الكتاب: صحيفة همام بن منبه
المؤلف: همام بن منبه
الجزء:
الوفاة: ١٣٢
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق: دكتور رفعت فوزي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: ١٤٠٦ - ١٩٨٥ م
المطبعة:
الناشر: مكتبة الخانجي بالقاهرة
ردمك:
ملاحظات:

صحيفة همام بن منبه
عن أبي هريرة رضي الله عنه
حققها، وخرج أحاديثها، وشرحها
دكتور رفعت فوزي عبد المطلب
كلية دار العلوم - جامعة القاهرة
الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة
1

الطبعة الأولى
1406 ه‍ = 1985 م
2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد، وبعد:
فصحيفة همام بن منبه هي تلك الصحيفة التي كتبها همام بن منبه - وهو من
التابعين (ت 132 ه‍) (1) عن الصحابي الجليل أبي هريرة - رضى الله تعالى عنه.
وقد نشرها الدكتور محمد حميد الله الهندي الحيدرآبادي عام 1953 م (2) دليلا
على أن السنة قد دونت في القرن الأول الهجري.
والحق أن قضية تدوين السنة ابتداء من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم - تأكد ثبوتها من
الناحية العلمية، وذلك بعد تلك البحوث الطيبة التي نشرت في هذا المجال، وفى
مقدمتها: " دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه " للدكتور محمد مصطفى
الأعظمي، " والسنة قبل التدوين " للدكتور محمد عجاج الخطيب، وسنة الرسول -
صلى الله عليه وسلم لشيخي محمد الحافظ التجاني، وغيرها من البحوث التي أثبتت أن السنة قد
دونت ابتداء من عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم.
ولا بأس من أن نشير إشارة عجلى للقارئ الكريم إلى قضية التدوين كما قدمها
هؤلاء الباحثون وغيرهم:
وردت الأحاديث الكثيرة الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تسمح وتجيز كتابة
السنة، بينما ورد حديث واحد رواه الإمام مسلم ينهى فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن
الكتابة عنه (3).

(1) هكذا تقول سائر المصادر، ولكن ابن سعد ذكر في الطبقات (5 / 396) أنه توفى سنة 101
أو 102 ه‍.
(2) في مجلة المجمع العلمي بدمشق المجلد الثامن والعشرون من ص 96 - 116 ومن ص 270 - 281
ومن ص 443 - 666.
(3) انظر تفصيلا لهذا في كتاب توثيق السنة في القرن الثاني الهجري للمؤلف ص 43 - 54.
3

وقد بين العلماء أن هذا النهى منسوخ بتلك الأحاديث التي أجازت الكتابة،
خاصة وان هذه التي أجازت كان في آخر حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، أو أن هذا النهى عام أريد به
الخصوص، بمعنى أنه قد يكون لأشخاص معينين، أو في وقت معين، أو في شئ معين.
ونجد من حيث الواقع كتابة بعض الصحابة للسنة في عهد الرسول - صلى الله عليه وسلم -،
فعلي بن أبي طالب قد كتب صحيفة، احتوت على الديات وفرائض الصدقة، وحرم
المدينة، وغير ذلك من الأمور التي تكون كبيرة في تلك الصحيفة.
وكتب عمرو بن العاص صحيفته الصادقة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وكتب الرسول - صلى الله عليه وسلم - التي دونت فيها الزكاة وغيرها تمثل مادة كتابية في عهده
- صلى الله عليه وسلم - وهي كثيرة - كما يتبين من الكتب التي جمعتها، ومن ذلك كتاب " الوثائق
السياسية في العهد النبوي والخلافة الراشدة " للدكتور محمد حميد الله، و " مكاتيب
الرسول " - صلى الله عليه وسلم - للشيخ على الأحمدي.
وفى عصر الصحابة - رضوان الله عليهم - نجد هذه الصحيفة التي نقوم بنشرها
الان.
ونسخة الأعرج عن أبي هريرة، وبين هذه النسخة ونسخة همام تشابه كبير يشعر
بان سماعهما من أبي هريرة في جلسة واحدة أو جلسات معا، وكذلك كتابتهما (1)
مما يبين أن أبا هريرة لم يخص هماما بالكتابة.
وصحيفة أبى الزبير عن جابر بن عبد الله، قال الليث بن سعد: قدمت مكة،
فجئت أبا الزبير، فدفع إلى كتابين، وانقلبت بهما، ثم قلت في نفسي: لو عاودته
فسألته: أسمع هذا كله من جابر؟ فرجعت فسألته فقال: منه ما سمعت، ومنه
ما حدثت عنه، فقلت له: أعلم لي على ما سمعت فأعلم لي على هذا الذي عندي (2).

(1) دفاع عن أبي هريرة ص 324.
(2) سير أعلام النبلاء 5 / 382.
4

وقد أحصى الدكتور محمد مصطفى الأعظمي في كتابه " دراسات في الحديث
النبوي وتاريخ تدوينه " أكثر من خمسين صحابيا كتبوا الحديث الشريف أو كتب لهم (1)
وأما في عصر التابعين فقد كثر تدوين السنة، بل وابتدئ في تدوين المصنفات
وهناك الاتفاق على ذلك، فقد أمر الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بتدوينها فهب
العلماء في كل مصر إلى التصنيف في السنة، وتواتر التدوين منذئذ.
ونعود إلى صحيفة همام التي كتبها - كما قلنا - عن أبي هريرة رضى الله تعالى عنه.
وقد نقلت هذه الصحيفة نقلا صحيحا على أيدي الثقات ابتداء من همام رضي الله عنه
إلى عبد الرزاق الذي أخذها عنه الرواة بعد ذلك. وسندها في المخطوطة الخاصة بها - كما
في مخطوطة المكتبة الظاهرية بدمشق، والتي اعتمد عليها الدكتور حميد الله في نشره
للصحيفة - هو: " حدثنا الشيخ الامام الاجل الأوحد الحافظ تاج الدين، بهاء الاسلام، بديع
الزمان أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود المسعودي البندهي، وفقه
الله وبصره بعيوب نفسه بقراءته علينا من أصل سماعه المنقول منه في المدرسة الناصرية
الصلاحية خلد الله ملك واقفها في السادس والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وسبعين
وخمسمائة قال أخبرنا الشيخ الثقة الصالح أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عمر
المقدر الأصبهاني، قراءه عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا الشيخ أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي
عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الأصبهاني قال: أخبرنا والدي
الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن الحسن
ابن الخليل القطان قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا
عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري، عن معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما حدثنا
أبو هريرة عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال. ".
ولا حاجة بنا إلى بيان عدالة الصحابي الجليل الذي أملاها على همام وهو
أبو هريرة - رضي الله تعالى عنه وأرضاه - فهو من الصحابة العدول بتعديل الله تعالى لهم،

(1) وذلك على مدى فصل كامل من ص 92 إلى 142.
5

وقد رضى عنهم في قوله عز وجل: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين
اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه) (1) ومن يرضى عنه ربه تستقيم حياته
ويحسن عمله، وتتوافر فيه العدالة والأمانة.
أما همام بن منبه الصنعاني فقد قال الذهبي في ترجمته: صاحب تلك الصحيفة
الصحيحة التي كتبها عن أبي هريرة، وهي نحو من مائة وأربعين حديثا، حدث بها عنه
معمر، وقد حفظ أيضا عن معاوية وابن عباس وطائفة.
وثقه يحيى بن معين وغيره، قال أحمد بن حنبل: كان يغزو، وكان يشترى الكتب
لأخيه، فجالس أبا هريرة بالمدينة. وقال سفيان بن عيينة: كنت أتوقع قدوم همام مع
الحجاج عشر سنين. وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول في صحيفة همام:
أدركه معمر أيام السودان، فقرأ عليه همام حتى إذا مل أخذ معمر فقرأ عليه الباقي،
وعبد الرزاق لم يعرف ما قرأه هو، وهي نحو من مائة وأربعين حديثا (2).
وكما يقول الأستاذ أحمد شاكر: هذا لا يضر في صحة الرواية شيئا، لأنه في
الحقيقة أمر شكلي، والعبرة بثبوت الرواية وصحتها، سواء قرأ الشيخ أو قرئ عليه،
فكل صحيح، وكل من طرق الرواية (3). ومات سنة ثنتين وثلاثين ومائه - كما قلنا.
ومعمر الذي روى عن همام، وسمع بعض الصحيفة منه، وقرأ عليه بعضها - هو
ابن راشد الصنعاني أبو عروة الأزدي مولاهم، الحجة أحد الاعلام، وعالم اليمن. قال
أحمد: ليس تضم معمرا إلى أحد الا وجدته فوقه. وعن ابن جريج قال: عليك بمعمر،
فإنه لم يبق في زمانه أعلم منه. توفى عام 153 ه‍، وكان أول من صنف باليمن (4)

(1) سورة التوبة: 100.
(2) سير أعلام النبلاء (5 / 311 - 312).
(3) المسند (16 / 12).
(4) تذكرة الحفاظ: (1 / 190 / 191).
6

ورواها عن معمر عبد الرزاق الصنعاني، وهو ذلك الحافظ الكبير، صاحب
التصانيف. قال أحمد: كان عبد الرزاق يحفظ حديث معمر، قال الذهبي: وثقه غير
واحد، وحديثه مخرج في الصحاح، ونقموا عليه التشيع، وما كان يغلو فيه، بل كان
يحب عليا - رضي الله عنه - ويبغض من قاتله. قال سلمة بن شبيب: سمعت
عبد الرزاق يقول: والله ما انشرح صدري قط أن أفضل عليا على أبى بكر وعمر، وكان
رحمه الله تعالى من أوعية العلم. مات في نصف شوال سنة إحدى عشرة ومائتين وعاش
خمسا وثمانين سنة (1).
وأما أحمد بن يوسف السلمي الذي روى الصحيفة عن الرزاق فهو محدث
نيسابور أبو الحسن النيسابوري حمدان. قال الذهبي: متفق على عدالة وجلالته، عاش اثنتين وثمانين سنة، وقال ابن حبان: كان راويا لعبد الرزاق ثبتا فيه.
توفى سنة أربع وستين ومائتين رحمه الله (2) وأما أبو بكر محمد بن الحسين القطان الذي روى عن أحمد بن يوسف السلمي،
فهو مسند نيسابور. قال الدارقطني: ليس به بأس. وقال الحاكم: الشيخ الصالح أسند
أهل نيسابور في مشايخ النيسابوريين في عصره. توفى سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة (3).
ورواها عن أبي بكر القطان أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن مندة. قال عنه
الذقبي: سمع من محمد بن الحسين القطان، وقال: الحافظ الجوال، وما بلغنا أن أحمدا
من هذه الأمة سمع ما سمع ولا جمع ما جمع، وكان ختام الرحالين، وفرد المكثرين مع الحفظ والمعرفة والصدق وكثرة التصانيف. قال شيخنا أبو علي الحافظ: بنو مندة أعلام الحافظ
في الدنيا قديما وحديثا، الا ترون إلى قريحة أبى عبد الله، وقيل: إن أبا نعيم ذكر له ابن مندة فقال: كان جبلا من الجبال. توفى سنة خمس وتسعين وثلاثمائة (4).

(1) المصدر السابق: (1 / 364).
(2) المصدر السابق (2 / 565).
(3) سير أعلام النبلاء (15 / 319) والأنساب (10 / 186) وتذكرة الحفاظ (3 / 842).
(4) تذكرة الحفاظ: (3 / 1031 - 1033).
7

وروى عن محمد بن إسحاق ابنه أبو عمرو عبد الوهاب، وهو محدث أصبهان
ومسندها. قال صاحب شذرات الذهب: الثقة المكثر. توفى في جمادى الآخرة سنة
خمس وسبعين وأربعمائة (1) وأخذها عن أبي عمرو أبو الخير محمد بن أحمد بن عمر المقدر
الأصبهاني قال عنه صاحب شذرات الذهب: سمع من عند الوهاب بن مندة وجماعة،
وكان ثقة مكثرا، توفى في شوال سنة تسع وخمسين وخمسمائة (2).
وعنه رواها أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن مسعود المسعودي
البندهي الذي ولد في سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة وتوفى سنة أربع وثمانين وخمسمائة.
قال ابن العماد: الرحال الأديب مات عن اثنتين وثمانين سنة بدمشق، وسمع من أبى
الوقت وطبقته، وأملى بمصر مجالس، وعنى بهذا الشأن، وكتب وسعى وجمع فأوعى،
وصنف شرحا طويلا للمقامات. وقال ابن النجار: كان من الفضلاء في كل فن في
الفقه والحديث والأدب، وكان من أظرف المشايخ وأجملهم (3).
أما مخطوطة دار الكتب المصرية فتلتقي في روايتها عند أبي بكر محمد بن الحسين
القطان وقد رواها عنه الإمام أبو طاهر محمد بن محمد بن محمش الزيادي.
وأبو طاهر الزيادي ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة (4) قال الذهبي: " وكان إماما في
المذهب (مذهب الشافعي).. كبير الشأن وكان إمام أصحاب الحديث ومسندهم ومفتيهم... وروى عنه البيهقي ".
ويروى عنه أحاديث الصحيفة في الكبرى. توفى في شعبان سنة عشر
وأربع مائة (5).

شذرات الذهب (3 / 348).
(2) المصدر السابق: (4 / 187)
(3) المصدر السابق (4 / 281).
(4) الأنساب (6 / 336) وفى سير أعلام النبلاء (71 / 277) سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. وهذا خطأ
فبعد هذا مباشرة: " أسمعه أبوه سنة خمس وعشرين " كما ذكر الذهبي أنه سمع من محمد الحسين القطان، وهذا قد
توفى سنة 332 مما يتلاءم معه أنه ولد سنة عشرة كما ذكر السمعاني.
(5) سير أعلام النبلاء (17 / 277).
8

ورواها عن الزيادي عدة من العلماء مذكورين في أول إسنادها كما سيأتي.
هذا وتزداد ثقتنا بهذه الصحيفة إذا عرفنا أن الشيخين رويا الكثير من أحاديثها،
أما مسلم فقد روى أحاديث منها عن محمد بن رافع، عن عبد الرزاق. وهذه متابعة تامة
لأحمد بن يوسف السلمى.
وأما البخاري فقد روى أحاديث منها عن بعض شيوخه عن عبد الرزاق، وهو في
هذا أورد متابعات أيضا لأحاديث أحمد بن يوسف السلمى.
وأما طريقتها في الرواية عن الصحيفة فقد سلكا مسلكين، كان مسلم يقول:
بعد قول همام هذا ما حدثنا به أبو هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم، يقول: فذكر عدة أحاديث
منها: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم، ثم استمر على ذلك في جميع ما أخرجه من هذه
النسخة، وهو مسلك واضح، وأما البخاري فلم يطرد له في ذلك عمل، فإنه أخرج
هذه النسخة في أبواب عدة، يذكر سنده ومتن الحديث. وفى بعض الأحيان كان يذكر
بعد السند طرفا من الحديث الأول في الصحيفة: " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة "
ثم يذكر الحديث الذي يريد روايته. قال ابن حجر مفسرا إيراد البخاري لطرف هذا
الحديث قبل أحاديث لا تمت إليه بصلة في المعنى: والسبب فيه أن حديث " نحن
الآخرون " هو أول حديث في النسخة، وكان همام يعطف عليه بقية الأحاديث بقوله:
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم (1).
ويسترعى النظر أن البخاري ومسلما لم يستوعبا أحاديث الصحيفة، مع أن
الاسناد واحد في أحاديث الصحيفة كلها - كما هو معلوم.
وليس السبب في ذلك أن الأحاديث التي تركاها من الصحيفة لم يكن على
شرطها من حيث الاسناد. ولكن لان هناك بعض الأحاديث التي قد يثار الشك في
أداء بعض متونها أو النقص فيها.

(1) فتح الباري (11 / 518).
9

وهذا يمكن أن يلاحظ ليضاف إلى شروط كل من البخاري ومسلم المعروفة والتي
توصل إليها الدارسون، فلم يكن شرطهما منحصرا في الرواة والأسانيد فقط. كما درج
على ذلك جميع الباحثين على ما أعلم، وإنما تعدى الامر إلى النظر في المتون، ومقارنتها
بالروايات الأخرى للحديث التي جاء من غير طريق الصحيفة سواء عن أبي هريرة،
أو عن غيره.
كما روى الصحيفة الإمام أحمد عن عبد الرزاق، رواها كاملة بإسناد واحد كما في
الصحيفة هنا. وهناك اختلافات يسيرة في ترتيب الأحاديث. ومهما يكن من أمر فهي
متابعة قوية أيضا لأحمد بن يوسف السلمى الذي رواها عن عبد الرزاق.
وقد روى جل أحاديث الصحيفة الحافظ أبو مسعود البغوي الفراء، رواها في
كتابه شرح السنة من طريق أبى بكر محمد بن الحسين القطان، عن أحمد بن يوسف
السلمى عن عبد الرزاق، وهذه متابعة لمحمد بن إسحاق بن مندة.
وكذلك الحافظ أبو بكر البيهقي روى أحاديث من الصحيفة من طريق أبى بكر القطان عن السلمى.
فنحن إذا أمام أحاديث موثقه وصحيفة، ومنها ما هو في أعلى درجات الصحة
وهو ما اتفق عليه الشيخان.
وقد نشر الصحيفة الدكتور حميد الله - كما قلنا - واعتمد على مخطوطتين إحداهما
في برلين والثانية في المكتبة الظاهرية بدمشق. واكتفى بأن قارن بين المخطوطتين من جهة
وبينها وبين الصحيفة في مسند الإمام أحمد من جهة أخرى، ولم يخرج شيئا من
أحاديثها.
والصحيفة في حاجة إلى إعادة إخراج مرة أخرى للعوامل التاليه:
1 - وجود مخطوطة ثالثة لها، وتوجد في دار الكتب المصرية تحت رقم 1981
حديث، كما هو مكتوب على وجه الورقة الأولى منها، وعلى هذه المخطوطة سماعات يرجع
تاريخها إلى سبع وخمسين وخمسمائة.
10

والمقارنة بين هذه المخطوطة وبين ما نشره الدكتور حميد الله يفيد إلى حد كبير.
ومن هذه الإفادة مثلا وجود حديث في هذه المخطوطة ليس في نشرة الدكتور
حميد الله، وهو موجود في مسند أحمد، وفى غيره عن عبد الرزاق عن معمر عن همام.
وقد رجحت أن يكون من الصحيفة وأثبته فيها بين معكوفتين، وذلك قبل أن أطلع على
هذه المخطوطة، والحمد لله فقد تأكد أنه منها بهذه المخطوطة.
وهناك مشكلات كثيرة في الألفاظ وفى المعاني تبعا لها، وحلها في هذه المقارنة
بإذن الله تعالى.
2 - وأحاديث الصحيفة في حاجة إلى تخريج، ففيه زيادة تحقيق وتوثيق
لأحاديثها، وخاصة إذا دللنا على الأحاديث التي أخرجها البخاري ومسلم أو أحدهما في
صحيحهما.
وبين أيدينا الان مصنف عبد الرزاق الذي عليه مدار سند الصحيفة، ومن المفيد
كذلك المقارنة بين ما فيها وما في المصنف من أحاديث.
كما أن هناك بعض الكتب التي روت أحاديث الصحيفة مثل البغوي الفراء في
شرح السنة والبيهقي في السنن الكبرى، فقد روى الأول منهما جل أحاديث الصحيفة
من طريق أبى بكر القطان عن أحمد بن يوسف السلمى، وهما في سند الصحيفة هنا في
مخطوطاتها الثلاث. وكذلك البيهقي في بعض الأحاديث، فهذه متابعات تامة كما قلنا قبل
عبد الرزاق.
أضف إلى ذلك البغوي كنا قد ينص على صحة هذه الأحاديث وقد أوردنا كل ذلك في التخريج.
3 - هذا وقد وقع الدكتور محمد حميد الله في وهم ربما قلل من شأن رواية
الصحيفة، ذلك أن بعض الناس قد أرسل إليه بعد ما نشر الجزء الأول من الصحيفة -
ما يفيد أن هناك انقطاعا في سند الصحيفة في المخطوطتين بين محمد بن إسحاق بن مندة
الذي ولد في سنة 310 ه‍ ومحمد بن الحسين القطان الذي توفى سنة 302 ه‍ كما ذكر
في أنساب السمعاني، فمحال على هذا لقاؤهما.
11

وقد سلم الدكتور حميد الله بذلك دون بحث أو تمحيص، بل ذهب إلى أبعد من
هذا حين تخيل أن بين الاثنين إبراهيم بن القطان الذي سمع الصحيفة على والده محمد بن
الحسين القطان وأن السند هو محمد بن إسحاق عن إبراهيم القطان عن والده محمد بن
الحسين القطان. وأن إبراهيم سقط سهوا.
ثم ذكر بناء على ذلك أن هذا لا ينقص من قدر الصحيفة وروايتها، لأنه قد رواها من قبل الإمام أحمد بن حنبل قبل ابن مندة - الذي حدث عنده الانقطاع - بقرون (1).
نقول: الامر لم يكن في حاجة إلى كل هذا لو أنه اختبر صحة ما قيل عن طريق
البحث والدراسة، ولو فعل ذلك لتبين له أن السند متصل وأن ابن مندة التقى بمحمد بن
الحسين وسمع منه الصحيفة، إذ كل المصادر تقريبا تذكر أن محمد بن الحسين القطان
توفى عام 332 لا عام 302، كما ذكرت نسخة غير محققة للأنساب، وفى النسخة
المحققة ما يتفق مع سائر المصادر (2)، اذن فان بين ولادة ابن مندة (310) ووفاة
القطان (332): اثنتين وعشرين سنة، وهي مدة كافية بالطبع للقاء والسماع.
لكل هذا رأيت أن أعيد نشر هذه الصحيفة على نحو جديد وأكيد في التوثيق
ومنه سبحانه وتعالى استمر العون والتوفيق.
وعملي يتلخص في الآتي: -
1 - لم أبن من فراغ وإنما بنيت على ما قام به الدكتور حميد الله، فاعتمدت
على النص الذي قدمه للصحيفة عن المخطوطتين، ونقلت أهم ما بينه من فروق بينهما
وهو جهد منه مشكور.
2 - أضفت إلى هذا المقارنة بين ما قدمه ومخطوطة دار الكتب المصرية، وهي
تقع في اثنتي عشرة لوحة ومسطرتها سبعة عشر سطرا، وخطها مشرقي واضح وفيها

(1) مجلة المجمع العلمي بدمشق مج 28 ص 665.
(2) انظر ص (7) من هذه المقدمة.
12

مقارنة بنسخ أخرى ومثبت ذلك في هامشها أو بين بعض سطورها وفيها بعض التآكل
والرطوبة التي تذهب ببعض الكلمات، ولكن ذلك نزر يسير.
وعليها سماع كما قلنا يرجع إلى العشر الاخر من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين
وخمسمائة بالموصل.
ولم يكن عندي علم بهذه المخطوطة عند بداية عملي بالصحيفة. وكنت أعتمد
على ما نشره الدكتور حميد الله فقط حتى طبع نصف الصحيفة مع شرحها وتخريجها.
ولهذا رأيت الاستمرار في إثبات النص الذي قدمه الدكتور حميد الله مع الشرح
والتخريج ومع اجتهادات لي بطبيعة الحال أدركت صوابها بعد اطلاعي على مخطوطة دار
الكتب المصرية والحمد لله رب العالمين.
على أن أقدم أولا نص مخطوط دار الكتب المصرية مقارنا فقط بما قدمه الدكتور
حميد الله دون شرح أو تخريج.
وبهذا يخرج العمل متضمنا النصين أو بعبارة أدق: الروايتين وإن كان كل منهما
في موضع مستقل وهذا يعطى فرصة سهلة لقارئ الصحيفة وحدها دون شرح
أو تخريج، إذ هي معهما على امتداد أكثر من ستمائة صحيفة.
ونرمز لمخطوط دار الكتب المصرية ب‍ " م " ونشرة الدكتور حميد الله ب‍ " ط ".
3 - بينت موضع الأحاديث من مسند أحمد، لأنه يعتبر كنسخة رابعة حيث
رواها الامام بتمامها في موضع واحد.
وكان الأستاذ أحمد شاكر قد بدأ رحمة الله عليه في تخريج أحاديث الصحيفة في
المسند، ولكنه كان يشير في عزو الأحاديث إلى البخاري ومسلم إلى الجزء والصفحة في
كل منهما دون أن يشير إلى الكتاب والباب، وهذا غير مجد كثيرا في التخريج حيث إن
طبعات البخاري ومسلم كثيرة وما عند بعض الدارسين منها ليس عند البعض الاخر،
مما يصعب معه الرجوع إلى موضع الحديث منها.
13

وقد توفى رحمة الله عليه قبل أن يتم تخريج الصحيفة وأسند إكمال العمل في المسند
إلى من لم يراع النهج السديد في تخريج الأحاديث مما أوقعه في كثير من الأخطاء التي نبهنا
على بعض منها.
وقد استفدت من تحقيق الأستاذ أحمد شاكر عليه رحمة الله تعالى، وإن كان لي
بعض التعقيبات والاستدراكات عليه بينتها في موضعها.
4 - بينت الأحاديث التي رواها البخاري أو مسلم من الصحيفة، ذاكرا
الجزء والصفحة ثم الكتاب ورقمه والباب ورقمه وكل البيانات التي ترشد إلى الموضع في
الطبعة التي اعتمدت عليها أو في غيرها.
كما أنني أذكر طرق هذه الأحاديث عندهما ليتبين ما إذا كانت متابعات كاملة
لأحاديث الصحيفة أو ناقصة أو شواهد لها.
5 - بينت الأحاديث التي رواها البغوي، لأنه - كما قلنا - يشترك مع
الصحيفة في روايتين بعد عبد الرزاق، وهو بهذا يعتبر كنسخة خامسة للصحيفة،
وكذلك أفعل مع البيهقي في بعض الأحاديث، لأنه مثل البغوي رواها عن القطان عن
السلمى عن عبد الرزاق، ويلتقى في كل ذلك مع الصحيفة.
6 - أشرح هذه الأحاديث شرحا موضوعيا موجزا، وإن كان ملما بكل
أطراف المعنى للحديث، وما يستنبط منه من أحكام فقهية أو عقائدية أو أخلاقية،
وذلك لان المعنى فوق أنه هدف بذاته من قراءة السنة يسهم في توثيق الحديث في كثير
من الأحيان، حيث إنه يكون من الصعوبة بمكان - دون دراسة المعنى التوفيق بين
الحديث وبين أحاديث أخرى تبدو متعارضة من النظرة الأولى أو غير الدارسة، وهذا قد
يؤدى إلى الشك في بعض الأحاديث، فإذا بين المعنى المراد - كما بينه علماؤنا الاجلاء
زال التناقض بين الأحاديث الصحيحة، فقد يكون بعضها عاما والاخر خاصا، وقد
يكون بعضها مطلقا والاخر مقيدا.
ولعل في هذا الرد على من يرون أنهم قادرون - وزادهم قليل - أن يأخذوا الاحكام
14

من الأحاديث دون دراسة ووقوف على أقوال العلماء فيها، ومسالكهم في فهمها، مع
التسلح بالمعرفة والالمام بالآيات والأحاديث التي تتعلق بالحديث موضوع الاستنباط،
إذ بدون هذا الالمام يقعون في أخطاء جسيمة، ويسيئون إلى الأئمة ويتهمونهم بأنهم حادوا
عن الأحاديث الصحيحة، وهم من بذلك براء.
ولهذا حرصت أن أعزو كل فكرة في شرح الحديث إلى العالم الذي يقول بها،
ولا أمل من ذلك، لأنه - بالإضافة إلى الأمانة العلمية التي تقتضي هذا، والى أن من بركة العلم عزوه إلى أهله - كما يقول الامام القرطبي المفسر عليه رحمة الله - بالإضافة إلى
ذلك نريد أن نعلم طلاب العلم، ومنهم طلاب دار العلم التي أشرف بالعمل فيها - أنه
ليس من السهل التهجم على معاني الأحاديث والادعاء بأنه يمكن الوصول إلى المعنى دون
التطواف على العلماء الذين تناولوا هذه الأحاديث.
ويتبين من خلال ذلك مدى زيف بعض النابتة عندما ينقدون الأحاديث
الصحيحة ومنها ما هو في الصحيفة، لأنهم لم ينهجوا المنهج السليم في دراسة الأحاديث
وفهمها سواء أكان ذلك عن جهل أم سوء قصد.
وقد وضحنا مسلك هؤلاء وزيفهم عند بعض الأحاديث التي تعرضوا لها.
ومن بركات هذه الصحيفة أنها قد حوت على مجموعة من الأحاديث ليست
بالقليلة في أبواب كثيرة من أبواب الفقه والعقيدة، وفى التعرف على ما قاله العلماء فيها
ما يمكن للدارس التعرف على مناهج العلماء في استنباط الاحكام في فروع الدراسات
الاسلامية.
فضلا عن أنها تعطى زادا كبيرا من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودراسات العلماء
حوله بما ينفع في الدنيا والآخرة بتوفيق من الله عز وجل.
وإذا كنا نريد تقديم سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بطريقة ميسرة وسهلة ففي تقديم
صحيفة همام بن منبه ما يحقق هذا الغرض، إذ هي تحتوى على 139 حديثا بإسناد
واحد، ومن يحفظ متونها فقد حفظها جميعها بمتونها وأسانيدها وهكذا كان يفعل العلماء
15

في حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويمكن لمحبي السنة ودارسيها أن يحفظوا آلاف
الأحاديث بأسانيد تعد على أصابع اليد، فينشأ جيل من حفاظ السنة قدوة وبالحفاظ على
مر الأجيال والعصور على امتداد تاريخنا الاسلامي، وتعاد النهضة التي حققها علماؤنا
الأوائل.
وفقنا الله تعالى لخدمة كتابه العزيز وسنة نبيه الشريفة
القاهرة في: 11 من المحرم 1406 ه‍ * رفعت فوزي عبد المطلب
26 من سبتمبر 1985 م * أبو ريشة
16

نص صحيفة همام بن منبه عن أبي هريرة
عن مخطوط دار الكتب المصرية (م)
17

بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على محمد وآله وسلم
أخبرنا الشيخ الامام الحافظ التقى أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الأنصاري (1)
قراءة عليه بالموصل وأنا أسمع فأقر به قال: أنا الامام الحافظ زاهر (بن طاهر) بن محمد
الشحامي (2) المستملى قراءة عليه، أنا المشايخ أبو بكر محمد بن الصفار وأبو بكر أحمد
ابن علي بن خلف الأديب الشيرازي (3)، وأبو الحسن (علي بن أحمد) بن محمد
النامقي (4) القصال.
وأخبرنا الشيخ الزكي أبو المظفر عبد الكريم بن خلف بن طاهر الشحامي قراءة
عليه وأنا أبو بكر أحمد بن خلف الشيرازي.
قال: وأخبرنا الشيخ الإمام أبو الفضل محمد بن أحمد بن أبي الفضل أحمد بن
جعفر الماهياني المروزي قراءة عليه بمرو، أنا أبو بكر أحمد بن خلف وأبو سعد
عبد الرحمن بن منصور بن رامش قالوا كلهم: أنا الأستاذ الإمام أبو طاهر محمد بن
محمد بن محمش (5) الزيادي قراءة عليه، أنا أبو بكر محمد بن الحسين بن (الحسن بن)
الخليل القطان (6) قراءة عليه فأقر به ثنا أحمد بن يوسف السلمى (7) ثنا عبد الرزاق (8)
.

(1) ترجمته في آخر الصحيفة (ص 45).
(2) سير أعلام النبلاء: (20 / 9) وما بين المعكوفتين منها.
(3) المصدر السابق: (19 / 478).
(4) اللباب في تهذيب الأنساب، وما بين المعكوفتين منه ومن مجلة المجمع العربي بدمشق عام 1953 -
مجلد (28) ص (460).
(5) المقدمة، ص (8).
(6) المقدمة، (7).
(7) المقدمة، ص (7).
(8) المقدمة، ص (7).
19

ابن همام أنا معمر بن راشد (1) الصنعاني عن همام بن منبه (2) قال: هذا ما حدثنا
أبو هريرة عن محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم قال:
1 - نحن الآخرون السابقون يوم القيامة، بيد أنهم أوتو الكتاب من قبلنا
فاختلفوا فيه (3)، وأوتيناه من بعدهم، فهذا يومهم الذي فرض عليهم فاختلفوا فيه،
فهدانا الله له، فهم لنا فيه تبع فلليهود غدا (4) وللنصارى بعد غد.
2 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: مثلي ومثل الأنبياء قبلي (5) (6) كمثل
رجل ابتنى بيوتا فأحسنها وأجملها وأكملها إلا موضع لبنة من زاوية من زواياها، فجعل
الناس يطوفون ويعجبهم البنيان فيقولون: ألا وضعت ههنا لبنة فتم بناؤه. قال رسول الله
- صلى الله عليه وسلم (7) -: فأنا اللبنة.
3 - وقال رسول الله: مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان
أو جنتان من حديد إلى ثدييهما أو إلى تراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بشئ ذهبت عن جلده حتى تجن (8) بنانه، ويعفو أثره، وجعل البخيل كلما أنفق شيئا
أو حدث به نفسه عضت كل حلقة مكانها، فيوسعها ولا تتسع.
4 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت
ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها، وجعل يحجزهن
ويغلبنه فيقتحمن فيها. قال: فذاك مثلي ومثلكم، وأنا آخذ بحجزكم عن النار، هلم
عن النار (9)، وتغلبوني فتقحمون (10) فيها.

(1) المقدمة، ص (6).
(2) المقدمة، ص (6).
(3) ليست في " ط " عبارة " فاختلفوا فيه "
(4) في " ط " فاليهود عذا والنصارى.
(5) في " ط ": من قبلي.
(6) (12) من م.
(7) فقال محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(8) في " م " ": حتى نجا " وما أثبتناه من ط " تجن بنانه ".
(9) في " ط " ": هلم عن النار " مكررة.
(10) في " ط " ": فتغلبوني تقحمون ".
20

5 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن (1) في الجنة شجرة يسير (2) الراكب في
ظلها مائة عام لا يقطعها.
6 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إياكم والظن (3) فإن الظن أكذب
الحديث، ولا تناجشوا، ولا تحاسدوا، ولا تنافسوا، ولا تباغضوا (4)، ولا تدابروا،
وكونوا عباد الله إخوانا.
7 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الجمعة ساعة لا يوافقها عبد (6)
مسلم، وهو يصلى يسأل الله شيئا إلا آتاه إياه.
8 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل
وملائكة بالنهار (7) ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا
فيكم، فيسألهم، وهو أعلم بهم، كيف تركتم عبادي؟ قالوا: تركناهم وهم يصلون،
وأتيناهم وهم يصلون.
9 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الملائكة تصلى على أحدكم ما دام في
مصلاه الذي صلى فيه، تقول (8): اللهم اغفر له، اللهم ارحمه ما لم يحدث.
10 وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قال أحدكم آمين، والملائكة في
السماء (9)، فوافق إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه.

(1) في " ط ": " في المقدمة " بدون " إن ".
(2) في " م ": " بصير "، وما أثبتناه من ط.
(3) " إياكم والظن " مكررة في " ط ".
(4) " ولا تباغضوا " من " ط " وليست في " م ".
(5) في " ط " ": في الجمعة " بدون " إن ".
(6) عبد: ليست في ط.
(7) (13) في م.
(8) في " ط ": " وتقول ".
(9) في " ط ": زيادة: " آمين ".
21

11 - وقال أبو هريرة (1): - بينما رجل يسوق بدنة مقلدة قال له رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: اركبها. قال: إنها بدنة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ويلك: اركبها،
ويلك اركبها.
12 - وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: والذي نفس محمد بيده لو تعلمون
ما أعلم لبكيتم كثيرا ولضحكتم قليلا (2)
13 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قاتل أحدكم أخاه فليجتنب الوجه (3).
14 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ناركم هذه ما يوقد بنو آدم جزء من
سبعين جزءا من حر جهنم. قالوا: والله إن كانت لكافيتنا يا رسول الله: قال: فإنها
فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلها (4) مثل حرها.
15 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لما قضى الله الخلق كتب في كتاب
عنده (5) فوق العرض: إن رحمتي غلبت غضبى.
16 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الصيام جنة، فإن (6) كان أحدكم يوما
صائما فلا يجهل، ولا يرفث، فإن امرؤ قاتله أو شتمه (7) فليقل: إني صائم، إني
صائم.
17 - / (8) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفس محمد بيده لخلوف فم

(1) في " م ": " قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " والسياق يأباه، وما أثبتناه من " ط ".
(2) هذا الحديث رقم (14) في " ط ". وترتيبه هنا كما في المسند.
(3) هذا الحديث غير موجود في " ط ". وموجود في المسند.
(4) في " ط ": " كلهن ".
(5) في " ط ": " كتب كتابا فهو عنده فوق العرش ".
(6) في " ط ": " فإن كان ".
(7) ط: شماته.
(8) (3 ب) من م.
22

الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يذر شهوته وطعامه (1) من جراى، فالصيام
لي وأنا أحزى به.
18 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته
نملة، فأمر بجهازه فأخرج من تحتها، فأمر بها فأحرقت بالنار (2)، فأوحى الله إليه:
فهلا نملة واحدة.
19 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده، لولا أن أشق على
المؤمنين ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجد سعة فأحملهم
ولا يجدون سعة فيتبعوني، ولا تطيب أنفسهم أن يقعدوا بعدى.
20 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لكل نبي دعوة تستجاب له، فأريد - إن
شاء الله - أن أؤخر دعوتي شفاعة لامتي يوم القيامة.
21 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن
لم يحب لقاء الله لم يحب الله لقاءه.
22 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من أطاعني فقد أطاع الله، ومن يعصني
فقد عصى الله، ومن يطع الأمير فقد أطاعني، ومن يعص الأمير فقد عصاني.
23 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى يكثر فيكم المال
فيفيض، حتى يهم رب المال من يتقبل منه صدقته.
قال: ويقبض العلم، ويقترب (3) الزمان، وتظهر الفتن ويكثر الهرج.
قالوا: الهرج أيم (4) هو يا رسول الله؟ قال: القتل، القتل.

(1) في " ط " زيادة: " وشرابه ".
(2) في " ط ": " في النار ".
(3) في م: " ويغترب الزمان " بالغين وما أثبتناه من " ط ".
(4) في " ط ": " ما هو " وفى مسند أحمد: " أيما هو ".
23

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: / (1) لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان
عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة ودعواهما واحدة.
25 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى ينبعث دجالون
كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول (2).
26 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من
مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها، لم
تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.
27 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا نودي للصلاة أدبر الشيطان له
ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى التأذين أقبل، حتى إذا ثوب بها أدبر، حتى
إذا قضى التثويب أقبل، حتى (3) يخطر بين المرء ونفسه، ويقول له: أذكر كذا
كذا (4)، أذكر كذا كذا (4)، (5) ما لم يكن يذكر من قبل حتى يظل (6) إن يدرى
كيف صلى.
28 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يمين الله ملأى لا يغضها نفقة، سحاء
الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق مذ خلق السماوات (7) والأرض، فإنه لم ينفض مما في
يمينه، قال: وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض والبسط (8)، يرفع ويخفض.

(1) (14) من م.
(2) في " ط ": رسول الله.
(3) في " ط ": " أقبل يخطر " بدون " حتى ".
(4) " كذا " الثانية: ليست في ط.
(5) في " ط ": " لما ".
(6) في " ط ": يظل الرجل.
(7) في " ط ": " منذ خلق السماء ".
(8) " البسط ": غير موجود في " ط ".
24

29 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي بيده ليأتين على أحدكم
يوم لا يراني (1) ثم لان يراني أحب إليه من مثل أهله وماله معهم.
30 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يهلك كسرى، ثم لا كسرى بعده،
وقيصر ليهلكن ثم لا يكون فيصر بعده، ولتنفقن كنوزهما في سبيل الله (2).
31 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله (3) قال / (4) أعددت لعبادي
الصالحون ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
32 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ذروني ما تركتكم فإنما أهلك (5) الذين
من قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شئ فاجتنبوه، وإذا
أمرتكم بالامر (6) فائتوا من ما استطعتم.
33 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا نودي بالصلاة (7)، صلاة الصبح
وأحدكم جنب فلا يصوم يومئذ.
34 - وقال أبو القاسم - صلى الله عليه وسلم -: لله تسعة وتسعون اسما مائة إلا واحدا
من أحصاها دخل الجنة، إنه وتر يحب الوتر.
35 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا نظر أحدكم إلى من (8) فضل عليه في
المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه.

(1) في " م ": " لان يراني " وما أثبتناه من " ط ".
(2) في " ط " زيادة " وسمى الحرب خدعة " وهي ليست موجودة في مسند أحمد. وسيأتي هنا رقم (40)
جزءا من حديث، وكذلك في المسند.
(3) في " ط ": " إن الله عز وجل ".
(4) (4 ب) في " م ".
(5) ط: هلك.
(6) في " ط ": بأمر ".
(7) في " ط ": " للصلاة ".
(8) في " ط ": " إلى من هو فضل ".
25

36 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب (1)
فليغسله سبع مرات.
37 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفسي (1) بيده لقد هممت أن
آمر فتياني أن يستعدوا لي بحزم (3) حطب، ثم آمر رجلا يصلى بالناس ثم تحرق (4)
بيوتا على من فيها.
38 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا انقطع شسع نعل أحدكم أو شراكه
فلا يمشى (5) في أحدهما (6) بنعل واحد (7) والأخرى حافية، ليحفهما جميعا
أو لينعلهما جميعا.
39 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يأتي ابن آدم النذر بشئ ما لم
يكن (8) قد قدرته، ولكنه يلفيه (9) النذر وقد قدرته له أستخرج به من البخيل ويؤتيني
عليه ما لم يكن آتاني من قبل.
40 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله قال لي (10): أنفق عليك،
وسمى الحرب خدعة.
41 - / (11) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رأى عيسى بن مريم رجلا يسرق،

(1) في " ط ": إذا ولغ الكلب فيه.
(2) في " ط ": " والذي نفس محمد بيده ".
(3) في " ط ": " بحزم من حطب ".
(4) في " ط ": " أحرق ".
(5) ط: يمش.
(6) في " ط ": في إحداهما.
(7) في " ط ": " واحدة ".
(8) في " ط ": " ما لم أكن ".
(9) في " ط ": يلقه.
(10) " لي " ليست في " ط ".
(11) (15) من م.
26

فقال له عيسى: سرقت. قال (1): كلا والذي لا إله إلا هو. فقال: عيسى: آمنت بالله
وكذبت بصرى (2).
42 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نصرت بالرعب، وأوتيت جوامع
الكلم (3).
43 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما أوتيكم من شئ ولا أمنعكموه، إن أنا
إلا خازن أضع حيث أمرت.
44 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما الامام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه،
فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا
لك الحمد، وإذا (4) سجد فاسجدوا، وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون (5).
45 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أقيموا الصف في الصلاة، فإن إقامة
الصف من حسن الصلاة.
46 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تحاج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أغويت الناس وأخرجتهم (6) من الجنة إلى الأرض؟ فقال له آدم: أنت
موسى الذي أعطاك (7) الله علم كل شئ، واصطفاك (7) على الناس برسالته؟ قال:
نعم. قال: أتلومني على أمر كتب على قبل (8) أن أفعله (9) من قبل أن أخلق
فحج آدم موسى.

(1) في " ط ": " فقال ".
(2) في " ط ": " عيني ".
(3) هذا الحديث في " ط " رقم (37) وبعد حديث رقم (37) هنا في " م ".
(4) في " ط " " فإذا ".
(5) في " ط ": " أجمعين ".
(6) في " ط ": فأخرجتهم.
(7) في " ط ": أعطاه.. اصطفاه.
(8) " قبل " غير موجودة في " ط ".
(9) في " ط ": أفعل.
27

47 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينما أيوب يغتسل عريانا خر عليه
جراد (1) من ذهب، فجعل أيوب يحثى في ثوبه. قال: فناداه ربه: يا أيوب ألم أكن
أغنيك عما ترى؟ فقال: بلى يا رب، ولكن لا غنى بي عن بركتك.
48 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خفف على دواو القرآن، فكان يأمر
بدابته (2) تسرج، فكان يقرأ القرآن (3) قبل أن تسرج / (4) دابته، وكان لا يأكل
إلا من عمل يديه.
49 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رويا الرجل الصالح جزء من ستة
وأربعين جزءا من النبوة.
50 وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليسلم (5) الصغير على الكبير، والمار على
القاعد، والقاعد على الكثير.
51 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا أزال أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله
إلا الله، فإذا قالوا: لا إله إلا الله فقد عصموا منى أموالهم (6) وأنفسهم إلا بحقها،
وحسابهم على الله جل وعز (7).
52 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: تحاجت الجنة والنار، فقالت النار:
أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة: فمالي لا (8) يدخلني إلا ضعفاء الناس
وسقطهم وغرتهم. فقال الله للجنة: إنما أنت رحمتي أرحم بك من أشاء من عبادي.
.

(1) في " ط ": " رجل جراد ".
(2) في " ط ": " بدوابه ".
(3) في " ط ": من قبل.
(4) (5 ب) من م.
(5) في " ط ": " يسلم ".
(6) في " ط ": " دماءهم وأموالهم وأنفسهم ".
(7) " جل وعز " ليست في ط.
(8) " لا " غير موجودة في " م " وأثبتناها من " ط ".
28

وقال للنار: إنما أنت عذابي أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدة منكما
ملؤها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله جل وعز قدمه (1) فتقول: قط قط، فهنالك
تمتلئ، ويزوى بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله من خلقه أحدا، وأما الجنة فإن الله
(تعالى) ينشئ لها خلقا.
53 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا استجمر أحدكم فليوتر.
54 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله: إذا تحدث عبدي بأن يعمل
حسنة فأنا أكتبها له حسنة ما لم يعملها، فإذا عملها فأنا أكتبها له
بمثلها.
55 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ولله لقيد سوط أحدكم من الجنة خير له
/ (4) مما بين السماء والأرض.
56 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن أدنى مقعد أحدكم من الجنة إذ (5)
هيئ له أن يقال له: ثمن فيتمنى (6)، فيقال له: هل تمنيت فيقول: نعم، فيقول
له: فإن لك ما تمنيت ومثله معه.
57 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، ولو
يندفع الناس في شعب (7) أو في واد والأنصار في شعب (8) لاندفعت مع الأنصار في
شعبهم.

(1) في " ط ": " يضع الله تعالى رجله ".
(2) في " ط ": " بعشر ".
(3) في " ط ": " أغفرها له ".
(4) (16) من م.
(5) ط: أن هيئ.
(6) في " ط ": " فيتمنى ويتمنى ".
(7)، (8) في " ط ": " شعبة " في الموضعين.
29

58 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لولا بنو إسرائيل لم يخبث الطعام، ولم
يخنز اللحم، ولولا حواء لم تخن أنثى زوجها الدهر.
59 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خلق الله آدم على صورته، طوله ستون
ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك النفر - وهم نفر من الملائكة جلوس
- فاستمع ما يجيبوك (1)، فإنها تحيتك وتحية ذريتك. قال: فذهب فقال: السلام
عليكم فقالوا: وعليك (2) ورحمة الله - أي فزادوه: وعليك ورحمة الله. قال: فكل من
يدخل الجنة على صورة آدم (3) وطوله ستون ذراعا، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى
الان.
60 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: جاء ملك الموت إلى موسى فقال له:
أجب ربك (4) فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها قال: فرجع الملك إلى الله، (5)
فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لك لا يريد الموت. قال (6): وفقأ عيني، قال: فرد الله
إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبدي فقل له: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة فضع
يدك على متن ثور، فما وارت يدك / (7) من شعرة فإنك تعيش بها سنة. قال: ثم
مه؟ قال: ثم تموت. قال: قال: من قريب. قال: رب ادنني من الأرض المقدسة
رمية بحجر.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو أنى عند لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند
الكثيب الأحمر.

(1) في " ط ": " يحيونك ".
(2) في " ط ": " وعليك السلام ورحمة الله ".
(3) في " ط " " طوله " بدون واو العطف.
(4) في " ط ": قال: فلطم.
(5) في " ط ": الله عز وجل.
(6) في " ط " " وقد فقأ " وليس فيها: " قال: ".
(7) (6 ب) من م.
30

61 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر
بعضهم إلى سوأة بعض، وكان موسى يغتسل وحده، فقالوا: والله ما يمنع موسى أن
يغتسل معنا إلا أنه آدر. قال: فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على الحجر (1) ففر
الحجر بثوبه. قال: فجمع موسى في إثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر: حتى
نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأس. قال: فقام
الحجر بعد ما نظروا (2) إليه، وأخذ (3) ثوبه، وطفق بالحجر ضربا. فقال أبو هريرة:
والله إنه قال (4): ندبا (5) بالحجر ستة أو سبعة، ضرب موسى الحجر (6).
62 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس الغنى من كثرة العرض، ولكن
الغنى غنى النفس.
63 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن من الظلم مطل الغى، وإن أتبع
أحدكم على ملى فليتبع.
64 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أغيظ رجل على الله يوم القيامة وأخبثه
وأغيظ عليه رجل يسمى (7) ملك الاملاك، لا ملك إلا الله.
65 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينا رجل يتبختر في بردين قد (8)
أعجبته نفسه خسف به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة.
66 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله عز وجل: / (9) أنا عند ظن
عبدي بي.

(1) في " ط ": " حجر ".
(2) في " ط ": " نظر ".
(3) في " ط ": " فأخذ ".
(4) " قال " ليست في " ط ".
(5) ط: ندب بالرفع.
(6) ط: بالحجر
(7) في " ط ": " كان يسمى ".
(8) في " ط ": " وقد ".
(9) (17) من م.
31

67 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من يولد يولد على الفطرة، فأبواه
يهودانه أو (1) ينصرانه - كما تنتجون البهيمة، فهل (2) تجدون فيه من جذعاء
حتى تكون أنتم تجدعونها؟ قالوا: يا رسول الله، أفرأيت من يموت وهو صغير؟
قال (3): الله أعلم بما كانوا عاملين.
68 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن في الانسان عظما لا تأكله الأرض
أبدا، فيه يركب الخلق (4) يوم القيامة. قالوا: أي عظم هو يا رسول الله (5) قال:
عجب (6) الذنب (7).
69 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إياكم والوصال،.. (8)، إياكم
والوصال. قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله، قال: إني لست في ذاكم (9) مثلكم، إني
أبيت يطعمني ربى ويسقيني فاكلفوا (10) من العمل ما لكم به طاقة.
70 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا استيقظ أحدكم فلا يضع يده في (11)
الوضوء حتى يغسلها، أنه لا يدرى أحدكم أين باتت يده.
71 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كل سلامي من الناس عليه صدقة كل
يوم تطلع عليه الشمس. قال: تعدل بين اثنين (12) صدقة، وتعين الرجل في دابته

(1) في " ط "، " و " بدل " أو ".
(2) ط: هل.
(3) في " م " قالوا، وما أثبتناه من ط.
(4) " الخلق " ليست في " ط ".
(5) " هو يا رسول الله " ليست في " ط ".
(6) في " ط " " عجم ".
(7) في " ط " زيادة: وقال أبو الحسن: إنما هو عجب، ولكن قال بالميم.
(8) في " م " زيادة: " قالوا " بين العبارتين.
(9) في " ط " ذلكم.
(10) في " ط " فاكفلوا.
(11) في " ط ": " على الوضوء ".
(12) في " ط ": " الاثنين ".
32

وتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة قال (1): وكل
خطوة تمشيها إلى الصلاة، وتميط الأذى عن الطريق صدقة.
72 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا ما رب النعم لم يعط حقها تسلط
عليه يوم القيامة تخبط وجهه بأخفافها.
73 - / (2) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يكون كنز أحدكم يوم القيامة
شجاعا أقرع، ويفر (3) منه صاحبه ويطلبه، ويقول، أنا كنزك. قال: والله إن (4)
يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه.
74 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يبال في الماء الدائم الذي لا يجرى ثم
يغتسل به.
75 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس المسكين هذا الطواف الذي
يطوف على الناس ترده اللقمة واللقمتان والتمرة والتمرتان، إنما المسكين الذي لا يجد
غنى يغنيه، ويستحيى أن يسأل الناس، ولا يفطن له، فيتصدق عليه.
76 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تصوم المرأة وبعلها شاهد إلا بأذنه،
ولا تأذن في بيته، وهو شاهد إلا بإذنه، وما أنفقت من كسبه غن (5) غير أمره (فإن
نصف) (6) أجره له.
77 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يتمنى أحدكم الموت ولا يدعو به من
قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، أو قال أجله، وإنه لا يزيد المؤمن (7)
عمره إلا خيرا.

(1) " قال " ليست في " ط ".
(2) (7 ب) من " م ".
(3) في " ط ": " يفر " بدون " و " عطف.
(4) في " ط ": والله لن يزال.
(5) في " ط ": من غير أمره.
(6) من " ط ".
(7) في " ط " " من عمره ".
33

78 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يقل أحدكم للعنب الكرم، إنما
الكرم الرجل المسلم.
79 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اشترى رجل من رجل عقارا، فوجد
الرجل الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيه ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ
ذهبك منى، إنما اشتريت منك الأرض ولم أتبع منك الذهب، وقال (1) الذي باع (2)
الأرض: (3) بعتك الأرض وما فيها، وقال الآخر: لي جارية. فقال: أنكحوا الغلام
الجارية وأنفقوا عليهما (4) وعلى أنفسكما منه، وتصدقا.
80 - / (5) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيفرح أحدكم براحلته إذا ضلت منه
ثم وجدها؟ قالوا: نعم يا رسول الله. قال: والذي نفس محمد بيده الله أشد فرحا بتوبة
عبده إذا تاب من أحدكم براحلته إذا وجدها.
81 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله (6) قال: إذ تلقاني عبدي بشبر
تلقيته بذراع، وإذ تلقاني بذراع تلقيته بباع، وإذ تلقاني بباع جئته أو (7) أتيته
بأسرع منه (8).
82 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا توضأ أحدكم فليستنشق بمنخريه
من الماء (9) ثم لينتثر.

(1) في " ط ": " فقال ".
(2) في " ط ": " فقال ".
(3) في " ط ": " إنما بعتك ".
(4) في " ط ": " وأنفقوا على أنفسكما " دون " عليهما ".
(5) في (18) من م.
(6) في " ط ": إن الله عز وجل.
(7) في " ط ": أو قال: " أتيته ".
(8) " منه " ليست في " ط ".
(9) في " ط ": " من ماء ".
34

83 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفس محمد بيده لو أن عندي
أحدا ذهبا لأحببت ألا يأتي على ثلاث وعندي منه دينار أجد من يتقبله منى ليس شئ
أرصده في دين على.
84 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا جاء (1) الصانع بطعام (2) قد أغنا
عنكم حره ودخانه فادعوه فليأكل معكم، وإلا فألقموه في يده أو ليناوله في يده.
85 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يقبل أحدكم: اسق ربك، (3) وأطعم
أحدكم: عبدي، أمتي، وليقل: فتاي، وفتاتي (5) أو غلامي.
86 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أول زمرة تلج الجنة صورهم على
صورة القمر ليلة البدر، لا يبصقون (6) ولا يمتخطون ولا يتغوطون فيها، آنيتهم
وأمشاطهم من الذهب والفضة، ومجامرهم من الألوة، ورشحهم المسك، ولكل
واحد منهم زوجتان، يرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن، لا اختلاف بينهم
ولا تباغض، قلوبهم على قلب واحد، يسبحون / (7) الله بكرة وعشيا.
87 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اللهم إني اتخذ عندك عهدا لن
تخلفناه (8)، إنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته أو شتمته أو جلدته أو لعنته فاجعلها
له (9) صلاة وزكاة وقربة تقربه بها يوم القيامة.

(1) في " ط ": " جاءكم ".
(2) في " ط ": " بطعامكم ".
(3) في " ط ": " أو أطعم ".
(4) في " ط ": " ضئ ".
(5) في " ط ": " فتاتي، فتاتي، غلامي " بدون عطف.
(6) في " ط ": " لا يبصقون فيها ".
(7) في " ط ": (7 ب) من م.
(8) في " ط ": " تخلفه ".
(9) في " ط ": " فاجعلها صلاة ".
35

88 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لم تحل الغنائم لمن كان قبلنا، ذلك بأن
الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيبا لنا.
89 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: دخلت المرأة (1) النار من جراء هرة لها
- أو هر (2) - ربطتها، فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تتقمم (3) من خشاش
الأرض. حتى ماتت هزلا.
90 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يسرق سارق وهو حين يسرق مؤمن،
ولا يزنى (4) زان وهو حين يزنى مؤمن، ولا يشرب الحدود أحدكم - يعنى الخمر وهو
حين يشربها مؤمن. والذي نفس محمد بيده لا ينتهب أحدكم نهبة ذات شرف يرفع
إليه المؤمنون أعينهم فيها وهو حين ينتهبها مؤمن، ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن،
فإياكم (5) وإياكم.
91 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والذي نفس محمد بيده ما يسمع (6) بي
أحد من هذه الأمة، ولا يهودي ولا نصراني ومات ولم يؤمن بالذي أرسلت (7) إلا كان
من أصحاب النار.
92 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: التسبيح للقوم والتصفيق للنساء (8).
93 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: كل كلم يكلمه (9) المسلم في سبيل الله

(1) في " ط ": " امرأة ".
(2) في " ط ": " أو هرة ".
(3) في " ط ": تتقهم ".
(4) في " م ": " يزن " وما أثبتناه من " ط ".
(5) في " ط ": " وإياكم ".
(6) في " ط ": " لا يسمع ".
(7) في " ط ": " أرسلت به ".
(8) في " ط ": " للنساء في الصلاة ".
(9) في " ط ": " يلكم به ".
36

يكون يوم القيامة كهيئتها يوم (1) طعنت تفجر (2) دما، اللون لون دم (3) / (4) والعرف
عرف مسك (5).
94 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لانقلب إلى أهلي فأجد التمرة
ساقطة على فراشي، أو في بيتي فأرفعها لاكلها، ثم أخشى أن تكون من الصدقة فألقيها.
95 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تزالون تستفتون حتى يقول أحدكم:
هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله؟
96 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: والله (7) لان يلج أحدكم بيمينه في أهله
آثما (8) عند الله خير (9) من أن يعطى كفارته التي فرض الله عليه (10).
97 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أكره الاثنان على اليمين
فاستحباها (11) فأسهم بينهما.
98 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا ما اشترى أحدكم (12) لقحة مصراة،
أو قال (13): شاة مصراة فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها، إما هي، وإلا فليردها
وصاعا من تمر.

(1) في " ط ": " إذا طعنت ".
(2) في " ط ": " يفجر ".
(3) في " ط ": " الدم ".
(4) (19) من م.
(5) في " ط ": " المسك ".
(6) يوجد تقديم وتأخير بين هذا الحديث والذي بعده في " ط ".
(7) " والله " ليست في " ط ".
(8) ط: " أتم له ".
(9) " خير " ليست في " ط ".
(10) " عليه " ليست في " ط ".
(11) في " ط ": " فاستحياهما ".
(12) " ط ": إذا ما أحدكم اشترى.
(13) " قال: " ليست في " ط ".
37

99 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الشيخ شاب على حب اثنتين، طول
الحياة وكثرة المال.
100 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح،
فإنه لا يدرى أحدكم لعل الشيطان ينزع في يده (1) فيقع في حفرة من النار.
101 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اشتد غضب الله على قوم فعلوا
هناة (2) برسول الله - صلى اله عليه وسلم، وهو حينئذ يشير إلى رباعيته.
102 - وقال (3): اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله في سبيل
الله.
103 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: / (4) على ابن آدم نصيب من الزنا
أدرك ذلك لا محالة، فالعين زينتها النظر وتصديقها الاعراض واللسان زينته المنطق،
والقلب زينته التمني، والفرج يصدق ما (5) ثم أو يكذب.
104 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أحدث (6) أحدكم إسلامه فكل حسنة يعملها تكتب بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، وكل سيئة يعملها تكتب له
بمثلها حتى يلقى الله عز وجل.
105 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا ما أم (7) أحدكم للناس فليخفف
الصلاة، فإن فيهم الكبير وفيهم الضعيف وفيهم السقيم، وإن قام وحده فليطل صلاته
ما شاء.

(1) " ط ": أن ينتزع من يده.
(2) " هنأة " ليست في " ط " وترجح أن تكون " هذا " كما في بعض الروايات.
(3) ط: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
(4) (9 ب) من م.
(5) ط: بمأتم.
(6) ط: إذا أحسن.
(7) ط: إذا أم.
38

106 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قالت الملائكة: ذاك عبدك (1) يريد
أن يعمل سيئة، وهو أبصر به، فقال: ارقبوه، فإن عملها فاكتبوها له بمثلها، وإن
تركها فاكتبوها حسنة، إنه (2) تركها من جراي.
107 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يقول (3) الله تعالى كذبني عبدي ولم
يكن له ذلك (4)، وشتمني عبدي ولم يكن له ذلك، أما تكذيبه إياي أن يقول: لن
يعيدنا كما بدأنا، وأما شتمه إياي أن يقول: اتخذ الله ولدا وأنا الصمد لم ألد ولم
أولد، ولم يكن لي كفوا أحد.
108 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أبردوا الحر عن الصلاة (5)، فإن شدة
الحر من قيح جهنم.
109 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث
حتى يتوضأ.
110 - / (6) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا نودي بالصلاة فائتوها وأنتم
تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا وما سبقتم فأتموا.
111 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يضحك الله لرجلين يقتل أحدهما
الاخر، كلاهما يدخل الجنة. قالوا: كيف (7) يا رسول الله؟ قال: يقتل هذا فيلج
الجنة، ثم يتوب الله على الاخر، فيهديه إلى الاسلام، ثم يجاهد في سبيل الله
فيستشهد.

(1) ط: عبد.
(2) ط: إنما.
(3) ط: قال الله عز وجل.
(4) ط: ذلك له.
(5) ط: أبردوا عن الحر في الصلاة.
(6) (110) من م.
(7) ط: وكيف.
39

120 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يبيع أحدكم على بيع أخيه،
ولا يخطب على خطبة أخيه.
113 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الكافر بأكل في سبعة أمعاء، والمؤمن
يأكل في معي واحد.
114 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إنما سمى الخضر خضرا (1) لأنه
جلس على فروة بيضاء فإذا هي تهتز تحته خضرا (2).
115 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله لا ينظر إلى المسبل يوم
القيامة - يعنى إزاره.
116 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قيل لبنى إسرائيل: ادخلوا الباب
سجدا وقولوا: حطة نغفر (3) لكم خطاياكم، فبدلوا، ودخلوا (4) الباب يزحفون على
أستاههم وقالوا: حبة في شعرة (5).
117 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه فلم يدر ما يقول فليضطجع.
118 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قال الله تعالى /: (6) لا يقل ابن آدم:
يا خيبة الدهر، فإني أنا الدهر، أرسل الليل والنهار، وإن (7) شئت قبضتهما.
119 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: نعما للملوك أن يتوفاه الله
يحسن (8) عبادة ربه وطاعة سيده، نعما له نعما له.

(1) ط: إنما سمى خضر لأنه.
(2) ط: خضراء.
(3) ط: يغفر.
(4) فدخلوا.
(5) ط: في شعيرة.
(6) (10 ب) من م.
(7) ط: فإذا شئت.
(8) ط: بحسن طاعة ربه.
40

120 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قام أحدكم للصلاة (1) فلا يبصق
أمامه: إنه (2) يناجى الله (3) عز وجل ما دام في مصلاه، ولا عن يمينه، فإن عن يمينه
ملكا، ولكن يبزق (4) عن شماله، أو تحت رجله فيدفنه.
121 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا قلت: أنصتوا وهم يتكلمون
فقد ألغيت (5) على نفسك - يعنى يوم الجمعة.
122 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا أولى الناس بالمؤمنين في كتاب الله
(فأيكم) (6) ما (7) ترك دينا أو ضعة فادعوني فإني وليه، وأيكم ما ترك (مالا)
فليوثر بماله عصبته من كان.
123 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي - إن شئت، أو ارحمني - إن شئت، أو ارزقني - إن شئت، ليعزم المسألة، إنه يفعل
ما يشاء لا مره له.
124 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: غزا نبي من الأنبياء، فقال للقوم:
لا يتبعني رجل قد كان ملك بضع امرأة وهو (8) يريد أن يبنى بها ولما يبنى (9)،
ولا آخر قد (10) بنى بناء له ولما سقفها، ولا آخر قد اشترى غنما

(1) ط: إلى الصلاة.
(2) ط: فإنه.
(3) " عز وجل " ليست في " ط ".
(4) ط: ليبصق.
(5) ط: لغوت.
(6) من " ط ".
(7) ما: ليست في ط.
(8) وهو: ليست في ط.
(9) ط: بنى.
(10) قد: ليست في ط.
41

أو خلفات وهو ينتظر ولادها، فغزا، فدنا القرية / (1) حين صلى العصر، أو قريبا من
ذلك، فقال للشمس، أنت مأمورة وأنا مأمور، اللهم احبسها على شيئا فحبست
عليه حتى فتح الله عليه، فجمعوا ما غنموا، فأقبلت النار لتأكله فأبت أن تععمه،
فقال: فيكم غلول، فلبيا يعنى من كل قبيلة رجل، فبايعوه، فلصقت يد رجل بيده،
فقال: فيكم الغلول، فلتبايعني فبيلتك (2)، فبايعته فبيلته، فلصقت (3) يد رجلين
أو ثلاثة (4) فقال: فيكم الغلول، أنتم غللتم. قال: فأخرجوا له مثل رأس بقرة من
ذهب فوضعوه في المال، وهو بالصيد، فأقبلت النار فأكلته (5)، فلم (6) تحل الغنائم
لاحد من قبلنا، ذلك أن (7) الله رأى ضعفنا وعجزنا فطيبها لنا.
125 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينا (8) أنا نائم رأيت أنى أنزع على
حوض أسقى الناس، فأتاني عمر بن الخطاب - والله يغفر له (10)، فأخذ منه فلم
ينزع رحل نزعه حتى ولى الناس والحوض يتفجر (11).
126 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوز
كرمان: قوم (12) من الأعاجم، حمر الوجوه، فطس الأنوف صغار الأعين، كأن
وجوههم المجان المطرقة.

(1) (111) من م.
(2) ط: قبيلته.
(3) ط: فلصق
(4) ط: أو ثلاثة بيده.
(5) ط: فأكلت.
(6) ط: قال: فلم.
(7) ط: بأن.
(8) ط: بينما.
(9) ط: " ضعف والله يغفر له ".
(10) " والله يغفر له " ليست في ط.
(11) ط: يتفجر.
(12) ط: جوز كرمان، قوما.
42

127 (1) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تقوم / (2) الساعة حتى تقاتلوا
قوما نعالهم الشعر.
128 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الخيلاء والفخر في أهل الخيل
والإبل، والسكينة في أهل الغنم.
129 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الناس تبع لقريش في هذا (3) الشأن،
- أراه يعنى الامارة - مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم.
130 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: خير نساء ركبن الإبل صالح (4)
نساء قريش، أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده.
131 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العين حق، ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم عن الوشم (5).
132 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا يزال أحدكم في صلاة ما كانت
هي (6) تحبسه، ولا يمنعه أن يخرج إلا انتظارها.
133 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ
بمن تعول.
134 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنا أولى الناس بعيسى بن مريم في
الأولى والآخرة. قالوا: كيف يا رسول الله؟ قال: الأنبياء إخوة من علات،
أمهاتهم (7) شتى، ودينهم واحد، وليس (8) بيننا بنى.

(1) هناك تقديم وتأخير في " ط " بين هذا الحديث والذي بعده.
(2) (11 ب) من م.
(3) ط: هذه.
(4) صالح: ليست في " ط ".
(5) ط: ونهى عن الوشم.
(6) هي: ليست في ط.
(7) ط: وأمهاتهم.
(8) ط: فليس.
43

135 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: بينا (1) أنا نائم (إذ (2) أوتيت)
خزائن (3) الأرض، ووضع (4) في يدي سوران من ذهب، فكبرا على وأهماني،
فأوحى إلى أن انفخهما فنفختهما فذهبا، فأولتهما الكذابين اللذين أنا بينهما،
صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة.
136 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ليس أحد منكم ينجيه (5) عمله،
ولكن سددوا وقاربوا. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن / (6) يتغمدني
الله منه برحمة وفضل.
137 - قال (7) ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عن بيعتين ولبستين، أن
يحتبى أحدكم في الثوب الواحد ليس على فرجه منه شئ، وأن يشتمل في إزراره إذا
ما صلى، إلا أن يخالف بين طرفه (8) على عاتقه قال (9): ونهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
عن اللمس (10) والالقاء والنجش.
138 - وقال (11): العجماء جرحها جبار (12)، والمعدن جبار والنار
جبار، وفى الركاز الخمس.

(1) ط: بينهما.
(2) من ط.
(3) ط: من خزائن.
(4) ط: فوضع.
(5) ط: بمنجيه.
(6) (112) من م.
(7) ط: وقال.
(8) ط: طرفيه.
(9) " قال " ليست في ط.
(10) ط: المس.
(11) وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
(12) " ط " زيادة: والبئر جبار.
44

139 - وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أيما قرية أتيتموها وأقمتم فيها
فسهمكم (1) - وأظنه قال: فهي لكم، أو نحوه من الكلام، وأيما قرية عصت الله
ورسوله فإن خمسها لله ورسوله، ثم هي لكم بعد (2).
تمت صحيفة همام بن منبه، والحمد لله (3)

(1) ط: مسهمكم.
(2) " بعد " ليست في ط.
(3) في آخر المخطوطة بعد هذا مباشرة سماع يرجع تاريخه إلى سنة سبع وخمسين وخمسمائة على أبى بكر
محمد بن علي بن ياسر الأنصاري الأندلسي بالموصل وهو الذي رويت عنه الصحيفة كما في أولها، وترجمته في نفح
الطيب (2 / 58) قال صاحبه: رجل إلى مصر والشام والعراق واستوطن حلب وبها مات. وولد بججيان سنة 492
وتوفى بحلب سنة 563 وله ترجمة أخرى في نفخ الطيب أيضا (2 / 157) وله ترجمة في التكملة (500 -
501) وفيها: وبلغ الموصل فأقام بها مدة يسمع منه ويؤخذ عنه. والذي في الصحيفة هنا يشهد بصحة ذلك، إذ
أن السماع هذا كان بالموصل، وكذلك في سند أول الصحيفة.
ومثبت أسماء من سمعوا على أبى بكر وهم.. عبد الله بن عيسى بن عبيد الله بن عيسى المرادي الأندلسي
ومعه محمد بن الحسن بن محسن بن أبي المضاء البعلي، ورضوان الدين بن ناصر بن عبد المنعم الاشكندري
(كذا) وأبو المفاخر عبد العزيز بن أبي بكر الجنزي وإسماعيل بن أبي الكرم بن المبارك البرداني.
45