

4 - خرجت أحاديثه وآثاره من مصنفات السنة والتفسير، وحاولت قدر
الامكان الاستقصاء في التخريج.
5 - شرحت بعض ما دق وغمض من ألفاظ الروايات وعباراتها، وفسرت
غريبها، وبينت مواضع البلدان والواردة فيها.
6 - نبهت على ما وقع في النسخة من تصحيف أو تخريف.
7 - أضفت في ي بعض المواضع لفظه يقتضيها السياق، وجعلتها بين
قوسين مربعين []، وإذا كانت هذه اللفظة مثبتة في رواية أحد
المخرجين لهذا النص أشرت إلى ذلك.
8 - إذا وجد اختلاف في بعض ألفاظ الأحاديث أو الآثار الموجودة في
نصنا والمخرجة في مدونات السنة والتفسير أشرت إلى هذا الاختلاف
إذا كان ذا أهمية.
9 - ترك الناسخ مكان بعض الكلمات التي لم يستطع قراءتها بياضا، وقد
نبهت على ذلك في موضعه، وإن وجدت الكلمة الساقطة في رواية أحد
المخرجين لهذا النص أثبتها وجعلها بين قوسين مربعين []،
وأشرت إلى أنها موجودة في روايته.
10 - جرت عادة الناسخ على عدم كتابة كلمة " وسلم " عند ذكر الصلاة
على النبي، فيقول: صلى الله عليه، فأضفتها في كل مرة دون الإشارة
إلى أن الناسخ أسقطها في الكتابة، مكتفيا بهذا التنبيه.
11 - ألزمت نفسي عند النقل من أي مرجع أو الاستفادة منه، الإشارة
إلى رقم جزئه وصفحته، ابتغاء الأمانة في النقل، والدقة في العزو،
وليتمكن القارئ من مراجعته دون عناء كلما رغب.
50

وختاما، أقدم شكري لكل من قدم لي عونا في تحقيق هذا الكتاب،
وعلى الخصوص السيد صبحي البدري السامرائي الذي تفضل بتقديم
مصورته عن النسخة الوحيدة ألهذا الكتاب المحفوظة في مكتبة لا يبزج،
وأدعو الله أن يتقبل مني هذا العمل بحسن الجزاء، إنه على ما يشاء
قدير.
25 رجب 1403 ه‍.
الدكتور نزيد حماد
الأستاذ المشارك في قسم القضاء بجامعة أم القرى
بمكة المكرمة
51

صحفة العنوان من الجزء الأول
53

الصفحة الأخير من الجزء الأول
الصفحة الأخيرة من الجزء الثاني و بها ينتهي الكتاب
54

صحفة العنوان من الجزء الثاني
55

الصحفة الأولى من الجزء الأول
الصحفة الأولى من الجزء الثاني
56

الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
58

كتاب الجهاد لابن المبارك
(1) أخبرنا الشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد الأبنوسي الصيرفي
قراءة عليه ببغداد وأنا حاضر أسمع في جمادي الأولى سنة خمس
وخمسين وأربعمائة قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح
الجلي المصيصي قال حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى
الصفار سنة ست عشرة وثلاث مائة بالمصيصة قال حدثنا سعيد بن
رحمة أبو عثمان قال سمعت عبد الله بن المبارك قال أخبرني الأوزاعي
قال حدثني يحيى بن أبي كثير قال حدثني هلال بن أبي ميمونة أن عطاء بن يسار حدثه أن عبد الله بن سلام حدثه أو قال حدثني أبو سلمة
بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سلام قال تذاكرنا بيننا فقلنا أيكم
يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل قال
فهبنا أن يقوم منا أحد
59

قال فأرسل إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا رجلا حتى جمعنا فجعل
يشير بعضنا إلى بعض فقرأ علينا * (سبح لله ما في السماوات وما في
الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون) *
من أولها إلى آخرها فتلاها علينا عبد الله بن سلام من أولها إلى
آخرها قال هلال فتلاها علينا عطاء بن يسار من أولها إلى آخرها
قال الأوزاعي فتلاها علينا يحيى من أولها إلى آخرها
(2) حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان قال حدثنا سعيد بن رحمة قال
حدثنا بن المبارك عن سفيان عن محمد بن جحادة عن أبي صالح
قال: قالوا لو كنا نعلم أي الأعمال أفضل أو أحب إلى الله فنزلت
يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب
أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم
فكرهوها فنزلت * (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر
مقتا عند الله أن تقولوا) * مالا تفعلون إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله
60

صفا كأنهم بنيان مرصوص
(3) حدثنا أبو يوسف محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت
عبد الله بن المبارك عن بن جريج عن مجاهد قال نزل قوله * (لم تقولون
مالا تفعلون) * إلى قوله * (صفا كأنهم بنيان مرصوص) * في نفر من الأنصار
منهم عبد الله بن رواحة قالوا في مجلس لو نعلم أي الأعمال أحب إلى
الله لعملنا به حتى نموت فلما نزل فيهم فقال بن رواحة لا زال
حبيسا في سبيل الله حتى أموت فقتل شهيدا
(4) حدثنا أبو يوسف محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن
المبارك عن محمد بن يسار عن قتادة أنه تلا هذه الآية * (إن الله
اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) * فقال ثامنهم الله
فأغلى لهم
(5) حدثنا أبو يوسف محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت
عبد الله بن المبارك عن سعيد بن عبد العزيز قال حدثني ربيعة بن يزيد
أو بن حلبس أن أبا الدرداء قال عمل صالح قبل الغزو فإنكم إنما
تقاتلون بأعمالكم
(6) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك
61

عن معمر ويونس عن بن شهاب قال قال أبو الدرداء القتل في سبيل
الله يغسل الدرن والقتل قتلان كفارة ودرجة
(7) حدثنا محمد بن سفيان قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن
المبارك عن صفوان بن عمرو أن أبا المثنى الأملوكي (2) حدثه (2 / ب)
أنه سمع عتبة بن عبد السلمي وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال القتلى ثلاثة رجال رجل مؤمن جاهد بنفسه وماله في
سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتلهم حتى يقتل ذلك الشهيد الممتحن
في خيمة الله تحت عرشه لا يفضله النبيون إلا بدرجة النبوة
ورجل مؤمن قرف على نفسه من الذنوب والخطايا جاهد بنفسه
وماله في سبيل الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فتلك
مصمصة محت ذنوبه وخطاياه إن السيف محاء للخطايا وأدخل
من أي أبواب الجنة شاء فإن لها ثمانية أبواب ولجهنم سبعة أبواب
وبعضها أسفل من بعض ورجل منافق جاهد بنفسه وماله في سبيل
62

الله حتى إذا لقي العدو قاتل حتى يقتل فذلك في النار إن السيف
لا يمحو النفاق
(8) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن الحارث بن يمجد حدثه عن عبد الله
بن عمر قال الناس في الغزو جزءان فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله
والتذكير به ويجتنبون الفساد في المسير ويواسون الصاحب
وينفقون كرائم أموالهم فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أموالهم منهم بما
استفادوا من دنياهم وإذا كانوا في مواطن القتل استحيوا من الله في
تلك المواطن أن يطلع على ريبة في قلوبهم أو خذلان للمسلمين فإذا
قدروا على الغلول طهروا منه قلوبهم وأعمالهم فلم يستطع
الشيطان أن يفتنهم ولا يكلم قلوبهم فبهم يعز الله دينه ويكبت
عدوه وأما الجزء الآخر فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله ولا التذكير
به ولم يجتنبوا الفساد ولم ينفقوا أموالهم
63

إلا وهم كارهون وما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرما وحزنهم به
الشيطان فإذا كانوا عند مواطن القتال كانوا مع الآخر الآخر والخاذل
الخاذل واعتصموا برؤوس الجبل ينظرون ما يصنع الناس
فإذا فتح الله للمسلمين كانوا أشدهم تخاطبا بالكذب فإذا قدروا على
الغلول اجترأوا فيه على الله وحدثهم الشيطان أنها غنيمة إن
أصابهم رخاء بطروا وإن أصابهم حبس فتنهم الشيطان
بالعرض فليس لهم من أجر المؤمنين شئ غير أن أجسادهم مع
أجسادهم ومسيرهم مع مسيرهم دنياهم وأعمالهم شتا
حتى يجمعهم الله يوم القيامة ثم يفرق بينهم
(9) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن شعبة عن السدي عن مرة قال ذكروا عند عبد الله قوما قتلوا في
سبيل الله فقال إنه ليس على ما تذهبون وترون أنه إذا التقى الزحفان
نزلت الملائكة فتكتب الناس على منازلهم فلان يقاتل للدنيا وفلان
يقاتل للملك وفلان يقاتل للذكر ونحو هذا وفلان يقاتل يريد وجه
الله فمن قتل يريد وجه الله فذلك في الجنة
64

(10) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن معمر عن الزهري أن عمر بن الخطاب خرج على مجلس في مسجد
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يتذاكرون سرية هلكت في سبيل الله فيقول
بعضهم هم عمال الله هلكوا في سبيله فقد وجب أو وقع أجرهم
على الله ويقول قائل الله أعلم بهم لهم ما احتسبوا فلما رآهم
عمر قال لهم ما كنتم تتحدثون قالوا كنا نتحدث في هذه السرية
فيقول قائل كذا ويقول قائل كذا فقال عمر والله إن من
الناس ناسا يقاتلون ابتغاء الدنيا وإن من الناس ناسا يقاتلون رياء
وسمعة وإن من الناس ناسا يقاتلون إن دهمهم القتال ولا يستطيعون
إلا إياه وإن من الناس ناسا يقاتلون ابتغاء وجه الله أولئك الشهداء
وكل امرئ منهم يبعث على الذي يموت عليه وإنها والله ما تدري
نفس ما هو مفعول بها ليس هذا الرجل الذي قد تبين لنا أنه قد غفر له
ما تقدم من ذنبه وما تأخر
(11) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن معمر
عن الزهري قال أخبرني سعيد بن المسيب أن أبا هريرة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولان مثل المجاهد في سبيل الله والله
أعلم بمن يجاهد في سبيله كمثل القائم الصائم الخاشع الراكع
الساجد
65

(12) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاوس قال قال رجل لرسول
الله صلى الله عليه وسلم إني أقف المواقف أريد وجه الله وأحب أن يرى موطني فلم
يرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزلت هذه الآية * (فمن كان يرجوا
لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) *
(13) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن محمد بن عجلان عن زيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل
المجاهد في سبيل الله كالصائم القائم بآيات الله آناء الليل وآناء النهار
مثل هذه الأسطوانة
(14) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن
المبارك عن الربيع بن صبيح عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث
جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فغدا الجيش وأقام عبد الله بن رواحة
ليشهد الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته قال
يا بن رواحة ألم تكن في الجيش قال بلى يا رسول الله ولكني
66

أحببت أن أشهد الصلاة معك وقد علمت منزلهم فأروح وأدركهم
قال والذي نفسي في يده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل
غدوتهم
(15) حدثنا محمد قال حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن القاسم بن الفضل عن معاوية بن قرة قال كان يقال لكل
أمة رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل الله
(16) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
سفيان عن زيد العمي عن أبي إياس عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم
67

قال إن لكل أمة رهبانية ورهبانية هذه الأمة الجهاد في سبيل
الله
(17) أخبرنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
بن لهيعة قال أخبرني عمارة بن غزية أن السياحة ذكرت عند النبي
صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدلنا الله بذلك الجهاد في سبيل الله والتكبير
على كل شرف
(18) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
الضحاك بن عثمان قال حدثني الحكم بن مينا قال سمعت أبا هريرة
68

يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم روحة في سبيل الله أو غدوة خير
من الدنيا وما فيها أو ما عليها
69

(19) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن
المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه}}
(20) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن
المبارك عن بن عون عن هلال بن أبي زينب عن شهر بن حوشب عن
أبي هريرة قال ذكر الشهداء عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تجف الأرض من
دمه حتى تبتدره زوجتاه كأنهما ظئران أضلتا فصيلهما في براح من
الأرض بيداء وفي يد كل واحدة منهما حلة خير من الدنيا وما فيها
(21) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي
قال إذا التقى الصفان أهبط الله الحور العين إلى السماء
الدنيا فإذا رأين الرجل يرضين مقدمه قلن اللهم ثبته فإن نكص
احتجبن منه وإن هو قتل نزلتا إليه فمسحتا عن وجهه التراب
70

وقلن اللهم عفر من عفره وترب من تربه
(22) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
زائدة بن قدامة عن منصور عن مجاهد قال كان يزيد بن شجرة
مما يذكرنا فيبكي ويصدق بكاءه بفعله ويقول يا أيها الناس
اذكروا نعمة الله عليكم ما أحسن أثر نعمة الله عليكم فلو ترون
ما أرى من بين أصفر وأحمر وأبيض وأسود وفي الرحال ما فيها إن
الصلاة إذا أقيمت فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة وأبواب
النار فإذا التقى الصفان فتحت أبواب السماء وأبواب الجنة
وأبواب النار وزين الحور العين فاطلعن فإذا أقبل الرجل بوجهه
قلن اللهم ثبته اللهم أعنه فإذا أدبر احتجبن منه
وقلن اللهم اغفر له فأنهكوا وجوه القوم فداكم أبي
وأمي ولا تخزوا الحور العين فإذا قتل كانت أول نفحة
71

من دمه تحط عنه خطاياه كما يحط الورق من غصن الشجرة وتنزل
إليه اثنتان فتمسحان عن وجهه وقلن قد أنى
لك وقال لهما قد أنى لكما ثم كسى مائة حلة لو جعلها بين
أصبعيه لوسعت ليس من نسج بني آدم ولكن من نبت الجنة
72

(23) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حميد الطويل عن أنس بن مالك قال غدوة في سبيل الله أو روحة خير
من الدنيا وما فيها ولقاب قوس أو قيد أحدكم في الجنة خير من
الدنيا وما فيها ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض
لأضاءت ما بينهما ولملأت الأرض طيبا ولنصيفها خير من الدنيا
وما فيها
(24) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
الأوزاعي قال حدثني حسان بن عطية أن سعيد بن عامر قال لو أن
خيرة من خيرات حسان اطلعت من السماء لأضاءت لها الأرض ولقهر
ضوء وجهها الشمس والقمر ولنصيف تكساه خير من الدنيا وما فيها
73

وقال لامرأته ولانت أحق أن أدعك لهن من أن أدعهن لك
(25) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن الأوزاعي قال حدثني المطلب بن حنطب قال إن للشهيد غرفة كما
بين صنعاء والجابية أعلاها الدر والياقوت وجوفها المسك
والكافور قال فتدخل عليه الملائكة بهدية من ربه تبارك وتعالى فما
تخرج حتى يدخل عليه ملائكة آخرون من باب آخر بهدية من ربهم
(26) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حميد الطويل عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من نفس
تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا ولها الدنيا وما فيها إلا
الشهيد لما يرى من فضل للشهادة فيتمنى أن يرجع فيقتل مرة أخرى
74

(27) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
يحيى بن سعيد الأنصاري قال حدثنا أبو صالح عن أبي
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أن أشق على أمتي أو قال على
الناس لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ولكن لا
أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون ما يتحملون عليه ولشق عليهم أن
يتخلفوا بعدي أو نحوه ولوددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيا
ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل
(28) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن
شعبة عن قتادة قال سمعت أنس بن مالك يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
ما من أحد يدخل الجنة يحب أن يرجع إلى الدنيا وإن له ما على الأرض
من شئ إلا الشهيد فإنه يتمنى أن يرجع فيقتل عشر مرات
(29) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
زائدة بن قدامة عن سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال مثل
75

المجاهد في سبيل الله مثل رجل يصوم النهار ويقوم الليل حتى يرجع
متى ما يرجع
(30) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
عبد الرحمن المسعودي عن محمد بن عبد الرحمن عن عيسى بن طلحة عن
أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان
جهنم في منخري عبد مسلم أبدا
(31) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم
76

عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والذي نفسي بيده ما شحب
وجه ولا اغبر قدم في عمل يبتغى به درجات الجنة بعد الصلاة المفروضة
كجهاد في سبيل الله ولا ثقل ميزان عبد كدابة تنفق له في سبيل الله
أو يحمل عليها في سبيل الله
(32) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
عتبة بن أبي حكيم قال حدثني حصين بن حرملة المهري قال حدثني
أبو مصبح الحمصي قال بينا نحن نسير بأرض الروم في صائفة
عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مر مالك بجابر بن عبد الله وهو
يمشي يقود بغلا له فقال له مالك أي أبا عبد الله اركب فقد حملك
الله قال جابر أصلح دابتي وأستغني عن قومي وسمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار فأعجب
مالكا قوله وسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت ناداه بأعلى
صوته أي أبا عبد الله اركب فقد حملك الله فعرف جابر الذي
أراد فأجابه فرفع صوته فقال أصلح دابتي وأستغني عن قومي
77

وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله
على النار فتواثب الناس عن دوابهم فما رأيت يوما أكثر ماشيا منه
(33) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثني أبو مصبح قال غزونا مع
مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم فسبق رجل الناس ثم نزل
يمشي ويقود دابته فقال مالك يا أبا عبد الله ألا تركب فقال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من اغبرت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما
حرام على النار وأصلح دابتي لتغنيني عن قومي قال أبو مصبح فنزل
الناس فلم أر نازلا قط أكثر من يومئذ
(34) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
زائدة بن قدامة عن منصور عن شقيق عن مسروق قال ما من
حال أحرى أن يستجاب للعبد فيه إلا أن يكون في سبيل الله من أن
78

يكون عافرا وجهه ساجدا
(35) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن المبارك
عن شعبة عن منصور عن أبي وائل عن سلمة بن سبرة عن سلمان
قال إذا رجف قلب العبد في سبيل الله تحاتت خطاياه كما تتحات عذق
النخلة وذكر من الصلاة مثل ذلك
(36) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
بن لهيعة قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال أنه بلغه
أن عبد الرحمن بن عوف تصدق بصدقة عجب لها الناس حتى ذكرت
عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعجبتكم صدقة بن عوف قالوا نعم يا رسول
الله قال لروحة صعلوك من صعاليك المهاجرين يجر سوطه في سبيل
الله أفضل من صدقة بن عوف
(37) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
بن لهيعة قال أخبرني الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل
المجاهد في سبيل الله كمثل الصائم القانت الذي لا يفتر عن صيام وقيام
79

حتى يرجع
(38) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
بن لهيعة قال أخبرني الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
والذي نفس محمد بيده لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن
يكلم في سبيله إلا جاء كهيئته يوم القيامة اللون لوم الدم والريح
ريح مسك
80

(39) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن المبارك عن
بن لهيعة عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال تكفل
الله لمن خرج من بيته مجاهدا في سبيل الله لا ينهزه إلا الجهاد في سبيله
أو تصديق كلمته أن يدخله الجنة أو يرجعه إلى مسكنه الذي
خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة
(40) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كل كلم
يكلمه المسلم في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيأتها إذا طعنت تفجر
دما فاللون لون دم والعرف عرف مسك
81

(41) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
سعيد بن أبي أيوب قال حدثني سهيل بن أبي الجعد أو الأجدل أنه
سمع سعيد المقبري حدث عن أبي هريرة قال الجرئ كل الجرئ
الذي إذا حضر العدو ولى فرارا والجبان كل الجبان الذي إذا حضر
العدو حمل فيهم حتى يكون منه ما شاء الله فقيل يا أبا هريرة كيف
هذا قال إن الذي يفر اجترأ على الله ففر وإن الجبان فرق من
الله
(42) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
راشد أبي محمد مولى بني عطارد أنه سمع شهر بن حوشب يحدث قال
سمعت بن عباس يقول يجئ الله تبارك وتعالى * (في ظلل من الغمام
والملائكة) * ثم ينادي مناد سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم فيقول
عليكم بأوليائي الذين أهراقوا دماءهم ابتغاء مرضاتي فيتطلعون
حتى يدنون
(43) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
صفوان بن عمر وعن حوشب بن سيف السكسكي عن مالك بن يخامر
قال حدثنا معاذ بن جبل قال ينادي مناد أين المفجعون في سبيل
الله فلا يقوم إلا المجاهدون
82

(44) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
الحارث بن عبيد قال حدثنا أبو عمران الجوني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا قاتل الشجعان والجبان فأعظمهما أجرا الجبان وإذا
تصدق البخيل والسخي فأعظمهما أجرا البخيل (45)
حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
شعبة بن الحجاج عن عمارة بن أبي حفصة عن حجر بعل من هجر
عن سعيد بن جبير في قوله * (فصعق من في السماوات ومن في الأرض
إلا من شاء الله) * قال هم الشهداء هم ثنية الله حول العرش
متقلدين السيوف
83

(46) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
هشام الدستوائي عن يحيى بن كثير قال حدثني عامر العقيلي أن
أبا هريرة حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عرض علي أول ثلاثة يدخلون
الجنة وأول ثلاثة يدخلون النار فأما أول ثلاثة يدخلون الجنة
فالشهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده وعفيف متعفف
ذو عيال وأول ثلاثة يدخلون النار أمير مسلط وذو ثروة من
لا يعطي حقه وفقير فخور
(47) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
الحريري عن أبي العلاء عن أبي الأحمس أراه قال بلغني أن أبا ذر
قال ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله فلقيته فقلت يا أبا ذر
ما حدثت بلغني عنك تحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببت أن
أسمعه منك قال ما هو قلت ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم
الله قال قلته وسمعته قلت فمن الذين يحبهم الله قال رجل
كان في فئة أو سرية فانكشف أصحابه فنصب نفسه ونحره حتى قتل
أو يفتح الله عليه ورجل كان مع قوم في سفر فأطالوا السرى حتى
أعجبهم أن يمسوا الأرض فنزلوا فقام فتنحى حتى أيقظ أصحابه
84

للرحيل ورجل كان له جار سوء فصبر على أذاه حتى يفرق
بينهما موت أو ظعن قلت هؤلاء يحبهم الله فمن الذين يشنؤهم
قال التاجر الحلاف أو البياع الحلاف والبخيل المنان والفقير
المختال
(48) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل
الشهداء عند الله الذين يلقون في الصف فلا يلفتون وجوههم حتى
يقتلوا أولئك يتلبطون في الغرف العلى من الجنة يضحك إليهم ربك إن
ربك إذا ضحك إلى قوم فلا حساب عليهم
85

(49) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
صفوان بن عمرو عن زهير أبي المخارق العبسي عن عبد الله بن عمرو
قال ألا أخبركم بأفضل الشهداء عند الله منزلة يوم القيامة الذين
يلقون العدو في الصف فإذا واجهوا عدوهم لم يلتفت يمينا ولا شمالا
واضعا سيفه على عاتقه يقول اللهم إني أجزيك نفسي اليوم بما
أسلفت في الأيام الخالية فيقتل عند ذلك فذلك من الشهداء الذين
يتلبطون في الغرف العلى من الجنة حيث شاءوا
(50) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز عن عبيد الله بن علقمة عن أبي
علقمة عن هزاز بن مالك قال قال لي كعب: ألا أنبئك يا هزاز بن
مالك بأفضل الشهداء عند الله يوم القيامة قال بلى قال المحتسب
بنفسه ثم قال ألا أنبئك يا هزاز بن مالك بالذين يلونهم قلت بلى
قال من غرق في بحره ثم قال ألا أنبئك يا هزاز بن مالك بأقل أهل
الجمعة أجرا قلت بلى قال من لم يدرك إلا الركعة الأخيرة أو
السجدة الأخيرة ثم قال والله ما ينظر الناس إلى الشهداء
يوم القيامة إلا هكذا ثم رفع بصره إلى السماء
86

(51) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
جرير بن حازم قال حدثني عبد الله بن عبيد بن عمير قال قيل
يا رسول الله أي الجهاد أفضل قال من عقر جواده واهريق
دمه
(52) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
أبي بكر بن أبي مريم قال حدثني خالد بن معدان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الشهداء أمناء الله قتلوا أو ماتوا على فرشهم
(53) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حماد بن زيد قال حدثنا عبد الله بن المختار عن عاصم بن بهدلة عن
87

أبي وائل ثم شك حماد في بن وائل قال لما حضرت خالد بن الوليد
الوفاة قال لقد طلبت القتل مظانة فلم يقدر لي إلا أن أموت
على فراشي وما من عمل شئ أرجى عندي بعد لا إله إلا الله من ليلة
بتها وأنا متترس بفرسي والسماء تهلني منتظر الصبح حتى نغير على
الكفار ثم قال إذا أنا مت فانظروا سلاحي وفرسي فاجعلوه عدة
في سبيل الله
فلما توفي خرج عمر على جنازته فذكر قوله ما على نساء
أبي الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقعا أو لقلقة
قال بن المختار النقع التراب على الرأس واللقلقة الصوت
(54) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
جعفر بن سليمان عن ثابت البناني أن عكرمة بن أبي جهل ترجل يوم
كذا فقال له خالد بن الوليد لا تفعل فإن قتلك على المسلمين شديد
قال خل عني يا خالد فإنه قد كان لك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سابقة وإني
وأبي كنا من أشد الناس على رسول الله فمشى حتى قتل
88

(55) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن
معمر عن الزهري عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال رأيت في المنام كأن أبا جهل أتاني فبايعني فلما أسلم خالد بن
الوليد قيل صدق الله رؤياك يا رسول الله هذا كان لاسلام خالد
قال ليكونن غيره حتى أسلم عكرمة بن أبي جهل فكان ذلك
تصديق رؤياه
(56) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حماد بن زيد عن أيوب عن بن أبي مليكة قال كان عكرمة بن أبي
جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويبكي ويقول كتاب
ربي وكلام ربي
(57) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبد الله قيل له فيم
نزلت هذه الآية ليس لك من الامر شئ فقال كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام
فنزلت هذه الآية * (ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم
فإنهم ظالمون) *
89

(58) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
معمر عن الزهري قال حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن
فلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد فأنزل الله
تبارك وتعالى * (ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم
فإنهم ظالمون) *
(59) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن
المبارك قال قرأه بن جريج عن مجاهد في قوله * (ولا تحسبن الذين
قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) * قال
يرزقون من ثمر الجنة ويجدون ريحها وليسوا فيها
(60) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
إبراهيم بن هارون الغنوي عن مسلم بن شداد عن عبيد بن عمير عن
أبي بن كعب قال الشهداء في قباب من رياض بفناء الجنة يبعث لهم
حوت وثور يعتركان فيلهون بهما فإذا اشتهوا الغداء عقر أحدهما
صاحبه فأكلوا من لحمه يجدون في لحمه طعم كل طعام في الجنة وفي
لحم الحوت طعم كل شراب
90

(61) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن
زائدة بن قدامة قال أخبرنا ميسرة الأشجعي عن عكرمة عن بن عباس
عن كعب قال جنة المأوى فيها طير خضر ترتعي فيها أرواح الشهداء
(62) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
محمد بن إسحاق قال حدثني إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير المكي
وغيره عن بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم
بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل
من ثمارها وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب
مطعمهم ورأوا حسن منقلبهم قالوا يا ليت إخواننا يعلمون ما أكرمنا
الله به وما نحن فيه لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عند
الحرب فقال الله أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تبارك وتعالى
* (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله) *
(63) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك قال
حدثت عن عبد الرحمن بن زناد بن أنعم عن حيان بن أبي حبلة قال
91

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا استشهد الشهيد أخرج الله له جسدا كأحسن
جسد ثم أمر بروحه فأدخل فيه فينظر إلى جسده الذي خرج منه
كيف يصنع به وينظر إلى من حوله ممن يتحزن عليه فيظن
أنهم يسمعونه أو يرونه فينطلق إلى أزواجه
(64) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك
قال أنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه حتى نسخ بعد
بلغوا قومنا أنا لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه
(65) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
المسعودي قال حدثنا القاسم والحكمان حارثة بن النعمان أتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو يناجي جبريل فجلس ولم يسلم فقال جبريل
يا رسول الله أما إن هذا لو سلم لرددنا عليه قال وهل تعرفه قال
نعم هذا من الثمانين الذين صبروا معك يوم حنين أرزاقهم وأرزاق
أولادهم على الله في الجنة
(66) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن
المبارك عن بن لهيعة قال حدثنا سلامان بن عامر الشعباني أن
92

عبد الرحمن بن جحدم الخولاني حدثه أنه حضر فضالة بن عبيد في البحر
مع جنازتين أحدهما أصيب بمنجنيق والآخر توفي فجلس فضالة
عند قبر المتوفى فقيل له تركت الشهيد فلم تجلس عنده فقال
ما أبالي من أي حفرتيهما بعثت إن الله تبارك وتعالى يقول * (والذين
هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا وإن الله
لهو خير الرازقين ليدخلنهم مدخلا يرضونه) * فما تبغي أيها العبد إذا
دخلت مدخلا ترضاه ورزقت رزقا حسنا والله ما أبالي من أي حفرتيهما
بعثت
(67) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
الأوزاعي قال حدثنا يحيى بن أبي كثير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من
وضع رجله في ركابه فاصلا في سبيل الله فلدغته هامة
أو وقعته دابة أو مات بأي حتف مات فهو شهيد
93

(68) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
مالك بن أنس عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك أن عتيك بن
الحارث وهو جد عبد الله بن عبد الله أو أبو أمه أخبره أن جابر بن عتيك
أخبره في نسخة له أن عتيك أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله
بن الحارث فوجده قد غلب فصاح به فلم يجبه فاسترجع
رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غلبنا عليك أبا الربيع فصاح النسوة وبكين
فجعل بن عتيك يسكتهن فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم دعهن فإذا
وجب فلا تبكين باكية قالوا وما الوجوب يا رسول الله قال إذا مات
قالت ابنته والله إن كنت لأرجو أن تكون شهيدا فإنك قد قضيت
جهازك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تبارك وتعالى قد أوقع أجره
على قدر نيته وما تعدون الشهادة قالوا القتل في سبيل الله
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء سبع سوى القتل في سبيل الله المبطون
شهيد والغريق شهيد والمطعون شهيد وصاحب الهدم شهيد
وصاحب الحريق شهيد والمرأة تموت بجمع شهيد
94

(69) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
زائدة بن قدامة قال حدثنا إبراهيم بن المهاجر عن طارق بن شهاب
قال ذكروا عند عبد الله الشهداء فقيل إن فلانا قتل يوم كذا وكذا شهيدا وفلانا قتل يوم كذا وكذا
شهيدا فقال عبد الله لئن لم يكن شهداؤكم إلا من قتل إن
شهداؤكم إذا لقليل إن من يتردى من
الجبال ويغرق في البحور وتأكله السباع شهداء عند الله يوم
القيامة
(70) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن حياة بن شريح قال أخبرني بكير بن عمرو أن صفوان بن سليم
حدثه أن أبا هريرة قال أيستطيع أحدكم أن يقوم فلا يفتر ويصوم فلا
يفطر ما كان حيا فقيل له يا أبا هريرة ومن يطيق هذا فقال والذي
نفسي بيده إن يوم المجاهد في سبيل الله أفضل منه
(71) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
إبراهيم بن أبي عبلة قال حدثنا أبو العبيد حاجب سليمان بن عبد الملك
عن عبد الاعلى بن هلال السلمي قال قال عثمان بن عفان لقومه
لقد تبين أي والله لقد شغلتكم عن الجهاد حتى حقت علي وعليكم
فمن أحب أن يلحق بالشام فليفعل ومن أحب أن يلحق بالعراق
فليفعل ومن أحب أن يلحق بمصر فليفعل فإن يوم المجاهد في سبيل
95

الله كألف يوم للصائم لا يفطر والقائم لا يفتر
(72) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
أبي معن قال حدثنا أبو عقيل عن أبي صالح مولى عثمان قال قال
عثمان بن عفان في مسجد الخيف بمنى يا أيها الناس إني سمعت
حديثا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كنت كتمتكموه ضنا بكم وقد بدا لي أن
أبديه نصيحة لله ولكم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم في سبيل الله
خير من ألف يوم فيما سواه فلينظر كل امرئ منكم لنفسه
(73) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
جويبر عن الضحاك في قوله * (كتب عليكم القتال وهو كره لكم) *
قال فنزلت آية القتال فكرهوها فلما بين الله عز وجل ثواب أهل
القتال وفضيلة أهل القتال وما أعد الله لأهل القتال من الحياة والرزق
لهم لم يؤثر أهل اليقين بذلك على الجهاد شيئا فأحبوه ورغبوا فيه
حتى أنهم يستحملون النبي صلى الله عليه وسلم فإذا لم يجد ما يحملهم
تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن لا يجدوا ما ينفقون والجهاد
فريضة من فرائض الله
(74) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن
96

عثمان بن عطاء عن أبيه عن بن عباس قوله * (ما لكم لا تقاتلون في
سبيل الله) * قال وفي المستضعفين
(75) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن معمر
عن قتادة قوله * (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا
الله ورسوله وصدق الله ورسوله) * قال أنزل الله في سورة البقرة
* (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم
مستهم البأساء والضراء وزلزلوا) * * (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا
ما وعدنا الله ورسوله) * لقوله * (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة) *
(76) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال قال عمي أنس بن النضر
سميت به لم يشهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكبر عليه فقال أول
97

مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم غيبت عنه أما والله لئن أراني الله مشهدا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بعد ليرين الله كيف أصنع قال فهاب أن يقول
غيرها فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد من العام المقبل فاستقبله
سعد بن معاذ فقال يا أبا عمرو واها لريح الجنة أجدها دون
أحد فقاتل حتى قتل ووجد في جسده بضع وثمانون أثرا من بين
ضربة ورمية وطعنة فقالت عمتي الربيع بنت النضر فما عرفت
أخي إلا ببنانه قال ونزلت هذه الآية * (من المؤمنين رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
وما بدلوا تبديلا) *
(77) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
مسعر بن كدام عن أبي بكر بن حفص قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوم بدر * (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات
والأرض) * فقال رجل من الأنصار يقال له بن قسم بخ بخ
98

فقال أبو بكر بن حفص وبخ على وجهين على التعجب وعلى
الانكار فقال عليه السلام ما أردت بقولك بخ بخ فقال
يا رسول الله علمت أني إن دخلتها كان لي فيها سعة قال أجل ثم
إن بن قسم قال يا رسول الله كم بيني وبينها قال أن تلقاها ولاء
القوم فتصدق الله فألقى تمرات كن في يده وقال تخلى
من طعام الدنيا ثم تقدم فقاتل حتى قتل
(78) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
جرير بن حازم عن يزيد بن حازم عن عكرمة مولى بن عباس قال
كان عمرو بن الجموح شيخ من الأنصار أعرج فلما خرج النبي
صلى الله عليه وسلم إلى بدر قال لبنيه أخرجوني فذكر للنبي عرجه وحاله فأذن له
في المقام فلما كان يوم أحد خرج الناس فقال لبنيه أخرجوني
فقالوا قد رخص لك رسول الله صلى الله عليه وسلم وأذن قال هيهات منعتموني
الجنة ببدر وتمنعونيها بأحد فخرج فلما التقى الناس قال لرسول
الله أرأيت إن قتلت اليوم أطأ بعرجتي هذه الجنة قال نعم قال
فوالذي بعثك بالحق لأطأن بها الجنة اليوم إن شاء الله فقال لغلام له
كان معه يقال له سليم ارجع إلى أهلك قال وما عليك أن أصيب
99

اليوم خيرا معك قال فتقدم إذا قال فتقدم العبد فقاتل حتى
قتل ثم تقدم وقاتل هو حتى قتل
(79) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
رجل عن عمرو بن الحارث عن سعيد بن هلال أن سليمان بن أبان
حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة
وأبوه أن يخرجا جميعا فذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمرهما أن يخرج
أحدهما، فاستهما فخرج سهم سعد فقال أبوه آثرني بها يا بني
فقال يا أبت إنها الجنة لو كان غيرها آثرتك به فخرج سعد مع
النبي صلى الله عليه وسلم فقتل يوم بدر ثم قتل خيثمة من العام المقبل يوم أحد
(80) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
معمر قال أخبرني ثمامة بن عبد الله بن أنس أنه سمع أنس بن مالك
يقول لما طعن حرام بن ملحان وكان خاله يوم بئر معونة قال بالدم
هكذا فنضحه على وجهه ورأسه ثم قال فزت ورب الكعبة
100

(81) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن
معمر ويونس عن الزهري قال زعم عروة بن الزبير أن عامر بن فهيرة
قتل يومئذ فلم يوجد جسده حين دفنوه يرون أن الملائكة دفنته
(82) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن
مالك قال دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذين قتلوا أصحاب بئر معونة
ثلاثين غداة يدعو على رعل وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله
قال وأنزل في الذين قتلوا ببئر معونة قرآن قرأناه حتى نسخ بعد بلغوا
قومنا أنا قد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه
(83) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال انطلق حارثة بن
عمتي الربيع نظارا يوم بدر وما انطلق لقتال فأصابه سهم
فقتله فجاءت عمتي أمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله ان ابني
حارثة ان يكن في الجنة أصبر وأحتسب وإلا فسترى ما
أصنع
101

فقال يا أم حارثة انها جنات كثيرة وان حارثة في الفردوس
الاعلى
(84) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حميد عن أنس أن أبا طلحة كان يرمي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان
النبي صلى الله عليه وسلم يرفع رأسه من خلفه لينظر أين تقع نبله فيتطاول أبو طلحة
بصدره يقي به رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول هكذا يا نبي الله جعلني الله
فداك نحري دون نحرك
(85) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
سفيان بن عيينة عن علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال
قال عبد الله بن جحش يوم أحد اللهم إني أقسم عليك أن نلقى العدو فإذا لقينا
العدو أن يقتلوني ثم يبقروا بطني ثم يمثلوا بي
فإذا لقيتك سألتني فيم هذا فأقول فيك فلقي العدو
102

ففعل وفعل ذلك به
قال بن السيب فإني لأرجو أن يبر الله آخر قسمه كما بر أوله
(86) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
إسرائيل بن أبي إسحاق قال حدثنا سعيد بن مسروق قال حدثني مسلم
بن صبيح قال قال عمرو بن الجموح لبنيه منعتموني الجنة ببدر والله
لئن بقيت فبلغ ذلك عمر فلقيه فقال أنت القائل كذا وكذا قال
نعم قال فلما كان يوم أحد قال عمر لم يكن لي هم غيره فطلبته فإذا
هو في الرعيل الأول
(87) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك
عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر بن الخطاب لما فرض
للناس فرض لعبد الله بن حنظلة ألفي درهم فأتاه طلحة بابن أخ له
ففرض له دون ذلك فقال يا أمير المؤمنين فضلت هذا الأنصاري
103

علي بن أخي قال نعم لأني رأيت أباه يستن يوم أحد بسيفه كما
يستن الجمل
(88) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
محمد بن إسحاق قال حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن
عمرو بن سعد بن معاذ عن محمود بن عمرو عن يزيد بن السكن أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما لحمه القتال يومئذ يعني يوم أحد وخلص إليه
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثقل وظاهر بين درعين يومئذ ودنا منه
العدو فذب عنه المصعب بن عمير حتى قتل وأبو دجانة سماك بن
خرشة حتى كثرت فيه الجراحة وأصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وثلمت
رباعيته وكلمت شفته وأصيبت وجنته فقال عند ذلك من رجل
يبيع لنا نفسه
104

فوثب فتية من الأنصار خمسة فيهم زياد بن السكن فقتلوا
حتى كان آخرهم زياد بن السكن فقاتل حتى أثبت ثم ثاب
إليه ناس من المسلمين فقاتلوا عنه حتى أجهضوا عنه العدو فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم أدن مني وقد أثبتته الجراحة فوسده رسول الله صلى الله عليه وسلم
قدمه حتى مات عليها وهو زياد بن السكن
(89) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن
المبارك عن سفيان بن عيينة قال لنا أصيب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم
أحد نحو من ثلاثين كلهم يجئ حتى يجثو بين يديه أو قال يتقدم بين
يديه ثم يقول وجهي لوجهك الوقاء ونفسي لنفسك الفداء
وعليك سلام الله غير مودع
105

(90) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
أبي بشر ورقاء بن عمر اليشكري عن بن أبي نجيح عن أبيه أن رجلا
مر على رجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال يا فلان أشعرت
أن محمدا قد قتل قال الأنصاري إن كان محمد قد قتل فقد بلغ
فقاتلوا عن دينكم
(91) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
إسحاق بن يحيى بن طلحة قال حدثني عيسى بن طلحة بن عبيد الله
عن عائشة قالت أخبرني أبي قال كنت في أول من فاء يوم أحد
فرأيت رجلا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل دونه أراه قال ويحميه
قلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني وبيني وبين المشركين رجل
أنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه وهو يخطف السعي
تخطفا لا أحفظه حتى دفعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فإذا حلقتان من
المغفر قد نشبتا في وجهه وإذا هو أبو عبيدة فقال النبي صلى الله عليه وسلم
عليكم صاحبكم يريد طلحة وقد نزف فلم ينظر إليه وأقبلنا إلى
النبي صلى الله عليه وسلم فأرادني أبو عبيدة على أن أتركه فلم يزل بي حتى تركته
فأكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حلقة قد نشبت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم
فكره أن يزعزعها فيشتكي النبي صلى الله عليه وسلم فأزم عليها
106

بثنيته ثم نهض عليها فندرت ثنيته ونزعها فقلت
دعني فأتى فطلب إلي فأكب على الأخرى فصنع بها مثل ذلك
فنزعها وندرت ثنيته فكان أبو عبيدة اهتم الثنايا
(92) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك قال
وأخبرني أيضا إسحاق بن يحيى قال أخبرني موسى بن طلحة أن
107

طلحة رجع بسبع وثلاثين أو خمس وسبعين بين ضربة وطعنة
ورمية ربع فيها جبينه وقطع فيها عرق نسائه وشلت أصبعه
هذه التي تلي الابهام
(93) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
محمد بن إسحاق قال حدثني يحيى بن عباد عن أبيه عن جده عن
الزبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يومئذ أوجب
طلحة}}
(94) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك قال
وأخبرني أيضا قال أخبرني محمد بن سعد أن عبد الله بن عبد الرحمن بن
أبي صعصعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ينظر لي ما فعل سعد بن
الربيع فقال رجل من الأنصار أنا يا رسول الله قال فخرج يطوف
في القتلى حتى وجد سعدا جريحا قد أثبت بآخر رمق فقال يا سعد
108

إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر له أمن الاحياء أنت أم في الأموات
قال فإني في الأموات أبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام
وقل له ان سعدا يقول لك جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن
أمته وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم أن سعدا يقول لكم انه لا عذر
لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم وفيكم عين تطرف
109

(95) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
وهب بن قطن عن عبيد بن عمير قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على
مصعب بن عمير وهو منجعف على وجهه يوم أحد شهيد وكان
صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله * (من المؤمنين رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا
تبديلا) * ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد عليكم أنكم شهداء عند الله
يوم القيامة ثم أقبل من الناس فقال يا أيها الناس ائتوهم
وزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد
إلى يوم القيامة إلا ردوا عليه السلام
(96) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن عوف أتي بطعام
110

وكان صائما فقال قتل مصعب بن عمير وهو خير مني فكفن في
بردة ان غطي رأسه بدت رجلاه وان غطي رجلاه بدا رأسه وأراه
قال وقتل حمزة وهو خير مني ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال أعطينا من الدنيا ما
أعطينا وقد خشيت أن تكون حسناتنا
عجلت لنا ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام
(97) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
سفيان بن عيينة عن أمي المرادي قال قال أبو العبيدين لعبد بن
مسعود: يا أصحاب محمد لا تختلفوا فتشقوا علينا ثم قال رحمك
الله أبا العبيدين إنما أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذين دفنوا معه في
البرود
111

(98) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن
المبارك عن سفيان بن عيينة قال حدثني أبو الزبير عن جابر بن عبد الله
قال لما أراد معاوية أن يجري الكظامة قال قيل من كان له قتيل
فليأت قتيله يعني قتلى أحد قال فأخرجناهم رطابا يتثنون قال
فأصابت المسحاة أصبع رجل منهم فانفطرت دما قال أبو سعيد
الخدري ولا ينكر بعد هذا منكر أبدا
(99) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
أسامة بن زيد قال أخبرني إسماعيل بن أمية عن رجل عن بن عباس
قال لما استشهد الشهداء بأحد ونزلوا منازلهم رأوا منازل أناس من
أصحابهم لم يستشهدوا وهم مستشهدون قالوا فكيف بأن يعلم
أصحابنا ما أصبنا من الخير عند الله فأنزل * (ولا تحسبن الذين قتلوا في
سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) * إلى آخرها
112

(100) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول لما حضر الناس باب
عمر وفيهم سهيل بن عمرو وأبو سفيان بن حرب وتلك الشيوخ من
قريش فخرج آذنه فجعل يأذن لأهل بدر لصهيب وبلال وأهل بدر وكان والله
بدريا وكان يحبهم وكان قد أوصى بهم فقال أبو
سفيان ما رأيت كاليوم قط انه يؤذن لهذه العبيد ونحن جلوس لا
يلتفت إلينا فقال سهيل بن عمرو ويا له من رجل ما كان أعقله أيها
القوم إني والله لقد أرى الذي في وجوهكم فإن كنتم غضابا
فاغضبوا على أنفسكم دعي القوم ودعيتم فأسرعوا وأبطأتم أما
والله لما سبقوكم به من الفضل فيما لا ترون أشد عليكم فوتا من
بابكم هذا الذي تنافسونهم عليه ثم قال أيها القوم إن هؤلاء
القوم قد سبقوكم بما ترون فلا سبيل لكم والله إلى ما سبقوكم
إليه وانظروا هذا الجهاد فالزموه عسى أن يرزقكم شهادة ثم
نفض ثوبه فلحق بالشام فقال الحسن صدق والله لا يجعل
113

الله عبدا أسرع إليه كعبد أبطأ عنه
(101) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت عبد الله بن
المبارك عن الأسود بن شيبان السدوسي عن أبي نوفل بن أبي عقرب
قال خرج الحارث بن هشام من مكة فجزع أهل مكة جزعا شديدا
فلم يبق أحد يطعم إلا خرج يشيعه حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو
حيث شاء الله من ذلك وقف ووقف الناس حوله يبكون فلما رأى
جزع الناس قال يا أيها الناس إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن
أنفسكم ولا اختيار بلد عن بلدكم ولكن كان هذا الامر فخرجت
فيه رجال من قريش والله ما كانوا من ذوي أنسابها ولا في بيوتاتها
فأصبحنا والله لو أن جبال مكة ذهب فأنفقناها في سبيل الله ما
أدركنا يوما من أيامهم وأيم الله لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمسن أن
نشاركهم في الآخرة فاتقى الله امرؤ خرج غازيا فتوجه غازيا
إلى الشام وأتبعه ثقله فأصيب شهيدا
114

(102) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
معمر قال حدثني عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب قال لما
كان خلافة أبي بكر تجهز بلال للخروج إلى الشام فقال أبو بكر رضي
الله تعالى عنه ما كنت أراك يا بلال تدعنا على هذه الحال لو أقمت معنا
فأعنتنا فقال إن كنت إنما أعتقتني لله فدعني أذهب إلى الله وإن
كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني عندك فأذن له فخرج إلى
الشام فمات بها
(103) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
صفوان بن عمر قال حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه
قال جلسنا إلى المقداد بن الأسود بدمشق وهو يحدثنا وهو
على تابوت ما به عنه فضل فقال له رجل لو قعدت العام عن
الغزو
قال أبت البحوث يعني سورة التوبة قال الله تبارك وتعالى
انفروا خفافا وثقالا قال أبو عثمان بحثت المنافقين
115

(104) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حماد بن سلمة عن علي بن زيد وثابت عن أنس بن مالك أن أبا طلحة قرأ
هذه الآية انفروا خفافا وثقالا فقال أمرنا الله تبارك وتعالى واستنفرنا
شيوخا وشبابا جهزوني فقال بنوه يرحمك الله قد غزوت على عهد
النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فنحن نغزوا عنك الآن فغزا البحر فمات
فطلبوا جزيرة يدفنونه فلم يقدروا عليها إلا بعد سبعة أيام وما تغير
(105) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال حدثنا بن المبارك عن
الأوزاعي قال حدثنا سعيد بن جبلة قال حدثني طاوس اليماني أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله بعثني بالسيف بين يدي الساعة وجعل
رزقي تحت ظل رمحي وجعل الذل والصغار على من خالفني ومن
تشبه بقوم فهو منهم
116

(106) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
يونس بن أبي إسحاق عن العيزار بن حريث قال قال خالد بن
الوليد ما أدري من أي يومين أفر يوم أراد الله أن يهدي لي فيه شهادة
أو من يوم أراد أن يهدي لي فيه كرامة
117

(107) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن مولى لآل خالد بن الوليد قال
قال خالد بن الوليد ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أو
أبشر فيها بغلام أحب إلي من ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية
أصبح فيها العدو
(108) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
هشيم بن بشير عن داود بن عمرو عن بسر بن عبيد الله عن
سمرة بن فاتك الأسدي قال ما أحب أن امرأتي أصبحت نفسا
بغلام ولا أن فرسي أصبحت بعطفة على مهرة ولوددت أنه لا
يأتي علي يوم إلا عدا علي فيه قرني من المشركين عليه لامته ان
قتلني قتلني وإن قتلته عدا علي مثله ما بقيت
(109) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال قال بن المبارك بمثل
هذا الاسناد عن سمرة قال قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم الفتى سمرة لو أخذ
من لامته وشمر من مئزره ففعل ذلك أخذ من لامته وشمر مئزره
(110) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك
118

عن محمد بن عمرو الأنصاري عن علي بن زيد أن عطية بن أبي عطية
أخبره أنه رأى بن أم مكتوم يوما من أيام الكوفة عليه درع سابغة يجرها
في الصف
(111) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
موسى بن علي بن رباح قال سمعت أبي يقول سمعت عبد العزيز بن
مروان يحدث عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شر ما في الرجل
شح هالع وجبن خالع
(112) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
إسماعيل بن عياش قال حدثني سعيد بن عبد الله عن الهيثم بن مالك
عن شيخ من الجند وكان شجاعا فلما حضر قال كم من مشهد
شهدته وكم من مجمع حضرته ولم أرزق الشهادة لا نامت عيون
الجبناء
(113) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
بن لهيعة قال حدثني الحارث بن يزيد عن علي بن رباح قال أقبلت
119

الروم يوم في جمع كثير من
الروم ونصارى العرب
عليهم يناق البطريق فقال بعض الناس لبعض إنه قد حضركم
جمع عظيم فإن رأيتم أن تتأخروا إلى نواظير الشام بيرين
وقديس وتكتبوا إلى أبي بكر فيمدكم فقال هشام بن العاص ان
كنتم تعلمون إنما النصر من عند العزيز الحكيم فقاتلوا القوم وإن
كنتم تنتظرون نصرا من عند أبي بكر ركبت راحلتي حتى ألحق به
فقال بعض القوم ما ترك لكم هشام بن العاص مقالا فقاتلوا قتالا
شديدا فقتل من المسلمين بشر كثير وقتل هشام بن العاص وهزم
الله الروم وقتل يناق البطريق فمر رجل بهشام بن العاص وهو
قتيل فقال رحمك الله هذا الذي كنت تبغي
(114) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
جرير بن حازم قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير يقول مر عمرو
بن العاص فطاف بالبيت فرأى حلقة من قريش جلوسا فلما
رأوه قالوا: أهشام كان أفضل في أنفسكم أو عمرو بن العاص فلما
فرغ من طوفه جاء فقام عليهم فقال إني قد علمت أنكم قد قلتم
شيئا حين رأيتموني فما قلتم قالوا ذكرناك وهشاما فقلنا أيهما
120

أفضل فقال سأخبركم عن ذلك إنا شهدنا اليرموك فبات وبت في
سبيل الله وأسأله إياها فلما أصبحنا رزقها وحرمتها ففي ذلك تبين
لكم فضله علي
(115) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
أبي عمر مولى بني أمية قال حدثني محمد بن أبي سفيان الجمحي أخي
عمرو بن عبد الله بن صفوان قال حدثني محمد بن الأسود بن خلف بن
بياضة الخزاعي قال انا لجلوس في الحجر وناس من قريش إذ قيل
قدم الليلة عمر بن العاص من مصر فما أكبر بأن دخل فابتدرناه
بأبصارنا فلما طاف دخل الحجر وصلى ركعتين ثم قال
كأنكم قد قرضتموني بهنت فقال القوم لم نذكر إلا
خيرا ذكرناك وهشاما فقال بعضنا هذا أفضل وقال بعضنا هذا
أفضل فقال عمرو سأخبركم عن ذلك إنا أسلمنا فأحببنا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وناصحناه فذكر يوم اليرموك فقال أخذ بعمود الفسطاط
121

حتى اغتسل وتحنط وتكفن ثم أخذ بعمود الفسطاط حتى اغتسلت
وتحنطت وتكفنت ثم اعترضنا على الله تبارك وتعالى فقبله فهو خير
مني ثلاث مرات قبله فهو خير مني قبله فهو خير مني
قال أبو عمر قال عمرو بن شعيب علق عمرو يوم اليرموك سبعين
سيفا بعمود فسطاطه قتلوا من بني سهم
(116) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
عمر بن سعيد قال حدثني بن سابط أو غيره عن أبي الجهم بن حذيفة
العدوي قال انطلقت يوم اليرموك أطلب بن عمي ومعي شنة من
ماء واناء فقلت إن كان به رماق سقيته من الماء ومسحت به وجهه فإذا
أنا به ينشغ فقلت أسقيك فأشار أن نعم فإذا رجل يقول آه
فأشار بن عمي أن أنطلق إليه فإذا هو هشام بن العاص أخو عمرو
بن العاص فأتيته فقلت أسقيك فسمع آخر يقول آه فأشار هشام
أن أنطلق به إليه فجئته فإذا هو قد مات ثم رجعت إلى هشام فإذا
هو قد مات ثم أتيت بن عمي فإذا هو قد مات
122

(117) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
بن لهيعة قال حدثني بكير بن الأشج عن بن عمر قال ترافقت أنا
وعبد الله بن مخرمة وسالم مولى أبي حذيفة عام اليمامة فكان
الرعي على كل امرئ منا يوما فلما كان يوم تواقعوا كان الرعي
علي فأقبلت فوجدت عبد الله بن مخرمة صريعا فوقعت عليه
فقال هل أفطر الصائم فقلت لا قال فاجعل لي في هذا المجن
ما لعلي أفطر ففعلت ثم رجعت إليه فوجدته قد قضى
(118) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
إبراهيم بن حنظلة عن أبيه أن سالم مولى أبي حذيفة قيل له يومئذ في
اللوى أي تحفظ به فقال غيره تخشن من نفسك شيئا فتولي اللوى
غيرك فقال بئس حامل القرآن أنا إذا فقطعت يمينه فأخذ اللوى
بيساره فقطعت يساره فاعتنق اللوى وهو يقول * (وما محمد إلا
رسول) * * (وكأي من نبي قاتل معه ربيون كثير) * فلما صرع
قال لأصحابه ما فعل أبو حذيفة قيل قتل قال فما فعل فلان
لرجل قد سماه قيل قتل قال فاضجعوني بينهما
123

(119) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
جعفر بن حبان والمبارك عن الحسن في قوله وكأي من نبي قاتل معه
ربيون كثير قال جعفر علماء صبر وقال بن المبارك أتقياء
صبر
(120) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
حنظلة بن أبي سفيان عن بن سابط أن عائشة احتبست على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال ما حبسك فقالت سمعت قارئا يقرأ ف
ذكرت من حسن قراءته فأخذ رداءه فخرج فإذا هو سالم مولى أبي
حذيفة فقال الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك
124

(121) حدثنا محمد قال حدثنا بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن
عبيد الله بن الوازع قال سمعت أيوب السختياني يحدث عن
بعض بني أنس بن مالك قال عبيد الله أراه ثمامة بن عبد الله بن أنس
عن أنس بن مالك قال مررت يوم اليمامة بثابت بن قيس بن شماس
وهو يتحنط فقلت يا عم ألا ترى ما يلقى المسلمون وأنت ههنا
قال فتبسم ثم قال الآن يا بن أخ فلبس سلاحه وركب فرسه
حتى أتى الصف فقال أف لهؤلاء وما يصنعون وقال للعدو أف
لهؤلاء وما يعبدون خلوا عن سبيله يعني فرسه حتى أصلي بحرها
فحمل فقاتل حتى قتل
وصلى الله على محمد النبي وآله وسلم تسليما
125

الجزء الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
عليه توكلت وبه أستعين
(122) أخبرنا الشيخ أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد الآبنوسي
الصيرفي قراءة عليه ببغداد وأنا حاضر اسمع في جمادى الأولى سنة
خمس وخمسين وأربعمائة قال أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
الفتح الجلي المصيصي قال حدثنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى
الصفار سنة ست عشرة وثلاث مائة بالمصيصة حدثنا بن رحمة قال
سمعت بن المبارك عن بن عون عن موسى بن أنس قال لما نزلت
هذه الآية * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم
لا تشعرون إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله) * قال فقعد
ثابت بن قيس في بيته وقال لا أراني إلا كنت أرفع الصوت على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فافتقده النبي صلى الله عليه وسلم فسأل عنه فقال رجل من القوم ان
شئت علمت لك علمه يا رسول الله فأتاه فوجده منكسر الوجه
126

فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتقدك وسأل عنك فقال إني كنت ارفع
الصوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية وانه من أهل النار
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال قال موسى بن أنس فأتاه المرة
الثانية ببشارة عظيمة فقال له إنك لست من أهل النار ولكنك من
أهل الجنة
(123) حدثنا إبراهيم قال حدثنا محمد قال حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن يونس بن يزيد عن بن شهاب عن إسماعيل بن ثابت أن
ثابت بن قيس الأنصاري قال يا رسول الله لقد خشيت ان
أكون قد هلكت قال ولم قال نهانا الله أن نتحمد بما لم نفعل
وأجدني أحب الحمد ونهانا عن الخيلاء وأجدني أحب الجمال ونهانا
الله تبارك وتعالى ان نرفع أصواتنا فوق صوتك وأنا امرؤ جهير
الصوت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا ثابت ألا ترضى أن
تعيش حميدا وتقتل شهيدا ويدخلك الله الجنة قال بلى يا رسول
الله قال فعاش حميدا وقتل شهيدا يوم مسيلمة الكذاب
127

(124) أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد حدثنا سعيد بن رحمة قال
سمعت بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد عن جابر قال أخبرني
عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن مقسم مولى
بن عباس قال بينما أنا جالس في بيت المقدس ومعي رجل إذ أقبل
إلينا رجل فقال له صاحبي مرحبا بأبي إسحاق فلما جلس قلت
لصاحبي من هذا قال كعب الأحبار فقلنا حدثنا رحمك الله
فقال ينتهي الاثم إلى أن يشرك العبد بالله عز وجل وينكح أمه
وينتهي البر إلى أن يهراق دم العبد في الله عز وجل والشهداء ثلاثة
رجل خرج من بيته يحب الشهادة ويحب الرجعة فيهدي الله عز وجل
له سهم غرب فذلك أول قطرة من دمه يغفر الله تبارك وتعالى له
كل خطيئة خطئها ويرفع بكل قطرة من دمه درجة حتى تنفى
آخر قطرة من دمه ورجل خرج من بيته يحب الشهادة ويحب الرجعة
ثم باشر القتال فذاك تمس ركبته ركبة إبراهيم عليه السلام في الرفيع
ورجل خرج من بيته يحب الشهادة ولا يحب الرجعة فباشر القتال
فذاك كملك شاهر سيفه في الجنة يتبوأ منها حيث يشاء ما سأل
أعطي ولمن شفع شفع
(125) أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد قال أخبرنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن ثابت بن عمارة عن أبي بكر بن إياس عن يوسف
128

بن أبي مريم عن جويرية بن قدامة أنه انطلق هو وكعب حتى دخلا
على حبر من الأحبار فقال له كعب ما كنت مفشيا من حديثك
فأفشه إلى هذا فقام إلى كسوة في البيت فأخرج كراسة فيها ثلاثة
أسطر إذا أول سطر رجل غزا في سبيل الله عز وجل لا يريد أن يقتل
ولا يقتل فأصابه سهم فأول قطرة منه كفارة لكل ذنب أذنبه وله بكل
قطرة درجات في الجنة وإذا السطر الثاني رجل غزا يريد أن يقتل
ولا يقتل فأصابه سهم فأول قطرة من دمه كفارة لكل ذنب أذنبه فله
بكل قطرة درجات في الجنة حتى يزاحم بركبته إبراهيم عليه
السلام وإذا السطر الثالث رجل غزا في سبيل الله عز وجل يريد أن
يقتل ويريد أن يقتل فأصابه سهم فأول قطرة منه كفارة لكل ذنب
أذنبه وله بكل قطرة درجات في الجنة ويجئ يوم القيامة شاهرا سيفه
يشفع
(126) أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد قال حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن بن لهيعة قال حدثني عطاء بن دينار
الهذلي عن أبي يزيد الخولاني أنه سمع فضالة بن عبيد يقول سمعت
عمر بن الخطاب يخبر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الشهداء
أربعة مؤمن جيد الايمان لقي العدو وصدق الله عز وجل حتى قتل
فذلك الذي يرفع إليه الناس يوم القيامة أعينهم هكذا ورفع رأسه
حتى وقعت قلنسوته قال فما أدري قلنسوة عمر أراد أم قلنسوة
129

رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجل مؤمن جيد الايمان إذا لقي العدو فكأنما
يضرب جلده بشوك الطلح من الجبن أتاه سهم غرب فقتله فهو
في الدرجة الثانية ورجل مؤمن خلط عملا صالحا وآخر سيئا لقي
العدو فصدق الله حتى قتل فذلك في الدرجة الثالثة ورجل
أسرف على نفسه فلقي العدو فصدق الله حتى قتل
فذلك في الدرجة الرابعة
(127) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن الأوزاعي حدثنا عثمان بن أبي سودة قال بلغنا في هذه
الآية والسابقون والسابقون قال أولهم رواحا إلى المسجد
وأولهم خروجا في سبيل الله عز وجل
130

(128) أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد قال أخبرنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن إسماعيل بن عياش قال أخبرني محمد بن زياد
عن أبي عنبة الخولاني أنه كان يوما في مجلس خولان في المسجد
جالسا فخرج عبد الله بن عبد الملك هاربا من الطاعون فسأل عنه
فقالوا خرج يتزحزح هاربا من الطاعون فقال إنا لله وإنا إليه
راجعون ما كنت أرى أن أبقى حتى أسمع مثل هذا أفلا أخبركم عن
خلال كان عليها إخوانكم أولها لقاء الله عز وجل كان أحب إليهم من
الشهد والثانية لم يكونوا يخافون عدوا قلوا أو كثروا والثالثة
لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا كانوا واثقين بالله عز وجل أن يرزقهم
والرابعة أن نزل بهم الطاعون لم يبرحوا حتى قضى الله فيهم
ما قضى
131

(129) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال قلنا عند عمر
بن الخطاب رضي الله تعالى عنه هنيئا لمن رزقه الله تبارك وتعالى الشهادة
فقال وما تعدون الشهادة قالوا الغزو في سبيل الله قال إن ذلك
لكثير قالوا فمن الشهيد قال الذي يحتسب نفسه
(130) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن مسعر قال أخبرني أبو بكر بن عمرو بن عنبة أنه سمع أبا
جحيفة يقول انا لمتوجهون إلى مهران ومعنا رجل من الأزد
يقال له أبوأثابة فجعل يبكي فقلنا أجزع هذا قال لا ولكن
تركت أثابة يعني أبيه في الرحل فوددت أنه كان معي فدخلنا الجنة
(131) حدثنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن مسعر قال سمعت عون بن عبد الله يحدث أن رجلا مر عليه
يوم القادسية وقد انتثر قصبه فقال لبعض من مر عليه ضم التي
منه لعلي أدنوا في سبيل الله عز وجل قيد رمح أو رمحين قال فمر عليه
وقد دنا قيد رمح أو رمحين
132

(132) حدثنا إبراهيم قال حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن مسعر قال حدثني حبيب بن أبي ثابت عن نعيم بن أبي
هند قال قال رجل يوم القادسية اللهم ان حدبة سوداء بذيئة يعني
امرأته فزوجني اليوم مكانها من الحور العين فمروا عليه وهو معانق
فارسا يذكر من عظمه وهو يتلو هذه الآية من المؤمنين رجال صدقوا
ما عاهدوا الله عليه حتى ختم الآية فماتا جميعا
(133) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن مسعر قال حدثني سعد أنه مر يوم الجسر يوم أبي عبيد
قد قطعت يداه ورجلاه وهو يقول * (مع الذين أنعم الله
عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك
رفيقا) * فقال بعض من مر عليه من أنت فقال أنا امرؤ من
الأنصار
(134) أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد قال أخبرنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن مصعب بن ثابت قال حدثني عاصم بن عبيد الله
أن عبد الله بن عامر بن ربيعة حدثه قال خرجت مع سعيد
بن زيد بن نفيل حتى إذا هبط من ثنية الوداع أنتجت له ناقة
133

فركبها فلما انبعثت به قال عليك السلام يا مدينا شأنك تأوينا
(135) أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد قال حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن صفوان بن عمرو قال حدثني بن أبي عتبة
الكندي قال كنا نختلف إلى نوف البكالي إذ أتاه رجل وأنا عنده
فقال يا أبا يزيد رأيت لك رؤيا فقال اقصصها فقال رأيت أنك
تسوق جيشا ومعك رمح طويل في سنانه شمعة تضئ للناس فقال
نوف لئن صدقت رؤياك لاستشهدن فلم يكن إلا أن خرجت البعوث
مع محمد بن مروان على الصائفة فلما حضر خروجه ذهبت أودعه فلما
وضع رجله في الركاب فقال اللهم أرمل المرأة وأيتم الولد وأكرم نوفا
بالشهادة قال فغزوا فلما انصرفوا فكانوا بقباقب خرج العدو
على السرج فكان أول من ركب فلما رآهم شد عليهم فقتل رجل
ثم رجل ثم قتل فقال بعض من معه فانتهينا إليه وقد اختلط دمه بدم
فرسه قتيلين
(136) أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد قال حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن عيسى بن عمر عن السدي قال خرج عمرو
134

بن عتبة بن فرقد في غزوة واشترى فرسا بأربعة آلاف درهم
فصفوه يستغلونه فقال ما من خطوة يخطوها يتقدمها إلى عدو
لي إلا هي أحب إلي من أربعة آلاف
(137) أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد بن سفيان قال حدثنا سعيد
بن رحمة قال سمعت بن المبارك قال وأخبرني أيضا عن السدي
قال خرج عمرو بن عتبة في غزاة كان فيها أبوه فلبس جبة من قهز
وهي ثياب بياض فقال أي شئ على هذا أحسن قال مطرف خز
كذا وكذا فقال ما من شئ عليها أحسن في نفسي من دم
(138) أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد قال حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن الفضيل عن الأعمش قال قال عمرو
بن عتبة بن فرقد سألت الله عز وجل ثلاثا فأعطاني اثنتين وأنا أنتظر
الثالثة سألته أن يزهدني في الدنيا فما أبالي ما أقبل منها وما أدبر وسألته
أن يقويني على الصلاة فرزقني منها وسألته الشهادة فأنا أرجوها
135

(139) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
عبد الله بن المبارك عن عيسى بن عمر عن السدي قال حدثني بن عم
لعمرو بن عتبة قال نزلنا في مرج حسن فقال عمرو بن عتبة ما أحسن هذا المرج وما
أحسن هذا الآن لو أن مناديا نادى يا خيل
الله اركبي فخرج رجل فكان في أول من لقي فأصيب ثم
نحي ودفن في هذا المرج قال فما كان بأسرع من أن نادى
المنادي يا خيل الله اركبي كفرت المدينة لمدينة كانوا صالحوها
وخرج عمرو وسرعان الناس في أول من خرج أتي عتبة
فأخبر بذلك أبوه فقال على عمرو فأرسل في طلبهم فما
أدرك حتى أصيب قال فما أراه دفن إلا في مركز رمحه وعتبة يومئذ
على الناس وقال غير السدي أصابه جرح فقال والله انك
لصغير وإن الله عز وجل ليبارك في الصغير دعوني في مكان هذا حتى
136

أمسي فإن أنا عشت فارفعوني فمات في مكانه ذلك
(140) أخبرنا إبراهيم قال أخبرنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن السري بن يحيى قال كانوا في غزوة عليهم يحيى
فقال عمرو ما أحسن حمرة الدم على البياض فسمع أبوه ذلك
فقال أقسمت عليك لتنزلن قال فنزل ثم اعتزل عن الصف
فقام يصلي فجعل يدعو فالتفت إليه عتبة فقال لمن معه هذا عمرو
يستشفع علي بربه اركب يا بني ان شئت فركب فاستشهد قال
فجئ بقاتله فقال عتبة لرجل قال السري أراه مسروق قم فاقتل
قاتل أخيك فقتله
(141) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن أبي عوانة عن داود بن عبد الرحمن عن حميد
بن عبد الرحمن قال كان رجل يقال له حممة من أصحاب النبي
صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصبهان غازيا في خلافة عمر رضي الله تعالى عنه قال
وفتحت أصبهان في خلافة عمر رحمة الله عليه فقال اللهم ان حممة
يزعم أنه يحب لقاءك فإن كان حممة صادقا فاعزم له عليه
137

بصدقة وإن كان كاذبا فاعزم له وعليه وان كره اللهم لا ترد حممة
من سفره هذا قال فأخذته بطنة فمات بأصبهان قال فقام
أبو موسى فقال أيها الناس إنا والله ما سمعنا فيما سمعنا من
نبيكم صلى الله عليه وسلم وفينا بلغ علمنا إلا أن حممة شهيد
(142) أخبرنا إبراهيم بن محمد حدثنا أبو يوسف محمد حدثنا سعيد
بن رحمة قال سمعت بن المبارك عن المبارك بن سعيد قال حدثني
يسير بن دعلوف حدثنا عبد الله بن قيس قال لقد رأيتني خرجت في
غزاة لنا فدعي الناس إلى مصافهم في يوم شديد الريح والناس يثوبون
إلى مصافهم فإذا رجل على فرس له ورأس فرسي عند عجز فرسه
كأنه يقول لا يشعرني وهو يقول يا نفس ألم أشهد مشهد كذا وكذا
فقلت لي ولدك وأهلك فأطعتك ورجعت ألم أشهد مشهد كذا
وكذا فقلت لي عيالك وأهلك فأطعت ورجعت أما والله
لأعرضنك اليوم على الله عز وجل أخذك أو تركك قال قلت
138

لأرمقن هذا فرمقته فصف الناس ثم حملوا على
عدوهم فكان في أوائلهم ثم إن العدو حمل على الناس فانكشفوا
فكان في حماتهم ثم إن الناس حملوا فكان في أوائلهم ثم إن العدو
حمل فانكشف الناس فكان في حماتهم قال فوالله ما زال دأبه حتى
مررت به فعددت به وبدابته ستين طعنة أو قال أكثر من ستين
طعنة
(143) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن مطرف حدثنا بن حازم حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن
معاوية قال قال رجل ونحن نسير بأرض الروم: أخبر أبا
حازم شأن صاحبنا الذي رأى في العنب ما رأى قال الرجل لعبد الرحمن
أخبره أنت فقد سمعت منه الذي سمعت قال عبد الرحمن بن يزيد
فمررنا بكرم فقلنا له خذ هذه السفرة فاملأها من هذا العنب
ثم أدركنا به في المنزل قال فلما دخل الكرم نظر إلى امرأة على سرير
من ذهب من الحور العين فغض عنها بصره ثم نظر في ناحية الكرم
فإذا هو بأخرى مثلها فغض عنها فقالت له انظر فقد حل لك النظر
فإني والذي رأيت زوجتاك من الحور العين وأنت آتينا من يومك هذا
فرجع إلى أصحابه ولم يأتهم بشئ فقلنا له ما لك أجننت ورأينا به
حالا غير الحال التي فارقنا عليها من نور وجهه وحسن حاله فسألناه
139

ما منعك من ذلك فاعتجم علينا حتى أقسمنا عليه فقال إني لما
دخلت الكرم فقص القصة فما أدري أكان ذلك أسرع ان استنفر الناس
للغزو فأمرنا به انسانا يمسك دابته علينا حتى أسرجنا
جميعا ثم ركب وركبنا رجاء ان يصيب الشهادة فتقدم بين أيدينا
فكان أول الناس استشهد يومئذ
(144) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن محمد بن مطرف قال حدثني أبو الاحد لأنه دخل على قوم
مسجدهم بساحل من السواحل فلما رأوه استشرفوا فقالوا له
ما أشبه هذا بفلان فقلت ان شبهتموني فشبهوني برجل صالح
قالوا فإنه كان عندنا رجل في ركائب يعلفها فاستنفر الناس للغزو
فقاتل حتى قتل فدفن ومعه نفقة له فكلم أمير الناس أن ينبشوا عنه
فيأخذوا نفقته فأذن لهم قال فخرجنا إلى قبره فكشفنا عنه التراب
فاستقبلنا ريح المسك والعنبر فلم نزل نكشف عنه حتى بلغنا لحده
فلم نجد فيه شيئا
(145) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد بن سفيان حدثنا سعيد بن رحمة
قال سمعت بن المبارك عن عبد الرحمن المصري قال حدثني
عبد الكريم بن الحارث الحضرمي قال حدثني أبو إدريس
140

قال قدم علينا رجل من أهل المدينة يقال له زياد قال فغزونا سقلية
من أرض الروم فحاصرنا مدينة قال وكنا ثلاثة مترافقين أنا
وزياد ورجل آخر من أهل المدينة قال فإنا لمحاصرون يوما وقد وجهنا
أحدنا الثالث ليأتينا بطعام إذ أقبلت منجنيقه فوقعت قريبا من زياد
فشظيت منها شظية فأصابت ركبة زياد فأغمي عليه فاجتررته
وأقبل صاحبي فناديته فجاءني فبرزنا به حيث لا يناله القتل
والمنجنيق فمكثنا طويلا من صدر نهارنا لا يتحرك منه شئ ثم افتر
ضاحكا حتى تبينت نواجذه ثم خمد ثم بكى حتى سألت دموعه
ثم خمد ثم ضحك مرة أخرى ثم مكث ساعة فأفاق فاستوى جالسا
فقال ما لي ههنا فقلنا أما علمت ما أمرك قال لا قال أما تذكر
المنجنيق حين وقع إلى جنبك قال بلى فقلنا فإنه أصابك منها شئ
فأغمي عليك ورأيناك صنعت كذا وكذا قال نعم أخبركم أنه
أفضي بي إلى غرفة من ياقوتة أو زبرجدة وأفضي بي إلى فرش موضونة
141

بعضها إلى بعض فبين يدي ذلك سماطان من نمارق فلما
استويت قاعدا على الفراش سمعت صلصلة حلي عن يميني فخرجت
امرأة فلا أدري أهي أحسن أو ثيابها أو حليها فأخذت إلى طرف
السماط فلما استقبلتني رحبت وسهلت وقالت مرحبا بالحافي الذي لم
يكن يسألنا الله عز وجل ولسنا كفلانة امرأته فلما ذكرتها بما ذكرتها به
ضحكت وأقبلت حتى جلست عن يميني فقلت من أنت قالت انا
خود زوجتك فلما مددت يدي قالت على رسلك انك ستأتينا
عند الظهر فبكيت فحين فرغت من كلامها سمعت صلصلة عن
يساري فإذا أنا بامرأة مثلها فوصف نحو ذلك فصنعت كما صنعت
صاحبتها فضحكت حين ذكرت المرأة وقعدت عن يساري فمددت
يدي فقالت على رسلك انا تأتينا عند الظهر فبكيت قال
فكان قاعدا معنا يحدثنا فلما أذن المؤذن مال فمات
قال عبد الكريم كان رجل يحدثني عن أبي إدريس المدني ثم قدم
فقال لي الرجل هل لك في أبي إدريس المدني تسمعه منه فأتيته
فسمعته
142

(146) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال حدثنا بن أبي زكريا ومعنا
مكحولان رجلا من بكر مر بأرض الروم فقال لغلامه أعطني مخلاتي
حتى آتيكم من هذا العنب فأخذها ثم دفع فرسه فبينا هو في
الكرم فإذا هو بامرأة على سرير لم ينظر إلى مثلها قط فلما رآها صد
عنها فقالت لا تصد عني فإني زوجتك وامض أمامك
فسترى ما هو أفضل مني فمضى فإذا هو بأخرى مثلها فقالت له مثل
ذلك قال وأظنه أبو محرمة
(147) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد قال أخبرني عطاء بن قرة السلولي قال
كنا مع أبي محذورة قعودا إذ جاءنا بذلك العنب فوضعه فدعا
بقرطاس ودواة فكتب وصيته فلما رآه أبو كرب كتب وصيته ثم قام
مقاتل النبطي فكتب وصيته ثم قام عمار بن أبي أيوب فكتب وصيته
ثم قام عوف اللخمي فكتب وصيته ثم لقينا برحان فما بقي من هؤلاء
الخمسة أحد الا قتل قال ولم نكتب نحن وصايانا فلم نقتل
143

(148) أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد حدثنا سعيد سمعت بن
المبارك حدثنا عبد الرحمن أيضا حدثنا بن أبي زكريا يومئذ قال
حدثني بعض إخواننا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن رأى الحور العين عيانا
حتى كان ليلة أسري به فبينما هو يمشي في صحن المسجد لقيه
جبريل فقال أتحب ان ترى الحور العين قال نعم قال فادخل
الصخرة ثم اخرج إلى الصفة فخرج عليهم فإذا نسوة جلوس
فسلم عليهن فقلن وعليك السلام ورحمة الله وبركاته قال من
أنتن رحمكم الله قلن خيرات حسان أزواج أقوام أبرار ماتوا فلم
يطعنوا وشبوا فلم يكبروا ونقوا فلم يدرنوا
(149) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن السري بن يحيى عن ثابت البناني أن فتى غزا زمانا وتعرض
للشهادة فلم يصبها فحدث نفسه فقال والله ما أراني إلا لو قفلت
إلى أهلي فتزوجت قال ثم قال في الفسطاط ثم أيقظه أصحابه
لصلاة الظهر قال فبكى حتى خاف أصحابه ان يكون قد أصابه
شئ فلما رأى ذلك قال إني ليس بي بأس ولكنه أتاني آت وأنا في
المنام فقال انطلق إلى زوجتك العيناء قال فقمت معه
فانطلق بي في أرض بيضاء نقية فأتينا على روضة ما رأيت روضة قط
أحسن منها فإذا فيها عشر جوار ما رأيت مثلهن قط ولا أحسن
144

منهم فرجوت أن تكون إحداهن فقلت أفيكن العيناء قلن
هي بين أيدينا ونحن جواريها قال فمضيت مع صاحبي فإذا روضة
أخرى يضعف حسنها على حسن التي تركت فيها عشرون جارية
يضاعف حسنهن على حسن الجواري اللاتي خلفت فرجوت أن
تكون إحداهن فقلت أفيكن العيناء قلن هي بين أيدينا ونحن
جواريها حتى ذكر ثلاثين جارية قال ثم انتهيت إلى قبة من ياقوتة
حمراء مجوفة قد أضاء لها ما حولها فقال لي صاحبي ادخل فدخلت
فإذا امرأة ليس للقبة معها ضوء فجلست فتحدثت ساعة فجعلت
تحدثني فقال صاحبي اخرج انطلق قال ولا أستطيع ان أعصيه
قال فقمت فأخذت بطرف ردائي فقالت أفطر عندنا الليلة فلما
أيقظتموني رأيت إنما هو حلم فبكيت فلم يلبثوا أن نودي في الخيل
قال فركب الناس فما زالوا يتطاردون حتى إذا غابت الشمس وحل
للصائم الافطار أصيب تلك الساعة وكان صائما وظننت أنه من
الأنصار وظننت أن ثابتا كان يعلم نسبه
(150) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا القاسم بن عبد الرحمن
أبو عبد الرحمن المسعودي قال غزونا مع فضالة بن عبيد البر أرض
الروم ولم يغز فضالة في البر غيرها فبينا نحن نسير إذ
يسرع فضالة وهو أمير الناس وكانت الولاة إذ ذاك يسمعون ممن
145

استرعاهم الله عز وجل فقال له قائل أيها الأمير إن الناس قد تقطعوا
فقف حتى يلحقوك فوقف في مرج فيه تل عليه قلعة فيها
حصن قال فمنا الواقف ومنا النازل إذ نحن برجل أحمر ذي
شوارب بين أظهرنا فأتينا به فضالة فقلنا إن هذا هبط من الحصن بلا
عهد ولا عقد فسأله ما شأنه فقال إني أكلت البارحة لحم خنزير
وشربت خمرا وأتيت أهلي فبينا أنا نائم أتاني رجلان فغسلا بطني
وزوجاني امرأتين لا تغار إحداهما على الأخرى وقالوا لي أسلم فإني
لمسلم فما كانت كلمته أسرع من أن رمينا فأقبل يهوي حتى
أصابه فوق عنقه من بين الناس فقال فضالة الله أكبر عمل قليلا
وأجر كثيرا صلوا على أخيكم فصلينا عليه ثم دفناه في موقفنا
وسرنا قال عبد الرحمن يقول القاسم يذكر هذا فهذا شئ رأيته أنا
(151) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن الفضيل بن سليمان عن عاصم بن عمر بن جعفر العمري
عن سهيل بن أبي صالح قال لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد قال
من ينتدب لسد هذه الثغرة الليلة أو كما قال قال فقام رجل من
الأنصار من بني زريق يقال له ذكوان بن عبد قيس أبو السبع فقال
أنا فقال من أنت قال بن عبد قيس قال اجلس ثم دعا فقالها
فقام ذكوان فقال من أنت فقال أنا أبو السبع فقال كونوا مكان
كذا وكذا فقال ذكوان يا رسول الله ما هو إلا أنا ولم نأمن أن يكون
146

للمشركين عين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن ينظر إلى رجل يطأ
خضرة الجنة بقدميه غدا فلينظر إلى هذا فانطلق ذكوان إلى أهله يودعهن
فأخذت نسائه بثيابه وقلن يا أبا السبع تدعنا وتذهب فاستل ثوبه
حتى إذا جاوزهن أقبل عليهن فقال موعدكن يوم القيامة ثم قتل
(152) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن
صلة قال رأتني في المنام كأني في رهط وخلفنا رجل مع السيف
شاهره فجعل لا يأتي على أحد منا إلى ضرب رأسه ثم يعود كما كان
فجعلت أنظر متى يأتي علي فيصنع بي ما صنع بهم فأتى علي
فضرب رأسي فوقع فكأني أنظر حين أخذت رأسي انفض عن شفتي
التراب ثم أعدته فعاد كما كان
(153) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن صلة أنه خرج
في جيش ومعه ابنه وأعرابي من الحي فقال الاعرابي رأيت كأنك
أتيت على شجرة ظليلة فأصبت تحتها ثلاث شهادات فأعطيتني
واحدة وأمسكت اثنتين فوجدت في نفسي ألا تكون قاسمتني
الأخرى فلقوا العدو فقال لابنه تقدم فقتل ابنه وقتل صلة ثم
قتل الاعرابي
147

(154) حدثنا إبراهيم قال حدثنا محمد قال حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن السري بن يحيى قال حدثني العلاء بن هلال
الباهلي أن رجلا من قوم صلة قال لصلة يا أبا الصهباء إني رأيت أني
أعطيت شهادة وأعطيت أنت شهادتين فقال له صلة خيرا
رأيت تستشهد وأستشهد أنا وابني قال فلما كان يوم يزيد بن زياد
لقيهم الترك بسجستان فكان أول جيش انهزم من المسلمين ذلك
الجيش فقال صلة لابنه يا بني إلى أمك فقال يا أبت أتريد الخير
لنفسك وتأمرني بالرجعة أنت والله كنت خيرا لأمي مني قال أما
إذا قلت هذا فتقدم قال فتقدم فقاتل حتى أصيب فرمى صلة عن
جسده وكان رجلا راميا حتى تفرقوا عنه وأقبل يمشي حتى قام
عليه فدعا له ثم قاتل حتى قتل
(1551) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن حماد بن سلمة عن ثابت عن معاذة امرأة صلة
قالت لما جاءها نعي زوجها وابنها قتلا جميعا قدمه بين يديه قال
لابنه تقدم فأحتسبك فقتل ثم قتل الأب فلما جاءها
نعيهما جاء النساء فقالت إن كنتن جئتن لتهنئنا بما أكرمنا الله به
فذلك وإلا فارجعن
148

155 / 2 - قال ثابت: وكان صلة يأكل يوما فأتاه رجل فقال
مات أخوك فقال هيهات قد نعي إلي اجلس فقال الرجل
ما سبقني إليك أحد فقال قال الله عز وجل إنك ميت وإنهم
ميتون
(156) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال كان الأسود
بن كلثوم إذا مشى نظر إلى قدميه أو أطراف أصابعه لا يلتفت وجدر
الناس إذ ذاك فيها تواضع فعسى أن يفجأ النسوة وعسى أن يكون
بعضهن واضعا فيروعهن الرجل حين يرينه ينظر بعضهن
إلى بعض فقلن كلا إنه الأسود بن كلثوم قد عرفوه إنه لا ينظر
إليهن قال فلما قدم غازيا قال اللهم إن هذه نفسي تزعم في
الرخاء إنها تحب لقاءك فإن كانت صادقة فارزقها ذاك وإن كانت
كاذبة فاحملها عليه وإن كرهت فاجعله قتلا في سبيلك وأطعم
لحمي سباعا وطيرا
149

قال فانطلق في طائفة من ذلك الجيش حتى دخلوا حائطا فيه ثلمة وجاء
العدو حتى قاموا على الثلمة فخرج أصحابه ولم يخرج حتى كثروا على
الثلمة قال فنزل من فرسه فضرب وجهه فانطلق غابرا حتى خلوا
وجهه وخرج وعمد إلى ما كان في الحائط فتوضأ منه ثم صلى
قال يقول العدو هكذا استسلام العرب إذا استسلموا فلما قضى صلاته
قاتلهم حتى قتل قال فمر عظيم ذلك الجيش على الحائط ومنهم
أخوه فقيل لأخيه ألا تدخل إلى الحائط فتنظر ما أصبت من عظام
أخيك فتجنه! قال ما أنا بفاعل شيئا دعا به أخي فاستجيب له قال
فما عاناه
(157) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال
كان أبو رفاعة إذا صلى وفرغ من صلاته ودعا كان في آخر
ما يدعو به اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وإذا كانت
خيرا لي فتوفني وفاة طاهرة طيبة يغبطني بها من سمع بها من إخواني
المسلمين من عفتها وطهارتها وطيبها واجعله قتلا في
سبيلك واجد عني عن نفسي قال فخرج
في جيش عليهم عبد الرحمن بن سمرة فخرجت من ذلك الجيش سرية
150

عامتهم من بني حنيفة فقال إني منطلق مع هذه السرية قال أبو قتادة
ليس ههنا أحد من بني ليس في رحلك أحد قال إن
هذا الشئ قد عزم لي عليه اني لمنطلق فانطلق معهم فأطافت السرية
بقلعة فيها العدو ليلا وبات يصلي حتى إذا كان من آخر الليل توسد
ترسه فنام فأصبح أصحابه ينظرون من أين يأتون مقابلتها من أين
يأتونها ونسوه نائما حيث كان فبصر به العدو وأنزلوا عليه ثلاثة أعلاج
منهم فأتوه فأخذوا سيفه فقال أصحابه أبو رفاعة نسيناه حيث
كان فرجعوا إليه فوجدوا الأعلاج يريدون أن يسلبوه فأزاحوهم
عنه واجتروه فقال عبد الله بن سمرة ما شعر أخو بني عدي بالشهادة
حتى أتته
(158) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن صلة قال رأيت
كأني أرى أبا رفاعة على ناقة سريعة وأنا على جمل قطوف فيردها
علي حتى حين أقول الآن أسمعه الصوت ثم يرسلها فينطلق وأتبعه
قال فتأولت انه طريق أبي رفاعة آخذه وأنا أكد العمل بعده كدا
(159) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد سمعت بن المبارك
عن سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال قال قال أبو رفاعة انتهيت إلى
151

رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب فقلت يا رسول الله رجل غريب يسأل
عن دينه لا يدري ما دينه فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي وترك خطبته حتى
انتهى إلي فأتى بكرسي خلت قوائمه حديدا فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليه فجعل يعلمني مما علمه الله عز وجل ثم أتى خطبته فأتم
آخرها قال وكان أبو رفاعة يقول ما عزبت عني سورة البقرة
منذ علمنيها الله عز وجل أخذت معها ما أخذت من القرآن وما
رفعت ظهري من قيام ليلي قط قال وكان يسخن لأصحابه
الماء في السفر فيقول أحسنوا الوضوء من هذا وسأحسن انا من
هذا فيتوضأ بالبارد
(160) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن جعفر بن سليمان حدثنا سعيد الجريري عن أبي نضرة
العبدي عن أسير بن جابر قال قال لي صاحب لي وأنا بالكوفة هل لك
في رجل تنظر إليه
قلت نعم قال أما ان هذه مدرجته وأظنه سيمر بنا الآن
فجلسنا له فمر فإذا رجل عليه سمل قطيفة قال والناس
يطؤون عقبه وهو مقبل عليهم فيغلظ لهم ويكلمهم في ذلك ولا
ينتهون عنه فمضينا مع الناس حتى دخل مسجد الكوفة ودخلنا معه
152

فنحى إلى سارية فصلى ركعتين ثم أقبل إلينا بوجهه ثم قال يا أيها
الناس مالي ولكم تطؤون عقبي في كل سكة وأنا انسان ضعيف تكون
لي الحاجة فلا أقدر عليها معكم فلا تفعلوا رحمكم الله من كان منكم له
إلي حاجة فليقل لي ههنا ثم قال إن هذا المجلس يغشاه ثلاثة نفر
مؤمن فقيه ومؤمن لم يفقه ومنافق ولذلك مثل في الدنيا مثل
الغيث ينزل من السماء إلى الأرض فيصيب الشجرة المورقة المونعة
المثمرة فيزيد ورقها حسنا ويزيدها إيناعا ويزيد ثمرها طيبا ويصيب
الشجرة المورقة المونعة التي ليس لها ثمرة فيزيدها إيناعا ويزيد ورقها
حسنا ويكون لها ثمرة فتلحق بأختها ويصيب الهشيم من الشجر
فيحطمه فيذهب به ثم قرأ هذه الآية * (وننزل من القرآن ما هو شفاء
ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا) * اللهم ارزقني
شهادة يسبق بشراها أذاها وأمنها فزعها توجب لي بها الحياة والرزق ثم
سكت قال أسير قال لي صاحبي كيف رأيت الرجل قلت
ما ازددت فيه إلا رغبة وما لنا بالذي أفارقه فلزمناه فلم يلبث إلا يسيرا
حتى ضرب على الناس يعث فخرج صاحب القطيفة فيه
وخرجنا معه قال فكنا نسير معه وننزل معه حتى نزلنا بحضرة
العدو
153

(161) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال بن المبارك
عن حماد بن سلمة عن الجريري عن أبي نضرة عن أسير بن جابر قال
فنادى مناد يا خيل الله اركبي وأبشري قال فجاء مرفلا
فصف الناس لهم قال وانتضى صاحب القطيفة سيفه
وكسر جفنه فألقاه ثم جعل يقول تمنوا تمنوا لتمت وجوه ثم لا
تنصرف حتى ترى الجنة يا أيها الناس تمنوا تمنوا فجعل يقول ذلك
ويمشي والناس معه وهو يقول ذلك ويمشي إذ جاءته رمية
فأصابت فؤاده فبرد مكانه كأنما مات منذ دهر قال حماد في حديثه
فواريناه بالتراب
(162) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن حماد بن سلمة قال أخبرني ثمامة بن عبد الله بن أنس عن
أنس ان خالد بن الوليد توجه بالناس يوم اليمامة فأتوا على نهر
فجعلوا أسافل أمتعتهم في حجزهم فعبروا النهر فاقتتلوا ساعة
فولى المسلمون مدبرين فنكس خالد بن الوليد ساعة ينظر في الأرض
وأنا بينه وبين البراء بن مالك ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء ساعة
154

فكان إذا حزبه أمر نظر إلى الأرض ساعة ثم إلى نظر السماء ساعة ثم
يفرق له رأيه قال واحد البراء اتكل فجعلت فحده
إلى الأرض فقال يا أخي والله اني لأنظر فلما رفع خالد رأسه إلى
السماء وفرق له رأيه قال يا بن أقم قال الآن قال نعم الآن
فركب البراء فرسا له أنثى فحمد الله عز وجل وأثنى عليه ثم قال
أما بعد أيها الناس انها والله الجنة ومالي إلى المدينة من سبيل
فحضهم ساعة ثم مضغ فرسه مضغات فكأني أنظر إليها تمضغ بذنبها
فكبس عليهم وكبس الناس فهزم الله المشركين
(163) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبيد الله بن أبي بكر عن أنس بن مالك قال كان بالمدينة
ثلمة فوضع محكم اليمامة رجليه على الثلمة وكان رجلا عظيما
فجعل يرجز ويقول
أنا محكم اليمامة
أنا سداد الحلة
أنا كذا أنا كذا فأتاه البراء فقتله وكان فقيرا فلما أمكنه من
الضرب ضرب البراء وأبقاه بحجفته وضربه البراء
155

فقطع ساقه فقتله ومع المحكم صفيحة عريضة فألقى البراء سيفه
وأخذ صفيحة المحكم فضرب بها حتى انكسرت وقال قبح الله
ما بقي منك فطرحه ثم جاء إلى سيفه فأخذه
(164) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن جرير بن حازم قال سمعت الحسن يقول قال رجل من
أهل البادية لعمر: يا خير الناس يا خير الناس فقال ما يقول قيل
يقول يا خير الناس قال ويحكم اني لست بخير الناس قال والله
يا أمير المؤمنين ان كنت لأراك خير الناس قال أفلا أخبرك بخير
الناس قال بلى قال فإن خير الناس رجل بلغه الاسلام وهو في
داره وأهله وماله فعمد إلى صرمة من إبله فحدرها إلى دار من
دور الهجرة فباعها فجعل ثمنها عدة في سبيل الله عز وجل فجعل
لا يصبح ولا يمسي إلا وهو بين يدي المسلمين وبين عدوهم فذلك خير
الناس قال يا أمير المؤمنين اني رجل من أهل البادية وان لي أشغالا
وان لي وان لي فأمرني بأمر يكون لي ثقة وأبلغ به فقال
أرني يدك فأعطاه يده فقال تعبد الله عز وجل ولا تشرك به شيئا
وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت وتعتمر
وتسمع وتطيع وعليك بالعلانية وإياك والسر وعليك بكل شئ إذا
ذكر ونشر لم تستح منه ولم يفضحك وإياك وكل شئ إذا ذكر ونشر
استحييت منه وفضحك فقال يا أمير المؤمنين أفأعمل بهذا فإذا
156

لقيت ربي عز وجل قلت أمرني بهن عمر قال خذهن فإذا لقيت
ربك عز وجل فقل ما بدا لك
(165) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن حماد بن سلمة عن هشام بن عمرو الفزاري عن فلان عن
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
وعنده فيض من الناس فجاء رجل فقال يا رسول الله أي
الناس خير منزلة عند الله عز وجل بعد أنبيائه وأصفيائه قال المجاهد
في سبيل الله عز وجل بنفسه وماله حتى تأتيه دعوة الله عزو
جل وهو على متن فرسه أو آخذ بعنانه قال ثم من يا نبي الله
قال فخبط بيده وقال امرؤ بناحية يحسن عبادة الله عز وجل ويدع
الناس من شره قال فأي الناس شر منزلة عند الله عز وجل قال
المشرك بالله قال ثم قال ذو سلطان جائر يجور عن الحق
وقد مكن له
(166) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال قالت أم
مبشر: يا رسول الله أي الناس خير منزلة عند الله عز وجل قال رجل
على متن فرسه يخيف العدو ويخيفونه ثم أشار بيده نحو الحجاز
فقال ورجل يقيم الصلاة ويعطي حق الله عز وجل في ماله
157

(167) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سعيد بن يزيد عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن أبي
الخطاب عن أبي سعيد قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة
تبوك وهو مضيف ظهره إلى نخلة فقال الا أنبئكم بخير الناس
وشر الناس ان خير الناس رجل عمل في سبيل الله عز وجل على ظهر
فرسه أو على ظهر بعيره أو قدميه حتى يأتيه الموت وهو على ذلك
وان من شر الناس رجلا فاجرا جريئا يقرأ كتاب الله عز وجل لا يرعوي
على شئ منه
(168) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن هشام بن سعيد أخبرني سعيد بن أبي هلال قال قال أبو
سعيد الخدري خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن خير الناس رجل
مجاهد فذكر نحوه
158

(169) أخبرنا إبراهيم حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن أبي ذئب عن سعيد بن خلد القارظي عن إسماعيل بن
عبد الرحمن عن عطاء بن يسار عن بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
خرج عليهم وهم جلوس في مجلس فقال لنا ألا أخبركم
بخير الناس منزلا قال قلنا بلى يا رسول الله قال رجل آخذ برأس
فرسه في سبيل الله عز وجل حتى يموت أو يقتل قال أفلا أخبركم
بالذي يليه قلنا نعم يا رسول الله قال امرؤ معتزل في شعب يقيم
الصلاة ويؤتي الزكاة ويعتزل شرور الناس قال أفأخبركم بشر
الناس قلنا نعم يا رسول الله قال الذي يسأل بالله عز وجل
ولا يعطي به
(170) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن أنه سمعه يقول في قول الله عز
159

وجل * (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا) * قال أمرهم
أن يصبروا على دينهم ولا يتركوه لشدة ولا رخاء ولا سراء ولا ضراء
وأمرهم أن يصابروا الكفار وأن يرابطوا المشركين
(171) حدثنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن معمر عن قتادة أنه كان يقول صابروا المشركين ورابطوا في
سبيل الله
(172) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن شريح قال سمعت عبد الكريم بن الحارث
يحدث عن أبي عبيدة بن عقبة عن رجل من أهل الشام ان شرحبيل بن
السمط الكندي قال طال رباطنا وإقامتنا على حصن فاعتزلت من
العسكر أنظر في ثيابي لما آذاني منه قال فمر بي سلمان فقال ما تعالج
يا أبا السمط فأخبرته فقال إني لأحسبك تحب أن تكون عند أم
السمط فكانت تعالج هذا منك قلت أي والله قال لا تفعل
فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول رباط يوم وليلة أو يوم أو ليلة
كصيام شهر وقيامه ومن مات مرابطا أجرى عليه مثل ذلك من الاجر
160

وأجري عليه الرزق وأمن من الفتان واقرؤوا إن شئتم والذين
جاهدوا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقا حسنا
إلى آخر الآيتين
(173) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن حياة بن شريح قال أخبرني أبو هانئ الخولاني أن عمرو بن
مالك أخبره أنه سمع فضالة بن عبيد يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من مات على مرتبة من هذه المراتب بعثه الله عز وجل عليها يوم
القيامة قال حياة رباط وحج ونحو ذلك
161

(174) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن حياة أخبرني أبو هانئ عن عمرو بن مالك عن فضالة بن
عبيد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كل ميت يختم على عمله
الذي مات عليه إلا المرابط في سبيل الله عز وجل فإنه ينمو له عمله
إلى يوم القيامة ويأمن من فتنة القبر
(175) أخبرنا إبراهيم قال حدثنا محمد حدثنا سعيد سمعت بن
المبارك عن حياة عن أبي هانئ عن عمرو بن مالك عن فضالة قال
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول المجاهد من جاهد نفسه بنفسه) *) *
162

(176) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد سمعت بن
المبارك عن حياة بن شريح أخبرني بكر بن عمرو أن معاوية بن أبي
سفيان استعمل فضالة بن عبيد على بعض أعماله فكتب معه رجلا
يستعين بهم فأتاه رجل ممن كان يصافيه الإخاء والمحبة فظن أنه قد
كتبه في أول من ذكر من أصحابه فقال أكنت كتبتني معك قال لا قال أجل
قال أجل إنما تركت اسمك للذي هو خير لك سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرجل من أصحابه أيما عبد مؤمن مات وهو
على مرتبة من هذه الأعمال بعثه الله عز وجل عليها يوم القيامة
فأحببت أن يبعثك الله عز وجل من مرتبة الجهاد في سبيل الله فانصرف
وهو مسرور
(177) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن الأوزاعي عن عروة بن رويم قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم
رجال فقالوا يا رسول الله إنا كنا حديث عهد بجاهلية وإنا كنا
نصيب من الآثام والزنا وإنا أردنا أن نحبس أنفسنا في بيوت نعبد الله عزو
جل فيها حتى نموت قال فتهلل وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال
إنكم ستجندون أجنادا وتكون لكم ذمة وخراج وسيكون لكم على
سيف البحر مدائن وقصور فمن أدرك ذلك فاستطاع أن يحبس
163

نفسه في مدينة من تلك المدائن أو قصر من تلك القصور حتى يموت
فليفعل
(178) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بكر بن خنيس حدثنا ضرار بن عمرو عن يزيد بن محمد
القرشي عن عبيد الله بن أبي حسين ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نزل
منزلا يخيف فيه المشركين ويخيفونه حتى يدركه الموت كتب به كأجر
ساجد لا يرفع رأسه إلى يوم القيامة وأجر قائم لا يقعد إلى يوم القيامة
وأجر صائم لا يفطر
(1791) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
عبد الله بن المبارك عن بن ربيعة أخبرني عبد الله بن هبيرة عن سعيد
بن يزيد عن عبادة بن الصامت قال ليس من رجل يخرج نفسه إلا
رأى منزله قبل أن يخرج نفسه غير المرابط يجري عليه أجره أو قال
رزقه ما كان مرابطا
(1792) قال وأخبرني أيضا قال أخبرني أبو مصعب قال سمعت
عقبة بن عامر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ميت يختم على عمله إلا
الذي يموت في سبيل الله فإنه يجري عليه أجر عمله حتى
يبعث
164

(180) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن شريك قال سمعت صاعدا مولى عبد الملك
يحدث عن يزيد بن رباح أبي فراس مولى عبد الله بن عمرو عن
عبد الله بن عمرو قال فيمن يموت مرابطا انه يأمن من الفزع
الأكبر يوم القيامة
(181) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد بن رحمة قال
سمعت بن المبارك عن بشار بن سعيد أخبرني أبو صالح الحمصي أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله عز وجل يوم القيامة أقواما يمرون على
الصراط كهيئة الريح ليس عليهم حساب ولا عذاب قالوا ومن هم
يا رسول الله قال أقوام يدركهم موتهم في الرباط
(182) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن هشام بن الغازي قال أخبرني مكحولان كعب بن عجرة
كان مرابطا بأرض فارس فمر به سلمان فقال ما لك ههنا قال
قدمت مرابطا قال أفلا أخبرك بشئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم
يكون لك عونا على رباطك قال قلت بلى رحمك الله قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم رباط يوم في سبيل الله عز وجل خير من صيام شهر
وقيامه ومن مات مرابطا في سبيل الله عز وجل أجير من فتنة القبر
وجرى عليه عمله الذي كان يعمل إلى يوم القيامة
165

(183) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن أسامة بن زيد عن بعجة بن عبد الله بن بدر الجهني عن أبي
هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوشك أن يأتي على الناس زمان خير
الناس فيه منزلا رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله كلما سمع هيعة
استوى على فرسه ثم طلب الموت مظانه ورجل في غنيمة
في شعب من هذه الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة
ويعتزل الناس إلا من خير حتى يأتيه الموت
166

(184) أخبرنا إبراهيم أخبرنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن إبراهيم بن نشيط عن رجل عن عبد الله بن الحارث بن جزء
الزبيدي صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال دخل عليه رجلان فقال
مرحبا بكما فنزع وسادة كان متكئا عليها فألقاها إليهما فقالا لا نريد
هذا إنما جئنا لنسمع منك شيئا ننتفع به قال إنه من لم يكرم ضيفه
فليس من محمد ولا إبراهيم طوبى لعبد أمسى متعلقا برأس فرسه في
سبيل الله عز وجل أفطر على كسرة وماء بارد وويل للواثين الذين
يلوثون مثل البقر ارفع يا غلام ضع يا غلام وفي ذلك لا يذكرون الله
عز وجل
(185) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمت بن
المبارك عن حياة بن شريح قال حدثني نافع عن سليمان عن يزيد
العكلي أنه حدثه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنه سيكون في أمتي قوم
يسد بهم الثغور تؤخذ منهم الحقوق ولا يعطون حقوقهم أولئك مني
وأنا منهم أولئك مني وأنا منهم
(186) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد سمعت بن
المبارك عن الأوزاعي قال أخبرني من سمع بن محيريز يقول من
حرس ليلة في سبيل الله عز وجل كان له من كل انسان ودابة قيراط
قيراط
167

(187) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن لهيعة قال حدثني يزيد بن عمرو الغفاري وقيس بن
الحجاج عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عمرو قال لان أبيت
حارسا وخائفا في سبيل الله عز وجل أحب إلي من أن أتصدق بمائة
راحلة
(188) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن إسماعيل بن عياش عن ثعلبة بن مسلم الخثعمي عن أبي
عمران الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة أعين لا
تحرقهم النار أبدا عين بكت من خشية الله وعين سهرت بكتاب الله
وعين حرست في سبيل الله عز وجل
(189) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن محمد بن إسحاق بن يسار قال حدثني صدقة بن يسار عن
عقيل بن جابر عن جابر قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات
الرقاع فأصاب امرأة رجل من المشركين فلما
أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلا وجاء زوجها وكان غائبا فحلف ان
لا ينتهي حتى يهريق دما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فخرج يتبع أثر النبي صلى الله عليه وسلم
168

فنزل النبي صلى الله عليه وسلم منزلا فقال من رجل يكلؤنا ليلتنا هذه فانتدب
رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار فقالا نحن يا رسول الله قال
فكونا بفم الشعب قال فكانوا نزلوا إلى الشعب من الوادي فلما خرج
الرجلان إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري أي الليل أحب
إليك أن أكفيكه أوله أو آخره قال اكفني أوله قال فاضطجع
المهاجري فنام وقام الأنصاري يصلي قال وأتى
الرجل فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم فرماه
بسهم فوضعه فيه فانتزعه فوضعه وثبت قائما ثم رماه بسهم
آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائما ثم عاد له بثالث
فوضعه فيه فانتزعه فوضعه ثم ركع وسجد ثم أهب صاحبه
فقال اجلس فقد أثبت فوثب فلما رآهما الرجل عرف أنه قد
نذروا به فهرب فلما رأى المهاجري ما بالأنصار من الدماء
قال سبحان الله ألا أنبهتني أول ما رماك قال كنت في سورة أقرؤها
فلم أحب أن أقطعها حتى أنفذها فلما تابع على الرمي ركعت
169

فاديتك وأيم الله لولا أني خشيت أن أضيع ثغرا أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم
بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها
(190) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سعيد بن عبد العزيز عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس قال
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم انكم ستجندون أجنادا جند بالشام وجندا
بالعراق وجندا باليمن فقال بن الخولاني أخبرني
يا رسول الله فقال وعليك بالشام فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق
بغدره فإن الله عز وجل تكفل لي بالشام وأهلها
170

(191) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن موسى بن يسار عن ربيعة بن يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه) *) *
(192) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن معمر عن الزهري قال أخبرني صفوان بن عبد الله بن
صفوان أن رجلا قال يوم صفين: اللهم العن أهل الشام فقال علي
لا تسبوا أهل الشام جما غفيرا فإن فيهم قوما كارهون لما ترون وان
فيهم إلا بدال
(193) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان عن الأعمش عن خيثمة عن عبد الله بن عمرو قال
ليأتين على الناس زمان لا يبقى مؤمن إلا لحق بالشام
(194) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن يحيى بن أبي عمرو السيباني عن عبد الله بن ناشر الكناني
171

عن سعيد بن سفيان القاري قال قال عثمان النفقة في أرض
الهجرة مضاعفة بسبع مائة ضعف وأنتم المهاجرون أهل الشام لو أن
رجلا اشترى بدرهم من السوق فأكله وأطعم أهله كان له
بسبع مائة
(195) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لا يزال في أمتي سبعة لا يدعون الله عز وجل بشئ إلا استجيب لهم
بهم تنصرون وبهم تمطرون وحسبت أنه قال وبه يدفع عنكم
(196) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سعيد بن عبد العزيز قال أخبرني علقمة بن شهاب
القشيري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدرك الغزو معي فليغز في
البحر فإن قتال يوم في البحر خير من قتال يومين في البر وان أجر
الشهيد في البحر كأجر شهيدين في البر وان خيار الشهداء عند الله عز
172

وجل أصحاب الأكف قيل يا رسول الله ومن أصحاب الأكف
قال قوم تكفأ عليهم مراكبهم في البحر
(197) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن شريح أنه بلغه عن بن حجيرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال من لم يدرك الغزو معي فعليه بغزو البحر
(198) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن شريح قال سمعت عبد الله بن ثعلبة
الحضرمي يذكر أنه سمع حجيرة الأكبر قائما يوم الجمعة يذكر
أنه سمع عقبة بن عامر يذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خمس من قبض في
شئ منهن فهو شهيد القتيل في سبيل الله شهيد والغريق في سبيل
الله عز وجل شهيد والمطعون في سبيل الله عز وجل شهيد والمبطون في
سبيل الله شهيد والنفساء في سبيل الله عز وجل شهيد
173

(199) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن لهيعة قال حدثني أبو الأسود قال غزوت البحر زمان
معاوية ومعنا أبو أيوب الأنصاري عام المد فقال بن لهيعة وحدثني
أبو قبيل أن معاوية كان برودس في زمن عثمان رضي الله تعالى عنه
ومعه كعب الأحبار
(200) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبيد الله بن أبي الزناد أخبرني محمد بن يحيى بن حبان
قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يزور أم حرام فيقيل
عندها فنام عندها يوما ففزع وهو يضحك فقالت له يا رسول
الله فيم ضحكت قال عجبت من أناس من أمتي عرضوا علي آنفا
على سرر أمثال الملوك يركبون هذا البحر الأخضر في سبيل الله عز
وجل قلت يا رسول الله ادعو الله عز وجل أن يجعلني منهم قال إنك
من الأولين ولست من الآخرين وكنت لا أدري كيف كان
مبيتها وقد بلغني هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم حتى قدم علينا أنس بن
مالك وهي خالته أخت أمه قلت لعمري لان كان
174

ذلك عند أنس بن مالك قال فجئته فسألته عن أم حرام
كيف كان مبيتها قال على الجنة سقطت قال كان من شأنها أنها
تزوجت بن عمها عبادة بن الصامت فذهب بها إلى الشام فلما غزا
معاوية البحر غزا فخرج بها معه حتى لما قضوا غزوهم خرجت
فلما كانت بالساحل أتيت بدابتها وركبت فسارت قليلا ثم وقعت
بها الدابة فخرت فماتت قبل أن تبلغ أهلها
(201) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن مالك بن أنس عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع
أنس بن مالك يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب قباء يدخل
على أم حرام بنت ملحان فتطعمه وكانت أم حرام تحت عبادة بن
الصامت فدخل عليها يوما فأطعمته وجلست تصلي فنام رسول
الله صلى الله عليه وسلم ثم استيقظ وهو يضحك فقالت يا رسول الله
ما يضحكك قال أناس من أمتي وذكر الحديث
175

(202) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن خالد بن أبي مسلم عن عبد الله
بن عمرو قال غزوة في البحر أحب إلي من قنطار متقبلا
(203) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن لهيعة قال أخبرنا بن هبيرة أن معاوية رحمه الله كتب
إلى عمر رضي الله تعالى عنه يستأذنه في ركوب البحر ويخبره انه ليس بينه
وبين قبرس في البحر إلا مسيرة يومين فإن رأى أمير المؤمنين ان
أغزوها فيفتحها الله تبارك وتعالى على يديه فسأل عن اعرف الناس
بركوب البحر فقيل له عمرو بن العاص كان يختلف فيه إلى
الحبشة فسأل عنه فقال يا أمير المؤمنين ان صاحبه منه بمنزلة دود
على عود ان ثبت يغرق وان يميل يغرق فقال عمر رضي الله تعالى
عنه والله ما كنت لأحمل أحدا من من المسلمين على هذا ما بقيت
(204) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد بن رحمة قال
سمعت بن المبارك عن موسى بن أيوب الغافقي قال حدثني
رجلان مولى لعبد الله بن عمرو بن العاص أتى عبد الله بن عمرو بن
العاص فقال إني أريد غزو البحر فأوصني قال عليك بالبر
لا تؤذي ولا تؤذى قال إني أردت البحر قال عبد الله ان حفظت
176

ستا استوجبت ثمانيا من الحور العين لا تغل ولا تخف غلولا
ولا تؤذي جارا ولا ذميا ولا تسب إماما ولا تفرن وخف
(205) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عمر بن محمد بن زيد عن نافع أنه أخبره أن بن عمر كان
يقول لان أغزو على ناقة ذلول صموت أحب إلي من ركوب البحر
(206) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن موسى بن علي بن رباح عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
يصلي على الرحل الذي يراه يخدم أصحابه
(207) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال سيد القوم خادمهم في السفر) *) *
(208) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن شعبة عن عمران بن عبيد الله بن عمران قال سمعت مجاهدا
يقول صحبت بن عمر لأخدمه فكان يخدمني
(209) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم حدثنا مسافع بن حنظلة عن أبي
177

الاكدر عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال تعلموا المهن فإن
احتاج الرجل إلى مهنته انتفع بها قال وحدثنا أشياخنا ان معاوية بن
أبي سفيان كان يقول ليرقع أحدكم ثوبه وليصلحه فإنه لا جديد لمن
لا خلق له
(210) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عيسى بن عمر قال حدثني حوط بن رافع أن عمرو بن عتبة
كان يشترط على أصحابه ان يكون خادمهم قال فخرج في
الرعي في يوم حار فأتاه بعض أصحابه فإذا هو بالغمامة تظله وهو
نائم فقال أبشر يا عمرو فأخذ عليه عمرو ألا يخبر به
(211) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن بن لهيعة عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو
قال من خدم أصحابه في سبيل الله عز وجل فضل على كل انسان
منهم بقيراط من الاجر
(212) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد حدثنا بلال بن سعد عمن رأى عامر بن
عبد قيس بأرض الروم على بغلة يركبها عقبة وحمل
178

المهاجرين عقبة وقال بلال بن سعد وكان إذا فصل غازيا وقف
يتوسم الرفاق فإذا رأى رفقة توافقه قال يا هؤلاء إني أريد أن
أصحبكم على أن تعطوني من أنفسكم ثلاث خصال فيقولون ما هي
قال أكون لكم خادما لا ينازعني أحد منكم الخدمة وأكون
مؤذنا لا ينازعني أحد منكم الاذان وأنفق فيكم بقدر طاقتي
فإذا قالوا نعم انضم إليهم فإن نازعه أحد منهم شيئا من ذلك رحل
عنهم إلى غيرهم
(213) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن حسين المكتب عن عمرو بن شعيب عن سالم قال
كان عبد الله بن عمر يشترط على الرجل إذا سافر معه على أن لا يسافر
معه بجلالة ولا ينازعه في الاذان ولا الذبيحة
179

(214) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن عيينة عن أيوب عن أبي قلابة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
يرافق أصحابه في السفر رفقا فجعلت رفقه منهم يهرفون برجل
منهم قالوا يا رسول الله ما رأينا مثله ان نزل فصلاة وان ارتحلنا
فقراءة وصيام لا يفطر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان يكفيه كذا
قالوا نحن قال كلكم خير منه
(215) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن حماد بن سلمة عن جبلة بن عطية عن رجاء بن
حياة أن سلمان قال له أصحابه أوصنا قال من استطاع منكم أن
يموت حاجا أو معتمرا أو غازيا أو في نقل الغزاة فليفعل ولا يموتن تاجرا
ولا جابيا
(2161) حدثنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن حياة بن شريح أخبرنا شرحبيل بن شريك أنه سمع أبا
عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحبلى يقول سمعت عبد الله بن عمرو
يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الأصحاب عند الله عز وجل خيرهم
180

لصاحبه وخير الجيران عند الله عز وجل خيرهم لجاره
(2162) قال وسمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول لخير أعمله
اليوم أحب إلي من مثليه فيما مضى لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهمتنا
(2) الآخرة ولا تهمنا الدنيا وانا اليوم قد مالت بنا الدنيا
(2163) قال وسمعت عبد الله بن عمر يقول / طوبى للغرباء الذين
هم صالحون عند فساد الناس
(2164) قال أبو عبد الرحمن الحبلي وحدثني الصنابحي أنه
سمع أبا بكر الصديق يقولان دعوة الأخ في الله عز وجل مستجابة
(217) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن هشام بن سعد قال سمعت زيد بن أسلم يذكر عن أبيه
قال بلغ عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن أبا عبيدة حصر بالشام
181

وتألب عليه ا لعدو فكتب إليه عمر سلام أما بعد فإنه ما نزل بعبد
مؤمن من منزلة شدة إلا جعل الله عز وجل بعدها فرجا ولان
لا يغلب عسر يسرين يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا
واتقوا الله لعلكم تفلحون قال فكتب إليه أبو عبيدة سلام
أما بعد فإن الله عز وجل يقول في كتابه * (اعلموا أنما الحياة الدنيا
لعب ولهو) * إلى * (متاع الغرور) * قال فخرج عمر بكتابه
مكانه فقعد على المنبر فقرأه على أهل المدينة فقال يا أهل
المدينة إنما يعرض بكم أبو عبيدة أو أن ارغبوا في الجهاد
(218) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال سمعت
خالد بن الوليد يخبر القوم بالحيرة يقول لقد رأيتني يوم مؤتة اندق
(4) بيدي تسعة أسياف فصرت في يدي صفيحة يمانية
182

(219) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن محمد بن يسار عن قتادة حدثنا سالم بن أبي الجعد عن
حديث معدان بن أبي طلحة اليعمري عن أبي نجيح السلمي قال
حاصرت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الطائف فسمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول
من رمى بسهم فبلغه فله درجة في الجنة قال رجل يا نبي الله
ان رميت فبلغت فلي درجة قال نعم قال فرمى فبلغ قال
فبلغت يومئذ ستة عشر سهما
(220) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن محمد بن يسار عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن حديث
معدان عن أبي نجيح السلمي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من
شاب شيبة في سبيل الله عز وجل كانت له نورا يوم القيامة
183

(221) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن محمد بن يسار عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن حديث
معدان عن أبي نجيح السلمي قال أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله عز وجل جاعل وقاء كل عظم من عظامه عظما من عظام
محرره من النار وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله عز وجل
جاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عظام محررها من النار
(222) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن يحيى بن
جعدة عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لولا ثلاث لولا أن
أسير في سبيل الله عز وجل أو يغبر جبيني في السجون أو أقاعد قوما
ينتقون طيب الكلام كما ينتقى طيب الثمر لأحببت ان أكون قد لحقت
بالله عز وجل
184

(223) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن الفضيل عن هشام عن الحسن قال أغمي على رجل
من الصدر الأول فبكى فاشتد بكاؤه فقالوا له ان الله عز وجل
رحيم انه غفور وانه فقال اما والله ما تركت بعدي شيئا أبكي
عليه إلا ثلاث خصال ظمأ هاجرة في يوم بعيد ما بين الطرفين أو ليلة
يبيت الرجل يروح بين جنبيه وقدميه أو غدوة أو روحة في سبيل الله عز
وجل
(224) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن حياة بن شريح وسعيد بن أبي أيوب الأنصاري قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوة في سبيل الله عز وجل أو روحة خير مما طلعت
عليه الشمس وغربت
185

(225) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان عن آدم بن علي قال سمعت بن عمر يقول لسفرة
(1) ي سبيل الله عز وجل أفضل من خمسين حجة (226) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان عن يحيى بن عمرو بن سلمة عن أبيه عن بن
مسعود قال لان أمتع بسوط في سبيل الله عز وجل أحب إلي من
حجة في إثر حجة
(227) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن بكير بن عبد الله بن
الأشج عن بن مكرز رجل من أهل الشام من بني عامر بن لؤي عن
أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله رجل يريد الجهاد في
سبيل الله عز وجل وهو يبتغي عرضا من الدنيا فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لا أجر له فأعظم ذلك الناس فقالوا للرجل عد إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلك لم تفهمه فقال الرجل يا رسول الله رجل
186

يريد الجهاد في سبيل الله عز وجل وهو يبتغي من عرض الدنيا فقال
لا أجر له فأعظم ذلك الناس فقالوا للرجل عد إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال له الثالثة رجل يريد الجهاد في سبيل الله عز وجل وهو يبتغي
عرض الدنيا قال لا أجر له
(2281) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثنا مكحول قال قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تحبون أن يغفر الله لكم ويدخلكم الجنة قالوا
بلى قال فاغزوا في سبيل الله عز وجل
(2282) قال وأخبرنا أيضا عن مكحول قال قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اغزوا فضحوا
(2283) قال وأخبرنا أيضا عن مكحول حدثنا الضحاك بن
عبد الرحمن عن عرزب عن عبد الرحمن بن غنم الا سعدي أنه قال حجة
قبل غزوة خير من عشر غزوات وغزوة بعد حجة خير من ثمانين
حجة
(229) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن جعفر بن سليمان حدثنا أبو عمران الجوني عن أبي بكر بن
عبد الله بن قيس قال سمعت أبي يقول وهو بحضرة العدو قال رسول
187

الله صلى الله عليه وسلمان أبواب الجنة تحت ظلال السيوف فقام رجل رث
الهيئة فقال يا أبا موسى أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله قال
نعم قال فجاء إلى أصحابه فقال أقرأ عليكم السلام ثم كسر
جفن سيفه فألقاه ثم مضى بسيفه قدما يضرب به حتى
قتل
(230) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن الحارث بن عبيد حدثنا أبو عمران الجوني قال
بينا أبو موسى الأشعري مصاف العدو بأصبهان إذ قال سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولان أبواب الجنة تحت ظلال السيوف
فقام شاب قد فقال كيف قلت يا أبا موسى فأعاد عليه
الحديث فالتفت الشاب إلى أصحابه فسلم عليهم ثم دخل تحتها
أي تحت السيوف
188

(231) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن عوف قال كتبت إلى نافع أسأله عن قوله تبارك وتعالى *
(ومن يولهم يومئذ دبره) * قال ذلك يوم بدر
(232) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن (ومن يولهم يومئذ دبره قال
ذلك يوم بدر فأما اليوم فينحاز إلى فئة أو مصر
(2331) حدثنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت
بن المبارك عن عبد الله بن عون عن محمد بن سيرين قال لما بلغ عمر
بن الخطاب رضي الله تعالى عنه خبر أبي عبيدة قال إن كنت له لفئة
(7) لو انحاز إلي
189

(2332) قال سليمان التيمي عن أبي عثمان قال لما قتل
أبو عبيدة قال جاء الخبر عمر فقال يا أيها الناس أنا
فئتكم
(234) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان عن حماد عن إبراهيم: أن أناسا صبروا حتى قتلوا
فقال عمر رضي الله تعالى عنه رحمة الله عليهم لو فاؤوا إلي لكنتم لهم فئة
(235) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح عن عطاء عن بن
عباس قال إن يكن منكم عشرون صابرون إلى آخر
الآيتين قال إن فر رجل من ثلاثة لم يفر وان فر من اثنين فقد فر
190

(236) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن جرير بن حازم قال حدثني قيس بن سعد قال سألت
عطاء بن أبي رباح عن قوله عز وجل * (ومن يولهم يومئذ
دبره) * قال هذه منسوخة بالآية التي في الأنفال الآن خفف الله
عنكم وعلم إن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا
مائتين قال فليس لقوم أن يفروا بمثليهم نسخت هذه الآية
هذه العدة
(237) حدثنا بن المبارك عن جرير بن حازم قال حدثني الزبير بن
خريت عن عكرمة عن بن عباس قال نزلت * (إن يكن منكم
عشرون صابرون يغلبوا مائتين) * فشق ذلك على المسلم حين فرض
عليهم أن لا يفر واحدة من عشرة قال ثم إنه جاء التخفيف فقال
الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة
صابرة يغلبون مائتين قال فلما خفف الله عنهم من العدة نقص
من الصبر بقدر ما خفف عنهم
191

(238) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال بن المبارك
عن حماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن رجلا كان في شرب أصاب
حدا فلم يقم عليه بينهم ذلك الحد ثم بدا له ليقيمه عليه فامتنع
عليه فبعث النبي الجنود فهزمت جنوده فقال يا رب أبعث الجنود
إلى رجل امتنع من حد لأقيمه عليه فتهزم جنودي فقال إنك
أخرت ولكن ابعث الآن فستنصر أو نحو هذا
باب في صلاة الخوف
(239) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد حدثنا بن المبارك
عن موسى بن عقبة عن نافع عن عبد الله قال صلاة الخوف قال
يقوم الامام معه طائفة من الناس وتكون طائفة بينهم وبين العدو
فيسجد سجدة واحدة ومن معه ثم ينصرف الذين قد سجدوا
سجدة واحدة فيكونوا مكان أصحابهم الذين بينهم وبين العدو وتقوم
الطائفة الذين لم يصلوا فيصلوا مع الامام سجدة ثم يسلم الامام
وتصلي الطائفتان كل واحدة منهما لنفسه سجدة
كان عبد الله يخبر ان النبي صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في بعض أيامه التي لقي
192

فيها
(240) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن معمر عن الزهري عن سالم عن بن عمر قال صلى النبي
صلى الله عليه وسلم بإحدى الطائفتين ركعة والأخرى مقبلة على العدو ثم
انصرفت هذه الطائفة التي صلت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعة وقاموا في
مقام أصحابهم مقبلين على العدو وانصرفت الطائفة الأولى التي
كانت مقبلة على العدو فصلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم ركعة أخرى ثم
سلم عليهم ثم قامت كل طائفة منهم فقضوا ركعتهم
(241) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن مالك بن أنس عن نافع في صلاة الخوف قال لا أدري
عبد الله حدثه إلا عن النبي صلى الله عليه وسلم
(242) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أبي العالية أن أبا موسى
الأشعري وهو يومئذ بأصبهان صف أصحابه صفين وما بهم يومئذ
193

كبير خوف ولكنه أحب أن يعلمهم دينهم فصلى بطائفة ركعة
وطائفة معها السلاح مقبلة على عدوهم فتأخروا على أعقابهم حتى
قاموا مقام أصحابهم وأقبل الآخرون يتخللون حتى صلى بهم
ركعة أخرى ثم سلم ثم قام الذين يلونهم فصلوا ركعة ركعة فرادى ولم يكن في الحديث
فرادى فتمت للامام ركعتان في الجماعة
وللناس ركعة ركعة في الجماعة
(243) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال حدثنا بن
المبارك عن سفيان عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود
قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصف خلفه صفا وصف موازي
العدو وهم في صلاة كلهم فكبر وكبروا جميعا فصلى بهم ركعة ثم
ذهب هؤلاء إلى مصاف أولئك وجاء أولئك فصلى
بهم ركعة ثم سلم ثم قضى الذين خلفه مكانهم ركعة ركعة ثم
194

ذهبوا إلى مصاف إلى مصاف أولئك وجاء أولئك فقضوا الركعة التي كانت
عليهم قال سفيان ونأخذ بقول حماد يقضي الأول فالأول
(244) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان عن إبراهيم قال يصف صفا موازي العدو وليسوا
في صلاة ويصف صفا خلف الامام فيصلي بهم ركعة ثم يذهب
هؤلاء إلى مصاف أولئك ويجئ أولئك فيصلي بهم ركعة ثم
يسلم ثم يذهب هؤلاء إلى مصاف أولئك ويجئ أولئك فيقضون
ركعة ثم يذهب هؤلاء إلى مصاف أولئك ويجئ أولئك فيقضون
ركعة
(245) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال بن المبارك
عن عبد الملك بن أبي سليمان في قوله فإن خفتم فرجالا أو ركبانا
195

قال تصلي حيث توجهت راكبا وماشيا وحيث توجهت بك دابتك
تومئ إيماء المكتوبة
(246) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن بن عوف عن رجاء بن حياة قال كانوا في جيش وأميرهم
السمط بن ثابت أو ثابت بن السمط فكان خوف فصلوا ركبانا
فالتفت إليهم فرأى الأشتر قد نزل يصلي فقال ما أنزله قيل نزل
يصلي فقال ما له خالف خولف به
(247) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني قال حدثني ضمرة ومهاصر
ابنا حبيب قال اخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فأدركته الصلاة وهو
على ظهر فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر ونزل بن رواحة فصلى
بالأرض ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا بن رواحة أرغبت عن
صلاتي قال لست مثلك أنت تسعى في عنق ونحن نسعى في
رفق فلم يعب عليه ما صنع قال وخرج النبي صلى الله عليه وسلم في سرية فصلى
أصحابه على ظهر فاقتحم رجل من الناس فصلى على الأرض
فقال خالف خالف الله به فما مات الرجل حتى خرج من الاسلام
196

(248) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال
سمعت بن المبارك عن هشام عن الحسن: في صلاة المطاردة قال ركعة
وسجدتين يومئ إيماء (
249) أخبرنا إبراهيم أخبرنا محمد حدثنا سعيد قال
سمعت بن
المبارك عن الفضل بن دلهم عن الحسن: في قوله عز وجل فرجالا قال
عند المسايفة ركعة واحدة إنما الركوع والسجود وأنت تمشي أو تركض
فرسك أو توضع بعيرك على أي وجه كانت أو كنت
(250) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن شعبة عن الحكم وحماد وقتادة سئلوا عن صلاة عند
المسايفة قالوا ركعة تلقاء وجهك
(251) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن سفيان عن بن أبي نجيح عن مجاهد قال عند المسايفة
تجري تكبيرة
قال سفيان ركعتين ركعتين يومئ إيماء أو قال عن جويبر عن
الضحاك قال تكبيرتين
197

(252) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن المسعودي عن يزيد الفقير قال سمعت جابر بن عبد الله
سئل عن الركعتين في السفر أقصرهما قال إنما القصر واحدة عند
القتال وان ركعتين ليستا بقصر
(253) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال حدثنا
عبد الله بن المبارك عن محمد بن جابر عن حماد قال سألت إبراهيم عن
الرجل يطلب أو يطلب فتدركه الصلاة قال يصلي حيث كان
وجهه يومئ إيماء ويجعل سجوده أخفض من ركوعه ولا يدع الوضوء
ولا القراءة
(254) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن معمر عن الزهري: في قوله عز وجل فإن خفتم فرجالا أو
ركبانا قال إذا طلب الأعداء فقد حل لهم أن يصلوا قبل أي وجه
كانوا رجالا أو ركبانا ركعتين يومئ إيماء
198

قال قتادة وتجزئ ركعة
(255) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثه عن مكحولان شرحبيل
بن حسنة أغار على شماسة وذلك في وجه الصبح قال صلوا على
ظهر دوابكم فمر برجل قائم يصلي بالأرض قال ما هذا
يخالف خالف الله به فإذا هو الأشتر
(256) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال حدثنا بن
المبارك عن الأوزاعي عن سابق البربري قال كتب مكحول إلى حسن
البصري فجاء كتابه ونحن بدابق في الرجل يطلب عدوه وهم
منهزمون فحضرت الصلاة أيصلي على ظهر فرسه قال بل ينزل
فيستقبل القبلة فإن كان عدوهم يطلبوهم فليصل على ظهر
فرسه إيماء
(257) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد حدثنا بن المبارك
عن عنبسة بن سعيد عن مطرف عن خالد بن أبي نوف عن عطاء
قال إن كنت الطالب فأنزل فصل وإن كنت المطلوب فأومئ
إيماء
199

(258) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد حدثنا بن
المبارك عن سفيان عن محمد بن إسماعيل قال رأيت
سعيد بن جبير وعطاء يومئان إليه والامام يخطب
(259) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال حدثنا بن
المبارك عن سفيان عن أبي هاشم الواسطي عن أبي وائل أنه كان يومئ
والحجاج يخطب
(260) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال حدثنا بن
المبارك عن داود بن عبد الرحمن عن بن جريج عن عطاء أن الوليد
أجرى الصلاة بالخيف فقلت لعطاء وكيف صنعت قال
أومأت قال داود خطب يومئذ بعد النحر بيوم حتى جعل الرجل
يليح بثوبه فوق الجبل فما ترى الشمس فيقول انكم في صلاة
(261) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال حدثنا بن
المبارك عن سليمان بن الحجاج عن شيخ من قريش عن أبي بكر بن
عبد الله بن حويطب قال كنت جالسا عند عبد الله بن عبد الملك إذ
دخل شيخ من شيوخ الشام يقال له أبو بحرية مجتنح بين شابين فلما
رآه عبد الله قال مرحبا بأبي بحرية فأوسع له بيني وبينه وقال ما جاء
بك يا أبا بحرية أتريد أن نضعك من البعث قال لا أريد أن
200

تضعني من البعث ولكن تقبل مني أحد هذين يعني ابنيه ثم قال
من هذا عندك قال هو يخبرك عن نفسه فقال لي من أنت فقلت
أنا أبو بكر بن عبد الله بن حويطب فقال مرحبا بك وأهلا يا بن أخي
أما اني في أول جيش أو قال في أول سرية دخلت أرض الروم زمن
عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعلينا بن عمك عبد الله بن
السعدي وإن جل حمولة وإن جل ما في رماحنا القرون وإن
جل ما مع أميرنا من القرآن المعوذات وسور من المفصل قصار وما نلقى
من الناس أحدا فيظن أنه يقوم لنا غير أنه يا بن أخي ليس فينا غدر
ولا كذب ولا خيانة ولا غلول
(262) أخبرنا إبراهيم حدثنا محمد حدثنا سعيد قال سمعت بن
المبارك عن معمر وسفيان الثوري وسفيان بن عيينة عن بن أبي نجيح
عن مجاهد قال قال عمر رضي الله تعالى عنه: أنا فئة كل مسلم
201